المقالات

17 يناير 2022

الأرض التي صارت سماء

إن السماء هي مكان وجود الله وحوله الملائكة.عندما سكن ربنا يسوع المذود الحقير، اشتهت الملائكة أن تعيش فيه أفضل من كل قصور العالم، فتحول المزود الأرضي الحقير إلى سماء تسبح فيه الملائكة قائلة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". فحيث سكن يسوع وأمه تعيش الملائكة وحيث لا يسكن يسوع فهناك الشر. إذا ما هو الشر؟ ليس هناك شر في حياة الإنسان أكثر من أن يترك الإنسان إلهه ويتكل على ذاته فيتحول إلى أرض بلا إله وبلا تسبيح ملائكة. وعلى العكس فإن اللحظة التي يسكن الله فيها في مذود حياة الإنسان الخرب، تتبدد كل خطية، ويزول الشر ويحل السلام ويسمع التسبيح. من أجل هذا تجسد الرب يسوع ليكون فينا فنحيا لا نحن بل هو يحيا فينا. جميع الديانات السابقة كانت تعتمد على وصايا الله لإنسان وتأمر الإنسان أن يتخلى عن شره ولكنها فشلت، ولكن المسيحية تعتمد على وجود الله في حياة الإنسان فيتبدد الشر ويحيا الله في الإنسان ويحيا الإنسان بالله. من أجل هذا تجسد ربنا يسوع. إذا ما هو سر سقوطي وهزيمتي المتكررة؟!! إن سر سقوط الإنسان هو في اتكاله على ذاته وتركه الله- وحيث لا يوجد يسوع توجد الخطيئة. إن إهمال الصلاة والتأمل في كلمة الله وحياة التسليم وإهمال التناول ووسائط النعمة هي أساس السقوط في أشرالخطايا، لأن إنساًنا بلا إله هو إنسان سريع السقوط. إن المذود الصغير صار مكاًنا للتسبيح المستمر من أجل هذا يا إلهي عندما أردت خلاصي قلت لي: "ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل" (لو ١ :١٨ ). ويحدثنا التاريخ الكنسي عن القديسة يوستينه التي فشل الشيطان في إسقاطها مرات عديدة، واعترف بسر فشله بأنه كل مرة كان يذهب إليها كان يجدها قائمة تصلى. وما هي علامة القلب الطاهر الذي يسكن فيه يسوع باستمرار؟ "وهذه هي العلامة تجدون طفلا مقمطا مضطجعا في مذود".إن عنوان مسكنه هو المذود، والعلامة أنه مقمط مربوط ومضطجع فيه.إن هذه الأقمطة هي نظير الحبال التي ربطت بها على الصليب، أما اضطجاعك فهو أعماق تسليمك لمشيئة الآب على الصليب. ربي وإلهي: إن طريق السير وراءك هو أن أقمط أهوائي وشهواتي وميولي وإغراءات هذا العالم،وعواطفي الجسدية ومحبتي وكراهيتي للآخرين وطموحي المادي وفشلي وارتفاعي وسقوطي... أن أقمط ذاتي، وأضطجع معك بلا حركة في المذود... أي أحمل صليبي مبتدئًا من المذود حتى تعرفني الطريق إلى الجلجثة. أما المذود: - ١- فهو علامة المكان الذي تسكن فيه.إنك يا إلهي لا تسكن القصور الشامخة... لذلك يا نفسي تحولي بسرعة إلى مذود مداس من البهائم،إلى موضع احتقار الآخرين... احذري الكرامة لئلا يهرب يسوع. تعلمي الانسحاق والتذلل- اخفضي صوتك اخدمي أخوتك- كوني آخر الكل- لا تفتخري بالأمور العالية. يا ربي يسوع سوف لا اشتهي أن أكون غنيا ولكن اشتهي أن أكون فقيرا معدما محتقرا مرذولا... اشتهي أن أتحول إلى مذود حقير لتأتي وتسكن أنت في مع أمك القديسة العذراء. ٢- والمذود هو علامة غربتك عن العالم "إذ لم يوجد لهما موضع في المنزل".إن أردت يا نفسي أن يبقى يسوع فيك، فعيشي بلا منزل ولا مذود في العالم. فأنت لست من هذا العالم. لا تنسي يا نفسي هذا المبدأ عند يسوع لئلا تفشلي وتضلي الطريق. احذري احذري الإحساس بعدم الغربة. أخيرا يا نفسي بعد أن تتخلى عن ذاتك وتتكلي على إلهك، وتصيري مذودا لسكنى يسوع يمتليء قلبك فرحا ولسانك تهليلا لأنه حيث يسكن يسوع هناك يكون التسبيح."وظهر بغتة جمهور من الجند السماوي مسبحين الله...".يخيل إلينا أننا نقدر أن نتعلم التسبيح والصلاة من ذواتنا، ولكن هذه هبة طبيعية لوجود يسوع في حياتنا، ولوجودنا مع أم يسوع، ولوجودنا في بيت الله. إن التسبيح هو من طبيعة الملائكة التي اكتسبتها من وجودها في حضرة الله، والشيطان عندما طرد من حضرة الله فقد التسبيح وامتلأ قلبه بالحسد والغيرة والشر.فالنفس التي صارت مذودا ليسوع لابد أن تحب التسبيح والترتيل، إن النفس المتعالية يرفض يسوع السكنى فيها وتفقد هذه النفس قدرتها على التسبيح.فإن كنت يا نفسي قد فقدت الترتيل والتسبيح فاعلمي أن السر في ذلك هو عدم اتضاجعك لتكوني مذودا، وأن إحساسك بوجود الله في حياتك غير موجود. لذلك اجتهدي يا نفسي وافتحي أبواب مذود حياتك ليسكن يسوع فيه. فتتحول أرض حياتك الخربة إلى سماء ثانية يسمع فيها التسبيح. آمين. المتنيح القمص بيشوى كامل كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج
المزيد
16 يناير 2022

خادم المهارات

ظهرت في الآونة الأخيرة مجالات كثيرة نافعة لتوظيفها لمصلحة الخدمة، مثل مجالات القيادة والإدارة والمهارات البشرية وعلم المشورة وغيرها من المجالات المتعددة التي تساعد في الكثير من أمور الخدمة.ولئلا يظن البعض أن هذه المجالات لا تحمل نفعًا للكنيسة، ونتجه إلى محاربتها أو الاستغناء عنها، فنحن نتحدث عن كيفيه توجيهها التوجيه السليم، وجعلها أداة لمزيد من فاعلية الخدمة، ولكن لابد أن نضع أمام أعيننا دائمًا أن الخدمة هي عمل روحي قبل أن يكون عمل مهاري. وقد قصد مخلصنا الصالح أن يخلّص بقليل وبكثير، أن يغير بجهالة الكرازة ما عجز عنه فلاسفة العالم، لأنه مكتوب أنه سيبيد علم العلماء. فما يشكل خطرًا حقيقيًا أن نعتبر هذه المجالات كافية لنجاح الخدمة...وبلاشك هذه مجالات لها جاذبيتها وبريقها، ولكن يُخشى علي راغبيها أن يكتفوا ويفتخروا بها، ويجعلوا منها هدفًا وليست وسيلةً، ويتبارى أطرافها في المزيد منها، وقد يعتقد راغبها أنها سر نجاح الخدمة. ولأنها تغذّي النزعة الفردية والذاتية، ولأنها أحيانًا تقدم تعويضًا عن الثغرات الروحية، فنجد أنها جاذبة لكثيرين... ودليل على ذلك تجد إقبالًا على اللقاءات المهارية أكثر من اللقاءات الروحية، وتكالبًا على الكتب أو الكورسات التي تعلم المهارات أكثر من الكتب التي تشرح الإنجيل أو الليتورجيا.أحبائي: الخدمة عمل إلهي وليست حركة بشرية. والكنيسة هي الملكوت على الأرض وإن كانت في الأرض، وهي تحتضن المعرفة وتوظّفها وتسخّرها لصالح رسالتها.ويجب أن نعرف أن العالم كله نقطة داخل الكنيسة، وليست الكنيسة نقطة داخل العالم، فهي التي تشفع في الكون كله كمسئولة عنه بكل ما فيه من بشر وبحار وأنهار وينابيع وزروع وعشب وأهوية وبهائم وثمار وغيرها.فإن كان أيُّ علم أو معرفة أو مستحدثات، فهي تُستخدم لهدف الكنيسة الأعلى وهو انتشار الملكوت على الأرض، ومعرفة الابن الوحيد الذي أحبها وأسلم نفسه لأجلها، والامتلاء من الروح القدس الذي يطهّر ويصلي ويشفع في كل أعضائها.لا نريد أن نقلّل من شأن أي علم، ونقرّ أنه نافع ولكن لقليل، وننبه لخطورة الاكتفاء به. فالكنيسة ليست مؤسسة زمنية، ولا ترتكز على العلوم البشرية، ولا تكرز ولا تخبر إلّا بفضائل مَنْ دعاها من الظلمة إلى نوره العجيب. فهي تعلن ملكوت ابن محبته، وتحدّث ببرّ عريسها، وتنادي مع حزقيال النبي: «اجتَمِعوا، وتَعالَوْا، احتَشِدوا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، إلَى ذَبيحَتي الّتي أنا ذابِحُها لكُمْ» (حزقيال39: 17). لذلك علينا أن نستخدم كل علم بقيادة الروح القدس الفاعل فينا، ليوجّه كل معرفة لمجد المسيح وكنيسته... القمص أنطونيوس فهمى - كنيسة القديس جوارجيوس والأنبا أنطونيوس - محرم بك
المزيد
15 يناير 2022

«فولدت ابنها البكر» (لو2: 7)

نصت شريعة العهد القديم على تقديس الابن البكر، حسب قول الرب: «قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي» (خر13: 2)، وكانت البكورية صفة لمن يحملها مثل «نَادَابُ البِكْرُ» (عد3: 2). فالمولود الأول يُكرَّس لله، قبل أن يُعرَف إذا ما كان له إخوة بعده أم لا. أيضًا أبكار الحصاد والكروم والزيت (خر13؛ لا23: 10-14؛ 27: 26-29؛ عد15: 19-21؛ 18: 13-20؛ 19: 23)، فبتقديم البكر للرب يتقدس الكل. لقد دعا الله في حديثه مع موسى، إسرائيل: «ابْنِي الْبِكْرُ» (خر4: 22)، وأطلق على جماعة المفديين المقدسيين اسم «َكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ» (عب12: 23).التعبير اليونانيّ prwtotokoj من الكلمات الخاصة بالترجمة السبعينية للعهد القديم، إذ أنها لم تَرِد في أية نصوص يونانيّة قبلها، وقد وردت فيها حوالي130 مرة بمعنى [الابن البكر، أو الابن المولود أولًا]. وهذه الكلمة هي ترجمة للكلمة العبرية "بوكير" ومعناها "بكر" وذلك عندما تأتي لتصف بكر الإنسان أو الحيوان، وفي الجمع ”بكوريم“ ومعناها ”أبكار“ عندما تصف أبكار المزروعات.المسيح الهنا باكورة الجميع، قد وُلد من العذراء بالروح القدس، لكي يكون متقدمًا بين الجميع «بكر كل خليقة» (كو1: 15)، ليس بمفهوم أنه واحد من الخليقة، أو الأول بين إخوة عديدين، فهو المولود الأزليّ من الآب، المولود قبل أيٍّ من المخلوقات. فالعذراء ظلت عذراء لم يكن لها ابن آخَر إلاَّ ذلك الذي هو من الآب، الذي قال عنه: «أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ» (مز89: 27). فهو البكر «اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ» (كو1: 17). مكان الصدارة والسمو فوق كل خليقة مادية وغير مادية، وكمصدر ونبع الفداء. فالقديس بولس الرسول يؤكد على ذلك في رسالة العبرانيين، «مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ» (عب1: 6)، فإذا كان البكر قد دخل إلى العالم، هذا يعني أنه ليس من العالم، أي منفصل عن العالم، ليس من جهة المكان بقدر ما هو من جهة الطبيعة. فإنه يختلف عن سكان العالم في الطبيعة، ولكن دخل بأن صار إنسانًا، (أقنوم الكلمة اتخذ من أحشاء العذراء طبيعة إنسانيّة كاملة)، وبذلك –كما يقول القديس كيرلس الكبير– يُدعى بكرًا من جهة التدبير peri thj οikonomiaj لأنه من جهة ألوهيته هو الابن الوحيد فهو كلمة الآب؛ لأن ابن الله المساوي للآب، هو واحد ووحيد، ولكنه يصير بكرًا بتنازله إلى مستوى المخلوقات (القديس كيرلس الكبير، تفسير إنجيل لوقا). وهذا ما يؤكده القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته (ضد الآريوسيين 2: 62،61).النعم التي نالتها البشرية من البكر: بهذا العمل التدبيريّ، أنه صار بكرًا، نلنا نحن البنوة، فيقول القديس كيرلس أيضًا: [بسبب محبة الآب لخلائقه، قد دعا الابنُ نفسَه بكرًا لكل خليقة (1كو1: 15). فهو بكر من أجلنا نحن، حتى تصير الخليقة كلها كأنها مُطعَّمة فيه، كما في أصل جديد غير مُستهدَف للموت، فتنبت من جديد من الكائن الأزلي نفسه] (الكنز في الثالوث 25). ويضيف القديس يوحنا ذهبي الفم: [هو "البكر" ونحن إخوته. هو الوارث ونحن شركاؤه في الميراث. هو الحياة ونحن الأحياء. هو القيامة ونحن القائمون. هو النور ونحن المستنيرون. كل هذه تفيد الاتحاد ولا تترك فرصة لوجود أقل فجوة بيننا وبينه] (تفسير كورنثوس الأولى، العظة الثامنة). القمص بنيامين المحرقي
المزيد
14 يناير 2022

خِتَانُكَ يَا سَيِّدُنَا

في اليوم الثامن لميلادك، عندما تمت ثمانيه أيام على ولادتك، كان ختانك، وسُميتَ يسوع كما سمّاك الملاك قبل أن يُحبل بك في البطن ... كذلك قمت من بين الأموات في اليوم الثامن لبداية الزمن الجديد، لتعطينا الختان الروحي، بمقتضى ما أمرت به رسلك الأطهار القديسين، كي يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم، ويمنحوهم الختان الروحي في المعمودية باسم الثالوث القدوس . خُتنت ثم أبطلت طقس الختان بعد ختانك أيها الختن الحقيقي ... أعطيتنا نعمة المعمودية كي لا نختتن حسب ناموس العتيقة، بل ننضم ضمن شعب أهل بيت الله ورعيه القديسين، بختم ضمانك وحمايتك وملكيتك لنا، بين ورثة وأبناء الله المتبنين. خضعت للناموس وأكملته من أجل التدبير ومن أجل السرور الموضوع أمامك، فبدأت حياتك بسفك الدم في الختان وأكملته علي الصليب، عندما سلمت الروح وقلت (قد أكمل)؛ مبطلاً بذبيحتك جميع الذبائح الدموية ... ذبيحتك التي أعلنتها أيضًا في يوم ختانك، وفي صليبك حقًا ذبيحة طاهرة ناطقة حية ورحانية غير دموية، ذبيحة؛ ليس دم الناموس حولها ولا بر الجسد. أخذت صورة العبد صائرًا في شبه الناس، بينما أنت يا يسوع المسيح ذو الأسم المخلص، وهبتنا عهد ختان العهد الجديد، ليكون ختان الروح لا الحرف ... ختان لا يحتاج إلى أي مدح أو حكم بشري، لأنه يعتمد على الشهادة التي من فوق من عندك يا أبا الأنوار ... فبختانك انتهى طقس الختان إلى الأبد؛ وذلك بدخول المعمودية التي كان الختان رمزًا لها، وبسبب المعمودية لن نعود نمارس الختان فيما بعد، لأننا عُتقنا من ناموس الخطية والموت، إذ ليس ختانه في المسيح يسوع بل خليقة جديدة. ففي اليوم الثامن يوم التطهير ونوال ختم العهد والتأهيل للدخول في عضوية شعب الله، وهو يوم الذبيحة والتقديس والتكريس، أعطيتنا فيه الختان غير المصنوع بالأيادي، بخلع جسم خطايا البشرية ، بفعل دمك الثمين الذي بروح أزلي يطهر من الأعمال الميتة ... إنه يوم أول الأسبوع بعد انقضاء سبعة أيام، الذي صار لنا بداية جديدة بعد دورة الزمن، بانقضاء القديم وبداية عهد جديد ... وفي يومك الثامن هذا أيضًا قمت من بين الأموات؛ وفيه ظهرت للتلاميذ في أحد توما، وفيه أيضًا حل روحك القدوس على التلاميذ، ونحن أيضًا لن يمكننا أن نكون أطهارًا إلا بختان معموديتك - ( أما الحمل فروحي ، وأما السكين فعقلية وغير جسمية ) - حتى نبلغ يومك الثامن في مجيئك الثاني الآتي من السموات المخوف المملوء مجدًا. بختانك يا سيدنا أخذت محلتنا لنأخذ نحن محلتك، البار عوض الأشرار؛ والقدوس بدلاً عن الأثمة ... بختانك تممت البر وأطعت إلى كمال الوصية، وفصلت بين عهد ختان الجسد بالناموس، وبين عهد ختان القلب والحواس بالمعمودية والتقديس، وتكريس الحياة بختم سيادي لا ينفكّ، وبسِمة ملوكية موسومة لا تنحل ولا تنمحي. في يوم ختانك هذا اتخذت اسمًا - ( سُمّي يسوع ) - لتكشف لنا عن هويتك الحقيقية بأنك مخلص الجميع؛ ومن يتكل عليك لا يأتي إلى الدينونة ... فلنأتِ إليك يا سيدنا من أجل عهد ونذر ختاننا، ولنختبر ونتعرف إليك من اسمك الذي اتخذته من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، فنذوق قوة اسمك الخلاصي العجيب والمملوء مجدًا، وتتجمع فينا الحواس وننطق بكرامة اسمك الحلو المبارك الذي تمجد في أفواه قديسيك الأبرار سكان الأرض .. فإسمك في كل شيء كريم ومبارك ... وهو طيب مسكوب يقدم له البخور في كل مكان، وصعيدة طاهرة القمص أثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج
المزيد
13 يناير 2022

شخصيات الكتاب المقدس زربابل

زربابل " هذه كلمة الرب إلى زربابل قائلا لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود " زك 4: 6 " مقدمة أغلب الظن أن « زربابل » عندى عاد من السبى، كانت روحه أقرب الناس إلى روح ذلك المرسل، الذي جلس مع اثنين من زملائه وقد استولى عليه اليأس العميق، إذ كان كل شئ ضدهم، وكانت الظروف المحيطة بهم لا توحى بأدنى رجاء، فالعمل قاس والصعاب جسيمة، والمعونات المنظورة لا يكاد يبين لها أثر على الإطلاق،... وصاح المرسل نحن هنا أصفار، ولا أمل لنا على الإطلاق،... وقال زميله: كلا، بل نحن هنا ألف، لو أحسنا الرؤية،... وقال الآخر ساخراً: وأين هذا الألف الذى تقول عنه!!؟... فقال. نحن حقاً ثلاثة أصفار، ولكن المسيح واحد معنا، يصنع منا ألفاً، إذا وقف إلى جانبنا كثلاثة أصفار نأتى على يمينه،كانت الصعاب فى وجه زربابل، كالجبل العظيم الشامخ الذى يسد عليه كل الطريق، بل يرده إلى ما يشبه المستحيل فى الرسالة الضخمة الموضوعة أمامه،... ولعله زفر مرات كثيرة يائسا، وتمنى ألا يتحرك من مكانه فى السبى على رأس أول مجموعة ترجع منه، فهو، على الأقل، هناك يرى الصعاب بعين الخيال دون الواقع المرير الذى يواجهه فى أورشليم، ودون المسئولية التى ألقيت على كتفيه ليحملها فى قيادة الأمة، وبناء الهيكل،.. وإذا بكلمة اللّه تأتى إليه، وتؤكد المعونة التى التى حسبها تتخلى عنه - بين حجرى الأساس والزاوية أو - فى لغة أخرى - بين ابتداء العمل ونهايته،... وانتصبت روح الرجل البائس وانتصبت معه كل روح تواجه عمل اللّه الجبار فى كل العصور، وهى تسمع كلمة الرب يسوع المسيح وهو يقول لتلاميذه: « ليكن لكم إيمان باللّه لأنى الحق أقول لكم إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح فى البحر ولا يشك فى قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له » " مر 11: 22 و23 "ولعلنا بعد ذلك يمكن أن نتابع قصة زربابل فيما يلى: زربابل والعمل الجبار لم يعد المسبيون من السبى دفعة واحدة إلى أورشليم، بل انقضت خمسون سنة تقريباً بين الفوج الأول والفوج الثانى من العائدين، فعندما أذن لهم كورش الفارسى بالرحيل، رجع نحو خمسين ألفا منهم تحت قيادة زربابل عام 536 ق.م. ومن الملاحظ أن المسبين لم يكن شغلهم الشاغل عند عودتهم، هو بناء بيوتهم ودورهم، أو غرس كرومهم وحدائقهم، بل كان أولا وقبل كل شئ بناء مذبح اللّه، أو بمعنى آخر، إن التفكير الدينى عندهم كان سابقاً على التفكير الاقتصادى أو الاجتماعى أو السياسى، وقد بدأوا فى إقامة المذبح حال وصولهم، وقدموا التقدمات والمحرقات، وعيدوا الأعياد وحافظوا على الطقوس والفرائض التى أمر بها موسى وفى العام التالى وضعوا أساس هيكل اللّه وتاريخ زربابل يرتبط أولا وقبل كل شئ ببناء الهيكل، ونحن لا نسمع عنه، كقائد لأمته وشعبه، أية أفكار أو ميول أو اتجاهات أو إصلاحات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولكننا نسمع فقط عن علاقته بهيكل أورشليم واهتمامه ببنائه وإعادة العبادة فيه. ولعل قصة السبى نفسها كانت أعمق المواعظ فى نفسه، وأبعدها أثراً،... فالسبى لم يحدث للشعب بسبب أحداث أو حوادث سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية - كضعف البلاد أو قلة سكانها أو عدم تسلحها أو ما إلى ذلك من الأسباب التى قد تكون هناك ويؤمن العالم أنها السر الأول والأخير فى انهيار المالك وسقوطها وزوالها - لكن السبب - على الدوام - أعمق كثيراً من ذلك، فهو الخطية والبعد عن اللّه، وستسقط أعظم الممالك وأقواها، يوم تبتعد عن السيد، أو تنحرف نحو الآثم والخطية.. كلنا يعلم من هو أرثر بلفور السياسى الانجليزى المشهور، صاحب وعد بلفور،... لقد ألقى هذا الرجل ذات يوم فى جامعة أدنبرة محاضرة عن « القيم الأدبية التى تعمل على توحيد الجنس البشرى » وكان بين المستمعين طالب يابانى، أخذ ينصت بكل إصغاء وتأمل إلى المحاضر، كما كان يدون فى مفكرته كل ما يسترعى انتباهه من النقط الرئيسية البارزة فى المحاضرة،... وبعد أن انتهى بلفور من إلقاء محاضرته، دوت القاعة بتصفيق حاد، إعجاباً بالمحاضر الذى تحدث فى إسهاب ودقة عن الروابط المختلفة التى تربط العالم، والمصالح المتشابكة فيه، كالعلم والتجارة والصناعة، وما أشبه وبعد فترة من الصمت وقف المشرف على الاجتماع ليشكر المحاضر على محاضراته، ولكنه قبل أن ينطق بكلمة واحدة وقف الشاب اليابانى، وصاح بصوت واضح مسموع. ولكن يامستر بلفور... أين يسوع المسيح!!؟ وران على القاعدة صمت بليغ، حتى ليسمع فيها وقع سقوط الإبرة، إذ كانت العبارة شديدة الوقوع على الجميع، وعلى مستر بلفور أيضاً، إذ كيف لا يشير رجل لعب دوراً هاماً فى تاريخ الإمبراطورية البريطانية، التى قيل إن الشمس لا تغرب عن ممتلكاتها، إلى المسيح كالركن الأعظم والأول فى بناء الجنس البشرى؟!،.. لم يعش بلفور، ليرى كيف تقلصت بريطانيا، وهوت من مجدها العظيم، رغم قوتها وثرائها وسيطرتها، لأنها أهملت الاتجاه الدينى الذى ساد فى أعظم وأزهى عصورها!!.. كان الهيكل أهم شئ فى أورشليم بالنسبة للأمة، فى حاضرها ومستقبلها وكان على المسبين جميعاً، الذين عادوا من السبى، أن يدركوا هذه الحقيقة، ولا يتغافلوا عنها،... وقد تحدث زكريا النبى، وكان شاباً فى ذلك الوقت، فى رؤياه عنها إذ قال: «فرجع الملاك الذى كلمنى وأيقظنى كرجل أوقظ من نومه، وقال لى ماذا ترى؟ فقلت قد نظرت وإذا بمنارة كلها ذهب وكوزها على رأسها وسبعة سرج عليها وسبع أنابيب للسرج التى على رأسها وعندها زيتونتان إحداهما عن يمين الكوز والأخرى عن يساره » " زك 4: 1 - 3 ".. كان على زكريا أن يستيقظ تماماً إلى حقيقة المنارة التى تغذيها شجرتا الزيتون بالزيت، لتبقى سرجها دائماً موقدة تعطى النور... وهذا يقودنا، فى الرؤيا الممتدة، إلى السبع المنابر الذهبية فى سفر الرويا، بل يقودنا إلى المسيحية كلها كنور للعالم، وحاجة البشرية إلى هذا النور العظيم ليهديها سواء السبيل. قال الجنرال عمر برادلى الذي كان من أبرز القواد الذين ظهروا فى الحرب العالمية الثانية، ومن أكثرهم صلة باللّه، وهو ينظر بحزن إلى العالم: « عندنا كثيرون من رجال اللّه،.. ولكننا تطلعنا لبحث أسرار الذرة ونسينا الموعظة على الجبل،.. وها الإنسان يتعثر فى الظلام الروحى الدامس، وهو يعبث بأثمن أسرار الحياة والموت،... ولقد حصل العالم على نور دون حكمة، وعلى قوة دون ضمير،.. ونحن نعلم عن الحرب أكثر مما نعلم عن الحياة، وعالمنا عالم جبابرة المادة، وأطفال االمبادئ والأخلاق » وفى الحقيقة، إن السبى لم يكن مجرد عقاب من اللّه للخطية أو انتقام من شعبه، بل إنه فى الواقع، كان عدالة من اللّه تنتهى إلى الرحمة، إذ هى عدالة الأب الذي يؤدب أبناءه ليرحمهم مما يتهددهم من المآسى والتعاسات التى يمكن أن يحصدوها من وراء حماقاتهم وشرورهم وخطاياهم. ولقد حدد اللّه مدة السبى بسبعين عاماً، لابد أن يقضيها الشعب مشرداً قبل أن ينضج ويعود إلى حياة الحق والبر والقداسة والتكريس، وحذر اللّه المسبيين على لسان إرميا، من الأنبياء العرافين المدعين الكاذبين، الذين يحاولون أن يخدعوهم بالقول إن اللّه سيرجعهم سريعاً إلى بلادهم، وطلب إليهم أن يبنوا بيوتاً، ويغرسوا جنات، ويتزوجوا، ويصلوا لأجل البلاد التى هم فيها إذ أن وقتاً متسعاً لهذا كله لابد أن ينقضى قبل رجوعهم، كما بين لهم أنه سيكون رفيقاً بهم مشفقاً عليهم، إذ سيسمح لهم بألوان سعيدة فى السبى، تجيز لهم أن يفعلوا هذه كلها، وهو يقصد بذلك أن يظلوا محتفظين بإيمانهم وشجاعتهم، وقوميتهم وعقائدهم ودينهم!!... وإذا ظن البعض أن السبى شر مطلق، فإن اللّه يؤكد لهم العكس، إذ أنه سباهم لأنه يفكر فيهم ويحبهم ويقصد لهم آخرة فياضة بالسلام والرجاء، أو كما يقول إرميا: « لأنى عرفت الأفكار التى أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب، أفكار سلام لا شر، لأعطيكم آخرة ورجاء، فتدعوننى وتذهبون وتصلون إلى فأسمع لكم. وتطلبوننى فتجدوننى إذ تطلبوننى بكل قلبلكم، فأوجد لكم يقول الرب وأرد سبيكم وأجمعكم من كل الأمم ومن كل المواضع التى طردتكم إليها يقول الرب وأردكم إلى الموضع الذى سبيتكم منه ».. " إر 29: 11 - 14 " كل هذه الحقائق كانت ماثلة فى ذهن زربابل بعد عودته، فأدرك أن رسالته الأولى والأخيرة فى قيادة أمته وشعبه، هى جمع الكل حول العودة إلى اللّه والرجوع من سبى الخطية والشر،... وأن الفلاح والنجاح والسعادة جميعها، مرتبطة بمدى نجاحه فى هذا العمل!!.. زربابل والجبل العظيم لا تكاد تعرف المعنى الدقيق للأسم « زربابل »، وإن كان من المرجح عند البعض أن الاسم يعنى « زرع بابل»، وعلى أية حال، إن هذا الأسم يرتبط ببابل بمعنى مؤلم عميق،... ولعله يكشف أن زربابل، الذى خرج من بابل على رأس العائدين إلى أورشليم، لم تخرج ذكريات بابل من أعماق نفسه أو وجدانه،... لقد علق المسبيون فى بابل أعوادهم على الصفصاف، وهم يبكون عند تذكر مدينتهم الحبيبة، ويفضلون أن يلتصق لسانهم بحنكهم قبل أن يرنموا ترنيمة من ترنيمات صهيون!!.. ولعل زربابل كان يمد بصره إلى بعيد، وكلما امتدت به الرحلة مقترباً من أورشليم كلما يتطلع بشغف إلى مدينة أحلامه وروأه،... وما أن وقف على مشارف المدينة، ورأى خرابها الرهيب، حتى أطلق لنفسه العنان فى البكاء والصراخ،... لقد رأى المدينة أكواماً من تراب، ورأى بقايا أكثر رهبة وأشد هولاً، ألا وهى بقايا هيكل اللّه الذى تحول أنقاضاً وركاماً، تحكى قصة عز دارس، ومجد هوى إلى الرماد والحضيض، ولست أبالغ فى القول: إن عقدة نفسية - لابد - ملأت كيانه باليأس والعجز، وهو يرى قصة بلاده المفجعة من بين الخرائب والأنقاض،.. وهنا بدأ الجبل العظيم يلوح أمام عينيه من اللحظة الأولى، ويتمكن فى وجدانه من أول دقيقة وطأت فيها قدماه أرض أورشليم!... أخذ يقارن بين حال المسبيين فى بابل، وحالهم فى أورشليم، ولعله رأى الفارق البعيد بين الحالين، إذ كان المسبيون فى بابل أشبه بالتين الجيد أذا قورن بالباقين فى أورشليم الذين تحولوا تينا رديئاً عطنا لا يؤكل، كانو قلة مبعثرة ولا قوة لهم ولا رجاء فيهم، ومأساتهم البالغة أنهم تحولوا جماعات تسعى إلى صالحها الفردى أو البيتى، وقد ضرب الهوان عليهم من كل جانب، وهم وصوليون نفعيون، لا هم لهم إلا أن يعيشوا ويأكلوا لأنهم غداً يموتون!!... كانت حياتهم أدنى إلى حياة العبيد الذين خاض ابراهام لنكولن من أجلهم الحرب الأهلية الأمريكية، وكتب لهم وثيقة التحرير، وعندما أعلن ذلك لزعيمهم فردريك دوجلاس نهض الرجل على قدميه وقال فى تأثير عميق: لقد وهبتهم يا سيدى الحرية ولكنهم يحتاجون إلى سنوات طويلة ليتذوقوها، لأنهم إذا كانوا قد خرجوا من العبودية، فإن العبودية لم تخرج منهم بعد،.. وهذه حقيقة مؤكدة بالنسبة للشعوب المغلوبة على أمرها، والتى جعلت الإسرائيليين الخارجين من مصر يحنون إلى الكرات والثوم والجلوس عند قدور اللحم، مفضلين إياها على الحرية التى كانوا فى الطريق إليها والأخذ بأسبابها!! كان زربابل فى أورشليم قائداً وحاكماً لشعب قليل فقير مبعثر ذليل،... وإلى جانب هذا كله، كان محاطاً بأعداء أقوياء، كل همهم القضاء على أية محاولة لإنهاض هذا الشعب أو إنها صورة العالم يحيط بالقطيع الصغير، كما تحيط جماعة الذئاب بالحملان التى لاقوة لها أو سلاح تدافع به عن نفسها!! وقد ظهر هذا بوضوح فى قصة زربابل عند بناء الهيكل، إذ أن زربابل بادر ببناء المذبح ليوقد الشعب عليه الذبائح، وعندما شرع فى بناء الهيكل وجد أمامه شعباً ضائعاً لا يكاد يقوى على البناء، ووجد أعداء أقوياء يمنعونه من البناء بالتآمر والسلاح،... وضع حجر الأساس، ولم يستطع طوال عشرين عاماً أن يتمم البناء أو يبلغ حجر الزاوية،... وانصبت الصعاب أمامه كالجبل العظيم، الذى يسد عليه السبيل إلى النجاح والصلاح. زربابل والمعونة الإلهية أغلب الظن أن زربابل كان يصبح ويمسى، ومنظر الجبل العظيم لا يفارق وجدانه وخياله، ولعله كان يهجس مخاطباً هذا الجيل فى العلن أو فى السريرة، وتحول الجبل إلى عدو عملاق ظاهر يواجهه على الدوام،... ومن ثم جاء صوت اللّه المقابل لهذه الحقيقة مدوياً فى أذنيه على لسان النبى، لقد دخل اللّه المعركة إلى جواره،.. كان زربابل قبل ذلك يواجه الجبل بالرعب والفزع، وأذا به بعد ذلك يواجهه بهتاف الانتصار والتحدى!!... من أنت أيها الجبل العظيم!!؟.. ومن الملاحظ أيضاً أن « الشئ » تحول فى العدو وبالعدو « شخصاً » هائلا مخيفاً يقف أمام زربابل يمكن مخاطبته: « من أنت »!! وحق لروح اللّه فى المؤمن أن يواجه كل مبدأ أو نظام أو قانون أو عقيدة أو دين غير إلهى، أو فساد أو شر متمكن فى الأرض حتى ولو تحول إلى الجبال الرواسى: « من أنت أيها الجبل العظيم »!!؟.. وحق لروح اللّه فينا ألا يقلل من الصعوبات الرهيبة التى تحولت بالتاريخ والناس قلاعاً وحصوناً وجبالا عالية شامخة: « من أنت أيها الجبل االعظيم!!؟ »... إن زربابل هنا صورة ورمز للمسيحى فى مواجهة الصعاب والمستحيلات والأعاصير الشيطانية التى تقف تجاهه،... ولذا يمكن أن نقول هذا القول لكل تحديات العصور التى تجابهنا، بصيحة الإيمان القوية: « من أنت أيها الجبل العظيم »!!؟ وإذا كان من حق المؤمن أن يوازن بين القوة والمقاومة، وماله وماع ليه، ومن له ومن عليه، فإنه سيجفل فى مبدأ الأمر، لأنه وهو ضئيل وضعيف أمام تراكمات الأجيال التى تحولت جبالا مرتفعة تجاه جهده المحدود، وخطة اليسير، وقدرته الراهنة،. فإن من حقه أيضاً، وهو يتلفت إلى المصدر الأزلى الأبدى يقف إلى جواره، أن يهتف: « من أنت أيها الجبل العظيم »!! إن التأثر بالمنظور هو الذى يحجب عن الإنسان هذه الرؤيا العظيمة!!... عندما تطلع زربابل إلى المال الذى فى يده، والجماعة التى معه،.. والأعداء المتربصين به، فقد الرؤيا التى كان يتعين عليه من البداءة أن يتنبه إليها... لقد خرج من بابل بأمر الرب، بعد انقضاء سبعين سنة عينها الرب لمدة السبى، وهو يرجع إلى بلاده تنفيذاً للوعد الإلهى الذي لا يخيب أو يكذب فمهما كان الجبل عظيماً أمامه من المتاعب والمشاكل المتراكمة، فإن من حقه أن يقول ما قاله الرسول بولس فيما بعد »... « فماذا نقول لهذا... إن كان الرب معنا فمن علينا »!!.. " رو 8: 31 ".فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم تعمل معه قوى اللّه منذ اللحظة الأولى؟ ولماذا اعترضته الصعاب المهولة القاسية من أول الأمر عند وضع حجر الأساس!!؟.. ولماذا رأى الجبل العظيم فى شموخه وارتفاعه أمام عينيه!!؟. الحقيقة، إن هذه هى سياسة اللّه الدائمة مع أولاده المؤمنين!!.. إنه دائماً يرفع الجبل أمام عيونهم، ليصغروا فى أنفسهم ويعلموا أنهم لا شئ فى الأساس تجاه المتاعب والمشاكل والصعاب القاسية التى لابد أن تواجههم!! إنه يبلغ بهم أولا إلى النقطة الأولى التى يتعين عليهم أن يعلموها قبل كل صعوبة ومشكلة!!؟ ونعنى بها مشكلتهم أمام نفوسهم، وأنهم عدم بدون المساعدة الإلهية، أو كما قال السيد المسيح لتلاميذه: « بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً » " يو 15: 5 "... وهذا واضح على الدوام فى حياة أبطال اللّه فى كل الأجيال والعصور،... عندما دفع اللّّه موسى ليخرج الشعب من مصر، كان عليه أن يجرده - أولا وقبل كل شئ - من إحساسه بشخصه وذاته وكيانه ولذلك أبقاه فى البرية أربعين عاماً، هى ثلث عمره بالتمام، ليدرك موسى حقيقته وحجمه الصحيح، قبل أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام،.. بل كان عليه، أكثر من ذلك، أن يبلغ به نقطة اليأس الكامل فى مواجهة فرعون، فيزداد الأمر سوءاً أو تزداد الطينة بله كما يقولون، وتثقل العبودية على الشعب: « فرأى مدبرو بنى إسرائىل أنفسهم فى بلية إذ قيل لهم لا تنقصوا من لبنكم أمر كل يوم بيومه وصادفوا موسى وهرون واقفين للقائهم حين خرجوا من لدن فرعون فقالوا لهم: ينظر الرب إليكما ويقضى لأنكما أنتنتما رائحتنا فى عينى فرعون وفى عيون عبيده، حتى تعطيا سيفاً فى أيديهم ليقتلونا، فرجع موسى إلى الرب وقال ياسيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب؟ لماذا أرسلتنى؟ فإنه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب وأنت لم تخلص شعبك » " خر 5: 19 - 23 " ومن العجيب أن داود الذى واجه الدب والأسد وجليات، كل عليه أن يعيش طريداً فى البرية ليس بينه وبين الموت إلا خطوة، حتى يدرك الحقيقة دائماً أنه أشبه بالبرغوث أو الكلب الميت أو الكيان الضائع حتى تفتقده عناية اللّه ومحبته وإحساناته ورحمته!!.. كان على زربابل أن يموت أولا قبل أن يحيا لمواجهة الجبل العظيم الذى يقف أمامه ويسد عليه كل سبيل إلى التقدم والنجاح »!!.. كان على زربابل فى مواجهة الجبل العظيم أن يدرك أمرين مختلفين أحدهما سلبى، والآخر إيجابى، أما أولاهما فهو أنه: « لا بالقدرة ولا بالقوة »... ومن المعتقد أن الكلمتين مترادفتان، وتشير ان إلى الجهد البشرى المنظور، وإن كانت الفولجاتا قد ترجمت « بالقدرة » إلى « بالجيش ». وقد قيل إن القدرة تشير إلى القوة المتجمعة أو القوى المعنوية، بينما تشير القوة إلى القوة الفردية أو المادية،.. وفى الحقيقة، ليس من السهل الفصل بين مدلول الكلمتين، إذا أنهما تجمعان معاً كل الجهد البشرى المنظور، أو الذى يمكن تصوره، وإن كانت القدرة تتجه إلى المعنويات أكثر من الماديات فنحن نتحدث عن الرجل المقتدر فى إمكانياته العقلية أو الذهنية، أوسعة باعه وعن قوته المادية أو البدنية ومدى ماله من جهد من هذا القبيل.. والفارق على أية حال ليس قاطعاً أو فاصلا، فكثيراً ما تستعمل الكلمة الواحدة منهما مرادفة للأخرى أو بدلا منها،... وليس معنى العبارة كلها أن اللّه لا يستخدم فى عمله القدرة أو القوة البشرية لإنجاز ما يريد أو ما يطلب فى حياة الناس،... فما هذه القدرة أو القوة، إلا الوزنات الموهوبة للبشر، والتى عليهم أن يستثمروها لمجده فى الأرض!!... إنما يريد هنا أن يذكر أن له مطلق الحرية، فى الوصول إلى أغراضه سواء بهذه القدرة أو القوة الخفية، لإتمام أغراضه، فهو فى إخراج الشعب من مصر فعل شيئاً يختلف تماماً عما فعل لإعادتهم من السبى البابلى!!... ففى الخروج من مصر لجأ إلى القوة والقدرة الظاهرتين، عندما غنى الشعب على ضفاف البحر الأحمر: « الفرس وراكبه طرحهما فى البحر »!!.. " خر 15: 1 و21 " لكنه فى عودة المسبيين، لم تكن هناك المعركة الظاهرة بل التأثير الخفى، فهو يؤثر فى قلب كورش أو داريوس، وهو يحول قلوب الملوك كجداول مياه بين يديه!!... وهو فى كل حال الإله القادر على كل شئ!!!... وهو يفعل ذلك مرات كثيرة فى مواكب التاريخ المختلفة ومن ثم حق لأحدهم أن يقول: « لا بالقدرة ولا بالقوة استطاع لوثر أن يواجه ثورة روما وقوتها ومقامها ويحقق الإصلاح!! ولا بالقدرة ولا بالقوة استطاع وليم بوث أن يقابل الفقر والسخرية والهزاء وينشئ جيش الخلاص العظيم!... ولا بالقدرة ولا بالقوة استطاع وليم لويد جارسون أن يهاجم - وهو أعزل - نظام الرق، ويطلق القوة التى حررت - آخر الأمر - أربعة ملايين من العبيد... وياله من سجل طويل لأعظم أبطال العالم ممن يستعرضهم الذهن، وممن لم يستندوا فى شئ إلى قوة بشرية، بل استندوا على قوة روح اللّه رب الجنود فصنعوا الخوارق والمعجزات!!... لقد أدهشت شجاعة وليم أورنج فى تسليح الفلاحين فى هولندا والفلاندرز للثورة ضد طغيان الملك فيليب والفا الدموية.. لقد أدهشت هذه الشجاعة الملك الأسبانى، حتى أنه تساءل عمن يمكن أن يكون من وراء هذه الحركة من حلفاء أو ملوك، فكان له جواب وليم الشجاع: « إنك تسألنى عما إذا كنت قد دخلت فى حلف رسمى مع قوة أجنبية، ألا فاعلم بأنى قبل أن أحمل على عاتقى قضية هذه الولايات المنكوبة، قد دخلت فى الحلف والعهد مع ملك الملوك ورب الأرباب »... ترى، هل نستطيع أن نواجه جبال مشاكلنا، كما وقف زربابل أمام الجبل العظيم العاتى المرتفع قديماً؟!!.. زربابل والضمان الإلهى وقد ظهر هذا الضمان فى الوعد العظيم المجيد، إن يد زربابل التى وضعت حجر الأساس، هى هى التى ستضع حجر الزاوية مع الهتاف الكريم بالنصر، ولست أعلم كم كان سن زربابل عندما بدأ حجر الأساس، لكنه وقد أوقف العمل، ومرت سنوات عديدة، كان يخشى أن ينطوى عمره قبل أن يضع اللمسة الأخيرة فى بيت اللّه، حجر الزاوية،... وما أجمل أن يسمع بأنه سيبقى حتى يتم العمل، وتراه عيناه، ويسمع الهتاف المدوى بالانتصار على كل العقبات والصعاب والمشكلات التى اعترضت طريقه، ووقفت أمامه كالجبل الشامخ المرتفع العظيم،... ومن اللازم ألا نقف عند شخص زربابل، بل نرى فيه رمزاً للمسيح مخلص العالم، الذي لا يترك عملا قبل أن يقول « قد أكمل »،.. " يو 19: 30 ". فهو الخالق الذي به كل شئ كان وبغيره لم يكن شئ مما كان!!.. ولم ينته من عمل الخليقة حتى « ترنمت كواكب الصبح، وهتف جميع بنى اللّه » " أيوب 38: 7 ".. وهو فى الفداء يفعل الشئ نفسه، ولم يتركه قبل أن يقول على الصليب « قد أكمل، وهو هو الذى خرج فى موكب العصور « ليجمع أبناء اللّه المتفرقين إلى واحد، " يو 11: 52 " ولن يكل أو يعيا « حتى يخرج الحق إلى النصرة، وعلى اسمه يكون رجاء الأمم » " مت 12: 20 و21 "« قال اللّه: « إن يدى زربابل قد أسستا هذا البيت فيداه تتمانه » " زك 4: 8 ".. ورجل اللّه قائم حتى يتمم الرسالة الموضوعة عليه فى الأرض، ومع أن عمل اللّه فى العادة يترك اللآتين مجالا للخدمة، إلا أن اللّه أراد أن يعطى زربابل الضمان المؤكد بأنه لن ينتهى من قصته الأرضية، قبل إتمام العمل الضخم العظيم الجبار!!.. ولعله سعد كثيراً بهذه النبوة وانتعشت روحه وانتصب على قدميه، رغم ضآلة البداءة التى بدأ بها!!.. هل أمسك فى الخطوات الأولى من العمل بالزيج الذى يستخدمه البناء فى قياس استقامة الجدار وهو يرتفع؟،.... وهتف به الهاجس، هل سيحيا ويعيش حتى يرى النهاية فى حجر الزاوية الأخير!!؟ وأكد له اللّه ضمان النهاية من الابتداء!!؟... يعتقد الكثيرون أن زربابل رأى فى يوم الابتداء من يهزأ به ويسخر، ويوم الابتداء، فى العادة، هو يوم الأمور الصغيرة، يوم الزارع يزرع البذار فى الأرض، يوم البانى يبنى الأساس الذى يغطيه التراب،... يوم المخترع حين لا يكون الاختراع، فى خطواته الأولى، سوى محاولات تتأرجح بين النجاح والفشل، يوم المتعلم وهو يقف على أعقاب الدراسة، قبل أن يضرب فى خضم البحر الغزير بحر العلم الواسع العميق الممتد،... يوم الطفل حين يحبو قبل أن يصبح شاباً أو بطلا فى مستقبل الأيام والتاريخ!!. هذا اليوم قد يزدرى به الكثيرون،... ولكن اللّه لا يمكن أن يزدرى به بل أعين اللّه السبع تفرح بالعمل فيه: « لأنه من ازدرى بيوم الأمور الصغيرة فتفرح أولئك السبع ويرون الزيج بيد زربابل، إنما هى أعين الرب الجائلة فى الأرض كلها » " زك 4: 10 ".أدنى الشاب إلى أذنه بذرة من بذار شجرة البلوط، وتخيل نفسه وهو يتحدث معها، ويسمعها وهى تقول له: « يوماً ما ستأتى الطيور وتبنى أعشاشها فى، ويوماً ما سأكون ملجأ للمحتمين بى عندما يستظلون بظلى ويوماً ما سأكون ألواحاً قوية توضع فى سفينة كبيرة، من عابرات البحار، وسأهزأ من ضربات الأمواج، وأنا أنقل الناس من قارة إلى أخرى ».. وما أن سمعت هذا - قال المتحدث - حتى صحت أيتها البذرة الحقيرة أتفعلين كل هذا؟!! أجابت: « نعم.. اللّه وأنا نفعل كل هذا ».. عندما أراد اللّه أن يغير تاريخ العالم كله، أرسل اللّه ابنه مولوداً ن امرأة، مولوداً تحت الناموس،... أرسل اللّه وليد بيت لحم بين الناس!!.ما أسعد زربابل عندما خلف وراءه قصة الجبل العظيم الذى أضحى سهلا، واستمع إلى الهتاف المدوى فى يوم حجر الزاوية كالهتاف الذى سمعه منذ سنوات عديدة عند وضع حجر الأساس،!!.. وعتد بين الخالدين من الرجال، لأن رسالته كانت فى قوامها الصحيح إنهاض أمة، وإقامة شعب، بهذا الشئ الواحد، ببناء بيت اللّه فى أورشليم!!
المزيد
12 يناير 2022

الهدوء

الهدوء صفة جميلة يتصف بها الإنسان الروحي، ومنها هدوء القلب، وهدوء الأعصاب، وهدوء الفكر، وهدوء الحواس، وهدوء التصرف، وهدوء الجسد.الإنسان الهادئ لا يضطرب قلبه لأي سبب، ولا يفقد هدوءه مهما ثارت المشاكِل. وكما قال داود النبي "إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي، وإن قام عليَّ قتال ففي هذا أنا مطمئن". لأنه هدوء مصدره الإيمان إن فقد الإنسان هدوءه من الداخل، يبدو أمامه كل شيء مضطربا، وكل شيء بسيط يبدو معقدًا إن التعقيد ليس في الخارج، وإنما في داخله وإن هدأ القلب يمكن أن تهدأ الأعصاب أيضًا، فلا يثور الشخص، وإنما يحل الإشكال في هدوء إن العقل إن عجز على حل أمر ما تتدخل الأعصاب لحله، وقد تعلن الأعصاب الثائرة عن قلة الحيلة وفقدان الوسيلة، وكلما تعبت الأعصاب تزداد ثورتها والشخص الهادئ قلبًا وأعصابًا، يمكنه أن يكتسب الهدوء في التفكير وفي التصرف، فيفكر تفكيرًا متزنًا مرتبًا بغير تشويش ويتصرف في اتزان وهدوء، ليس في صخب الانفعال ولا في اضطراب الأعصاب ومما يساعد على الهدوء الداخلي، الهدوء الخارجي: هدوء المكان، وهدوء البيئة، والبعد عن المؤثرات المثيرة لذلك فان الرهبان الذين يعيشون في هدوء البرية، بعيدًا عن الضوضاء، وعن صياح الناس، وعن إثارة الأخبار والأحداث هؤلاء يكون تفكيرهم أكثر هدوءًا وتكون قلوبهم وأعصابهم هادئة، ويكونون في الغالب قد اعتادوا الهدوء وحياة الوحدة والانفراد تجلب الهدوء عموما بسبب هدوء الحواس لأن الحواس هي أبواب للفكر كما يقول القديسون فما تراه وما تسمعه وما تلمسه يجلب لك فكرًا، فإن استراحت حواسك من جميع الأخبار، استراحت نفسك من الأفكار والمكان الهادئ يساعد على هدوء الحواس وبالتالي هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الأعصاب. لذلك فان كثيرين يبعدون عن الأماكن الصاخبة التماسًا للهدوء إن محبي الهدوء يبحثون عنه بكل قلوبهم، ولكن البعض -للأسف- يحبون الصخب ولا يعيشون إلا فيه ويسأمون من الهدوء! قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزءالاول
المزيد
11 يناير 2022

قتل الاطفال

لما بدأ هيرودس باهلاك اطفال البلد اخذ يقتلهم من عمر سنتين وما دون،صنع الجبان حربا جديدة وصار سخرية لانه دعا الى المعركة بني سنة ليقتلهم،سُحبت قرعة الصبيان في ارض اليهودية، وكانوا يُقتلون بدل الملك الآتي الى العالم، لما قُتلوا صاروا شهودا جددا للابن، وبآلامهم مهدوا درب قتل الابن،الندماء الاعزاء وصلوا الى زفاف الختن، ومن رقابهم قدموا له الدم البكر،ابناء السكين الذين ولدهم بطن الآلام، صاروا فعلة للملك المسيح بعذاباتهم،السيف المسلول الذي قتلهم صار مربيا لهم،وكنف الرمح حملهم ورتل لهم،صرخت الامهات لانهن رأين فضاعة موت اولادهن المقتولين بامر الملك الغاشم،ولولت الجفنات على عناقيدها الباكرة لان الخنزير دخل وعصرها وهي على اغصانها،بكت حقول ابراهيم بشدة لان البَرَد نزل وانثر منها سنابلها،صرخ قطيع اسحق من الألم، لان الذئب دخل ليفتك بحملانه العزيزة،كان يسمع صراخ الآلام عند بنت يعقوب لانها رأت ابناءها يُقتلون من قبل هيرودس،راحيل بكت على بنيها لانهم غير موجودين، وفي الايحاءات انصت ارميا وسمع صوتها،كان النبي قد سمع صوت بكاء عظيم في الرامة: راحيل تبكي ولا تريد ان تتعزى،سمى الجماعة براحيل بنت لابان امّ يوسف الذي تنهد ابوه بسبب عذابه،لم يكن الشيخ يعقوب يريد ان يتعزى لما كان يظن بان يوسف قُتل من قبل اللصوص،ولم تكن الجماعة تعود لتتسلى لما كانت تفكر بان الملك مقتول مع الاطفال،مصر معتادة ان تحافظ على مخلّصي الشعب، /144/ ولما يُظن بانهم مقتولون فانهم احياء فيها،كان يوسف حيا في مصر، وصنع ابوه حدادا عليه ولم يكن يريد ان يتعزى بسبب حبيبه،انتقل ربنا الى هناك ليهرب من هيرودس، وكانت راحيل تبكي لانه مقتول مع الاطفال،قال لها النبي: كفى فان لدموعك اجرا، اعني ان الملك حي لا تحزني عليه،ان رب يوسف في مصر وهو هري الشبع، فيسليك مثل يوسف الذي ابهج اباه هناك،نزوله الى مصر كمّل اسرارا خفية لان الآب دعاه في النبؤة: ابني من مصر، لما كمل الملك دربه بين المصريين، كان يُقتل بدله صبيان اليهودية، ترك هيرودس جميع الملوك الموجودين في المنطقة وشنّ حربا ليتقاتل مع الاطفال، وقف امامه صبيان صهيون ليمنعوه، واستل سيفه على الجميلين وذبحهم،الاثيم اباد فوج الملك ولم يؤذه شخصيا، لقد طُعن جيشه لينجو هو من السكين،اصطف الاطفال وقاتلوا هيرودس وغلبوه لانهم لم يستسلموا لقائد الجيش،اصطف ومات جميعهم في المعركة،ولم يكشفوا عن موضع الملك لئلا يلحق به ضرر،يا هيرودس بماذا اذنب اطفال الشعب ضدك، معركتك هي جريمة لانك تحارب مع الاطفال،؟ تفتخر بالانتصار على رضّع الحليب، وجيشك انكسر في الحرب لان الملك لم يمت،انتصر الاطفال وغلبوك لتصير سخرية، لان قائد الجيش لم يقطعه السكين،مات الشباب ولم يمت الختن لان وقته لم يحن، طُعن المتكئون وصاحب العرس لم يُهن،ذهب الختن ليدعو مصر لتأتي عنده، وتسلط السيف على جميع شبابه قبل عودته،جاء ليصنع عرس الدم في ارض اليهودية، فدُعي اطفال البلد الى الذبح،دخل دم الاحباء الى العرس بدل المهر، ليتلألأ العرس بالدم منذ البداية،كان القتل مرسوما سريا على الوليمة، وكل من جاء ليكون صديق (الختن) سكب دمه،خرج السرّ وقطف العنبات الباكرة، وعصر منها خمرا جديدا للختن الملك،كان ابن البتول قد دعا له اصدقاء بتولين، ليصوروا قتله وذبيحته بالدم البتولي،الانقياء قُتلوا لاجل النقي دون ان يذنبوا /146/ ليمهدوا الدرب للدم الطاهر الذي سيُسكب، كان الملك قد امر ان يخرج السيف ويقتل ابناء سنة وسنتين الموجودين في تخومه، استل السيف لقتل الاطفال، وكانوا يُقتلون بدون اذْن حيثما وُجدوا،صدر امر هيرودس، ومعه السيف ليفتك بصبيان البلد ويقتلهم، كثرت التساءلات على الذكور من قبل القتلة، وكانوا يُقتلون بلا رحمة على (صدور) امهاتهم، سيافو هيرودس خرجوا الى البلد، وبللوا الارض بالدم الزكي الذي سفكوه،رفعوا السيوف على اكناف الامهات، وافرغوها من ثمراتها التي كانت تحملها،سكبوا الدم وملأوا حضن الوالدات، ومُتن خوفا لانهن شاهدن موت اعزائهن،كان الطفل يمسك الثدي فاصطاده السيف، وبالدم والحليب بللوا امه التي تحمله،يوجد مَن قُطع رأسه وهو نائم في كنف امه، ومن النوم انتقل الى الموت بصمت عظيم، يوجد مَن اخذوه من ركبتي امه التي كانت تحمله، وسكبوا دمه وزالت انغامه الحبيبة،الشهود الصامتون لم يتكلموا لما كانوا يُذبحون، /147/ ليصوروا سكوت مخلص الكل، البسطاء الذين دخل السيف وقتلهم، لم يكونوا يعرفون ان يسالوا لماذا السيف،؟ المظلومون الذين شاهدوا النور قليلا، ولم يشبعوا منه لان سيف الملك الوثني المخيف ذبحهم،المحكومون عليهم لم يكونوا يتكلمون لما قُتلوا، لكنهم تقدموا بالسكوت الى السكين،كانوا معترفين، وابانوا الافعال بدل الكلمات، واعلنوا خبر الايمان بدون جدال،الكهنة الاطهار الذين لم يعرفوا الشر نهائيا القوا دمهم قدام الله بدل المباخر،الحملان الوديعة الذين قُدموا للسكين وقُتلوا لاجل الراعي وهم ساكتون،الاطفال الذين سحب الاثمة السيف عليهم، وذُبحوا بدل الملك الذي جاء الى خاصته،الفعلة الذين خرجوا ليمهدوا سبيل الصلب، وبألمهم بللوها بالدم اللائق به،الذبائح الكاملة الغريبة عن كل الارجاس، وقد قُطعت بطهر بدل رئيس الاحبار،المحسودون الذين لم يذنبوا ضد احد في ارض اليهودية، واستل الاثمة السيف عليهم،الاطفال الذين شرعوا يحبَون على طريق العالم، ادركهم السيف وقطع اعضاءهم،الاطفال الذين ماتوا دون ان يعرفوا لماذا، ذاك الذي كانوا يُقتلون لاجله عرف (لماذا قُتلوا)،ابناء يمين الملك الوليد الذين قاموا معه، واحتملوا الآلام من اجله من قبل هيرودس،خرجت النار والسيف المسلول واباداهم بدل ذلك الآتي ليلقي النار في العالم كله،كان لائقا بهم ألمهم لاجله لانهم استحقوا ان يكونوا في جوار ولادته، مهّد له طريق الآلام ليمشي عليه، وكل من جاء الى الولادة صادفه السيف معه،تسلط السيف على ابناء سنة من (تاريخ) ولادته، لئلا تتوقف مسيرة درب الدم،خرج الاطفال الاحباء ليمهدوها بعذاباتهم الى ان ياتي ملك الآلام ليمشي عليها،صار صبيان البلد رهائن مقتولين لاجل الابن، وارسلهم ليهيئوا مكان الصلب. المسيح يبشر الاطفال بنزوله الى الشيول ليبعثهم لما قُتلوا ارسلهم الى موضع الموت، ليُسمعوه بان الملك سياتي عند الموتى،قيلت مثل هذه الامور من قبل المخلص للصبيان الذين بدأوا المسيرة في درب الصلب قبله اذهبوا وقولوا للملك الغاشم، هانذا آت، تكفى دعوتك السريعة لي الى موضع رئاستك،سآتي في طريق الآلام الذي صممتُه، وساحلّكَ من سلطة رئاستك، لي وقت قصير للعمل من بعد ارسالي، وبعدئذ سآتي بجبروت عندك،بتمردك اهنتَ الانسانية كثيرا، فهانذا اغلبك بالانسانية التي قهرتها،أفرِغ المكان ليدخل الاحياء الى زنزاناتك، سآتي وسيخرج الصفوف الذين حبستهم،اذهبوا ايها الاولاد وامكثوا هناك في موضع الشيول، الى ان آتي وسافرغها من الموتى، بعد قليل سادرككم في الظلمة، وساشرق عليكم نورا عظيما لتفرحوا به،اذهبوا وامكثوا في المحصنة المليئة بالموتى، فلن اتاخر وساقلعها لئلا تقوم بعدُ،ناموا عن العالم، واستريحوا من سرير كل الاجيال، ولما انقضها ساوقظكم مع الكثيرين،اسبقوني قليلا في سبيل الآلام الى ان آتي، وساختمها بالصلب حتى ابعثكم،ادخلوا وانتظروني في الهوة العظمى مدينة الطغمات، ولما اتالم اصرخ فيها وستسقط كلها،اذهبوا الى السبي مع الكثيرين الذين قادهم الموت، /150/ وهانذا آت لاحطم قوسه واعيدكم. الاطفال سخروا من الموت سخر الاطفال من السيف لما قُتلوا، لان طريق الملك كان يمُهد بآلامهم،ضحكوا على الموت لانهم لم يعرفوا ما هو طعمه، ولم يحزنوا لما جُذبوا نحو السكين،قام الاولاد ولعبوا بالافعى، والصبيان (لعبوا) بالموت ولم يشعروا بانه مرّ،من صبيان بيت لحم ظفر السيف اكليلا للملك المسجود له الذي اتى ليموت ويبعث الكل، اخذوا دمهم كباكورة، وادخلوه قدامه، ليُكرم الدم الزكيء بالدم الطاهر. طلبات لاجل البيعة ربي، ليكن لك قتلُ الاطفال مبخرة طاهرة، وبه صالح العالم المحتاج الى المغفرة،ليستتب السلام على اولاد البيعة التي تتمسك بك، وازجر عنها الشكوك والانقسامات والخصام،بصليبك اختم ابوابها العالية من الخصامات، ولا يدخلها الجدال المقلق من قبل الباحثين،ليقم امانك على زواياها المخصبة، وليمزج حبك خمره فيها لتتنعم به،ليكن سلامك حافظا لابوابها باحتراس، وكل من ياتي ويطأ عتبتها يجد الامان،فيها تتضع عزة السلاطين،ولتتسلط هي وحدها على الارض بالسيادة،لتطأ الملوك بعقب صلبك العالي، ولتربط السادة بنير الامان،لتصطفّ فيها الاجواق للتسبيح لا للجدال، وليصعد منها صوت التهليل لا النقاش،لينحنِ فيها العظماء الذين قبضوا على زمام البلدان، وبحللهم تكنس التراب من عتبتها،ليكن صليبك علامة كبرى على ابنيتها، وليجمع اليها كل الجهات بكراماتها، لتحنِ بأس جميع الملوك بلطفها، ولتنفذ مشاريعها باعزاء العالم،ليستولِ صغارها على البلدان بسِيَرهم، ولتخضع لسلطتها كل السلطات،ليكن سادة العالم عبيدا يطيعونها، وليقبّل جميع السادة تراب رِجليها،ليرتفع قرنها على الحكام وسلطاتهم، وليكن الرؤساء وولاياتهم موطئا لرِجليها،لتقبض على الجهات، وليخضع لها ملوك العالم، ولتقبّل تيجان جميع السلاطين عقبيها، لتلقِ نيرها على اكتاف الهمجيين، ولتضع المحراث-الصليب على اعناقهم بمحبة،لتمد صفوفها على الجهات وتخضعها، /152/ ولتتسلط على كل الولايات وتامرها باسمك،لتُحنِ بأس جميع الاعزاء تحت عتبتها، وليدخلوا امامها بنذورهم بتمييز،لتكن سيدة للملوك وللقضاة في العالم، ولتأمرهم مثل العبيد لمشاريعها،ليكن رؤساء الارض موطئا لمجدها، ولتقمهم لخدمتها بمحبة،ليكثر امنها، وليرعد جمعها، وليبتهج اولادها، وليرتفع قرنها، وليتعزز مجدها، وليعظم اكليلها،ليمتليء حضنها، وليقع اعداؤها، ولتطأ مبغضيها، ولينفتح فمها، وليرتفع صوتها، ولتُبهِج المستيقظين،لتغفر للبشر، ولتضمد المرضى، ولتشفي المجروحين، ولتمتليء بالبتولين، ولتبتهج بالكاملين، ولتفرح بالكهنة. الخاتمة بصليبك اختمها هي واولادها، لانها مفتخرة بك، ولتصلني انا ايضا نفخة المراحم، وبها يُغفر لي. كمل (الميمر) على الكوكب الذي ظهر للمجوس وعلى قتل الاطفال القديس ماريعقوب السروجى
المزيد
10 يناير 2022

ميلاديات ج2

كان اختيار الرب يسوع مكان الميلاد وطريقة الميلاد ورفقة الميلاد مبادئ أراد أن يرسيها؛ فالحياة الجديدة لن تنسكب في الأواني المُذهّبة ولن تتفتّح أزهارها تحت أضواء مصطنعة ولن تُحقّق توقعات البشر بألوهة القوّة وتسامي الملوكيّة؛ فالمزود مبدأ يبدأ في التثبُّت منذ الآن فصاعدًا كأحد أعمدة الإيمان الجديد. لذا فإنّ مَنْ لم يستطِع اكتشاف المسيح ملكًا في قماط الطفولة في بيت لحم، يصعب عليه الاعتراف بربوبيّته عند الصليب أبونا الراهب سارافيم البرموسي
المزيد
09 يناير 2022

زمن الميلاد والافتقاد الإلهي

زمن الافتقاد الإلهي .. ياتى الينا زمن الميلاد ليعلن لنا الله محبته للبشروأقترابه الينا لكى يفتقدنا من العلاء ويهديناالى طريق السلام {باحشاء رحمة الهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء. ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام} لو 78:1-79. وهذه فرصة متجددة لنا لكى نستعد روحياًلاستقبال من تواضع ليرفعنا ونعد قلوبنا ليحل فيها المسيح بالإيمان مطهرا اياها واهباً لنا السلام والفرح والخلاص ونصلى لكى ما يفتقد الله نفوسنا وبيوتنا واهلنا وكنيستنا وبلادنابعمل نعمته الالهية القادرة والمحررة والغافرة فميلاد السيد المسيح هو اعلان رحمةالله للانسان الساقط والبائس والخاطئ ليهبه قوة الأيمان ونعمة التبنى ومجد القداسة عندما يزور أحد الرؤساء مدينة ما فانهم يعدونها لتبدوفى ازهى حلة لها ويتم تنظيف شوارع المدينة واضائتها ونحن يفتقدنا الله ويأتى الينامن يعرف خفايا القلوب والكلى ومن هو قادر ان يهبنا طهارة النفس والقلب والروح ويتهاون الكثيرين ولا يفتحون قلوبهم له وتزدحم بيوتهم بالضيوف فلا يجد ضيفناالكريم الا مذود البهائم ليولد فيه ويبحث عنه هيرودس الأثيم لقتله وعندما لا يجده يقتل الاطفال الابرياء لعله يكون واحداً منهم ، لقد سأل عن مكان مولده {ولما ولديسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم. قائلين اين هو المولود ملك اليهود فاننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبةالشعب وسالهم اين يولد المسيح. فقالوا له في بيت لحم اليهودية لانه هكذا مكتوب بالنبي. وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبريرعى شعبي اسرائيل} مت 1:2-6. ولم يستفيد هؤلاء الذين ارشدوه من كهنة أو كتبه من معرفتهم النظرية بمكان او زمان مولده ليخلصوا بل كان ميلاده دينونة لهم {وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة} (يو 3 : 19). كما لم يستفيد هيرودس وينعم بالخلاص بل من خوفه على ملكه وظنه ان السيد المسيح ملك ارضى اراد التخلص منه وذاد على ظلمه سفك دماء الابرياء وعقاب الله له . كما لم تستقبل البيوت ضيف السماء واغلقت القلوب بالجهل والكراهية والتعصب ابوابها وبيوتها لتشارك فى أفراح السماء لقد ترنمت الملائكة فى عيد الميلاد معلنة فرح السماءوالارض بمولد من جاء ليعطى الخلاص لشعبه {والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14). كما أعلن الملاك {فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم }(مت 1 : 21) وبشر الملائكة الرعاة الساهرين على غنم رعيتهم بفرحة الخلاص { وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجندالسماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة} لو 8:2-14اننا نعطى المجدوالشكر والتسبيح لله القدوس القادر على كل شئ ونصلى بقلوب متضعة طالبين ان يحل سلامه على ارضنا السكرى بدم القديسين والصارخة من ظلم الإنسان لاخيه لكى يفتقدناالله برحمته ويقودنا فى موكب نصرته لنُعيد له أعياداً روحية وننعم بفرح الخلاص { كماتكلم بفم انبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر. خلاص من اعدائنا ومن ايدي جميع مبغضينا. ليصنع رحمة مع ابائنا ويذكر عهده المقدس. القسم الذي حلف لابراهيم ابينا.ان يعطينا اننا بلا خوف منقذين من ايدي اعدائنا نعبده. بقداسة وبر قدامه جميع ايام حياتنا} لو 70:1-75. زمن الحب الإلهى ... ان ميلاد السيد المسيح يعلن لنا محبة الله المتجسدةوتجسيداً للمحبة الإلهية { الله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضاعمل العالمين.الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي} عب 1:1-3. الله محبة ومحبته لنا جعلته يكلمنا بالانبياء بانواع وطرق شتى لنرجع اليه فتكلم الله قديما مع ابراهيم فى ظهور ملائكى عجيب وتحدث مع موسى من خلال العليقة الملتهبة ناراًوتكلم بالروح القدس ملهماً الانبياء عن سر التجسد والفداء فقال اشعياء النبى {ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل} اش 14:7كما تنبأ اشعياء عن طبيعة المولود العظيم { لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود و على مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} أش 6:9-7. وهكذا اعلن لنا الله محبته الإلهية لنؤمن ونخلص { ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هوفي السماء. وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.} يو 13:3-18ان ميلاد السيد المسيح فى بيت لحم منذ ما يذيد عن الفى عام هو ميلاد متجدد لكل إنسان يولد من الماء والروح ليصبح ابناً لله بالتبنى وليكون لائق لسكنى مملكة السماء كما تنبأ حزقيال النبى قديما عن مجد التبنى وحياة القداسة والفضيلة والبر التى فيها يحيا الانسان المؤمن ويثمر ثمر البر {فمررت بك ورايتك واذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي. فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت. والبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وازرتك بالكتان و كسوتك بزا. وحليتك بالحلي فوضعت اسورة في يديك وطوقا في عنقك. ووضعت خزامة في انفك واقراطا في اذنيك وتاج جمال على راسك.فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز واكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الامم لجمالك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب}حز 8:16-14. فهل نحيا فى زمن المحبة ونتحلى بالفضائل الروحية أم نمضى فى الجهل والفقر الروحى ونتهاون فى أمر خلاصنا ونجاتنا من الغضب الاتى . ارحمنا يارب .... اننا نصرخ اليك يالله طالبين الرحمة فى زمن الأفتقاد والإلهي قائلين {ارحمنا يا رب ارحمنالاننا كثيرا ما امتلانا هوانا }(مز 123: 3). ارحمنا ايها الرب لانك كثير الرحمة رؤوف ومتحنن . ان مراحمك كثيرة وجديدة كل صباح وكثيرة هى أمانتك ، الخطية من طبع الانسان المائل للشر منذ صباه وانت يارب من صفاتك الرحمة والغفران ولهذا نلجأ اليك فى الضيقات والتجارب وعندما يقف الشيطان لنا محارب كعدو يريد ان يفترسنا نصرخ اليك قائلين {ايها الرب اله الجميع ارحمنا وانظر الينا وارنا نور مراحمك}. ارحمنا يارب وأنقذنا من يد الاشرار لنرتل مع داودالبار { لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا. اذا لابتلعونا احياء عند احتماء غضبهم علينا.اذا لجرفتنا المياه لعبر السيل على انفسنا. اذا لعبرت على انفسنا المياه الطامية. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لاسنانهم.انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن انفلتنا.عوننا باسم الرب الصانع السماوات والارض} مز 2:124-8 ارحمنا يارب وانقذنا من الجهل والعمى الروحى وها نحن نصرخ اليك مع الاعميان { واذا اعميان جالسان على الطريق فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود. فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين ارحمنا يا سيد يا ابن داود (مت 20 : 30- 31). وها نحن شعبك نصرخ اليك قائلين ارحمنا يالله ضابط الكل وانر عيون قلوبنا لتحل بالإيمان فيها لتبصر جلال مجدك ونستعيد ابصارنا الروحية وتنفتح بصيرتنا الداخلية لكى ما نعيش كما يليق بابناء الله القديسين ويستعلن مجد محبتك فينا ونعيش زمن الافتقاد الالهى فى محبة كامله ورجاء ثابت وإيماناً بغير رياء لنكون دائما مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا وبالاكثر لكى نكون اهلاً لمملكة السماء . القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل