المقالات

13 مايو 2023

تقرأ بعد انجيل عشية يوم الأحد الرابع من الخمسين

تتضمن الحث على طهارة النفس قبل التقدم إلـى الاسرار الالهية . مرتبة على قولـه تعـالي بفصــل الانجيل : " كما أرسلني الأب الحـي وأنـا حـى بالاب فمن يأكلني فهو يحيا بى" ( يو ٦ : ٥٧-٦٩ ). يجب أن نهرب ايها الأحباء من محبة المال والشراهة وطلب الإكثـار مـن حطام الدنيا . لأن المريض بهذا الداء يشتهى أن تمطر السماء ذهباً وتثمـر الأرض سبائك . وتنبع العيون فضة . وتستحيل الجبال معادن . ويبغض الأغنياء حسداً علـى مالهم . ويكره الفقراء خوفاً من الجود عليهم . وينكر الأهل والأقـارب لئلا يثقلـوا عليه . وبذلك يستعد لعقوبة عظيمة من الله . فإن يهوذا الذي كان تلميذا ورسولا للسيد المسيح وكان مشاهداً عجائبه ومعجزاته . لما أصيب بمحبة المال سلب منه هذا الـداء صحته . فصار عديم العقل مظلم البصيرة . وحشى الطباع . ردئ السريرة . عارياً من الايمان . غارقا في بحار الغدر والخيانة . بائعا سـيـده بـأبخس ثمـن . مخلـدا مع الشياطين في الدركات الجهنمية . أما تلك الأمرأة الصحيحة العزم فانها لما اسـتهانت بمالها استحقت أن تمس قدمى يسوع الطاهرتين وتبلهما بدموعها وتمسحها بشـعرها فنالت مغفرة خطاياها الكثيرة . وإذ قد عرفنا الآن سبب سقوط يهوذا وإنتشال هذه الخاطئة . فلنجتـهـد فـى إجتناب محبة المال والهروب من كل رذيلة . وأن لا نتقدم إلى جسد سيدنا كما تقـدم يهوذا الخائن ونحن متمسكون بحب الفضة . مظهرون الورع . مضمـرون الخبـث والحسد . فنكون بذلك مذنبين إليه ونأخذ أعظم دينونة . إن الذين يريدون شرب الدواء لإزالة أمراضهم يأمرهم الاطباء أولا بالحمية والإمتناع عن تناول الأطعمة الرديئة . ويكلفونهم استعمال المنضجـات والأغذيـة اللطيفة ويحددون لهم أوقات الغذاء وأوقات الرياضة . لكي تنقطع الأخلاط اللزجـة وتتلطف الفضلات الكثيفة وتتفتح المجاري المقفولة . وبعـد ذلـك يصرحـون لـهم استعمال الدواء . لعلهم أن الدواء إذا استعمل على خلاف مقتضـــاه يـشـوش نـظـام الطبيعة ويثير الأخلاط الساكنة ويعرض البدن لحدوث أمراض أخرى . كذلك الذيـن يريدون زرع اراضيهم فانهم يتقدمون أولا بحرثها وإصلاحها وتنقيتها من الأشـواك والحجارة . وبعد ذلك يلقون بذارهم فيها وهم مطمئنون . كذلك الذين ينتظرون زيـارة الملوك لهم فإنهم يتقدمون أولا بتنظيف الاوساخ وإخـراج الزبالـة . ثـم يفرشـون الابسطة والطنافس ويصففون أواني الأشربة . ويزخرفــون المجـالس بقـدر مـا يستطيعون وإلا فيعتريهم الخجل والهوان . فإذا كان الذين يريدون شرب الدواء ، والذيـن يبـذرون الـزرع . والذيـن يضيفون الملوك يتقدمون بهذا الاحتياط والاهتمام . وكل فريق منهم يخشى أن يكـون قد قصر في عمل الواجب عليه . فما بالنا نحن نتقدم لتناول الجسد الإلهي من غـير أن نطهر ذواتنا وننقى قلوبنا من الآثام . ونتزين بالصفات الكاملة اللائقة بإقتبالنا هـذا السر العظيم ؟ وكيف لا نذوب وجلا وخجلا إذا تقدمنا إلى المسيح وتعرضنا لتنـاول جسده الطاهر ونحن ملطخون بأقذار الخطايا ؟ أسمع ايها الحبيب ما يقوله بولـــس إن من يأكل من هذا الخبز ويشرب من هذا الكأس وهو غير مسـتحق لذلـك فـهو مذنب إلى جسد ربنا ودمه الكريم وإنما يأكل دينونة لنفسه إذا لم يميز جسـد الـرب ولذلك تكثر فيكم الأمراض والعلل والذين يموتون بغتة فليمتحــن الانسـان نفسـه ويصلحها وحينئذ يأكل من هذا الخبز ويشرب من هذا الكأس والقانون المقـدس يقول : إذا تكاملت الصلوات كلها فليقل القسيس أو أحد الشمامسة . من كـان طـاهراً فليدن من الأسرار الطاهرة ومن كان غير طاهر فلا يدن منها لئـلا يـحـترق بنـار اللاهوت ومن كانت له عثرة مع أخيه أو كان فيه فكر زنـى أو كـان سـكيراً أو غاصباً أو غير ذلك من أهل المعاصي فلا يدن منها . ويقول الروح القـدس علـى لسان النبي للخاطئ : " قال الله لماذا أنت تخبر بعدلى وتأخذ عهدي بفمك . وأنت قـد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك . إذا رأيت سارقا تجرى معـه ومـع الفاسـق جعلت نصيبك وفمك يكثر من الشر ولسانك يخترع غشاً وإذا جلست تتكلم على أخيك . يقال إن أحد القديسين مكث سائحاً في الجبال والبراري والمغاير أكثر مـن أربعين سنة حتى أظهر الله له الخفايا وأنست به الوحوش الضارية وخدمته السـباع الهائلة . وبعد ذلك اشتاق إلى تناول الأسرار الطاهرة . فوقف أمام الله وصلى ليــأذن له في الذهاب إلى بعض الديورة ليتناول الجسد المقدس . فأتاه صوت مـن السـماء قائلا اختبر ذاتك . فإن وجدتها كعمود النور الصافي الذي لا دنس فيه فاذهب وتناول القربان المقدس . فما بالنا نحن نتسابق إلى تناول جسـد الـرب ودمـه كالأطفـال ونتزاحم كالوحوش ونتدافع كالمجانين . ينبغي لنا أن ننتبه من غفلتنا . ونتقـدم بقلـب نقى وغيمان وثيق إلى جسد ربنا كما قال الرسول : ويجب أن تكون قلوبنا مرشـومة نقية من الهواجس الردية وأجسادنا مغسولة بالمياه الصافية متمسـين بـالاعتراف برجائنا غير حائدین يا للعجب من أن أحدنا إذا عزم على مخاطبة الملك فإنه يجتمع أولا ببعـض رجال دولته ليهتبر أخلاق الملك وعاداته . ليهذب أخلاقه طبقاً لذلك . وإذا لـه فـي الدخول يسير برهبة ويقف خائفاً مرتعداً . وإذا أشار عليه أحد رجاله بـأن لا يقـدم على الملك لأجل قذارة ثيابه أو لأجل ما يبلغ الملك عنه من رداءة سيرته فانه يشكر ذلك المشير لأنه حذره ونصح له قبل وقوع المكروه به لأنه لو دخل الملـك وهـو غير أهل لذلك لخرج مطروداً مهاناً . وأنت أيها العزيز يقول لك الكاهن الـذي هـو أحد رجال دولة المسيح : لا تتقدم اليه لئلا تحترق بنار اللاهوت لأنـه بلغنـى أنـك فاسق أو سارف أو سكير أو غير ذلك فتغضب من كلامه ولا تلتفت إلى نصيحتـه . فكيف تغضب من كلام النصوح المحب لك المشفق عليك ؟ اسمع قول الله لموسـى النبي في القرابين المأخوذة من شحم الحيوان : إن كل نفس تتقدم إلى المذبـح وهـى غير طاهرة تهلك تلك النفس من شعبها " . وإذا كان الطبيب يمنع المريـض مـن تناول الدواء بدون استعداد إشفاقا عليه ، والكاهن من تناول الاسرار بدون استحقاق إشفاقاً على من يريد أن يتناولها وخوفاً من حلول العقوبة به . فكيف يغضب الجـهلاء من الذين ينصحونهم ويعرضون أنفسهم للبلاء العظيم . فإن كنت ياهذا جاهلا قيمـة جسد سيدك فاسمع يوحنا مخاطباً الكهنة حيث يقول : أي يد تتجاسر على الدنو مـن هذه الذبيحة ؟ وأي نظر يستطيع أن ينظر عظم شرفها ؟ وكيف لا يجب أن تكـون أبهى من الشمس وأرفع من السماء . بعيدة من كل نقيصة ولهذا تكون عقوبتكم غـير صغيرة لأنكم لم توزعوا هذه الذبيحة بحرص شديد لأنك إذا عرفت عن إنسان أنـه ردئ السيرة وسمحت له بتناولها فدمه يطلب منك . ولو كان رئيساً أو حاكما أو قـائد جيش أو صاحب تاج أو أرفع شأنا من ذلك لأنك قد أعطيت السلطان على التصرف في هذه المائدة . وإذ كان سلطانها مسلماً إليك هكذا فلماذا لا تكون وكيلا أمينا ؟ فسبيلنا أن نطهر سرائرنا وننقى ضمائرنا قبل التقدم إلى الجسد الطاهر لكـى نفوز بملكوت ربنا الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
08 مارس 2023

فرح.. وفرح

هناك فرح تافه بأمور العالم الزائلة، ومتعها ومثلها فرح سليمان بكل تعبه الذي تعبه تحت الشمس (جا 3)، ومثلها فرح يونان باليقطينة بينما لم يفرح بخلاص نينوى ومن هذا النوع فرح الابن الكبير بقوله لأبيه "وقط لم تعطني جِديًا لأفرح مع أصدقائي" (لو 15: 29) ومن الفرح الزائف، فرح بعض الناس بالمواهب كما فرح التلاميذ بإخراج الشياطين، فقال لهم الرب "لا تفرحوا بهذا، أن الشياطين تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسمائكم قد كتبت في ملكوت الله " ولعل أسوأ أنواع الفرح، الفرح بالألم وعن هذا قال الرسول "المحبة لا تفرح بالإثم" (1 كو 13)، كمن يفرح بضياع الناس وخسارتهم وقد قال سليمان الحكيم "لا تفرح بسقوط عدوك" (أم 24: 17) وهذا الفرح الرديء يسمونه (الشماتة) أما الفرح المقدس، فهو من ثمار الروح (غل 5: 23) لقد فرح التلاميذ لما رأوا الرب، وفرح المجوس لما رأوا النجم، وفرح الصديقون بثمار تعبهم المقدس "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" وشرح لنا الكتاب الفرح بالخلاص، والفرح بالبشارة وهكذا قال الملاك للرعاة "ها أنا أبشركم بفرح عظيم، انه ولد لكم مخلص وعن فرح الخلاص قال المرتل "امنحني بهجة خلاصك" (مز 50) وقال الأب "كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش" (لو 15: 32) والفرح بتوبة التائب يكون في السماء والأرض فحينما وجد الراعي الصالح خروفه الضال "حمله على منكبيه فرحًا"، وقال أيضًا "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب " (لو 15: 6، 7) وقد فرحت الأرملة بوجود درهمها الضائع ودعت جميع جيرانها ليفرحوا معها ونحن نفرح أيضًا بجميع وسائط النعمة "فرحت بشهاداتك"، "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز 22: 1)، " مجارى الأنهار تفرح مدينة الله" بل الصديقون يفرحون أيضًا بالتجارب (يع1) وبالتأديب "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة"، "لذلك اسر بالضيقات، بالضرورات" ولعل أعظم فرح، هو فرح الملكوت "ادخل إلى فرح سيدك، هذا هو الفرح الحقيقي فيه نفرح بالرب، وبِلُقياه وعشرته، وإن كنا لم نصل بعد إلى الملكوت، فإننا نفرح بانتظاره، بالرجاء" "فرحين في الرجاء" كما قال الرسول (رو 12). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
29 مايو 2023

القيامة هي النور الذي أشرق

القيامة هي الجانب الملموس لمجد الصليب. ففي الصليب قوة المحبة الباذلة التي يبدو كأن بذلها يحتّم الغياب الحزين. أمَّا في القيامة فتظهر وهي حاضرة في جراح المصلوب القائم لكي تمنح لقابليها الفرصة للتعبير عن فرحهم وتقديرهم وامتنانهم.إن المحبة مثل الشمس إذا غابت فإنها تشرق في الجانب الآخر من المسكونة، وتعود لتشرق من جديد في صباح جديد حاملة معها كل الخير، وتعانقها أغصان الأشجار، وتتألّق بها قطرات ندى الليل، وينسى الطير غيابها لأنها لم تغب إلاَّ لتشرق؛ لا يعوقها عن موعدها لا الجبال ولا الآكام لأنها ترتفع متسامية فوق الجميع.لقد غاب حضور السيد المسيح عن أرض الأحياء حينما غاب بحسب الجسد عن تلاميذه القديسين. ولكنه مُماتًا في الجسد ومحييًا في الروح ذهب فكرز للأرواح التي في السجن. بشَّرهم وأشرق عليهم في العالم الآخر بنوره العجيب الذي فزعت منه الأرواح الشريرة وخفافيش الظلام. وفرح به آدم وبنوه الذين رقدوا على رجاء الخلاص.. وهكذا نقلهم من السجن إلى الفردوس، وطيّب قلوبهم بعد طول انتظار لآلاف السنين.أمَّا الكنيسة في أورشليم الأرضية فقد أشرقت عليها أنوار القيامة في اليوم الثالث، إذ قام الرب من الأموات وصار باكورة الراقدين. ورافقت قيامته مظاهرة تهتف للحياة من القديسين الراقدين، جاءت من العالم الآخر لتعلن أن شمس البر قد أشرق عليهم بنور خلاصه العجيب. ولم يكن لقيام أجساد القديسين الراقدين ودخولهم المدينة المقدسة أي معنى لولا أن شمس البر نفسه قد قام مُظهرًا أنه هو الحياة للجميع.من الآن سوف نفهم أن الهوان هو الجانب المنظور للمجد غير المنظور، والتخلّي هو الجانب المنظور للغنيمة غير المنظورة، والغياب هو الجانب المنظور للحضور غير المنظور، وفقدان الذات هو الجانب المنظور لوجودها غير المنظور.. وهكذا.. ولكن الجانب غير المنظور هو غير منظور بالنسبة للعالم الطبيعي فقط، أمَّا بالنسبة للروحيين أو لمَن يحيون بالإيمان فإنهم سوف ينظرون ما لا يستطيع العالم أن يراه.. لأن المجد لا يراه من باعوا المجد، والوجود الحقيقي لا يراه من باعوا وجودهم للباطل الزائل، والرب القائم لا يراه من رفضوا قيام الحق في حياتهم وأحكامهم.إن الرب سيبقى دائمًا هو الغائب الحاضر، المختفي الظاهر، لأنه هو الحق: والحق يتكلم حتى ولو صمت، ويتكلم حتى ولو بدا أنه قد ضاع، لأن الحق لا يمكن أن يضيع..في صباح أحد القيامة المجيد فلنهرع لنعانق النور الذي أشرق ولن يغيب إلى الأبد.في الخليقة القديمة كان الرب يقول: وكان صباح وكان مساء يومًا واحدًا. أمّا في الخليقة الجديدة فقد أشرق فجر أحد القيامة أي في اليوم الثامن الذي لن يغيب إلى أبد الدهور.إن من يحتفل بالقيامة فإنما يحتفل بالحياة الجديدة التي لا يغلبها الموت عابرًا كل عوامل الموت الزمني لأنه قد اتحد بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهِرت لنا (1يو1: 2). نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
05 يونيو 2023

الخادم والتأثير

لا تقاس الخدمـة بروعـة الكلمـات ولا بكثرة الأعـداد ولا بفخامة الأماكـن... ولكنهـا تُقاس بثمارهـا الداخلية في القلوب ومقـدار التأثير والتغيير المصحوب بها وخصوصاً على مدى فترة من الزمان لايوجـد نموذج في التأثير أكثر من شخص ربنا يسوع المسيح الذي حل بيننا وعاش حياتنا وتكلم وسمع وتجول وحزن وفرح وشاركنا همومنا وأفراحنـا... ولكنه ترك تأثيرا قوياً في كل مـن تعامل معه.. ووجدنا بعد صلبـه وموته وقيامته وصعوده أتباعه يتزايـدون ليس مجرد زيادة العدد بل زيادة النماذج ولازال تأثيره على العالم كله والإنسانية بشكل أشمل إذ ترك لنا مثالا لكي نتبع خطواته وقد نتساءل كيف يكون الخادم مؤثراً ؟ وهنا نتحدث في ثلاث نقاط : ١- المصداقية. ٢ - نقاوة السيرة. ۳ - التواصل الفعال. ١- المصداقية : لابد أن يلمس المخدومين الصـدق الداخلي الشديد لكل ما يقول أو يعلم بـه الخادم وإلا يصبح الكلام عديم الفائدة كما ذكر القديس بولس الرسول " كلامـي وكرازتي لم يكونـا بـكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة» (اکو٤:٢) فكيـف نقدر أن نقنع المخدومين بفضيلة نحن نتشكك فيها أو عقيدة لم نؤمن بها لابد أن يتكلـم الخادم بمـا يؤمن ويصـدق ويشعر بل ويفـرح وهذا الصدق ممزوج بالفعل والسيرة ويأتى بالتأثير المطلوب كـن دائماً مصدقاً ومتفاعلا مع كل مـا تقول لأن كل مـا يخرج من القلب يصل بسهولة إلى القلب ٢ - نقاوة السيرة معروف أن الكلام يستمد مصداقيته من قائلـه فيمكن أن تسمع عبارات رنانة من شخص رديء السمعة فتجدك رافضاً لماتسمع أو تقرأ وبالطبع لا يؤثر في الفكر أو القلب ولا يغير شيئا ويمكن أن تسمع أبسط الكلمـات من شخص مشهود له بالتقوى تجد الكلمات لها مفاعيل عميقة وتأثيرات قويـة فنقـاوة السيرة هـي الداعمة لفعل الكلمـات لكي ما تسندها بقوة الفعل هذا ما أكده القديس بولس لتلميذه تيموثاوس: "وأمـا أنـت فـقـد تبعـت تعليمي، وسيرتي، وقصدي، وإيماني، وأناتي، ومحبتي، وصبري" (۲تی ۱۰:۳) وكذلك ذكر القديس لوقا في بداية سفر الأعمال : «عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به» (أع ١:١) إذاً لابـد للـخـادم أن تكـون تعاليمـه مصحوبة بسيرة تشهـد لأقواله لتضمن التأثير المطلوب لأن الحياة في المسيح يسوع هي ليست مجرد نظرية أو مجموعة أفكار بـل هـي روح وحيـاة فلابد أن تنقل الشخص من حيـاة إلى حياة ومن حالـة إلى حالة وهذا يتطلب حركة داخلية مسنودة بدليل ملموس يرد على شكوك العدو وخداع الإنسان العتيق. ٣- التواصل الفعال. لنضمن التأثير لابد مـن تواصل وتفاعل ولقاء وجدنا شخص رب المجـد يسوع دائم التواجد بين الناس في البيوت ويجاملهم في مناسباتهم وتجـده في الحقول والمجمع والهيكل والأعياد والبحـار والجبال ووسط الزروع وكان يعلـم كـيـف يخاطب كل فئة التاجر والصياد والمزارع والراعي وربة البيت يعلـم الأفراد والجمـوع يتكلم مع كل فرد بالأسلوب الذي يناسبه ويضمن به وصول الكلمة والرسالة. كذلـك الخادم ليضمن التأثير عليه أن يتواصل ويتفاعل مع المخدمين في كافـة مجـالات إهتماماتهم ويتواصـل معهم من خلالهـا والله هو الساهر على كلمته ليجريها. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
22 أبريل 2023

انجيل عشية يوم الأحد الأول من الخمسين

تتضمن الحث على الاعراض عن العالميات وتذكـر القيامة والمجازاة . مرتبة على قوله تعـالى بفصـل الانجيل : " ولما جاءوا السفينتين إلى البر تركـوا كـل شئ وتبعوه " ( لو ه : ۱-۱۱ ). إذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يســراً تركـوا كـل شـئ وتبعـوه متزرعين بسلاح الشجاعة . ومسرعين إلى السماع بـــــــالقبول وقـد ظـهرت أثـار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة . وصـادموا أهـوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح . ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق . وقـاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة . وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحـن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً . تارة بذاته وتارة برسله . وتارة بأنبيائه . وتـارة بعظـات التابعين له . ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتـى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغني والاهتمام بأجسامنا الباليـة . إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له . لأنـه قـد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعـوه حـاملين صلبانهم ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سـكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية . وحيث يوجد الميل مع الشـهوات واللـذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح . وإذ نقصنا شروط ربنـا خالفناهـا بأعمالنا الأثيمة . فكيف نوجد بهجين مسرورين ؟ وهل نكون فـى حالتنـا تلـك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون ؟ وهم مع ذلـك غـافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً . وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتــذاذ بنيـل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم . وكيف اننا لا نصور فـى عقولنـا دائماً إنقراض آجالنـا ؟ وانقطـاع حياتنـا بسـرعة . وفسـاد أجسـامنا . وتفـرق أوصالنا ورهيب مجلس القضاء . وجلوس الديان للمحاكمة . واجتماع الأمم . ودوام سعادة المطيعين . وطول شقاوة العاصين . فنتيقظ من ثق نومنا ونفعل مراد ربنا . فإن قلت ياهذا اني فعلت جرائم كثيرة ولا اعلم كيف اتخلص منها ؟ قلت : أنـا أرشدك إلى مسالك الخلاص . وهو أن تستحضر خطاياك في ذهنـك وتعدهـا فـى فكرك . ثم تهرب من قبحها وتبتعد عن سماجتها وتقرع باب رحمة المسيح بالبكـاء والندم والصوم والصلاة والعفة والطهارة والرحمة والمحبة وأمثال هذه . ثـم تذكـر واحدة واحدة من خطاياك أمام الكاهن وتسارع إلى فعل اضدادهـا . فتقـابل الزنـا بالعفة . والدعارة بالطهارة . والكبرياء بالتواضع . والطمع بالقناعة . والغضب بـالحلم . والحسد بالمحبة وهلم جرا . ثم تضبط الشهوات وتبتعد عن الزوجة وقتاً محدداً البكاء والصلوة والصوم . وإن كنت اقتنيت مالا بطريق الظلم فتصدق بقدره اضعافـاً من حاصل قناياك . وإن كنت اتبعت الشهوات الأخرى . ولبسـت الثيـاب الفـاخرة . ونوعت ألوان المآكل وسكرت من الخمر ونظرت إلى النساء بعين الفسق فاسـتعمل الأصوام والصلوات والتقشف في المآكل . والتزهد عن رفيع اللباس . وغض الطـوف و عن النظر إلى النساء دائماً . وإن كنت قد اسأت إلى غيرك فاصفح عـن المسيئين اليك وبارك لاعنيك . إياك وأن تهمل شيئاً من ذلك لأن حالات النفوس المهملة مـن التقويم والادب كحالات الاجسام وأعراضها . فكمـا ان الانسـان إذا اهمـل أمـور جسمة . وأستعمل الإكثار من الطعام طيباً ورديئاً . ثم أعرض عن استعمال الأدويـة النافعة والمسهلات اللازمة . تولدت العفونة واحترقت الاخلاط داخله . وتفاقمت الامراض عليه . وعزت المداواة وآل حاله إلى الهلاك . كذلك حال النفوس فإنـها إذا لم تقوم بالتعليم والادب . وتتريض بالطهارة والعفة . تغرق بسر عة في بحار الذنـوب وتتلوث بأوساخ المساوئ " وتكثر من الخطايا المميتة كــالمرأة الصدئـة التـي لا يمكن للصاقل صقلها فإذا علمنا مما تقدم أن الأدب نافع لنا وعائد بالخير علينـا . فـلا نضجـر والحالة هذه من تأديب ربنا . لأنه كما أن الأب الشفوق يؤدب ولده المحبـوب عنـده لخيره وفائدته . محبة منه وشفقة عليه كذلك الآب السماوى فإنه يؤدبنا لكـى نرجـع إليه . وندخل في طاعته ليترأءف علينا ويرحمنا ويهبنا سعادة الملكوت والنعيم بنعمـة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والوقار . إلى الأبد آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
21 يوليو 2023

مائة درس وعظة ( ٢٣ )

روحاً مستقيماًجدد الاستقامة » « قد علمت يا إلهي أنك أنت تمـتـحن القلوب وتسر بالاستقامة ( ٢أخ١٧:٢٩ ) الإنسان الروحي يجب أن يتميز بثلاث صفات أساسية هي : الاستقامة مع النفس ، الأمانة مع الله ، والسلامة مع الناس واستقامة النفس كما يتكلم عنها سفر الأمـثـال هي الخط المستقيم ، ونحن في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية نفتخر أننا نحمل في اسم كنيستنا لفظ « الاستقامة كنيسة مـسـتـقـيـمـة الرأي والفكر والسلوك والعقيدة . أولا : تحديات الاستقامة :' ١- التطرف : ليس فقط في حـيـاتنا الاجتماعية ، ولكن أيضا في حياته الروحية فلا يتطرف مثلا في أوقـات أصـوامـه أو صلواته أو قراءاته في الكتاب المقدس بل يسلك على حسب قامته الروحية . ٢- الكبرياء : « طريق الجاهل مستقيم في عـينيـه » ( أم ١٢ : ١٥ ) . والجـاهل هنا ليس الجاهل من جهة العلم والثقافة والمعرفة وإنما الجاهل هو من يسيء استخدام عمره وأيامه ووقته .كبرياء الإنسان يطرح من حياته كل اسـتـقـامـة . ولذلك أمنا العذراء قالت في تسـبـحـتـهـا الخـالدة : « أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتـضـعين«( لوا : ٥٢ ) ، هذا الكبرياء أضـاع أريوس ، فـالـهـرطقـة التي ابتدعها وسقط فيها وأسقط آخرين كان منشأها الحقيقي هو الكبرياء « توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت«( أم ١٢:١٤ ) ، فجميع الهراطقة الذين ظهروا في التاريخ كانت بداية هرطقـتـهم من إحساسهم بذواتهم خطية الكبرياء تعتبر أم الخطايا ، وتعمل في الإنسان دون أن يشعر ، لذلك أحياناً يدق الله جرس تنبيه ليفيقه من كبريائه . ٣- الرياء : الشخص المرائي داخله غير مستقيم ، ولكن خارجه يتظاهر بالاستقامة . ومن أمثلة المرائين في الكتاب المقدس يهوذا التلميذ ، الذي كان خارجه تلميذ ومن داخله خائن خطايا النفاق والمديح الكاذب ، كل هذه وما يماثلها تفقد الإنسان استقامة قلبه . أيضاً في كل يوم يا أحـبـائي نصلی مزمور التوبة قائلين : « قلباً نقياً اخلق في يا الله ، وروحاً مستقيما جدد في داخلي ( مز ٥١ : ١٠) . هذه طلبة يومية ، لأنه ربما يأتي يوم يصنع فيه الإنسان ما لا يرضى الله ، فتكون النتيجة انحراف عن الاستقامة . ٤- التهاون : يقال أن في حالات الإدمان أول مرة الإنسان يكسر فيها كلمة ( لا ) يكون كسر ٨٠ ٪ من الحاجز النفسي ضد الخطية ، وتكون المرات التالية أسهل في السقوط فلا تتهاون . ثانياً : طريق الاستقامة لكي تزرع الاستقامة في حياتك عليك الآتي:- ١- اهتم : اهتم بالأمور الصغيرة : الوقت ، نظرة عين ، صداقة شخص ، كلمة تقولها .اهتمامك بالأشياء الصغيرة يجعل لك ضمير مستقيم أمام نفسك ، في معجزة إشباع الجموع قال السيد المسيح : « أجمعوا الكسر » ، والكسر هنا لها فائدتان ، الفائدة الأولى أن يـتـركـوا المكان نظيـفـاً ، والفائدة الثانية أن هذه الكسر ممكن أن يستفيد منها إنسان محتاج القديس العظيم مارمرقس عندما جاء ليكرز في مـصـر لم يكن مـعـه سـوى صليب وعصا وإيمان ولكنه صنع عجائب في مصر الأنبا باخوميوس أب الشركة كان جندياً في الجيش ، وقدمت له امرأة مسيحية طبق طعام ( كانت المرأة تقدم طعاماً لجنود الجيش الذين لا تعـرفـهـم وهـذا عـمـل بسـيط جـداً ) ولكن باخوميوس تأثر ، فلما رجع من الحرب سالماً تحولت حياته وصار قديساً عظيماً وأباً للشركة ومؤسساً لحياة النظام الرهباني ۲- ارفض : ارفض الإغـراءات .. يوسف الصديق رفض الإغراء الذي أمـامـه وقـال قوله المشهور : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطئ إلى الله ؟ » ( تك ٣٩ : ٩ ) . في العهد القديم نتـقـابـل مع الملكة « وشتی » والتي كانت امرأة وثنية ، وعندما طالبها الملك لتستعرض جمالها باعتبارها الملكة رفضت بشدة وكانت النتيجة أنه انتزع منها الملك . ۳- احذر : احذر الانقسام .. احـذر أن يكون لك وجهين وجه الملاك في العلن ، ووجه الشيطان في الخفاء ، ونذكـر شـاول الملك الذي كـان يريد أن يقتل داود وفي نفس الوقت يتظاهر أمامه بأنه يقربه إليه . صل مع داود النبي : « قلباً نقياً اخلق في يا الله » ( مز٥١ : ١٠) . 4- احفظ احفظ النقاوة .. « أدرب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس » ( أع ٢٤: ١٦ ) أي ضمير مستقيم اجعل قلبك شـفـافـاً ، وقلبك لن يصير بهذه النقاوة إلا إذا عشت في حياة روحية ، وفي وسائط النعمة وتمتعت بها « وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك » ( مز ٣٧ : ٤ ) .
المزيد
04 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٥ )

من هو الأعظم ؟ الاتضاع » « إذا أراد أحــد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادما للكل ( مر ٩ : ٣٥) تحاجج التلاميذ بعضهم مع بعض فيما هم في الطريق عمن يكون الأعظم فيهم ؟ من الممكن ان يدور هذا السؤال بين زوج وزوجة ، أو بين الذين من الخدام أو اثنين من الآباء في كنيسة واحدة ، وهنا يكشف هذا السؤال عن خطية رابضة في قلب الإنسان ، وقد يأتي السؤال في صورة من هو الأقوى أو من هو الأفضل؟!. أولا . خطورة الكبرياء ١- غياب المسيح كيف فكر تلاميذ السيد المسيح بهذه الطريقة قد غاب عنهم شيء مهم جدا أن بينهم المسيح له المجد في شخصه المبارك وهو الأعظم منهم كلهم فلم يشعروا بوجوده ٢- عباب النعمة الكبرياء يوقف عمل النعمة في الإنسان ، فيعطل طريقه للملكوت ، ويمنع الإنسان أن يكون له نصيب في السماء شعور بالاستغناء. ثانيامن الأعظم ؟ ١- قامة الملكوت ليست العظمة بالرئاسة أو السلطان أو المناصب أو الألقاب ، ولا هي بالقدرات والمهارات ، ولا السن أو الغني ، فليست هذه عظمة. العظمة أن يكون في حياتك قامة الملكوت . ۲- اتضاع الطفولة المسيح له المجد أقام طفلا في وسطهم واحتضنه ليعلن محبته لهذه القامة الروحية قامة الطفولة . ٣-خدمة الكل « إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون اخر الكل وخـادمـا للكل ، ( مـر ٣٥:٩ ) هذه هي العظمـة وارجوكم يا إخوتي لا تتلوث عقولكم بمفاهيم العالم ، فالعالم له مفاهيم أخرى في العظمة عظمة منظر- عظمة لقب - وعظمة مكانة ، ولكن كل هذا لا يوجد في حياتنا المسيحية ، العظمة في مسيحيتنا هي أن يكون الإنسان أخر الكل وخادما الكل ثالثا إجابة السؤال المسيحية تجيب على سؤال من هو الأعظم » بثلاث درجات ١- المسيح أولا : « فإذا كنتم تاكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا ، فافعلوا كل شيء لمجد الله ( اکو ۳۰:۱۰ ) . اجعل المسيح أولاً في كل أمور حياتك ، في تكوين أسرة جديدة في بداية عمل .. ۲- الآخر ثانيا : « من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني ( مت ۳۷:۱۰ ) ۳- نفسك ثالثة إن أردت أن تكون عظيما وتكون الأول في عين المسيح ، ليس مهما ان تكون اولا في عين الناس ، وتكون آخر الكل ، وسيصنع مع المسيح كما فعل مع تلاميذه ( أقام طفلاً واحتضنه ) ، وتسمع صوت المسيح كانه يقول لك هوذا فتاى الذي اخترته ، حبيبي الذي سرت به نفسی ، ( مت ١٨:١٢) . رابعاء ، طريق الاتضاع:- ۱- قبول الذات : ادرس ذاتك التي تتمرد عليك فقد تحرمك من ابديتك ، قد لا تستطيع أن نقول أنا متآسف او انا اخطيت ، مع أن قول انا اخطيت يمكن ان يحل المشكلة. ۲- غسل الأرجل : غسل الأرجل هو درس الاتضاع الذي قدمه ربنا يسوع السيح قبل الصليب مباشرة ، طبق المسيح بذاته أن يكون أخر الكل وخادما للكل ، ( مر ٩ :٣٥ ) . تعلم الانحناء بالاتضـاع ، وهذا لا يلغى شخصيتك ابدا بل يحفظها ويحفظ كرامتك مصونة - تعلم ان تنحني بالاعتذار ، وتعلم أن تنحني للآخر ، وتعلم أن تقدم الآخرين حتى لو كانوا اصغر أو أقل منك. ٣- وعود الكتاب فهذا وعد من فم السيد السيح ( إذا أراد) الاختيار لك ، إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون أخـر الكل وخـادما للكل . خامسا، أمثلة للتواضع 1 - ابو الاباء : على الرغم من أن أبانا إبراهيم هو الأكبر عندما تنازع رعاته مع رعاة ابن أخيه ا لوط ، إلا أنه تصرف بكل وداعة ، وأحضر إبراهيم لوطا ليختار الأرض التي تناسبه أولا ، هذا العظيم جعل نفسه اخر الكل. ٢- العذراء مريم : من هي الأعظم أمنا العذراء مريم التي حبلت بإبن الله القدوس ، أم اليصابات التي حبلت بيوحنا المعمدان ۳- يوحنا المعمدان كان يوحنا له مكانته ومهابته في المجتمع ، لكن عندما يأتي إليه المسيح يقول له : الست أهلا أن انحنى واحل ســيـور حذائه ، ( مر ٧:١ ) العظمة فيها تواضع مع طاعة ، إن أردت أن تكون عظيما ضعها قاعدة أمامك الإنجيل يقول أخر الكل وخادما للكل ، ( مر٣٥:٩ ) ، هذه هي العظمة المحسوبة لك في السماء.
المزيد
21 يونيو 2023

عناصر القوة في الخدمة

أهمية الخدمة هي ما فيها من قوة ومن عمق، وما فيها من حب وبذل ما فيها من تأثير، ومن تغيير للناس وليس الأمر مسألة ضخامة المسئوليات، أو شهرة المكان، أو كثرة المخدومين، أو طول مدة الخدمة، وسائر هذه الأمور الجانبية وسنحاول هنا أن نتناول بالتفصيل بعض نواحي القوة في الخدمة، فنذكر منها:- 1- الكلمة المؤثرة ظهرت هذه في خدمة السيد المسيح له المجد انظروا دعوة متى الإنجيلي مثلًا: يقول الكتاب "وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفى جالسًا عند مكان الجباية، فقال له اتبعني. فقام وتبعه" (مر2: 14) (مت9: 9).. إنها مجرد كلمة قالها لإنسان جالسًا في موضع مسئولية مالية. قالها الرب له، فترك مسئوليته، وقام وتبعه، دون أن يسأل إلى أين؟ ونفس قوة الكلمة وتأثيرها في الدعوة.. ظهرت في دعوة الرسل الأربعة الصيادين يسجل ذلك القديس مرقس الإنجيلي فيقول"وفيما هو يمشي عند بحر الجليل، أبصر سمعان وأندراوس أخاه يلقيان شبكة في البحر – فإنهما كانا صيادين – فقال لهما يسوع هلمَّ ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس. فللوقت تركا شباكهما وتبعاه. ثم اجتاز من هناك قليلًا، فرأى يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه، وهما في السفينة يصلحان الشباك، فدعاهما للوقت، فتركا أباهما زبدي في السفينة مع الأجراء، وذهبا وراءه" (مر1: 16 – 20) بتأثير قوة الدعوة، تركوا كل شيء، وللوقت.. أي بدون تردد، وبدون إبطاء، وبدون جدال، تركوا السفينة والشباك والأب، ومصدر الرزق. بل قال بطرس للرب ملخصًا كل ذلك".. تركنا كل شيء وتبعناك" (مت19: 27).. ذلك لأن كلمة الدعوة كانت لها قوتها، فحدثت الاستجابة لها بسرعة، لأنها اخترقت القلب والفكر والإرادة وكما كانت قوة الكلمة في الدعوة، كانت للسيد أيضًا قوته في الوعظ والتعليم لما أكمل عظته على الجبل، قيل عنه "بُهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يكلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت7: 28، 29). وقيلت نفس العبارة عن تعليمه في كفر ناحوم "فبهتوا من تعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مر1: 22) وكانت له قوة الكلمة في إقناعه من يحاورهم إنه المنطق العجيب والدليل القوي الذي شرح به للكتبة والفريسيين جواز فعل الخير في السبوت (مت12: 1- 12). وكذلك في موضوع القيامة، قيل إنه "أبكم الصدوقيين" (مت22: 34). وبعد ردوده القوية على الناموسيين والفريسيين، قيل "فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله البتة" (مت22: 46) والكلمة كان لها تأثيرها أيضًا في عاطفيتها وحبها مثل قوله لزكا العشار "أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك" (لو19: 5).. كلمة في عمق محبتها وتواضعها قادت ذلك الرجل الخاطئ إلى التوبة، فقال "ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين. وإن كنت قد وشيت بأحد، أرد أربعة أضعاف".. وهكذا بكلمة من الرب لها قوتها، حدث خلاص لذلك البيت إن قوة الكلمة المؤثرة نراها أيضًا في خدمة آبائنا الرسل. عظة واحدة ألقاها بطرس الرسول في يوم الخمسين، كانت نتيجتها أن اليهود نُخسوا في قلوبهم، وانضم إلى الإيمان ثلاثة آلاف نفس، واعتمدوا جميعهم (أع2: 37- 41). وقبلوا ذلك بفرح وقوة الكلمة تظهر في خدمة بولس الرسول أيضًا. حتى أنه وهو أسير يُحاكم أمام فيلكس الوالي، "بينما يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة، ارتعب فيلكس الوالي" (أع24: 25). وفي محاكمته أمام أغريباس الملك، قال له ذلك الملك "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أع26:28). 2- قوة البذل البعض قد يستريح للخدمة السهلة التي لا تعب فيها ولا صعوبة. ولكن قوة الخدمة تظهر في صعوبتها واحتمال هذه الصعوبة، بكل بذل وفرح مثال ذلك خدمة القديس بولس الرسول "تعب وكدّ، في أسهار مرارًا كثيرة، في جوع وعطش.. في برد وعُري بأسفار مرارًا كثيرة، بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر.." (2كو11: 26، 27) "في صبر كثير، في شدائد في ضرورات في ضيقات، في ضربات في سجون، في اضطرابات في أتعاب، في أسهار في أصوام" (2كو6: 4، 5) ومع ذلك يقول "كحزانَى ونحن دائمًا فرحون" (2كو6: 10) الخدمة الروحية تعب من أجل الرب وملكوته، وهي جهاد وتعب من أجل خلاص النفس. وقيل عنها "كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه" (1كو3: 8). وهكذا كانت خدمة الآباء الرسل. بدأت وسط اضطهادات الرومان، ودسائس اليهود، ومعارضة وشكوك الفلاسفة الوثنيين، وعذابات الاستشهاد، وفي أماكن جديدة، لا مؤمنون فيها ولا كنائس ولا أية إمكانيات.. وبلا كيس ولا مزود وكمثال لذلك خدمة القديس مار مرقس الرسول دخل الإسكندرية، فقيرًا بحذاء ممزق، حيث لا مسيحيون هناك، ولا كنائس، بل توجد ديانات عديدة: منها آلهة الرومان بقيادة جوبتر Jupiter، وآلهة اليونان بقيادة زيوس Zeus، والعبادات الفرعونية بقيادة آمون ورع، وكذلك اليهودية في اثنين من أحياء الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية الحافلة بمئات الآلاف من كتب الوثنيين وعدم وجود أية إمكانيات على الإطلاق ولكن مار مرقس صبر وجاهد، حتى حوّل الجميع إلى مسيحيين ماذا نقول أيضًا عن الذين بشروا في بلاد أهلها من أكلة لحوم البشر؟! إن الخدمة التي يبذل فيها الإنسان ويتعب، هي الخدمة الحقيقية ومقياس التعب والبذل، هو مقياس أساسي في الخدمة مثال ذلك خادم يتعب ويحتمل من أجل تهذيب تلميذ مشاكس في فصل، أو أم تتعب في تربية ابن عنيد، أو كاهن يتعب في خدمة أو في رعاية الحالات الصعبة، أو في المشاكل العائلية المعقدة مقياس آخر للخدمة هو عنصر العمق. 3- عنصر العمق أعمال عظيمة قام بها أنبياء ورسل في خدمة. ولكن لا يوجد واحد منها يوازي طاعة أبينا إبراهيم في ذهابه لتقديم ابنه الوحيد محرقة للرب (تك22) هنا عمق معين يعطي لعمله وزنًا خاصًا وقيمة ليست لأي عمل آخر. هنا إيمان وبذل، ومحبة نحو الله أكثر من محبته للابن الوحيد ابن المواعيد وكثيرون قدموا عطايا مالية لبيت الله. ولكن فاقت كل هؤلاء الأرملة التي ألقت الفلسين في الصندوق. وعمق عطائها أنه كان من أعوازها (لو21: 4) وما أكثر الذين حاربوا حروب الرب بقوة وانتصروا. ولكن فاق كل هؤلاء تقدم الصبي داود بحصاة في مقلاعه ليحارب بها جليات الجبار الذي أخاف الجيش كله لقد كان في تقدمه للمحاربة إيمان عميق بأن الحرب للرب، والله هو الذي سيدفع ذلك الجبار إلى يديه (1صم 16) إنك قد تلقي مائة درس في مدارس الأحد ولكن كلها لا تكون عند الله مثل مرة واحدة كنت فيها مريضًا ومرهقًا، ومع ذلك لم تستسلم لهذا العذر، وذهبت إلى الخدمة مفضلًا الخدمة على نفسك أو أنك ذهبت لتخدم في أيام امتحان، وأنت محتاج إلى كل دقيقة من وقتك هنا للخدمة عمق خاص إن الله لا يقيس الخدمة بكثرتها، وإنما بعمقها ونوعيتها هناك مقياس آخر لعمق الخدمة هو الخدمة في الخفاء. 4- الخدمة في الخفاء الخدمة المُخفاة تكون أعمق من الخدمة الظاهرة. الخدمة الظاهرة قد ينال منها الخادم شهرة أو مديحًا. وهكذا لا تكون كلها للمخدومين أو لله كما هو الحال في الخدمة المخفاة. ومع ذلك فالخدمة الخفية قد تكون أقوى إن الناس يعجبون بالبناء الشاهق الجميل في منظره وفي هندسته ولا يتحدثون إطلاقًا عن الأساس القوي المخفي تحت الأرض، الذي يحمل هذا البناء كله، ويعمل عمله في خفاء والناس يعجبون بلمبات الإنارة التي تبهرهم بضوئها. ولا يفكر أحد في المولد الكهربائي الذي يغذي هذه اللمبات بالنور، والذي لولاه ما كانت تضئ ويقينًا هو العنصر الأقوى والأساسي. وبنفس الأسلوب قد يعجب الناس بالسيارة الفخمة في منظرها الخارجي، أما الموتور القوي الذي يحركها فلا يفكر فيه أحد، لكنه يعمل عمله في خفاء وهكذا في الخدمة، قد يعجب الناس بنجاحها وبمجهود الخادم فيها. ولا أحد يفكر في الصلوات التي رُفعت من أجلها، وكانت السبب في نجاحها هذه الصلوات هي الخدمة الخفية القوية كلنا نذكر سفر لعازر الدمشقي للحصول على زوجة مؤمنة لإسحق ابن سيده إبراهيم، وكيف نجح في مهمته، وعاد معه برفقة. ولكن من يذكر صلوات إبراهيم التي رفعت من أجل لعازر الدمشقي، وكانت السبب في نجاحه ولذلك قال ذلك العبد الأمين لأهل رفقة "لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي" (تك24: 56). وكيف أنجح الرب طريقه؟ يرسل ملاكه معك وينجح طريقك" (تك24: 40) حقًا إن الصلاة هي خدمة مخفاة وهكذا قال القديس بولس الرسول لأهل أفسس "مصلين بكل صلاة وطلبة لأجل جميع القديسين ولأجلي، لكي يُعطَى لي كلام عند افتتاح فمي" (أف6: 18، 19) كلام الواعظ هو الخدمة الظاهرة. أما أمثال صلاة أهل أفسس فهي خدمة مخفاة. يضاف إليها في أيامنا، خدمة الافتقاد التي تأتي بسامعين يسمعون العظة.. وكذلك خدمة كل الذين يرتبون للاجتماع وينظمونه الاجتماعات العامة خدمة ظاهرة ولكن تقبل الاعترافات وقيادة الخطاة إلى التوبة هي خدمة مخفاة وقد يوجد في إحدى الكنائس كاهنان أحدهما يعظ ويحضر الكثيرون لسماعه، وخدمته ظاهرة للكل بينما زميله الآخر ليست له اجتماعات للوعظ. ولكنه يقضي الساعات الطويلة يستمع إلى الاعترافات، ويقود المعترفين إلى التوبة، ويرشدهم، ويصلي لأجلهم. وخدمته هذه عميقة الأثر جدًا وهكذا كان القمص ميخائيل إبراهيم وربما من أمثلة الخدمة المُخْفَاة: العمل الفردي. 5- العمل الفردي إن خدمة المجموعات الكبيرة لها صفة العمومية. وقد تحدث تأثيرًا عامًا، لا تتلوه متابعة.. أما الخدمة الفردية، ففيها التخصص، وفيها المتابعة. وهذا أعمق. 6- الخدمة الصامتة وأعني بها خدمة القدوة. وهي خدمة عملية وليس فيه الحديث عن الفضيلة والقداسة، وإنما تقديم النموذج أو المثال العملي لها، بدون شرح أو كلام وهي خدمة أكثر عمقًا، حتى إن كان صاحبها لا يُحسب بين الخدام. إنه ليس واعظًا، ولكنه هو نفسه العظة، يتعلم الناس من حياته لا من كلماته. وإن تكلم يتعلمون منه أسلوب الكلام الروحي يذكرني هذا النوع من الخدمة بأحد الآباء الذي لم يطلب من القديس الأنبا أنطونيوس كلمة منفعة، وإنما قال له "يكفيني مجرد النظر إلى وجهك يا أبي.." ولعله من هذا النوع تنبثق خدمة أخرى هي خدمة البركة. 7- خدمة البركة كما قال الرب لأبينا إبرآم حينما دعاه "أباركك وتكون بركة" (تك12: 2) وهكذا نجد أن يوسف الصديق كان بركة في أرض مصر، وكان بركة من قبل في بيت فوطيفار. وكان إيليا النبي بركة في بيت أرملة صرفة صيدا. وكان أليشع النبي بركة في بيت الشونمية.. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
15 مايو 2023

زمن القيامة هو تجديد لقوة القيامة

كانت المعركة الحقيقية بين أمرَين، بين تمرُّد وعصيان قاده إبليس ضد اللَّه وانضم إليه آدم مخدوعًا مضَلَّلاً؛ وبين طاعة كاملة باِسم البشرية قدمها السيد المسيح على الصليب.معركة طرفاها التمرُّد والطاعة. وكانت الطاعة هي راية الصليب، وكان التمُرد هو عصيان إبليس. وهناك كانت المعركة الحقيقية؛ وكانت الطاعة للآب هي نهاية المَلحمة، وصرخ السيد المسيح بصوت عظيم: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي» (لو23: 46).مَلَك إبليس على البشر بالموت، أمّا السيد المسيح فقد قال: «أنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ» (يو11: 25)، وقد تَحوَّل الموت إلى شهوة في قلوب القديسين؛ لأنه وسيلة يتحرّرون بها من مُضايقات الجسد وجهادات هذا الزمان الحاضر؛ لكي يفوزوا بقيامة الأبرار في إعلان ملكوت السموات. فنحيا في فرح الرجاء؛ يثبُت المسيح فينا ونحن فيه، نحمل سلاح اللَّه الكامل متسلحين ضد كل حروب إبليس ساهرين، متيقظين، مجاهدين، متسلحين بقوة الروح القدس الساكن فينا، تائبين عن كل خطيةمغتسلين بدم الحمل.نحيا في شركة الحياة الروحية مع المسيح حياتنا؛ لأنه أعطانا حياته لنحيا بها؛ بهذا نحيا شاهدين للقيامة. نحيا في فرح لا يُعَبَّر عنه، نحيا في الإيمان من جيل إلى جيل.أُقيم لأجل تبريرناذَكَر معلِّمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: أن السيد المسيح «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (رو4: 25)... مات لأجل خطايانا، دفع ثمن الخطية بالصليب، وأُقيم لأجل تبريرنا؛ لأن في القيامة نتبرر... في القيامة تتأكد حياة القداسة ونتذوق حلاوة الملكوت، لأن القيامة هي التحرر من سلطان الخطية، فهو أُقيم لأجل تبريرنا؛ لأن القيامة هي الحرية من الخطية فبعدما دفع السيد المسيح ثمن خطايانا صارت البشرية في شخصه متحرّرة من لعنة الخطية، وكما كتب بولس الرسول يقول «أَنْتُمْ أَيْضاً قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ» (رو7: 4) لأنه «إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا» (2كو 5: 14).. وبعد أن مات الجميع... ماتوا عن الخطية وقد أخذَت الخطية قصاصها العادل، لأن الخطية هي موت. فالموت ظل متسلِّطًا زمانًا طويلاً (أخذ مداه) وها قد انتهى أمره بموت المسيح عن الجميع، فأصبح من حق أولئك الذين ماتوا بسبب الخطية أن يتحرروا من الموت في المسيح، وعن ذلك قال بولس الرسول: «وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أف2: 6).أصبحنا نعيش غرباء على الأرض. لأن السيد المسيح أصعد باكورتنا إلى السماء وأصبحنا بالولادة الجديدة مولودين من فوق ولنا نسب جديد للسماء وليس للأرض. وأصبحَت الأرض لنا موضع غربة. واتحادنا بالسيد المسيح القائم من الأموات يجعل فكرنا سماويًا.. نعيش حياة النصرة، ونعيش بفكر سماوي، وننشغل بالسماويات. متحررين من كل رباطات المادة والجسد؛ لكي نحيا حياة بفكر سمائى ونحن هنا على الأرض. نسلك في النور ونحب البر لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ» (1يو2: 29). مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل