المقالات

14 يوليو 2018

آباؤنا الرسل وخدمة التسبيح - الجزء الثاني

(د) تسبحة الغلبة والخلاص: إن الأبدية السعيدة هي مكافأة الأبرار، وانتصار العدل على الأشرار وهذا أيضًا موضوع تسبيح السمائيين "فحَدَثَتْ أصواتٌ عظيمَةٌ في السماءِ قائلَةً: قد صارَتْ مَمالِكُ العالَمِ لرَبنا ومَسيحِهِ، فسَيَملِكُ إلَى أبدِ الآبِدينَ والأربَعَةُ والعِشرونَ شَيخًا الجالِسونَ أمامَ اللهِ علَى عُروشِهِمْ، خَرّوا علَى وُجوهِهِمْ وسجَدوا للهِ قائلينَ: نَشكُرُكَ أيُّها الرَّبُّ الإلهُ القادِرُ علَى كُل شَيءٍ، الكائنُ والذي كانَ والذي يأتي، لأنَّكَ أخَذتَ قُدرَتَكَ العظيمَةَ ومَلكتَ وغَضِبَتِ الأُمَمُ، فأتَى غَضَبُكَ وزَمانُ الأمواتِ ليُدانوا، ولتُعطَى الأُجرَةُ لعَبيدِكَ الأنبياءِ والقِديسينَ والخائفينَ اسمَكَ، الصغارِ والكِبارِ، وليُهلكَ الذينَ كانوا يُهلِكونَ الأرضَ" (رؤ15:11-18) ما أجمل هذا المنظر السمائي البديع فهناك أصوات عظيمة تليق بتسبيح الإله العظيم وحده، وهناك كلمات تسبيح تُعبّر عن سيادة الله، ومملكته الأبدية التي لن تزول، وهناك أيضًا الخوارس التي (ترابع) التسبيح بطريقة الأنتيفونا (المردات أو المرابعة) والأعظم أيضًا في هذا التسبيح أن الملائكة مُتهللة لهزيمة الشيطان، وسقوطه، وسقوط مملكته، وطرحه في بحيرة النار والكبريت لذلك صارت هذه الهزيمة المنكرة موضوع تسبيحهم، وبرهان شركتهم مع البشر القديسين الذين غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم "وسَمِعتُ صوتًا عظيمًا قائلاً في السماءِ: الآنَ صارَ خَلاصُ إلهِنا وقُدرَتُهُ ومُلكُهُ وسُلطانُ مَسيحِهِ، لأنَّهُ قد طُرِحَ المُشتَكي علَى إخوَتِنا، الذي كانَ يَشتَكي علَيهِمْ أمامَ إلهِنا نهارًا وليلاً وهُمْ غَلَبوهُ بدَمِ الخَروفِ وبكلِمَةِ شَهادَتِهِمْ، ولم يُحِبّوا حَياتَهُمْ حتَّى الموتِ مِنْ أجلِ هذا، افرَحي أيَّتُها السماواتُ والسّاكِنونَ فيها ويلٌ لساكِني الأرضِ والبحرِ، لأنَّ إبليسَ نَزَلَ إلَيكُمْ وبهِ غَضَبٌ عظيمٌ! عالِمًا أنَّ لهُ زَمانًا قَليلاً" (رؤ10:12-12) وهذه التسبحة تُشبه الهوس الأول الذي فيه نُسبِّح الله على نجاة شعبه، وهلاك فرعون في البحر الأحمر ونحن أيضًا نخلُص بعبورنا في المعمودية التي فيها يهلك الشيطان إن التسبيح في السماء يُعبّر عن الصفاء والنقاوة التي سنتمتع بها مع السمائيين، بعد أن طرح الله الشيطان المشتكي علينا في بحيرة النار، وخلّص الكون من شره وفساده وسلطانه المزعوم ما أجمل الحياة بعد هزيمة الشيطان: "ثُمَّ نَظَرتُ وإذا خَروفٌ واقِفٌ علَى جَبَلِ صِهيَوْنَ، ومَعَهُ مِئَةٌ وأربَعَةٌ وأربَعونَ ألفًا، لهُمُ اسمُ أبيهِ مَكتوبًا علَى جِباهِهِمْ وسَمِعتُ صوتًا مِنَ السماءِ كصوتِ مياهٍ كثيرَةٍ وكصوتِ رَعدٍ عظيمٍ وسمِعتُ صوتًا كصوتِ ضارِبينَ بالقيثارَةِ يَضرِبونَ بقيثاراتِهِمْ، وهُمْ يترَنَّمونَ كتَرنيمَةٍ جديدَةٍ أمامَ العَرشِ وأمامَ الأربَعَةِ الحَيَواناتِ والشُّيوخِ ولم يَستَطِعْ أحَدٌ أنْ يتعَلَّمَ التَّرنيمَةَ إلا المِئَةُ والأربَعَةُ والأربَعونَ ألفًا الذينَ اشتُروا مِنَ الأرضِ هؤُلاءِ هُمُ الذينَ لم يتنَجَّسوا مع النساءِ لأنَّهُمْ أطهارٌهؤُلاءِ هُمُ الذينَ يتبَعونَ الخَروفَ حَيثُما ذَهَبَ هؤُلاءِ اشتُروا مِنْ بَينِ الناسِ باكورَةً للهِ وللخَروفِ وفي أفواهِهِمْ لم يوجَدْ غِشٌّ، لأنَّهُمْ بلا عَيبٍ قُدّامَ عَرشِ اللهِ" (رؤ1:14-5) لقد انفتح المجال للبشر (المائة والأربعة والأربعون ألفًا – وهو رقم رمزي يدل على المؤمنين المتمتعين بالحياة الأبدية) أن يشتركوا مع صفوف السمائيين في تسابيحهم، ويتعلموا ترنيمهم، ويتبعوا الخروف حيثما ذهب. (هـ) ترنيمة موسى "عبد الله":- إنها تسبحة خالدة، تلك التي ترَّنم بها موسى مع شعبه عند خروجهم من أرض مصر، وتسجلت في سفر الخروج (الأصحاح 15) والآن نحن نُسبِّح الله بها (في الهوس الأول) من أجل أعماله العظيمة في خلاصنا الثمين من قبضة إبليس وسوف نستمر نُسبِّحها في السماء مع كل الغالبين، لأنه بالحقيقة أنقذنا من سلطان إبليس الظالم، فعندما ذُبح المسيح من أجلنا (مثل خروف فصح) عبر بنا من ظلمة الخطية إلى النور الحقيقي، ومن عبودية إبليس إلى حرية مجد أولاد الله"ورأيتُ كبحرٍ مِنْ زُجاجٍ مُختَلِطٍ بنارٍ، والغالِبينَ علَى الوَحشِ وصورَتِهِ وعلَى سِمَتِهِ وعَدَدِ اسمِهِ، واقِفينَ علَى البحرِ الزُّجاجي، معهُمْ قيثاراتُ اللهِ، وهُمْ يُرَتلونَ ترنيمَةَ موسَى عَبدِ اللهِ، وترنيمَةَ الخَروفِ قائلينَ: عظيمَةٌ وعَجيبَةٌ هي أعمالُكَ أيُّها الرَّبُّ الإلهُ القادِرُ علَى كُل شَيءٍ! عادِلَةٌ وحَقٌّ هي طُرُقُكَ يا مَلِكَ القِديسينَ! مَنْ لا يَخافُكَ يارَبُّ ويُمَجدُ اسمَكَ؟ لأنَّكَ وحدَكَ قُدّوسٌ، لأنَّ جميعَ الأُمَمِ سيأتونَ ويَسجُدونَ أمامَكَ، لأنَّ أحكامَكَ قد أُظهِرَتْ" (رؤ2:15-4). (و) آمين... هللويا... الحرية التي نتمتع بها بالحقيقة في السماء سوف تفك عقدة لساننا، فننطق بالتسبيح قائلين هللويا إنها كلمة تحمل معاني عميقة، فنحن نتهلل لإلهنا وبه، ونحمده ونفرح به من خلالها، لأنه بالحقيقة إلهنا القوي المحب، المنتقم من الأشرار، والرحوم على أبنائه الأحباء "وبَعدَ هذا سمِعتُ صوتًا عظيمًا مِنْ جَمعٍ كثيرٍ في السماءِ قائلاً: هَللويا! الخَلاصُ والمَجدُ والكَرامَةُ والقُدرَةُ للرَّب إلهِنا، لأنَّ أحكامَهُ حَقٌّ وعادِلَةٌ، إذ قد دانَ الزّانيَةَ العظيمَةَ التي أفسَدَتِ الأرضَ بزِناها، وانتَقَمَ لدَمِ عَبيدِهِ مِنْ يَدِها وقالوا ثانيَةً: هَللويا! ودُخانُها يَصعَدُ إلَى أبدِ الآبِدينَ وخَرَّ الأربَعَةُ والعِشرونَ شَيخًا والأربَعَةُ الحَيَواناتِ وسجَدوا للهِ الجالِسِ علَى العَرشِ قائلينَ: آمينَ! هَللويا! وخرجَ مِنَ العَرشِ صوتٌ قائلاً: سبحوا لإلهِنا يا جميعَ عَبيدِهِ، الخائفيهِ، الصغارِ والكِبارِ!. وسَمِعتُ كصوتِ جَمعٍ كثيرٍ، وكصوتِ مياهٍ كثيرَةٍ، وكصوتِ رُعودٍ شَديدَةٍ قائلَةً: هَللويا! فإنَّهُ قد مَلكَ الرَّبُّ الإلهُ القادِرُ علَى كُل شَيءٍ لنَفرَحْ ونَتَهَلَّلْ ونُعطِهِ المَجدَ! لأنَّ عُرسَ الخَروفِ قد جاءَ، وامرأتُهُ هَيّأتْ نَفسَها وأُعطيَتْ أنْ تلبَسَ بَزًّا نَقيًّا بَهيًّا، لأنَّ البَزَّ هو تبَرُّراتُ القِديسينَ" (رؤ1:19-8). آه.. يا سيدي الرب.. آه.. لو تطرد الشيطان من حياتي، وتنزع الظُلم من طبعي، وتعطيني أن أُسبِّحك باستقامة القلب، دون أي انشغال أو تشويش. آه.. لو يتفرغ قلبي لخدمة التسبيح فقط!! هذه هي حياة السماء وجمال تسابيحها أما الأشرار الذين حرموا أنفسهم من تسبيح الله في حياتهم، وكانوا بدلاً من ذلك يغنون بأغاني الشيطان، ونعيم الدنيا وموسيقى الشر، فسيتم فيهم قول الكتاب:"بقَدرِ ما مَجَّدَتْ نَفسَها وتنَعَّمَتْ، بقَدرِ ذلكَ أعطوها عَذابًا وحُزنًا" (رؤ7:18)"وصوتُ الضّارِبينَ بالقيثارَةِ والمُغَنينَ والمُزَمرينَ والنّافِخينَ بالبوقِ، لن يُسمَعَ فيكِ في ما بَعدُ ونورُ سِراجٍ لن يُضيءَ فيكِ في ما بَعدُ وصوتُ عَريسٍ وعَروسٍ لن يُسمَعَ فيكِ في ما بَعدُ لأنَّ تُجّارَكِ كانوا عُظَماءَ الأرضِ إذ بسِحرِكِ ضَلَّتْ جميعُ الأُمَمِ وفيها وُجِدَ دَمُ أنبياءَ وقِديسينَ، وجميعِ مَنْ قُتِلَ علَى الأرضِ" (رؤ22:18-24) طوبى لمَنْ يمتلئ فمه بالتسبيح، ولسانه بالنغم الروحاني، وقلبه بسكنى شخص المسيح حقًا سيكون له نصيب وميراث مع خوارس السماء في هذا التسبيح الأبدي البديع. (ز) والبشر أيضًا يُسبِّحون.. لذلك نرى في سفر الرؤيا البشر الغالبين يُشاركون أيضًا في هذا التسبيح السمائي الجميل: "بَعدَ هذا نَظَرتُ وإذا جَمعٌ كثيرٌ لم يَستَطِعْ أحَدٌ أنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُل الأُمَمِ والقَبائلِ والشُّعوبِ والألسِنَةِ، واقِفونَ أمامَ العَرشِ وأمامَ الخَروفِ، مُتَسَربِلينَ بثيابٍ بيضٍ وفي أيديهِمْ سعَفُ النَّخلِ، وهُمْ يَصرُخونَ بصوتٍ عظيمٍ قائلينَ: الخَلاصُ لإلهِنا الجالِسِ علَى العَرشِ وللخَروفِ وجميعُ المَلائكَةِ كانوا واقِفينَ حَوْلَ العَرشِ، والشُّيوخِ والحَيَواناتِ الأربَعَةِ، وخَرّوا أمامَ العَرشِ علَى وُجوهِهِمْ وسجَدوا للهِ قائلينَ: آمينَ! البَرَكَةُ والمَجدُ والحِكمَةُ والشُّكرُ والكَرامَةُ والقُدرَةُ والقوَّةُ لإلهِنا إلَى أبدِ الآبِدينَ آمينَ!" (رؤ9:7-12) هؤلاء الغالبون قيل عنهم: "هؤُلاءِ هُمُ الذينَ أتَوْا مِنَ الضيقَةِ العظيمَةِ، وقد غَسَّلوا ثيابَهُمْ وبَيَّضوا ثيابَهُمْ في دَمِ الخَروفِ مِنْ أجلِ ذلكَ هُم أمامَ عَرشِ اللهِ، ويَخدِمونَهُ نهارًا وليلاً في هيكلِهِ، والجالِسُ علَى العَرشِ يَحِلُّ فوقَهُمْ لن يَجوعوا بَعدُ، ولن يَعطَشوا بَعدُ، ولا تقَعُ علَيهِمِ الشَّمسُ ولا شَيءٌ مِنَ الحَر، لأنَّ الخَروفَ الذي في وسطِ العَرشِ يَرعاهُمْ، ويَقتادُهُمْ إلَى يَنابيعِ ماءٍ حَيَّةٍ، ويَمسَحُ اللهُ كُلَّ دَمعَةٍ مِنْ عُيونِهِمْ " (رؤ14:7-17) طوبى لهؤلاء الغالبين لأنهم يقفون أمام عرش الله ويخدمونه بالتسبيح في هيكله المقدس نهارًا وليلاً أعطني يا مخلصي القدوس أن يكون لي نصيب في هذا الخورس السمائي، ولا تحرمني من نعمة التسبيح هنا في الكنيسة وهناك في الأبدية. لي اشتهاء.. إن قلبي الآن يقفز فرحًا واشتياقًا أن يُشارك هذا الخورس السمائي العظيم حقًا قال مُعلمنا بولس الرسول: "ليَ اشتِهاءٌ أنْ أنطَلِقَ وأكونَ مع المَسيحِ، ذاكَ أفضَلُ جِدًّا" (في23:1). "آمينَ. تعالَ أيُّها الرَّبُّ يَسوعُ" (رؤ20:22). تعالَ ياربي يسوع، لنتمتع بهذه الليتورجيا السمائية الملائكية، التي لا يشوبها شائبة، ولا يُعطلها شيء، ومُحاطة بكل جمال وكمال سماوي. ليس فقط جمال التسبيح، ولكن أيضًا جمال الشركة ورائحة البخور. "وجاءَ مَلاكٌ آخَرُ ووَقَفَ عِندَ المَذبَحِ، ومَعَهُ مِبخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وأُعطيَ بَخورًا كثيرًا لكَيْ يُقَدمَهُ مع صَلَواتِ القِديسينَ جميعِهِمْ علَى مَذبَحِ الذَّهَبِ الذي أمامَ العَرشِ فصَعِدَ دُخانُ البَخورِ مع صَلَواتِ القِديسينَ مِنْ يَدِ المَلاكِ أمامَ اللهِ" (رؤ3:8-4). يا سيدي القدوس.. ليت صلواتي تكون رائحة بخور قدامك، ولتكن حياتي بك مجمرة من ذهب، وبخور عطر يملأ البيت (الكنيسة) من رائحة طيب حبك. لقد تمتعنا الآن بسياحة بطول الكتاب المقدس وعرضه، لنكتشف مفردات كنز التسبيح به، تاريخًا ونصوصًا وروحانية الآن دعونا نتأمل في بعض نماذج من تسابيح القديسين في الكتاب المقدس، ولنبدأ بتسبحة القديسة العذراء مريم أم الله. نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
13 يوليو 2018

أهم دور للأسقف هو دور المربي

"17وَمِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ الْكَنِيسَةِ. ١٨ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ:"أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَسِيَّا، كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ الزَّمَانِ، ١٩ أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ. ٢٠ كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئًا مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْرًا وَفِي كُلِّ بَيْتٍ، ٢١ شَاهِدًا لِلْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ وَالإِيمَانِ الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ٢٢ وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدًا بِالرُّوحِ، لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. ٢٣ غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقًا وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. ٢٤ وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ. ٢٥ وَالآنَ هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِي أَيْضًا، أَنْتُمْ جَمِيعًا الَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ. ٢٦ لِذلِكَ أُشْهِدُكُمُ الْيَوْمَ هذَا أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ الْجَمِيعِ، ٢٧ لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ اللهِ. ٢٨ اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. ٢٩ لأَنِّي أَعْلَمُ هذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. ٣٠ وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. ٣١ لِذلِكَ اسْهَرُوا، مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَارًا، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ. ٣٢ وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ. ٣٣ فِضَّةَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. ٣٤ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ. ٣٥ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ، مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ". ٣٦ وَلَمَّا قَالَ هذَا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى. ٣٧ وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ الْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ ٣٨ مُتَوَجِّعِينَ، وَلاَ سِيَّمَا مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ أَيْضًا. ثُمَّ شَيَّعُوهُ إِلَى السَّفِينَةِ. (أع 20 : 38 - 17) من خلال خطاب القديس بولس الرسول الوداعي الذي ألقاه على قسوس أفسس مشيرا إلى دور المربي الذي يعد هو الدور الأهم للأب الأسقف ، وإلى ملخص الكلمة: الأسقف يحمل ألقاب كثيرة (أب- معلم -معمر - مجامل) ولكن أحد الألقاب شديدة الأهمية التي يجب أن يحملها الأب الأسقف هي كلمة مربي .. مدينة أفسس أكبر مدينة زارها القديس بولس ومكث فيها كثيرا (٣سنوات) وكلمة أفسس معناها محبوبة ، وصفة المربي للأب الأسقف في غاية الأهمية ، قد يكون الأسقف معمرا أو معلما....الخ إلا أن أهمية وظيفة الأسقف تعود إلي كونه مربيا وصفات المربي تأخذ سبعة أبعاد : ١- سعادة التواجد مع الرعية : كنت معكم كل الزمان .....الرعية تفرح بوجود راعيها في وسطها فلا يغيب عنها. ٢- حيوية الخدمة: كيف لم أؤخر شيئا من الفوائد وإلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرا .... الخدمة متجددة ٣- مجال الخدمة: شاهدا لليهود و اليونانيين..... أنت شاهد في مكانك لكل الذين حولك ب ثلاث أمور أ- التوبة : توبة النفوس ب- الإيمان: تثبيت الايمان ج- أتمم بفرح سعيي : كمال الفرح .. خدمة في أكمل صورها ٤- حراسة الخدمة:احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه.... أي أن الاحتراس من تواجد أصحاب الأمور الملتوية داخل الخدمة يحفظ الرعية من الذئاب الخاطفة ٥- نجاح الخدمة: اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين نهارا وليلا لم أفتر عن أنذر بدموع كل واحد إسهروا: تقدير الوقت بلا فتور: بدون كسل وبدون توقف بدموع : الاعتماد الكلي علي الصلاة ٦-سلامة الخدمة: سلامة الخدمة تقوم أساسا علي الكتاب المقدس كلمة الله : الانجيل يجب أن يكون أكثر حضورا فيستودع الانجيل في كل قلب أستودعكم لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم روح الزهد : أحد أساسيات حياتنا ، ان نحيا الفقر الاختياري ولا نأخذ شيئا معنا روح النسك و الزهد أحد أساسيات تربية الرعية روح العطاء : مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.....اساس التربية هو روح العطاء أكثر من الأخذ ٧- عمل الخدمة : تشمل ركوع- خضوع - اتضاع - صلاة - دموع هذا هو عمل الخدمة. السبعة جوانب يشكلون الأسقف المربي قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
12 يوليو 2018

أسفار يزعمون أنها مفقودة من الكتاب المقدس!!

يزعم البعض من الكتاب غير المسيحيين في كتب كثيرة وفي عشرات المواقع على النت، بل وفي كثير من المحطات الفضائية وغيرها، أن هناك العشرات من الأسفار أو الكتب المقدسة التي يذكرها الكتاب المقدس بأسمائها سواء في العهد القديم أو العهد الجديد دون أن يكون لها أي وجود الآن!! وراحوا يدّعون بغير علم ولا دراسة حقيقية، منطقية أو علمية، للكتاب المقدس أو مفاهيمه ومصطلحاته وخلفياته التاريخية والحضارية والبيئة التي كتب أثناءها وبمفاهيمها ومصطلحاتها، أن هذه الكتب أو الأسفار هي كتب وأسفار مقدسة وموحى بها! ثم راحوا يتساءلون؛ أين هي هذه الأسفار، وهل فقدت وضاعت، وكيف ولماذا؟ أم تم حذفها ولماذا؟ وراح البعض يسألوننا؛ كيف تؤمنون بكتاب مقدس ضاع منه الكثير من الأسفار المقدسة؟ 1- إنجيل واحد أم أناجيل كثيرة؟ 2- هل هناك رسائل مفقودة من العهد الجديد؟ 3- هل هناك أسفار مفقودة من العهد القديم؟ إنجيل واحد أم أناجيل كثيرة؟ 1 – إنجيل واحد أم أناجيل كثيرة؟ وراح هؤلاء يزعمون، بغير معرفة ولا دراسة، أن العهد الجديد يذكر أناجيل كثيرة وليس إنجيل واحد، ويقولون أن هذه الأناجيل ضاعت أو فُقدت أو أُتلفت أو حُرقت ولم يعد لها أي وجود!! ويستشهدون باستخدام الكتاب لتعبير وكلمة "إنجيل" تحت أكثر من مسمى، فيقولون أن العهد الجديد يذكر: "إنجيل المسيح"، و"إنجيل يسوع المسيح"، و"إنجيل ربنا يسوع المسيح"، و"إنجيل ابنه"، و"إنجيل مجد المسيح"، و"إنجيل الله"، و"إنجيل آخر" (غل1:6)، و"إنجيل الغرلة"، و"إنجيل الختان"، و"إنجيل خلاصكم"، و"إنجيل السلام"، و"إنجيل مجد الله المبارك"، كما يكرر القديس بولس تعبير "إنجيلي"، و"الإنجيل الذي بشرت به"، "الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم" (1). أي تصوروا أن كل اسم من هذه الأسماء هو إنجيل مختلف عن الآخرين!! كما تصوروا أن الإنجيل الذي يتحدث عنه القديس بولس الرسول يعبر عن إنجيل معين يختلف عن الآخرين، هو "إنجيل بولس" أي أنه كان هناك، بحسب هذا الفهم الخاطيء حوالي أربعة عشر إنجيلا على الأقل مذكورًا في العهد الجديد غير الأناجيل الأربعة المعروفة!! وراحوا يسخرون ويتساءلون قائلين: أين هي هذه الأناجيل؟ ولماذا لا توجد الآن؟ وهل فقدت أم أُتلفت أم حُرقت؟ بل وراحوا يزايدون في قولهم أن هذه الأناجيل لو وجدت لكشفت الكثير مما يحاول، من يسمونهم بالنصارى، إخفاءه!! وهكذا يقولون كلامًا عشوائيًا مرسلًا لا دليل عليه سوى تخيلات وتهيؤات وأماني كاذبة وأحلام يقظة، بل ويخترعون القصة ثم يصدقونها!! وهذا يذكرني بأسطورة المثال اليوناني، بيجمليون، الذي صنع تمثالًا رائعًا لامرأة جميلة ومن فرط جمالها أحبها وتمنى من الآلهة أن تحولها إلى امرأة حقيقية لتكون محبوبته!! وهكذا هؤلاء أيضًا فقد صنعوا أسطورة أعجبتهم ومن شدة إعجابهم بها صدقوها وراحوا يكررونها في الكثير من المقالات والكتب!!ولكي نوضح الحقيقة نقول لهؤلاء وغيرهم أن كلمة إنجيل بمشتقاتها (إنجيل والإنجيل وبإنجيل وبالإنجيل وإنجيلنا وإنجيلي) وردت في العهد الجديد 67 مرة؟ وتكررت كلمة "إنجيل" و"بالإنجيل" وحدها 24 مرة وفي معظمها تعني "إنجيل المسيح"؛ "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (مر1:1)؟ "ملء بركة إنجيل المسيح" (رو29:15) (2)، و"إنجيل ربنا يسوع المسيح"، "لأني لست استحي بإنجيل المسيح" (رو1: 16و 19)، "بقوّة آيات وعجائب بقوة روح الله. حتى أني من أُورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح" (رو15: 19). وإنجيل ابنه، ابن الله، المسيح "فان الله الذي اعبده بروحي في إنجيل ابنه (المسيح)" (رو9:1)، ويوصف أيضا بـ"إنجيل مجد الله المبارك" (1تي11:1). و"إنجيل خلاصكم" (أف13:1). و"إنجيل السلام" (أف15:6). و"إنجيل الله" (1تس8:2؛ 1بط17:4)؟ "نكرز لكم بإنجيل الله" (1تس2:9)، "نكلمكم بإنجيل الله" (1تس2:2). فإنجيل المسيح هو إنجيل الله وقد وردت كلمة "الإنجيل" معرفة 31 مرة وكلها تعني جوهر كرازة وعمل المسيح والبشارة به أو الكرازة بعمل الخلاص الذي تم فيه؟ فالمسيح نفسه؟ شخصه وعمله وتعليمه هو جوهر الإنجيل؟ هو الإنجيل عمليًا. يقول الرب يسوع المسيح عن المرأة التي مسحته بالطيب "الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها" (مت26:13؛مر14:9)؟ ويربط بين نفسه وبين الإنجيل "فان من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من اجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلّصها" (مر8:35)؟ "فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس احد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا لأجلي ولأجل الإنجيل" (مر10:29) وكلمة "إنجيل" في اللغة اليونانية هي "إيوانجليون – εύαγγελιον - euangelion" وتعنى بصورة عامة "الأخبار السارة" أو "البشارة المفرحة" (3) good News. وقد أخذت كما هي تقريبًا في اللاتينية والقبطية "إيفانجليون – evangelion" وبنفس المعنى ويرادفها في اللغة العبرية "بشارة" أو "بُشرى" وقد وردت في العهد القديم ست مرات بمعنى البشارة أو البشرى بأخبار سارة(4) أو المكافأة على أخبار سارة. ويرادفها في اللغة العربية أيضًا "بشارة" كما تنطق أيضًا "إنجيل" (5) وتعنى كلمة "إنجيل" في العهد الجديد بصفة عامة "إنجيل المسيح"، وتعني في الأناجيل الأربعة بصفة خاصة "بشارة (إنجيل - εύαγγελιον- euangelion) الملكوت" (مت23:4)، "بشارة (إنجيل - εύαγγελιον- euangelion) ملكوت الله" (مر14:1) الذي جاء في شخص وكرازة المسيح، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فالمسيح هو ملك هذا الملكوت والمبشر والكارز به أيضًا:" وكان يسوع يطوف كل الجليل ويُعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة (بإنجيل - εύαγγελιον- euangelion) الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب" (مت23:4؛35:9)؟ وأعد تلاميذه للكرازة بهذا الملكوت وقال لهم "ويكرز ببشارة (بإنجيل - εύαγγελιον- euangelion) الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم" (مت14:24)؟ والكلمة المترجمة "بشارة" في هذه الآيات هي "إيوانجليون - εύαγγελιον – euangelion"، أي "إنجيل الملكوت" كما ترجمت "بشارة" و"إنجيل" في آية واحدة:" جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة (بإنجيل - εύαγγελιον – euangelion) ملكوت الله. ويقول قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (εύαγγελιον – euangelion)" (مر14:1)إذا فكلمة إنجيل في حد ذاتها تعني البشارة بملكوت الله الذي هو ملكوت المسيح ذاته، ومحتواها وجوهرها هو شخص المسيح ذاته، كما يقول الإنجيل نفسه "جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه" (أع1:1و2)، المسيح في شخصه وعمله وتعليمه، هو ذاته، الرسالة والبشارة والإنجيل، محور الإنجيل وجوهره، هدفه وغايته، كما أنه هو أيضًا حاملها وباعثها ومقدمها إلى العالم. ويلخص القديس بولس الرسول جوهر الإنجيل بقوله بالروح القدس "وأعرّفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضًا تخلصون أن كنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثا. فأنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمس مئة أخ أكثرهم باق إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين. وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا" (1كو15:1-8)إذا لا يوجد سوى إنجيل واحد هو إنجيل المسيح وأن كان الكتاب المقدس قد استخدم له تسميات متنوعة كلها تؤكد أنه إنجيل ملكوت الله أو إنجيل المسيح. القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
11 يوليو 2018

محبة الخدمة

و في الخدمة نراعي أمرين : محبة الخدمة ، و روح الخدمة فمن جهة محبة الخدمة ، يحب الشخص أن يعين كل من هو في حاجة ، و لا يستطيع أن يقوم بنفسه . و مع محبة القلب لكل المحتاجين و الإستعداد لمعونتهم ، قد يوجد تخصص في الخدمة : فهناك من يجد لذة في خدمة الأيتام بالذات ، و إعطائهم ما فقدوه من حنان الأبوة أو الأمومة . و هناك من يجد لذة في خدمة المرضي ، أو العجائز ، أو المسنين ، أو أطفال الحضانة ، أو المصدورين ، أو العائلات الفقيرة ، أو الطلبة المتغربين ، أو الفتيات المعرضات للضياع أو للإنحراف ومحبة الخدمة تلازمه في بيته و في عمله ، و في كل مكان إن جلس علي المائدة ليأكل ، يطمئن أن الجالسين معه لا ينقصهم شئ ، فيحضر لهذا كوب ماء . و بقرب من ذاك الملح أو الخبز و إذا انتهي الطعام يساعد في ترتيب المائدة و حمل الأواني ، و لا يتركها ثقلاً علي الوالدة أو الأخت أو الزوجة . كذلك إن قام من فراشه ، يرتبه ، و إن خلع ملابسه ، لا يتركها مبعثرة هنا و هناك في إنتظار من يجمعها لأن هناك من له خطأ مزدوج : فهو من ناحية لا يخدم غيره. ومن ناحية أخري يترك نفسه ثقلاً علي الآخرين ليخدموه و الخادم الحقيقي إنسان حساس نحو إحتياجات الناس : يجلس و يدرس و يتأمل ، ماذا يحتاج غليه الغير ، و كيف يدبر لهم إحتياجاتهم . و هذا أيضاً هو عمل الراعي النشيط و الخادم الروحي الناجح ، الذي يدرس ما يحتاج إليه الناس ، يدبر المشروعات و الأنشطة التي تفي بكافة إحتياجاتهم روحية و مادية ، دون أن يطلبوا منه ذلك . كثير منا من ينتقد الآخرين ، و قليلون من يهتمون بإصلاحهم النقد سهل يستطيعه كل أحد . و لكن إصلاح هؤلاء المخطئين ، هو العمل الروحي ، المملوء من المحبة العملية ، النافع للملكوت ، لأنه لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي سهل أن تطرد ولداً شاذاً من فصلك . و المطلوب إصلاحه و لا شك أنها خدمة عميقة و لازمة ، أن يتفرغ البعض لخدمة الأطفال و الطلبة الشواذ . ما أعظم أجر هذه الخدمة عند الله !ما أجمل أن تخدم الأماكن التي لا يوجد فيها اسم المسيح علي الأطلاق ، أو أن تخدم الذين يسخرون من الدين و التدين ! أو الذين لا يخدموا الكنيسة قبلاً ، و لا يريدون غالبية الخدام يبحثون عن الخدمة السهلة المعدة ، و أن يدخلوا علي ما لم يتعبوا فيه ، و يبنوا علي اساس وضعه اَخرأما المجاهدين الكبار ، فهم الذين يتعبون في تاسيس خدمات غير موجودة ، و لا مانع أن يدخل خدام اَخرون علي تعبهم فهكذا فعل السيد المسيح ، و ترك لنا مثالاً لنعمل . قال الرب : الحصاد كثير ، و الفعلة قليلون . أطلبوا من رب الحصد أن يرسل فعلة لحصاده . وفي كل مكان نجد هذا الإحتياج . و لعلنا نقول : كان الفعلة قليلين في ذلك الزمان يا رب . اما الآن فلنا عشرات الآلاف من الخدام يعملون في كرمك . فهل مازالت تنطبق علينا عبارة " الفعلة قليلون " ؟! نعم 0 الفعلة الذين لهم قوة الروح فى الخدمة قليلون أقصد الفعلة الذىيعمل فيهم روح الله بقوة ، الذين لخدمتهم تأثيرها العميق وثمرها المتكاثر 0 لا شك فى أن هؤلاء قليلون فالمسألة ليست مسألة عدد ، وإنما المهم هو وجود الخدام الذين لهم فاعلية وتأثير ، وقوة وروح الذين فى افواهم كلمة الرب الحية الفعالة 0 مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحى
المزيد
10 يوليو 2018

بولس الرسول الخادم

عندما وقف ليحاكم أمام فيلكس الوالي رفع يده محتجاً: "إلى قيصر أنا رافع دعواي" (اعمال 25 : 11) وهنا لم يجد الوالي مفراً من إرساله إلى روما ليحاكم هناك أمام القيصر، إذ كان من حق أي مواطن روماني أن يطلب محاكمته أمام القيصر ذاته والذي كان يسره ذلك بالطبع إذ يشعره بثقة الشعب فيه وعدله، غير أن القيصر لم يكن مستعداً دائما للجلوس لينظر قضايا الشعب ومن ثمّ تتراكم القضايا ليصبح العدد ضخما ينظره على فترات متباعدة. ولذلك فقد سمح للقديس بولس أن يستأجر له بيتاً يعيش فيه ريثما يأتي الوقت الذي يجلس فيه القيصر للقضاء وينظر فيه مظلمته. غير أن بقائه في بيت استأجره (فيما يشبه الآن السجون المفتوحة) كان يستلزم وجود حارس روماني يلازمه عن طريق قيد يربط بين اليد اليمين للأسير واليد الشمال للجندي في ورديات تتغير كل ثماني ساعات كان الجندي بطبيعة الحال ملتصقا بالقديس بولس فيسمع صلاته وتسبيحه وقراءاته في الكتب المقدسة، ويسمع كذلك العظات التي يلقيها على ضيوفه وردوده على أسئلتهم، ويسمع كذلك ما يمليه القديس من رسائل يرسلها إلى الكنائس، فتكون النتيجة أن يتعلّق الجندي بلمسيح ويصبح مسيحياً أفما يكفيه من القديس بولس ثماني ساعات كاملة لصيقاً به معايشاً له مقدماً له قدوة في القول والفعل ؟!. إذا لقد كان القديس يقدم للكنيسة ثلاثمسيحيين في اليوم الواحد (هم جنود الورديات الثلاث) فإذا كان قد مكث في ذلك السجن سنتين فقد قدم ألفي مسيحي وهو مسجون !!. أمّا أولئك الجنود فقد كانوا من الحرس الإمبراطوري، وهو الكتيبة التي تحتل ثكنة عسكرية بجوار القصر الإمبراطوري، والمنوطة بحراسة القصر ومدينة روما. وكان كل جندي بطبيعة الحال يتحدث مع من حوله عن خبرته الجديدة مما أسهم في نشر المسيحية في روما. وهناك إشارات إلى مثل ذلك في بعض رسائل القديس بولس "يسلم عليكم جميع القديسين ولا سيما الذين من بيت قيصر (فيلبي4 : 22). نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص
المزيد
09 يوليو 2018

قيمة الخدمة

إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة.. لكى يكون برا الله فينا" (2كو 17:5). قيمة الخدمة التى نؤديها تتحدد من خلال 5 أسئلة وهى : 1- ما مدى صدق الدافع (ما وراء خدمتى)؟ 2- ما مدى صدق الغاية (ليه)؟ 3- ما مدى وضوح الهدف.. هل هناك زعل أو أهداف أخرى؟ 4- ما مدى سلامة الوسيلة؟ وسيلتى صح ولا خطأ؟ 5- ما مدى سلامة العائد؟ هل النمو علاقات اجتماعية أم الناس أحزت أيه من خدمتك... ما هو مردود خدمتك؟ 1- صدق الدافع : هناك من يخدم بدافع ذاتى.. دافع مادى.. دافع عاطفى (مجموعة يتحب بعض لذلك يستخدم مع بعض فإذا ما تفتت المجموعة نلاقى الخادم امتنع عن الخدمة). الدافع الحقيقى يتلخص فيما يلى: آمنت ثم فأخذت ثم فأجبت ثم فتكلمت ثم فخدمت. آمنت : " آمنت لذلك تكلمت".. "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" اختبرت المسيح اختبار شخصى لولا أن الرجل الأعمى مؤمن لم يصرخ قائلاً: "يا ابن داود ارحمنى". أخذت : هذا الإيمان صار اختبار بدأت بشركة مع المسيح فاختبرت فى الضيقة فى السقوط فى العبودية فى المخاوف فى الاضطهادات... ما عندك من مواهب أخذته من عند ربنا لا تفتخر إنها حاجتك إيمان = ثقة الأخذ = اختبار. حب الناس : أول ما الإنسان يأخذ يمتلأ قلبه بالحب تجاه الناس فيبدأ يفكر فى خدمتهم بحب. تكلمت : ومن هذه المحبة يتكلم الخادم.. "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب".. "قد وجدنا يسوع".. "تعالوا وأنظروا إنسان قال لى كل ما فعلت العل هو المسيح". خدمت : لخدمة أعمال محبة وليست كلام.. عطية وبذل حتى الدم فتكون دعوتك وخدمتك مؤيدة بفعل صادق. السامرية ذهبت تكرز للسامريين فنها اكتشفت المسيح اللى أعلن لها عن كل خطاياها التى لا يعلمها أحد.. قيمة الخدمة تصدر عن صدق الدافع... آمنت.. أخذت.. أحببت.. تكلمت.. خدمت. 2- صدق الغاية : بتخدم ليه؟.. هل علشان نستخدم مواهبنا.. نتقبل مديح الناس نشبع غرورنا.. نمجد أنفسنا؟.. نعلم الناس..؟ ثلاثة أمور هى :المسيح.. الإنسان.. الملكوت. المضمون هو أيها البشر.. يسوع يحبكم.. فتح لكم الملكوت هذا المنهج سلكه يوحنا المعمدان ثم المسيح ثم التلاميذ.وهذا المنهج يشهد له كثيراً معلمنا مرقس ومعلمنا متى فى إنجيليهما.. "توبوا قد أقترب منكم ملكوت الله" توبوا خاصة بالبشر أقترب منكم المقصود بها تجسد السيد المسيح. ملكوت الله اللى ها نقتنيه فى القلب.. فيكون فى الكنيسة فيؤهلنا إلى ملكوت الأبدية بقوله: "لاتخف ايها القطيع الصغير. لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت" لو ضاع هذا المثلث تصير الخدمة بلا ثمر.. الإنسان المسيح خلصك لتحيا الملكوت... إذن صدق الغاية يعطى قيمة للخدمة "غايتى فى المسيح" نائلين غاية إيمانكم هى خلاص نفوسكم. 3- وضوح الهدف : هل هدفى من الخدمة خلاصى.. وخلاص أخوتى أحياناً أركز على خلاص نفسى ,اهمل خلاص المخدومين والعكس "جعلونى ناطورة الكروم وأما كرمتى فلم أنظره".. الخادم الناجح يسلك بمعادلة بحيث إن فعلت ذلك.. تخلص نفسك وآخرين الخادم الأمين لا يفيض فقط إنما قناة سالكة تمتلأ تقدم .. قناة سالكة بين خزانات المياه الإلهية وبين احتياجات الخدمة وهنا الهدف واضح: خلاص النفس وليس إظهار الذات "أقمع جسدى واستعبده" المقصود بالجسد جسد النفس والذات وهو ما يسمى بالروحانية الجسدانية (انشقاق وتحزب) أى أقمع خطاياه وأستعبد كيانى ا داخلى لئلا بعد ما كرزت للآخرين أصير أنا مرفوضاً. إذن الهدف الواضح هو : أخدم لكى أخلص ولكى يستخدمنى الرب لخلاص الآخرين.. ممكن بعد ما يثمر الخادم ربنا يأمر باستقالته يأتى خادم جديد يدخل على تعب الخادم الأول ويكون كل شئ على مايرام نجد الخادم الثانى يصور لنفسه أنه أنجز وأثمر رغم أن التعب كان تعب الأول. 4- سلامة الوسيلة : لوسيلة لابد أن تكون سماتها :شرعية - روحانية - مستقيمة. شرعية : أى بإرسالية من الكنيسة.. فبولس الرسول كان مع التلاميذ وقال عنه: افرزوا لى برنابا وشاول كان باستطاعته أن يرفض وضع يد بطرس عليه بعد هذا النداء بالإفراز ونجد بمثابة دعوة لخلاصه ليس لأنه أفضل من البقية إنما لكى تحفظه عندما يأتى بطرس ويوحنا لوضع ايديهما عليه يشعر أنه غير مستحق ولكن يقبل لأجل الدعوة.. روحانية : فلتكن الخدمة مكتبة - معرض - حضانة .. الخ ليست الخدمة خدمة كلام فقط.. ممكن تكون ابتسامة "بكلامك تتبرر وبكلامك تدان"... قيمة الخدمة ليست بنوعيتها من حيث معوقين - مكتبة - معرض إنما بالدسم الروحى الذى بداخلها.. فلتكن خدمة نظافة ولكن نؤديها باتضاع.. عمل مشغل.. الهدف منه جمع النفوس من الشارع.. يرتلوا.. إنجيل مفتوح.. كلمة صغيرة (مسحة روحية). مستقيمة : من خلال الخدمة لا تكسر المبادئ.. خدمة خالية من التلوث.. التحزب.. الشقاق.. البدع.. الخ. 5- سلامة العائد : وهو يظهر فى المخدومين.. وذلك بأن يرتبط المخدوم بخمسة وهى : 1- يرتبط بربنا : أحسن لاهوتى هو المصلى. أحسن لا هوتى هو الشهيد إذن أحسن لاهوتى هو ما يعيش مع ربنا.. 2- بوليكاربوس لما أرادوا أن يحرقوه سخر منهم قائلاً.. أن هذه وسيلة سريعة توصله لربنا. يرتبط بالكنيسة يصبح المخدوم عضو فى الكنيسة فى جسد المسيح يشعر بشركة القديسين يعيش الأسرار داخل الكنيسة سيدة بسيطة تسكن بجوار كنيسة لما سألوها عن ربنا ماذا تعرف عنه وضعت يدها على حائط الكنيسة وقالت هنا.. 3- يرتبط بالخدمة يصبح له دور فى الخدمة والكنيسة. 4- الشهادة : الناس الذين من الخارج يروا الأعمال مثلما يقول الكتاب: "ليرى الناس أعمالكم فيمجدوا أبوكم الذى فى السموات".. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
08 يوليو 2018

يَسُوع المُعَلِّمْ جزء1

مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِ مَتَّى البَشِير إِصْحَاح 13﴿ وَبِدُون مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ ﴾( مت 13 : 34 ) رَبَّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد عِنْدَمَا كَانَ يُعَلِّم بِأمْثَال لِيَضْمَن أنَّ أفْكَارُه قَدْ إِسْتَوْعَبُوهَا رَبِّنَا يَسُوع كَانَ لَهُ سِمَات كَمُعَلِّم . سِمَات يَسُوع كَمُعَلِّمْ :- (1) التَّشْبِيهَات دَائِماً كَانَ يُبَسِّط الأُمور جِدّاً وَأصْعَب الأُمور وَأعْمَقْهَا كَانَ يَأتِي بِهَا فِي صُورِة مَثَل . (2) القِصَص قَصَّاص بَدِيع وَمِنْ أرْوَع فُصُول الكِتَاب أدَبِياً قِصَّة الإِبْن الضَّال مِنْ نَاحِيَة الأُسْلُوب الأدَبِي . (3) المُقَارَنَات كَيْ يِفَهِّمْنَا يُقِيم مُقَارَنَات وَالمُقَارَنَات دَائِماً تَزِن المَعْنَى وَتُقَوِّيه عَذَارَى حَكِيمَات وَعَذَارَى جَاهِلاَت . (4) وَسَائِل إِيضَاح كَانَ يُعْطِي شِئ مَوْجُودٌ يَتَكَلَّم عَنْهُ . (5) أُسْلُوب الحِوَار وَالسُؤال . (1) التَّشْبِيهَات :- لاَبُدْ أنْ نَعْرِف أنَّ الفِئَات الَّتِي تَعَامَل مَعَهَا يَسُوع عَدِيدَة وَعَصْرُه كَانَ عَصْر فَلْسَفَة عَالِيَة أوْ جَهْل صَيَّادٌ مُزَارِع وَلاَ تُوْجَدٌ وَسَطِيَّة لِذلِك إِمَّا تَجِدٌ فَلاَسِفَة أوْ تَجِدٌ بُسَطَاء وَهكَذَا كَانَ هُوَ فِي تَعَالِيمُه فَكَانَ مِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي إِسْتَخْدِمْهَا التَّشْبِيهَات يِكَلِّمَك عَنْ المَلَكُوت وَيَقُول مَثَل بِذْرَة تَخْتَفِي ثُمَّ تَظْهَر هكَذَا المَلَكُوت بِذْرَة تَدْخُل دَاخِلَك وَتَتَفَاعَل فَتَظْهَر عَلِيك عَلاَمَات النِّعْمَة بِذْرَة تُوضَعْ فِي الأرْض فَتَطْرَح شَجَرَة كِبِيرَة إِتَّبَعْ رَبِّنَا يَسُوع أُسْلُوب التَّشْبِيهَات فِي تَعَالِيمُه بِطَرِيقَة بَسِيطَة جِدّاً وَعَمِيقَة جِدّاً كَانَ يَسُوع يَتَعَامَل مَعَ كُل فِئَات المُجْتَمَع مَعَ المُزَارِع وَرَاعِي الغَنَمْ لأِنَّهُ فِي مَنْطِقَة سَاحِلِيَّة جَلِيل الأُمُمْ كَقَوْل أشْعِيَاء النَّبِي ( أش 9 : 1) وَتَجِدٌ الصَّيَادٌ وَالكَتَبَة وَالفِرِّيِسِيُّون وَالصَيَارِفَة وَالعَشَّارِين إِذاً فِئَات مُخْتَلِفَة يَتَكَلَّمْ مَعَهَا فَيَقُول أمْثَال يَفْهَمْهَا الصَّيَادٌ وَالمُزَارِع وَالرَّاعِي وَالفِرِّيسِي وَ يُكَلِّمَهُمْ بِثَقَافِتْهُمْ كَمُعَلِّم مَاهِر يَخْتَار الأُسْلُوب المُنَاسِب وَأفْضَل التَّشْبِيهَات عِنْدَمَا تَعْرِض الأمر بِأُسْلُوب بَسِيط تُؤخَذْ فِكْرَة أنَّ الأمر بَسِيط لكِنْ عِنْدَمَا تَعْرِض الأمر بِأُسْلُوب مُعَقَدٌ تُؤخَذْ فِكْرَة أنَّ الأمر مُعَقَدٌ يَسُوع قَدَّم المَلَكُوت وَالخَلاَص بِأُسْلُوب سَهْل لِيَعْرِفُوا أنَّ الأمر سَهْل يِكَلِّمْ رَاعِي الغَنَمْ عَنْ خَرُوف ضَلْ لِيَعْرِف أنَّهُ الخَاطِي الَّذِي ضَلْ وَسَهْل إِنُّه يِعُودٌ وَقَدْ يَقُول الرَّاعِي بِالفِعْل هذَا الأمر عِشْتُه حَتَّى رَبَّات البُيُوت يَقُول لَهُنَّ أنَّ المَلَكُوت يُشْبِه خَمِير يَخْتَبِئ فِي ثَلاَثَة أكْيَال دَقِيق فَيَنْتَشِر فِيهِ هكِذَا المَلَكُوت شِئ بَسِيط لكِنْ بِهِ قُوِّة حَيَاة وَيُؤثِّر فِي كُل مَنْ حَوْلُه يَنْتَشِر دُونَ أنْ يَسْألُه أحَدٌ فَتَجِدَهُنَّ يَقُولْنَ نَعَمْ سَنَأخُذ المَلَكُوت دَاخِلْنَا وَنُخَبِّئُه يُكَلِّمْ الصَّيَادٌ وَيَقُول شَبَكَة مَطْرُوحَة فِي البَحْر وَبَعْد أنْ يَجْمَعُوا السَّمَك يَفْرِزُون الجِيَاد وَيُوضَعْ فِي أوْعِيَة أمَّا السَّمَك الرَّدِئ يُلْقَى فِي البَحَر مَرَّة أُخْرَى ثُمَّ يَقُول سَتَأتِي المَلاَئِكَة وَتَفْرِز كَمَا يَفْرِز الصَّيَادٌ السَّمَك فَيَقُول الصَّيَادٌ أنَا رَكِّزْت فِي المَثَل وَلَنْ أنْسَاه وَكُلَّمَا ذَهَبْت لِلصِيد أقُول لِنَفْسِي هَلْ أنَا مِنْ الجِيَاد الَّتِي تُؤخَذْ فِي أوْعِيَة أم أنَا مِمَّنْ يُطْرَح فِي البَحْر ؟سِفْر الأمْثَال تَنَبَّأ عَنْ أُسْلُوب رَبِّنَا يَسُوع فِي الأمْثَال وَقَالَ ﴿ سَأفْتَحُ بِأمْثَالٍ فَمِي ﴾ ( مت 13 : 35 ) نُبُوَّة عَنْ يَسُوع الَّذِي يَتَكَلَّمْ بِأمْثَال مِنْ قَبْلُه بِألْف سَنَة هذَا غِير النُبُوَّات عَنْ مِيلاَدُه وَحَيَاتُه وَصَلْبُه وَ لِذلِك أُسْلُوب التَّشْبِية أُسْلُوب رَائِع حَقَائِقٌ اللاَهُوت صَعْبَة وَالكِنِيسَة تُبَسِّط لَنَا الأمر وَتَقُول مِثْل إِتِحَادٌ الفَحْم وَالنَّار لِنَفْهَمْ المَعَانِي الصَعْبَة وَنَقُول أنَّ النَّار إِتَحَدِت بِالفَحْم وَلَمْ تَصِر النَّار كَمَا هِيَ وَلاَ الفَحْم كَمَا هُوَ بَلْ صَارَت جَمْرَة لَهَا صِفَات النَّار وَصِفَات الفَحْم وَلاَ تَسْتَطِيعْ أنْ تَفْصِل بَيْنَهُمَا وَلاَ تَقْطَعْ جُزْء وَتَقُول هذَا هُوَ النَّار فَقَطْ أوْ الفَحْم فَقَطْ قِدِّيسِي الكِنِيسَة لَجَأُوا إِلَى تَبْسِيط المَعَانِي عَنْ طَرِيقٌ التَّشْبِيهَات كُلِّنَا نَتَكَلَّمْ عَنْ الثَّالُوث وَنُشَبِّهَهُ بِالشَّمْس وَالشُّعَاع وَالحَرَارَة الأمر الَّذِي يَصْعُب عَلَيْكَ شَرْحُه إِسْتَخْدِم لَهُ تَشْبِيهَات شَرَح الأنْبَا رُوفَائِيل التَّجَسُد الَّذِي عِنْدَمَا جَاءَ قُلْنَا هَلْ يُعْقَل أنْ يَأتِي الله فِي الجَسَد ؟ رَغْم أنَّنَا نَعْلَم كُل النُبُوَّات فَقَالَ الأنْبَا رُوفَائِيل أنَّهُ مِثْل إِمْرَأة أحْضَرَت وَرَقَة لِسَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة تَقُول لَهُ فِيهَا صَلِّي لإِبْنِي لأِنَّهُ مَرِيض فَيَقُول لَهَا سَيِّدْنَا إِكْتِبِي بَيَانَاتُه فِي وَرَقَة وَبِنِعْمِة الله رَبِّنَا يِشْفِيه وَسَآتِي لِزِيَارَتِكُمْ وَعِنْدَمَا يَطْرِق سَيِّدْنَا البَابَا بَاب هذِهِ السَيِّدَة لِزِيَارَتِهَا تَقُول لَهُ مَنْ ؟ يُجِيبَهَا أنَا البَابَا شِنُودَة فَتُجِيبُه قُلْ كَلاَم آخَر وَعِنْدَمَا يَدْخُل بَيْتِهَا تَقُول لَهُ لِمَاذَا تَعَبْت وَأتَيْت بِنَفْسَك كَانَ يُمْكِنَك أنْ تُرْسِل مَنْدُوب مِنْ عِنْدَك هكَذَا نَحْنُ أمَام التَّجَسُد عِنْدَمَا تَجَسَّد رَب المَجْد يَسُوع قُلْنَا كَانَ يُمْكِنُه أنْ يُرْسِل غَيْرُه وَقَدْ نَقُول كَانَ يُمْكِنُه أنْ يِسَامِح وَيَصْفَح عَنْ آدَم عِنْدَمَا أكَلْ مِنْ الشَّجَرَة وَيَقُول لِنُعْطِي تَشْبِية طِفْل حَذَّرُه أبُوه مِنْ زُجَاجِة صَبْغِة يُود وَيَقُول لَهُ لاَ تَشْرَب مِنْهَا ثُمَّ يَنْظُر لَهَا الطِّفْل وَيَقُول أنَّ بِهَا عَصِير وَأبِي لاَ يُرِيدَنِي أنْ أشْرَبْهَا لِيَشْرَب هُوَ فَيَشْرَب الزُّجَاجَة وَتَظْهَر عَلِيه أعْرَاض التَسَمُّمْ وَعِنْدَمَا تَخَاف عَلِيه أُمُّه وَتُبَلِّغ أبُوه مَا فَعَلَهُ الطِّفْل كَانَ يُمْكِنْهَا أنْ تَقُول لَهُ سَامْحُه كَيْفَ ؟ لاَبُدْ أنْ يِعَالْجُه هكَذَا سُقُوط آدَم أفْسَد المَلاَمِح وَقَطَّعْ الصِلَة لِذلِك لاَ تَكْفِي المُصَالَحَة وَالصَفْح لأِنَّ الصُورَة تَشَوَهَتْ لِذلِك القِدِيس أثَنَاسْيُوس وَالقِدِيس كِيرِلُس مِنْ أكْثَر القِدِّيسِينْ الَّذِينَ إِسْتَخْدِمُوا التَّشْبِيهَات لأِصْعَب الحَقَائِق الله قَالَ لِلأُمَّة اليَهُودِيَّة أنَّهُ سَيَأتِي وَتُوْجَدٌ سِتَّة وَسِتُون نُبُوَّة تَحْكِي تَفَاصِيل حَيَاة يَسُوع مَلِك وَكَاهِن وَأنَّهُ سَيُصْلَب وَأُمُّه عَذْرَاء وَلاَ بِدَايَة لَهُ وَلاَ نِهَايَة .. هُوَ قَاضِي وَسَيَأتِي قَبْلُه مَنْ يُمَهِّدٌ لَهُ كُل شِئ عَنْهُ وَبِالفِعْل تَحَقَّقَتْ فِيهِ كُل النُبُوَّات فِي العَهْد الجَدِيد كُل هذَا الأُمَّة اليَهُودِيَّة تَعْرِفُه لكِنْ عِنْدَمَا تَجَسَّد قَالُوا أنْتَ لَسْتَ المَسِيَّا مِثَال لِذلِك قَدْ يَقُول لَك شَخْص أنَّ أبُونَا يُوحَنَّا نَصِيف كَاهِن كِنِيسِة المُرْقُسِيَّة سَيَأتِي الإِجْتِمَاع الأُسْبُوع القَادِم ثُمَّ يُحَدِّدٌ لَك الوَقْت الَّذِي سَيَأتِي فِيهِ وَالمَوْضُوع الَّذِي يَتَكَلَّمْ فِيهِ وَعِنْدَمَا يَأتِي أبُونَا يُوحَنَّا إِلَى الكِنِيسَة نَسْألُه مَنْ أنْتَ ؟ فَيَقُول أنَا أبُونَا يُوحَنَّا تُجِيبُه لاَ لَسْتَ أنْتَ كَيْفَ ؟ أنْتَ تَعْرِف كُل شِئ عَنْهُ قَبْل أنْ يَأتِي فَكَيْفَ تَقُول لَهُ لَسْتَ أنْتَ ؟ هكَذَا فَعَلْ اليَهُود الَّذِينَ كَانَ كُل مَا يَشْغِلْهُمْ هُوَ المَسِيَّا وَالَّذِي لَمْ يَسْعِفُه بِرُّه أنْ يَعْرِفُه مِنْ مِيلاَدُه كَانَ يُمْكِنُه أنْ يَعْرِفُه مِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان السَّابِقٌ كَانَ يُمْكِنُه أنْ يَعْرِفُه مِنْ مُعْجِزَاتُه العُمْي يُبْصِرُون وَتَفْتِيح أعْيُن العُمْيَان هِيَ مُعْجِزَة مِسْيَانِيَّة وَالبُرَّص يُطَهَّرُون وَالعُرْج يَمْشُون وَكَأنَّهُ يُؤكِّد أنَّهُ المَسِيَّا وَرَغْم ذلِك لَمْ يَعْرِفُوه ﴿ وَبِدُون مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ ﴾ يَقُول لِلرَّاعِي أنَّ الرَّاعِي يَفْصِل الجِدَاء عَنْ الخِرَاف وَيَقُول لِلمُزَارِع الطَّرِيقٌ وَالشُوك وَالبِذْرَة وَالأرْض الجَيِّدَة أيْضاً كَانَ يِرَاعِي اليَهُود وَالرُّومَان فَتَجِدُه يَتَكَلَّمْ مَرَّة عَنْ عُمْلِة الإِسْتَار وَمَرَّة عَنْ الدِّرْهَم وَمَرَّة عَنْ الفِضَّة وَمَرَّة عَنْ الوَزْنَة عُمْلاَت خَاصَّة بِاليَهُود وَعُمْلاَت خَاصَّة بِالرُّومَان أشْهَر عُمْلَة رُومَانِيَّة هِيَ الدِّينَار وَأشْهَر عُمْلَة يَهُودِيَّة هِيَ الفِضَّة وَغَالِباً تُعَادِل الدِّينَار أيْضاً الدِّرْهَم عُمْلَة رُومَانِيَّة وَيُسَاوِي دِينَار لكِنُّه مُخْتَلِف فِي الشَّكْل أي الدِّرْهَم فَضَّة وَالدِّينَار وَرَق وَالإِثْنَان مُتَسَاوِيَان وَيُسَاوِي عُمْلِة الفَضَّة عِنْدَ اليَهُود الإِسْتَار عُمْلَة رُومَانِيَّة تُسَاوِي أرْبَعَة دِينَار لِذلِك قَالَ لِبُطْرُس إِدْفَع مِنْهُ الضَّرِيبَة الوَزْنَة عُمْلَة رُومَانِيَّة وَتُسَاوِي مَائَة دِينَار مَثَل الوَزَنَات يَفْهَمُه الرُّومَان المَنَا عُمْلَة يَهُودِيَّة وَتُسَاوِي سِتُّونَ وَزْنَة وَالوَزْنَة تُسَاوِي مَائَة دِينَار إِذاً المَنَا تُسَاوِي سِتَّة آلاَف دِينَار الفِلْس عُمْلَة يَهُودِيَّة الفِضَّة تُسَاوِي مَائَة فِلْس إِذاً عِنْدَمَا كَانَ يَتَكَلَّمْ كَانَ يِرَاعِي الثَّقَافَة وَالفِئَة وَإِنْ كَانْ الغَالِبِيَّة يَهُود يَقُول * المَنَا * وَعِنْدَمَا يَكُون الغَالِبِيَّة رُومَان يَقُول * الوَزْنَة * عِنْدَمَا أرَادَ أنْ يَقُول أهَمْ شِئ هُوَ الدَّاخِل قَالَ نَقِّي دَاخِل الكَأس ( مت 23 : 26 )وَعِنْدَمَا كَانَ يُكَلِّمَهُمْ عَنْ المَظْهَرِيَّة وَالشَكْلِيَّة قَالَ القُبُور المُبَيَّضَة ( مت 23 : 27 ) لأِنَّ الَّذِي يَأتِي لِلفِصْح كَانَ يَكْتُب لَهُ لاَفِتَات عِنْدَ القُبُور وَيُعْطُوهَا لُون مُمَيِّز حَتَّى لاَ يَمِسَّهَا أحَدٌ وَيَتَنَجَّس هكَذَا قَالَ لِليَهُود القُبُور المُبَيَضَة لكِنْ دَاخِلْهَا عِظَام نَجَاسَة الرُّومَان لاَ يَفْهَمُونَ ذلِِك . (2) القِصَص :- يَقُص قِصَّة يُرِيدْ أنْ يُكَلِّمْ اليَهُود وَيَقُول لَهُمْ هُنَاك كَرْم أرْسَل صَاحِبُه عَبِيد إِلَى الكَرَّامِين فَضَرَبُوهُمْ وَأهَانُوهُمْ فَأرْسَل إِبْنُه فَقَتَلُوه فَقَالَ صَاحِب الكَرْم يَأخُذ الكَرْم وَيُسَلِّمُه لِكَرَّامِين آخَرِينْ( مت 21 : 33 – 41 ) اليَهُود فَهَمُوا كَلاَمُه أنَّهُ عَنْهُمْ فَيَقُول لَهُمْ أرْسَلْت أنْبِيَاء فَقَتَلْتُوا مِنْهُمْ وَأهَنْتُوا بَعْضُهُمْ وَأرْسَلْت إِبْنِي فَقَتَلْتُمُوه لِذلِك سَأجْعَل كِنِيسِة العَهْد الجِدِيد بَدَلاً عَنْكُمْ مَنْ لَهُ أُذُن لِلسَمَع فَلْيَسْمَع عِنْدَمَا أحَدِّثَك حَدِيث مَقَالِي تِشْرِدٌ لكِنْ عِنْدَمَا أقُص لَك قِصَّة تَنْتَبِه لأِنَّ المَعْلُومَة تِرَكِّز فِيهَا بِذِهْنَك لكِنْ القِصَّة تِرَكِّز فِيهَا بِذِهْنَك وَخَيَالَك وَإِنْفِعَالَك وَتَعَاطُفَك تَتَعَاطَف مَعَ القِصَّة مَعَ فِئَة دُونَ فِئَة لِذلِك كَلَّمَهُمْ عَنْ القَاضِي الظَّالِم وَقَالَ لَهُمْ قِصَص بِهَا عَنَاصِر مُسْتَفِذَّة لأِنَّ القِصَّة تُنْشِئ تَعَاطُف وَتُنْشِئ تَرَقُّبْ إِنْتِظَار وَتَشْوِيقٌ وَهذِهِ هِيَ فِكْرِة الدِرَامَا يُقَدِّم لَك قِصَّة فِي ثَلاَثِين سَاعَة بَيْنَمَا يُمْكِنْ سَرْدَهَا فِي سَاعَة وَاحِدَة فَقَطْ لكِنُّه يِعْمِل بِهَا أُسْلُوب تَرَقُّب وَتَشْوِيقٌ يَجْعَلْهَا تَسْتَغْرِقٌ ثَلاَثِينَ سَاعَة يَسُوع إِسْتَغَلَّ فُضُول الإِنْسَان فِي أُسْلُوبُه وَيَقُول إِنْسَان نَازِل مِنْ بَلَدُه فَضَرَبَهُ اللُصُوص وَتَرَكُوه قَرِيب مِنْ المُوْت وَمَاذَا بَعْد ذلِك ؟ يَقُول مَرَّ عَلَيْهِ كَاهِن مَاذَا فَعَل ؟ يَقُول تَرَكَهُ وَمَضَى ثُمَّ مَرَّ عَلَيْهِ لاَوِي( لو 10 : 30 – 37 ) قِصَّة بِهَا تَشْوِيقٌ وَتُثِير الفُضُول لِمَعْرِفَة نِهَايَتِهَا أيْضاً كَانَ أحْيَاناً يَقُول قِصَّة ثُمَّ يُفَسِّرْهَا كَانَ لِدَائِن مَدِينَان عَلَى الوَاحِدٌ خُمْسُمَائَة دِينَار وَعَلَى الآخَر خَمْسُون وَ( لو 7 : 41 ) قِصَّة شَيِّقَة تَحْتَاج تَفْسِير وَلِنَرَى قِصَّة الإِبْن الضَّال وَالسَّامِرِي الصَّالِح وَالكَرَّام وَالكَرَّامِينْ وَ لَيْتَكَ تَرَى الأُسْلُوب القِصَصِي مِنْ أيْنَ أخَذَهُ يَسُوع ؟ أرْمَلَة بَسِيطَة مِنْ أجْل لَجَاجَتِهَا يَنْصِفْهَا القَاضِي كَانَ مَعْرُوف أنَّهُ عِنْدَ الغُرُوب لاَ تُوْجَدٌ حَرَكِة بِيع وَشِرَاء لِذلِك جَاءَ شَخْص لِرَجُل مَعْرُوف أنَّهُ يَخْبِز خُبْز وَطَلَبْ مِنْهُ أرْغِفَة وَلأِجْل لَجَاجَتِهِ أعْطَاه إِذاً لِح فِي طَلَبْ يَسُوع لِذلِك عِنْدَمَا كَانَ يَسُوع يَتَوَاجَد فِي مَكَان تَجِدٌ حَوْلُه جُمُوع لأِنَّ حَدِيثُه جَذَّاب جَمِيل تَتَشَوَّقٌ لِسَمَاعُه هُنَاكَ فِئَة لَهَا جُذُور فِي العَهْد القَدِيم مِنْ قَبْل مَجِئ يَسُوع فِئَة تَمِيل لِلعَقْلاَنِيَّة البَحْتَة الَّذِينَ تَحَوَّلُوا فِيمَا بَعْد إِلَى الغُنُوسِيُون أرَادَ يَسُوع أنْ يُهَاجِم الغُنُوسِيَّة فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مُبَاشَرَةً لكِنُّه أعْطَى تَعَالِيم ضِد الغُنُوسِيَّة وَالغُنُوسِيَّة أتْعَبِت الكِنِيسَة كَثِيراً لأِنَّهَا تَمِيل لِمَعْرِفَة الله العَقْلاَنِيَّة وَكَانَ مِنْهَا أرْيُوس لِذلِك قَالَ لَهُ القِدِيس أثَنَاسْيُوس إِنْ كَانَ يَسُوع لَيْسَ إِله إِذاً لاَ يُوْجَدٌ فِدَاء وَبِالتَّالِي أنَا مَازِلْت تَحْت الحُكْم كَيْفَ ؟ أرْيُوس عَقْلاَنِي وَأثَنَاسْيُوس رُوحَانِي لَمْ يُعَارِض أرْيُوس كَشَخْص بَلْ كَفِكْر وَكَانَ كُل الإِخْتِلاَف عَلَى حَرْف وَاحِدٌ بَيْنَ * هُومُو إِثْيُوس & هُومِي إِثْيُوس ** هُومُو إِثْيُوس * تَعْنِي * طَبِيعَة وَاحِدَة * بَيْنَمَا * هُومِي إِثْيُوس * تَعْنِي * طَبِيعَتَان * لِذلِك أتَى رَبِّنَا يَسُوع بِتَعَالِيمْ بَسِيطَة كَيْ يُعَلِّمْ كُل النَّاس وَتَعَالِيمُه تَمِس الحَيَاة العَمَلِيَّة فَيَقُول إِنْ أخْطَأ أخَاك سَامْحُه بِينَك وَبِينُه وَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ عَاتْبُه وَإِنْ لَمْ يِسْمَع إِدْخِل الكِنِيسَة فِي الأمر تَكَلَّمْ عَنْ المَلَكُوت حَيْثُ لاَ يُفْسِد سُوسٌ ( مت 6 : 20 ) يَقُول إِنْسَان صَنَعَ وَلِيمَة وَلَمْ يَجِدٌ إِسْتِجَابَة مِنْ المَدْعُويِنْ فَقَالَ دَعُوا الَّذِينَ فِي الطُرُقَات ( مت 22 : 1 – 14) كَانُوا خَائِفِين مِنْ الوَلِيمَة لأِنَّ الوَلِيمَة كَانِتْ تُكَلِّف أمْوَال لِذلِك لَمْ تَكُنْ مَجَّانِيَّة بَلْ إِمَّا سَيَدْفَعْ كَيْ يَدْخُلْهَا وَإِمَّا سَيَخْسَر فِيهَا تَشْبِيهَات وَقِصَص بَسِيطَة تُعْطِي المَعَانِي عِنْدَمَا تَرَى فِكْرَة صَعْبَة إِبْحَث عَنْ قِصَّة وَتَشْبِية سَتَجِدٌ أنَّ القِصَّة تَثْبُت أكْثَر مِنْ الفِكْرَة عِنْدَ المَخْدُومِينْ لِذلِك أُرْبُط أفْكَارَك بِقِصَص كَلِّمْهُمْ عَنْ الإِتِضَاع وَقَالَ عِنْدَمَا تُدْعَى لِوَلِيمَة لاَ تَفْتَخِربَلْ إِجْلِس فِي المَقَاعِد الخَلْفِيَّة وَإِنْ أرَادَ صَاحِب الوَلِيمَة أنْ يُقَدِّمَك سَيُقَدِّمَك هكَذَا أنْتَ فِي حَيَاتَك كُنْ مُتَضِع كَيْ يُقَدِّمَك فِي الوَلِيمَة السَّمَاوِيَّة أصْعَب المَعَانِي الرُّوحِيَّة تَكَلَّمْ عَنْ حَقِيقَة مُوتُه وَصَلْبُه وَقَالَ إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّة الحِنْطَة وَتَمُت( يو 12 : 24 ) كَلِّمْهُمْ عَنْ أدَق المَعَانِي الَّتِي تَمِس الخَلاَص بِأبْسَط الأسَالِيب كَيْ يَسْتَوْعِبُوا أُسْلُوب رَبِّنَا يَسُوع فِي التَّعْلِيم أُسْلُوب مُمْتِعْ نَحْنُ مُحْتَاجِين أنْ نَقْتَدِي بِهِ رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الاسكندرية
المزيد
07 يوليو 2018

آباؤنا الرسل وخدمة التسبيح

بعد قيامة رب المجد يسوع استمر الآباء الرسل في الذهاب إلى الهيكل للصلاة ويذكر سفر الأعمال مواظبة الآباء الرسل على صلوات السواعي بالهيكل ومع أن الذبائح الدموية (انتهت فاعليتها) لأنها كانت مجرد رمز للفداء وبطلت بالصليب لكنهم كانوا يجتمعون في الهيكل وخاصة في رواق سليمان:"تراكَضَ إليهِمْ جميعُ الشَّعبِ إلَى الرواقِ الذي يُقالُ لهُ "رِواقُ سُلَيمانَ" وهُم مُندَهِشونَ" (أع11:3) "وكانَ الجميعُ بنَفسٍ واحِدَةٍ في رِوَاقِ سُلَيمَانَ" (أع12:5) وهو نفس المكان الذي كان يتواجد فيه الرب يسوع "وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمشَّى في الهَيكَل في رِوَاقِ سُلَيمَانَ" (يو23:10) ماذا كانوا يفعلون في رِوَاقِ سُلَيمَانَ؟ بكل تأكيد كانوا يواظبون على الصلاة والتسبيح والمزامير"وكانوا كُلَّ حينٍ في الهيكلِ يُسَبحونَ ويُبارِكونَ اللهَ" (لو53:24)، وكان حضورهم أيضًا مرتبطًا بمواعيد الصلاة في الهيكل فمثلاً قيل: "وصَعِدَ بُطرُسُ ويوحَنا مَعًا إلَى الهيكلِ في ساعَةِ الصَّلاةِ التّاسِعَةِ" (أع1:3)، وقد ورد أيضًا ذكر الساعة الثالثة في (أع15:2)، والساعة السادسة "صَعِدَ بُطرُسُ علَى السَّطحِ ليُصَليَ نَحوَ السّاعَةِ السّادِسَةِ" (أع9:10)، والساعة التاسعة في (أع3:10) وقد قيل عن كل جماعة المؤمنين: "وكانوا كُلَّ يومٍ يواظِبونَ في الهيكلِ بنَفسٍ واحِدَةٍ" (أع46:2)،"وكانوا لا يَزالونَ كُلَّ يومٍ في الهيكلِ وفي البُيوتِ مُعَلمينَ ومُبَشرينَ بيَسوعَ المَسيحِ" (أع42:5)، وكان هذا كله متوافقًا مع المزمور القائل: "مساءً وصباحًا وظُهرًا أشكو وأنوحُ، فيَسمَعُ صوتي" (مز17:55) ما أجمل هذه الروح النُسكية العميقة التي كان يعيش بها آباؤنا الرسل مع الجيل الأول المسيحي "هؤُلاءِ كُلُّهُمْ كانوا يواظِبونَ بنَفسٍ واحِدَةٍ علَى الصَّلاةِ والطلبَةِ، مع النساءِ، ومَريَمَ أُم يَسوعَ، ومع إخوَتِهِ" (أع14:1)، "ولَمّا حَضَرَ يومُ الخَمسينَ كانَ الجميعُ مَعًا بنَفسٍ واحِدَةٍ" (أع1:2)، "وكانوا يواظِبونَ علَى تعليمِ الرُّسُلِ، والشَّرِكَةِ، وكسرِ الخُبزِ، والصَّلَواتِ" (أع42:2)، "مُسَبحينَ اللهَ، ولهُمْ نِعمَةٌ لَدَى جميعِ الشَّعبِ" (أع47:2) كانت حياتهم كلها تسبيح وصلاة وشكر حتى في أقسى الظروف، وكانت تسابيحهم إقتباسات من المزامير "فلَمّا سمِعوا، رَفَعوا بنَفسٍ واحِدَةٍ صوتًا إلَى اللهِ وقالوا: أيُّها السَّيدُ، أنتَ هو الإلهُ الصّانِعُ السماءَ والأرضَ والبحرَ وكُلَّ ما فيها" (أع24:4)، "ولَمّا صَلَّوْا تزَعزَعَ المَكانُ الذي كانوا مُجتَمِعينَ فيهِ، وامتَلأَ الجميعُ مِنَ الرّوحِ القُدُسِ، وكانوا يتكلَّمونَ بكلامِ اللهِ بمُجاهَرَةٍ" (أع31:4)، وعندما كان بطرس في السجن صلّت الكنيسة بلجاجة من أجله (أع5:12)، وكذلك كان بولس وسيلا في السجن "ونَحوَ نِصفِ اللَّيلِ كانَ بولُسُ وسيلا يُصَليانِ ويُسَبحانِ اللهَ، والمَسجونونَ يَسمَعونَهُما" (أع25:16) كانت معظم هذه التسابيح تُقام في هيكل أورشليم، ثم يُقيمون الإفخارستيا في البيوت، بدلاً – طبعًا – من الإشتراك في الذبائح الدموية بالهيكل، حيث حَلْ هنا المرموز إليه بدلاً من الرمز "وفي أوَّلِ الأُسبوعِ إذ كانَ التلاميذُ مُجتَمِعينَ ليَكسِروا خُبزًا، خاطَبَهُمْ بولُسُ وهو مُزمِعٌ أنْ يَمضيَ في الغَدِ، وأطالَ الكلامَ إلَى نِصفِ اللَّيلِ" (أع7:20)ومع انتشار الآباء الرسل في العالم ليكرزوا بإنجيل المسيح، حملوا معهم هذا الكنز العظيم الذي للتسبيح حتى تتعلّم كل الشعوب تسبيح الله وتمجيده. (1) استمرار التسبيح في الكنيسة المسيحية:- التسبيح في الكنيسة هو أعظم كنز ورثته المسيحية عن العبادة بهيكل أورشليم، حتى أنه كانت هناك وصية أساسية يُقدمها الرسل لأبنائهم المؤمنين أن يُسبحوا بالمزامير والتسابيح والأغاني الروحية "مُكلمينَ بَعضُكُمْ بَعضًا بمَزاميرَ وتسابيحَ وأغانيَّ روحيَّةٍ، مُتَرَنمينَ ومُرَتلينَ في قُلوبِكُمْ للرَّب شاكِرينَ كُلَّ حينٍ علَى كُل شَيءٍ في اسمِ رَبنا يَسوعَ المَسيحِ، للهِ والآبِ" (أف19:5-20) "لتَسكُنْ فيكُم كلِمَةُ المَسيحِ بغِنًى، وأنتُمْ بكُل حِكمَةٍ مُعَلمونَ ومنذِرونَ بَعضُكُمْ بَعضًا، بمَزاميرَ وتسابيحَ وأغانيَّ روحيَّةٍ، بنِعمَةٍ، مُتَرَنمينَ في قُلوبِكُمْ للرَّب" (كو16:3) كانت المزامير هي المادة الأساسية للصلاة في كل الاجتماعات الليتورجية في الكنيسة الأولى "فما هو إذًا أيُّها الإخوَةُ؟ مَتَى اجتَمَعتُمْ فكُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ لهُ مَزمورٌ" (1كو26:14)، وكانت أيضًا المزامير هي وسيلة العزاء في الضيقات، وأيضًا وسيلة التعبير عن الفرح في أوقات الفرج " أعلَى أحَدٍ بَينَكُمْ مَشَقّاتٌ؟ فليُصَل أمَسرورٌ أحَدٌ؟ فليُرَتلْ" (يع13:5). + تسبحة جديدة.. ومع أن التسبيح في الكنيسة المسيحية هو استمرار للتسبيح بالمزامير في العهد القديم إلا أن هذا التسبيح كان قد اكتسب روحًا جديدة بسبب التجسد والخلاص وهذا ما تنبأت عنه المزامير نفسها:"غَنّوا لهُ أُغنيَةً جديدَةً أحسِنوا العَزفَ بهُتافٍ" (مز3:33) "رَنموا للرَّب ترنيمَةً جديدَةً رَنمي للرَّب يا كُلَّ الأرضِ" (مز1:96) إنها دعوة لكل الأرض، وليس لليهود فقط الأمر الذي تحقق بدخول الأمم إلى الإيمان، فصار لهم نصيب في تسبيح الرب"غَنّوا للرَّب أُغنيَةً جديدَةً، تسبيحَهُ مِنْ أقصَى الأرضِ أيُّها المُنحَدِرونَ في البحرِ ومِلؤُهُ والجَزائرُ وسُكّانُها" (إش10:42) "رَنموا للرَّب ترنيمَةً جديدَةً، لأنَّهُ صَنَعَ عَجائب خَلَّصَتهُ يَمينُهُ وذِراعُ قُدسِهِ" (مز1:98)إن الخلاص هو الباعث الأول للتسبيح تسبحة جديدة في الكنيسة "وجَعَلَ في فمي ترنيمَةً جديدَةً، تسبيحَةً لإلهِنا كثيرونَ يَرَوْنَ ويَخافونَ ويتوَكَّلونَ علَى الرَّب" (مز3:40) "يا اللهُ، أُرَنمُ لكَ ترنيمَةً جديدَةً برَبابٍ ذاتِ عشَرَةِ أوتارٍ أُرَنمُ لكَ" (مز9:144) "هَللويا غَنّوا للرَّب ترنيمَةً جديدَةً، تسبيحَتَهُ في جَماعَةِ الأتقياءِ" (مز1:149) طوبى لنا نحن الشعب المسيحي لأننا تذوقنا خلاص الله، وصار لنا فرح وابتهاج بخلاصه، وأُعطينا الحق أن نُسبِّح الله من أجل خلاصه العجيب، وتحققت فينا نبؤة المزمور: "وأنتَ القُدّوسُ الجالِسُ بَينَ تسبيحاتِ إسرائيلَ" (مز3:22) ولا يقتصر التسبيح على فترة وجودنا هنا على الأرض، ولكن الدارس لسفر الرؤيا سيكتشف لسعادته وجود تسبيح دائم لا ينقطع بالسماء بل يمكننا أن نعتبر أن تسبيحنا هنا على الأرض ما هو إلا تدريب على حياة التسبيح الدائم والحقيقي في السماء. (2) التسبيح في السماء (كما ورد في سفر الرؤيا):- إن ما يُميز حياة السماء هو التسبيح الدائم، والفرح غير المنقطع، وهذا ما يُعلنه سفر الرؤيا حيث يصف ليتورجيا السماء وصفًا دقيقًا يشمل صفوف وأنواع السمائيين، وملابسهم، وطريقة سجودهم، أو جلوسهم، والتسابيح التي يتلونها، والبخور المتصاعد من مجامرهم. (أ) مجد السماء:- تعالَ معي – صديقي القارئ – لنرى مجد السماء، وجمال التسبيح السماوي كما رآه يوحنا اللاهوتي الحبيب:"وللوقتِ صِرتُ في الرّوحِ، وإذا عَرشٌ مَوْضوعٌ في السماءِ، وعلَى العَرشِ جالِسٌ وحَوْلَ العَرشِ أربَعَةٌ وعِشرونَ عَرشًا ورأيتُ علَى العُروشِ أربَعَةً وعِشرينَ شَيخًا جالِسينَ مُتَسَربِلينَ بثيابٍ بيضٍ، وعلَى رؤوسِهِمْ أكاليلُ مِنْ ذَهَبٍ وفي وسطِ العَرشِ وحَوْلَ العَرشِ أربَعَةُ حَيَواناتٍ مَملوَّةٌ عُيونًا مِنْ قُدّامٍ ومِنْ وراءٍ لكُل واحِدٍ مِنها سِتَّةُ أجنِحَةٍ حَوْلها، ومِنْ داخِلٍ مَملوَّةٌ عُيونًا، ولا تزالُ نهارًا وليلاً قائلَةً: "قُدّوسٌ، قُدّوسٌ، قُدّوسٌ، الرَّبُّ الإلهُ القادِرُ علَى كُل شَيءٍ، الذي كانَ والكائنُ والذي يأتي" وحينَما تُعطي الحَيَواناتُ مَجدًا وكرامَةً وشُكرًا للجالِسِ علَى العَرشِ، الحَي إلَى أبدِ الآبِدينَ، يَخِرُّ الأربَعَةُ والعِشرونَ شَيخًا قُدّامَ الجالِسِ علَى العَرشِ، ويَسجُدونَ للحَي إلَى أبدِ الآبِدينَ، ويَطرَحونَ أكاليلهُمْ أمامَ العَرشِ قائلينَ: أنتَ مُستَحِقٌّ أيُّها الرَّبُّ أنْ تأخُذَ المَجدَ والكَرامَةَ والقُدرَةَ، لأنَّكَ أنتَ خَلَقتَ كُلَّ الأشياءِ، وهي بإرادَتِكَ كائنَةٌ وخُلِقَتْ" (رؤ2:4-11) ما أجمل هذا المنظر السمائي البهي الذي يشترك فيه الأربعة والعشرون شيخًا مع الأربعة الحيوانات غير المتجسدة في تسبيح الجالس على العرش بالثلاثة تقديسات. (ب) العريس السمائي:- إن أبهى ما في السماء هو الجالس على العرش في الوسط إنه ربنا يسوع المسيح الذي يجب له التسبيح إن مجرد وجوده وظهوره وحضوره هو تسبيح وفرح لا ينقطع، ومجد وكرامة لا يُعبَّر عنها، وهذا ما جعل هذه الطغمات السمائية تلهج بالتسبيح بهذه الطريقة السمائية البديعة إن النفس التي تنفتح على رؤية المسيح لابد أن ينطق لسانها وقلبها بالتسبيح ولأن المسيح حاضر دائمًا في كنيسته، ومُستعلن بكل بهائه (عمانوئيل إلهنا في وسطنا الآن بمجد أبيه والروح القدس) لذلك تحيا الكنيسة على الأرض في حياة التسبيح الدائم "أُخَبرُ باسمِكَ إخوَتي، وفي وسطِ الكَنيسَةِ أُسَبحُكَ" (عب12:2)، "فلنُقَدمْ بهِ في كُل حينٍ للهِ ذَبيحَةَ التَّسبيحِ، أيْ ثَمَرَ شِفاهٍ مُعتَرِفَةٍ باسمِهِ" (عب15:13). (ج) ترنيمة جديدة:- تعالَ معي ننتقل إلى منظر آخر سمائي يصف جمال التسبيح:" ورأيتُ فإذا في وسطِ العَرشِ والحَيَواناتِ الأربَعَةِ وفي وسطِ الشُّيوخِ خَروفٌ قائمٌ كأنَّهُ مَذبوحٌ ولَمّا أخَذَ السفرَ خَرَّتِ الأربَعَةُ الحَيَواناتُ والأربَعَةُ والعِشرونَ شَيخًا أمامَ الخَروفِ، ولهُمْ كُل واحِدٍ قيثاراتٌ وجاماتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَملوَّةٌ بَخورًا هي صَلَواتُ القِديسينَ وهُمْ يترَنَّمونَ ترنيمَةً جديدَةً قائلينَ: "مُستَحِقٌّ أنتَ أنْ تأخُذَ السفرَ وتفتَحَ خُتومَهُ، لأنَّكَ ذُبِحتَ واشتَرَيتَنا للهِ بدَمِكَ مِنْ كُل قَبيلَةٍ ولسانٍ وشَعبٍ وأُمَّةٍ، وجَعَلتَنا لإلهِنا مُلوكًا وكهنةً، فسَنَملِكُ علَى الأرضِ" ونَظَرتُ وسمِعتُ صوتَ مَلائكَةٍ كثيرينَ حَوْلَ العَرشِ والحَيَواناتِ والشُّيوخِ، وكانَ عَدَدُهُمْ رَبَواتِ رَبَواتٍ وأُلوفَ أُلوفٍ، قائلينَ بصوتٍ عظيمٍ: "مُستَحِقٌّ هو الخَروُفُ المَذبوحُ أنْ يأخُذَ القُدرَةَ والغِنَى والحِكمَةَ والقوَّةَ والكَرامَةَ والمَجدَ والبَرَكَةَ!" وكُلُّ خَليقَةٍ مِمّا في السماءِ وعلَى الأرضِ وتحتَ الأرضِ، وما علَى البحرِ، كُلُّ ما فيها، سمِعتُها قائلَةً: "للجالِسِ علَى العَرشِ وللخَروفِ البَرَكَةُ والكَرامَةُ والمَجدُ والسُّلطانُ إلَى أبدِ الآبِدينَ" وكانَتِ الحَيَواناتُ الأربَعَةُ تقولُ: "آمينَ" والشُّيوخُ الأربَعَةُ والعِشرونَ خَرّوا وسجَدوا للحَي إلَى أبدِ الآبِدينَ" (رؤ6:5-14) ما أجمل هذا المنظر السمائي البديع إنه سجود وقيثارات وبخور وترنيم، ثم خوارس تتبادل التسبيح، ومخلوقات سمائية تردد "آمين"والعجيب هنا أن الطغمات الملائكية يقولون للابن الوحيد: "لأنَّكَ ذُبِحتَ واشتَرَيتَنا للهِ بدَمِكَ" (رؤ9:5) ومعروف طبعًا أن الابن اشترانا – نحن البشر – بدمه ولم يشترِ الملائكة فلماذا إذًا يقولون له هذا التعبير؟إنهم حقًا "يُسبِّحون تسبحة الغلبة والخلاص الذي لنا" بحسب تعبير القديس "غريغوريوس اللاهوتي" في القداس الإلهي. فكما نشاركهم في تسبيحهم قائلين: "قُدّوسٌ قُدّوسٌ قُدّوسٌ" يُشاركونا هم أيضًا في تسبيحنا قائلين: "ذُبِحتَ واشتَرَيتَنا" ما أجمل شركة التسبيح!! إنها تُدخلنا في علاقة حب واتحاد مع السمائيين نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
06 يوليو 2018

خدمة الكاهن الرعوية وعلاقتها بالسماء

عملك له طابع فريد فوظيفتك سماوية الطابع فأنت مسؤول عن زرع الفكر والروح السماوية في داخلك ثم زرع السماء في نفوس الرعية وذلك عن طريق زرع المخافة في القلب وزرع الاشتياق في الفكر وزرع الرؤية (رؤية السماء) في العين والكتاب المقدس يعلمنا هذا المعنى:- كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ (مت 25 : 21) لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ (لو 12 : 32) كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ (رؤ 2 : 10) ولذلك فنحن من خلال اشتياقنا للسماء نعتبر:- 1- الكنيسة هي سفارة السماء على الأرض وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم عن الكنيسة: الكنيسة أكثر ارتفاعاً من الأرض وأكثر اتساعاً من السماء. 2- الانجيل هو بوابة السفر للسماءهو مثل الخريطة أو الدليل الذي يشرح لنا السماء، ولابد أن يكون فكرنا ومفاهيمنا في التعليم هو فكر الكتاب الذي يقول عنه القديس يوحنا ذهبي الفم إن الكتاب المقدس هو كنز معرفة ومنجم لآليء. 3- الكهنوت رفيق كل إنسان في طريقه للسماء فالكاهن أب اعتراف ومرشد روحي ومربي فهو الذي يقود الآخرين للسماء ولذلك يجب أن يتحلى الكاهن بروح الأبوة الحقيقية والحرص من العثرات. 4- القداس الذي هو رحلة إلى السماء ويجب أن يكون هناك تناغم بين اللحن والكلمة والوعظ والمخافة وكل هذا يؤدي للسماء. 5- التسبيح لغة السماء فيجب أن يشجع الكاهن أولاده وشعبه على التسبيح وتعلمه والاشتراك فيه. 6- التوبة خطوة نحو السماء فالابن الضال بخروجه من بيت الآب بعد عنه وعندما قدم توبة عاد له فالعالم يلوث البشر والتوبة تنظف. 7- الخدمة دعوة للسماء فكل عمل رعوي من افتقاد ورحلات وعظات لها هدف ولمسة روحية توصلهم للسماء. وهناك أمور معاصرة تبعد الإنسان عن السماء:- 1- الانشغال الشديد والزائد بالأخبار سواء العالمية أو الكنسية مما يفقد الإنسان سلامه. 2- الإهتمام الزائد بشبكة الإنترنت والذي يستهلك الفكر والوقت فبدلاً من التركيز في الصلاة والكتب المقدسة يذهب الكثير من الوقت في الإهتمام بالضعفات والفضائح بدلاً من الستر. 3- فكر التشكيك وزرع السلبيات فإن سمعت عن ضعفات لأحد الأخوة ارفع قلبك بصلاة بدلاً من نقل روح التشكيك والاحباط. 4- التعميم فلو أخطأ شخص يجب طبعاً معالجة الأمر، ولكن ما أصعب تعميم الخطأ قصة: راهب بلغ تدبيره اليومي أنه صار يأكل خبزة واحدة فقط وفي أحد الأيام يوم جاءه ضيف فأكل ثلاث خبزات فعاتبه الراهب وفي اليوم التالي وجد أن الخبزة الواحدة لم تعد تشبعه فصرخ إلى الله الذي قال له لأنك وبخت أخاك وأدنته فارقتك النعمة. 5- فقدان الثقة في العمل الروحي والخدمة. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل