العظات

عمل الروح القدس الجمعة الثالثة من شهر بشنس

الأسبوع الأخير من رحلة الخماسين المقدسة والكنيسة أمامها يومان وتستقبل أغلى عطية وأعظم هدية تعطى لها وهي الروح القدس .. لذلك تقرأ علينا الكنيسة موقف عندما وقف ربنا يسوع في يوم عيد وقال داخل الهيكل ﴿ من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ﴾ ( يو 7 : 38 ) بالطبع كان الناس يفهمون الكلام حرفي فيقولون كيف تجري من بطنه أنهار ماء حي ؟ قد نقول قليل ماء لكن أنهار ماء ؟ بالطبع كان ربنا يسوع يتكلم عن الروح القدس المتدفق من الداخل فيقول ﴿ تجري من بطنه أنهار ماء حي ﴾ .. واضح أنها عبارة ليس المقصود بها المعنى الحرفي لأنه كيف تجري من بطنه أنهار ماء حي ؟ ﴿ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه ﴾ ( يو 7 : 39 ) هذا حال الكنيسة الآن .. نحن مزمعين أن نقبل الروح القدس فتقول الكنيسة نحن نقبل الروح القدس كأنهار ماء حي متدفق داخلنا .. نحن كثيراً نفتقد معنى الروح القدس .. كثيراً ما لا يكون لنا وعي بالروح القدس .. كثيراً ما تكون كلمة الروح القدس كلمة مجهولة بالنسبة لنا .. ما معنى الروح القدس ؟نحن نسمع عن الآب ونعرف الإبن أما الروح القدس فلا نسمع عنه أبداً .. الآن نريد أن نتعرف على الروح القدس في وقت بسيط جداً .. ما هو الروح القدس ؟ عمل الروح القدس : إن أردت أن تعرف الروح القدس فهو له أربعة مهام في الإنسان كعطية أعطاها الله له :- (1) الروح القدس يقدس :- أنا محتاج للتقديس .. أنا داخلي أمور دنسة .. أفكاري دنسة .. كلامي ردئ .. خيالاتي رديئة .. نيتي رديئة .. ودوافعي للقداسة بطيئة وبليدة لأن هناك عوائق كثيرة تمنع .. هل تريد أن تتقدس ؟لن يقدسك سوى الروح القدس .. هنا عمل الروح القدس داخل النفس .. الروح القدس مسئول عن تقديس النفس .. أول شئ يعمله الروح القدس داخلك هو أن يقدسك .. كل من خضع للروح القدس نال تقديس وكل من خضع للروح القدس نراه يعمل أعمال قداسة تفوق طاقة البشر .. لماذا تفوق طاقة البشر ؟ لأنها عمل الروح القدس فيه .. الروح القدس أعطاه طاقة قداسة أعلى بكثير من الطاقة البشرية لأنه قد تجد شخص طيب القلب لا يحب الكذب له أخلاقيات جيدة وذلك لأنه تربى على ذلك لكن الروح القدس لا يجعل الإنسان مجرد شخص له صفات تربى عليها ومؤدب .. لا .. الروح القدس هو روح قداسة ترى الفرق واضح بين شخص مؤدب بحسب المقومات الإجتماعية وشخص قديس .. مهما كان الشخص مؤدب إلا أنك لا تعرف ما بداخله .. إلا أنه له ضعفات .. ألا أنه قد ينقلب الضد الإنسان الذي داخله روح قداسة يعمل أعمال فائقة فتجد عنده حب بلا حدود .. عنده عطاء بلا حدود .. بر بلا حدود .. ما سر ذلك ؟ ما سر قداسة القديسين ؟ الروح القدس .. المهم أنهم خضعوا له هم خضعوا له وهو شكلهم فصاروا قديسين لأن إسمه روح القداسة إن أردت أن تتقدس فليس لك وسيلة إلا الروح القدس لذلك ربنا يسوع المسيح أعطانا هذه الهدية التي تقدسنا .. عندما يسكن روح ربنا داخلي فهو المسئول عن قداستي .. الروح القدس يقدس يطهر .. يشفي .. الروح القدس عمله داخل النفس يحرق أشواك الخطايا .. يحرق نيران الشهوة الملتهبة هو يلتهمها ويحولها لنيران القداسة وبدلاً من أن تكون داخل الإنسان طاقات غضب تصير طاقات قداسة وبدلاً من أن تكون داخله طاقات كره تصير طاقات حب .. هذا هو عمل الروح القدس الذي أرسله الله ليعمل في الإنسان لأن الله يعرف طبع الإنسان فأعطاه الروح القدس ليقدسه ويخلص به .. هل تريد أن تتقدس ؟ لا تقديس خارج الروح القدس .. لذلك إن كانت هناك خطية أتعبتك أطلب من روح ربنا أن يعطيك نعمة كي تغلبها .. أطلب من روح ربنا أن يعطيك قوة لتطهيرك من هذه الخطية . (2) الروح القدس يصلي :- فرق بين إنسان يردد كلمات بشفتيه وآخر يصلي كواجب وثالث يصلي كروتين وإنسان يصلي بالروح أي لا يشعر بمن حوله ولا يشعر بالزمن وكلماته ليست بنتاج فكر عقلي .. أحياناً عندما نصلي نفكر ماذا نقول هذه ليست صلاة بالروح .. هذه صلاة عقل أي يفكر ويتكلم هذه أيضاً صلاة جيدة .. نعم ليتنا نقف أمام الله ونطرح أفكارنا .. لكن توجد صلاة بالروح وهي الأجمل هي التي تبدأ عندها الصلاة .. تكلم بالروح .. لذلك بولس الرسول يقول ﴿ لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها ﴾ ( رو 8 : 26 ) .. أي الروح ينخس فيك .. يشفع فيك .. الروح يشهد لك وينطق فيك ويحركك .. هذا عمل الروح القدس في النفس أنه يصلي صلي بالروح .. عندما تقف أمام الله أطلب من الروح القدس أن يرشد ذهنك للصلاة وينطق فيك بكلمات الصلاة .. هو يتكلم فيك .. لذلك هناك فرق بين صلاة الروح والصلاة العقلية وصلاة الشفتين .. الصلوات مراحل :- أ‌- مرحلة الشفاه أي نطق بدون عقل .. مجرد كلام .. ألا يحدث معك ومعي أن نقول * إرحمني يا الله كعظيم رحمتك * ونفاجأ أننا أنهيناها ؟ لماذا ؟ لأننا نقول بالشفاه دون العقل . ب‌- وحد عقلك بشفتيك وهي مرحلة تقول فيها الصلاة وأنت تعي وتفهم ما تقول . ج- وحد عقلك مع شفتيك مع قلبك وهذه مرحلة أجمل . د- وحد عقلك وشفتيك وعقلك بمساندة الروح القدس وهذه هي الأجمل .. هنا تبدأ الصلاة .. هنا تشعر أنك لا ترى ما حولك لكنك ترى كل ما هو روحي .. هنا تركز في الصلاة ولا تنتبه لأي تأثير خارجي .. هنا تبدأ الصلاة بالروح . أدعوك أن تصلي بالروح .. أن تقف لتصلي .. أرجو يكون لوقفة الصلاة تقديس وزمن واهتمام .. لن نصلي أبداً إن لم نعطي الصلاة إهتمامنا .. ما الذي يجعل الإنسان ضعيف .. إنسان ساقط إنسان مهزوز .. إنسان مهزوز في سلوكياته وإيمانه ؟ لأنه لم يأخذ قوة من الأعالي لذلك عندما يرى شئ يسلك بطبعه البشري والطبع البشري يميل للشراسة .. يميل للشهوة .. يميل للذات .. هذا هو الطبع البشري لكن عندما يتحد بالله يتقدس بالروح ويصلي بالروح . (3) الروح القدس يرشد :- قال ﴿ يرشدكم إلى جميع الحق ﴾ ( يو 16 : 13) .. ﴿ يذكركم بكل ما قلته لكم ﴾( يو 14 : 26 ) .. ما أجمل الإنسان الذي يسلك بالروح ؟ الكتاب يوصينا أن ﴿ أُسلكوا بالروح ﴾( غل 5 : 16) .. أي سلوكياتي تكون محاطة بتأييد الروح القدس أن أشعر أن حياتي ومشورة نفسي كلها مسلمة للروح القدس .. ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾ ( رو 8 : 14) .. ما أجمل إنسان مثل بولس الرسول الذي عندما أراد أن يذهب لمدينة قال﴿ منعنا الروح ﴾ .. عندما يريد أن يذهب لمدينة ليكرز بها يقول له الروح القدس لا .. لتظل هنا أنا لي أناس كثيرون في هذه المدينة .. وقد كان يريد أن يظل في كورنثوس شهر لكن الروح جعله بها سنة ونصف الروح القدس ألزمه .. لذلك يقول الروح القدس للتلاميذ ﴿ إفرزوا لي برنابا وشاول للعمل ﴾( أع 13 : 2 ) .. الروح القدس يرشد ويقود ويقول للإنسان ما يفعل وما لا يفعل هل أنا سالك بمشورة الروح ؟ هل مشورة الروح هي التي تهديني أم مشورة فكري ؟ الروح القدس يرشد وعمله هو أن ينير الطريق الذي به مخافة الله .. عمله أن ينبه لما هو صحيح وما هو خطأ .. لذلك يجب أن ينقاد الإنسان لروح الله وليس بفكره أو رأيه .. الروح القدس عمله هو أن يوبخ الإنسان على الشئ الردئ ويشجعه على الشئ الجيد .. عمله هو أن يرشد .. هناك كثير من الأمور كما يقول عنها معلمنا بولس ﴿ الأمور المتخالفة ﴾ ( رو 2 : 18) أي أمور محيره هل أفعل هذا الشئ أم لا ؟ هل أذهب لهذا المكان أم لا ؟ هل أسافر أم لا ؟ أمور قد لا أستوعبها جيداً وبالتالي لا أعرف لها قرار .. من يرشد إذاً ؟ الروح القدس هو الذي يرشد لذلك يسمى * روح المشورة * .. يشير عليك بقوة أن تفعل هذا ولا تفعل ذاك .. ما أجمل إنسان يعيش بمشورة الروح القدس ويسلك في أمان لأنه لم يتكل على رأيه الشخصي أو ذكائه بل يتكل على روح الله .. ما أجمل روح الله عندما يقود الإنسان يعرفه كل شئ في أحد المرات كان طيار يقود طائرته في رحلة وأثناء القيادة تعرض لأمر غريب .. فجأة أصيب بإنفصال شبكي مفاجئ ووجد نفسه لا يرى شئ أمامه .. ماذا يفعل ؟ إتصل بالقاعدة التي يتبعها وقال لهم أنه صار أعمى لا يرى فقالوا له إفعل ما نقوله لك وكان يحفظ لوحة المفاتيح فكانت القاعدة ترشده لأي مفتاح يضغط وهو يعمل ما يقولونه له .. إضغط على المفتاح الأول ثم المفتاح الثاني أنر المفتاح الثالث .. وهكذا أرشدوه حتى آخر خطوة وهو يسمع لهم حتى هبطت الطائرة بسلام .. وقالوا له نحن ننتظرك بسيارة إسعاف من هذه القصة ليتنا نفعل ذلك في حياتنا لا نفعل أي خطوة إلا بمشورة الله .. لا نُقدم على شئ إلا بمشورة الروح القدس هو الذي يرشد ويقود .. يقول يمين .. يمين .. يقول يسار .. يسار .. قل له أنا أعمى فقد قدت نفسي في أمور كثيرة فوجدت نفسي كثيراً ما أسقط وكثيراً ما أذِل .. إتبعت مشورتي وهواي وكانت النتيجة رديئة .. أريد الآن أن أتبعك أنت .. عمل الروح القدس هو أن يرشد هو يعرف كيف يميز الأمور .. عمله في الإنسان أن يقود ويرسم له الطريق . (4) الروح القدس يعزي :- الطريق طويل وكرب .. الطريق به أتعاب كثيرة .. الطريق به ضيقات كثيرة .. الطريق لا يسير بطريقة ثابتة ليس مستقيم بل به منحنيات ومرتفعات .. قد يتعب الإنسان وهو سائر في طريق الملكوت .. قد يضعف وقد يفتر ولا يريد أن يكمل المسير .. قد يقلق أو يخاف .. أو قد يقول ماذا سأنال من كل هذا التعب ؟ ماذا يفعل الروح القدس هنا ؟ يعزي .. يقول لك لا تخف كما تقول كلمات تشجيع لأولادك أثناء الإمتحانات هكذا الروح القدس المعزي يقول لك لا تخف .. أنت تسير في الطريق الصحيح وقد قطعت كثير من الطريق .. إنتبه أن المكافأة جميلة .. يعطي تعزيات .. التعزية هي فعل نعمة .. هي فعل فوقاني .. هي مساندة سماوية .. هذه التعزية من المسئول عنها ؟ الروح القدس لذلك يسمى * الروح المعزي * عندما يكون إنسان في ضيقة أو فقد أحد أحبائه تقول أنا ذاهب لأعزيه .. ماذا تعني كلمة* أعزي * ؟ أي أقول له أنك إن كنت قد فقدت شخص غالي عليك فنحن كلنا بجانبك .. أقول له كلمات تشجيع وأفرحه بأن هذا الفقيد في السماء الآن ونحن كلنا غرباء .. من الذي يعزينا في غربتنا الصعبة التي نحياها الآن على الأرض ؟ الروح القدس .. يقول لك لا تخف نعم الأحزان كثيرة لكن الأفراح تنتظرك .. نعم أنت تتعب هنا لكن المكافأة عظيمة هناك ولأني أعرف أنك شخص مادي بعض الشئ فبدلاً من أن أعدك بتعزيات سماوية فقط .. لا أنا لابد أيضاً أن أعطيك تعزيات على الأرض وأربطك بيَّ .. أعطيك عزاء على الأرض .. أعطيك سلام وهدوء وفرح .. أعطيك عربون عزاء الأبدية .. هذا هو الروح القدس يوجد تشبيه لطيف عن أليعازر الدمشقي الذي ذهب ليخطب لأبينا إسحق .. قال له أبونا إبراهيم لا تخطب لأبني من بنات الأرض إذهب لأهلي وعشيرتي واخطب له من هناك .. فقال أليعازر يارب هذه مهمة صعبة كيف أخطب لإبن سيدي ؟ ثم قال التي أقول لها إسقيني فتقول أسقيك وأسقي جمالك تكون هي من إختارها الرب لإسحق ( تك 24 : 14) .. فوجد رفقة تقول له أسقيك وأسقي جمالك ولك مكان مبيت عندنا .. فقال هذه من الله .. وكلم أبيها وخطبها لإسحق وألبسها الذهب وأخذها وحدها معه ليعطيها لإسحق زوجة وسار بها في الطريق .. أريدك أن تتخيل أن رفقة خائفة تقول لقد تركت أهلي وشعبي وأسير إلى رجل لا أعرفه .. من الذي يطمئنها لإسحق ؟ أليعازر .. يقول لها لا تخافي إسحق إنه طيب القلب ومؤدب جداً .. سخي جداً وغني جداً .. مادامت رفقة في رحلة غربتها أليعازر يطمئنها ويعزيها .. هذا هو عمل الروح القدس الروح القدس أتى للعالم ليخطبنا لله ولكن حتى نصل لله الطريق طويل والرحلة شاقة فيعزينا طول الطريق ويقول عريسك جميل .. عريسك غني وسخي .. عريسك محب .. متواضع .. وديع .. يعطيك صفات فيه تطمئنك ويزينك ويغدق عليك بالعطايا كما فعل أليعازر لرفقة ألبسها أقراط ذهب ..* أقراط * أي أشياء جميلة وثمينة وغالية في كل جسدها في أنفها وعنقها ويديها وأرجلها و ... عمل الروح القدس يعزي يعزينا طوال هذا الطريق الكرب الضيق المملوء أتعاب .. يقول لنا إطمئنوا لا تخافوا توجد مكافأة والمسيح ينتظركم .. نعم إن العالم به مسرات ومكاسب وغنى أرضي وشهوات .. من يعزيني عن فقدان كل هذه الأمور ؟ الروح القدس يجعلني أدوس على كل هذا بغنى وعز .. لماذا ؟لأن معي الأجمل والأغلى معي من يعزيني عن أي شئ مفقود فلا أشعر أن نفسي تميل لأي شهوة في العالم لأن الروح القدس قد ملك على رغباتي عمل الروح القدس أنه يفطم الإنسان عن مسرات العالم ويغدق عليه بمسرات روحية هذا عمل الرح القدس المعزي .. ما الذي يجعل أحد القديسين يعيش فوق قمة جبل أو في مغارة ؟ ما الذي يجعله يترك كل مسرات العالم ؟ ما الذي يجعله يعيش بدون أسرة وزوجة وأولاد وأحباء ؟الروح القدس الذي ملك على كيانه وعزاه ومادام قد عزاه فهو ليس بحاجة لشئ .. لذلك نحن مقصرين جداً في حق الروح القدس .. نحن ليس لنا عشرة عميقة مع الروح القدس في حين هو روح الله الذي إستودعنا إياه لنضع أنفسنا في مقارنة هل يكون المسيح معنا أم الروح القدس ؟ كلنا سنختار أن يكون المسيح معنا .. لكن المسيح نفسه إختار لنا غير ذلك .. قال سأعطيكم الأفضل .. قد لا نصدق أنفسنا لكننا نصدق المسيح يسوع .. ما هو الأفضل يارب أن نظل معك أم تتركنا ؟ يقول خير لكم أن أنطلق( يو 16 : 7 ) .. لماذا ؟ لأني إن ظللت معكم لن أعطيكم الروح القدس لذلك الكتاب يقول﴿ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ﴾ .. مجد بعد أي صلب لأن الروح القدس هو ثمرة من ثمار الصليب في حياتنا لذلك ليتنا نتودد للروح القدس ونطلب منه كثيراً .. ما أجمل آبائنا الذين علمونا قائلين صلوا قطع الروح القدس بعد كل قطع الأجبية أي بعد أن نقول قطع باكر نقول ﴿ أيها الملك السمائي المعزي روح الحق ﴾ .. أيضاً بعد قطع صلاة الغروب .. من أين أخذوا هذا الأمر ؟ من أن الروح القدس حل في الساعة الثالثة لكن هل حل في نصف الليل ؟ الكنيسة تضع قطع الروح القدس في صلاة نصف الليل .. إذاً يجوز إنها تقال في أي وقت لأن طلبة الروح لابد أن تكون طلبة متجددة .. الذي يعرف قيمة الروح القدس يظل دائماً يقول ﴿ هذا لا تنزعه منا أيها الصالح لكن جدده في أحشائنا ﴾ .. توقع الروح القدس .. إنتظر الروح .. أسلك بالروح وعمل الروح القدس داخلنا لا نريد أن ننساه .. يقدس .. يصلي .. يرشد .. يعزي ربنا يعطينا نعمة الروح ونكون مستحقين لها ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ليكونوا مكملين إلى واحد الجمعة الأولى من شهر بشنس

تقرأ علينا الكنيسة في هذا الصباح المبارك جزء من إنجيل معلمنا مار يوحنا 17 تقول فيه آخر حديث لربنا يسوع المسيح في خدمته على الأرض .. وهو حديث يحمل كل فكر ربنا يسوع نحو أبيه السماوي ونحو جنس البشر .. ربنا يسوع يخاطب الآب ويقول ﴿ أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ﴾نفس المجد الذي أعطيتني أنا أعطيتهم إياه .. أنت جئت بي للعالم ليس لأخلص العالم فقط بل وأيضاً لأعيد للإنسان مجده الأول لذلك الذي أعطيتني أنا أعطيته لهم .. أخذوا نفس المجد .. لماذا ؟ ﴿ ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ﴾ ( يو 17 : 22 ) .. ربنا يسوع أعطانا نفس المجد الذي أخذه من الآب .. عندما يكون فينا نفس المجد الذي أخذه من الآب صرنا واحد .. تخيل شخص متميز عن الآخر جداً بالغنى ثم يقسم ثروته مع الآخر ويقول له قد صرنا واحداً في الغنى متساويين .. إنسان متميز عن الآخر بالذكاء فيعطيه نفس ذكائه ويقول له قد صرنا واحداً نحن الفرق بيننا وبين ربنا يسوع المسيح كبير جداً .. هوة كبيرة جداً .. الفرق بيننا في المجد قال سأعطيكم من هذا المجد .. لماذا ؟ يقول * ليكونوا واحداً معي * .. يا لعظمة تدبير ربنا يسوع المسيح إتجاهنا .. أن نكون واحداً معه ؟ نعم ليس معه فقط بل واحداً مع أبيه الصالح أيضاً حتى أنه يريد أن تكون وحدته مع الآب هي هي وحدتنا معه .. لنرى قوة وحدته مع الآب تكون على نفس مستوى وحدتنا معه .. ليكونوا واحداً .. لمن نشبه ؟ ﴿ كما أننا نحن واحد ﴾ .. وكلمة * نحن * هنا إشارة للثالوث القدوس .. نحن ثلاثة .. ﴿ أنا فيهم وأنت فيَّ ﴾.. أنت فيَّ وأنا أيضاً فيهم فصاروا هم فيَّ وفيك وصرت أنا فيك وفيهم وكلنا صرنا واحد في المسيح يسوع هذه هي سر عظمة عمل ربنا يسوع على الأرض .. هذه هي العطية التي صارت الكنيسة مديونة بها للمسيح .. صرنا واحد معه وواحد مع الآب وواحد بعضنا معاً .. نحن واحد مع بعضنا البعض وكلنا واحد معه وكلنا واحد معه ومع أبيه الصالح .. ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ ( يو 17 : 23 ) من أجمل الأمور التي أعطاها لنا ربنا يسوع أن نشعر أننا كلنا واحد .. من أجمل الأمور أن أشعر أن بيَّ نفس الروح التي في الآخر وأن أشعر أننا كلنا مدعوين لوليمة واحدة وكلنا نأكل خبزة واحدة ونمارس صوم واحد معاً ونفطر معاً ونتوب معاً ونمارس الأسرار معاً أجمل ما في الكنيسة أنها جعلت الفرد ملغي والجماعة هي القائمة لذلك ونحن نسبح نقول ﴿ نسبحك .. نباركك ﴾ .. لنا لسان جماعة وليس فرد .. كلنا لنا نفس الإشتياقات فنقول له﴿ إهدينا يارب إلى ملكوتك ﴾ .. كلنا لنا نفس الطلبة فنقول له ﴿ إنعم لنا بمغفرة خطايانا ﴾ نحن جماعة متآلفة أهدافنا واحدة فنقول له ﴿ نحن أيضاً الغرباء في هذا العالم إحفظنا في إيمانك وانعم لنا بسلامك ﴾ .. لنا طلبة واحدة لا يوجد شخص فينا يقول هذه الطلبة لا تعجبني أو لا تناسبني لن أقولها .. لا .. كلنا لنا أهداف واحدة واشتياقات واحدة وطلبات واحدة .. كلنا موحدين في المسيح موحدين في الآب .. موحدين معاً .. ﴿ مكملين إلى واحد ﴾ لنفرض أن شخصيتي مختلفة عن غيري .. يقول لنا الوحدة لا تلغي الفرادي .. الوحدة لا تلغي التميز أبداً .. عندما دعى ربنا يسوع تلاميذه نجد أن كل واحد منهم قد يكون له فكره الخاص لكن مع ذلك كلهم مكملين إلى واحد .. قد يكون إختلافهم هو سبب وحدتهم .. قد يكون إختلافهم هو الذي يجعلهم في النهاية يعزفون لحن واحد .. وإن كانوا كلهم واحد أو كلهم نسخة موحده لما كانت السيمفونية المتآلفة فيهم .. تخيل آلة موسيقية ليس بها سوى نغمة واحدة تعطي نغمة واحدة ستكون منفره لكن تخيل أصوات مختلفة لنغمات مختلفة فهذه تعزف لحن جميل هكذا نحن في الكنيسة تميز أعضائها ليس لينفرد كل واحد عن الآخر بل ليدخل كل واحد في الآخر ويكمله كما يقول اللحن الكنسي ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. هكذا نحن مؤلفين بالروح .. تجد شخصية متى الإنجيلي غير شخصية لوقا غير شخصية يوحنا غير شخصية مرقس .. متى الإنجيلي شخصية تميل للسلطة لذلك لم يرد أن يظل طول حياته يهودي لكنه أراد أن يدخل مع الرومان ويصير جابي للضرائب .. لديه حب السلطة .. لوقا الإنجيلي يميل للبعد الإنساني .. يوحنا الإنجيلي عنده البعد اللاهوتي والروحي .. مارمرقس الإنجيلي عنده البعد الخدمي والبذل والتضحية .. لذلك نجد معلمنا مار متى عندما كلمنا كلمنا عن المسيح الملك لأنه محب للسلطة ومارمرقس كلمنا عن المسيح الخادم .. ومارلوقا كلمنا عن المسيح المتجسد .. نقول نحن كنا محتاجين أن نعرف هذا البعد عن ربنا يسوع في النهاية تكملت الصورة لذلك هم ليسوا ضد بعض لكن كل واحد رسم جزء من الصورة كي تكون في النهاية أيقونة متكاملة .. ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ في النهاية لمن يعود المجد ؟ لإنجيل ربنا يسوع المسيح .. في النهاية الفضل لمن ؟ لربنا يسوع في النهاية ما هو الهدف لكل واحد منهم ؟ إنتشار ملكوت ربنا يسوع .. تعال لترى شخصية بطرس ويعقوب وبولس الرسول و ....... كلٍ منهم له بصمة .. له إتجاه .. لكن في النهاية مكملين إلى واحد .. ربنا يسوع المسيح .. مكملين كلهم كي يعزفوا نفس اللحن ولهم نفس الهدف هو إنتشار ملكوت ربنا يسوع على الأرض ولأننا ككنيسة أعضاء نعم مختلفين لكن مكملين فممكن أنا أنجذب ليوحنا اللاهوتي وآخر ينجذب لمارمرقس وآخر لمارلوقا .. كلٍ منا يجد ما في شخصه ما يغذي شخصه وينميه والكل لحساب ربنا يسوع هكذا في قديسي الكنيسة تجد فيهم ما يناسبك تجد الشيخ وتجد الشاب وتجد الطفل وتجد المرأة .. والعذراء و ..... تجد ما يناسبك ليس في نوعيتهم فقط لكن أيضاً في نمطهم .. فتجد الشاب الشجاع وتجد الشاب الوديع والراهب .. تجد الشهيد وتجد الناسك والباحث .. تجد اللاهوتي .. تجد كل ما يناسبك .. ما هي شخصيتك ؟ هل شخصيتك تميل للعزلة والوحدة ؟ كُل واشبع .. هل تميل للدراسة والتأمل ؟كُل واشبع .. هل تميل للممارسات النسكية ؟ كُل واشبع إلى ما لا نهاية .. هل تميا إلى الشهادة والخدمة ؟ إلى ما لا نهاية .. ما هذا ؟ ﴿ هيأت قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ ﴾ ( مز 22 – من مزامير الثالثة ) .. أعطاك مائدة دسمة مشبعة من كل ما تطلبه وتحتاجه ولأننا كلنا واحد في المسيح فكلنا مكملين بروح ربنا .. صرنا خبزة واحدة لذلك تجد في القربانة إثني عشر صليب حول صليب كبير يسمي الإسباديقون وهو الجزء السيدي ويمثل ربنا يسوع وحوله إثني عشر صليب .. بذلك تكون الكنيسة كلها في هذه الخبزة لذلك مهما كان كثرة المتناولين في الكنيسة الأرثوذكسية فهي تتمسك بالتناول من خبزة واحدة .. لا تقل القداس اليوم به زحام شديد أو نحن في ليلة عيد أو قداس خميس عهد نقدم قربانتين أو ثلاثة ليأخذ كل واحد من المتناولين قطعة كبيرة ليتلذذ بها .. لا .. هي خبزة واحدة وإن كان كل واحد فيها يمثل حبة دقيق وقد يأخذ كل واحد منا قطعة بحجم حبة الدقيق وبذلك يأخذ الجسد كله هذا قصد الكنيسة لأن جميعها عجنت بماء واحد ونحن بنا روح واحد صرنا واحد وأي جزء فينا يمثل الكل .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. صرنا مسكن لله لذلك المؤمنين في الكنيسة لهم تشبيهان مهمان .. يقول أنت فلك نوح مبني من عوارض خشبية كثيرة هكذا مؤمنوا الكنيسة كل واحد منا قطعة خشبية ليس لها قيمة لكن إن تجمعت بجانب بعضها صارت فلك جميل .. أيضاً كل واحد منا مثل خيمة الإجتماع بها عوارض وأوتاد وألواح كثيرة كل واحد منا يمثل شئ منها في النهاية يعطي خيمة لكن إن عزل كل واحد منا عن أخيه فماذا يشكل مسمار وحده أو قطعة خشب أو حبل ؟ لا شئ .. لكن عندما تدخل داخل المجموعة يصير له قيمة ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ لذلك إن كنا متميزين فلأننا متكاملين .. لذلك لا تجلس في بيتك وتقول هذا الولد متعب أو صفاته صعبة لا أعرف كيف أتعامل معه .. لا .. هذا لون من ألوان التمايز إقبله ووظفه بإسلوب صحيحإقبله وضعه مكانه .. زوجة تشكو أن زوجها مختلف الطباع نقول لها قد يؤدي هذا الإختلاف إلى التكامل وليس التنافر .. لذلك كل واحد منا مهم للآخر .. كل واحد منا يقبل الآخر ويعمل معه ويقبله حتى على علاته .. المهم أن يوضع في مكانه الصحيح .. من هنا المسمار مهم للخشب والمسمار والخشبة مهمان للحبل .. والمسمار والخشب والحبل مهمين للألواح كلهم محتاجين للرمل كل واحد منا مهم للآخر لكن إن تنافر مع الآخر يصير بلا قيمة مستقل .. لذلك عندما يقول شخص أنا في حالي قل له هذا لا ينفع .. أنت لابد أن ترى وزناتك وتعرف إمكانياتك وإمكانيات من حولك والمسيح فيك وفيهم ومادامت روح المسيح فيك وفيهم فلا يمكن أن تكونوا إلا واحد ربنا يسوع الذي وحدنا معه يوحدنا به ويعطينا نعمة الوحدة لكي نكون مكملين إلى واحد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

تعرفون الحق والحق يحرركم الجمعة الثالثة من شهر برمودة

من أثمار خدمة ربنا يسوع المسيح دخول كثير من اليهود إلى الإيمان وهذه هي أكبر شهادة لسلطانه على النفس مهما كانت خطاياها وماضيها وقساوة قلبها إلا أنه قادر على الكثير .. يقول الكتاب المقدس ﴿ فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به ﴾ .. بالطبع واجه اليهود صعوبات في التصدي لمن حولهم من أهل وأصدقاء لإعلان إيمانهم لذلك يقول لهم ربنا يسوع المسيح ﴿ إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي ﴾ ( يو 8 : 31 ) .. كيف نثبت ؟ بالبعد عن المظاهر .. عن أقاويل الناس .. عن إهتمام العالم .. ربنا يسوع المسيح لا يريد تلاميذه تسير وراءه ولكن تلاميذ تثبت فيه .. وإن ثبتم تعرفون قوة الحق والحق هو الذي يقودك إلى أجمل ناموس المسيحية وهي الحرية .. الحرية المأخوذة من المسيح يسوع فهي أجمل عطية يتمتع بها الإنسان في جهاده الروحي .. حريته من سلطان ذاته .. من رغباته وشهواته .. من محبة العالم .. إذاً يتم الوصول إلى ناموس الحرية بثلاث نقاط :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل