المقالات

07 مايو 2024

القيامة وصدق المحبة

عيد القيامة عيد الفرح الذي كلّل أحزان أسبوع الآلام بكل ترتيباته التي تدفع الإنسان إلى التوبة الحقيقية، لذلك طوبي للحزاني لأنهم يتعزون والقيامة مليئة بالتأملات فهي رجاء خلاصنا وموضوع فخرنا بإيماننا حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح» وكان الصليب هو مقدمة القيامة وهنا نتذكر كثيرين كانوا يتبعون يسوع ويقولون نتبعك أينما تمضي ولو أنكرك الجميع أنا لا أنكرك وتعددت أقوال المحبة، ولكن عند القبر اختبار صدق المحبة وجدية التبعية التي عندها يظهر صدق المحبة وجدية التكريس اشتركت البشائر الأربعة في أن المريمات فمن والظلام باق وذهبن إلى القبر حيث أعدو له الحنوط فمن والظلام باق في شوق إلى المحبوب لأنهن أدركن أن الذين يبكرون إليه يجدونه لم ينتظرن حتى تطلع الشمس ولكن والظلام باق يمشين حتى عندما يصلن إلى الباب يكون الظلام انقشع حتى تفتح الأبواب حيث عادة اليهود في ذلك الزمن، وبذلك يفتدين الوقت كانت المحبة فيها شوق حقيقي ، فلم ينتظرن الضوء ليشع ، فكان أيضًا تسليم وعدم الخوف من أحداث الظلام. وكانت أيضًا شجاعة وهن يعلنون تبعيتهن للمرفوض كثيرون رفضوا يسوع وكل من يتبعوه، والذي يظهر هذه التبعية يتعرض للمخاطر، ولكنهن خرجن في إيمان كامل بعناية الرب وتسليم كامل لإرادته. ذهبن وهن مستعدات بالأطياب منذ عشية اليوم، فهو استعداد كامل في وقت مبكر مفتدين الوقت لأنهن يعلمن أن الأيام شريرة في شوق حقيقي وتسليم كامل وشجاعة قوية وإيمان كامل واستعداد حقيقي مفتدين الوقت لاشك أنها جماعة تكريس مختارة من الرب يشجعن بعضهن البعض يعشن للرب في صدق تكريسها ومحبتها للإله المحبوب ، ومحبتهن بعضهن للبعض محبة ليست بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق . لذلك كان لهن بركة اللقاء بالرب يسوع ، وكذلك الكرازة بقيامته المجيدة وصارت مريم المجدلية بعد أن كانت رمزا للخطية صارت رمزا للتوبة والكرازة بالإنجيل حقا لقد صارت ومن معها من النسوة رموزًا للمحبة الحقيقية للرب ، وصدق التكريس الذي نحن نحتاجه الآن في سلوك عملي وليس مجرد كلمات وشعارات وهتافات. لكن اختبار عمل القيامة وقوتها في حياتنا وكنائسنا وخدامنا ، التي تعطينا الفرح الحقيقي واختبار سر القيامة وقوتها الذي هو حياة النصرة الحقيقية على الموت وكل قواته وبهذا يمكننا أن نثمر تائبين وكارزين للرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة و مطروح وشمال افريقيا
المزيد
30 أبريل 2024

باكر يوم الثلاثاء ( يو ٢١:٨-٢٩)

"قال لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «أنا أمْضِي وَسَتَطلبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأتُوا» فَقَالَ الْيَهُودُ: «الْعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أنا لا تَقْدِرُونَ أَنتُمْ أَن تَأتُوا ؟». فقالَ لَهُمْ: «أنتُمْ مِنْ أسفل، أما أنا فمن فوق. أنْتُمْ مِنْ هَذا العَالَمِ، أَمَّا أنا فلست من هذا العالم ، فقلتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أنّي أنا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». فقالوا لَهُ: «مَنْ انت؟» فقالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أَكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةَ أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوكُمْ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فهذا أقولهُ لِلْعَالم». " وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَن الآب. فقالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أنَا هُوَ، وَلَسْتُ أفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ". أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم المسيح هنا يشرح السبب في عدم قدرتهم على أن يتبعوه. ويوضحه على أساس اختلاف الطبيعة واختلاف الوجود بين ما هو أرضي وما هو سماوي.أنتم من أسفل، أي من الطبيعة الترابية من الأرض، من المحدود الزمني المنتهي إلى الموت من تحت الباطل والزيف والأقنعة الزائلة.أما أنا فمن فوق أي من الطبيعة الخالقة من السماء من اللامحدود الأزلي من الخالد الأبدي من الحق القائم بذاته والدائم بكيانه.أنتم من هذا العالم المتغير والزائل والمحكوم بالقوى الطبيعية، والذي أخضع للباطل، ويسوده الشر، ويغطيه الظل ويعبث به الدوران.! أما أنا فلست من هذا العالم، أتيت إليه مرسلاً، وأتركه وأذهب من حيث أتيت.دخلته لأخلصه وأفديه وأحييه وأنيره، ثم أنطلق مفتتحاً الطريق المؤدي إلى السماء لمن استطاعوا أن يغلبوه، كما غلبته أنا.ولاحظ أن طبيعة المسيح هي من فوق ولم تنزل أبداً «إلى أسفل». فتزوله إلينا كان فقط من أجلنا، وأما هو من حيث طبيعته فهو لم يزل من فوق»، وهو لم يَزَلْ موجوداً فوق في السماء حتى أثناء وجوده معنا على الأرض (يو۳: ۱۳)، فتزوله كان فقط من أجل أن يجذبنا معه إلى فوق ويرفعنا معه إلى الآب، كما قال هو عن نفسه:وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع»، حيث هذا الجذب السري يعتمد أساساً على كون طبيعته إلهية من فوق وإلى فوق، فإن تم الاتحاد بينه وبيننا نحن الذين من أسفل فلابد أن يجذبنا معه إلى فوق.هنا تظهر أهمية الاتحاد بالمسيح، لأن الخطايا التي عملت هي في الواقع شهوات ورغبات أرضية ارتبطت بها النفس وصارت تشكّل ثقلاً أرضياً شديداً جداً، يستحيل معه أن نرتفع إلى السماء، إن لم تتغلب عليها جاذبية المسيح. فالارتفاع إلى فوق مع المسيح مذخر للذين أحبوا المسيح وعاشوا معه وصادقوه واتحدوا به. فإن لم نكن عائشين معه في شركة حقيقية، وليس مجرد شركة فكرية أو عقائدية؛ يستحيل أن نرتفع معه إلى فوق، لأن طبيعتنا توقعنا من جديد إلى الأرض. وأما هو فطبيعته سماوية من فوق»، ولها القدرة أن ترفعنا لفوق؛ فهي قدرة مطلقة، في حين أن ثقلنا وخطايانا هي محدودة وغير مطلقة.من أجل هذا، فالاتحاد بالمسيح في غاية الأهمية لأنه الوسيلة الوحيدة التي بها ترتفع معه إلى فوق بكل هدوء وسلام، لأنه هو الذي يجذبنا ويرفعنا ولسنا نحن من ذواتنا.الأماكن الفوقانية التي لها الارتفاع المهول تحتاج إلى خفة كبيرة للوصول إليها، ولن نبلغها إلا بعد أن يرفع الرب عنا أثقالنا، ويعلمنا كيف نصعد معه إلى فوق ثم إلى فوق وإلى أبد الآبدين.هذه هي في الحقيقة شهوة المسيح الأزلية التي من أجلها احتمل كل شيء، والتي طلبها من أجلنا بالحاح من الآب: أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني، يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم». هذا هو نصيبنا المفتخر فوق، ولكنه يصنع هنا في الزمان الحاضر. فإن متنا قبل أن نحصل على هذا الاتحاد وقبل أن تحقق هذه الصلات الحية بالمسيح، فكما قال لليهود: ستطلبونني وتموتون في خطاياكم»، حيث الخطية هي رفض التجاوب مع المسيح.فإن نحن تغاضينا عن الدعوة، فإننا نصير كاليهود الذين رفضوه. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
20 أبريل 2024

إنجيل عشية الأحد السادس من الصوم الكبير( لو ١٣ : ٢٢ - ٣٥ )

" واجتاز في مُدن وقرى يُعَلِّمُ وَيُسَافِرُ نَحوَ أَورُشَلِيمَ، فقال لهُ واحِدٌ : يا سيّد، أقَليل هُمُ الذِينَ يَخلُصونَ؟. فقال لهم : اجتهدوا أن تدخلوا مِنَ الباب الضَّيِّق، فإنّي أقولُ لَكُمْ: إِنَّ كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرونَ * مِنْ بَعدِ ما يكونُ رَبُّ البَيتِ قد قامَ وأَعْلَقَ الباب، وابتدأتُمْ تقفون خارجًا وتقرعون الباب قائلين: يارب يارب افتح لنا يُجيب، ويقولُ لكُم: لا أعرفُكُمْ من أين أنتُمْ ! حينئذ تبتدئون تقولون: أكلنا قُدَّامَكَ و شربنا ، وعَلَّمت في شوارعنا " فيقول: أقولُ لكُم: لا أعرِفُكُمْ مِنْ أين أنتُمْ، تباعدوا عني يا جميـع فـاعلي الظلم ! هناك يكون البكاء وصَرِيرُ الأَسنانِ، مَتَى رأيتُمْ إبراهيم وإسحاق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله، وأنتُم مطروحون خارجًا. " ويأتونَ مِنَ المَشارِقِ ومِنَ المَغارِبِ وَمِنَ الشمال والجنوب، ويتكئون في ملكوت الله وهوذا آخرون يكونون أولين، وأولون يكونون آخرین في ذلك اليوم تقدَّمَ بَعضُ الفَرِّيسيِّينَ قائلين له: و اخرج واذهَبْ مِنْ ههنا ، لأنَّ هيرودس يُريدُ أنْ يَقتُلك. فقال لهم: امضوا وقولوا لهذا الثعلب: ها أنا أُخرج شياطين، وأشفي اليوم وغدًا ، وفي اليوم الثالث أُكَمَّلُ. بل ينبغي أن أسير اليوم وغدًا وما يَلِيهِ، لأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أنْ يَهْلِكَ نَبي خارجًا عن أورشليم يا أورشليم، يا أورشليم يا قاتلَةَ الأنبياء وراحِمَةَ المُرسَلينَ إليها، كم مَرَّةٍ أردتُ أنْ أجمع أولادكِ كما تجمَعُ الدَّجَاجَةُ فِراخها تحت جناحيها، ولم تُريدوا ! هوذا بيتكُمْ يُترَكُ لَكُمْ خرابًا والحَقَّ أَقولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لا تَرَوْنَني حَتَّى يأتي وقت تقولون فيهِ : مُبارك الآتي باسم الرَّبِّ! ". عشية أحد التناصير: يتكلم إنجيل العشية عن الباب الضيق المؤدي للملكوت فعندما سأله واحد قائلاً يا سيد أقليل هم الذين يخلصون؟" رد الرب على السائل قائلاً للجميع " اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق" وقال الرب: "إن كثيرين سيأتون بعدما يكون رب البيت قد أغلق الباب فلا يقدرون أن يدخلوا ولكنهم سيطرحون خارجًا حيث البكاء ورعدة الأسنان"ولكي يفهم هذا الفصل من الإنجيل في ضوء المعمودية وأحد التناصير، نقول إن المعمودية هي باب الملكوت وهي المدخل لكل النعم والتنعم بدون المعمودية لا دخول إلى داخل بل تظل النفس مطروحة خارجا معذبة حيث البكاء لا ينفع وصرير الأسنان لا ينقطع قال الرب لنقوديموس الحق أقول لك إن لم يولد الإنسان من الماء والروح لن يرى ملكوت الله" وباب المعمودية باب ضيق للجسد، فالروح يشتهي ضد الجسد. وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بحسب استحقاق معموديتهم يجدون الباب الضيق ملازما للحياة فيدخلون بشجاعة وبلا حساب لأتعاب الجسد. باب الجسد واسع للجسدانيين فهم يعيشون في طريق رحب بلا تضييق وبلا ضوابط وبلا قانون كحيوانات طبيعية نهايتها الصيد والهلاك أما الذين اختاروا الباب الضيق والطريق الكرب فهم يعلمون حقا أن النهاية حياة أبدية فمرحبا بالأتعاب والجهادات إن كانت النهاية حياة أبدية الذين يدخلون من الباب الضيق، هم داخل الملكوت والملكوت يصير داخلهم أما البرانيين فهم خارجًا. ما هو داخل لا يمكن وصفه للذين هم خارجاً أمور لا يسوغ لإنسان أن يتحدث عنها ولا يعرفها إلا الذي يأخذ. حينما يقول الرب لمختاريه : ادخل إلى فرح سيدك"، يعلم من ذلك أن هذا الفرح يدخل إليه ولا يتمتع به إلا الذين في داخل إذن لا يُدرك ملكوت الله بالكلام بل بالدخول إليه!!. نحن معمدون، وصار لنا بالمسيح الذي هو باب الخراف نعمة الدخول إلى الآب أنا هو باب الخراف إن دخل بي أحد". في المعمودية لبسنا المسيح أي دخلنا بالمسيح وفي المسيح. هذا الدخول ليس هو إيمانًا نظريًا يُدرك بالعقل ولكنه حركة دخول من خارج إلى الداخل من صلوات المعمودية المقدسة نقول على المعمد "الداخل من الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة ومن طريق الضلالة إلى معرفة الحق. فالمعمودية دخول من خارج حيث الظلمة إلى الداخل حيث النور الذي لا يُدنى منه المعمودية باب مؤد إلى طريق كربة موصلة إلى الملكوت فالمعمودية ليست حجابًا ولا عاصمة من الخطايا هي مدخل لكي نخرج إلى جدة الحياة ونسعى في الطريق الكربة حتى نكمل جهادنا فننال إكليلنا من يد المسيح من يغلب يأخذ"صارت معمودية شعب بني إسرائيل في القديم كمدخل لطريق الأربعين سنة، انتقلوا من العبودية القاسية إلى الحرية ومن السخرة في الطين (الجسد) إلى السير في نور وجه الله حيث الطعام النازل من السماء والماء النابع من الصخرة. لم تكن المعمودية نهاية بل بداية بداية حرب مع عماليق من دور فدور ، وبداية المسيرة مع الله واختبار عجائبه، وبداية مشوار الرحلة إلى كنعان. لذلك عندما نتأمل المعمودية كباب نقول: "ها" قد دخلنا منذ طفولتنا كمدعوين للسير إلى الملكوت فهل نحن مجتهدون لإكمال المسيرة حتى الجعالة؟".المعمودية كباب هي البداية بالروح. فهل بعدما بدأنا بالروح هل نحن مازلنا نكمل بالروح؟ باب المعمودية في بداية مشوار الحياة يقابله بداية الملكوت حينما يدخل العريس العذارى الحكيمات من ذات الباب ويغلق الباب إلى الأبد حيث العرس السماوي غير الزمني هذا الباب لما بلغت إليه العذارى الجاهلات وبدأن يقرعن الباب قائلات: "ربنا ربنا افتح لنا، فأجاب وقال: الحق أقول لكن إني ما أعرفكن اسهروا إذن !! فمن دخلن من الباب دخولاً روحيًا حقيقيا وسعين بحسب قانون الملكوت عابدات بالجهد النهار والليل، وخازنات زيت الروح ليوم المجئ بالكد والتعب ومالئات الآنية مع المصابيح بوقود النور في الأعمال الحسنة وفي ملء الروح القدس وأعمال المحبة والرحمة عندما تواجهن مع باب الملكوت وهن مستعدات دخلن إلى العُرس بلا مانع. أما الجاهلات فرغم دخولهن من باب المعمودية كمدعوات إلا أن الظلمة غشيتهن ومصابيحهن انطفأت لعدم الزيت، فالروح القدس نضب كأنه غير موجود. ولم يبق سوى الجسد والجسديات والشكل ومظهر العذارى. ولكن عوض الحكمة الروحية، فقد وصفن بالجاهلات غير المستعدات ففي جهلهن نسين دعوتهم ونسين السعي للملكوت، وخزين زيت الروح ونسين لقاء العريس الذي خرجن لأجله ويا للحسرة!. لذلك ننبه الذهن مرة أخرى لقول الرب: "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق. فالأمر مرهون بإرادتنا وجهادنا كثيرون يدعون ولكن قليلين ينتخبون". الجهاد موضوع أمامنا كباب ضيق ندخله كل يوم وفي كل مناسبة الباب الواسع مع كل إغراءاته معروض أيضًا بكثرة ووفرة في كل الميادين وكل المناسبات اجتهد أن تختار الباب الضيق ولا تخش من الدخول فيه الصلاة باب ضيق إذا ما قورنت بأنواع التسالي والمسامرة والهرج والمزاح وأنواع المسرات العالمية. لأن وقت الصلاة لا نصيب لمسرات الجسد فيه لذلك يعتبر بابا ضيقًا يغصب الإنسان نفسه إليه كل حين حتى يخضع الجسد ويتعود عليه العطاء يعتبر بابا ضيقًا إذا ما قورن بالأخذ فالطبيعة تحب الأخذ وتكره العطاء فمن يدرب نفسه كل يوم للدخول إلى هذا الباب ناظرًا للملكوت يغصب نفسه على العطاء والعطاء حتى يلقى وجه المسيح فيجازيه علانية في ملكوته.وهكذا إنكار الذات باب ضيق إذا ما قورن بالكبرياء وتمجيد الذات الاتضاع باب ضيق القداسة والعفة باب ضيق وعلى العموم جميع وصايا المسيح معتبرة هكذا وهي الطريق المؤدي إلى الملكوت، وطوبى للذين يسيرون فيه فإنهم أخيرًا يوضع لهم أكليل البر ويدخلون مع رب البيت ويدخلون مع العريس حيث يغلق الباب ولا خروج إلى خارج إلى الأبد. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
17 أبريل 2024

متاعب الذكاء

للذكاء فوائد كثيرة في حياة الإنسان وحياة غيره ولكن الذكاء يسبب أيضًا بعض المتاعب، فكيف يحدث ذلك؟ إذا طالب الشخص الذكي والذكي جدًا أن يتعامل معه الناس بنفس مستوى الذكاء، وقد يكونون دون ذلك، حينئذ سيصطدم بهم، يتعبهم ويتعبونه لأنه سيطالبهم حينئذ بأكثر مما يستطيعون سيحزن في قلبه لأنهم تصرفوا بهذا الأسلوب وهذا أول عيب، هو تضايق الذكي من تصرف الناس كيف أنهم لم يفهموا! وكيف تصرفوا هكذا؟! "مع أن الأمر واضح"! (طبعًا له وليس لهم)! وقد يتحول من الحزن والضيق إلى النرفزة والغضب! وربما تسوء المعاملة، وكثرة التوبيخ والانتهار ولذلك قد يتعب كثيرًا من يشتغلون تحت إمرة شخص ذكي! فمع إعجابهم بفهمه وبكثير من أعماله، يجدونه أحيانًا ضيق الخلق، كثير الأوامر، وقد يطلب منهم فوق ما يطيقون! وقد يتضايق بلا سبب (في نظرهم طبعا). الذكي -أكثر من غيره- يقع في إدانة الآخرين وربما دون أن يقصد إن عقله يفكر بسرعة ويكتشف الأخطاء بسرعة وربما تلقائيا وقد يشعر الذكي بالوِحدة ويميل إليها لأنه ربما لا يستفيد كثيرًا من الناس ولأنه لا تعجبه تصرفاتهم ولا يجد من توافقه صداقته! ومثل الفيلسوف ديوجينيس Diogenes of Sinope واضح الذي رأوه يحمل مصباحا في النهار فسألوه، فقال"إنني ابحث عن إنسان"! وهكذا قد يقع الذكي في الكبرياء أيضًا إما بدوام تفوقه، وبحديث الناس عن أعماله البارعة، وبمقارنته بغيره، وشعوره هو بالأفضلية، وتحدث الناس عنها وعمومًا فإن فضيلة التواضع -بالنسبة إلى الأذكياء- قد تحتاج إلى مجهود أكبر وهنا قد يسأل البعض سؤالًا ذكيًا وهو لماذا لا يكتشف الذكي بذكائه هذه الأخطاء ويتجنبها؟ والإجابة أنه قد يكتشف أخطاءه. أما عن تجنبها، فهنا الفارق بين العقلية والنفسية، وبين العقل والروح. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
22 أبريل 2024

يوم الاثنين من الأسبوع السابع (يوه : ٣١- الخ)

"إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا. الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهَدَ لِلْحَقِّ وَأَنَا لَا أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنسَانِ، وَلكِنِّي أَقُولُ هَذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. كَانَ هُوَ السِّرَاجَ الْمُوقَدَ الْمُنِيرَ، وَأَنْتُمْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَبْتَهِجُوا بِنُورِهِ سَاعَةً. وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا، لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الأَبُ لَأُكَمِّلَهَا، هَذِهِ الْأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الْآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. وَالآبُ نَفْسَهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ، وَلَا أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ، وَلَيْسَتْ لَكُمْ كَلِمَتُهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ هُوَ لَسْتُمْ أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِهِ. فَتَشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةٌ. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ. مَجْداً مِنَ من النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ، وَلَكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللَّهِ له في أَنْفُسِكُمْ. أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْم أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. تَقْبَلُو إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذَلِكَ تَقْبَلُونَهُ كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْداً بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟ لَا تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الأَب. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتِبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلَامِي؟]. الشهادة للمسيح إنجيل اليوم يحتاج منا إلى شرح. ففي هذا الفصل يقول: «إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً»، في حين أنه في الأصحاح الثامن يقول:«إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق». فهنا تعارض في الظاهر ينبغي علينا أن نحله أولاً.نبدأ أولاً بشهادة المسيح عن نفسه إنها حق. كان هذا رداً على الفريسيين الذين عندما سمعوه يقول: أنا هو نور العالم، قالوا له: «أنت تشهد لنفسك شهادتك ليست حقاً». كان هذا على أساس أنه لا توجد في الناموس شهادة مفردة. فالشهادة لكي تقبل يجب أن تكون على فم شاهدين أو ثلاثة. فهنا المسيح يقول: ولو أنا وحدي ولكني أشهد لنفسي وشهادتي حق. ولكن على أي أساس يقول المسيح هذا الكلام؟! على أساس: «لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب؛ أما أنتم فلا تعلمون من أين أتيت وإلى أين أذهب». إذن هو الله، إذن هو الحق. وللحق أن يشهد عن نفسه، ولا يحتاج الحق أن يشهد له أحد. تماماً كما لا يحتاج النور أن يشهد لوجوده أحد، فالنور يشهد لنفسه لكل ذي عينين.وفي نفس الأصحاح الثامن يقول: «أنا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الآب الذي أرسلني»، قالها يسوع لكي يسد ثغرة الناموس، الذي يطالب بشهادتين، فهنا يعطيهم شهادته وشهادة أبيه. أما بالنسبة لنفسه؛ فهو يشهد للحق الذي فيه والحق الذي في الآب، وهو غير محتاج أن يشهد له أحد.أما أصحاح اليوم، فيقول: «إن كنت أشهد لنفسي؛ فشهادتي ليست حقاً هنا المسيح ينطلق من مبدأ آخر غير الناموس، وهو: «مجداً من الناس لست أقبل». فمع أن المسيح يطلب منا أن نجده؛ إلا أنه لا يشهد لنفسه لكي يمجد من الناس. فلو أنه كان يشهد لنفسه بقصد أن يمجد من الناس، تصير شهادته ليست حقاً، لماذا؟ لأنه يطلب مجد نفسه، والذي يطلب مجده لا يمكنه أن يطلب مجد الله طبعاً.المسيح يعتبر أن شهادة المعمدان بل شهادة كل الأنبياء وكل التوراة هي للإعلان عنه أو لاستعلان مجده فقط؛ ولكن دون أن تكون قادرة أن تضيف إليه مجداً، هو في غير حاجة إلى النبوات لتشهد له لأنه هو الحق؛ فالنبوات جاءت لكي يعرفوا إنه هو الحق، وليس لكي تزيد الحق له أو تزيده مجداً. لذلك هو أردف على الفور وقال: «أنا لا أقبل شهادة من إنسان، لكني أقول هذا لتخلصوا أنتم».كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض؛ والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟ هنا انقلبت العبادة وانقلب الإيمان عند الفريسيين إلى فرصة لتمجيد الذات صارت عبادتهم تبدأ بأنفسهم وتنتهي بأنفسهم. المسيح يقول لهم: أنتم سهيتم عن مجد الله، لم تعودوا تطلبون تمجيد الله، فهنا انتهت عبادتكم.والمسيح يقول لنا: كيف تقدرون أن تؤمنوا بي عندما تصبح عبادتكم تصب في اتجاه ذواتكم، ولطلب مجدكم الشخصي؟ هنا يستحيل الإيمان مهما حاول الإنسان وقدم من جهادات وصلوات، يستحيل أن يسمح له الله أن يمجده مهما حاول الشخص. في الحقيقة إن أكبر لوثة تُلوّث العبادة والإيمان هي أن يطلب الإنسان لنفسه تزكية ومحداً والعجيب هو من أين يطلبه؟ من إنسان مثله !! نقرأ في إنجيل متى عن أولئك الفريسيين الذين كانت أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس، فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي.ولكن نخشى أن يتبادر للذهن من قول المسيح: «إني لا أقبل شهادة من إنسان» أن المسيح يرفض شهادتنا في الحقيقة نحن الذين نحتاج لهذه الشهادة جدا جدا. نحن الذين نحتاج أن نشهد للمسيح بالقول والفكر والعمل في كل موقف من مواقف الحياة: إن أكلنا يكون لتمجيد الله، إن شربنا، إن نمنا ... كل أعمالنا لابد أن تكون لمجد الله. ولكن، لماذا هذا الاحتياج؟ لأننا نحن عندما نمجد المسيح ونشهد له؛ فإن الحق يصير معنا،ويكون الحق انكشف واستعلن لنا.ولكن هذا ليس كلاماً مرسلاً في الهواء، كأن نفتخر أننا أبناء الشهداء دون وعي أو معرفة. في الحقيقة إنه ما أسهل أن يشهد الإنسان للمسيح وهو لا يدري عن المسيح شيئاً، يتكلم كلمات لا يعرف عمقها ولا أبعادها. والسؤال: هل شهادتنا في هذه اللحظات تقبل؟ أبداً، ستكون شهادة بلا قيمة. ولكن الشهادة للمسيح لابد أن تكون عن وعي؛ وهي تستلزم جلسات طويلة أمام الإنجيل والمسيح طالب مثل هؤلاء الشهود. يقول: «الروح القدس يشهد لي وأنتم أيضاً»، وأيضاً: «اذهبوا واكرزوا للعالم أجمع». هذه هي الشهادة، هذا هو الإنجيل. والإنجيل ماذا يكون من غير شهادة؟! والشهادة تمجيد. ودائماً الشهادة والتمجيد صنوان عزيزان لا يفترقان، ويستحيل أن تفرق الشهادة عن المجد. فكل من يشهد يُمجد،وكل من يمجد الله يبقى شاهداً له. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
28 أبريل 2024

أحد الشعانين -الدخول الملوكىِ

أحد الشعانين من الأعياد السيّديّة الكُبرى التى يليق بِها كُل فرحة ، الطقس الشعانينىِ يُعبرّ عن قمة الفرح وبهجة القلب ويُعطىِ للنفس بهجة الخلاص الّلىِ صار لها0هو أتى ليُخلّص مملكة داود الساقطة ، لقد ذهب رب المجد لأورشليم فىِ الأعياد فقط ، دخلها 3 مرات بطريقة عاديّة ، المرّة دى داخلها علشان يعيدّ الفِصح فىِ أورشليم ، وفىِ نفس الوقت عارف إنهُ هيتصلب ، وإنهُ أخر مرّة هيدخُلها ، فدخولهُ دخول خاص مش دخول عادىِ ، عارف إنهُ خلاص هيسلّم نفسهُ عِوضاً عن البشريّة كُلّها وكُل القُرى متجمّعة فىِ أورشليم وفيها حوالىِ ما يقرُب من 3 مليون شخص ، كُل البلد فىِ أورشليم ، وعندما دخلها هو وتلاميذهُ بكى عليها وقالهّا لأنّكِ لا تعلمين ما هو لسلامك ، لأنّهُ قد أخفى عن عينيكِ ، إنتِ مش فاهمة حاجة ، لأنّكِ لا تعلمين زمان إفتقادك هّو داخل يخلّصها لأنّهُ عارف أنّهُ هيشوف فيها مرار ما بعدهُ مرار ، عارف إنّهُم النهاردة هيهتفوا ويقولوا خلّصنا وإرحمنا وبعد كده هيقولوا إصلُبهُ ، فقال للتلاميذ إبن الأنسان هيُصلب فلم يتجاوبوا للكلام لأنّهُ عايز إستنارة إنّ الجحش والأتان هُما الأُمم واليهود ، اليهود هُم الأتان ، الأُمم هُم الجحش لا يعرفون ، جاهلين ، المفروض اليهود يكونوا أُستنيروا أكثر من الأُمم " حلّوهُم " جاء لخلاص البشريّة حتى ولو تلّوثوا لأقصى درجات الشر ، حتى ولو كان بجهل أو عدم فهم وغباوة ، الحمار معروف عنهُ الغباء ، نحنُ لمّا تلّوثنا بالشهوة وعدم التعقُلّ صِرنا أشبه بالحمار فىِ أكثر من إن إنسان لا يُرضىِ خالقهُ ، يسعى للأرضيات ويترُك السماويات ، ما هى دىِ غباوة ، الإنسان الّلىِ يدين أخوه أشبه بالأتان وبالجحش علشان كده المسيح جاء ليفتقد هذهِ البشريّة الّلىِ صارت فىِ غباوة ، إن إنسان فىِ كرامة دون فهم شبيه بالبهائم التى تُباد فلو الإنسان تبع عقلهُ صار أعظم من الملائكة ولو غلب شهواتهُ يُبقى أعظم من الملائكة علشان كده الست العدرا تُكرّم أكثر من الملائكة لو إنسان فىِ شهوة وعدم تعقُلّ ، أنا مُش هسيبك وهحلّك وأقولّك إن الرب محتاج إليك ، ربنا عارف كُل جهل ويقولّك جاء وثبتّ وجههُ نحو أورشليم من أسفل القدم إلى الرأس جرح وعطب ، الخطية وصلت لأعماق أعماق النفس ، لكن مُبارك رب المجد يسوع الّلى إفتقدنا فىِ شهوتنا وجهلنا ، جاء إلينا وعارف إنهُ هنخونهُ فىِ يوم من الأيام إعلان مُلك على كُل نفس حتى وإن كانت خاطية ، جاء يُحّول الإنسان الّلى زى الحيوان إلى أن يكون مركبة شاروبيميّة ، معقول إن أنا أتحّول من إنسان شهوانىِ حيوانىِ إلى إنسان حامل الله ، واُدخلهُ إلى أعماقىِ وأبتهج بهِ فىِ كُل حين النهاردة المسيح جاء وإفتقدنا فىِ ذُلّنا وفقرِنا ، النهاردة بالذات طقس فرايحىِ ، جاء كملك علشان يُعلن مُلكهُ على كُل نفس ، علشان كده الإنسان العبد للشهوات والمُثقلّ بالجهل والذنوب والخطايا جداً رب المجد جاء وإفتقدهُ وقالهُ أنا هشيلها وأكون حامل إبن الله أجىِ وأنا مهموم بخطايا كتير أبونا يحلّنىِ ويقول كمان خُد إبن الله إحملهُ جواك علشان تتحّول من حيوان إلى حامل لإبن الله " إقترب من نفسىِ فُكّها " حلّنا من رباط العُنق ، الخطية بتعمل فينا كده ، زى الحبل الممسوك بالرقبة ويتشدّ ، إنحلّىِ من رُبط عُنقك ، النهاردة إنحلال من رُبط عُنق كتيرة ، مادة وشهوة وذات ، والمسيح بعت رُسل علشان يفُكونا من رُبط العُنق إنت يوصل بك الدرجة إن الأتان مُحتاج لهُ ، هو جاء علشان غباوتىِ ، هو مُذخرّ فيهِ كُل كنوز المعرفة والحكمة ، كُل إنسان جاهل وغبىِ عليهِ أن يتحد بهِ ، عايز أفهم إتحد بهِ لأنّ هو كنزالحكمة ، جاى يفتقد البشريّة فىِ جهلها وقساوتها ، جاء ورغم نجاستها جاى يُعلن إحتياجهُ لها أد إيه ربنا يسوع بيتنازل معانا ويقول إن أنا مُحتاج إليكُم ، ده أشعياء النبىِ رأك فىِ مجٍدٍ عظيم ، جاى تقول أنا مُحتاج إلى الأتان ده ، هو أتى إلينا ليس بتعالٍ أو بكبرياء وليس بأوامر ، يقول " أتحُبنىِ " جاى يتوددّ للنفس كمن هو مُحتاج إليها ، هو بيقول فليكُن الإحتياج مُتبادل أنا مُحتاج إليك ولتكُن أنت مُشتاق إلىّ ، أنا أبادلك حُب بحُب إنتِ تيجىِ تقول بس أدّيك نفسىِ وأنا أركب عليك ، يليق بنا أن نقولهُ حاضر إن كُنت مربوط أقولهُ إقترب إلى نفسىِ وفُكّها ، لأنّىِ أنا مُش عارف أجىِ لك جاى فىِ موكب بسيط مليان بالأفراح ، وليس موكب سبق أن رُتّب لهُ ، هو جاء من هُنا ولقى المدينة كُلّها بتهتف ، إبتدأ بجماعة المفروض أن تكون الجماعة دى متحمّسة جداً لأنّها تحوّلت إلى 3 مليون ، هو موكب غير مُعدّ ، واحد قلع التوب واحد جاب غُصن الزيتون واحد جاب إنفعال قلب وقالوا خلّصنا يا إبن داود كم يليق بهِ النهاردة وهو داخل يخلّصها وجاء علشان يصنع الخلاص ، وعلشان كده عملنا دورة الشعانين علشان نقولهُ الكنيسة كُلّها بتسبّحك 00الأبواب تُسبحّك00الست العدرا بتسبّحك ، فيها فرحة غير عاديّة ظاهرة خلع الثياب معروفة فىِ تولّىِ الرِئاسة ، يعنىِ هو صار رئيساً ، هى حركة إنفعاليّة من القلب ، يعنىِ إن هذا صار رئيس عليها ، البُسطاء خلعوا لهُ ثيابهُم ، والحُكماء حقدوا عليه، الأطفال كانوا فىِ غمرة الفرح ، والشيوخ عمّالين يزدادوا حِقد وغيرة ، رغم إن الكنيسة عارفين هو مين ده ، ولكن الأطفال لا يعرفون ، البُسطاء سبّحوه أكثر من العُلماء ، معرفة الله مُش عايزه العقل بس ولكن عايزه القلب لو فىِ خطية فىِ حياة الإنسان لا يعرف أن يُسبّح الله ، لو إنسان فيه نقاء يكون فيه فرحة قلب لا توصف ، بينما الآخرين فرحانين ، أنا بدّبر الموت مُش عارف أسبّح لإن فىِ موت جوّه حياتىِ ، لأنّ النفس لو خلعت ثيابها ربنا هيلبّسها توب برّ ، هّو فرّحنىِ بهِ 0 لكن الإنسان الّلىِ يحتضن موت فىِ داخلهُ مجىء المسيح يُبقى تُقل ، ليس الأموات يُباركونك يارب ، الخاطىِ لا يعرف أن يُسبّح ، المُر الّلىِ جوّاك مخليك مُش حاسس ببهجة خلاصك ، الأحياء الّلى غالبين موت الخطية جوّاهُم النهارده تقولهُ يارب إنت إفتقدتنا ، إستبدلت مراكب الشاروبيم الّلىِ بيقفوا حولك إلى الأتان ، عِوض أن يُمجدّك الشاروبيم أن يُسبّحك الأتان جاء متواضع يملُك على قلوب أولادهُ ، إن سِكتت هؤلاء فإن الحِجارة تتكلّم ، إِرتجّت المدينة وإرتعبت من قِدوم رب المجد يسوع ، إبن النجّار المتواضع خلّى المدينة ترتجّ ، علشان كده المفروض إن رب المجد لمّا يدخُل المدينة يخلّىِ القلب يرتجّ ويُسبّح بعظائم الإنسان الّلىِ يدخلّ رب المجد ويُملك على لسانهُ تنفكّ عُقده اللسان ، المفروض إنّىِ أتفاعل مع قِدوم خلاصهُ ، وأعماقىِ الداخليّة تتهزّ ، رب المجد لمّا يدخُل علشان يصنع خلاص المفروض نرتجّ ونسبّحهُ ونقولّهُ لك القوة لك المجد ، لو تفاعل قلبنا مع الحدث كانت الكنيسة ترتجّ فإحنا أعلنّا إن هو ملَك حياتنا سنستعيد سلامنا المفقود وصورتنا عِوض الصورة القبيحة ، وأكون كمركبة شاروبيميّة وأُحمل عليه ، علشان كده رب المجد جاى يصنع قوة وفرحة وبهجة ، مهما كان حال الإنسان ومهما كان ضعف الإنسان يليق بنا أن نفرح بهِ جداً نخشى أن يكون فىِ إنسان فىِ الكنيسة ومرّبط ، ومش متفاعل مع الحدث النهاردة ، لها حل لأنّ المسيح جاى يفُكّها ويحلّها وجاى يعلن مُلكهُ عليها ويخلّصها من كُل ظُلم وغِش أد إيه الهيكل مليان قباحات وأد إيه إنت ساكت على أورشليم جوّاها خربانة وجوّاها مغارة لصوص ، العمليّة كُلّها تِجارة ، تحّولت الحكاية من تقديم ذبائح لإرضاء الله إلى مُجرّد تِجارة قبيحة النفس الّلىِ مُمكن تتظاهر بتقوى ، الّلىِ واخدة شكل حلو لكن جوّاها مملوء غِش ورِياء ، علشان كده بنقولّهُ طهرّنا من كُل دنس وغِش وفِعل خبيث ، المسيح جاى يطهرّنا ، صنع سوطاً يبكتّ النفس طهرّت أورشليم قلوبنا الداخليّة من كُل تِجارة مغشوشة وكُل ذبائح ، هّو جاى لأورشليم وعارف كُل حاجة ، لكن هّو جاى وأفتقدنا ، أقولّهُ أنا قابل السوط أنا قابل لإن أنا أستاهل إستجيب لمّا يطهّر نقولّهُ طهرّ طهرّنا من كُل دنس ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
06 مايو 2024

فانفتحت أعينهما

في عشية قيامة ربنا يسوع من بين الأموات، انطلق اثنان من تلاميذه عائدين إلى بلدتهما عمواس ، ولأنهما كانا منشغلين طوال الطريق بالحديث حول صلب الرب يسوع وخبر قيامته، لذلك صارا مهيئين لظهور الرب لهما والسير معهما (لوقا ٢٤ : ١٣-٣٥) وفي الطريق تواصل الحوار حول رجاء إسرائيل، المسيا (أعمال ٢٦: ٦-٧) الذي طالما انتظرته الأجيال التقية (لوقا (۲: ۳۸)، ليخلص الشعب الذي اختاره الرب، من تحت وطأة عبودية جسدية وروحية. وعندما وصلا إلى مشارف قريتهم، ألزما الرب بأن يقضي الليل عندهما، لأن النهار أوشك على الانتهاء، فلما اتكاً معهما، أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما ، فانفتحت أعينهما وعرفاه» (لوقا ٢٤ : ٣٠-٣١) لحظة كسر الخبز والتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين هي أقدس لحظة في حياتنا على الأرض، إن كانت تُحسب هذه اللحظة من أيامنا الأرضية؛ لأنها لحظة الثبوت المتبادل بين رب المجد يسوع وبيننا : «من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه» (يوحنا ١: ٥٦) ؛ كما أنها اللحظة التي فيها نحيا بحياة الله: «فمن يأكلني فهو يحيا بي» (يوحنا ٦: ٥٧). الأن الخبز الذي نأكله ليس خبزاً ساذجا، بل إفخارستيا مكونة من شقيف: الواحد أرضي والآخر سماوي، كما يقول القديس إيرينيئوس، أو بحسب تعليم القديس يوحنا ذهبي الفم : الشيء الذي ترتعد الملائكة من مجرد رؤياه، ولا تجسر أن تنظر إليه بدون رعدة، بسبب شدة البريق المنبعث منه، هذا بعينه هو الذي نأكله لذلك يصرخ الكاهن في القداس الإلهي قائلاً: «القدسات للقديسين»؛ لنا نحن المؤمنين، الذين نشعر بعدم استحقاقنا للاقتراب من المذبح المقدس؛ معترفين بفم الكاهن: «أن لاهوته لم يفارق ناسوته، لحظة واحدة ولا طرفة عين، يُعطى عنا خلاصاً، وغفراناً للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه إن أفضل وسيلة نعبر بها عن إيماننا بربنا يسوع المسيح هي التناول من جسده ودمه الأقدسين ، لأنه كلما أكلتم من هذا الخبز، وشربتم من هذه الكأس، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء» (كورنثوس الأولى ١١: ٢٦)؛ أو حسب منطوق القداس الإلهي: «تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني إلى أن أجيء». لأن أي طعام مادي نأكله يتحول فينا إلى عناصر طبيعتنا البشرية، أما خبز الحياة فإنه هو الذي يحولنا إلى طبيعته الخاصة، حسب قول القديس غريغوريوس النيسي؛ لأن «من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد» (يوحنا ٦: ٥٨) . نيافة المتنيح الانبا أبيفانيوس اسقف دير ابو مقار ببرية شهيت
المزيد
05 مايو 2024

المسيح قام بالحقيقة قد قام

اهنئكم جميعا بعيد القيامة المجيد نحتفل بالقيامة المجيدة بعد هذا الصوم الطويل، الصوم المقدس والذى امتد الى 55 يوما نحتفل بالقيامة كما فى كل عام وكما تعلمون أن احتفال القيامة هو احتفال بأساس إيماننا وهذا الاحتفال بالقيامة هو احتفال بالمسيحية، والاحتفال بالإيمان بالمسيح ولذلك نحتفل بالقيامة فى كل يوم فى صلاة باكر بالاجبية، ونحتفل بها فى كل أسبوع فى يوم الأحد لأنه يوم القيامة ويوم النور، ونحتفل بها أيضا فى كل شهر فى تاريخ 29 من الشهر القبطى، وهو تذكارات للبشارة وللميلاد وللقيامة وتحتفل بها كل عام فى عيد القيامة المجيد ويمتد احتفالنا إلى 50 يوما تسميها الخماسين المقدسة والحقيقة إن عطايا القيامة عطايا كثيرة جدا فى حياة الإنسان وأود أن أتحدث معكم عن عطية من العطايا الغنية التى فى قيامة رب المجد هذه العطية هى عطية العين الإيجابية للحياة، الإنسان خلق له الله العين كعضو للنظر، خلق له عينان فى وجهه لكى ينظر الى الحاضر وينظر الى المستقبل ولم يخلق له عينا فى الخلف حتى لا ينظر إلى الماضى جعله ينظر إلى الأمام دائما وهذه العين على الرغم أننا نشترك جميعا فى تركيبها، التركيب الفسيولوجى والتركيب التشريحى، ولكن نظرة العين تختلف من واحد إلى آخر لنفس الشىء، لذلك العين الإيجابية للحياة تتميز بثلاث ميزات، الميزة الأولى أنها عين واقعية تنظر للأمر فى واقعيته وفى حدوده وفى شكله وليس فى الخيال وتنظر للأمر فى واقعيته أنه أمر واضح أمام الإنسان ولا يحتمل أى تأويل الجانب الآخر للنظرة الإيجابية للحياة، أنها نظرة إنسانية يعنى يجب أن تشتمل نظرة الإنسان للأمور على عمل الرحمة لأن عكس الرحمة توجد القساوة والقساوة امتلأت بها قلوب كثيرة فى العالم، ولذلك نظرتها ليست نظرة إنسانية الجانب الآخر للعين يجب أن تكون النظرة متكاملة وليست نظرة متناقصة كما تدرون جميعا أننا نقول الكوب الذى فيه جزء من الماء، هذا الكوب ممتلئ أم ناقص؟ البعض يراء كوبا ممثلا من الماء، هذه نظرة إيجابية ونظرة متكاملة والبعض يراه كوبا ناقصا، وبالتالى هذه نظرة سلبية هذه الأمور، النظرة الواقعية والنظرة الإنسانية والنظرة المتكاملة تشكل جميعها العين الإيجابية للحياة، وسأعطيكم بعض الأمثلة من أحداث الصليب والقيامة كانا يوحنا الحبيب، ويهوذا الاسخريوطى، تلميذين من الاثنى عشر، اختار هما السيد المسيح، ورأيا تعاليم السيد المسيح ومعجزاته وكانا معه، وبالتأكيد كان هناك حوارات بينهما وبين السيد المسيح يوحنا الحبيب كان له النظرة والعين الإيجابية للحياة نراه يرتبط بالسيد المسيح، يصل معه حتى الى الصليب والى المحاكمات ونراه يجد المتعة الكبيرة فى أنه يتكى برأسه على صدر السيد المسيح وهو أطلق على نفسه التلميذ "الذى كان المسيح يحبه" "يوحنا 26:19" فى المقابل، يهوذا الاسخريوطى كانت نظرته مادية، وكانت نظرته سلبية، ولم ير فى المسيح أنه المخلص الفادى الذى جاء لأجل خلاص العالم، ولأنه لم يجد فيه تحقيق الطماعة المادية أو الأرضية ولذلك باع سيده بثلاثين من القضة وفى النهاية ذهب وشنق نفسه ومات وخسر نصيبه الأبدى الاثنان لهما نفس الموقف واحد له العين الإيجابية والآخر له العين السلبية مثال آخر نراه فى أحداث الصليب عندما تنظر إلى اللصين وهما اللص الذى كان عن شمال المسيح والآخر عن يمين المسيح، صلبوا الصين مع السيد المسيح إمعانا أنه اللص الشمال كان له حديث كبير إذا كنت أنت المسيح، "فخلص نفسك وايانا" "لوقا 23: 39"، وارفع عنا الألم الذى نحن فيه ألم الصليب اللص اليمين كان له نظرة فى نفس الموقف وفى نفس التوقيت ونفس الشواهد اللص اليمين ينظر نظرة إيجابية، ويقطن إلى رؤية مغايرة اما نحن فبعدل "لأننا ننال استحقاق ما فعلنا" "لوقا 23 "41" ونظر إلى المسيح وقال: "اذكرنى يا رب متى جنت فى ملكوتك" "لوقا 23 "42" كانت هذه العبارة، عبارة صلاة عبارة توبة، عبارة نداء عبارة رجاء وقبلها السيد المسيح فى آخر ساعات حياة اللص اليمين وقال له: "الحق أقول لك: أنك اليوم تكون معى فى الفردوس" "لوقا 23: 43 هذه الصورة تنطبق فى نماذج كثيرة جدا للعين الإيجابية للحياة، ولذلك أيها الأحياء، تمسك أن تكون لك عين إيجابية تنظر للأمور فى إيجابيتها لكل أحداث حياتك اليومية، أحداث العمل والخدمة والأسرة كل هذه الأحداث يجب أن تكون لك فيها النظرة الإيجابية هذا هو فعل القيامة المجيدة فى حياة الإنسان واجعل قلبك دائما مرفوعا وتقول: يا رب أعطنى العين الإيجابية التى ترى الأمور فى حقيقتها وفى جمالها وفى إيجابيتها، ابعدنى عن النظرة السلبية أو النظرة الضيقة أو النظرة التى لا ترى إلا ما هو سيىء الحياة فيها جمال ممتد فى كل عمل صالح أنا سعيد أن أرسل لكم هذه الرسالة أقدم التهنئة القلبية باسم الكنيسة القبطية وباسم المجمع المقدس، وأقدمها من هنا من مصر إلى كل الإيبارشيات وإلى كل الكنائس والأديرة فى ربوع العالم كله أهنئ أخوتى الأحباء الأباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والآباء الرهبان والأمهات الراهبات ومجالس الكنائس وكل الشباب وكل الخدام وكل الشمامسة وكل الشعب وأيضا إلى كل الأطفال أهنتكم جميعا أينما كنتم فى أوربا، إفريقيا آسيا أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، أو فى قارة أستراليا أهنئكم جميعا، وهذه التهنئة أحملها إليكم إلى كل فرد طالبا من ربنا يسوع المسيح القائم من بين الأموات أن يفرحكم على الدوام وأن يعطيكم العين الإيجابية لكل عمل ولكل حدث فى حياة الإنسان لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد، آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
04 مايو 2024

في انتظار القيامة

في ليلة سبت الفرح تصعد الكنيسة بنا الى السماء بكل ما فيها من جمال وكأننا في حلم جميل، فهذه الليلة هي العبور من الموت إلى الحياة الألحان تنتقل من النغمة الحزايني إلى الفرايحي، فيقال اللحن نصفه بالنغمة الحزايني والنصف الآخر بالفرايحي كذلك نجد القراءات عبر هذه الليلة تنتقل من الموت إلى الحياة : تسبحة موسي - صلاة حبقوق النبي - صلاة يونان في بطن الحوت صلاة حزقيا الملك - تسبحة الثلاثة فتية في أتون النار - قصة سوسنة العفيفة. وتنتقل بنا الكنيسة إلى فرح القيامة حينما تختم الليلة في فجر السبت مع «أبو غالمسيس» وهي كلمة يونانية أصلها أبو كاليسيس أي رؤيا، وفيها نقرأ سفر الرؤيا بأكلمه وبذلك نقضي فجر السبت مع هذا السفر العميق لتنفتح أعيننا، ليس على أسرار القيامة فحسب، بل على أسرار ما بعد القيامة أيضا والكلام عن هذه الليلة يطول جدا ، ولكن أجملها هو الحديث عن القيامة: ما هي القيامة؟ القيامة كلمة جديدة ظهرت في العهد الجديد عندما قال السيد المسيح لمريم ومرثا أمام قبر لعازر : «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يوحنا ٢٥:١١) إذا القيامة قوة، ومعجزة المعجزات، فالسيد المسيح ذهب للصليب بإرادته وقام بسلطان لاهوته. أنواع القيامة: القيامة نوعان: قيامة أولى، أي ترك الخطية وحمل الصليب والجهاد ضد الشيطان، حتى توضع الأكاليل في القيامة الثانية تأتي ساعة فيها يسمع الذين في القبور (قبور الخطية) صوته والسامعون يحيون، وتأتي ساعة (في المجيء الثاني) يسمع الذين في القبور صوته فيخرج الذين صنعوا الصالحات إلي قيامة الحياة قيامة السيد المسيح فتحت أمام البشرية باب الحياة بالإيمان بدمه لغفران الخطايا، وبالجهاد حتى النفس الأخير لكي نحيا معه كل حين . فالقيامة أعطت البشرية بابا مفتوحا لحياة السماء بلا موت بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية (تسبحه القيامة) فالموت لا يكون فيما بعد بل من أمن بالرب يسوع ولو مات فسيحيا سعيد ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى، إن هؤلاء لا يكون للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح (رؤيا٢٠: ٦). القيامة مع المسيح إن الإنسان لا يستفيد من القيامة إلا إذا استيقظ من نومه وقام من رقاده، أي يقوم من بين الأموات، وكل أنظارنا متجهه نحو ملكوت السموات: « فإن كنتم قَدْ قَمْتُمْ مَعَ المسيح فَاطَّلَبُوا مَا فَوْقَ ، حَيْثُ المَسِيحُ جَالس»(كولوسي ۳ : ۱) فما أجمل أن تكون سمائيين بالفكر والمشاعر والاتجاهات لا تكن مثل هيرودس وحنانيا وقيافا الذين لم يستفيدوا من قيامة المسيح بل أنكروها، ولا تكن مثل الحراس الذين شاهدوا القيامة وأنكروها نظير رشوة مال، بل كن مثل التلاميذ الذين بشروا مجاهدين بقيامة المسيح واحتملوا في سبيل ذلك الآلام والعذاب ، كل ذلك من أجل محبتهم في المسيح وإيمانهم القوي بالقيامة، لأنهم أيقنوا أنه لا قيامة بدون صليب ولا صليب بدون قيامة عش هذه الأيام بالرجاء والفرح فكل صليب بعده قيامة وكل مشكلة بعدها حل،وكما علمنا قداسة البابا شنوده الثالث «ربنا موجود، كله للخير، مسيرها تنتهي.وكل عام وأنتم بخير . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل