المقالات

09 أكتوبر 2023

كيف تحب الآخرين ؟

(المحبة ) لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق(١كو ١٣ : ٦) المحبة تتمنى لمن تحب أن يسلكوا في الحق وليس في الإثم أو الباطل هي تحزن لأجل من يسلكون حسب هواهم في الشر وتتألم لأجلهم وتفضل دائماً أن تراهم في طريق الحق. معلمنا بولس الرسول كخادم كان يبكى حينما يتذكر الذين انحرفوا عن جادة الصواب من بين أحباته ومخدوميه وكتب يقول "كثيرون ممن كنت أذكرهم لكم مراراً أذكرهم الآن باكياً وهم أعداء صليب المسيح " ( فى ۳ : ۱۸). المحبة لا يمكن أن تفرح بهلاك الخاطيء، لأنها تتشبه بالله الذي يشاء أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون »(١تى٤:٢) المحبة تحزن كثيراً من أجل البعيدين عن الله ومن أجل البعيدين عن الطريق المؤدى إلى الحياة الأبدية، وتتمنى أن يخلصوا ، وأن يُقبلوا إلى معرفة الحق السيد المسيح بكى على أورشليم قائلاً: «إنك علمت أيضاً ما هو لسلامك، ولكن الآن قد أخفى عن عينيك ، لأنك لم تعرفى زمان افتقادك ) ( لو ١٩ : ٤٢ ) وعن محاولاته المتكررة مع أورشليم، لكي تسلك في طريق الحق، وتصنع مشيئة الله الذى أحبها قال «كم مرة أردت أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، وأنتم لم تريدوا مت ۲۳ : ۳۷، لو ١٣ : ٣٤) ظلت محبة المسيح تنتظر وتقرع على الباب، حتى رفضت بصورة واضحة، حينما سمرت على الصليب خارجاً عن أورشليم «تألم خارج الباب» (عب ۱۳ : ۱۲ ) ومع ذلك فإن السيد المسيح لم يرفض شعبه، ولكن بقيت محبته تنتظر توبتهم وعودتهم إليه إن أرادوا . مثال داود و شاول : حينما أخطأ شاول الملك إلى الرب، واختار الرب داود ومسحه ملكاً على اسرائيل بيد صموئيل النبي، ابتدأ شاول يحقد على داود ، وملأت الغيرة قلبه، وذلك بالرغم من أن داود لم يفعل شيئاً ليسيء إلى شاول على الإطلاق، بل قدم له بكل محبة وكان مخلصاً له على الدوام وحاول شاول الملك مراراً أن يقتل داود ولم يتمكن، وطارده في البرية عدة مرات، وانقذه الرب من يده. وفى النهاية هرب داود، ولجأ إلى أخيش معوك ملك جت .وبعد أن عاش داود شريداً، مطارداً من شاول لسنوات عديدة، جاء اليوم الذي قتل فيه شاول في معركة جبل جلبوع . وتوقع البعض أن يفرح داود بمقتل شاول وثلاثة من بنيه في أن بعضهم اسرع ليبشر داود بهذا الخبر. وكانت المفاجأة أن داود قد حزن كثيراً وتأوه، وصار يرثى بنشيد القوس شاول و يوناثان ورجال الحرب الذين قتلوا . وقال أن يتعلم بنو يهوذا هذا النشيد"اَلظَّبْيُ يَا إِسْرَائِيلُ مَقْتُولٌ عَلَى شَوَامِخِكَ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ لاَ تُبَشِّرُوا فِي أَسْوَاقِ أَشْقَلُونَ، لِئَلاَّ تَفْرَحَ بَنَاتُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِئَلاَّ تَشْمَتَ بَنَاتُ الْغُلْفِ. يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ لاَ يَكُنْ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ، وَلاَ حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ، لأَنَّهُ هُنَاكَ طُرِحَ مِجَنُّ الْجَبَابِرَةِ، مِجَنُّ شَاوُلَ بِلاَ مَسْحٍ بِالدُّهْنِ. مِنْ دَمِ الْقَتْلَى، مِنْ شَحْمِ الْجَبَابِرَةِ لَمْ تَرْجعْ قَوْسُ يُونَاثَانَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَيْفُ شَاوُلَ لَمْ يَرْجعْ خَائِبًا. شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا. أَخَفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأَشَدُّ مِنَ الأُسُودِ. يَا بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، ابْكِينَ شَاوُلَ الَّذِي أَلْبَسَكُنَّ قِرْمِزًا بِالتَّنَعُّمِ، وَجَعَلَ حُلِيَّ الذَّهَبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنَّ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ فِي وَسَطِ الْحَرْبِ يُونَاثَانُ عَلَى شَوَامِخِكَ مَقْتُولٌ. قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدًّا. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ." (۲صم ۱ : ۱۹ - ٢٦ ) كان داود يغار على مجد الله، فلم يفرح بنصرة الوثنيين والغلف على شاول الملك وجيشه. كما أن عداوة شاول له لم تنسه الصداقة الأولى، والمحبة القديمة والعشرة الحلوة، فصار بيكي و ينوح على أحبائه القدامى كان داود يتمنى أن يخدم شاول، إذ كان من قواد جيشه، وأن يضع مواهبه كمسيح للرب في خدمة المملكة، وتزوج ميكال ابنة شاول ، وتمنى أن يسكن سالماً في كتف حماء الملك. ولكن أحلام داود تبددت أمام عاصفة الحقد التي اجتاحت حياة شاول ، أنه أوشك ان يقتل ابنه يوناثان لسبب محبته واخلاصه لداود حتى ولكن المحبة التي لا تفرح بالإثم ، بل تفرح بالحق، فى حياة داود ظلت أمينة إلى النهاية وصارت مثلاً يحتذى لجميع الأجيال .ولم يكن هذا أمراً عارضاً في حياة داود ، بل تكرر في علاقته بابنه ابشالوم الذى قام ضده وطرده من كرسيه في أورشليم. وطارده بجيش كبير ليقتله. ولكن داود بالرغم من ذلك كان يتوسل إلى قواد جيشه والجنود أن يترفقوا بالفتى أبشالوم . وحينما مات أبشالوم في المعركة انزعج داود وصعد إلى علية الباب وكان يبكي ويقول هكذا وهو يتمشى يا ابنى ابشالوم یا ابنی ابشالوم يا ليتني مت عوضاً عنك يا ابشالوم يا ابنی (۲صم ۱۸ : ۳۳) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد السادس عشر عام ١٩٨٩
المزيد
28 ديسمبر 2023

شخصيات الكتاب المقدس زيناس الناموسى الرسول

اسم يونانى اختصار اسم (زينودورس) ومعناه (هبة زفس) زيناس المشهور بالناموسي لعلمه الغزير، خدم في كريت، تنيح بسلام تي 3: 13 جهز زيناس الناموسي وابلّوس باجتهاد للسفر حتى لا يعوزهما شيء.وهو رجل كان يعرف بالناموسى لانه كان منعكفا على درس الناموس وكان من رجال القانون وجال فى مدينة كريت هو وابولوس حيث حث القديس بولس تلميذة القديس تيطس ليعاونهما على القيام برحلتهما (تى 3: 13) وصار اسقفا على شيون وهى جزيرة المصطكا. وبعد ان اكمل الرب سعيه وجهاده الحسن تنيح بسلام.
المزيد
14 أكتوبر 2023

إنجيل عشية الأحد الأول من شهر بابه( مت 15:14 - 21 )

ولَمّا َصارَ المساءُ تَقَدَّمَ إليهِ تلاميذه قائلين: المَوْضِعُ خلاء والوقت قد مَضَى اِصرِفِ الجُموعَ لِكَيْ يَمضوا إِلَى القرى ويبتاعوا لهُمْ طَعامًا فقالَ لَهُمْ يَسوعُ: لا حاجَةَ لهُمْ أنْ يمضوا أعطوهُمْ أنتُم ليا كلوا فقالوا له ليس عِندَنا ههنا إلا خمسَةُ أَرغِفَةٍ وسمكتان فقال: ائتوني بها إلى هنا فأمَرَ الجُموعَ أَنْ يَتَّكِبُوا عَلَى العُشب ثمَّ أَخَدَ الأَرغِفَةَ الخَمْسَةَ والسَّمَكَتَينِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نحو السماءِ وبارَكَ وَكسَّرَ وأعطى الأرغفة للتلاميذ،والتلاميذ للجموع فأكل الجميـع وشـبعـواثم رفعــوا ما فضَلَ مِنَ الكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَملوءةً والآكِلُونَ كانوا نَحوَ خَمْسَةِ آلافِ رَجُلٍ، ما عدا النساء والأولادَ " "ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين الموضـع خلاء والوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا إلـــى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا ، فقال لهم يسوع "لا حاجة لهـم أن يمضوا أعطوهم أنتم ليأكلوا" في كل عشية عندما تغيب الشمس يقبل المساء والظلام ومع قدوم الظلام تصير المخاوف والليل دائما ثقيل بهمومه وكئيب بظلامه، ولكن عندما تشرق الشمس تبدد الظلام وينتهي كل شيء وقد وضع الآباء أناجيل العشيات تحمل ذات الملابسات من جهة حلول الليل وحلول الظلام مع ما يحمله ذلك من معاني كانت تخيف الإنسان وتضغط على نفسه، لا سيما أنه في الأيام القديمة لم تكن إضاءة في الليل ولا كهرباء، فكان ستر الظلام يخفي وراءه كل أنواع الغدر والشر والسرقة والاعتداءات التي لا يمكن أن تحدث في النور بل ومازالت غارات الحروب تشن ما بعد الغروب حيث يكون الظلام خافيًا للتحركات على كل حال فإن الظلام المادي يُشير دائما إلى روح الظلمة والعدو الشرير الذي هو ضد النور الحقيقي، وكل أعماله أعمال ظلمة وكل تابعيه بنور الظلام حتى يستقروا في الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان. على أن الكنيسة وهى تضع في معظم العشيات فصــــول الأناجيل التي تتحدث عن إقبال المساء والظلام والأهوال تضع المسيح شمس البر والنور الحقيقي الذي لم تدركه الظلمة النور الحقيقي الذي ينير لكل إنسان وفصل إنجيل هذه العشية يشير إلى إقبال المساء ودخول التلاميذ في حيرة ماذا يفعلون مــع هـذا الجمــع الغفير؟ خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأولاد شيء مهول حين أحسوا بالمسئولية الملقاة عليهم فـودوا لو يتحرروا منها فقالوا للرب اصرف الجموع أين نأتي لهم بطعام؟ وحين أراد الرب أن يمتحن إيمانهم قال لفيلبس كـــم يكفيهم؟ فأجاب فيلبس - ويبدو أنه كان يحب الحسابات لا يكفيهم بمائتي دينار حتى يأخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا قال هذا ليمتحنه حسب رواية القديس يوحنــا الإنجيلي، والواقع أن يسوع عارف بما يفعله ولم يكن ينوي أن يعطيهم شيئًا يسيرًا بحسب كلام فيلبس الرسول ورأيـــهبل كان الرب مزمعًا أن يعطيهم للشبع والفيض واثنتى عشرة قفة مملوءة من الكسر الفائضة. ولما قال الرب للرسل أعطوهم أنتم ليأكلوا. جعل عليهم هذه المسئولية من تلك اللحظة وهيهات أن يتحرروا منها أو يتحللوا من نيرها ... لقد حمّلهم حمل الشعب رجالاً ونساءً وأطفالاً معًا... ليطعموهم لا الخبز المادي فقط بــل الخبز النازل من السماء الذي هو المسيح ذاته. فحمل التلاميذ ذلك النير اللذيذ من تلك اللحظة وصاروا آباء المسكونة. والآباء دائما مسئولون اسمع القديس بولس يقول: "يا أولادي الذين أتمخض بهم إلى أن يتصور المسيح : كاملاً فيكم لأني حاملكم في قلبي وفي وثقي". أما وقد صار المساء ولكن النور الحقيقي قائم في وسطهم .مع المساء كان الجوع ولكن في المسيح الشبع. كل الذين اختبروا المسيح صاروا في الشبع كل أيام حياتهم... لم يجوعوا أبدًا لأن في يمينه شبع سرور. الجوع إلى العالم الجوع إلى الشهوات، الجوع إلى المراكز، الجوع إلى الكرامة الجوع إلى الانتقام الطمع في الماديات جوع، الميول المنحرفة جوع. هكذا تنبأ الأنبياء أنه يكون في العالم جوع لا إلى خبز وماء بل إلى كلمة الرب هذا هو الجوع الحقيقي نحو البر وطوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون" المسيح وحده هو الذي يُشبع النفس الجائعة فتكتفي عن كل شيء وعن كل أحد. * أما سر البركة في المسيح فهو فائق للعقل والإدراك. من يقول إن خمس خبزات شعير صغيرة تستطيع أن تشبع خمسة آلاف رجل ؟ ولكن إن وضعت في يد المسيح فإنها تشبع وتفيض. * لا تعتذر بالإمكانيات البسيطة التي لك فقط ضعها بين يدي يسوع الخبزة في يد يسوع تستمد قوة إلهية، ولكنها لابد أن تكسر، لا يمكن أن تشبع دون أن تكسر، وإن ظلت الخبزة غير مكسورة وحافظت على نفسها كمـا هى لا تؤكل ولا تشبع. جيد أن نسلم نفسنا ليد يسوع، ليكسرنا كما يشاء ويوزعنا بحسب تدبيره إلى حيث يريد وبالطريقة التـى يستحسنها هو، هذه هي حياة التسليم. إن ظلت الخبزة كما هى في أنانية تبقى واحدة، ولكن إن انكسرت وتوزعت تصير لكثيرين من يحيا لذاته يكون كخبزة واحدة، ولكن من يبذل نفسه لآخرين يعرف البركة ويدرك سر الشبع في نفسه وفي الآخرين. ولكن قبل أن يكسر شكر وبارك، فالخبزة جازت أولاً خبرة الشكر ونعمة البركة قبل أن تكسرها يد الرب لتوزعها، فإنه يعبر بنا في مراحل الشكر والبركة ويستودعنا سر نعمته الغنية فيا مرحبًا بحياة البذل والعطاء حتى النهاية، ما أجمل العبارة التي قالهــا القديس أغناطيوس اللابس الروح: "أنا حنطة الله". واشتهي أن تطحنه الأسود بأسنانها محبة في المسيح الذي مات لأجله. ومن الأمور التي يلذ لنا أن نتأملها أن المسيح ذاته هو خبز الحياة المكسور لأجل خلاص العالم، فإن اتحدنا به بشبه موته واختبرنا قيامته حين نأكل الخبز المكسور الذي هو جسده تصير فينا هذه الشهوة أن نبذل نفسنا على مثال الذي أحبنا بل نشعر بشركتنا مع الآخرين أننا خبز واحد وأعضاء بعضا البعض.من البداية قال الرب للتلاميذ : أعطوهم أنتم"، ربما كان الرب يقصد أن التلاميذ قد نما إيمانهم ونمت بالمسيح حتى أصبحوا على مستوى المعجزة، ولكن التلاميذ اعتذروا في ذلك الوقت، أما عندما امتلأوا من الروح المعزي صارت لهم النعمة والقوة حتى أنهـم عملوا أعمال المسيح بحسب وعده القائل: "الأعمال التي أعملها أنا تعملونها وأعظم منها . وذلك بحلول روحه القدوس فيهم وصار الروح يعمل بهم آيات غير المعتادة، شفوا مرضى وأخرجوا شياطين وأقاموا موتى. والذي يجذب الانتباه أن الرب في معجزة إشباع الجموع جعل التلاميذ يُتكئون الجموع بحسب الترتيب الإلهي خمسين خمسين وهو حين كسر الخبزات بيديه الطاهرتين أعطى التلاميذ والتلاميذ أعطوا الجموع فتناول الشعب هذا الخبز من يد المسيح بواسطة رسله القديسين فهم الذين دعاهم وقدسهم وبررهم وأعطاهم ليعطوا وملأهم ليفيضوا ثم إذ أكل الجميع وشبعوا قال للرسل: "ارفعوا الكسر لئلا يضيع منها شيء". فالكسر عند الناس مهملة وملقاة.أما عند المسيح فهى مجموعة مكرمة لئلا يضيع منها شيء أو تداس بالأرجل فلا تفتخر الخبزات على الكسر ، فالذي صنع المعجزة بالخبزات اهتم بالكسر هؤلاء هم الصغار غير المعتبرين من الناس ولكن ليس عند المسيح فهو كثير العناية بالضعفاء وصغار النفوس والقلوب، وغير المعتبرين والمرذولين والمهانين إله عجيب ساكن في الأعالي وناظر إلى المتواضعين وقد رفع التلاميذ اثنتي عشر قفة مملوءة من الكسر، وكأن كل واحد من الاثني عشر قفة كاملة من الكسر، جمع واعتنى بها حتى الملء. أكل الجميع وشبعوا تُرى ماذا كان طعم هذا الخبز الذي بارك الرب عليه وشكر وكسره؟ وكيف أكله الناس؟ يا للحسرة إن كانوا قد أكلوه جسديًا، كلقمة خبز عادية !! وإذ كان الحال كذلك وطلبوه مرة أخرى قال لهم: "تطلبوني ليس لأنكم رأيتم آيات فآمنتم بل لأنكم اكلتم من الخبز فشبعتم اعملوا لا للطعام البائد بــل للطعام الباقي للحياة الأبدية"فإن كان الحال هكذا مع خبز المعجزة، فكم يكون الحال ونحن نأكل خبز الحياة الأبدية من على المذبح كل يوم، بأي حاسة روحية نأخذه وبأي روح نأكله؟!. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
05 يناير 2024

مائة درس وعظة (٤٢)

ميلاد المسيح « احتياجي إليك » المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة ( لو١٤:٢). ميلاد السيد المسيح له المجد قسم الزمن إلى ما قبل الميلاد وما بعده، تسمى ما قبل الميلاد العهد القديم، وما بعده العهد الجديدة أولا احتياجي إلى الله:- ١- استرد إنسانيتي:- بالخطية فقد الإنسان إنسانيته، وتخلى عن الصورة الجميلة التي أرادها الله له يوم خلقته، وجاء ميلاد المسيح ليسترد الإنسان انسانيته وصورته الجميلة. ٢- أتمتع بحضرته:- خلق الله الإنسان ليتمتع بحضرته ولكن ما جاءت الخطية بدأ السقوط ،وانفصل الإنسان عن الله وطرد. ٣- استنير بنوره:- عندما صار الإنسان بعيدا عن المعية الإلهية فكر في عبادات بعيدة. تارة يفكر في الحيوانات، وتارة يفكر في الفلك إلخ ليعيدها وبعد أن أرهقته الحيل فكر في نفسه لكيما يعبد ذاته، وبدأ رحلة الظلمة التي جعلته شريداً وجاء المسيح وانار القلوب. ثانيا: نتائج الخطية:- ١- عبادة الذات عاش الإنسان يعبد ذاته وصارت ذاته امامه بصور متعددة في شهوات ورغبات متنوعة ٢- روح الأنانية:- انفصال الإنسان عن الله جعله يتجه إلى العنف لأنه عاش الأنانية. ٣- سكني الخوف صار الإنسان كائناً خائفاً حتى في ساعات الفرح فصار الخوف يسكن قلبه. ثالثاً: علاج الضعفات:- بدأ الله يفتش عن الانسان الخائف الأناني الذي يعبد ذاته، ويضع أمامه علاجاً لهذه الصعقات الثلاثة وهذا العلاج تمثل في انشودة الملائكة، والتي تقدم العلاج لضعفات الإنسان الذي تغرب عن خالقه ١- المجد لله في الأعالي:- خلق الله الإنسان لكيما يتمتع بالحضرة الإلهية ويعبر عن ذلك بالتمجيد والتسبيح ولكن عندما رأى الإنسان ذاته اتجه إلى عبادة الذات وشهواته ورغباته حتى قال بعض الفلاسفة إن الإنسان بئر من الرغبات التي لا تشبع فصار الإنسان يضحم عقله واختراعاته وكأنه يقول لا حاجة لى إلى الله وصار الإنسان كبيرا في عيني نفسه وسقط في بئر الكبريا وتناسي الله كثيرا وحلت به النظرة الترابية الأرضية فقط ولم يعد يقدم تمجيداً لله فالتمجيد يبين أن في قلب الإنسان مخافة الله كما هو مكتوب رأس الحكمة مخافة الله (سى١ :١٦) عندما تسكن الحكمة في قلب الإنسان يستطيع أن يمجد الله ويشعر بالحضرة الالهية في كل عمل يعمله. الإنسان الخائف الله هو الذي يكون مواطناً صالحاً في أي مجتمع ويكون انساناً أميناً في كل ما اؤتمن عليه ٢- على الأرض السلام:- انانية الإنسان جعلته يتجه إلى القسوة والقمع والظلم فأنانية الإنسان تعميه على أن يرى الآخر فتحولت الأنانية إلى صراع وحروب وإرهاب والعلاج أن يكون الإنسان صانع سلام ولا يستطيع أن يصنع سلاما ما لم يمتلئ قلبه أولاً من مخافة الله كما هر مکتوب "طوبی لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت ٩:٥ ) فالذي يصنع سلاماً هو ممدوح من الله. ٣- بالناس المسرة : - صار الإنسان خائفا وخوفه يلاحقه في كل مرحلة من مراحل حياته. والحل هو في الناس المسرة. فيجب أن يكون الإنسان مفرحاً إينما حل فإذا عاش الإنسان ايضاً بمخافة قدم تمجيداً لله وصنع سلاما بين البشر فيستطيع أن يقتني عطية الفرح المجيدة التي لا توصف، ويكون فرح ليس لنفسه فقط بل لكل من حوله قدم تمجيدا لله على الدوام... اصنع السلام في كل مكان. لتنال فرحاً على الأرض هنا ويمتد بك إلى الحياة الأبدية. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى

٣- نؤمن بلاهوت المسيح السيد المسيح ليس إنسانا يقول عن نفسه إنه الله ولكنه في ايماننا هو الله ظاهرا في شكل إنسان، ولهذا هتف الرسول بولس قائلاً: عظيم عو سر التقوى الله ظهر في الحسد (اتر ١٦٢) وقد اثبت السيد المسيح لاهوته أثناء تجسده علی الأرض من خلال. ١- قداسته المطلقة. فهو الذي لم يعرف خطية ( ۲کو٥: ٢١ ١بط۳ :۲۲) وقد تحدى اليهود قائلا "من منکم يبکتنی علی خطية" (يو٤٦:٨) فانسدت الأفواه وأنعقدت الألسنة ومعروف أنه ليس هناك إنسان واحد بلا خطيئة وقديما قال باسكال" إن وجدنا إنسانا بلا خطية فهذا هو الله أخذا شكل إنسان بالفعل كان الرب يسوع بلا خطية، مما يؤكد الوهيته المجيدة . 2- سلطانه المطلق على الموت حينما أقام الموتى حتى وهو ميت على الصليب مت ٠٥٢:٢٧ على المرض حينما شفي أعتى الأمراض المستعصية مت ١٨:٩-٢٦ على الخلق حينما خلق عينا من الطين وحول الماء إلى خمر يو١:٩-٣٤ ،يو١:٢-١١ على الافكار حينما عرف أفكار اليهود والتلاميذ دون أن يخطروه لو ٢٤:٢٢ على المستقبل حينما انبأ بخراب اورشلیم وصلب بطرس مت ۲۳ :۳۹،۳۷ على الغفران حينما غفر مفلوج والزانية لو ٣٦:٧ يو٢:٨-١١. على الشيطان حينما أخرجه بكلمة، وحتى بدون كلمة لو ۱۷ :۱۸ مر ۲۹:۷ على الطبيعة حينما انتهر الرياح والموج، ومشي على الماء وجعل بطرس يمشي عليه أيضا مت٢٦:٨، ٢٨:١٤-٣٢ على النبات حينما لعن التينة فيبست من الأصول مت٩:٢١ مر ۲۰:۱۱ على الحيوان حينما سمح للشياطين بدخولالخنازير، لو ۱۸:۱۷. على الجماد حينما "بارك الخبزات واشبع الألوف" مت ١٤: ١٩. ٣- قيامة المجيدة:- فهو قد قام بقوته الذاتية وقام بجسد نورانی ممجد. كما أنه قام ولم يمت ولن يموت إلى الأبد لهذا نؤمن بلاهوته المتحد بناسوته في طبيعة واحدة من طبيعتين بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، ولا يوجد إنسان في الوجود اقام نفسه بنفسه او قام ولم يمت أو قام بجسد نوراني وحده السيد المـسيح هو الذي فعل ذلك لان الله المتجسد لأجل خلاصنا. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
02 يناير 2024

التجسد والمادة

في إحدى أقوال الفيلسوف الملحد المادى فبورباخ يقول الإنسان لا يزيد فى تكوينه عن المواد التي يأكلها ، وقد أراد بعبارته هذه أن يضع نهاية المبادئ، التي تنادي بروحانية الطبيعة البشرية وقبل فيورباخ بقرون كثيرة ورد هذا التعريف للإنسان في الكتاب المقدس فقصة الخليقة تصور الإنسان كائنا جائعا قدم الله له العالم ليكون له طعاما ، فلكي يكثر الإنسان ويسود على الأرض عليه الله أن يأكل منها ( تك٢٩:١ ) ، وتشبيه العالم بالوليمة ورد مراراً فى الكتاب المقدس فهو صورة الحياة في بدايتها وهو صورتها في نهايتها ، لكى تأكلوا وتشربوا على مائدتى في ملكوتي ،فحقيقة التجسد قد أعطت للمادة معنى جديداً . لم تعد المادة نجسة ولا عادت الأرض بفاسدة، فإن المسيح قد طهر الكون بتجسده . لقد أعطى المسيح بتجسده إمكانية تقديس المادة . لقد اخذ الرب إلى السماء مادة عالمنا بأكملها إلى أعمق أعماق الحقيقة الإلهية ، لقد أصبح الله حاضراً في العالم وليس مشاركا لتاريخه فقط بل لجوهره أيضا على حد تعبير أحد المعاصرين لقد أخذ إبن الله الجسد الإنساني إلى الأبد والطبيعة البشرية لا يمكن فصلها عن شخص المسيح . من أجل هذا حرمت الكنيسة نسطور المبتدع لأنه فصل الطبيعة الالهية عن الطبيعة الناسوتية وشجبت أوطاخيا المبتدع الذي نادى بذوبان الإنساني في الإلهي عند المسيح ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم إستخدام المادة مثل الخبز والخمر والزيت والماء في ممارسة الأسرار الالهية . إن الأرض الملعونة هى التى تخرج الخبز ونتاج الكرمة اللذين صارا جسد الرب ودمه في الافخارستيا فكما أن العذراء هيأت للرب جسداً من دمائها ، هكذا الطبيعة والخليقة المادية كلها تهيئ له القربان والخمر ليحوله إلى جسده ودمه كحياة أبدية لمن يتناول منهما فالمادة سواء كانت الجسد في الكيان الانساني أو في الإطار الخارجي لم تعد نجسة ولا ملعونة فالمسيح في تجسده وميلاده تلاقت فيه المادة واللاهوت واتحدت فيه الناسوتية والالهية، وفي المذود تلاقت الانفاس الأرضية بالأنفاس السمائية. والغرائز الإنسانية التي أصابها الجموح والتمرد بسبب خطية العصيان الآدمية تعود من خلال الاتحاد بالافخارستيا إلى وضعها الأصيل، فالغريزة الجنسية لا تكون دافعاً للإستيلائية والتملك والسيطرة ، وإنما مجال مبارك عند المسيحى الحقيقى للإنطلاق نحو الآخر في إطار الحب وصعيد الشركة المقدسة والطعام المادى لم يصبح مثار لعنة ومجال سقوط لأن المؤمن الحقيقي يتناوله بروح الصلاة والنسك والقناعة والشكر من يد الله الذي بارك وقدس وقسم وأعطى في القديم، ولا يزال يبارك ويقدس ويعطى فى كنيسته بروحه القدوس فمجال الأكل المادى لم يصبح للنهم والتلذذ في حد ذاته بل مجال شكر وعطاء وشركة إخوة إذ يقول الكتاب"وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب.مسيحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب : ( أعمال ٣ : ٤٧٠٤٦ ) . وهكذا جميع تدبيراتنا الجسدية تتقدس من خلال سر التقوى وسر الشركة والصلاة إن المادة لم يلحقها تغير كيانى بعد التجسد فلا تزال الأرض أرضاً ، والغريزة غزيزة، والمادة مادة ، ولكن الذي صنعه التجسد الالهى أنه أعطاها معنى جديداً ورؤية جديدة كعربون مسبق للأرض الجديدة التى تنتظرها عند مجيء الرب الأمين منذ أن إستنار العالم بنور الكلمة ومنذ أن أخذنا نتأمل العالم بعيون متجددة نقية فإنه يحق لنا أن نقول إن الإله المتجسد قد غير وجه هذا العالم.لقد غير الرب الزمان عندما أدخل التجسد فيه إذ اعطى شرحاً ومعنى وتفسيراً لمتاريخ وغير الكيان المادى عندما جعل البدن هيكلا للروح القدس، وصار الماء والزيت والخبز والخمر مجالات اتحاد بين الله والمادة فيها يهب روح الله القدوس نعما فعالة في أسرار لا ينطق بها مبارك الله الآب الذي بذل ابنه ليوجد بيننا كعبد ليحرر كل المأسورين بعبودية ابليس والموت و مبارك الله الابن الكلمة الذى أحبنا وأخذ طبيعتنا ليعطينا طبيعته ومبارك الروح القدس العامل في كنيسة الله في كل زمان ومكان ليتمم قصد التجسد الألهي ويكمل رسالته الكنسيةو مطوب كل مؤمن مدعو مختار نال بالنعمة الأسرار العالية وأبصر بعينيه مقاصد الله الأزلية المكتومة منذ سابق الدهور ولكنها أعلنت للملائكة من خلال الكنيسة هذه الأمور التي اشتهت الملائكة والأنبياء في القديم أن يروها ولكنهم لم يروا ، وأن يسمعوها ولكنهم لم يسمحوا أما نحن فطوبى لأعيننا لانها تبصر ولآذاننا لأنها تسمع ، فلنستحق أيها الرب أن نسمع ونعمل بإنجيلك المقدس ونتمم تدبيرك العظيم، ونكمل فى كنيستك بروحك القدوس عملك الالهى الذى على الأرض نوراً وسلاماً وخلاصة أبدياً . مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب التجسد الإلهى لاهوتيا .روحيا.كنسيا. طقسيا
المزيد
21 مارس 2024

بدعة كيرينثوس

كان يهودياً منتصراً، تحكم بحمة المصريين، قدم إلى اورشليم فى زمان الرسل، وأقم فيه بعض الوقت ثو انتقل إلى قيصرية لسطين فأنطاكيه وعلم فيها وحط رحاله أخيراً فى أفسس التى كانت حقل خدمة يوحنا الرسول . وقد علم كيرنيثوس أن العالم لم يخلقه الله، بل قوة خارجه عن الأله الأعلى وأن إلهاً آخر الذى هو اله اليهود، أعطى الشرائع والناموس وظهر أيضاً في القرن الأول كان يهودياً من مصر جاء إلى أورشليم في أيام الرسل و ثم انتقل إلى قيصرية فلسطين ومن ثم أنطاكية وعلّم فيها ومما دوّنه القديس ايريناوس عنه أنه أزعج يوحنا الحبيب بتعاليمه وضلاله. وأسماه القديس يوحنا ب "عدو الحق" وقال أيضاً القديس ايريناوس عنه أنه حفظ يوم السبت والاختتان وغيرها من فروض الناموس وادعى بأن السيد المسيح هو ابن يوسف ومريم وأن ملاكاً من الملائكة خلق الكون وآخر الذي هو الله إله اليهود أعطى الشرائع والناموس وأن شيئاً من الروح القدس المنبثق من الإله الأعلى حلّ على يسوع عند اعتماده في نهر الأردن فرافقه حتى الصلب وأضاف القديس هيبوليتوس أن كيرينثوس نفى قيامة المسيح بعد الصلب وجعلها مع قيامة "جميع الأتقياء" كورنثيوس هو يهودى تعلم الفلسفة بالأسكندرية وبدأ فى نشر بدعته سنة 73 م - وقد أنشأ ديانة جديدة أثناء حياة يوحنا الرسول ألفها بخلط تعاليم السيد المسيح ومبادئة السامية مع تعاليم الكنوسسيين ويقول القس منسى يوحنا : " تعاليم الكنوسسيين بنيت على خرافات البليروما (أى العالم العلى) والأيون (أى الأشخاص السماوية الخالدة بنو الأرواح) ودميورج (أى خالق العالم الذى يختلف عن الإله الأعظم) ولكنه أظهر مبادئة بصورة لا ينفر منها اليهود فعلم أن الذى سن الشريعة اليهودية هو خالق العالم وهو ذو مناقب حميدة وصفات شريفة مكتسبة من الإله الحق، ولكن هذه الفضائل لم تلبث أن تدنست فأراد الله أن يلاشى سلطان مشترع اليهود بواسطة أيون مقدس أسمه المسيح ويسوع هو رجل يهودى كامل وقدوس وأبن بالطبيعة ليوسف ومريم، فهذا حل فيه المسيح بنزوله عليه على هيئة حمامة عند عماده من يوحنا فى نهر الأردن وعندما أتحد المسيح بيسوع قاوم إله اليهود (خالق العالم) بشجاعة وعندما رأى إله اليهود مقاومة المسيح يسوع فقام بتحريض أتباعه اليهود فقبضوا عليه ليصلبوه، فلما رأى المسيح أنهم قبضوا على يسوع طار إلى السماء وترك يسوع وحده يصلب ولهذا أوصى كورنثيوس أتباعه بإحترام الإله الأعظم أبى المسيح وبإحترام المسيح، وأمرهم بعدم إتباع شريعة اليهود ورفض مبادئ الناموس الموسوى، وأوصاهم بالسير على نظام المسيح معلماً إياهم بأنه سيعود ثانية ويتحد بالإنسان يسوع الذى حل فيه قبلاً ويملك مع تابعيه على فلسطين ألف سنة، ثم وعدهم بقيامة أجسادهم وتمتعها بأفراح سامية فى مدة ملك المسيح ألف سنة وبعد ذلك يدومون فى حياة سعيدة فى العالم السماوى ويقول يوسابيوس القيصرى: " كيرنثوس زعيم الهراطقة 1- وقد أعلمنا أنه فى هذا الوقت ظهر شخص يدعى كيرنثوس مبتدع شيعة أخرى،وقد كتب كايوس الذى سبق أن أقتبسنا كلماته (ك2 ف 6و 7) فى المساجلة المنسوبة إليه ما يلى عن هذا الرجل: 2 - ويقدم أمامنا كيرنثوس أيضاً - بواسطة الرؤى التى يدعى أن رسولاً عظيماً كتبها - أموراً عجيبة يدعى زوراً أنها أعلنت إليه بواسطة الملائكة، ثم يقول أنه عند قيامة الأموات سوف يقوم ملكوت المسيح على الأرض، وأن الجسد المقيم فى أورشليم سوف يخضع ثانية للرغبات والشهوات، وإذ كان عدو للأسفار الإلهية فقد أكد - بقصد تضليل البشر - أنه ستكون هناك فترة ألف سنة (رؤ 20: 4) لحفلات الزواج " 3 - أما ديونيسوس الذى كان أسقفاً لأيبروشية الأسكندرية فى أيامنا، فإنه فى الكتاب الثانى من مؤلفه عن "المواعيد " حيث يتحدث عن رؤيا يوحنا بأمور أستقاها من التقليد، يذكر نفس هذا الرجل فى الكلمات ألآتية (راجع ك7 ف 40) " 4 - " ويقال أن كيرنثوس مؤسس الشيعة المسماة بأسمه (الكيرنثيون) إذ أراد أن يعطى قوة لشيعته صدرها بأسمه وكانت التعاليم التى نادى بها تتلخص فيما يلى: أن ملكوت المسيح سيكون مملكة أرضية. 5 - " ولأنه هو نفسه كان منغمساً فى الملذات الجسدية، وشهوانياً جداً بطبيعته، توهم أن الملكوت سوف ينحصر فى تلك الأمور التى أحبها، أى فى شهوة البطن وشهوة الجسد والشهوة الجنسية، أو بتعبير آخر فى الأكل والشرب والتزوج، والولائم والذبائح وذبح الضحايا، وتحت ستارها ظن أنه يستطيع الإنغماس فى شهواته بباعث أفضل " هذه كلمات ديونيسيوس " 6 - على أن إيرناوس، فى الكتاب الأول من مؤلفه " ضد الهرطقات " يصف تعاليم أخرى أشد قبحاً لنفس الرجل، وفى الكتاب الثالث يذكر رواية تستحق أن تدون هنا، فيقول، والحجة فى ذلك بوليكاربوس: أن الرسول يوحنا دخل مرة حماماً ليستحم ولكنه لما علم أن كيرنثوس كان داخل الحمام قفز فازعاً وخرج مسرعاً، لأنه لم يطق البقاء معه تحت سقف واحد، ونصح مرافقيه للأقتداء به قائلاً: " لنهرب لئلا يسقط الحمام، لأن كيرنثوس عدو الحق موجود بداخلة "
المزيد
13 يناير 2024

إنجيل عشية الأحد الأول من شهر طوبه ( لو ٤ : ٤٠ - ٤٤ )

وعِندَ غُروبِ الشَّمس، جميع الذين كانَ عِندَهُمْ سُقَماءُ بأمراض مُختَلِفَةٍ قَدَّمُوهُمْ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَشَفاهُمْ. وكانَتْ شَياطين أيضًا تخرُجُ من كثيرين وهى تصرخ وتقول: أنتَ المَسيحُ ابن الله. فانتَهَرَهُمْ ولم يَدَعَهُمْ يتكَلَّمُونَ، لأَنَّهُمْ عَرَفوهُ أَنَّهُ المَسيحُ. ولَمَّا صَارَ النَّهَارُ خرجَ وذَهَبَ إِلَى مَوْضِعِ خَلَاءٍ، وَكَانَ الجُمُوعُ يُفَتِّشونَ عَلَيهِ. فجاءوا إليهِ وأَمْسَكُوهُ لِئلا يَذْهَبَ عنهُمْ. فقالَ لَهُمْ: إِنَّهُ يَنبَغِي لي أَنْ أُبَشِّرَ المُدنَ الأَخَرَ أيضًا بملكوت الله، لأني لهذا قد أُرسلت. فكانَ يَكرِزُ في مجامع الجليل ". عند غروب الشمس: عند غروب الشمس - إذ كان سبت - جاءوا إليه بعد أن انقضى السبت وكأنهم وجدوه بعد غروب سبت الناموس ونهاية زمن الفرائض الجسدية حيث لا تمس ولا تجس الأمور التي كانت موضوعة كمؤدب للإنسان إلـى زمــان الخلاص وظهور نعمة ربنا يسوع المخلصة. قدموا إليه سقماء بأمراض مختلفة فوضع يديـه علـى كل واحد منهم . فالتعامل مع المسيح يأخذ دائما الصفة الشخصية، فالمسيح جاء من أجل كل واحد، وذاق الموت من أجل كل واحد، فعمل الفداء هو أن يموت واحد عوضًا عن واحد، يطلق السجين ويمسك الذي يفديه أو يكون عوضًا عنه. لذلك فإن الرب كان يضع يديه على كل واحد على حدة. كان ممكنا أن يشفيهم بالجملة بكلمة. ولكن هذا العمل الفردي يقودنا إلى التأمل في العلاقة الشخصية مع المسيح. نحن في الكنيسة أعضاء كثيرون ولكن يظل لنـا طـابع الخصوصية. فمع أننا مولودون من آباء وأمهات مسيحيين، لكن المسيحية لا تورث بل هي نصيب خاص يأخذه كل واحد في المعمودية لشخصه الخاص. أي يأخذ نصيبه بنفسه ولا يأخذ له آخر ينوب عنه. فأنا أعتمد، وأنا أتناول، وأنا أتحد بالمسيح وأنا أعترف له بخطاياي، وأنا أشعر أنه صلب على الصليب لأجلي.وهذا يوحدني بكل الأعضاء المتمتعين بذات النعم بالروح الواحد. شخص الإنسان لا يذوب في الجماعة، لكن يتحقق باتحاده بباقي أعضاء الجسم لكمال العمل الإلهـي فـي الكنيسة كأعضاء الجسد الواحد في تألف الروح الواحد ولكن مواهب وعطايا مختلفة لبنيان الجسد الواحد.وشياطين تخرج من كثيرين وهي تصرخ: كيف يطيق الشيطان أن يوجد في حضرة المسيح؟ هذا مستحيل فإن عشنا للمسيح كما ينبغي أو حل المسيح بالإيمان في قلوبنا وسكن الروح مرتاحًا في أحشائنا. فإن الشيطان يكون مطرودًا ليس له مكان فينا.الشياطين تأخذ فرصة حين يغيب المسيح عنا، وفي الحق أنه لا يغيب. فهو لا يخلو منه مكان ولا زمان. ولكن نحن نتغرب بإرادتنا ونحيا بذواتنا ونخضع لما هو في العالم.وننسى أننا له فيغيب عن ذهننا بإرادتنا، فنسلم عقولنا وأهواءنــــا للعدو فيستعبدنا ويهيننا الشيطان يجبر لا يقتحم حياة أولاد الله رغما عنهم.هو قد فقد السلطان الذي كان له علينا، لذلك فكل حروب الشياطين هى في عرض ما له من بضاعة. ولكن لا يستطيع أن أحدًا على الشراء، وهو يزين بضاعته بكل خديعة وزينته كاذبة. ولكن لا يجبرنا ولا يستطيع أن يغصبنا على قبولها. في الأزمنة القديمة كان الإنسان بدائيا في فكره. ويعتمد كثيرًا على قوة جسده. فكان الشيطان يستولي على الجسد يسكن فيه. أمـا فـي هـذا الزمــان فـقـوة الإنسان صارت في عقله، فعندما يستولي الشيطان على هذا العقل فإنه يسكنه ويخربه ويخرب به ممالك بأكملها. "ولما صار النهار ذهب إلى موضع خلاء": كثيرًا ما نقرأ هذه العبارة عن المسيح مُخلّصنا... فهو يرسم لنا برنامج الحياة. أليس هو الطريق؟. لابد أن يكون موضع خلاء أي بعيدًا عن أعين الناس، وبعيدًا عن مباهج الدنيا الكاذبة، وبعيدًا عن ضوضاء المدن، وبعيدًا عن المشاغل والمشاكل والمباحثات والجدل، وبعيدًا عن الاهتمامات اليومية مهما علا شأنها... لابد من موضع خلاء أختلى فيه مع المسيح ولا أجد سواه وأقول: "أنا لحبيبي وحبيبي لي" لابد من موضع خلاء أجد فيه نفسي التي توزعت وتشتت أعود أجمعها أجمع فكري وقلبي وميولي، وأفحص ضميري ودوافعي، وأطرحها أمام الله أُصـحـح مـا فسـد منها، وأُصلي حتى الشبع بدون موضع خلاء تتراكم الخطايا ولا أدري بدون موضع خلاء أعتاد على التهاون والتسويف موضع الخلاء هو معمل تجديد الذهن، والقلب وتجديد الله، ومراجعة النفس وشحن ما فرغ منها في العهود مع العالم. ينبغي لي أن أبشر": الكرازة والخلاص وخدمة النفوس وردها وفداؤها من طرق الهلاك، هذه هى رسالة المُخلّص فالخدمة واجب ليس منه بد ولا يقبل التسويف ولا الاعتذار ، بل هي إلزام يؤخذ بجدية مطلقة، ينبغي = يجب (أي لابد ولا بديل). متى يرقى فينا هذا الحس الإلهي، ومتى تشغل خدمة نفوس بالنا إلى حد الواجب المقدس الذي لا بديل عنه. يارب، اغرس فينا هذا الاهتمام نحو نفوس أولادك إنه ينبغي أن نذهب ونفتش عنهم حتى نجدهم ولا نرتاح حتى أحضر إليك كل إنسان.نسعى كسفراء لك، نكرز بالبشارة ونقول: تصالحوا مع الله". المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
30 ديسمبر 2023

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر كيهك( لو ۸ : ۱ - ۳ )

" وعلى أثر ذلك كان يسير في مدينة وقريةٍ يَكرز ويبشر بملكوت الله، ومَعَهُ الاثنا عشر. وبَعضُ النِّساءِ كُنَّ قد شفين من أرواح شرِّيرَةِ وأمراض: مريم التي تُدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين، ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسَنَةً، وأخَرُ كثيرات كُن يَحْدِمنَهُ مِنْ أموالِهِنَّ ". يذكر إنجيل العشية إلى جانب التلاميذ الذين تبعوا الرب في التجديد سائرين معه وهو يسير من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية يكرز ببشارة الملكوت وهو إذ قد اختار التلاميذ ليكونوا معه وأعطاهم السلطان على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين وملأهم من كل معرفة وكل حكمة روحية. وصاروا أعمدة الكنيسة وأساسات المدينة السماوية... يذكر الإنجيلي تبعية النساء اللواتي رافقنـه أيضًا كباكورة ونواة لبنيان الكنيسة المقدسة ومثل اللبنات الأولى في الأساسات جاء ذكر تلك النسوة اللائي صرن قديسات. بعضهن كن قد شفين من أرواح شريرة. وبعضهن كن قد شفين من أمراض. وقد خص الإنجيلي بالذكر مريم المجدلية التي أخرج الرب منها سبعة شياطين. ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة. وقد أسدى الرب إليهن معروف الخلاص وتجديد الحياة وذُقن نعمة المسيح والوجود معه والحياة به وله. وصارت تبعيتهن له هي الحياة نفسها فقد وجدن حياتهن بعد ضياع... فاللاتي كن مسكنا للشياطين صرن مسكنا للروح القدس. قوة تغيير مهولة وشتان بين سكنى روح الظلمة قتال الناس المهلك والمخرب روح النجاسة والفجور وكـل أنـواع الشرور، وبين سكنى روح الله القدوس روح النعمة والاتضاع والحب الحقيقي والنور الأبدي. هذه قدرة المسيح المُخلّصة وهى تظهر جليًا في الذين تبعوه سائرين في دروب القداسة بعد أن غير الرب شكلهم ونقلهم من الظلمة إلى النور والمسيرة مع المسيح والوجود في حضرته للذين جذبهم بمحبة لا تنتهي. فهى تمتد بالإنسان السائر مع الله على الأرض إلى أن يتبع الخروف مع خوارس السمائيين الذين يتبعونه أينما يذهب ويقتادهم إلى ينابيع الماء الحي ويمسح كل دمعة من عيونهم. فطوبى لهؤلاء النسوة القديسات تابعات المُخلّص والملتصقات به في خدمة حقيقية نابعة من قلب معترف بجميل الرب.ولكن ما يفوق العقل ويوقف الفكر عن أن يتقدم، ما سجله الروح القدس في هذا الفصل بالقصد الإلهي الفائق أن النسوة كن يخدمن الرب من أموالهن إلى هذا الحد يسجل الروح القدس هذا الأمر لأهمية خاصة فائقة عن الإدراك... كيف يحتاج الرب لمن يخدمه من أمواله؟ من أين لهؤلاء النسوة أو غيرهن من الذين يخدمون الرب في كل جيل... من أين لهن أموال؟ وهل يولد الإنسان ذا أموال؟ ألا يولد الإنسان عاريًا عادمًـا كـل شـيء فقيرًا مُعدما ؟ والمسيح أليس هو الواهب الجميع خيرات؟ وهو يفتح يده فيشبع كل حي غنى من رضاه؟ أليس منه الجميع؟ ومن يده أعطيناه؟ شيء مخجل حقًّا أن يحتاج الرب إلينا!! من نحن؟ حتى نعطيه. ولكن الرب يلذ له أن يسجل هذا الأمر فهو لا ينسى كأس الماء البارد ولا فلسي الأرملة. ألا يصير هذا مشجعًا لنا في خدمتنا، أن لا نكل في عمل الخير، وأن ننفق ونفق، كقول الرسول بولس ، وأن نعطي بحسب الطاقة بل فوق الطاقة مادام الأمر كذلك إذ أننا إذا انفتحت عيون قلوبنا وعاينا كيف يقيّم الرب أعمال المحبة المقدمة لشخصه المبارك، لانطرحنا نبذل أنفسنا بلا فتور ونقدم من إعوازنا طالما يد الرب الحنون ممدودة يقبل عطايانا ويسجلها في سجلات الأبد كما سجل الرب لهؤلاء النسوة هذا التسجيل الإنجيلي المبارك فصرنا نقرأه بعد آلاف السنين.العذراء القديسة صاحبة السر الإلهي وكل مجدها الداخل؟ ومن يستطيع أن يدرك شيئًا من أسرارها مع ابنها وإلهها ؟. لم يكن للعذراء مريم أموال تخدم بها الرب فقد عاشت فقيرة حتى في طفولتها حينما كانت وديعة في الهيكل. ولكن أحب الله فقرها !! أليس هو مولود المذود؟ ولكنها خدمته كما لم يخدمه أحد، حين قالت: هوذا" أنا أمة الرب". باعت نفسها عبدة للذي اشتراها فأكرمها وجعلها أُمَّا له. تُرى ماذا تسجل في سفر تذكرة الله من نحو العذراء القديسة مريم، لما سلّمت جسدها ونفسها وروحها حتى تظللها القوة العلوية وتنازل الابن الكلي وحل في الحشا البتولي؟! وماذا عن احتمالها سيف الشك من الآخرين الذي جاز في نفسها واحتملته بلا كلمة؟ ثم ماذا عن احتمالها رؤية ابنها وإلهها مصلوبًا معلقًا على خشبة، مرفوضًا من الناس، حاملاً عار العالم كله؟ إن قلب العذراء مريم وما خدمت به الرب يسوع منذ اللحظة التي فيها قبلت البشارة المحيية وحتى آخر حياتها على الأرض نقول إن قلبها صار كأعماق المحيطات عود على ذي بدء: نعود إلى العذراء القديسة مريم وقد وضع لنا إنجيل العشية معايير الرب ومكاييله لكل من خدمه بقليل أو بكثير فالله ليس بظالم حتى ينسى تعب المحبة. فإن كانت النسوة اللواتي خدمنه من أموالهن تسجل عملهن في الإنجيل كأنه معروف أسدى إلى الرب يسوع. فماذا نقول ونحن نتأمل أمه العذراء القديسة صاحبة السر الإلهي وكل مجدها الداخل؟ ومن يستطيع أن يدرك شيئًا من أسرارها مع ابنها وإلهها ؟. لم يكن للعذراء مريم أموال تخدم بها الرب فقد عاشت فقيرة حتى في طفولتها حينما كانت وديعة في الهيكل. ولكن أحب الله فقرها !! أليس هو مولود المذود؟ ولكنها خدمته كما لم يخدمه أحد، حين قالت: هوذا" أنا أمة الرب". باعت نفسها عبدة للذي اشتراها فأكرمها وجعلها أُمَّا له. تُرى ماذا تسجل في سفر تذكرة الله من نحو العذراء القديسة مريم، لما سلّمت جسدها ونفسها وروحها حتى تظللها القوة العلوية وتنازل الابن الكلي وحل في الحشا البتولي؟! وماذا عن احتمالها سيف الشك من الآخرين الذي جاز في نفسها واحتملته بلا كلمة؟ ثم ماذا عن احتمالها رؤية ابنها وإلهها مصلوبًا معلقًا على خشبة، مرفوضًا من الناس، حاملاً عار العالم كله؟ إن قلب العذراء مريم وما خدمت به الرب يسوع منذ اللحظة التي فيها قبلت البشارة المحيية وحتى آخر حياتهاعلى الأرض نقول إن قلبها صار كأعماق المحيطات التي لا يسبر أحد أغوارها واحتوت أسرارًا ليست للملائكة أن تطلع عليها ولا يسوغ لإنسان أن يتحدث عنها. وما نالته من الرب إكرامًا وتكريمًا يعلو على الشاروبيم ولكن لنا فيها نعمة الأمومة ترنو إلينا بحبها وتطَّلع علينا من المساكن العلوية، وتفرح بأولادها في نجاحهم في الإيمان والقداسة والمحبة، وتشفع فينا في حال الضعف والخطايا وتتوسل إلى ابنها وحبيبها أن يتراءف بالضعفاء والخطاة. فهى أم الله وأمنا نحن الخطاة في آن واحد. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل