المقالات
14 أغسطس 2024
تعظم نفسى الرب
بمناسبة صوم العذراء ، كنا في الأسبوع الماضي قد تكلمنا عن زيارة العذراء لاليصابات ، وأخذنا منها درساً عن لقاءات القديسين وفي هذه الليلة نتابع حديثنا عن زيارة العذراء لأليصابات، فنتأمل في تسبحة العذراء ، وبخاصة في عباراتها الأولى تعظم نفسى الرب ، وتبتهج روحي بالله مخلصي » ( لو ١ : ٤٦ )
تعظم نفسى الرب
لما رأت العذراء أن اليصابات ، مدحتها بقولها "مباركة أنت في النساء ، طوبى للتي آمنت بما قيل لها من الرب ، من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى " لم تشأ أن تجعلها تسترسل في مديحها بل حولت موضوع اللقاء من مديح لها الى مديح للرب . وأنشدت تسبحتها المشهورة " تعظم نفسى الرب " وهكذا قطعت على اليصابات مديحها لها ، وحولت أفكارها إلى الرب في الواقع اننا نجد فارقا كبيرا جدا بين العذراء التي تأملت عظائم الرب ، وبين أيوب الصديق في حديثه عن عظمته الشخصية : أيوب الصديق وقف يمدح نفسه فقال " رآني الغلمان فاختبأوا،الشيوخ قاموا ووقفوا - العظماء أمسكوا عن الكلام ، ووضعوا أيديهم على أفواههم . صوت الشرفاء اختفى ، ولصقت ألسنتهم بأحناكهم . لان الأذن سمعت فطوبتي ، والعين رأت فشهدت لي . لأني أنقذت المسكين المستغيث اليتيم ولا معين له . ليست البر فكساني ، كجبة وعمامة كان
عدلى كنت عيوناً للعمى ، وأرجلا للعرج " أما السيدة العذراء ، فلم تعظم نفسها ، انما عظمت الرب كلامها كله كان عن الله ، الذي صنع قوة بذراعه " واسمه القدوس ،
ورحمته التي من جيل إلى جيل ، الذي شتت المتكبرين ، وأنزل الاعزاء ورفع المتضمين ، وأشبع الجياع " كل كلامها كان عن الله ، وليس عن ذاتها . لم تقل انها صنعت شيئا عظيماً ، وانما « القدير صنع بي عظائم » . أرادت العذراء أن تختفى ، لكى يظهر الله . قطعت مديح اليصابات
لها ، لكي تمدح الله كان الله يملأ قلبها وفكرها ووقتها وفمها ، ويشغل اهتمامها .إن العذراء مشغولة بالله ، وبتأمل أعماله ورحمته واسمه القدوس.. لم تحدث اليصابات عن ظروفها . ولم تسرح معها في أحاديث اجتماعية أو عائلية ، إنما حدثتها عن الله ، وكانت مقابلة روحية ليتنا ناخذه تدريباً لنا في حياتنا ، ان ننشغل بالله ، وأن يكون الله هو موضوع احاديثنا ومركز تفكيرنا " تعظم نفسى الرب "تذكرنا هذه العبارة بقول السيد المسيح "أنا مجدتك على الأرض " ( تك ۱۷ ) ، وبقولنا في الصلاة الربية" ليتقدس اسمك " تذكرنا أن يكون الله هو الكل في الكل في حياتنا "ليس لنا يا رب ليس لنا ، لكن لاسمك القدوس اعط مجداً " تذكرنا أيضاً بانشغال القديسين بالله باستمرار . صار الله لهم طعاماً نهاراً وليلا ، صار أنشودتهم ، وأغنيتهم ، وحديثهم ، وهذيذهم اسأل نفسك في أي شيء تشغل وقتك ؟ في الله أم غيره ؟
" تعظم نفسى الرب " ان أردت أن تعظم الرب ، فابعد عن تعظيمك لذاتك ،ولكل ما يمت اليك بصلة الشعب عظم هيرودس الملك ، وقالوا عن صوته " هذا صوت إله" فضربه ملاك الرب بالدود فمات ، لأنه لم يعط مجداً للرب . وشعب أفسس عظموا أرطاميس . والشاعر عظم أباه بقوله : وأبي كسرى علا ايوانه أين في الناس أب مثل أبي
التامل في عظمة الله :
هناك مجالات كثيرة للتأمل في عظمة الله :
الله غير محدود في عظمته ، غير محدود في قوته ، غير محدود من جهة المكان والزمان ، هو الألف والياء ، البداية والنهاية الكون كله لا يسعه ، والزمن لا يحده . هو موجود قبل الزمن ، هو أزلى قبل الدهور . هو غير محدود فى كماله في قدسيته ، في صلاحه ، في جماله موسى رأى شيئاً من جماله ، فأضاء وجهه حتى أن الناس لم يحتملوا رؤيته ، فلبس برقعاً الله غير محدود في علمه ، في معرفته ، في فهمه ، في حكمته شتان بين علمه وعلم البشر كل علوم البشر جهالة عند الله الناس تعرف بعض أشياء عن بعض أشياء ، أما الله فيعرف كل شيء عن كل شيء وعن كل أحد ويعرف بلا واسطة ولا أجهزة ، وبلا
تدرج ، وبكل يقينية ، ويعرف الخفيات، يعرف الغيب ، والمستقبل ،ويقرأ القلوب والأفكار امامه نقول كما قال أيوب " نطقت بما لم افهم ، بعجائب فوقى لم أدركها " حقا "تعظم نفسى الرب" كل صفة من صفات الله : إن تأملتها تتوه وتقول " تعظم نفسى الرب " وتشعر بتفاهة الكون كله وبتفاهة ذاتك أمامه .
ليتنا نتأمل في جوانب العظمة الإلهية ، وما فيها من كمالات . ونحن نعظم الله ، لا لأنه محتاج لتعظيمنا ، انما لأن أرواحنا وأفكارنا والسنتنا تتقدس باسم الله وذكره وصفاته ، وتعلو أرواحنا الى مجال الهى يرفعنا معه الى علو اسمى منا إن الله ليس محتاجاً إلى تمجيدنا ، ولا إلى تمجيد الطبيعة التي تحدث بمجد الله ، وتخبر بعمل يديه ولا إلى تمجيد الملائكة إنما تمجده صفاته وطبيعته ولاهوته . هو ممجد بذاته وان كان التأمل في صفات الله وفى لاهوته أعلى منك ، يمكنك ان تعظم نفسك الرب في خليقته ، في الطبيعة وفي ذاتك مجرد التأمل في زنبقة من زنابق الحقل التي لم يستطع سليمان أن يلبس كواحدة منها ، أو التأمل فى الأفلاك والكواكب والقوانين التي تحكمها وهي معلقة في الأجواء ، أو التأمل في أجهزة الجسد التي تعمل في حكمة عجيبة وفق قوانين رائعة ، كل ذلك وغيره ، نقف أمامه ونقول و تعظم نفسى الرب وان كنا تعظم الرب على الأشياء الحاضرة ، فبالأكثر تعظمه على الأشياء المستقبلة ، على ما لم تره عين ، وما لم تسطع به اذن وما لم يخطر على قلب بشر مجرد إقامة الموتى ، أمر عجيب ، نقف أمامه ونقول" تعظم نفسى الرب " حقاً كيف يقيم التراب ، ويمنحه حياة ..!!
أما العظمة التي تراها في الانسان الذي وصل الى القمر والمريخ فهي أيضاً منحة من الله ، الذي وهب الانسان الذكاء والمعرفة فأمام هذه العظمة تقول « تعظم نفسى الرب » .
أمام عظمة الله ينسحق الانسان ، ويتضع قلبه من أنا ؟ مجرد إنسان بسيط في هذا الكون الضخم ، اعيش في فترة زمنية ضئيلة تقع وسط الدهور ما كياني ؟ وما معرفتي ، وما قدرتي ، أمام الله غير المحدود ، القادر على كل شيء ؟!
امام عظمة الله تشعر بالضآلة ، وبأننا لاشيء وان نظر الينا الله نقول « لأنه نظر إلى اتضاع أمته » وعندما تنسحق نفسك ، ننال من الرب المواهب الله لا يزيد شيئاً بتمجيدك فهو لا يزيد ولا ينقص ولكنك تزداد حباً ، وتزداد خشوعاً ، وتزداد اتضاعاً ، وتزداد عمقاً ، كلما تتأمل عظمة الله ، وتعظم نفسك الرب فتبتهج روحك بالله مخلصك عجيب أن كل هذه التأملات التي تزخر بها تسبحة العذراء تصدر عن فتاة في حوالي الرابعة عشرة من عمرها ، ولكنه عمر مملوء بالروح ، عميق في خبرته ، عمر تربى في الهيكل "تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصي" إن حياة البهجة بالروح موضوع طويل ، نتركه إلى فرصة أخرى .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن مجلة الكرازة العدد الرابع والثلاثون عام 1976
المزيد
13 أغسطس 2024
مفهوم الألم
إِحنا فِى أيام السِت العذراء نُحِب نقرّب لها وَنقرّب لِصفاتِها وَنقرّب مِنَ طبيعة حياتها ، مِنَ ضِمن الحاجات الّلى تشدِنا قوِى فِى حياة السِت العذراء أنّها " مُتألِمة " ، أبوها وَأُمها دخّلوها الهيكل وَهى عندها 3 سنين وَهى عندها 6 سنين أبوها مات وَهى عندها 8 سنين أُمها ماتِت فأصبح كده ملهاش حد لاَ أب وَ لاَ أُم ، لمّا كِبرت شويّة لازِم تُخرُج مِنَ الهيكل ، فبدليل إِنْ ملهاش حد مين الّلى تولّى شأنها شيوخ الكهنة بتوع الهيكل ، قالوا طب نعمِل إِيه فِى البِنت الغلبانة دى ؟ فكان الدور على الّلى بيخدِم زكريا الكاهِن فقالوا له صلّى للموضوع ده وَنشوف مشورة ربِنا أنّهُمْ يختاروا مِنَ شيوخ إِسرائيل الموجودين فِى الوقت ده لقوا أنّ فِى حمامة إِستقرت على يوسِف البار فقالوا إِنّهُ هو ده الّلى يخُدها يوسِف نَفْسَه كان عِنده حوالِى 87 سنة قال لهُم إِنتُمْ ياجماعة عايزين تضحّكوا علىّ النّاس ، أنا واحِد عِندى 87 سنة أخُد بِنت عندها 12 سنة ، ده حتّى صعب قوِى ، فِى البِداية لَمْ يقبل لكنّهُمْ أقنعوه أنّهُ هو يأخُدها وَطبعاً السِت العذراء كان فِى قلبِها ندر البتوليّة ، وَكان فِى قلبها ندر أنّها تعيش لله كُلَّ أيام حياتها ، لكِن لأنّ ملهاش حد قبلِت أنّها تروح مَعَ يوسِف وَنيتها أنّها تحفظ نَفْسَهَا وَيوسِف فِى نيته أنّهُ يحفظ هذهِ العذراء بِنت فقيرة يتيمة موضِع عطف مِنَ النّاس ، بعد كده هنلاقِى موضوع البِشارة بالحبَل الإِلهِى وَعدم تصديقها وَعدم إِيمانها يكفِى لحظة واحدة مِنَ الألمْ مِنَ لحظات الشك الّلى مِنَ يوسِف البار للسِت العذراء ، يكفِى لحظة واحدة يكفِى نظرة واحدة مِنَ نظرات الشك دى فِى مين ؟ فِى السِت العذراء !! يعنِى أُمْ الأطهار شفيعة البتولين ، يعنِى البتولين لمّا يحِبّوا يتشفّعوا يأخُذوا قوّتهُمْ مِنَ السِت العذراء ، لِذلِك تحسّوا كده إِنْ الرُهبان يحبّوا يسمّوا أديرتهُمْ على السِت العذراء علشان ياخدوا مِنها مُعينة لِبتولِيتهُمْ ، أُم البتوليين دى أتنظُر لها نظرة شك فِى أنّها خاطِئة !
تلقى كده دير العذراء السُريان وَدير العذراء البراموس ، طب ما جمب بعض ما يختاروا إِسم تانِى ، لأ00دى تُعتبر العذراء شفيعة المحرّق يحبّوا الرُهبان ياخدُوها مُعينة لِبتوليتهُمْ ، وَلمّا ربِنا أعلن برائتِها برؤية هى لَمْ تنطِق وَلَمْ تتكلّم وَلَمْ تُجادِل ، إِحتملت ، وَبعد كده نلاقِى برضه آلام الولادة بِتاعِتها وَتقبل أنّها تخبّط على بيوت النّاس علشان تنزِل عندُهُمْ ، برده دى مُش سهلة مرّة واحدة غير مؤمِنة ( يعنِى غير مسيحيّة ) راحِت تعيِّد على واحدة صاحبِتها مسيحيّة فبصِت كده لاقِتها عاملة ديكور ، قالِت لها إيه ياأختِى ده ؟ قالِت لها دا مِزود ، مِزود ! بصِت وَقالت لها أصدك ذريبة ، قالِت لها آه ذريبة ، قالِت لها هو إِتولد فِى ذريبة ؟!! أصل إِحنا بنحِب نجمِلّ الكلمة شويّة لكِن هى ذريبة ، مين ترضى إِنّها تولِد فِى ذريبة ؟؟
بعد كده يجى يقول لها خلّى بالِك الملِك بيطلُب نِفوس الأولاد الصغيرين ، معاها راجِل داخِل فِى 90 سنة ، واحِد 90 سنة وَعمّالين يخبّطوا على بيوت النّاس الّلى بياكلوا عندُهُمْ لُقمة وَالّلى بيباتوا عندُهُمْ ليلة ، فين على بال ما حد يتحنِّن عليهُمْ ، علشان كده تلاحظوا إِنّهُمْ قعدوا فِى كُلَّ حِتّة شويّة ، متلأهُمش إِستقروا فِى حِتّة خدوها كده لفّة مِنَ أول العريش لِغاية جبل المحرّق تحت سوهاج وَعمّالين يفوتوا على كُلَّ بلد شويّة ، بلد تقبلهُمْ وَبلد ترفُضهُمْ ، إِنسانة مُتألِمة لَمْ تستريح لَمْ تستقِر يكفِى أنّها فِى النهاية تشوف الآلام إِبنها وَهو على الصليب وَشايفه إِنّه هو مظلوم وَعارفة إِنّها ملهاش حد مِنَ بعده ، يعنِى لو كان لها حد أقرب مِنَ يوحنا كان هو الأضمن وَالأئمن إِنّه ياخُدها ، لكِن هى دليل إِنْ ملهاش حد راحِت عند يوحنا ، علشان كده حتّى سمعان الشيخ فِى نبّوِته عَنَ العذراء [ أنتِ سيجوز فِى نَفْسَكَ سيف ] ، يعنِى فِى سيف هيجِى عليكِ 0
الألم:-
إِيه حكاية الألم دى ؟! فِى ناس يربُطوا الألم بالخطيّة ، لأ مش شرط ، مش شرط تكون بسبب خطيّة ، تجرِبِة ربِنا لعبيده مش شرط تكون خطيّة ، آه مُمكِن تكون خطيّة لكِن مش لازِم تكون خطيّة ، وَإِلاّ السِت العدرا عملِت إِيه خطيّة علشان خاطِر تكون فِى كُلَّ الآلام دى ، دى إِستحقِت إِنّها تكون والِدة الإِله ، إِستحقِت حشاها البتولِى إِنّه يحمِل جمرة لاهوت إِبن الله ، أكثر مِنَ كده إِستحقاق ! دا مفيش طبع فِى البشر يفوق الطبع ده 0
عايِز أكلّمكُمْ فِى 3 نُقط فِى موضوع الألم :-
1- لِماذا الألم ؟
ليه يارب ليه يارب فِى فِى أولادك يُبقى متألمين ؟ يُبقى فِى مرضى ؟ يُبقى فِى حزانى ؟ ليه تسمح حد يتنقِل مِنَ وسط أُسرة أحباء عليه ؟ ليه تسمح إِنْ فِى واحِد يكون عِنده تجرُبة صعبة فِى شُغله ؟ ليه تسمح إِنْ واحِد يتهموه تُهمة زور ؟ ليه تسمح بإِنّهُ يوجد أى فشل فِى حياته ليه ؟ لِماذا الألم ؟ ليه ؟ ياما الإِنسان يُبقى مش فاهِم ليه ؟ هو فِى الحقيقة إِستجابة لحاجة واحدة بس ، [ ما أبعد أحكامه عَنَ الفحص وَطُرقه عَنَ الإِستقصاء ] ،[ وَزى ما إِرتفعِت السماء عَنَ الأرض ترتفِع أفكارِى عَنَ أفكاركُمْ ] فِى فرق إِنتُمْ بتفكّروا تحت ، وَأنا بفكّر فوق ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف وَأنا لىّ هدف ، أنا لىّ هدف تكسبوا الأبديّة ، أنا لىّ هدف إِنْ إِنتُمْ تكونوا قديسين بِلاَ لوم ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف تربحوا الأرض ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف تتمتّعوا على الأرض ، ليكُمْ هدف إِنْ إِنتُمْ تاخدوا مناصِب وَمراتِب فِى الأرض ، أنا بقنعكُمْ مفيش فايده ، إِنتُمْ ماشيين فِى سِكّة وَأنا ماشِى فِى سِكّة 0
هدف الله مِنَ الألم:-
الألم الّلى ربِنا بيبعته للإِنسان كُلَّ هدفه إِنّه يوّحده بالأبديّة ، إِنّه يقرّبكُمْ مِنَ الأبديّة ، إِنّه يقرّبه للسماء وَإِنّه يخلّيه يتنقّى مِنَ أى شائِبه ، أدِى هدف ربِنا ، هدف ربِنا مِنَ الألم إِنّه ينقّى أولاده وَيُحضِرهُمْ لِنَفْسَهِ بِلاَ عيب وَلاَ دنس ، هدف ربِنا إِنّه يُعِّد لِنَفْسِهِ نَفْسَ كامِلة نقيّة مُتعلِّقة بِهِ بالكمال 0
الألم فِى حياة أبونا إِبراهيم
يجى ربِنا كده يلقى مَثَلاً أبونا إِبراهيم نَفْسَه مُتعلِّقة بِزيادة بإِسحق ، وَإِبتدى يفرِح بإِسحق ، وَإِبتدى مركز حياة إِبراهيم يُبقى إِسحق ، يروح يقول لهُ طب لو سمحت أنا عايِز إِسحق ، ليه بس يارب ؟ ما أنت الّلى عطيطه إِسحق ، سيبه يتمتّع بإِسحق ، أنا شاعِر إِنْ دايرة إِهتمامات إِبراهيم صارت إِسحق ، أنا مبقِتش مركز حياته ، أنا عايِز أبقى مركز حياته ، فأقول لهُ طب هاته فيجِى ربِنا وَيقوله هاته ، يقول لهُ حاضِر، مفيش فِى إِيديه غير إِنّه يقوله حاضِر ، ليه ياربِى عملت كده ؟
أصل أنا عايِز أرجّع إِبراهيم إِنْ مركز حياته يُبقى أنا ، وَعايِز أفكّره إِنّى أنا الّلى عطتهوله ، يُبقى أصلاً هو بتاعِى ، يُبقى كان المفروض محِبّة إِبراهيم لإِسحق تكون محبّة الله الّذى أعطى إِبراهيم إِسحق ، مش محِبّة إِسحق الّلى تفصِلنِى عَنَ الله ، فيقول لهُ هات إِسحق ، هدفك إيه مِنَ التجرُبة الصعبة المُرّة دى ؟ هدفِى إِنّى أديله قوّة إِنّى أبقى أنا مركز حياته وَمركز إِهتمامه ، أنا صعبان علىّ إِبراهيم ده بس أخاف أحسن كُلَّ آماله يضعها فِى إِسحق ، أخاف إِنّه يُبقى هو أفتِكره مركز حياته يُبقى إِسحق وَإِبتدى ينسانِى ، لأ 0
أنا عايِز أفكّره إِنّى أنا الوهّاب وَأنا الرزّاق وَمُعطِى جميع الخيرات ، وَأنا مركز حياته ،عايِز أفكّر إِبراهيم، فيسمح لهُ ربِنا بالتجرُبة دى يحِب ربِنا يبعت تجرُبة الهدف منها نقاوة ولاده ، مجد ولاده ، خلاص ولاده ، لو النَفْسَ أحبائى مُستنيرة تعرف تكتشِف السر ده ، النَفْسَ بعيدة صعب جِداً تكتِشفه ، صعب جِداً 0
الألم فِى حياة أبونا يعقوب
تشوفوا كده أبونا يعقوب ، أبونا يعقوب ده بعيد عنكُمْ إِبتدى حياته كان مكّار شويّة وَكان أنانِى شويّة ، إِنتزع البكوريّة بحيلة ، يعنِى كان عايِش بِطريِقة مُدلّلة وَكانت أُمّه تملّى فِى صفّه ، ربِنا شايِف إِنْ أبونا يعقوب ده وعاء جميل وَحلو خالِص صعبان عليه إِنْ يعقوب يفضل زى ما هو كده فعايِز يغيّره شويّة فعمل إيه ؟
طب أنا هسمح لك تنسِحِب مِنَ وسط الجو المُدلّل الّلى إِنت فيه ، حِتّة الخشبة ملهاش قيمة وهى مقطوعة مِنَ الشجرة ، لكِنْ لمّا تتمسح ، لمّا تدّهن وَتتلّمِع تُبقى حلوة وَمُمكِن نستخدِمها ، هو أبونا يعقوب ده حِتّة خشبة حلوة نوعها جميل بس لِسّة متنفعش تُستخدم لأنّ فيها خشنات كتيرة وَرواسِب ، فربِنا حِب يسنفره ، خرّجه للبرّيّة وَسابه لوحده وَبدال ما ينام على سرير أبو مخدّه ناعمة ، نام على حجر وَلمّا نام على حجر شاف السماء مفتوحة ، شاف السُلّم الّلى طالِع للسماء وَربِنا برده بعت لهُ الّلى أمكر منه ، مين ؟ الّلى هو مين ؟ لابان ، زى ما هو ضحك على أخوه برده ده ضحك عليه وَإِدّاله ليئة وَبعد كده فين عُقبال ما إِدّاله راحيل ، إِبتدى ربِنا عمل إيه فِى يعقوب ؟ نقّاه ، صحيح شكلها فِى الوقت ده مذلول ، شكلها ده إِنْ مُمكِن واحِد يقول ربِنا سايبه أو إِنْ ربِنا غضبان عليه ، لاَ سايبه وَلاَ غضبان عليه ، ده بيأدّبه ، بيودّبه ، ده بيهيّأه 0
الألم فِى حياة أيوب الصدّيق
تعال كده نشوف أيوب البار ، أيوب الصدّيق ده يعنِى البلاوِى الّلى فِى الدُنيا الّلى صعب نحتمِلها ربِنا راح عطاها له ، وَهو قاعِد كده يجى لهُ خبر إِنْ كُل غنمه ماتوا ، كُلّهُمْ ماتوا مرّة واحدة ، كُلّهُمْ مرّة واحدة ! وَبعد كده يجيله خبر إِنْ ولادك كُلّهُمْ كانوا مجتمعين فِى بيت واحِد مِنَ إِخوتهُمْ البيت وقع عليهُم ماتوا كُلّهُمْ ، ماتوا كُلّهُمْ إِتجمّعوا فِى البيت الّلى هيوقع طب واحِد وَلاّ إِثنين عشرة مجتمعين فِى بيت وِقع ! يا ساتِر يارب ، بعد كده تلاقيه قال لهُمْ [ الرّبّ أعطى الرّبّ أخذ ليكُنْ إِسمْ الرّبّ مُباركاً ] أقول إيه بس مش قادِر أقول ، بس أنا قُلت لربِنا كُف عنّى سبنِى شويّة لِدرجة تقروها كده قال لربِنا قاله " سبنِى أبلع ريقِى مش عارِف أبلع ريقِى ما كُلَّ شويّة تيجِى لىّ مُصيبة ، كارثة " ، إيه الحكاية دى يارب ، ليه بتعمِل كده ؟
لو نبُص لأبونا أيوب نلاقِى أبونا أيوب ده راجِل حلو وَكُلَّ حاجة بس كان عِنده شويّة شوائِب كان متكِل على غِناه ، أبونا أيوب كان متكِل على أولاده ، أبونا أيوب كان عِنده إِحساس بحاجة صعبة جِداً إِسمها " البرّ الذاتِى " صحيح ، يعنِى إيه البرّ الذاتِى ؟ يعنِى أنا راجِل بتصدّق على الفُقراء ، أنا أب للأيتام ، أنا عين للضُعفاء ، كان بيقول على نَفْسَه كده ، لدرجِة إِنّه فِى مرّة قال عَنَ نَفْسَه كلمة نستغرب قوِى إِنّه يكون أيوب هو الّلى قالها لمّا جُم صحابه يعزّوه فمأبلش منهُمْ كلام فقعد مَعَ نَفْسَه وَنَفْسَه صعبانة عليه قوِى إِنْ إِزى دول قال إيه جايين يعزّونِى أنا فيقول كلمة صعبة[ هؤلاء الّذين كُنت أستنكِف أنْ أُجلِس أبائهُمْ مَعَ كلاب حراستِى ] ، يعنِى إيه ؟ يعنِى أنا كُنت أأرف أأقعد أبائهُمْ مَعَ الكلاب الّلى بتحرُس البيت بتاعِى ، لا ياأيوب إِنت كان فيك حِتّة صعبة قوِى ، لإِنْ ربِنا بيحِبك محبِش تستمر بالحِتّة الصعبة دى فحب يعمِل لها إيه ؟ يستأصِلها فلّما حب يستأصِلها ففِى حاجة إِسمها جِراحة وَ جِراحة مؤلِمة بس لازِمة لأنّ الله صالِح وَلأنّ أيوب بار وَلأنّ الله أبوه وَلاَيُريد أنْ يهلك فحب يعمِل معاه حب ينقّيه 0
لِماذا يسمح الله بالتجارُب ؟
لازِم أكون فاهِمْ أنّ قصد الله لِنمو مُعيّنْ ، لازِم أكون فاهِمْ إِنْ ده شىء إِن ربِنا هو الّلى أمر بِهِ ، ليه 00ليه يارب بتعمِل كده ؟ أنا عايِز أعلّق ولادِى بالأبديّة ، أنا عايِز ولادِى سعيهُمْ كُلّه لخلاص نفوسهُمْ ، عايِزهُمْ يشيلوا نير ، يشيلوا صليب ، ما هو قال لنا كده أنّهُ لمّا تألّم فِى الجسد كفّ عَنَ الخطيّة ، فيحِب ربِنا أولاده يكونوا مشاركينه فِى الألم معايشينه فِى الألم ، وُمُعلّمِنا بُطرُس الرسول يقول لنا زى ما ربِنا يسوع المسيح تألّم يجِب أنْ نتسلّح نحنُ أيضاً بهذهِ النيّة ، يُبقى عِندى كده نيّة الألم ، يعنِى واحِد حاطِط كِتفه كده لربِنا وَيقول لهُ شيّلنِى شيّلنِى الّلى إِنت عايزه ، وَأبقى عارِف إِنّك إِنت مش مُمكِن تشيّلنِى حاجة أأقع بس لازِم أشيل ، شيّلنِى الّلى إِنت عايزه ، ألم ، مرض حاضِر أشكُرك ، تعب فِى الشُغل قوِى ، ظروف صعبة فِى الحياة قوِى ، مرض ، الدخل مش مكفّى قوِى ، أى ألم إِنت مُمكِن تبعتهولِى أنا أقبله بِمُنتهى السرور ، أنا أقبله عشان كده أول نُقطة لِماذا الألم ؟ الثانية كيف أحتمِله ؟
كيف أحتمِل الألم
لازِم أقبله وَلازِم أعرف إِنْ الرّبّ صالِح وَأنّ تدابيره كُلّها لخير الإِنسان ، مش مُمكِن هيبعت لِى شىء إِلاّ لفايدتِى وَخلاص نَفْسَىِ ، فِى سِفر مراثِى إرميا عِبارة رائِعة نَفْسَىِ كُلّنا نحفظها وَنعيش بيها [ مَنَ ذا الّذى قال فكان وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، كيف يتذّمر الإِنسان الحىّ الراجِل المُعاقب على خطيته ، كيف أتذّمر [ مَنَ ذا الّذى قال وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، إِفرض إِنّى أنا فِى ظروف حياة صعبة ، مَنَ ذا الّذى صنع هذهِ الظروف ؟ مش فُلان وَلاَ عِلاّن ، الرّبّ مرّة واحِد مِنَ الآباء بيسأل ولاده مَنَ ذا الّذى باع يوسِف ؟ فقالوا له خواته ، قال لهُم لا ، قالوا له الغيرة ، قال لهُمْ لا ، أُمال مين الّلى باع يوسِف ؟ قال لهُم الرّبّ هو الّذى باع يوسِف ، مين الّلى باعه !!! ربِنا لا غيره ، إِخوته وَلاَ حد سيبك مِنَ كُلَّ الكلام ده هو نحنُ نتعامل مَعَ الله وَليس مَعَ الظروف وَلاَ مَعَ الأشخاص ، النَفْسِ المُستنيرة هى الّلى تعرِف تكتشِف يد الله فِى حياتها ، أعرف إِزاى أطلّع إِيده فِى حياتِى ، أيوه أنا عارفه إِنْ الحِتّة دى ضعيفة عِندى جِداً ، أيوه ركِّز عليها عشان تنقينِى منها 0
الألم فِى حياة مريم وَمرثا
مريم وَمرثا طول ما أخوهُمْ لِعازر كان عايِش معاهُمْ كانوا عايشين بعواطِفهُمْ نحو بعض ، عواطِف جميلة ، إِخوات مُحبين جِداً لبعض ، ليه ربِنا مرحش ساعِة لِعازر ما كان عيّانْ ؟ ليه إِستنّى أربعة أيام ؟ واحِد مِنَ الآباء يقول تفسير جميل قوِى : يقول إِنْ ربِنا كان شايِف إِنْ الأُسرة دى أُسرة تقيّة وَجميلة جِداً بس محبتهُمْ لِبعض كانت بِطريقة عاطِفيّة مُمكِن تبعدهُمْ شويّة عَنَ إِحساسهُمْ بِربِنا مركّزين على بعض قوِى ، فربِنا عمل إيه ؟ إِتأخِر لِغاية ما لِعازر مات وَشِبِع موت ، رابِع يوم راح وَبعد كده قوّمه [ لِعازر هلُمَّ خارِجاً ! ] ، الأُسرة بعد كده بقى مين مركزها ؟ يسوع ، بقى يسوع مركزها ، أنت الّذى أقمت لىّ لِعازر يُبقى أنا مديون لك أنت ، أنا بحِب لِعازر بس محبتِى لِلِعازر تختلِف عَنَ محبيتِى ليك ، أنت أعظم مِنَ لِعازر0
مركز الله فِى حياتِى:-
أنا لازِم أشعُر أنّهُ أحسن وَأعظم مِنَ ولادِى ، إِنْ هو أعظم مِنَ شُغلِى ، إِنْ هو أعظم مِنَ الفلوس ، إِنّه أعظم مِنَ كُلَّ شىء ، لأنّهُ هو الكُلَّ فِى الكُلَّ لمّا ربِنا يلقى الإِنسان الحِتّة دى مهزوزة عِنده يُحاوِل إيه يعيد الترتيبات ، يقول له طب تعالى تعالى ، علشان كده فِى سِفر إِرميا النبِى يقول كده إِنْ مرّه أخد إِرميا النبِى فِى بيت واحِد بيشتغل فِى الفُخّار فلقاه عمّال يشتغل ، الفخّارِى ده يدّور البِتاعة دى بِرجلِه وَفِى إِيده كده شويّة طين يُعُد يدّور يعمِل منهُمْ وعاء ، أى شكل كده ، برّاد ، زير أى حاجة ، فيقول كده إِنّه لمّا دخل بيت الفخّارِى ده لقاه بيعمِل حاجة بازِت منّه ، فلّما بازِت منّه فعاد وَعمل وعاء آخر ، أه ربِنا يحِب يعود وَيصنع منّنا وعاء آخر وَلو شايفنِى كده إِنّنِى إِبتديت أفسد شويّة يحِب يحُطِنِى تانِى ويدور بىّ تانِى ويضغط علّى فِى حِتت مُعيّنة وَيشكّلنِى مِنَ جديد ، أبقى وعاء آخر جديد للمجد فعاد وَعمله وعاء آخر ، النَفْسَ أحبائى الّلى تقبل وَالّلى تعرِف بالعين الروحيّة تميِّز إِنْ دى إِيد الله مش إِيد النّاس ، تقبل 0
كيف أحتمِل التجرِبة:-
أشكُر ، أثِق أنّ يد الله يد صالِحة ، لو حتّى خواتِى باعونِى يد الرّبّ صالِحة لو مرات فوطِيفار إِتبلِت علىّ بِتُهمة أنا برىء منها تماماً وَبقيت فِى السجن يد الرّبّ صالِحة ، إِيده صالِحة فِى كُلَّ ده ، مش باينة إِنّها صالِحة !!! لا أنا واثِق إِنّها صالِحة لمّا واحِد يُبقى مريض يقول له طب ده مرض ، يقولهُمْ أشكُر ربِنا ، فِى واحِد يشكُر ربِنا على مرض ليه ؟! يمكِن ربِنا عايِز ينقِل مركز إِهتماماتِى ، أنا كُنت مهتِمْ بِحياتِى ، أنا كان أهمْ حاجة فِى حياتِى شُغلِى وبس ، مكُنتِش بدّى ربِنا دقيقة ، أنا دلوقتِى مواظِب على الأجبية ، أنا مكُنتِش أفتح الأجبية قبل كده ، مكُنتِش بتناوِل ، مكُنتِش بعترِف ، يُبقى ربِنا بعت لك ألم أو تجرُبة أصد ربِنا منها إيه ؟
ينقِل مركز إِهتمام حياتك وَنَفْسَكَ له أو صار مِنَ الظروف وَالمتاعِب لإِرادتِهِ وَمشيِئتِهِ ، مُبارك الإِنسان أحبائى الّلى يفهِم قصد الله 0
2- كيف نحتمُله ؟
أحتمِله ، إِنْ أنا أنظُر لهُ بِنظرِته هو مش بِنظرِتِى أنا ، إِنْ أنا أنظُر للسماء مش أنظُر للأرض ، لحسن لو إِفتكرنا إِنْ الكلام ده عقوبة وَلاّ غضب طب إِزاى ربِنا يسمح للنّاس دى كُلّها يستشهِدوا ؟ إِزاى يسمح لِكُلَّ ولاده يستشهِدوا ؟ تلقى الإِنجيل يقول لك [ كثيرة هى أحزان الصدّيقين وَمِنَ جميعها يُنجّيهُمْ الرّبّ ] ، إِزاى ينجّيهُمْ وَهُمّا ماتوا كان المفروض بقى مماتوش ، أصل إِحنا فِى فكرِنا ينجّيه يعنِى يخِف مِنَ الألم ، لكِنْ فِى فِكر ربِنا ينجّيه يعنِى ينجّيه فِى اليوم الأخير مش ينجّيه دلوقتِى ، ينجّيه دلوقتِى دى سهلة إِحنا فِى فكرِنا إِنْ ربِنا يقعُدوا مَثَلاً يعذّبوا فِى أبانوب يبعت له الملاك يخِف وَميهُنش عليه فِى أخر مرّة أنْ تتقِطِع رقبته ويموت ، عايزين بعد ما تتقِطِع رقبته عايزينه يرجع لهُم حىّ تانِى مش عايزينه يموت علشان إِحنا فليِنا فِى الأرض ربِنا عايزه عِنده يمجِّده بِمِئات الأضعاف ده هو بس ، إِذ كان عمل مُعجِزة أو إِتنين وَلاّ تلاتة وَشفاه عايِز يعلِن لهُمْ إِنْ أنا لىّ سُلطان على الّلى إِنتُمْ بتعمِلوه ده ، يوم ما واحِد يحصِل إِنّه ينتقِل فهو إِنتقل بإِذنِى وَبأمرِى ، وَلاَ بأذنُكُمْ وَلاَ بأمرُكُمْ وَلاَ بِسيفكُمْ ، لأ ده بِسماح منّى أنا لِذلِك كنيستهُ كنيسة ألم ، كنيسة شُهداء ، كنيسة إِضطهادات ، مين الّلى بيسمح بيها ؟ ربِنا ليه ؟ نقدِّم له كنيسة مجيدة ، بيدّى فُرصة لولاده أنْ يكونوا فِى مجد أكتر بالآلامات وَالعذابات ، وَمُمكِن ربِنا خايِف على ولاده لاَ يتوهوا مَثَلاً وَلاّ يحِبّوا العالم فيخلّى قلبهُمْ دايماً متحِد به فيعمل إيه ؟ فيبعِت لهُم إِضطهاد نلاحِظ كده أحبائى أنّ أقوى عصور للكنيسة هى أقوى عصور كان فيها إِضطهاد ، فمِنَ المفروض إِنْ إِحنا نلاقِى العكس ، الواحِد أول ما يلاقِى الإِضطهاد يخِف نقول خلاص بقى النّاس فيها تُعبُد ربِنا بِراحِتها ، أبداً أكتر عصر كانِت الرهبنة نامية فِيه عصور الإِستشهاد ، أكتر عصر كان فِيه قديسين للكنيسة هى عصور الإِستشهاد ، أكتر عصر كانِت فِيه الكنائِس زحمة وَفيها مُصلّيين بِعِبادة حقيقيّة هى عصور الإِستشهاد فكان ربِنا بيصنع مِنَ العصر ده فِى نَفْسَ الوقت الّلى فِيه ألم يصنِع فِيه مجد ، مين الّلى ياخُد باله مِنَ كده ، إِيه قصد ربِنا مِنَ التجرِبة ، التجرِبة أصد ربِنا منها يوحّدنِى بِيه ، التجرِبة أصده منها إِنّه يخلّينِى ألمِس إِيديه ، إِنّه يخلّينِى أخضع ، يخلّينِى أشكُر ، لازِم أشعُر إِنْ دى إِيده ، لازِم أشعُر إِنّها منّه ، يقول كده فِى العهد القديم [ إِنّه أقام لهُمْ الرّبّ سبعة شعوب لِمُحاربتهُمْ ] ، مين الّلى أقامهُمْ ؟ الرّبّ ، [ أقام لهُمْ الرّبّ ] يعنِى ربِنا يقوِّم لهُمْ شعوب تحارِبهُمْ ، يعنِى هُمّا شعبك ! إِنت مَعَ مين بالظبط مَعَ شعبك وَلاّ مَعَ الأعداء ؟
لاَ أنا مَعَ شعبِى بس أنا مسلِّط عليهُم ناس ، لو لقيت شعبِى ده إِبتدوا يمشوا فِى طريق ميعجبنيش أسلِّط عليهُمْ ، ولو لقيت شعبِى ماشِى كويس حهديهُم ، يُبقى مين الّلى فِى الأخِر بيحدِّد كُلَّ الأمر ده ؟ هو الرّبّ ، مين الّلى بيدّيهُمْ الغلبة ؟ هو، مين الّلى بيدّيهُمْ الهزيمة ؟ هو، [ لأنّ الحرب للرّبّ ] ، علشان كده لمّا ربِنا يسمح لىّ بِشىء أشكُرك ، ما يسمحش أقوله برده إيه ؟ أشكُرك ، ليه ؟ إِنت الّلى عايِز كده إِوعوا تفتِكروا أحبائى إِنْ إِحنا مصيرنا فِى إِيد حد حتّى وَلو رئيس البلد أبداً ، إِحنا نؤمِن [ إِنْ يد الرّبّ على قلب الملِك ] ، فِى قلب الملِك أو قلب الرئيس ما هو لِسلام كنيستهُ أو لألم كنيستهُ ، يُبقى فِى النهاية مين الّلى صانِع ؟ هو ربِنا ، [ يد الرّبّ على قلب الملِك ] ، علشان كده يقول لِنا إِخضعوا للرئاسات مهما كان ، إِذا كان بيعبُدوا ربِنا أوْ إِذا كان ما بيعبُدوش ربِنا0
كيف أحتمِل التجرِبة ؟
إِزاى أحتمِل أى تجرِبة ؟ إِنْ أنا أشكُر ربِنا وَأثِق أنّها مُرسلة لىّ مِنَ عِند الرّبّ ، أشعُر أنّها إِيده ، أنّها مشيئتهُ ، أنّها مشورتهُ وَمشورتهُ صالِحة ، إِنّهُ هو لَمْ يشأ إِنّه يستأصِلنا وَلَمْ يُريد هلاكنا الأبدِى علشان كده يقول لك فِى إِنجيل الشُهداء[ وَيحفظ جميع عظامِهِمْ وَعظمة واحِدة منها لاَ تنكسِر ] ، فِى حين إِنْ إِحنا نلاقِى مَثَلاً الشهيد ده إِنْ مش واحدة بس الّلى أكسرِت ، لا عِظامه كُلّه أكسّر زى القديس يعقوب المقطِّع ، ده قطّعوه كُلَّه ويقول لك واحدة منها لاَ تنكسِر ، أصده إِنّه يحفِظ نَفْسِه سالِمة فِى المجد الأبدِى هو ده الّلى ربِنا بيجهِّزنِى له ، هو ده الّلى ربِنا بيعدِّنِى له ، حتّى وَلو بِمدرسة الألم وَلو بالضيق ، شوفوا أحبائى النَفْسَ البشريّة دى صعبة جِداً ، مغرورة جِداً ، مُتكبِرة جِداً ، مُعتزّة جِداً ، مُتسلِّطة جِداً ، بتحاوِل تستغِل عقلها مش لِمجد ربِنا لاَ لِمجدها الذاتِى يقعُدوا يتكلّموا فِى الطب مُمكِن يزرعوا قلب ، يزرعوا عين ، ويعمِلوا وَيعمِلوا ، يجِى ربِنا يقولهُمْ مهما كان أنا مُمكِن أبعت لكُمْ فيرس صغير يغلِبكوا تقعُدوا تعمِلوا عليه أبحاث20 سنة ويادوب أول ما تقولوا إِكتشفنا حاجة للفيرس ده أطلِّع لكُمْ حاجة بعدها ،علشان عايِز أعرّفكوا إِنْ إِنتُمْ فِى قبضة يدِى ، أنا الّلى عطِتكُمْ العقل وَإِنتُمْ لازِم تمجّدونِى أنا وَلازِم أكون أنا موضِع المشورة بِتعاكُمْ مش عقولكُمْ لِذلِك ربِنا يخفِى بعض أمور العلم ميقدروش يخترِقوها ، لإِنْ ربِنا عايِز يكون النّاس كُلّها فِى خضوع كامِل لإِرادتهُ لأنّهُ هو القادِر على كُلَّ شىء وَخاضِع لِكُلَّ شىء ، فالإِنسان لو مكنش فِيه حاجة محتاج فيها لِربِنا مُمكِن يزوغ وَيزوغ ، فربِنا يعمِل إِيه ؟ يقول لك شوف أنا حبعت لك حِتّة متقدرش عليها ، فيبعت لك حِتّة فِى حياتك ما تقدرش عليها ، كُلَّ واحِد فينا ربِنا عايِز يبعت له حِتّة ميقدرش عليها ، علشان يقول معقول ده مِنَ عِند الرّبّ ؟! علشان أقوله يارب إِفتقدنِى أنت ، إِسندنِى أنت ، عوّض ضعفِى أنت ، أنا ليس لِى مُعين آخر سِواك ، علشان أعرف فِعلاً [ أن تخرُج روحهُمْ فيعودون إِلَى تُرابهُمْ ] ، الإِنسان ده وَلاَ حاجة وَساعِتها أثِق أكتر فِى قُدرة ربِنا ، وَساعِتها كُلّنا نمجِّد مين بالأكتر ؟ ربِنا أدِى حكمة ربِنا إِنْ يكون الكُلَّ خاضِع لهُ ، الكُلَّ مُلتف حولهُ ، الكُلَّ يُسبِّحه وَيُبارِك عظمته فِى كُلَّ أُمور حياتنا يُبقى : (1) لِماذا الألم ؟
(2) كيف نحتمِله ؟
3- بركاته
شوفوا أحبائى طوبى للرجُل الّذى يحتمِل التجرِبة ، طوبى للنَفْسَ الّلى فِعلاً تشكُر أثناء التجرِبة ، صدّقونِى أحبائى فِى نفوس مُستنيرة لمّا تلاقِى حياتها مفهاش تجرُبة تِبدأ تطلُب مِنَ ربِنا تجرُبة ، وَفِى ناس لمّا تلقى فِى حياتها مفيش تجرُبة تِبدأ تسعى علشان يشارِك المُتألمين فِى حياتهُمْ علشان يشعُروا أنّهُ مُتألِم عِوض عنهُمْ ، فِى ناس يقول لك طب أنا ميعتبرش عِندى تجرُبة فِى حياتِى بس أحِب إِنْ أخُد البركة دى ، أحِب أُشارِك المُتألمين وَأشعُر بألامهُمْ أشاركهُمْ ضيقتهُمْ وَتعبهُمْ ، إِيه الكلام ده ؟ دى نَفْسَىِ أيقنت مجد الألم علشان يقولوا كده إِنْ لولا أنّ دانيال وقع فِى جُب الأسود ما كان تمتّع بِصُحبه الملائِكة ، وَلو أنّ يوسِف بيع وَلو أنّ يوسِف كان فِى بيت فوطيفار ، وَلو أنّ يوسِف وَضِع فِى السجن ما كان ذهب لفرعون وَما كان رئيساً على مصر يُبقى صارت المؤامرات دى كُلّها وَالكلام ده كُلّه فِى النهاية إِيه ؟ صار مجد00 مجد ، نهايِة مرض إِنسان إِيه ؟ واحدة تقول لك مات ، أقول لها أبداً يتنقّى ، يتمجِّد ، ده ربِنا جعله وعاء جديد ، ده شايِف ربِنا فعطايا سماويّة نهايِة إِنسان فِى تجرُبة إِيه ؟ إِتضع ، وَداوُد النبِى قال لربِنا كده [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، وَلو النَفْسَ أحبائى عارفه إِيد ربِنا أقوله أفضل حاجة لىّ الذُل وَأنا متكبِر ، متكبِر جِداً ، أنا أخفِى جوايا كبرياء غير عادِى فلو إِنت ما خلتنيش أنكسِر وَأتضِع بِتجرُبة أنا كان زمانِى بقى حالتِى حالة ، كُنت هلكت فعلشان أنا خاطِر غالِى عندك فمش عايزنِى أهلك بِذاتِى ، فحاوِلت إِنْ إِنت تبعت لِى تجرُبة علشان أتحِد بِك مِنَ خلال التجرُبة القديس يوحنا ذهبىّ الفم يقول قول رائِع[ إِنْ لَمْ يُجرِّبك إِعلمْ أنّهُ تركك ] ، علشان كده القديسين واعيين لمّا كان ربِنا ما يبعتش لهُم تجرُبة يقولوا إِتأخرت علينا كتير ليه ؟ سِبتِنا وَلاّ إِيه ؟ وَلمّا كانِت حياتهُمْ ماشية بِطريقة طبيعيّة كانوا هُمّا بيصنعوا لنَفْسَهُمْ آلام ، ألم نُسك ، ألم جِهاد ، ألم سهر ، الألم حروب مَعَ عدو الخير علشان يتزّكوا بِهذهِ الآلام ،[ فكُلَّ ألم نحتمِله مِنَ أجل الله هو مجد فِى الأبديّة]ما أجمل أحبائى الإِنسان الصابِر الشاكِر ، ما أجمل الإِنسان المُتألّم الّلى يقول يارب أشكُرك ، تشكُره على إِيه وَأنت مُتألّم ؟ لا إِنت شايِف حِتّة واحدة بس لكِن أنا شايِف حاجات تانية كتير ، أنا شايِف يد الله الصالِحة فِى حياتِى وَفِى حياة بيتِى ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده للخير [ لأنّ كُلَّ الأمور تعمل معاً للخير للّذين يُحِبّون الله ] ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده بيقرّبنا أكتر ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده بيوّحدنا أكتر ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده مدّينا وحده مَعَ ربِنا أجمل وَأنقى ، هى دى النفوس الّلى ربِنا مجهزها للمجد الإِنسان الّلى يتحمِلّ بِشُكر وَفرح أجرة عظيم فِى السماء ،[ إِنّ خفّة ضيقتنا الوقتيّة تُنشىء لنا ثِقل مجد أبدى ] ، مجد تُنشىء ثِقل مجد أبدى ، علشان كده أحبائى ما مِنَ حياة إِنسان عاش فِى حياة البِر إِلاّ ما كان دايِب وَمتألّم ، وَنموذجنا السِت العذراء ، نموذج نموذج للألم وَالحرمان وَالفقر ، نموذج للإِهانة وَالإِحتمال ، سيف يجوز فِى نَفْسَهَا ، صامِتة وَشاكِرة وَحتّى بعدما إِبنها إِتصلب ماسمعناش صوتها وَلاَ مُتذّمِرة وَراحت ترفع قضيّة مَعَ الجماعة اليهود وَلاَ الجماعة الرومان وَلاَ تثبِت إِفتراهُمْ وَلاَ ثبتِت إِنّهُمْ كذّابين ، وَلمّا صلبوه سكتِت ، تحمّلت الألم بِكُلَّ المعانِى لأنّها واثقة فِى إِبنها وَإِلهها وَعارفه إِنْ طريقها طريق ألم وَعارِفه إِنْ إِبنها علشان يتمجِد لازِم يتصِلِب وَطالما إِتصلب يُبقى لازِم يتمجِد ، أه إِحنا كده مفيش لينا مجد مِنَ غير صليب ، مفيش لينا أبديّة مِنَ غير ما يكون لينا شرِكة فِى بُستان جثسيمانِى علشان كتير أحبائى بنحِب نهرب مِنَ أى ألم ، كتير قوِى لمّا ربِنا يبعت أبسط شىء نتذّمر ، تلقى كُلَّ واحِد ربِنا بعت له حِتّة تقرّبه منّه ، أحياناً يُبقى مش فاهِمها وَهى دى النُقطة الّلى تتعِبه وَهى دى النُقطة الّلى تجيب له تمرّد فِى حياته وَعدم شُكر فِى حياته ، لاَ إِعلمِى أنّ الحكاية دى الّلى يبعت هالِك علشان تقرّبِى أكتر مش علشان تبعِدِى ، دى نُقطة ربِنا بعت هالِك علشان تتزّكِى أمامه ، علشان تُبقِى فِى أمان وَفِى صبر وَفِى صمت وَفِى شُكر مهما كانِت قاسية ثِقِى أنّ ربِنا هو الّذى قَدْ صنع وَهو الّذى قَدْ فعل [ أضع يدِى على فمِى ] ، وَأشكُر ، فِى مجد منتظرنِى ، مجد فِى السماء ، أحبائى كُلَّ النّاس الصامتين المُتألمين ، الشاكِرين حنشوفهُمْ بِمجد عظيم ، الفقير الّلى إِحتمل حنشوفه بِمجد عظيم ، المريض الّلى صبر وَشكر حنشوفه بِمجد عظيم فِى السماء ، بلاش نظراتنا تُبقى نظرات العين البشريّة ، لازِم نظراتنا تُبقى أوسع القديس أوغسطينوس بيحكِى لنا عَنَ أُمّه القديسة مونيكا كانِت بارة تقيّة نقيّة ، قبل ما يتوب مكانش عارِف قيمتها وَكان يعنِى بيستهزأ بيها ، بعد ما تاب عرف قيمة أُمّه دى فإِبتدأ يسترجِع الذاكِرة بتاعته وَإِبتدأ يفتِكر الّلى كانِت أُمّه بتعمِله أبو القديس أوغسطينوس رجُل شرّير سكّير وَكُلَّ أنواع الشر موجودة فيه وَقاسِى وَكان بيضربها ، كُلَّ ده كان بيشوفه مين أوغسطينوس ، لمّا تاب إِبتدى يحكِى لنا عَنَ مونيكا دى يقول إِيه فِى إِعترافاته [ وَكُنت أراها تخدِمه بِكُلَّ أمانة وَوقار كأنّها تخدِم جلالك أنت يا الله ] ، كُنت شايِفها بتخدِمه بِكُلَّ أمانة رغم أنّها عارفة إِنّه سكّير إِنّه بيضربها ، كُنت أراها تخدِمه بِكُلَّ أمانة وَوقار كأنّها تخدِم جلالك أنت يا الله ، أصل هى شاعرة أنّ الراجِل ده مسئوليتها إِنْ هى تصلّى لهُ لأنّ مُمكِن يكون ربِنا عاطِى هلها علشان يحسِنّ فِيها نُقطة مُعيّنة علشان كده واحِد مِنَ القديسين بيسأل واحِد مِنَ تلاميذه مين الّلى علّمك الصلاة ؟ قال لهُ التجارُب الّلى علّمتنِى الصلاة مين الّلى علّمنِى الصلاة !! أفتِكر أنّ أحسن صلوة وَأعمق صلوة صلاّها يونان الّلى فين ؟ فِى بطن الحوت ، مفيش بعد كده مِنَ جوف الهاوية صرخت وَإِنت سمعت الصوت يارب ، يُبقى ربِنا مُمكِن يكون عايِز ينقّينِى ، عايِز يعلّمنِى إِزاى أشوفه ، إِزاى أتكلِّم معاه ،[ خيراً صنعت مَعَ عبدك ] ما أجمل أحبائى أنّ الإِنسان ينظُر إِلَى حياته بِنظرة الله وَليست بِنظرِته الشخصيّة ، ما أجمل أنْ نثِق فِى يد الله ، ما أجمل أنْ ننظُر إِلَى البركة المُعدّة لينا فِى الألم وَالمجد إِنْ ربِنا هيدينا تزكية ، ربِنا هيدينا عِوض الألم الأرضِى مجد أبدى ، نختار المجد الأبدى وَلاّ المجد الأرضِى ؟ عايِز المجد الأبدى ، إِحنا عنينا على السماء مش على الأرض وَعشمنا كُلّه فِى السماء ، وَرحلِة غُربِتنا أهى رِحلة تنقضِى بأى طريقة ، المُهِم فِى النهاية نكسِب فيها السماء بأى طريق الّلى إِنت تختاره الأضمن هو الألم ، الأسهل هو الألم ، علشان كده أحبائى لو الإِنسان قابِل أى ألم ربِنا يبعت هوله يوصل كده للسِت العذراء عشان كده تسابيح الكنيسة تقول لنا [ يأتِى الشُهداء حاملين عذاباتهُم وَيأتِى الصدّيقين حاملين فضائِلهُمْ ] ، أنا صحيح مش شهيد لكِن لازِم أحمِل عذابات ، لازِم أحمِل آلام مُعيّنة أتقدِّم بيها إِليه ، علشان كده لو ربِنا بعت لأى حد منّنا تجرُبة أشكُره عليها وَأعرف إِيه قصده منها ، قصدك الّلى إِنت توحّدنِى بيك ، تقرّبنِى ليك ، لو مبعتليش أقول لك أنا مش قصدى تبعت لِى تجرِبة بس وحّدنِى بيك فِى خواتِى المُتألمين ، خلّينِى أشعُر بألمهُمْ وَأشارِكهُمْ آلامهُمْ علشان يُبقى لىّ إِستحقاقات مجد آلامك ربِنا يسوع المسيح ينّور عقولنا علشان نفهِم ما قصد أى ألم فِى حياتنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد إِلَى الأبد آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
12 أغسطس 2024
العذراء وحياة الاحتمال
تعتبر العذراء مريم نموذجا في حياة الصبر والاحتمال ، فمنذ ولادتها حتى نياحتها وصعود جسدها الطاهر ، وهي تحيا حياة قوامها الألم ، اذ تحققت فيها النبوءة « وانت يجوز في قلبك سيف » .
منذ الطفولة
إذا ما تتبعنا حياة العذراء ، لوجدنا أنها قاست آلاماً كثيرة . ففي الطفولة الأولى عاشت حياة اليتم ، فقد مات يواقيم أبوها وهي في سن السادسة ، بينما ماتت حنة أمها وهي في الثامنة وهكذا عاشت مريم منذ نعومة اظافرها بلا اب او ام ولكنها عاشت في الهيكل عابدة مصلية خادمة إن اليتم يترك بصمات صعبة على نفسية الإنسان أحياناً ،ولكن العذراء كانت مثالا في تجاوز آلام الطفولة وحرماناتها وهذا نموذج وهذا عزاء لكل طفل يحيا حياتة الأولى بعيداً عن حنان الأمومة وعطف الأبوة إن مريم هي شفيعة كل هؤلاء لأنها فيما قد تألمت مجربة بكل هذه الآلام قادرة أن ترفع لابنها شفاعتها عن كل محروم ومحتاج ومسكين ، مادياً أو نفسياً أو اجتماعياً وعاشت العذراء في بيت يوسف في الناصرة ، في حياة صعبة خالية من الترف والراحة . ولكنها كانت صابرة وفرحة ،مطيعة لخطيبها ، مكرسة كل أوقاتها للعبادة ، حتى استحقت أن يأتيها الملاك مبشراً إياها بأنها قد وجدت نعمة عند الرب، وأنها ستحبل وتلد ابنا تسميه يسوع ، هذا يكون عظيما وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهايه (لوقا ۱ : ۲۰-۲۳) وقد أطاعت العذراء صوت السماء قائلة هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك ، ومنذ هذه اللحظة حل الأقنوم الثاني في أحشائها التي طهرها الروح القدس لكي تكون عرشاً للرب يسوع وسماءاً ثانية .
بشرى تحمل طابع المعاناة
والمتأمل في هذه البشرى المفرحة ،يجد أنها تحمل طابع المعاناة أيضا لأنه لم يسمع في البشرية كلها أن عذراء تحبل وتلد وهذا لا بد أن يعرضها لأفكار وهواجس عند يوسف البار ، وقد تتعرض إلى متاعب من البيئة التي تحيا فيها ولكن مريم احتملت واطاعت و خضعت وقدمت نموذجا لحياة الايمان المليء بالالم وبذل الذات ،وبالفعل عندما لاحظ يوسف علامات الحمل على العذراء ساورته الشكوك ، ولكنه إذ كان باراً لم يرد أن يشهرها ، وفيما هو يفكر في هذه الأمور ، لم تتركه السماء في حيرته، إذ تراءى له ملاك الرب في حلم قائلا لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك ، لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس ( مت ۱ : ۲۰ ) وفى الميلاد عانت مریم و تالمت و احتملت إذ صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة ، فصعد يوسف من الجليل من الناصرة إلى اليهودية إلى بيت لحم، لكونه من بيت داود ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى ، وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد ، فولدت إبنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود ، إذ لم يكن لهما موضع في المنزل .
صبر و احتمال عجيب :
من من الناس يرضى ان يضع وليده في مدود للبهائم ؟!
ومن من الناس يقبل أن ينزل الوليد ، فلا يجد ما يغطى جسده الغض سوى قطع بالية قديمة من الأقمشة ؟ ! كل هذا والعذراء تعرف يقيناً أن الذي ولد منها هو المسيا المنتظر طوباك ايتها العذراء ، يا من عشت حياة الصبر ، ولم يكن عندك احتجاج ولا تذمر ولا حتى تساؤل ، بل تسليم كامل للمشيئة الالهية ، وطاعة تامة للمقاصد الأبوية وما أن ولدت العذراء طفلها ، حتى ظهر الملاك ليوسف في حلم قائلا و قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك ، ( مت ۲ : ١٣ - ١٥ ) . وبعد أن أمضت العائلة المقدسة في مصر الفترة المحددة من السماء ، إلى حين موت الذي يطلب الصبى ، عادت العائلة إلى الناصرة وكان الصبى ينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه طوباك ايتها العذراء يا من احتملت السفر الطويل الشاق وطوباك ايتها البتول لانك في كل مسيرة حياتك ، كان الألم الجسدي والنفسي قربانا على مذبح الطاعة شبيه بالمر الذي قدم من المجوس .
أحشائي تلتهب ، ولكني أفرح :
ومن في البشرية كلها يحتمل أن يعلق ابنه على الصليب محتملا أصعب وأمر الآلام لقد كانت احشاء العذراء تتمزق ،وهي واقفة عند الصليب مع مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية ( يو ١٩ : ٢٥ ) قائلة في قلبها "أما العالم فيفرح بقبوله الخلاص ،وأما أحشائي فتلتهب عند نظرى إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه يا ابني وإلهي " إن كل أم متألمة مهما اشتدت آلامها ، عندما ترفع قلبها بالروح نحو الصليب ، وترى مريم في صمتها واتضاعها وصبرها واحتمالها ، تهون عليها كل أوجاعها ، لأن شفيعة البشرية تشفع في كل من يختبر شيئا من اختباراتها الروحية العجيبة ثم استودع يسوع أمه عند التلميذ الذي كان يحبه ، وكانت العذراء مع التلاميذ طيلة فترة الأربعين المقدسة ، ما بين القيامة والصعود، مواظبة معهم على الصلاة والطلبة ، وحضرت يوم العنصرة في بيت مرقس في العلية وبعد خمسة عشر عاما من صعوه الرب ، جاء الرب يسوع بنفسه لياخد روحها الطاهرة بين يديه وكان ذلك يوم الأحد ٢١ طوبة، ورفع الرسل جسدها الطاهر وهم يرتلون مع الملائكة المحتفلين بانتقال أم النور ان الصبر واحتمال الآلام وحمل الصليب ، ليس نذرا رهبانيا فقط ، وانما هو دعوة عامة لكل مؤمن يريد أن يتبع يسوع باخلاص قلب ويسوع رئيس كهنتنا العظيم إذ هو رئيس أحبار رحيم ، قادر أن يرثى لضعفاتنا ويعيننا في تجاربنا ، لأنه اختبر كل أنواع الآلام البشرية .ووعده صادق أمين " تكفيك نعمتى لان قوتي في الضعف تكمل" ان سر الألم هو أحد اسرار الحياة المسيحية ، وهو يمنح كل مختبريه حياة الطاعة الحقة ( تعلم الطاعة مما تألم به ) وهو سر يهيء النفس لتقبل إشراقة المسيح الحلوة وتدفق سر المحبة الصادقة
صلاة : أيتها الشفيعة المؤتمنة عن جنس البشرية إشفعي فينا أمام إبنك الوحيد ،كثيرة هي شفاعتك ومقبولة عنده .ان تألمنا آزرینا بصلواتك ، لأنك تالمت كثيرا واحتملت كثيرا وإن ضعفنا فاسرعى لنجدتنا لأنك أم يسوع وأمنا أيضاً. واسمحى يا من ظهرت في الزيتون ، لتشددى شعب مصر الذي باركه الرب منذ القدم ، أن يكون أبناؤك في كرازة مار مرقس بالبركة ألوف ألوف وربوات ربوات، مؤمنين صابرين في الضيق حارين في الروح ، فرحين في الرجاء آمين
المتنيح نيافة الأنبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والأشمونين
عن مجلة الكرازة العدد الرابع والثلاثون عام 1976
المزيد
11 أغسطس 2024
مثل الكرمه والكرامين
انجيل هذا الصباح المبارك احبائي بيتكلم عن مثل ربنا يسوع المسيح قالة عن انسان غرز كرمة وسلموا الكرامين وسافر زمن طويل لما سافر الى زمن طويل الناس اللى سلمهم الكرمه افتكروا ان الكرم ده بتاعهم فلما غاب بداوا يتصرفوا فيه زي ما هما عاوزين ارسل ناس من طرفة ويقول لهم المفروض الكرم لة ايجار والمفروض انة لة محصول لازم اخذ منة حاجه فجلد الكرامين دول وبعثوهم فارغين ده اول مره طبعا صاحب الكرم ماسكتش ما فكرتش فارسل اليهم عبدا اخر فاجلدوه ذلك الاخر ايضا واهانوا وارسلوا خائبا الثاني جلدوا واهانوا فارسل اليهم ثالث فجرحوا هذا ايضا واخرجوا بمعنى ان الضرب كان مبرح فقال صاحب الكرم ماذا افعل ارسل ابني الحبيب لعلهم يخجلون منه ارسل اليهم ثلاث مرات مره جلدوا مرة اهانه ومره جرحوا وكل مره يكرشوهم من غير اى ثمر فأرسل ابنة الحبيب لعلهم يخجلون منه فأول ماشافوة الكرامين قالوا له بس هو ده اللي احنا عاوزينه. ليه لان ده الوارث بتاع الكرم يوم مانقتلوا يبقى الكرم بتاعتنا فلما شافوه بدل ما يخجلوا منه تامروا فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلم نقتلة لكي يصير لنا الميراث فاخرجوا خارج الكرم وقتلوا فماذا يفعل بهم صاحب الكرم خدوا بالكم لما ربنا يسوع المسيح عندما يقول مثل بيسال عشان يخلي الناس تفكر ياتي ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطي الكرم للاخرين الجماعه اليهود عندما سمعوا هذاة الكلام قالوا ده قصده علينا الكرم هو مين؟؟مامعنى هذة الحكاية؟
الكرم هو احنا البشر صاحب الكرم دة مين ؟ هو ربنا ابنة دة مين ؟دة يسوع الكرامين دول مين؟
اليهود مين اللي بيرسلهم؟ الانبياء والرسل
الله ارسل الانبياء للكرامين للبشر قال لهم الحياه دي بتاعتى والبشرية دي بتاعى الكرم دة بتاعى وانا اللي خلقتة وجبلتة تعالوا عيشوا معايا اسمعوا وصاياى رفضوا عشان كده تلاقي كذا نبى من الأنبياء ينطرد كذا نبى يتجلد كذا نبي يتسجن يعني موسى النبي عظيم الانبياء قالوا له انت متنفعناش احنا عايزين نعملنا واحد ثاني يكون احسن منك يرجعنا لمصر انت عاوز تدخلنا ارض الميعاد احنا مش عاوزينها احنا عاوزين قائد بدل ما يخذنا كده ياخدنا كده ده حال البشر حال البشر عاوز يعيش بفكروا عايز يعيش الوقت بتاعه دلوقتي بمزاجوا مش عايز حد يرجعوا ولا يقول له كده غلط مش عايز حد يقول له يلا نروح السماء يلا نروح ارض الميعاد عايز يرجعل ارض مصر يفكر فى أشياء بتاعت الارض يكلمك عن البطيخ والكرات والرمان حاجات هايفه قوي دة حال الإنسان يجيلوا حد يكلموا كلمه ربنا تقوله دة غلط ماينفعش يقول له اسكت انت ما لكش دعوه ولو كلمه ربنا ضغطت على الانسان شويه ممكن يجلدها ياما واحد يقولك هى الوصية دى تنفع؟ هو احنا هنعيش وسط الناس مش عارفين ناخذ حقنا ؟هو دة جلد الوصية هو كدة بيرفض سلطان الوصيه علية هو أعلن انه لا يريد ولا يحب ان يحيا لصاحب الكرم ولا بحسب وصايا صاحب الكرم ولا يكرم هذا الرسول الاتي من صاحب الكرم المرسل ابدا كتير صوت ربنا جوانا احنا بنجلدوا ياما احنا بنرفض كلمه ربنا جوانا المفروض ربنا يجى يقول لك خلاص انا ما ليش دعوه به لكن ربنا يقول لا ماينفعش دوول ولادى كرمي كام مره نهين كلمه ربنا ونلاقي ربنا يكلمنا ثاني ويبعث صوتة تانى اول مره جلدوه الثانيه عملوا ايه جلدوا واهانوا ياما نجلد كلمه ربنا واحيانا مش بس نجلدها ونهنها يعنى اية؟
ممكن واحد يكون عايش بحسب ربنا نتريق عليه وممكن نتهم الوصيه اللي هي ما تنفعش مش في الزمن بتاعنا احنا كده بنجلدها وبنهنها بنطردها مش عاوزين سلطانها علينا عشان كده نشوف ابونا لما يمسك البشاره اللي هى رمز الانجيل و يحطها فوق راسه مش يجلدها ويهنها لا دي فوق راسه بيعلن ان لها سلطان عليه وهي دي اللي تحركوا وتوجهوا الوصيه الثالث جرحوا كمان ياما نجرح في كلمه ربنا المفروض الانسان لما مرة مايطوعش بعد كدة يطاوع يقول لك لا اصل القلب بيئسى بقى طول ما احنا مابنطوعش كلمة الانجيل نلاقى كلمه الانجيل بالنسبه لنا ملهاش اي تاثير بالعكس ممكن ان احنا نستخف بها فربنا قال اعمل ايه؟؟ دةانا ارسلت موسى رفضوا بعد منة يشوع رفضوا ارسلت بعد منه انبياء كثير انا بعت اشعياء وبعثت ارميا وبعثت دانيال وحزقيال وهوشع بعثت انبياء كثير جدا رفضوا كلامهم يقولك على اشعياء من كثر ماهما ماتجبوش مع كلامه مش بس موتوه ده نشروا عظامة ارميا القوا بية فى الجب عشان يخلصوا منه احيانا الانسان يبقى عايز يخلص من كلمه ربنا مش حابب انها تطاردوا ولا تعلموا حزقيال وضعوا فى سجن الانبياء كلهم تالموا وكلهم رفضوا ما فيش نبي كلمته اتسمعت طب وبعدين يا رب خلاص بقى ارسل ابنى وربنا فكره غير فكر البشر فكره اجمل من فكر البشر بكثير قال لما انا ارسل ابنى المفروض انهم يحترموا قالوا ابدا هو ده المقصود اذا كان الاولانين جلدوهم وطردوهم و الثاني قتلوا اصل دة الوارث الوحيد لما جاء ربنا يسوع المسيح الكلمه نفسها قعد يعلم يوعظ ويوبخ ويصنع معجزات عشان يطالب الكرامين دول بثمرعاوزهم يتغيروا ويتوبوا ويعلنوا مملكه اللة عليهم فقالوا هو ده اللي جاء يرد العالم كله الى الله وياخذ الكرم لحساب الله؟ لابد من قتله نقضي علية عشان يفضل الكرم بتاعنا احنا هو ده اللي عملته الامه اليهوديه بدل ما ربنا يسوع المسيح يقبلوه ويرحبوا بية ويعلنوا مملكته عليهم ابدا دة تامروا عليه وتشاوروا عليه واتوا بشهود زور وجلدوا واهنوا وجرحو الثلاثه الاولانيين عشان كده باقول لك ركز يسوع مكتفاش بان هو يموت وبس قال انا هاخذ نصيب اللي قبل منى كلهم اتهان واتجرح وتجلد ومات كمان ومستريحوش غير لما قتلوا لما اتقتل ايه اللي حصل انا لازم اجي بنفسي واخذ الكره لانة لما مات اللى غير حكايه الموت بدل ما يبقى انتهى ويجى ياخذ الكرم القيامه بقى قام انا كنت بكلمكم بالراحه وبنظر بالتوبة لكن دلوقتي الجماعه دول الكرم لازم يتاخد منهم فبدا بالقيامه و يأسس كنيسه جديده ويأسس لها سلطان ويأسس لها كهنوت ويعمل لهم اماكن عباده و يلغى الهيكل اليهودي لغايه ماخربلهم الهيكل اليهودي قالهم خلاص اصل الكرم لازم يتاخد منكم وفعلا النهارده العالم كله بتاع المسيح لانة اخذ الكرم من جماعه اليهود لأنة هو كرمة وهما اللى رفضوا جميل الواحد بقى لما ياخذ المثل ده على نفسه ربنا وهب لى حياتي الهدف منها ايه؟ يشوف منها ثمرعاوز كل يوم يشوف ثمر توبه قال لنا كده اصنعوا اثمارا تليق بالتوبه اصل الكرم ده مش بتاعك الحياه دي مش بتاعتنا هو عاوز مننا ايه ؟عاوز تواضع طهاره عايز فضيلة عايز حب عايز رحمه عاوز شهوة الملكوت هي دي الحياه بتاعتنا عايز ياخذ منها الحاجات دي طب لما منقدملهوش الحاجات دي يعمل آية يبعث لك حد يكلمك هتحضر قداس وصوت ربنا هيكلمك تسمع قراءه في الانجيل هتشوف هتسمع عن معجزة ياما ربنا بيكلمنا عاوز ياخد مننا ثمر فيبعتلى كلمة تخيل انت لما تاخذ الكلمه وتخبيها جوه قلبك و تشتغل بها تلاقي الكلمه ابتدت تغير وابتدت يخرج منها ثمر حلو تقدمه لربنا يقول لك انا متشكر منك انت اكرمتنى.طب تخيل انت اخذت الكلمه وتركتها وجلتها واهانتها وجرحتها وقتلتها هيقول لك طب تعال بقى خلاص نفسك تاخذ منك وساعتها انت بتعلن لنفسك عن خراب نفسك ربنا متأني علينا الذى يظن ان الحياة دى بتعتوا ان ربنا رحيم وطويل البال ومحب اللي بيخلينا نتكبر ويخلينا ناجل توبتنا ان هو سايب لنا الكرم نتصرف فى زي ما احنا عاوزين كل واحد فينا ربنا سايبلوا نفسه يعمل فيهآ اللي هو عاوزه اللي عايز يصحى يصحى ويلى عاوز ينام ينام اللى عايز يشتغل يشتغل ربنا سايب كل واحد يعمل اللي هو عاوزه فالواحد افتكر والشيطان كبرها في دماغه ان الكرم ده بتاعي انا و الحياه دي بتاعتي انا بس هي مش بتاعتي هو عطهانى و هيحاسبني عليها بس لان هو بيسبهالي اتصرف فيها زي ما انا عاوز لان هو بيحب يكرمنى و عايزني اعيش حر انا بفتكر ان هى بتاعتي وابتدى اتصرف فيها زي ما انا عاوزاصحى الصبح افكر انا هعمل ايه في حين ان المفروض اقول له انت عاوزني اعمل ايه لانها حياتك انت مش حياتي انا ولو لاحظ أن انا بعاند بيكلمني بلطف مره واثنين وثلاثه ولما ااسى قلبي يقول لك لا خلاص بقى اذا الحياه بتاعتنا ربنا مدينا لنا فرصه عشان نطوعة ونصنع اثمارا ونرجعها لة ويكرمنا عشان خاطر انا اشعر بكرامه الكرم ده تخيل انت كده لما الانسان تخرج منه ثمار مفرحة شجره كل شويه تعطى ثمار جميله شهية
قد ايه الشجره دي بتبقى محبوبة تخيل لو راجل عنده كارمة واشجار كثير لكن في شجر بالذات الشجر ده هو اللي معيشه اهو احنا كده لما نكون احنا بنقدم توبه لربنا توبتنا دى بتفرح ربنا جدا برنا ده بيخلي ربنا يبقى مفتخر بينا جدا يقول هو ده ابني هو ده الانسان هو ده اللي انا خلقته على صورتى ومثالى هو ده اللي انا حبيته هو ده اللي انا بذلت نفسي من اجله يستاهل كل محبة لانه عايش في القداسة والطاعة ربنا ادانا الحياه بتاعتنا فرصه لفتره عشان نصنع بيها اثمار اللي هياخد الحياه دي انها ملكة وينسى ربنا يبعد عن ربنا ويجحد ربنا ويرفض سلطان ربنا ربنا يكلمه مره واثنين وثلاثه ويشوف الانسان مبيستجبش ربنا يعمل ايه ؟يكلم ثاني وثاني لحد لما الانسان يعلن هو اللى يعلن رفضة الكامل الانسان الذى رفض تماما كلمه ربنا من قلبه من زهنة اللي رفضت تماما يعيش لربنا ربنا يجي في الاخر يقول له ايه بقى اذهب عني انى لا اعرفك يشقة من وسطة ويجعل نصيبه مع عديم الإيمان تخيل اية موقف الناس دول بقى موقف خزى موقف كله جحود عاوزين يعاتبه ربنا ربنا يقول له ده انا كلمتك وبعثت لك ده انا لما لقيتك مااستجبتش لحد بعتلك ابني الحبيب لعلك تخجل منة حتى ابني مش بس اهنته انت اهانته و جرحتوا وقتلتوا انت اللي حكمت على نفسك عشان كده القديسين كانوا بيقولوا لنا احكم يا اخى على نفسك قبل ان يحكم عليك طول ما انت في هذه الحياه ربنا بيكلمك انت تجاوب مع الصوت تجاوب مع النداء تجارب مع كل كلمه تجيلك لانها مرسله من قبل صاحب الكرم يقول لك هات ثمر يقولك الكرم بتاعي انا مش بتاعك انت ربنا يدينا احبائى ان نتجاوب مع صوته في داخلنا وان نرد له ثمار ثلاثين وستين وتسعين ومئة لكى يفرح بها خالقنا ربنا يكملنا ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
10 أغسطس 2024
إنجيل عشية الأحد الأول من شهر مسرى ( مر ٦ : ٤٥ - ٥٦ )
"وللوقت ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوا إلى العبر، إلَى بَيْتِ صَيدا، حتى يكون قد صَرَفَ الجمع. وبَعدَما وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى الجَبَلِ لِيُصَلِّي. " وَلَمَّا صَارَ المساء كانت السفينة في وسط البحر، وهو على البر وحده. ورَاهُمْ مُعَذِّبِينَ في الجَذفِ ، لأنَّ الرِّيحَ كانتْ ضِدَّهُمْ. ونحوَ الهَزِيعِ الرّابع مِنَ اللَّيْلِ أَتاهُمْ ماشيًا على البحر، وأراد أن يتجاوَزَهُمْ. فَلَمَّا رَأَوْهُ ماشيًا على البحر ظَنّوهُ خيالاً، فصرخوا . لأنَّ الجميع رأَوْهُ واصْطَرَبوا . فللوقتِ كَلَّمَهُمْ وقال لهم : ثقوا ! أنا هو. لا تخافوا. فَصَعِدَ إِلَيْهِمْ إِلَى السَّفِينَةِ فسكنت الريح، فبهتوا وتعجبوا في أَنفُسِهِمْ جِدًّا إِلَى الغَايَةِ، ٥٢ لأَنَّهُمْ لم يفهموا بالأرغِفَةِ إذ كانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً. فَلَمَّا عبروا جاءوا إلى أرض جَنِّيسارَت وأرسوا ولما خرجوا مِنَ السَّفِينَةِ للوقت عرفوه. فطافوا جميع تلك الكورةِ المُحيطة، وابتدأوا يَحْمِلُونَ المَرْضَى علَى أَسِرَّةٍ إِلَى حَيثُ سمِعوا أَنَّهُ هناك. وحيثما دَخَلَ إِلَى قُرى أو مُدْنٍ أو ضياع، وضعوا المرضى في الأسواق، وطلبوا إليهِ أَنْ يَلمسوا ولو هدبَ ثَوْبِهِ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ "
مضى إلى الجبل ليُصلّي:
أدخل المسيح طبيعتنا إلى مجد الوجود مع الله وهي الصلاة كما لم تعرفها طبيعتنا البشرية منذ أيام سقطتنا من رتبتنا الأولى ونحن بعد في صلب أبينا الأول، لأنه مكتوب: "كما في آدم يموت الجميع كذلك في المسيح سيحيا الجميع".
متنا في آدم وقمنا وحيينا في المسيح.
ولكن ما هي الحياة في المسيح؟.
هي حياة الله فينا ،وحياتنا في الله لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله هذه هي الحياة الجديدة وعلامتها الظاهرة هي الصلاة المسيح له المجد صالحنا مع الآب وصار لنا به جرأة ودالة وقدوم لدى الآب "الأب نفسه يحبكم" هذه هي صلاة المسيح بنا وتقديمنا إلى الآب في شخصه "هاأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب". أما كون الصلاة كما سلمها لنا المسيح عمليا في ذاته كانت وهو منفرد فهذا سر الحب الأعظم!!
ادخل مخدعك - كأنه مخدع زيجة روحية في الاتحاد بالله والالتصاق به بعيدًا عن كل عين وكل ما يشغل البال هناك نتنعم بحب الذي أحبنا حتى الموت وأحبنا فضلاً وليس لأحد حب أعظم من هذا لذلك لزم أن تكون الصلاة التي فيها المناجاة والعشرة الحلوة على جبل الانفراد مكان خلاء أخرج بها إلى البرية وهناك أتملقها كقول الرب بفم هوشع النبي" ذكرت لك غيرة صباك، محبة خطبتك، ذهابك ورائي في البرية"
كقول إرميا النبي.
الجبل ارتفاع واتساع، علو واتساع رؤيا بالنسبة لنا : الصلاة ترفع عقولنا وقلوبنا وأفكارنا إلى فوق الصلاة الحقيقية هي طلب ما فوق حيث المسيح جالس فوق كل مغريات كاذبة، فوق كل محبة الجسد وأهوائه، فوق كل صيت وغنى فوق كل رتبة ومركز ، فوق كل شهوة ورغبة، فوق كل جمال ورونق فوق فوق هذه هي صلاة هذا هو جبل الصلاة الذي نشتهي أن نحيا فيه مع المسيح وفي المسيح حيث النصرة على كل التجارب وكل حيل المجرب جيد يارب أن نكون ههنا.
لا حساب للزمن
هناك على جبل الصلاة لا تطاردنا المشغوليات ونطرح عن كاهلنا حمل المسئوليات ولا حساب للزمن، من يصعد على جبل الصلاة في المسيح يكون كمن وطأت قدماه أعتاب السماء، إنها عربون الأبدية، حيث لا زمن. المسيح غير الزمني غير المحدود يربطني بشخصه ومع الآب في الروح القدس يتوقف الزمن بالنسبة لي لا أشعر كم من الزمن عبر !! لا أدري هل هو اليوم أو الغد؟ لست أدري، كل ما أدري على الجبل هو يسوع وهو أمسي ويومي وغدي.
الصلاة هي قاعدة الخدمة وأساسها.
قبل أن يختار تلاميذه قضى الليل كله في الصلاة. وبعد أن أشبع الجموع صعد إلى الجبل وحده ليصلي. وبعد أن فرغ من الصلاة ذهب يخلص تلاميذه من لطمات الأمواج في النهار كان يعلم وفي الليل يمضي إلى الجبل وبعد خدمة السنين خدم خلاصنا بالصلاة في البستان وهل توجد خدمة بدون صلاة؟
ما هو سبب الضعف الشديد في الإيمان؟ إنه قلة الصلاة.
ما هو سبب ضعف الخدام وعدم قدرتهم على إنقاذ النفوس من الهلاك؟ إنه ضعف الصلاة أو قُل عدم الصلاة.
"علمنا أن نصلي":
كانت هذه هى طلبة الرسل الأطهار حينما رأوا الرب يسوع يُصلي إن ما رأوه في المسيح هو ما يجب أن تكون عليه الصلاة لأن يسوع هو المثال، مثال كمال طبيعتنا الجديدة المخلوقة فيه مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" وقمة الأعمال الصالحة هي عمل الصلاة موسى لما دام في الصلاة وكان في حضرة القدير أربعين يوما، استضاء وجهه وصار منيرًا حتى لم يستطيع بنو إسرائيل النظر إلى وجهه، هذا هو مجد الصلاة الذي نضح على الجسد البالي، فكم تكون أرواحنا إذا اتحدت بالمسيح و دامت في الوجود في الله، كم يكون مجدها؟.
قال الرب للتلاميذ صلوا أنتم هكذا : "أبانا الذي في السموات" هكذا لا تعني الكلام فقط بل حالة الصلاة، ودالة البنين في صلاة أبانا بذات الدالة التي نلناها في المسيح نتقدم إلى الآب متى نجد مكانًا منفردًا ومتى نتعلم أن نغلق بابنا خلفنا ولا يتسرب العالم إلى مخدع الصلاة ويفسدها ومتى نكتفي وجودنا في المسيح عن كل ما دونه ومتى ندوم في الصلاة بلا حسابات وبلا قلق وبلا ملل؟ يارب علمنا أن نُصلي وعملنا أن نسهر في الصلاة أنت قابل الصلاة ومجيب الصلاة.
المتنيح القمص لوقا سيداروس
عن كتاب تأملات في أناجيل عشية الآحاد
المزيد
09 أغسطس 2024
نشكرك لأنك نعمة العضد
من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يخاطب بها الله هي "نشكرك" وحسب تقلید كنيستنا، فإن هذه العبارة هي المقدمة التعبدية التي تفتتح بها صلواتنا في كل المناسبات بعد أن تتلو الصلاة الربانية.
"يا الله إلهي أنت. إليك أبكر عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في ارض ناشفة ويابسة بلا ماء، لكي أبصر فوتك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك. لأن رحمتك أفضل من الحياة شفتاي تسبحانك هكذا أباركك في حياتي باسمك ارفع يدى كما من شحم ودسم تشبع نفسي وبشفتي الابتهاج يسبحك فمي إذا ذكرتك على فراشي، في السهد الهج بك، لأنك كنت عونا لي، وبظل جناحيك ابتهج التصقت نفسي بك. يمينك تعضدني أما الذين هم للتهلكة يطلبون نفسي، فيدخلون في أسافل الأرض يدفعون إلى يدى السيف. يكونون نصيباً لبنات أوى أما الملك فيفرح بالله يفتخر كل من يحلف به، لأن افواه المتكلمين بالكذب تسده" (مز ٦٣)
العضد هو الساعد وهي تعنى Support us، فالسيد المسيح صلب على الصليب وهو فاتح ذراعيه، لكي ما يذكرنا دائما انه يعضدنا، ومعلمنا داود النبي يرنم قائلاً "التصقت نفسي بك. يمينك تعضدني" (مز ٨:٦٣)، وكلمة التصقت هنا تمثل كل أوجه العبادة التي تتعلمها في كنيستنا مثل الصلاة في الأجبية أو حضور القداسات أو ممارسة الأسرار أو إلخ وكل هذا يمثل أشكالاً من الالتصاق بالله.
فئات من البشر يعضدها الله إن الله عندما يعضد البشر يعضدهم بأشكالاً كثيرة، وسنتأمل هنا في أربع فئات من البشر الله يعضدها وهم: الفئات الضعيفة جسدياً، والفئات الضعيفة اجتماعياً، والفئات الضعيفة روحيا، والابرار والصديقون أولاً: الفئات الضعيفة جسدياً.
هناك بعض البشر لهم ضعف جسدي معين سواء كان هذا الضعف مرضاً جسدياً أو نفسياً أو مرضاً صعباً أو سهلاً أو مرضاً عابراً.. أو مرضاً مزمنا .. الخ.ويقول الكتاب "طوبي للذي ينظر إلى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحيبه يغتبط في الأرض. ولا يسلمه إلى مرام أعدائه الرب يعضده وهو على فراش الضعف. مهدت مضجعه كله في مرضه" (مز١:٤١-٣)وكلمة يعضده، تعنى يسنده، فقد يحتار الأطباء في علاج شخص ما. وفجاة ينال هذا المريض الشفاء بطريقة معجزية أو قد يتوقع الأطباء استمرار المرض لمدة طويلة، ولكن الله يتمجد وينال المريض الشفاء سريعاً بخلاف كل توقعات العلم! فمثلاً في العهد القديم، نقرأ عن حزقيا النبي الذي كان ملكاً على يهوذا، فيقول عنه الكتاب "التصق بالرب ولم يحد عنه، بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى" (۲مل ٦:۱۸)، ولكنه في أحد الأيام تعرض لمرض شديد جداً، كاد أن يودى بحياته ولأن حزقيا كان ملكاً صالحاً، وصاحب أعمال جيدة في مملكته، وأيضاً كان لديه رغبة ملحة في أن يخدم الله أكثر وأكثر، لهذا وقف وصلى أمام الله قائلاً "اه يارب اذكر كيف سرت أمامك بالأمانة وبقلب فعلت الحسن في عينيك، وبكي حزقيا بكلء عظيما، (۲ مل ٣:٢٠).وهنا عضده الله، ولم يخرج إشعياء النبي من المدينة حتى أمره الرب بالعودة إلى حزقيا ليعلمه انه سيشفيه ويزيد على عمره ١٥ عاماً !! "قال الرب.. قد سمعت صلاتك. قد رأيت دموعك هانذا أشفيك في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب وأزيد على أيامك خمس عشرة سنة (٢ مل ٥:٣٠-٦)، لقد أعطى الله حزقيا الملك الفرصة لكي ما يخدمه أكثر، كما اشتاق
في معجزة مريض بيت حسدا، الذي كان مطروحا على البركة ٣٨ عاماً، في حالة ميئوس منها حيث إن عضلات جسده كانت قد يبست وأصبحت عاجزة عن الحركة !! إلا أن السيد المسيح عندما رأه على هذا الحال قال له "أتريد أن تبرأ " (يو٦:٥)، وهذه هي الإرادة فقال له المريض" ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما أنا ات ينزل قدامى آخر"( يوه : ٧)، وهنا عضده الرب فقال له: "قم. احمل سريرك وامش" (يو٨:٥)!!
وهنا لم يأمره الرب بالقيام فقط، لكنه أيضا أمره بحمل سريره وهذا يعنى أنه قام بصحة كاملة وجيدة، حيث إنه تمكن من حمل فراشه والسير به!! وهناك معجزات كثيرة صنعها السيد المسيح مع فئات المرضى، حيث كان عضدًا لهم وأحيانا يكون التعضيد في احتمال صليب المرض، فقد يصاب إنسان ما بمرض يستمر معه لمدة طويلة، وهنا يحتاج إلى يد الله التي تعضده وتعزيه، لذلك عند زيارة مثل هذا المريض تشعر بيد الله التي تعضده وتملأه بالرجاء، حتى إننا نتعجب من إيمان بعض المرضى !! فالله يعضد الضعفاء جسديا ونفسيا وأتذكر أنني في إحدى المرات ذهبت لزيارة فتاة مريضة بمرض صعب الشفاء، حيث كان عمرها قد قارب على الانتهاء، وكان عمر هذه الفتاة ٢٦ عامًا، وكانت تعمل في التمريض بالجيش بدرجة نقيب !! ودار بيننا حوار لطيف، وفى النهاية سألتها عما تقرأ ؟!! فأجابت بالتأكيد أقرأ في سفر الرؤيا، لكي ما أستعد للأبدية، وبالفعل بعد ١١ يوما سافرت هذه الفتاة إلى السماء وأنا لا أنسى ابتسامتها ورجاءها، حتى في قراءتها لسفر الرؤيا كانت تقرأه باستمتاع فقد قامت برسم كروكي لكل أحداث ورؤى هذا السفر، وكانت جميع هذه الرسومات مليئة بالفرح والرجاء، وتبين مدى تعضيد الله لها في مرضها .
ثانيا: الفئات الضعيفة اجتماعيا
في كل مجتمع يوجد طائفة من المستضعفين والمهمشين والذين لا صوت لهم والذين يعيشون على هامش الحياة ولكن أخطر الفئات المستضعفة اجتماعيا، هي فئات اليتامى والأرامل، ولذلك قال الله عن نفسه أبو اليتامى وقاضي الأرامل، كما يعلمنا الكتاب "الرب يحفظ الغرباء. يعضد اليتيم والأرملة (مز ٩:١٤٦) قديماً، لم يكن هناك قوانين التأمينات والمعاشات والوحدات الصحية وبيوت ضيافة الأطفال، لكن كان يوجد الله الذي يعمل وما زال يعمل حتى الآن، وبالرغم من الانتشار الواسع للعمل الاجتماعي في خدمة اليتامى والأرامل، إلا أنهم مازالوا من الفئات المستضعفة على مستوى أي مجتمع ويحتاجون دائما إلى الأمانة في الرعاية ونذكر هنا مثالاً من العهد القديم، وهو أرملة صرفة صيدا وكيف عضدها الله في المجاعة، وأعطاها أيضا بركة خدمة إيليا النبي !! فهذه الأرملة لم يكن لديها سوى كمية قليلة من الزيت والدقيق !! ولكنها بالأمانة وبالقليل الذي لديها، عضدها الله وحفظها في أيام المجاعة هي وابنها، إلى جانب بركة خدمة نبي الله إيليا !! وكما قال الكتاب: "لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل: إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يعطى الرب مطرًا على وجه الأرض" (۱مل ١٤:١٧)، وهذه القصة تعطى لنا مثالاً بسيطاً عن كيف أن هذه الأرملة أو هذا اليتيم، من الممكن أن يكون له علاقة قوية بالله، وأن الله من خلال أمانتهم يستطيع أن يخدم أشخاصاً كثيرين. أما في العهد الجديد فنذكر على سبيل المثال: قصة أرملة نايين، فهي أرملة وحيدة ليس لها سند أو دخل، ولديها ابن وحيد وضعت فيه كل رجائها ومستقبلها وحاضرها، وكأن هذه الأرملة وابنها يعيشان بقلب واحد !! ولكن الله سمح بتجربة قاسية لهذه الأرملة، وهي أن وحيدها يموت!! وهنا تحنن الله عليها ولم يتركها لحزنها فيقول الكتاب" فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها : لا تبكى. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب، لك أقول: قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه" (لو ۷: ۱۳-١٥). فاعلم أيها الحبيب، أنه لا تستطيع الكلمات البشرية، أن تعضد إنسانا حزيناً أو متألماً أو مجروحاً أو في تجربة ما إلخ لكن الله وحده هو من يستطيع تعضيد الإنسان، وذلك من خلال آيات وعبارات الكتاب المقدس، ولذلك نوصى دائما أي إنسان يتعرض لتجربة، أن يستلهم تعزيته من كلمات الكتاب وقصصه وأحداثه، وكلمات سفر المزامير تساعد كثيرا في هذه التعزية.
ثالثاً : الفئات الضعيفة روحيا :
المقصود بهذه الفئة هو الإنسان الساقط في الخطية، سواء كانت هذه الخطية صغيرة أو كبيرة، وكنيستنا تعلمنا دائما أن يكون لنا علاقة قوية بالله، وذلك من خلال الوسائط الروحية المختلفة، لكي ما نكتسب قوة روحية تحمينا من السقوط وإن سقطنا نقوم سريعا، وإن قمنا فعلينا تقديم التوبة. لكن هناك من يسقط بسبب ضعف إرادته!! وحتى في هذا الله يعضده كما يعلمنا الكتاب: "الرب عاضد كل الساقطين، ومقوم كل المنحنين"( مز ١٤:١٤٥ ) ، وعبارة «مقوم كل المنحنين» تعنى من لم يسقط بعد، لكنه في الطريق إلى السقوط، وهذا أيضا الله يسرع لنجدته، فالله لا ينتظر من الإنسان أكثر من طلب المساعدة!!
ويقول أيضا "الرب رحيم ورؤوف طويل الروح، وكثير الرحمة. لا يحاكم إلى الأبد .. لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب أثامنا .. كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا . يذكر أننا تراب نحن"(مز ٨:١٠٣-١٤) والساقطون عبر التاريخ كثيرون جدا،لكن يمكننا أن نقف قليلاً عند سقطة داود النبي، وكيف أن هذه القامة الروحية وهذا النبي العظيم سقط؟!! يقول الكتاب :فقال داود لناثان قد أخطأت إلى الرب.فقال ناثان لداود الرب أيضا قد نقل عنك خطيتك. لا تموت» (۲ صم ۱۳:۱۲) وهذا هو أسلوب الله فهو دائما ما يعضد الخطاة، وقد نتساءل كيف إنسان كان في عمق الشر، يصبح في عمق النقاوة، مثل القديس موسى الأسود والقديسة مريم المصرية. والقديسة بائيسة وغيرهم كثيرين؟!!
إن ما يحدث لهؤلاء القديسين، لهو شيء لا يرى بالعين المجردة، لكنه ذراع الله الممدودة على الصليب، نحو كل هذه النفوس الساقطة لكى ما تقوم، وتجد نفسها في حياة جديدة وهي حياة التوبة ويقول الكتاب: :إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (١ يو٩:١).
ومن أمثلة الكتاب المقدس على ذلك:
قصة الابن الضال الذي عاش في بيت أبيه متذمرا ، فتعامل مع أبيه بكل جفاء حتى إنه أخذ نصيبه من الميراث ورحل مع أصدقائه!! ثم بعد أن نفدت أمواله بدأ فى الانحدار حتى وصل إلى القاع عند الخنازير !! وهنا جلس إلى نفسه، واكتشف أنه يموت جوعًا ، بينما أقل عبد في بيت أبيه يعيش أفضل منه !! وعلى هذا، فكر في الرجوع إلى بيت أبيه، وبدأ في وضع سيناريو لمقابلة أبيه، فقال أقول لأبي: "يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست متسحقاً بعد أن أدعى لك ابنا بل أجعلني كأحد أجراك" (لو ۱۸:۱۵-۱۹). وكان من الممكن أن يكتفى بهذا السيناريو، ولا يرجع لبيت أبيه، ولكنه كان له الإرادة القوية التي جعلته ينفذ ما فكر فيه، ولأنه كان صادقا وأمينا في توبته ورغبته ورجائه، مد له الله يمينه وعضده، وبالفعل قام وذهب إلى أبيه يقول الكتاب: "فقام وجاء إلى أبيه" فهذا الابن الشاطر لم يعط نفسه وقتًا للتراجع، فقام في الحال بدون أي تأجيل أو كسل، وبالتأكيد هذا تصرف إنسان سلم إرادته لله.. والله وهو الذي أكمل المشوار. وقد وجد هذا الابن الضال أحضان أبيه مفتوحة له مع كل الفرح... والعجل المسمن.. والخاتم والحذاء... والحلة الأولى .. كما قال الكتاب: "كان ينبغى أن نفرح ونسر، لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالاً فوجد "(لو ٣٢:١٥).
وينطبق هذا أيضا على المرأة السامرية وكيف أنها كانت ساقطة روحياً، والله نهض بها إلى أن صارت قديسة.
رابعاً: الصديقون والأبرار
الله يعضد الصديقين والأبرار لأنهم فئات ضعيفة، أو بمعنى أدق لأنهم فئات متضعة مثل أمنا العذراء التي قالت في تسبحتها : "أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين" (لو ٥٢:١)، فالله يعضد هذه الفئات ويقويها، ونجد هذا كثيراً في سير القديسين، فالله يشدد هؤلاء القديسين في حياتهم وخدمتهم. وقد نجد أحياناً قديساً بلا إمكانيات مثل مار مرقس الرسول عند مجيئه إلى أرض مصر !! كان بلا أية إمكانيات.. لم يكن لديه مال.. أو معارف.. أو أي شيء!! لكن الله عضده وكان هو البذرة الأولى لتقديم الإيمان المسيحي في كل أرض مصر!!
أمثلة لتعضيد الله من الكتاب المقدس
عضد الله موسى النبي طوال مسيرة حياته على الأرض، وعلى سبيل المثال: عندما طلب الله من موسى قيادة شعب بني إسرائيل في الخروج من مصر، اعتذر وقال إنه ثقيل الفم واللسان!!
"فقال موسى للرب استمع أيها السيد لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس، ولا من حين كلمت عبدك، بل أنا ثقيل الفم واللسان" (خر١٠:٤) وهنا طمأنه الرب وقال له: «من صنع للإنسان فماً؟ أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى؟ أما هو أنا الرب؟ فالآن اذهب وأنا أكون مع فمك وأعلمك ما تتكلم به» (خر٤: ۱۱-۱۲). وبالفعل بدأ موسى يطيع ويدخل إلى فرعون، ويطلب منه إطلاق شعب إسرائيل وفرعون يرفض.. فيعضد الله موسى.. ثم يعود فرعون للعناد .. وهكذا كما ورد في قصة الخروج (خر ٤-١٥). فالله عضد موسى صاحب اللسان الضعيف، لأنه اعترف بضعفه، وعندما يعترف الإنسان بضعفه أمام الله في مسيرة حياته الروحية الله يعضده، فالله مستعد دائماً لمساعدة كل من يطلبه لذلك اجعل أمامك دائماً صورة ذراع المسيح الممدودة على الصليب، وتأكد أنه مازال فاتحاً ذراعيه لكل أحد .
عضد الآباء الرسل، بالرغم من أهم كانوا ذوى إمكانيات ضعيفة جداً !! ما بين صيادين للسمك وعشارين!! ولكن بتعضيد الله لهم فتنوا المسكونة كلها بكرازتهم!! ومن خلال ۱۲ تلميذاً و ٧٠ رسولاً والقديس بولس الرسول، وصل الإيمان المسيحى لكل إنسان في العالم...
عضد بطرس الصياد البسيط، فأمن على يديه في عظة واحدة ثلاثة آلاف نفس، كما ذكر الكتاب: "فوقف بطرس. ورفع صوته وقال لهم.. فقبلوا كلامه بفرح، واعتمدوا ، وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس"(أع ٤١:٢).
عضد الآباء الرسل بصنع المعجزات، وأعطاهم سلطاناً على الأرواح النجسة، كما قال الكتاب "ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شيء"(لو ۱۹:۱۰)، والله الذي صنع في القديم هذا، يستطيع أن يصنع نفس الأمر في كل زمان.. وفي كل جيل...
عضد بولس الرسول وهو في السلاسل ويحاكم وأعطاه فما وحكمة حتى أن أغربياس الملك يقول له" بقليل تقنعنى أن أصير مسيحياً" (أع ٢٨:٢٦) وهنا أجابه بولس: «كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير، ليس أنت فقط، بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم يصيرون هكذا كما أنا ما خلا هذه
القيود» (أع ٢٩:٢٦).
الخلاصة:
"التصقت نفسي بك. يمينك تعضدني"(مز ٨:٦٣) انظر إلى يدى المسيح الممدودة عى عود الصليب، وممدودة نحوك لتعرف أن المسيح يشاركك ويعضدك وعندما تقف للصلاة، صل قائلاً: «نشكرك يارب لأنك عضدتنا ».
قداسة البابا تواضروس الثاني
عن كتاب نشكرك لأنك
المزيد
08 أغسطس 2024
بدعة أفلوطين
الأفلاطونية الجديدة
ماخوذه من الفلسفات اليونانية القديمة مثل الأفلاطونية (Platonism). واعتبار أن اللوغوس إله، ولكنه إله مخلوق وليس من جوهر الآب. وإنه كائن وسيط بين الله الإله الحقيقى (الآب) وبين العالم المخلوق لأنه لا يليق أن يتصل الله بالخليقة ووجد بعض الناس في طيماوس لأفلاطون قوتاً قامت به أنفسهم فانتعشت. فأكدوا قوله بالواحد الأوحد. وقالوا بالثنائية الأفلاطونية ففرقوا بين النفس والجسد. وجعلوا من أسطورة أفلاطون في الحياة بعد الموت عقيدة وتقبلوا نظريته في الوسطاء بين الله والبشر. وأكدوا أن رائد الإنسان إنما هو أن يصير مشابهاً لله. فظهرت في مصر وسورية أفلاطونية جديدة كان لها شأن كبير في عالم الفكر حتى أواخر القرن الخامس.
أفلوطين: أشهر المؤسسين في هذا الحقل. ولد في مصر في ليقوبولس في سنة 204. وبدأ دروسه الفلسفية في سن الثامنة والعشرين في مدينة الإسكندرية. ولكن ما لقيه في هذه الدروس خيّب أمله. واعترف بذلك إلى أحد أصدقائه فقدمه هذا فوراً إلى أمونيوس سكاس. فعادت رغبته إليه. وبعد أن قضى إحدى عشر سنة في معية هذا المعلم علم أن الأمبراطور غورديانوس فتح أبواب هيكل يانوس في رومة ليعلن الحرب على ساسان. فصمم الفيلسوف الطالب على الالتحاق بهذه الحملة العسكرية ليسمع عن حكمة الفرس والهنود. والتحق بجيش غورديانوس ووصل معه إلى الفرات. ثم تمرد الجند واغتالوا الأمبراطور عند الصالحية فعاد أفلوطين إلى أنطاكية (244) وزار أبامية ليطلع عن كثب على فلسفة نوميانوس. ثم توجه من أنطاكية إلى رومة وبدأ يعلم فيها. وتميز بسمو أخلاقه ونفاذ بصيرته فصادف نجاحاً وأقبل على الأخذ عنه عدد من أفراد الأسر العالية وكثر عدد طلابه وتنوعوا. وعارضه بعضهم واتهموه بانتحال نومانيوس فردّ أميليوس برسالة يبين فيه الفرق بين الاثنين. وجرؤ آخرون من طلابه الغنوسيين المسيحيين على أفلاطون نفسه فقالوا أنه لم يستبطن كنه الماهية المعقولة. فثارت ثائرة أستاذهم ورد عليهم في سنة 264 برسالة سجل فيها موقفه من هؤلاء المسيحيين وانتقدهم في رأيهم في العالم والإنسان والخلاص. واتهمهم باستنباط أشياء لا تمت بصلة للثقافة اليونانية القديمة.
فقد جاء في الفصل الثامن من الرسالة: "بأن التساؤل عن سبب وجود العالم يعني التساؤل عن سبب وجود النفس وعن سبب إنتاج الإله الخالق الذميورغوس. وهذا التساؤل يعني بدوره الاعتراف ببداية الذي كان موجوداً دائماً. وهذا الاعتراف يعني بالتالي أن هذا الذي كان دائماً موجوداً قد أصبح سبب وجود نتاجه بعد أن تغير هو نفسه وتطور أي أنه قد لحقه التغير والتحول، وهو ممتنع" ومما قاله أفلوطين في رسالته هذه أن هؤلاء يعتبرون أنفسهم موضوع عناية خاصة وينسون أن هذه العناية كلية جامعة تشمل جميع الكائنات وتسهر على الكل لا البعض فقط والدليل على ذلك هو الوجود نفسه المرفق بالحكمة وأخذ أفلوطين على هؤلاء -المسيحيين الغنوسيين- أيضاً أنه لم يكن لديهم رأي واضح في الفضيلة وأنهم تجاهلوا آراء القدماء في هذا الموضوع فأهملوا النظر في كيفية اكتساب الفضيلة وكيفية ابراء النفوس وتطهيرها.
المزيد
07 أغسطس 2024
لقاءات القديسين
بمناسبة صوم العذراء ،أود أن نتأمل معاً في درس روحي نتعلمه من حياتها من الأحداث الهامة فى حياة العذراء زيارتها لاليصابات نريد أن نأخذ من هذا اللقاء الروحي العجيب بين القديسة العذراء والقديسة اليصابات درساً عن لقاءات القديسين .
لقاءات القديسين
دروس من مقابلة العذراء الأليصابات :
1- اول ما يتميز به هذا اللقاء ، ما ظهر فيه من روح الخدمة:
حالما سمعت العذراء بأن اليصابات حبلى في شيخوختها ، أسرعت لتخدمها ، لأنها شعرت أن هذه العجوز القديسة في حاجة إلى من يقف إلى جوارها وهكذا ظلت معها حتى ولدت وبذلت العذراء ما تستطيعه لتخدمها ، وبقيت إلى جوارها ثلاثة أشهر .
٢- نرى في هذا اللقاء أيضاً روح الاتضاع ، من الجانبين :
اتضاع من أم المخلص ، التي لم يرتفع قلبها بظهور الملاك لها ، و ببشرى ميلاد المسيح منها ، وما وصلت اليه من مركز أكبر من أن تحتمله امرأة ، ومع كل ذلك ذهبت لتخدم دون أن يكبر قلبها . لهذا قالت اليصابات أيضاً في اتضاع ، من أين لى هذا ، أن تأتى أم ربي إلى ، ؟!
٣- كان هذا اللقاء أيضاً مملوءاً من عمل الروح القدس .
يقول الكتاب : فلما سمعت اليصابات سلام مريم ، ارتكض الجنين في بطنها ، وامتلات اليصابات من الروح القدس . ( لو ٤١:١ ) مجرد كلمة السلام ، سمعتها اليصابات من مريم ، جعلتها تمتلىء من الروح القدس ما أعجب هذا التأثير الروحي في لقاءات القديسين . كثيراً ما نسمع عنه في الكتاب : بطرس يدخل بيت كرنيليوس ويتكلم ، فيمتلىء الجميع من الروح القدس وهنا لم تمتلىء أليصابات فقط من الروح ، بل أيضاً جنينها كان هناك لقاءان : أحدهما بين مريم واليصابات ، والثاني بين
يوحنا الجنين ، وبين المسيح الجنين وكما امتلات اليصابات من الروح . كذلك قيل عن جنينها "ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس ، ( لو ١ : ١٥ )وهكذا بالروح عرف الرب ، وارتكض بابتهاج في بطن أمه للقاء ربه ، الذي من أجله سيولد ، ليعد الطريق قدامه لقاء مريم بأليصابات : كان فيه روح الخدمة ، وروح الإتضاع ،وعمل الروح القدس وماذا كان فيه أيضاً ؟
٤- انه لقاء كان يتسم بكلام البركة والتطويب :
صرخت اليصابات بصوت عظيم ، وقالت لمريم و مباركة أنت في النساء ، ومباركة هي ثمرة بطنك فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب .
ه - وكان لقاءا فيه أيضاً روح النبوة والكشف والاعلان الالهى.من أين علمت اليصابات بأن العذراء قد صارت أم الرب ، حتى تقول لها و من أين لى هذا ، أن تأتى أم ربي إلى ؟! كذلك كيف عرفت أنه قيل لها شيء من قبل الرب وأنها آمنت بما قيل لها ؟ لا شك أنه نوع من الكشف الإلهى، ومعرفة الخفيات إنه روح النبوة تمتعت به هذه التي امتلات من الروح القدس .
٦ - وفي هذا اللقاء أيضاً ترى روح التسبيح وروح الصلاة : وقفت مريم تسبح الرب بتسبحتها الشهيرة ، وتصلى صلاة طويلة ،وتقول : تعظم نفسى الرب ، وتبتهج روحي بالله مخلصي ، لأن القدير صنع بي عجائب ، واسمه قدوس.
٧- انه لقاء روحی بین امراتين قديستين ، يعطينا فكرة عما يجب ان تكون عليه اجتماعات النساء وأحاديثهن .
امرأة تقابل أخرى ، فى امتلاء من الروح القدس، بلقاء فيه روح الخدمة ، وروح الاتضاع ، وروح النبوة، وفيه البركة والتطويب وفيه الصلاة والتسبيح هكذا يكون لقاء القديسين.
لقاءات القديسين وصفاتها :
قد يجتمع اثنان خاطئان . فكل منهما يجذب الآخر إلى اسفل ويملا سمعه وفكره وقلبه بما لا يفيد على رأى قديس قال : إذا سرت مع إنسان قديس من قلايتك إلى الكنيسة ، يقدمك في الحياة الروحية عشر سنوات ، وإن سرت مع إنسان منحل ، يؤخرك خمسين سنة لهذا ينبغى أن تحسن اختيار الأشخاص الذين تلتقى بهم نتخير نوع الشخص ، ونوع الجلسة، ونوع الحديث، حتى لا نخسر أرواحنا من مشورة الأشرار ومن مجالس المستهزئين ( مز١) نقرأ في بستان الرهبان أن كثيرين كانوا يتكبدون الاسفار ، ويعبرون البحار ، والبرارى والقفار ، لمجرد سماع كلمة منفعة من راهب فلقاءات القديسين فيها كلام المنفعة ، وفيها أيضا المنظر الروحي قابل البعض القديس الأنبا أنطونيوس ، وسألوه في أمور . وشخص آخر لم يسأل، وإنما قال للقديس و يكفيني مجرد النظر إلى وجهك يا أبى مجرد نظر وجه القديسين كانت فيه منفعة روحية لذلك كان قديسون يتقابلون ، ويجلسون صامتين ،ويستفيدون روحيا مثال ذلك اللقاء بين البابا ثاوفيلس والأنبا بفتوتيوس قال الأنبا بفنوتيوس، إن لم يستفد من سكوتى ، فمن كلامي أيضاً سوف لا يستفيد. لان الذي يريد أن يستفيد ، ممكن أن يستفيد من السكوت لقاءات القديسين مملوءة من النفع الروحي فيها كلمة المنفعة وفيها القدوة الصالحة ، والروح الطيبة التي يمتصها الشخص من الآخر. وفيها أيضا البركة . يكفى أن تقابل قديسا لمجرد اخذ بركة.
لقاءات القديسين في الكتاب
من هذه اللقاءات التاريخية : مقابلة ابراهيم أبي الآباء لمشيصادق( تك ٤ ) ملشيصادق ملك ساليم ، وملك البر ، وكاهن الله العلى .لقاء قدم ابراهيم فى هذا اللقاء العشور، وقدم خبزاً وخمراً . ومن العجيب أنه لقاء كان يحمل أيضاً رموزاً روحية ، ونبوءات.
كذلك من المقابلات التاريخية ، لقاء ابراهيم بضيوفه الثلاثة ( تك ۱۸ ) لقاء ظهرت فيه روح البساطة ، إذ ركض ابرام لاستقبالهم وهو شيخ ، وروح الاتضاع ، إذ سجد لهم إلى الأرض وقال : يا سيد.
إن وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك . وروح الخدمة والكرم إذ غسل أرجلهم وذبح لهم وأحضر طعاماً كثيراً . كما ظهرت في هذا اللقاء مواعيد الله ، وظهرت محبة ابراهيم وتشفعه في أهل سادوم لاشك أنه ما كان يعلم أن ضيوفه هم الرب وملا كان معه ، وإلا ما كان يذبح لهم ويقدم زبداً ولبناً وخبزاً.
ومن لقاءات المحبة المشهورة في الكتاب : لقاء داود ويوناثان إنه لقاء الحب، والإخلاص، والعهود . وقف فيه يوناثان ضد أبيه من أجل محبته لداود مسيح الرب . وقف ضد الملك وتعرض
لايذائه ، وضحى بنفسه لينقذ صديقه . وبكى الاثنان ، وظل داود زماناً طويلا يذكر محبة يوناثان . وقال بعد وفاته و قد تضايقت عليك يا أخي يوناثان كنت حلواً لى جداً . محبتك لي أعجب من محبة للنساء ( ٢ صم ١ : ٢٦ ) . ولما صار ملكاً ، ظل يبحث : هل بقى هناك أحد من بيت شاول ، لأقدم له معروفاً ، لأجل يوناثان.
هناك أيضا لقاءات للقديسين خاصة بالخدمة كلقاء بولس بتيموثاوس ، كاجتماع الرسل في مجمع اورشليم قال له : بادر ان تجيء إلى قبل الشتاء خذ مرقس وأحضره معك، لأنه نافع لى للخدمة" ( ٢ تى ٤ : ۹ - ۱۱ ) وتقابل الثلاثة لأجل الخدمة.
هناك لقاءات أخرى للتصافى ، كلقاء يوسف الصديق بأخوته بكى وبكوا ، وغفر لهم ، وتصافوا ، وأعطاهم من حبه ، وأعطاهم أرضاً ورزقاً وصفحاً ، وأراح قلوبهم ، وكفكف دموعهم.
ولعل من أعظم اللقاءت في التاريخ لقاء السيد المسيح بالمعمدان منذ زمان كان يوحنا يشتاق إلى هذا اللقاء وهو لقاء ظهر فيه تواضع الرب العجيب ، وظهر فيه الروح القدس كحمامة ، وسمع فيه صوت الآب إنه يوم الظهور الإلهي.
من اللقاءات الجميلة أيضاً لقاء موسى وايليا على جبل التجلى ، مع الرب في وسطهم كذلك لقاء فيلبس بالخصى الحبشى ، حيث شرح له سفر أشعياء ،وقاده إلى الإيمان وإلى العماد أيضاً. حدثه عن الأمور المختصه بالملكوت كما حدث المسيح تلاميذه ، وكما شرح لتلميذى عمواس جميل في لقاءات القديسين ، التقاؤهم حول كلمة الله .
لقاءات للقديسين ، في التاريخ :
من أشهر هذه اللقاءات ، لقاء الأنبا انطونيوس بالأنبا بولا بهذا اللقاء عرفنا سيرة الأنبا بولا ، وعرفنا السياحة ، وجلس القديسان يتحدثان عن عظائم الله ، وعن عمله في الكنيسة شعر به الأنبا أنطونيوس العظيم بضآلة شأنه ، وأن هناك من هو أعظم منه في حياة الرهبنة.
وكما أخذ القديس انطونيوس درساً في الاتضاع من لقائة بالأنبا بولا ، كذلك اتضع القديس مقاريوس عندما التقى بالسائحين رجع مكاريوس العظيم الأب الروحي لبرية شيهيت وقال لتلاميذه . و إني لست راهباً ، ولكني رأيت رهباناً . من اللقاءات المشهورة أيضاً لقاء الأنبا أنطونيوس بالقديس مقاريوس ، وقوله عنه : إن قوة عجيبة تخرج من هاتين اليدين .
لقاءات القديسين لقاءات عجيبة ، حياة في جو روحي ، لقاء للناس مع الله ، لقاء يجذب الى فوق ، فيه بركة ، وقدوة ، ومنفعة وعمق - لقاء حول كلمة الله ، أو حول الصلاة ومن لقاءات الصلاة هذه ، لقاء الانبا غاليون السائح بالسواح الثلاثة الذين ترهبوا في دير القديس الانبا شنوده راهم من بعيد ،وهم يرتلون المزامير ، فأخذ يصليها معهم بلحنها واقتربوا وهم يصلون ،وهو يصلى معهم ووقفوا معه يكملون ترتيل المزامير ووهو يصلى معهم وهكذا التقوا في الرب .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن مجلة الكرازة العدد الثانى والثلاثون عام 1976
المزيد
06 أغسطس 2024
حياة القداسة
فِى الأيَّام الجمِيلة بِتاعت أُمِنا السِت العدرا نحِب إنْ إحنا نقف عند أمور تهمِنا إحنا ،كُلِّنا بِنعترِف بِقداسِة وَكرامة وَفضايِل أُمِنا السِت العدرا لكِنْ لابُد أنْ تكون هذِهِ الأمور هِى لنا ، عشان كده إحنا بنقُول عَنْ أُمِنا السِت العدرا " القديسة الطاهرة مريم " ، فأحِب أنْ أكلِّم معاكم شوية عَنْ حياة القداسةمُعلِّمنا بولس فِى رِسالته لِتسالونِيكِى يقول لنا كده [ لأِنَّ هذِهِ هِي إِرادة الله قداستُكُمْ ]( 1تس 4 : 3 ) ، يعنِى ربِّنا عايزكم تبقوا قديسِين ، إِرادة الله لِنا أنْ نكُون قديسِين ، يارب إنت عايزنا إيه ؟ عايزكم قديسِين ، نقوله بس يارب دى كلِمة كبيرة علينا قوى ، إحنا لاَ نحتملها ، ما نقدرش أبداً نستوعِب إنْ إحنا نُبقى قديسِين ، عشان كده عايز أكلِّم معاكم شوية النهارده عَنْ مفهوم القداسة وَعَنْ مُعوِقات القداسة وَعَنْ طريق القداسة0
1- مفهوم القداسة :-
إوعى تفتِكر إِنْ القداسة دى لِفئة مُعيَّنة مِنْ النَّاس وَناس لأ ، إوعى تفتِكر إِنْ القداسة دى لِناس وصلوا لِجِهاد كبير جِدّاً مِنْ الجِهاد الرُّوحِى لِدرجِة إِنْ هُمَّ وصلوا إِنهم ما بيعملوش خطيَّة أبداًإحنا فكرِنا عَنْ القداسة كده ، إِنْ القداسة يعنِى واحِد ما بيغلطش ، القداسة يعنِى واحِد كامِل فِى كُلَّ شئ ، أقولك00لأ00ده مفهوم خاطئ للقداسة ، تقولِى القداسة هِى إيه ؟ أقولك إنه ربِّنا بيقولك كده[ لأِنَّ الله لَمْ يدعُنا للنجاسة بَلْ فِي القداسةِ ] ( 1تس 4 : 7 ) ، كُلِّنا مدعوِين للقداسة ، لِدرجِة إِنْ مُعلِّمنا بولس كَانَ مُمكِنْ يخاطِب أهل كنيسة كُلَّها يقولك [ إِلَى القديسين الَّذِينَ فِي رومية ] ،فِكرك هُوَ بينكم فِئة مُعيَّنة وَالاَّ كُلَّ مسيحِى رومية ؟!! مسيحِى رومية يقولوا عليهم قديسِين ، يعنِى أقدر أقول دلوقتِى بِدون مُجاملة لكم " إِلَى قديسِى كنيسة مارِمينا بالمندره " ، أقول لكم صدَّقونِى بِدون مُجاملة أنا أقدر أقول لكم إِنْ إِنتم دلوقتِى قاعدِين فِى بيت ربِّنا أقدر أخاطِبكم أقول لكم " يا قديسِى كنيسة مارِمينا بالمندره " ، تقولِى بس كده تنفُخنا يا أبونا وَالحِكاية يعنِى مِش كده خالِص ، ده يمكِنْ قُدسك بتقول كده عشان شايفنا دلوقتِى فِى الكنيسة وَالاَّ شكلِنا كويس لكِنْ إحنا أفعالنا صعبة جِدّاً أقول أفعالكم صعبة وَلكِنْ سالكِين فِى طريق القداسة وَإِنْ عملتم خطايا فالخطايا فِى حياتكم شئ عارِض تقاوموه وَترفضوه وَتحاولوا أنْ تخرجوا مِنْ سُلطانه إِلَى أنْ تنالوا القداسة ، فليس معنى القداسة إنه إِنسان لاَ يُخطئ وَلكِنْ معنى القداسة إنه إِنسان يرفض الخطأ وَإِنْ أخطأ ، فليس معنى القداسة إنه لاَ يُخطِئ وَلكِنْ يرفض الخطأ إِنْ أخطأ ، ليس معنى القداسة إِنْ إِنسان وصل للكمال لكِنْ معنى القداسة إنه إِنسان سائِر فِى طريق الكمال عارِف إنت أقولك تشبيه ، إيه رأيك إنت كده فِى لو واحِد فِيكم كده إبنه وَلاَّ بِنته ربِّنا سمح لَه يجِيب مجموع كويس وَيدخل مثلاً كلية الطب ، لِسه إحنا مقدمِين له فِى التنسِيق وَجات لَه الكارتة تقول إِنْ جات له كلية الطب ، تلاقِى الواحِد فرحان بابنه وَإبتدى يقوله يا إيه ؟ يا دكتور ، دكتور عَلَى إيه ؟ هُوَ لِسه حَتَّى خد كلمتين ، مخدش وَلاَ حاجة باعتبار ما سيكون ، باعتبار إِنْ هُوَ سالِك فِى طريق كلية الطب ، طب دخل أوِل سنة ، أوِل سنة دى ما بيخدوش وَلاَ كلمة لها عِلاَقة بِالطب وَمَعْ كده نقوله إيه00يا دكتور ، إحنا سالكِين فِى طريق القداسة وَإِنْ كُنَّا لَمْ نبلُغ نِهايِتها وَلكِنْ سالكِين فنحنُ قديسِين ليسَ لأِننا بلغنا طريق كمال القداسة وَلكِنْ لأِننا سالكِين فِى طريق القداسة إذاً إحنا نحزن عَلَى أنفُسنا إِنْ تركنا هذا الطريق وَنطمئِن عَلَى نِفُوسنا مادُمنا سالكِين فِى هذا الطريق ، إِنت إحزن عَلَى نَفْسك بقى – بعد الشَّر – لَوْ الولد إبنِنا ده دخل كلية الطب ، سقط فِى سنة أولى راحوا عادوا له السنة سقط فِيها تانِى مرَّة راحوا عادوا السنة ثالِث مرَّة وَأعطوا لَهُ إِنذار قالوا لَه لو سقطت حا نطلَّعك ، يسموهاExterner يعنِى أخِر حاجة فِى أخِر حاجة فيعطوا لَه سنة أخِيرة لَوْ الولد ده سقط 3 سنِين فِى أوِل سنة يقولوا لَه إِنت واضِح إختيارك كَانَ غلط ، واضِح إِنْ إِنت ميولك وَذِهنك وَاستعدادتك ما تناسِبش الطريق ده ، بعد إِذنك يُمكِنْ أنْ تختار كلية أخرى ؟!! يكروشوه إِحنا سالكِين فِى طريق القداسة وَبنجاهِد فِيه أوْ مُمكِنْ فِينا ناس بتجِيب تقدِيرات عالية لكِنْ إِحنا برضه قديسِين ، [ نجماً يمتازُ عَنْ نجمٍ فِي المجدِ ] ( 1كو 15 : 41 ) ، لكِنْ برضه إِحنا قديسِين ، عشان كده أحبائِى إِحنا سالكِين فِى طريق العالم ده لازِم نسلُك فِيه بمفهُوم حياة القداسة ، لمَّا الإِنسان يُدرِك أنَّهُ مدعو قديس مِنْ الله يفرح جِدّاً فِى حياته ، كُلِّنا سكن فِينا رُوح القداسة ، كُلِّنا سكِن فِينا الرُّوح القدس ، عشان كده لازِم تفهم إنه ليسَ معنى القداسة أنَّك معصُوم مِنْ الخطيَّة وَلكِنْ معنى القداسة أنَّهُ ترفُض الخطيَّة عارِف إِنت كده الشئ الطبيعِى بِتاع أى إِنسان فِينا إنه بيمشِى عَلَى رجليه ، لَوْ حصل يعنِى وَاكعبِل وقع يعمِل إيه ؟ عَلَى طول يحصل إيه ؟ يقوم وَيكمِّل عَلَى رجليه ، الشئ الَّلِى مِش طبيعِى فِينا إِنْ إِحنا نِسحف عَلَى بطنِنا أوْ نمشِى عَلَى ايدِينا وَرجلِينا ده مِش طبيعِى لكِنْ الطبيعِى إِنْ أنا أمشِى عَلَى رجلىَّ0
مِنْ يوم ما ربِّنا يسُوع المسِيح سمح لِنا أنْ نولد مِنْ الماء وَالرُّوح سمح لِنا أنْ نكُون قديسِين فأعطاك إِمكانية تمشِى عَلَى رجليك لكِنْ إِنْ وقعت تِعمِل إيه ؟ قوم بسرعة عشان تكمِّل برضه عَلَى رِجليك ، عشان كده مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يقولك [ لكِن اِغتسلتُمْ بَلْ تقدَّستُمْ بَلْ تبرَّرتُمْ ] ( 1كو 6 : 11) ، إِغتسلتُمْ يعنِى إيه ؟ معمودية ، مِنْ يوم ما اتعمِدنا إِحنا بقينا قديسِين ، فإحنا مولودِين قديسِين مِنْ الماء وَالرُّوح مِنْ بطن أُمِنا الكنيسة ، إِحنا ثمرِة زواج مُقدَّس بين المسِيح وَعروسه الكنيسة ، فنحنُ ثمرِة هذا الزواج فكيف نكون نحنُ ثمرة غير مُقدَّسة لِزواج مُقدَّس ؟ إِحنا مولودِين مِنْ الكنيسة ، يقولوا عَلَى بطن المعمودية هِى دى الأم بِتاعِتنا الَّلِى إِحنا مولودِين مِنَّها أنا فاكِر مرَّة كُنت بكلِّم ولاد فِى سِن إعدادِى بقولهم هُوَ يسُوع تزوَّج وَلاَّ لأ ؟ قالوا لِى ما تجوزش ، قُلت لهم00لأ00يسُوع تزوَّج ، قالوا لِى تزوَّج منين ؟ قُلت لهم ها أقول لكم عَلَى الشرُوط بِتاعِت يسُوع عشان نشوف لَه عروسة زيه :-
يسُوع بِلاَ عيب هاتوا لِى عروسة بِلاَ عيب0
يسُوع أزلِى أبدِى هاتوا لِى عروسة تكون أزلية وَأبدية0
يسُوع قدُّوس هاتوا لِى عروسة تكون0000قعدنا نجِيب صِفات لقينا مافِيش عروسة تِنفع ، قُلت لهم لأ فِى عروسة تِنفع هِى مِين بقى ؟ الكنيسة ، فالمسِيح إِقترن بِالكنيسة وَكَانَ ثمرِة هذا الإِقتران هُوَ إِنتم عشان كده كُلَّ واحِد فِيكم يتعمِد يسَّبِب للكنيسة فرحة00لِيه ؟ رُزِقت بِمولود جدِيد ،عشان كده تاخد بالك مثلاً لمَّا حد يجِيب طِفل يعمِّده مِش مِنْ حقه ياخده وَيمشِى00لأ00نقوله00لأ00الولد ده مِش إِبنك بس ده إِبنِنا كُلِّنا ، ده إِحنا لازِم نِعمِل لَه إيه ؟ زفَّة وَكُلِّنا نِحضر الزَّفة دى وَنُبقى فرحانِين جِدّاً بِالعضو الجدِيد الَّلِى أُضِيف إِلينا ، صَارَ إِنتساب هذا الولد ليسَ لأبوه وَأمه لكِنْ لِلمسِيح وَالكنيسة ، صَارتَ الكنيسة أمه وَالمسيِح أبوه ، طب أبوه وَأمه دول إيه ؟ أقولك دول صاروا مؤتمنِين عَلَى تربيته وُكلاء عليه ، فا تُعتبر الكنيسة مِثل يُوكابِد كمُرضعة لِمُوسى00مُجرَّد إيه00وَترَّجعه تانِى ، فالكنيسة بِتأتمِنكمْ عَلَى أولادكم لإِنْ فِى الحقيقة الولاد دول أساساً ولاد مِين ؟ ولاد المسِيح ، ولاد المسِيح وَالكنيسة إِزاى ما يكونوش قديسِين وَإِزاى يستغربوا عَلَى دعوِتهم إِنْ هُمَّ قديسِين إِذا كانوا هُمَّ ولاد المسِيح00ولاد الكنيسة ، المسِيح وَالكنيسة يجِيبُوا إيه ؟ يجِيبُوا قديسِين ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ مِش معنى القداسة إِنْ إِنت مِش بِتغلط وَلكِنْ إِنْ إِنت بِترفُض الخطيَّة واحِد جسمه مُمكِنْ يِعرق بس باستمرار بيستحمى ، باستمرار بِيُبقى نظِيف ، مِش معنى إنه باستمرار نظِيف مِش معنى إِنْ الجو الَّلِى حواليه كُلّه يُبقى جو مُعقم ، وَمِش معنى إِنْ باستمرار نظِيف إِنْ جسمه بقى مِش قابِل لإِفرازات عرق00أبداً00ده هُوَ جِسمه نظِيف وَإِنْ كَانَ عايِش فِى وسط مُلُّوث أوْ جِسم قابِل للتلُّوث ، أدى مفهوم القداسة مفهوم القداسة أنْ يكون الخطيَّة بِالنِسبة لِنا شئ عارِض ، مفهوم القداسة بِالنِسبة لِنا أنْ نُقاوِم حَتَّى الدم ضِد خطايانا ، لإِنْ إِحنا ما نِقدرش نقول إِنْ إِحنا قديسِين معناها إِنْ إِحنا بِلاَ خطيَّة00لأ ما نِقدرش ، مِين ده يِقدر يقول عَلَى نَفْسَه كده ، ده يقولك كده [ إِن قُلنا إِنَّنا لَمْ نُخطِئ نجعلهُ كاذِباً وَكلِمتُهُ ليست فِينا ]( 1يو 1 : 10) ، يعنِى نخلِّى ربِّنا نَفْسَه كدَّاب ، لو قُلنا إِنْ إِحنا إيه ؟ بِلاَ خطيَّة ، مِين ده الَّلِى يقول كده ؟!! يقولك [ لَوْ قُلنا أنَّنا بِلاَ خطيَّة ] ، إِحنا خُطاة ، إزاى نِجمع بين التعارُض ده إِنْ إِحنا خُطاه وَفِى نَفْسَ الوقت قديسِين ؟!! إِنْ إِحنا مدعوِين للقداسة وَلمَّا تِيجِى لنا الخطيَّة بنرفُضها وَبِنبغُضها وَبِنطرُدها وَلاَ نقبلها وَلاَ نتصالح معاها وَلاَ نتوائم معها وَلاَ نقبل أنْ نحيا فِيها ، لاَ نقبل أنْ نحيا قابعِين فِى آثامنا ما أجمل الكنيسة الَّلِى هُوَ إنتم شعب الله إِنْ أى واحِد يِعمِل خطيَّة يلاقِى كده ضميره تعبان ،رُوح ربِّنا بيوبخه ، إلحقنِى يا بونا حاللنِى يا بونا أنا امبارِح غضبت وَشتمت وَحاسِس باضطراب جوايا ، حاسِس فاقِد سلامِى ، حاللنِى يا بونا وَينكسِر قُدَّام أبونا وَأبونا يحالَّه بعد كده يتناول وَالمناولة هِى أعظم مُكافأة للقديسِين ، فا بناخُد المُكافأة دى ، الكنيسة خلِّت الجسد وَالدم بِتاع ربِّنا يسُوع المسِيح ده هِى المُكافأة بِتاعِت الجِهاد بِتاعنا ، الضامِن لِقداسِتنا الَّلِى هُوَ إيه ؟ جسد المسِيح عَلَى المذبح ، عشان كده يقولك [ القدسات للقديسِين ] ، مِش معنى إِنْ إِحنا وصلنا إِنْ إِحنا بقِينا قديسِين ، إِنْ إِحنا بقينا مِش بِنغلط00لأ00ده إِحنا كُلِّنا بِنغلط وَبنجاهِد وَرافضِين خطايانا عشان كده إِحنا بنتناوِل فِى بعض الكنائِس – كنايس إِخوانا الرُوم الأرثوذُكس – المؤمنِين يخافوا جِدّاً مِنْ التناوُل ، تروح تلاقِى القُدَّاس يتصلَّى تلاقِى أبونا إِتناوِل وَكام طِفل بس وَكُلَّ المؤمنِين محدش إِتناوِل ، أقول لك ده معناها إِنْ إِحنا فضَّلنا أنْ نحيا فِى الشَّر عَنْ أنْ نحيا فِى القداسة وَنأخذ جسد المسِيح ، عكس فكرِنا إِحنا ،إِحنا وَإِنْ كُنَّا فِى خطايا فنحنُ نرفُضها وَنتقدَّس لِكى ما نأخُذ ما يُقدِّسنا الَّلِى هُوَ إيه ؟ الجسد وَالدم ، فجعلت الكنيسة الجسد الموضُوع وسِيلة مُكافأة ، وسِيلة تقدِيس ، نجعل أنفُسنا قديسِين لِكى ما نأخذه وَهُوَ يُثَّبِت هذِهِ القداسة ، أدى عمل الله فِى كنيسته إِنْ إِحنا نُبقى قديسِين عشان كده أقدر أقولك إِنْ ده مفهوم القداسة ، مفهوم القداسة إِنْ الإِنسان يُبقى مُخصَّص لله ،مُفرز لله ، مُعيَّن لله ، عارِف إنت فِى العهد القدِيم لمَّا كان يقولك إيه [ قدِّس لِي كُلّ بِكرٍ ]( خر 13 : 2 ) ، ده بتاع مين ده ؟ ده بتاع ربِّنا ، كان لمَّا ييجوا يعشَّروا الحاجات بتاعِتهم واحِد عنده غنم يعمِل إيه ؟ يجِيب الغنم بتاعه يقولك 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، وَعند 10 يروح جايبه عَلَى جنب ، يروح جاى تانِى1 ، 2 ، 3 0000وَالعاشِر يروح جايبه عَلَى جنب ، الشوية الَّلِى عَلَى جنب دول بتوع مين00بتوع ربِّنا ، دول خلاص بتوعِى وَدول بتوع ربِّنا ، دول مِش مِنْ حقِى دول خلاص بقوا بتوع ربِّنا مفهوم القداسة كده بالظبط00إيه ؟ إِحنا ربِّنا جعل العالم كُلَّه وراح أخد جماعة أفرزها قال دول بتوعِى أنا ، بقى يعد مِنْ كُلّ تسعة واحِد ، وَإِنتم محظوظِين لإِنْ إِنتم مِنْ الواحِد المُختار مِنْ كُلّ تسعة عشان تبقوا مفروزِين ، يقولك دول بتوعِى ، فِى وسط العالم كُلّه إِنتم بتوعِى ، عشان كده مُعلِّمنا بُولُس يقولك كده [ كما اختارنا فِيهِ قبل تأسِيس العالم لِنكُونَ قدِّيسِينَ وَبِلاَ لومٍ قُدَّامهُ فِي المحبَّةِ ] ( أف 1 : 4 ) ، ربِّنا مختارنا مِنْ زمان ، مِنْ زمان قوِى ، مِش قبل ما تتولد00لأ00ده مِنْ قبل ما يِعمِل العالم مختارنا وَمختارنا لِيه ؟ لِنكُون قديسِين معندوش بدِيل ، أنا مِش معقول أختاركوا عشان تبقوا أشرار00لأ00ربِّنا مختارنا عشان نكُون قديسِين ، [ كما اختارنا فِيهِ قبل تأسِيس العالم لِنكُونَ قدِّيسِينَ وَبِلاَ لومٍ قُدَّامهُ فِي المحبَّةِ ] ، عشان كده مفهوم القداسة إِنْ الإِنسان يشعر أنَّهُ مُفرز لله ، طب التسعة التانِين ؟ أنا ماليش دعوة بِيهم بقى ، ده وضع وَده وضع ، عشان كده إِنت لاَ تقِيس نَفْسك بِأهل العالم إِنت حاجة تانية ، إِنت مُفرز ، إِنت مُختلِف ، إِنت مُخصَّص ، مُخصَّص لِربِّنا ، إِنت ما يصحِش تُستخدم أى إِستخدام00لأ00إِنت مُفرز لله ، عارِف إِنت كده مثلاً زى مثلاً إيه الكهنة ، تلاقِى الكهنة ربِّنا أفرزهم فتلاقِى الكاهِن ده ما بيشتغلش شُغلانة تانية ، إيه شُغلته ؟ هُوَ كاهِن ، لو لقيت كاهِن كده يعنِى فاتِح مكتب مُحاسبة وَقاعِد يقابِل زبايِن تلاقِى الحكاية دى غرِيبة قوِى ، لو لقيت كاهِن سوَّاق تاكس وَالاَّ فاتِح محل بتاع سوبر ماركِت حاجة بايخة قوِى00لِيه ؟ لإِنْ خلاص هُوَ مُفرز لله ، بقى لا يعمل عملاً آخر ، أنت مُفرز لله ، طب إِحنا بقى يابونا بنشتغل ، أقولك حَتَّى لو إِنت بِتشتغل فأنت مُفرز لله ، أنت إِناء مُختار لَهُ أفرزك مِنْ وسط العالم لِتكون لَهُ وَلَهُ وحده ، ده مفهوم القداسة عشان كده ما تستغربش إِنْ تلاقِى نَفْسك إِنت مِنْ يوم المعموديَّة – تنزِل فِى المعموديَّة – وَتروح إيه تاخد خِتم الميرُون ، خِتم الميرُون 36 دهنه ، ألـ 36 دهنه دول علامِة إيه ؟ الملكِيَّة وَالتخصِيص وَالعزم ، إِنت مُختلِف عَنْ الَّلِى حوالِيك00لِيه ؟ إِنت فِيك الخِتم ، تخيَّل إِنت كده ورقة مختومة بِخِتم النسر ، ورقة تانية فِيها نَفْسَ الكلام مِش مختومة بِخِتم النسر ، تفرِق إيه ؟ تفرِق كتير00تفرِق كتير ،هُوَ خِتم لكِنْ الخِتم ده أقر حاجات كتير جِدّاً ، إِنت بقى فِيك الخِتم ده ،عشان كده يقولك [ وَأمَّا أنتُمْ فلكُمْ مسحة مِنَ القُدُّوس ]( 1يو 2 : 20 ) ، إِنتُمْ الَّلِى لِيكُمْ سِمة عَلَى جباهكم ، إِنتُمْ الَّلِى ربِّنا حب يختِمكُمْ فِى كُلّ حِتّة مِنْ جسمكم ، تخيَّل إِنت كده لمَّا يكُون الكِتاب المُقدَّس ده بتاع الكنيسة فعشان خاطر يعنِى نخليه وقف عَلَى الكنيسة نقعد نختِم عليه كذا خِتم بِخِتم الكنيسة عشان لو شُفنا الكِتاب ده فِى أى مكان تانِى نقول إيه00إيه الَّلِى جاب الكِتاب ده هِنا ، الكِتاب ده بتاع إيه00الكِتاب ده بتاع الكنيسة إِنت ربِّنا أرسلك للعالم عشان تعِيش فِى وسط النَّاس بس إِنت مختوم ، لو عملت أى حاجة مُخالفة الإنجيل ، مُخالفة للكنيسة تقولك خُد تعال إيه ده ؟!! ده إِنت مختُوم إيه الَّلِى جابك هِنا ، إيه الَّلِى خلاَّك تِعمِل كده ، ده إِنت فِيك الخِتم ، إِنت واخِد الخِتم ، إِنت فِيك علامِة الملكيَّة ، علامِة التقدِيس ، علامِة التخصِيص ، علامِة العزم ، إِنت مُفرز لله ، ربِّنا أفرزنا لِنكُون لَهُ وَلَهُ وحدهُ ، ده مفهوم القداسة يا أحبائِى إِنت إتخصصت لِربِّنا ، إتخصصت كإرادة ، كحواس ، كفِكر ، يا سلام كده لو تتابِع معايا كده تلاقِى أبونا لمَّا يجِى يرشِم00يرشِم إِزاى ؟ يرشِم هِنا الفِكر بعد كده العِينِين وَالودان وَالمناخِير وَالشفايِف00دول الحواس ، خَتَم فِكرك وَختم حواسك بقى عليها الخِتم ، فِكر وَحواس ، بعد كده بقى يختِم لك المفاصِل بِتاعِت دِراعك ، خَتَم إيه00خَتَم أعمالك ، بقى يختِم لك كده مفاصِل الرجلين خَتَم طريقك ، بقى يِختِم لك فِى ضهرك00خَتَم إِرادتك00إيه ده ؟ يِختِم لك عند قلبك خَتَم مشاعرك ، إِنت مختُوم فين ؟ فِى فِكرك وَفِى حواسك وَفِى أعمالك وَفِى طريقك وَفِى إِرادتك وَفِى مشاعرك ، كُلّ حاجة فِيهُمْ واخده إيه ؟ واخده الخِتم ، لِيك مشاعِر غرِيبة خُد تعال هِنا المشاعِر دى جِبتها منين ؟ إِنت مشاعرك مختومة ، لاَ يلِيق أنْ تتصرَّف هكذا ، إِنت إِبن لله ، أنت قديس00لاَ دى مشاعِر ملوثة اُطرُدها وَارفُضها ، أنت مختوم ، إيه العمل الَّلِى بِتعمِله ده ؟ تقولِى ما النَّاس كُلَّها بِتِعمل كده ، أقولك آه بس إِنت مختُوم ، إِنت ما يصحِش تِعمِل كده00لأ00مِش إِنت لو النَّاس عملِت كده هُمَّ معذُورِين لكِنْ إِنت00أنتَ بِلاَ عُذر00لِيه ؟ لإِنك إِنت إيه00مُفرز لله ، فربما ينظُر العالم إِلَى أمور أنَّها طبيعيَّة أو أنَّهُ حق طبيعِى وَلكِنْ أولاد الله يتعاملوا مَعْ مِثل هذِهِ الأمور بِموقِف مُختلِف لإِنْ لهم إِرادة مُختلِفة وَلهم فِكر مُختلِف0
2- مُعوِقات القداسة :-
يوجد 3 حاجات بِتعوقنا عَنْ طريق القداسة :0
1- الجسد :-
يابونا قُدسك كلِّمتِنا كلام حلو إنه إِحنا مختومِين وَإِحنا بتوع ربِّنا بس ده فِينا تيار شر ، ده فِينا حواس مُلوثة ، ده إِحنا فِينا حركات فِى الجسد فِى شهوات وَرغبات وَأمور000أقولك أيوه الجسد محتاج أنْ يُضبط ، محتاج أنْ يُرُّوض ، نحنُ لاَ نكره الجسد بل بِالعكس ده الكِتاب يأمرنا بأنْ نقوته وَنُربيه ، إِحنا لاَ نكره الجسد لأِنَّهُ صُنع الله لكِنْ نكره تيار الشَّر العامِل فِى الجسد ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ الجسد ده مِش مُجرَّد شوية اللحم وَالدم00لأ00اللحم وَالدم ده شئ مُبارك ، ده لو إِنسان أهمل فِى وزنِة جسده الكنيسة تلومه وَلكِنْ إِحنا بِنُقاوِم الخطيَّة الساكِنة فِى الجسد ، عشان كده عند بعض إِخوانا التانِين يقولك لو واحِد سرق نِقطع له إيده ، أقولك طب تفِيد إيه إِنْ أنا أقطع له إيده وَالخطيَّة لِسَّه جوَّاه ، الَّلِى تِقطع له إيده يسرق بِإيده التانية ، هُوَ لو واحِد إيده الأتنين مقطوعة وَحب يسرق مِش حا يعرِف يسرق ؟!! ده فِى ناس دلوقتِى تسرق عَنْ طريق ألـ visa card وَعَنْ طريق الإنترنِت ، سطو كده بِالإلكترونِى ، طب واحِد خلاص قطعنا له إيده الإتنين لإِنه حرامِى لكِنْ إبتدى يسرق بإيه ؟ بأسالِيب تانية ، المُشكِلة مِش فِى الإيد وَلاَ فِى الرِجل وَلاَ فِى اللسان ، المُشكِلة فِى تيار الخطيَّة الداخِلِى فِى الإِنسان كلِمة جمِيلة أبونا يصليها فِى القُدَّاس مِنْ أجل شعبه ، يقول لِربِّنا [ إِبطِل سائِر حركاته المغرُوسة فِينا ] ، يعنِى فِينا حركات شر مغرُوسة00ده الجسد00الجسد ده مُحتاج أنْ يُضبط ، أنْ يُروَّض ،ما أجمل كنيسِتنا الَّلِى كُلّ شوية تنادِى لِنا بِأصوام ، عايزه تنمِى الإِرادة الرُّوحِيَّة عند الإِنسان ،عايزه تُقوِّم الجسد ، عايزه تعرَّف الجسد إِنْ مِش كُلّ الَّلِى حا تطلبه حا تاخده ، الإِرادة الرُّوحِيَّة تقود إِرادِة الجسد ، وَشهوِة الرُّوح تقود شهوِة الجسد ، أعرف أقول لجسدِى00لأ00 ، عايز00أقوله00لأ00، كذا أقوله لأ00لِيه ؟ ده غلط ، أخدت منين الكلام ده ؟ أخدت مِنْ رُوح ربِّنا الساكِن فِىَّ ، عشان كده الجسد يُضبط ، يُروَّض ، يُقدَّس ، صَارَ هذا الجسد جسد مُقدَّس عشان كده يا أحبائِى إِحنا وَإِنْ كان الجسد بيوعقنا فِى حياتنا مَعْ الله لاَ يلِيق لنا أنْ نكره الجسد ، لكِنْ إِحنا بِنُقاوِم الخطيَّة الساكِنة فِينا ، بِالعكس ده نَفْسَ الجسد الَّلِى إِنت فِكرك إِنْ ده يمنعك جِدّاً عَنْ ربِّنا هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يصوم ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يسجُد ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يرفع يديه ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا تخرج مِنه رائِحة العرق المُقدَّس مِثل رائِحة البخُور الذكِى أمام الله ، عرق خارِج مِنْ جسد بيصلِى أذكى مِنْ بخور أمام الله ، أدى عرق خارِج مِنْ جسد ، عشان كده الآباء القديسِين يقولك [ لاَ تنام إِلاَّ وَفِراشك قَدْ ابتلَّ بِعرق صلاتك ]00إيه ده ؟ جسد بس ابتدى يُبقى فِيه تيار رُوح بِيعمل فِيه ، الجسد لابُد أنْ يُضبط ، حركات الجسد ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ الجسد ده مؤشِر مُهِمْ جِدّاً فِى حياة القداسة ، يقولك كده [ الَّذِينَ هُمْ حسب الجسد فبما للجسد يهتمُّونَ وَلكِنَّ الَّذِينَ حسب الرُّوح فبِما للرُّوح ] ( رو 8 : 5 ) ، عشان كده أقدر أقولك مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يحُط لِنا خِطة للجسد يقولك [ لاَ تصنعُوا تدبِيراً للجسد لأِجلِ الشَّهواتِ ] ( رو 13 : 14) ،يعنِى ما تقعدش ترتِب كتير حاجات للجسد ، بلاش إعتناءك بِالجسد مِنْ ناحية الجسد يُبقى زِيادة00 يعنِى إيه ؟ تقعد تفكَّر كتير قوِى قوِى فِى الأكل00لاَ00بلاش تفكَّر كتير ، كُل ما يقوتك وَما يُغذِيك وَما يُشبِعك بس ما تقعدش تفكَّر كتير ، ما تشغِلش نَفْسك كتير قوِى قوِى بِشهوِة الأكل ، ما تشغلش نَفْسك كتير قوِى قوِى حا تلبِس إيه ؟ هات حاجة تستر جسدك وَخلاص ، [ لاَ تصنعُوا تدبِيراً للجسد لأِجلِ الشَّهواتِ ] ، وَحاجة تانية يقولك إيه [ فَلاَ تُكمِّلوا شهوِة الجسد ] ( غل 5 : 16) ، يعنِى إِنْ تحرَّكت فِيك الشهوة – أى شهوة00أى نوع – اضبُطها ما تكملهاش ، ربِّنا عايز يقولك أنا عارِف إِنْ إِنت ساكِن فِى جسد ضعِيف حا تتحرَّك فِيه شهوات ، لاَ تُكمِّل شهوِة الجسد ، لِدرجِة إِنْ يوصل يقولك [ فَأميتُوا أعضاءكُمُ ] ( كو 3 : 5 ) ، توصل مرَّة تانية يقولك [ لاَ تملِكنَّ الخطيَّةُ فِي جسدِكُمُ المائِتِ لِكي تُطِيعُوها فِي شهواتِهِ ] ( رو 6 : 12) ، ما تخليش الخطيَّة تُبقى مالكة فِيك0
2- العالم :-
العالم الَّلِى قِيل عنه إنه موضُوع فِى الشِّرِّير ، إِحنا عايشِين فِى العالم يابونا إِزاى نُبقى قديسِين وَإِحنا عايشِين فِى العالم ؟!! العالم ملوَّث ، العالم مليان تيارات صعبة جِدّاً ، العالم مليان مبادِئ ، مليان شر ، مليان غِش ، مليان خِداع00نِعمِل إيه ؟ إزاى نُبقى قديسِين فِى عالم زى ده ؟!! أقولك خلِّى بالك إِنت لازِم تِعرف إِنْ إِنت بتعِيش فِى العالم وَلكِنْ لاَ تحيا بِحسب العالم ، عشان كده يقولك " نعِيش فِى العالم لكِنْ ما نخلِيش العالم يعِيش فِينا " ، المركِب عشان تمشِى لازِم لها مية ، فالمية لازمة للمركِب لكِنْ لو المية دخلِت جوه المركِب ها تغرَّق المركِب ، فالعالم لازِم لِخلاصنا ، إِحنا لاَ نخلُص إِلاَّ لو عِشنا فِى العالم لإِنْ هُوَ الإِمتحان الَّذِى سيُزَّكِى إِيمانا وَالَّذِى سيُظهِر قداسِتنا فنحنُ نُختبر بِالعالم فصار العالم بِالنِسبة لنا وسِيلة بركة وَخلاص لإِنَّهُ لولا العالم ما خلُصنا ، وَلولا الشَّر الَّذِى فِى العالم ما ظهر برَّنا لإِنَّ النور يفضح الظُلمة ، مِنْ هِنا تيار الشَّر الَّلِى فِى العالم كُلّ ما يزِيد كُلّ ما زاد إِحتياجنا للقداسة أكتر عكس الفِكرة الَّلِى تِيجِى واحِد يقولَّك إيه لاَ أصل خَلاَص بقى دِى حاجات بقِت موضة قدِيمة مقدرش أعِيش بِالمبادِئ دِى عشان الجو الَّلِى حَوَلَىَّ صعب ، أقولَّك تخيَّل إِنتَ كِده لَوْ معانا واحِد دلوقتِى فِى وسطنا معاه كشَّاف وَلقِيناه مَثَلاً منُّور الكشَّاف ، فَواحِد يقوله الدُنيا نُور مفِيش داعِى تنُّور الكشَّاف ، يقوله أصل أنا أحِب الكشَّاف بِتاعِى يُبقى منُّور ، يقوله خَلاَص بِراحتك ، فجأة النُور إتقطع وَالدُنيا كُلَّها بقِت ضلمة ، صاحِبنا ده راح عمل إيه راح طفَّى الكشَّاف ، يقولَّك أصل كُلَّها ضلمة أبقى أنا بس الَّلِى منُّور ، أقولَّك ده لأِنْ كُلَّها بقِت ضلمة فَإِحتياجنا للنُور بِتاعك زاد ، إوعى تقولِى لإِنْ تيار الشَّر فِى العالم زاد فَأنا مفِيش داعِى أعِيش كَقدِيس أقولَّك ده لإِنْ تيار العالم الشَّر فِيه زاد إِحتياجنا للقداسة زاد مِش قل ، ده زاد ، ده تمسُكك بِطرِيق القداسة وَحِرصك عليه المفرُوض يزِيد جوَّاك وَجوه قلبك عشان تِحفظ نَفْسَك وَتِحفظ مصباحك مُضاء ملآن ، ده زاد0
عارِف إِنت كده يقولك لمَّا فِى ناس تِيجِى لها هِجرة أمريكا يقولك إبتدوا يروحوا الكنيسة أكتر00يقولك لِيه ؟ يقولك أصل أخاف عَلَى ولادِى هِناك ليضِيعوا فابتديت أروح الكنيسة ،عشان كده يقولك [ محبَّة العالم عداوة لله ] ( يع 4 : 4 ) ، للدرجة دى ؟!! يقولك آه ، خلِّى بالكم يا أحبائِى وسائِل الإِعلان ، الأجهِزة الحدِيثة وَالتطور الَّلِى فِى المُجتمع وَالمُجتمع الإِستهلاكِى الَّلِى إِحنا عايشِين فِيه بيخلِّى الإِنسان يُبقى علمانِى جِدّاً ، كُلّ شوية عايِز00عايِز00عايِز ، وَلاَ يشبع وَلاَ يكتفِى وَلاَ000يقولك00لأ00 إِنت لازِم تِعرف إِنْ إِنت مدعو للقداسة ، لازِم تِعرف إِنْ إِنت لو كُنت عايش فِى عالم موضُوع فِى الشِّرِّير إِلاَّ إِنْ إِنت عايش فِى كرامة أولاد الله عارِف زمان المسيحيين كانوا ياخدوا لِنفسهم رمز جمِيل جِدّاً الَّلِى هُوَ " السمكة " ،عارِف السمكة دى لِيه إِختارها المسيحيين ؟ أقولك عشان كذا حاجة :-
أولاً : السمكة ما تِعرفش تعِيش برَّه المية ، إِنْ طِلعِت برَّه المية تموت ، أولاد الله كده لو خرجوا برَّه ينابِيع الرُّوح بِتاعِتهم وَبرَّه كنيستهم وَبرَّه فِكر الخلاص وَبرَّه فِكر القداسة يموتوا0
ثانياً : السمكة فِيها حاجتين مُهمِين قوِى ، تلاقِى السمكة كده فِيها القشُور الَّلِى عَلَى الجسد بتاعها ، القشُور دى سمِيكة جِدّاً ، دى أساساً لِيه ؟ لِحفظ جسدها ، وَتلاقِى فِيها زعانِف ، القشُور دى عشان تِحفظ الجسد مِنْ أى حاجات تدخُل فِى الجسم ، وَالزعانِف دى عشان تساعِدها تسبح عكس التيار ، المسِيحِى كده00المسِيحِى مُحصَّن بِالقشُور الخارِجيَّة دى عشان تيارات العالم لاَ تدخل جواه ،وجواه زعانِف تُعطيه قوة يسلُك فِيها ضِد مبادِئ العالم أدى دى السمكة ، عشان كده لو لقيت سمكة ماشية مَعْ التيار إعرف إِنْ السمكة دى ماتِت ، إوعى تكون مشيت مَعْ التيار يُبقى إِنت كده مُت ، أقولك00لأ00إِنت لم تمُت لكِنَّك لَمْ تستخدِم الزعانِف بِتاعتك ، طلَّع الزعانِف عشان تسبح ضد التيار ، عشان كده ولاد ربِّنا لاَ يسلكوا بِحسب العالم ، إوعى لو حسِيت إِنْ مملكِة العالم بتقوى إوعى تفتِكر إِنْ مملكِة الله بِتضعُف00لاَ أبداً لازِم تِعرف إِنْ إِنت مُستهدف جِدّاً مِنْ مملكِة العالم00لِيه ؟ لإِنْ إِنت الوحِيد الَّلِى مِش ماشِى تبعها فإنت ضدها0
3- الشيطان :0
الشيطان بقى الَّلِى عمَّال عاوِز يوَّقع فِى ولاد ربِّنا ، الشيطان الَّلِى عمَّال عايِز يوَّقع فِى ولاد ربِّنا ، أكتر واحِد يتغاظ إِنْ إِنتُمْ تبقوا قديسِين هُوَ الشيطان ، عارفين لِيه ؟ لإِنْ أكتر واحِد داق الوجود فِى حضرِة الله هُوَ الشيطان ، فلما إِنت تيجِى تاخد مكانه لاَ يهدأ ، كُلّ واحِد فِيكُمْ بيقرَّب لِربِّنا ياخد المكان الَّلِى كان بتاع الشيطان فيهِيج ، يقولك ده واخِد مكانِى أنا كُنت هِنا وَاطردت أنا كمان ها اطرده زى ما أنا اطردت ، أنا مِش ها سيبه ، عشان كده كُلّ ما تقرَّب لِربِّنا الشيطان يهيج ، إِعرف إِنْ ده أمر طبيعِى ، الشيطان خِصم لازِم تِعرف ده عدو ، لازِم تِعرف إِنْ له حِيل وَله أسالِيب بِتختلِف وَتتلوَّن وَتتشكَّل ، إِثبت فِى ربِّنا عشان إِنت تِقدر تثبت ضِد مكايِد العدو ، 3 حاجات عايزه تُعِيق قداستك :-
1- الجسد 2- العالم 3- الشيطان
طب أخيراً بقى يابونا إِزاى نُبقى قديسِين ؟ أقولك طريق القداسة ، عاوِز أحُط لِك شوية مبادِئ0
1- القداسة بِالمسِيح يسُوع ، صعب جِدّاً إِنْ إِحنا نحاوِل نقعد نفكَّر إزاى نُبقى قديسِين وَإزاى نسلُك فِى طريق القداسة بِفِكرِنا البشرِى أوْ بِمُجرَّد مشاعِرنا أو إِرادِتنا الذاتِيَّة ، بِالمسِيح يسُوع ،إِحنا قديسِين فِى المسِيح يسُوع ، صدقونِى يا أحبائِى أقول لكم عِبارة مُمكِنْ تستغربوا لها" المسِيح يسُوع أرادَ أنْ نكُون قديسِين لِدرجِة قداسته هُوَ الشخصِيَّة بِهِ وَفِيهِ " ، ربِّنا يسُوع المسِيح إِستودع فِى كنيسته كُلّ ما لَهُ وَكُلّ بِرَّه وَكُلّ قداسته لِنتمتَّع نحنُ بِهِ عايِز أقولك كده إِنْ المسِيح عايِز ولاده دول يِبقوا قديسِين ، فعمل إيه جاب مِنْ قداسته وَحطَّها فِى الكنيسة وَاستودع قداسته دى فِى الكنيسة ، كُلّ واحِد يُبقى قديس يجِى يِسحب ، الَّلِى عاوِز مِنْ الرصِيد بتاعِى تاخُد زى ما انت عايِز ، لِدرجِة إيه ؟ لِدرجِة يقولك [ إِلَى قِياس قامة مِلء المسِيح ] ( أف 4 : 13 ) – عَلَى فِكره مِش مِلء قامة المسِيح00لأ00قامة مِلء – لإِنَّ الملء يُنسب إِلَى المسِيح وَليسَ العكس ، إِنْ إِحنا نِوصل لِملء المسِيح00إيه ده ؟ يقولك هُوَ ده الغِنى بقى ،القداسة بِالمسِيح يسُوع0
الله ينَّيح نَفْسَه أبونا بيشُوى كامِل كان لمَّا يروح حد يقوله إيه يابونا بس إِحنا ضُعفا ، إزاى تطلب مِنِّى أسامِح الشخص ده وَهُوَ غاظنِى ، إزاى تطلب مِنِّى أحافِظ عَلَى عنيا ، إِنت مِش بتمشِى يابونا فِى الشَّارع ، مِش بتشوف المناظِر ، مِش بتشوف التليفزيُون إزاى ؟ يقولك كانِت مِنْ الحاجات الَّلِى تخلِّى أبونا بيشُوى يِغضب00يثور ، يقوله هُوَ أنا بقولك تِعمِل الكلام ده لوحدك ، أنا مِش بقولك مَعْ المسِيح وَانت مِش عايش فِى المسِيح ، أنا عارِف لو لوحدك حا تقع وَتُبقى وحِش وَتُبقى وَتُبقى ، يِغضب00يثور00لِيه ؟ يقولك ما هُوْ إِنت ضعِيف لكِنْ فِى المسِيح يسُوع تُبقى قوِى ،[ إِنْ كَانَ أحد فِي المسِيح فَهُوْ خلِيقة جدِيدة ]( 2كو 5 : 17) ، خلِيقة جدِيدة ، واحِد تانِى ، ما تكلمنِيش عَنْ نَفْسك الَّلِى مغموس فِى الخطيَّة وَحالك حال وَتعبان وَمِش قادِر وَمِش عارِف لسنِين ، أقولك لإِنْ إِنت جواك سِلاح لاَ تستخدِمه إِسمه يسُوع المسِيح ، قوِّة يسُوع المسِيح ، أنْ تحيا محرُوس بِهِ ، أنْ تحيا محفُوظ فِيهِ ، أنْ تحيا حافِظ لِكلِمته ، هُوْ ده طريق القداسة0
القداسة مشرُوع مُشترك بينك وَبينَ الله ، " أنتَ لاَ تستطيع أنْ تفعل شيئاً بِدونه " ، خايف أقول الكلِمة العكس تتخضُّوا مِنها " وَهُوْ لاَ يستطيع أنْ يفعل شيئاً بِدونك " ، القديس أوغسطِينُوس يقُول لنا كده [ إِنْ الله الَّذِى خلقك بِدونك لاَ يستطيع أنْ يُخلِّصك بِدونك ] ، فَهُوْ مشرُوع مُشترك ، أنا باطلُب النِّعمة وَالمعونة وَهُوْ يقولِى كُلَّ نِعمِى وَمعونتِى عشانك ، خُد يا حبيبِى ، خُد يا ابنِى ، ياربَّ الخطيَّة دى غلبانِى ساعِدنِى قوينِى00حاضِر ، عشان كده أُطلبوا إِسعوا إجتهِدوا ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ لابُد إِنْ إِنت تِعرف إِنْ إِنت عليك دور ، الراجل الَّلِى بِيزرع ده عليه إِنْ هُوْ يجِيب البِذر وَعليه إِنْ هُوْ يحرُث الأرض وَعليه إِنْ ينضَّفها ، يشِيل الأحجار الَّلِى فِيها وَيحرُث كويس وَيحُط البِذرة وَيسقِيها ، بس يجِى يقوله خلِّى بالك بقى إِنت لازِم تنتظِر حاجتين ، المطر وَالنمو ، المطر وَالنمو حا يشتغلوا فِى أرض مِش محروثة !! مِش محطوط فِيها بِذر ، مِش حا يشتغلوا ، مِش حا يعمِلوا حاجة عشان كده لو تاخُد بالك إِنْ عمل الله كامِل تماماً بس بيتوقف عَلَى عملك ، بس العجِيب بقى إِنْ عمل ربِّنا دائِم وَمُستمِر بس عملِى أنا هُوْ الَّلِى مِش دائِم وَمِش مُستمِر ، مُمكِنْ أنا معمِلش دورِى بس ربِّنا يِعمِل دوره حَتَّى لو أنا معملتِش دورِى ، فلو كُلّ الأراضِى مِش مزروعة إِلاَّ إِنْ ربِّنا بيمَّطر عَلَى كُلّ الأراضِى ، لو كُلّ الأراضِى مفهاش بِذار إِلاَّ إِنْ ربِّنا بيحُط المطر بِتاعه وَأى أرض أحُط فِيها بِذر لو خدمتها شوية ربِّنا قادِر إِنْ هُوْ إيه000يخرَّج ، إِذاً عمل الله كامِل المُشكِلة فين00عملِى أنا0
عشان كده عاوِز القداسة إيد ربِّنا ممدودة لِك بس بيقولك إيه تَعَالَ ، [ لأِنَّ هذِهِ هِي إِرادة الله قداستُكُمْ ] ( 1تس 4 : 3 ) ، إِنَّ الله يُرِيد أنْ تفعلوا وَلكِنْ عشان يخلِيك تِفعل لازِم إِنت تِفعل فيخلِيك إِنت تُرِيد ، شوف ربِّنا مِنْ كُتر حُبه لِك عايزك تُبقى قديس بس لقاك كسلان يقولك طب أنا ها اخلِيك تُبقى قديس ، بس أنا شايفك ميولك ضعِيفة تُبقى قديس ها أخلِيك تُرِيد أنْ تكُون قديس ، الله يفعل فِيكُمْ أنْ تُرِيدوا ، للدرجة دى يارب عايِزنا ؟ يقولك عايزكم أصل أنا مالِيش حل إِلاَّ إِنْ أنا أخلِيكُمْ قديسِين أصعب حاجة يا أحبائِى إِنْ ولاد ربِّنا يهلكوا ، أصعب حاجة ، واحِد مِنْ القديسِين يقُول لِربِّنا كده [ أنتَ يا الله ليسَ عِندك خُسارة إِلاَّ هلاكنا ] ، صحِيح ، هُوْ مُمكِنْ تقُول عَلَى ربِّنا إِنْ عنده كلِمة " خُسارة " !! ربِّنا ما يخسرش لكِنْ لو فرضنا إِنْ فِى كلِمة " خُسارة " عند ربِّنا فهى هلاك الإِنسان ، دى الخُسارة ، عشان كده أقدر أقولك القداسة هِى مِنْ عمل الله0
2- الطريق ليسَ سهلاً ، مِش أتوماتيك كده00لأ00ها تلاقِى مُعوِقات كتِيرة وَها تلاقِى حرُوب كتِير مِنْ داخِل وَمِنْ خارِج ، ده مُمكِنْ تلاقِى ناس مِنْ أهل بيتك ، مُمكِنْ تلاقِى حاجات فِى جسدك ، مُمكِنْ تلاقِى حاجات فِى العالم ، مُمكِنْ تستمِر فِترة وَتِرجع تانِى ، أقولك00لأ00عليك إِنْ إِنت تثَّبِت وجهك وَتستمِرعشان كده يا أحبائِى كنيسِتنا القبطيَّة الأرثوذُكسِيَّة لاَ تسترِيح للمنهج الإنفعالِى وَالعاطِفِى ،واحِد يقولك خلاص أنا ها اتوب دلوقتِى مِش ها اعمِل كده أبداً تانِى ، أقولك حبيبِى ده الطريق لِسَّه طويل وَبلاش كُلّ شوية تقعد تِعمِل كده المفرُوض إِنْ إِنت تنمو فِى هدوء وَفِى تدرُّج وَتِعرف إِنْ إِنت حا تبلُغ الكمال فِى النهاية مِش فِى لحظة ، مِش فِى يوم ، لاَ تُعطِى وعُود كتِير إعرف إِنْ الطريق طويل وَشاق وَالباب ضيَّق عشان كده أقدر أقولك عشان تسلُك فِى طريق القداسة لازِم تِعرف إِنْ الطريق ها ياخُد مِنك عُمرك كُلّه وَمِش ها تطَّمِنْ وَلاَ ترتاح وَلاَ تهنأ إِلاَّ حِين لِقاء إِلهك ، طول ما انت عايش فِى الجسد وَطول ما انت عايش فِى العالم أنت لاَ تسترِيح0
عشان كده عَلَى كُلّ مَنْ يُرِيد أنْ يسلُك فِى طريق القداسة أنْ يكُون يقِظ وَساهِر وَأَلاَّ يشعُر أنَّهُ قَدْ وصل أوْ نال وَلاَ يشعُر أبداً أنَّهُ فِى مأمن مِنْ عدو الخير أوْ مِنْ جسده أوْ مِنْ العالم ، عارِف إِنه مُمكِنْ فِى أى وقت يقع ، عشان كده يا أحبائِى لازِم تِعرف إِنْ الطريق مِش سهل – لازِم تِعرف كده – عشان كده قايلك إِنْ القداسة هِى مِنْ الله ، القداسة طريق مِش سهل0
3- وَالأخِيرة إحذر مِنْ ثلاث حاجات :-
1- اليأس 2- الإستهتار 3- التهاوُن
التهاوُن أوْ الإستهتار وَاليأس ، إحذر جِدّاً إِنْ طريق القداسة بِتاعك يُفقد مِنك بِسهولة00إِحذر00إِحذر إِنْ تِقطع رجاءك فِى إِلهك ، تقول خلاص بقى مفِيش فايدة ، أنا حاوِلت كتِير وَمِش قادِر وَمِش عارِف ، إِحذر00إِحذر مِنْ اليأس ، اليأس أسقط ناس كتِير جِدّاً ، إِحذر مِنْ الإِستهتار00الإِستهتار يعنِى أيه ؟ مِش مُهم ، دى حاجة بسِيطة ، عدو الخير عايِز يبتدِى معاك بِطريقة تدرِيجِيَّة ، كتِير دلوقتِى ناس يقولك أبونا تحمَّست كده إِنْ أنا أجِيب فِى البيت بِتاعنا الدِش وَفِى الحقيقة أنا جايبه عشان أتفرَّج عَلَى القنوات الدينية00كويس00بعد كده إبتدى يقلَّب فِى القنوات الغير دينية فابتدى يقلَّب فِى القنوات الكويسة بس غير دينية فابتدى يشوف شوية أفلام وَشوية أغانِى ، فابتدى يقلِّب فِى قنوات دينية غير دينية ردِيئة00 إيه ده ؟ إِستهتار ، واحدة00 بواحدة00بواحدة ، ما عدو الخير عُمره ما يجِى يقولك إيه تَعَالَ إعمِل الخطيَّة دى00لأ00ده يعرِض عليك يقولك إيه " الثمرة دى حلوة ، دى بهجة للعيُون ، دى شهية للأكل ، أحقاً قَالَ لَكُمْ ( تك 3 : 1) " إِحذر الإِستهتار00إِحذر اليأس00إِحذر التأجِيل ، " التأجِيل " إِنْ كُلّ شوية تقول إيه00بعدين00لِسَّه ، مُمكِن واحِد يقعد يأجِل يقولك طول ما انا فِى الشُغل بتاعِى مِش حا اعرف أعِيش كويس مَعْ ربِّنا ، أصلِى بَشتِم00بَكدِب ، طيب تعِيش مَعْ ربِّنا إمتى ؟ يقولك لمَّا أطلع معاش ،ياه عايِز تأجِل مصِيرك الأبدِى لِغاية لمَّا تِطلع معاش !! إِنت ضامِن00إِنت ضامِن دلوقتِى ، ضامِن بُكره ، لاَ تؤجِل ، ده [ اليوم إِنْ سمِعتُمْ صوتهُ فَلاَ تُقسُّوا قُلُوبكُمْ ] ( عب 4 : 7 ) أختِم كلامِى بِكلِمة يا أحبائِى ، إِحنا فِى جيل محظُوظ جِدّاً ، تخيلوا لمَّا تقعدوا 15 يوم تسمعوا عِظات ، بس مِنْ المؤسِف جِدّاً إنها تعجِبنا عَلَى مُستوى العقل وَلاَ تفعل فِينا شئ – أدى بقى المُشكِلة – المُشكِلة إِنْ إِحنا تعوَّدنا السماع وَلاَ نفعل وَكترة الكلام خلِتنا نتلذذ أكتر بِالكلام وَكإننا بتوع كلام ، إِحنا مِش بتوع كلام ، [ الكلام الَّذِي أُكلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوح وَحيوة ] ( يو 6 : 63 ) قدِيماً ربِّنا لمَّا أرسل حزقيال النَّبِى قاله لمَّا ها تكلِّمهم ها ينبسطوا قوِى مِنْ كلامك بس مِش ها يعمِلوا به فتكون لهم [ كشِعرِ أشواقٍ لِجمِيلِ الصَّوتِ يُحسِنُ العزف فيسمعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يعملُونَ بِهِ ]( حز 33 : 32 ) ، عارِف إِنت لمَّا واحِد يسمع شِعر حِلو بِصوت حِلو ، الواحِد يقوله " الله "00" يا سلام " ، تخيَّلوا إِنْ إِحنا دلوقتِى وصلنا للدرجة إِنْ إِحنا عَلَى المنابِر نعِظ وَالنَّاس تقُول " يا سلام " ، " يا جمال الكلام "00وَبعدين ؟ إيه بعد كده يعنِى ؟ الكلام يا أحبائِى لابُد أنْ يدخل إِلَى القلب وَأنْ نُخَبِئ الكلِمة وَأنْ نحرُسها وَأنْ نطلُب مِنْ الله أنْ يختِم عليها وَأنْ نطلُب مِنْ نعمِته أنْ تقودنا لِنحياها وَ نُنفِذها وَنحيا بِمُقتضاها ، أنْ يكون لنا سلوك بِحسب الكلام ربِّنا يُعطِينا رُوح القداسة لأِنَّهُ لَمْ يدعُنا للنجاسة بَلْ للقداسة لأِنَّ هذِهِ هِى إِرادة الله قداستكم ربِّنا يكمِّل نقائِصنا ، يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد