المقالات

14 أغسطس 2022

أشياء تميزت بها العذراء مريم

تطلع الآب من السماء فلم يجد مَن يُشبهكِ أرسل وحيده أتى وتجسد منكِ ربع من أرباع التسبحة جعلني أتسأل فيه ما هي الأشياء التي ظهرت في حياة القديسة العذراء مريم وجذبت قلب الله ليأتي منها كمولود من امرأة ؟ كيف لها أن تزينت للحمل ؟ كما نقول في لبش يوم الخميس من أجل هذا تمدح مع يوحنا البتول قائلين طاهرة هي هذه العروسة التي تزينت للحمل .كيف رفعت من شأن النساء بعد أن كانت البشرية مضطربة بعد سقوط أمنا حواء وسماعها لكلام الحية . فالسيدة العذراء بمشورتها استطاعت أن تمحو ما فعلته حواء و بمجئ السيد المسيح متجسد من العذراء أزال عنا سلطان الموت والفساد ورجع ادم إلي رئاسته الأولي .وما الذي جعل داوود النبي يسمي العذراء مريم مدينة الله لأن الله في السماء ولما نزل وتجسد من العذراء مريم صارت العذراء سماء ثانية ؟ ولماذا تشبهت برموز كثيرة في العهد القديم ( عصا هارون – شورية موسي – باب حزقيال – فلك نوح – لوحا الشريعة – سلم يعقوب … ) فحقاً السيدة العذراء هي الواسطة التي جعلت هناك علاقة بين السماء والأرض وبقدسيتها استحقت أن تلد الرب يسوع الوسيط بين الله والناس فخر جنسنا . أكليل فخرنا . رأس خلاصنا . ثبات ظهرنا . السيدة مريم العذراء التي ولدت لنا الله الكلمة ما الذي جعلها مستحة أن يقال لها أفرحي يا مريم العبده والأم ؟ ولابد أن نعرف إن السيدة العذراء مريم في حاجة إلي الخلاص مثلنا ولكنها تميزت عن باقي النساء لتصبح والدة الإله ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها : علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السيرافيم ويجب علينا نحن أيضاً أن نأخذ من صفاتها لنسلك هياكل للروح القدس يسكن فينا كما أن السيد المسيح سكن في أحشائها ونعرض الآن بعض الفضائل متمثلة في بعض النقاط وأهم الأشياء التي تميزت بها السيدة العذراء مريم . 1- نشأتها في أسرة مقدسة :- ولدت القديسة العذراء مريم من أب طيب وأم حنونة رباها في تقوي وبر ومخافة الله . والدها اسمه يواقيم ( يهوه يقيم ) وزوجته اسمها حَنَة ( الحنون ) وقد كانا متقدمين في السن ولم يرزقا بذرية. ولأن بني إسرائيل كانوا يعيرون من لا ولد له لهذا كانا القديسان حزينين ومداومين على الصلاة والطلب من الله نهارًا وليلًا أن يعطيهما ابنًا يخدمه في بيته كصموئيل . فاستجاب الرب الدعاء فظهر ملاك الرب جبرائيل ليواقيم وبشره بان امرأته حَنَة ستحبل وتلد مولودًا يسر قلبه ، كما ظهر جبرائيل الملاك لحَنَة وزف إليها البشرى بأنها ستلد ابنة مباركة تطوبها جميع الأجيال لان منها يكون خلاص آدم وذريته . وقضت حَنَة أيام حملها في صلوات و أصوام إلى أن ولدت بنتًا وسمياها مريم يستطيع الرب أن يختار من الأسرة المقدسة من هو مقدس .لذا نسمي القديسة العذراء مريم أم الخلاص ولكنها لم تشترك في الخلاص وهي مولودة من أب وأم ونحن لا نؤمن بحبل أمها فيها بلا دنس هذا الكلام ليس له مدلول تاريخياً والكنيسة تكرم العذراء لأنها ولدت السيد المسيح مشتهي الأجيال ولأنها حملته فقط , وربته فقط أماً له و يقول السيد الرب في أشعياء ( 63 : 3 )( قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي ، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ ) جزت المعصرة وحدي ولم يكن معي أحداً من البشر السيد المسيح وحده هو الذي أتم عملية الخلاص وهو ابن الله المتجسد والجسد الذي أخذه لكي يشابهنا في كل شئ محال الخطية وحدها نحن الذين أخطائنا فنستحق الموت مات السيد المسيح عوضاً عنا ولكن بلاهوته مسح خطايانا وغفر كل خطايا العالم من الشرق إلي الغرب ومن الشمال إلي الجنوب من أدم والي أخر الدهر وهذا العمل عمله السيد المسيح ابن الله المتجسد وحده ومات الإنسان يسوع المسيح والله لا يموت فالإنسان يسوع المسيح هو الذي أخذ عقوبتنا بجسده الذي أخده من السيدة العذراء مريم هي أم ابن الله ونسميها ثيؤتوكوس أم الله لأن المسيح هو ابن الله وهو الله نفسه لأن لاهوت السيد المسيح هو لاهوت الأب هو لاهوت الروح القدس والثلاثة هم واحد هذا هو الأيمان السليم منذ سفر التكوين نجد أن الثلاثة أقانيم ظاهرين في الإصحاح الأول عدد 1 و 2 و 3 ( في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية ، وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه المياه وقال الله : ليكن نور، فكان نور ) ( تك 1 : 1 – 3 ) الله مثلث الأقانيم منذ الأزل ولكنه عندما أراد أن يأخذ جسد ظهر في ملء الزمان مولوداً من امرأة ( غلاطية 4 : 4 ) ” وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ ” وهي السيدة العذراء مريم التي ولدت مشتهي الأجيال لذلك نطلب من السيدة العذراء لأنها قريبة منه جدا لأنه يوجد داله أمومة . 2- الاتضاع :- وهي من ضمن الفضائل الأساسية التي جعلت الرب ينظر إليها أنها كانت وديعة وظهر ذلك أثناء بشارة الملاك جبرائيل لها ( سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك مباركة أنت في النساء ، فلما رأته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله و ها أنت ستحبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع هذا يكون عظيماً و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه و يملك على بيت يعقوب إلى الأبد و لا يكون لملكه نهاية . فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلاً . فأجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله و هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله . فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك )( لو 1 : 28 -38 ) .فالسيدة العذراء ممتلئة نعمة ولا يوجد من بين النساء من يشبهها وبعد هذه البشارة أظهرت السيدة العذراء تواضعها الشديد إذ قالت ( لأنه نظر إلى اتضاع أمته )( لو 1 : 48 ) . وليس لفضل فيها ولا أحد خرج البشرية من الفردوس غير الكبرياء فالكبرياء أم الرزايل كما أن الاتضاع أم الفضائل كما أن المسيحية في جوهرها تبدأ بالتواضع وإنكار الذات .الاتضاع في مظهره هدوء ولكن في داخله أفعال . أولها الطاعة ومن هذه النقطة ننتقل إلي النقطة الثالثة . 3- الطاعة :- كانت السيدة العذراء مريم مطيعة في كل شئ فالإنسان المتضع من السهل جدا أن يسمع ويطيع لأن الاتضاع يولد الطاعة وهي ارتضت وقبلت أن تخدم في الهيكل وهي لا تزال طفلة صغيرة عمرها 3 سنوات حتى بلغت 12 سنة من عمرها , وكان أبواها قد ماتا وعندما بلغت سن الزواج تشاور الكهنة معًا على زواجها فاختار زكريا الكاهن من شيوخ وشبان يهوذا واخذ عصيهم وكتب عل كل واحدة اسم صاحبها ووضعهم داخل الهيكل فصعدت حمامة فوق العصا التي كانت ليوسف النجار ثم استقرت على رأسه فعقد الكهنة خطبتها على يوسف وعاشت في بيته الذي في الناصرة ووسط كل هذه الأحداث لم تعترض أو تفرض رائياً بل كانت مطيعة إلي أبعد حد . وأيضاً أطاعت وقبلت بشارة الملاك بأن تحوى بداخلها الغير المحوى فلقد تجملت بالفضائل الكثيرة التي أهلتها لذلك . نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات الأنبا أثناسيوس أسقف بني مزار والبهنسا وللحديث بقية
المزيد
18 مايو 2022

الجسد الممجد مابين جسد القيامة وجسد الميلاد ج٣

11- إن السيد المسيح ولد بجسد بمثل طبيعتنا. شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية. أخذ نفس طبيعتنا التي بها دُعِيَ (ابن الإنسان)، والتي بها أمكن أن يفدينا. وأجتاز مراحل النمو الجسدي مثلنا (لو 1: 80). وكان يجوع (متى 4: 2) ويعطش (يو 19: 80) ويتعب (يو 4: 7) وينام (متى 8: 24). وفي بستان جثسيماني كان عرقه في جهاده يتساقط كقطرات دم نازلة علي الأرض (لو 22: 44). 12- ولولا أنه في طبيعتنا،ما كان ممكنًا أن يتألم. إذ هو كان في طبيعة قابلة للتألم. وقد تألم بالجسد. ذاق آلام الضرب والجلد والصلب. ووقع تحت الصليب وهو يحمله أكثر من مرة، فحمله عنه سمعان القيرواني. وكانت طبيعته البشرية قابلة للموت، فمات عنا وفدانا. بينما الجسد الممجد لا يتألم ولا يتوجع ولا يموت. إذن هو قد ولد بطبيعة مثلنا قابلة للألم والموت، وللتوجع وللحزن، وبهذا أمكنها أن تتم عملية الفداء.. ثم تمجدت في القيامة. 13- أما المجد الذي كان لطبيعته قبل الفداء، فهو مجد العصمة من الخطية. منذ ميلاده، بل منذ الحبل به، وطول فترة تجسده بيننا علي الأرض. هذا مجد روحي، وبإرادته الصالحة. أما جسده، فقد شابهنا في كل شيء ما عدا الخطية، وقد أخلى ذاته. 14-وكان من مجده أيضًا اتحاده باللاهوت. علي أن اتحاده باللاهوت لم ينقص إطلاقًا من طبيعة ناسوته، ولم يلغ ضعفات الجسد من الجوع والعطش والتعب والموت، وإلا فقد الفداء طبيعته وقيمته. كانت آلامه حقيقية، لذلك كان فداؤه لنا حقيقيًا. أخلى ذاته من المجد، لكي يهبنا المجد في قيامته. ولأنه أخلى ذاته من المجد البشري، لذلك قال للآب قبل صلبه "مجد ابنك، ليمجدك ابنك أيضًا.. والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 1، 5). 15- وعن القيامة قيل "ولما تمجد يسوع.." (يو 12: 16). 16- غير أن التلاميذ ما كانوا يحتملون رؤية مجده. ولذلك لما رأي القديس يوحنا الحبيب شيئًا من مجد الرب في سفر الرؤيا (وقع عند رجليه كميت) لماذا؟ لأن "وجهه كان كالشمس وهي تضئ في قوتها، وعيناه كلهيب نار" (رؤ 1: 17، 16، 14). 17- لهذا كله، تدرج السيد مع تلاميذه في إظهار مجد قيامته لهم. فعل هذا مع المجدلية التي ظنته أولًا البستاني وكشف ذاته لها أخيرًا (يو 20: 14، 16). وفعل ذلك أيضًا مع تلميذيّ عمواس اللذين "كان يمشي معهما، ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته" (لو 24: 16). وهكذا مع باقي التلاميذ، نفس أسلوب التدرج، لكي يحتملوا، لأن رؤيته بجسده الممجد بعد القيامة ليست أمرًا سهلًا. إنها قصة طويلة لا يحتملها هذا المقال. 18-هل معني هذا أننا سوف لا نراه في مجده؟! وإن كنا سنراه: فكيف؟ ومتى؟ طبيعتنا هذه ستتغير حينما نقوم من الأموات، ونأخذ "صورة جسد مجده" (في 3: 21). وحينئذ سنراه. وكما يقول الرسول "إننا ننظر الآن في مرآة في لغز، لكن حينئذ وجهًا لوجه" (1 كو 13: 12). وما معني عبارة "وجهًا لوجه "؟ وكيف تتم؟ يا أخوتي.. خير لي الآن أن أصمت، فهذا أفضل جدًا. وأسهل جدًا قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
29 أبريل 2022

ما هي أهمية قيامة المسيح؟

الجواب تعتبر قيامة المسيح مهمة لعدة أسباب. أولاً، لأنها تشهد عن قوة الله العظيمة. فالإيمان بالقيامة يعني الإيمان بالله. فان كان الله موجوداً، وقد خلق الكون وله السلطان عليه، إذاً يكون له السلطان على إقامة الأموات. وإن لم يكن له هذا السلطان، فهو غير ولا يستحق إيماننا أو عبادتنا. فالذي خلق الحياة ويستطيع إقامة الموتى، هو الوحيد القادر أن يغلب الموت، وهو الوحيد الذي يستطيع أن ينزع شوكة القبر وينتصر عليه (كورنثوس الأولى 15: 54-55). فبإقامة يسوع المسيح من الموت، يذكرنا الله بسلطانه المطلق على الحياة والموت.قيامة المسيح مهمة أيضاً لأنها تثبت مصداقية ما قاله المسيح عن نفسه من يكون، وبالتحديد، أنه إبن الله والمسيا المنتظر. وبحسب ما قاله المسيح، فإن قيامته من الموت كانت "علامة من السماء" تثبت مصداقية خدمته (متى 16: 1-4). لقد شهد المئات من شهود العيان على قيامة المسيح (كورنثوس الأولى 15: 3-8)، وتعطينا قيامته دليل لا يدحض على كونه هو مخلص العالم.سبب آخر لأهمية قيامة الرب يسوع المسيح هو أنها تثبت طبيعته الإلهية وكونه بلا خطية. تقول كلمة الله أن "قدوس الله" لن يرى فساداً (مزمور 16: 10)، ويسوع لم يرى فساداً أبداً، حتى بعد موته (أنظر أعمال الرسل 13: 32-37). وعلى أساس قيامة المسيح كرز الرسول بولس قائلاً: "فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنَّهُ بِهَذَا يُنَادَى لَكُمْ بِغُفْرَانِ الْخَطَايَا وَبِهَذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى" (أعمال الرسل 13: 38-39).ليست قيامة المسيح إثباتاً لمصداقية ألوهيته فقط؛ بل تثبت أيضاً مصداقية نبوات العهد القديم التي تنبأت بآلام المسيح وقيامته (أنظر أعمال الرسل 17: 2-3). كما أن قيامة المسيح تثبت ما قاله بأنه سوف يقوم في اليوم الثالث (مرقس 8: 31؛ 10: 34). لو لم يكن المسيح قد قام، فلا رجاء لنا أن نقوم نحن أيضاً. في الواقع، بدون قيامة المسيح ليس لنا مخلص أو خلاص أو رجاء للحياة الأبدية. وكما قال بولس الرسول، يكون إيماننا "باطلاً"، والإنجيل بلا قوة، وخطايانا بلا مغفرة (كورنثوس الأولى 15: 14-19).قال الرب يسوع: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 11: 25)، وفي هذه العبارة يقول أنه هو مصدر كليهما. لا توجد قيامة بمعزل عن المسيح، ولا حياة أبدية. المسيح يعمل أكثر من أن يمنح الحياة؛ هو نفسه الحياة، ولهذا لا يملك الموت سلطاناً عليه. ويسوع يمنح الحياة لمن يثقون به، حتى نستطيع أن نشترك معه في إنتصاره على الموت (يوحنا الأولى 5: 11-12). فنحن الذين نؤمن بالرب يسوع المسيح سوف نختبر القيامة شخصياً لأن لنا الحياة التي يمنحها لنا المسيح وقد غلبنا الموت. من المستحيل أن يغلبنا الموت (كورنثوس الأولى 15: 53-57).الرب يسوع المسيح هو "بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ" (كورنثوس الأولى 15: 20). بكلمات أخرى، قاد المسيح طريق الحياة بعد الموت. وقيامة المسيح مهمة كشهادة على قيامة البشر، التي هي أحد الأعمدة الأساسية في الإيمان المسيحي. فالمسيحية تنفرد بأن مؤسسها قهر الموت ويعد كل أتباعه أن يكونوا مثل سيدهم. كل الأديان الأخرى التي أسسها رجال أو أنبياء كانت نهايتهم في القبر. أما نحن كمسيحيين فنعلم أن الله صار إنساناً، ومات عن خطايانا، وقام في اليوم الثالث. ولم يستطع القبر أن يوقفه. وهو حي ويجلس اليوم على يمين الآب في السماء (عبرانيين 10: 12).تقدم كلمة الله ضمان قيامة المؤمن عند مجيء المسيح لإختطاف الكنيسة. وهذا اليقين ينتج عنه ترنيمة إنتصار عظيمة يكتبها الرسول بولس في رسالة كورنثوس الأولى 15: 55 "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (أيضاً هوشع 13: 14). إن أهمية قيامة المسيح لها تأثير على خدمتنا للرب الآن. يختم الرسول بولس خطابه حول القيامة بهذه الكلمات: "إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ" (كورنثوس الأولى 15: 58). فلأننا نعلم أننا سوف نقام إلى حياة جديدة، يمكننا إحتمال الإضطهاد والخطر لأجل المسيح (الآيات 30-32)، مثلما تحملها الرب يسوع. وبسبب قيامة المسيح، إستبدل الآلاف من الشهداء المؤمنين عبر التاريخ حياتهم الأرضية طوعاً بحياة أبدية وموعد القيامة من الأموات.القيامة هي الإنتصار والغلبة المجيدة لكل مؤمن. لقد مات المسيح، ودفن، وقام في اليوم الثالث كما هو مدون في كلمة الله (كورنثوس الأولى 15: 58). وهو سيأتي ثانية! سوف يقام الموتى في المسيح، والأحياء وقت مجيئه ستعطى لهم أجساد جديدة وممجدة (تسالونيكي الأولى 13:4-18). فما سبب أهمية قيامة المسيح؟ إنها تثبت من هو يسوع. كما توضح قبول الله لتضحية المسيح من أجلنا. وتثبت قدرة الله على إقامة الأموات. وتؤكد لنا أن أجساد الأموات الذين يؤمنون بالمسيح لن تظل مائتة، ولكنها سوف تقام إلى الحياة الأبدية.
المزيد
26 أبريل 2022

تعليق الأذهان بالذبيحة والفداء

قيامة الرب ابتهجت نفوس التلاميذ والكنيسة كلها وستبقي موضوع فرحها وتسبيحها لكن هذا الفرح وتلك البهجة بالقيامة لن تنزع صورة الصليب بل تؤكدها وتثبتها عبر الأجيال وإلي الأبد. ولعل هذا ما دعي الكنيسة أن تطلق على عيد القيامة "عيد الفصح " إذ تريد أن لا تنتزع صورة الذبح التي للحمل الحقيقي عن أذهان أولادها. لهذا لا عجب إن رأينا الكنيسة في فجر عيد القيامة في فجر عيد القيامة أو قل عيد الفصح تقيم القداس الإلهي ليأكل أولادها من جسد الرب المذبوح ويشربون دمه المسفوك.. ففي عيد القيامة تمتعهم ببركات الصليب وتذوقهم من الحمل الحقيقي.. لأن القيامة أكدت الذبيحة وكشفت عملها لنا نحن البشريون. هو عيد المصلوب وليس آخر. هو عيد الفصح المذبوح الذي لا يزال دمه يطهرنا من كل خطية! لذا أينما تحدث الكتاب عن القيامة ربطها بالصليب وعندما نعيد بالقيامة إنما نعيش في أحضان المصلوب ونشرب من جراحاته المحيية. أعزائي... إن الرب هو الذي سبق فأعد لنا أولًا هذا العيد وهو الذي يتعطف بنا ويتحَنَّن علينا بأن نعيد به عامًا بعد عام فقد أرسل ابنه للصليب من أجلنا ووهبنا بهذا السبب العيد المقدس الذي يحمل في طياته كل عام شهادة بذلك إذ يتم العيد كل عام في نفي الوقت (بنفس المناسبة). وهذا أيضًا ينقلنا من الصليب الذي قدم للعالم إلي ذاك الذي هو موضوع أمامنا إذ منه ينشئ لنا الله فرحًا بالخلاص المجيد ويحصرنا إلي نفس الاجتماع ويوحدنا في كل مكان بالروح راسمًا لنا صلوات عامة ونعمة عامة تحل علينا من العيد. أخوتي.. إننا ننتقل هكذا من أعياد إلي أعياد ونصير من صلوات إلي صلوات ونتقدم من أصوام إلي أصوام ونربط أيامًا مقدسة بأيام مقدسة. لقد جاء مرة أخري الوقت الذي يجلبنا إلي بداية جديدة تعلن عن الفصح المبارك الذي فيه قدم الرب ذبيحة إننا نأكله بكونه طعام الحياة ونتعطش إليه مبتهجة نفوسنا به كل الأزمان كأنه يفيض بدمه الثمين.إننا نشتاق إليه على الدوام شوقًا عظيمًا وقد نطق مخلصنا بهذه الكلمات في حنو محبته موجهًا حديثًا إلي العطشى إذ يريد أن يروي كل عطشان إليه قائلًا "إن عطش أحد فليأت إلي ليشرب (يو27:7). ولا يقف الأمر عند هذا الحد أنه إذا جاءه أحد يروي عطشه فحسب بل عندما يطلب إنسان يعطيه المخلص بفيض زائد مجانًا لأن نعمة الوليمة لا يحدها زمن معين ولا تنقض عظمة بهائها بل هي دائمًا قريبة تضيء أذهان المشتاقين إليها برغبة صادقة لأن في هذه الوليمة فضيلة دائمة يتمتع بها ذوي العقول المستنيرة المتأملين في الكتاب المقدس نهارًا وليلًا مثل الرجل الذي وهب نعمه كما جاء في المزامير "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس لكن في ناموس الرب يلهج نهارًا وليلًا" (مز2، 1:1). لأن مثل هذا لا تضئ له الشمس أو القمر أو مجموعة الكواكب الأخرى بل يتلألأ ببهاء الله الذي فوق الكل. البابا اثناسيوس الرسولى
المزيد
29 يوليو 2022

التطبيقات العملية للحياة الروحية

۱- مداومة الصلاة القلبية بحب : كلمـة مداومـة تعني الاستمرار ، وكـمـا يقـول الكتاب : " ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل " ( لو ١٨ : ١ ) ... فصـلواتنا هـي العلاقة الشخصية التي تربطنـا بالله ... وأجمل تعريف للصلاة ، قاله معلمنا داود النبي : " جعلت الرب أمامي في كل حين ، لأنّه عن يميني فلا أتزعزع " ( مز 16 : 8 ) . ففي كل مرة ترفع قلبك إلى الله للصـلاة ، تزداد اشتياقاً وكأنـك بصـلاتك ترتفع درجة إلى السماء . الصلاة الحقيقية يا عزيزي هي الصلاة القلبية المملوءة حباً ... فلا يقـدس أوقاتنا وأعمارنا إلا الصلاة ، ولتسأل نفسك دوماً : ما هي قامتك الروحية ؟ وما هي صلواتك ؟ وما هو قانونك مع أب اعترافك ؟ وهذا هو التطبيق العملي الأول مداومة الصلاة القلبية بحب والثاني ممارسة الأسرار الكنسية بوعي . ٢- ممارسة الأسرار الكنسية بوعي :- إن أكثر الأسرار الكنسية التي تمارسها باستمرار : سـر الاعتـراف وسـر التناول . وهذه الأسرار ما هي إلا قنـوات للنعمة ، والكتـاب يـذكرنا في المزمـور الأول " فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه " ( مز 1 : 3 ) . والمقصود " بمجاري المياه " هي قنوات النعمة ، فجلسة الاعتراف ، ما هـي إلا قناة للنعمة . لذا يجب أن أكون بوعي فيها . أذكـر خطيتـي بقلـب تائب أمام الله في حضور الأب الكاهن ، وأقـيـم وعـداً جديداً في حياتي الروحيـة مـع الله ولسان حالي يقول " تعهدات فمي باركها يارب " ( مز ۱۱۹ ) . أما أثناء القداس أشعر وكأنني في السماء ، وبالتالي يرتفع قلبي وفكري نحو الله خلال مردات وألحان القداس الإلهي . وقد يقول أحـد إنـنـي أحضـر القـداس ، وأمـارس سـر الاعتراف ، لكننـي لا أستفيد شيئاً ! السبب في ذلك يا صديقي ، هو غياب الوعي القلبي لديك ، ويمكن تشبيه ذلك بشخص يتكلم مع آخر وهذا الآخر غير منتبه إلى حديثه ، لأنه مشغول بقراءة شيء أمامه مثلاً فكيف له أن يدرك قـول ومشـاعر محدثه ؟! وعـلى النقيض هناك آخـر ينصت ويستمع بمنتهى التركيز ، وهـذا الإنصات يسمى إنصات تفاعلي ، فيدرك الرسالة الموجهة إليه بل ويتفاعل معها . وعلى هذا الأساس اسأل نفسك : كيف تحضر القداس الإلهي ؟ هل عقلك مشغول بأمور أخرى ، أو يجذبه العالم باهتماماته ومشاكله وبالتالي يكـون جسدك في القداس ، أما عقلك وقلبك في مكان آخر ! ٣- معايشة كلمة الكتاب بانتظام :- أود أن أطرح عليك هنا سؤالاً : هل تقرأ الإنجيل بانتظام يومياً ؟ هل تدرس الكتاب المقدس كل يوم ؟ أم أنك تقرأ وتدرس وتتأمل ؟ فقراءة الكتاب المقدس درجة روحية ، يعلوها دراسة كلمة الله ... أمـا مـا هو أسمى فهو الدراسة والتأمل والحياة بكلمة الله بشكل عملي . إذا لم يقم الإنسان بكل هذا ، كيف يقول عن نفسـه أنـه يحيـا بالإنجيـل ؟! وكيف يكون الإنجيل بالنسبة له " روح وحياة ؟! " . دعنا نتأمل سوياً في هذه القصة لتدرك مفهـوم الحياة بالإنجيـل بشكل أعمق أصيب رجل في أحد أحياء مدينة تكساس بأمريكا في انفجار ، فقـد فيـه يديه ، كما أصيب وجهه بجراحات خطيرة . فقد الرجل عينيه ، فلـم يعـد قـادراً على القراءة . ووسط مرارة نفسه اشتاق أن يقرأ الكتاب المقدس ، فبدأ يسأل : " كيف يمكنني قراءة الكتاب المقدس ، وقـد فقـدتُ عينـي ويـدي ؟! " . قيـل لـه " توجد سيدة في انجلتـرا تستمتع بقراءة الكتاب المقدس بواسطة شفتيها ، إذ تستخدمها بدلاً من الأصابع لتقرأ الكتاب المقدس بطريقة برايل Braille method بالحروف البارزة " . أرسل إلى الهيئة المختصة لكي ترسـل لـه الكتاب المقدس البارز ليتعلم القراءة بشفتيه . لكن قبل أن يصل إليه الكتاب المقدس اكتشف أن أعصـاب شفتيه قد تحطمت تماماً . إذ وصله الكتاب المقدس المكتوب بحروف بارزة بـدأ يتعلم القراءة بلمس الكتابة بلسانه ! وكان يجد عذوبة في قراءته .. وفي تعليـق له يقول : " لقد قرأت الكتاب المقدس أربع مرات ... وقرأت بعض الأسفار مرات ومرات . " وهكذا .. تحولت ضيقة هذا الإنسان إلى خبـرة التمتع بكلمـة اللـه التي تهب النفس عذوبة وتعزية . ... " إن هذا الإنسان يديننا ... لأنه تعلم أن يقرأ الكتاب المقدس بلسانه بعـد أن فقد يديه وعينيه وأعصاب شفتيه . أي عذر لنا ؟! نتحجج بحجج واهية ... إنه لا يوجد وقت !! ويشغلنا إبليس بالعالم واهتماماته ومسئولياته ... فما أكثر الذين يعتذرون عن عدم القراءة في الكتاب المقدس بأنه ليس لديهم وقت !! بينما يجدون وقتاً للتسلية والمقابلات العديدة . والحقيقة أن ليس لديهم رغبة !! يا حبيبي ومخلصـي .. هب لي أن أختبـر عذوبة كلمتك ، لأقرأهـا بـكـل كياني ! لأختبـر قـوة كلمتـك فأحيـا بهـا وأتمتع بمواعيـدك .. بهـا أنطلـق إلى الأحضان الأبوية الإلهية .. بها أنعم بالمجد الأبدي . قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال١١٨ عن كتاب خطوات
المزيد
25 أبريل 2023

براهين القيامة - القبر الفارغ والكفن المقدس

عثر الباحث جوردرن سنة ١٨٨١على حديقة صغيرة عند سفح جبل الجلجثة إلى الغرب، وذلك تحت خمسة أقدام من القمامة، حيث وجد بها قبرا منحوتا في الصخر، مع ممر أمامي، وحجر ضخم مدحرج عند فوهة المكان. ولم تكن بالقبر أية آثار لموتى أو تعفن، وهو يتسع لمجموعة صغيرة من الأشخاص، كي يلتقوا فيه. ومن المعروف أن الإمبراطور الروماني هادريان (١٣٥ م)،كان قد بنى معبدا للإلهة فينوس فوق قبر المسيح. وقد عثر جوردون على آثار وأطلال هذا المعبد، مع تمثال لفينوس، وذلك لأن الملك قسطنطين حين آمن بالمسيح حطم معبد فينوس (٣٣٠ م). وهذا القبر الفارغ برهان قوي على حقيقة القيامة. فالرب تركه فارغا، وانطلق بجسده الجديد، يظهر لتلاميذه ، ثم يصعد إلى السموات. ولنا في القبر عدة ملاحظات: ١. أنه قبر جديد: وهذا شيء هام، فلو كان القبر قديما، ودفن فيه كثيرون، فمن أدرانا أن الذي قام هو الرب، وليس أحدا آخر؟ لكن القبر كان جديدا، نحته يوسف الرامي في صخر، ولم يدفن فيه أحد قط، قبل السيد المسيح. ٢. الدراسات العلمية والتاريخية: تؤكد أنه قبر السيد المسيح، فهو موجود بأورشليم ومنذ مئات السنين كان مزارا للمسيحيين، يلتمسون منه بركة المسيح الظافر. إن كافة الحفريات والدراسات العلمية، وأقوال المؤرخين تؤكد لنا أنه قبر السيد المسيح، الذي كان قد دفن فيه، وقام منه. ٣. أقوال البشيرين: ولقد تحدث البشيرون عن حقيقة القبر الذي وجدوه خاليا من الجسد، الذي وضعوه فيه بأيديهم... + "إذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء، وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه، وكان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج، فمن خوفه ارتعد الحراس، وصاروا كأموات" (مت ٢:٢٨-٤) + فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع... وإذا رجلان وقفا بهن... وقالا لهن: ليس هو ههنا لكنه قام"(لو ٢٤: ٣-٦). + "قام بطرس وركض إلى القبر ونظر الأكفان موضوعة وحدها، فمضى متعجبا في نفسه مما كان"(لو 24: 12). + سبق التلميذ الآخر (يوحنا) بطرس وجاء أولا إلى القبر وانحنى فنظر الأكفان موضوعة، والمنديل الذي كان على رأسه... ملفوفا في موضع وحده..." (يو ٢٠: ٢-١٠). وهكذا اتفق البشيرون جميعا أن القبر كان فارغا والكفن متروكا في تنسيق بديع، يؤكد قيامة الرب نافضا عنه أكفان الموت! ٤. كلام الحراس: وهذا من أقوى الأدلة على قيامة المسيح! فأولئك الذين جاءوا لحراسة القبر، بعد أن طلب رؤساء الكهنة ذلك من بيلاطس قائلين:" يا سيد، تذكرنا أن ذلك المضل قال - وهو حي - إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث. لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا أنه قام ... فأجابهم بيلاطس: "عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون" فمضوا وضبطوا القبر بالحراس. وختموا الحجر. إذن فهناك توقع من رؤساء الكهنة أن يحدث شيء وأن هذا الشيء سيحدث بالذات في اليوم الثالث، والحراس جاءوا من طرفهم لا من طرف بيلاطس، ولاشك أنهم أوصوهم كثيرا أن يراقبوا الأمور خشية سرقة التلاميذ للجسد في اليوم الثالث بالذات. لكن ماذا حدث؟ زلزلة رهيبة، وملاك نزل من السماء ودحرج الحجر وجلس عليه متحديا، وإذ بالقبر خال من الجسد! فهرول الحراس في رعب شديد واجتمعوا مع الشيوخ... وتشاوروا... وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين: قولوا أن تلاميذه أتوا وسرقوه ونحن نيام... وإذا سمع ذلك الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين... فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم.." (مت ٢٨: ١١-١٥). والسؤال هنا: - + لو كان الحراس نياما، فما هي مهمتهم إذن؟ خصوصا في اليوم الثالث؟ هل من المعقول أن يناموا في اليوم المهم؟ ألم يرتبوا كالمعتاد دوريات حراسة؟ + وإذا كانوا نائمين، فكيف علموا أن تلاميذه بالذات هم الذين أتوا وسرقوه؟ + وألم يكن كافيا ذلك الصوت الرهيب المنبعث من التلاميذ وهم يدحرجون الحجر لكي يستيقظوا ؟ ولكونهم جنودا مدربين ومسلحين، حتما سيطردون التلاميذ.+ والتلاميذ العزل الخائفين، من أين واتتهم هذه الجرأة؟ ألم يهربوا ساعة الصلب؟ ألم يقضوا الأيام بعد الصلب خلف أبواب مغلقة بإحكام؟ هل حدث أن سلحوا أنفسهم لمهاجمة الحراس؟ إذن فأين الإصابات بين الحراس؟ + وكيف وجدت الأكفان مرتبة، والمنديل ملفوفا وموضوعا لوحده، هل من يسرق ينسق بقايا سرقته، أم يتركها في ارتباك؟ شكرا الله، أن هذه الأكذوبة أكدت لنا شيئا غاية في الأهمية، أن الحراس أنفسهم شهدوا أن القبر كان فارغا ولم يكن جسد المسيح فيه، اعتبارا من يوم الأحد، حقا... "ليس هو ههنا لأنه قام كما قال" (مت ٦:٢٨) 5. الكفن المقدس: وهذا دليل إعجازي على قوة قيامة الرب. فلقد اكتشف العلماء- بعد دراسات علمية ومعملية غاية في الدقة - أن الكفن المقدس الذي تركه الرب في ترتيب لأنه قام بجسده النوراني دون ضرورة بعثرته، يحمل بين طياته أدلة علمية تؤكد صدق كل ما نعرفه من أحداث الصلب والقيامة. ومن بين هذه الأدلة ما يلي: ١. أن الصورة المنطبعة على الكفن سلبية (Negative) والصورة التي التقطت لها إيجابية واضحة. ٢. أن الدراسة التشريحية الدقيقة تؤكد أن المسامير لم تكسر حتى أصغر العظام، لأنها دخلت فيما بينها تماما كنبوة العهد القديم "إن عظما لا يكسر منه". ٣. إن الصورة لا تبدو واضحة حينما تقترب منها، ولا حين تبتعد عنها بمقدار ذراع... مما يستحيل معه أن يرسمها فنان، إذ كيف يتابع ما يرسم دون أن يراه؟! 4. ولا توجد في الصورة - بكل الوسائل العلمية - أية آثار لمادة تلوين، ولا أماكن مشبعة باللون أكثر من غيرها، ولا أثر ليد فنان يرسم. ٥. والصورة لا تتأثر بالحرارة ولا بالماء ولا كيميائيا. ٦. والدم الذي على الكفن دم حقيقي ويحوي مادة الهيموجلوبين فعلا، وبعد إزالة كل أثر للحديد وجدت أيضا مادة البورفرين. ٧. وهي صورة ثلاثية الأبعاد. ٨. والدراسات العلمية للكتان أكدت أنه يرجع إلى القرن الأول ، وبه القطن الذي لا ينمو إلا بالشرق الأوسط، بل وبعض حبوب لقاح لنباتات لا تنمو إلا بأورشليم. ٩. أما مسار الدماء التي نزفت من يدي المخلص وقدميه، فموضوع دراسة عجيب ومذهل. ١٠. وأما آثار السياط التي جلدوه بها فهي موضوع خشوع وانسكاب، فهي سياط ثلاثية تركت جروحا في ظهر المخلص، وهي واضحة في صورة الكفن بصورة ترينا قسوة الضرب، وبشاعة خطايانا. ١١. والدراسة المتأنية للأيقونات القديمة تحوي تشابهات دقيقة وكثيرة مع ما نراه بالكفن . ١٢. كذلك آثار إكليل الشوك، والضرب على الوجه، والطعنة، وخروج الدم والماء، وعدم وجود آثار تعفن في قماش الكفن . ١٣- إنها صورة إعجازية نتجت عن وهج نور قيامة المخلص وهي دليل يضاف إلى كل ما ذكرناه سابقا.ولكن أقوى دليل هو قيامة الرب في حياة كنيسته وأبنائه... له كل المجد! 6. أقوال بولس الرسول: لقد حاول بعض نقاد الكتاب أن يشككوا في قيامة الجسد، فقال "شميدل" أن المسيح قام بروحه فقط، أما فكرة القيامة بجسده، فهي تطور تال. وقال "وايزساكر " أن الرسول بولس لم يتحدث عن قيامة المسيح بجسده، لأنه لم يكن يعلم عنها شيئا، وقال "هارناك" أن قيامة المسيح جسديا أمر وارد ولكنه ليس يقينيا. لكن الرسول بولس حين تدرس كتاباته وأقواله يؤكد على حقيقة الجسد القائم ويلغي تصوراتهم الخاطئة... وهذه مجرد أمثلة: + كيف رجعتم إلى الله من الأوثان، لتعبدوا الله الحي الحقيقي، وتنتظروا ابنه من السماء، الذي أقامه من الأموات" (١ تس ١: ٩). + "إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضا معه" (1 تس ١٤:٤) + أنني سلمت إليكم في الأول (في اليونانية En Prwlois First and foremost = أي أهم شيء) ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (١ كو ١٥: ٣-٤). والدفن هنا مقابل القيامة، دفن بجسده، وقام بجسده. + "الآن قد قام المسيح من الأموات، وصار باكورة الراقدين" (١ كو ١٥: ٢٠)، وهل سنقوم نحن بأرواحنا فقط أم بكياننا كله؟ إنها نظرة غير مسيحية من نقاد الكتاب حيث يتعاملون دائما مع الجسد بأسلوب هندي، إذ يرون فيه انه سجن الروح، وأنه للهلاك. أما المسيحية فهي تقدس الجسد وتجعلنا متوقعين التبني. فداء أجسادنا" (رو ٨: ٢٣). وسوف نتغير إلى صورة جسد مجده" (في ٣: ٢١). إذن فالجسد... للرب، والرب للجسد" (١كو ٦: ١٣). ونحن حينما نقمع أجسادنا بالصوم، فليس إلى الهزال والمرض أو أضعاف قدراتنا البدنية، ولكنه مجرد زهد اختياري لتنطلق الروح في العبادة ولينضبط الجسد في السلوك. + "الذي أقام يسوع من الأموات... سيحيي أجسادكم المائتة..." ( رو ٨: ١١). + "ولما تمموا كل شيء، أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر ولكن الله أقامه من الأموات، وظهر كثيرا للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم" (أع ١٣: ٢٩-٣١). + "إن يؤلم المسيح، يكن هو أول قيامة الأموات" ( أع ٢٦: ٢٣). + " المسيح بعدما أقيم من الأموات، لا يموت أيضا. لا يسود عليه الموت بعد..." (رو ٦: ٩-١٠). هذا ما كتبه معلمنا بولس عن قيامة الرب، وكتب الكثير غيره، مؤكدا حقيقة القيامة حسب الكتب (=Kata tis Graphia) فالقيامة الحقيقية عاينها الرسل فعلا، ولكنها تتميم لنبوات العهد القديم" أنا اضطجعت ونمت هم استيقظت" (مز 3: 5). أخبر باسمك إخوتي، وفي وسط الكنيسة أسبحك ( مز 22: 22) مشيرا إلى ظهور الرب المتكرر لجماعة التلاميذ عقب قيامته المجيدة.إذن، فلنتحن هاماتنا أمام القبر الفارغ.وأمام الكفن المقدس.وأمام شهادة الشهود.ونبوات الأنبياء. فالقيامة يقين أقوى من الشمس! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
13 سبتمبر 2022

الاستشهاد نصرة على الخطية

الجهاد ضد الخطية اليوم هو نوع من الاستشهاد . أيتها الكنيسة المجاهدة ، هيا بنا نقاوم الخطية المزيفة حتى الدم . أيتها الكنيسة المجاهدة ـ ربنا يسوع قد دان الخطية في الجسد ، وهو أمامنا اليوم على الصليب ، ونحن نهتف بقوة من ورائه , أين شكوتك يا موت ، ـ وما شوكة الموت إلا الخطية وعندما نردد هذا الهتاف خلف المسيح يصبح ذلك شهادة للآخرين على إيماننا . أيتها الكنيسة المجاهدة هيا بنا نعلن للعالم أن دم يسوع يطهر من كل خطية . وأنت أيتها الكنيسة المجاهدة في جهادك بقوة الصليب ـ مطهرة بدمه ، وغالبة به تناشدين الكنيسة المنتصرة قائلة : یابوتامينـا العفيفة : لقد فضلت أن تلقى في الزيت المغـلى تدريجيا على أن يعرى جسمك ، فيا أيتها العفيفة بوتامينا اشهدی لبناتنا اليوم وقولى لهم عن سر قوتك وأمانتك وجهادك .وأنت يا بربتوا العفيفة : عندما طرحك الثور في حلقـة الاستشهاد ، لم تهتمى بطعنات الثور بقدر ما اهتممت بتغطية جسدك عندما تمزقت ثيابك بقرن الثور - أيتها العفيفة صلى من أجل بناتنا في وسط موضات العالم . وأنت أيها الشهيد العظيم مار جرجس : عندما أحضروا لك المرأة الخليعة في حجرة واحدة وقفت تصلى حتى أنها أعلنت شاهدة قائلة : , أحضرونى لاسقطك بسحر خلاعتی ، لجذبتنی بسحر طهارتك ، أيها العظيم مارجرجس علم شبابنا اليوم أن للطهارة سحر وجاذبية وأنت يا يوسف الصديق : أمام امرأة فوطيفار ستشهد لنا دائماً أن الله موجود معك فكيف تصنع الشر أمامه ، سوف تشهد لنا أنك تخاف الله أكثر من بطش امرأة سيدك . إنها الآن ساعة للعمل للجهاد ـ للشهادة الطهارة مع بوتامينا - و بربتوا والقديس جرجس ويوسف الصـديق وسمعان الخراز وموسى الأسود . كل هذا بقوة المسيح الحال فينا , أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني . . المتنيح القمص بيشوى كامل كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج عن كتاب المسيحية هى روح الاستشهاد
المزيد
22 مايو 2023

اختبار قوة قيامة المسيح في حياتنا

نحن نعيش مشاعر اختبار قوة قيامة السيد المسيح في حياتنا، بالانتصار على الخطية، وعدم الخوف من الموت، وعدم اليأس في الضيقات، والإيمان بالحياة الأبدية.. الحياة الأفضل التي أُعطيت لنا من الله الآب: «بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي اعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي ابْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ والْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ» (2تي1: 9 و10).مَن كان يستطيع أن يَعبُر بطبيعتنا الساقطة التي كانت في قبضة الشيطان، ويعبر بها من الموت إلى الحياة، من الظُلمة إلى النور، من الضياع إلى الوجود في أحضان الآب السماوي؟! مَن كان يستطيع أن يفعل هذا كله؟ إنه «الرب العزيز القدير، الرب القوي في الحروب» (مز23: 8)، هو وحده الرب الذي قام منتصرًا بجسد ممجّد.. وليس قام فقط، لكنه صعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب بنفس الجسد الذي اتخذه من العذراء مريم وصُلِب به عنا لكي يفدينا، وقام به ممجدًا لكي ينصرنا على الموت. وصعد لكي يعرِّفنا أنه يوجد في بيت أبيه منازل كثيرة كما قال: «فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3).احتفالنا بعيد القيامة هو درس قوي في أننا لا نهاب الموت، ولا نهتز أمامه لأننا نؤمن بقيامة الرب من بين الأموات، كقول معلمنا بولس الرسول «إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!» (1كو15: 14، 17).احتفالنا بعيد القيامة يجعلنا نثق أن الذين رقدوا لم نفقدهم؛ لأن أرواحهم في الفردوس وأجسادهم سوف تقوم مرة أخرى لكن بصورة منتصرة على الموت مثلما قام السيد المسيح، «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللَّه أَيْضًا مَعَهُ» (1تس4: 14).احتفالنا بعيد القيامة يمحو من داخلنا أحزان فراق الذين رقدوا كما قال معلمنا بولس الرسول: «لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ» (1تس4: 13). وكما قال أيضًا عن نفسه: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» (في1: 23).وأما نحن الذين مازلنا في هذا العالم نحمل صليب الجهاد، وهكذا ونحن نحتفل بعيد القيامة ننتظر على رجاء قيامة الأبرار حينما نلتقي بجميع الأحباء مرة أخرى، ليس في القداس هنا على الأرض الذي هو رمز للأبدية وعربون لها، لكن هناك في المائدة السماوية مع السيد المسيح. ويقول البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن الاستمرار في تذكر القيامة: "إن الصوت الرسولي ينذرنا قائلًا «اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ» (2تي2: 8) دون أن يشير إلى زمن محدود، بل أن يكون ذلك في فكرنا في كل الأوقات. ولكن لأجل كسل الكثيرين نحن نؤجل من يوم إلى يوم. فلنبدأ إذًا من هذه الأيام!" نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
17 يناير 2023

الصبغة

عندما أعلن تلميذا الرب يسوع ( يعقوب ويوحنا ) له أنهما يريدان مكانة متميزة في ملكوته .. قال لهما الرب : « لستما تعلمان ما تطلبان . اتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا ، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟ » ( متی ۲۰ : ۲۲ ) . فلم يفهم التلميذان عمق كلام المخلص .. « فقالا له : " نستطيع » ( مرقس ۱۰ : ۳۹ ) . كانت كأس الرب التي يشربها هي الصليب بكل ألامه ، أما الصبغة فكانت الموت . يا للهول !!! هل يقصد المخلص أنني لا استطيع أن أتمتع بأمجاده ولا الجلوس معه في أبديته إلا إذا صلبت ومت بنفس ميتته ؟! لقد قال السيد لهما : « أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها ، وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان » ( مرقس ۱۰ : ۳۹ ) ، فلم يكن يقصد المخلص حتمية أن يصلب كل إنسان ، أو أن يستشهد بطريقة حرفية ليخلص .. ولكنه كان يقصد الترجمة العملية لصليبه وموته ، فالكأس هي الإفخارستيا والصبغة هي المعمودية . فعندما نشرب كأس الرب نشترك في مفاعيل موته وآلامه المحيية .. « فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس ، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء » ( كورنثوس الأولى 11 : ٢٦ ) .. وعندما نعتمد بالماء والروح نكون قد متنا وقمنا معه .. « مدفونين معه في المعمودية ، التي فيها أقمتم أيضا معه » ( كولوسي ۲ : ۱۲ ) . فالمعمودية قبر وأم ، موت وميلاد جديد ، بل بالحري قيامة من موت .. « فدفنا معه بالمعمودية للموت ، حتى كما أقيم المسيح من الأموات ، بمجد الآب ، هكذا تسلك نحن أيضا في جدة الحياة ؟ » ( رومية 6 : 4 ) . الإنسان المسيحي هو إنسان جديد في كل شيء ، والحياة المسيحية هي حياة التجديد المستمر .. « إذا إن كان أحد المسيح فهو خليقة جديدة : الأشياء العتيقة قد مضت ، هوذا الكل صار جديدا » ( كورنثوس الثانية 5 : 17 ) . إذا فالصبغة التي نحصل عليها في سر المعمودية المقدسة هي بعينها الاشتراك في موت السيد المسيح وقيامته ، والتمتع بقيمة وفائدة هذا الفداء العظيم .. والعكس صحيح فبدون المعمودية لا يستطيع الإنسان أن يخلص .. « إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله » ( يوحنا 3 : 5 ) . لابد أن تموت مع المسيح لأنه قيل : « بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ! » ( عبر ۹ : ۲۲ ) والموت هنا شيء بسيط وهو المعمودية ، شكرا لك يا إلهي الصالح .. أنك مت عني ومنحتني أن أتمتع بمفاعيل موتك وحياتك بوسيلة سهلة متاحة وهي التغطيس في صيغة المعمودية . » نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل