المقالات

07 أكتوبر 2023

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر توت ( مت 9 : 18 - 26 )

وفيما هو يُكَلِّمُهُمْ بهذا ، إِذا رَئيس قد جاءَ فَسَجَدَ له قائلاً: إِنَّ ابنتي الآن مالت، لكن تعالَ وضَع يَدَكَ عليها فتحيا. فقامَ يَسوعُ وتبعَهُ هو وتلاميذه. وإذا امرأةٌ نازِفَةً دَم مندُ اثْنَتَي عَشَرَةَ سَنَةً قد جاءَتْ مِنْ ورائهِ ومَسَّتْ هُدَبَ ثَوْبِهِ، لأنَّها قالت في نفسها إِنْ مَسَستُ ثَوْبَهُ فقط شُفيتُ فالتَفَتَ يَسوعُ وأَبصَرَها، فقال ثقي يا ابنة، إيمانك قد شَفاك فشفيتِ المرأةُ مِنْ تلك السَّاعَةِ وَلَمّا جَاءَ يَسوعُ إِلَى بَيتِ الرئيس ونَظَرَ المُزَمَّرِينَ والجَمْعَ يَضِحُونَ، قَالَ لَهُمْ: تَنَخَوْا، فإنَّ الصَّبيَّةَ لم تمُتْ لكنها نائمَةٌ. فَضَحِكُوا عَلَيْهِ فَلَمّا أخرج الجمعُ دَخَلَ وأمْسَكَ بَيَدِها، فقامَتِ الصَّبِيَّةُ. فخرج ذلك الخَبَرُ إِلَى تِلكَ الأَرضِ كُلَّها ". إقامة ابنة يايرس وشفاء نازفة الدم: في ثقة عجيبة جاء هذا الرئيس كما يدعوه متى الإنجيلي وسجد عند قدمي يسوع قائلا: "ابنتي ماتت لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا " فقام يسوع وتبعــه هـو وتلاميذه.وفي طريقه إلى بيت الرئيس لمست المرأة نازفة الدم هدب ثوب المُخلِّص فوقف نزيف دمها وشفيت في الحال، فأظهر يسوع إيمانها وكشف أمام الجميع سر ثقتهـا في المسيح وكيف نالت وأخذت من الرب ســــلام وحيـــاة وبنوة في آن واحد حين قال لها: "ثقي يا ابنة، إيمانك قد شفاك، اذهبي بسلام" (لو 8 : 48)إنجيل العشية يركز على الإيمان ويزكيه جدًا كأعظم قوة وأكبر نعمة يحوزها الإنسان ويمتلكها الإيمان الذي يتحدى الموت ويغلبه الإيمان الذي يسكن القلب في ســر وبحسبه يكون للإنسان ما يسأله القديس لوقا الإنجيلي يقول : إن يايرس كان رئيس المجمع وإنه طلب إلى الرب يسوع أن يأتي إلى بيته لأن ابنته كانت على آخر نسمة، ثم بينما هم في الطريق إلى البيت جاء واحد من الخدم وقال: ابنتك ماتت فلا تتعب المعلم"... ولكن يسوع بادره بقوله: "لا تخاف أمن فقط فهي تشفى" هنا بينما كان إيمان يايرس يجوز في الامتحان الصعب إذا بيسوع نفسه يمد يده يسند إيمانه لئلا يفشل فكلمة المسيح ليايرس كان لها فعل حياة وقوة عجيبة مثلمـا طلب الرب من أجل سمعان في وقت التجربة لكي لا يفنى إيمانه مع بقية التلاميذ.وهذه النعمة كثيراً ما تدركنا ونحن في حال ضعفنا ونحن نلتمسها دائمًا بتوسل وسؤال الصلاة قائلين: زد إيماننا اسند إيماننا قوي ضعف إيماننا لأنه إن كان الذهب يمتحن بالنار فالإيمان وهو أسمى من الذهب يُمتحن وطوبى لمن يعبر التجربة بإيمان وثقة في القادر على كــل شيء.سكن هذا الإيمان بالمسيح في قلـب يــايرس وهـو مجرب إن المسيح معين المجربين، وإذ زحف الموت ليقتنص نفس صغيرته هرع إلى رب الحياة لكي لا يغتصب الموت نفس وحيدته فاستجاب واهب الحياة وكسر شوكة الموت.قال الرب للرجل: "لا" "تخف" إذ رآه في مهب ريح الشكوك فسكنت الكلمة القادرة رياح الشكوك وابكمـــت هيجان أمواج الموت فتشبث بالحياة نازفة الدم طلبت أن تلمس فقط هدب ثوبه أما يايرس فأصر أن يأخذ المسيح إلى بيته، وأراد أن يواجــه بالحياة أحزان الموت وصراخ الحزن فذهب الرب معـه ودخل بيته فدخلت الحياة الجسد الميت فتبدل الحزن إلى دهشة وفرح. * من لنا بإيمان يايرس ومن لنا بثقته في المسيح من يقول: "أمسكته ولم أرخه". حقا إن الضيقات هــي التي تخرج بنا بأجمل الاختبارات، لأن ربنا في الضيق وجد نصيرا شديدًا وفي وادي ظل الموت صار لنا خير رفيق فطرد الخوف عنا آمن فقط دع عنك كل ما يدور حولك ركز البصر في النور، في الحياة، في المسيح دع عنك کلام الناس وصراخ وعويل النسوة وضجة المزمرين فهذه كلها حركات العجز الجسدي واليأس الحزين حينما يُقهر الموت الطبيعة الضعيفة آمن أن النور أقوى من الظلمة، والحيــاة أقـوى مـن الموت لا يضعف قلبك فغير المستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله. * أما المرأة نازفة الدم فكانت بالنسبة ليــايرس كعلامة على الطريق على صدق المسيح وقدرته الإلهية. لقد قوت إيمانه وشددت رجاءه حينما جاءت وأخبرت أمام الجميع كيف جف نزيف دمها في الحال عندما لمسـت هدب ثوبه تأكد وقتها أن ابنته ستقوم ولو ماتت المرأة نازفة الدم صارت برهانا على نعمة الإيمان التي سكنت قلبه لم يعد يايرس يحتاج إلى تشجيع ولا إلــى كلمات آية استعادة الحياة صارت حقيقية أمامه فسجد في قلبه للمسيح لقد جاء جاثيًا طالبًا أن تشفى ابنته فلما أبرأ المسيح نازفة الدم وجاءت وخرت عند قدميه كان قلب يايرس يقدم السجود معها لواهب الحياة. * المسيح يسند إيماننا بكلمته أي بالإنجيل لأن فيــه كــل مواعيده الصادقة، وكلمته حية فعالة بكل المقاييس ومن يدخل الإنجيل إلى قلبه يتشدد إيمانه يكفي أن تسمع من فم المسيح كلمة: "لا تخف، آمن فقط".الخوف هو العدو الأول للإيمان لأن من خاف لم يتكمل في المحبة بل المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج" الخوف ينشئ شكا في الإيمان بطرس الرسول لما خاف من الأمواج والرياح حوله وحول نظــــره الذي كان مثبتا في المسيح بدأ يشك وإذ داخله الشك بدأ يغرق ثم في الطريق إذ نحتاج إلى معونة لتكميل المشوار يتدخل الرب ليسندد إيماننا بالأكثر ، إذ يرينا آيات وعجائب أعماله في أخوتنا بقوة تفوق الإدراك، فنرى ونزداد إيمانا بواهب الحياة ونسير وراءه غير خائفين وغير عابثين بالمزمرين والنادبين والمشككين والهازئين إذ يكون إيماننا وقد سنده الرب بالكلمة (الإنجيل) وبالآية يكون إيماننا قد تخطى دوائر الشك ودخل مراحل اليقين فلا يهتز ولا يتزعزع مهما قابلنا من ظروف وهكذا يأتي بنا المسيح إلى ملء القيامة والفرح ويبــــدد حزننا ويزيل مخاوفنا إلى التمام إذ نكون قد أكملنا السعي وحفظنا الإيمان. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
06 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٤ )

أتبعك أينما تمضى التلمذة أتبعك أينما تمضى ، ( لو ٩ : ٥٧ ) اولا : نماذج سلبية للتبعية: هناك ثلاثة مشاهد لثلاثة اشخاص تقابلوا مع السيد المسيح في أوقات متفاوتة لا يوجد بينهم رابط زمني أو مكاني ، ولكن القديس لوقا حدثنا عن هذه الثلاثة مشاهد ، لكي يقدم لنا إجابة على إخلاص الإنسان في تلمذته وتبعيته لربنا يسوع قدم لنا ثلاثة مشاهد بثلاثة أسئلة. ونقدم لك الثلاثة اشخاص الأول : إنسان له مشاعر ولكنه لم يفكر جيدا. الثاني : إنسان له فكر ولكن بلا مشاعر. الثالث : عنده فكر ومشاعر ، ولكنه سقط في التردد أو التأجيل. الصديق الأول : مشاعر بدون فكر شخص مندفع ، وكل ما يقوم على العاطفة يكون مؤقتا ، وأجابه المسيح للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس له این يسند راسه » ( مت ٢٠:٨ ) وكانت إجابة المسيح أن تبعيته فيها متاعب وفيها حمل للصليب ، ليست المسيحية مجرد معجزات ، المسيحية ايضا فيها طريق للآلام ، وربنا يسوع قال لنا : « في العالم سيكون لكم ضيق ، ( يو ١٦ : ٣٣ ) ، ومع الآلامات توجد تعزيات فهل أنت مستعد ؟ إذا عندما تأخذ قرارا اعتمد أولا : على ربنا ثانيا على عقلك ثالثا : على عاطفتك ( التي هي ممكن أن تكون متغيرة ) .فتأخذ قرارك بطريقة صحيحة الصديق الأول كان صاحب مـشاعر ولم يكن صاحب فكر ، لذلك يبدو أن انصرف ولم يتبع المسيح. الصديق الثاني : فكر بدون مشاعر المسيح قال له اتبعني ، وكان شرط هذا الشخص أن يأذن له المسيح ان يذهب أولاً ويدفن اباه عندما تأتي دعوة المسيح لك فهي لحظة فارقة وفرصة ذهبية في حياتك . الشخص الثالث : مشاعر وفكر تقدم للمسيح وقال له : « أتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي هذا الشخص ربما تنكسر عاطفته ، او ينكسر فكره بخطية اسمها خطية التردد ، وقد تمتد خطية التردد إلى التاجيل ، وكما تعرفون أن التـاجـيل لص الزمان ، حتى في التوبة ، ويظل التأجيل يضيع الحرارة الروحية في داخلك وهذا ما نسميه في تحليل نصف الليل تسويف العمر باطلا، وكانت إجابة السيد المسيح عليه : ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله ، ( لو ٦٢:٩ ) بولس الرسول في محاكمته أمام اغريباس الملك وقف يدافع عن إيمانه بقـوة حتى أن اغريباس قال له : « بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً ، ( اع ٢٦ : ٢٨ ) ، ولكننا للأسف لم نسمع أن أغريباس قد صار مسيحيا ، مشكلة التردد . ثانياً : نماذج إيجابية للتبعية : ١- متى الرسول نقرأ في ( متى ۹ : ۹ ) عبارة ، اتبعني ، وهنا العبارة قـالـهـا ربنا يسوع المسيح للاوى العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية فقام وتبعه وصار متى الرسول ۲- بولس الرسول وهو كان بعيداً عن المسيح تماماً ويهوديا حتى أنه قال عن نفسه : « كنت اضطهد كنيسة الله بإفراط وإتلفها ( غل ١ : ١٣ ) ، وكنت قبلا مجدفا ومضطهدأ ومفتريا ، ( اتی ١ : ١٣) ومجرد رؤية المسيح وحديثه معه قال له : « يارب ماذا تريد أن أفعله «. ۳- بطرس الرسول ( لوه : ۱ - ۱۱ ) كان سمعان بطرس صياد وفي مرة قضى الليل كله ولم يصطد شيئا وبعد أن أرسوا على الشاطئ دخل السيد المسيح سفينته وصار يعلم الجموع ، ثم قال المسيح لسمعان ابعد إلى العمق والقوا شباككم للصيد ، فاجاب سمعان وقال له .يا معلم ، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ، ولكن على كلمتك ألقي الشبكة .. ٤- الأنبا باخوميوس اب الشركة كان جنديا وثنيا ، ولكن عندما شاهد أهل إسنا وهم يقدمون فضيلة إضافة الغرباء وعرف أنهم مسيحيون ، قال : إن رجعت من الحرب سالما ساصير مسيحيا ، ورجع وبدأ طريقه الروحي ، وبدأ يتبع المسيح ويتكرس وصـار راهبا بل وأسس حياة الشركة في الحياة الرهبانية ، وصار قديساً في الكنيسة.أحياناً يفتقد الله الإنسان بنعمته ويدعو في قلبه ، وعندمـا يسـتـجـيب بفكره وعقله ومشاعره وإيمانه ويتخذ القرار يعرف أن طريقه طريق جيد وناجح ، ويعرف أن الذي يتبع المسيح لا ينظر إلى الوراء بل يأخذ طريق ينظر فيه للأمام ويتقدم وينمو. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
05 أكتوبر 2023

شخصيات الكتاب المقدس بتروباس الرسول

اسم يونانى ومعناه (حياة ابيه) رو 16: 14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم. وهو رجل مسيحى من مدينة روحيه وقد ارسل اليه الرسول بولس سلامه فى (رو16: 14).كان احد السبعين رسول الذين عينهم الرب ونال نعمه حلول الروح القدس المعزى فى علية صهيون. خدم فى مدينة رومية ثم صار اسقفاً على مدينة يونوبوليس وبعد خدمة مباركة استشهد هذا الرسول فيها ويقيم له اهل المدينة عيداً سنوياً.
المزيد
04 أكتوبر 2023

من له أذنان للسمع فليسمع ( مر ٩:٤ ،٢٣)

الرسائل التي أرسلها الرب إلى الكنائس السبع التي في آسيا كل منها تشمل عبارة أنا عارف أعمالك، وتنتهى بعبارة « من له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس » ونريد اليوم أن نتأمل هذين الأمرين رسالة للكل:- جميل أن الله يرسل رسائل للناس، يبعث كلمته للكل للأبرار وللأشرار معاً ، للذين يحبونه وللذين تركوا محبتهم الأولى . يرسل حتى إلى ملاك كنيسة ساردس الذى قال له الرب « إن لك اسماً أنك حی وأنت ميت» (رؤ۳ : ۱) والى ملاك كنيسة لاوديكية الذى قال له « لست حاراً ولا بارداً . بل أنت فاتر .آنا مزمع أن أتقياك من فمى ( رؤ۳ : ١٥، ١٦ ) . ومع ذلك يرسل إلى كل منهما رسالة كل إنسان في الحياة ، لابد أن تصله رسالة من الله يتكلم فى قلبه فى فكره يرسل له كلمة تناسبه بأية الطرق . عن طريق كتاب عظة، عن طريق نصيحة من إنسان تصوروا أنه كلم حتى قايين، قبل أن يقتل أخاه . وقال له عند الباب خطية رابضة، وإليك اشتياقها ، وأنت تسود عليها » تك ٤: ٧. خذ حذرك مازال الأمر فى إرادتك احترس من تلك الخطية ومن اشتياقك احترس من مشاعرك الله ارسل رسالة حتى إلى بلعام وفى الرسالة إلى العبرانيين يقول الرسول الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً، بأنواع وطرق شتى، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه » (عب ١ : ١، ٢) بأنواع وطرق شتى لا تستطيع أن تقول إن صوت الله لم يصل إليك البعض قد يكلمهم الله بالرؤى والأحلام. ولكن ليست كل الرؤى والأحلام من الله ! وهناك من كلمهم الله بصوته شخصياً كما حدث للأنبياء والبعض كلمهم عن طريق الرسل، والكتاب يقول إلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم» (مز ۱۹). والكل كلمهم الرب عن طريق الوحى المقدس، الكتاب المقدس ، الذي هو كلمة الله إليك وهناك من كلمهم الرب عن طريق الملائكة والكل عن طريق الوعظ كما كان بولس الرسول يقول «كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله » (۲ کوه : ۱۹ ، ۲۰ ) جائز الكلمة التي يرسلها لك الرب تكون كلمة بركة، أو كلمة تعزية، أو تعليم، أو كلمة إنذار وياليتك تسأل نفسك باستمرار ما هي كلمة الله إلى ؟ إنك تسمع كثيراً من الناس ولكن ما هي كلمة الله إليك ؟ تصوروا أن السيد المسيح يقول : اكتب إلى ملاك كنيسة أفس إلى ملاك كنيسة سميرنا إلى برغامس إلى ثياتيرا إلى فلادلفيا إلى ساردس إلى لاوديكية اكتب كل واحد له رسالة الله يوجهها إليه. وصية في الانجيل :- هذه العبارة قالها السيد المسيح مرات عديدة في الأناجيل : قالها بعد كلامه عن يوحنا المعمدان (متی ۱۱: ١٥)، وبعد مثل الزارع (متى ۱۳ :۹) (مر٤ : ۹) ، وبعد شرح مثل الحنطة والزوان ( متى ١٣ : ٤٣) (مر٤ : ٢٢) . وبعد كلامه عن أن ما يخرج من الفم هو الذى ينجس الإنسان مر٧: ١٦) وبعد كلامه عن الملح الذى يفسد ( لو ٢٤ : ٣٥) وهكذا قال في سفر الرؤيا للكنائس السبع من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس » سبع مرات في (رؤ ٢ ، ٣) وعبارة ما يقوله الروح للكنائس عبارة معزية :تعنى أن الروح القدس مازال يكلم الكنائس الروح يعمل فينا ، ويرشدنا إلى جميع الحق ( يو ١٦: ١٣) ، ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا ( يو ١٤ : ٢٦ ) . أذنان للسمع:- هناك أشخاص كانت لهم آذان تسمع وتستجيب وتطيع . مثل ابرام أبو الآباء، حيثما قال له الرب : « اخرج من أهلك ومن عشيرتك» (تك ۱۲) وحينما قال له خذ ابنك وحيدك الذي تحبه، اسحق، وقدمه لى محرقة » (تك ٢٢) أطاع، ولم يناقش.ومن له أذنان للسمع .لوط لما قال له : الملاك اخرج من سادوم لا تقف في كل الدائرة (تك ١٩) سمع وأطاع من أكثر خلق الله سمعاً لكلامه الملائكة يقول عنهم المرتل في المزمور باركوا الله يا ملائكته الفاعلين أمره ، عند سماع صوت كلامه» (مز ۱۰۳ :۲۰) بمجرد سماع الكلمة ينفذون، سواء للإنقاذ أو للعقاب لذلك ونحن نريد أن نكون سامعين لكلمة الله ، منفذين لمشيئته نقول « كما في السماء ، كذلك على الأرض » أى نطلب أن تكون لنا آذان للسمع أمثلة الذين سمعوا الكلمة واستجابوا تلاميذ المسيح . متى (لاوى) حالما سمع كلمة « اتبعني» ترك مكان الجباية وتبعه ( متى ٩ :٩) . وكذلك بطرس وأخوه اندراوس تركا السفينة والشباك والأهل، حالما سمعا عبارة هلم وراثى فأجعلكما صيادي الناس (مر١ : ۱۷ ،۱۸) وكذلك فعل يوحنا ويعقوب ونفس الوضع أيضاً مع شاول الطرسوسي (أع ٩). ولهذا قال السيد المسيح مطوباً تلاميذه:«أما أنتم فطوبى لآذانكم ، لأنها تسمع » . ذلك لأن هناك آخرين لهم آذان لا تسمع (مر٨: ١١) (رؤ ۲۸ :۲۱) وما أكثر الأمثلة لهذا النوع وما أكثر أسبابها السيد المسيح نفسه كان كثير من معاصريه ، لهم آذان ولكنها لا تسمع . آذان لا تسمع:- أول أذن لم تسمع ، كانت لآدم وحواء . سمعا الوصية،وكأنهما لم يسمعا تذكرا الوصية بحذافيرها ، وعملا العكس ! (تك ٣) لماذا ؟ لأن كلمة أخرى قالتها الحية غطت على كلمة الله إليهما وكانت أكثر تأثيراً وأكثر إغراء ، وإذا كلمة الله وكأنها لم تسمع لذلك احترس من أن الكلمة، يخطفها أحد منك. كما قيل في مثل الزارع أن بذاراً خطفها الطير فلم تنبت متى ٤:١٣ ألقيت البذار أى نزلت على الأذن، ولكن هناك من خطفها تسمع النصيحة أو العظة، وتتأثر، ويأتي إنسان آخر، تأثير آخر يغطى على الكلمة ويخطفها منك، ويترك عندك تأثيره هو قايين سمع الإنذار من الله ، وكأنه لم يسمع ! فلماذا ؟ كانت هناك مشاعر وانفعالات في القلب، غطت على كلمة الله ، وأزالت تأثيرها وكأنه لم يسمع ! كانت مشاعر الحمد والحقد والغضب التي في قلبه، كأنها حاجز قوى يمنع كلمة الله من أن تدخل فسمعها وكأنه لم يسمع كان مشغولاً بسماع صوت الحقد والحزن الذي في قلبه قال له الله احترس الخطية أمامك،ولا تزال تسود عليها احرص ألا تخطى ولكن الانفعالات الداخلية كانت تمنعه من سماع النصيحة وبعد أن كلمه الله ، ذهب وقتل أخاه !! احترس إذن من إنفعالاتك الداخلية ومن سيطرتها . الشاب الغنى كلمه المسيح، وقدم له كلمة منفعة ولكنه مضى حزيناً، ولم يسمع للرب (متی ۱۹ : ۲۲) فلماذا ؟ لأن هناك شهوة في القلب، تمنع وصول الكلمة للقلب أن هذا الشاب كان يحفظ الوصايا منذ حداثته ولكنه عند الوصية الخاصة بالمال لم يستطع أن يسمع لأن هنا كانت الشهوة المسيطرة التي تحجب كل وصية وكل كلمة وتصد وترد كإنسان مستعد أن يسمع لك في كل شيء، ما عدا شيئاً واحداً لا يستطيعه هنا عدم السمع ليس مطلقاً، ولكنه في شيء واحد في نقطة الضعف في الشهوة المسيطرة مثال سليمان الحكيم، كان أحكم الناس جميعاً، وقد أخذ الحكمة من الله ولكنه من جهة شهوة النساء والتزوج بالنساء الغريبات، لم يستطع أن يسمع كلمة الله ولم يكن قلبه أميناً للرب مثل أبيه (امل ١١: ١- ١٠) ولم يحفظ ما أوصى به الرب إذا وجدت أذنك لا تسمع، ابحث ما هو السبب ؟ اذهب إلى طبيب آذان يعالجك، بل اذهب بالأكثر إلى طبيب قلب، يكشف ما في قلبك من شهوات. مثل أي إنسان يخالف أباء وأمه، ويخالف الوصية والكنيسة ويخالف القانون أيضاً، لأن هناك شهوة فى قلبه يريد أن يحققها. والشهوة تصم أذنيه عن السماع أحياناً يكون عدم السماع بسبب قساوة القلب. ولذلك يقول الكتاب «إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم » عب٣ : ١٥). فرعون كان من هذا النوع القاسي القلب الذي لم يستطع أن يسمع لكل إنذارات الله، ولم تؤثر فيه كل الضربات. وكم من مرة صرخ إلى موسى وهرون، ووعد بأن ينفذثم عاد كما كان والقساوة تولد العناد .والعناد يمنع من سماع الكلمة : العناد الذي يغلق القلب،ويغلق الفكر. ومهما قيل له من كلام نافع ومقنع، لا يسمع ! إنسان متثبت بفكره، مهما كلمته، كأنك لم تتكلم لأن فى التشبث بالفكر نوعاً من الكبرياء - تغلق الأذن عن السماع، بعكس الوديع المتواضع يمكن أن يسمع . حتى إن أخطأ، يقبل التأنيب والنصيحة، ويصلح طريقه ويسمع.الهراطقة كانت لهم آذان لا تسمع، أغلقها العناد والكبرياء . آریوس مثلاً، لم يسمع لصوت بطريرك، ولا لصوت المجمع المحلى الذى عقد فى الاسكندرية من مائة أسقف، ولم يسمع لإقناعات القديس أثناسيوس، ولم يسمع لقرار المجمع المسكوني كان عناده يغلق أذنيه، وكانت كبرياؤه تغلق أذنيه ومات في هرطقته، دون أن يسمع تمنعه العزة بالذات، والتمسك بالفكر وكذلك كل حوار لاهوتى من نفس النوع قد تحاور إنساناً، وتجده متحفزاً للرد قبل أن تكمل كلامك لسانه أسرع من أذنيه لا رغبة لديه في السماع، ولا رغبة في الإقتناع يمنعه التشبث والعناد له آذان ولكنها لا تسمع وبالمثل كل إنسان متمسك بفكره الخاص، مصر على فكره كأنك تكلم صخراً صلباً لا توجد منافذ تدخل منها الكلمة ونفس الوضع مع كل إنسان معتز بكرامته قد يشعر أن نصيحتك كأنها تهينه وتهز كرامته، وتشعره بخطأه، وتتعب نفسيته فلا يكون مستعداً إطلاقاً أن يسمع ، لان السماع يحتاج إلى تواضع ولهذا ليس كل عتاب يأتي بنتيجة :- المتواضع المحب تعاتبه فتكسبه والمتكبر المعتز بكرامته، تعاتبه فيزداد الأمر سوءاً ... هيرودس الملك، لم يستطع أن يسمع كلمة يوحنا المعمدان . كلام يوحنا المعمدان واضح لا يحل لك أن تكون لك امرأة أخيك» (متى (١٤ : ٤) . إنها وصية إلهية واضحة في موانع الزواج ( لا ١٨ : ١٦ ) والكتاب يعتبرها نجاسة (لا ۲۰ :۲۱) . ولكن هيرودس لا يسمع إغراء هيروديا يمنعه. كما كان إغراء دليلة يمنع شمشون من بقاء وصية النذير في أذنيه (قض ۱۳ : ۷) . هناك تأثير آخر، يمنع تأثير كلمة الرب عليه هناك محبة أخرى طغت على محبة الله ، فمنعت الأذن أن تسمع. كم تسمع كلام الله فى القراءات وفى العظات في كل قداس، وكأننا لم نسمع ، والطبع هو نفس الطبع . شعب اليهود كانت تتلى عليه البركات من فوق جبل جرزيم واللعنات من فوق جبل عيبال باستمرار( تث ۲۷ :۲۸). ومع ذلك ما كان يعباً !! السيد المسيح كان يكلم علماء اليهود، فلا يسمعون، على الرغم من قوة إقناعاته، ولكنهم تشبثوا بآرائهم . كانت الحرفية وتقاليد آبائهم الخاطئة وتعاليمهم، تمنعهم من السماع وربما كانت هناك مشاعر الحسد التي في قلوبهم التي كانت تدفعهم إلى محاولة التخلص من السيد المسيح، وليس سماع كلامه وماذا أيضاً. هل هناك أسباب أخرى تمنع من السماع ؟ الخوف أيضاً يسد الأذن أحياناً عن السماع . بيلاطس البنطى كان مقتنعاً ببراءة المسيح، وقال إنه لا يجد فيه علة تستوجب الموت لو ٢٣ : ٢٢). وقد حذرته زوجته قائلة «إياك وذلك البار، لأني تألمت اليوم كثيراً في حلم لأجله » ( متی ۲۷ :۱۹) ولكنه لم يسمع ، لأن الخوف كان يمنعه من السماع كان يخاف أن يشكوه إلى قيصر الخوف على المركز وربما نفس الخوف منع أغريباس الملك من تبشير القديس بولس الرسول، مع أنه قال له « بقليل تقنعنى أن أصير مسيحياً » (أع ٢٦ : ٢٨ ) إن قبل أغريباس المسيحية، سيضيع منه منصب الملك كثيرون يضيعون البعض بالخوف إن فتحت فمك لتتكلم إن هربت منا ، إن كشفت المؤامرة، إن لم تخضع ، سيحدث كذا وكذا من التهديد وبهذا الخوف لا تنفع كل نصيحة لإنقاذه .! تكلمه، وكأنه لا يسمع الخوف سد أذنيه هناك سبب آخر : يمنع الأذن من السماع، وهو الاستهتار واللامبالاة أهل سادوم نصحهم لوط أن يخرجوا من المدينة قبل أن تحترق ،فقابلوا كلامه باستهزاء وكان كمازح في وسط أصهاره » تك ١٩ :١٤). ونفس الوضع حينما تكلم بولس الرسول في مدينة أثينا ، قابلوه بنفس التهكم قائلين «ماذا يريد هذا المهذار أن يقول » (أع ۱۷ : ۱۸) إنه أيضاً نوع من الاستهتار، لم يأخذوا فيه الكلام بجدية لذلك لم تكن آذانهم للسمع كإنسان تنصحه ، فيقابلك بتهكم، أو يحول الجو إلى عبث ولا يسمع، بل يتهكم و يهزأ إنسان أيضاً لا يسمع ، لأنه يعرج بين الفرقتين آخاب إن سمع كلمة من إيليا ، تستطيع إيزابل أن تعمل له غسيل مخ ، وتحوله إلى الناحية الأخرى فإن أردت أن تعطى نفسك فرصة للسماع، لابد أن تبعد عن الجو الذي يمكنه أن يحولك كشاب يسمع عظة ، فيضيع تأثيرها بسبب أصدقائه أصعب مثل في عدم السماع، هو مثال يهوذا، الذى كانت تمنعه الخيانة من السماع كم مرة أنذره السيد المسيح ولكن الخيانة كانت تصم أذنيه، مضافة إليها شهوة المال. القلب كان في تلف، كذلك تلقت أذناه فلم تسمع لكي تسمع أذناك ، ينبغي أن تكون لك رغبة في أن تسمع، وتكون لك الجدية في التنفيذ ، وتكون مشتاقاً أن تسمع الكلمة، ولو أدى الأمر أن تبذل حياتك من أجلها إن أتاك الصوت الإلهى احتفظ به فى قلبك وفى إرادتك كما فعل القديس أنطونيوس لما سمع كلمة الرب، وللحال نفذها في جدية، بغير إبطاء ، بغير توان ولنحاسب أنفسنا ، كم مرة سمعنا ولم نعمل، وكأننا لم نسمع . قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
03 أكتوبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية خدمة الشماسات

تؤمن كنيستنا بدور رئيسي وهام للشماسات ومن الأمور المفرحة قيام قداسة البابا شنوده الثالث ببعث روح الحياة في هذه الخدمة الهامة، حينما قام بسيامة مجموعة كبيرة من الشماسات في عدة كنائس ، الأمر الذي أبرز دور المرأة في الحياة والخدمة الكنسية . كذلك فقد كلف قداسة البابا الجنة مجمعية خاصة، بإعداد لائحة للشماسات المتبتلات المكرسات، بعد أن أنتشرت مجموعات متناثرة منهن في أنحاء الكرازة ، يقمن بخدمات هامة وأساسية في الكنيسة ، وذلك من أجل تقنين وضعهن الكنسى ، وتأمين حياتهن الروحية والكنسية والمعيشية . وبالفعل قامت اللجنة بإعداد اللائحة، وتوزيعها على الأحبار الأجلاء، تمهيداً لمناقشتها واعتمادها رسمياً من المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا وخدمة الشماسة في الكنيسة لها جذور كتابية رسولية ، وآبائية تقليدية . فنحن نقرأ في الكتاب المقدس في تيموثاوس الأولى قول الرسول : "اكرم الأرامل، اللواتي هن بالحقيقة أرامل والتي هي بالحقيقة أرملة ، فقد ألقت رجاءها على الله ، وهي تواظب على الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً ، لتكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة ، امرأة رجل واحد، مشهوداً لها في أعمال صالحة ، إن تكن قدريت الأولاد، أضافت الغرباء، غسلت أرجل القديسين، ساعدت المتضايقين، اتبعت كل عمل صالح"(١تى٣:٥-١٣)وفى الرسالة إلى رومية نقرأ عن فيبى خادمة كنيسة كتخريا ، وفى تلك الرسالة التي لفيلبي نقرأ عن أفودية وسنتيخي، اللتين جاهدتا مع الرسول بولس في الإنجيل ( فى ٤ : ٢ ، ٣ ) ... وكذلك نقرأ عن النسوة اللواتي كن يخدمن يسوع من أموالهن » (لو۸ :٣)) وفي رومية ١٦ نقرأ عن سلسلة من النساء الخادمات المباركات ، اللواتي خدمن مع الرسول بولس مثل بريسكلا « العاملة معه » ، ومريم التي تعبت من أجله » ، وتريفينا وتريفوسا « التاعبتين في الرب»، وبرسيس «المحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب » وأم روفس التي اعتبرها الرسول أماً له ، وجوليا ، وأخت نيريوس إلخ . ولاشك أن التاريخ الكنسى يحفل بأعداد هائلة من النسوة اللواتي خدمن الرب والكنيسة في مجالات متعددة، كالعبادة وتعليم السيدات والشابات والاطفال ورعاية الأرامل والأيتام والمرضى والمسنين إلخ . خدمة الشماسات : يمكن أن تختص الشماسات بخدمات كثيرة، وهذه مجرد أمثلة : ١-المشاركة في خدمة التسبيح في الكنيسة مع الشعب.. ٢- المشاركة في تعليم الأطفال والفتيات والشابات . ٣-افتقاد البنات والشابات ، - واكتشاف حالات الابتعاد عن الكنيسة مبكراً، ومعالجة حالات الانحراف بالحب والتوجيه الروحى من خلال الآباء الكهنة . ٤- خدمات المحبة المسيحية مثل : بيوت الطفولة، الحضانات، المعوقين المرضى ، المسنين ، المتخلفين عقلياً ، وليس أحن من قلب المرأة على هؤلاء . ه- خدمات التنمية : للفتيات : كتعليم الحياكة والتطريز واشغال الأبرة، ومكافحة الأمية المتفشية في مصر،خصوصاً بين السيدات، والطهي، والصحة، والوقاية من الأمراض والاسعافات الأولية وهذه الخدمات نراها واضحة في مئات مراكز التنمية الاجتماعية باسقفية الخدمات، والمنتشرة في كل أنحاء البلاد . ٦- خدمات طبية : كالتمريض الممتاز في المستشفيات والمستوصفات ، كملائكة رحمة، ينقلن إلى المرضى حنان ومحبة السيدالمسيح . ٧- الدراسة والكتابة : والتخصصات العلمية الكنسية وها نحن نرى الشابات في معاهد الإكليريكية، وبعض المتخصصات يدرسن الآن بالاكليريكيات . ٨- الاشتراك في وضع مناهج الخدمة للأعمار المختلفة ، بحكم خبرتهن التربوية ،نظرياً وعملياً، خصوصاً بهدف توازن المناهج بين الجنسين . ٩ - مساعدة الآباء الكهنة في خدمة المحتاجين من الأرامل والفقراء، ورعايتهن روحياً وكنسياً ومادياً . ١٠ - مساعدة الأب الكاهن في تعميد السيدات، إذ ترافقهن الشماسة وترشدهن كيفية العماد ومعناه ، وعمل الأشبين ١١ - تمثيل المرأة القبطية في المحافل المسكونية المسيحية والعالمية، على المستوى المحلى أو الإقليمي أو الدولى ١٢ - الدور الرائع والجوهري في تسليم الإيمان والمحبة للأطفال داخل الأسرة ، وهو أخطر الأدوار في حياة المرأة، إذ يتشرب الرضيع حنان الله من خلال حنان الأم خدمات كثيرة وخطيرة تقوم بها المرأة في الكنيسة ، ولا يستطيع أن يؤديها الرجل بنفس الكفاءة إن المساواة بين الرجل والمرأة في المسيحية مساواة كرامة إنسانية، وقيمة لدى الله ، وميراث الملكوت . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الخامس عشر عام ١٩٨٩
المزيد
02 أكتوبر 2023

كيف نحب الآخرين ؟ الثقة في المحبة

" المحبة لا تظن السوء " ( ١كو ١٣ : ٥ ) . المحبة تعطى نوعاً من الثقة دائما الإنسان يثق فيمن يحب يثق في أمانته، في اخلاصه في صدقه وصراحته معه لهذا فالمحبة لا تظن السوء، وهى ترى الجانب النير من الأمور، وتفترض حسن النية في الآخرين. ولا تحكم على أحد ممن تحب، دون أن تعطيه فرصة للدفاع عن نفسه لهذا فالعتاب هو سياج لحماية الثقة التي للمحبة العتاب يحمى المحبة من ظنون السوء . ولكن العتاب يحسن أن يستخدم فقط عند الضرورة، وليس في كل الأمور كبيرها وصغيرها، لئلا ينطبق عليك قول الشاعر: إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لن تلقى الذى لا تعاتبه فكن واحداً أوصل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة وبجانبه إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه ؟ كيف نصون الثقة التي للمحبة : ۱ - رؤية الجانب النير : الحقيقة غالباً يكون لها في تقديرنا وجهان وجه مضىء ووجه مظلم فلا ينبغي أن نلتفت كثيراً إلى الجانب المظلم، بل للتركيز على الجانب المضيء حتى يتأكد العكس مثال ذلك : إذا قابلك شخص بوجه متجهم غير بشوش ، وشعرت أنه لم يحسن استقبالك فريما نظن أن هناك سوء تفاهم بينك وبينه ، أو أنه لم يعد يحبك مثل الأول ومن جانب آخر قد تعلل ذلك بأنه حزين أو مهموم بسبب ظروف صعبة يمر بها في حياته، أو أنه مريض أو متوعك أو مثقل ببعض الأمور المتعبة أو ببعض المشاكل التي يبحث لها عن حل فالجانب النير هنا ، هو افتراض أن ما حدث هو بسبب ظروف عابرة لا تخصك، وأنه لا يوجد شيء يعكر صفو العلاقة بينكما ومن الممكن الإنتظار لملاحظة ما يحدث في المستقبل، فإذا تكرر الوضع فمن الممكن الإستفسار عن سبب التعب البادي على الوجه وفى مرحلة تالية يأتي العتاب إن لزم الأمر.عموماً يلزمنا أن ندرب أنفسنا أن نبحث عن الجانب النير قبل أن نتأثر ونقتنع بالجانب الآخر، وهذا يقودنا إلى مبدأ آخر، وهو أن لا تحكم على إنسان دون أن نناقشه ونعطيه فرصة للدفاع عن نفسه . ٢ - عدم التسرع في الحكم بدون فحص : "هذا المبدأ ذكره القديس نيقوديموس، كعضو في مجمع السنهدريم أثناء الجلسات التحضيرية لمحاكمة السيد المسيح إذ قال ألعل ناموسنا يدين إنساناً لم يسمع منه. أولاً ويعرف ماذا فعل"(يو ٧: ٥١) وقد أكد السيد المسيح هذا المعنى حينما أوصى في عظته على الجبل لا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون . وبالكيل الذى به تكيلون يكال لكم » (مت ۱:۷) إذا كنا نحب أن يحكم الناس علينا في ضمائرهم أو بأقوالهم، دون أن يعرفوا قصدنا الحقيقي ودوافعنا ، فيلزمنا نحن أن لا نحكم على الناس، دون أن تسألهم وتفهم دوافعهم الحقيقية يلزمنا أن نفترض حسن النية عند الآخرين، إلى أن يثبت عكس ذلك، لأن هناك مبدأ قضائياً أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته فلا أقل من أن يكون ميزاننا في الحكم مثل ميزان القوانين الوضعية فى العالم، من حيث درجة عدالتها من الممكن إذا تسرعنا فى الحكم، ولم نفترض حسن النية، أن نخسر محبة الكثيرين، وتنهار علاقتنا بهم بدون سبب معقول أو مقبول فلنطلب من الرب بلجاجة أن يحفظ لمحبتنا بساطتها حتى لا تظن السوء ، ولقلوبنا نقاوتها لكي تثبت في المحبة. نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الخامس عشر عام ١٩٨٩
المزيد
01 أكتوبر 2023

الأحد الثالث من شهر توت

تتضمن الحث على التوبة مرتبة على قوله تعالى لزكا أسرع وانزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك ( لو ١٩: ١-١٠ ) قد سمعتم فصل اليوم يقول عن زكا رئيس العشارين. إنه طلب أن يرى يسوع ولم يقدر من الجمع لانه كان قصير القامة فركض متقدماً وصعد إلى جميزة لكى يراه لأنه كان مزمعاً أن يمر من هناك. فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرأه وقال له: يا زكا اسرع وانزل لأنه ينبغى أن أمكث اليوم في بيتك" فأسرع ونزل وقبله فرحاً. وبسبب ان وظيفة التعشير كانت مرذولة في ذلك الوقت وكان جباتها يعتبرون لصوصاً في أعين الشعب. لذلك تذمر الحاضرون ونددوا على السيد قائلين: "إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ ولاحظ ذلك زكا ووقف قائلاً: "هل أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين. وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف" فقال له يسوع: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت علمتم من هذ أيها الأحباء أن طبيب الأرواح والأجسام حاضر وأنه في كل زمان ومكان قادر أن يشفى أمراضنا فكيف لا نقبل اليه فرحين مسرورين؟ وإذا كان ذوو الأمراض والعاهات يتركون المنازل والخلان والأهل والأوطان والأسباب والمكاسب والزراعات ويتبعون المسيح حيث كان فما بالنا نستصعب المضى إلى مجامع المؤمنين. وإذ كان أحد من الناس يتألم عضو من أعضائه. فانك تراه يلازم محل عيادة الأطباء ويبالغ فى الحمية واستعمال الأدوية حتى يعود ذلك العضو صحيحا كما كان. فكيف نهمل نحن العناية بالنفس ولعلها تكون في غالب الأوقات عليلة بضروب الأسقام ونحن لا ننظر اليها، وإذا كان الذين يشاهدون الحبوس والسجون ومراكز الولايات ينظرون إلى قوم مغلولين بالسلاسل وآخرين بالقيود وآخرين مكبلين بالخشب، وآخرين يضربون بالسياط وآخرين يعلقون وآخرين يشتمون ويهانون وغير ذلك، فيخافون الله ويحذرون الاعمال الموجبة لمضيهم إلى هناك طول عمرهم وإن كان العقاب زمنياً. فكيف لا نرهب نحن من مجلس القضاء المقبل واجتماع الأمم وجلوس الديان للمحاكمة وهول العذاب والتهاب الجحيم والخلود مع الشياطين. وإذا كان سيدنا له المجد قد بذل ذاته عنا. ومزق كتاب رقنا وغسل ادناس خطايانا. واعتنى بمداواة أمراضنا. فكيف نوجد لأوامره مخالفين؟ وإذا كان أحدنا يخطئ مرة واحدة لمن أحسن اليه فيعد شريراً وغادراً. فكيف نوجد نحن مخالفين دائماً لأوامر إلهنا وغافلين عن عميم إحسان ربنا وماذا نستحق من العذاب والعقوبة يوم الحساب ؟ فسبيلنا إذن أن تحذو حذو زكا. ونصعد إلى جميزة التأملات والصلوات الحارة فنشاهد جمال الفضيلة فنقتنيها. ونتمتع بمحاسن التوبة فنفوز بنعمة الخلاص. ونستحق سماع صوت فادينا يقول لنا. "اليوم" حصل خلاص لهذا البيت". له المجد إلى دهر الدهور كلها آمين القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
30 سبتمبر 2023

إنجيل عشية الأحد الثالث من شهر توت ( مر ١ : ٢٩ - ٣٤ )

ولَما خرجوا مِنَ المَجْمَعِ جاءوا للوقتِ إِلَى بَيتِ سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا، وكانت حمـاة سمعان مُضطَحِعَةً مَحمومَةً ، فللوقت أخبروه عنها فتَقَدَّمَ وأَقامَها ماسكا بيدها، فتركتها الحمـى حــالاً وصارت تخدِمُهُمْ. ولَما صار المساءُ، إِذ غَرَبَتِ الشَّمس، قدموا إليهِ َجميعَ السُّقَماءِ والمَجانين. وكانت المدينة كُلُّها مُجتَمِعَةً عَلَى الباب. فشَفَى كثيرين كانوا مَرْضَى بأمراض مُختَلِفَةٍ، وأخرج شياطين كثيرةً، ولم يَدَع الشَّياطين يتكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفوهُن. فصل إنجيل شفاء حماة سمعان بحسب إنجيل القديس مرقس الرسول - يذكر أن الرب تقدم وأقامها ماسكا بيدها، فالقديس مرقس الرسول في إنجيله يظهر عمل الخلاص في التلامس مع شخص المسيح وهذا يظهره مارمرقس في معظم آيات الشفاء حتى أنه يقول: إن جميع الذين لمسوه برئوا ووقع عليه ليلمسه كل من فيه داء، والمرأة نازفة الدم لمست هدب ثوبه فقط و حين قدموا إليه الأعقد الأصم (مر ٧) وضع يديه في أذنيه وتفل ولمس لســــانه وقال له: "إفثا أي انفتح". فقوة الخلاص بحسب بشارة مارمرقس كائنة لنا التلامس مع شخص الرب يسوع. أمسك بيدها ليتني في كل حين أتحسس بالإيمان يمين الرب التي تمسك بيدي وأقول: "أمسكت بيدي اليمين"، وأقول مع المرنم يمين الرب رفعتنـى يمين الرب صنعت القوة وأدرك وعد الرب بفم إشعياء القائل: "أنا هو الممسك بيمينك" ذراع المسيح قوية أليست هي التـي شــقت البحـــر الأحمر وصنعت طريقا للمفديين هو يمسكني بيمينه فأشعر في الحال بقوة ذراعه تنتشلني من فراش مرضي هـذه اليد التي قبلت المسمار من أجل خلاصي. تمتد إليَّ لترفعني من مذلة خطيتي لما مدها لعروس النشيد ولاحظت أثر المسمار أنت أحشاؤها بالوجع والحب وتحركت نحــــو الذي أحبها إلى المنتهى تطلبه حتى تجده. يمين الرب يسوع ممتدة مبسوطة بسطت يدي طول النهار"يطلب أن نقبل إليه إنه ينادي "تعالوا إليّ وأنـــا أريحكم".هو يمسكني لكي لا أعثر ويمسكني لكي يسندني لأنـى بدونه ضعيف وساقط لما ابتدأ القديس بطرس يغرق وصـرخ نحــو الــرب الواقف أمامه قائلاً : "يارب نجني" مد المسيح يده وانتشله قائلا: "لماذا شككت يا قليل الإيمان"مد يده وأقامها يمين المسيح يمين القيامة ليس من مرض وحمى بل من الموت حين يمد يده ماسكًا أياي أشعر بروح القيامة يسري في كياني. هي ذات اليــــد قدمها لتوما مؤخراً قائلاً: "هات" يدك وضعها في أثـر المسمار وحين تلامس معها توما الرسول صرخ قائلاً: "ربي وإلهي" ففي يد المسيح تستعلن القيامة ويتشدد الإيمان ويتقوى رجاء الإنسان.أما من يتأمل يد المسيح الماسكة بالسبعة كواكب الذين هم ملائكة السبع الكنائس فيدرك يد ضابط الكل الذي بيده مقاليد الأمور ومصائر الأشياء. وهو مدبر كنيسته لأنـه أسقف نفوسنا وراعينا الصالح ونحن شعبه وغنم رعيته. ثم يذكر القديس مرقس أن المدينة كلها كانت مجتمعة على الباب إذ أدركت الجموع ينبوع النعم والشفاء لجميع السقماء تقاطرت وازدحمت حول المخلص يطلبون أن يلمسوه وينالوا البرء من أمراضهم وكان يسوع كلما يرى الجمع يتحنن عليهم إذ كانوا منطرحين كغنم لا راعي لها. ولكن المؤسف أنهم كعادة اليهود طلبوه فقط من أجل حاجات الجسد!!. أليسوا هم الذين أكلوا المن طعام الملائكة ولكنهم أكلوه جسديًا فماتوا !. لا يُدرك المسيح إلا إذا أردنا أن نحيا به، ولا يُطلـب المسيح من أجل خيراته التي يمنحها لنا بغنى ولكن يُطلب لأجل ذاته.لا تطلب عطايا المسيح بل اخرج اطلب المسيح نفسه. ولا تقنع حتى بالخيرات الروحية التي يعطيها لك، بل تمسك به لكي تأخذه لك وتقول مع عروس النشيد: "حبيب لي وأنا له". المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
29 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٣ )

حريتي في المسيح الحرية » « تعـرفـون الـحـق ، والحـق يحرركم » ( یو ٣٢:٨). لعل من أهم القـضـايا التي شغلت الإنسان منذ بدء الخليقة على الأرض إلى يومنا هذا هـي الحـريـة فهي كلمة لامعة تكلم عنها الكثير من الكتاب والشعراء ورجال الأدب ورجال العلم والسياسة ، حتى صارت الحرية واقعاً أو خيالاً يداعب حياة الإنسان . هناك ما يسمى بالحرية الزائفة مثل الإدمان . عبارة خالدة للـقـديس أغسطينوس عن الحرية : « قد جلست على قمة العالم عندما وجدت نفسي لا أخاف شيئاً ولا أشتهي شيئاً » . أولاً : معاني الحرية : ۱- عتق من الاستعباد : الحرية تعنى ألا يتحكم في الإنسان شیء ، سواء كان هذا الشيء فكرة أو شهوة أو أصحاباً أو عادة أو مالاً .مثل الابن الضال الذي كان في بيت أبيه يتمتع بكل ما يحتاج إليه ومن أين أتى بـهـذه الفكرة ؟ مـن أصحابه ، وبدأ ينحدر حتى وصل إلى رتبة الحيوان واشتهى طعام الخنازير ولم يجده ، لكنه في لحظة توبة بدأ يقارن بين ما وصل إليـه ومـا كـان يحيـاه سابقاً ، فـعـرف أنه في حالة عبودية وليست حرية . ۲- عتق من الخطية : الحرية تعنى أن يتحرر الإنسان من الخطية بكل أشكالها ، قد تكون حسية أو مادية أو سياسية أو مالية ( عبودية الخطية بصفة عامة ) . شـرح ربنا يسـوع مـعنى الاستعباد ، ووضع مفهومه في شكل قانون : « إن كل من يعمل الخطية هو عـبـد للخطية » ( يو ٣٤ : ٨ ) ، وأوضح أن الحرية والخطية لا يجتمعان سوياً . ۳- قوة من الداخل : أراد السيد المسيح أن يكلم اليهود عن الحرية . ٤- معرفة الحق : قال السيد المسيح لليهود : « إنكم إن ثبتم في كلامي فبـالـحـقـيـقـة تكونون تلاميذي ، وتعـرفـون الحق ، والحـق يحرركم » ( يو ٨: ٣١) . ثانيا : طريق الحرية : ١- الثبات في المسيح : - فداء المسيح الذي قدمه لنا على الصليب منحنا الحرية . مسيحنا القدوس له قدرة على خلاص المأسورين في العبودية .ثبات القلب في المسيح وثبات المسيح في القلب هو بداية طريق الحرية . ۲- الثبات في الوصية : الثبات يعني الحياة في الوصية الإنجيلية باستمرار . كل صلواتنا مأخوذة من الكتاب المقدس مثل القداس وكل الأسرار . معرفة الكتاب والثبات في الوصية هما طريق الحرية . ٣- الحياة بالوصية : أن تكون حـيـاتك كلهـا حـسب الإنجيل ، كقول الأنبا أنطونيوس : « أن يكون لك شـاهـد عـمـا تصـنـعـه مـن الكتاب المقدس » . أتعجب من أي شيء يكسـر محبة ربنا في قلبك حتى ولو بالفكر أو بالقول أو بجميع الحواس ! ٤- التوبة النقية : هناك أنواع من الناس : - إنسان يسعى إلى الخطية ( الابن الضال ) . - إنسـان يـعـيـش في الخطيـة ( السامرية ) . - إنسـان تمادي في الخطـيـة ( المفلوج ) . - - إنسـان كل عـمـره في الخطيـة ( المولود أعمى ) . لا تـوجـد حـرية بدون توبة ، فالإنسان الذي يفعل الخطية يصير عـبـداً للخطية ، ثم يأتي المسيح لكي يحرره من الخطية . في فترة الصـوم نـتـحـرر من سلطة الطعام ، لتصـيـر حـيـاتنا من المسيح .
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل