المقالات

04 يوليو 2023

القديس بطرس، رسول الرجاء

رسول الرجاء ان حياة القديس بطرس الرسول شاهد حي على نعمة الله المغيرة والقادرة على تغيير رجل عادى من عامة الشعب بلا مؤهلات دراسية او منصب مرموق ، له أخطائه وتهوره واندفاعه وطيبة قلبه ، عندما سلم حياته للتلمذة على يد النجار الأعظم ، حوله الى رسول ورابح للنفوس الى ملكوت الله السماوي . انه شهادة حيه لعمل النعمة التى أنتشلته من الضعف والأنكار والحزن فى لحظات الضعف ليرده المخلص الذى طلب من الأب السماوى لكي لا يفنى إيمانه . لقد أختبر القديس بطرس قوة الرجاء الغافرة للخطايا من أجل هذا كتب يقول لنا {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم . انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة. لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح و الكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح}( ابط 3:1-7). نعم انه رسول الرجاء للخطاة والأمل لمن تعثروا فى الطريق، والإيمان لمن جاء عليه زمان ضعف وأنكر مخلصه ، انه الرسول الداعى للقداسة لمن عاشوا فى وحل الخطية ، والمبشر بالإيمان والثقة بالله لكل نفس بشرية تعرضت للفشل والأحباط مراراً كثيرة . صياد السمك يتكل على الله وتتغير من حوله الظروف الجوية ويكتسب رزقه يوما بيوم ولا يملك الا القليل. وقد ترك حتى القليل الذي يملكه ليخدم ويتتلمذ على المعلم الصالح، وربح نفسه والجوهرة الكثيرة الثمن "الإيمان " الذى يصنع المعجزات ويقيم الأموات ويجعل الجاهل حكيم والخاطئ قديس . كما راينا فى حديثه مع الشحاذ الأعرج المقعد عند باب الجميل {فتفرس فيه بطرس مع يوحنا وقال انظر إلينا، فلاحظهما منتظرًا أن يأخذ منهما شيء}(أع 3: 4).. لقد قدم له الشيء الذي لا يملكه آخر، وهو أعظم شيء يمكن أن يقدم للإنسان البائس على الأرض {فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وأمش. وأمسكه بيده اليمنى وأقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه، فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله} (أع 3: 6-8) كان اسم المسيح عند بطرس أعظم وأجل وأمجد من كل كنوز العالم، وقد قدمه للرجل المريض فشفاه، وأعطاه الرجاء في حياة حرة كريمة نافعة. وأعطاه أكثر من ذلك إيمانًا قويًا بسر الحياة في الاسم العجيب المبارك اسم المسيح. وما أحوج عالمنا اليوم الى من يشفى عجزه وحاجته وضعف إيمانه بالله . كان بطرس ممتلئا من العواطف البشرية ويعلن عنها فى مواقف حياته ولا يخبائها ، أليس هو الصارخ في إحدى المناسبات: {أخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطيء}(لو 5: 8) وفي قيصرية فيلبس عندما تكلم السيد المسيح عن الآمه وصلبه {فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً حاشاك يارب لا يكون لك هذا} (مت 16: 22). بل قال {إني أضع نفسي عنك} (يو 13: 37). وعندما خرج في تلك الليلة الرهيبة يوم ان أنكر معرفته بسيده {بكي بكاء مرًا} (لو 22: 62). وأكثر من ذلك كان يملك قوة إرادة هائلة، لقد ترك كل شيء ليتبع المسيح، وترك القارب ليمشي إليه على الماء ، وتجرأ على أن يحتج على المسيح علنًا، وجرد سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة ، ان الفحم الهش الذي يسهل أن تتفكك عناصره يتحول إلى الماس الصلب الصلد الثمين، والذي يعتبر من أقوى العناصر تماسكًا وصلادة، إنهم يقولون إن السبب يرجع إلى وقوع الفحم تحت ضغط وحرارة شديدين، وقد أمكن للإنسان على هذا الأساس أن يصنع الماس الصناعى من الفحم الأسود! وان كان الأمر في الطبيعة هكذا ، فإن نعمة الله الغنية التي للفخاري العظيم، تغيير من وعائنا الفاسد ليعيد صنعه من جديد اناءاَ للكرامة والمجد عندما يخضع للثقل والتهذيب . لقد منح السيد المسيح للقديس بطرس الثقة ، قبل أن يؤمن به ، وقد يكون هذا التعبير غريبًا، ولكنها الحقيقة الواقعة. نحن نؤمن بالسيد لأنه هو وضع ثقته فينا وانتظر منا ثمر الحياة الجديدة التي وهبنا إياها، كان المسيح قد نظر إلى بطرس وراي فيه اناءاً مختاراً . انها حكمة الله المشجعة لنا وهي التي ترى فينا الإمكانيات التي قد لا يراها فينا الناس أو لا نراها نحن في أنفسنا، ومن الواضح أن السيد وثق ببطرس، في وقت فقد فيه بطرس الثقة بنفسه حتى أوشك على الضياع: {طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك} (لو 22: 32). عندما قال مدرس أديسون له : " انت كالبيض الفاسد لن تفيد شئيا واخرجه من المدرسة " كانت أم توماس أديسون مؤمنة بقدرة ابنها، ورفضت رأى المدرس في ولدها العبقري، الذي أصبح من أعظم عباقرة الأمريكيين في الاختراع والصناعة. قد يفقد الإنسان الثقة في نفسه ، وقد يفقدها فيه الناس جميعًا، لكن هناك واحدًا عظيمًا لم يفقد الثقة في عودتنا إليه ويعمل على رجوعنا اليه ويخلق فينا الإنسان الجديد الذى يتجدد يوماً فيوم على صورة خالقه. انه راعى نفوسنا ومخلصها الصالح الذي بذل ذاته على الصليب من أجل خلاصنا. إن الإيمان يرفع الإنسان فوق نفسه إلى أعلى درجات النجاح ويفجر فيه الطاقات الساكنة ، ويفجر فيه قوى غير مألوفة للبشر، وهذا ما حدث مع بطرس بالذات، عندما فعل شيئًا من المستحيل أن يفعله مخلوق بشري غيره، لقد رأى المسيح ماشيًا على الماء، وكان المنظر أمامه مثيرًا وعجيبًا ومذهلا، فلماذا لا يفعل مثلما فعل سيده، ولماذا لا يرتفع بمعونة سيده، وعلى مثاله، ليفعل الشيء الذي لا يجرؤ آخر على تقليده ومحاكاته؟ ورغم تعثر بطرس فوق الماء، إلا أن الإيمان بالمسيح علمه أن يكون محاكيًا للسيد ومقلدًا له، ويكفي أن نذكر أنه كان مع سيده عند إقامة ابنة يايرس وأنه دخل إلى غرفة الصغيرة مع يعقوب ويوحنا وأبويهما، ورأى المسيح وهو يمد يده ليقول لها {طليثا قومي} (مر 5: 41) ومرت سنوات على هذا المشهد الذي ترك أثره العميق في نفسه، ودعى هو إلى يافا ليرى مشهدًا مماثلاً، لفتاة قد ماتت، وهي تلميذة للرب، وإذا به يفعل ذات الشيء مع فارق وحيد أنه جثا على ركبتيه، لأنه أقل من سيده العظيم ثم التفت إلى الجسد وقال: {فقام بطرس و جاء معهما فلما وصل صعدوا به الى العلية فوقفت لديه جميع الارامل يبكين ويرين اقمصة و ثيابا مما كانت تعمل غزالة و هي معهن. فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت الى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما ابصرت بطرس جلست. } (أع 9: 39،40). إن مجد الإيمان المسيحي هو إضافة شخص السيد إلينا، أو بتعبير أصح وأصدق، هو إضافتنا نحن إلى شخص السيد لتجعلنا نعمل المعجزات باسمه القدوس. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
14 ديسمبر 2022

ملئ الزمان

إن إنتظاره " ملء الزمان " هو درس روحي عميق نستفيده في حياتنا ، عندما نتأمل قصة التجسد وكيف حدد الله ميعادها وعندما أخطأ آدم وحواء وعدهما الله بالخلاص ، قائلاً لهما إن نسل المرأة سيسحق رأس الحية وإنجبت المرأة قايين وهابيل وشيث ولم يحدث أن أحداً منهم سحق رأس الحية . بل ظلت الحية رافعة رأسها في خطر ، حتى كادت تهلك العالم كله في أيام نوح فإلى متي يارب ننتظر ؟ متى تحقق وعدك بالخلاص ؟ " ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه ( أع1 : 7 ) فاصبروا وإنتظروا خلاص الرب . وكل شئ سيتم في حينه ، في ملء الزمان إن الله يعمل في الوقت المناسب ، حين يري العمل والظروف كلها تساعد على هذا العمل الله طويل الأناة في تدبيره ومعالجته للمشاكل ربما تأخذ وقتاً ولكنها تكون قوية ونافعة متى نفذ الرب وعده بالخلاص ؟ نفذه بعد آلاف السنين والحكمة في ذلك سنوضحها فيما بعد . ولكننا نقول آلان يوماً عند الرب كألف سنة ، وألف سنة عنده كيم واحد " ( 2بط3 : 8 ) كل تلك الآلاف عند الله كأنها لحظة أو طرفة عين أما البشرية فإنها شغوفة بأن تنهي كل شئ بسرعة حمي الإسراع هي حمي تنتاب البشر جميعاً تريد التعجل في كل شئ ، ولا تستطيع صبراً على شئ الناس يجرون وراء حاجاتهم جرياً بدون تفكير في غالبية الأوقات . محبه العجلة والإسراع :- وعد الرب أبانا إبراهيم بأن يكون له نسل ، مثل نجوم السماء ورمل البحر وأنتظر إبراهيم طويلاً ولم يعط نسلاً كنجوم السماء ولا حتي إبناً واحداً ماذا يارب ، هل نسيت مواعيدك ؟ كلا ، إنني لم أنس ، ولكنك أنت الذي تريد أن تتعجل الأمور قبل مواعيدها " تقو وليتشدد قلبك ، وأنتظر الرب " وعاد إبراهيم ، فإنتظر مدة أطول ، ولكن النسل لم يعط له فبدأ اليأس يتطرق إلى قلبه ، ودفعه إليأس إلى أن يدخل على جاريته هاجر ، وينجب منها إبناً ولكن مشئيته الله ظلت كما هي " بسارة يدعي لك نسل " ( تك17 : 9 ) وعاد إبراهيم فإنتظر سنوات أخري وحتى بعد ولادة إسحق ، مرت عليه عشرات السنوات ، ومازال الوعد الخاص بنجوم السماء ورمل البحر ينتظر التحقيق وعاد إبراهيم فاتخذ قطورة زوجة له فولدت له زمران ويقشان ومديان ويشباق وشوحا ( تك25 : 1 ، 2 ) لم تكن مشيئته الرب في كل هؤلاء ، فأعطاهم إبراهيم عطايا وصرفهم عن إسحق إبنه وإنتظر حتي يحقق الرب وعده ، في ملء الزمان بطريقته الهادئة ، التي لا تعجل فيها إن اليأس من وعود اله ومواعيده يدعو إلى التعجل والعجلة تدعو إلى إستخدام الطريق البشرية والطريق البشرية تتنافي مع طرق الله الصالحة وسنأخذ مثلاً لذلك رفقة زوجة إسحق قال الرب لرفقة وهي بعد حبلي " في بطنك أمتان ، ومن أحشائك يفترق شعبان شعب يقوي على شعب ، وكبير يستعبد لصغير " ( تك25 : 23 ) . والكبير هو عيسو ، يستعيد للصغير الذي هو يعقوب كيف هذا يارب ؟ كيف يستعبد الكبير للصغير ؟ طالما هو البكر فهو السيد فهل سيفقد البكورية ؟ كيف يكون ذلك ؟ يجيب الرب اتركوا هذه الأمور لي ، سأعلجها بطريقتي الخاصة ، الهادئة الصالحة ومرت الأيام والسنون أين يارب وعدك ؟ يجيب إنتظروا ، سيتم كل شئ في حينه ، في ملء الزمان ثم أتي اليوم الذي طلب فيه إسحق صيداً من إبنه عيسو ، لكي يباركه وهنا لم تستطع رفقة أن تحتمل ، فقدمت حيلة بشرية لأبنها يعقوب ليأخذ بها البركة عن طريق خداعة لأبيه لماذا أسرعت رفقة ؟ ولماذا لم تنتظري الرب ؟ ولماذا لجأت إلى الطرق البشرية الخاطئة التى لا تتفق مع مشيئته الله الصالحة ؟ إنها حمى الإسراع وعدم إنتظار ملء الزمان وماذا كانت النتيجة ؟ كانت سنوات طويلة من المتاعب والآلام ، قضاها يعقوب شريداً هارباً وخائفاً من أخيه ومتعباً من معاملة لابان السيئة وخداعة له . وقد سجل يعقوب ملخص حياته هذه بقولة : " ايام سني غربتي قليلة وردية " ( تك 47 : 9 ) حنة أيضاً كانت تطلب إبناً من الرب ، وكانت ضرتها تغيظها غيظاً وبدا كما لو أن الرب كان يسمع ويظل ساكتاً ! ومرت الأيام ، وحنة ما تزال عاقراً " وهكذا صار سنة بعد سنة ، كلما صعدت إلى بيت الرب أن ( ضرتها فننه ) كانت تغيظها . فبكت ولم تأكل " ( 1صم1 : 7 ) والرب يسمع ويري ، ومع ذلك يبدو ساكتاً لا يعمل شيئاً ! إلى متى يارب لا تستجيب ؟ إلى متى تحتمل بكاء حنة من إغاظة ضرتها ؟ يجيب الرب إنتظروا ملء الزمان إن الذي يتعبكم ليس هو طول أناتي ، بل الذي يتعبكم هو حمي الإسراع إنتظرونا ، فالانتظار له فائدة وكان من فائدة الانتظار أن حنة نذرت نذراً أن تعطي إبنها للرب كل أيام حياته وقد كان ، وولد لها صموئيل ولد صموئيل في ملء الزمان ، متأخراً جداً ولكنه كان أفضل من جميع أولاد فننة ، ضرة أمه التي كانت تغيظها من هم أولاد فننة ؟ إننا لا نعرف شيئاً عنهم ولا حتى عن أسمائهم ، أما صموئيل فيعرفه الجميع ليتنا إذن في معاملاتنا للرب ، نصبر ، وننتظر ملء الزمان إن الضيقات تحتاج إلى طول أناة ، حتى يرفعها الرب عنا في الحين الحسن ، في ملء الزمان ، بعد أن نكون قد أخذناه بركتها ولكننا أحياناً لا نفعل هكذا بل نضيق بسرعة ، ونصرخ " لماذا يارب تركتنا ؟ لماذا لم تسمع الصلاة ؟ " قد يكون لك مريض تطلب شفاءه ، وتلح في ذلك وقد يبطئ الرب في الإستجابة حتي يأتي ملء الزمان الذي يحدده للمريض حسب حكمته في إختيار الأوقات أما أنت فتضجر وتصيح في ضجر " ليه يارب ما بتسمعش ؟ أمال إيه لازمة الصلاة ؟ أمال إيه فايدة سر مسحة المرضي !! " وتعمل خناقة مع ربنا ليس لأن الله قد أخطأ في حقك ، وإنما بسبب محبتك للإسراع وعدم إنتظارك ملء الزمان . ملئ الزمان هو الوقت المناسب :- بنفس حكمة ملء الزمان ، إنتظر الرب حتى يعد كل شئ لتجسده ، ثم بعد ذلك نزل إلينا في الوقت المناسب لم يكن هناك وقت مناسب أكثر من موعد مجيئه بالذات . كان كل شئ مهداً وكل شئ معداً لذلك كان عمل مجيئه قوياً ، وكان تقبل الناس له سريعاً كانت النبوءات قد إكتملت ، وكذلك الرموز وأعد الرب فهم الناس لها خلال مدي طويل ، حتى يستطيعوا أن يستوعبوها عندما يتم المكتوب ويتحقق الرمز خذوا لذلك مثالاً هو فكرة الذبيحة والفداء : كيف تدرج الله بهم من الذبيحة التي غطي آدم وحواء وعريهما بجلدهم إلى ذبيحة هابيل التي " من أبكار غنمة ومن سمانها " ، إلى فكرة ذبيحة الإبن الوحيد التي تمثلت في إسحق ، إلى شروط الذبيحة الت بلا عيب ، التي تحمل خطية غيرها وتموت عنه وتركهم آلافاً من السنين حتى احتضنوا الفكرة واستوعبوها وصارت من بديهيا تهم إن الله طريقته هادئة وطويلة المدي ، ولكنها منتجة ونافعة صدقوني ، لو أن الله صبر كل تلك الآلاف من السنين حتى يجد العذراء الطاهرة التي تستحق أن يولد منها الرب ، والتى تحتمل أن يولد منها الرب ، لكان هذه واحده سبباً كافياً وكان ينبغي أن ينتظر حتى يوجد الرجل البار الذي تعيش تلك العذراء في كفنه ، ويحفظها في عفتها ، ويحتمل أن تحبل من الروح القدس ، ويقبل الفكرة ، يحمى الفتاة ، ويعيش كأنه أب لإبنها في نظر المجتمع وكان ينبغي الانتظار حتى يولد الملاك الذي يعد الطريق قدام ملك الملوك ، أعني يوحنا المعمدان ذا الشخصية الجبارة والتأثير العميق . الذي يستطيع أن يقول : " في وسطكم قائم الذي تعرفونه ، هو الذي يأتي بعدي ، الذي صار قدامي ، الذي لست بستحق أن أحل سيور حذائه " ( يو1 : 27 ) " وينبغي أن ذاك يزيد ، وأني أنا أنقص . الذي يأتي من فوق ، هو فوق الجميع الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع ( يو3 : 30 ، 31 ) لعل أحداً يسأل : ولماذا لم يوجد الله كل هؤلاء منذ زمن ؟ نجيب بأن الله لا يرغم البشر على البر والقداسة إنه ينتظر حتى توجد الآنية المستعدة بكامل أرادتها هناك أسباب عديدة جداً توضح شيئاً من حكمة الرب في الانتظار حتى يأتي ملء الزمان وأوضحها هو إعداد العالم كله وتهيئته لقبول فكرة التجسد وفكرة الفداء وأخيراً ، عندما كمل كل شئ " لما جاء ملء الزمان ، أرسل الله إبنه مولوداً من إمرأة تحت الناموس ، ليفتدي الذين تحت الناموس ، لننال التبني " ( غل4 : 4 : 5 ) . قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
17 سبتمبر 2022

إنجيل عشية الأحد الاول من شهر توت

إنجيل العشية ( مت ۱۱ : ۱۱ - ۱۹ ) شهادة المخلص عن يوحنا المعمدان مكانة يوحنا : الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان . ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه بدأ رب المجد يشير إلى عظمة يوحنا بقوله « إنه لم يقم بين المولودين من النساء أعظم منه. . ومرد هذه العظمة هو إلى أن والده كان كاهنا باراً وأن الملاك بشر بولادته قبل الحبل به ، وأنه امتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه ، وأنه وضع يده على رأس السيد وعمده ، ورأى الروح القدس نازلا عليه على شكل حمامة . هذا إلى أنه تقدم أمام المخلص بصفته ملاكا يدعو له ويعد له النفوس ، فضلا عن أنه عاش في البرية عيشة النسك والطهارة والقداسة . ثم استدرك المخلص قائلا « ولكن الأصغره في ملكوت السموات أعظم منه » وقد بينا الحكمة في ذلك في إنجيل القداس لهذا اليوم . أثره:- ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون مختطفونه . لأن الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا . وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتى . من له أذنان للسمع فليسمع . "مت 12:11-15" واستطرد السيد يشير إلى ما أحدثته دعوة يوحنا فقال « ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب » ، ومعنى ذلك أن اليهود تزاحموا عليه وعلى يسوع لسماع تعاليمهما ، وكانوا جادين في غيرتهم فاعتمد منهم كثيرون وغيروا سيرتهم وطرحوا العالم ، ونبذوا اللذات جانبا ، وقاسوا الشدائد ، وصبروا على المكاره ، ومشوا قدما في طريق السماء برغبة حارة ، فكأنهم بانتصارهم على شهواتهم وأهوائهم ، وإقلاعهم عن الشرور ، وتوبتهم الصادقة قد اغتصبوا الملكوت اغتصابا واختطفوه اختطافا ، وهذا عين قول المخلص في مناسبة أخرى « كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا . ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله وكل واحد يغتصب نفسه إليه » ( لو 16 : 16 ) . فهذا الملكوت ينال بقوة النعمة الفائقة ، لا بقوة التناسل من إبراهيم کماکان يزعم اليهود . وسر الأمر فيما تقدم أن أنبياء العهد القديم كما قال يسوع اتصلت نبواتهم بالتتابع إلى يوحنا ، كما أن كل طقوس الناموس ، وهي ظل الخيرات العتيدة » ( عب١:١٠ ) ، كانت بالمثل ترمز إلى المسيح . ولكي يحرض يسوع سامعيه على تلبية داعى الملكوت لفت أنظارهم إلى وجه الشبه بين يوحنا وإيليا بقوله « فهذا هو إيليا المزمع أن يأتى » . وبيان ذلك أن يوحنا جاء في أعقاب الشريعة القديمة ، وتقدم أمام المخلص منذرا بمجيئه ، وإيليا سيأتى عند انقضاء العالم ، ويتقدم أمام السيد منذرا بمجيئه الثاني ، هذا إلى أنهما كانا يوبخان الخطاة لا فرق لديهما بين شريفهم ووضيعهم ، كما يتضح ذلك من موقف إيليا من آخاب وإيزابل ، وموقف يوحنا من هيرودس وهيروديا . وفيما يلي بعض الآيات التي تشير بوضوح إلى وجه الشبه بين الاثنين ، فالوحى يقول على لسان ملاخي النبي « هأنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجئ يوم الرب العظيم والمخوف فيرد قلب الآباء على الأبناء . وقلب الأبناء على آبائهم قبلما آتی وأضرب الأرض بلعن ، ( ملا 5 : 4 ) . ويقول المخلص عنه « ولكني أقول لكم إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا . كذلك ابن الإنسان أيضا سوف يتألم منهم . حينئذ فهموا أنه قال عن يوحنا المعمدان » ( مت ۱۷ : ۱۳-۱۲ ) . وفى مناسبة أخرى يقول الملاك عنه لزكريا ، ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ . للرب شعبا مستعدا ، ( لو ۱۷ : ۱ ) . وبعد ما بين يسوع خطورة الدعوة إلى الملكوت نبه الحاضرين إلى ضرورة فتح آذان قلوبهم وفهم أقواله والعمل بها ، وذلك بقوله « من له أذنان للسمع فليسمع . تقلب اليهود : و بمن أشبه هذا الجيل . يشبه أولادا جالسين في الأسواق ينادون إلى أصحابهم . ويقولون زمرنا لكم فلم ترقصوا . نحنا لكم فلم تلطموا . لأنه جاء يوحنا لايأكل ولايشرب . فيقولون فيه شيطان . جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب . فيقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة . والحكمة تبررت من بنيها ، . الأرشيذياكون المتنيح بانوب عبده عن كتاب كنوز النعمة لمعونة خدام الكلمة الجزء الأول
المزيد
19 أكتوبر 2022

القلب الحنون

تحدثنا في مقالين آخرين: عن القلب الكبير المملوء بالتسامح والعفو وعن القلب الهادئ المملوء بالسلام والطمأنينة ونريد اليوم أن نعرض للقلب الحنون، المملوء بالشفقة والحب القلب القاسي، باستمرار يحطم ويهدم. وقسوته لا تشفق، ولا ترحم. إنه نار تأكل كل شيء، حتى نفسهاأما القلب الحنون العطوف، فإنه يفيض رقة وإشفاقًا على كل أحد، حتى الذين لا يستحقون، وحتى على أعدائه وحنو الإنسان على غيره، قد يشمل الكائنات جميعًا فيحنو على العصفور المسكين، وعلى الفراشة الهائمة، وعلى الزهرة الذابلة بل قد يحنو على الوحش المفترس، مثل القديس الذي رأى أسدًا يئن من شوكة في قدمه، فانحني وأراحه منها وقد يكون الحنو في نواح مادية أو جسدية، وقد يكون في نواح نفسية أو روحية وخلاصة الأمر أن القلب المملوء حنانًا، يفيض بهذا الحنان في كل المجالات، وعلى الكل. فيشفق على الفقير المحتاج، وعلى المريض المتألم، كما يشفق على البائس والمتعب نفسيًا، وعلى الساقط في الخطية المحتاج إلى من يأخذ بيده ليقيمه والحنان ليس مجرد عاطفة في القلب، وإنما تتحول فيه العاطفة إلى عمل جاد من أجل إراحة الغير إن الحنان النظري هو حنان قاصر، حنان ناقص، يحتاج إلى إثبات وجوده بالعمل. ولهذا قال القديس يوحنا الحبيب: "يا أخوتي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق"إن القلب الحنون يمكنه أن يكسب الناس. أما القلب القاسي فينفرهم الناس يحتاجون إلى من يعطف عليهم، إلى من يأخذ بيدهم، إلى من يشجع الضعيف، ويقيم الساقط، ويفهم ظروف الناس واحتياجاتهم. وتكون له روح الخدمة فيخدم الكل، ويساعد الكل، ويعين الكل، ولا يحتقر ضعفات أحد.. كما قال الكتاب: "شددوا الركب المخلعة، وقوموا الأيدي المسترخية" وقيل عن السيد المسيح إنه كان: "لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ".. هذه الفتيلة المدخنة ربما تهب ريح فتشعلها، فتضئ مرة أخرى و كان حنوه يشمل الروح والجسد معًا. وهكذا قيل عنه في الإنجيل المقدس إنه: "كان يجول يصنع خيرًا".. كان يشفق على الأرواح الساقطة فيقيمها بالتوبة، ويشفق على الأجساد المريضة فيشفيها.. "يطوف المدن والقرى: يكرز ببشارة الملكوت، ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب".أحضروا إليه مرة امرأة خاطئة قد ضبطت في ذات الفعل، وانتظروا منه أن يحكم برجمها حسبما تقضى الشريعة أما هو فقال لهم: من منكم بلا خطية، فليرمها بأول حجر". وانصرف المطالبون برجمها لأنهم أيضًا خطاة. واطمأنت المرأة. فنظر إليها السيد المسيح وقال لها: وأنا أيضًا لا أدينك.. أذهبي بسلام. ولا تعودي تخطئي أيضًا".. هذا هو الحنو الذي يكسب القلب، ويقوده إلى التوبة.. فليتنا نحنو على الخطاة، لكي نكسبهم إلى الله.إن الله يحنو علينا، حتى ونحن في عمق خطايانا. ومن دلائل حنوه أنه يستر ولا يكشف كم من أناس قد غطسوا في الشر حتى غطاهم، وما يزال الله يستر.. لم يكشفهم، ولم يفضحهم، ولم يعلن خطاياهم للناس.. لأنهم ربما لو انكشفوا لضاعوا، وانسد أمامهم الطريق إلى التوبة بعد فقدهم لثقة الناس.إن القلب الحنون يستر خطايا الناس. لا يتحدث عنها، ولا يشهر بها، ولا يقسو في الحكم عليها.. بل قد يجد لهم عذرًا، أو يخفف من المسئولية الواقعة عليهم.. وأن قابلهم لا يفقد توقيره لهم، معطيًا إياهم فرصة للرجوع.. بل قد يضحى بنفسه من أجلهم، ويتحمل المسئولية عوضًا عنهم إن استطاع قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "إن لم تستطع أن تمنع من يتكلم على أخيه بالسوء، فعلى الأقل لا تتكلم أنت""وأن لم تستطع أن تحمل خطايا الناس، وتنسبها إلى نفسك لكي تبررهم، فعلى الأقل لا تستذنبهم وتنشر خطاياهم"أن القلب الحنون يعيش في مشاعر الناس. يتصور نفسه في مكانهم، ولا يجرح أحدًا ويبرهن على نقاوة قلبه بعطفه على الكل وهو يعرف أن الطبيعة البشرية حافلة بالضعفات وإن أقوى الناس ربما تكون في حياته ثغرات وقد يسقط، إن اشتدت الحرب عليه، وأن تخلت عنه النعمة الحافظة لذلك ينظر إلى الناس في حنو، في قيامهم وفي سقوطهم أيضًا.كان القديس يوحنا القصير إن سمع عن أحد أنه سقط، يبكى. فإن سئل في ذلك يقول: (معنى هذا أن الشيطان نشيط. وإن كان قد أسقط أخي اليوم، فقد يسقطني أنا غدًا..). وهكذا -في أتضاع- لم يضع هذا القديس نفسه في مرتبة أسمى من غيره. وبكل حنو نظر إلى سقطة غيره، ونسبها إلى عمل الشيطان، لا إلى فساد طبع ذلك الأخ.وبهذا كان أقوى المرشدين الروحيين هم الذين يفهمون النفس البشرية، ولا يقسون عليها في ضعفاتها إن القلب الحنون لا يعامل الناس بالعدل المطلق مجردًا، إنما يخلط بعدله كثيرًا من الرحمة. ولا يجعل عدله عدلًا جافًا حرفيًا يطبق فيه النصوص، بل أيضًا يقدر الظروف المحيطة، سواء كانت عوامل نفسية أو تربوية أو عوامل اجتماعية.أما الذي يصب اللعنات على كل مخطئ، دون أن يقدر ظروفه أو يفحص حاله، فإنه قلب لا يرحم القلب الحنون لا يحكم على أحد بسرعة.. بل يعطى كل أحد فرصة للدفاع عن نفسه، ولتوضيح موقفه و هو أيضًا لا يكثر اللوم والتوبيخ، وإن وبخ، فإنما يكون ذلك بعطف وليس بقسوة. وقد يقدم لتوبيخه بكلمة تقدير أو كلمة حب، حتى يكون التوبيخ مقبولًا. وأن احتاج الأمر منه إلى حزم وشدة وعنف، فقد يفعل ذلك مضطرًا. ولكنه في مناسبة أخرى يصلح الموقف، ويعالج بالحنو نفسية ذلك المخطئ والقلب الحنون لا يخجل أحدًا، ولا يحرج أحدًا. وقد يشير إلى الخطأ من بعيد، بألفاظ هادئة. وربما بطريق غير مباشر، وربما في السر وليس في أسماع الناس أما الذي يرجم الناس بالحجارة، فعليه أن يتروى، لئلا يكون بيته من زجاج. وليعلم أن كل الفضائل بدون المحبة ليست شيئًا. والمحبة تتأنى وتترفق. والحكمة هي أن نكسب الناس بالحنو، وأن لا نخسر الناس بالقسوة. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية
المزيد
30 أغسطس 2022

أقوال بعضِ الاباء القديسين الاوائل في الدينونة

قال القديس دوروثاؤس: إنه لا شيء أردأ من الدينونةِ للإنسان، لأن بسببها يتقدم إلى شرورٍ ويسكن في شرورٍ، فمن دان أخاه في قلبهِ وتحدث في سيرتهِ بلسانهِ، وفحص عن أعمالهِ وتصرفاتهِ، وترك النظرَ فيما يُصلِح ذاتَه، وانشغل عما يلزمه بما لا يلزمه من الأمورِ التي ينشأ عنها الازدراءُ والنميمةُ والملامةُ والتعيير،فحينئذ تتخلى المعونةُ الإلهية عنه، فيسقط فيما دان أخاه عليه. أما النميمةُ فتصدر من ذاك الذي يخبر بما فعله أخوه من خطايا شخصية، فيقول عنه إنه فعل كذا وكذا.وأما الدينونة،فبأن يخبر بما لأخيه من خُلقٍ رديء، فيقول إنه سارقٌ أو كذاب أو ما شابه ذلك، فيحكم عليه بالاستمرار فيها وعدم الإقلاع عنها. وهذا النوع من الدينونة صعبٌ جداً،ولذلك شبَّه ربنا خطية الدينونة بالخشبة، والخطية المدانة بالقذى. من أجل ذلك قَبِلَ توبةَ زكا العشار، وصفح عما فعله من آثامٍ، وشجب الفريسي لكونِه دان غيرَه، مع ما له من صدقةٍ وصومٍ وصلاةٍ وشكرٍ لله على ذلك. فالحكم على خليقةِ الله، يليق بالله لا بنا، فدينونةُ كلِّ واحدٍ وتزكيته هي من قبل الله وحده،لأنه هو وحدَه العارف بسرِّ كلِّ إنسانٍ وعلانيته. وله وحده إصدار الحكم في كلِّ أمرٍ وعلى كلِّ شخصٍ. إذ يتفق أن يعمل إنسانٌ عملاً بسذاجةٍ وبقصدٍ يرضي الله، وتظن أنت غير ذلك، وإن كان قد أخطأ، فمن أين تعلم إن كان تاب وغفر الله له، أو إن كان الله دانه في العالم إزاء ذنوبهِ؟فالذي يريد الخلاص إذن،ليس له أن يتأمل غيرَ نقائص نفسِه،مثل ذلك الذي رأى أخاه قد أخطأ فبكى وقال:"اليوم أخطأ هذا الأخ، وغداً أخطئ أنا، وربما يُفسح الربُ لهذا فيتوب، وقد لا يُفسح لي أنا». فبالحقيقة ويلٌ لمن يدين أخاه فإنه سيُهلك نفسَه بكونِه صار دياناً، ولكونهِ يؤذي الذين يسمعونه.وعنه يقول النبي: "ويلٌ للذي يسقي أخاه كأساً عكرة». وكذلك: «ويلٌ للذي من قِبلهِ تأتي الشكوك». أما أصلُ هذا كلِهِ فهو عدم المحبة، لأن المحبةَ تغطي كلَّ عيبٍ. أما القديسون فإنهم لا يدينون الأخَ، لكنهم يتألمون معه كعضوٍ منهم، ويشفقون عليه ويعضدونه ويتحايلون في سبيلِ خلاصِهِ، حتى ينشلونه كالصيادين الذين يرخون الحبلَ للسمكةِ قليلاً قليلاً حتى لا تخرق الشبكةَ وتضيع، فإذا توقفت سَوْرةُ حركتِها حينئذ يجرونها قليلاً قليلاً، هكذا يفعل القديسون، فإنهم بطول الروح يجتذبون الأخَ الساقطَ حتى يقيموه، كما فعل شيخٌ إذ جلس على الماجورِ الذي كانت تحته المرأة، لكي لا يجدها أولئك الدين نمُّوا على الأخ ... بشفقةٍ ومحبةٍ، لا باستنقاصٍ وتعيير. شيخٍ من الشيوخ القديسين أنه سكن قريباً من الديرِ، وكان ذا نفسٍ راجحةٍ في الصلاح، فجاوره أخٌ راهب.واتفق في غيبة الشيخِ أن طغى الأخُ وفتح قلايتَه، ودخل فأخذ زنابيلَه ومصاحِفَه.فلما رجع الشيخُ وفتح قلايته، لم يجد زنابيلَه ولا باقي حاجاته، فجاء إلى الأخِ ليخبره بما جرى له.وبدخولهِ قلاية الأخ وجد زنابيله ومصاحفه في وسطِها، لأن الأخَ لم يكن بعد قد خبأها. فلمحبةِ الشيخ، رأى ألا يحرجه، أو يوبخه، أو يخجله، فتظاهر بوجود ألم في بطنِهِ، ويحتاج الأمر لزوالهِ إلى قضاء الحاجة، فدخل بيتَ الراحةِ وأبطأ فيه وقتاً طويلاً، حتى إذا تأكَّد أن الأخَ خبأها، خرج الشيخُ وبدأ يكلمه في أمورٍ أخرى ولم يوبخه. وبعد أيامٍ قليلةٍ، عثروا على زنابيل الشيخ عند الأخ، فأخذه قومٌ وطرحوه في الحبسِ، فلما سمع الشيخُ أنه في الحبسِ ولم يكن يعرف العلةَ التي من أجلها حُبس، قام وجاء إلى الرئيس، وقال له: "اصنع محبةً وأعطني بيضاً وخبزاً قليلاً». فقال له ذاك: «من البيِّن أنه يوجد عندك اليوم ضيوفٌ». فقال له: «نعم». فأخذ الشيخُ ما طلبه، ومضى إليه في الحبسِ، ليجد الأخُ غذاءً من الطعام.فلما دخل ليفتقدَه، خرَّ الأخُ على رجليه وقال:"يا معلم، لقد جيء بي إلى ههنا، لأني أنا هو الذي سرقتُ زنابيلك، ومصاحفك تجدها عن فلان، وثوبك تجده أيضاً عند فلان».فقال له الشيخُ: "بالحقيقيةِ يا ولدي، اِعلم تماماً أني لستُ من أجل هذا الأمر دخلتُ إلى الحبس، ولم أعلم بوجهٍ من الوجوه أنك جئتَ من أجلي إلى ههنا، لكني سمعتُ أنك محبوسٌ فاغتممتُ، وجئتُ مصلحاً لك طعاماً تتغذى به، فاقبل الخبزَ والبيضَ وخذه من أجلِ محبتي».ثم إن الشيخَ خرج إلى أكابر البلد، وأعلمهم بأن هذا الأخ بريءٌ، وسألهم ألا يجلبوا على أنفسِهم خطيئةً. ولكونه معروفاً بينهم بالفضلِ والخيرِ، سمعوا لكلامِه، ولوقتهم أطلقوه، فهذا الأخُ بقي تلميذاً عند الشيخ بقية أيام حياتهِ ولم يكلِّمه بكلمةٍ واحدةٍ قط. وأيضاً قال شيخ: لا تدن الفاسقَ أيها العفيف لئلا تصير مثلَه مخالفاً للناموس، لأن الذي قال لا تزنِ، قال أيضاً لا تدِن. والرسول يعقوب يقول: «إن من حفظ الناموسَ كلَّه، وذلَّ في واحدةٍ منه، صار مُطَالباً بالجميعِ». قال يوحنا السينائي: إنه في حالِ جلوسي في البريةِ الجوانية، جاءني أحدُ الإخوة متفقداً مَن بالدير، فسألتُه:"كيف حالُ الإخوة»؟ فأجابني: «بخيرٍ بصلاتِك».فسألتُه أيضاً عن أخٍ واحدٍ كانت سمعتُه قبيحةً، فأجابني: "صدقني يا أبي، إنه لم يتُب بعد منذ ذلك الوقتِ الذي أُشيعت عنه فيه تلك الأخبار». فلما سمعتُ ذلك قلتُ: «أُف». فعند قولي «أف» أخذني سُباتٌ وكأن نفسي قد أُخذت، فرأيتُ أني قائمٌ قدامَ الجمجمة، والمسيحُ مصلوباً بين لصين، فتقدمتُ لأسجدَ له، ولكنه أمر الملائكةَ الواقفين قدامَه بإبعادي خارجاً قائلاً:"إن هذا الإنسان قد اغتصب الدينونةَ مني ودان أخاه قبل أن أدينه أنا». فوليتُ هارباً، فتعلق ثوبي بالباب وأُغلق عليه، فتخليْتُ عن ثوبي هناك.فلما استيقظتُ قلتُ للأخ الذي جاءني: "ما أردأ هذا اليوم عليَّ». فأجابني: «ولِمَ يا أبي»؟ فأخبرتُه بما رأيتُ وقلت: «لقد عدمتُ هذا الثوبَ الذي هو سُترة الله لي».ومن ذلك اليوم،أقام القديسُ هكذا تائهاً سبعَ سنين في البراري، لا يأكل خبزاً ولا يأوي تحت سقفٍ، ولا يبصر إنساناً.وأخيراً رأى في منامِهِ كأن الربَ قد أمر أن يُعطوه ثوباً.فلما انتبه فرح فرحاً عظيماً، وبعد أن أخبرنا بذلك بثلاثة أيامٍ تنيح.فلما سمعنا ذلك تعجبنا قائلين: «إن كان الصديقُ بالجهدِ يخلص، فالمنافق أين يظهر». من خبر لتادرس الرهاوي: كان بتلك النواحي حبيسٌ قديم، فمضى إليه القديس تادرس الأسقف، وسأله أن يعرِّفه بسيرتهِ من أجلِ الرب فتنفس الحبيسُ الصعداء، وتنهد من صميمِ قلبهِ وذرفت دموعُه وقال: "أما سيرتي فأنا أخبرك بها، فقط لا تُشهرها لأحدٍ إلا بعد انتقالي.فاعلم أيها الأب، أني خدمتُ بديرٍ ثلاث سنوات مع أخٍ أكبر مني، وبعد ذلك جئنا إلى البريةِ في بابل القديمة، وسكنَّا مقابرَ لم يبعد بعضُها عن بعضٍ كثيراً. وكنا نتغذى من الحشائش النامية من ذاتِها من سبتٍ إلى سبتٍ، وكنا إذا خرجنا لنجمع الحشائش لغذائنا، يتراءى مع كلِّ واحدٍ منا ملاكٌ يحفظه. ولم يكن أحدُنا يخاطب الآخر ولا يقترب منه.ففي أحدِ الأيامِ رأيتُ أخي من بُعدٍ قد قفز عن موضعٍ طائراً كأنه نجا من فخٍ، ومضى هارباً إلى قلايتهِ.فلما عجبتُ من قفزتِه، مضيْتُ إلى ذلك الموضع لأتحقق الأمرَ. فوجدتُ هناك ذهباً كثيراً،فأخذتُه ثم جئتُ إلى المدينةِ، وابتعتُ موضعاً حسناً محاطاً بسورٍ وبه عينُ ماءٍ صافٍ، فبنيتُ هناك كنيسةً، وعمَّرتُ موضعاً لضيافة الغرباءِ.وابتعتُ برسمهِ مواضعَ كافيةً للإنفاق عليه، وأقمتُ عليه رجلاً خبيراً بتدبيرِهِ. أما باقي المال، فقد تصدَّقتُ به على المساكين حتى لم أُبقِ لي منه ولا ديناراً واحداً.ثم عدتُ طالباً قلايتي، وفكري يوسوسُ لي قائلاً: "إن أخي من فشلِهِ ما استطاع تدبير ما وجده من المال، أما أنا فقد دبرتُه حسناً».في حال تفكري بهذا، وجدتُ نفسي وقد وصلتُ بقرب قلايتي، ورأيتُ ذلك الملاك الذي كان قبلاً يُفرِّحني، وإذا به ينظر إليِّ نظرةً مفزعةً، قائلاً لي: "لماذا تتعجرف باطلاً؟إن جميعَ تعبك الذي شَغَلْتَ نفسَك فيه كلَّ هذه الأيام، لا يساوي تلك القفزةَ الواحدة التي قفزها أخوك، لأنه ما جاز عن حفرةِ الذهبِ فحسب، بل عبَرَ أيضاً تلك الهوةَ الفاصلةَ بين الغني ولعازر، واستحق لذلك السُكنى في أحضان إبراهيم،من أجل ذلك فقد أصبح حالُك ليس شيئاً بالنسبةِ لحالِه بما لا يقاس، وها هو قد فاتك كثيراً جداً، ولهذا صرتَ غيرَ أهلٍ لأن ترى وجهَه، كما لن تحظى برؤياي معك بعدُ». وإذ قال لي الملاكُ ذلك غاب عن عيني.ثم إني جئتُ إلى مغارةِ أخي فلم أجده فيها، فرفعتُ صوتي باكياً حتى لم يبقَ فيَّ قوةٌ للبكاءِ. وهكذا أقمت سبعةَ أيام أطوفُ تلك البريةَ باكياً، فما وجدتُ أخي، ولا وجدتُ عزاءً، فتركتُ ذلك الموضع نادباً، وجئتُ إلى هنا، فأقمتُ في هذا العمودِ تسعاً وأربعين سنةً محارِباً أفكاراً كثيرة، وشياطين ليست بقليلةٍ، وكان على قلبي غَمامٌ مظلمٌ وحزنٌ لا يمازجه عزاء. وفي السنة الخمسين، في صبيحة الأحد، أشرق على قلبي نورٌ حلو، قشع عني غَمامَ الآلام، وبقيتُ مبتهلاً بقلبٍ خاشعٍ مُنَدَّى بدموعٍ ذاتِ عزاءٍ، فلما جازت الساعة الثالثة من النهار، وأنا ملازمٌ للصلاةِ قال لي الملاكُ: السلامُ لك من الربِّ، والخلاص. فتعزَّى قلبي».قيل:أخطأ أحدُ الإخوةِ فطُرد،فقام الأب بيساريون وخرج معه قائلاً: «وأنا أيضاً خاطئٌ».وحدث مرةً أن هفا أخٌ بالإسقيط، وانعقد مجلسٌ بسببهِ،فقام الأب بيئور، وأخذ خُرجاً وملأه رملاً وحمله على ظهرهِ،كما أخذ كيساً صغيراً ووضع فيه قليلاً من الرملِ وجعله قدامه. فسألوه:"ما هذا الخُرج المملوء كثيراً»؟ فقال: "إنه خطاياي قد طرحتُها وراءَ ظهري حتى لا أنظرها ولا أتعب لأجلِها، أما الرملُ القليل الموجود قدامي، فهو خطايا أخي، وقد جعلتُها قدامي لأدينه عليها».فلما سمع الإخوةُ ذلك انتفعوا، وغفروا للأخِر.
المزيد
23 مايو 2022

الإفخارستيا عطية القيامة

الإفخارستيا هي أسمى عطايا القيامة المقدسة للبشرية، فهي عطية الحياة والخلود. ففي بدء الخليقة خلق الله شجرة الحياة، لكي عندما يهب للإنسان أن يأكل منها يحيا خالدًا. ولكن كانت نتيجة الخطية؛ أن الله أخفاها عن آدم وحواء، ووضع «الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ» (تك3: 24). يقول مار أفرام السريانيّ عن شجرة الحياة إنها: [أُعلِنت بالصليب] (Hymn of Virginity).الإفخارستيا تمنح حياة من الموت: من رموز سر الإفخارستيا، منذ القرون الأولى للمسيحية، طائر البجع، فمن طبيعة هذا الطائر أنه في حالة عدم توفر الغذاء الكافي لفراخه، يطعن جنبه، ليطعم صغاره من دمه. صورة للحب والتضحية، يقوم بجرح نفسه وإطعام صغاره بدمه! يقدم دمه طعام لصغاره، هكذا قدم السيد المسيح نفسه بإرادته وسلطانه وحده، ذبيحة على الصليب، لكي يقدم لنا جسده المقدس ودمه لحياتنا. لقد أعطى الله المن النازل من السماء لشعب إسرائيل في العهد القديم، وكان إشارة ورمزًا للإفخارستيا. لأنه كان للشعب إسرائيل فقط، بينما الإفخارستيا للعالم كله. وأيضًا كان المن طعام للجسد فقط، فلم يمنح حياة، بينما الإفخارستيا «خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ» (يو6: 33). فالمن الحقيقي الطعام الحقيقي الذي [يُقسم عنكم وعن كثيرين .. ويُسفك عنكم وعن كثيرين] أي للعالم كله، فهو الابن المتجسد نفسه، ولأنه يملك الحياة له «حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ» (يو5: 26)؛ لذلك يمنح الحياة [حياة أبدية لمن يتناول منه]. الإفخارستيا تمنح غفران الخطايا: يصرخ الكاهن في القداس الإلهيّ: [يُعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه]. ويقول القديس يوحنا الإنجيليّ: «دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يو1: 7). مما هو جدير بالذكر أيضًا أن طائر البجع، يتغذى على الحيات والأفاعي، لذلك يستخلص من دمها مصل يستخدم ضد السموم. وإذا لدغت الحية أحد فراخ البجع، تقوم الأم بجرح صدرها، وتصب ما يسيل من دمها في فم صغارها لتخلصهم من الموت. والخطيئة أجرتها موت. الإفخارستيا توحّدنا: يُسمّى سر الإفخارستيا بسر الشركة، لأن فيه يشترك الكاهن والشماس والشعب، يقول القديس اكليمنضس الرومانيّ: [على كل واحد منكم، أيها الإخوة، كل بحسب ترتيبه، أن يشترك في الإفخارستيا، بتقديم صلوات الشكر بضمير صالح . كلٌّ بحسب قانون خدمته... فَلْيُسُرّ كل واحد منكم أيها الإخوة الرب بنقاوة ضميره، ولا يَخِلّ بالقانون الذى يحدّد الخدمة] (الرسالة الأولى41: 1) كما يتناول القديس أغناطيوس الأنطاكيّ الأساس اللاهوتيّ للوحدانية رابطًا بين الأسقف الواحد والمذبح الواحد وجسد المسيح الواحد (الإفخارستيا الواحدة) والشعب الواحد، الذين هم أعضاء فى جسد المسيح الواحد. فيسمِّي الكنيسة [مكان الذبيحة] (أفسس5: 2؛ تراليا7: 2؛ فيلادلفيا4)، ويوصي قائلًا: [اجتهدوا أن تشتركوا في إفخارستيا واحدة، ذلك أنه واحدٌ جسد ربنا يسوع المسيح، واحدٌ هو الكأس التي توحّدنا بدمه، واحدٌ هو المذبح، كما أنه واحدٌ الأسقف الذي تلتفّ حوله جماعة الكهنة والشمامسة، شركائي في الخدمة] (فيلادلفيا4). كذلك جاء في كتاب الديداخي، عند تقديس الخبز أنه كان حبات قمح مبعثرة في أنحاء المسكونة وجُمع، ويطلب أن تكون الكنيسة كذلك: [فلتجتمع كنيستك من أقاصي الأرض إلى ملكوتك]، الوحدانية ناتجة من تناول المؤمنين جميعًا؛ الذين هم أعضاء فى جسد المسيح الواحد من جسد ودم الرب الحقيقيّين. القمص بنيامين المحرقي
المزيد
11 نوفمبر 2022

مفهوم الاتحاد الزيجي الاتحاد الفكري

الأسرة هي المكون الطبيعي لأيّة كنيسة أو مجتمع، وباعتبار الزواج ليس قرارًا سهلًا قررنا في المجمع المقدس أن يكون هذا العام (من يونيو 20٢٢ إلى يونيو 20٢٣) في كل الاجتماعات والإبيارشيات داخل وخارج مصر، للتركيز على مواضيع الأسرة ‏بكل تنوعاتها: المقبلين على الزواج، حديثي الزواج، أو من لهم عشر سنوات، بحيث يكون هناك حملة توعية كبيرة من أجل سلامة الأسرة المسيحية. لا بد أن تكون المفاهيم التي تقوم عليها الأسرة واضحة وحاضرة أمامنا في كل، وهذا الأمر كبير وليس سهلًا، وهو مسئولية كل أب وكل أم، كل شاب وكل شابة؛ مسئوليتك في تكوين واختيار الأسرة التي ستنتمي لها، وتكوينها بنعمه المسيح. لذلك في الاجتماع الأسبوعي خلال فترة صوم الرسل (في الإسكندرية)، سنتناول موضوعات أسرية تهم جميعكم، وكما ذكرت فنحن نشجع الآباء الأساقفة والآباء الكهنة على تناول هذه المواضيع لأهميتها، ولأن هناك أفكارًا غريبة تغزو الأسرة، مثل مفهوم الجنس والنوع وغيرهما... نقرأ جزءًا من رساله معلمنا بولس إلى أفسس، حيث كتب عن الأسرة، وهو الفصل الذي يُقرَأ في سر الزيجة المقدس: «فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، للهِ وَالآبِ. خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ. أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. وَأَمَّا أَنْتُمُ الأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا» (أف5: 15-33). أريد أن أكلمكم عن مفهوم الاتحاد الزيجي في خمس مجالات: (1) الاتحاد الفكري، (2) الاتحاد العاطفي، (3) الاتحاد الروحي، (4) الاتحاد الاجتماعي، (5) الاتحاد الجسدي. هذه الخمس مجالات تشكّل قوام الاتحاد الزيجي. سنتحدث اليوم عن الاتحاد الفكري.. هو إنسان فاضل، يصلي ويطلب من الله أن يختار له إنسانة فاضلة، وهي كذلك بالمثل تطلب من الله أن يختار لها زوجًا مناسبًا، وفي الوقت المناسب يلتقيان وتحدث الخطوبة. قرار الزواج ليس قرارًا سهلًا. بعض العلماء يقولون إن قرار الزواج للأفراد يساوي قرار الحرب للدول. نقطة البداية مهمة وإلّا سيتوه الطرفان في رحلة الحياة. تكوين الأسرة يحتاج شخصًا ناضجًا جدًا، نفسيًا وعقليًا وعاطفيًا وروحيًا.الاتحاد الفكري هو بداية الخطوبة، وهي المرحلة التي يكثر فيها الكلام بين الخطيبين ليعرفا أحدهما الآخر، مثلما قال الإنجيل «لغتك تظهرك» (مت26: 73). الخطوبة ليست مجرد وعد ولا عقد ولا مشروع، بل هي دعوة للاتحاد الشامل عاطفيًا وروحيًا ونفسيًا وجسديًا، هي دعوة وبداية لإتمام سر الزيجة المقدس. في فترة الخطوبة يجب ان يضع الخطيبان في ذهنيهما أن الأسرة أيقونه الكنيسة، أيقونة حية. الخطوبة تبدأ بالصلاة، ولهذا هي بداية لطريق القداسة والطهارة، وكأن الصلاة في الخطوبة معانها أن الله شاهد على هذه الخطبة. أحيانًا ينشغل الخطيبان بمظاهر الخطوبة من ثياب وأكل وشرب، وينسيان جوهر الموضوع! ارتباط الخطبة بالصلاة يعني أن الله شاهد عليها، وأنها تتم تحت رعايته. كذلك تتم الخطبة في العلانية الكنسية، حيث يحضر الخطيبان وأسرتيهما والمدعوين؛ والعلانية نوع من الالتزام من كلا الطرفين والأهل. كذلك هناك محضر للخطبة (شاع جدًا كلمة نصف إكيل وهي تسمية خاطئة)، والمحضر دليل على صدق رغبة الخطيبين في تكوين أسرة تدوم مدى الحياة؛ وتعجبني كثيرًا كلمة "شريك الحياة". ماذا يفعل الخطيبان في فترة الخطبة؟ هي فتره يتبادل فيها الخطيبان الأفكار. أرقى ما في الإنسان هو العقل، والغرض من هذه الفترة هو تبادل الحديث لكي يتعرّف كل منهما على الآخر وعالمه وأسلوب تفكيره في المستقبل، وكيف يمكن أن يرضي كلٌّ منهما الآخر ويعطيه المكانة اللائقة ويقدم له المحبة، وانتبهوا لأن المحبة بالكلام هي أرخص محبة، ولكن المحبة الحقيقية هي أعمال مثلما عمل السيد المسيح حين نزل من السماء وتجسد وصُلِب ليبين محبته لنا. كذلك يجب أن يكون الكلام موزونًا، سواءً حين يلتقيان أو تلفونيًا أو غيره، يحاولان إيجاد ماهو مشترك بينهما. الزواج السليم والصالح أن يكتشف الزوج زوجته كل يوم، وكذلك هي. الزواج رحلة يتغير في الإنسان من يوم إلى يوم. في الخطوبة يتبادل الخطيبان الأفكار والكلام والاشتياقات والطباع، كيف يحترم أحدهما الآخر وكيف يعبران لبعضهما عن محبتهما. فترة الخطبة هي فترة يكتشف فيها أحدهما الآخر، ويفكران في كيفية إدارة الحياة. هذا هو الاتحاد الفكري، أن أفهم الآخر والاختلافات وغير ذلك.وإذا تم الاتحاد الفكري، فستجد أن أن الأربعة اتحادات الباقية تمت تلقائيًا. افهموا بعضكم البعض، تفهموا مخاوف بعضكما، ولكن أريد أن ألفت نظركم لشيء هام في موضوع الخطبة؛ من الطبيعي أن البنات تحب أن تتكلم كثيرًا، وشيء طبيعي أن الرجال قليلو الكلام. الرجل دائمًا يتكلم بالعقل ثم القلب، ولكن المرأة تتكلم بالقلب ثم العقل، فعلى بيل المثال حين يحكي الرجل حكاية، سيحكيها في دقائق لكن المرأة قد تحكيها في ساعتين، حذارِ أيها الرجل أن تخطئ وتطالبها بالاختصار، أو توجهها لما يجب عمله، وإيّاكِ أيتها المرأة أن تتهميه بأنه يخفي عنكِ أشياء حين يحكي باختصار، هذه طبيعة كليكما، لهذا نت المهم في فترة الخطوبة أن تفهما أحدكما الآخر، لا يحاول أحدكما أن يجعل الآخر نسخة منه، بل كلٌّ منكما له طبيعة وكيان خاص، وعيكما أن تكتشفا كيف تتلاقيان وتتفاهمان وتتشاركان وتتحدان.في فترة الخطوبة يجب أن يعرف الخطيبان أسرة أحدهما الآخر، فالزواج ليس ارتباط رجل وامرأة فقط، ولكنه ارتباط أسرتين، لذلك يجب أن يحصل كلا الخطيبين على مباركة أسرتيهما للارتباط. أخيرًا هناك ثلاثة أشياء تفسد الخطبة: (1) الغيره المتطرفة أو الأنانية، (2) الماضي، (3) الأمور المادية. الخلاصة أيها الأحباء: إن أرد الإنسان أن يبدأ مشروعًا قويًا للارتباط، وتكون الأسرة الجديدة بالحقيقة مصنع قديسين، عليه أن يبدا بالاتحاد الفكري. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 أكتوبر 2022

عمق التسبحة في كنيستنا القبطية (1)

التسبيح هو عمل الملائكة النورانيين الماثلين أمام عرش الله كل حين يسبحونه بغير فتور، لأن لذّتهم وشبعهم وراحتهم وسعادتهم في تسبيح الله خالقهم.التسبيح هو أعلى درجات الصلاة والحديث مع الله.التسبحة هي اشتراك مع القوات السمائية في تسبيح الله.الذي يشترك في التسبحة هو عضو في خورس كبير بعضه في السماء وبعضه في الأرض، يشتركون جميعًا في تسبيح الله المستحق كل تمجيد وتسبيح وشكر.يقول القديس غريغوريوس في قداسه التأملي العميق: "الذي ثبّت قيام صفوف غير المتجسدين في البشر" (أي الذي جعل خوارس المُسبِّحين من البشر على الأرض مثل خوارس المُسبِّحين من الملائكة غير المتجسدين في السماء).ثم يضيف: "الذي أعطى الذين على الأرض تسبيح السيرافيم، اِقبل منّا نحن أيضًا أصواتنا مع غير المرئيين، احسبنا مع القوات السمائية".التسبحة هي التراث الآبائي الثمين المحفوظ في كنيستنا المقدسة بمعانيه الرائعة وألحانه العميقة التي ترفع الروح إلى السماء.التسبحة تتكفّل بتغطية كل نواحي وأنواع الصلاة. فيها الشكر والتمجيد والتسبيح وطلب الشفاعة والتوبة... إلخ.المؤمن الذي يتعلم التسبحة وألحانها الخاشعة الرائعة يصبح عمودًا هامًا في الكنيسة لا يمكن الاستغناء عنه، ويُحسَب خادمًا موهوبًا حاملًا لسرّ من أعزّ أسرارها وهو سر التسبيح لله.التسبحة بجانب أنها صلوات وتماجيد تُقدَّم لله بروح خاشعة وحرارة غامرة وروحانية عالية، إلّا أن بها من العقائد والإيمانيات الأرثوذكسية واللاهوتية والتأملات الروحية العميقة ما يعجز اللسان عن وصفه أو تفسيره. نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر للحديث بقية
المزيد
24 أغسطس 2022

ما بين السرعة والبطء

هل من الصالح السرعة في العمل أم البطء فيه؟ إنه سؤال حير الكثيرين‏,‏ وتعددت فيه الآراء وتناقضت‏,‏ وبقي الناس حائرين‏.‏ فنسمع أحد الشعراء يشجع علي التروي والتأني وهو مرحلة ما بين السرعة والبطء فيقول‏. قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الذلل ولكن هذا الكلام لا يعجب شاعرًا آخر فيرد عليه قائلًا: وكم اضر ببعض الناس بطؤهم وكان خيرا لهم ولو أنهم عجلوا وهكذا بقي الأمر كما هو موضع حيرة: هل نبت في الأمر بسرعة؟ أم نتأنى ونتروى؟ فما هو الحل؟! ولاشك أن كثير من الأمور لا يمكن أن تقبل التباطؤ. وقد يكون البطء فيها مجالا للخطر والخطأ. ويحسن فيها البت السريع.فمثلا التباطؤ في معالجة بعض الأمراض الجسدية، قد ينقلها إلي مراحل من الخطر، يصعب فيها علاجها أو يستحيل... وبالمثل في مسائل التربية. حيث يؤدي التباطؤ في تقويم الطفل أو الشاب إلي إفساده بينما لو عولج في طفولته بالهداية لكان الأمر سهلا مثل غصن الشجرة الذي يمكن عدله في بادئ الأمر، أما إذا تقادم فإنه يتخشب ويصعب تعديله. وفي ذلك قال الشاعر: إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولا يلين إذا قومته الخشب وعلي ذلك لا يصح أن يتباطأ إنسان في التوبة. لأن كل أمر يمر عليه في الخطيئة، إنما يزيد استعبادها له. فيتحول الخطأ إلي عادة. وقد تتحول العادة إلي طبع. وحينئذ قد يحاول الخاطئ أن ينحل من رباط خطيئته أو شهوته فلا يستطيع. أو قد يستطيع بنعمة الله أن ينحل من هذه الرباطات بعد مدة، ولكن بمرارة وصعوبة، وبعد جهاد مميت... كل ذلك لأنه تباطأ في توبته وفي معالجة أخطائه.هناك إذا مواقف تحتاج إلي بت سريع وإلي حزم، قبل أن تتطور إلي أسوأ، وقبل أن يسبق السيف العزل. وبعض التصرف السريع قد يكون مؤلمًا، ولكن يكون لازما بقدر ما يكون سريعا وحاسما. وهناك علاقات ضارة وصداقات معثرة، ينبغي أن تؤخذ من أولها بحزم. كما قد توجد اتجاهات فكرية مخربة، أو اتجاهات سلوكية منحرفة. إن لم يسرع المجتمع في التخلص منها، فقد تقاسي من هذا التباطؤ أجيال وأجيال... ومن الناحية الأخرى هناك مواقف عكسية كثيرة تحتاج إلي التأني، ويتلفها الإسراع أو الاندفاع. فمتي يصلح التباطؤ إذن؟ يعجبني ذلك القول الحكيم: 'ليكن كل إنسان مسرعًا إلي الاستماع، مبطئا في التكلم، مبطئا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله'، ونص الآية هو: "لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ. لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ" (رسالة يعقوب 1: 19، 20) ... نعم إن التباطؤ في الغضب فضيلة كبيرة. فإن الإنسان سريع الغضب، قد يصل به الغضب إلي الاندفاع. وفي اندفاعه قد يفقد سيطرته علي أعصابه، أو قد يفقد سيطرته علي لسانه، ويقع في أخطاء كثيرة...لذلك احذر من أن تأخذ قرارًا حاسمًا في ساعة غضبك. لئلا تضر نفسك أو تضر غيرك. إنما حاول أن تهدئ نفسك أولًا. ثم بعد ذلك فكر وأنت في حالة هدوء،أو تباطأ في الوضع أو أجل الأمر إلي أن تهدأ. فإن القرارات السريعة التي تصدر في حالة غضب، قد تكون غالبيتها عرضة للخطأ.قد يطلق إنسان امرأته، إن أسرع باتخاذ قرار في ساعة غضب. وقد يفقد أعز أصدقائه، وقد يتخلى عن عمله، بل قد يهاجر أيضا من وطنه... كل ذلك لأنه أخذ قرارا سريعا في ساعة انفعال، دون أن يتباطأ ويفكر، ودون أن يؤجل الموضوع إلي أن يهدأ.بل قد ينتحر إنسان ويفقد حياته، لأنه أسرع باتخاذ قرار ساعة انفعال! أو قد يسرع بقتل غيره آخذا بثأره منه. كل ذلك في ساعة انفعال. لذلك من الخير أن يكون الإنسان مبطئا في غضبه. وإذا غضب لا يقرر شيئًا بسرعة.وإذا قرر إنسان شيئًا بسرعة، فلا مانع من أن يرجع في قراره. أو قد يظن البعض أن الرجوع في القرار حينئذ، ليس هو من الرجولة أو من حسن السمعة... ولكن الحكمة تقتدي منا أن يراجع الإنسان نفسه فيما اتخذه من قرارات سريعة. اترك القيادة لعقلك لا لأعصابك. وإن أسرعت في التصرف في حالة انفعال، تكون وقتذاك منقادا بأعصابك لا بعقلك. وهذا خطر عليك وعلي غيرك.أحذر أيضا من أن تكتب رسالة إلي غيرك في ساعة غضب. لأنك ستندم علي ما كتبته، ويؤخذ وثيقة ضدك. فإن لم تستطع أن تقاوم نفسك وكتبت مثل هذه الرسالة، فنصيحتي لك أن تتباطأ في إرسالها. أتركها علي مكتبك يومين أو ثلاثة. ثم عاود قراءتها مرة أخري. فستجد أنها تحتاج إلي تعديل وتغيير، أو قد تجد أنك قد استغنيت عنها ولم تعد تتحمس لإرسالها.إن التباطؤ في الغضب قد يصرفه. كذلك البطء في التكلم نافع ومفيد. استمع كثيرًا قبل أن تتكلم. حاول أن تفهم غيرك، أو أن تلم بالموضوع إلماما كاملا. وأعط نفسك فرصة للتفكير ولمعرفة ما ينبغي أن تقوله. حينئذ يكون كلامك عن دراسة وبهدوء فلا تخطئ. إن الكلمة الخاطئة التي تقولها، لا تستطيع أن تسترجعها مرة أخري، فقد تسجلت وحسبت عليك.علي أن الإنسان يجب أن يكون مسرعًا في التوبة. ويجب أن يكون مسرعا في إنقاذ غيره. فأنت لا تستطيع مطلقا أن تبطئ في إنقاذ غريق، كما لا يستطيع المجتمع أن يبطئ في إنقاذ من هم في حريق. ولذلك فإن عربات الإسعاف، وعربات إطفاء الحرائق لها في غالبية البلاد وضع آخر في حركة المرور. فحياة الناس والحفاظ عليها، لا يصح لها الإبطاء أبدًا.كذلك في أمور الإدارة، هناك موضوعات لابد من الحزم فيها بسرعة قبل أن تتحول الشكوى إلي تمرد، ويتحول التمرد إلي مظاهرات وإلي مشاحنات وما لا يليق. قداسة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل