العظات

رسالة الأنبياء الجمعة الاولى من شهر توت

في الأسبوع الأول يا أحبائي من السنة القبطية في شهر توت المبارك يأتي تذكار العديد من الأنبياء، فمنذ ثلاثة أيام كان لدينا تذكار نياحة يشوع بن نون،واليوم تذكار نياحة أشعياء النبي،وبعد غداً تذكار نياحة رئيس الأنبياء موسى النبي، وفي نفس اليوم تذكار نياحة زكريا النبي، الكنيسة في تذكار الأنبياء تلخص لنا رسالة الأنبياء،ماذا كانت رسالة الأنبياء؟ كانت رسالة تحذير، كانت رسالة توجيه، كانت رسالة معرفة،كانت رسالة تعليم، ولكن من المؤسف أن قليل جداً من كان يستجيب مع رسالتهم،رغم أن كانت رسالتهم تكون رسالة من الله، رغم أن رسالتهم كانت محددة الكلام جداً، محددة النتائج،محددة الأزمنة،محددة الظروف،بمعنى أن يقول لملك أنت سوف تهزم في حرب كلام واضح،يقول لملك آخر أنت مدينتك هذه سوف تكون خربة، يقول لملك أنت سيسبونك ملوك آخرين من أعدائك ويقتلوك ويأسروا أولادك ويستعبدوهم،كلام واضح جداً،من المفترض أن الشخص الذي يسمع هذا الكلام ويشعر أن الله كلمه،يشعر بإنذار،يشعر بتوبيخ،يشعربتوجيه،يتجاوب مع هذا الصوت لكن للأسف،نبي مثل أشعياء النبي أنذر منسى الملك، جميعنا نعرف أن منسى الملك ظل 55 سنة في الملك،ظل 50 سنة في الشر، منسى الملك 50 سنة في شر لدرجة أنه يقول لك أنه صنع مرتفعات داخل الهيكل،أي أنه جاء داخل هيكل سليمان الذي يعتبر جده الأكبر وأصبح يصنع داخل الهيكل أماكن للعبادات الوثنية،قيل عنه أنه أضل يهوذا،ضل كل الشعب،يقول لك"وصنع الشر في عيني الرب لإغاظته"،تخيل أن شخص من القساوة يريد أن يغيظ الرب،هذا منسى الملك، أشعياء النبي لم يرضيه ذلك،ذهب يقول له اسمع لصوت الله، ارجع لإلهك،أسلك بحسب داود أبيك،أزل المرتفعات، لم يستجيب، قال له لكن الله سوف يأخذك ويسبيك وسوف تذل بيد أعدائك،فلم يروق له الحديث فأمربنشرأشعياء،هذا منسى الملك،وبالفعل بعدما تنيح أشعياءالنبي يقول لك أخذوه بخزامه، أي وضع له مثل حلقة في أنفه وجروه منها، حركة لا تفعل إلا مع الحيوانات، أخذوا منسى بخزامه،ووضعوه في سجن، ويقول لك عندما ضاقت نفسه صلى وتاب وعاد إلى الله، ليتك فعلت ذلك من البداية،تضل يهوذا خمسون سنة ولا تسمع لصوت الأنبياء!، كذلك أرميا، كذلك دانيال، كذلك حزقيال، كذلك موسى النبي،إنذارات، يقول لك أن الله قال لأرميا النبي أكتب ما أقوله لك، أصبح الله يملي عليه الكتابة ويقول له أذهب قل للملك أنك أنت سوف تسبى، تذل،وأنك سوف تسبي المملكة كلها، ارجع عن شرك وتب، ذهب لملك اسمه صدقيا، يقول لك الملك كان يجلس في مكان شتوي، حيث كان الملوك لديهم مكان للصيف ومكان للشتاء، فهذا المكان الشتوي كان يضع به دفايات،أتى الأشخاص الذين يقرأون هذه الرسالة للملك صدقيا فلم يعجب بهذه الرسالة، فأخذ منهم الرسالة وضعها في نار المدفأة، فهل كلام الله الذي أملاه لأرميا النبي كلمة بكلمة أنت تأخذه تضعه في نار المدفأة!. لذلك الكنيسة عندما تأتي تذكارات الأنبياء تقرأ لنا إنجيل الويلات عن الكتبة والفريسيين المراؤون،لماذا؟! لأنهم لم يستجيبوا لنداءات الله، لم يتجاوبون مع كلمته وإن كانوا يعرفوها،لذلك الكنيسة بحكمة في فصول الأنبياء تجدها تقرأ لك المزمور يقول لك "موسى وهارون في كهنته وصموئيل في الذين يدعون باسمه كانوا يدعون الرب وهو كان يستجيب لهم بعمود الغمام كان يكلمهم" ، كدليل على قوة وعظمة الأنبياء وأنهم كانوا يتحدثوا مع الله وجها لوجه، وأنهم كانوا حاملين رسالة الله لكل أحد، ومن هنا يقول لك "الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السموات أمام الناس"،يتحدث عن كم أن هذا الملك إذاعاد لله بقلبه سوف تعود معه مدينة،عندما تأتي لتدرس هذا الكلام في الملوك ستجد أنه من الممكن أن ملك يضل المملكة كلها وملك آخر يعود بالمملكة كلها، لاحظ على سبيل المثال أن هذا منسى الملك كان ابنه اسمه يوشيا، يقول لك يوشيا منذ ثاني يوم لتوليه الملك أصلح كل خراب فعله والده لمدة 55 عام، أتى شخص مثل حزقيا الملك يستلم أيضاً مملكة خربة، بمجرد أن يستلمها يفتح أبواب الهيكل، يرجع الذبائح،يصنع فصح،يقرأ على الشعب الشريعة، ما هذا؟هناك ملوك قلبها متحرك للبر، ولكن عندما يكون ملك لايستجب لنداءات الله فهو يضل الشعب بأكمله، لذلك يقول لهم"الويل لكم لأنكم تغلقون ملكوت السموات"، كثيراً من ملوك أغلقت أبواب الهيكل،كثيراً من ملوك فتحت أبواب الهيكل، وكل من أغلق باب الهيكل الله أنذره، الله أرسل له أنبياء. لذلك يا أحبائي روح النبوة مستمرة في الكنيسة إلى الآن عن طريق تعاليم آباء الكنيسة، روح النبوة مستمرة في الإنجيل وموجودة في صوت الإنجيل، روح النبوة موجودة في كل موقف الله يريد أن يعلمنا من خلاله، علي أن أستجيب للصوت، علي أن أتجاوب مع النداء، علي أن أفهم الإنذار، علي أن أرجع عن طريق شري لئلا يقع عليا غضب الرب، لذلك يا أحبائي هذه فكرة عن ما تقصده الكنيسة في أن تقرأ لنا إنجيل الويلات،ثلاثة فئات من الناس واجههم الأنبياء ولازلنا نراهم إلى الآن ولا زالوا يمثلوا نوعيات من البشر : ١ـ هناك من يسمع ويرفض. ٢-هناك من يسمع ويعجب بالكلام. ٣-هناك من يسمع ويعمل. أولا: هناك من يسمع ويرفض : هناك أشخاص تسمع كلمة الله، هناك ملوك سمعوا كلمة ربنا، هناك شعوب سمعوا كلمة ربنا، كان الحل بالنسبة لهم ليس أنهم يتجاوبوا مع الكلمة بل أنهم يقتلوا الكلمة،شخص مثل هيرودس الملك يأتي يوحنا المعمدان ينذره ويقول له لا يحل لك أن تتخذ هيروديا زوجة أخيك امرأة لك، الكلام لم يعجبه فرفض،فماذايفعل؟ يقتل يوحنا،يعتقد أنه عندما يرفض الكلمة فتكون بذلك انتهت، أبدا فهي لا زالت باقية، وإن كان يوحنا مات إلا أن الكلمة لازالت تصرخ في داخله، لذلك كثيراً نجد ناس ترفض كلمة الله،كثيراً ما نجد ناس تحاول أن تقتل كلمة الله،كثيراً تجد ناس لا تتجاوب أبدا مع كلمة الله، لدرجة أن هناك ناس من الممكن أن يستقبلوا كلمة ربنا بلون من ألوان الاستخفاف، من الممكن أن ناس تستقبل كلمة ربنا بلون من ألوان الاحتقار،من الممكن أن شخص يقول لك هذا الكلام لايمكن حدوثه،يمكن شخص آخر يقول لك هذا الكلام نظري،يمكن أن شخص آخر يقول لك هذا الكلام سوف أفعله لكن ليس الآن، كل هذه فئات ترفض كلمة ربنا، فئة واجهها الأنبياء، واجهها الأنبياء رغم أنهم يتحدثوا بروح الله وبصوت الله وبلسان الله،ويجدوا الناس لا تستجيب، فكانوا يتعجبوا، يدخلوا في مخادعهم ويصرخوا لإلههم،يقولون له نحن متعجبين كيف هذه الناس لم تسمع؟ يقول لك أشعياء النبي تجد في نبوته يقول لهم على لسان الله "ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبركك لجج البحر"، ياليتك تسمع لكن هناك ناس كثيرة تسمع وترفض،يقول لك عن حزقيال النبي ذهب ليكرز بكلام بلسان الله،فالله قال له أنا أعرف أن هذا شعب متمرد، أنا أعرف أنهم سوف يسمعوا كلامك ولن يفعلوا به لكن أنت لابد أن تكلمهم، لابد أن تنذرهم، إن سمعوا وإن امتنعوا، أنت لابد أن تتكلم . ثانياً: من يسمع ويعجب بالكلام: أحياناً يا أحبائي يمكن أن نسمع والكلام يروق لنا على مستويين مستوى العقل، مستوى العاطفة، يمكن أن إنسان يسمع كلام يعجب به على مستوى العقل يقول لك نعم وبالفعل صحيح، وكلامك صحيح، فإنه يعجب به،أو على مستوى العاطفة بمعنى أنني أنفعل به انفعال مؤقت، أحياناً نحن نقع في الفئة الثانية، فئة أنني أسمع الكلام ويعجبني لكن يقف عند حد الإعجاب،هذا لا يكفي، أو ممكن أني أنفعل لكن انفعال عاطفي مؤقت أقول لك أيضاً لا يكفي،لدرجة أن الله قال لحزقيال النبي انتبه إذا وجدت أشخاص أعجبه االكلام فلا تظن أن هذه الناس سوف تعمل به،قال له لماذا؟قال له لأن كلامك سوف يكون لهم كشعر أشواق لجميل الصوت يحسن العزف، ماذا يعني ذلك؟بمعنى أنه يريد أن يقول له كلامك يكون كشعرأشواق أي كأن شخص يقول شعر فالناس عندما تسمع الشعر تعجب بكلامه،وتقول له يا للجمال قل أيضاً،فيقولون له قل أيضاً،فيقول لهم أيضاً وكل هذا هم معجبين بالكلام على مستوى العقل فقط، قل أيضاً مثلما شخص يغني ويقول له كررمرة أخرى، كررثانية، كرر ثالث مجرد إعجاب خارجي، لجميل الصوت يحسن العزف،أن تكن لهم كشعر أشواق، انفعال مؤقت، كلام يعجب به على مستوى العقل أو العاطفة، لكن أحياناً الإنجيل يكون بالنسبة لنا كشعر أشواق، أحياناً نحن نقرأ المزموروكلامه رائع لكن بالنسبة لنا شعر أشواق، أحياناً الله يكلمني في عظة وأسمع الصوت ويكون الصوت واضح والرسالة خاصة بي وكأن الله في هذا اليوم خصص الكلمة كلها لشخص واحد وتجد أيضاً الكلام يأخذه على مستوى شعر الأشواق. لذلك يا أحبائي كثيراً من الناس رفضت كلام الأنبياء وكثيراً من الناس أعجبت بكلام الأنبياء، لكن قليلين الذين فعلوا بكلام الأنبياء،ما الذي فعلت؟يقول لك عندما سمعت الكلام ماذا حدث؟هناك أشخاص عندما سمعت كلمة الله يقول لك سجد ومزق ثيابه،هذا ملك اسمه يوشيا الملك، ما هذا؟!أحضروا له سفر الشريعة وهم يصلحوا في الهيكل المخرب الذي تركه والده منسى الملك الذي نشر أشعياء،وجدوا سفر الشريعة،عليه أتربة، قالوا له سفر الشريعة داخل الهيكل قال لهم سفر الشريعة أحضروه وأقرأوه لي،قرأوا له الرجل بكى ومزق ثيابه،قال لهم هذا الكلام لابد أن يقرأ على كل الشعب جمع الشعب والشعب أصبح يسمع،يبكي، يخر، يسجد،هناك ناس تسمع وتفعل،وهناك ناس تسمع وترفض وهناك ناس تسمع وتعجب. ثالثا هناك من يسمع ويعمل:- هذه هي الطلبة التي تصليها لنا الكنيسة كاستعداد لقراءة الإنجيل، لاحظ أنه يقرأ عليك البولس ،الكاثوليكون ،الإبركسيس،نأتي عند الإنجيل نقول لا نريد أن نضم مع الإنجيل مباشرة، لانريد أن نقرأه خلفهم مباشرة،لماذا؟ صلي يا أبونا صلاة خاصة لكي ما قلب الشعب يتحرك للكلمة، نضع فاصل قبل الإنجيل يقول لهم صلاة من أجل الإنجيل، ما اسمها؟ اسمها أوشية الإنجيل،والكاهن يتضرع إلى الله أن نسمع ونعمل، ونقول "إن أنبياء وأبرار كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، أن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا أما أنتم فطوبي لأعينكم لأنها تبصرولأذانكم لأنها تسمع"، كأن الأب الكاهن يقول لكم يا جماعة هذا الكلام الذي أنتم سوف تسمعوه لاتستخفوابه،فأنتم يا لحظكم أنكم أنتم تسمعون،أنكم أنتم تبصرون، لذلك يرفع صلوة خاصة من أجل أن الكلمة تثمر في أولاده، وأن الكلمة يسمعوها ويعملوا بها،لذلك يا أحبائي نجد أنفسنا نسمع كثيراً جداً لكن التأثير بسيط،وإذاهناك تأثير يكون مؤقت،متى أسمع وأعمل؟،متى أسمع؟، أقول له يارب ساعدني أتغير في نقاط الضعف،أنت يارب كلمتك تدخل داخلي تكون كمطرقة قال عنها ارميا النبي تكون مثل المطرقة، أن تكلمت تكون داخلي كنار تحرق،أنت كلمتك داخلي يكون لها سلطان أن تأمر،أنت كلمتك قاطعها من داخلي،أخشى أنني أكون في وسط جيل يظل الله يكلمني فيه وأنا لا أعمل، أخشى أني أكون أمام أشعياء النبي وكلامه لم يعجبني، أمام ارميا النبي وكلامه لم يعجبني،لذلك الكنيسة تجعل لك الأنبياء معك،يعيشوا معك،وروح الله جعل كلمتهم دائمة في إنجيله، كل من يريد أن يسمع فليسمع، كل من يريد أن يعمل فليعمل، لذلك يقول لك طوبى لمن يسمع أقوال هذه النبوة، ليسمع لكن أي سماع؟ السماع سماع القلب ليس سماع الأذان الداخلية، الأذان الروحية، أذان القلب، التي تسمع و تتحرك وتعمل جميل جداً عندما يقول لك أن الجموع عندما سمعوا كلمة الله"فنخسوا في قلوبهم وقالوا ماذا نفعل أيها الرجال الإخوة؟"، نحن ماذا نفعل؟، قولوا لنا ماذا نفعل؟،جميل أنني وأنا أجلس الآن الله ينخس قلبي أقول له لكن يارب ماذا أفعل لأبدأ؟، ما هي أول خطوة تريدني أن أفعلها؟،يقول لك كف عن الخطية،قل له نعمل كنني لن أستطيع فساعدني، يقول لك اساعدك لكن أنت لابدأن تريد،ولابد أن تعرف عندما أنت تريد أنا إرادتي أيضاً قداستك، فإرادتي عندما تأتي مع إرادتك ويتطابقوا هنا يحدث نعمة وفيرة،لذلك معلمنا بولس الرسول يقول لك "الله يعلم أن تريدوا"، بمعنى أن الله حتى يحاول أن يحرك إرادتك،يحاول أن يعمل في إرادتك الضعيفة فيحرك إرادتك لكي في النهاية العمل ينسب لك رغم أنه هو الذي حركك،مثلما بالضبط عندماشخص يظل يدفع شخص آخر لفعل شيء، فالشخص عندما يفعلها جيداً الناس كلها تمدح في هذا الشخص الذي فعل في حين أن الذي فعل هذا هو كان ثمر لتشجيع شخص آخر لكنك ان مختبئ،كذلك الله يظل يشجع فينا لكي في النهاية عندما نحن نفوزنحن الذين نكلل،في حين أنه هو الذي حركنا، لذلك يا أحبائي كلمة الله لابد أن ترفع، لابد أننا نستجيب لها، إنجيلك لابد أن يفتح كل يوم،كل يوم،لا يمضي يوم دون أن تقرأ فيه، اقرأ واسمع واعمل،اقرأ وحول الكلام لصلاة، اقرأ وحول الكلام لفعل، اقرأ وقل له يارب أنا أريد أن أفعل، علمني، دربني،اجعلني أبدأ،قل لي آية أخرج بها اليوم،ليس من الممكن أن أغلق الإنجيل ولازال لا يوجد آية نخس تداخل قلبي، لابد اليوم أن آخذ آية، الآية أرددها طوال اليوم، وأفرح بها، واشبع بها،لكي أكون في اشتياق للغد أن آخذ الآية الجديدة لليوم الجديد، لأن كل يوم الله لديه النعم ولديه الغنى، لذلك تذكارات الأنبياء لا تمر علينا هكذا أبدا،في تذكارات الأنبياء نتذكر رسالتهم، إنذارهم، محبتهم لله، نتذكر أنهم عاشوا كأبرار في وسط أجيال معوجة، تخيل أنت أن الله قال لأرميا إذا كان هناك بار واحد في المدينة قل لي عليه،إذا كان يوجد بار واحد في شوارع أورشليم أنا أريدك أن تقول لي عليه يا ارميا، تخيل الكنائس الآن أنها ممتلئة ناس عابدة،هناك ناس مصلية،وكثير ناس تائبة وكثيرمن ناس صائمة،أنت في جيل يعتبر أفضل بكثير جداً من غيره لكن عندما يكون الإنسان ميال للشرور يحاول أن يجلب أعذار لذلك يا أحبائي رسالة الأنبياء لابد أن تكون رسالة دائمة، نسمع ونفرح النبي في عيده، ونقول له أنت أنذرت،وأنت تحدثت،وأنت تنبأت،ونبوتك باقية في أذاننا، وتظل تصرخ فينا، ونحن سوف نعمل بها، فلتفرح اليوم لأن كنيسة العهد الجديد سمعت نبوتك وفرحت، سمعت نبوتك ورأت من خلالها المسيح واضح،واستجابت لك،واستجابت للمسيح ربنا يعطينا أن نسمع ونعمل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عيد التجلى الجمعة الثانية من مسرى

تعيدالكنيسة ياأحبائي في هذاالصباح المبارك بعيد تجلي رب المجد يسوع على جبل طابور، عيد التجلي يا أحبائي جعلته الكنيسة من الأعياد السيدية الصغرى لأنه يحمل إعلان عن طبيعة السيد المسيح كحامل للجوهر الإلهي في ذاته،إذ تغيرت هيئته،وأعطى لتلاميذه لمحه من مجد ألوهيته لماذا التجلي؟! ربنا يسوع يعلم أنه يجهزتلاميذه لكي يتمم وسطهم تدبير الفداء،فسوف يروه في صورة من الهوان والذل والخزي والعري والاستهزاء،ويعرف أنه من الممكن جداً أنهم يعثروا فيه،فقال أنا أجعلهم يروا هذه اللمحة الإلهية لكي تكون سند لهم،ولكي تعطيهم معرفة لطبيعتي كإله وإن كنت في صورة إنسان،التجلي يا أحبائي يعني أنه ظهر في مجد فوق المعتاد،هذه كلمة تجلي، تجلي أي ظهر بقوة فوق الطبيعة أو فوق عادته الطبيعية هذا التجلي أقول لك أن نفس الذي حدث مع بطرس ويعقوب ويوحنا ربنا يسوع يدعونا له مثلما أختار هؤلاء الثلاثة وصعد بهم على جبل التجلي "جبل طابور" لكي يتجلى هناك ربنا يسوع يريدأن يأخذ كنيسته كلها ويصعد بهم على جبل عال منفردين يقول لك تعالى تمتع بمجد ألوهيتي تعالى شاهد ما لا يراه الناس تعالي شاهد أنت بمفردك هذا المجد المخفي تعالى تمتع بالقوة والعظمة تعالى ميلوأنظر لهذا المشهد العجيب،الذي تجلى على جبل طابور مستعد أن يتجلى إلى الآن،ويدعونا كل أحد فينا يقول لك تعالى معي اصعد الجبل،وأنظرالمجد،ما هو هذاالتجلي يا أحبائي؟ التجلي ليس حدث ماضي بل حدث حاضر دائم مستمر كل شخص فينا من الممكن أن ربنا يسوع تجلى في قلبه في عقله من الممكن أن يكون كل واحد فينا جاءت له ومضة إلهية داخل قلبه وداخل عقله شعر بقوة ومجد ألوهية ربنا يسوع المسيح في داخل حياته هذا هوالتجلي هذا هو التجلي المعروض علينا أننا نصعد مع يسوع على الجبل العالي لكي نتذوقه،ولكي نختبره،نقول له يارب يمكن أن يكون هناك فترات في حياتنا نشعر فيها أن قوتك ومجدك محتجزة عننا،لانقدرعلي استيعابها، من الممكن يارب أحيانا نراك كضعيف،ممكن أحيانا أراك كإنسان واتخيلك كإنسان،ويمكن نتردد في أمر ألوهيتك، لكن اليوم أنت تدعونا أنك تأخذنا على جبل عالي لكي نذوق معك مجد ألوهيتك، جبل التجلي يا أحبائي هو جبل كل نفس،هوللكنيسة كلها، يسوع يتجلى في كنيسته، حاضر معنا،يسوع يتجلى على المذبح، الذي يريدأن يرى التجلي يمكن أن يراه الآن وهو يجلس معنا،الذي يريد أن يشعربالتجلي يشعر به في تسابيح الكنيسة،في ترانيم الكنيسة، يشعر أن هناك حلول إلهي، هناك قوة غير طبيعية، هناك مجد أشرق علينا هذاهو التجلي،التجلي في آية في الإنجيل، التجلي في وقفة صلاة،التجلي في لحظة صدق مع النفس،التجلي في لحظة كشف خطية،التجلي في لحظة خدمة من القلب،أقول لك كل هذاهوالتجلي،التجلي ليس بعيد عننا،وليس حدث مضى، لكن هو حدث لنا،وليس فقط يحدث مرة لا فهويتكرر،لكن انتبه يقول لك على هذا التجلي له ثلاث شروط هو اختار، لماذا اختار هؤلاء؟ أختار من يستطيع أن يحتملوا المجد الإلهي،اختار النفوس الأمينة التي تستطيع أن تحتمل التجلي وعندما يقول لهم لا تقولوا لأحد فلن يقولوا لأحد، قال لهم ذلك لا تقولوا لأحد،أستطيع أن أقول لك أن من فينا يستطيع أن يحتمل تجلي رب المجد في حياته ولا يتحدث،من فينا يحتمل أن يقع عليه هذا الاختيار ويحتمل يرى كل هذا المجد ويتلامس مع كل هذا المجد وهو صامت، هذا هو الذي اختاره ربنا يسوع المسيح،يختار النفوس الأمينة المحبة له التي تستطيع أن تحفظ السر،تستطيع أن تحفظ الأمانة، وليس النفس التي تذيع الكلام،ليس الذي يظل يحو لمجد ربنا يسوع المسيح بدلاً من أن يعطي المجد له لا فهو يريد أن يأخذ المجد لنفسه، يقول أنا يسوع تجلى لي،يسوع أخذ نوعيات معينة،قلوب تحبه وقلوب تحفظ السر،إذا ربنا أعطاك أي خبرة في حياتك اصمت،تلامست مع ربنا يسوع المسيح في موقف توبة اصمت، ربنا يسوع أعطاك اختبار أنك تتذوق مجده في أي لحظة في حياتك أصمت،لا تخبرأحد،لأنك من الممكن عندما تخبر يمكن أن يسرق منك هذا المجد،يقولون في العهد القديم عن ملك اسمه حزقيا أتى إليه جيش من الأعداء لكي يباركوا له على مناسبة معينة،فعندما أتوا ليباركوا له هو ببساطة فعل شيء فتح لهم الهيكل وأدخلهم وأراهم كم أن أبواب الهيكل مطلية بالذهب،ففتح لهم فيداخل الهيكل، في منطقة الخزائن وأراهم الفضة والذهب،بالطبع عندما أراهم الفضة والذهب هم ماذا فعلوا؟ طمعوا، ذهبوا أحضروا له جيش وأتوا وأخذوا فضة وذهب الهيكل،يقول لك عندما تكشف أنت مجد الله الذي داخلك فيكون معرض للنهب والسرقة،مجد الله في الداخل لابد أن يخفى،الله عرض التجلي على أفراد يستطيعوا أن يخفوه،هؤلاء هم،وماذاأيضاً؟ أخذهم على جبل عالي، يعني لكي يتجلى ربنا يسوع المسيح لابد أن تصعد من فكرة الاهتمامات الأرضية الضعيفة، لابد أن ترتفع عن مستوى الهموم والشهوات،تصعد على جبل،إذا انتبهت إلى قصة الجبال في الكتاب المقدس تجد أنها تعبر عن أحداث عجيبة،وستجد أن الله يحب جداً أن يصنع أمور عظيمة على جبال،لذلك يقول لك "أساساته في الجبال المقدسة"، نحن نلاحظ أن سفينة نوح استقرت على جبل،و نلاحظ أن الوصايا أعطيت على جبل،ونلاحظ أن ايليا النبي كان رجل جبال،ونلاحظ أن وصايا العهدالجديد مثل العظةعلي الجبل أعطيت على جبل،وسنجد أن التجلي حدث على جبل،بل والأكثر من ذلك أن الصليب نفسه حدث على جبل،من هنا الجبل معناه قوة فائقة مرتفعة هذا هو الجبل باختصار شديد، ربنا يسوع يريد أن يعطيك أن تتمتع بجبل في حياتك، أن يرفعك بقوة فائقة ليتجلى،هذا هو الجبل، اختارأناس محبين، تحفظ السر،ويريد أن يأخذك بقوة فائقة مرتفعة يرفعك فوق من الأرض، هذا معنى أخذهم على جبل،وانتبه يقول لك أيضاً منفردين،أي أن أحداث كثيرة جداً في حياتنا لابد أن تتمتع بها وحدك،أي لابد أن يكون له علاقة شخصية خفية منفردة مع ربنا يسوع لكي يحدث هذا التجلي في الخفاء الانفراد،لكن لماذا لم يأخذهم مع جموع كثيرة فهو منظر جميل اجعل ناس كثيرة تراه،قال لك ليس كل نفس تستطيع أن ترى هذا المنظرليس كل الناس تحتمل هذا المنظرليس كل الناس تستحق هذا المنظر لذلك يقول لك أخذهم منفردين لابد أن يكون هناك علاقة خفية بيننا وبين الله وهذا هو الانفراد جميل أن الإنسان مثلما أقول لك يجلس وحده ويصمت،وحده انفرد في وسط الضوضاءالتي نعيش فيها يا أحبائي لابد أن يكون لنا انفراد، في وسط المجموعات الكبيرة والدنيا المزدحمة لابد أن يكون لنا انفراد ادخل إلى داخل جبل قلبك،ادخل إلي داخل مخدعك الخفي العميق يتجلى لك رب المجد أدخل وأغلق بابك اضبط حواسك اضبط أفكارك اضبط مشاعرك اصعد على جبل عال وستجد أنك بدأت تؤخذ، كل لحظة تمر وكل خطوة تمرستجد أن هناك مجد يعلن لك،هذاهوالتجلي الذي ربنا يسوع المسيح فعله مع مجموعة من تلاميذه، لكن مثلما نقول ليس حدث مضي أبدا يسوع هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، نحن نؤمن أن مسيح التاريخ مسيح حي دائم متجدد يدوم إلى الأبد ليس أحداث مضت،فالتجلي هو حدث الكنيسة كلها،أن نرى مجد ألوهيته، أن يستعلن لنا،أن نراه مع أنبيائه يأتي مع موسى وايليا، ويتحدثوا عن الأمور العتيدة، العتيدة تعني القادمة، العتيد يعني القلب العظيم، يتحدثوا عن الأمور العظيمة الآتية، تخيل عندما يكشف لك الله مجد الآب ومجد في الحاضر فتشعر برضا عن الماضي هذا هو عمل ربنا يسوع المسيح في حياتنا، يجعلك تشعر برضا عن الماضي ويعطيك مجد في الحاضر ويكشف لك عظمة المستقبل،هذا هو التجلي، يتحدث مع موسى وايليا ويحملوا هما الاثنين رمز للعهد القديم كله، موسي يرمز للناموس كله، وايليا يرمز للأنبياء كلهم الناموس والأنبياء عصر ما قبل المسيح كله يتلخص في هذين الاثنين، وكأن ربنا يسوع المسيح يأخذ معه الكنيستين كنيسة العهد الجديد بطرس ويعقوب ويوحنا، وكنيسة العهد القديم موسي وايليا، وهو في المنتصف ربنا يسوع محور التاريخ موسي وايليا تنبأوا عنه،وبطرس ويعقوب ويوحنا رأوه ولمسوه،وهو في المنتصف هذه هي عظمة حياة ربنا يسوع المسيح، أنها لم تكن وليدة الآن لا فقد تنبأ عنه منذ أجيال قديمة هو المحور هو الوسط هو المركز كموضع اشتياق كنيسة العهد القديم وموضع محبة كنيسة العهد الجديد وهو في المنتصف،وتجلى في وسطهم،التجلي يا أحبائي ممتلئ بالمعاني الروحية العميقة جبل طابور جبل مبارك جبل رأى مجد الإله الذي معلمنا بطرس من عظمة الحدث قال جيد يارب أن نكون ههنا لا نريد أن ننزل كل واحد فينا داخله جبل طابور كل واحد فينا يحتاج أن يتلامس مع هذا المجد ويقول لربنا لا أريد أن أعيش للعالم مرة أخرى لا أريد النزول اجعلني هنا لكن يمكن أن يكون الموقف لا نستطيع أن نحتمله كثيراً فلنصنع لك ثلاث مظال والسنكسار يقول لك أن بطرس تكلم هذا الكلام في جهل وفي أدب جهل أنه يعتقد في ذهنه أن يسوع يحتاج إلى شمسية،وأدب لأنه لم يطلب لنفسه ولا للتلاميذ، يقول له ثلاثة واحدة لك، واحدة لموسى، واحدة لإيليا، ولكن هل أنت لا تحتاج؟ نعم أنا أحتاج لكن من العيب أن أطلب لنفسي فيوجد أدب عندما يتلامس الإنسان مع مجد ألوهية ربنا يسوع المسيح يقول له جيد يارب أن نكون ههنا هذا يكفي فلا أريد النزول لا أريد أن أعود مرة أخرى لنفس الممارسات الروتينية لا أريد أن أعود مرة أخرى للحياة التي لا أراك فيها أنا أريد أن أظل معك هذا يا أحبائي جمال تجلي رب المجد يسوع بقلب وعقل كل واحد فينا نقول له يارب أنا اشتهي ألا أنزل مرة أخرى أشتهي ألا أعود ثانية لفتوري ولا للممارسات الشكلية الله يقول لك لا أنت لابد أن تنزل، ولابد أن تعرف أن الحياة لا تكون دائماً تجلي، لكن لابد أنك تمارس حياتك الطبيعية ويبقى التجلي في قلبك وفي عقلك أن إلهك حي إلهك قادرإلهك موجود إلهك يريد أن يتجلى في كل انسان ليجذب إليه القلوب ويرفعها حتى إذا ما رأوه في صليب حتى إذا ما رأوه مهانا أو مضروبا أو مضطهدا لا يعثروا فيه أبدا هذا هو تجلي رب المجد يسوع لذلك هو قصد أن يفعل هذا التجلي قبل الصليب لئلا يظن أحد أن الصليب أعطى قوة لربنا يسوع فتجلى مثلما القيامة حدثت بعد الصليب يقول لك لا فهو يحمل في داخله مجد ألوهيته قبل وبعد الصليب فقبل الصليب تجلى وبعد الصليب قام لأنه يعلن أنه هو هو الإله الذي صلب هو هو الإله الذي قام ربنا يسوع يدعونا ويختارنا أن نصعد معه على جبل عال منفردين ويتجلى في حياتنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

يبغض أباه وأمه الجمعة الثانية من شهر أبيب

حدثنا إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي عن جموع كثيرة سائرين معه،ومن الواضح أن المكان الذي كان يذهب إليه ربنا يسوع المسيح يكون مزدحم جداً، جموع كثيرة أحبت أن تذهب خلفه، جموع كثيرة أحبت أن تسمع تعاليمه،جموع كثيرة أحبت أن ترى معجزاته، لكن في الحقيقة سنجدأن ربنا يسوع يريد أن يقلل من عدد هؤلاء الجموع،كيف يقللهم؟! هو لايريد أن يقللهم لأنه لايحبهم، لا فهو يريد أن الذي يسير خلفه يكون إنسان يتبعه بالحقيقة ليس مجرد عدد يذهب خلفه،تخيل أن جموع كثيرة تسير خلفه وهو يقول لهم وصايا صعبة، فماذا يقول لهم؟! يقول لك وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت،نظرإليهم،وجد ناس كثيرة، قال لهم أتريدون أن تذهبوا خلفي إذن اسمعوا هذه الوصية، فالتفت وقال لهم "من يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً"،تخيل أنت عندما يسوع يقول كلمة مثل ذلك فالجموع الكثيرة السائرة كم يتبقى منهم؟!. تبعية ربنا يسوع المسيح يا أحبائي ليست تبعية شكلية، ليست تبعية انفعالية،ليست تبعية لمصلحة، فهي من المفترض أن تكون تبعية قلبية،مثلما الكنيسة تقول في ألحانها "نتبعك يارب بكل قلوبنا"، فيقول لهم انتبهوا الموضوع ليس أنك تذهب خلفي بحسب الشكل، تذهب خلفي وتظل تفتخر أنك تذهب خلفي،لافأنت لكي تذهب خلفي هناك وصايا، لماذا يا أحبائي ربنا يسوع المسيح جعل وصيته أن يكون فيها لون من ألوان الجهاد والتغصب؟،لماذا لم يجعل وصاياه بدرجة كبيرة من السهولة؟، قال لك لا فأنا وصاياي هذه هي التي أنا أعتبرها أنها هي المصفاة التي تصفي الجيد من الرديء، وصاياي هذه هي التي تمنع أي إنسان يريد أن يتبعني لشكل أو لغرض، وصاياي هذه هي التي تفرز لي الصالح من الشرير،هي التي تفرز، لذلك قال لهم "من يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً"،لماذا؟ لأنه هو يركز على التبعية الحقيقية، يريد أن يقول له لا يصح أن تذهب معي وبداخلك محبات أخرى كثيرة،لا يمكن،تريد أن تأتي معي لابد أن أكون أنا مركز حياتك، لابد أن أكون أنا مركز اشتياقاتك، لابد أن أكون أنا مركز اهتماماتك، لذلك ياأحبائي الإنسان يشعر بأن علاقته مع الله علاقة ضعيفة جداً، وفاترة جداً، وبلا أي عزاء طالما هناك هذه العوائق، فيشعر أن علاقته بالله لون من ألوان الجمود، عبء، صعب، لماذا؟ لأنه يريد أن يتبع الله وداخل قلبه اهتمامات كثيرة لا يليق أحد القديسين يقول لك لابد أن تخلي المكان ليسوع، لابد، لا يستقيم يا أحبائي أن الإنسان يكون في قلبه اهتمامات كثيرة آخذة قلبه،آخذه فكره، آخذه عقله، وفي نفس الوقت يريد أن يسير مع ربنا يسوع لا يمكن لذلك وجدنا ربنا يسوع المسيح التفت إليهم وقال لهم ذلك، ثم عاد مرة أخرى وقال لهم "ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يصير لي تلميذاً"، التبعية ورائي ليست مجرد شكل لا فهي صليب، وحمل صليب،هي تفريغ اهتمامات،هي تبعية من كل القلب،هي إنسان يريد أن يعيش للمسيح لأنه وجد فيه الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن، فعندما وجدها مضى وباع كل ماله،لا يليق أن يبقي كل ماله ويأخذ الجوهرة،لا يمكن، لذلك هنا يقول لهم "من لا يبغض أباه وأمه وامرأته" بالطبع القصة ليست قصة كراهية لأن ربنا يسوع المسيح أمرنا بمحبة الأعداء، فإن كان أمرنا بمحبة الأعداء فهل يوصينا أن نبغض أهلنا؟! لا ليست قصة بغضة،إذن ما هي القصة؟! أنه لا يكن أهلك هم مركز اهتمامك، لا يكن هم مركز عواطفك،لا يكونوا آخذين منك كل شحنات العاطفة التي داخلك ولا توجدعاطفة لربنا يسوع، لا توجد عاطفة للأمور الروحية، فقد سمح الله أن هذا الإنسان يكون محدود،فلكي تكون طاقة الإنسان المحدودة هذه يوجهها في أمور زمنية سيجد الإنسان زاد في انحصاره، لكن عندما يوجهها لأمور روحية ستجد عاطفته تنمو،هذا يا أحبائي شرط يضعه ربنا يسوع المسيح، ربنا يسوع لا يفرح بعدد كبير يسير خلفه، لا يفرح بناس خائفين له، تطيع وصاياه، ربنا يسوع المسيح لا يفرح بعدد كبير اسمهم مسيحيين لا يفرح بذلك، لكن يفرح بالمسيحي الحقيقي، لا يفرح بأن جموع كثيرة سائرين معه لكن يفرح بنفس أمينة جالسة تحت قدميه، هو يعلم ما في القلوب، ونحن جالسين الآن ربنا يسوع يعرف من الذي يجلس أمامه بقلب منكسر، متواضع، يعرف من يجلس الآن وقلبه مرفوع ويشتاق للخلاص من خطاياه، وكل قلبه في ربح الملكوت، ويعرف من الذي يجلس لمجرد أنه جموع كثيرة كانت تسيرخلفه،لذلك يضع اختبار، مثلما يأتون لكي يدخلوا الكليات والجامعات فيقول لك لا لابد أن نجري اختبار،يؤدوا الامتحان وبعد ذلك كل طالب يأخذ مجموع ويدخلوا كل طالب حسب مجموعه،ما هو هذا الامتحان؟!هذا الامتحان ليس ضد الطلبة، هذا الامتحان في مصلحة الطلبة لكي يفرز، لكي يذكي، لكي يعطي كل واحد نصيبه وحقه، الوصية عند ربنا يسوع المسيح هي مجال لاختبار الحب،هي مجال للنمو،هي مجال للترقية، لكن أشخاص كثيرة التي لا تنفذ الوصية فهي بالنسبة لهم مجال للدينونة، ومجال للإعاقة، هي مجال لكي ترجع ناس كثيرة،ولكي تقدم ناس كثيرة،لذلك قال لك أنا موضوع لسقوط وقيام كثيرين، سقوط وقيام، نأتي هنا، نظر إليهم وقال لهم هل تريدون أن تذهبوا خلفي؟لابد أن تتبعوا تعاليمي لذلك يا أحبائي عندما نقرأ آية مثل هذه لابد أن نفهمها بطريقة صحيحة، ما معنى أني أنا أبغض أبي وأمي وزوجتي وأولادي وأخوتي أخواتي؟! أقول لك ربنا يسوع المسيح يريدك أن تحب كل هؤلاء الناس لكن من خلاله هو،يريدك أن تحب زوجتك في المسيح، والدك تحبه في المسيح،أولادك تحبهم في المسيح، محبة تقدمك وتقدمهم، لكن الإنسان أحياناً يحب بطريقة خطأ، لا تكون المحبة في المسيح،لكن أين تكون المحبة؟تكون في الشخص،تكون في الذات،فبذلك المحبة تكون محبة استهلاكية،تكون محبة عصبية، محبة قبلية، محبة شلليه، إن هؤلاء عزوتي، إن هؤلاء الذين أنا أستمد منهم أمني، قوتي، وجودي، سلامي، ومن هنا ربنا يسوع المسيح يريد أن يفطمنا عن أني أتكل على ذراعي في الحياة البشرية،وأنا أظل أوجد لنفسي وسائل لتأمن بها حياة البشرية، يقول لك لا أنا أريد العكس، أنا أريد أن تتخلى عن هذه الوسائل،لكي أكون أنا سلامك، أكون أنا أمنك، أكون أنا أهلك لذلك من الممكن أن نجد قديسين يقدم ابنه شهيد، لكن لماذا؟!، هل هو يبغض ابنه؟ أقول لك من الممكن هنا في هذه الصورة أن تفهمها كذلك، لكن أستطيع أن أقول لك أنه يحب ابنه في المسيح، أدرك أن ابنه عطية من المسيح له،فليس كثير عندما يعطيها للمسيح، لم يجعل المحبة لابنه محبة منفعة ويقول أنني أريده يجلس هنا معي،ليس من المهم أن يذهب إلى السماء،ليس من المهم علاقته بالمسيح، المهم أنا، هنا المسيح يقول لك لا، انتبه. لذلك يا أحبائي علاقتنا الأسرية لابد أنها تكون علاقة في المسيح يسوع،أحب ابني في المسيح، في الأساس هو عطية الله لي، لأنه ليس ملكي، لأن "البنون ميراث من الرب وثمرة البطن عطية منه"،إذن هوعطية فعندما يكون هو عطية من المفترض أنني أرتبط بالعاطي ليس بالعطية،المفترض أن علاقتي بالله تنمو وتزداد بابني،ليس أن تنمو العلاقة بيني وبين ابني وأنفصل عن الله، لماذا؟لأن ابني أخد اهتمامي، ابني آخذ كل تفكيري وكل عواطفي،أصبحت لا أعرف ماذا أفعل؟أقول لك لا انتبه ،الإنسان يا أحبائي يحتاج أن علاقته تكون مقدسة في المسيح يسوع،لا تندهشوا يا أحبائي عندما تجد أب وأم وزوج وزوجة كلهم ذاهبين للاستشهاد،لا تندهش عندما تجد طفل مثل اليوم عندما يحدثك عن الطفل كرياكوس وأمه يوليطة الاثنين يستشهدوا، طفل عمره ثلاث سنوات،كم كانت مشاعرأمه تجاه طفل لديه ثلاث سنين هذه تكون مشاعر حساسة جداً، صعبة جداً، نجد أن الوالي يتحدث معها تقول له حتى هذا الكلام الذي تقوله لا يقبله الطفل الصغير،أنتي أدخلت الطفل الصغير قالت نعم فنحن إذا استشهدنا نستشهد معا،ألا تقومي بتهريب الطفل؟!لا نستشهد مع بعضنا البعض، لماذا؟! محبة في المسيح يسوع، محبة لا تأخذني من المسيح، محبة تذهبني للمسيح، أحبائي كثيراً جداً عدو الخير يصنع له مراكز في داخلنا،ومثلما يصنع له مركز في الجسد والغريزة يصنع أيضاً مركز في العاطفة، فيأتي عدو الخير يحرف العلاقات العاطفية ويجعل الإنسان تكون هذه العلاقة العاطفية بدلاً من أن تكون شيء لنموعشرته مع الله لا فهي تكون شيء يأخذه من الله، فتجد الإنسان شغل نفسه، شغل عاطفته، شغل فكره بأمر آخذه عن الله،آخذه عن المسيح،علاقتنا بأولادنا وعلاقتنا الأسرية تكون علاقات في المسيح يسوع، علاقة تدفعني للمسيح ليست تأخذني من المسيح، لذلك لا تندهش عندما ذات مرة ربنا يسوع المسيح قال "أن أعداء الإنسان أهل بيته"،لماذا؟! لأن أحياناً العاطفة تتوجه خطأ، أحياناً العاطفة تجعل الإنسان قد يشفق على ابنه أو يشفق على زوجته وتجده قديس اعده على الكسل، يساعده على عدم إتمام الوصايا، يقول له أنت متعب فلا تصوم، أنت اليوم متعب فلا تستيقظ مبكراً لتذهب القداس،لا يحدث شيء إذا لم تصلي، ليس هناك داعي أنك طوال الوقت تذهب الكنيسة، أحياناً تكون علاقتنا العاطفية عائق، وإن كان شكلها أو مظهرها محبة،أقول لك لا انتبه،إذاأحببنا نحب في المسيح يسوع، نحب المحبة التي تنمينا، نحب المحبة التي تقربنا كلنا للمسيح يسوع،هذه الذي هنا ربنا يسوع المسيح يقول انتبه ليس كل الذيني ذاهبون خلفي يفهموا أنه لابد أنه يحبني أنا أولا، لابد أن محبته لعائلته ولأولاده تكون محبة من خلالي أنا، ربنا يسوع المسيح يا أحبائي يحب أن يكون هو مركز الحياة، لا يحب أن يكون له منافس في حياتنا،قال لك "أطلبوا أولا ملكوت الله وبره"،قال لك "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك"، يريد الكل، لا يليق يا أحبائي أن الإنسان يكون قلبه منقسم، لكن كيف أعيش إذا كنت أعطيت الله كل قلبي؟، وبقية علاقاتي كيف أعيش بها؟، يقول لك تحب كل علاقاتك وتنمي كل علاقاتك لأنك أنت تحب الرب من كل قلبك فكل محبة سوف تحبه فتحبها من خلال ربنا ومن خلال محبتك لربنا، ستجد وأنت تعامل زوجتك تعاملها بمخافة الله، تعاملها بمحبة روحانية، تجد وأنت تعامل أولادك تعاملهم على أنهم سوف يرثوا السماء معك، وأنهم سيكونون وسيلة بركة لك فأنت تحبهم وتخدمهم من أجل أنهم عطية الله لك،وأنهم أمانة لديك هو مستودعهم لك، والولد والبنت يحب والده لأن والده آخذ أبوته مصدرها من الله، هذه علاقات بلا عثرة، هذه علاقات بحسب قصد الله،الله سمح أن يرينا ذاته من خلال علاقتنا فجعل الأب يرى محبة الله من خلال الابن، وجعل الابن يرى محبة الله من خلال الأب، فتجد أن الله يريد أن يحدثنا من خلال أقرب الأمور الملموسة لنا، علاقتنا العائلية، لذلك هنا يقول لك انتبه إذ أنت لست واضع المسيح في المنتصف إذا أضاع هذا الهدف ستجد علاقتك تشوهت، ستجد أنك نسيت أن هؤلاء الأولاد عطية الله لك، وهنا يعود ليذكرهم بالحقيقة التي يود أن يؤكد عليها، يقول لهم "ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يصير لي تلميذاً"، يريد أن يقول أيضاً إذا أنت تريد أن تذهب خلفي فكونك تسير خلفي فهي تحتاج أنك تكون حامل للصليب، تحتاج أنك تكون إنسان أمين في جهادك مع الله، تحتاج أن تعرف أن الحياة معي فيها ألم،تحتاج أن تعرف أن الحياة معي فيها نفقة، لا تظن أن الحياة معي مجرد أنك سوف تعيش حياة سهلة لا أنت لابد أن تحمل صليب،لا تظن أنك تظل تسير خلف شخص يظل يصنع معجزات وتظل تفتخر أنك تعرفه وتتبعه لا أنت لابد أن تعرف أن حياتك مع الله فيها حمل صليب لذلك ربنا يسوع المسيح لم يجعل هذه الأمور أمور اختيارية لا هو يقول لك "من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يكون لي تلميذاً"، هو يقولها بطريقة جذم،يقولها بطريقة نفي مطلق، يقول لك لا فالذي لا يحمل صليبه لن يكون لي تلميذاً، مثلما شخص يقول لك إذا لم تفعل هذا لن تأخذ ذلك، هي شرط هكذا، فمن لا يحمل صليبه يريد أن يقول لكل الذين يسيرون خلفه هل أنتم تحملون صليب أم أنكم مجرد جموع تسيرخلفي،هل أنتم تسيرون خلفي لمجرد تضيع وقت، لمجرد متعة، لمجرد لذة، لمجرد مشاهدة،أم أنت قادم وحامل صليب،لذلك ربنا يسوع المسيح هو بنفسه حامل صليب، فكل من يريد أن يتبعه فلابد أن يحمل صليب على مثاله، لأنه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا نسلك نحن أيضاً يا أحبائي مسيحيتنا مسيحية جدية، مسيحية أمينة صادقة،مسيحيتنا لابد أن ندركها ونفهمها ونعيشها في عمقها وإلا نكون مثل جموع كثيرة سائرين معهم ولكن لا يوجد فيهم أشخاص حاملة صليب، لا يوجدفيهم أشخاص تفهم كيف تكون علاقتها مع بعضها،لذلك ختم كلامه وقال لهم "من منكم يريد أن يبني برجا أفلا يجلس أولا ويحسب النفقةهل عنده ما يكمله؟" يريد أن يقول لهم أنتم تذهبون خلفي ولا تنتبهوا أن من المفترض عندما تذهبون خلفي ماذا تفعلون؟أم هو مجرد ذهاب خلفي فقط؟،انتبه أنت لكي تذهب خلفي لابد أن تعرف ماذا تفعل؟،أنت إنسان مسيحي فهل علمت أن هذه المسيحية لابد أن يكون لها نفقة،هل تعرف أن المسيحي لابد أن يحيا في عفة، تعرف أن المسيحي لا يجب أن يتابع وسائل إعلام طوال اليوم ويسهر على كلام لا يليق بأولاد الله،تعرف أنه هناك برج يبني له نفقة، تعرف أنك أنت مسيحي أي أنك يجب أن تعيش بالأمانة، حتى إذا كانت هذه الأمانة بالنسبة لك شيء متعب، تعرف أنك مسيحي أي تعيش بمحبة حتى إذا كانت هذه المحبة لأشخاص لاتحبك،هذا برج تبنيه لابد أن يكون له نفقة،لا تظن أنك مجرد أن تذهب خلف يسوع وتبدأ في بناء البرج وبعد ذلك تجد نفسك لم تكمل،لذلك هنا يقول لك لئلايضع أساس ولا يستطيع أن يكمله فيبتدأ جميع الناظرين يهزؤون به،انتبه، انتبه لأن الحياة مع المسيح تريد جدية،وتريد أمانة، وتريد صدق،لذلك ربنا يسوع المسيح ينظر لكل نفس تتبعه يقول له أنا أريدك تتبعني حقا، أريدك أن تتبعني من كل قلبك،أريدك تتبعني وأنت حامل صليبك،أريدك تتبعني وأنتلست مشغول بشيء غيري،إذا كنت تعمل،إذالديك أولاد، إذا متزوج، كل اهتماماتك اجعلها مقدسة في أنا، وأنا أعينك في كل أعمالك ربنا يسوع المسيح الذي ينظر إلينا ويلتفت إلينا ويقول لنا وصايا لكي تجعل أشخاص كثيرة ترجع للخلف يجعل وصاياه تأخذنا له وليست تأخذنا منه. ربنا قادر أنه يعطينا نعمة وقوة على تنفيذ وصاياه يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

أحقاؤكم ممنطقة الجمعة الثانية من شهر بؤونة

يحدثنا إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي عن حياة الاستعداد لقدوم العريس، وماحياتنا كلها إلا اشتياق لهذا القدوم لذلك تقول لنا"لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت"،إلهك ميشتاق أن يعطي لكم نعمة غالية،سر،فهو مسرور بأن يعطي لكم نعمة من الممكن أن تكونوا لا تستحقوها، لكنه مسرور أنه يعطيها لكم،سر أن يعطيكم الملكوت، فعندما شخص يعطي لشخص آخر عطية غالية جداًفإنه يعطيها له وهو شاعرأنه صاحب فضل عليه، يكون شاعر أنه يعطيها له ليس من باب الاستحقاق ولكن من باب التفضل، هنا الله يقول لنا لا أنا مسرور أن يأعطيكم الملكوت، أنا سعيد أن يأعطيكم الملكوت، أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،يعطيكم عطية غالية، لكن بما أنه يعطيك قيمة غالية جداً وهو سعيد جداً حينما يعطيها لكم فماذا من المفترض أن يراه فيكم؟! اشتياق كبير جداً لنوال هذه العطية الثمينة، لذلك يقول لنا بما أنه سر أن يعطيكم الملكوت فهذا الذي عليه هو، الذي عليه هو أنه فداكم وخلصكم وأعطاكم مكان في الملكوت، ما الذي يجب أن تفعله أنت؟ يقول لك "بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة وأعملوا لكم أكياس لاتقدم وكنزا لا يفنى في السموات"، يقول لك إذا كان هو سوف يعطيك الملكوت هذه العطية الغالية جداً ويعطيها لك وهو سعيد فعليك أنت أنك لا تكون مرتبط بالأرض، عليك أنك تعرف قيمة هذه العطية الغالية الثمينة،ويكون قلبك فيها، عليك أنك إذا فعلت هذه المعادلة بين الذي ينتظرك في الملكوت وبين الذي تأخذه على الأرض فتجد أن الملكوت يفوز، ويغلب،ويزيد مكانه في القلب جداً، لدرجة أن الإنسان يأخذ خطوة جريئة جداً أن يبيع ما له،فالإنسان عندما تكون له ممتلكات فإنها تكون غالية عليه جداً،تكون ثمينة جداً، يكون متمسك بها جداً، يقول لك لا لكن عندما تدخل شهوة الملكوت داخل قلب الإنسان فإن أمور كثيرة ستجدها سقطت من تلقاء ذاتها، لذلك الكلام لا يصدق،ما معنى أن انسان يبيع ماله؟ تعال قل لإنسان بع كل ثروتك لكي تعطي صدقة للفقراء، يقول لك هذا كلام غير منطقي،يقول لك لأن الملكوت ليس أمام أعينك،لأنك أنت تبيع مالك وأنت لا تعرف ماذا تأخذ في مقابله، هنا يقول لك أولا بدأ بأنه سر أن يعطيكم الملكوت،فعندما سر أن يعطيكم الملكوت نتيجته أنك تفعل ذلك، بدأت اهتماماتك الأرضية تقل، شهوة الحياة الأبدية تزيد، استعدادك للأبدية يزيد، وترقبك للأبدية يزيد،وبدأ كل يوم على الأرض في حياتك يكون ما هو إلا يوم للاستعداد للأبدية ومن هنا ينقلك للخطوة التي تليها،وهي حياة الاستعداد الدائم، ما هي؟! يقول لك لتكن أحقاءكم ممنطقة، فإن الزي في العهد القديم وحتى إلى عصر ربنا يسوع المسيح كانوا يرتدوا ملابس مثل السروال،مثل جلباب واسع، فهذا الجلباب الواسع عندما يأتي شخص ليؤدي عمله بها فإنها تعوقه،ولكي يعرف أن يعمل وهو يرتديها كان لابد أن يرتدي شيء عند خصره لكي تعطي له عزيمة والجلباب لا تكون عائق بالنسبة له في أداء عمله، وكان معروف أن الشخص عندما يربط منطقة الوسط هذه تعطي له عزم في الإرادة أكثر، تعطي له قدرة عمل وإنتاج، فكان معروف أن الشخص يربط هذه المنطقة عند حقويه أو عند وسطه في الوقت الذي يكون فيه سوف يقوم بعمل شاق، لكن غير ذلك لا يربط حقويه،فهنا يقول لك أنا أريد أحقاءكم تكون ممنطقة باستمرار، وكأنك باستمرار قادم على عمل شاق،لتكن أحقاءكم ممنطقة، هل بعض الوقت أم طوال الوقت؟ يقول لك لا أنا أريد أحقاءكم تكون ممنطقة باستمرار، إذا كان يا أحبائي الشخص الذي يقدم على عمل شاق يرتدي منطقة على حقويه، أقول لك هناك منطقة روحية لابد أن تتمنطق بها ليل نهار، لابد أن تكون قلوبنا ممنطقة، لابد أن يكون عقولنا ممنطقة، لابد أن تكون عيوننا ممنطقة، أي ساهرة، أي يقظة، أي مستعدة للعمل في كل وقت، هذا معني أحقاءكم ممنطقة، ليس وقت نكون في يقظة ووقت آخرنكون متهاونين،لا أحقاء ممنطقة باستمرار، الإنسان الروحي يا أحبائي في كل وقت قلبه يقظ حتى وإن نام، الإنسان الروحي يا أحبائي حتى في وقت عمله تجده يقظ، الإنسان الروحي حتى في وقت تسليته تجده يقظ،لئلا يستغل الفرصة عدو الخير ويدخل في أوقات الاستهتار، يقول لك لا، لتكن أحقاءكم ممنطقة، الإنسان الروحي يا أحبائي أحقائه ممنطقة باستمرار، حتى وإن كان يبدو أنه مسترخي أو مستريح، هو مستريح بالجسد لكن ممنطق بالروح،هذا هو ذلك، لتكن أحقاءكم ممنطقة وسرجكم موقدة،مصابيحكم تظل منيرة باستمرار، وأنتم أيضا تشبهون أناساً ينتظرون سيدهم متى يعود من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال،فإنهم عبيد يخدموا سيدهم وخرج سيدهم، هنا يقولأن سيدهم ذهب عرس، فمن المعروف أن العرس هذا يكون لوقت متأخر، فمن الممكن أن تجد عبيده يقولوا لك هو ذهب وسيسهر هناك وسوف يأتي في الفجر هيا بنا نحن لننام، نلعب،نترفه،هيا نعمل أي عمل من التي نحرم أن نؤديها في وجوده، فنقوم بها في عدم وجوده، فيقول لك سوف يأتي سيدهم من العرس والمفترض أنه عندما يأتي يجد عبيده ساهرين، يأتي يجدهم منظمين البيت،يأتي يجدهم وكأنه كان موجود، يأتي يجدهم أنهم في استعداد، في يقظة، في ترتيب، في تدبير هذه يا أحبائي هي حياتنا،حياتنا أننا أشخاص اشتاقت للملكوت، فبدأت اهتماماتها بالحياة الأرضية تقل، وبدأ سعيها للملكوت يزيد، وبدأ ترقبها للملكوت يكون في كل لحظة هذاهو إنجيل اليوم، حتى متى يعود من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال، تخيل أنت أن سيدهم ذهب إلى العرس وتأخر وجاء يقرع على الباب فوجد أن العبيد قد ناموا، يظل يقرع لكن العبيد نيام أو العبيد يلهون أوالعبيد في استرخاء أو في استهتار أو تركوا المكان، يظل يقرع وهم ليسوا بموجودين، يقولون لك هوذهب إلى عرس وسوف يتأخر،أقول لك لاحظ أن نفس الأمر هو الذي يحدث بالنسبة لنا، سوف يأتي ربنا يسوع المسيح في وقت هو غير محدده،إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال لذلك يقول لك "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"، إذن وماذا حدث عندما وجدهم ساهرين،وجدهم أحقائهم ممنطقة، وجد سرجهم موقدة، وجدهم في يقظة، فتحوا له الباب في الحال،ماذايفعل؟! يعكس الآية ويقول لك "الحق أقول لكم أنه يتمنطق ويتكئهم ويقف ويخدمهم" على الرغم من أنه سيدهم، بدلاً من أنهم هم العبيد وهو السيد لافهو جعل نفسه عبد لهم، فهو تمنطق وقال لهم اجلسوا استريحوا أنتم وأنا أخدمكم،شاهدوا المكافأة الجميلة،نحن الآن يا أحبائي في زمان التعب،نحن الآن في زمان العريس تركنا إلى فترة، فيجب أن ننتظره في ترقب، فيجب أن نعرف أن كل يوم في حياتنا ليس هو للهو، ولا هو للنسيان، ولكنه للاستعداد، لكنه للعمل، لكن هو للترقب، لكن هو للحواس المدربة اليقظة، حتى إذا ما قرع يجدنا أن نفتح له في الحال، حينئذ نأخذ المكافأة،يقول لك أنت تعبت كثيراً، تعال أنا الذي سأخدمك، تخيل أنت أن في الأبدية وفي الملكوت سيدنا وملكنا ومخلصنا ربنا يسوع المسيح سوف يتكئنا ويخدمنا، تخيل مقدار المكافأة التي سوف نأخذها والتي تنتظرنا،لذلك يقول لك من الممكن أن العريس يأتي في أي وقت، إن أتى في الهزيع الثاني أو أتى في الهزيع الثالث فوجدهم هكذا فطوبى لأولئك العبيد، الهزيع الثاني هو الثلث الثاني من الليل،أو الربع الثاني من الليل الذي هو من الساعة التاسعة إلى الساعة الثانية عشرة هذا هو الهزيع الثاني، اما من الساعة الثانية عشرة إلى الساعة الثالثة فجرا فهذا هو الهزيع الثالث،ومن الساعة الثالثة إلى الساعة السادسة صباحاً فهذا الهزيع الرابع، فهنا يقول لك إذا جاء في الهزيع الثاني أو جاء في الهزيع الثالث يجدهم هكذا، كل وقت ربنا أعطاه لنا يا أحبائي في حياتنا على الأرض هو وقت للاستعداد،أنه وقت يعمل فيه للرب، لذلك الإنسان أحيانا بعدم فهم يسأل الله ويقول له لكن لماذا يارب تجعلنا نجلس ونستعد للهزيع الأول والثاني وأنت تأتي في الثالث،اتركنا الهزيع الأول والثاني واجعلنا نكون يقظين في الهزيع الثالث، يقول لك لا بل أنا من محبتي لك لم أعلمك متى آتي، أنا من محبتي لك جعلتك تظل عمرك كله في استعداد، لماذا؟لكي اجعلك في نقاوة باستمرار،فلا أجعلك تظل تصنع شرور وهذه الشرور تحتسب عليك وتبعد قلبك عني وفي النهاية أقول لك تعالى لي وأنت ملوث، أقول لك لا،فأن ابذلك لاأحبك، ولكن لأني أحبك فأنا أردت أن مجيئي هذا يكون شاهد على أمانتك، أحببت أن مجيئي هذا مفاجئته تكون بالنسبة لك مجد،مفاجئته تكون بالنسبة لك مكافأة،عوض عن الأشرار الذين هذه المفاجأة بالنسبة لهم تكون صراخ، تكون صرير أسنان، من هنا ربنا يسوع المسيح يقول لنا أنا سوف آتي لكن آتي بغتة، وعندما آتي بغتة سوف آتي أجدكم يقظين، أجدكم ممنطقين، أجد سرجكم موقدة، أجدكم رافعين أيادي طاهرة، أجدكم في حب بعضكم نحو بعض، أجدكم فيعدم تعلق بأمور الأرض، أجدكم في اشتياق دائم للحياة الأبدية، أنا آتي أشاهدكم في هذه الحالة، عندما أشاهدكم في هذه الحالة يا للمكافأة التي تنتظركم، لذلك يا أحبائي احذر الاستهتار، احذر الكسل، احذر التواني، احذر أن الأيام تمضي مثل بعضها وأنت في غفلة، احذر من روتينية الحياة لأن كل هذه الأمور ضدنا، إن الأيام رتيبة،تشبه بعضها البعض، فالشخص يقول لك اليوم صلينا وصمنا ولم يأتي،غداً لا نصوم ولا نصلي لأن أمس لم يأتي، قال لك أنت كل يوم عليك أنك تحافظ على أن أحقاءك ممنطقة،وأن سرجك موقدة، لأنه سيأتي بغتة، أنت عليك في كل يوم أنك تتوقع مجيئه، عليك في كل يوم أنك تشتاق إلى مجيئه، عليك في كل يوم أنك تعرف هدفك وتحدده وتسهر من أجله وتكون أميناً من أجله، لذلك يقول لك "كونوا أنتم أيضا مستعدين لأنه في ساعة لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان"، جميلة حياة الاستعداد، جميلة حياة ترقب الأبدية، جميل الإنسان الذي قلبه مرفوع للسماء وإن كان يعيش على الأرض يأكل ويشرب ويلبس ويهتم نفس اهتمامات العالم، لكن قلبه فوق، اشتياقاته فوق، لذلك يقول لك أطلبوا ما فوق، باستمرار راجع أهدافك، باستمرار راجع هدف حياتك، من أصعب الأمور يا أحبائي التي تصيب الإنسان ضياع الهدف، لذلك كثير من الناس تسأل سؤال عجيب يقول لك لماذا أنا أعيش؟،ماذا أفعل أنا في حياتي؟! الحياة ليس لها طعم، أقول لك بالفعل عندما يضيع هدف الإنسان تكون الحياة ليس لها طعم،ويكون الإنسان ليس لديه قدرة على الرؤية،ويكون الإنسان ليس لديه قدرة على تغلب العقبات، يكون الإنسان يعيش في ضيق وتبرم، لكن عندما يكون الإنسان له رؤية لحياته يكون لديه رجاء،يكون لديه روح غلبة، يكون لديه انتصار في الداخل،لماذا؟! لأنه يعرف ما هو يريده في النهاية،لماذانعيش؟نحن نعيش لكي نربح الأبدية،نحن نعيش لكي نحقق مواعيد الله في حياتنا،الذي سر أن يعطينا الملكوت نحن نقول له نحن أيضاً يارب نسر جداً أننا نأخذ الملكوت، نحن أيضا مسرورين جداً بما أعددته لنا،أنك أعددت لنا الملكوت،لذلك يقول لك أن الإنسان الذي مثل ذلك يقول لك سوف يقيمه على جميع أمواله، بمعنى أن كل خيرات الأبدية وكل عطايا الأبدية هي لنا، جميع أمواله، كل كنوزه سوف تكون لنا، لهذه الدرجة؟! يقول لك نعم،هناك غني يا أحبائي ينتظرنا، الإنسان الذي يحسب أن هذه الأمور الأرضية أمور مرئية وهو يراها إذا كسبها سيكون كسب كثيراً، الأمور السماوية أمور غائبة عن عينه، هو لايتلامس معها،فأجعلنا في الأرض، أقول لك هو يخسر أكبر خسارة، أكبر خسارة يخسرها الإنسان الذي يدخل في المعادلة التي بينما هو أرضي وما هو سماوي ويجعل كفة الأمور الأرضية هي التي تغلب، لا،كن حكيم،كن ممنطق،اجعل مصابيحك موقدة باستمرار، حدد هدفك، رتب أولويات حياتك،لا تجعل الانشغالات تأخذك عن الهدف،لا تجعل هدفك يضيع وهو أنك تربح الأبدية، كل يوم جدد شهوة الأبدية داخل قلبك، كل يوم راجع نفسك في هدفك واضح أملا،لذلك آحد الفلاسفة يقول لك لا تحزن إن لم تحقق هدفك ولكن أحزن إن كنت بلا هدف، أصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان لايعرف ما هو هدف حياته، هدف حياتنا هو ربح الأبدية وأننا نمجده على الأرض، كل يوم نعيشه على الأرض هذا لمجد ربنا يسوع، وأننا نربح الأبدية، ومن هنا نعيش حياة استعداد كل يوم، كل يوم هو عطية من الله، كل يوم هو هبة من عنده من أجل ضمان ربح الأبدية، ربنا لم يعطينا الأيام لنهلك بها، ولكن يعطي لنا الأيام لنخلص بها، جميل الإنسان يا أحبائي الذي يستفيد بأيامه، جميل الإنسان الذي كل يوم بالنسبة له هو خطوة في رحلة الأبدية، جميل الإنسان الذي كل يوم بالنسبة له يضيف إلى حبه وحب، وإلى تعبه تعب، وإلى سهره سهر، وإلى زيته زيتا هذا هو هدف الحياة إن كل يوم الله يعطيه لنا القلب يلتهب بنار المحبة الأدبية، وكل يوم يزداد المصباح ابتهاجا وتوهجا، هذا هو هدف حياتنا يا أحبائي، في أي وقت يأتي؟الذي هو يختاره، لكن يجدنا ساهرين، حتى إن غاب، حتى أن تأخر،سوف يجدنا ساهرين،سوف يجدنا ممنطقين،في كل وقت مستعدين، في كل وقت نحن نعمل،لأنه وقت يعمل فيه للرب، لا يوجد عند الإنسان الروحي أوقات لحياة غير روحية، لا يوجد عند الإنسان الروحي أوقات يغيب عن وعيه حضور الله أبدا، كل وقت هو يقف في حضرة الله، وهذا هو جمال الحياة في المسيح يسوع، وجمال الحياة الأرضية التي تعدنا لبهجة الحياة الأبدية ربنا يسوع المسيح الذي أعطانا الحياة من أجل أن نربح الحياة الأبدية يثبت خطواتنا وإن أهملنا فليمنطقنا هو، وإن سرجنا انطفأت فليوقدها هو بزيت مراحمه الإلهية ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

الأستنارة الداخلية الجمعة الاولى من برمودة

الكنيسة اليوم يا أحبائي تود أن تركز معنا على فعل الاستنارة الداخلية،لكي تهيئنا لأحد المولود أعمى الذي نحن على مشارفه، ونحن نعلم أن الكنيسة محور قراءاتها تكون أيام الآحاد، والأحد القادم أحد المولود أعمى أو أحد الاستنارة فاليوم الكنيسة تقرأ علينا الحديث عن الاستنارة التي يفعلها الإنسان بالمعمودية، الحديث الذي بين ربنا يسوع المسيح وبين نيقوديموس،والمزمور يقول لنا "تقدموا إليه واستنيروا"،لأن هذا الأسبوع يعتبر أسبوع الاستنارة، أود أن نتكلم قليلاً عن نيقوديموس، يقول لك أنه رجل من الفريسيين اسمه نيقوديموس، وهو ليس شخص عادي بل كان رئيس لليهود، كان شخص يقال عنه أنه أحد أعضاء مجمع السنهدريم،الذي فيه نخبة من حكماء رؤساء اليهود،نيقوديموس هذا كان أحدهم، تبع المسيح من بعد، تبع تعليمه، تبع معجزاته،تبع سيرته يقول لك أن هذا جاء إلى يسوع ليلا،لم يكن يستطيع أن يعلن عن محبته للمسيح أو عن رغبته في تبعيته،فجاء إليه ليلا لكي لا يراه أحد لأنه رجل معروف، بدأ يتحدث مع ربنا يسوع المسيح ويقول له يا معلم نعلم أنك أتيت من الله معلما لأنه ليس أحد يستطيع أن يفعل هذه الآيات التي تفعلها ما لم يكن الله معه، فهذا يعني أنك لديك إيمان بالمسيح يا نيقوديموس، من الواضح أنك تقول نحن نرى أنك أتيت من عند الله،والدليل أنك أتيت من عند الله أنه لا أحد يستطيع أن يعمل الأعمال التي تعملها أنت إلا إذا كان الله معه،فبذلك أنت لديك إيمان بالمسيح. -النقطة الأولى التي نود أن نتكلم فيها اليوم عن الإيمان الغير ناضج،الإيمان الذي ليس لديه استعداد للشهادة، الإيمان الخائف، الإيمان المرتعش، الذي يريد أن يتبع المسيح في الخفاء، أو بمعنى آخر دون أن يعلن، الإنسان الذي يضع الناس أهم من الإيمان،هذا هو نيقوديموس في هذه المرحلة لكن نلاحظ أن نيقوديموس لم يستمر كذلك بل أتى في النهاية وكان من الإثنين الذين أنزلوا ربنا يسوع المسيح من على صليب الجلجثة، وكان من أصحاب الأطياب الغالية، الأكفان الثمينة، وهو الذي نال هذا النصيب، أي أنه كان قلبه مع المسيح من البداية لكن في البداية كان يحسب حسابات مختلفة، إيمان غير ناضج، تبعية للمسيح لكن تبعية خائفة،تبع المسيح لكن يحسب حسابات مكانته الأرضية، مركزه فهو رئيس لليهود،ماذا يقولون عليه؟،يخشى أنه يجد نفسه وقد خرج خارج مجمع السنهدريم، يخاف أن يجد نفسه أنهم أخرجوه خارج المجمع،الإنسان يا أحبائي الذي يتبع المسيح ولازال استعلان قوة المسيح في حياته لم تكتمل تجده بهذا المنظر،تجده يتبع المسيح ومقتنع به مثل نيقوديموس هنا، يقول لك نحن نعلم أنك أتيت من الله معلما لأنه ليس أحد يستطيع أن يعمل هذه الآيات، أي أنا لست فقط معجب بتعليمك لكنني أرى الآيات التي تفعلها، أنا أرى أنه لا أحد يستطيع أن يفعل هذه الآيات التي تفعلها أنت ما لم يكن الله معه،وعبارة الله معه في الكتاب المقدس عندما تقرأ وتجد كلمة الله معه هي عبارة يهودية تستخدم لرجال الله، حيث أن الله قالها لأبونا إبراهيم، قالها لأبونا يعقوب،الله قالها لجدعون،"الرب معك"فكلمة الله معه تقال على الناس الذين لهم صداقة مع الله، فهو يريد أن يقول له أنت تحتسب من ضمن الناس الذين لهم صداقة مع الله،فأنت لك صداقة مع الله بدليل الأعمال التي تعملها،لكن مع ذلك فهو جاء إليه ليلا،ويحدثه في الخفاء، بحيث لا أحد يراه،فهذا إيمان لم يكتمل، إيمان يحتاج إلى شهادة، إيمان يحتاج إلى قوة داخلية، إيمان يحتاج إلى تحول من الاهتمام بالناس إلى الاهتمام بالله، من الاهتمام بالأرض إلى الاهتمام بالسماء، وهذا الفرق بين إيمان نيقوديموس الغير ناضج وإيمان ابائنا الشهداء،فالشهيد يبحث عن الذي لايعرف أنه مسيحي ويحاول يعلن له أنه مسيحي، ليس كالشخص الذي لايعرف أنه مسيحي ويريد أن يخبئ مسيحيته في خفاء، بل هو يريد أن يعلنها،رأينا هذا الكلام كثيراً، يقول لك على القديس العظيم الأنبا أنطونيوس كان يشتاق إلى الاستشهاد، وعندما جاء مدينة الإسكندرية يقول لك إنه كان يحاول إن يغسل ثيابه بحيث يظهرأنه راهب ويرتدي أسود،ويحاول أنه يعلن نفسه أمام مجموعات كبيرة لكي يروه فيقبضون عليه، لكي يدخل ضمن قائمة الشهداء،فيقول لأحدهم أنا أمامك لماذا لم تمسكوني إلى الآن؟،يذهب مكان آخر ويسأل نفس السؤال، الإنسان عندما إيمانه بالله يرتفع في القلب لدرجة أن الحياة مع المسيح تكون ذاك أفضل جداً هنا تهون عليه حياته الأرضية، هنا يقول مع معلمنا بولس الرسول "ولا نفسي ثمينة عندي"، نيقوديموس إلى الآن لازالت نفسه ثمينة لديه، وكرامته، وولائه لليهود، بالرغم من أن ولائه لليهود واضح أنه ليس عن اقتناع لكن لكرامته الشخصية ولمركزه الشخصي، واضح أنه يرى في المسيح ما هو أعظم من معلمي اليهود، لكنه لازال حتى الآن إيمانه غير ناضج، مرحلة يمر بها الإنسان في إيمانه، مرحلة الله يتمهل فيها على الإنسان لكن الله لا يود أن يري الإنسان مستمر في هذه المرحلة بالإيمان الغير الناضج، الإيمان الخائف، الإيمان المرتعش، الإيمان الذي يحسب حسابات الناس،يقول لك لا بل أنت اهتم أن ترضي الله، اهتم أنك تكون مقبول لديه، اهتم أن يكون لك كرامة عنده هو، ولك منزلة عنده هو،لا تحسب حسابات العالم وحسابات المركز الأرضي أو البشري،لا بل اجعل المسيح يكون حفر في قلبك كلمات بأحرف من نور، المسيح يكون على قيمته داخل قلبك فوق قيمة مراكز العالم كلها، لذلك تجد الشهداء يقول لك عنهم أنه اشتاق للاستشهاد،فذهب للوالي لكي يعترف بالإيمان، ولكنه والي قاسي، والي يعذب، والي لا يرحم،يذهب ويعترف أمامه بالإيمان، يبحثوا عن الوالي،يسأل الوالي أين اليوم؟! يقولون له على اسم المدينة التي يوجد بها الوالي، فيقول لهم إذن نذهب له،هل هناك أحد يفعل ذلك؟!،أقول لك لا أحد يفعل ذلك إلا الذي يعرف ما هو يفعل،ويعرف إيمانه هذا ما شكله على سبيل المثال يقول لك على دير دخلوه جماعة من الجنود الرومان واغتصبوا الراهبات وقتلوهم وذبحوهم، لكن كان هناك راهبة عاجزة لا تستطيع الحراك،شعرت بحركة ورأت الجنود يدخلوا في الدير بفرسانهم وهم لايشعروا بها لأنها تجلس بمفردها في مكان لم يعرفوا أن يصلوا إليها، وهي عاجزة لا تتحرك،فظلت تحدث أصوات،تقرع بيدها علي الباب،تحاول فعل أي شيء يلفت الانتباه، تنادي عليهم يا جنود هناك واحدة لم تروها،هناك واحدة هنا أنتم لا تنتبهوا لها، تعالوا هل لأنني لاأستطيع الحركة تنسوا وجودي؟! ماهذه القوة؟! هذه هي القوةالتي يحتاجها نيقوديموس. - الأمر الثاني الذي نقف عنده اليوم أن نيقوديموس آخذ الأمور الإيمانية بطريقة عقلانية وهذا أمر لا يتفق أبدا مع الإيمان،ظل يحدث ربنا يسوع المسيح، أولا يتحدث مع ربنا يسوع المسيح على أنه معلم، والمعلم هذا لقب الذي هو اليهود يقول لك ربي أو ربوني أو رباني، ويعني مجرد شخص مصدر للشريعة، يعني مجرد شخص يفسر الكلمات، فهو يحدث ربنا يسوع على أنه ربي، أي أنه شخص من ضمن الناس مفسري الشريعة، يقول له يا معلم،بدأ ربنا يسوع المسيح لأنه يعرف النقطتان الضعيفتان في حياة نيقوديموس،يعرف أن إيمانه لازال لم ينضج،ويعرف أن إيمانه عقلاني،فبدأ يقول له كلام ضد العقل تماماً يقول له "الحق أقول لك إن لم يولد الإنسان من فوق لا يقدر أن يعاين ملكوت الله"، إن لم يكن الإنسان يولد من فوق،نيقوديموس آخذ الأمور بالعقل فقال له نيقوديموس كيف يمكن أن يولد إنسان مرة ثانيه بعد أن يصير شيخاً،تتحدث عن شخص ولد من فوق فهل نحن نصعد ثانية إلى فوق ونولد ثانية من فوق وبعد ذلك ننزل ثانية،هل الإنسان يولد مرتين؟!،هل يمكن أن يدخل بطن أمه مرة ثانية ويولد؟!فهو يريد أن يناقش بإصرار، أخذ كلمة الميلاد على أنه ميلاد جسداني ولن يولد من تحت بل يولد من فوق،فبذلك نحن سوف نصعد مرة ثانية إلى فوق،وامرأة تحمل بنا وتولدنا ثانية، هذا ما فهمه نيقوديموس،هل يمكن أن يدخل بطن أمه، أمه سوف تصعد فوق ثانية،كلام يشتت،أجاب يسوع وقال له الحق أقول لك"إن لم يولد الإنسان من الماء والروح"، هنا بدأ ربنا يسوع يفسرها له قليلاً،في البداية قال له إن لم يولد من فوق وتركه،وجده لم يفهم تماماً كلمة يولد من فوق، ففسرها له، قال له لابد أن يولد من الماء والروح، إن لم يولد الإنسان من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله، يعني ميلاد الماء والروح هذا هو الميلاد الذي من فوق، فهو فسرها له، ربنا يسوع المسيح قال له "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح"، لا تتعجب لأني قلت لك أنه ينبغي أن تولد مرة ثانية،قال له كيف يمكن أن يكون هذا؟، ربنا يسوع قال له "أنت معلم إسرائيل ولا تعلم هذا"،إنسان يريد أن يفهم الأمور الإيمانية بطريقة عقلانية بحتة، إنسان يريد أن يأخذ الأمور التي لا ترى بالأسلوب الذي يرى، إنسان يريد أن يأخذ الأمور الفوقانية بأسلوب ذهني أو بشري، أقول لك لا الأمور الإيمانية تقبل بالإيمان، تصدق بالروح، الأمور الإيمانية أمور على مستوى الأسرار، الحياة المسيحية كلها أحبائي حياة أسرار، حياة مخفية، حياة لا يوجد فيها تحليلات عقلية، لذلك حاول أنك تقتني هذه الأسرار في داخلك وتقتنع بها، وأعرف أن المجادلات غير نافعة، لماذاغير نافعة؟! لأنها كلها أمور عن طريق أمور خفية،تأتي لتتحدث مع شخص تجده لايستطيع أن يستوعب كلامك،تحدثه عن ميلاد يحدثك على أنه يدخل بطن أمه مرة ثانية،وما معنى أنه يولد من فوق كلام عجيب، لذلك كل الحقائق الإيمانية المسيحية أمور تحتاج أن الإنسان يحمل في داخله سر يقتنع به،هنا ربنا يسوع المسيح يحاول أن يجعل نيقوديموس يقتني هذا السر،لكن نيقوديموس لديه إصرار على أن يأخذ الأمور الروحانية بطريقة عقلانية،هذه هي مشكلة نيقوديموس،آخذ الأمور بتحليلات عقلية،يظل يتحدث معه يا معلم ... نعلم، كلها أمور نظرية، الحياة المسيحية يا أحبائي ليست مجموعة نظريات، الحياة المسيحية سر في الداخل، لذلك حاول أنك تقتني هذا السر في داخلك وهذا السر لايفهم إلا بالروح، هذا السرلا يفهم إلا بالتقوى، هذا السر لايفهم إلا بالعشرة مع الله، لذلك الآباء القديسين أجمعوا على أن سر إيمان القديسين وشرحهم للاهوت العميق جداً مثل القديس كيرلس ومثل القديس أثناسيوس يقول لك سر إيمانهم ومعرفتهم لأعماق اللاهوت تقواهم،ما الذي جعله يفهم؟ تقواه،ليس لأنهم ناس أذكى من الآخرين لا أبدا، ربما يكون كثيراً حكماء، فلاسفة يملكون قدرات عقلية جبارة لكنلم يصلوا لحقيقة الإيمان، لأن الإيمان يحتاج إلى البسطاء الخاضعين لعمل الروح، الإيمان يحتاج أشخاص تؤمن بقلبها،تؤمن بفكرها، تؤمن بالروح من الداخل لذلك تجد الحياة المسيحية كلها متوقفة على الأسرار،عندما يأتي شخص اليوم يرى الجسد والدم الذين نحن نتناولهم ولايفهم السر وآخذ الأمور بطريقة عقلية، يقول لك ما هذا الذي يفعلوه؟ ربما يتهمنا بلون من ألوان الهذيان،إذا حضر معنا شخص غيرمؤمن معمودية ووجد أبونا يمسك بالطفل ويضعه في ماء، ما الذي يحدث؟!فهل هو مجرد ولد جسده مثلا متسخ قليلاً،يقوم بتنظيفه بماء أو ماذا يفعل هذا؟!،الأمور الروحية لا تقاس إلا بالأمور الروحية،قارنين الروحيات بالروحيات، لذلك هنا ربنا يسوع المسيح يحاول أن يكشف لذهن نيقوديموس كم هو عقلاني،وكم أن الأمور الروحية لا تفهم بالأمور العقلية، ومن هنا يحاول أن يرتقي بإيمانه، درجة تلو الدرجة،هل أنت تعلم أن الأمور الروحية التي أفعلها أنا لايوجد أحد يفعلها إلا إذا كان من الله، فآمن إذن برسالتي،لكن لكي تؤمن برسالتي لابد أن تتحول إلى مسيحي،لابد أن تتخلى عن الفكر اليهودي النظري،لابد أن تتخلى عن كرامتك اليهودية لكي تدخل في المسيح يسوع تعيش كمؤمن بسيط لا تبحث عن مركزك، لا تبحث عن كرامتك،أنت تحتاج يانيقوديموس بل وكل أحد فينا يحتاج إلى هذه النعمة وهذا السر الذي هو الميلاد الفوقاني،لذلك الكنيسة تصمم أنه مجرد فقط الطفل يكمل 40 يوماً أو80 يوماً للبنت على الفور تعطي له هذه النعمة، هذه النعمة الجبارة، نعمة الميلاد من فوق،نعم ميلاد الماءوالروح، يفهم الأسرار، تتحدث مع الطفل في أصعب الأمور اللاهوتية تجد الطفل لديه إيمان بسيط جداً، يبلغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات ويحدثك عن بابا يسوع، يحدثك عن أن هذا هو الله، يحدثك على أنه تجسد،يحكي لك قصة تجسده،لكن وهل يؤمن أن الطفل الصغير المولود في مزود هو ربنا يسوع؟ نعم يؤمن،إيمان طفل بسيط لكن آخذ نعمة الميلاد الفوقاني، فعندما آخذ نعمة الميلاد الفوقاني بدأت الأسرار تكشف له،وبدأ يكون ابن لفوق،وبدأ يكون ابن للروح ليس ابن للجسد،بدأ يكون ابن للإيمان ليس ابن للعقل لذلك ربنا يسوع المسيح يدعونيقوديموس ويدعو كل إنسان يعيش في إيمان غير ناضج، يعيش في إيمان ذهني أن يتمتع بنعمة الميلاد من فوق،لكن هل نحن متمتعين بها أم لا؟ متمتعين،لكن كلما نمسك في الروح كلما ينشط فينا أعمال الروح كلما يزداد إيماننا بكل ما هو روحي، كلما تكون حياتنا على مستوى السر وعلى مستوى الخفاء،لذلك نحن في القداس نقول أنه "أنعم لنا بالميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح وجعلنا له شعبا مجتمعا وصيرنا أطهارا بروحه القدوس"، هذه هي النعمة التي يحتاجها نيقوديموس والتي نحتاجها كلنا، القديس أنطونيوس كان يقول لأولاده "يا أولادي جددوا في كل يوم عهد معموديتكم كأنكم اليوم قد عمدتم جديداً"،الكنيسةهذا الأسبوع تريد أن تركز معنا على فعل الاستنارة، المعمودية والميلاد الفوقاني، تريد أن تذكرنا بالميلاد الجديد، النعمة الجبارة التي أخذناها،نحن إذن لانأخذها بإيمان غير ناضج ولا نأخذها بإيمان عقلي،بل نأخذها بإيمان من قلب نقي بشدة، ونقول له يارب نحن نؤمن أعن ضعف إيماننا، الله يعطينا نعمة الاستنارة،وأن يعطينا بركات هذا السر العظيم، وأن يعطينا أن نسلك بالروح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبدياآمين.

إيمان الكنعانية الجمعة الرابعة من شهر برمهات

تقرأ علينا يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك , فصل من بشارة مُعلمنا متى البشير بركاته على جميعنا آمين . (مت 15 ) و إذا قرأتوا الجُزأ الذى قبل ذلك فى إصحاح 15 و كان فيه يتكلم مع اليهود عن غسل اليدين قبل الأكل و الأكل الذى يؤكل و يُسبب نجاسة و تجد ربنا يسوع يقول لهم " ليس الذى يدخل الفم هو الذى يُدنسه بل الذى يخرُج منه " يُريكفكر اليهود و فكر جماعة أورشليم و يُريك كم إنهم داخلين معهم فى أحاديث حرفية جدا خالية تماما من المعنى الروحى و فى نفس الوقت خرج من عندهُم يُريد أن يُفهمهم إنهم رافينه و رتفضين كلامه و أسلوبه , و يُرينا مشهد ىخر موازى لهذا الكلام , فيقول " و خرج من عندهم ( جماعة اليهود) و مضى إلى نواحى صور و صيدا ( فى النواحى الشمالية , قُرب سوريا و من المعروف إنه يُسكن فى هذة المناطق الأمم و لم يبلغهم خبر الإيمان " و إذا بإمرأة كنعانية , خرجت من تلك التخوم و كانت تصرخ قائلة إرحمنى يا رب يا ابن داود " إجعل فى ذهنك إن جماعة اليهود الذين دخلوا معه فى علاقات سخيفة , حرفية ل, لاتنفع بشئ و فى نفس الوقت هذة إمرأة غريبة , أممية , تصرخ له و تقول " إرحمنى يا رب يا ابن داود ". و لكنك لا تعرفى شئ عن داود . فداود يعرفوهالناس الذى هو آتى من عندهم , و لكن هنا الكتاب المُقدس يقصد يقول لك " إن خاصته رفضته " و الذين غير خاصته قبلوه و خرجوا إليه , هذة المرأة الكنعانية الغريبة الجنس التى تُمثل كنيسة العهد الجديد الذى هو نحن , نحن لسما من بنى إسرئيل , لكن المسيح إختارنا و وجدنا إننا مُستجيبين لدعوته , فخرجنا و صحنا و قُلنا ارحمنا يا ابن داود . خرجت و هى تصرخ و تقول " ارحمنى " فعملت إزعاج , فيقول لك " يسوع لم يلتفت إلها , فقالت له " إن ابنتى مُعزبة , بها شيطان " فى أحد الترجمات يقول لك " ابنتى مجنونة جدا " , مجنونة أو مُعزبة أى غير مُتزنة , تعمل تصرفات ليست موزونة , البنت مجنونة , تعمل حركات غير طبيعية , فما الحل ؟؟ إننى آتى إليك و أصرخ لك , بلسان من تتكلمين ؟ أنا أتكلم بلسانى و بلسان ابنتى و لكن بنتك هى التعبانة , كان من المُفترض أن تقولى " ارحمها " و لكنك تقولى "ارحمنى". و لهذا أستطيع أن اقول لك جميل جدا إن ربنا يسمع أنينا عوض عن إخوتنا و عوض عن أبنائنا . فساعات نحن نشتكى إننا لدينا أبناء بُعاد عن الله . و الطريق الروحى لم يُستحسن أمامهم و أحيانا يكونوا تائهين فى العالم و أصرخ بدلهم و أقول "ارحمنى يا رب ابن داود ابنتى مجنونة جدا " العالم آخذها , حُب المظهر مالكها , فكل هذا عُبارة عن إختلال عقلى . لدرجة إن بعض الآباء الذين يسرحوا فى الإنجيل , يقولوا إن بعض الأبناء الذين فى سن المُراهقة هُم الذين نقول عنهم " ابنتى مجنونة جدا " . هذة المرحلة التى يكون فيها عدم إتزان و الشخص لا يعرف هو كبير أم صغير و لا عارف أن يميل مع الله و لا يعرف يعيش مع العالم , نحن دورنا كأباء و أمهات , إننا نصرخ بدلهم " ارحمنى يار ب" لأن ألمهم هو ألمى و ضعفهم هو ضعفى و إبتعادهم هو إبتعادى , فأنا أقول له " ارحمنى يا رب , ابنتى مُعزبة إذا بها شيطان ". أمام هذا الصُراخ وأمام هذا الإيمان , يقول لك "فلم يُجيبها بكلمة و كأنه لم يسمعها ". أنت يا رب آتى من أحاديث مُتعبة جدا مع اليهود و رغم ذلك كُنت تُكلمها فى أحاديث أنت لا تهواها , أحاديث حرفية و شكلية , الناس الذين كانوا يُكلموك بأحاديث حرفية و شكلية , كُنت ترُد عليهم و لكن هذة تُكلمك فى أمر محبوب لديك جدا , إنها تقول لك " ارحمنى و تقول لك " يا ابن داود " و تقول لك :" ابنتى مجنونة جدا و مُعزبة و بها شيطان " فهذا هو صميم عملك , كيف هذة لا تُجاوبها , يقول لك " فى الحقيقة , أنا وجدت فى قلب هذة المرأة , ما لم يراه الجميع , رأيت بها إيمانا عظيما فأردت أن أغرسه , أنا وجدت فى هذة المرأة أمور , من الممكن جدا إذا كُنت أستجبت لها من أول مرة , لم يكن إيمانها ظهر بالصورة التى أنا أريدها , أنا أريد أن أجعل من هذة المرأة آية , أنا أريد أن أجعل من هذة المرأة نموذج للجاجة و للطف و للإيمان و للإتضلع البليغ , أنا أريد أن أجعل منهذة المرأة كُل هذة المعانى " و لهذا لم يُجيبها بكلمة , فأتى تلاميذه و كلموه قائلين " اصرف هذة المرأة لأنها تصيح فى إسرنا ". واضع جدا إن المرأة لم تسكت , فى أول مرة يقول لك " كانت تصرخ " ثم يقول " إنها كانت تزداد فى هذا الصُراخ "و هو لم يُجيبها بكلمة , التلاميذ تدخلوا مُندهشين " هل أنت رافض أن تفعل شئ مع هذة المرأة ؟ فإصرفها , أو إذا كانت صعبت عليك مثلما صعبِت علينا , تعامل معها . خُذ بالك , هُنا موقف التلاميذ مُختلف , أحيانا , هُم الذين كانوا يُريدوا أن يكرشوا الأشخاص و لكن هنا كانوا يُريدوا إنه يتحنن عليها و يصنع معها مُعجزة . ثم وجدنا يسوع يُجاوب إجابة أصعب من الصمت و قال لهم " لم أُرسل إلى أحد إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة " . أنا لم آتى إلى هؤلاء , أنا آتى أطلب الناس المفقودة من بنى إسرائيل , هؤلاء هم خاصتى , و يحجب أنا تأخُذ بالك , إنه عندما أرسل تلاميذه قال لهم " إلى طريق أمم لا تذهبوا " لا تذهبوا إلى صور أو صيدا و لا أىي من هذة الماكن " بل بالحرى إذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " هُنا يقول أنا لم آتى لخراف بيت إسرائيل الضالة و كأنه رفض , فما الذة فعلنه المرأة يقول " فجاءت و سجدت أمامه قائلة يا رب اعنى". ففى أول مرة كانت تصرخ ثم تحول الصراخ المُتزايد إلى سجود , كم إنكيا رب وجدت فى هذة المرأة إيمان نثل هذا و تُريد أن تعلمنا كيف نُخاطبك .و تُريد أن تُعلمنا كيف نصرخ إليك و إن لم تستجب , تُريد أن تُعلمنا أن لا نتوقف عن الصُراخ و إذا استمريت فى عدم الإستجابة , ان نُحول صُراخنا إلى سجود . مُباركة هذة المرأة التى علمتنا يا أحباتئى طريق السجود و طريق الصُراخ , مُباركة هذة المرأة التى تركها يسوع لكى يُبرز إيمانها لنا , و لهذا إذا أخذت بالك فى المزمور يقول " إن بنات صور سيأتون إليك و يُقدمون هدايا ". فهذة من بنات صور و صيدا , يُريد أنا يقول إنهم سيأتوا لك و يُقدمون هدايا , ما الهدية التى ستُقدمها هذة المرأة ؟؟ صُراخ و سجود و إيمان و مُثابرة , أجمل هدية , ربنا يفرح بها و يُريدها مننا هى صلاتنا , هى سجودنا , رفع أيادينا بإيمان , قال لك " ليكُن رفع ايادينا ذبيحة مسائية ". فهذة هى الذبائح التى تسُر قلب الله . فهُنا يقول لها , أنا لم آتى إليك , هو أنتِ لم نفهمى الدرس من الصمت , فالصمت معناها عدم الرغبة , استمرت تلح ثانى و هو صامت عليها , ارجعى , اتكسفى , اذهبى . لا أبدا , جليت نُسابر . كا رأيك إذا واحد قال لك أنا صليت لأمرو ربنا لم يستجب و خلاص و أحيانا أفكار عدو الخير تدخل إلينا و يقول لنا لأن الله فى النهاية , سيفعل هو ما يُريده , فلماذا أنا أتعب نفسي , لأنه فى النهاية الله يسفعل ما يُريد , أقول لك لا , أنتأهصرخ , ربنا بيُريد أن يُزكى إيمانك يُريد أن يمتحنه يُريد أن يُعلنه , يقول لك " سجدت له قائلة " يا رب اعنى ". فى أول مرة صمت , ثانى مرة قال رد أصعب من الصموت قال " أنا لم آتى لخراف بيت إسرائيل الضالة " . هو يُزيد فى الرفض من الإستجابة و هى تزيد فى الإلحاح و اللجاجة , هو يبعد أكثر و هى تُقرب أكثر . سجدت و قالت له " يا رب اعنى " فى الأول " صمت " و الثانى قال لها" أنا لكمن آتى إل لخراف بيت إسرائيل الضالة " و فى ثالث مرة قال " ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين و يُطرح للكلاب " , طبعا هُناك كلام مأخوذ من العصر , فمعروف جدا , إنه كان اليهود يقولوا على الجماعة الكناعنيين بالأخص " كلاب" . فكُل الذين حوله , فاهمين , ماذا تُعنى هذة الكلمة . و المرأة آتية و عارفة إن توصيفها عند المسيح و عند كُل بنى إسرائيل , إنهم يقولوا عنهم " الكنعانيون " كلاب . فهو قالها لها و لكنه , كان لا يُريد أن يقولها لها فى البداية و من هُنا قال لها " ليس حسنا أن يؤخذ خُبز البنين و يُعطى للكلاب " فقالت له " نعم يا ربو لكن حتى الكلاب , تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها ". ما هذا الإيمان , ما هذةالمرأة العجيبة , لم تحتد , ام توبخ , لم تغضب , قالت له " نعم يا رب الكلاب أيضا , تأكل من الفتاتالساقط من مائدة اربابها " فجعلت اليهود أربابها , فقالت له , إذا كُنت تعتبرنى كلبة فى بيت اليهود , حتى الكلاب تأكل نت الفُتات الساقط من مائدة أربابها , فأنا بالفعل لا أستحق أن أكل من على المائدة و لكن من الممكن أتجاسر و أعتبر نفسي لى حق أن أكل من الفُتات الساقط من مائدة أربابى . فتخيل إنك آتى إلى الكنيسة , و تقول له " يا رب أنا لا أستاهل إن أتناول و أنا أغضبتك و أهنتك و انا صنعت كُل الشرور " و لكن " هل من حقى إننى أكل من الفتات ؟" هل من حقى إننى اشتركم فى هذة المائدة كلون من ألوان عطفك و رأفتك و تحننك ؟؟ . جميل جدا إيمان هذة المرأة , جميل جدا إن يسوع المسيح يستدرجها فى الحديث , لا ليوبخها و لا لينتهرها , و لكن ليُعلمنا , لكيما يُخرج من كنوز إيمانها الداخلية , يُريد أن يُعلم الكهنة و الفريسيين , يُريد أن يقول للغريب " هذة هى المرأة الغريبة , هذة المرأة التى تقولوا عنها "كلبة " , الذين أنتم تُعاملونها , بإفتخار و تعالى و غرور و عجرفة و كبرياء " تروا ال إيمان الذى بداخل قلبها " إذا تكلمت مع اللهو صمت , ثابر و أصرخ و حوا صُراخك إلى سجود و إن قال لك " أنت غير مُستحق " فقول له " أنا أعلم إننى غير مُستحق " " إن قال لك أنت لست من قطيعى , قُل له " أنا أعرف بالفعل تركت قطيعك ". و أقول له " مثلما علمنا الآباء أن نُصلى و نقول له " إنتركتك فأنت لم تتركنى و إن خرجت من حظيرتك فأنا لازلت خروفك ". انا إن خرجت من قطيعك فأنا لازلت من قطيعك " فى علامة , تقول إننى من قطيعك " " أنا درهمك و إن لم أكُن فى كيسك " . و " أنا خروفك و إن لم أكن فى حظيرتك و أنا ابنك و إن لم أكن فى بيتك " ليس معنى إننى أصبحت خارج المنزل أى إننى لست ابنك , لا أنا ابنك و دورك أنت إنك ترُدنى ". " ما أعظم إيمان هذة المرأة يا أحبائى التى تُعلمه لنا " . جميل الكنيسة تضع لنا هذا الفصل فى الصوم المُقدس يا أحبائى , حتى تُعلمنا اللجاجة و المُثابرة و الثبوت و التضرع بإتضاع , لا يوجد شئ يُدخلنا إلى حضرة الله , إلا سجودناو صراخنا بإتضاع . فانظر إلى هذة المرأة و كمية الإتضاع التى تتكلم به , تقول له " و الكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقك من مائدة أربابها " ما هذا القلب؟؟ فقال لنا " القلب المُنكسر المُتواضع لا يُرزله الله " . ليس من الممكن أن التى مثل هذة تُرفض أبدا أو تُخرج خارجا و لكن ربنا يسوع أحب فقط أن بيُبين لنا مِقدار إيمان هذة المرأة , فتتكلم مع الله بإيمان و إتضاع و سجود و صُراخ , تعلم من هذة المرأة الكنعانية " كيف تتكلم ". لا يوجد أجمل من هذة الطريقة . أخذت الكنيسة هذة الطريقة لكى تتعلم كيف تُخاطب سيدها ؟؟ فتجد الكنيسة عندما تتكلم , تتكلم " بتضرع بهدوء تتكلم بتضرع ". لا يوجد أجمل من كلمة " يا رب ارحم " فى الكنيسة , غنك تقول لربنا " إنى غير مُستحق " . القداس كله , هو عبارة عن كلمة " اجعلنا مُستحقين " يُهيئنا , أنا أشعر إننى مثل المرأة الكنعانية , إذا كانت هى ليس اها حقوق , أنا ليس لى أىة حقوق , هى بعيدة و أنا أيضا بعيد , إذا كانت هى من شعب نجس , أنا أيضا , إذا كانت مرفوضة أنا أيضا و لكن لى قبول عندك . ليس من أجلى لكن من أجلك . أنا لست واثق فى نفسي إننى مُستحق و لكن واثق فى صلاحك إنك تقبلنى . هذا هو الذى فعلته المرأة الكنعانية , غيرواثقة فى نفسها إنها تستحق" لا واقثة فى نفسها إنها إنسانة كويسة و لا تنظر إلى إستحقاقتها و لا تعرف إنها لديها إيمان قوى " و لكن واثقة فى ربنا إنه سيقبلها " جلست تصرخ و تتطلب من الله مرة و 2 و 3 . أسألك سؤال " هل هُناك أمر مُستحيل فى حياتك نفسك أن تحصل عليه ؟؟" تقول لى " نعم , نفسي فى كذا ة كذا , أقول لك " لا أنا أقصد خطية تُريد أن تتخلص منها , خطية صعبة , رابضة عنج الباب ,امر صعب جدا , لا تستطيع أن تتخلص منها بمُفردك " . أقول لك " هذا هو الذى يستحق منك الصُراخ ". هذا هو الذى يحتاج إلى دموعك , هذا هو الذى يحتاج إلى تنهداتك و صُراخ قلبك و بكاءك و سجودك , ثابر , استمر , لا تخاف و لا تعود . إذا أنت الله أخذك فى مُنتصف أيامك و لم تخلُص من خطية خلاصا كاملا و لكن كُنت تتطلبها من ربنا بإشتياق و صُراخ " اعتبر نفسك إنك خلُصت أمام الله " . الله لا ينظُر إلى النتائج و لكن ينظُر إلى الجهاد . لا تيأس " ثابروا و اعلموا إنى انا الرب " نا رأيك إذا أستخدما فى صلاتك السجود و إن كُنت لا تستطيع أن تسجد بجسدك , اسجُد بقلبك , اسجد بقلبك , اسجد بمشاعرك " اسجُد " تعلم السجود , تعلم الصُراخ القلبى الذى من الداخل " يا رب يا ابن داود ارحمنى " . هل فى أجمل من عبارة " يا رب يا لبن داود ارحمنى ". رددها كثير. الكنيسة جعلت فى هذة العبارة أعمق صلاة بأقصر الكلمات " يا رب يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطى ". تعلمناها من الكنعانية و من العشار و من التلاميذ و من بُطرس الرسول . طلب التوبة و طلب الرحمة . يقول لها الكلاب أحسن منك , تقول لها " أنا أعرف " يقول لها " لا يصح " , تقول لها " حتى الكلاب تأكل نت الفتات الساقك من مائدة أربابها " . و هو قال عن اليهود البنين " و لكنها " لم تقُل البنين فقط و لكنها قالت الأرباب ". فهى علتهم أيضا عن درجة البنين . أنا أيضا آتى إلى الكنيسة و أقول له " يا رب هذة مائدة أربابى , هذة المائدة السماوية , هذة هى المائدة التى يوجد بها خُبز نازل من السماء " .أنا غير مُستحق إلى كُل هذا و لكننى أعرف إن استحقاقى فيك لأن حقى و نصيبى هو عندك , أنا ابنك حتى و إن أنا تركتك . " حينئذ أجاب يسوع و قال لها يا امرأة عظيم هو إيمانك , فليكُن لكى كما تُريدين " أخيرا يا رب تكلمت بعد كُل هذة المعاناه , أقول لك " نعم اصبروا بصبركم تقتنون أنفسكُم " . طلبت طلبة أصبر , طالما هى تتفق مع صلاح الله , استمر فى طلبها , هُناك خطية تطلب أن تتخلص منها من زمان و بدأت تيأس من الطلب " أقول لك لا : تعلم من الكنعانية أن تُحول طلبك إلى صُراخ و صُراخك إلى سجود و سجودك إلى إتضاع " أستمر فى الطلب حتى و إن لم يتكلم حتى و إن أظهر رفض و لهذا أستطيع أن أقول لك " الكنعانية تُعلمنا منهج , يقول لها فى النهايى " عظيم هو إيمانك " . فأنت يا رب , تُعطينى حتى يظهر إيمانى و كُنت تمتحن إيمانى , يقول لك " نعم " أنا لى إحتمالا إيمان كثير جدا . كثير يا أحبائى لا نقبل ظروف فى حياتنا و لكن هى فى الحقيقة إمتحان إيمان , حتى يقول لى فى النهاير " عظيم إيمانك " . أحيانا الله يُصبر علىّ و لا يستجب إلى طلبتى , لأنه يُريد أن يرى مدى ثباتك و ثبات عزمك فى الطريق , حتى فى النهايؤ , يُتوجك و يُكرمك أكثر . و يقول لك " عظيم إيمانك " من الممكن أن يُريد أن يجعلك مثال للآخرين , من الممكن أنه يُريد أن يُزكيك أنت و يثعطيك مكان أفضل و من هُنا قال " عظيم هو إيمانك ليكن لكى كما تُريدين " فشُفيت غبنتها فى تلك الساعة , هو الخالق , قادر أن يُخلص و قادر أن يُنجى , شُفيت ابنتها فى تلك الساعة . فشوف بداية القصة و شوف ما هى نهاية القصة , و شوف وهو كان يُعامل جماعة اليهود , عندما كانوا يُكلموه عن إن التلاميذ لا يغسلوا أيديهم قبل الأكل و يدخلوا معه فى حوار لا قيمة لها أبدا . و شوف هذة المرأة الكنعانية , كم هو غيمانها " يُريد ان يقو لك : اجعل هندك إيمان هذة المرأة و إن لم يُستجب لك فلا تيأس و لا تتراجع بل ثابر و أطلب و اصبر و أصرخ و اسجد و إن حتى رُفضت قُل له " أنا جالس عند باب بيتك " . جميل جدا يا أحبائى أن الواحد يدخُل إلى الكنيسة و هو مليئ بمشاعر و يُريد أن يُقبل كل جُزأ فى الكنيسة ويتقدم إلى التناول برعدة و بخوف و بمشاعر لا يعرف أن يوصفها " أنا غير مُستحق و لكن أنا مُحتاج إننى اخذه منك " . " أنا مريضو لكن أنت الذى تُشفينى و تُخلصنى أنا لا أستطيع و لكن أنا واثق إنك ستستطيع . الورأة علمتنا يا أحبائى أن يجب أن نحيا بمنهج " يا امرأة عظيم هو إيمانك " . ما رأيك عندما يُدخلنا الله فى إمتحان إيمان , هل نحن ننجح؟؟ المرأة الكنعانية نجحت ى الأربع مراحل , فنحن فى أى مرحلة نسقُط الثانية أم الثالثة أم الرابعة ؟؟؟. ثابر " عظيم هو إيمانك " شُفيت ابنتها من تلك الساعة .الله يُعطينا يا أحبائى و يُعلمنا إيمان الطلب و لجاجة الطلب و الصُراخ فى الطلب و السجود فى الطلب فيستجيب لنا " عظيم هو إيمانك " ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

بناء البيت على الصخر الجمعة الثانية من شهر برمهات

يعلمنا إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي بناءالبيت على الصخر،ونحن في أثناء رحلة الصوم الإلهي الكنيسةتريد أن تضع أساس لحياتنا، تريد أن تقول لنا هذه فرصة، تريد أن تقول لنا أنه لابد أن نراجع أنفسناونسأل أنفسنا هل بيتنا مؤسس على صخر أم أن بيتنا مبني على تراب؟،البيت المؤسس على الصخر يقول لك عنه فعندما جاء السيل على ذلك البيت فلم يقوى على أن يزعزعه لأنه كان مؤسسا على الصخر أما الذي يسمع ولا يفعل يشبه رجلاً بني بيته على التراب بغير أساس،وانجرى النهر عليه فسقط للوقت وكان سقوط ذلك البيت عظيم،كيف يؤسس الإنسان بيته على الصخر؟الكتاب المقدس علمنا هنا وقال لك أن الذي يسمع كلامي ويعمل به، ولأنه وجد الجموع يعجبون بمجرد الكلام، مجرد أنهم يسمعوا ربنا يسوع المسيح يكونوا فرحين، كل آية يقولها لهم يجدهم معجبين بها جداً،لكن للأسف كفكرة فقط لذلك هنا بدأ يحدثهم ويقول لهم لا يستطيع أعمى أن يقود أعمى، فهم الاثنين يسقطون في حفرة،وبدأ يكلمهم عن ما بالك تنظر القذى الذي في عين أخيك ولا تفطن للخشبة التي في عينك، المعرفة العقلية التي أخذوها جعلتهم يدينوا الآخرين، فأنه عندما يعرف الشخص يبدأ يحكم، فعندما يعرف الشخص يبدأ يحكم على الآخرين،الذي يبدأ يدخل الكنيسة قليلاً،ويبدأ يقرأ في الكتاب المقدس يفهم عن الاتضاع وعن المحبة، يفهم عن خطايا اللسان، يفهم،فعندما يفهم هذا الكلام للأسف من الممكن بدلاً من أن يفعل هو به لافهو يمكن أن يدين به الآخرين، لذلك هنا بدأ يكلمهم عن ما من شجرة جيدة تثمرثمر رديئا، ولا شجرة رديئة تثمر ثمر جيداً،وبدأ يحدثهم عن أنكم تدعوني يارب يارب ولا تفعلون ما أقوله، كل من يأتي إلي ويسمع كلامي وبدأ هنا يكلمهم أن هذا يشبه رجل بنى بيته على الصخر، لماذا تدعوني يارب يارب ولا تفعلون ما أقوله؟!. الحياة الروحية يا أحبائي ليست هي مجرد نظريات ولا أفكار ولا مجرد معرفة عقلية لا فالحياة مع الله يا أحبائي هي فعل، هي اختبار، هي ممارسة، لذلك فرصة جميلة جداً ونحن في فترة الصوم المقدس أن تكون لنا الحياة ليست مجرد معرفة ولكن فعل، لذلك يكثر في فترة الصوم أننا نأخذ تداريب روحية،مامعنى تدريب روحي؟ يعني أن الإنسان يحول فكرة إلى فعل، يحول شيء هو مقتنع به إلى ممارسة،ما من أحد منا يا أحبائي إلا ويقتنع تماماً بالوصايا ولكن ربما لا نفعلها، لا يكفي مجرد الاقتناع، ولا يكفي مجرد المعرفة، من الممكن أن يكون شخص مقتنع جداً بالتعليم لكنه لايذاكر،من الممكن جداً أن يكون مقتنع بالعمل يقول له من لا يعمل لا يأكل، مقتنع بالفكرة لكن لايعمل،بل ربما يظل يحدث الناس عن أهمية التعليم وأهمية العمل وهو لايذاكر ولايعمل،ليست مجرد معرفة،لذلك هنا يقول لهم أنتم تظلون تدعوني يارب،يارب ولا تفعلون شيئاً، إذا كنت أنا في أعينكم أني أنا إله فماذا تفعلون إذن؟،نفذوا الكلام الذي أقوله أنا، لذلك قال لهم شخص يبني بيته على صخر تأتي سيول أنهار لاتستطيع أن تصيب هذا البيت،شخص آخر يؤسس بيته على رمل تأتي سيول أنهار فتجرف هذا البيت وتزيله من أساسه، ويقول لك ويكون سقوط هذا البيت سقوطا عظيماً،نحن لابد يا أحبائي أن حياتنا تكون مؤسسة على الصخر، ما هو الصخر؟الصخر هو المسيح،لابد يا أحبائي أن تكون حياتنا مبنية على المسيح،الكنيسة تعلمنا ثلاث أسس لحياتنا،ثلاث أساسيات لحياتنا نعيش بهم وهم : ١- المسيح . ٢- الوصية . ٣- تعاليم الرسل والقديسين . نسير بهؤلاء الثلاثة :- أولا:المسيح : هو صخرتنا، ابني بيتك على المسيح، ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا نسلك نحن أيضاً،مثلما هو سلك نحن نسلك أيضاً،لاحظ تعاليم المسيح ماذا تقول؟ما من موقف نحتاج أن نعرف أساسه إلا ما نجد المسيح قد وضع له أساس، ما من موقف نتحاور فيه ونتسأل إلا ونجد المسيح قد أسسه، وضع فيه الطريق، يقول لك هنا تفعله كذا، هنا تقول ذلك، هنا اهرب، هنا واجه، هنا تكلم، هنا أصمت، هنا احتمل، كل ما نحتاجه علمه لنا ربنا يسوع المسيح، وليس كان مجرد يعلم ولكن كان يسلك، لذلك يقول لك أن من عمل وعلم هذا يدعي عظيماً في ملكوت السموات، ما من شيء علم به ربنا يسوع المسيح إلا ورأيناه هو فعله،لم نرى شيئاً كذلك،قم بأخذ تدريب في الكتاب المقدس أن تخرج أي تعليم قاله إلا وتجد معه موقف،لم يتكلم عن الاتضاع ونراه متكبرا، لم يتكلم عن حمل الصليب ونراه إنسان مرفه، أبدا،لم يتكلم عن الفقر ونراه يحب الثراء، لم يتكلم عن شيء إلا وفعله، لذلك هذا هو الأساس، تريد أن تبني حياتك بطريقة صحيحة أبحث في بيتك عن ما هو أساسه،ولو لم يكن موجود قم ببناء أساس، ضع الأساس تعاليم ربنا يسوع المسيح،لذلك يقول لك أن يسوع هو حجر الزاوية، هو أساس بناء بيتك، تريد أن يكون البيت على الصخر فإنه يكون علي المسيح، لا تسلك بتعليم آخر، لا تسلك بحياة أخرى، لا تسلك بهواك، لا تسلك بذكائك،لا تسلك بقانون المجتمع، لا تسلك بإنسانك العتيق، أسلك بحسب المسيح، راجع نفسك علي المسيح، بمجرد أن تجد خطك يذهب بعيداً عن المسيح انتبه، اقترب، اقترب أكثر،فهو خطه واضح، يقول لك "حاذين أرجلكم لاستعداد إنجيل السلام"، حاذي أرجلك معناها أجعلهم يسيران بجوار بعضهما. ثانيا الوصية : تريد أن تسلك بطريقة صحيحة قم بقياس نفسك على الوصية، ما هو المكتوب؟احفظ المكتوب يحفظك المكتوب،أسأل نفسك ماذا قال المسيح هنا؟، ماذا قال الإنجيل هنا؟، ماذا قال الكتاب؟، ماذا قال الناموس؟، ما الذي يفترض أن أفعله أنا هنا؟،جميل الإنسان الذي تكون حياته حياة مبنية علي وصايا،تخيل أنت عندما ينتقل إنسان من هذه الحياة ويترك لأولاده وصية،يقول لهم أفعلوا هذا،وافعلوا ذلك، فهذه الوصية أصبحت ملزمة، أصبحت قانون، حتي إذا كان بها أمور غير منطقية بالنسبة لهم، لكن انتهى الأمر، يقول لك فهو ترك وصية وقال هكذا،فنحن كذلك يا أحبائي الإنجيل هو الوصية التي تركها لنا الرب، ونحن ملزمين بالوصية، وصية بمعنى أنها واجبة التنفيذ، أي لابد أن نسلك بها، هذه هي الصخرة التي نبني بها حياتنا، إنسان بنى حياته على المسيح، إنسان بنى حياته علي الوصية. ثالثا تعاليم الرسل والقديسين :الكنيسة تضع لك نقطة ثالثة لكي تساعدك،من الممكن ألا تفهم قليلاً في المسيح،ولا تفهم قليلاً في الوصية، تريد أن ترى هذا الكلام بشكل أوضح انظر إلى الرسل والقديسين، كل وصية يصعب عليك فهمها ستجدها معاشه في القديسين، معاشه في الرسل، ستجد الآباء القديسين يشرحوا الإنجيل ليس فقط يشرحوه كمعاني أو ككلمات لكنهم يعيشوا الإنجيل، هذه هي الصخرة التي في حياتنا، الإنسان كلما ذهنه يفكر في شيء يأتي بسيرة قديس تذكره، على سبيل المثال يقول لك الأنبا بولا عندما اختلف مع أخوه عندما فكر في زوال العالم قال أنا ماذا سوف آخذ؟ وترك كل شيء، الأنبا أنطونيوس ترك كل شيء،مار جرجس احتمل العذابات سبع سنوات، الست دميانة لم تحب مباهج العالم، كل قديس ينفذ وصية، تجد أن هذا هو صخر حياتنا، إضافة لتعاليم الآباء، تعاليم الآباء الرسل، تعاليم آباء الكنيسة، تجد كل قديس أعطاك جزء في كيانك الروحي تبنى به، فهذا هو الصخر الذي نبني به حياتنا، على العكس الذي يبني بيته على الرمل، بنى بيته علي مجرد مجموعة من المبادئ الإجتماعية،أو بنى بيته على أفكار خاصة به،بنى بيته بدون أساس، أول اختبار يأتي يسقط،وما أكثر الاختبارات يا أحبائي، الإنسان سنين كثيرة تجتازه، الإنسان رياح كثيرة جداً تهيئه على أنه يبني نفسه علي الأساس المتين، وكلما هذه السنين تحاول أنها تزيل هذا البيت كلما كان هذا البيت يعلن صلابة كلما يعلن أنه بيت جيد، لذلك ربنا يسوع نزل إلينا في كل آلامنا، وكل اختباراتنا، وكل ضيقاتنا، كل ضربات العدو، وكل هجوم يفعله لنا العدو، نزل إلينا يقول لنا أريني بيتك إذا كان بيتك مبني على الصخر ستجده شامخ، يظل صامداً، لا ينهار، لا يتزعزع أبدا، جميل جداً في فترة الصوم أن الإنسان يثبت نفسه على هذه الصخرة، الكنيسة أعطتك الصوم لكي تكون بيتك بيتأساسه متين، أعطتك الصوم لكي تفحص في نفسك، لكي تبحث في أعماقك عن كل شيء ردئ في أساس بيتك يمكن أن يفعل انهيار للبيت، ابحث عن الأمور الرديئة داخلك، ابحث عن الأجزاء الرملية في حياتك وحاول أنك تعيد بناءها، فرصة في فترة الصوم، أدخل لأعماق نفسك في فترة الصوم، حاول أنك تراجع أساسك،حاول أنك تراجع نفسك من الممكن أن تكون بنيت حياتك على أساسات خاطئة، من الممكن أن تكون بنيت حياتك على الغنى والمال والذات،من الممكن أن تكون هذه هي الأساسات التي تعيش بها، أنك تحقق ذاتك، تحقق نفسك، أن الناس تحترمك فلابد أن يكون مظهرك، كلامك، سلوكك،.... إلخ، قد تكون هذه هي الأساسات التي تعيش بها، راجع نفسك، راجع نفسك فهي فترة مقدسة،لكي تجعل الإنسان يبني بيته على الصخرالذي هو المسيح، راجع نفسك في فترة الصوم لكي لا تكون مثلما يقول الكتاب "لا يقدر أعمى أن يقود أعمى"، راجع نفسك لئلا تكون تقول له يارب يارب ولا تفعل بها، راجع نفسك لئلا تكون أنت مجرد حياتك الروحية بعض الشكليات، أين الجوهر؟، أين الشعور الروحي الذي تتعامل فيه مع الله؟، إذا كنت تصوم فهل أنت صائم عن مجموعة ممنوعات من الطعام، مجرد اضطرار، مجرد فعل جسدي، أقول لك لا، فمعلمنا بولس الرسول يقول لك أنا أدرب نفسي في كل شيء لكي يكون لي ضمير بلا عثرة أمام الناس والله،في كل شيء، تدربت أن أجوع وأن أعطش وأن أنقص وأستفيض، داود النبي كان يقول له دربني في حقك، جميل أن الإنسان في فترة الصوم أنه يعلم نفسه كيف يبني بيته على أساس صحيح،كيف أبني بيتي على الروحيات ليس على الجسديات، كيف أعلم نفسي أن أضبط نفسي في شهوة الطعام، كيف أنقل السيادة من الجسد إلى الروح، كيف أعيش للروح، هذه هي فترة أراجع فيها أساسي، ماذا في داخلي، ماذا في أعماقي الداخلية التي لا يعلمها إلا الله ونفسك، راجعها، راجعها لئلا يكون صومنا يا أحبائي صوم شكلي، لئلا نكون أخذنا فترة صوم طويلة والبيت مثلما هو مبني على الرمل، لا فهي فترة جميلة لكي الإنسان يراجع فيها نفسه، ابني بيتي على فعل الوصية، اقتناعي بالوصية لا يكفي، لابد أن أفعل، كون أني أعرف أن هذه الصلاة بركة، وأن هذه الصلاة تحل مشاكل، وأن هذه الصلاة اتصال بالله، وأن ....،.... إلخ،كل ذلك يختلف عن عندما أقف وقفة صلاة، لذلك أبني بيتي على الصخرة، ابني بيتي على الأساس المتين، ابني بيتي على المسيح ليس على شيء آخر، ليس على أفكار أخرى، جميل يا أحبائي عندما أكون في فترة الصوم كلما تمرعلينا كلما نشعر أن الأساس بدأ يوضع، بدأ يستقر، بدأ البيت يبنى بناء قوي، بدأ يكون أساسه متين، وهذا يظهر في اختبارات صغيرة تحدث لك، يحدث لك اختبار غضب، ترى نفسك من داخلك، يحدث لك اختبار شهوة، شيء مثير تراه، أو شخص قال كلام قبيح أمامك، أنظر أنت ما انفعالك مع هذا الكلام، هذا يظهر إذا كان بيتك على الصخر أم على الرمل؟،فهذه هي الرياح التي تمر علينا لتكشف البيت مبني على أي أساس،توضع في أمر يضطرك إلى أن تهرب منه فتكذب، أقول لك كل هذه الأشياء هي الرياح، لذلك الرياح شديدة تحتاج إلى أساس، بيت مبني علي صخر، تحتاج أساس لئلا يسقط، لئلا ينهار، ففترة الصوم موضوعة لكي ينتفع الإنسان، لكي يراجع الإنسان أساسه من داخله، يعتاد الإنسان نفسه على أنه يكون منضبط في أكله، يكون منضبط في سلوكه، يكون منضبط في لسانه، يكون منضبط في انفعالاته، يكون منضبط في غرائزه، هذا هو الأساس الذي يوضع في فترة الصوم، وضعت الأساس تأتي بعد ذلك الكنيسة تقول لك إذا حتى جاءت فترة إفطار فأنا مطمئنة عليك، تقول لها لماذا مطمئن علي؟ أقول لك لأنك قد وضعت الأساس أطمئنت أن بيتك مبني على صخر، عندما تأتي الرياح فأنك تغلب، ابني بيتك على الصخر، فترة الصوم يا أحبائي هي فرصة لمراجعة النفس، فرصة فترة الصوم أني آخذ فيها تداريب روحية، أني اعتاد نفسي وأدرب نفسي على أن يكون لي سلوك روحاني، ولا اتبع شهوات الجسد، فرصة أننا نضبط غريزة الطعام، ابني بيتي على الصخر،أضبط نفسي مثلما يقول لنا الآباء القديسين اعتاد لنفسك على ما تحتاجه وليس ما تشتهيه،أعتاد لنفسي أني ليس كل شيء أطلبه آخذه، أعتاد لنفسي أنني أقلل من الكمية التي آكلها، أعتاد لنفسي ألا أكون مفرط في الأطعمة، إذا كنا يا أحبائي نأخذ فترات انقطاع فهي لكي ترفعنا عن حب الأطعمة، لكن ليس بعد أن نأخذ فترة انقطاع نجد أنفسنا متسيبين في تناول الأطعمة، مثل شخص يرتفع فعندما ارتفع بدأ مثلما تقول لك الكنيسة مثلاً مسموح للمؤمنين أن يأكلوا شيء يسيرا، المهم شيء لسد الجوع، شيء لقضاء حاجة الجسد،فهذا هو فعل الصوم وفكر الصوم في الكنيسة، هذا يعني أن البيت يبدأ يبنى علي صخر، أنك تخرج صفة وتضع صفة أخرى،إلي أن يكون بيتك أساسه متين، ابني بيتك على المسيح،ابني بيتك على الوصية، ابني بيتك على تعاليم الآباء، افحص نفسك في فترة الصوم، حاول أن تجعل كل فكرة داخلك تتحول إلى فعل، لأن المسيح لم يأتي ليضع نظريات، ولكن أتى لكي ما يؤسس ملكوت على الأرض ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

فرح الارسالية الجمعة الرابعة من شهر أمشير

يحدثنا إنجيل معلمنا لوقا البشير الإصحاح العاشر ويقول { وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال } ( لو 10 : 21 ) .. لماذا تهلل يسوع ؟ وما الذي جعله في حالة فرح ؟ السبب إنه أرسل " 70 " رسول وأوصاهم للكرازة وعندما رجعوا تحدثوا إليه عن ما فعلوا وكان مترقب أن يعرف ماذا فعلوا في هذه الإرسالية يسوع المسيح جاء لكي يؤسس ملكوت الله على الأرض .. أرسل الخدام وانتظر .. الكل تصاغر قدامه ولا يستطيع أحد أن يتكلم أمامه .. إختار الله وانتظر .. بعد أن أرسلهم وهو فرح عندما جاءوا إليه ليقولوا له حتى الشياطين تخضع لنا بإسمك ( لو 10 : 17 ) .. جميعهم نجحوا وقدموا الرسالة ولا يوجد أي شئ يقف أمامهم .. لهذا تهلل يسوع وقال { أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء } .. أي أن الرسالة الخاصة به بدأت تنتشر وتتحقق .. إطمئن على الرسل بأنهم سوف يكملوا الرسالة من أجل هذا تهلل إرسالية الخدمة هي العمل الأول الذي فرَّح ربنا يسوع المسيح .. الشئ الذي جعل ربنا فرح إنه رأى أن كلمته تنتشر .. علينا أن نعرف أن كلٍ منا يحمل رسالة .. هذه الرسالة هي أن يحمل إسمه .. أن يشهد له وينادي ببشرى الخلاص .. وكما نقول في القداس كما في الحروب { آمين .. آمين .. آمين بموتك يارب نبشر } .. نُثير حمية الجنود .. عمل المسيحي عمل خدمي .. كرازي .. المسيحي هو مسئول عن غيره حتى يرجع إلى يسوع ويقول له ماذا فعل نشكرك يارب لأنك إخترت الناس البسطاء .. وذوي الإمكانيات المحدودة وثقافتهم ضعيفة .. عليك أن تعرف إنك عندما تخرج من الكنيسة عليك دور .. يجب أن الناس ترى فيكم محبة .. طهارة .. عفاف .. يروا فيكم الأمور التي يفتقدوها .. العالم يفتقد للأمانة لأنهم يفتقدوها .. يفتقد الطهارة والحب فقدم حب .. يفتقد للأمن والسلام .. لا يمكن أن تُخفى مدينة على جبل ( مت 5 : 14 ) .. أنتم برسالة فلا تخفوا .. لابد أن تكون مؤثر في من حولك عندما رجعوا التلاميذ وحققوا الإرسالية قال لهم من يقبلكم يقبلني ومن يرذلكم يرذلني ومن يرذلني يرذل أبي الذي في السموات ( لو 10 : 16) .. يجب أن تعلم أن الله أعطاك نعمة لكي تؤثر في من حولك .. وإذا رأيت إنسان أغلق قلبه عن محبة الله فهذا يستوجب حب أكثر وصلاة من أجله .. القديس يوحنا فم الذهب يقول { لا يوجد مسيحي وإلا يكون خادم } .. ويقول أيضاً { لو قلت لي أن الشمس لا تعطي ضوء ربما أصدقك .. ولكن إن قلت لي أن هناك مسيحي لا يخدم لا أصدقك } نحن مولودين ولادة فوقية ..ولادة بها نعمة وفضل إلهي .. هو دعانا لهذا كما ألـ 70 رسول الذين كانوا بسطاء جداً .. قلب ملتهب .. يحملوا روح تقية .. فأرسلهم وبعد هذا رأهم أثمروا فقال لهم{ إن أنبياء وأبراراً كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ويسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا .. وأما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع } .. أي أنتم تنادوا بأمور تعرفونها واختبرتوها .. ما أجمل أن يتحدث أحد عن يسوع ويذكر إختبار لأنه رأى من أجل هذا فإن الإنسان المسيحي لكي يتحدث عن المسيح عليه أولاً أن يعيش مع المسيح .. لأن فاقد الشئ لا يعطيه .. مثل السامرية التي إختبرت محبة يسوع لها وبعدها ذهبت لكي تنادي كل المدينة وتُخبرهم .. لهذا عندما كان يسوع يختار أحد تلاميذه فكان يجعله مرافق له لفترة وبعدها يرسله .. أيضاً الكنيسة تقول لنا هذا * إسمع المسيح * وعندما تتعلم تقول لك إنه عليك رسالة أن تُعلم غيرك وتنادي بإسم ربنا يسوع المسيح .. تخيل لو كلٍ منا نظر إلى دائرة أقاربه وجيرانه .. أُناس لم تأتي ولم تختبر ولم تعرف وحدثها عن المسيح ويقول لها كلمة سند أو توبيخ .. كلمة تعزية .. كلمة إرشاد .. كل هذا على من حولنا فما بالك بأهل البيت ربنا يسوع المسيح يريد أن كل إنسان يحضر إليه .. هو لم يبذل نفسه فداء عن العالم حتى يأتي إليه قلة .. عندما نقول { أحب خاصته الذين في العالم } ( يو 13 : 1) .. أنظر لكل إنسان أن ثمنه دم ربنا يسوع المسيح .. أنظر لكل إنسان على أنه محبوب من الله وأن به خيط مربوط بالله .. فهناك أناس تتوب بموقف أو كلمة فلا تيأس من أحد .. وآخرين تتوب من تجربة أو بقدوة .. الله لا يكف عن رعايته لشعبه .. ولكن من كثرة محبته لنا يحب أن يُشركنا لهذا أرسل ألـ " 70 " رسول .. وانتظر النتيجة لكي تقول له على أحد إنه تاب وعرفك .. منتظر أن تقول له أكثر من ذلك .. أن تقول له حتى الشياطين تخضع لنا بإسمك .. فيتهلل يسوع لأنكم أولاده .. تحملون صورته وسلطانه وقوته ولا تفتخروا بأنفسكم لأنكم أطفال صغار لكن المسرة جاءت لأنكم قلتم كلامه .. حتى لا يكون إنجيلكم مكتوماً في قلبكم لأنه لا يوقدون سراجاً ويُوضع تحت المكيال ( مت 5 : 15) ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

موت الجسد الجمعة الرابعة من شهر طوبة

عوِّدتنا الكنيسة في تذكار أي شهيد أن تقرأ علينا إنجيل لوقا أصحاح " 12 " .. { لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد } ( لو 12 : 4 ) .. هذا الفصل يتكرر قراءته تقريباً حوالي " 85 " مرة على مدار السنة .. رغم أن فترة الصوم الكبير له قراءات خاصة وأيضاً فترة الخمسين .. أي هذا الجزء يتكرر في السنة خلاف فترة الصوم الكبير والخمسين يوم بعد القيامة " 85 " مرة .. أي " 85 " مرة خلال " 265 " يوم تقريباً لأن الكنيسة غنية جداً بالشهداء الذين أقروا أمام الولاة والطُغاة بأنهم في الإيمان المسيحي لأنهم لا يخافوا من الذين يقتلون الجسد الجسد عند هؤلاء القديسين محور حياتهم .. ليس هو الإله الذي يُمجدوه .. بل إنهم غلبوا الجسد وكما يقول هؤلاء القديسين { حاملين في الجسد كل حينٍ إماتة الرب يسوع } ( 2كو 4 : 10) .. الصوم إماتة للجسد .. العفة أيضاً إماتة له وعندما يُعرض عليه الموت لا يخاف .. فالموت نصيب صالح لهم .. من يعرف هدفه في الحياة ويعيش في إرضاء الله لا يخاف الموت .. الموت بالنسبة لهؤلاء ليس مُخيف أو مجهول أو سبب حرمان أو إنه يذهب للتراب لأنهم يعيشوا في سلطان المسيح سر إنزعاجنا بالموت يكمُن في محبتنا للجسد وعدم تفكُّرنا في الأبدية وعدم استعدادنا له .. لكن عندما تُهيئ النفس ويعيش الإنسان في إرادة الله يُصبح الموت غير مُرعب تماماً .. ونتقابل مع فكرة الموت مثل تقابُلنا مع فكرة الحياة .. ويصير الموت مُشتهى .. عندما يُدرك الإنسان الحياة ويُدرك الموت يعيش في راحة تامة .. وما هي الحياة كما يقول معلمنا بولس الرسول { لي الحياة هي المسيح والموت هو رِبح }( في 1 : 21 ) .. أي الحياة هي المسيح وقانون الحياة حسب المسيح هو الذي يحكمني وبذلك الموت يكون رِبح الإنسان الذي سلامته في إرادة ربنا يقبل الموت بسلام عجيب .. فالناس الأتقياء في لحظة تسليم الروح تجد على وجوههم إبتسامة وسلام عجيب في استعداد لأنها اللحظة المُشتهاه .. من يعيش في إرادة الله واستعداد للأبدية الموت بالنسبة له حياة أبدية .. أرسلنا الله للحياة فترة ولا يوجد من يعيش للأبد .. فما أجمل أن نعيش على اسم المسيح فهذا شئ مُفرح .. فالأيام القليلة إملأها بمحبة ربنا وبمزيد من النعمة التي تجعل مصباحي ملئ بالزيت الحياة هي فترة من الأعمال الصالحة تُمجد الله .. الحياة فترة أُعطِيَت لنا من قِبَل مراحم الله لكي نكسب بها الأبدية .. والأبدية هي الحياة التي لا تنتهي .. حياة بلا موت أو خوف فهي الوجود الدائم في حضرة الله .. هي السعادة الغامرة .. ولكي يعبُر إلى الأبدية لابد أن يجتاز الموت وعليهِ أن يتقبَّل هذا الأمر إن أردت أن تقسم أي رقم ÷ ∞ يُعطي " 0 " .. الرقم حياتنا الزمنية والما لا نهاية حياتنا الأبدية .. هل معقول أن ربنا خلقنا للصفر والعدم ؟ من يعرف أن حياته ربنا أوجدها لهُ من أجل الأبدية سيتعامل مع حياته بطريقة أخرى الكنيسة ترى من شعبها كثيرين يُقبِلون على الإستشهاد بكل سرور .. هناك تيجان وأكاليل تُوضع على كل الذين يتقدموا للإستشهاد .. يُقال عن القديس أندراوس أنه كان لحظة تعذيبه وُضِع على الصليب وسمح الله بأن يأتي برعود وزلازل وأمطار فهرب الذين يُعذبونه لأنهم خافوا .. فذهب المسيحيين ليفكوا قيود القديس فأبى ذلك وقال لهم " لا تُعوقوني والرب قد أفلح طريقي " .. مثل القديس أغناطيوس الشهيد عندما رأى أولاده يبكون في وقت استشهاده فقال لهم " يا أولادي لا تصنعوا بي شفقة في غير موضِعها " .. إنه له رؤية في الموت .. الموت بالنسبة له رِبح من يعيش في رِضى ربنا كل يوم يصلُب جسده الثقيل .. يغلِبه كل يوم .. ويُوقِفه للصلاة ويزداد في الأصوام رغم إنه متمرد وطلباته كثيرة .. كل من يضع هذه الحقيقة ويتعامل معها بإيمان وعرف أن حياته إرضاء لربنا كل ما نظرته للحياة فهمها أكثر .. مسكين من يتعامل مع الحياة على أنها دائمة إلى الأبد ولا يضع الأبدية في قلبه ويعبُد الجسد ويُميت الروح ليحيا الجسد .. في النهاية يكتشف أنه مخدوع لأن الجسد لا يحيا ويكون قد حكم على نفسه بالموت الأبدي .. أما من أماتَ الجسد من أجل الروح والروح تظل حية حتى تأتي لحظة موت الجسد يجد الروح حية وتبقى إلى الأبد .. الموت خطوة لمجد عندما يعيش الإنسان لرضاء الله أُؤمن أن الحياة الأبدية تُعاش من على الأرض .. وهي لا تُقاس بأيام الأرض أبداً ومهما كانت حياة الإنسان إلا إنها تنتهي .. فمولود المرأة قليل الأيام شبعان تعب .. فما الذي يجعل التعب شئ مُسَرْ ؟ المسيح هو الذي يجعل الأيام جميلة ومُفرِحة .. نحن نؤمن أن الحياة وُجِدَت لنا من الله .. لا نتاجر بها لكي نربح الكثير .. تخيل أن أحداً أعطاك شئ ثمين وغالي الثمن مقابل مبلغ رمزي .. يريد الله أن يعطينا الأبدية بأيام قليلة .. تخيل أننا حتى هذه الأيام القليلة لا نريد أن نعطيها له يُقال عن أبينا يعقوب أنه عندما رأى رحيل تعلق بها وضاقت نفسه به .. فقال له خاله لابان إخدمني سبع سنوات لكي أزوجها لك .. ولكن أعطى له لابان بعد السبع سنوات ليئة أختها .. فقال له إخدمني سبع سنوات أخرى وأنا أُعطيها لك .. فَقَبَل يعقوب العرض وخدم خاله سبع سنوات أخرى .. ويقول الكتاب { فخدم يعقوب براحيل سبع سنينٍ وكانت في عينيهِ كأيامٍ قليلةٍ بسبب محبتهِ لها ( تك 29 : 20 ) نحن أيضاً نزهد حياة الأرض من أجل رِبح السماء وكثرة حُبنا للأبدية .. لدينا إحساس أننا بأيام قليلة نربح الكثير وهذه هي رسالتنا على الأرض .. كل إنسان لا يطيع الوصايا ويُهمل في حق ربنا كأنه لا يعرف قيمة ما يحصل عليه .. الله يطوِّل باله علينا جداً .. { بسطت يديَّ طول النهار إلى شعبٍ مُتمردٍ } ( أش 65 : 2 ) .. ولاتزال يده ممدودة بعد .. عندما تزداد إغراءات الحياة تقل الحرارة الروحية ويقل الإستعداد إلى الأبدية .. يخدعنا العدو والجسد ونجد أنفسنا في غفلة .. كن متيقظ ولا تتهاون في أجمل ما في حياتك ( وقت الله ) حتى لا تكن حياتك شقاء وتعاسة عندما يغيب المسيح عن حياة الناس حياتهم تزداد سوء .. وعندما يحضر المسيح حياتهم تكون مُفرِحة .. الكنيسة تريد أن تُثبِّت في حياة أولادها هذا الإتجاه .. { لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد } .. تريد أن تُثبِّت هذا الفكر ويخافوا من الذين لهم سلطان أن يُلقي في جهنم ويعدُّوا أنفسهم للحياة الأبدية ربنا يسوع الذي وعدنا بالخيرات الأبدية يُثبِّت فينا كلماته لكي نحيا له ونموت له لأن منه وله وبه كل الأشياء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل