المقالات

16 أكتوبر 2023

كيف نحب الآخرين ؟ المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ

"المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ " ( ١كو١٣ : ٤ ) المحبة تسعى بطبيعتها لتكريم الآخرين، وتجد سعادتها فى أن تنكر نفسها لتكرم غيرها وذلك عملاً بنصيحة القديس بولس الرسول «مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة» (رو۱۲ : ۱۰). «حاسبين البعض أفضل من أنفسهم » ( في ٢ : ٣) ولأن المحبة تفرح بتكريم ،غيرها، فإنها تنسب إليهم الفضل في كثير من الأمور، وتعمل وتنسب الفضل لمن تحب إنها من خلال منظار الحب ترى في تكريم الغير تحقيقاً لأهدافها، لأن في تكريمهم تمجيداً للفضيلة التي فيهم، وإبرازاً العمل نعمة الله بواسطتهم، وتشجيعاً لهم على المزيد من العمل لمجد الله لهذا كله فالمحبة لا تتفاخر، ولا تحاول أن تبدو متفوقة على من تحب ، أو أن تمدح ذاتها متفاخرة على الآخرين، أو أن تنتقص من شأنهم لكي تبدو في صورة المتفوق . الإنتفاخ يتعارض مع المحبة : حينما نقصت المحبة في قلب إبليس من نحو الله ، بدأ ينتفخ ويتفاخر وبالرغم من حكمته الكبيرة، إلا أن الكبرياء سيطرت على أفكاره، لأنها صارت خالية من المحبة «أفسدت حكمتك لأجل بهائك » ( حز ۲۸ : ۱۷ ) المحبة تمنع الكبرياء عن القلب، لهذا قيل أن «من يثبت في المحبة يثبت فى الله والله فيه» «لأن الله محبة» (١يو٤ : ١٦ ) إن المعرفة وحدها قد تقود إلى الكبرياء، أما المحبة فهى محفوظة على الدوام، وتحفظ المعرفة من الظلمة العقلية جميل أن يمتلىء العقل بالمعرفة التي تجعل المحبة تزداد أما المعرفة التي تقود إلى الإنحصار حول الذات، وإنهيار المحبة فهى معرفة باطلة ومفسدة للعلاقة مع الله ومع خليقته العاقلة لهذا ترى أن وصية المحبة الله هى الوصية الأولى والعظمى، والثانية مثلها - محبة القريب وبهذا يكمل الناموس كله والأنبياء (متى ٢٢ :٤٠) المحبة هي السر الخفى الذى يتدفق من قلب الله نحو الخليقة وهى الرباط المقدس الذي يربط الخليقة بالله . ويربطها بعضها ببعض على مثال الحب الكائن في الثالوث القدوس منذ الأزل المحبة هى سر الحياة، وهى رباط الكمال، وهي الوصية الأولى والأخيرة، والجديدة القديمة التي لا تشيخ، ولا تسقط أبداً لهذا صلى السيد المسيح قبل الصليب مباشرة، وخاطب الآب قائلاً: «أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك، أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتنى وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به، وأكون أنا فيهم»( يو ١٧: ٢٥، ٢٦) كانت أحلى طلبة للسيد المسيح هي أن يسكب الآب محبته في قلوب تلاميذه والذين أحبهم، وأن يحفظ فيهم الحب بعضهم نحو بعض «أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن» (يو ١٧ : ١١) ونلاحظ أيضاً كيف ربط السيد المسيح بين الحب والمعرفة «أنا عرفتك الحب الذى أحببتنى به » ، «عرفتهم اسمك ليكون فيهم الحب»فالمعرفة السليمة الحقانية تقود إلى الحب، والحب يقود إلى المعرفة ويحفظها لهذا نرى حول عرش الله الشاروبيم الممتلئين أعيناً( أى ملء المعرفة) والسارافيم المتقدين بالنار ( أى ملء المحبة المشتعلة ) فليمنحنا الله معرفة مفعمة بالحب،وحباً ممتلئاً بالمعرفة الخالية من الإنتفاخ والكبرياء والعجرفة .( للحديث بقية ) نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد التاسع عشر عام ١٩٨٩
المزيد
15 أكتوبر 2023

شفاء المفلوج الأحد الأول من شهر بابة

طُول الشَّهْر المَاضِي ( تُوت ) نَتَكَلَّمْ عَنْ التُّوبَة اليُّوم نُدْخُل فِي شَهْر جِدِيد هُوَ شَهْر بَابَه فَفِي شَهْر بَابَه يُكَلِّمْنَا عَنْ السَيِّد الْمَسِيح وَقَبُولُه لِلخُطَاة وَيَتَكَلَّمْ أيْضاً عَنْ ثِمَار التُّوبَة فِي تُوت تَكَلَّمْ عَنْ المَرْأة الخَاطِئَة اليُّوم نَتَكَلَّمْ عَنْ المَفْلُوج فَهُوَ يُقَدِّم نَفْسُه لِلْمَسِيح اليُّوم نَتَكَلَّمْ عَنْ شِفَاء المَفْلُوج وَعَمَل أعْظَم مِنْ الشِّفَاء وَقَالَ لَهُ مَغْفُورَةٌ لَك خَطَايَاك ( مر 2 : 5 ) وَقَالَ أعْظَمْ مِنْ ذلِك إِحْمِل سِرِيرَك وَامْشِي ( مر 2 : 9 ) كُلَّ أُسْبُوع مِنْ الآحَادٌ يَتَكَلَّمْ عَنْ الخُطَاة وَمَعْرِفَتْهُمْ لِشَخْص يَسُوع :- الأحَد الأوَّل زَكَّا وَصُعُودُه عَلَى شَجَرِة الجِمِّيز . الأحَد الثَّانِي مُعْجِزِة صِيد السَّمَك وَارْتَبَطِتْ بِتَغْيِير بُطْرُس . الأحَد الثَّالِث شِفَاء المَوْلُودٌ الأعْمَى الأخْرَس . الأحَد الرَّابِع إِقَامِة إِبْنَة أرْمَلِة نَايِين . الْمَسِيح هُوَ شَافِي الأمْرَاض قَادِرٌ عَلَى كُلَّ شِئ لَهُ سُلْطَان عَلَى المَرَض وَالشِّفَاء وَالبَّحْر وَالمُوْت لَهُ سُلْطَان عَلَى الشَّيْطَان الْمَسِيح مُجَرَّدٌ إِنَّك تِعْرَفُه يُعْطِيك القُدْرَة مِنُّه هُوَ عَلَى تَرْك الخَطَايَا وَعَلَى المَرَض وَالسُّلْطَان وَالشَّيْطَان وَهذَا هُوَ مُخْتَصَر رُوحِي عَنْ الخَطْ الرُّوحِي لِشَهْر بَابَه فِي مُقَابَلَة الْمَسِيح لِزَكَّا لَمَّا عِرِفْ إِنْ يَسُوع حَيْمُر مِنْ أرِيحَا كَانْ فِي هُنَاك زَحَام شِدِيد مِنِينْ يَسُوع يِكُون مَوْجُودٌ يِكُون هُنَاك زَحَام لأِنُّه مُحِبْ مُرِيح غَافِر قَادِرٌ وَالنَّاس تَتْبَعُه أيْنَمَا يَمْضِي النَّاس بِتِنْسَى شُغْلَهَا وَتِنْسَى أكْلَهَا وَشُرْبَهَا مِثْل مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع عَلَى الجَبَل فَالنَّاس قَعَدِت ثَلاَثَة أيَّام مِنْ غِير ما يَأكُلُوا أوْ يَشْرَبُوا إِلَى أنْ قَالَ التَّلاَمِيذ لِيَسُوع إِصْرِف الجُمُوع لِيَذْهَبُوا لِيَأكُلُوا( مت 14 : 15) هذَا إِخْتِبَار يَشْعُر بِوُجُودُه الإِنْسَان فَجَاذِبِيِة الْمَسِيح فِي حَيَاة الإِنْسَان تَرْفَعُه فُوق نَفْسُه فُوق جَسَدُه فُوق قُدْرَات جَسَدُه وَنَفْسُه وَمُتَطَلِبَاتْهَا – فَاجْتَمَع كَثِيرُون – فَالْمَسِيح لَدَيْهِ رُوح جَذَّابَة الإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رُوح الْمَسِيح المَفْرُوض يِكُون لَدَيْهِ نَفْس الجَاذِبِيَّة البُولُس مِنْ رِسَالِة بُولِس الثَّانِيَة إِلَى أهْل كُورُنْثُوس ﴿ إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ ﴾ ( 2كو 5 : 17 ) وَأنْتُم الرُّوح الذَّكِيَّة الَّتِي تَجْذِب كَذلِك أوْلاَدٌ الْمَسِيح لَدَيْهِمْ جَاذِبِيَّة لِلآخَرِينْ فَالإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رَائِحِة الْمَسِيح الذَّكِيَّة فَهُوَ يَجْذِب الآخَرِينْ فِيهِ لَوْ وُجِدٌ الْمَسِيح فِي إِنْسَان يَصِير لَدَيْهِ جَاذِبِيِّة الْمَسِيح يَسُوع وَيَجْذِب النَّاس حَوْلُه وَيَأتِي بِالآخَرِينْ أيْضاً إِلَى الْمَسِيح فِي المَكَان المَوْجُودٌ فِيهِ الْمَسِيح فَيَكُون سَبَبْ شِفَاء وَبَرَكَة لِكُلَّ مَنْ مَعَهُ كَانَ الرَّبَّ يَسُوع يُخَاطِبَهُمْ بِالكَلِمَة فَالإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رُوح رَبِّنَا كَلاَمٌ رَبِّنَا يِتْكَلِّمْ عَلَى شَفَتِيه الإِنْجِيل شَبْعَان مِنُّه مُتَغَلْغِل فِيه فَلَمَّا يِتْكَلِّمْ يِتْكَلِّمْ مِنْ أفْكَار الإِنْجِيل جَمِيلٌ هذَا الإِنْسَان الَّذِي يَكُون الإِنْجِيل مُنْسَاب عَلَى شَفَتَيْهِ فَيَكُون العَقْل مِتْشَبِّعْ بِالكَلِمَة وَحَيَاتُه سِرَاج لِكَلِمَة رَبِّنَا مِنِينْ يَسُوع مَا يِجْتِمِع تِلاَقِي النَّاس حَوَالِيه الفَلَجٌ هُوَ حَالِة شَلَلْ كَامِلٌ فِي جَمِيع الأعْضَاء هذَا هُوَ حَال الإِنْسَان اللِّي فِي الخَطِيَّة فَالسَيِّد الْمَسِيح لَمْ يَكْتَفِي بِحَالِة الشِّفَاء فَقَطْ بَلْ قَالَ لَهُ مَغْفُورَة لَك خَطَايَاك الْمَسِيح رَبَطْ بِين غُفْرَان الخَطَايَا وَشِفَاء الفَلَج وَهُوَ لَمْ يَبْدَأ بِشِفَاء المَرَض الظَّاهِر بَلْ المَرَض المَخْفِي فَالخَطِيَّة هِيَ الَّتِي أحْدَثِتْ الفَلَج فَهذَا هُوَ حَال الإِنْسَان فَنَحْنُ مُحْتَاجِينْ أنْ نَقُول لَهُ حِلِّنِي فُكِّنِي جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان يُقَدِّم ذَاتُه لِلْمَسِيح كَمَرِيض وَهُوَ الطَّبِيب الشَّافِي فَهُوَ عَمَل عَمَل عَظِيم فَهُوَ حَلِّنَا مِنْ رَبَاطَات خَطَايَانَا المَزْمُور يُعَبِّر عَنْ فَرَحٌ المَفْلُوج ﴿ أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ وَقْت وَفِي كُلَّ حِينٍ تَسْبِحَتُه فِي فَمِي بِالرَّبَّ تَفْتَخِر نَفْسِي يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون ﴾ ( مز 34 : 1 – 2 ) الرَّجُل المَفْلُوج فَرْحَان بِعَمَل الله فِي حَيَاتُه فَهُوَ شَفَانِي فَالإِنْسَان الَّذِي يُسَبِّح وَيَشْكُرالله فَهُوَ شَاعِر بِغُفْرَان خَطَايَاه أنَا مِنْ غِيرَك مَفْلُوج وَلكِنَّك إِقْتَرَبْت مِنِّي وَقُلْتَ لِي لاَ تَخَفْ فَأنْتَ زَعْزَعْت مِنْ دَاخِلِي صُخُور وَأوْجَاع وَاضْطِرَابَات ﴿ فِي كُلَّ حِينٍ تَسْبِحَتُه فِي فَمِي بِالرَّبَّ تَفْتَخِر نَفْسِي ﴾ يُوم الإِفْتِخَار نَفْتَخِر بِالرَّبَّ﴿يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون ﴾ فَنِسْمَع مَا يَعْمَلُه الرَّبَّ مَعَ أوْلاَدُهٌ فَنِفْرَح المَدَاخِل إِذَا كَانِتْ كُلَّهَا إِتْسَدِت عَنْ الْمَسِيح نُحْمَل إِلِيه أنَا مُشْتَاقٌ أنْ أُحْمَل إِلِيه فَهُوَ لاَ يُهْمِلْنِي فَهُوَ تَرَك كُلَّ شِئ وَتَبَعْ الْمَسِيح فَلَمَّا رَأى الْمَسِيح إِيمَانْهُم قَالَ لَهُ ﴿ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ ﴾عَجِيب عَمَل رَبِّنَا يَسُوع الأوِّل يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون وَآخَرُون يُجَدِّفُوا إِنْسَان يَرَى عَمَل الْمَسِيح فِي حَيَاتُه فَيَفْرَح وَآخَر لأِنَّهُ لاَ يَعْرِف أنْ يُدَافِعْ عَنْ نَفْسُه فَهُوَ يَأخُذ الأُمور بِتَجَادِيفْ فَهُوَ يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون وَيَفْرَح هُوَ مَعَهُمْ رَبِّنَا يَسُوع قَالَ لَهُ إِحْمِل سِرِيرَك وَامْشِي لَمَّا يِحِبْ يَسُوع يِعْمِل مُعْجِزَة يُعْطِي عَلاَمَة يِشْفِي المَفْلُوج قُدَّام النَّاس وَيَقُول لَهُ إِحْمِل سِرِيرَك إِنَّ عَضَلاَتُه كُلَّهَا يَابِسَة لكِنْ لِيَقُوم وَيَحْمِل سِرِيرُه فَهذِهِ قُدْرِة يَسُوع فَهُوَ يُرِيدْ أنَّ قُدْرِتُه تُعْلَن وَكُلَّ المَوْجُودِين يِقُولُوا بِالحَقِيقَة صَارَ فِينَا إِله الأهَمْ عَنْد السَيِّد الْمَسِيح إِنْ يِفُكُّه مِنْ القُيُودٌ الدَّاخِلِيَّة أنْ يُحَرِّك قَلْبُه نَحْو الله أنْ يَشْفِي العَقْل رَبِّنَا يَسُوع شَفَى الأوِّل المَرَض الحَقِيقِي وَبَعْدَهَا شَفَى الأعْرَاض فَنَزْع الخَطِيَّة هُوَ أسَاس الشِّفَاء دَاوُد النَّبِي قَالَ ﴿ الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ ﴾( مز 103 : 3 )فَهُوَ طَلَبْ مِنْ الرَّبَّ أوَّلاً أنْ يَغْفِر الخَطَايَا وَالذُّنُوب ثُمَّ يَطْلُب الشِّفَاء مِنْ مَرَضُه فَالخَطِيَّة تَجْعَل الإِنْسَان عَاجِز عَنْ التَّحَرُّك نَحْو السَّمَاء وَعَنْ التَّعْبِير عَنْ إِشْتِيَاقَاتُه إِلَى السَّمَاء وَالحَيَاة الأبَدِيَّة وَالعِشْرَة مَعَ الله كَمْ مَرَّة تَقُول أنَا نِفْسِي أصَلِّي لكِنْ مِشْ بِتْصَلِّي أنَا نِفْسِي أتَضِعْ وَلكِنْ لاَ أعْرِفْ الخَطِيَّة تَجْعَل الإِنْسَان عَاجِز عَنْ الحَرَكَة وَتَسْلِبْ إِرَادْتُه وَالإِنْسَان العَاجِز النَّاس تِحْمِلُه شِمَال وَيِمِين القِدِيس يُوحَنَّا الإِنْجِيلِي فِي أوَاخِر أيَّامُه كَانْ لاَ يَسْتَطِيعْ الحَرَكَة تَمَاماً فَكَانَ يُوضَعْ عَلَى نَقَّالَة وَسَطْ أي كِنِيسَة لِيَعِظْ وَهُوَ قَاعِدْ عَلَى نَقَّالَة وَيُوصِيهُمْ بِوَصِيَّة جِدِيدَة ﴿ وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً ﴾( يو 13 : 34 )حَرَكِة الرِّجْلِينْ وَالإِيدِينْ مِشْ مُهِمَّة زَي حَرَكِة اللِّسَان وَالقَلْب زَي بُولِس الرَّسُول لَمَّا كَانْ مَسْجُون فِي سِجْن فِيلِبِّي فَهُوَ كَانْ مَرْبُوط فِي مَقْطَرَة وَلاَ يَسْتَطِيعْ الحَرَكَة وَعَاجِز عَنْ التَّحَرُّك وَلكِنْ قَلْبُه وَلِسَانُه فِي الكِنِيسة ( أع 16 : 23 – 24 ) لَمَّا إِبْتَدأ الرَّبَّ يَسُوع فِي الشِّفَاء إِبْتَدأ بِالقَلْب وَاللِّسَان جَمِيلٌ الإِنْسَان أنْ يَتَحَرَّر مِنْ قُيُودٌ الخَطِيَّة الدَّاخِلِيَّة فِي قَلْبُه وَلِسَانُه أحَد الآبَاء القِدِّيسِينْ يُعَبِّر عَنْ حَالِة الهَوَان وَالذُّل لِلخَطِيَّة فَقَالَ﴿ لَيْسَ لِي قُدْرَة عَلَى القِيَام وَلَيْسَ لِي مَسَرَّة بِالسُّقُوط ﴾وَيَسْمَع الوُدَعَاء فَيَفْرَحُون فَهُوَ يُقِيم مَيْتٌ وَيَقُول لَهُمْ حِلُّوه وَاتْرُكُوه يَمْضِي يُقِيم بِنْت مَيِتَة وَيَقُول إِعْطُوهَا لِتَأكُل وَتَأكُل أي كُلَّ الأجْهِزَة المُتَوَقِفَة إِشْتَغَلِتْ فَلَّمَا شَفَى حَمَاة سِمْعَان فِي الحَال قَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ( لو 4 : 38 – 39 ) " قَامَتْ خَدَمَتْهُمْ " هذِهِ هِيَ قُدْرِة عَمَل الْمَسِيح فَأنَّهُ يُعْطِي قُدْرَة لاَ نِهَائِيَّة عَلَى العَطَاء الإِنْسَان التَّائِبْ تَأخُذْ مِنْهُ عَلاَمِة شِفَاء وَنُمُو وَصِحَّة مِثْل القِدِيس أُوغُسْطِينُوس فَأنَّهُ لَمْ يَتُبْ فَقَطْ بَلْ أصْبَح أُسْقُف فَهُوَ أعْظَمْ مَنْ كَتَبْ تَفَاسِير فِي الكِتَاب المُقَدَّس القِدِيس العَظِيمْ الأنْبَا مُوسَى الأسْوَد فِي المَدِيح الخَاص بِه نِقُول ﴿ القَاتِل أصْبَح بَار ﴾ فَهُوَ إِتْغَيَّر مِنْ رَئِيس جَمَاعِة لُصُوص إِلَى رَئِيس جَمَاعِة رُهْبَان هذِهِ هِيَ عَلاَمِة الصِّحَة وَالقُدْرَة فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَرَى عَلاَمَة لِلتُّوبَة فَلاَزِم تِحْمِل سِرِيرَك وَتِمْشِي وَتَأكُل طَعَام رُوحِي إِسْتِقَامِة مَسِيرَة تَغْيِير الإِنْسَان الدَّاخِلِي فِي مُعْجِزِة صِيد السَّمَك لَمَّا قَعَدٌ طُول اللِّيل يِصْطَادٌ التَّلاَمِيذ فَفَشَلُوا فِي الصِيد وَلكِنْ لَمَّا لاَقَهُمْ يَسُوع وَقَابِلْهُمْ وَمَلأُوا الشِّبَاك بِالسَّمَك فَهُمْ تَرَكُوا شِبَاكُهُمْ وَتَبَعُوه المَقْصُودٌ بِذلِك بِإِنَّك تِتْغَيَّروَكَيَانَك يِتْغَيَّر وَإِهْتِمَامَاتَك تِتْغَيَّر زَكَّا لَمَّا تَغَيَّر وَزَّع نِصْف أمْلاَكُه عَلَى الفُقَرَاء وَرَدَّ أرْبَعَة أضْعَاف لِلَّذِينَ أخَذْ مِنْهُمْ فَالله يَنْظُر لِلتَغْيِير فِي الفِكْر وَالسُّلُوك فَالسَّامِرِيَّة رِجْعِت وَقَبَلِتْ الْمَسِيح بِفِكْرَهَا وَرَاحِتْ بَشَّرِتْ المَدِينَة كُلَّهَا بِسُلُوكْهَا التُّوبَة تَعْنِي * مِيطَانْيَا * أي تَغْيِير إِتِجَاه فَهْيَ عَلاَمِة حَيَاة عَلاَمِة قُدْرَة بُولِس الرَّسُول فِي كِرَازْتُه فِي مَدِينِة أفَسُس كَانْ مِنْتِشِر فِيهَا السِحر جِدّاً وَأهْل هذِهِ المَدِينَة مِنْ شِدِّة تَأثُّرَهُمْ بِكَلاَمُه وَجَمَال دَعْوِتُه أحْضَرُوا لَهُ كُلَّ كُتُبْ السِحر وَحَرَقُوهَاعَلاَمِة تُوبْتُه عَايِز يِحْرَقْهَا وَيِقُولْ كَارِهِين الشَّر ( رو 12 : 9 ) فَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أعْمَال الظُّلْمَة بَلْ بِالحَرِيِّ وَبِّخُوهَا( أف 5 : 11) فَتَكُون بِدَاخِلُه يِوَبَخْهَا فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَعِيش فِيك وَكَلاَمَك يِتْغَيَّروَاهْتِمَامَاتَك تِتْبَدِّل وَتَسْلُك بِالرُّوح فِي كُلَّ أُمور حَيَاتَك فَتِتْغَيَّرالخَوَّاف يِتْغَيَّر وَيُصْبِح شَهِيدٌ عَايِز تِبْدأ فِعْلاً بِالتَغْيِير تَرَى أنَّكَ تَغَيَّرْت فِي كَلاَمَك وَسُلُوكَك وَحَرَكَاتَك وَاحْتِمَالَك لِلآخَرِينْ وَطَرِيقِة تَعَامُلَك مَعَ المَال وَالوَقْت تَغَيَّرَت أُمور كَثِيرَة نُقَدِّمْهَا لله تَدُل عَلَى تَغَيُّرْنَا فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَسْتَخْدِمْنَا نَحْنُ كَشَاهِد لِعَمَلُه ﴿ اِذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ ﴾ ( مر 2 : 11 ) رَبِّنَا عَايْزَك تِتُوب عَلَشَانْ تِشْهَدٌ لُه إِنُّه قَادِر أنْ يُغَيِّر وَيِبَدِل وَتُمَجِّدُوا الله فَنَتَقَدَّم إِلِيه وَاثِقِينْ مِنْ شِفَائْنَا وَأنَّهُ يُحَوِّلْنَا مِنْ مَرِيض غِير قَادِرٌ عَلَى المَشْي إِلَى إِنْسَان سَلِيم يَحْمِل سَرِيرُه وَيَمْشِي رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلَهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
14 أكتوبر 2023

إنجيل عشية الأحد الأول من شهر بابه( مت 15:14 - 21 )

ولَمّا َصارَ المساءُ تَقَدَّمَ إليهِ تلاميذه قائلين: المَوْضِعُ خلاء والوقت قد مَضَى اِصرِفِ الجُموعَ لِكَيْ يَمضوا إِلَى القرى ويبتاعوا لهُمْ طَعامًا فقالَ لَهُمْ يَسوعُ: لا حاجَةَ لهُمْ أنْ يمضوا أعطوهُمْ أنتُم ليا كلوا فقالوا له ليس عِندَنا ههنا إلا خمسَةُ أَرغِفَةٍ وسمكتان فقال: ائتوني بها إلى هنا فأمَرَ الجُموعَ أَنْ يَتَّكِبُوا عَلَى العُشب ثمَّ أَخَدَ الأَرغِفَةَ الخَمْسَةَ والسَّمَكَتَينِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نحو السماءِ وبارَكَ وَكسَّرَ وأعطى الأرغفة للتلاميذ،والتلاميذ للجموع فأكل الجميـع وشـبعـواثم رفعــوا ما فضَلَ مِنَ الكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَملوءةً والآكِلُونَ كانوا نَحوَ خَمْسَةِ آلافِ رَجُلٍ، ما عدا النساء والأولادَ " "ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين الموضـع خلاء والوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا إلـــى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا ، فقال لهم يسوع "لا حاجة لهـم أن يمضوا أعطوهم أنتم ليأكلوا" في كل عشية عندما تغيب الشمس يقبل المساء والظلام ومع قدوم الظلام تصير المخاوف والليل دائما ثقيل بهمومه وكئيب بظلامه، ولكن عندما تشرق الشمس تبدد الظلام وينتهي كل شيء وقد وضع الآباء أناجيل العشيات تحمل ذات الملابسات من جهة حلول الليل وحلول الظلام مع ما يحمله ذلك من معاني كانت تخيف الإنسان وتضغط على نفسه، لا سيما أنه في الأيام القديمة لم تكن إضاءة في الليل ولا كهرباء، فكان ستر الظلام يخفي وراءه كل أنواع الغدر والشر والسرقة والاعتداءات التي لا يمكن أن تحدث في النور بل ومازالت غارات الحروب تشن ما بعد الغروب حيث يكون الظلام خافيًا للتحركات على كل حال فإن الظلام المادي يُشير دائما إلى روح الظلمة والعدو الشرير الذي هو ضد النور الحقيقي، وكل أعماله أعمال ظلمة وكل تابعيه بنور الظلام حتى يستقروا في الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان. على أن الكنيسة وهى تضع في معظم العشيات فصــــول الأناجيل التي تتحدث عن إقبال المساء والظلام والأهوال تضع المسيح شمس البر والنور الحقيقي الذي لم تدركه الظلمة النور الحقيقي الذي ينير لكل إنسان وفصل إنجيل هذه العشية يشير إلى إقبال المساء ودخول التلاميذ في حيرة ماذا يفعلون مــع هـذا الجمــع الغفير؟ خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأولاد شيء مهول حين أحسوا بالمسئولية الملقاة عليهم فـودوا لو يتحرروا منها فقالوا للرب اصرف الجموع أين نأتي لهم بطعام؟ وحين أراد الرب أن يمتحن إيمانهم قال لفيلبس كـــم يكفيهم؟ فأجاب فيلبس - ويبدو أنه كان يحب الحسابات لا يكفيهم بمائتي دينار حتى يأخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا قال هذا ليمتحنه حسب رواية القديس يوحنــا الإنجيلي، والواقع أن يسوع عارف بما يفعله ولم يكن ينوي أن يعطيهم شيئًا يسيرًا بحسب كلام فيلبس الرسول ورأيـــهبل كان الرب مزمعًا أن يعطيهم للشبع والفيض واثنتى عشرة قفة مملوءة من الكسر الفائضة. ولما قال الرب للرسل أعطوهم أنتم ليأكلوا. جعل عليهم هذه المسئولية من تلك اللحظة وهيهات أن يتحرروا منها أو يتحللوا من نيرها ... لقد حمّلهم حمل الشعب رجالاً ونساءً وأطفالاً معًا... ليطعموهم لا الخبز المادي فقط بــل الخبز النازل من السماء الذي هو المسيح ذاته. فحمل التلاميذ ذلك النير اللذيذ من تلك اللحظة وصاروا آباء المسكونة. والآباء دائما مسئولون اسمع القديس بولس يقول: "يا أولادي الذين أتمخض بهم إلى أن يتصور المسيح : كاملاً فيكم لأني حاملكم في قلبي وفي وثقي". أما وقد صار المساء ولكن النور الحقيقي قائم في وسطهم .مع المساء كان الجوع ولكن في المسيح الشبع. كل الذين اختبروا المسيح صاروا في الشبع كل أيام حياتهم... لم يجوعوا أبدًا لأن في يمينه شبع سرور. الجوع إلى العالم الجوع إلى الشهوات، الجوع إلى المراكز، الجوع إلى الكرامة الجوع إلى الانتقام الطمع في الماديات جوع، الميول المنحرفة جوع. هكذا تنبأ الأنبياء أنه يكون في العالم جوع لا إلى خبز وماء بل إلى كلمة الرب هذا هو الجوع الحقيقي نحو البر وطوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون" المسيح وحده هو الذي يُشبع النفس الجائعة فتكتفي عن كل شيء وعن كل أحد. * أما سر البركة في المسيح فهو فائق للعقل والإدراك. من يقول إن خمس خبزات شعير صغيرة تستطيع أن تشبع خمسة آلاف رجل ؟ ولكن إن وضعت في يد المسيح فإنها تشبع وتفيض. * لا تعتذر بالإمكانيات البسيطة التي لك فقط ضعها بين يدي يسوع الخبزة في يد يسوع تستمد قوة إلهية، ولكنها لابد أن تكسر، لا يمكن أن تشبع دون أن تكسر، وإن ظلت الخبزة غير مكسورة وحافظت على نفسها كمـا هى لا تؤكل ولا تشبع. جيد أن نسلم نفسنا ليد يسوع، ليكسرنا كما يشاء ويوزعنا بحسب تدبيره إلى حيث يريد وبالطريقة التـى يستحسنها هو، هذه هي حياة التسليم. إن ظلت الخبزة كما هى في أنانية تبقى واحدة، ولكن إن انكسرت وتوزعت تصير لكثيرين من يحيا لذاته يكون كخبزة واحدة، ولكن من يبذل نفسه لآخرين يعرف البركة ويدرك سر الشبع في نفسه وفي الآخرين. ولكن قبل أن يكسر شكر وبارك، فالخبزة جازت أولاً خبرة الشكر ونعمة البركة قبل أن تكسرها يد الرب لتوزعها، فإنه يعبر بنا في مراحل الشكر والبركة ويستودعنا سر نعمته الغنية فيا مرحبًا بحياة البذل والعطاء حتى النهاية، ما أجمل العبارة التي قالهــا القديس أغناطيوس اللابس الروح: "أنا حنطة الله". واشتهي أن تطحنه الأسود بأسنانها محبة في المسيح الذي مات لأجله. ومن الأمور التي يلذ لنا أن نتأملها أن المسيح ذاته هو خبز الحياة المكسور لأجل خلاص العالم، فإن اتحدنا به بشبه موته واختبرنا قيامته حين نأكل الخبز المكسور الذي هو جسده تصير فينا هذه الشهوة أن نبذل نفسنا على مثال الذي أحبنا بل نشعر بشركتنا مع الآخرين أننا خبز واحد وأعضاء بعضا البعض.من البداية قال الرب للتلاميذ : أعطوهم أنتم"، ربما كان الرب يقصد أن التلاميذ قد نما إيمانهم ونمت بالمسيح حتى أصبحوا على مستوى المعجزة، ولكن التلاميذ اعتذروا في ذلك الوقت، أما عندما امتلأوا من الروح المعزي صارت لهم النعمة والقوة حتى أنهـم عملوا أعمال المسيح بحسب وعده القائل: "الأعمال التي أعملها أنا تعملونها وأعظم منها . وذلك بحلول روحه القدوس فيهم وصار الروح يعمل بهم آيات غير المعتادة، شفوا مرضى وأخرجوا شياطين وأقاموا موتى. والذي يجذب الانتباه أن الرب في معجزة إشباع الجموع جعل التلاميذ يُتكئون الجموع بحسب الترتيب الإلهي خمسين خمسين وهو حين كسر الخبزات بيديه الطاهرتين أعطى التلاميذ والتلاميذ أعطوا الجموع فتناول الشعب هذا الخبز من يد المسيح بواسطة رسله القديسين فهم الذين دعاهم وقدسهم وبررهم وأعطاهم ليعطوا وملأهم ليفيضوا ثم إذ أكل الجميع وشبعوا قال للرسل: "ارفعوا الكسر لئلا يضيع منها شيء". فالكسر عند الناس مهملة وملقاة.أما عند المسيح فهى مجموعة مكرمة لئلا يضيع منها شيء أو تداس بالأرجل فلا تفتخر الخبزات على الكسر ، فالذي صنع المعجزة بالخبزات اهتم بالكسر هؤلاء هم الصغار غير المعتبرين من الناس ولكن ليس عند المسيح فهو كثير العناية بالضعفاء وصغار النفوس والقلوب، وغير المعتبرين والمرذولين والمهانين إله عجيب ساكن في الأعالي وناظر إلى المتواضعين وقد رفع التلاميذ اثنتي عشر قفة مملوءة من الكسر، وكأن كل واحد من الاثني عشر قفة كاملة من الكسر، جمع واعتنى بها حتى الملء. أكل الجميع وشبعوا تُرى ماذا كان طعم هذا الخبز الذي بارك الرب عليه وشكر وكسره؟ وكيف أكله الناس؟ يا للحسرة إن كانوا قد أكلوه جسديًا، كلقمة خبز عادية !! وإذ كان الحال كذلك وطلبوه مرة أخرى قال لهم: "تطلبوني ليس لأنكم رأيتم آيات فآمنتم بل لأنكم اكلتم من الخبز فشبعتم اعملوا لا للطعام البائد بــل للطعام الباقي للحياة الأبدية"فإن كان الحال هكذا مع خبز المعجزة، فكم يكون الحال ونحن نأكل خبز الحياة الأبدية من على المذبح كل يوم، بأي حاسة روحية نأخذه وبأي روح نأكله؟!. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
13 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٥ )

شبعي في المسيح "الرضا "أتبعك أينما تمضى ( لو ٩ : ٥٧ ) فإني قد تعلمت أن أكـون مكتفياً بما أنا فيه ، ( في ٤ : ١١ ) نلاحظ في هذا الزمان أن حياة التذمر تزداد وبعض الناس يمتلكون كل شيء لكنهم غير فرحين. أولاً : معان في الرضا: ۱ - شعور ایمانی. ٢- شعور ایجانی. شعور القلب الهادي. ٤- شهور قبول الحياة. ثانياً : جوانب حياة الرضا ١- طبيعة شخصية: تكونت من خلال مدة الإنسان وتربيته ، وهذه من أهم الفضائل التي يجب أن تزرعها في نفوس اولادنا . ۲- اسلوب حياة : سواء في العمل ، الدراسة ، والخدمة . ٣- علامة نجاح : الإنسان الراضي دائماً ناجح في حياته. ٤- حياة اكتفاء : حياة الخطية تبدأ بعدم الرضا مثل الابن الضال النفس الشبعانة تدرس العسل ( أم ٧:٢٧). ثالثاً : صفات حياة الرضا 1- في القرارات المصيرية: عندما تكون راضيا ستكون ناجحا ، احذر من حرب التشكيك من عدو الخير لقراراتك مثل راعـوث الموابيـة رغم كل ما تعرضت له لكنها كانت راضية فاستحقت أن يذكر اسمها في سلسلة انساب السيد المسيح. ٢- في الخدمة والمسئولية : المقارنة بالآخرين تتعب الإنسان لابد أن تعرف أن لكل إنسان وزنة مختلفة عن الآخر. ٣- في تعاملاتي مع الآخر : بعض الناس يسمونهم trouble maker صانعی مشاكل والبعض الآخر peace marker صانعی سلام فأي من الاثنين تريد أن تعمل معه ؟ ٤- في الظروف المحيطة : يجب أن تشعر أن الله له ترتيب في كل يوم من أيام حياتك وتثق أنه مدبر كل شيء لخيرك ، حتى وإن كانت ضد العقل طالما انت إنسان أمين لذلك. رابعا : طريق الرضا: ۱- موضوع اهتماد الله : أنت موضع اهتماامه قبل أن توجد. ۲- موضوع انشغال الله : أنت فكرة في عقل الله هو انشغل بك حتى اوجدك. ۳- موضوع فرح الله: نحن كبشر نفرح بقدوم مولود جديد. ٤- موضوع رعاية الله : "وأنا حملتكم على اجنحة النسور وجئت بكم إلى الله يحملنا ، ويكبر الإنسان إلى أن يصير بالغا" . خامسا : اقتناء الرضا ا- الطاعة: نتعلم في النسكيات الديرية على ابن الطاعة تحل البركة » . والحياة تشهد بذلك أن الإنسان الذي يعيش بالطاعة ينال بركة. ٢- التسليم من أبسط صور التسليم الطفل الصغير الممسك بيد أبيه في شارع مزدحم ، فيشعر بالأمان رغم كل الظروف . في سير القديسين عندما يتعرض الأخ المبتدئ إلى حروب فإنه يصلي قائلاً " ببركة ابي يارب ارفع عنى هذه الحرب" حياة التسليم هي ضمان الصحة النفسية للإنسان والراحة النفسية . ٣- الثقة: ثقتي أن يد الله قوية ومازالت تعمل شاول الطرسوسي كان يضطهد كنيسة الله بإفراط ولكن بعد ظهور السيد المسبح له لم يجد سوى هذه العبارة ليقولها ماذا تريد أن أفعل ؟ ( أع٦:٩ ) ، فكانت هذه الإجابة تشمل ثلاثة جوانب حياة الرضا ، والطاعة والتسليم ، والثقة في شخص المسيح توجد أشياء كثيرة لا تفهمها لكن الله في التوقيت المناسب يعمل ويعمل الخير الإنسان لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ، ولكنك ستفهم فيما بعده ( يو ۷:۱۳ ). ٤- الفرح: كل أيام الحزين شقية ، أما طيب القلب فوليمة دائمة ، ( أم ١٥ : ١٥ ) الإنسان الحزين هو الإنسان البعيد عن ربنا أما طيب القلب فهو الإنسان الراضي والمطيع ، الذي يحيا حياة الفرح ، فيكون وليمة دائمة أي يشعر بالشبع. سادساً : ممارسة الرضا ١- تجنب ( إشمعني ): الله يتعامل مع البشر بحسب احتياجات كل واحد علم أولائك منذ الصغر على تجنب هذه الكلمة . ٢- قلل ( لا ): كلمة "لا" متعبة عكس كلمة "حاضر" ، الكلمة المريحة من أمثال العرب قل نعم ، تزيد "النعم" اوجد صياغة أخرى لرفضك غير كلمة "لا". ٣- کن مبتسماً: فالابتسامة هي اللغة العالمية التي يفهمها كل الناس غياب روح الفرح أو روح الابتسامة يجعل ما تقوله كلمات جامدة. ٤- اشكر: اكتب ۳۰ نقطة تشكر ربنا عليها في حياتك واحفظ هذه الورقة معك دائما ، لتصلي بها إلى الله وتشكره على نعمه معك ، وتتذكرها عندما يضايقك شيء أو يجرح حياة الرضا لديك. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
12 أكتوبر 2023

شخصيات الكتاب المقدس برميناس الشماس الرسول

برميناس الشماس: إسم يونانى معناه ثابت وهو أحد الشمامسة السبعة (أع 5: 6). برميناس شماس، لازم أورشليم لرعاية الفقراء والأرامل اع 6: 5 فحسن هذا القول امام كل الجمهور فاختاروا استفانوس رجلا مملوّا من الايمان والروح القدس وفيلبس وبروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا انطاكيا.وهو احد الشماسه الذين كانوا يهتمون بخدمه موائد الفقراء في الكنيسة الاولي (اع 6: 5).خدم مع التلاميذ ونال النعمة الرسولية وصار ساقفاً علي صولون وبعد ان اكمل الرب سعيه وجهاده الحسن تنيح بسلام.
المزيد
11 أكتوبر 2023

لغتك تظهرك

كلامك يدل عليك، يظهر شخصيتك، يكشف ما في داخلك "بكلامك تتبرر، وبكلامك تُدان" والكلام ليس بالشيء الهين بالإدانة يمكن أن تدان وبكلمة "أحمق" تستحق نار جهنم وبعض الكلام ينجس الإنسان كما قال الرب ويعقوب الرسول يقول عن اللسان أنه "نار" وأنه "يضرم من جهنم"وأخطاء اللسان كثيرة، جعلت القديسين يحبون الصمت منها التجديف، والكذب، والشتيمة، والتهكم، وكلام الهُزء، وكلام القسوة والغضب والمرارة والحقد، وكلام الكبرياء والفخر، وكلام التملق والرياء والنفاق، وشهادة الزور ومقاطعة الآخرين، والمناقشات الغبية، والثرثرة إلخ. وهناك أخطاء قاصرة على صاحبها، وأخرى معثرة للغير مثل ما يصبه الشخص في آذان غيره، من أحاديث تتلف نقاوة قلوبهم وأفكارهم، وتتلف إيمانهم وسلامة معلوماتهم، وتتلف علاقاتهم بالآخرين وتوقع بينهم، وتجعلهم يغيرون فكرتهم عن أصدقائهم وكم من ضحايا الكلام!! والكتاب ينصحنا بالبطء في الكلام، على الأقل لنفكرقال يعقوب الرسول "ليكن كل إنسان مسرعًا إلى الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب"إن الذي يسرع في كلامه ويندفع فيه، عرضة للخطأ وقد يندم ولكن بعد أن يتكلم ويسجل كلامه عليه ولا يستطيع أن يسترجعه ومع كل هذا هناك كلام مفيد، وكان السواح يأتون إلى آبائنا من أقاصي الأرض طالبين كلمة منفعة هناك كلمات الروح، وكلمات النعمة، الكلمات التي يضعها الله في أفواه الناس لكي يبلغوها لهم "لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم" الناطق في الأنبياء ولهذا يقول المرنم "افتح يا رب شفتيّ فينطق فمي بتسبيحك" فهل الله الذي يفتح شفتيك؟ ومن الكلام الطيب كلمة البركة، وكلمة التعزية، وكلمة التشجيع، وكلمة الحل، وكلمة الإرشاد، وكلمة التعليم، بل أيضًا كلمة التوبيخ إذا قيلت بمحبة والكلمة التي من الله لا ترجع فارغة، بل هي قوية وحية وفعالة، تخترق القلب، وتأتى بثمر، وتغير النفوس تكلم إذن حين يحسن الكلام، واعرف كيف تتكلم ومتى. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
10 أكتوبر 2023

حقائق الإيمان المسيحى

١- نؤمن بإله واحد:- هذا هتافنا اليومي في قانون الإيمان "بالحقيقة نؤمن بإله واحد " نعيش عليه ونموت على اساسه وهذه بسملتنا المسيحية اذ نقول باسم (وليس باسماء) الآب والابن والروح القدس الاله الواحد امين وهذه ايات العهد القديم:- "الرب هو الإله وليس أخر سواه" (تث ٣٥:٤ ). الرب الهنا رب واحده (تث٤:٦) الرب وحده وليس معه اله (تث١٢:٣٢) وفي العهد الجديد للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد (مت٤ :١٠) الرب الهنا رب واحد (مر٢٩:١٢) الله واحد(رو ۲۰:۳) يوجد إله واحد (١تى ٥:٢) حتى الشياطين تؤمن باله واحد "انت تؤمن بإله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون (يع١٩:٣) والمنطق يؤكد ذلك اذ لابد أن يكون الإله غير محدود فإن كان هنالك أكثر من اله اذن فكل واحد منهم يحد الآخر، فتصير هذه الهة محدودة اى ليست الهة على الإطلاق الله واحد لانه غير محدود ولا يوجد مالا نهاية واحدة فإذا تلون الأرقام صعود او هبوطا فسوف تصل إلى رقم مالا نهايةولاتوجد سوی مالا نهاية واحدة. وهو مهندس الكون الأعظم فهذا الوجود المذهل، ابتداء من الخلية الصغيرة إلى الكرة الأرضية إلى المجموعة الشمسية إلى المجرات الشاسعة، تؤكد أن وراها مهندسا مبدعا لا نهائي فى قدرته هو إلهنا العظيم الخالق القادر الحافظ فهو الذي خلق الكون بقدرته، ويحفظه بقوته غير المحدودة ويكفي أن نتأمل في حركة الأفلاك في السماء أو الجزئيات في الخلية الواحدة أو الذرة الصغيرة لتدرك عظمة الخالق هناك اسرار كثيرة في كل هذه الأكوان، فحتى الخلية الصغيرة مليئة بالأسرار العجيبة، فهناك عدة علوم تدرس هذه الخلية مثل الهيستولوجي (علم الانسجة) البيولوجي (علم الأحياء) والكيمياء الحيوية والهندسة الوراثية إلخ. هو واحد الوجود:- اى ان الله هو أصل الحياة كل الموجودات الجامدة والحية، لأنه معطى الحياة الذي فيه كانت الحياة (يو٤:١) "والذی به نحيا ونتحرك ونوجد"( اع ۲۸:۱۷) وإن كانت كل عربة في القطار تجرها العربة السابقة ثم السابقة حتى القاطرة فإن القاطرة فيها الحركة الذاتية وليس قبلها شئ اخر الله هو واجب الوجود أصل الوجود.وخالق الكل. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
09 أكتوبر 2023

كيف تحب الآخرين ؟

(المحبة ) لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق(١كو ١٣ : ٦) المحبة تتمنى لمن تحب أن يسلكوا في الحق وليس في الإثم أو الباطل هي تحزن لأجل من يسلكون حسب هواهم في الشر وتتألم لأجلهم وتفضل دائماً أن تراهم في طريق الحق. معلمنا بولس الرسول كخادم كان يبكى حينما يتذكر الذين انحرفوا عن جادة الصواب من بين أحباته ومخدوميه وكتب يقول "كثيرون ممن كنت أذكرهم لكم مراراً أذكرهم الآن باكياً وهم أعداء صليب المسيح " ( فى ۳ : ۱۸). المحبة لا يمكن أن تفرح بهلاك الخاطيء، لأنها تتشبه بالله الذي يشاء أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون »(١تى٤:٢) المحبة تحزن كثيراً من أجل البعيدين عن الله ومن أجل البعيدين عن الطريق المؤدى إلى الحياة الأبدية، وتتمنى أن يخلصوا ، وأن يُقبلوا إلى معرفة الحق السيد المسيح بكى على أورشليم قائلاً: «إنك علمت أيضاً ما هو لسلامك، ولكن الآن قد أخفى عن عينيك ، لأنك لم تعرفى زمان افتقادك ) ( لو ١٩ : ٤٢ ) وعن محاولاته المتكررة مع أورشليم، لكي تسلك في طريق الحق، وتصنع مشيئة الله الذى أحبها قال «كم مرة أردت أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، وأنتم لم تريدوا مت ۲۳ : ۳۷، لو ١٣ : ٣٤) ظلت محبة المسيح تنتظر وتقرع على الباب، حتى رفضت بصورة واضحة، حينما سمرت على الصليب خارجاً عن أورشليم «تألم خارج الباب» (عب ۱۳ : ۱۲ ) ومع ذلك فإن السيد المسيح لم يرفض شعبه، ولكن بقيت محبته تنتظر توبتهم وعودتهم إليه إن أرادوا . مثال داود و شاول : حينما أخطأ شاول الملك إلى الرب، واختار الرب داود ومسحه ملكاً على اسرائيل بيد صموئيل النبي، ابتدأ شاول يحقد على داود ، وملأت الغيرة قلبه، وذلك بالرغم من أن داود لم يفعل شيئاً ليسيء إلى شاول على الإطلاق، بل قدم له بكل محبة وكان مخلصاً له على الدوام وحاول شاول الملك مراراً أن يقتل داود ولم يتمكن، وطارده في البرية عدة مرات، وانقذه الرب من يده. وفى النهاية هرب داود، ولجأ إلى أخيش معوك ملك جت .وبعد أن عاش داود شريداً، مطارداً من شاول لسنوات عديدة، جاء اليوم الذي قتل فيه شاول في معركة جبل جلبوع . وتوقع البعض أن يفرح داود بمقتل شاول وثلاثة من بنيه في أن بعضهم اسرع ليبشر داود بهذا الخبر. وكانت المفاجأة أن داود قد حزن كثيراً وتأوه، وصار يرثى بنشيد القوس شاول و يوناثان ورجال الحرب الذين قتلوا . وقال أن يتعلم بنو يهوذا هذا النشيد"اَلظَّبْيُ يَا إِسْرَائِيلُ مَقْتُولٌ عَلَى شَوَامِخِكَ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ لاَ تُخْبِرُوا فِي جَتَّ لاَ تُبَشِّرُوا فِي أَسْوَاقِ أَشْقَلُونَ، لِئَلاَّ تَفْرَحَ بَنَاتُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، لِئَلاَّ تَشْمَتَ بَنَاتُ الْغُلْفِ. يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ لاَ يَكُنْ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ، وَلاَ حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ، لأَنَّهُ هُنَاكَ طُرِحَ مِجَنُّ الْجَبَابِرَةِ، مِجَنُّ شَاوُلَ بِلاَ مَسْحٍ بِالدُّهْنِ. مِنْ دَمِ الْقَتْلَى، مِنْ شَحْمِ الْجَبَابِرَةِ لَمْ تَرْجعْ قَوْسُ يُونَاثَانَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَيْفُ شَاوُلَ لَمْ يَرْجعْ خَائِبًا. شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ الْمَحْبُوبَانِ وَالْحُلْوَانِ فِي حَيَاتِهِمَا لَمْ يَفْتَرِقَا فِي مَوْتِهِمَا. أَخَفُّ مِنَ النُّسُورِ وَأَشَدُّ مِنَ الأُسُودِ. يَا بَنَاتِ إِسْرَائِيلَ، ابْكِينَ شَاوُلَ الَّذِي أَلْبَسَكُنَّ قِرْمِزًا بِالتَّنَعُّمِ، وَجَعَلَ حُلِيَّ الذَّهَبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنَّ. كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ فِي وَسَطِ الْحَرْبِ يُونَاثَانُ عَلَى شَوَامِخِكَ مَقْتُولٌ. قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يَا أَخِي يُونَاثَانُ. كُنْتَ حُلْوًا لِي جِدًّا. مَحَبَّتُكَ لِي أَعْجَبُ مِنْ مَحَبَّةِ النِّسَاءِ." (۲صم ۱ : ۱۹ - ٢٦ ) كان داود يغار على مجد الله، فلم يفرح بنصرة الوثنيين والغلف على شاول الملك وجيشه. كما أن عداوة شاول له لم تنسه الصداقة الأولى، والمحبة القديمة والعشرة الحلوة، فصار بيكي و ينوح على أحبائه القدامى كان داود يتمنى أن يخدم شاول، إذ كان من قواد جيشه، وأن يضع مواهبه كمسيح للرب في خدمة المملكة، وتزوج ميكال ابنة شاول ، وتمنى أن يسكن سالماً في كتف حماء الملك. ولكن أحلام داود تبددت أمام عاصفة الحقد التي اجتاحت حياة شاول ، أنه أوشك ان يقتل ابنه يوناثان لسبب محبته واخلاصه لداود حتى ولكن المحبة التي لا تفرح بالإثم ، بل تفرح بالحق، فى حياة داود ظلت أمينة إلى النهاية وصارت مثلاً يحتذى لجميع الأجيال .ولم يكن هذا أمراً عارضاً في حياة داود ، بل تكرر في علاقته بابنه ابشالوم الذى قام ضده وطرده من كرسيه في أورشليم. وطارده بجيش كبير ليقتله. ولكن داود بالرغم من ذلك كان يتوسل إلى قواد جيشه والجنود أن يترفقوا بالفتى أبشالوم . وحينما مات أبشالوم في المعركة انزعج داود وصعد إلى علية الباب وكان يبكي ويقول هكذا وهو يتمشى يا ابنى ابشالوم یا ابنی ابشالوم يا ليتني مت عوضاً عنك يا ابشالوم يا ابنی (۲صم ۱۸ : ۳۳) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد السادس عشر عام ١٩٨٩
المزيد
08 أكتوبر 2023

المرأة الخاطئة

تقرأ علينا الكنيسة ياأحبائى اليوم فصل من أجمل قراءات الكنيسة وهو إنجيل المرأة الخاطية ومن كثرة حب الكنيسة لهذا الإنجيل تقرأه لنا كل يوم فى صلاة نصف الليل فإن كان الإنسان قد قضى كل حياته فى الخطايا إلاّ أنّه له باب مراحم عند الله وهو فصل مملوء بالمعانى وبالتأملات وبنعمة ربنا سأتكلّم معكم فى ثلاث نقط :- 1- دموعها:- فالمرأة الخاطية يمكن أنها الوحيدة فى الكتاب المقدس التى قدّمت توبة بدون كلام فاللص اليمين قال " وأمّا نحن فبعدل لأننّا ننال إستحقاق ما فعلنا" ( لو23: 41 ) ، ونجد المرأة التى أُمسكت فى ذات الفعل وقالت له إرحمنى والعشار وقف من بعيد ولم يشأ أن يرفع رأسه وقال " اللهم إرحمنى أنا الخاطى "ولكنها لم تقل كلمة ولكن بكت أتت من وراءه باكية وبكاء بغزارة ومن كثرة البكاء صارت دموعها تغسل رجليه فالإنسان بيبكى عندما يكون فى موقف صعب جداً ولم يقدر أن يحتمله وكانت مشاعرها كلها مُجتمعة وبتخرج فى صورة دموع فالدموع أكثر تعبيراً من الكلام لغة الدموع أقوى من لغة الكلام ولذلك إستحقت الغُفران من ربنا يسوع دموعها شفعت فيها فنحن نعرف عن المرأة الخاطية أنهّا كانت إمرأة سيئة السيرة وسيرتها بطاّلة فهى واحدة مشهورة بالدنس وبالخلاعة " وإذا إمرأة فى المدينة كانت خاطئة" .تخيّلوا ياأحبائى عندما يدخل الإنسان إلى حضرة ربنا وهو كلّه دنس إلاّ أنّه لو قدّم لربنا دموع فإن ربنا يغفر له كل خطاياه ولذلك فى سفر نشيد الأناشيد ربنا يسوع يقول للعروس " حوّلى عنى عينيك لأنهّما قد غلبتانى "فالإنسان الذى يبكى أمام الله هو بيستمطر مراحم الله بمجرد دمعة واحدة فقط فالمرأة الخاطية قد رسمت لنا طريق التوبة فهو ليس بالكلام فقط ولكن بالدموع أيضاً وهى عارفه طريقها فقط إتجهت نحو يسوع وقد شعرت أنّها ليس لها إستحقاق أن تسكُب طيب على رأسه ولكن قالت انا طيبى يستحق أقدامه إنظروا عندما يشعر الإنسان أنّ خطيته ثقيلة عليه وعجزه يُشعره بثقل الخطية0فماذا يفعل ؟!! فإنه يبكى ويُعبّر عن حزنه ببكاءه ولذلك ياأحبائى كم أنّ صلاة الدموع محبوبة وكريمة عند ربنا داود النبى يقول لربنا " إجمع دموعى فى زق عندك " ، " زق " أى إناء فعندما أطلع فى السماء فوق تكون دموعى شاهدة لى وشاهدة لتوبتى يا ترى زقى كم يكون فيه ؟! فالدموع تحتاج لتوبة تحتاج لإنسان مُنسحق0تحتاج لإحساس مثل المرأة الخاطية الشاعرة بمقدار دنسها وآتية عند أقدام يسوع ونتيجة لمشاعرى الداخلية وصدق توبتى تأتى الدموع ونحن نُصلى إنجيل المرأة الخاطية فى نصف الليل ولذلك بعده نُصلّى قطعة نقول فيها " أعطنى يارب دموع كثيرة كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطية0وإجعلنى مُستحقاً أن أبل قدميك اللتان إعتقتانى من طريق الضلالة وأقدّم لك طيباً فائقاً وأقتنى لى عمراً نقياً لكى أسمع أنا ذلك الصوت المملوء فرحاً إنّ إيمانك قد خلّصك " فنحن غرنا منها وغرنا من توبتهاومن جمال مشاعرها أحبائى جميل جداً أن ندخل فى داخل الأحداث ونعيشها ونقول له يارب لعلّ المرأة الخاطية حياتها كلها دنس والإنجيل لا يذكر لنا عنها إلاّ موقف توبتها إلاّ أنّ باب مراحمك كان مفتوح أمامها ، فالقديس أرسانيوس يُقال عنه انّه " لا يُرى إلاّ باكياً " ففى دير البراموس ببرية شيهيت يوجد عمود الأنبا أرسانيوس فكان يقف وراء العمود ويبكى حتى لا تمدحه الناس فعندما يعطى ربنا للإنسان عطية ويفتخر بها فإنّ ربنا يسحبها مباشرةً ولدرجة تجدوا فى العمود يوجد حُفرتخيلّوا أنّ الدموع حفرت الخرسانة فإنّ كانت الدموع حفرت الخرسانة ألّم تدخل إلى قلب ربنا الذى كُلّه مراحم ولذلك فإنّه يقول أنّ دموعك قد غلبتنى فحزقيا عندما صلّى وكان يبكى ، يبكى قال له الرب " ها قد سمعت صلاتك وقد رأيت دموعك " لدرجة داود النبى يقول له " أنصت يارب إلى دموعى " فهل الدموع بتتكلّم ؟!!ويقول أيضاً " صارت دموعى خبزاً " فقد صارت الدموع بدلاً من الأكل والشرب ، ويقول " أعّوم فى كل ليلة سريرى " ما هذه التوبة الجبارة !مع أنّ داود النبى قد فعل خطية واحدة إلاّ أنّه قدّم عنها توبة طوال عمره بإستمرار هو بيقدّم عنها توبة مُتجددة بالرغم من أنّ ناثان النبى قال له " أنّ الرب قد نقل عنك خطيتك " إلاّ أنّ القلب الحساس الذى كلّه محبة نحو ربنا بيشعر أنّه أهان الله ويشعر كم أنّه إحتقر الله تخيلّوا أنّ الخطية هى إحتقار لله فالله فى سفر صموئيل يقول : أنت إحتقرتنى فالمرأة الخاطية اليوم بحياتها تعرّفنا اللغة التى يليق بنا أن نكلّم بها ربنا لدرجة رب المجد يسوع قال لنا هكذا " طوبى لكم أيها الباكون الآن لأنكّم ستضحكون " فالذى يبكى هنا سيضحك فوق والذى يضحك هنا سيبكى فوق فلابد أننّا سنبكى فأيهما نختار نبكى هنا أم نبكى فوق ؟ فأنا أبكى هنا لأنّ هناك سيكون البكاء وصرير الأسنان إلى الأبد ، ولذلك يا أحبائى البكاء نتعلّمه من المرأة الخاطئة فثقل الخطية يُشعرنا بعجز كامل ولم يجد الإنسان وسيلة يُعبّر بها عن العجز الكامل إلاّ بالبكاء ولذلك المرأة الخاطية عندما بكت إستحقت الغفران لأنها قدّمت توبة بهذه المشاعر المتدفقة القديس مارأفرآم يُقال عنه " لا يُرى إفرآم إلاّ وعينيه ممُتلئتين " الإنسان يا أحبائى الذى عنده مشاعر حساسه نحو ربنا وهو بيقف بيتضرع لربنا وإحساسه بدنسه بيجد نفسه بطريقة تلقائية بيبكى 2- أنها أتت من وراءه:- فلنفرض أنّ رب المجد يسوع كان مُتكأ فى المجلس فهى شعرت أنها بخطيتها ودنسها لم تحتمل أن ترى وجهه فهى أتت من وراءه وإنحنت عند رجليه ودموعها بتنزل على رجليه 0وصارت تمسح رجليه بشعرها فأجمل إحساس ياأحبائى فى التوبة أنّ الإنسان يشعر بإنكسار وإنسحاق وأنّه ليس له إستحقاق أن يقف أمام ربنا وليس إستحقاق أن يرى ربنا فالعشار لم يشأ ان يرفع رأسه فهو غير قادر أن يرفع رأسه تخيلّوا الإنسان الذى يأتى لربنا بهذه المشاعر ويقول له يارب إرحمنى ما أصعب يا أحبائى الإنسان الذى يتعامل مع ربنا وكأنّ ربنا بيشتغل عنده وكأنّه مستحق وشاعر أنّه أحسن وأنّه أفضل من غيره ولكن نحن يارب ليس لنا حق أبداً ليس لنا إستحقاق أبداً نحن سنأتى من وراءك فالمرأة الخاطية شاعرة أنّ عيون الناس كلّها بتدينها ولذلك كانت آتية وكلها خزى فى سفر عزرا يقول " لك ياسيد البر أمّا نحن فلنا خزى الوجوه " فماذا نقول لك يارب نحن لم نقدر أن نرفع أعيننا عارفين يا أحبائى إحساس المجرم الذى ذنبه ثبت عليه وقد أُدين وأصبح أمر فاضح فالإنسان لابد أن يشعر بذنبه ويشعر أنّه يريد أن يأخذ شىء لم يستحقه فالغفران شىء لا يستحقه ولكن هو من مراحمك يارب يوجد قديس إسمه مارإسحق يقول " إنّ الذى يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة " ، فالإنسان الذى يعرف خطيته ويعرف ثقلها فهو الذى ياخذ الغفران ولكن لو لم يعرف خزيه فإنّه يقول أنا أظل مثل باقى الناس فإن كنت تريد أن تعرف الإنسان الذى يعيش مع ربنا تستّدل عليه من إنكساره وربنا عندما يرى إنكساره يُمطر عليه بمراحمة داود النبى يقول " القلب المُنكسر والمتواضع لا يرذله الرب " ، الله لا يرذله مستحيل أبداً أنّ الله يرفض القلب المملوء بالإنكسار والإتضاع المرأة الخاطية عرّفتنا كيف ندخل ليسوع والإنسان لا يُبالى بأحد فكانت هى الوحيدة المستفيدة من الوليمة فالتى ليس لها حق للوليمة صارت هى التى إستفادت بالوليمة فحتى وإن كُنّا ليس لنا إستحقاق للعُرس ولكن ممكن الله يعطينى إستحقاق إن أتيت بإنكسارفقد عرفت ما الذى يليق بإكرام أقدامه فقد سكبت عليه دموع وسكبت عليها طيب ومسحتهما بشعر رأسها فالذى يأتى لربنا بقلب مكسور فهو يريد أن يأتى لربنا بأى درجة 3- محبتها :- لقد سكبت على قدميه قارورة الطيب وهى ثمن كل الذى كسبته من الخطية فهى إشترت أجمل وأغلى عطر والعطر فى وقتها كان عطر مرّكز وكلّه عطر طبيعى وكأنّها تقول له يارب : أنا سأسكب طيبى عند أقدامك لأنها هى الوحيدة التى تحتمل دنس كم أنّ الإنسان عندما يقرأ قصتها يمتلىء غيرة منها فهى قصة حياة وقصة توبة مُتجددة لكل إنسان راغب بنعمة ربنا أن يتغيرالحب يا أحبائى الذى نمارس به التوبة يجعل الإنسان لا يبالى بالناس ولا يبالى بآراء الناس فهى عرفت أنّ يسوع فى هذا المكان فلابد أن أذهب إليه فهى تعلم بنظرات الناس كيف ستكون نحوها وبعتاب الفريسى وكأنّها تقول إن كان الفريسى سيمنعنى إلاّ أنّ يسوع سوف لا يمنعنى المرأة الخاطية آتية وهى كلّها ثقة أنّه سوف لا يرُذلها مهما كانت خاطئة فكما يقول أحد القديسين " إن لم تستطع أن تصل إلى رأس يسوع أقدم إلى أقدامه برأسك " ، فهذا هو طريق التوبة فإن كان الإنسان غير شاعر أنّه خاطىء فكيف يأتى وكيف يبكى وكيف يأتى وراءه وكيف يكون عنده إحساس بالخزى والخجل فإحساس الخزى والخجل هو الذى يؤتى بالحب الفائق وأن أشعر بقوة غفرانة فلو أنا شاعر إنى خاطىء بقدر بسيط فسيكون غفران ربنا لىّ بقدر بسيط فأحبّه بقدر بسيط ولكن لو أنا حاسس بخطيتى بقدر كبير سأشعر بخزى كبير وسأشعر بغفرانه الكبير وسأشعر بحبه الكبير فأقول له أنت يارب مُنقذ حياتى من الفساد نحن نستحق الموت ولكن هو رفع الموت عنّا ديننا كبير ومادام ربنا رفع ديننا الكبير فإن محبتنا له تكون كبيرة فإن كان قد أعطانى شىء بسيط فإننى ممكن أنساه ولكن لو أنا حاسس بخطيتى التى غفرها وبيغفرها وسيغفرها فأكون بإستمرار حاسس بدين كبير وبحب كبير والمرأة تاجها وكرامتها فى شعرها تخيلّوا أنها تفعل ذلك بشعرها فهى بتمسح به أقدامه ، إنظروا كيف أنّ مكان الكرامة والزينة جعلته كمنشفه فالمفروض أنّ كرامتى لا أضع لها إعتبار مثل المرأة الخاطية وهات شعرك وكنزك والشىء الغالى عليك وإمسح به أقدامه فهذا هو طريق التوبة فعندما أحب كثير فإنّه يغفر لى كثير فهنا أستحق الغفران الذى بلا ندامة ولذلك هى فعلت هذا والوليمة كانت تمر عادى والناس تهمهم عليها وهى مستمرة فى البكاء ومستمرة فى سكب الطيب فهى الآن ليست مع الناس ولكن غفران يسوع هو موضع شغلها فلم تشعر بكلام الناس والعجيب أنّ ربنا يسوع قال للفريسى " إنى منذ دخلت بيتك لم تُقبّل فمى أمّا هى فمنذ دخلت بيتك لم تكُف عن تقبيل قدمّى بزيت لم تدهن رأسى أمّا هى فقد دهنت بالطيب قدمّى" فأخذ يوصف كل الأمور التى فعلتها فهل أنت يارب مُنتبه من كل شىء فعلته المرأة فى رجليك فأنا شاعر بكل نقطة دموع بتنزل أنا حاسس بكل قُبلّة بتقدّمها لأقدامى أريد أن أقول لك أنّ كل أعمال التوبة التى تعملهاربنا بيتذكّرها وحاسس بها فمزمور يقول " يذكر لك جميع ذبائحك " ، ربنا يريد ذبائح التوبة ذبائح الحمد ذبائح رفع القلب ذبائح الشفتين ربنا ناظر لعبارات التوبة وناظر لدموعك وإن كان يحدث فى الخفاء إلاّ أنّ كل أعمالك ربنا يسوع فاكرها لك وإن كنّا لا نشعر بأنّه عمل يستحق الإكرام ولكن ربنا يسوع بيعطى له كل الإكرام هو راصد كل دموعى صدقونى كل كلمة بنقولها بقلب نقى هو بيذكرّها وبيجعلها دليل على التوبة فلابد أن نأخذ طريق المرأة الخاطية فإن كان ربنا يسوع تارك للمرأة الخاطية أقدامه لتقبلّها فهو لم يترك لنا فقط أقدامه ولكن تارك لنا جسده ودمه وليس لكى نأخذه من الخارج فقط ولكن لكى نأخذه داخلنا ونتحد به لإحذرى أن تدخلى الكنيسة وتركّزى على غيره فلا تُركّزى إلاّ عليه هو فقط فأدخل إليه بإحساس الإنسان الذى يريد أن يتطهّر من أدناسه ربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل