المقالات

17 مارس 2024

الكنز المسيحى

إِنْجِيل هذَا الصَبَاح المُبَارَك الأحَد الأوَّل فِي الصُوْم المُقَدَّس عَلِّمُونَا آبَاء الكِنِيسَة أنْ يُطْلِقُوا عَلِيه أحَد الكُنُوز عَلَشَان فِي بِدَايِة الصُوْم الوَاحِد يَضَع يَدُه عَلَى الكِنْز الحَقِيقِي عَلَشَان كِدَه جُزء ذَهَبِي مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَتَّى 5 ، 6 ، 7 يُكَلِّمنَا عَنْ أنْ لاَ نَكْنِز عَلَى الأرض الكِنِيسَة عَايْزَانَا نِصُوْم بِالرُّوح وَبِالتَّالِي نُقَاوِم كُلَّ مَا هُوَ لِلجَسَد لَيْسَ الطَّعَام فَقَطْ عَايْزَه تِخَلِّينَا نَقْتَنِي كِنْز الحَيَاة الأبَدِيَّة وَحَيَاة إِنْتِصَار الرُّوح فَعَنْ طَرِيقٌ الأكْل أُضْبُط جَسَدَك بَسْ مِش كِفَايَة كِدَه بَسْ لكِنْ فِي حَاجَة مُهِمْ إِنْ عِينَك وَكِنْزَك وَغِنَاك وَمَرْكَزَك يِكُون فُوْق فِي السَّمَاء فَيِقُولَّك لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْض خَلِّي بَالْكُمْ الوَسَطْ الَّلِي كَانْ بِيْكَلِّمه يَسُوع كَانْ يَهُود وَهُمَّ مَعْرُوفُون بِحُب المَال جِدّاً فَهُمْ مِنْ أصْعَب النَوْعِيَات مِنْ أكْثَر النَّاس الَّلِي يَهْتَمُون بِالمَال وَالجَسَد وَالأرْض وَالمِلْكِيَّة وَالصِرَاع لِذلِك يِقُولَّك أكْبَر المَشَارِيع الَّلِي فِي العَالَم رُؤوس أمْوَالْهَا يَهُودِيَّة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَايِز يِعْلِنْ إِنْتِصَار عَمَل نِعْمِته عَلَشَان يُعْلِنْ أنَّ مَعَ أصْعَب النَوْعِيَات مِنْ النَّاس النِّعْمَة إِنْتَصَرِت يِقُولَّك إِيه أصْعَب المُعْجِزَات الَّلِي حَصَلِت يِقُولَّك إِنْ مِنْ أصْعَب المُعْجِزَات إِنْ اليَهُود كَانُوا يَبِيعُون مُمْتَلِكَاتِهِمْ وَيَضَعُوا ثَمَنَهَا تَحْت أقْدَام الرُّسُل هُنَا رَبِّنَا يَسُوع يِقُول{ لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ } ( مت 6 : 19) – كَلاَم صَعْب – صَعْب الإِنْسَان الَّلِي عَايِز يِأمِّن الحَيَاة الزَمَنِيَّة يِسْتَوْعِبُه السَيِّد الْمَسِيح تَدَرَّج مَعَهُمْ الأوِّل يِكَلِّمْهُمْ طُوبَى لِلرُّحَمَاء لأِنَّهُمْ يُرْحَمُون ( مت 5 : 7 ) فَيِكَلِّمْهُمْ عَنْ الرَّحْمَة تَدَرَّج إِلَى { وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أيْضاً } ( مت 5 : 40 ) ثُمَّ قَالَ { لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ }الإِتنِين الأوَّلِين كَانْ وَاحِد قُصَاد وَاحِد لَوْ وَاحِد قُدَّامَك إِرْحَمه وَلَوْ وَاحِد طَلَبْ ثُوْبَك أعْطِهِ طَيِّب حَتَّى لَوْ كَانْ مَفِيش حَدْ قُدَّامَك لاَ تَكْنِز لَك كُنُوز عَلَى الأرْض فِي الأوِّل هُنَاك مُقَابِل لِلِّي أنَا بَعْمِلُه عَمَل الرَّحْمَة رَبِّنَا مَوْجُود وَشَايِف الَّلِي بِيِدِّي وَالَّلِي بِيَأخُد وَبَعْد كِدَه يَتَدَرَّج مَعَهُمْ لِدَرَجَة أكْبَر يِقُول لُهُمْ { لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ } ( مت 6 : 34 )ثُمَّ لاَ تَهْتَمْ بِالطَّعَام وَلاَ بِاللُّبَاس عَلَشَان كِدَه أقْدَر أقُول رَبِّنَا يَسُوع فِي تَعَالِيمه خَبِير بِالنَّفْس البَشَرِيَّة يِعْرَف إِزَاي يِقْنِعْهَا يِقُولُّه إِنْتَ بِتِكْنِز لِيه عَلَشَان خَايِف الحَاجَة دِي تُفْقَد طَيِّب مَا هِي مُمْكِنْ تِفْسَد وَإِنْتَ خَايِف مِنْ الضَيَاع وَهِيَّ مُعَرَّضَة لِلضَيَاع يِقُولُّه أنَا عَايْزَك تِكْنِز بَسْ كِنْز لاَ يَضِيع وَلاَ يَفْسَد أنَا عَايِز ثَرْوِتَك تِكُون مَوْجُودَة فِي مَكَان لاَ يَضِيع وَالمَكَان دَه مِش مَوْجُود عَلَى الأرْض رَبِّنَا يَسُوع يَتَكَلَّم بِإِقْنَاع عَارِف النَّفْس البَشَرِيَّة وَخِدَاعَاتْهَا وَأيْضاً الطَّبِيعَة الخَاصَّة بِالأُمَّة اليَهُودِيَّة كَانْ فِيهَا كَثِير مِنْ حِكَايِة السِرْقَة لِدَرَجِة إِنْ فِي طُرُق مَعْرُوف جِدّاً إِنْ فِيهَا نَهْب وَسَطو وَلاَ يِمْشُوا فِيهَا بِالَّلِيل فَيقُولُّه إِنْتَ خَايِف عَلَى ثَرْوِتَك وَتَضَعْهَا فِي مَكَان تِعْتِبْرُه مَكَان أمِين طَيِّب مَا مُمْكِنْ يِتعَرَّض لِلتَلَف حَطِّيت فُلُوسَك فِي الأرْض شِوَيِة مِيَاه جَوْفِيَّة دَوِبِتهُمْ وَضَاعُوا فَفِي نَفْس الوَقْت يِنْصَحْهُمْ وَيِهَدِدْهُمْ إِنْ مُمْكِنْ المَال دَه يَفْنَى لِذلِك يِقُولُّهُمْ { بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ } ( مت 6 : 20 ) ثُمَّ يِرْجَع يَضَعْ أسَاس المَرَض { لأِنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً } ( مت 6 : 21 ) طُول مَا عَمَّال تِكْنِز شِئ طَبِيعِي تِلاَقِي قَلْبَك فِي هذَا المَكَان يِكُون مَرْكَز إِهْتِمَامَك لكِنْ مُمْكِنْ فِلُوسَك دِي تِفْسَد وَتِسَوِس وَتَصْدَأ بَلْ مُمْكِنْ تِشْغِلَك جِدّاً الَّلِي إِنْتَ شَايْفُه وَسِيلَة تِأمِّن بِهَا حَيَاتَك قَلْبَك فِيه فَمَشَاعْرَك تَرْتَبِط بِه فَحَالْتَك النَّفْسِيَّة وَالجَسَدِيَّة وَالرُّوحِيَّة تِكُون مُرْتَبِطَة بِه .. لِيه ؟ عُبُودِيَّة لِيه بَقَى وَاخْدَه كِنْزِك ؟أنَا بَانْصَحَك تَضَع كِنْزَك فِي السَّمَاء لاَ هَيِفْسَد وَلاَ هَيِسَوِس .. إِجْعَل صَلَوَاتَك فِي السَّمَاء هُوَ دَه الطَّرِيقٌ تَضَع كِنْزَك فِي السَّمَاء حِب العَطَاء طُول أيَّام الصُوْم تِقُول الكِنِيسَة{ طُوبَى لِلرُّحَمَاء عَلَى المَسَاكِين } لأِنَّهَا عَايْزَه تِعَلِّمَك إِزَاي تِصْنَع الرَّحْمَة ثُمَّ يِتْكَلِّم بَعْد كِدَه عَنْ العِين لِيه ؟ إِيه عِلاَقْتُه بِالِّلِي فَات ؟ رَبِّنَا عَايِز يِقُول لَمَّا وَاحِد يِفْقِد عِينه تِكُون حَيَاته ظُلْمَة أنَا عَايْزَك تِعْتِبِرْهَا هِيَّ العَقْل طُول مَا إِنْتَ بِتْفَكَّر صَح يِكُون عَقْلَك مِنَوَر وَالعَكْس إِنْتَ إِقْتَنَعْت بِالفِكْرَة الَّلِي قُلْتَهَا دِي خَلاَص حَيَاتَك هَتنَوَر زَي مَا العِين تَقُود الجَسَد العَقْل سِرَاج الجَسَد وَالرُّوح أوِّل لَمَّا عَقْلَك يِسْتَوْعِب الكَلاَم دَه جَسَدَك هَيِنَوَرإِذَا كَانْ عَقْلَك مُظْلِم وَالجَسَد الَّلِي هُوَ طَبِيعِي مُظْلِم يِحْصَل فِيك إِيه ؟ لَوْ مَصْدَر النُّور ظُلْمَة لَوْ العَقْل نَفْسه مُظْلِم النَّفْس كُلَّهَا تِكُون مُظْلِمَة يِكَلِّمهُمْ بِإِقْنَاع إِنْ { لأِنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً} لَمَّا الذِهْن يِكُون مُضِئ يِكُون فِيه نِعْمَة { فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ } ( مت 6 : 23 ) إِنْسَان لَمَّا حَيَاته كُلَّهَا لَيْسَ فِيهَا قِيَادَة فَكَيْفَ يَمْشِي فِي الطَّرِيقٌ ؟ لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع عَايِز يِقْنِعْهُمْ وَالكِنِيسَة فِي بِدَايِة الصُوْم فِي الأحَد الأوَّل تَضَع لَنَا هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل عَلَشَان نَضَع أقْدَامْنَا عَلَى الطَّرِيقٌ الصَّحِيح لاَبُد أنْ تَنَال إِسْتِنَارَة فِي العَقْل فَيَسْتَنِير جَسَدَك أصْل جَسَدَك دَه مَلْيَان شَهَوَات لَمَّا العَقْل يَسْتَضِئ فَينَوَر رَبِّنَا يَسُوع كُلَّ حَاجَة يِقُولُّهُمْ إِعْمِلُوهَا يِقُولُّهُمْ لِيه { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأِنَّهُمْ يُرْحَمُون } لَمَّا يِقُولُّهُمْ { لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ } لِيه ؟ دِي نِمْرَة (3) لَمَّا تِرْفَع كِنْزَك فُوْق قَلْبَك يِتْرِفِع فُوْق ثُمَّ يِرْجَع يِقُولُّهُمْ { لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ } ( مت 6 : 24 ) أصْل المَال يِجِيب عُبُودِيَّة وَهُوَ سَيِّد تِخْضَع لُه وَتُأسَر بِعُبُودِيِتُه إِنْتَ عَايِز تِخْضَع لِرَبِّنَا لكِنْ السَيِّد الثَّانِي بِتَاع المَال يِقُولَّك إِعْمِل كَذَا وَرَبِّنَا يِقُول إِعْمِل كَذَا الإِتنِين عَكْس بَعْض تَخَيَّل إِنْتَ المَال يِقُولَّك إِيه يِقُولَّك خُد حَاجَة مِش بِتَاعْتَك وَالوَصِيَّة تِقُول { بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً } ( لو 12 : 33 ) سَيِّدِين عَكْس بَعْض تَمَاماً وَاحِد يِقُول هَات كِتِير عَلَشَان النَّاس تِحْتِرْمَك وَيِكُون لَك مَكَانَة الثَّانِي يِقُول لاَ تُفَكِّر فِي الغِنَى وَلاَ تَتَكِل عَلَى المَال وَاعْطِي وَلاَ تَهْتَمْ بِالمَظْهَر مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُسَ يِقُول { أَوْصِ الأغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ } ( 1تي 6 : 17) سَيِّدِين عَكْس بَعْض وَاحِد يِهْتَمْ بِسُلْطَان الذَّات وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِإِمَاتِة الذَّات وَاحِد يِهْتَمْ بِالأخذ وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِالعَطَاء وَاحِد يِهْتَمْ بِالقُوَّة وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِالرَّحْمَة سَيِّدِين عَكْس بَعْض فَإِزَاي تُعْبُد السَيِّدِين دُول ؟عَلَشَان كِدَه رَبِّنَا يَسُوع يُعْطِي لِلحَدِيث عَنْ المَال أهَمِيَّة يِكَلِّم نَاس بِيحِبُّوا المَال فَيَتَدَرَّج مَعَاهُمْ فِي الحَدِيث لاَزِم يِقَدِّم لَهُمْ كُلَّ دَوَاء يِشْفِي هذَا المَرَض وَالكِنِيسَة قَصَدِت فِي أوِّل أحَاد الصُوْم المُقَدَّس وَفِي بِدَايْتُه أنْ تَضَع لَنَا هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل لِكَي تَقُول لَنَا أنَّ الصُوْم تَغْيِير فِكْروَتَغْيِير سُلُوك وَعَادَات إِنْتَ صَايِمْ بِالرُّوح وَاهتِمَامَك بِالمَال فَلاَزِم تَاخُد مِنُّه مَوْقِف وَلاَ تَتَكِل عَلِيه وَلاَ يَكُون لَك سَيِّد مِنْ أكْتَر الحَاجَات الَّلِي تِغَذِّي الذَّات المَال يَجْعَل الإِنْسَان يِحِب المَجْد البَّاطِل وَالكَرَامَة مَحَبِّة المَال تِبْعِدْنَا عَنْ الوَصِيَّة وَعَنْ رَبِّنَا لَيْسَ هذَا فَقَطْ أيْضاً بِتُؤذِيكُمْ لأِنَّهَا تُوَقَعْكُمْ فِي عُبُودِيَّة يِدْفَع الجِزْيَة لِسَيِّد مُسْتَبِد قَاسِي أدِي مَحَبِّة المَال إِنْتَ لَوْ حَطِّيت نَفْسَك فِي المِيزَان دَه تِلاَقِي نَفْسَك بِتحِب مَحَبِّة الذَّهَب وَالفِضَّة عَنْ مَحَبِّة الله أدِي مَحَبِّة المَال خَلِّيتَك تِهْتَمْ بِالأُمُور الزَمَنِيَّة عَنْ الرُّوحِيَّة لَمَّا يِكَلِّمَك عَنْ العَطَاء تِقُول دَه إِيه دَه ؟ دَه هَذَيَان لِذلِك صَعْب جِدّاً الإِنْسَان يِخْدِم سَيِّدِين عَلَشَان كِدَه لَوْ وَاحِد غَنِي وَلاَ يَتَكِل عَلَى مَالُه وَهُوَ سَيِّد لِهذَا المَال وَيِحِب رَبِّنَا دَه يِكُون قَامَة رُوحِيَّة عَالْيَة جِدّاً أبُونَا إِبْرَاهِيم كَانْ غَنِي لكِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْبُد المَال دَه تِيجِي مُشْكِلَة مَعَ لَوطٌ يِقُول لاَ المَحَبَّة أهَمْ { لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ } ( تك 13 : 8 ) إِنْتَ خُد الَّلِي تَاخْدُه وَأنَا هَاتصَرَّف جَمِيل الإِنْسَان الَّلِي عَنْده مَال وَلكِنْ يِكُون لَهُ سَيِّداً وَلَيْسَ عَبْداً صِرَاع صَعْب أنْ تَدْخُل الكِنِيسَة وَتِسْمَع كِلْمِتِين نِفْسَك تِطَبَقْهُمْ لكِنْ وَإِنْتَ قَاعِد كِدَه الشَّيْطَان يِقُولَّك إِيه الكَلاَم الَّلِي إِنْتَ عَايِز تِنَفِذُه دَه دَه كَلاَم نَظَرِي رَبِّنَا يِقُولَّك أنَا بَكَلِمَك كِدَه عَلَشَان تِحِب مِنْ قَلْبَك فِي مَثَل فِرِنْسِي يِقُول { المَال عَبْد جَيِّد وَلكِنْ سَيِّد رَدِئ } عَلَشَان أخَلِّي السَيِّد عَبْد حَاجَة صَعْبَة زَي مَلِك وَعَايِز تِشَغَلُّه عَنْدَك خَادِم حَاجَة صَعْبَة المَال هُوَ سَيِّد عَلَشَان تِعْرَف إِنْتَ تِرَوَضه وَتِسْتَأنِسه عَايْزَه مِنَّك نِعْمَة كِبِيرَة جِدّاً مِنْ رَبِّنَا لاَ تَجْعَل إِتِكَالَك عَلِيه وَثِقَتَك فِيه جَمِيل جِدّاً لَمَّا يِتحَط الإِنْسَان وَيُوضَع بَيْنَ السَيِّدِين يِعْرَف يِخْتَار يِقُول هُوَ دَه السَيِّد الَّلِي نَاظِر لأبَدِيِتِي وَعَايِز يِعْطِينِي التَانِي سَيِّد عَايِز يُخْنُقْنِي مِش يِدِّينِي تَخَيَّل لَوْ وَاحِد إِخْتَار أنْ يَكُون عَبْد عَنْد هذَا السَيِّد القَاسِي !! الأنْبَا أنْطُونْيُوس يِقُول { مِنْ الجُنُون أنْ يُعْطِي الإِنْسَان ثَرْوِته }وَاحِد عَايِز يِهْتَمْ بِالآخَر وَالتَانِي عَايِز يِهْتَمْ بِنَفْسه يِرْجَع رَبِّنَا يِقُولُّهُمْ { لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ }( مت 6 : 25 ) كُلَّ الِّلِي فَات دَه الَّلِي شَرَحْتُه وَفَهِّمْتُه لِيكُمْ وَأعْطَيْتُكُمْ أمْثِلَة عَلِيه{ وَلاَ لأِجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ } وَاحِد يِقُول يَعْنِي يَارَبَّ حَتَّى الأكل !! يَعْنِي جَرَّدِتنَا مِنْ فِلُوسْنَا كَمَان مِش عَايِزْنَا نِهْتَمْ بِالأكل رَبِّنَا يِقُول أنَا مِش عَايْزَك تِهْتَمْ بِالأُمُور الصُّغَيَّرَة رَبِّنَا يِفُك الإِنْسَان مِنْ قُيُود عَنِيفَة مُمْكِنْ يِقْضِي عُمْرُه كُلُّه فِي عُبُودِيَّة لَهَا فَيَقُول لَهُمْ { وَلاَ لأِجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ أَلَيْسَتِ الْحَيوةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ } ( مت 6 : 25 )شُوفُوا الأسْبَاب الَّلِي يِقُولْهَا لهُمْ جَعَلِتهُمْ يُبْهَتُوا مِنْ تَعَالِيمه الفَلاَسِفَة شَهَدُوا لِلسَيِّد الْمَسِيح أنَّهُ لاَ يُوْجَد أرْوَع مِنْ أُسْلُوبه النَّفْس الَّلِي هِيَّ إِيه ؟ حَيَاة الإِنْسَان فَيَقُول ألَيْسَت النَّفْس أفْضَل إِذَا كَانْ رَبِّنَا عَاطِيك الحَيَاة نَفْسَهَا الَّلِي عَاطِيك الغَالِي مِش هَيِقدَر يِعْطِيك الرِخِيص ؟!! الَّلِي أعْطَاك الحَيَاة مش هَيِعْطِيك القُوْت بِتَاع الحَيَاة ؟!! الَّلِي أعْطَاك الجَسَد مِش هَيِعْطِيك القُوْت بِتَاعُه ؟!! القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ يَقُول{ فَالَّذِي يَمْنَح مَا هُوَ أعْظَم كَيْفَ لاَ يَمْنَح مَا هُوَ أقَل ؟!! } { اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ }( مت 6 : 26 ) مَعْرُوف إِنْ العَصَافِير تُحِب المَرَح وَلَيْسَ لَهَا شُغْلَه فِي حَيَوَانَات مَثَلاً تِعْتِمِد إِنَّهَا تِجِيب لِنَفْسَهَا أكْل لكِنْ طُيُور السَّمَاء لاَ تَهْتَمْ أبَداً بِنَفْسَهَا لاَ تَحْصُد وَلاَ تَجْمَع لَوْ جِيبت كُوْمِة قَمْح وَعَصْفُورَة عَايْزَه حَبَيْتِين أوْ ثَلاَثَة تَأخُذَهُمْ وَخَلاَص لاَ تِجْمَع وَلاَ تِحَوِش { وَأَبُوكُمْ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا }أتعَلِّم إِزَاي يَارَبَّ هَلْ أنَا أقَلْ إِيمَان مِنْ العَصْفُورَة ؟ إِزَاي ؟!! يِكُون عَلَشَان إِنْتَ أعْطِتنِي عَقْل فَإِسْتَخْدِمته غَلَطْ !! يِكُون عَلَشَان عَطِتنِي قُوِّة إِبْتِكَار إِزَاي أعْمِل مَخَازِن !! عَجِيب الإِنْسَان الَّلِي يِسْمَع الكَلاَم دَه وَلاَ يَسْتَوْعِب أحْيَاناً الإِنْسَان شَرُّه وَطَمَعُه يِعْمِيه وَمَحَبِّته لِلأرْض تِخَلِّيه لاَ يَتَفَاعَل مَعَ أي أمر رُوحِي إِقبَل هذَا الكَلاَم فِي بِدَايِة الصُوْم عَلَشَان تِتفَك مِنْ قِيد جُوَّاك " يَنْزَع عَنْ الإِنْسَان سَنَدُه وَرُكْنُه " ثُمَّ يَقُول لَهُمْ { وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً } ( مت 6 : 27 ) مِين فِيكُمْ يِقْدَر يِكَبَّر جَسَدُه وَيَعُولُه ؟!! ثُمَّ يَتَكَلَّم عَنْ اللِبْس مَا تخَلِّينَا نِلْبِس فِيهَا إِيه ؟{ وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ تَأمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا } ( مت 6 : 28 – 29 ) نَبَاتَات الحَقْل مُمْكِنْ تِكُون نَبَاتَات طَبِيعِيَّة لاَ يُوْجَد حَد يَسْقِيهَا وَلاَ يَعُولْهَا هِيَّ تِطْلَع كِدَه بِتَاعِت رَبِّنَا يِقُولُّهُمْ شُوفُوا سُلَيْمَان وَعِنَايتُه بِنَفْسه وَمَا عِنْدُه مِنْ فَرَادِيس وَمُقْتَنَيَات وَفِضَّة وَذَهَبْ وَمَا مِنْ شِئ إِشْتَهِتُه عَيْنَيْهِ وَمَنَعْهُمَا عَنْهُ أكْتَر وَاحِد كَانْ مِدَلِّل ذَاته كَانْ سُلَيْمَان رَبِّنَا يِقُول { وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا} " وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ " يَعْنِي مَثَلاً يُوْم إِفْتِتَاح الهِيكَل تَخَيَّل كَانْ شَكْلُه إِيه ؟ الزَّنَابِق بَقَى دِي أفْضَل مِنُّه { فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ } ( مت 6 : 30 ) دَه مُمْكِنْ يِسْتَخْدِمُوا شِوَيِة الزَّنَابِق دِي وَيِوَلَعُوا بِهَا نَار يَعْنِي رَبِّنَا أد إِيه لَبِّسْهَا المَجْد دَه كُلُّه طَيِّب إِذَا كَانِت هَتِطَرَح فِي النَّار لِيه يَارَبَّ تِعِبْت فِيهَا كِدَه ؟!! يِقُول لاَ أنَا عَايِز أعَلِّمَك { أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ } إِبْتَدَى يِحُط إِيدُه وَيُدْخُل فِي الأعْمَاق رَبِّنَا عَايِز يِقُولَّك إِتعَلِّم { فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ }( مت 6 : 32 ) هُوَ إِنْتَ عَايِز تِسَاوِي نَفْسَك الَّلِي بِتِعْرَف الإِيمَان بِالَّلِي بِيِعْبُدُوا الأصْنَام لاَ مَفْرُوض تِكُون أكْبَر مِنْ كِدَه { لأِنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا لكِن اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ } ( مت 6 : 33 ) تَخَيَّل إِنْتَ بَقَى كِدَه إِنَّك لَمَّا تِعِيش بِالوَصَايَا دِي وَتَتَمَتَّع بِهذِهِ العَطَايَا رَبِّنَا يِكْسِيك بِأغْلَى الثِيَاب تَخَيَّل لَمَّا لاَ تَتَكِل عَلَى غِنَاك الأرْضِي تَخَيَّل لَوْ إِنْتَ إِقْتَنَعْت بِذلِك وَلاَ تَهْتَمْ بِأي شِئ وَلاَ تِحِبَّهَا لِلدَرَجَة الَّلِي تَضَع نَفْسَك جُوَّاهَا هَتِلاَقِي غَمَامَة كِبِيرَة جِدّاً تِتشَال مِنْ عَلَى القَلْب وَالعِين الكِنِيسَة تِقُولَّك الصُوْم هَدَفُه إِنْتِصَار الرُّوح إِمشِي بِالطَّرِيقَة الَّلِي الكِنِيسَة تِقُولَّك عَلِيهَاعَلَشَان كِدَه تِقُولَّك الأُسْبُوع الجَاي إِنْ الطَّرِيق مِش سَاهِل لكِنْ مُبَارَك رَبِّنَا الَّلِي سَمَح بِالحَرْب لكِنْ يُعْطِينَا فِي الحَرْب إِنْتِصَار رَبِّنَا يِكَمِل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلِرَبِّنَا المَجْد الدَّائِم مِنْ الآن وَإِلَى الأبَد آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
06 أبريل 2024

إنجيل عشية الأحد الرابع من الصوم الكبير ( لو ۱۲ : ۲۲ - ۳۱)

" وقال لتلاميذه: مِنْ أجل هذا أقولُ لكُم لا تهتموا لحياتِكُمْ بما تأكُلُونَ، ولا للجَسَدِ بما تلبسون الحياة أفضَلُ مِنَ الطَّعام، والجَسَدُ أفضَلُ مِنَ اللُّباس تأملوا الغربان إنَّها لا تزرع ولا تحصد ، وليس لها مَخدَعُ ولا مَحْزَنُ، والله يُقيتُها. كم أنتُم بالحري أفضَلُ مِنَ الطُّيُورِ وَمَنْ منكُمْ إذا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزيدَ على قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ فإن كنتم لا تقدرون ولا على الأصغر، فلماذا تهتمون بالبواقي ؟ " تأملوا الزنابق كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل، ولكن أقولُ لَكُمْ إِنَّهُ ولا سُلَيمانُ فِي كُلِّ مَجدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كواحدة منها فإنْ كانَ العُشب الذي يوجد اليوم في الحقل ويُطرَحُ غَدًا في التَّورِ يُلبسُهُ الله هكذا، فكم بالحري يُلبسكُمْ أَنتُمْ يا قليلي الإيمان؟ " فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا ، فإِنَّ هَذِهِ كُلَّها تطلبها أمم العالم. وأما أنتُمْ فأبوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تحتاجون إلى هذه" بل اطلبوا ملكوت الله، وهذهِ كُلُّها تُزادُ لكم ". الطعام الباقي الذي للحياة الأبدية: في إنجيل القداس يتقابل الرب يسوع مع المرأة السامرية بينما يذهب التلاميذ ليبتاعوا طعامًا ولما عادوا إليه وطلبوا إليه قائلين "يا معلم كل"، فقال لهم: "لي طعام آخر لستم تعرفونه طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله"، ويتساءل التلاميذ في براءة : ألعل أحدًا قد أتاه بطعام؟" إذ لم يكونوا بعد يدركون كمال تدبيره الإلهي. لذلك يجيء إنجيل العشية كمقدمة لهذا الحوار وهو يبين قصد المسيح ويكشف عن الاهتمام بالطعام الباقي الذي للحياة الأبدية. فقول الرب لتلاميذه هنا "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون" عندما نقرنه بإنجيل السامرية يأخذ كمال معناه الإلهي.الحياة أفضل من الطعام أعني الحياة الأبدية التي لا تستمد وجودها ولا قوتها من هذا الطعام البائد يوجد طعام آخر هل ذقته؟ لقد شغل طعام هذا العالم قلب الإنسان وعقله من يوم أن وطأت قدماه أرض الشقاء لكي يفلحها بعرق الجبين وصار كل سعيه محصورًا في الحصول على قوت الجسد وبسبب لعنة الخطية صارت تنبت له شوكا وحسكًا يوخز الجسد فيئن مدى الحياة وقد دعا الرب يسوع هذا الطعام الطعام البائد بالمقارنة بالطعام الباقي الذي للحياة الأبدية وفي التجربة على الجبل عندما قال المجرب للرب "قل لهذه الحجارة أن تصير خبزًا موجّها سهمه نحو جسد الرب الجائع فكان أن الرب رد سهمه إليه وأخرج الرب من كنف المقلاع درة من سفر التثنية كانت مخزونة لليوم والساعة وهي المكتوب: أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله فارتزت في جبين العدو الشرير فسقط صريعًا كجليات في القديم. لقد جاء الوقت الذي فيه يقدم المسيح للبشرية الجائعة خبز الحياة الأبدية لكي يأكله الإنسان ولا يموت إنه طعام آخر غير الذي يعرفه الناس الخبز النازل من السماء لكي يأكله الإنسان ولا يموت وليس هذا الخبز سـوى المسيح نفسه المأكل الحقيقي هو جسده الذي بذله عنا. المسيح طلب من السامرية أن يشرب وكان وقت الساعة السادسة وقت الصليب الذي كان حاضرا في المسيح لأن المسيح غير زمني، فليس عنده مستقبل ولا ماض بل هو أزلي أبدي حاضر دائمًا فكان الصليب ماثلاً في تلك الساعة السادسة ووقتتها على الصليب أظهر عطشه مرة أخرى وقال: "أنا عطشان" ولما قدموا له خلاً ليشرب لم يرد أن يشرب لأنهم لم يفهموا أن عطش المسيح لا يرويه ماء هذا العالم، وجوع المسيح لا يشبعه خبز هذا العالم. قال اللص على الصليب للمسيح "اذكرني" وكانت يد المسيح ممدودة إليه وهو معلق إلى جانبه، وحين صلى اللص يطلب الخلاص ارتاح قلب يسوع وارتوى إذ وجد ثمار دمه المبذول لأجل الخطاة كان اللص أول من ارتمى تحت قدمي الصليب ليفيض عليه رشاش الدم الإلهي هذه كانت أول ثمرة تُشبع قلب يسوع وتروي عطشه يا للسرور الذي كان موضوعاً أمامه وهو على الصليب وهكذا السامرية لم تعطه ليشرب من ماء بئر، بل حينما مد يده وأخرجها من عمق بئر الخطايا وظلمة ماضيها ارتوت نفسه وارتاحت إلى خليقته الجديدة إذ رأى أنها وهى مفدية بدمه صارت حسنة جدًا جدًا ترى متى يبطل اهتمامنا بالطعام البائد، وإن كان هذا كثيرا نقول ترى متى نهتم بالطعام الآخر ونسعى إليه وما هو مقدار سعينا نحوه؟. وأين العرق الجديد للخبز الجديد ؟ أين أتعابنا وسهرنا وكدنا في طلب خبز الحياة؟ قال الرب للرسل ارفعوا عيونكم الحقول ابيضت للحصاد"ظاهريًا حقول القمح هي خبز الجسد، ولكن المسيح يتكلم عن الحصاد الكثير وقلة الفعلة، وينقل الذهن إلى حبات حنطة الحياة الجديدة التي تلدها حبة الحنطة التي ماتت وأتت بثمر كثير كان باكورة هذا الحصاد هي السامرية. لقد حان أوان قطافها وقعت في يد المسيح نفوس كثيرة تحتاج كلمة نفوس كثيرة جاهزة للخلاص اطلبوا رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده، فالحصاد كثير جدا إن الوقت والجهد الذي نبذله من أجل خبز الحياة ضئيل جدًا جدًا إذا ما قورن بما نبذله من أجل لقمة العيش وخبز الجسد أين ما علمنا أياه الرب في الصلاة أن نطلب خبز الغد (خبز الحياة الأبدية أننا لا نعرف لنا غدًا سوى حياتنا في المسيح إلى الأبد) لكي يعطيه لنا اليوم نذوقه ونتمتع به ونغتذي عليه كمن يحيا الحياة الأبدية وهو بعد على الأرض لا يفهم هذا على أنه تقليل من شأن الجهاد والعمل في العالم بحسب ما أعطى الله وزنات لكل واحد، إن كان للطالب في جهاده في دراسته أو عامل في عمله أو موظف في وظيفته أو مزارع في زراعة أو أم في تربية أولادها. وكل هذه أعمال واجبة وممدوحة نؤديها بالأمانة المسيحية في كل أخلاص ونجني ثمرها ونشكر الله على عمله معنا وسنده أيانا لكن الرب ينبه الذهن إلى عدم الهم وعدم القلق التي تعمل بها هذه الأعمال "لا تهتموا لا تقلقوا " لأن من منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعًا واحدة؟ يستحيل. فالهم علاوة على أنه لا يغير شيئًا فهو مؤذ للنفس الهم"في قلب الرجل يحني ظهره"(أمثال) والاهتمام تدبير أما الهم فهو عدم اتكال على الله. والأمر الثاني هو تحويل مركز اهتمامنا من الأرضيات إلى السماويات ومن خبز الجسد وضرورياته إلى خبز الحياة الأبدية والسعي الدائم نحوه. ففيما نحن نمارس أعمالنا اليومية يكون شغل قلبنا فيما هو سماوي. تداريب تدرب على أكل الكلمة الإلهية "وجد كلامك فأكلته". قال الرب لحزقيال حين عرض عليه الكلمة الإلهية مكتوبة في درج كتاب قال له: "كُل ما تجده، فأكله فصار في فمه كالعسل حلاوة". تدرب على التلذذ بأكل الكلمة الحيةفتحيا بها كطعام يومي. تدرب على التناول بوعي روحي وإدراك وحاسة مقدسة ومذاقة روحية لا تنس أنك أخذت المسيح نصيبك وحين تأكله اقض اليوم كله متأملاً فيه، كيف أعطانا جسده لنأكله الأمر الذي تشتهي الملائكة أن تطلع عليه. كرر قول المسيح: لي طعام "آخر مرات كثيرة في اليوم ليدفعك للسعي نحو الحياة الفضلى والشبع بما هو نازل من فوق. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
31 مارس 2024

أبوة الله الحانية

تَحْتَفِل الكِنِيسَة بِفَصْل مِنْ أرْوَع فِصُولْهَا لِكَي يَكُون فِي فِتْرِة الصُوْم الكِبِير المُقَدَّس لِتَحِث وَتُشَجِّع أوْلاَدْهَا عَلَى التَوْبَة وَالرِجُوع إِلَى الله لاَ يُوْجَد أسْهَل وَلاَ أجْمَل وَلاَ أوْضَح مِنْ هذَا الفَصْل( لو 15 ) لِذلِك تُسَمِّيه الكِنِيسَة الإِبْن الشَّاطِر وَلَيْسَ الضَّال لِكَوْنِهِ ضَلَّ لأِنَّ هذَا لاَ يَهِمْ وَإِنَّمَا المُهِمْ أنَّهُ شَاطِر وَرِجِعْ وَالكِنِيسَة تُرِيد أنْ تُعَلِّمنَا رُجُوعه لِذلِك أحِب أنْ أرَكِّز عَلَى نُقْطَة مُعَيَنَة وَهيَ " أُبُّوِة الله " مِنْ أكْثَر الأُمُور الَّتِي تُسَاعِد الإِنْسَان عَلَى تُوْبته شُعُوره أنَّ الله أبُوه وَحِينَمَا يَفْقِد هذَا الإِحْسَاس تَصِير التُوْبَة صَعْبَة وَالتُوْبَة يِيجِي مَعَاهَا أحَاسِيس كِتِيرَة إِحْسَاس زَي إِحْسَاس عَدَم القَبُول إِحْسَاس إِنِّي أزَّعَل رَبِّنَا مَا تِفْرِقش مَعَايَا كِتِيرهُوَ بِالنِسْبَة لِيَّ وَاحِدٌ غَرِيب لكِنْ لَوْ وُجِدَ إِحْسَاس الأُبُّوَة وَأكُون شَبْعَان بِه ( مِنْ رَبِّنَا ) هُنَا سَأخُذْ قَرَار الرُجُوع وَأنَا فَرْحَان يِقُول الكِتَاب { وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ } ( لو 15 : 20 ) بِمُجَرَّد إِنَّه سِمِع مِنَّه كِلْمَة مُشْتَاق أنْ يَسْمَعَهَا وَهيَ { يَا أبَتَاه } ( مَا يُقَال فِي القِطْعَة الثَّانِيَة مِنْ صَلاَة الغُرُوب )إِذَنْ مَشَاعِر الأُبُّوَة مَوْجُودَة وَالمَحَبَّة وَالقَبُول مَوْجُود وَكُلَّ شِئ مَوْجُود طَالَمَا المَشَاعِر مَازَالِت مَوْجُودَة فِي القَلْب الإِنْسَان لَوْ عَايِز يِتُوب مَفِيش حَاجَة تِسَاعده عَلَى التُوْبَة غِير كِلْمِة " يَا أبَانَا "غِير كِلْمِة أنَّ الله أب لِيَّ فَالتُوْبَة بِإِحْسَاس البُنُّوَة تِغْفِر جَمِيع الخَطَايَا مَهْمَا تَعَاظَمَت مَهْمَا كَثُرَت مَهْمَا تَفَاقَمَت جِدّاً إِلَى أقْصَى حُدُودْهَا إِحْسَاس البُنُّوَة يِغْفِر تَخَيَّل لَوْ الوَلَد دَه مَعَنْدُوش إِحْسَاس البُنُّوَة أوْ تَخَيَّل إِنْ دَه عَبْد غِلِطْ فِي سَيِّده وَقَالُّه " عَاوِز حِسَابِي عَشَان مِش عَاوِز أقْعُد وَحَصَل مَعَاه نَفْس الَّلِي حَصَل مَعَ الوَلَد دَه تِخْتِلِف إِحْسَاسه إِنَّه عَاوِز يِرْجَع عَنْ إِنْ هُوَ إِبْن وَتِخْتِلِف أيْضاً فِي إِسْتِقْبَال السَيِّد لَهُ مُمْكِنْ يِقُول دَه عَبْد بَدَل عَمَل كِدَه مَا يِلْزَمْنِيش لكِنْ لَمَّا يِكُون إِبْنه يِكُون نِفْسه يِيجِي إِحْسَاس البُنُّوَة هُوَ أسَاس التُوْبَة يِقُولَّك { وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ } ( لو 15 : 20 ) كَلاَم مَلِئ بِالمَشَاعِر أعْلَى مِنْ أي عِلاَقَة مُمْكِنْ تُرْبُط بَيْنَ إِثْنَيْن وَنَحْنُ أيْضاً حِينَمَا نَشْعُر بِالأُبُّوَة وَالبُنُّوَة الَّتِي لله نَشْعُر بَكَمْ العَطَايَا الَّتِي يُرِيد الله أنْ يُعْطِيهَا لَنَا رَبِّنَا يِحِب عِلاَقِتنَا بِه تِكُون مَبْنِيَّة عَلَى البُنُّوَة القُدَّاس الإِلهِي رِحْلِة عِبَادَة طَوِيلَة تُهَيِّأك قَبْل التَنَاوُل تُعَمِّق فِيك شُعُور الأُبُّوَة حَتَّى صَلاَة القِسْمَة الَّتِي تَنْتَهِي بِالصَّلاَة الرَّبَانِيَّة { يَا أبَانَا الَّذِي فِي السَّموَات }لأِنَّ هذَا هُوَ الإِحْسَاس الَّذِي يُؤَهِلَك لِلتَنَاوُل لأِنَّهُ بِدُون إِحْسَاس البُنُّوَة لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَتَقَدَّم لِلتَنَاوُل لِشُعُورَك أنَّكَ خَاطِئ لأِنَّ هذِهِ النُقْطَة وَهيَ إِحْسَاس البُنُّوَة تُرْجِع لَك كُلَّ الحُقُوق المَسْلُوبَة مِنْكَ وَإِذا حَبِّينَا نِعْمِل مُقَارْنَة بَيْنَ حَال الوَلَد فِي الكُورَة البَعِيدَة وَحَالُه فِي بَيْت أبِيهِ سَنَجِد الآتِي :- 1- الذل حَالُه فِي الكُورَة البعيدة و الكَرَامَة حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 2- الثِيَاب ذَاتَ الرَّائِحَة الكَرِيهَة و الحُلَّة الأُولَى حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 3- إِحْسَاس الهَوَان حَالُه فِي الكُورَة و إِحْسَاس الكَرَامَة حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 4- إِحْسَاس البُعْد وَالقَسْوَة حَالُه فِي الكُورَة و إِحْسَاس إِنَّه إِبْن مَعَ أبِيهِ حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 5- إِنَّهُ عَمَلَ عَمَلاً حَقِير جِدّاً حَالُه فِي الكُورَة و الحُلَّة وَالخَاتِم الَّذِي يَدُل عَلَى السُّلْطَان حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 6- إِنْسَان جَالِس مَعَ الخَنَازِير حَالُه فِي الكُورَة و إِنْسَان مُعَدَّه لَهُ وَلِيمَة عَظِيمَة فِي بَيْت أبِيهِ حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 7- العُبُودِيَّة حَالُه فِي الكُورَة و الحُرِّيَّة حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. 8- الهَوَان حَالُه فِي الكُورَة و خَاتِم البُنُّوَة حَالُه فِي بَيْت أبِيهِ. لأِنَّ الخَاتِم كَانَ يَلْبِسَهُ أبْنَاء المُلُوك لأِنَّ الَّذِي يَلْبِسَهُ دَلِيل أنَّهُ سَيَلِي الحَاكِم وَعَلاَمِة إِرْتِبَاط وَسُلْطَان فِي العُصُور الأُولَى وَالخَاتِم يَكُون بِهِ خِتم يُوَقَّع بِهِ الحَاكِم عَلَى كُلَّ القَرَارَات الَّتِي يَتَخِذْهَا وَحِينَمَا أعْطَاهُ الأب لإِبْنه هذِهِ إِشَارَة مِنْهُ أنَّ هذَا الإِبْن قَدْ صَارَ سَيِّد هذَا المَكَان نَحْنُ كُنَّا نَتَوَقَّع أنَّ الأب سَوْفَ يُقَابِلَهُ وَهُوَ غَاضِب وَمِتغَصَّب لِيُؤدِبُه وَيَطْلُب أنْ يَأكُل وَلكِنْ فِي مَكَانٍ بَعِيد عَنْ أبِيهِ وَلاَ يُعْطِيه أي كَرَامَة حَتَّى يُشْعِره بِحَجم خَطَئُه وَلكِنْ العَجِيب أنَّنَا لَمْ نَسْمَع كَلِمَة عِتَاب وَاحِدَة صَدَّقُونِي إِنْ تَمَلَّك عَلَيْنَا هذَا الإِحْسَاس وَقَوَى عَلَى نِفُوسْنَا مَا بَقَى فِينَا حُب لِلخَطِيَّة لَوْ تَأكَّدْنَا مِنْ هذَا الشُعُور القَوِي أنَّ الله يَمْلُك عَلَى قُلُوبْنَا أنَّ الله أب يَغْفِر لِيَّ أنَّ الله لَهُ أُبُّوَة حَانِيَة أنَّ الله يَهْتَمْ بِيَّ أنَّ الله يَنْتَظِر عَوْدَتِي أنَّ الله مُتَأنِّي عَلَيَّ أنَّ الله يُشْفِق عَلَيَّ مَا تَأخَرْت عَنْ التُوْبَة أبَداً وَلاَ تَلَذَذْت بِأي خَطِيَّة وَلاَ تَمَتَعْت بِأي خَطِيَّة بَلْ عَرَفْت إِنَّهَا عُبُودِيَّة وَأنَّهَا سَلْب وَأنَّهَا مَذَلَّة وَمَهَانَة الكِنِيسَة تُرِيد تَحْوِيل الأحْزَان إِلَى مَسَرَّات وَالعُبُودِيَّة إِلَى مَجْد وَالأب طَالِب مِنْ إِبْنه أمر وَاحِد وَهُوَ أنْ يَرَاه رَاجِع نَدْمَان وَيَقُول { لَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً اِجْعَلْنِي كَأحَدِ أَجْرَاكَ } ( لو 15 : 19) يُرِيد أنْ يَرَاك وَأنْتَ عَارِف قِيمِة الحَيَاة مَعَهُ لأِنَّنِي قَدْ أكُون كُنْت مُشْتَاق إِلَى الخَنَازِير قَبْلَمَا أذْهَب إِلَيْهَا لأِنَّهُ أحْيَاناً عَدُو الخِير يُزَيِّن لَنَا الخَطِيَّة وَأنَّ فِيهَا السُرُور وَاللذَّة وَيُظْهِر العَالَم أمَام عَيْنِيَّ وَهُوَ مُتَلألِئ وَلكِنْ حِينَمَا تُجَرِّبه بِنَفْسَك تَجِد الذُّل لِمَاذَا ؟ لأِنَّك فَقَدْت كَرَامَتَك وَصُورَتَك الإِلَهِيَّة وَقَصْد الله مِنْ خِلْقِتَك لأِنَّهُ لاَ يُرِيد أنْ تَعِيش لِغِيره هُوَ غَيُور عَلَى مَجْده وَعَلَى وِلاَده وَأنْتَ هذِهِ الأيَّام صَائِم وَهيَ أيَّام مَلِيئَة بِالبَرَكَة لاَ تُبْقِي لِلخَطِيَّة بَقِيَّة فِي دَاخِلَك لاَ تَسْمَح أنْ تَكُون بَعِيد لأِنَّهُ لاَ تُوْجَدٌ لَذَّة بَعِيدَة عَنْ الله إِجْعَل لَذِّتَك فِيهِ وَاعْلَم أنَّ الخَطِيَّة لاَ تُشْبِع وَأنَّ الله يَنْتَظِر رُجُوعْنَا وَيَشْتَاق لَنَا { وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ } مِش تَحَنَّن وَأدَارَ وَجْهَهُ .. أعَرَّفه قِيمْتِي شِوَيَّة هذَا هُوَ كَلاَم البَشَر وَجَرَى عَلِيه وَلَمْ يَنْتَظِر حَتَّى يَصِل إِبْنه إِلِيه وَأيْضاً الله هُوَ مُنْتَظِر أنْ يَرَاك وَأنْتَ خَجْلاَن وَوَاقِف بِعِيد وَهُوَ يِسْتَقْبِلَك بِالأحْضَان ( الأُبُّوَة الدَّافِئَة ) كُلَّ إِنْسَان يَقْتَرِب مِنْ رَبِّنَا نَجِده فِي قِمِّة مَجْده القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يِقُول { نَحْنُ كُنَّا قَبْلاً فِي ظُلْمَة وَالآن فِي نُوركُنَّا غِير مَرْحُومِين وَلكِنْ الآن صِرْنَا مَرْحُومِين } حَنَان الله غِير مَحْدُود غِير بَشَرِي لأِنَّ حَنَان البَشَر لَهُ مَقَايِيس مُعَيَنَة وَلكِنْ حَنَان الله لاَ يُوصَف وَلاَ يَتَأمَّل الآثَام لأِنَّهُ لَوْ تَأمَّلْنَا مَوْقِف هذَا الإِبْن بِفِكْرِنَا البَشَرِي لاَ يَكُون لِهذَا الإِبْن حَقٌّ وَلكِنْ جَمِيل أنْ نَتَمَتَّع بِأحْشَاء إِلهنَا لأِنَّهُ هُوَ يُرِيد أنْ يِمَتَّعْنَا بِهِ لاَ تَجْعَل خَجَل الخَطِيَّة يَمْنَعَك مِنْ الرِجُوع مَهْمَا إِفْتَقَرْت وَمَهْمَا كَانِت رَائِحَة ثِيَابَك كَرِيهَة وَمَهْمَا بِعِدْت الحَل لَيْسَ البَقَاء فِي البُعْد وَلكِنْ الحَل هُوَ الإِقْتِرَاب مِنْ الله التُوْبَة هِيَ الَّتِي تُعْطِي طَعْم لِلحَيَاة كُلَّ يُوْم نِتُوب وَنِرْجَع نُدْخُل فِي الحُضْن الدَّافِئ كُلَّ يُوْم نُعْلِنْ لَهُ { أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ } ( لو 15 : 18 ) مِثْلَمَا تُعَلِّمنَا الكِنِيسَة أنَّنَا كُلَّ يُوْم نَقُول { إِرْحَمْنِي يَا الله كَعَظِيم رَحْمِتَك } ( مز 50 ) الله أمِين فِي مَحَبِّته صَادِق فِي مَوَاعِيده هُنَاك دَائِماً فِي الكِتَاب المُقَدَّس أحْدَاث تُظْهِر مَشَاعِر الأُبُّوَة الَّتِي هِيَ مَأخُوذَة مِنْ يَنْبُوع أكْبَرهُوَ أُبُّوِة الله لَنَا :- 1- مَشَاعِر أُبُّوِة أبُونَا يَعْقُوب لإِبْنه يُوسِف :- لَمَّا جَاءَ إِخْوَة يُوسِف إِلَى أبِيهِمْ بِمَكْرٍ وَمَكِيدَة لِيَرَى أبِيهِمْ قَمِيص يُوسِف مُلَطَخ بِالدِمَاء وَكَأنَّهُمْ غِير مُتَأكِدِين وَهُوَ لَمَّا رَأى الثُوْب إِنْهَار وَيَقُول الكِتَاب { فَمَزَّقَ يَعْقُوبُ ثِيَابَهُ وَوَضَعَ مِسْحاً عَلَى حَقْوَيْهِ وَنَاحَ عَلَى ابْنِهِ أيَّاماً كَثِيرَةً . فَقَامَ جَمِيعُ بَنِيهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى ابْنِي نَائِحاً إِلَى الْهَاوِيَةِ وَبَكَى عَلَيْهِ أَبُوهُ } ( تك 37 : 34 – 35 ) وَهذِهِ كُلُّهَا عَلاَمَات عَلَى الحُزْن الشَدِيد وَأنَّهُ غِير مَسْمُوح بِأي تَعْزِيَة وَتَمَنَّى أنْ تَنْتَهِي حَيَاته لِيَتَقَابَل مَعَ إِبْنُه فِي الهَاوِيَة أُنْظُرُوا مَشَاعِر الأُبُّوَة صَدِّقُونِي مَشَاعِر لاَ تَقِل عَنْ مَشَاعِر الله لَنَا لأِنَّ الله يَفْقِدْنَا نَحْنُ بِالخَطِيَّة وَحِينَمَا نَرْجِع إِلَيْهِ سَنَرَى أعْظَم مِنْ هذَا لأِنَّ أُبُّوِة يَعْقُوب هِيَ مِنْ يَنْبُوع مَشَاعِر الله { الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّموَاتِ وَعَلَى الأرْضِ } ( أف 3 : 15 ) تَخَيَّل لَوْ تَسَبَّبْت أنْتَ فِي حُزْن رَبِّنَا يَسُوع وَتَخَيَّل أيْضاً حِينَمَا جَاءَ إِخْوَة يُوسِف إِلَى أبِيهِمْ وَقَالُوا لَهُ أنَّ يُوسِف حَيٌّ وَكَانَ رَجُل شِيخ يَقُول الكِتَاب { فَعَاشَتْ رُوحُ يَعْقُوبَ أَبِيهِمْ فَقَالَ إِسْرَائِيلُ كَفَى يُوسُفُ ابْنِي حَيٌّ بَعْدُ أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ } ( تك 45 : 27 – 28 ) يَعْقُوب يُرِيد أنْ يَذْهَب وَيَرَاه لَيْسَ مِنْ أجْل الطَّعَام هذَا الأمر إِهْتَمُّوا بِه أنْتُمْ وَلكِنْ مِنْ أجْل أنْ أرَاه مَعَ أنَّهُ مِنْ الوَاجِب يَأتِي يُوسِف إِلَى أبِيهِ وَلَيْسَ العَكْس لأِنَّهُ أيْضاً بِالتَأكِيد يُوسِف مُشْتَاق أنْ يَرَى أبِيهِ هذِهِ هِيَ الأُبُّوَة ثُمَّ يَقُول الكِتَاب { وَلَمَّا ظَهَرَ لَهُ وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَبَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَاناً فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ أَمُوتُ الآنَ بَعْدَمَا رَأَيْتُ وَجْهَكَ أَنَّكَ حَيٌّ بَعْدُ } ( تك 46 : 29 – 30 ) أُنْظُرُوا إِلَى أُبُّوِة يَعْقُوب لِيُوسِف أُرِيد أنْ أُذَكِّرَك بِهَا وَأُعَمِّق الإِحْسَاس بَيْنَك وَبَيْنَ رَبِّنَا قِدِيس مِنْ القِدِّيسِين رَبَطْ بَيْنَ الأمْرِين بَيْنَ أُبُّوِة وَبُنُّوِة يَعْقُوب وَيُوسِف وَأُبُّوِة وَبُنُّوِة الله لِيَّ وَقَالَ { لِيُقَبِلَك ضَمِيرِي كَمَا قَبَّل يَعْقُوب حَبِيبه يُوسِف } .. وَكَأنَّنِي فِيمَا أبْتَعِد عَنْكَ أشْعُر بِابْتِعَاد يُوسِف عَنْ يَعْقُوب وَحِينَمَا أقْتَرِب مِنْكَ أشْعُر بِقُرْب يُوسِف مِنْ أبِيهِ يَعْقُوب إِشْتِيَاق مَا بَعْده إِشْتِيَاق الله يُرِيد هذِهِ المَشَاعِر أنْتَ إِبْنِي مَهْمَا نَجَح العَدُو فِي إِبْعَادَك لكِنْ لاَ يُفْقِدَك كَرَامَتَك وَرُتْبَتَك كُلَّ مَا سُلِبَ مِنْكَ يُمْكِنْ أنْ يُسْتِرَد بَلْ وَأكْثَرالمَجْد الَّذِي أخَذَهُ الإِبْن حِينَمَا رَجَعْ لَمْ يَأخُذه مِنْ قَبْل فَرَح شِدِيد بِسَبَب رُجُوعه { فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ أَمُوتُ الآنَ بَعْدَمَا رَأَيْتُ وَجْهَكَ أنَّكَ حَيٌّ بَعْدُ } ( تك 46 : 30 ) وَكَأنَّ الله يُرِيد أنْ يَقُول أنَّ غَايَتِي هِيَ إِنْتَ إِنْتَ فَرَحِي وَمَوْضِع سُرُورِي أتُرِيد أنْ تُفَرِّحَنِي تَعَالَ لاَ تَجْلِس مَعَ نَفْسَك تَحْسِب حِسَابَات كَثِيرَة مِنْ أجْل القُبُول وَكَثْرِة الخَطَايَا هذِهِ مَشَاعِر مُعَطِّلَة وَبَاطِلَة تَأخُذ مِنْ القَلْب أغْلَى وَأجْمَل مَشَاعِرإِنْتَ مِحْتَاجْهَا وَهيَ أنَّ الله بِيَقْبَلَك وَإِنْ رَبِّنَا بِيْحِبَّك إِذَا كَانْ يَعْقُوب إِسْتَقْبِل يُوسِف هكَذَا فَكَمْ بِالحَرِي سَيَكُون إِسْتِقْبَال الله لَنَا بَعْد زَيَغَانَنَا وَنَحْنُ نَقُول لَهُ أنَّ رَأفَتَك كَثِيرَة لاَ تُوصَف وَإِذَا كَانَ البَشَر يُحِبُّوا هكَذَا فَمَا بَالَك الله ؟!!! 2- مَحَبِّة دَاوُد لإِبْنه أبْشَالُوم :- دَاوُد كَانَ لَهُ إِبْن إِسْمه أبْشَالُوم مِنْ يُوْم مِيلاَدُه عَاصِي دَمَوِي عَنِيف صَنَع حِيَل شَيْطَانِيَّة لِيَأخُذ المُلْك مِنْ أبِيهِ وبَدَأ يَسْمَع مِنْ الشَّعْب وَيَحِل مُشْكِلاَتِهِمْ وَكَوَّن جَبْهَة وَمُؤَامَرَة ضِد أبِيهِ وَأحَس دَاوُد أنَّ وُجُوده فِي المَمْلَكَة عِبْئَاً وَاضْطَّرَ أنْ يَهْرَب فَأرْسَل أبْشَالُوم لِيَقْتُل أبِيهِ وَمَشُورِة أخِيتُوفَل الَّتِي بَدَّدَهَا الله بِمَشُورِة حُوشَايَ الأرْكِيَّ وَلَوْ نُفِّذَت هذِهِ المَشُورَة لَكَانَ قُتِلَ دَاوُد وَلَمَّا هَرَب دَاوُد كَانِت مِنْ ضِمْن أخْطَاء أبْشَالُوم الجَسِيمَة أنَّهُ إِضْطَجَع مَعَ سَرَارِي أبِيه الَّلَوَاتِي هُنَّ فِي مَقَام أُمَهَات لأبْشَالُوم وَحِينَمَا قَدَرَ رَجَال دَاوُد أنْ يَدْخُلُوا فِي حَرْب ضِدْ أبْشَالُوم وَهُمْ خَارِجِين قَالَ لَهُمْ دَاوُد بِدَافِع مِنْ أُبُّوِته وَلَيْسَ كَمَلِك فِي حَرْب { تَرَفَّقُوا لِي بِالفَتَى أَبْشَالُومَ } ( 2صم 18 : 5 ) لاَ تَقْسُوا عَلِيه رَغْم شُرُوره لأِنَّهُ أب أُرِيد أنْ أُوَدِّبه وَلَيْسَ أنْ أقْتِله { تَأدِيباً أدَّبَنِي الرَّبُّ ،وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسَلِمَنِي } ( مز 117 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) وَأثْنَاء مُطَارَدِتهُمْ لأَبْشَالُوم تَعَلَّق شَعْره فِي شَجَرَة فَمَات فَاعْتَقَدْ رِجَال دَاوُد أنَّهُمْ جَاءُوا بِخَبَرٍ مُفْرِح لِدَاوُد لأِنَّهُ سَيَعُود لِمَمْلَكَته مَرَّة أُخْرَى وَلَمَّا عَادَ كُوشِي لِيُخْبِر المَلِك فَسَأل المَلِك عَنْ إِبْنه مَرَّتَان{ أَسَلاَمٌ لِلْفَتَى أَبْشَالُومَ } ( 2صم 18 : 29 ، 32 ) وَلكِنْ لَمَّا عَرَف مَا أصَاب أبْشَالُوم إِنْزَعَج{ فَانْزَعَجَ الْمَلِكُ وَصَعِدَ إِلَى عِلِّيَّةِ الْبَابِ وَكَانَ يَبْكِي وَيَقُولُ هكَذَا وَهُوَ يَتَمَشَّى يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضاً عَنْكَ يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي يَا ابْنِي } ( 2صم 18 : 33 ) هَلْ كَانَ يَسْتَحِق كُلَّ هذَا ؟ وَهُوَ إِنْسَان دَمَوِي وَعَنِيف وَقَاتِل لأِخِيهِ وَحَاوَل يَقْتِل أبِيهِ وَأبُوه رَغْم كُلَّ هذَا يُرِيد أنْ يَمُوت عِوَضاً عَنْهُ وَذلِك لأِنَّ الله يَنْظُر إِلَى خَطَايَانَا عَلَى أنَّهَا جَهْل لاَ تَجْعَل خَطَايَاك تَعُوقَك عَنْ الرُجُوع إِلَى الله لأِنَّهُ يَعْرِف أنَّهَا حَمَاقَة لأِنَّنَا فِي نَظَر الله أطْفَال وَالله يَغْفِر الجَهْل تَخَيَّل لَوْ أنَّ هذَا قَلْب دَاوُد نَحْو أبْشَالُوم فَمَا بَالَك قَلْب الله نَحْوِنَا ؟!!! مَهْمَا تَفَاقَمَت وَتَعَاظَمَت خَطَايَانَا جِدّاً فَهُوَ يَغْفِر دَاوُد كَانَ يَتَمَنَّى لَوْ أنَّهُ مَاتَ عِوَضاً عَنْ إِبْنه وَلكِنْ الله مَاتَ بِالفِعْل عَنَّا رَغْم أنَّ تَعَدِّيَاتنَا لاَ تَقِل عَنْ تَعَدِّيَات أبْشَالُوم وَمِنْ جِهَة أنَّ الله وَإِبْنه يَسُوع الْمَسِيح يَبْقَى أمِيناً مَعَنَا حَتَّى وَإِنْ كُنَّا تَعَدَّيْنَا عَلَيْهِ كَأبْشَالُوم عَلَى أبِيهِ دَاوُد إِلاَّ أنَّ الله يَبْقَى أمِين لَنَا وَلَوْ شَفْنَا فِي حُزْن أوْ ضِيق يَبْكِي عَلَيْنَا وَلَوْ شَفْنَا فِي مَرَارَة أوْ جُوع يَهُمْ لِكَي مَا يَنْتَشِلْنَا مِنْ هذِهِ الحِرْمَانَات مُعَلِّمنَا بُطْرُس يَقُول { الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأثَمَةِ } ( 1بط 3 : 18) { الَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ } ( رو 4 : 5 ) أُنْظُر كَمْ أنَّ هذِهِ الكَلِمَة كَبِيرَة وَتُعَبِّر عَنْ كَمْ هَائِل مِنْ الخَطَايَا لَكِنْ الله رَاجِع لِيُعَوِض كُلَّ هذَا لأِنَّ قُوَّة الله غَنِيَّة جِدّاً حِينَمَا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي عُبُودِيِّة فَرْعُون قَالَ الله { يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي فِي الْبَرِّيَّةِ } ( خر 5 : 1 ) نَعَمْ هُمَّ أوْلاَدِي الله يَتَعَامَل مَعَنَا كَأوْلاَد حَتَّى وَإِنْ كُنَّا فِي سُلْطَان فِرْعُون ( الشَّيْطَان ) { فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ } ( أش 63 : 9 ) لِذلِك صُلِبَ لِيَفُكَك مِنْ السُّلْطَان لِمَاذَا تَقِف بَعِيد تَعَالَ إِتْمَتَّع بِهذِهِ الأُبُّوَة { إِقْتَرِب مِنِّي لِكَي تَتَبَرَّر مِنْ خَطَايَاك }( قِسْمَة " أيُّهَا الكَائِن الَّذِي كَانَ " ) أنَا أُرِيد أنْ أقْبَلَك وَآخُذَك فِي حُضْنِي مَا أبْشَع الخَطِيَّة الَّتِي تَحْرِم الإِنْسَان مِنْ مَشَاعِر الأُبُّوَة وَتَجْعَلَهُ يُحِب نِير العُبُودِيَّة وَيَسْتَغْنَى عَنْ قُبُلاَت الأب الله يُرِيد أنْ يُجَدِّد قُوَى نَفْسَك الَّتِي إِنْهَارَت بِالخَطِيَّة يُرْجِع لَكَ الكَرَامَة وَيَشْفِي كُلَّ أثَرْ لِلخَطِيَّة وَيُعْطِيك الحُلَّة الأُولَى فِي البُيُوت قَدِيماً خَاصَّةً بُيُوت الأغْنِيَاء كَانَ لِصَاحِب البَيْت حُلَّة وَاحِدَة وَإِنْ كَانَ لَهُ أوْلاَد شَبَاب يِسْتِعِرُوهَا مِنَّه فِي حَالِة حُضُور أحَدٌ مِنْهُمْ لِمُنَاسَبَةٍ مَا وَحِينَمَا يَلْبِس أحَدَهُمْ الحُلَّة الأُولَى الَّتِي لأِبِيهِمْ يَصِير لاَبِسْهَا هُوَ صَاحِب البَيْت إِذنْ هُوَ آخِذ الخَاتِم وَالحُلَّة مَا أجْمَل التُوْبَة الَّتِي تَرُد لِلإِنْسَان أكْثَر مِمَّا كَانَ عِنْدُه مَا أجْمَل التُوْبَة الَّتِي تَجْعَلْنَا نَذُوق كَرَامِة التُوْبَة وَمَجْدَهَا وَالَّذِينَ ألْبَسُوا الإِبْن الشَّاطِر الحُلَّة الأُولَى هُمْ الخُدَّام ( الكَهَنَة ) وَإِنْ كَانَ فِي هذَا البَيْت حُلَّة وَاحِدَة وَلكِنْ فِي الكِنِيسَة هِيَ بَيْت الحُلَل الجَدِيدَة كُلَّ وَاحِد مِنَّا دَاخِل لِلصَّلاَة فِي الكِنِيسَة اليَوْم نُلْبِسه الحُلَّة الأُولَى إِنْسَى الخَطِيَّة وَالخَنَازِير وَالثِيَاب ذَاتَ الرَّائِحَة الكَرِيهَة وَالْبِس بَدَل مِنْهَا المَعْمُودِيَّة وَيُذْبَح لَكَ العِجْل المُسَمَّنَ ( التَنَاوُل ) لأِنَّ الحُلَّة الأُولَى هِيَ ثِيَاب العُرْس هِيَ نَفْسَهَا المَعْمُودِيَّة وَبِالتُوْبَة المُسْتَمِرَّة تَلْبِسْهَا مَرَّة أُخْرَى وَأخِيراً جَاءَ الإِبْن الأكْبَر وَلَمَّا عَرَف أنَّ أخِيهِ قَدْ رَجَعْ كَانَ عَلَيْهِ أنْ يَفْرَح وَلكِنْ حَدَث العَكْس وَلَمَّا عَرَف الأب خَرَج لَهُ هُوَ الآخَر ( أُبُّوَة ) لَمْ يَكْتَفِي بِالصَغِير وَظَلَّ يُقْنِع الكَبِير أنَّ كُلَّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ لِمَاذَا تَسْتَقِل بِنَفْسَك ؟ لِمَاذَا هذِهِ الحِسَابَات ؟ وَيُذَكِّرُه بِالمَشَاعِر وَأنَّهُ كَانَ مَيِّت فَعَاش وَأنَّنَا وَجَدْنَاهُ مِنْ عَدَم هذَا الأخ الأكْبَر يُمَثِّل ( كَنِيسَة اليَهُود ) وَالصَّغِير هُوَ ( كَنِيسَة الأُمَم ) أوِّل لَمَّا كِنِيسِة اليَهُود ( الأخ الكِبِير ) الَّلِي مُتَمَتِّع بِحُضْن رَبِّنَا مِنْ يُوْمه أوِّل لَمَّا لِقِي كَنِيسَة الأُمَم إِبْتَدِيت تُدْخُل إِبْتَدَى يِغِير قَالَّك لأ يَا انَا يَا هُوَ دَه الَّلِي عَمْلاَه لِغَايِة النَّهَارْدَه كَنِيسَة اليَهُود رَفْضَه كَنِيسَة الأُمَم أخُوك كَانْ مَيِّت وَعَاش إِحْنَا فَرْحَانِين بِه دِي نَاس قِبْلِت الإِيمَان لاَزِم نِفْرَح بِهَا وَإِنْتَ كَمَان لاَزِم تُدْخُل وَتِفْرَح مَعَانَاهُوَ دَه الَّلِي هَا يِعْمِلُه رَبِّنَا فِي نِهَايِة الأزْمِنَة هَا يخَلِّيهُمْ يُدْخُلُوا عَشَان كُلِّنَا نِكُون فِي وَلِيمَة وَاحِدَة { لأِنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ } ( أف 2 : 18 ) رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
09 أبريل 2024

مع الفادى الحبيب (١) لماذا الفداء ؟

عقيدة الفداء من أهم العقائد الجوهرية في المسيحية وهي مرتبطة تماماً بعقيدتين أخريين : ألوهية المسيح ، وتجسد الكلمة ذلك أن الفادى يجب أن يكون إلها متجسداً، ليوفى المطاليب ويرفع الدين، ويحل المشكلة . ما هي المشكلة :- المشكلة أن الإنسان سقط في الخطيئة ، وجلب على نفسه أمرين :- (۱) حكم الموت . (۲) فساد الطبيعة البشرية . ١ - حكم الموت : فلقد قال الرب لآدم وحواء : « من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً ، وأما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكل منها ، لأنك يوم تأكل منها ، موتاً تموت » ( تك ٢ : ١٦، ١٧ ) وهذه الوصية ، قبل أن تكون تعليمات وأوامر، هي نصيحة مخلصة ذلك أن الرب أوضح لآدم طريق الحياة، وطريق الموت ، لكي يعطى حريته فرصة الممارسة، ويعطى آدم الحق في الاختيار. فالرب لم يقصد أن يحرم آدم من شجرة ما فالذى أعطاه صورته الإلهية، هل يبخل عليه بشيء ؟ كل ما في الأمر: ١ - أن شجرة معرفة الخير والشر، معناه معرفة الشر، وفساد الطبيعة، وفعل الخطية والسقوط تحت سطوة الشيطان . ٢ - أن الرب شاء أن يخلق آدم حراً ، لا مجرد دمية أو قطعة شطرنج فلكي يمارس آدم حريته، كان لابد من (فرصة اختيار بين أمرين ) وبالفعل رضى الرب أن يكون موضع قبول أو رفض من آدم، وأن يكون الشيطان هو البديل في حالة رفض الله لكى يعطى آدم كمال الحرية في الاختيار.ولعل في هذه الحرية، الرد الحاسم على بعض الوجوديين الملحدين، الذين يتصورون إلهنا المحب،كقوة مسيطرة وقيد رهيب، و يريدون التحرر من الله ، بالسقوط في عبودية الذات والجسد والشيطان إن سارتر مثلاً شبه الله في صورة جوبتر السفاح ، الذي تلطخت يداه بالدماء، من كثرة ضحاياه !! ونسى سارتر أن الله المحب ، الذي أحبه قبل أن يولد فداه على عود الصليب، وفتح له ذراعى الحب لكي يحيا معه إلى الأبد ، نسى سارتر أن الله خلقه حراً حراً حتى في أن يرفضه و ينكر وجوده !! فكر القديس أثناسيوس :- يتصور البعض أن فكرة سقوط آدم تحت حكم الموت،فكرة حديثة لكن القديس أثناسيوس الرسولى في كتاب «تجد الكلمة » يؤكد جذور هذه الفكرة وسلامتها . وهذه بعض المقتطفات التي تؤكد ذلك : + الكلمة إذ قدم للموت ذلك الجسد الذي أخذه لنفسه، كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة، فقد رفع حكم الموت فوراً عن جميع من ناب عنهم، إذ قدم عوضاً عنهم جسداً مماثلاً لأجسادهم » ( فصل ۹ فقرة ١ ) + ولأن كلمة الله عال فوق الكل ، فقد لاق به بطبيعة الحال أن يوفى الدين بموته ، وذلك بتقديم هيكله وآنيته البشرية لأجل حياة الجميع » ( فصل ۹ فقرة ٢ ) +لأنه بذبيحة جسده وضع حداً لحكم الموت ، الذي كان قائماً ضدنا ووضع لنا بداية جديدة للحياة برجاء القيامة من الأموات » ( فصل ۱۰ فقرة ٥ ) + ولكن لما كان ضرورياً أيضاً وفاء الدين المستحق على الجميع إذ كان الجميع مستحقين الموت أتى المسيح بيننا » ( فصل ۲۰ فقرة ٢ ) من هنا نتأكد ضرورة الموت الكفارى ، وفاء للعدل الإلهى لكن هناك سبباً آخر للفداء ، وهو اعادة تجديد الطبيعة البشرية من الفساد الذي أصابها وهذا حديثنا القادم إن شاء الله . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد السادس عشر من عام ١٩٨٩
المزيد
02 أبريل 2024

مفاهيم غريبة عن معنى الصوم

١-ليس الصوم إذلالاً للبدن يظن البعض أن الصوم هو لإهلاك الجسد وإضعافه وسر هذه النظرة الخاطئة عدم تفهم بعض أقوال الكتاب المقدس مثل " أقمع جسدى وأســــــــتعبده " ، الجسد يشتهى ضد الروح والروح يشتهى ضد الجسد " ، والحقيقة أن مفهوم الجسد هنا لا يعني البدن أو الهيكل الجسدى وإنما يعنى الإرادة الفاسدة والإنسان العتيق ، والذي أدخل إلى التصوف المسيحى مفهوم النسك الخاطئ القائم على منهج الثنائية بين الجسد والروح العقيدة الأفلاطونية التى تسربت إلى المسيحية وكانت تنادى بأن العالم المادى ليس من أعمال الله وأن كل ما هو مادى إنما هو حقير وكل ما هو مجرد فهو راقي ، هذا الاتجاه لا يوافق مقاصد الله من الإنسان وإنما هو فكر أفلاطوني ينظر إلى الجسم كسجن للعقل وللجسد كمقبرة للروح ، أما الكتاب المقدس فهو دائما أبدا يرفض نظرية الثنائية تماما ويؤكد مبدأ وحدة الجسد والنفس " السيكوفسيولوجي " . وقد علمنا الأباء أن النسك لا يجب أن ينحرف إلى الدرجة التي نقسو فيها على أجسادنا فتعاق عن تأدية واجبات الحياة بنشاط ، وأن التركيز كله ينبغى أن يكون داخليا موجها إلى الإرادة التي تسوقنا إلى الشهوة والخطية . إن الصوم ليس نوعا من الكبت والحرمان وليس هو فريضة ثقيلة مفروضة على النفس من الخارج وإنما هو حب وانتعاش للروح وتخلية إرادية عن شهوة الطعام للإعلاء بها نحو حب الله . الصوم إذا ليس إذلال للبدن وإنما هو إذلالا لشهوة الجسد وليس هو إضعافا للجسد وإنما هو إماتة للجموح والانحراف والإرادة الفاسدة التى تسكن الجسد . ٢- ليس الصوم تكفيرا عن الخطايا يظن البعض أن الصوم تكفيرا عن الخطايا ، وأنه يمحو الذنوب والآثام ، ولكن الحقيقة أنه ليس من وسيلة للغفران إلا دم يسوع المسيح وحده إذ يقول الكتاب متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله "( رو ٣ : ٢٤ ، ٢٥ ) ، ويقول أيضا " هذا هو حمل الله الذى يرفع خطيئة العالم "(يو ۱: ۲۹).فليس في المسيحية من وسيلة لمحو الخطيئة إلا دم يسوع المسيح وحده ، ولذلك يلزمنا لكي ننال الغفران أن نتوب ونعترف بخطايانا ثم نتقدم للمذبح لنأكل الجسد المقدس ونشرب الدم الكريم ومن خلال هذا الاتحاد ننال الغفران والخلاص الأبدى أما الصوم فهو أحد وسائط النعمة ، إنه واسطة ، إنه وسيلة فقط ، إنه مجال ، إنه مناخ ، إنه تهيئة لكى تنتعش النفس ويتوب القلب وتندم الإرادة ، الفكرة الشائعة أن الأصوام تمحو الخطايا فكرة غير مسيحية وتتناقض مع عقيدة أساسية هي أنه لا غفران إلا بدم المسيح وحده . ولكن إن كان الصوم مقترناً بالصلاة والتوبة وعمل الرحمة ومكملا بسر الأفخارستيا فهنا تكمن المغفرة وترفع عن النفس الدينونة لأن الصوم مهد إلى التوبة ، والتوبة مهدت إلى الاتحاد بالمسيح الذي فيه ننال خلاصنا وتبريرنا وتقديسنا وفرحنا وأبديتنا . ٣- ليس الصوم للصحة يرى البعض أن الصوم مفيد للصحة ويرجعون هذا إلى أن البقول أنفع لصحة الأبدان وأدعى لإطالة الأعمار كما يستندون إلى الكتاب المقدس الذي يؤيد أن البقول كانت الطعام الأصلى للإنسان وليس اللحوم ( تك ۱ : ۲۹ ) ، وأن متوشالح عاش ٩٦٩ على هذا النوع من الطعام بينما انخفضت الأعمار إلى ۱۲۰ عاماً بعد التصريح بأكل اللحم ( تك ۹ : ۳ ) ثم إلى ٨۰ سنة حسب قول مرنم إسرائيل " أيام سنيننا هي سبعون سنة وإن كانت مع القوة فثمانون سنة أفخرها تعب وبلية "(مز ۹۰: ۱۰).وبالرغم من صحة هذا القول في جوانب كثيرة إلا أنه يلزمنا أن نشير إلى أمرين : الأول هو أن بعض الأجساد حالياً لا تحتمل أكل البقول وخاصة من تعانى من أمراض الجهاز الهضمى ، وأنها تهزل بشدة لو صامت فترة طويلة ، والثاني هو أن الصوم لم يكن هدفه تحسين صحة الأجساد بقدر ما هو مجال لانتعاش الروح وممارسة الفضائل التي سبق ذكرها فى هذا المقال .أما بالنسبة لضعاف الأجساد فينصح آباء الاعتراف بتحديد معقول لفترات الانقطاع وأن يتعاونوا مع أطباء أتقياء فى تدبير الجسد بأسلوب لا يجعله هزيلاً وفي نفس الوقت لا يعطل طاعتهم لوصية الصوم ، وينصح الآباء المختبرون عدم التطرف في الأصوام حتى لا يصاب الجسد بالهزال الشديد والأنيميا ويعطون في نصائحهم نموذجاً للاستنارة والاعتدال شخصية أب الرهبان وكوكب البرية الذي خرج من اعتكافه الذي دام عشرين عاماً لا هزيلاً من شدة النسك ولا بدينا من الترهل وكثرة الأطعمة والكسل .إننا عندما نعلل الصوم بالعامل الصحى نفرغ الصوم من جماله الروحي وقوته الخلاقة بهذا التبرير المختلق وننسى أنه متعة ، لأنه عودة إلى الحياة الفردوسية التي فيها عاش آدم لا يأكل لحما وكانت الحيوانات تخضع له . نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب الصوم الكبير لاهوتيا و كنسيا وروحيا
المزيد
27 أبريل 2024

سبت لعازر (يو١:١١-٥٤)

حلوه ودعوه يذهب سبت لعازر يحمل معاني عميقة لمحبي الطقس والهواة التلذذ بربط المعاني والغوص في بحر لآلى الأرثوذكسية. كل ما عرفناه عن السبت والسبوت أنه رمز الراحة والتوقف عن أعمال الحياة هكذا جعله العهد القديم رمزاً لانتهاء الخلقة الترابية ولكن فجأة، وكختام لعهد قدم وشاخ، يأتي سبت لعازر ليقلب معنى السبوت كلها معلناً عن بداية جديدة للحركة والحياة وفك ختوم السكوت والموت واقتحام الطريق الموصل بين القبر والهاوية هكذا تتلقف الكنيسة سبت لعازر لتجعل منه أحداً صغيراً وقيامة صغرى ترابية لواحد من أولاد آدم الأول، تمهيداً لقيامة عظمى إلهية للمسيح آدم الثاني سبت لعازر هو في الأرثوذكسية مفتاح سر البصخة سر الانتقال من القديم إلى الجديد من عهد السبوت إلى عهد الآحاد من عهد الموت إلى عهد القيامة. وهو أول مرحلة من مراحل العبور التي جازها مخلصنا، إذ بإقامة لعازر من الموت قدم المسيح صورة للنهاية قبل البداية، فأطلق في القلوب سر فرحة النصرة على الموت حتى لا تخور في موكب الصليب ليس جزافاً أن يطلق المسيح في يوم السبت سراح لعازر من بطن الهاوية ويقيمه من بين الأموات، ولكنه أراد أن يُمهّد بسبت لعازر للسبت الكبير، حتى تكون آلامه وصلبه ودفنه على رجاء، وقيامته يقيناً كالفجر هكذا كانت ولا تزال قيامة لعازر حجة رجاء ضد الموت ويقين قيامة ننتظرها على كافة المستويات حتى ولو أنتنت أجسادنا وانحلت وذابت وتلاشت في الماء أو بين ذرات التراب.هل كان لعازر في حاجة إلى أسبوعين يضافان إلى حياته أو شهرين أو عدة سنين أخر ؟ كلا،ولكن كان التلاميذ بل نحن بل العالم كله في أشد الحاجة أن يقوم لعازر من بين الأموات ليؤمن الجميع بالمسيح، ليس فقط أنه قادر أن يقوم، بل ويقيم من بين الأموات أيضاً !! والقصة تبدأ عندما أرسلت مريم ومرثا إلى المعلم بلهفة أن: أسرع، فلعازر الذي تحبه مريض. والإسراع هنا يفيد توقف إيمان الأختين بالرب عند حد شفاء الجسد: يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي». لهذا كانت اللهفة وكان الإسراع من جانب الأختين لئلا يموت وتضيع الفرصة. وبالرغم من ذلك نرى المسيح يتأخر، لأنه يرى في موت لعازر فرصة لإيمان أعلى: فلما سمع أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين. ثم بعد ذلك قال لتلاميذه: لنذهب وفي الطريق قال لهم: لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا» الرب هنا يفرح عند ازدياد فرصة الإيمان أمام التلاميذ، عندما يسترد نفساً من بين مخالب الموت. ولكن العجيب أنه بعد قليل يواجه المسيح الأختين ويرى بكاءهما، فيبكي هو أيضاً من فرط تحننه : انزعج بالروح واضطرب بكى يسوع». فالذي رأيناه يفرح بازدياد فرص الإيمان للتلاميذ والأختين تجاه الموت نجده يبكي عندما يقف بين الباكين، وكأنما الفرح والبكاء عند المسيح نظير أو رهن ما يسرنا ويبكينا !! ولكن بتأمل صغير نجد أن الفرح والبكاء جاءا مختلفين في ترتيبهما لدى المسيح عن ما كان لدى الأختين والتلاميذ. فعند المسيح الفرح أولاً ثم البكاء، إذ كان يرى القيامة قبل الموت، ولكن بالرغم من ذلك لم تعقه فرحة الرؤيا المسبقة للعازر قائماً من بين الأموات عن أن يذرف الدمع مع الباكين أمام القبر.وهكذا بدا يسوع فائقاً جداً في حنانه وترفقه بالمتألمين إذ أخلى نفسه من فرحته النبوية لما سيكون، فبكى كما يستلزمه الإشفاق وتحتم به المودة. أما الأختان، فإذ اختفت رؤية القيامة عن مستوى إيمانهما بكتا بكاءً مُرَّا خُلواً من فرحة النبوة المسبقة بما سيكون! وأمام القبر وقف رب الحياة وسيد القيامة ونادى لعازر، فقام، وقام معه رجاء الإنسان كله كل بني آدم بالحياة الأخرى. والذي نادى لعازر باسمه فقام من بين الأموات ويداه ورجلاه مربوطات سيأتي وسينادي الإنسان، كل إنسان، لقيامة أبدية ودينونة وحياة. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
20 مارس 2024

الصليب في حياتنا

أول علاقة لنا بالصلیب ھي في المعمودیة، حیث صلب إنساننا العتیق حتى لا نستعبد بعد للخطیة وھناك صلیب حملته الكنیسة في حركة الاستشھاد وفي كل الاضطھادات التي لحقت بھا على مر العصور والجمیل في ھذا الصلیب أن الكنیسة قد حملته بفرح وصبر دون أن تشكو منه وتتذمر بل تحول الصلیب في حیاة الكنیسة إلى شھوة تشتھیھا وتسعى إلیه وكان إقبال المسیحیین على الموت یذھل الوثنیین، وكانوا یرون فیه الإیمان بالأبدیة السعیدة، واحتقار الدنیا وكل ما فیھا من ملاذ ومتع فتحولت السجون إلى معابد، وكانت ترن فیھا الألحان والتسابیح والصلوات من مسیحیین فرحین بالموت وثالث مجال نحمل فیه الصلیب ھو الباب الضیق فیه یضیق الإنسان على نفسه من أجل الرب. یبعد عن العالم وكل شھواته، ویزدري بكل شيء. في سھر، في أصوام، في نسك، في ضبط النفس، في احتمال لإساءات الآخرین ویمكن أن یدخل في ھذا المجال صلیب التعب فیتعب الإنسان في الخدمة من أجل الرب ویتعب في صلب الجسد مع الأھواء (انظر غل 24:5)كما یقول الرسول، ویتعب في الجھاد وصلب الفكر، والانتصارعلى النفس، ویعلم في كل ذلك أنه ینال أجرته بحسب تعبه، حسبما قال بولس الرسول ( ۱ كو ۳ :5) والمسیحیة لا یمكن أن نفصلھا إطلاقًا عن الصلیب والسید المسیح صارحنا بھذا الأمر، فقال "فِي الْعَالَمِ سَیَكُونُ لَكُمْ ضِیقٌ" (یو ۱٦ :33) وقال أیضًا "وَتَكُونُون مُبْغَضِینَ مِنَ الْجَمِیعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي" (مر ۱۳ :13) ونحن نفرح بالصلیب ونرحب به، ونرى فیه قوتنا كما قال الرسول "فإن كَلِمَة الصَّلِیبِ عِنْدَ الْھَالِكِینَ جَھَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِینَ فَھِيَ قُوَّةُ للهِ" ( ۱كو ۱ :18) وھناك الصلیب الذي لأجل البر، وھو على أنواع: منھا صلیب الحب والبذل، مثل صلیب المسیح، الذي تحمل الألم لكي ینقذنا "لَیْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ ھذَا: أَنْ یَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَھُ لأَجْلِ أَحِبَّائِھِ" (یو ۱٥ :13)وھناك صلیب آخر في العطاء، وأعظم عطاء ھو العطاء من العوز،حیث تفضل غیرك على نفسك، وتعتاز لكي یأخذ غیرك، مثلما أعطت الأرملة من أعوازھا وھناك أیضًا صلیب الاحتمال، تحویل الخد الآخر، وسیر المیل الثاني لیس فقط أن یحتمل الإنسان إساءات الناس إلیه، بل أكثر من ھذا أن یحسن إلى ھؤلاء المسیئین، بل أیضًا أن یحبھم! من یستطیع ھذا؟ إنه صلیب ھناك صلیب آخر في الجھاد الروحى، في انتصار الروح على الجسد،في احتمال متاعب وحروب العالم والجسد والشیطان في صلب الجسد مع الأھواء في الانتصار على الذات، في الدخول من الباب الضیق والصلیب ھو التألم لأجل البر، ھذا فقط للمبتدئین أما للكاملین فیتحول الصلیب إلى لذة ومتعة نشعر بضیق الباب في أول الطریق ولكننا بعد ذلك نجد لذة في تنفیذ الوصیة، ونحبه. وحینئذ لا یصیرالطریق كربًا بل یصیر متعة كان الاستشھاد صلیبًا، ثم تحول إلى متعة وصار القدیسون یشتھون الاستشھاد، ویشتھون الموت، ویفرحون به والتعب من أجل الرب أصبح لذة ومتعة، والألم أیضًا وھكذا اعتبر الكتاب أن الألم ھبة من لله "وُھِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِیحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِه فَقَطْ، بَلْ أَیْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأجله" ( فى 29:1). متى يصبح الصليب فى حياتنا متعة؟ قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
29 مارس 2024

نسكاُ للرهبان والراهبات

قال الله: "قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَیَاةَ وَالمَوْتَ البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ فَاخْتَرِ الحَیَاةَ لِتَحْیَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ إِذْ تُحِبُّ الرَّبَّ إلِھَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِه وَتَلتَصِقُ بِه لأَنَّهُ ھُوَ حَیَاتُكَ وَالذِي یُطِیلُ أَیَّامَكَ لِتَسْكُنَ عَلى الأَرْضِ التِي حَلفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ إِبْرَاھِیمَ وَإِسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ أَنْ یُعْطِیَھُمْ إِیَّاھَا" (تث ۳۰: 19-20) " نسكاُ للرهبان والراهبات" نتابع تأملنا في مجموعة الصلوات القصیرة ونصل الیوم إلى ھذه الطلبة المتخصصة الثانیة.موضوع النسك ینطبق على الرھبان والراھبات وعلى المكرسین والمكرسات أیضًا، وكل من ھو في باب التكریس. والرھبنة غیر مرتبطة بالكھنوت، وھي لأي إنسان یعیش في دیر أو مكرس بأي صورة.كلمة "نسك" ھي كلمة قلیلة الاستخدام في اللغة العربیة، ولكنھا عمیقة المعنى جدًا. ما الفرق بین الفقیر والناسك؟ ھناك فرق كبیر بین الناسك والفقیر. فالفقیریرغب في الغنى ولكنه لا یستطیع أن یحقق أمنیته،أما الناسك فھو یتعفف ویضبط نفسه في كل شيء بإرادته والنسك المسیحي الأصیل ھو ضبط للجسد بمیزان حساس، لأن النسك بدون إفراز وتمییز وتدبیر حسن ھو سلاح قاتل للنفس. ونحن في أصوامنا نقول: لقد تعلمنا أن نضبط أجسادنا ونفوسنا ورغباتنا لا أن نقتل أجسادنا. والرھبنة القبطیة ھي رھبنة معتدلة. تأمل في كلمة "نسك" كلمة "نسك" تشمل الأعمدة الثلاثة للحیاة النسكیة: النقاوة، والسھر، والكتاب المقدس. ن: نقاوة، نقاوة الإنسان نفسًا، جسدًا، فكرًا،عاطفةً، وشعورًا: "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا اللهُ وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥۱: 10) والنقاوة لابد أن تكون داخلیة وخارجیة. س: سھر، السھر الروحي بكل أشكاله ھوالعلامة الممیزة لحیاة النساك. والسھر معناه الاستعداد في انتظار ملكوت السموات. ك: كتاب مقدس، "اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِه ھُوَرُوحٌ وَحَیَاةٌ" (یو ٦: 63) وحیاة النساك ھي قراءة الكتاب وحفظه والتعلم منه والحیاة بالوصیة. بعض العلامات المھمة للنسك ۱- الشركة: الناسك لا یستطیع أن یسیر في طریقه إلا بمشورة أب روحي، وتنشأ شركة بین الأب وابنه الروحي، ویبدأ الابن یتعلم النسك الخالي من التطرف بالتدریج. أما من یسلك بدون مشورة فیقع. ۲- التوبة: النسك ھو وسیلة تساعد على التوبة وقد بدأ ربنا خدمته بقوله: "تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (مت4: 17) ۳- التوازن: النسك ھو وسیلة توازن لأنه یقلل الارتباط بالأرض ویزید الاشتیاق للسماء یقول الشیخ الروحاني "طوبى للنفس التي جمعتْ ذاتھا من شرود الذھن ودخلتْ داخل نفسھا وأغلقتْ أبوابھا علیھا"، وقیل في العظة على الجبل "ادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ" (مت ٦:6). ٤- العلاج: النسك ھو وسیلة علاج من النھم في الطعام، والتواجد وسط الناس، إلخ وھو یحرر الإنسان من الرباطات الأرضیة، ویساعد على السھر على خلاص النفس، ویضع حرّاسًا للفكر والعینین والفم والقلب وكل الحواس أما الذي امتلأت بطنه فلا یقدر أن یفرغ عقله لمتطلبات ملكوت السموات یقول معلمنا بولس الرسول "لَكِنِّي أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي یُحَارِبُ نَامُوسَ ذِھْنِي وَیَسْبِینِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِیَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي وَیْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ یُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ ھَذَا الْمَوْتِ؟" (رو ۷: 22-24)،ویقول أیضًا "وَكُلُّ مَنْ یُجَاھِدُ یَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ"(۱كو ۹ :25) ٥- النمو: النسك وسیلة قویة لنمو القامة الروحیة. قال أحد الآباء: "لا ینمو الراھب إلا على الصلیب من یصلب نفسه یضع نفسه ویصنع علامة الحب" فالنسك یجعل الإنسان ینحصر في الصلیب فیعرف العلاقة بین محبة الله ومحبة الإنسان فالإنسان الذي یعیش في النسك ویتخلى عن الخیوط الرفیعة والغلیظة التي تربطه بالأرض، ینفتح على السماء فیكون له نصیب فیھا. عبارات آبائیة: "طوبى للراھب الذي یرى بفرح وابتھاج خلاصه وخلاص الآخرین" (إفاجریوس البنطي). "سأل أخ الأب دروثیئوس: كیف أحفظ قلبي؟ فأجاب: إنك لا یمكنك أن تحفظ قلبك مادام فمك وبطنك مفتوحین". "نسك النفس ھو بغض التنعم، ونسك الجسد ھوالعوز" (القوي القدیس موسى الأسود). "السماء بكل نجومھا لیست في جمال بریة مصر بكل نساكھا" (یوحنا ذھبي الفم). طبیعة النسك أو مجالاته تُصلى على الراھب صلاة الراقدین باعتباره مات عن العالم، فالراھب لا یملك شیئًا ولا یسعى لشيء ولا یفكر في شيء على الأرض ویعتبركالمیت. ۱- الملبس: ملابس الراھب تتمیز بالبساطة الشدیدة، واللون الأسود رمز للموت عن العالم والجسد والشھوات. والصلیب الذي یلبسه یكون من جلد حیوان میت. ویلبس قلنسوة علیھا صلبان. قیل عن الأنبا أرسانیوس أنه حین كان في العالم كان رداؤه أنعم من أي إنسان آخر، وحین كان في الإسقیط كان رداؤه أحقر من الجمیع. ۲- المسكن: قلایة الراھب یجب أن تكون بسیطة لتجعل الراھب یشعر برھبنته وأنه یقترب إلى السماء. ۳- الأكل والشرب: لو عاش الإنسان في الشره یفقد الراحة ووجود أنواع متعددة ومعینة من الطعام یثیر داخل الإنسان الشھوات لابد أن تظھرعلى الراھب الحیاة الناسكة. "البطنة" ھي محبة الامتلاء، و"الحنجرة" ھي محبة الأنواع، وكلاھما أعداء للنسك ویقول بولس الرسول "فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِھِمَا"(۱تي ٦: 8 ) قال مار فیلوكسینوس "احذر من امتلاء البطن لأن امتلاء البطن لا یلد عقلاً روحانیًا". ٤- الصمت: عندما سُئِل الأنبا یوسف: أیھما أفضل الصمت أم الكلام؟ قال "إذا كان الكلام من أجل الله فھو جید، وإذا كان الصمت من أجل الله فھو جید" وعندما ذھب للقدیس الأنبا أنطونیوس مع آخرین كانوا یسألون القدیس ظل ھو صامتًا،وقال: "یكفیني النظر إلى وجھك یا أبي" كان آباء الرھبنة یحرصون على الھدوء فیستخدمون أشیاءً لا تصدر صوتًا حتى لا یزعجوا غیرھم ولا یجرحوا سكون البریة، فعالم البریة ھوعالم الصمت وھناك تدریب رھباني یقول "الخلطة تجیب الغلطة" لابد أن یجِّد الراھب في حیاة النسك طلبًا لملكوت السموات. أقوال آباء عن الصمت: "ما الفائدة من النسك الذي أنت عملته بصوم الفم لكنك لم تدرب نفسك على صوم اللسان؟" "الساكن (الھادئ) مكانه عند الله في زمرة الملائكة" (الأنبا أنطونیوس). "إن أردت أن تعرف رجل الله فاستدل علیه من دوام سكوته" (مار إسحق). "الصمت ھو بدایة تطھیر النفس" (القدیس باسیلیوس الكبیر). مرة زار الأنبا أنطونیوس مجموعة من الأخوة تكلموا كثیرًا، فلما انصرفوا قال: "ھم ممتازون ولكن منزلھم بلا باب". ٥- المال: الرھبنة ھي حیاة فقر اختیاري،فالراھب نذر نفسه للفقر إن دخول الأموال في الحیاة الرھبانیة أمر محفوف بمخاطر شدیدة جدًا. أقول لكل راھب: احترس من ھذا العدو الراھب الذي یمتلك مالاً یجرح رھبنته وسیرته، والذین سقطوا في محبة المال صنعوا شرورًا أكثر،وضاعت رھبنتھم وفشلوا "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُور" ( ۱تي ٦: 10). الخلاصة: النسك (النقاوة والسھر والإنجیل) ھو عمادالحیاة الرھبانیة السلیمة الرھبنة ھي خزانة الحیاة الروحیة فاختبارات الحیاة الروحیة ھي اختبارات آباء البریة صلِ ھذه الطلبة "نسكًا للرھبان والراھبات"،لأنه كلما ازداد الراھب في نسكه كلما ازداد لمعانًا وجمالاً وجاذبیة في حیاته. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 أبريل 2024

الصوم الروحي

الصوم الكبير من أقدم وأقدس أصوام السنة، نتذكر فيه الصوم الأربعيني الذي صامه الرب، يضاف إليه أسبوع الآلام الذي هو ذخيرة السنة الواحدة ومهمًا أن يمر علينا كفترة روحية، ولذلك علينا أن نتأمل معًا روحيات الصوم لنتدرب عليها ليس الصوم مجرد امتناع عن الطعام، فهذا الامتناع هو مجرد وسيلة للسيطرة على الجسد لإعلاء الروح فهل أنت في الصوم تسيطر على جسدك تماما؟ وهل تهتم بالايجابيات التي تنميك روحيا؟ وكما تمنع جسدك عن الطعام، هل تعطى روحك طعامها؟ ومن هنا كان الصوم يقترن دوما بالصلاة، وبالتأمل وبباقي تفاصيل العمل الروحي، من قراءة وترتيل واجتماعات روحية، وتداريب روحية ومحاسبة للنفس وكما يقترن الصوم بالصلاة، يقترن أيضًا بالتوبة ومثال ذلك نينوى، بكل ما فيها من تذلل ومثاله أيضًا الصوم الذي شرحه سفر يوئيل النبي (2: 12-17) والله يسر في الصوم بترك الخطية أكثر مما يسر بإذلال الجسد وهكذا نقرأ عن صوم أهل نينوى أنه "لما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" (يون3:10) والصوم أيضًا مقرون بعمل الرحمة نرحم الناس لكي يرحمنا الله. ونشعر بألم الناس حينما نجوع فنشفق على الجائعين ونطعمهم وما أجمل ما قيل في أقوال الآباء "إن لم يكن لك ما تعطيه لهؤلاء القديسين فصم وقدم لهم طعامك" وقد شرح هذا الأمر في سفر إشعياء (58) والصوم فترة للزهد في المادة وكل ما يتعلق بها والزهد معناه عدم الاهتمام بالطعام وأصنافه وطهيه وتنسيقه، مما يخرج الصوم عن روحه، ويتحول إلى شكليات ما أجمل قول دانيال النبي في صومه "لم آكل طعاما شهيا" (دا10: 3) وهذا الزهد في الطعام من جهة الانقطاع عنه والامتناع عن مشتهياته، ما هو إلا دالة على الزهد عموما والتدريب عليه لانشغال القلب بكل ما هو روحاني ونافع للحياة الأبدية. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل