المقالات

11 يوليو 2023

القديس بطرس، رسول الرجاء ج2

من صيد السمك الى ربح النفوس .. بطرس الرسول أو سمعان ابن يونا، ولد في قرية بيت صيدا الواقعة علي بحيرة طبرية قبل ميلاد المخلص بحوالي عشرة سنين. وكان يشتغل بصيد الأسماك لاسيما فى طبريه شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته ويحتمل انه كان مع أندراوس أخيه تلاميذ ليوحنا المعمدان بعض الوقت وكان لقاؤه الأول بالرب يسوع، بعد أن اخبره اندراوس أخوه { وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه. فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث. فقال لهما تعاليا وانظرا فاتيا ونظرا اين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم وكان نحو الساعة العاشرة. كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه.هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح. فجاء به الى يسوع فنظر اليه يسوع وقال انت سمعان بن يونا انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس}( يو 35:1-42). أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه الرب بقوله { فقال يسوع لسمعان لا تخف من الان تكون تصطاد الناس }(لو 5 : 10) وحالما وصل بالسفينة إلى البر ترك كل شيء وتبعة هو واخوة وابنا زبدي (لو 5: 1-11) لقد شرفة الرب بدرجة الرسولية ودعاه " بطرس " وكان من المقربين للرب فهو احد التلميذين الذين ذهبا ليعدا الفصح الاخير، واحد الثلاثة الذين عاينوا اقامة ابنة يايروس بعد موتها، وتجلى السيد المسيح على جبل طابور وصلاته في جثيماني ، واحد الاربعة الذين سمعوا نبوته عن خراب اورشليم وهيكلها. كان بطرس ذا حب جم لسيده وغيرة ملتهبة ولكنه كان متسرعا ومندفعا. فهو الاول الذي اعترف بلاهوت السيد المسيح والاول الذي بشر بالمسيح بعد حلول الروح القدس . لكنه كان مندفعا ومترددا ومتبدل المواقف قبل ان يعمل الروح القدس فيه ويغيره . حاول ان يمنع المسيح ان يموت (مر 8: 31: 33) ولما قال له المسيح انه سينكره ثلاثة قبل ان يصيح الديك مرتين، اجاب في تحد " لو أ ضطررت أن أموت معك لا انكرك ". وفي لحظة القبض علي المسيح استل سيفة ليدافع عن ذاك الذي مملكته ليست من هذا العالم! دخل القديس بطرس فى تجربة مره وصعبه عرف بها ضعفه. فكان أن انكر سيده ومعلمه بتجديف ولعن واقسم وأنكر أمام الجوارى انه لا يعرف السيد المسيح . لكنه عاد الى رشده وندم وندماً شديداً وبكي بكاء مراً وقصد قبر معلمه باكراً جدا فجر القيامة عند بحر الجليل أصطاد المسيح بطرس ، وقد ظن بطرس أنه هو الذي ترك كل شيء وأمسك بالمسيح ولم يدر أن المسيح، هو الذي جذبه ، وأتي به وباصدقائه إلى مجده السماوي العتيد، كان يمكن لبطرس أن يذهب بحماقاته المتكررة، كان يمكن أن يذهب عندما انتهر المسيح واراد أن يبعده عن الصليب مأخوذًا بما للناس، وليس بما لله فقال له : {أذهب عني ياشيطان، أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس،} (مت 16: 23).. وعاد الشيطان مرة أخرى ليهزه هزا بالتجربة القاسية بنكران السيد، ومع ذلك فنظره المسيح، وظهوره الانفرادي له بعد القيامة. جعلته كارزا للرجاء الذى فى الإيمان بالمسيح. لقد أدرك من الدقيقة التي ترك فيها شباكه القديمة، أنه أصبح صيادًا من نوع آخر، صيادًا لنفوس الناس ليسوع المسيح، كان رجلاً لا يتعب في استخدام الشبكة، ولكنه أدرك بأن شبكته مرتبطة بكلمة المسيح، لقد تعب ذات مساء الليل كله، ولكن المسيح أمره على غير المألوف أن يبعد الى العمق ويلقي الشبكة على الجانب الأيمن، وأطاع، وصرخ مذهولاً لكثرة الصيد {اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطيء} (لو 5: 8). وما أكثر ما نطق في حضرة المسيح بما لا يعي من فرط ذهوله واندهاشه، ولم يخرج المسيح من سفينة حياته قط، بل سار بها في بحر العالم يرفع علم الصليب فوقها، لأن {ليس بأحد غيره الخلاص}(أع 4: 12).. وكان المحصول وفيراً ، حصد يوم الخمسين مابدا مذهلاً أمامه، إذ كان فوق كل تصور وخيال، لقد كانت الباكورة ثلاث آلاف نفس في يوم واحد أمنت بعظة واحدة للقديس بطرس الرسول. بعد قيامة السيد المسيح من الموت ظهر للتلاميذ عدة مرات وعلي بحيرة طبرية حيث ذكريات بطرس مع مخلصه ظهر له وعاتبه في رفق مخاطبا اياه بأسمه القديم قائلاً له " يا سمعان بن يونا أتحبني. وقد وجه إلية هذه الكلمات ثلاث مرات ورده إلى رتبته الرسولية ثانية بقوله " ارع غنمي " وعقب تأسيس الكنيسة يوم الخمسين بدأ خدمته بين اليهود من بني جنسه في اليهودية والجليل والسامرة. وكان الرب يتمجد علي يديه بالمعجزات كشفاء المقعد عند باب الهيكل الجميل (أع 3)، وشفاء أينياس في مدينه اللد وإقامة طابيثا بعد موتها في يافا (أع 9)... وقد فتح الرب باب الأيمان للأمم علي يديه في شخص كرنيليوس قائد المئة اليونانى عقب رؤيا أعلنت له بخصوصه (أع 10). فلما خاصمة أهل الختان لقبول الأمم فى الايمان المسيحى ، شرح لهم الأمر وقال " بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده " (أع 10: 34، 35) ومع ذلك فقد ظل ميدان العمل الأساسي لهذا الرسول هو تبشير اليهود (غل 2: 7-9) . أعتراف بطرس المبكر بلاهوت السيد المسيح .. الاعتراف العظيم الذي اعترف فيه بطرس بلاهوت المسيح، عندما ألقى المسيح سؤاله الخالد{من يقول الناس إني أنا} وقد أوقف السؤال التلاميذ أمام أعمق تأمل يمكن أن يواجهوه، وعليه تبني المسيحية بأكملها، إلى كل الأجيال، وهنا يأتي اعتراف بطرس عجيبًا ومثيرًا واعلاناً اعُطى له من الاب السماوى . وقد صعد بطرس بهذا الاعتراف إلى ما وراء العقل البشري الذي لا يمكن مهما أوتى من حكمة أو إدراك أن يبلغ كنه المسيح العجيب. { فاجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما و دما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات} (مت 16 : 17)، ليس بحكمة بشرية ، أو فلسفتها العميقة أجاب بطرس الرسول ، فالمسيح بالنسبة للبعض إما هو يوحنا المعمدان على حد ما اتجه هيرودس الملك الذي قتله، أو هو واحد من أعظم الأنبياء القدامي كإيليا الذى ينتظر البعض إلى اليوم عودته من السماء، أو إرميا وكان الشبه عظيمًا بين نبي الأحزان والمسيح المتألم، أو أنه نبى الله . لم يخطو أحد خطوة أخرى وراء هذا، لكن بطرس شهد وشهادة حق ، إذ لمع أمام عينيه الإعلان الإلهي البعيد العميق الغائر في بطن الأزل، وصاح {أنت هو المسيح ابن الله الحي}(مت 16: 16) ومن الواجب أن نشير إلى أن هذا ليس أول حديث عن المسيا، فقد قال نثنائيل من قبل عن السيد: «أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل» لكن إعلان الله لبطرس كان أول وأعظم ومضة من النور عن شخص ابن الله العجيب، وكان أشبه بالشعاع الأول من نور الشمس، وهي تأخذ سبيلها إلى الشروق لتخرج الإنسان من الظلام إلى نور النهار الباهر . لقد رأى بطرس النور واستقبله بالفرح العميق، وتوالت بعد ذلك الأشعة الساطعة حتى جاء بولس ليقول: «عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد» وما من شك في أن بطرس بلغ القمة هناك، وكانت كلماته هتاف المسيحي في كل العصور والأجيال .وتأكيد على قول الرب يسوع { انا و الاب واحد. ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. و لكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا ان الاب في و انا فيه}( يو 30:10،38،37). ومع أعترافنا بدور القديس بطرس الرائع فى نشر الأيمان وتطويب السيد المسيح له { وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي و ابواب الجحيم لن تقوى عليها} (مت 16 : 18). فانى اذكر أن المسيح استعمل لفظ بطرس «بتروس» بمعنى حجر او قطعة من الصخر ولكن لفظ صخرة هنا "بترا" فعلى صخرة الأيمان بلاهوت المسيح يبنى الرب الأيمان . كما يذكر ذلك القديس بولس {وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم و الصخرة كانت المسيح }(1كو 10 : 4) وقد قال القديس أوغسطينوس إن الصخرة تشير إلى المسيح . فالله هو الصخر الوحيد: {هو الصخر الكامل صنيعه}(تث 32: 4)..{وليس صخرة مثل إلهنا} (1صم 2: 2).. إن بطرس يمكن أن يكون حجرًا في الكنيسة، ولكنه لا يمكن ولا يقبل مطلقاً "حتى القديس بطرس نفسه " ان يأخذ مركز الله فيها {فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي هو يسوع المسيح}(1كو 3: 11) وعندما قال المسيح لبطرس: {وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السموات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات} (مت 16: 19).. قال نفس الشيء للرسل جميعا : {الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء» (مت 18: 18) { و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس.من غفرتم خطاياه تغفر له و من امسكتم خطاياه امسكت} يو 22:20-23. لم يكن سلطان الحل والربط جديدًا على أذهان التلاميذ إذ كان تعبيرًا شائعًا في حكم الكاهن على النجس والطاهر عندما يتقدم إليه الأبرص مثلا ليحكم بطهارته أو نجاسته، وهو ما تحكم به الكنيسة المسيحية ، كما حكمت في مجمع أورشليم فرفعت نير الناموس الطقسي عن أعناق المؤمنين، والامتناع فقط {عما ذبح للأوثان وعن الدم والمخنوق والزنا}(أع 15: 29).. وهو ما يحكم به في قبول التائبين انه في لغة أخرى إنه حكم تقرير، وليس حكم إنشاء، فالكاهن قديمًا لم يكن حرًا ليحكم في ضربة البرص كما يشاء، بل هو مأمور بأن يفحص الضربة ليراها تنتشر أو تأخذ في الشفاء إذ هي لسعة كمدت وليست برصًا،.. وخادم الله لهذا ليس حرًا في أن يفتح السماء أو يقفلها في وجه الإنسان، بل هو مأمور أن يطبق قاعدة الإنجيل على كل ما يرى، ويحكم إذا كان متمشيًا مع الحق الإلهي أو مناقضًا له. على اى حال نحن كشرقيين نفهم دور القديس بطرس حتى عندما يتقدم فى الكلام على أعتبار انه الأكبر والمعبر عن لسان حال الرسل ولا رئاسة له او لبابا روما كخليفة له على كنائس العالم الأمر الذى يتمشى مع جوهر المسيحية وتعاليم السيد المسيح { فدعاهم يسوع و قال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم و ان عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما.و من اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا.لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين}(مر 42:10-45). أتحبنى أكثر من هؤلاء نحن نعلم أن بطرس أحب المسيح من كل قلبه، وأجاب بعمق على السؤال القائل: {أتحبني أكثر من هؤلاء} {وكان الجواب: أنت تعلم يارب كل شيء، أنت تعرف أني أحبك}(يو 21: 15 و17)، ومع أن بطرس ارتكب الأخطاء وكان فيه بعض الضعفات والعيوب كواحد منا ، لكن حبه لم يخنه وهو يخرج إلى خارج ليبكي كأعظم ما يكون المحبون في الأرض. كانت أزمته يوم الصليب، نوعًا من الغيبوبة وفقدان الوعي الذي قلبه رأسًا على عقب، فأنكر سيده وربه، ولكنه ما إن استعاد وعيه حتى غسل بدموعه الغزيرة فعلته الشنعاء. على أن حب السيد كان أوفى وأعلى إذ في قلب الأزمة نظر إليه، ومن المؤكد أن النظرة وإن كانت تعبر عن قلب المسيح المجروح، إلا أنها كانت ممتلئة بالحنان والعطف والرقة والرحمة. وفي الحقيقة إن بطرس الرسول في حياته وموته بادل سيده حبًا بحب من أعظم وأشرف وأجل ما يمكن أن يتبادله المحبون ، كان هذا الرجل على أي حال، محبا لسيد فهو إذ راه فوق جبل التجلي، وقد تغيرت هيئته، وبدا منظره على الصورة التي تتجاوز الخيال البشري، ومعه موسى وإيليا، وإذا ببطرس ينسى الأرض وما عليها ومن عليها، فلا يعود يذكر بيته وزوجته والعالم بأكمله ويصبح صارخًا: {يارب جيد أن نكون ههنا} انه لا يرضى عن المسيح بديلا، ويقول: {إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك} إنه الرجل الذي تبع سيده، سواء في أعلى الجبل أو في البحر أو في الطريق، وأصبح المسيح كنزه الوحيد: {ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك} (مت 19: 27) إنه مثل القديس بولس الرسول الذي عندما أراد أن يعبر عن الحياة والموت قال: {لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح}(في 1: 21). ان المسيحية منذ تاريخها الأول تذخر بالشجعان الأبطال الذين لا يخيفهم سجن أو اضطهاد أو تعذيب بل يقولون مع بطرس ويوحنا {لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا} (أع 4: 20).. {فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة هذا رفعه الله بيمينه رئيسًا ومخلصًا ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضًا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه} (أع 5: 29-32).. ومع أننا لا نعلم بالضبط الأماكن التي تنقل فيها بطرس كارزًا وشاهدًا ليسوع المسيح، ولكن من الواضح أنه وعظ في أورشليم وأنطاكية، ومن المعتقد أيضًا أنه ذهب إلى روما، والكنيسة الكاثوليكية تعتقد أنه أول أسقف لروما، ولكن الفكر الارثوذكسي لا يشاطرها هذا الرأي إذ أن بولس كان تواقًا إلى الذهاب إلى روما، وكان من عادة بولس الأكيدة أنه لا يعمل على أساس آخر، ومن غير المتصور أن يذهب بولس إلى كنيسة يؤسسها بطرس وبولس هو رسول الأمم . لكن من المؤكد إن بطرس صلب في روما ، وكان ذلك إبان اضطهاد نيرون القاسي الشديد، قيل أيضًا إن المسيحيين شجعوه على الابتعاد عن روما، وإنه أخذ سبيله ذات مساء إلى طريق ابيان الشهير، وظل سائرًا الليل كله، ولكنه في الصباح الباكر، عند شروق الشمس، أبصر شخصًا مهيبًا أمام عينيه، وإذ عرف أنه المسيح صاح: "إلى أين يا سيد" وجاءه الجواب: "إن لي تلميذًا كان هناك ثم هرب، وأنا ذاهب لأخذ مكانه، وأصلب مرة ثانية نيابة عنه" وصرخ بطرس: "لا ياسيد أنا عائد". وعاد ليموت مصلوبًا، وعندما أرادوا أن يصلبوه قال إنه شرف لا أستحقه أن أموت مصلوبًا مثل سيدي، ولكني أرجو أن أصلب وقدماي إلى أعلى ورأسي إلى أسفل، لأني أضأل من أن أكون كسيدي. ويقال انه نظر إلى روما وهو يقول "عما قريب تتحولين أيتها الهياكل الوثنية المتعالية إلى معابد للمسيح" وقال للجماهير المحتشدين "إن أولادكم سيكونون خدامًا للمسيح.. ها نحن نموت يا روما من أجل أن تخلصي، ويسيطر عليك روح المسيح. ولسوف يجيء قياصرة ويذهبون ولكن مملكة المسيح ستظل ثابتة صامدة على مدى الأجيال" . القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
10 يوليو 2023

الخادم والمشجعات

لابد أن نتحـدث عـن المشجعـات لئلا نغلـب من كثرة الإحباطات وعنفها. فلا بد أن ندرك أننا حتى ولو أخفقنا فالإخفاق لا يعني أني فشلت بل أصبح لدى خبرة أكبر الإخفاق لا يعني أني فشلت ولكن يعني أن وقت الثمر لم يحن بعد الإخفاق لا يعني أني فاشل ولكني أحتاج محاولات أخرى أحتاج أن أثابر كثيراً وأتعب أكثر وأحتاج مزيداً من الصبر وقد يستخدمه الله كمحـفـز قـوى للبحث عن طـرق جديدة فهو خطـوة ضرورية لطريق النجاح به نطور أنفسنا للأفضل وقد تصل لي رسالة من الله من خلال الإخفاق تعلن أن الله يريد لي شيئاً أفضل في وقت آخر وقد يكون الفشل فرصة لمراجعـة النفس وتطوير الوسائل والتأكد مما لايجب عمله مرة أخرى أحبائـي لنعلم أن الطريق ضيق ومليء بالمنحنيـات والمنخفضات عرفه الآباء أننا سائرون في طريق اللصوص ولكـن توجد نعمة تحدث عنها معلمنا بطرس وهو أكثر من يتحدث عن الإخفاق إذ أخبرنا بإله كل نعمة والرجاء الحي أنتم الذين بقوة الله محروسون هناك إخفاقات يحولها الله لمشجعات لنختبر العمل الإلهي والتعويض الإلهي لتصل إلينا الرسالة تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل (۲ کو ۹:۱۲) فمسيحنـا هـو مسيح الضعفاء ولا يسر بالأقوياء الحكماء بل يسر بخائفيه الراجين رحمته وليمتليء قلبك رجاء وتشجيعاً إتبع هذه النصائح أنظـر إلى طفل صغير وقد حضر إلى الكنيسة بشوق ولهفه وقل في نفسـك قد تكون أنت موسـى أو داود أو بولس أو أثناسيوس وقل الله يعـد له شعباً مستعداً قل ما أجمـل إسمك الذي يجذب قلوب الأطفال والشباب والشيوخ والعذارى وثق أن له في كل زمان من يباركه. أنظر إلى الشيوخ الذين يحضرون إلى الكنيسة رغم كثرة أتعابهم ويقفـون أمام الله بكل تقوى وقل الله يرحمنا بصلوات هؤلاء الأبرار وقل ما أعذب حبك المتجدد في قلوب هؤلاء. أنظر إلى باب البيعة المفتوح والذبائح المرفوعة والصلوات والأصوام وتعب الكثيرين وقل أدم يارب عمار الكنائس وإجعل باب بيعتك مفتوحاً فى كل زمان ومكان. أنظـر إلى نجـاح عمل ولا تخف أن تتحدث عنـه طالما أنت تريد أن تتحـدث عن عمـل الله وليس عن ذاتك لأن فـرق كبير أن تتحدث عن عملـك ـ وهـذا أمر مرفوض وأن تتحدث عن عمـل المسيح وهـذا أمر مطلوب. كـن دائمـاً مشجعـاً لكل مـن حولك الصغير والكبير وحثه على الإستمرار والعطاء وتحدث عن إيجابيات وتعبهم ذاكــراً ومتذكراً أن فضل القوة لله لا مناوأن من يفتخر فليفتخر بالرب من الضروري ألا يستسلم الخادم للنظـرة السلبية المحبطة بل يمتليء قلبه بالرجاء والثقة في عمل الله الـذي يصنع أكثر مما نسأل أونفهم أو نفتكر.. علينا أن ننظر نظرة شاملة ونضع الإيجابيات بجوار السلبيات أحبائي لا نستسلم لمشاعر إحباط تدمرنا أو فشل يستحوذ علينا. فطوبى لمن يعمل بيد مجتهدة وطوبى لأناس عزهم بالله كيـف نفشل وقـد رحمنا. وكيف تُحبـط وقد إتكلنـا عليه وكيف نضعف وإله يعقوب معيننا.فهو رجاء من لا رجاء له الذي يقدر أن ينزع منا كل حزن رديء ويقل للزوابع أن تسكت ويرينا مجده من خلال ضعفنا. قدم لنا حبقوق النبي صورة بديعة عن قوة الرجاء بالله رغم صعوبة الواقع فمع أنه لا يزهر التين، ولا يكون حمل فى الكـروم. يكذب عمل الزيتونة، والحقول لا تصنع طعاما. ينقطع الغنم مـن الحظيرة، ولا بقري المذاود، الـرب السيد قوتي، ويجعل قدمي كالأيائل، ويمشينى على مرتفعاتي» ( حبقوق ۱۷:۳)وسـط كل هـذه الإحباطات وقسوة الحاضر عدم الثمرة التين والكرم والزيتـون وينقطع الغنم من الحظيرة والبقـر من المزاود يعلـن الـرب السيد قوتي ويترجـي الله قائلاً. جدد أيامنـا كالقديم وعملـك في وسـط السنين أحيه ونـحـن أيضاً نردد كمـا عملت وسط كنيستـك عبر الأزمـان أحييه أيـام الآباء الرسـل والشهداء وعظماء الرهبنـة أعمـل الآن فأنـت رب الكنيسـة وإلهها وعريسهـا أنت صاحب الكرمة وغارسها وأنت القائم في وسطها فلا تتزعزع ثق في يد الرب ضابط الكل فهي التي أنقذت بطرس من الغرق ويده هي التي أقامت إبنة يايرس من الموت ويده هي التي طلت عيني الأعمى بالطين فشفتهـا.. ويده هي التي باركت الخمس خبـزات والسمكتين وقدمت وأشبعت الجمـوع ويده هي التي سمرتا علـى الصليب لتطلق أيادينـا للعمل بحسب قوته المعطاه لنـا بقوة صليبه المحيى هذه اليد التي تريد أن تمسك بنا لترفعنا لا نرفضها بل نمسك بها ولا نرخها.كن دائماً واثقاً أن الله لا ينتظر منـا أعمال عظيمة ولكن ينتظر منا محبة عظيمة فهو يفضل أن يعمل بالقليل ويبحث عن الآنية الضعيفة ولنتمسك بالمواعيد الصادقة غير الكاذبة ونطلبهـا بروح الصلاة والإيمان وليتشدد ويتشجح قلبنا بإله معونتنا والنعمة تنتظر تضرعاتنا أعنا يا الله مخلصنا لأننا قد تمسكنا جداً. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
09 يوليو 2023

إرسالة الاباء الرسل الاحد الاول من شهر أبيب

الاحد الاول من شهر ابيب الذى يسبق عيد استشهاد ابائنا الرسل بطرس وبولس بيتكلم فصل معروف فى الكتاب المقدس لوقا 10 فصل مشهور جدا عن ارساليه الرسول لها شروط كثيرلكن هنتكلم عن حاجه واحده بس ارسلهم ويقول لهم لا تحملوا لكم كيس ولا مزود ولا عصا عاوز يقول لهم اريدكم ما يكونش عندكم اتكال على اي شيء عاوز يقول لهم عايزكم اكون انا اتكالكم انا قوتكم وفخركم ورجائكم عاوز يقول لهم ما حدش فيكم يتكل ابدا على غني ولا على علاقات ولا ثروةعاوزكم تروحوا وانتم ما عندكوش رجاء في اي شيء غير نعمتي وقوتى وكلمتى بس وذهبوا ولو قبلوكم يبقى دة لمجد الله وان لم يقبلوكم وطردوكم اخرجوا منها متشغلوش بالكم بالنتيجه انتم خليكم امناء في الرساله اللي انا اعطتهلكم وقد كان راجع بفرح وقالوا له ده حتى الشياطين تخضع لنا باسمك في بلاد قبلتهم وفي بلاد رفضتهم لكن الله كان العامل فيهم ليه الله كان اعمل فيهم ؟ لانهم اتكلوا عليه بالكمال لانهم وضعوا اليقين في هو لا على امكانيتهم ولا على رجائهم ولا على اشخصهم ولا على ثقافتهم تخيل انت لما الواحد ربنا يقول له بص انا عاوزك ولا يكون لك عايز اتكال ولا على مال ولا غنى ده مبدا ربنا يسوع المسيح في العمل عندما اختار أبونا ابراهيم قال له اترك ارضك وناسك وعشيرتك ازاى ازاى اطلع من جذورى فى ناس يقولك دة العزوة بتاعتى العيله بتاعتي البلد بتاعتي الجذور الممتلكات قال له لا لا ما تاخدش في ولا حاجه تروح كمان الارض التي انا اوريك يعني ارض انت ما تعرفهاش انا اقول لك انت تروح فين وخرج وهو لا يعلم اين يذهب هكذا ابائنا الرسل خرجوا وهما مش عارفين رايحين فين قال لهم هتقولوا كلمه واحده بس توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات شوف النتيجه هتكون ايه تتخيل وتتعجب ان كانت استجابه غير عاديه احبائي حاجات كثير جدا ربطانا من جوانا ومعطلانا احدى القديسين يقول لك اخلي مكان ليسوع فى الحقيقه يسوع لو حب يدخل حياتنا في الحقيقه هي زحمه مشغوله تقريبا احنا مش مخليين لة مكان يجي يقول لك عاوزه أجلس ما فيش اتكلم معك ما عنديش وقت طب مكان اجلس فى ما عنديش مكان شويه مشاعر منك عايز اشوف مشاعرك عايز احس ان انت بتعبدنى بالروح والحق ما فيش مشاعر واحد غالق الشبابيك ويقول لك الدنيا ظلام !!ماانت اللى قافل!!ا بمقدار المساحه اللي بنخليها ليسوع بمقدار المساحة اللى يسكن فيها بمقدار المشغوليه اللي بنعملها لنفسنا بمقدار ما نكون مشغولين عنه بمقدار مابنوجة ن له رساله غير مباشره بنقول له مش عاوزينك اخرج ما فيش مكان المشكله بتاعت الانسان اللي بتزيد مع العصر وتطورات العصر طول ما الشخص فاضي يمسك الموبايل طول ما عندوش حاجه خالص يقعد ساعه او ساعتين على الموبايل وكأنة لم يستحسن ان يبقى الله في ذهنه وكأن عاوز يقول اي حاجه ثانيه وقتى اولى بها الا انت ياااا عشان كده الاباء الرسول اخلوا انفسهم من كل شيء ملك الله على حياتهم في كل شيء واتفرج على استخدامة ليهم العجيب اخرجوا شياطين يشفوا مرضى رغم انهم ناس بسطاء جدا اللي صياد حاجه يعني لكن اختار الله جهال العالم ليخذى بهم الحكماء اختارهم واستخدمهم واطعوا من كل القلب و كل الحب وذهبوا ليبشروا وعندما اخلوا نفسهم من كل شيء ملك الله في حياتهم وعلى كل شيء واستخدمهم اللة استخدام عجيب تتعجب لما يقول لك عن بطرس الرسول كان ظل بطرس يشفى الأمراض المجد ليك يارب يمشي بطرس يجيبوا المرضى طريح الفراش ويضعوهم في الطريق الشارع بطرس يمشي اللي فوق و اللي يزغرط اول ما يمشي بس بطرس ده عمل الله افتقروا من اجل الله فاغناهم بس مش اغناهم بالمديات لا اية اللي انتم بتجري وراء ده مش هو ده ابدا اللى انا عاوزة الماديات اللي انا عاوزها حاحة تانية انا مش هاقول لك تسيب لي 10 اردهملك 1000 لا انا هاديك 1000 بس في حاجه ثانيه هغنيك من جوه مجد من جوه ملكوت من جوه قوه شفاء امراض وقوه صنع عجائب هدوسوا حيات وعقارب وكل قوات العدو هجعلكم تسودوا العالم كلة وفعلا سادو العالم بأكلمه لحد ما وصلوا عاصمة العالم في ذالك الزمان هي روما مملكه روما دي كانت اكثر ناس عندهم جاة وعظمة بشروا في روما وكرزوا وعلموا واتوا بناس دة استخدام ربنا .ربنا عندما يجد نفس امينة احبائي يسكن فيها بغنى لما ربنا بيجد شخص مطيع .يااااة شكرا لله لانكم اطعتم من القلب صوره التعليم التي تسلمتموها فعلا سمعوا الكلام لم يحملوا كيس ولا مزود الشخص اللي بيكون رايح رحلة يوم ولا اثنين يبقى واخذ أشياء يأكلها قالك لا لا تدخل عند احد اكلوك ماشى و لو لم يطعموكم وصمتم مش مشكله مش مشغول خالص بامور هذه الزمان الحاضر بمقدار مشغوليتنا احبائي بمقدار ما احنا بنعلن ان ما فيش مكان المسيح في حياتنا طب تعيش ازاي اقول لكم كلوا واشربوا بس بلاش يبقى عندك هم بلاش يبقى عندكم مشغولية ذايدة بلاش يبقى يومك كله ما فهوش مكان للمسيح بلاش يبقى كل اهتماماتك خارجه عن اهتمامات الابديه بلاش قعدنا سنه واثنين وثلاثه و10 ونقول ممكن الظروف تتحسن مش بتتحسن واسف اقول لو كلمه مش هتتحسن واللي فاكر ان الظروف بتتحسن يبقى مخدوع لانها تدابير الهية قال لك في العالم سيكون لكم ضيق فى القرن الاول الميلادي قال كدة ثقوا انا قد غلبت العالم احبائي حتى فى علاقتنا مع ربنا لما بنكون مشغولين بمشاكل يقولك انا عندي حل للمشكله بتاعتك اكبر من المشكله بتاعتك ماهو حل المشكله بتعتى اللى اكبرمن المشكلةبتعتى الحل اللى من جوة ان تكون المشكله موجوده لكن انت من جواك المشكله محلوله احنا مش بنصلي عشان المشاكل تتحل من برة لكن بنصلي عشان المشكله تتحل من جوة وربما ربنا يبقي على مشكله لكن يعطيك اتضاع ربما ر يبقى المشكله ماتتحلش من برة لكن يعطيك اتكال كامل علية حجم ربنا في حياتك يزيد عشان كده قال لك المتكلين على ذواتهم والمتوكلين على غناهم ابائنا ارسل علمونا الدرس قال لك مش هناخد حاجة خالص ومش عارفين رايحين فين المبدا ده في حد ذاته زكاهم المبدا دة فقط خلاهم يعلنوا كمال حبهم وكمال ثقتهم وكمال اتكالهم على اللة فصنع الله به عجائب يدخلوا من الباب الناس تشوفهم انهم الهية حصل في بلد قالك الالهة تشبهوا بالبشروكانوا عاوزين يعمللهم تماثيل وحملوا على الاكتاف دة مجد ربنا مجد ربنا اللي شافوه فيهم لدرجة انهم بكو وصرخوا وقالوا احنا بشر زيكم لية بتعملوا كده احبائى لما الانسان بيخضع لربنا بيجعل امور كثيره تخضع لة لدرجه واحد من القديسين يقولك اطع اللة يطيعك الله لما الانسان بيسلم نفسه لربنا بالمستوى ده ربنا بيعطية امكانيات غيرعاديه بيتمجد بيه وبيشتغل بية وبيصير اللة ممجد فية والناس تشوف فى مجد ربنا وربنا مش خائف عليه من الكبرياء لانة انسان أمات ذاته بالفعل فلما أمات ذاتة بالفعل واختار موت الذات فلما ربنا يجي ويتمجد فى يرجع الفضل لمين؟؟ لربنا نقول له برافو انت عملت يقولك عملت ايه بولس قال لهم ليس الغارس شي ولا الساقى لكن اللة الذى ينمى لنا هذا الكنز في اوان خزفية لنا إناء خزفى احنا لا حاجة بس لينا جوانا كنز لنا هذا الكنز فى اوانى خزفية هكذا المسيحي شكله زي باقي الناس بالضبط نفس القميص والبنطلون والسيدات نفس البلوزه هو هو نفس الشكل .لكن لنا كنز جوانا جوانا شهوه ملكوت جوانا شهوه حب جوانا شهوه خدمه وعطاء غفران ما تجدوش عند حدغير ولاد ربنا عشان كده احبائي الاباء الرسل عندما كرزوا ربنا استخدمهم بمجد كبير قوي وخدموا المسكونه كلها بمحبتهم واتضعهم وبتخليهم احبائى احنا مشغولين عن ربنا كثير قوي مشغولين بحاجات كثير احنا متكلين على أشياء كثيرة جدا وللاسف اللي احنا فاكرين ان هي دي ثقتنا وان هي دي اللي هتعطينا قوة فى الحقيقة هى دى اللى فقدانا القوه كل شيء احنا متكلين عليه بيبطل كل شيء احنا واثقين فيه بينتهي لاجل هذا قال لك المتكلين على غناهم معلمنا بولس في رسالته لتيموثاوس قال الا يتكلموا على غير يقينية المال المال غير يقين بولس كان فيلسوف والجماعه بتوع العربى يفهموا ان النفى اثبات الا يتكلوا نفى هنا الا وغير نفى النفى بلاش تتكلم على المال المال ليس يقين واللى يفتكر كدة مخدوع تعال شوف ناس مرضى يقولك صرفنا قد كده فى عشر إيام يااااا عينى تحويشت العمر الذى يضع يقينة فى علاقات او مناصب مخدوع لان ربنا عاوز يقول لك انا ثم انا ثم انا انا الاول والاخرانا البداية والنهاية اتكل عليا انا انظر الى مافعلة الآباء الرسل واعمل زيهم اترك مكان فاضي فى قلبك لربنا احبائى ياما كراكيب جوانا محتاجه تترمى ياما اهتمامات معطلانا محتاجة تترمى ياما وقت بنهدروا محتاج ينتظم. مشاعر ووقت واردة وفكر ياااة اقولك لو سمحت بلاش يومك يبقى زى ما هو كدة تصوروا احبائي احنا صرنا لا نحتمل الهدوء لان الشخص الذى تعود على الدوشة على طول لو هو مش مشغول يصنع لنفسة دوشة ان شلة حتى يشغل التليفزيون بصوت عالى جدا وهو مايسمعهوش الحكيم يقولك ان الهدوء يسكن خطايا عظيمة احنا محتاجين نجلس مع انفسنا شوية محتاجين نهدء ونسكن شوية محتاجين نسمع صوت ربنا محتاجين نفضى اماكن لربنا نخلى مكان لربنا اذا كان ربنا اشتغل مع ابائنا الرسل بالطريقة دي وجردهم من أشياء كثيرة ليدخل هو ويملك هو ويسكن هو ليعمل هواحنا كمان محتاجين حاجات كتير تفضى جوايا لاجل ان يسكن هو ويملك هو ويعمل هو ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
08 يوليو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الأول من شهر أبيب

تتضمن الحث على عمل الفضيلة الموصلـة لرتبـه أولئك الافاضل مرتبة على قول البشير : " ودعا تلاميذه الاثنى عشر واعطاهم قـوة وسلطانا علـى جميـع الشياطين وشـفاء الأمراض " ( لو ٩ : ١- ٦) . إن كان الاثنى عشر رجلا لفضل سيرتهم القوا خمـيـرة فـي قلـوب أهـل المسكونة جميعها فما بالنا نحن الذين لا يحصى عددنا لا يمكننا أن نصلح ونتلافـى الآخرين ؟ وقد كان ينبغي لنا أن نكون خميرا صالحا ونخمر ألوفا من الناس . فـان قال احدكم إن اولئك كانوا رسلا مؤيدين بالروح . أقول إنهم كانوا أولا يسيرون العالم ويتعاطون الصنائع ويتقلبون تحت تصاريف الاحوال ويشاركوننا فـي القيـام بحاجات المعيشة . ولما أهملوا أنفسهم وصيروها آنية طاهـرة بأعمالهم الصالحـة به استحقوا بذلك نوال مواهب الروح فان قلت ما هي الاعمال التي أهلتهم لنيـل هـذه المواهب ؟ أجبتك هي الإزدراء بالأموال وما يتعلق بها من التنعم والسرف والسـكر وبقية اللذات البدنية والإتضاع وإنسحاق القلب والروح وعـدم الصلـف والكبريـاء وبقية أنواع الفضائل . وإن قلت إن اولئم كانوا يصنعون الآيات فليس لنا أن نتشـبهم . أجبتك إلى متى نتعلل بالمعجزات ونجعلها سبباً لإهمالنا ؟ وكيف لا ننظر إلـى الذين أخرجوا الشياطين باسم ربنا ثم عثروا بحجر الاضطجاع والافتخار فسقطوا إلى قاع الرذيلة وعوقبوا عقاباً شديداً . وإذا كان هؤلاء صنعـوا المعجـزات التـي بواسطتها اجتذبوا الناس . فماذا صنع يوحنا الصابغ حتى اجتذب الكثيرين من أهـل المدن والقرى إلى معمودية الغفران ؟ وكذلك داود وأيوب وإبراهيم وإسحق ويعقوب . أية آية صنعوا حتى ظـهرت اعمالهم وأشرقت أنوار فضائلهم وجعلهم الله قدوة للمقتدين ؟ أمـا تـعلـم يـاهذا أن التماس ظهور الآيات قد جلب على كثيرين ضرراً عظيماً . كما فعل سيمون الساحر الذي طلب أن يتبع سيدنا ليستفيد عمل الآيات . فقال له : للثعـالب أوجـرة ولطيـور السماء أوكار وابن البشر ليس له موضع يسند اليه رأسه . وأمثال هـؤلاء يطلبـون عمل الآيات بعضهم لتحصيل المال وبعضهم لإكتساب المجد الباطل فقط . ولكـن الاهتمام بالسيرة الفاضلة والاجتهاد في عمل الصالحات هو الذي يريـده الله منـا . ولذلك قال : ليرى الناس أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات . ولم يقلى : ليروا آياتكم لأن الفاضل السيرة يخلص أنفس كثيرين . بعضهم بتعاليمـه وبعضـهم بالاقتداء بسيرته . وبعضهم بطلب التشبه بفضيلته . ولست أعنى بالسيرة الفاضلـة أن تصوم دائماً وتفرش تحتك الرماد وتلبس مسوح الشعر . بل الفاضل السيرة هـو ذاك الذي يزهد في جمع الاموال ويطعم الجائع ويكسو العريان ويحب جميع خليقـة الله ويبتعد عن الغضب ويتجنب الحسد . ولا يبغض ولا يكذب ولا يسرق ولا يفعل مـا يخالف الناموس لان الذي يسير هذه السيرة يقهر الشيطان عدوه . وقهره إيـاه هـو عمل كل عجيبة لان الشيطان قد قهر ألوف ألوف مـن النـاس واستولى عليـهم بسلطانه . فاذا أنت بارزته في ميدان الحرب وظهرت منـك لوائـح الغلبـة عليـه وطعنته برمحك فألقيته إلى الأرض . وسلبت سيفه وكسرت ترسه وشدخت رأسـه وهزمت عسكره واخذت تاج الظفر ولبست إكليل الغلبة . وأي فخر يكـون كفخـرك وأي آية تشبه أيتك هذه العظيمة ؟ القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
07 يوليو 2023

مائة درس وعظة ( ٢١ )

"أعطني قلباً فهيما الحكمة" من هو حكيـم وعـالـم بينكم ، فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة( يع 13 : 3 ) . الإنسان الحكيم هو الإنسان الذي يتكلم بمهارة ويتصرف بفطنة وكل أموره موزونة .الحكمة هي ثمرة لحياة الإنسان واقترابه من الله ، فالإنسان المشغول بالعالم والحياة الأرضية لا يستطيع أن يتعلم حكمة سليمان الحكيم اختار الحكمة من بين المال والجاه والسلطان والعظمة ، فطلب أن يعطيه الله قلبا فهيما يخدم به شعبه . أولا : تعريفات الحكمة ۱- ثمرة: الحكمة ثمرة من ثمار الاقتراب من المسيح له المجد. ۲- علامة: الحكمة علامة من علامات النجاح الروحي ، مثل يوسف الصديق الذي تصرف بحكمة في أيام المجـاعـات وكـان الرب مع يوسف فكان رجـلا نـاجـحـا ( تك ٢:٢٩ ) . ۳- بركة: الحكمة بركة لحياة الإنسان ، تتذكر أبيجايل زوجة نابال الكرملى امرأة حكيمة حفظت بيتها من الدمار وحفظت داود من الانتقام لنفسه ( ۱ صم ٢٥ ) "إذا كان الكلام من اجل الله فهو جيد ،وإذا كان الصمت من اجل الله فهو جيد وإما أن تختار وقتا للكلام ووقتا للصمت فهذه هي الحكمة "( أحد الأباء ) الحكمة غير مرتبطة بالسن .. نرى في قصة أيوب أن الشاب اليهو كان أكثرهم حكمة ، وهو من أرشد أيوب إلى خطئه. ثانيا : - أنواع الحكمة "في رسالة بعقوب اصحاح ۳ يمیز بین نوعين من الحكمة 1- الحكمة الحقيقية وهي النازلة من عند الله للتمييز بين الخير والشر ، وهي حكمة سماوية وروحية وإلهية لذلك يقول الكتاب : كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام ، ( مت ١٦:١٠ ) ، أي مزيج بين بساطة الحمام وحكمة الحيات فالبساطة بدون حكمة هي شكل من أشكال السذاجة ، والحكمة بدون بساطة هي شكل من أشكال المكر أو الخبث ، لذلك يحتاج الإنسان أن يكون عنده هذه وتلك ، أي بساطة الحمام وحكمة الحيات. ٢- الحكمة الباطلة مثل حكمة الحيات ، وهي ليست نازلة من فوق ، وتتصف بثلاث صفات أرضية - نفسانية - شيطانية . ٣- الإفراز والتمييز تفاح من ذهب في مصنوغ من فضة ، كلمة مقولة في محلها » ( أم ٢٥: ١١ ) ، هذا المنظر الجميل يمثل الإنسان الذي يستخدم الحكمة في كلامه. بعض الأمثلة أ- في تاريخ باباوات كنيستنا البابا بطرس الجاولي ال ۱۰۹ عندما جاء عرض عن طريق القنصل الروسي من قيصر روسيا لحماية الأقلية ( الأقباط في مصر ، اجابه أبونا البطريرك هل قيصر روسيا إنسان أجابه : نعم إنسان مثل كل البشر ، فسأله : هل يعيش ثم يموت ؟ أجاب : نعم فـرد البطريرك : « نحيا في حمي ملك لا يموت .. فمضى القنصل دون أن ينطق بكلمة ب- قصة اسطورية احد الملوك حلم أن آسنانه كلها قد خلعت ، وفسر له مفسرو الأحلام أن هذا يعني أن كل عائلته تموت . فعندما سأل المفسرين من معنى الحلم وكان عندما يسمع الإجابة من المفسر كان يأمر بقتله ، إلى أن أتى أحد المفسرين الحكماء وقال له عشت أيها الملك سوف تعيش طويلا جدا بحيث أنك تكون أخر واحد في عائلتك تموت. ثالثاً : - طريق الحكمة:- 1- المرجعية أن تكون لك مرجعية أو مرشد ، وصدق قول الحكيم : « الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر وليس المقصـود بالرشد أن يكون إنسانا فقط « طريق الجاهل مستقيم في عينيه ، أما سامع المشورة فهو حكيم » ( أم ١٢ : ١٥) إذا ما هي المرجعية التي تستند عليها ؟ 1- الكتاب المقدس ب المرشدين الروحيين ج- قراءاتك وثقافتك ٢- التروي "صنع الكل حسنا في وقته"( جا١١:٣ ) . أ- كن مدققاً في كل كلمة تخرج من فمك . الكلمة التي تخرج منا لا يمكن أن تعود ، وإنما تأتي علينا أثارها السلبية أو الإيجابية ، لذلك قال داود النبي : « ضع يارب حافظاً لفمي ، وبابا حصينا لشفتي ( مز ٣:١٤١ ) . ب- السرعة ضارة في كل شيء ما عدا شيء واحد وهو توبة الإنسان. ج- يا بني ، احرص على الزمان واحتفظ من الشر » ( سيراخ ٤ : ٢٣ ) ، الزمن يعلم الإنسان كثيرا ويجعله أكثر حكمة . ٣- الوسطية: الطريق الوسطي خلصت كثيرون ( أحد الأباء ) فالإنسان الحكيم لا يعرف التطرف پای صورة ، فدائما هو متوازن.
المزيد
06 يوليو 2023

شخصيات الكتاب المقدس أستاخيس الرسول

إستاخيس: إسم يونانى معناه سنبلة قمح (رو16: 9). استاخيس خدم في رومية، نال إكليل الشهادة رو 16: 9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى استاخيس حبيبي. اسم يونانى معناه (سنبلة قمح) كان هذا القديس احد السبعين رسولا وقد خدم فى مدينة رومية وقد ارسل اليه القديس بولس سلامة وقد كان من احباء الرسول بولس: سلموا على اوربانوس العامل معنا فى المسيح وعلى استاخيس حبيبى (رو 16: 9). بشر وكرز هذا الرسول فى مدينة روميه وبعد ان اكمل الرب سعيه المبارك وجهادة الحسن نال اكليل الشهادة.
المزيد
05 يوليو 2023

الخادم الروحي

هناك سؤال يجول في نفس وفي أعماقي أحقًا نحن خدام؟ سهل أن يرتئي الواحد منا فوق ما ينبغي (رو3:12) ويظن أنه خادم الله!! بينما الخدمة في أعماقها الروحية لها مقاييس عالية، ربما نحن لم نصل إليها أو ربما نكون قد بدأنا كخدام روحيين، ولكننا لم نحتفظ بهذا الطابع طول الطريق فلنبحث إذن معًا من هو الخادم؟ الخادم الروحي هو لحن جميل في سمع الكنيسة، وأيقونة طاهرة يتبارَك بها كل من يراها وهو سلّم يصل إلى السماء دائمًا، يصعد عليه تلاميذه إلى فوق هو جسر ينقل غيره من شاطئ العالميات إلى شاطئ الروحيات، أو ينقلهم من الزمن إلى الأبديةهو صوت الله إلى الناس وليس صوتًا بشريًا، بل هو فم يتكلم منه الله، ينتقل إلى الناس كلمة الله. الخادم الروحي هو نعمة إلهية أرسلت من السماء إلى الأرض هو زيارة من زيارات النعمة، يفتقد بها إلهه بعضًا من شعبه يقدم لهم مذاقة الملكوت وطعم الحياة الحقيقية. الخادم الروحي هو إنجيل متجسد، أو هو كنيسة متحركة هو صورة الله أمام تلاميذه هو نموذج للمثل العليا، وقدوة للعمل الصالح، ووسيلة إيضاح لكل الفضائل. الخادم الروحي يشعر بالدوام أنه في حضرة الله وتكون الخدمة بالنسبة إليه كمذبح مقدس، وعمله فيها رائحة بخور مهمة الخادم الروحي هي إدخال الله في الخدمة وهو يردد في قلبه قول المرتل في المزمور "إن لم يبني الرب البيت، فباطلًا تعب البناءون" (مز1:126) . الخادم الروحي له باستمرار شعور الانسحاق وعدم الاستحقاق يشعر أنه فوق مستواه أن يعمل على إعداد قديسين، وأن يهيئ للرب شعبًا مبررًا (لو7:1)، مدركًا تمامًا أن تخليص النفوس البشرية أمر أعلى منه إنه عمل الله وإن اشتراكه مع الله في العمل، وشركته مع الروح القدس في بناء الملكوت وفي تطهير القلوب، كلها أمور لا يستحقها ولكنه على الرغم من شعوره بعدم الاستحقاق، فلا يهرب من الخدمة، بل يدفعه هذا الشعور إلى مزيد من الصلاة، حيث يقول للرب باستمرار هذه الخدمة يا رب هي عملك وليس عملي وأنت لابد ستعمل بي أو بغيري وأنا مجرد متفرج أتأمل عملك وأفرح وأسر (يو29:3) حقًا "ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي شيئًا لكن الله الذي ينمي" (1كو7:3) فأعمل يا رب عملك، وفرّح قلوب أولادك ولا تمنع عنهم نعمة روحك القدوس بسبب أخطائي أو ضعفاتي أو تقصيري وهكذا بلجاجته في الطلب، ينال الخادم نعمة من الله وعندما تنجح الخدمة، يعطي مجدًا للرب الذي عمل العمل كله الخادم الروحي هو باستمرار رجل صلاة بالصلاة يخدم أولاده وبالصلاة يحل مشاكل الخدمة وتكون الصلاة بالنسبة إليه كالنفس الداخل والخارج، كما قال الآباء بعض الخدام يظنون أن غاية الإخلاص للخدمة، هي أن يعملوا أما الخادم الروحي فيرى أن غاية الإتقان هي أن يعمل الله ليس معنى هذا أن يكسل ولا يعمل!! كلا، بل هو يعمل بكل جد وبكل بذل، ولكن ليس هو، بل الله الذي يعمل فيه كما قال القديس بولس الرسول "لكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي" (1كو10:15) وكما قال أيضًا "لكي أحيا لا أنا، بل المسيح الذي يحيا فيّ" (غل20:2). الخادم الروحي هو شعلة متقدة بالنار هو غيرة ملتهبة لخلاص النفس يقول مع داود النبي "لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي لعيني نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا إلى أن أجد موضعًا للرب (في قلب كل أحد) (مز131). الخادم الروحي هو رائحة المسيح الذكية (2ك 15:2) يشتم منه الناس رائحة المسيح، لأنه رسالته المقروءة من جميع الناس هو محرقة رائحة سرور للرب (لا1)، تشتعل فيها النار الإلهية، نار تتقد ولا تطفأ، حتى تحولها إلى رماد. صفات الخادم الروحي 1- الخادم الروحي هو حركة دائبة دائمة متجهة نحو الله أو هو حركة داخل قلب الله، بسبب حركة إلهية داخل قلبه إن يتعب دائمًا لأجل راحة الآخرين وراحته الحقيقية في أن يوصل كل إنسان إلى قلب الله هو شمعة تنير لكل من هو في مجال نورها وقد تذوب حرارة وحبًا لكي يستضئ الناس بها، ولكي يتحقق قول الرب "أنتم نور العالم" (مت14:5). 2- الخادم الروحي هو إنسان دائم الصراع مع الله يجاهد مع الثالوث القدوس، من أجل نفسه ومن أجل الناس لكي يأخذ منه وعدًا لأجل المخدومين، حتى تصير أنفسهم ناجحة (3يو2) ومقبولة أمام الله.. 3- الخادم الروحي هو روح، وليس مجرد عقل. ليس مجرد مدرس، ولا مجرد حامل معلومات ينقلها إلى الناس بل هو روح كبيرة اتحدت مع الله، واختبرت الحياة معه، وذاقت ما أطيب الرب وتريد أن تنقل هذه الحياة إلى غيرها تنقلها بالمشاعر، بالمثال الحي، بالقدوة الصالحة، بالصلاة والابتهال لأجل المخدومين إنه لا يلقي دروسًا، بل هو نفسه الدرس إنه العظة قبل أن يكون واعظًا.. إنه يدرك أن تحضير الدرس أو العظة ليس مجرد تحضير المعلومات، إنما هو تحضير ذاته، لتكون صالحة لعمل الروح فيه.. يذكر باستمرار قول الرب "من أجلهم أقدس أنا ذاتي، لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو19:17) ويضع أمامه العبارة التي قالها القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا" (1 تي16:4). 4- الخادم الروحي لا يتحاج تلاميذه إلى افتقاد: لأنهم من تلقاء ذاتهم يشتهون درسه اشتهاء. وعندما يرونه في الكنيسة، يكونون كمن وجد غنائم كثيرة أنهم ينتفعون من منظره ومن معاملاته، كما ينتفعون من كلامه وربما أكثر كما أنه يستطيع أن يربطهم بالحب برباط قوي يجذبهم بشدة إلى الله وإلى الكنيسة. إن درسه شهوة لنفوسهم ولأرواحهم ولقلوبهم ولعقولهم. 5- الخادم الروحي يحب تلاميذه، ويحب خلاص نفوسهم محبته لهم هي جزء من محبته لله وملكوته. وهو يحبهم كما أحب المسيح تلاميذه وقيل عنه إنه "أحب خاصته الذي في العالم. أحب حتى المنتهى" (يو1:13) الخادم الروحي يحب الله من كل قلبه ويريد أن تلاميذه يحبون الله مثله فإن أحبوا الله تزداد محبته لهم إعجابًا بروحهم وإن سقط بعضهم، تزداد محبته لهم إشفاقًا عليهم وسعيًا لإنقاذهم وبهذا الحب كله، يعطيهم صورة مشرقة عن الدين وعن الله. 6- الخادم الروحي، أولاده روحيون مثله: لأنه يربيهم في حياة الروح، فيكونون على شبه ومثاله وعلى نفس القياس: الخادم الاجتماعي أولاده اجتماعيين والخادم العقلاني الذي لا يهتم إلا بالعِلم، يكون أولاده مجرد كتب تحمل معلومات ما أصدق قول الكتاب في قصة الخليقة، إن الله خلق "شجرًا ذا ثمر، يعمل ثمرًا كجنسه شجرًا يعلم ثمرًا، بذره فيه كجنسه" (تك11:1، 12) إن كان الأمر هكذا، فلنحترس نحن كيف نكون.. لأنه على شبهنا ومثالنا سيكون أولادنا. 7- الخادم الروحي يشعر أن أولاده أمانه في عنقه: سيعطي عنهم حسابًا أمام الله في يوم الدين. أنهم أولاد الله وقد تركهم في يديه ليقوم بخدمتهم "ويعطيهم طعامهم في حينه" (لو42:12) لذلك هو يعمل على الدوام بخوف الله، شاعرًا بمسئوليته أريد من كل خادم أن يسأل نفسه عن ثلاثة أمور روحانية خدمته، وروحانية حياته، وروحانية أولاده روحانية حياته من أجل أبديته وخلاص نفسه، وبسبب تأثير حياته على مخدوميه. وروحانية خدمته حتى تكون ذات تأثير مثمر في إيجاد جيل روحاني أما عن روحانية أولاده فتحتاج منه إلى جهد وصبر وطول أناة. 8- الخادم الروحي يطيل باله جدًا، حتى تنبت بذوره وتنمو: وحتى تخضر وتزهر وتثمر ولا يضيق صدره ولا ييأس إن تأخر إنباتها أو إثمارها إنما يجاهد على قدر ما يستطيع، ويشرك الله معه، ويضع أمامه قول الرسول "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضفعاء" (رو1:15) إن بعض النفوس لا تعطي ثمرًا سريعًا وبعضها لا يستطيع أن يتخلص من أخطائه بسرعة وهؤلاء وأولئك يحتاجون إلى من يطيل روحه عليهم حتى يخلصوا كما يطيل الله أناته علينا، ليقتادنا إلى التوبة (رو4:2) قال القديس يوحنا ذهبي الفم إن كان الجنين الجسدي يحتاج إلى شهور طويلة إلى أن يتكامل نموه ويخرج، فلنصبر إذن على الجنين الروحي حتى يكمل نموه. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
04 يوليو 2023

القديس بطرس، رسول الرجاء

رسول الرجاء ان حياة القديس بطرس الرسول شاهد حي على نعمة الله المغيرة والقادرة على تغيير رجل عادى من عامة الشعب بلا مؤهلات دراسية او منصب مرموق ، له أخطائه وتهوره واندفاعه وطيبة قلبه ، عندما سلم حياته للتلمذة على يد النجار الأعظم ، حوله الى رسول ورابح للنفوس الى ملكوت الله السماوي . انه شهادة حيه لعمل النعمة التى أنتشلته من الضعف والأنكار والحزن فى لحظات الضعف ليرده المخلص الذى طلب من الأب السماوى لكي لا يفنى إيمانه . لقد أختبر القديس بطرس قوة الرجاء الغافرة للخطايا من أجل هذا كتب يقول لنا {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم . انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة. لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح و الكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح}( ابط 3:1-7). نعم انه رسول الرجاء للخطاة والأمل لمن تعثروا فى الطريق، والإيمان لمن جاء عليه زمان ضعف وأنكر مخلصه ، انه الرسول الداعى للقداسة لمن عاشوا فى وحل الخطية ، والمبشر بالإيمان والثقة بالله لكل نفس بشرية تعرضت للفشل والأحباط مراراً كثيرة . صياد السمك يتكل على الله وتتغير من حوله الظروف الجوية ويكتسب رزقه يوما بيوم ولا يملك الا القليل. وقد ترك حتى القليل الذي يملكه ليخدم ويتتلمذ على المعلم الصالح، وربح نفسه والجوهرة الكثيرة الثمن "الإيمان " الذى يصنع المعجزات ويقيم الأموات ويجعل الجاهل حكيم والخاطئ قديس . كما راينا فى حديثه مع الشحاذ الأعرج المقعد عند باب الجميل {فتفرس فيه بطرس مع يوحنا وقال انظر إلينا، فلاحظهما منتظرًا أن يأخذ منهما شيء}(أع 3: 4).. لقد قدم له الشيء الذي لا يملكه آخر، وهو أعظم شيء يمكن أن يقدم للإنسان البائس على الأرض {فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وأمش. وأمسكه بيده اليمنى وأقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه، فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله} (أع 3: 6-8) كان اسم المسيح عند بطرس أعظم وأجل وأمجد من كل كنوز العالم، وقد قدمه للرجل المريض فشفاه، وأعطاه الرجاء في حياة حرة كريمة نافعة. وأعطاه أكثر من ذلك إيمانًا قويًا بسر الحياة في الاسم العجيب المبارك اسم المسيح. وما أحوج عالمنا اليوم الى من يشفى عجزه وحاجته وضعف إيمانه بالله . كان بطرس ممتلئا من العواطف البشرية ويعلن عنها فى مواقف حياته ولا يخبائها ، أليس هو الصارخ في إحدى المناسبات: {أخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطيء}(لو 5: 8) وفي قيصرية فيلبس عندما تكلم السيد المسيح عن الآمه وصلبه {فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً حاشاك يارب لا يكون لك هذا} (مت 16: 22). بل قال {إني أضع نفسي عنك} (يو 13: 37). وعندما خرج في تلك الليلة الرهيبة يوم ان أنكر معرفته بسيده {بكي بكاء مرًا} (لو 22: 62). وأكثر من ذلك كان يملك قوة إرادة هائلة، لقد ترك كل شيء ليتبع المسيح، وترك القارب ليمشي إليه على الماء ، وتجرأ على أن يحتج على المسيح علنًا، وجرد سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة ، ان الفحم الهش الذي يسهل أن تتفكك عناصره يتحول إلى الماس الصلب الصلد الثمين، والذي يعتبر من أقوى العناصر تماسكًا وصلادة، إنهم يقولون إن السبب يرجع إلى وقوع الفحم تحت ضغط وحرارة شديدين، وقد أمكن للإنسان على هذا الأساس أن يصنع الماس الصناعى من الفحم الأسود! وان كان الأمر في الطبيعة هكذا ، فإن نعمة الله الغنية التي للفخاري العظيم، تغيير من وعائنا الفاسد ليعيد صنعه من جديد اناءاَ للكرامة والمجد عندما يخضع للثقل والتهذيب . لقد منح السيد المسيح للقديس بطرس الثقة ، قبل أن يؤمن به ، وقد يكون هذا التعبير غريبًا، ولكنها الحقيقة الواقعة. نحن نؤمن بالسيد لأنه هو وضع ثقته فينا وانتظر منا ثمر الحياة الجديدة التي وهبنا إياها، كان المسيح قد نظر إلى بطرس وراي فيه اناءاً مختاراً . انها حكمة الله المشجعة لنا وهي التي ترى فينا الإمكانيات التي قد لا يراها فينا الناس أو لا نراها نحن في أنفسنا، ومن الواضح أن السيد وثق ببطرس، في وقت فقد فيه بطرس الثقة بنفسه حتى أوشك على الضياع: {طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك} (لو 22: 32). عندما قال مدرس أديسون له : " انت كالبيض الفاسد لن تفيد شئيا واخرجه من المدرسة " كانت أم توماس أديسون مؤمنة بقدرة ابنها، ورفضت رأى المدرس في ولدها العبقري، الذي أصبح من أعظم عباقرة الأمريكيين في الاختراع والصناعة. قد يفقد الإنسان الثقة في نفسه ، وقد يفقدها فيه الناس جميعًا، لكن هناك واحدًا عظيمًا لم يفقد الثقة في عودتنا إليه ويعمل على رجوعنا اليه ويخلق فينا الإنسان الجديد الذى يتجدد يوماً فيوم على صورة خالقه. انه راعى نفوسنا ومخلصها الصالح الذي بذل ذاته على الصليب من أجل خلاصنا. إن الإيمان يرفع الإنسان فوق نفسه إلى أعلى درجات النجاح ويفجر فيه الطاقات الساكنة ، ويفجر فيه قوى غير مألوفة للبشر، وهذا ما حدث مع بطرس بالذات، عندما فعل شيئًا من المستحيل أن يفعله مخلوق بشري غيره، لقد رأى المسيح ماشيًا على الماء، وكان المنظر أمامه مثيرًا وعجيبًا ومذهلا، فلماذا لا يفعل مثلما فعل سيده، ولماذا لا يرتفع بمعونة سيده، وعلى مثاله، ليفعل الشيء الذي لا يجرؤ آخر على تقليده ومحاكاته؟ ورغم تعثر بطرس فوق الماء، إلا أن الإيمان بالمسيح علمه أن يكون محاكيًا للسيد ومقلدًا له، ويكفي أن نذكر أنه كان مع سيده عند إقامة ابنة يايرس وأنه دخل إلى غرفة الصغيرة مع يعقوب ويوحنا وأبويهما، ورأى المسيح وهو يمد يده ليقول لها {طليثا قومي} (مر 5: 41) ومرت سنوات على هذا المشهد الذي ترك أثره العميق في نفسه، ودعى هو إلى يافا ليرى مشهدًا مماثلاً، لفتاة قد ماتت، وهي تلميذة للرب، وإذا به يفعل ذات الشيء مع فارق وحيد أنه جثا على ركبتيه، لأنه أقل من سيده العظيم ثم التفت إلى الجسد وقال: {فقام بطرس و جاء معهما فلما وصل صعدوا به الى العلية فوقفت لديه جميع الارامل يبكين ويرين اقمصة و ثيابا مما كانت تعمل غزالة و هي معهن. فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت الى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما ابصرت بطرس جلست. } (أع 9: 39،40). إن مجد الإيمان المسيحي هو إضافة شخص السيد إلينا، أو بتعبير أصح وأصدق، هو إضافتنا نحن إلى شخص السيد لتجعلنا نعمل المعجزات باسمه القدوس. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
03 يوليو 2023

الخادم وعلاج الإحباط

كمـا ذكرنا أن أسبـاب الإحباط متداخلة ومتشابكـة ونادراً ما ينجو منها أحد ولكـن مـا نـود أن نركز عليه هو كيف نجعل جميع هـذه الإحباطات تدعو الخادم بالأكثر أن يئن متوجعاً يارب لا تتركني يناجـى ويعاتب قائلا تعبنا الليل كلـه ولم نمسك شيئاً يا معلم أما يهمك أن نهلك ؟؟؟ أحبائـي يـجـب أن ندرك أنـه قد يسمـح الله لنا بالفشل لنفرط في تدابيرنا وإمكانياتنا وندرك أننا بدونه لا نستطيع أن نفعل شيء.لابد أن ندرك أن حجم الضعـف والإحباط والفشل في حياتنا وفي خدمتنا هو نفسه حجم إحتياجنا للصلاة في حياتنا وخدمتنا .كثيراً ما تجـد المخدومين منصرفين عـن الإهتمامـات الروحية ولا يحتملـون التعليم الصحيح فلا يجعلك هذا تتراجع أو تسكت ولنتذكر معلمنا بولس الرسول حين ذهـب إلى مدينة كورنثوس ووجد جماعة من اليهود يرفضونه ويقاومون ويجدفون نفض ثيابه وقال لهم" دمكم على رؤوسكم! أنا بريء. من الآن أذهب إلى الأمم فقال الرب لبولس برؤيا في الليل لا تخف، بل تكلم ولا تسكت، لأني أنا معك، ولا يقـع بـك أحد ليؤذيك، لأن لي شعبا كثيرا في هذه المدينة».( أع ١٨)ورغـم عظمة القديس بولس إلا أنه عانى من شعور الخادم بالرفض وعدم القبول بل وقالوا عنه هذا المهذار وكثرة الكتب حولتك للهذيان وفي كل هـذا كان الله يسند ويشجع ويقوى بولس بنعمة وافرة جداً كانت تلهيه عن أي إحباطات أحبائي الخدمة هي عمل الله وما نحن إلا أدوات وشهود على عمله قد يكون الإحباط جزء من تدبير إلهي لنعترف بفضل الله وننسب النجاح اليه ولابد أن نضع التحديات في توقعاتنا لئلا يصيبنا روح الفشل عند مواجهتها لأن الله لم يعطنـا روح الفشل بل روح القوة علينا أن نصمت في ثقة أنه سيأتي إتياناً وإن تأخر. فكيـف لشخص محبـط أن يفرح من حولـه أو يدعو لجهـاد أو يجذب نفوس أو يهب رجاء أو يشدد متراخين ولنلق بخبزنا على وجه المياه ونثق أننا سنجده بعد أيام كثيرة ولنتمسك بالرجـاء والإنتظـار الواثق لوعود الله مهمـا كان الظلام منتشراً لأن ساعات الظلمة لن تدوم وأن الفجر لابد مشرق وأن الشمس خلـف الغيمة فهو صاحب مفتاح الأبـواب المغلقة الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح لنتواضع تحت يد الله ونتعلم أن نردد وإن كانت آثامنا تشهد علينا فاعمل من أجل إسمك. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل