المقالات

05 يونيو 2021

الرسالة السادسة عید القیامة

مفهوم العید أحبائي... لقد جاء بنا الله مرة أخرى إلى موسم العید، وخلال محبته المترفقة جمعنا معًا للتعیید. لأن الله الذي أخرج إسرائیل( ١) من مصر لا يزال حتى الآن یدعونا إلى العید، قائلاً على لسان موسى: احفظ شهر الثمارالجدیدة "واعمل فصحًا للرب إلهك" (تث ١٠:١٦ )، وعلى لسان النبي "عیدي یا یهوذا أعیادك أوفي نذورك"(نا ١٥:١).فإن كان الله نفسه یحب العید ویدعونا إلیه، فلیس محقًا یا إخوتي أن نؤجله أو نستهین به، إنما یلزمنا أن نأتي إلیه بغیرة وسرورٍ ، حتى إذ نبدأ هنا بالفرح تشتاق نفوسنا إلى العید السماوي.إن عیدنا هنا بنشاط، فإننا بلا شك نتقبل الفرح الكامل الذي في السماء، وكما یقول الرب: "شهوة اشتهیت أن، آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى یكمل في ملكوت الله (لو ١٥:٢٢-16).فنحن نأكل منه الآن أن كان یفهمنا سبب العید وبمعرفتنا للمخلص، نسلك حسب نعمته كقول بولس "إذًا لنعید لیس بخمیرة عتیقة، ولا بخمیرة الشر والخبث، بل بفطیر الإخلاص والحق ( ١كو ٧:٥ ). لأنه في هذه الأیام مات الرب، كي لا نعود نشتاق إلى أعمال الموت! لقد بذل حیاته، حتى نحفظ حیاتنا من شباك الشیطان! فمن لا یستعد هكذا، یفسد الأیام ولا یكون قد حفظ العید، بل یكون إنسانًا جاحدًا یلوم النعمة… ولا یتضرع إلى الرب الذي خلصه في مثل هذه الأیام.لیسمع مثل هذا الذي یتوهم أنه قد حفظ العید، الصوت الرسولي یوبخه قائلاً "أتحفظون أیامًا وشهوراً وأوقاتًا وسنین. أخاف علیكم أن أكون قد تعبت فیكم عبثًا" الله یرفض أعیاد الیهود الأشرار فالعید لیس من أجل الأیام بل من أجل الرب. فنحن نعید له لأنه تألم من أجلنا، إذ "فصحنا أیضًا المسیح قد ذبح لأجلنا" وقد علم موسى الیهود ألا یكون العید لأجل الأیام بل من أجل الرب قائلاً "هو فصح الرب". لكن إذ فكر الیه ود أن یحفظوا العید بطل فصحهم بسبب اضطهادهم للرب، ولم یعد فصحهم بعد منسوبًا للرب، إنما صار منسوبًاإلیهم، لأنهم قد أنكروا یا أخوتي رب الفصح.لأجل هذا حول الرب وجهه عن تعالیمهم قائلاً "رؤوس شهوركم وأعیادكم بغضتها نفسي" اشكروا المخلص ومجدوه لهذا من یحفظ الفصح على منوالهم یوبخه الرب، وذلك كما فعل مع أولئك البرص الذین طهرهم. فقد أحب ذاك الذي قدم له الشكر، وغضب من الآخرین ناكري المعروف، لأنهم لم یعرفوا المخلص، بل انشغلوا بتطهرهم من البرص أكثر من ذاك الذي طهرهم.لكن "واحد منهم لما رأى أنه شفي رجع یمجد الله بصوت عظیم. وخر على وجهه عند رجلیه شاكراً له. وكان سامریًا. فأجاب یسوع وقال ألیس العشرة قد طهروا. فأین التسعة. ألم یوجد من یرجع لیعطي مجدًا لله غیر هذا الغریب الجنس؟! لذلك وهبه شیئًا أعظم مما نال الآخرون، فأنه إذ تطهر من برصه سمع الرب یقول له "قم وامض إیمانك خلصك"فمن یقدم الشكر والتمجید له مشاعر رقیقة، لهذا فأنه یبارك "معینه" (الرب) من أجل ما وهبه من بركات.ویلفت الرسول أنظار كل البشر إلى هذا الأمر قائلاً "مجدوا لله في أجسادكم ویأمر النبي قائلاً: أعط مجدًا لله. بالصلیب تمجد ابن الله وبالرغم من تلك الشهادة التي حملها رئیس الكهنة ضد مخلصنا، واحتقار الیهود له، وإدانة بیلاطس له في تلك الأیام لكن صوت الآب الذي جاءه كان مجیدًا وعظیمًا جدًا إذ یقول "مجدت وسأمجد أیضًا"لأن تلك الآلام التي احتملها لأجلنا قد عبرت، لكن ما یخصه كمخلص یبقى إلى الأبد.لننتفع بالذبیحة لكي لا ندان وإذ نحن نذكر هذه الأیام، لیتنا لا ننشغل باللحوم بل بتمجید الله.لیتنا نكون كأغبیاء من أجل ذاك الذي مات من أجلنا. وذلك كقول الرسول "لأننا إن صرنا مختلین فلله أو كناعاقلین فلكم… إذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجمیع فالجمیع إذا ماتوا. وهو مات لأجل الجمیع كي یعیش الأحیاء فیما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام"یلزمنا ألا نعیش بعد لأنفسنا بل نعیش كعبید للرب.ولیس باطلاً تقبل النعمة، لأن الوقت مقبول ویوم الخلاص قد تبلج بموت مخلصنا. فمن أجلنا نزل الكلمة، وإذ هو خالد، حمل جسدًا الموت، وذلك من أجل خلاصنا لقد ذبح ربنا حتى یبطل الموت بدمه! وفي موضع معین، وبخ الرب بحق أولئك الذین اشتركوا في سفك دمه بغیر سبب دون أن یستنیروا "بالكلمة"…قائلاً (على فم النبي) "ما الفائدة من دمي إذا نزلت (الحفرة)؟!". هذا لا یعني أن نزول الرب إلى الجحیم كان بلا نفع، إذ انتفع منه العالم كله. لكن تعني أنه بعد ما تحمل الرب هذا كله، لا زال بعض الأشرار یرفضون الانتفاع من نزوله إلى الجحیم فیخسرون (ویدانون).فهو ینظر إلى خلاصنا كاستنارة وربح عظیم، ویتطلع بالعكس إلى هلاكنا كخسارة.لنتاجر في الوزنات، ولا نسكن كالیهود الأشراركذلك في الإنجیل، مدح الرب أولئك الذین ضاعفوا الوزنات، سواء ذلك الذي صارت وزناته عشرة عوض الخمسة أو أربع وزنات عوض الوزنتین… إذ ربحوا وجاءوا بالحساب حسنًا.أما ذاك الذي ألقى بالوزنة كأنها لیست بذي قیمة، فقال "أیها العبد الشریر!… كان ینبغي أن تضع فضتي عند الصیارفة فعند مجیئي كنت آخذ الذي لي مع ربا. فخذوا منه الوزنة أعطوا للذي له العشر وزنات. لأن كل من له یعطى فیزداد ومن لیس له فالذي عنده یؤخذ منه. والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجیة هناك یكون البكاء وصریر الأسنان" لأنها هذه لیست إرادته أن تصیر النعمة التي یهبنا إیاها غیر نافعة، بل یطلب منا أن نتحمل آلامًا لكي نأتي بالثمار التي هي له، كقول الطوباوي بولس "وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، وإذ له هذا الشرح الصحیح للموقف أنه لا یملك شیئًا من عندیاته، بل كل ما لدى الإنسان هو عطیة من قبل الله، لهذا كان بولس یعلم بمبدأ صحیح، مشابه للسابق، بقوله "أعطوا الجمیع حقوقهم". وفي هذا كان بولس یشبه أولئك الذین أرسلهم رب البیت لیأتوا بثمار كرمه، معلمًا البشر جمیعهم أن یردوا ما نالوه.أما إسرائیل فقد أحتقر (المرسلین) ولم یرد أن یرد (حق الله)، إذ كانت إرادتهم شریرة، بل وأكثر من هذا قتلواالمرسلین، ولم یخجلوا حتى من رب الكرم بل قتلوه هو أیضًا. حقًا عندما جاء ولم یجد فیهم ثماراً لعنهم في شجرة التین قائلاً "لا یكن منك ثمر بعد إلى الأبد" فیبست ولم تعد مثمرة حتى تعجب التلامیذ من ذلك. تحقق النبوات عن خراب إسرائیل عندئذ تحقق ما نطق به الأنبیاء "وأبید منهم صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العریس وصوت العروس،صوت الأرحیة ونور السراج وتصیر كل هذه الأرض خرابًا"، إذ بطل عنهم كل خدمة الناموس، وهكذا سیبقون إلى الأبد بغیر عید. وهم لا یحفظون بعد الفصح، لأنهم كیف یستطیعون أن یحفظوه؟! إنه لم یعد لهم بعد موطن إنما قد صاروا مشتتین في كل مكان إنهم (لا) یأكلون الفطیر… حیث أنهم عاجزون عن تقدیم ذبیحة الخروف، إذ أمروا أن یصنعوا هذا عندما یأكلون الفطیر.أنهم یعصون الناموس في كل شيء، وبحسب أحكام الله یحفظون أیامًا للحزن لا للسعادة.هكذا أیضًا یكون حال الهراطقة الأشرار وأصحاب الإنشقاقات الأغبیاء، أحدهما یذبح الرب والآخر یمزق ثوبه.هؤلاء أیضًا محرومون من العید، لأنهم یعیشون بغیر تقوى ولا معرفة، ویتنافسون بنفس التصرف الذي حدث في أمر بارباس اللص حیث فضله الیهود عن المخلص، لهذا لعنهم الرب في شجرة التین.غیر أنه في محبته المترفقة ترك جذر (الشجرة) ولم یهلكه إذ لم یلعنه، إنما قال بأنه لا یجني منها أحد ثمرة قط. وبصنعه هذا أبطل الظل… وترك الجذر لكي نتطعم نحن فیه (أما هم ففي عصیانهم یبسوا). "وهم إن لم یثبتوا في عدم الإیمان (أن صاروا مسیحیین ورفضوا تشامخهم وخضعوا للرب) سیطعمون. لأن الله قادر أن یطعمهم أیضًا"إن كان الله قد لعنهم من أجل إهمالهم… فقد نزع عنهم الحمل الحقیقي. لنفرح بالعید أما بالنسبة لنا، فقد جاءنا العید. لقد جاء الیوم المقدس الذي یلزمنا فیه أن نبوق داعین إلى العید. ونفصل أنفسنا للرب بالشكر، ناظرین إلى أن هذا العید هو عیدنا نحن. لأننا قد صار علینا أن نقدسه، لا لأنفسنا بل للرب، وأن نفرح فیه لا في أنفسنا بل في الرب، الذي حمل أحزاننا قائلاً "نفسي حزینة جدًا حتى الموت" فالوثنیین وكل الغرباء عن الإیمان یحفظون الأعیاد لإرادتهم الذاتیة، هؤلاء لیس لهم سلام إذ یرتكبون الشر في حق الله.أما القدیسون فإذ یعیشون للرب یحفظون العید، فیقول كل منهم "مبتهجًا بخلاصك"، "أما نفسي فتفرح بالرب" فالوصیة عامة بأن یفرح الأبرار بالرب، حتى إذ یجتمعون معًا یترنمون بذلك المزمور الخاص بالعید وهو عام للجمیع، قائلین "هلم نرنم للرب"ولیس لأنفسنا. بین ذبح اسحق وذبح المسیح هكذا فرح إبراهیم إذ رأى یوم الرب، لا یوم نفسه. تطلع إلى قدام فرأى یوم الرب ففرح وعندما جرب، قدم بالإیمان اسحق جاعلاً من ابنه الوحید الذي نال فیه المواعید ذبیحة. ولما منع من ذبحه تطلع فرأى المسیا في "الخروف"الذي ذبح لله عوضًا عن ابنه.لقد جرب الأب في ابنه، ولم یكن الذبح أمر بغیر معنى، إنما كان فیه إشارة إلى الرب كما في إشعیاء إذ یقول"كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازیها فلم یفتح فاه"، إنما قد حمل خطایا العالم.على هذا الأساس منع إبراهیم من أن یمد یده على الصبي، حتى لا یستغلها الیهود كفرصة لیزدروا بالصوت النبوي الذي ینطق بخصوص مخلصنا ناسبین إیاه إلى ذبح اسحق، حاسبین أن كل هذا یشیر إلى ابن إبراهیم. ذبیحة اسحق مجرد رمز لم تكن الذبیحة (من أجل اسحق)، بل من أجل الذي قدم الذبیحة، إذ بهذا قد جرب. لقد قبل الله إرادة مقدم الذبیجة، لكنه منع تقدیم الذبیحة. لأن موت اسحق لا یؤدي إلى تحریر العالم، إنما موت مخلصنا وحده الذي بجراحاته شفینا. فقد أقام الساقطین، وشفى المرض، وأشبع الجیاع، وسد أعواز المحتاجین، وما هو أعجب أنه أقامنا نحن الأموات، مبطلاً الموت، محظراً إیانا من الحزن والتنهد إلى الراحة والسعادة كالتي لهذا العید، إلى الفرح الذي هو في السموات. ولسنا نحن وحدنا الذین نتأثر بهذا، بل والسماء أیضًا تفرح معنا مع كل كنیسة الأبكار المكتوبة في السموات الكل یفرح معًا كما یعلن النبي قائلاً "ترنمي أیتها السموات لأن الرب قد فعل رحمة.. اهتفي یا أسافل الأرض.أشیدي أیتها الجبال ترنمًا، الوعر وكل شجرة فیه لأن الرب قد فدى یعقوب…"ومرة أخرى یقول "ترنمي أیتها السموات وابتهجي أیتها الأرض. لنشید الجبال بالترنم لأن الرب قد عزى شعبه وعلى یائسیه یترحم" فرح في السماء وعلى الأرض إذًا الخلیقة كلها تحفظ عیدًا یا أخوتي، وكل نسمة تسبح الرب كقول المرتل، وذلك بسبب هلاك الأعداء (الشیاطین) وخلاصنا.بالحق أن كان في توبة الخاطئ یكون فرح في السماء، فكیف لا یكون فرح بسبب إبطال الخطیة وٕ اقامةالأموات؟! آه. یا له من عید وفرح في السماء!! حقًا. كیف تفرح كل الطغمات السمائیة وتبتهج، إذ یفرحوا ویسهروا في اجتماعاتنا ویأتون إلینا فیكونون معنا دائمًا، خاصة في أیام عید القیامة؟! أنهم یتطلعون إلى الخطاة وهم یتوبون.وإلى الذین یحولون وجوههم (عن الخطیة) ویتغیرون، وإلى الذین كانوا غرقى في الشهوات والترف والآن هم منسحقون بالأصوام والعفة.وأخیراً یتطلعون إلى العدو (الشیطان) وهو مطروح ضعیفًا بلا حیاة، مربوط الأیدي والأقدام، فنسخر منه قائلین:"أین شوكتك یا موت. أین غلبتك یا هاویة" ( ١ كو ٥٥:١٥).فلنترنم الآن للرب بأغنیة النصرة. من هم الذین یعبدون؟ من هو هذا الذي إذ یأتي مشتاقًا إلى عید سماوي ویوم ملائكي، یقول مثل النبي "فآتي إلى مذبح الله، إلى الله،بهجة فرحي، وأحمدك بالعود یا الله إلهي" والقدیسون یشجعوننا أیضًا للسلوك بهذا المسلك قائلین "هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بیت إله یعقوب" لكن هذا العید لیس لأجل الدنسین، ولا یصعد إلیه الأشرار، بل الصالحین والمجاهدین والذین یسلكون بنفس الهدف الذي هو للقدیسین، لأنه "من یصعد إلى جبل الرب ومن یقوم في موضع قدسه؟! الطاهر الیدین والنقي القلب الذي یحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذبًا". لأنه كما یكمل المزمور قائلاً "یحمل بركة من عند الرب (وبراً من إله خلاصه)".هذا واضح أنه یشیر إلى ما یهبه الرب للذین عن یمینه قائلاً "تعال وإلى یا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسیس العالم"أما الإنسان المخادع، وغیر نقي القلب، والذي لیس فیه شیئًا طاهراً… فهذا بالتأكید غریب عن القدیسین ویحسب غیر مستحقًا لیأكل الفصح، لأن "كل ابن غریب لا یأكل منه"لهذا عندما ظن یهوذا أنه قد حفظ الفصح، بینما كان قد دبر خداعًا ضد المخلص، أصبح غریبًا عن المدینة التي هي من فوق وبعیدًا عن الصحبة الرسولیة، لأن الشریعة أمرت أن یؤكل الفصح بحرص لائق، أما هو بینما كان یأكل نفبه الشیطان ودخل إلى نفسه. كیف نعبد؟ لیتنا لا نعید العید بطریقة أرضیة، بل كمن یحفظ عیدًا في السماء مع الملائكة! لنمجد الله بحیاة العفة والبر والفضائل الأخرى! لتفرح لا في أنفسنا بل في الرب، فنكون مع القدیسین! لنسهر مع داود الذي قام سبع مرات، وفي نصف اللیل كان یقدم الشكر من أجل أحكام الله العادلة! لنبكر كقول المرتل "یا رب بالغداة تسمع صوتي، بالغداة أقف أمامك وتراني"! لنصم مثل دانیال! لنصلي بلا انقطاع كأمر بولس. فكلنا یعرف موعد الصلاة خاصة المتزوجین زواجًا مكرمًا! فإذ نحمل شهادة بهذه الأمور، حافظین العید بهذه الكیفیة نستطیع أن ندخل إلى فرح المسیح في ملكوت السموات.وكما أن إسرائیل (في القدیم) عندما صعد إلى أورشلیم تنقى في البریة، متدربًا على نسیان العادات (الوثنیة) المصریة، هكذا فأن الكلمة وضع لنا هذا الصوم المقدس الذي للأربعین یومًا، فنتنقى ونتحرر من الدنس، حتى عندما نرحل من هنا یمكننا بكوننا قد حرصنا على الصوم (هكذا) أن نصعد إلى جمال الرب العالي، ونتعشى منه، ونكون شركاء في الفرح السماوي.فأنه لا یمكنك أن تصعد إلى أورشلیم وتأكل الفصح دون أن تحفظ صوم الأربعین. الرسائل الفصحیة للقدیس أثناسیوس الكبیر ترجمة وإعداد القمص تادرس یعقوب ملطي
المزيد
04 يونيو 2021

ليكونوا واحداً

تقرأ علينا الكنيسة في هذا الصباح المبارك جزء من إنجيل معلمنا مار يوحنا 17 تقول فيه آخر حديث لربنا يسوع المسيح في خدمته على الأرض .. وهو حديث يحمل كل فكر ربنا يسوع نحو أبيه السماوي ونحو جنس البشر .. ربنا يسوع يخاطب الآب ويقول ﴿ أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ﴾ نفس المجد الذي أعطيتني أنا أعطيتهم إياه .. أنت جئت بي للعالم ليس لأخلص العالم فقط بل وأيضاً لأعيد للإنسان مجده الأول لذلك الذي أعطيتني أنا أعطيته لهم .. أخذوا نفس المجد .. لماذا ؟ ﴿ ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ﴾ ( يو 17 : 22 ) .. ربنا يسوع أعطانا نفس المجد الذي أخذه من الآب .. عندما يكون فينا نفس المجد الذي أخذه من الآب صرنا واحد .. تخيل شخص متميز عن الآخر جداً بالغنى ثم يقسم ثروته مع الآخر ويقول له قد صرنا واحداً في الغنى متساويين .. إنسان متميز عن الآخر بالذكاء فيعطيه نفس ذكائه ويقول له قد صرنا واحداً نحن الفرق بيننا وبين ربنا يسوع المسيح كبير جداً .. هوة كبيرة جداً .. الفرق بيننا في المجد قال سأعطيكم من هذا المجد .. لماذا ؟ يقول * ليكونوا واحداً معي * .. يا لعظمة تدبير ربنا يسوع المسيح إتجاهنا .. أن نكون واحداً معه ؟ نعم ليس معه فقط بل واحداً مع أبيه الصالح أيضاً حتى أنه يريد أن تكون وحدته مع الآب هي هي وحدتنا معه .. لنرى قوة وحدته مع الآب تكون على نفس مستوى وحدتنا معه .. ليكونوا واحداً .. لمن نشبه ؟ ﴿ كما أننا نحن واحد ﴾ .. وكلمة * نحن * هنا إشارة للثالوث القدوس .. نحن ثلاثة .. ﴿ أنا فيهم وأنت فيَّ ﴾.. أنت فيَّ وأنا أيضاً فيهم فصاروا هم فيَّ وفيك وصرت أنا فيك وفيهم وكلنا صرنا واحد في المسيح يسوع هذه هي سر عظمة عمل ربنا يسوع على الأرض .. هذه هي العطية التي صارت الكنيسة مديونة بها للمسيح .. صرنا واحد معه وواحد مع الآب وواحد بعضنا معاً .. نحن واحد مع بعضنا البعض وكلنا واحد معه وكلنا واحد معه ومع أبيه الصالح .. ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ ( يو 17 : 23 ) من أجمل الأمور التي أعطاها لنا ربنا يسوع أن نشعر أننا كلنا واحد .. من أجمل الأمور أن أشعر أن بيَّ نفس الروح التي في الآخر وأن أشعر أننا كلنا مدعوين لوليمة واحدة وكلنا نأكل خبزة واحدة ونمارس صوم واحد معاً ونفطر معاً ونتوب معاً ونمارس الأسرار معاً أجمل ما في الكنيسة أنها جعلت الفرد ملغي والجماعة هي القائمة لذلك ونحن نسبح نقول ﴿ نسبحك .. نباركك ﴾ .. لنا لسان جماعة وليس فرد .. كلنا لنا نفس الإشتياقات فنقول له﴿ إهدينا يارب إلى ملكوتك ﴾ .. كلنا لنا نفس الطلبة فنقول له ﴿ إنعم لنا بمغفرة خطايانا ﴾ نحن جماعة متآلفة أهدافنا واحدة فنقول له ﴿ نحن أيضاً الغرباء في هذا العالم إحفظنا في إيمانك وانعم لنا بسلامك ﴾ .. لنا طلبة واحدة لا يوجد شخص فينا يقول هذه الطلبة لا تعجبني أو لا تناسبني لن أقولها .. لا .. كلنا لنا أهداف واحدة واشتياقات واحدة وطلبات واحدة .. كلنا موحدين في المسيح موحدين في الآب .. موحدين معاً .. ﴿ مكملين إلى واحد ﴾ لنفرض أن شخصيتي مختلفة عن غيري .. يقول لنا الوحدة لا تلغي الفرادي .. الوحدة لا تلغي التميز أبداً .. عندما دعى ربنا يسوع تلاميذه نجد أن كل واحد منهم قد يكون له فكره الخاص لكن مع ذلك كلهم مكملين إلى واحد .. قد يكون إختلافهم هو سبب وحدتهم .. قد يكون إختلافهم هو الذي يجعلهم في النهاية يعزفون لحن واحد .. وإن كانوا كلهم واحد أو كلهم نسخة موحده لما كانت السيمفونية المتآلفة فيهم .. تخيل آلة موسيقية ليس بها سوى نغمة واحدة تعطي نغمة واحدة ستكون منفره لكن تخيل أصوات مختلفة لنغمات مختلفة فهذه تعزف لحن جميل هكذا نحن في الكنيسة تميز أعضائها ليس لينفرد كل واحد عن الآخر بل ليدخل كل واحد في الآخر ويكمله كما يقول اللحن الكنسي ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. هكذا نحن مؤلفين بالروح .. تجد شخصية متى الإنجيلي غير شخصية لوقا غير شخصية يوحنا غير شخصية مرقس .. متى الإنجيلي شخصية تميل للسلطة لذلك لم يرد أن يظل طول حياته يهودي لكنه أراد أن يدخل مع الرومان ويصير جابي للضرائب .. لديه حب السلطة .. لوقا الإنجيلي يميل للبعد الإنساني .. يوحنا الإنجيلي عنده البعد اللاهوتي والروحي .. مارمرقس الإنجيلي عنده البعد الخدمي والبذل والتضحية .. لذلك نجد معلمنا مار متى عندما كلمنا كلمنا عن المسيح الملك لأنه محب للسلطة ومارمرقس كلمنا عن المسيح الخادم .. ومارلوقا كلمنا عن المسيح المتجسد .. نقول نحن كنا محتاجين أن نعرف هذا البعد عن ربنا يسوع في النهاية تكملت الصورة لذلك هم ليسوا ضد بعض لكن كل واحد رسم جزء من الصورة كي تكون في النهاية أيقونة متكاملة .. ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ في النهاية لمن يعود المجد ؟ لإنجيل ربنا يسوع المسيح .. في النهاية الفضل لمن ؟ لربنا يسوع في النهاية ما هو الهدف لكل واحد منهم ؟ إنتشار ملكوت ربنا يسوع .. تعال لترى شخصية بطرس ويعقوب وبولس الرسول و ....... كلٍ منهم له بصمة .. له إتجاه .. لكن في النهاية مكملين إلى واحد .. ربنا يسوع المسيح .. مكملين كلهم كي يعزفوا نفس اللحن ولهم نفس الهدف هو إنتشار ملكوت ربنا يسوع على الأرض ولأننا ككنيسة أعضاء نعم مختلفين لكن مكملين فممكن أنا أنجذب ليوحنا اللاهوتي وآخر ينجذب لمارمرقس وآخر لمارلوقا .. كلٍ منا يجد ما في شخصه ما يغذي شخصه وينميه والكل لحساب ربنا يسوع هكذا في قديسي الكنيسة تجد فيهم ما يناسبك تجد الشيخ وتجد الشاب وتجد الطفل وتجد المرأة .. والعذراء و ..... تجد ما يناسبك ليس في نوعيتهم فقط لكن أيضاً في نمطهم .. فتجد الشاب الشجاع وتجد الشاب الوديع والراهب .. تجد الشهيد وتجد الناسك والباحث .. تجد اللاهوتي .. تجد كل ما يناسبك .. ما هي شخصيتك ؟ هل شخصيتك تميل للعزلة والوحدة ؟ كُل واشبع .. هل تميل للدراسة والتأمل ؟ كُل واشبع .. هل تميل للممارسات النسكية ؟ كُل واشبع إلى ما لا نهاية .. هل تميا إلى الشهادة والخدمة ؟ إلى ما لا نهاية .. ما هذا ؟ ﴿ هيأت قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ ﴾ ( مز 22 – من مزامير الثالثة ) .. أعطاك مائدة دسمة مشبعة من كل ما تطلبه وتحتاجه ولأننا كلنا واحد في المسيح فكلنا مكملين بروح ربنا .. صرنا خبزة واحدة لذلك تجد في القربانة إثني عشر صليب حول صليب كبير يسمي الإسباديقون وهو الجزء السيدي ويمثل ربنا يسوع وحوله إثني عشر صليب .. بذلك تكون الكنيسة كلها في هذه الخبزة لذلك مهما كان كثرة المتناولين في الكنيسة الأرثوذكسية فهي تتمسك بالتناول من خبزة واحدة .. لا تقل القداس اليوم به زحام شديد أو نحن في ليلة عيد أو قداس خميس عهد نقدم قربانتين أو ثلاثة ليأخذ كل واحد من المتناولين قطعة كبيرة ليتلذذ بها .. لا .. هي خبزة واحدة وإن كان كل واحد فيها يمثل حبة دقيق وقد يأخذ كل واحد منا قطعة بحجم حبة الدقيق وبذلك يأخذ الجسد كله هذا قصد الكنيسة لأن جميعها عجنت بماء واحد ونحن بنا روح واحد صرنا واحد وأي جزء فينا يمثل الكل .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. صرنا مسكن لله لذلك المؤمنين في الكنيسة لهم تشبيهان مهمان .. يقول أنت فلك نوح مبني من عوارض خشبية كثيرة هكذا مؤمنوا الكنيسة كل واحد منا قطعة خشبية ليس لها قيمة لكن إن تجمعت بجانب بعضها صارت فلك جميل .. أيضاً كل واحد منا مثل خيمة الإجتماع بها عوارض وأوتاد وألواح كثيرة كل واحد منا يمثل شئ منها في النهاية يعطي خيمة لكن إن عزل كل واحد منا عن أخيه فماذا يشكل مسمار وحده أو قطعة خشب أو حبل ؟ لا شئ .. لكن عندما تدخل داخل المجموعة يصير له قيمة﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ لذلك إن كنا متميزين فلأننا متكاملين .. لذلك لا تجلس في بيتك وتقول هذا الولد متعب أو صفاته صعبة لا أعرف كيف أتعامل معه .. لا .. هذا لون من ألوان التمايز إقبله ووظفه بإسلوب صحيح إقبله وضعه مكانه .. زوجة تشكو أن زوجها مختلف الطباع نقول لها قد يؤدي هذا الإختلاف إلى التكامل وليس التنافر .. لذلك كل واحد منا مهم للآخر .. كل واحد منا يقبل الآخر ويعمل معه ويقبله حتى على علاته .. المهم أن يوضع في مكانه الصحيح .. من هنا المسمار مهم للخشب والمسمار والخشبة مهمان للحبل .. والمسمار والخشب والحبل مهمين للألواح و كلهم محتاجين للرمل كل واحد منا مهم للآخر لكن إن تنافر مع الآخر يصير بلا قيمة مستقل .. لذلك عندما يقول شخص أنا في حالي قل له هذا لا ينفع .. أنت لابد أن ترى وزناتك وتعرف إمكانياتك وإمكانيات من حولك والمسيح فيك وفيهم ومادامت روح المسيح فيك وفيهم فلا يمكن أن تكونوا إلا واحد ربنا يسوع الذي وحدنا معه يوحدنا به ويعطينا نعمة الوحدة لكي نكون مكملين إلى واحد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
03 يونيو 2021

ثمار القيامة فى حياتنا

اهنئكم أحبائى بعيد القيامة المجيد الذي نحتفل به في باكر كل يوم وفي أيام الاحاد وفي زمن الفصح لمدة خمسين يوما ، بل ويجب ان نحيا القيامة كل ايام حياتنا فنحن ابناء القيامة والمسيح القائم من بين الأموات ،الذي مات من اجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا . لقد انتصرالمسيح بقيامته علي الخطية والشيطان والموت ووهب الحياة للذين في القبور. قام الرب يسوع المسيح منتصراً ليقودنا في موكب نصرته، ولكي يهبنا الشجاعة والقوة في مواجهة الشر والشيطان والموت والخطية وليحيينا حياة أبدية بقيامة المجيدة ان الله الكلمة المتجسد الذي سمح أن يدخل الموت الي طبيعتنا بسقوطها فى الخطية وطردها من الفردوس ، برحمتة الغنية أراد لنا بالإيمان به وبقيامته ان نقوم معة في جدة الحياة المنتصرة وننعم معه بالحياة الأبدية. ومن بين عطايا القيامة الكثيرة فى حياتنا انها تجعلنا نحيا فى حياة السلام والقوة والفرح والرجاء . القيامة نبع للسلام .. شتان بين حالة التلاميذ يوم الجمعة العظيمة وأحد القيامة كان الخوف قد ملأ قلوبهم وتفرقوا يوم الصلب وحتي بعد ان اجتمعوا كانوا في خوف ورعدة ولكن دخل اليهم الرب يسوع وهم في العلية والابواب مغلقة وقال لهم سلام لكم (و لما كانت عشية ذلك اليوم و هو اول الاسبوع و كانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع و وقف في الوسط و قال لهم سلام لكم). (يو 20 : 19) . تحول الخوف الي شجاعة ،والضعف الي قوة، والارتباك الي سلام، وجال الرسل يكرزون ببشري السلام الذي صنعة لنا الرب بموته عن خطايانا وقيامته من اجل تبريرنا ان كل من يؤمن بالقيامة مدعوا الي حياة السلام (سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب). (يو 14 : 27) . ان المسيح القائم هو سلامنا ولن تستطيع اى قوة او تهديد حتى بالموت ان تنزع منا هذا السلام لاننا ابناء القيامة والحياة الإبدية .ان الموت الذى يخافه الناس بقيامة السيد المسيح صار جسر للعبور للإبدية السعيدة . ولنا فى أنشودة القديس بولس الرسول قدوة ومثل { فماذا نقول لهذا ان كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. من سيشتكي على مختاري الله ، الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا. من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف.كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. و لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت و لا حياة و لا ملائكة و لا رؤساء و لا قوات و لا امور حاضرة و لا مستقبلة.و لا علو و لا عمق و لا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} رو31:8-38. القيامة مصدر قوة للمؤمنين ... فلا خوف من قوة الشيطان الذي انتصر علية الرب بصليبة وقيامتة ، ولا خوف من العالم والشر امام قوة القيامة التي اخزت المضطهدين ولا خوف من الموت أمام قوة من قام من بين الاموات ووهب الحياة للذين في القبور(و بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع و نعمة عظيمة كانت على جميعهم). (اع 4 : 33) نعم نحن الذين أخذنا قوة الروح القدس وثمارة لا نخشي شيئا بل نشهد لمن أحبنا وبذل ذاتة فداءً عنا وسط جيل ملتوي شرير (لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية و السامرة و الى اقصى الارض). (اع 1 : 8).لقد أعطانا الرب القائم من الأموات قوة من العلاء { ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات و العقارب و كل قوة العدو و لا يضركم شيء} (لو 10 : 19). وها نحن نحيا على رجاء مجئيه الثانى { و حينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة و مجد} (مر 13 : 26) نحيا شهود للقيامة ونثق فى وعود الرب الحى الى الابد { فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا }(مت 14 : 27). الفرح الروحى ثمرة القيامة المجيدة .. أمتلأ التلاميذ من الفرح بقيامة الرب من الأموات وهو واهب الفرح . كان قال لهم قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم ، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) يو 20:20. وأتخذ التلاميذ من الأيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم ( و ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم.ونوجد نحن أيضا شهود زور لله .ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. (1كو 15 : 20،14). حتي عندما تعرض الرسل للسجن او الاضطهاد كانوا يقابلون ذلك بفرح وسلام وقوة .هكذا راينا الرسل بعد ان تعرضوا للضرب امام المقاومين (و اما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه (اع 5 : 41).وهكذا يوصينا الأنجيل ان نحيا فرحين برجائنا فى القيامة ( فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة)(رو 12 : 12). نحيا ثمار القيامة .. قيامة الرب يسوع من بين الأموات تبث فينا روح الفرح والسلام والقوة والثبات وكما سار ابائنا الرسل علي درب سيدهم مقتدين به علينا أن نعرف المسيح وقوة قيامتة وشركة الآمه . نحن نسير علي ذات الدرب والله قادر ان يقودنا في موكب نصرته لنحيا أيماننا ونشهد له لنكون أبناء وشهودأ للقيامة ،لنكون دعاة سلام وعدل وحرية ونبذل من وقتنا واموالنا وحياتنا في خدمة الجميع . نعمل على المشاركة الإيجابية والفاعلة والمستمرة فى بناء مجتمع تسوده روح القيامه والفرح والقوة والسلام .إن قيامة السيد المسيح القوية، سكبت فى البشرية قوة القيامة ومنحتها عطايا عجيبة، ما كان ممكناً أن نحصل عليها لولا القيامة { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله}. (كو 3 : 1). اذ اقدم لكم احبائنا ارق التهاني بعيد القيامة المجيد فاننى أصلى معكم للذى أبطل الموت وانار لنا الخلود والحياة ان يشرق فينا بشمس بره لنرى ونعاين ونحيا أمجاد القيامة وسلامها وافراحها وقوتها ورجاء الحياة الإبدية . نصلى من أجل كل نفس لتقوم من سقطاتها وتحيا حياة النصرة على الخطية والشر والفساد وعلى كل أغراءات العالم الشرير حتى ما نعاين أمجاد القيامة وحياة الدهر الاتى . نصلى من أجل الكنيسة رعاة ورعية لتعيش كنيستنا بمؤمنيها مفاعيل القيامة وأفراحها وليقدس الرب كل المؤمنين به ليكونوا ابناء القيامة والفرح والسلام ونحيا على رجاء حياة الدهر الأتى . نصلى من أجل بلادنا لتقوم من كل كبوة وتنجح بقوة القيامة فى عبور أيامها الصعبة لتصل بمواطنيها الى حياة العدل والمساواة والرخاء والحرية . ليحيا كل مواطن أنسانيته وكرامته ولنساهم جميعا فى خلق مجتمع حر وديمقراطى يأمن فيه الناس على حياتهم ومستقبلهم . المسيح قام ... بالحقيقة قام القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
02 يونيو 2021

نؤمن بقيامة الأموات وحياة الدهر الآتى ( قانون الإيمان )

إننا نقول فى ( قانون الإيمان ) : " ننتظر قيامة الأموات ، وحياة الدهر الآتى " 000 فبالقيامة ننتقل إلى السماء ، إلى الدهر الآتى 0 إلى عالم آخر غير عالمنا الحالى فما هو ؟ وما طبيعة الحياة فيه ؟ لو كانت الحياة فى الآخرة مثل حياتنا ههنا على الأرض ، إذن ما هو الفرق ؟! وما معنى النعيم الأبدى ؟ وما معنى ملكوت السموات ؟ وما هى المكافآت التى تعطى للمؤمنين الغالبين ؟ طبيعى أن الحياة على الأرض ، غير الحياة فى السماء والحياة فى هذا الدهر ، غير الحياة فى الدهر الآتى بل إننا نقول فى صلاتنا بالمزامير " أنت يارب تنجينا ، وتحفظنا من هذا الجيل وإلى الدهر " ( مز 12 : 7 ) 0لقد لخص السيد المسيح الحياة فى الدهر الآتى بعبارة جميلة دققة موجزة قال فيها " 00 يكونون كملائكة الله فى السماء " ( مت 22 : 30 ) هنا عجيب شديد ، وهنا الفارق الأساسى بين الدهر الحاضر ، والدهر الآتى 0 بين هذا العالم المادى ، والعالم السماوى الروحانى بعد القيامة الأشرار فى الدهر الآتى ، سوف يلقون فى جهنم ، فى الظلمة الخارجية ( مت 25 : 30 ) ، أى خارج مجمع الأبرار وحديثنا حالياً هو عن حالة الأبرار فى الدهر الآتى : كيف يجدونه ؟ فى الدهر الآتى سكون كل الأبرار معاً ، فى وحدة شاملة تجتمع كل الشعوب والأمم والبائل والأجناس ، بلا تمايز بينها 0 لا تمايز من جهة الجنس أو اللون ، لا خلاف عرقى ولا قبلى ولا قومى 0 الكل معاً فى سلام ، وفى وحدة القلب والفكر تبطل العدوات والحقد والحروب 0 ولا يكون صراع ولا منافسة 000 الكل بلغة واحدة 0 أهى لغة الروح ، أم لغة الملائكة ؟ لست أدرى المهم أنهم سيفهمون بعضهم بعضاً ، ولا يحتاجون إلى مترجم 0 بل لهم فهم واحد ، ومفاهيم واحدة وفكر واحد تبطل الألسنة واللغات التى تميز مجموعة عن أخرى إن وجد تمايز ، فإنه يكون فى الدرجة الروحية وفى درجة المكافأة 0 لأن كل إنسان سينال جزاءه بحسب أعماله ( مت 16 : 27 ) وطبيعى أن أعمال الناس على الأرض كانت متفاوتة فى النوع والعمق والدرجة 0 فعلى هذا القدر تكون مكافأتهم فى السماء أيضاً متفاوتة ولكن الكل يكونون سعداء ويتكون المجتمع السمائى فى الدهر الآتى ، من الملائكة والبشر الكل يكونون معاً 0 وهنا نوع آخر من النعيم الأبدى ، وهو عشرة البشر مع الملائكة بكافة درجاتهم وطغماتهم السمائية ، ومعهم جموع الأنبياء والرسل ، والشهداء والأبرار ، فى حفلة تعارف كبرى تضم الجميع حياة الدهر الآتى تتميز بالفرح الدائم لذلك يطلق عليها لقب ( التعب الأبدى ) 0 وكلمة ( الأبدى ) تعنى لا نهاية لها 0 فالدهر الحالى له نهاية 0 وحتى عندما تطول سنى حياة إنسان على الأرض ، تدركه الشيخوخة بكل ما فيها من تعب وضعف أما الأبدية فهى الفرح الدائم الذى لا ينقص ولا يهتز 0 إنه الموضع الذى لا حزن فيه ولا كآبة ، ولا خوف ولا دموع ، ولا عوز ولا فقر إنه يقدم أروع مثال لما حاول الفلاسفة يتخيلوه 0 كما كتبوا عن ( المدينة الفاضلة ) أو( مدينة الله ) فى الدهر الآتى سوف يبطل عمل الشيطان وتبطل حريته ، وينتهى الشر لا تكون خطية فيما بعد 0 لا تكون هناك أية شهوة بطالة ، ولا آى فكر شرير 0 الدهر الآتى سوف يتميز بالهارة الكاملة ، وبحياة القداسة التى تشبه ملائكة الله فى السماء وطبعاً سوف لا توجد حروب روحية من عدو الخير يجاهد البشر فى الانتصار عليها بل سوف يتمتع الجميع بنقاء تلقائى وصفاء فى الروح والعقل 0 لخصه الكتاب فى عبارة " إكليل البر " ( 2 تى 4 : 8 ) يتكلل البشر بالبر ، أى تصبح طبيعتهم فى حالة من القداسة غير قابلة للخطأ ، ومنزهة عن كل شر فى هذا الدهر نعيش فى عالم مادى 0 فهل فى الآخرة فى الدهر الآتى ، سنعيش فى عالم مادى أيضاً ؟‍! هل سنعيش فى ثقل هذا الجسد المادى وفى شهواته ؟! وهل شهوات الجسد تتفق مع طهر السماء وقدسية السماء ؟! لا شك أن الجسد فى السماء ، سوف لا يكون كما هو حالياً على الأرض 0 إنه ستخلص طبعاً من الجاذبية الأرضية محال أن تجذبه الأرض وهو فى السماء !! وإلا فإنه يسقط من السماء إلى الأرض 0 لذلك نؤمن أن الأجساد – فى القيامة – ستقوم بطبيعة سماوية ، لكى يكون هناك تجانس بينها وبين البيئة السماوية التى ستعيش فيها بعد القيامة 0 وهكذا يعلمنا الإنجيل أننا سنقوم بأجساد سماوية ( 1 كو 15 : 49 ) ستكون الأجساد فى الدهر الآتى غير قابلة للتعب ، ولا للمرض ، ولا للموت ولا للتحلل ، ولا للفساد 0 أجساد لها الطابع الروحانى ( 1 كو 15 : 44 ، 53 ) المتعة فى السماء ، ستكون غير المتعة على الأرض لأنه لو كانت المتعة فى الدهر الآتى من نوع المتعة الأرضية ، فما الفرق إذن بين مباهج الأرض ومباهج السماء ؟! وماذا عن الذين جربوا كل أنواع المتعة الأرضية ، وملوها وسئموها ؟! وارتفع الأنقياء عن مستواها ! هنا يقدم لنا الكتاب نوعاً أسمى من هذا كله ، فى قوله " ما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على بال إنسان ، ما أعده الله للذين يحبونه " ( 1 كو 2 : 9 ) هنا إذن ارتفاع عن كل الأرضيات وكل الماديات ، وكل الجسدانيات 0 فكلها قد رأتها العيون ، وسمعت بها الآذان 0 ولا يستطيع أحد أن يقترح أو يستنتج نوعاً آخر من المتعة ، وإلا يكون قد خطر على بال إنسان ! وفى حياة الدهر الآتى ، لا يوجد تزواج ولا توالد فمن غير المعقول أن يولد إنسان جديد ، ويجد نفسه فى النعيم الأبدى دون أن تختبر إرادته ويثبت استحقاقه لهذا النعيم 0 حينما خلق الله آدم وحواء ، كانا عريانين فى الجنة وهما لا يخجلان ( تك 2 : 25 ) 0 ما كانت الهوة الجنسية قد دخلت إلى طبيعتهما ، ولا حتى مجرد معرفة الجنس والتمايز الجنسى 00 لكنهما عرفا ذلك بعد الخطية والسقوط 0 فهل سيعود البشر إلى السمو الذى كان له قبل السقوط ؟ أم سيبقى فى عبودية ( الجنس ) وشهواته وضغطاته ؟! فى الدهر الآتى سيرجع الإنسان إلى البساطة الأولى والنقاوة الأولى ولكن بوضع ثابت لا يتحول عنه ولا ينحرف حياة الدهر الآتى هى الشهوة الروحية التى اشتهاها القديسون واعتبروها انطلاقاً للروح من ضباب الجسد ورباطاته ، ومن الحياة على المستوى المادى 0 حتى قال سمعان الشيخ " الآن يارب تطلق عبدك بسلام حسب قولك " ( لو 2 : 29 ) كما قال القديس بولس الرسول " لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح 0 ذاك أفضل جداً " ( فى 1 : 23 ) إذن حياة الدهر الآتي هى حياة الانطلاق من قيود الجسد والمادة ومن رباطات هذا العالم الحاض إنها حياة الحرية الحقيقية ، حرية مجد أولا الله ( رو 8 : 21 ) قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
01 يونيو 2021

نور القيامة يبدد الظلمة

لقد ظهرت الظلمة في أحداث الصليب إذ صارت ظلمة على الأرض كلها من وقت الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة، وهي عدد ساعات وجود السيد المسيح مُعلَّقًا على الصليب بعد أن عرّوه وضربوه وجلدوه وصار جسده ينضح دَمًا من كل جُزءٍ فيه، حتى يبذل ويقل كم الدم في الجسم، مما يجعل نبضات القلب تزيد حتى حدث (heart failure) فشل في القلب، أي يتوقف القلب عن نبضه فيموت الإنسان. وبموت السيد المسيح على الصليب يكون قد دفع ثمن الخطية ككفّارة عن خطايا كل العالم. وبعد دفنه ثلاثة أيام بلياليهم، يقوم بنور قوي كنور البرق، ويُحوِّل الظلمة إلى نور، والخطية إلى بر وقداسة، لذلك سمة النور مرتبطة بقبر السيد المسيح الذي يفجّ منه النور كل عام كتأكيد لحدث القيامة، تجسيدًا للقبر الفارغ والمفتوح، ويدخله كل الزوار ليروا حقيقة القيامة والأكفان التي تشهد للقيامة المجيدة «حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب» (لو24: 47). لقد لاحظ السيد المسيح أن التلاميذ كانوا غير مدركين لحديثه معهم، ولكن بعد القيامة فتح الرب ذهنهم ليفهموا، فآمنوا بالقيامة ورأوا الرب. ولنلاحظ ما جاء في (مر9: 32؛ ولو9: 45) «وأمّا هم فلم يفهموا، وكان الأمر مُخفى عنهم»، وفي (10: 6) «وأمّا هم فلم يفهموا ما كان يتكلم به معهم». ولكن بعد القيامة أدركوا ما لم يفهموه كما في (12: 16) «وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولًا، ولكن لما تمجّد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه». والقيامة كشفت الغموض الذي كان يكتنف التدبير الإلهي، لذلك ورد في (عب1:1-2) «الله بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق شتى، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه»، وأكدها السيد المسيح في مناجاته للآب السماوي في (يو17: 6) «وأنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم، كانوا لكَ وأعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك». لذا كان الكل قبل القيامة في جهل وحالة اللا فهم واللا إدارك، وكانوا يحتاجون إلى نور القيامة والإعلان المقدس لكي تفهم البشرية قصد الله وتدابيره الفائقة المعرفة، من هنا جاء القول «لو عرفوا ما صلبوا رب المجد» (1كو2: 8). ففي ظهور الرب لتلميذي عمواس في (لو24: 26-27) «أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟ ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهم الأمور المختصة به في جميع الكتب»، وبعدها في (لو24: 44-45) يقول: «حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا أن المسيح كان ينبغي أن يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث، وأن يُكرَز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم» (لو24: 47). وفي حديث التلاميذ اتضح حالتهم قبل أن يفتح ذهنهم بالقيامة وبعده، ففي البداية قالوا: «ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل» (لو24: 21)، ولكن بعد القيامة وظهوره للتلاميذ عدّة مرات، شهدوا له ولقيامته، حتى القديس بولس الرسول شهد أيضًا في (رو1: 4) قائلًا: «وتَعَيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا». حقًا إن نور القيامة المنبعث من قبر السيد المسيح سنويًا يكشف عن هذه الحقيقة الكاملة، والكرازة المبهرة للعالم كله بحقيقة هذا الإله المتجسد والقائم لخلاصنا... نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية
المزيد
31 مايو 2021

مع المسيح القائم

تعالوا نلتقي بمسيح القيامة المجيد!!ندخل في زمرة تلاميذه الأطهار...في العلية.. أو على بحر طبرية.. أو في الجليل.. أو على جبل الزيتون!! لنرى مسيحًا حيًّا:+ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ...فها هو رب المجد يسوع، بنفس ملامحه الأصلية، مع مسحة نورانية من جسد القيامة، يدخل إلى العلية والأبواب مغلَّقة.. وما أحلى أن يكون الرب يسوع في وسط قلوبنا، وفي محور حياتنا!!+ وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ!...فطريق السلام في حياتنا لن يكون إلا بالمسيح، وفي المسيح.هو الذي يقول لنا: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»، ثم يلقي بسلامه الإلهي في داخل قلوبنا وعقولنا!!ألم يقل لنا من قبل: «كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِىَّ سَلاَمٌ» (يو 16: 33)؟ ألم يقل لنا: «سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ، سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ» (يو 14: 27)؟ ألم يقل عنه معلمنا بولس الرسول: «لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا» (أف 2: 14)؟ يقصد مصالحة اليهود والأمم في شخصه وفي صليبه.+ وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ...لقد دخل الرب يسوع إلى العلية، والأبواب مُغلّقة، إذ كان قد قام بجسد نوراني وروحاني، وما أسهل أن يعبر النور من زجاج النافذة، دون أن يحتاج إلى ثقب!!ولكن الرب علم بما يمكن أن يفعله عقل الإنسان، إذ قد يتساءل: هل هذا هو المسيح قائمًا؟! ربما يكون ظهورًا من ظهوراته، أو منظر خياليًا؟! هل هو بجسده الحقيقي؟! كيف يدخل والأبواب مُغلّقة؟ وكيف يرينا يديه ورجليه الآن؟! بل وكيف يحس توما يديه ورجليه وجنبه، وكيف يأكل معهم؟!+ دخل و«الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً»... بالجسد النوراني.و«أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ»... حينما أعطى جسده النوراني أبعادًا حسية، لفترة مؤقتة، حتى يؤكد لتلاميذه أن الجسد النوراني هو نفسه الجسد الأصلي، ولكن بعد القيامة يصير نورانيًا.+ كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا...إذ بعد أن عايش التلاميذ قيامة الرب... وكانوا قد عاشروه عن قرب طوال مدة خدمته على الأرض... (أ) رأوا معجزاته. (ب) واستمعوا إلى تعاليمه. (جـ) وعاينوا قوة لاهوته. (د) وأخذوا منه قدرة قهر الشياطين وإتيان المعجزات. صار واجبًا عليهم الآن، بعد أن صاروا شهودًا للقيامة المجيدة أن يبشروا به بين الأمم... كل عام وجميعكم بخير نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
30 مايو 2021

سيروا فى النور

الإِسبُوع الرَّابِع مِنْ الخماسِين المُقدّسة الكنِيسة بِترتِب لِنا رِحلة فِى فِترة الخماسِين الهدف مِنها إِنْ إِحنا فِى نِهايِة الخماسِين ننال إِستحقاق عطيَّة الرُّوح القُدس وَنتمتَّع بِالمِيلاد الجدِيدرِحلة عِبارة عَنْ رِحلة النِفُوس الّلِى فِى برّيَّة العالم مُنطلِقة إِلَى كنعان ، النِفُوس الّلِى فِى برّيَّة العالم مُنطلِقة إِلَى كنعان عليها إِنَّها تتحلّى بِبعض الصِفات أوِل صِفة فِى النِفُوس الّلِى مُنطلِقة فِى البرّيَّة رايحة لِكنعان لازِم يكُون عندها رصِيد كافِى مِنْ الإِيمان إِنْ هى حا توصل كنعان ، وَلازِم يُبقى عندها قناعة كامِلة إِنْ تبعيتها لِربِنا أفضل مِنْ تبعيتها لأهل العالم أوْ لأرض مِصْرَ أوْ لِفرعُون فَلاَزِم نِمرة واحِد الإِيمان ، عشان كِده تلاحظوا إِنْ الحد الأوَّل مِنْ الخماسِين حد تُوما حد الإِيمان بِالقيامة ، لابُد إِنْ يُبقى فِى رصِيد كافِى مِنْ الإِيمان يكفِى لِفترِة الرِحلة ، ده أوِل حد ، تانِى حد يكلّمنا إِنْ المسِيح هُوَ خُبز الحياة ، زى لَمَّا كان فِى البرّيَّة النَّاس فِى الرِحلة خارُوا مِنْ قِلّة الطعام ربِنا أرسل لهُمْ المن وَالسلوى ربِنا لَمَّا أرسلنا فِى برّيَّة هذا العالم إِدانا زاد لِلطرِيق ، قَالَ لنا [ لاَ تَحمِلُوا كِيساً وَ لاَ مِزوداً00] ( لو 10 : 4 ) ، وَفِى نَفْسَ الوقت صار هُوَ نَفْسَه زاداً لنا ، هُوَ بِنَفْسَه ، فَربِنا يسُوعَ المسِيح بِيقُول لِنا أوِل حاجة عشان خاطِر تتمتّعُوا بِالرِحلة دى معايا يكُون عندكُمْ رصِيد مِنْ الإِيمان 0 إِتنين تتحدوا بِخُبز الحياة ، نِمرة تلاتة تتمتّعُوا بِعطيَّة ماء الحياة ، عطيَّة ماء الحياة عطيَّة ينابِيع الرُّوح عطيَّة ربِنا الّلِى فجَّر لِهُمْ مِنْ الصخرة ماء 00عطيَّة المِيلاد الفوقانِى مِنْ الماء وَالرُّوح النهارده بيقولّك أنا بدِيك حاجات مُهِمة ، بدِيك خُبز الحياة ، بدِيك ماء الحياة ، مِنْ ضِمن مُقّوِمات الرِحلة المُهِمة جِدّاً النّور ، عشان تعرف تمشِى فِى الرِحلة صعب جِدّاً أبعتك فِى مكان أنا عارِف إِنّه قفر وَعارِف إِنّهُ برّيَّة وَيُبقى ضلمة ، يُبقى أنا كِده بعتك فِى مكان بقولّك إِتفضل توه ، لكِنْ هُوَ أرسلنا فِى برَّيَّة العالم وَأعطى لنا النَّور فَتلاقِى إِنّه فِيه حد للإِيمان ، حد لِلخُبز ، حد لِلماء ، حد لِلنَّور ، حد لِلطرِيق نَفْسَه الّلِى هُوَ الحد الّلِى جاى ده الّلِى بِيدِينا الطرِيق لِلصعُود لِلسَّماويَّات ، الّلِى بيمهِدنا لِعطيَّة الرُّوح القُدس يُوم الخمسِين 0 النهارده " حد النَّور " يقُول كِده [ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ النُّورُ مَعْكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ0 فَسِيرُوا مَادَامَ لَكُمْ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ00] ( يو 12 : 35 ) ، نتكلّم شويَّة عَنْ النُّور وَنتكلَّم شويَّة عَنْ الظلام ، نُقطتين إِتنين فقط :- أوِل حاجة النُّور ، طبِيعة الله نُور ، يقول عنّه كِده أنَّ الله [ 00نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ 00]( 1 تى 6 : 16 ) ، يعنِى لَمَّا حب يوصِف طبِيعة الله قالك عَلَى الله[ نُور وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ البَتَّةَ ] ( 1 يو 1 : 5 ) ، طبِيعة ربِنا مفهاش أىّ ظُلمة ، الله نُور،طبِيعِة ربِنا تكشِف ، طبِيعِة ربِنا ترشِد ، طبِيعِة ربِنا تنُّور ، تقُود لَوْ تلاحظُوا يا أحِبَّائِى أوِل حاجة سِفر التكوِين ذكرها فِى أيَّام الخلِيقة السِتَّة ، أوِل حاجة يقولّك [ وَقَالَ اللهُ لِيَكُن نُورٌ00] ( تك 1 : 3 ) ، أوِل حاجة عملها إيه ؟ النُّور00لِيه ؟ قالّك علشان خاطِر أُظهِر أعمال خلِيقتِى وَأُظهِر مجدِى فِى خلِيقتِى تخيّلُوا كِده لَوْ ربِنا معملش النُّور وَجِه عمل مَثَلاً بعد كِده النباتات ، طيِّب حد شايِف ؟! لِنفرِض إِنْ ربِنا عمل الزَّحافات وَالدبَّابات الّلِى تدِب عَلَى الأرض ، طيِّب حد شايِف ؟! وَبعدِين ربِنا علشان يعمِل حاجة علشان يتمّجِد يعمِل كُلّ حاجة مُهِمة علشان خاطِر الّلِى بعدها تتمتّع بِها منلاقيِش مَثَلاً ربِنا يخلِق العُشب قبل الحيوان00لأ00ما ينفعش ، هُوَ بِيخلق العُشب لِلحيوان ، فَايخلق الأوِّل العُشب وَبعد كِده الحيوان ، طب وَالعُشب محتاج نُور ، يُبقى يخلق له الأوَِّل النُّور ، طب العُشب محتاج ميه ، يُبقى يخلق له الأوَِّل الميه ، يُبقى يخلق الأوَِّل النُّور وَبعد كِده يخلق الميه وَبعد كِده يخلق العُشب ، بعد كِده يخلق الحيوان ، بعد كِده يُبقى يخلق الإِنسان الّلِى يلزمه كُلّ هذِهِ الأمور ، تدرُّج عجِيب إِذن ربِنا عشان يُعلِن مجده فِى الخلِيقة الأُولى أوِل حاجة قَالَ [ لِيكُن نُور ] ،الخلِيقة الجدِيدة فِى القيامة أوِل حاجة شُفناها فِى القيامة000إيه ؟ نُور00وَكأنّ ربِنا يسُوعَ المسِيح بِالقيامة عايِز يقول لنا أنا هدِيكُوا معنى جدِيد لِلنُّور الأوِّل كان مُجرّد نُور عشان تتمتّعُوا بِه بِأعمال خلِيقتِى المنظُورة ،لكِن دلوقتِى النُّور ده موجُود ، أنا هدِيكُوا نُور جدِيد ، النُّور الجدِيد ده عشان تتمتّعُوا بِمجدِى غير المنظُور ، مجد قيامتِى الّلِى موجودة داخِلكُمْ عشان كِده ربِنا إِبتدى الخلِيقة بِالنُّور وَإِبتدى القيامة بِالنُّور الّلِى هى الخلِيقة الجدِيدة ، عايِز يعرّفنا عليه مِنْ جدِيد مِنْ خِلال القيامة ، مِنْ خِلال القيامة المفرُوض إِنْ إِحنا نتعرّف عَلَى ربِنا يسُوع المسِيح مِنْ جدِيد عشان كِده النهارده بِيكلّمنا عَنْ " سِيرُوا فِى النُّور مادام لكُمْ النُّور " ، النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً ، يعنِى إيه " زمان يسِير " ؟ عايِز يقولّك الفِترِة الّلِى إِنت عايشها فِى حياتك دى دى فِترة قلِيلة جِدّاً ، فِترة قلِيلة جِدّاً بِالنسبة لِمجد الأبديَّة ، فَالنُّور معاك دلوقتِى زمان يسِير ، سِير فِى النُّور لِئلاَّ يُدرِكك الظلام يعنى إيه " يُدرِكك الظلام " ؟ يعنِى لَوْ إِنسان مِنّنا دلوقتِى ترك طرِيق النُّور ها تبُص تلاقِى حياته بعد كِده بعِيد عنِنا ترُوح الجحِيم ، بعِيد عنِنا الواحِد يرُوح نار جُهنم ، طبعاً هُناك ظُلمة00ظُلمة00ظُلمة 0 يُبقى أنا علىَّ أستغِل الزمن اليسِير الّلِى أنا عايِش فِيه ده ، وَأعِيش فِيه فِين ؟ فِى النُّورلِئلاَّ يُدرِكنى الظلام ، سِير فِى النُّور ، النُّور يعنِى إيه ؟ نُور الوصيَّة ، نُور المسِيح ، المسِيح طبِيعته نُور ، الله طبِيعته نُور ، طب أنا إيه بِالنسبة له ؟ أنا إِبنه يُبقى طبِيعتِى مِنْ طبِيعته ، أنا طبِيعتِى مِنْ طبِيعته ، أنا واخِد النُّور ده ، النُّور ده مِش غرِيب عنِّى ، بِدلِيل إِنْ أنا مبحِبش الظُلمة ،بِدلِيل إِنْ أنا مبحِبش أعمال الظُلمة أنا نُور ، مِنْ طبِيعته لإِنْ إِحنا المسِيح نقل لنا مجده ، نقل لنا مِيراثه ، نقل لنا صِفاته ، فَالنُّور بقى مِش غرِيب علينا000لأ000كُلِنا متعمدِين وَلَمَّا إِتعمِدنا أخدنا السِر وَالسِر الكنِيسة تسميه ( سِر الإِستنارة ) ، يعنِى إيه إِستنارة ؟ يعنِى إِحنا إِتنوّرنا فِى المعموديَّة ، أخدنا النُّور ، النُّور بقى ساكِن فِينا ، النَّور بقى حِتَّة مِننا مبقاش غرِيب عنِنا000لأ000النُّور بقى مِننا ، النُّور بقى حِتَّة مِننا مبقاش النُّور غرِيب علىَّ000لأ000النُّور بقى مِنِّى 0 [ 00أبناءُ نُورٍ وَأبناءُ نهارٍ0لسنا مِنْ لَيْلٍ وَ لاَ ظُلْمَةٍ ] ( 1 تس 5 : 5 ) زى ما قال مُعلّمِنا بولس الرسُول ، لكِنْ إِنتُمْ أبناء نُور ، النُّور مُفرِح ، النُّور مُبهِج ،عشان كِده نقُول [ فِى نُور قدِيسيه ] 0 كُلّ إِنسان يخاف الله وَيعِيش مَعْ ربِنا تُبقى حياته منُّوره ، نُور مِنْ نُور المسِيح ، نُور مِنْ نُور الله ، [00 نُور لاَ يُدْنَى مِنهُ00] ( 1 تى 6 : 16 ) ، أد إيه أحِبَّائِى الحياة فِى النُّور لها صِفات مُبهِجة ، أد إيه النُّور ده مِنْ طبِيعِة ربِنا ، الطبِيعة المُمجدّة ، الطبِيعة الّلِى ربِنا عايِز ينقِل لِنا كُلّ البركات مِنْ خلال النُّور بِتاعه فَيقولّك [ سِيرُوا فِى النُّور ] ، سِير فِى النُّور ، النُّور يكشِف الطرِيق ، لَمّا جِه ربِنا فِى العهد القدِيم فِى البرَّيَّة وَالشَّعْب مُعرّض إِنْ هُوَ يتوه بقى يعمِل معاهُمْ حاجتين ، حاجة بِالنَّهار وَحاجة بِالليل ، يبعت لِهُمْ بِالنَّهار عمود سحاب وَبِالليل عمود نُور000لِيه ؟ يقولّك عشان خاطِر النُّور يقودهُمْ فِى الطرِيق ، إِحنا دلوقتِى فِى نَفْسَ الحال ،إِحنا دلوقتِى تايهين فِى برَّيَّة العالم ، مُنطلقِين نحُو كنعان ، طيِّب إِذا ما كنش عمود النُّور ده حا يقودنا يُبقى حتماً حنتوه إِذن أنا لَوْ ماسلكتِش فِى النُّور وَعنيَّا عَا النُّور وَبقى النُّور ده السِراج المُضِئ فِى موضِع مُظلِم بِالنسبة لىَّ يُبقى أنا كِده حتوه ، سِير فِى النُّور ، النُّور يعنِى الوصيَّة ، النُّور يعنِى الإِنجِيل ، النُّور يعنِى صُوت الرُّوح ، النُّور يعنِى فِعل الوِلادة الجدِيدة الّلِى جوايا ، ده لازِم أطِيعه ، أطِيعه زى ما بِيقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ فَشُكراً للهِ000أطعتُمْ مِنَ القلبِ صُورةَ التَّعلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا ] ( رو 6 : 17 ) ، " أطعت مِنَ القلب " يعنِى إيه ؟ يعنِى مشيت ورا النُّور بِكُلّ صِدق وَبِكُلّ إِخلاص وَأمانة وَرفضت الظُلمة وَمحبِتش الظُلمة قَالَ كِده [ مَادَامَ لَكُمْ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أبْنَاءَ النُّورِ00] ( يو 12 : 36 ) ،" لِتصِيرُوا أبناء لِلنُّور " أنا إِبن لِلنُّور بِالطبِيعة الّلِى ربِنا وهبها فىَّ ، أنا إِبن لِلنُّور ، طالما أنا إِبن لِلنُّور أبقى بحِب النُّور وَأحِب أعمال النُّور وَأحِب إِنْ أنا أسلُك فِى النُّور بِكُلّ أمانة وَكُلّ إِخلاص وَإِلاّ أتوه النُّور يكشِف الأخطاء ، يكشِف الزيغان ، النُّور يكشِف ، إِحنا لَوْ جِينا دلوقتِى نقُول هى العِين الّلِى بِتشُوف وَإِلاّ النُّور هُوَ الّلِى يخلِّى العِين تشُوف ؟ تلاقِى مِش العِين هى الّلِى بِتشُوف ، النُّور هُوَ الّلِى يخلِّى العِين تشُوف بِدلِيل إِنْ الدُنيا لَمَّا بِتُبقى ضلمة وَعنِينا مفتّحة مِش بِتشُوف وَعنِينا سلِيمة ،إِذن مديونيتِى لِلرؤية وَمديونيتِى لِلبصِيرة وَرؤيِة الأمُور بِطرِيقة سلِيمة مِش لِلعِين وَلكِنْ لِلنُور إِذن طُول ما أنا سالِك فِى النُّور حا تُبقى نظرتِى لِلأمُور سلِيمة ، أعرف ده فِين وَأعرف ده فِين وَأعرف أمشِى إِزاى ، لكِنْ لَوْ أنا سالِك فِى الظُلمة أُبص ألاقِى نَفْسِى رغم إِنِّى عندِى عِين لكِنْ مِش بشُوف وَهُوَ ربِنا يسُوعَ المسِيح قَالَ كِده [ 00لَهُمْ أَعْيُنٌ وَ لاَ يُبْصِرُونَ00] ( أر 5 : 21 ) ، كان مُمكِن نحُط التفسِير بِتاع الحِتَّة دى00لِيه ؟ لِيه لِهُمْ أعيُن وَ لاَ يُبصِرُون ؟ لإِنّهُمْ سالكِين فِين ؟ فِى الظُلمة ، سالكِين فِى الظُلمة يعنِى إيه ؟ يعنِى وَالدِنيا ضلمة يعنِى بِالليل ؟! يقولّك00لأ00الظُلمة الّلِى قصده عليها ظُلمِة غياب المسِيح ، يعنِى غياب النُّور إِذن أىّ وقت أنا بسلُك فِيه غايِب عَنْ المسِيح ، المسِيح يغِيب عَنْ حياتِى ، معِش فِى حضرته ، ظُلمة ، الظُلمة طبعاً الإِنسان أد إيه بقى إِتلغبط وَأد إيه الواحِد ميعرفش يميِّز وَأد إيه الإِنسان يفقِد قِيمة الأمور ، واحِد يجِيب له حاجة يُقعُد يلمِس فِيها كِده مِش عارِف دى إيه ؟ دى معدن وَإِلاّ دى خشب ؟ يعتمِد على الملمس ، مُمكِن الملمس يُبقى خدَّاع ،ميعرفش يميِّز الطرِيق ، مُمكِن يمشِى يعثُر فِى الطرِيق ، يتخبّط فِى حاجة لإِنْ الدُنيا ضلمة أدى الإِنسان الّلِى سالِك فِى الظُلمة ، غير الإِنسان الّلِى سالِك فِى النُّور ،وَطُول ما أنا قُرّيِب مِنْ النُّور خطاياى تُبقى أوضح ، طُول ما أنا قُرّيِب مِنْ النُّور أعرف مقياس نَفْسِى أنا فِين مِنْ الوصيَّة ؟ أنا فِين مِنْ أخويا ؟ أنا فِين مِنْ بِرّ المسِيح ؟ أنا فِين مِنْ نُوره ؟ لَمَّا يِجى واحِد كِده يُبقى الملابِس بِتاعته ملابِس مُتسِخة وَقاعِد فِى ظُلمة ، لاَ يشعُر إِنْ هدومه مِش نضِيفة ، لكِنْ لَوْ قرّب لِنُور وَكُلّ ما النّور كان أقوى كُلّ ما يكشِف وَيفضح ، أهُوَ أنا كِده كُلّ ما أأقرّب لِربِنا كُلّ ما أعرف أنا فِين مِنْ بِرَّه ؟ أنا فِين مِنْ نوره ؟ أوِل ما أأقرّب مِنّه أشعُر أد إيه أنا خطاياى كثِيرة جِدّاً إِشعياء النبِى لَمَّا إِتخدِت الجمرة مِنْ عَلَى المذبح قَالَ [ 00وَيْلٌ لِي إِنِّي هَلَكْتُ لأِنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ00] ( أش 6 : 5 ) ، طب لِيه مقولتِش كِده قبل كِده ياإِشعياء ؟ قالك ماكونتِش تلامست معاه مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول مصرخش وَقال [ 00أُخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأِنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ] ( لو 5 : 8 ) إِلاّ لَمَّا تلامس معاه ، لَمَّا أتلامس معاه أنا خطاياى بِتُكشف ، بِتتفضح ،لَمَّا تتفضح أصرُخ وَأطلُب الرحمة وَأطلُب النِعمة وَأطلُب التوبة وَأطلُب الغُفران وَأعرف ضعفِى ، أوِل لَمَّا أعرف ضعفِى النِعمة تُبقى قرِيبة ، أوِل لَمَّا أكتشِف قباحاتِى وَذنوبِى وَالظُلمة الّلِى أنا فِيها وَالبُقع الّلِى فِى ثيابِى الّلِى أحدثتها فىَّ الخطيَّة ، ساعِتها أبقى أنا قرِيب مِنْ البُرء ، لإِنْ [ الَّذِي يعرِف خِزيه يعرِف كيف يطلُب النِعمة ] ، وَالَّذِى يعرِف مرضه هُوَ قرِيب مِنْ البُرء ، الّلِى يعرِف المرض بِتاعه ، المرض إِكتشفه إِزاى ؟ بِالنُّور 0 النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً سِيرُوا فِى النُّور ، خلِيك قُرّيِب لِلنُّور ، لاَ يكُون فِيك ظُلمة البتَّة ، عشان كِده إِحنا يقول عنِنا إِحنا [ 00لكِنِ إِغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ00]( 1 كو 6 : 11 ) ، إِحنا إِستنرنا بِنُور المسِيح ، إِحنا تبرّرنا بِالمسِيح ، لَمَّا إِتغسلنا بِه حملنا بِرَّه ، حملنا نُوره عشان كِده يقولّك [ 00هُوَ الَّذِي أشْرَقَ فِي قُلُبِنَا لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ00]( 2 كو 4 : 6 ) ، " أنار فِى قُلُوبِنا " ، نوَّر ، جاب كِده كمية ضُوء ضخمة جِدَّاً جِدَّاً وَسلَّطها عَلَى القلب لَمَّا جاب كمية ضُوء كبِيرة سلَّطها عَلَى القلب ، القلب نوَّر وَإِتكشف وَشُوفنا فِيه الزوايا وَالأركان الضعِيفة لَمَّا يِجِى دكاتره فِى أُوضة العمليات تلاقِى حطِين لهُمْ كمية كشَّافات كبِيرة وَضخمة جِدَّاً متركزِين فُوق سرِير العمليَّات وَينزِّلُوا كمية الإِضاءة وَيركِزُوها عَلَى المكان الّلِى بِيشتغلُوا فِيه00لِيه ؟ كُلّ النُّور ده ؟ عشان يكشِف00ده الراجِل شغَّال فِى حاجات دقِيقة جِدَّاً ،عايِز ينُّور المكان ده جِدَّاً ، عاوِز يكشِف فِيه الدقائِق الصغِيرة جِدَّاً00بِإيه ؟ بِالنُّور عايِز تكشِف نَفْسَكَ سلَّط النُّور عليك ، سلَّط النُّور وَحا تعرِف00حا تعرِف إِذا كان فِيك حاجات مِضلِمة ، حاجات ضعِيفة ، حاجات مرِيضة ، حاجات مُتليِفَّة ، حاجات الخطيَّة أحدثت فِيها أضرار بالِغة ، بقى عندك شُريان مِش شغَّال ، بقى عندك عضلة واقفة ، بقى عندك تليُّف فِى أنسِجة أهُوَ هُوَ ده ، ده التشخِيص بِتاع المرض الجسدِى ، المرض الرُّوحِى أخطر ،يعنِى إيه شُريان مِش شغَّال ؟ يعنِى إيه عضلة مِش شغَّالة ؟ يعنِى القلب معدش ينبُض بِمحبِة ربِنا ، يعنِى القلب صار لاَ يتجاوب مَعْ نِداءات النِعمة ، يعنِى إيه فِيه تليُّف ؟ التليُّف يعنِى فِيه قساوة ، يعنِى فِى قلب فِيه أنسِجة ميِتة ، ده أكتشِفه إِزاى ؟ أكتشِفه بِالنُّور ، مالوش طرِيقة تانية غِير النُّور ، أأقرّب لِلنُّور أكتشِف الأمر عَلَى طُول [ سِيرُوا فِي النُّور مادام لكُمْ النُّور ، النُّور معكُمْ زماناً يسِيراً ] ، إِوعى تضيَّع فِترِة العُمر بِتاعك وَتسلُك فِى الظُلمة لإِنْ كِده يُبقى إِنت بِتُحكم عَلَى نَفْسَكَ إِنْ إِنت هاتعِيش فِى الظُلمة إِلَى الأبد ، الزمن اليسِير بِتاعك ده سِير فِيه فِى النُّور 0 عشان كِده الكِتاب المُقدّس يقولّك إِنْ الحياة الزمنيَّة بِتاعِتنا دى نحتمِل لإِنَّها زمن يسِير ، يقولّك كِده [ الْمَرْأَةُ وَهِي تَلِدُ تَحْزَنُ لأِنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ0 وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَببِ الْفَرَحِ00] ( يو 16 : 21 ) ، خلاص الساعة بِتاعِتها خِلصِت ،أوِل لَمَّا السِت تولِد وَتسمع صُراخ الطِفل وَتشوف الطِفل بعنِيها تنسى الألم ،تنسى الصُراخ ، الألم مرحش طيِّب إيه الّلِى حصل ؟ فِى حاجة أهم جت غطِّت عَلَى الألم أهُوَ إِحنا كِده ، إِحنا ربِنا يسُوعَ بِيشبِهنا إِنْ الحياة الزمنيَّة بِتاعِتنا دى فِيها شويِة ألم لكِنْ لَمَّا حا تتمجّد لاَ نعُود نذكُر الشِّدَّة ، خلاص إِنتهِت ، كانِت إد إيه دى ؟ كانِت ساعة ، قالّك [ لأِنَّ ساعتها قَدْ جاءت ] ، دى ساعة ، يعنِى لَوْ واحدة تتألِم ساعة لكِنْ تولِد إِبن يعِيش معاها طُول العُمر ، تقولّك أستحمِل ساعة ، فِى واحدة تُبقى مِش عايزه تجِيب وِلاد تقولّك أصل الوِلادة مؤلِمة ؟! ماتسمعش الكلام ده أبداً00لِيه ؟ صحِيح الوِلادة مؤلِمة لكِنْ الثمرة جمِيلة عشان كِده الحياة بِتاعِتنا ربِنا يسُوعَ يقولّك دى ساعة ، زماناً يسِيراً ، سِيرُوا فِى النُّور النُّور معكُمْ زماناً ، ده ساعة ، عشان كِده لَوْ تلاحِظ إِنْ لَمَّا يِجِى الواحِد يتعب شويَّة فِى جِهاده الرُّوحِى وَيحِس إِنْ الجِهاد تقِيل يفكّر نَفْسَه وَيقُول دى إيه ؟ دى ساعة ، معقُولة واحِد يكُون طالِب مِنِّى أشتغل عنده ساعة وَهايكافِئنِى مُكافأة كبِيرة جِدَّاً وَأبقى أنا كسلان فِى الساعة دى ؟! دى ساعة ، عشان كِده لَوْ تلاحظُوا إِنْ ربِنا يسُوعَ قَالَ لِتلامِيذه[ 00مَا قَدَرْتُمْ أنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً ] ( مت 26 : 40 ) ، هى ساعة ، كُلّ مَا الضِيقات تحوّط بِىَّ فِى الحياة أقول دى ساعة ، شِد حِيلك شويَّة دى ساعة ، ياسِيدِى إِحتمِل دى ساعة ،إِنّ ساعتها قَدْ أتت ، أدى الساعة بِتاعِتها [ سِيرُوا فِى النُّور ] ، النُّور معك زمن يسِير ، الزمن اليسِير بِتاعك ده قضِّيه فِى النُّور لِئلاَّ يُدرِكُكَ الظلام ، قضِّيه فِى النُّور الزمن بِتاعك ده عايِز تعرف إِنت فِى النُّور وَ لاّ لأ ؟ أكتر الحاجات الّلِى تخلِيك تعرف إِذا كُنت إِنت فِى النُّور وَ لاّ لأ إِنْ إِنت تقِيس نَفْسَكَ عَلَى وصايا مُعيَّنة ، هل إِنت عندك رحمة ؟ القلب المنُّور قلب مليان رحمة ، قلب مليان رِقّة ، قلب فِيه مشاعِر حسَّاسة جِدَّاً تِجاه الآخرِين ، عكس الإِنسان الّلِى قلبه مُظلِم تلاقيه عِنده قساوة ، عِنده لاَ مُبالاة ، مايشوفش أبداً أتعاب النَّاس ، ظُلمة00ظُلمة ، مفِيش نُور ، محبَّة 00تبُص تلاقِى الإِنسان الّلِى قلبه منُّور تلاقيه قلبه كُلّه منُّور ، تلاقِى المحبَّة عِنده محبَّة صادِقة أوِل لَمَّا تلاقِى نَفْسَك فِى إِحساس كراهية ، أوْ أوِل ما تلاقِى نَفْسَكَ إِنَّك إِبتدِيت تميِّزبين النَّاس وَإِبتدا يُبقى عندك إِنْ إِنت تُبقى فِى ناس مِش قادِر تحتمِلهُمْ وَقلبك شايِل مِنهُمْ إِعرف إِنْ مفِيش نُور فِى قلبك المحبَّة مقياس مايكدِبش أبداً ، يقولّك [ 00المحبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ00] ( 1 تى 1 : 5 ) ،" قلب طاهِر بِشِدَّة " ، مُعلّمِنا يُوحنا الرسُول يقُول لِنا كلام يخلِّى الواحِد يراجِع نَفْسَه ألف مرَّة فِى موضُوع المحبَّة ده ، قالّكَ [ كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ00] ( 1 يو 3 : 15) ياربِى000لِلدرجة دى ؟؟ يقولّك أيوه ، فِى ظُلمة فِى القلب خلِتك تكره ، خلِتك تُبغِض ، لَمَّا خلِتك تكره وَتُبغِض مبقِتش مِنْ أبناء النُّور بقِيت مِنْ أبناء الظُلمة ،[ مَنْ يُبغِضُ أخاهُ فَهُوَ قاتِل نَفْسٍ ]000مرَّة واحدة ؟؟ أيوه قالّك [ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ لأِنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ ] ( 1 يو 4 : 8 ) ،الّلِى مايحِبش ميعرفش ربِنا00لِيه ؟ أصل الله محبَّة أقِيس نَفْسِى أنا مِنْ أبناء النُّور وَ لاّ مِنْ أبناء الظُلمة ؟ أنا فِى أىّ طرِيق ؟ مِنْ هِنا أبُص ألاقِى يقولّك إِنْ النُّور ده يكشِف للإِنسان كُلّ حاجة ، يخلِّى الإِنسان يُبقى الطرِيق بِالنسبة له واضِح جِدَّاً00واضِح جِدَّاً [ سِرَاج لِرِجْلِى كَلاَمُكَ ] ( مز 119 : 105 ) ، السبِيل منُّور ، الطرِيق منُّور ، طرِيق كُلّ العلامات فِيه واضحة جِدَّاً ، إِذا كان فِيه حِتّه مُرتفِعة مكشُوفة ، إِذا كان فِيه حِتَّة مُنحنية مكشُوفة ، إِنسان مُستنِير ، عشان كِده مُعلّمِنا بولس الرسُول يقولّك [ مُستنِيرة عُيُونُ أذْهانِكُمْ ] ( أف 1 : 18 ) ، عِين القلب منُّوره فِيها نُور تعرَّف الطرِيق ، وَتعرِف خِداعات العدو ، وَتعرِف الأماكِن الواعرة وَالأماكِن الصعبة عشان كِده كُلّ شر يُفعل يُفعل فِى الظلام ، عشان كِده مُعلّمِنا بولس الرسُول يكلّمك عَنْ الشَّر يقولّك [ أعمال الظُلمة ] ( أف 5 : 11 ) ، لِدرجِة إِنْ مُعلّمِنا بولس الرسُول يقولّك [ لاَ تشترِكُوا فِى أعمال الظُلمة غير المُثمِرةِ بَلْ بِالحرىَّ وَبخّوُها ] ( أف 5 : 11 ) 00لِيه ؟ قَالَ لإِنْ أنا جوايا نُور ، النُّور لاَ يطِيق الظُلمة ، لاَ يشترِك النُّور مَعَْ الظلام أبداً أبداً ، أوِل لَمَّا يِجِى النُّور عَلَى طُول يغِيب الظلام ، يتلاشى الظلام ، راح فِين الظُلمة ؟راحِت فِين الظُلمة بِتاعِت الليل الّلِى كانِت مخلِيَّة النَّاس مِش عارفة تمشِى00راحِت فِين ؟ إِنتهِت ، ليس لها أصل ، النُّور يُبّدِد الظلام ، النُّور قوِى ، النُّور يكشِف ، الظُلمة جهل00تِيه 0 لَمَّا نلاقِى إِنسان يحِب أعمال الظُلمة نقوله فِى خلل رهِيب جوّه حياتك ، عشان كِده أحِبَّائِى تلاقِى الإِنسان الّلِى يحِب الخطايا تبُص تلاقيه أعمال الظُلمة تملُك عليه ، تلاقِى حياته كُلّها ظُلمة فِى ظُلمة ، أعمال الخطايا كُلّها ، لَمَّا واحِد يحِب يسرق محدِش يسرق فِى النُّور ، أعمال الشَّياطِين ، أعمال الشهوات وَالزِنا وَالخلاعة تنشط فِى الليل ، الإِنسان الكدَّاب ، الإِنسان الّلِى يحِب يعِيش فِى غِش وَرِياء يحِب يعمِل حاجات النَّاس متعرفهاش ، يحِب الظُلمة ، ميحِبِش يكشِف نَفْسَه أبداً ، يعِيش فِى الظُلمة وَالظُلمة تُعمِى عنيه مِنْ كُتر ما هُوَ خلاص معدش بِيشُوف ، خلايا عنيه الرُّوحيَّة تضمُر00وَتذبُل00لِيه ؟ مَا خلاص ليس لهُ الحواس الّلِى قَالَ عنها مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الْحواسُّ مُدَرَّبةً ]( عب 5 : 14 ) ، ليس لهُ الحواسّ المُدرَّبة ، حاسِة البصِيرة عِنده حاسَّة فُقِدت ، حاسَّة تبلَّدت ، تجمَّدت ، أدى أعمال الظُلمة أعمال الظُلمة الّلِى تخلِّى الإِنسان يفقِد البركات ، يفقِد حضُور الله ، يفقِد نُور الله ،ده أعمال الظُلمة ، عشان كِده أحِبَّائِى تلاقِى آبائنا القدِيسين كُلّ واحِد فِيهُمْ حواليه هالة مِنْ النُّور ، النُّور ده لِيه ؟ دى نُور القداسة ، ده نُور ربِنا الّلِى إِرتسم عَلَى وجوههُمْ وَالّلِى أضاء عليهُمْ ، ده النُّور بِتاعهُمْ ، دى الإِستنارة بِتاعِتهُمْ عشان كِده يكلّمنا عَنْ السَّما إِنْ السَّما مفهاش ظُلمة أبداً 00لِيه ؟ قالّك لإِنْ ربِنا يسُوعَ المسِيح العرِيس وَالخرُوف بِتاع السَّما ها يكُون هُوَ سراجها وَ لاَ تحتاج إِلَى شمس وَ لاَ تحتاج إِلَى قمر ، لأِنّ هُوَ سراجها ، فِيها نُور دائِم00نُور دائِم ، مفِيش لِيل 00مفِيش ظلام00إِنتهى الظلام إِحنا عايِشيِن دلوقتِى علشان إِحنا دلوقتِى فِى فِترِة الإِختبار ، إِنت بِتحِب أىّ طرِيق فَتَلاقِى دلوقتِى فِى ظُلمة وَفِى لِيل ، لكِنْ فوق فِى السَّما خلاص مفِيش ظُلمة ، لَوْ إِنت مِنْ دلوقتِى حبِيت النُّور وَإِخترت النُّور وَسلكت فِى النُّور ها تصِير مِنْ أبناء النُّور فَطُوباك ،لكِنْ لَوْ إِنت مِنْ دلوقتِى مِلت لِلظُلمة وَحبِيت الظُلمة وَأعمالها ها تبُص تلاقِى نَفْسَكَ خلاص صِرت غرِيباً عَنْ النُّور وَالنُّور غرِيب عنك النُّور معكُمْ زمان يسِير ، عشان كِده قالّك [ أعمى عُيُونهُمْ وَأغلظ قُلُوبهُمْ لِئلاَّ يُبصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيشعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيرجعوا فَأشفِيهُمْ ] ( يو 12 : 40 ) 00لِيه ؟ قالّك ما هُمَّا مِش عايزِين يشُوفوا النُّور ، مِش عايزِين يشُوفوا قَالَ كِده [ أنَا قَدْ جِئتُ نُوراً إِلَى العالم ] ( يو 12 : 46 ) ، خلاص طالما إِنسان آمِن بِى لاَ يمكُث فِى الظلام أبداً ، عشان كِده أحِبَّائِى الإِنسان الّلِى حياته داقِت نُور ربِنا لاَ يستحمِل الظُلمة ، لاَ يمكُث فِى الظلام ، وَمِش يوم وَ لاَّ إِتنين لكِنْ حياته كُلّها ، مِش قادِر يحتمِل إِلاَّ إِنْ هُوَ يعِيش فِى النُّور لَمَّا نِيِجِى نقُول دلُوقتِى إِحنا لِيه بِنحِب النُّور وَإِحنا لِيه مُشتاقِين لِلنُّور وَلِيه النُّورإِحنا بِنفّضله ؟ يقُولّك أصل إِحنا جرَّبنا الضلمة لَمَّا جرَّبنا الضلمة محبِنهاش ، حبِينا النُّور ، إِذن الضلمة هى الّلِى تخلِينا نكتشِف النُّور عشان كِده ربِنا سمح إِنْ يكُون فِى نُور وَفِى ضلمة ، لِيه ربِنا يسمح بِالشَّرُور ؟ قالّك الشَّرُور هى الّلِى حا تعرَّفك البِرَّ ، قالّك الشَّرُور هى الّلِى حا تخلِيك إِزاى تتمسَّك بِالبِرَّ ، لإِنْ لَوْ الحياة بِرّ بس مُمكِنْ أبقى كِده لاَ أُمتحن أنَا عايِز إيه ، النُّور هُوَ الّلِى يخلِيك تحِب النُّور وَتُبغِض الظُلمة مِنْ جمال النُّور ها أسِير فِى النُّور مادام لَكَ النُّور ، وَالنُّور هُوَ الّلِى يغلِب الظُلمة لإِنْ هُوَ الأقوى ، وَالنُّور مِش مُمكِنْ الظُلمة تغلِبه إِلاَّ إِذا هُوَ إِنسحب ، لكِنْ الظُلمة متعرفش أبداً تغلِب النُّور أبداً ، النُّور يغلِب الظُلمة بِسهُولة ، مُجرّد إِنْ كشَّاف صُغيّر يُبّدِد ظُلمة ، لكِنْ الظُلمة متغلِبش النُّور أبداً إِلاَّ إِذا أنا طفِيت النُّور ، النُّور أقوى لهُ سُلطان عشان كِده أحِبَّائِى أنا بختار أىّ طرِيق وَماشِى فِين ؟ طرِيقِى منُّور ، الّلِى طرِيقه منُّور تبُص تلاقِى كارِه الخطايا ، مِش بس كارِه الخطايا ده بِيوّبِخ الخُطاه ، ده مِنْ جوَّاه إِحساس بِمرارة لِلنَّاس الّلِى عايشة فِى الظُلمة ، مِش هُوَ قلبه ميَّال لِلظُلمة000لأ000ده بِيوّبخ أعمال الظُلمة ربِنا أنار فِى قلوبنا ، نوَّر قلبِنا ، أخدنا فِى المعموديَّة النُّور حقِيقِى ، عشان كِده إِحنا كُلّ يوم فِى صلاة باكِر نفتِكر النُّور الحقِيقِى نُور القيامة ، نُور حقِيقِى الّلِى أشرق فِى قلوبنا وَنقوله إِنْ هُوَ [ يخلِق فِينا الحواس المُضِيئة وَالأفكار النُورانيَّة ] ، حواس مُضِيئة منُّوره00منُّوره بِنُوره00نُور قيامته00تتحوّل الحواس المُظلِمة وَالجسد المُظلِم لِجسد منُّور00هذا النُّور مِنْ علامات الخلِيقة الجدِيدة00مِنْ علامات القيامة إِنْ أنا إِنسان بحِب النُّور وَلازال نُور ربِنا يسُوعَ المسِيح يُعلن فِى قيامتِهِ فِى كُلّ قيامة 00ليس فِى يوم قيامة فقط وَلكِنْ فِى قلُوب أولاده وَفِى قلُوب أبناء الكنِيسة كُلّها ربِنا ينُّور قلوبنا بِنُور معرِفته الحقِيقيَّة يكمِلّ كُلّ نقص فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
29 مايو 2021

الرسالة الخامسة عید القیامة في ٢٠ برمودة ٤٩ ش 15أبریل ٣٣٣ م

لتستنیر أذهانكم بنور الرب أخوتي…. إننا ننتقل هكذا من أعیاد إلى أعیاد، ونسیر من صلوات إلى صلوات، ونتقدم من أصوام إلى أصوام، ونربط أیامًا مقدسة بأیام مقدسة.لقد جاء مرة أخرى الوقت الذي یجلبنا إلى بدایة جدیدة، تعلن عن الفصح المبارك الذي فیه قدم الرب ذبیحة.إننا نأكله بكونه طعام الحیاة، ونتعطش إلیه مبتهجة نفوسنا به كل الأزمان، كأنه یفیض بدمه الثمین. إننا نشتاق إلیه على الدوام شوقًا عظیمًا، وقد نطق مخلصنا بهذه الكلمات في حنو محبته موجهًا حدیثه إلى العطشى، إذ یرید أن یروي كل عطشان إلیه، قائلاً "إن عطش أحد فلیأت إلي لیشرب" ولا یقف الأمر عند هذا الحد إذا جاءه أحد یروي عطشه فحسب، بل عندما یطلب إنسان یعطیه المخلص بفیض زائد مجانًا. لأن نعمة الولیمة لا یحدها زمن معین ولا ینقص عظمة بهائها، بل هي دائمًا قریبة تضيء أذهان المشتاقین إلیها برغبة صادقة. لأن في هذه الولیمة فضیلة دائمة یتمتع بها ذوي العقول المستنیرة المتأملین في الكتاب المقدس نهاراً ولیلاً، وذلك مثل الرجل الذي وهب نعمة كما جاء في المزامیر "طوبى للرجل الذي لم یسلك في مشورة المنافقین وفي طریق الخطاة لم یقف وفي مجلس المستهزئین لم یجلس. لكن في ناموس الرب یلهج نهاراً ولیلاً"( ٢) لأن مثل هذا لا تضيء له الشمس أو القمر أو مجموعة الكواكب الأخرى، بل یتلألأ ببهاء الله الذي هو فوق الكل. بركات العید أعزائي… إن الرب هو الذي سبق فأعد لنا أولا هذا العید، وهو الذي یتعطف بنا ویتحنن علینا بأن نعید به عامًا بعد عام فقد أرسل ابنه للصلیب من أجلنا، ووهبنا بهذا السبب العید المقدس الذي یحمل في طیاته كل عام شهادة بذلك، إذ یتم العید كل عام في نفس الوقت (بنفس المناسبة). وهذا أیضًا ینقلنا من الصلیب الذي قدم للعالم إلى ذاك الذي هو موضوع أمامنا، إذ منه ینشئ لنا الله فرحًا بالخلاص المجید، ویحضرنا إلى نفس الاجتماع، ویوحدنا في كل مكان بالروح،راسمًا لنا صلوات عامة،ونعمة عامة تحل علینا من العید.فإن هذا هو عجب محبته المترفقة، أنه یجمع في نفس المكان من هم على بعد، ویقرب أولئك الذین هم بعیدین بالجسد لیكونوا بروح واحد. لنذكر بركات الله لنا لهذا ألا نعرف یا أحبائي النعمة التي تنبع من قدوم العید!؟ أما نرد شیئًا لذاك الذي هو محسن علینا؟! حقًا إنه یستحیل أن نرد لله حسناته علینا، لكنه أمر شریر أن نأخذ الهبات ولا نعرفها.والطبیعة نفسها تشهد بعجزنا، لكن إرادتنا توبخ جحودنا. لهذا فأن بولس الطوباوي عندما كان یتعجب من عظم بركات الله قال "من هو كفء لهذه الأمور" لأنه قد تحرر العالم بدم المخلص، وبالموت داس الموت، ممهدًا طریق الأمجاد السماویة بغیر عقبات أو حواجز لهؤلاء الذین ینمون.لهذا عندما أدرك أحد القدیسین النعمة مع عجزه عن أن یرد لله مقابلها قال "ماذا أرد للرب من أجل كثرة حسناته لي"لأنه عوض الموت تقبل حیاة، وبدل العبودیة نال حریة وبدل القبر وهب له ملكوت السموات.لأنه منذ وقت قدیم "تسلط الموت من آدم إلى موسى"، أما الآن فأن الصوت الإلهي قال "الیوم تكون معي في الفردوس". وإذ یشعر الإنسان القدیس بهذه النعمة یقول "لولا أن الرب كان معي، لهلكت نفسي في الهاویة"علاوة على هذا، یشعر الإنسان بعجزه عن أن یرد للرب عن إحساناته، لكنه یعرف عطایا الله كاتبًا في النهایة "كأس الخلاص أتناول وباسم الرب أدعو… عزیز في عیني الرب موت أتقیائه" أما عن الكأس، فقد قال الرب "أتستطیعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا؟!". ولما قبل التلمیذان هذا، قال لهما "أما كأسي فتشربانها… وأما الجلوس عن یمیني وعن یساري فلیس لي أن أعطیه إلا للذین أعد لهم من أبي"لهذا یلزمنا أیها الأحباء أن تكون لنا حساسیة من جهة العطیة، حتى وإن وجدنا عاجزین عن رد إحسانات الرب،إنما یلزمنا أن ننتهز الفرصة. فأن كنا بالطبیعة عاجزین عن أن نرد "للكلمة" أمور تلیق به، عن تلك البركات التي أغدق بها علینا فلنشكره إذ نحن محفوظون في التقوى. وكیف یمكننا أن نربط بالتقوى إلا بتعرفنا على الله الذي من أجل حبه للبشر قدم كل هذه البركات؟! (فأننا بهذا نحفظ الشریعة في طاعة لها، سالكین في الوصایا، لأنه بكوننا غیر جاحدین بل شاكرین إیاه لا نكون مخالفین للناموس ولا مرتكبین لأمور مكروهة، لأنه الله یحب الشاكرین).وأیضًا عندما نقدم أنفسنا للرب مثل القدیسین، عندما نصف أنفسنا بأننا لا نحیا لنفوسنا بل للرب الذي مات من أجلنا، كما فعل بولس الطوباوي عندما قال "مع المسیح صلبت فأحیا لا أنا بل المسیح یحیا في" لنقدم له من الذي له فینا والآن أیها الأخوة تكمن حیاتنا حقیقة في نبذنا الأمور الجسدیة وتمسكنا بثبات في الأمور الخاصة بمخلصنا وحدها. فالموسم الحالي لا یتطلب منا مثل هذا الكلام فحسب بل والإقتداء بأعمال القدیسین.لنقتد بهم، ذلك إن عرفنا ذاك الذي مات (عنا) فلا نعود بعد نحیا لأنفسنا بل للمسیح الساكن فینا.وإذ نرد إلى ربنا قدر طاقتنا، إنما نرد إلیه لا من عندیاتنا بل بتلك الأشیاء التي أخذناها منه، التي هي نعمته،فهو یسألنا عطایاه التي وهبنا إیاها. وقد حمل شهادة بذلك بقوله أن الذي تعطوني إیاه إنما هو عطایاي. لأن ما تعطوني كأنه منكم إنما قد نلتموه مني إذ هو عطیة من قبل الله. لنقدم لله كل فضیلة وقداسة صحیحة هي فیه، ولنحفظ العید الذي له في تقوى بهذه الأمور التي قدسها لأجلنا.لنعمل في الأعیاد المقدسة…. مستخدمین نفس الوسائل التي تقودنا إلى طریق نحو الله.ولكن لیتنا لا نكون مثل الوثنیین أو الیهود الجهلاء أو الهراطقة أو المنشقین…فالوثنیین یظنون أن العید یظهر بكثرة الأكل.والیهود إذ یعیشون في الحرف والظلال یحسبون هكذا.والمنشقون یعیدون في أماكن متفرقة بتصورات باطلة.أما نحن یا إخوتي، فلنسمو على الوثنیین حافظین العید بإخلاص روحي وطهارة جسدیة. ولنسمو على الیهود فلا نعید خلال حرف وظلال، بل بكوننا قد تلألأنا مستنیرین بنور الحق، ناظرین إلى شمس البر (مل ٢:٤ ). ولنسموعلى المنشقین فلا نمزق ثوب المسیح بل لنأكل في بیت واحد هو الكنیسة الجامعة فصح الرب الذي بحسب وصایاه المقدسة یقودنا إلى الفضیلة موصیًا بنقاوة هذا العید. لأن الفصح حقًا خالٍ من الشر، للتدرب على الفضیلة والانتقال من الموت إلى الحیاة.هذا ما یعلم به الرمز الذي جاء في العهد القدیم. لأنهم تعبوا كثیراً للعبور من مصر إلى أورشلیم، أما الآن فنحن نخرج من الموت إلى الحیاة.هم عبروا من فرعون إلى موسى، أما نحن فإننا نقوم من الشیطان لنكون مع المخلص.وكما أنه في مثل ذلك الوقت یحملون شهادة سنویة عن رمز الخلاص هكذا فأننا نحن نصنع ذكر خلاصنا.نحن نصوم متأملین في الموت، لكي نكون قادرین على الحیاة.ونحن نسهر لیس كحزانى، بل منتظرین الرب، متى جاء من العرس حتى نعیش مع بعضنا البعض في نصرة،مسرعین في إعلان النصرة على الموت. كیف نعید؟ لیتنا یا أحبائي، نحكم أنفسنا –كما تتطلب الكلمة- في كل الأوقات ونحكم أنفسنا حكمًا تامًا، وهكذا نعیش دون أن ننسى قط أعمال الله العظیمة، ولا ننفصل قط عن ممارسة الفضیلة!وكما ینذرنا الصوت الرسولي قائلاً "أذكر یسوع المسیح المقام من الأموات"، دون أن یشار إلى زمن محدود بل أن یكون ذلك في فكرنا في كل الأوقات.ولكن لأجل كسل الكثیرین نحن نؤجل من یوم إلى یوم، فلنبدأ إذًا من هذه الأیام! لقد سمح بوقت التذكر (بقیامة المسیح) لأجل هذا الهدف حتى یظهر للقدیسین جزاء دعوتهم، وینذر المهملین موبخًا إیاهم. لهذا فإنه لیتنا في كل الأیام الباقیة نكون محفوظین في سلوك صالح، ویكون عملنا التوبة عن كل ما نهمل فیه، لأنه لا یوجد إنسان قط معصوم من الخطأ، ولو كانت حیاته یومًا واحدًا على الأرض، كما یشهد بذلك أیوب الرجل البار. وإذ نمتد إلى ما هو قدام لیتنا نصلي ألا نتناول الفصح بغیر استحقاق حتى لا نكون في خطر.لأن الذین یحفظون العید في نقاوة یكون الفصح طعامهم السماوي، أما الذین ینتهكون العید بالدنس والاستهتار،فأنه بالنسبة لهم یكون موبخًا وخطیراً. فأنه مكتوب بأن من یأكله أو یشربه بدون استحقاق یكون مجرمًا في جسد (موت) الرب لذلك لیتنا لا نقف عند مجرد تنفیذ الطقوس الخاصة بالعید، بل نستعد للاقتراب للحمل الإلهي ونلمس الطعام السماوي.لننقي أیدینا ونطهر الجسد.لنحفظ فكرنا كله من الدنس، فلا نسلم أنفسنا للكبریاء والشهوات، بل ننشغل دومًا بربنا وبالتعالیم الإلهیة، حتى نكون بالكلیة طاهرین نستطیع أن نكون شركاء مع الكلمة الرسائل الفصحية للقديس أثناسيوس الكبير القمص تادرس يعقوب ملطي
المزيد
28 مايو 2021

بطرس الرسول

القديس بطرس الرسول لم يكن خادما ًمثاليا، ولم يختلف عن باقي الرسول ولم يكن له صفات معينه تفرق بينه وبين الرسل، فهو إنسان طبيعي، ولن قدوة ولكن قدوة الله التي علمت فيه بصورة كبيرة وأخرجت لنا بطرس الرسول وهناك نقط في حياة القديس بطرس سوف نتكلم ومن هذه النفط والصفات :- أولا: دعوة بطرس حدثت دعوة بطرس عندما مر عليه السيد المسيح ودعاه للخدمة وقال أتبعني، وعلي الفور ترك بطرس الشباك وتبع السيد المسيح، لقد كان بطرس الرسول صيادا للسمك، ولم يحمل أي مؤهلات، وهذا يعني أن الله يختار تلاميذه لا ينظر إلي الإمكانيات العملية أو العقلية فإختار السيد المسيح لم يكن قائم بناء علي المؤهلات أو المواهب ولا الإمكانيات والطاقات، فبطرس ليس لديه خبرة بشئ إلا بالبحر فهو لا يغرف إلا السمك أنواعه، أسعاره ولم يكن القديس بطرس صاحب جاه أو مركز أو مال بل كان فقيرا وهذا يدل علي أن الله لا يختار أشخاص معينين أو أشخاص مختلفين أو لهم مميزات عن غيرهم فدعوة الله ليست قاصرة علي أصحاب المواهب طبل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء (1كو27:10)ولكن ما هو المعيار أو المقياس الذي تم بناء عليه اختيار القديس بطرس؟! المعيار هو القلب فالله ينظر إلي القلب وليس إلي العينين فقد كان القديس بطرس يتمتع ببساطة قلب فالله ينظر إلي القلب وليس الإمكانيات والمواهب. والله نظر إلي القديس بطرس فوجد في قلبه :- حب للخدمة قلبه كان ملئ بالمحبة، رغم أن المعالم الخارجية لشخصه بطرس لم توحي بذلك. ثانيا: غيرة بطرس كلن بطرس شخصية غيورة ولكن بلا فهم غير مصحوبة بالتسرع والاندفاع والتهور هناك كثيرون لهم غيرة وليس لهم حكمة وهذا نوع خطير في الخدمة فالغيرة وحدها لا تكفي !!فلا يصح أن يكون الشخص له غيرة جاهلة !أو غيرة بلا فهم فالغيرة السليمة هي الغيرة التي بلا تهور أوإندفاع فلا يصلح أن يكون الخادم ضراب أو مهين أو مجرح لشعور الأخرين فالإصلاح لا يكون فقط بالغيرة التي يصاحبها الحماقة والتهور دون حكمة او فهم فالمهم هو الحكمة والاقتناع والعمق فالغيرة التي يصاحبها عنف هي غيرة مرفوضة في الخدمة والغيرة التي تجرح شعور الأخرين غير مطلوبة السيد المسيح عندما قلب موائد الصيارفة لم يؤذي أحد من الناس، فكان غرضه منصب علي هذه الموائد وعندما جاء اليهود ليقبضوا علي السيد المسيح اندفع بطرس وقطع إذن عبد رئيس الكهنة، ولكن السيد المسيح اعترض علي هذا العمل وقال له : " رد سيفك إلي مكانه لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون " (مت 52:26)وقام السيد المسيح بإعادة الأذن للعبد مرة أخري بمعجزة فالغيرة المصحوبة بالعنف تأتي بنتائج عكسية.. فهي تدفع إلي الناس وتبعدهم عن الكنيسة ولا تجعلهم يقتربون منها.. فلذلك الغيرة الجاهلة هي منتهي الخطورة علي الخدمة. ثالثا ً: إيمان بطرس كان بطرس مؤمنا إيمان عظيم بالسيد المسيح، ولكن هذا الإيمان كان لإيمان عاطفي وليس إيمان عقلي والمفروض أن يكون الإيمان مبنيا علي العاطفة والعقل معا ًوكان نتيجة هذا الإيمان العاطفي أن بطرس هو أول شخص من التلاميذ اعترف بلا هوت السيد المسيح عندما سـأل السيد المسيح التلاميذ من يقول الناس إني أنا فرد بطرس وقال " أنت هو المسيح ابن الله الحي " ( مت 16:16 ) فامتدح السيد المسيح إيمان بطرس وقال له "طوبي لك يا سمعان بن يونا لأن لحما نودما لم يعلن لك لكن لأبي الذي في السموات " (مت 17:16) وعندما أعلن السيد المسيح أنه سيتألم ويصلب إندفع بطرس وعندما أعلن السيد المسيح أنه سيتألم ويصلب إندفع بطرس وقال "حاشا يارب " فإنتهره السيد المسيح وقال (اذهب عني يا شيطان ) وذلك لأن ايمان بطرس هو ايمان عاطفي وليس ايمان عقلي ولذلك فالخادم العاطفي في الخدمة أحيانا يكون قوي وأحيانا ضعيف فالحكمة في الخدمة شئ مطلوب. رابعا :كان بطرس خادماً مليئا بالرجاء كان بطرس ملئ بالرجاء، فقد فعل بطرس ما فعله يهوذا الأسخريوطي ويمكن أبشع منه !فقد ذهب يهوذا وباع السيد المسيح وأخذ ثلاثين من الفضة لمجرد أن يعرف اليهود طريق المسيح فقط، فقال لهم من أقبله هوهو أمسكوه ن وبعدما وحكموا علي السيد المسيح شعر يهوذا أنه أسلم دما بريئا، وحاول إرجاع الفضة التي أخذها ولكنهم رفضوا فذهب وشنق نفسه لأنه لم يكن عنده رجاء أن السيد المسيح بعد صلبه وقيامة وسوف يغفر له خطيته، أما بطرس الرسول فقد أنكر السيد المسيح بل لم يكتفي بذلك فقد لعن وسب وجدف علي السيد المسيح أمام جارية !!ولكن بطرس بكي بكاءا مرا علي عملته هذه وكان عنده رجاء أن السيد المسيح سوف يغفر له خطيته، وأصر القديس بطرس علي تبعية السيد المسيح وهذا دليل علي أنه عنده رجاء أن الله ان يرفضه.. فذهب إلي العلية وأصر علي ترك التلاميذ وبعد القيامة قال الملاك للنسوة " أذهبن وقلن للتلاميذ ولبطرس أنه يسبقكم إلي الجليل وظهر السيد المسيح لبطرس علي بحر طبرية وعاتبه عتاب المحبة وقال له " يا سمعان ابن يونا أتحبني "(ثلاث مرات ") فد بطرس عليه "أنت تعلم يارب أني أحبك " فقال له السيد المسيح "أرع خرافي " وبكي بطرس ومع ذلك لم يفقد القديس بطرس رجاءه في القيامة في محبة المسيح وغفرانه وهذا يدل علي أنه كان ملئ بالرجاء فالمفروض أن الخادم يكون لديه لرجاء في المسيح فمهما فعل الخادم فالمسيح لن يتركه خامساً : الله يستطيع أن يحول الصفات الغريبة في الخادم إلي صفات جميلة كان في بطرس صفة الاندفاع والتهور وقد حول السيد المسيح هذه الصفات الغريبة لتكون وسيلة للمنفعة فكان بطرس مشهور بصفة التسرع وهذه الصفة نفعت في يوم الخمسين (يوم حلول الروح القدس )فعندما قال اليهود عن التلاميذ يوم الخمسين أنهم سكري قام بطرس بشجاعة وأقحمهم(وكانت أورشليم مكتظة باليهود من جميع بلدان العالم ومن جميع الجنسيات )فقام بطرس واندفع ودافع عن المسيحة والتلاميذ فباندفاعه هذا قام وتكلم ووعظ الناس وفي هذا اليوم أمن 3 ألاف نفس وكانت أكبر عملية تبشير بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ فالله استخدم اندفاع بطرس وشجاعته لصالح الخدمة.وعندما طلب اليهود من التلاميذ ألا يتكلموا عن السيد المسيح ويبشروا به، فبشجاعة قال بطرس والتلاميذ "لا نستطيع أن نتكلم بما سمعنا ورأينا " (أع 20:4)ان الله استخدم التهور عند بطرس للكرازة والخدمة الله يستخدم كل ضعفات وطاقات الخادم في الخدمة لكي تثمر، فالمسيح لم يغير طبيعة بطرس ولكن عرف كيف يستخدمها في الخدمة ولخير الناس وقد يكون الخادم متشددا ًمع الأولاد في الخدمة فحزمه وتشديده علي الأولاد لحضور القداس ومدارس الأحد قد يؤدي انتظام والتزام الأولاد علي المواظبة أو تشديد أمين الخدمة أو أمين الأسرة مع الخدام من جهة التحضير والافتقاد والقراءات الروحية والجدول الروحي مهم ويقيد الخدام والخدمة أن الله لا يغير طبيعة أي شخص من الرسل ولكنه استخدمه كما هو بشخصيته المميزة فالله لا يغير طبيعة الإنسان ولكن فقط قد يعدل من شخصيته للأفضل
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل