المقالات

05 سبتمبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية الشماس رتبة أساسية

تؤمن كنيستنا المقدسة بثلاث رتب في الكهنوت هي: ١ - الأسقفية. ٢- القسيسية . ٣- الشماسية. ولكل رتبة درجاتها ، واختصاصاتها فمثلاً رتبة الأسقفية جوهرها : الرعاية والتدبير، بمعنى أن البابا البطريرك والآباء الأساقفة يقومون بعمل الرعاية الروحية والشاملة لكل مدينة وقرية وأسرة ونفس ويدبرون ذلك من خلال سيامة آباء كهنة وشمامسة وشماسات ، لتصل الخدمة إلى كل نفس . وفى هذا تقول الدسقولية : " ينبغى أن يهتم الأسقف بكل أحد ، ليخلصه" وهذا طبعاً من خلال اختياره لمعاونيه في الخدمة الرعوية، ومن خلال توجيهه المستمر لهم وإدارته لشئون الكنيسة، بما يبنى النفوس ويخلصها بالوسائل المختلفة كالتعليم والعبادة والافتقاد والكتابة إلخ . أما رتبة القسيسية فهى أساساً معاونة الأب الأسقف في رعاية النفوس، والقيام بأسرار الكنيسة المقدسة كالمعمودية والميرون والتناول ، وأخذ الاعترافات ، والحث على التوبة، ومسح المرضى، وعقد الزيجات. والكهنوت في كنيستنا جوهره «الأبوة » ، فنحن ننادي الكاهن : « يا أبانا » ، إحساساً منا بدوره في حياتنا ، إذ يرعانا كأب حنون ، و يهتم بكل احتياجاتنا أما رتبة الشماسية، بدرجاتها المتعددة ، فتهتم بمعاونة الأب الأسقف والأب الكاهن في الخدمات التالية : ١ - خدمة الذبيحة والمذبح، والتسبيح المقدس . ٢ - خدمة التعليم والكرازة ، ونشر كلمة الله ٣- خدمة الافتقاد والرعاية ، خصوصاً للأرامل والأيتام والمحتاجين . ٤ - خدمة التدبير والإدارة وتنظيم العمل الكنسي ، تحت إشراف الأب الأسقف. وسوف تلاحظ كل هذه الأدوار الهامة والمؤثرة، من خلال دراستنا المبسطة لطقوس السيامة ، الأمر الذى سنحاول التركيز عليه في هذه السلسلة المختصرة من المقالات إن شاء الله. ١ - الأ بسالتس : هذه الدرجة المباركة، والتي تختص بخدمة التسبيح في الكنيسة المقدسة، كادت أن تندثر وتندمج في درجة الأغنسطس، لولا أن أعادها إلى الوجود قداسة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث فالأغنسطسية رتبة التعليم ، لا يصح أن تعطى إلا للكبار.لكن التسبيح شيء يمكن أن يمارسه الأطفال «من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحاً » ( متى ٢١ : ١٦ ) . لذلك رتبت الكنيسة هذه الدرجة المقدسة حتى يرتبط الأطفال بالذبيحة والمذبح ، وما أجمل أن تعطى كنيستنا للأطفال دوراً أساسياً في حياة الجماعة، لأنهم بالمعمودية صاروا أعضاء في جسد المسيح، وبقلوبهم البسيطة الوديعة ، يمكن أن يسبحوا الرب بنقاوة نفتقدها نحن الكبار وواضح أن كلمة «أبسالتس» مأخوذة كلمة Psalm أي مزمور ومنها « الأ بصلمودية » كتاب التسابيح الكنسية . ويمكن أن تعطى هذه الدرجة للأطفال حتى ١٢ سنة، أي في المرحلة الإبتدائية، لينشأوا قريبين من المذبح، ويحضروا القداسات مبكرين، ويتحدوا بالجسد والدم الأقدسين منذ نعومة أظفارهم وهكذا تتشبع حياتهم برائحة البخور الزكية، وأنظارهم بملابس الآباء الكهنة وحركاتهم الطقسية، وبالشموع والسجود والايقونات والألحان، فلاشك أن هذا السن المبكر، سن تفتح الحواس ، هو أفضل الأعمار لغرس الإيمان المسيحى، والحياة الكنسية والتقاط صور ذهنية ووجدانية لا تنمحى أبداً .إن هذا المؤمن الصغير، سوف يندمج مع معطيات الإيمان وحقائق اللاهوت في سهولة ويسر. سيامة الأبسالتس : تتم سيامة الأبسالتس بعد تزكية الأب الكاهن وخدام التربية الكنسية يقدمونها أمام الأب الأسقف، بأن يصلى الأب الأسقف الصلاة الربانية، وصلاة الشكر وذلك بعد صلاة الصلح مباشرة أثناء القداس الإلهى وإذ يقدمون الأطفال أمام باب الهيكل ، يصلى الأب الأسقف قطعتين بروح ا العبادة، الأولى يقول فيها : « يا إلهنا الصالح ، يا من أقام هيمان وأساف للترتيل في مواضعك المقدسة . يا من أعطيت داود النبي أن يرتل على المزمار والقيثارة سبحاً . يا من وضعت التسبيح في كنيستك المقدسة، وأن يعبدك شعبك بمزامير وتراتيل وأغان روحية نسألك يارب أن تعطى عبدك ( فلاناً ) أن يعمل عمل الأ بسالتس في كنيستك المقدسة ، ويغني لك بألحان وتراتيل وأغان روحية، مرتلاً في قلبه للرب » وفى القطعة الثانية يضيف معنى جديداً ، وطلبة هامة، إذ يقول : « أعطه فهما حسناً لما يرتل به، فيرتل لك من عمق قلبه، بروح الصلاة والعبادة أعطه أن يخدمك بقلبه وفمه وألحانه، واقبل تراتيله كرائحة بخور قدامك ، وابعد عنه روح الغرور والتظاهر ومحبة المديح ، واجعله خادماً صالحاً » . ثم يرشمه الأب الأسقف بالرشومات الثلاثة، ويعطيه إسماً كنسياً أو كتابياً . ليبدأ حياته الجديدة بروح جديدة واسم جديد ، و يوصيه بأن يحفظ الألحان، ويحضر مبكراً إلى القداس ، ويتناول من الأسرار المقدسة ما أمجد خدمة التسبيح والذبيحة !! وما أحلى أن نضمن لأطفالنا أن يرتبطوا بالرب وبالكنيسة في سن مبكر !! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الحادي عشر عام١٩٨٩
المزيد
04 سبتمبر 2023

كيف نحب الآخرين؟ المحبة المحتملة

المحبة المحتملة هى التى تحتمل التعب من أجل الآخرين، وهي التي تحتمل ضعفات غيرها، وهى أيضاً التي تحمل أثقالهم احملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح » غل ٦ : ٢ ) . محبة المسيح : السيد المسيح أعطانا مثال الإحتمال في المحبة حينما احتمل الآلام من أجلنا، وحينما حمل خطايانا في جسده «أحزانناحملها، وأوجاعنا تحملها » ( اش ٥٣ : ٤ ) قديماً قال موسى لشعب اسرائيل « لا أقدر وحدى أن أحملكم كيف أحمل وحدى ثقلكم وحملكم وخصومتكم.» ( تث ۱ : ۹، ۱۲). لم يستطع موسى أن يحمل وحده هذا الشعب، ولا أن يحمل ثقلهم ولا خطاياهم ولكن السيد المسيح قد حمل خطية العالم كله (يو١ : ۲۹ ، ۱ : ٣٦) ، وهو «حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين (اش ٥٣: ١٢). حمل السيد المسيح وحده خطية العالم ولم يستطع أحد من البشر أن يحمل معه ثقل الخطية التي كفر عنها بذبيحة نفسه على الصليب (عب ٩ : ٢٦ ) عن هذا تنبأ اشعياء النبي فقال «من ذا الآتي من أدوم بثياب حمر من بصره هذا البهى بملابسه قد دست المعصرة وحدى ، ومن الشعوب لم يكن أحد معی» (اش ١:٦٣- ٣) وقد أوضح داود النبى في مزاميره ما احتمله السيد المسيح من تعييرات إذ قال « لأنى من أجلك احتملت العار. غطى الخزى وجهی صرت أجنبياً عند إخوتي ، وغريباً عند بني أمي . لأن غيرة بيتك أكلتنى، وتعييرات معيريك وقعت على » (مز ٦٩ : ٧-٩) والقديس بولس الرسول يدعونا للتأمل فيما إحتمله السيد المسيح «ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه إحتمل الصليب مستهينا بالخزى ، فجلس في يمين عرش الله فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه، لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم (عب ۱۲ : ٢-٣) .لقد حمل السيد المسيح الصليب (يو ۱۹ : ۱۷)، وحمل إكليل الشوك (يو ١٩ : ٥)، وحمل خطايانا فى جسده على الخشبة (١بط ٢ : ٢٤ ) ، واحتمل الآلام واحتمل التعيير والعار والخزى والرذل والإحتقار والمقاومة والشتم والإنكار والخيانة والمحاكمة، واحتمل القيود كمذنب حتى أحصى مع أئمة ( اش ٥٣ : ١٢) ، واحتمل أن يجوز معصرة سخط وغضب الله (رؤ ۱۹ : ١٥) واحتمل أن يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد (عب ٢ : ٩) كل ذلك لمحبته لنا وإطاعته الكاملة للآب السماوى، معطياً إيانا المثل الأعلى في المحبة المحتملة فليتنا ننظر نحو احتماله ونتعلم إن العقل يقف مذهولاً أمام هذه الحقيقة: أن السيد المسيح قد حمل خطايا ملايين البشر، ووقف أمام الآب السماوى - نائباً عن البشرية لكي يأخذ العدل الإلهي حقه بالكامل في ذبيحة الصليب . محبتنا لإخوتنا : «المحبة تحتمل كل شيء » ( ۱ کو ۱۳ : ۷ ) هناك مستويان روحيان في الإحتمال : ١ - أن يحتمل الإنسان ضعفات الآخرين - من أجل المحبة ويسامحهم عليها من كل قلبه ٢ - أن يحمل الإنسان خطايا غيره : أي لا يكتفى بأن يحتمل خطايا الغير، بل أن يحملها نيابة عنهم، ناسباً خطايا غيره إلى نفسه - كأنه هو المذنب أو أن تُنسب إليه خطايا غیره.وهو في هذا يحتمل أن يحمل خطايا غيره وهو برىء لكى يدفع جزءاً من ثمن هذه الخطايا، أو أن يدفع ثمنها بالكامل مثلما قيل عن السيد المسيح «نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله ، لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه »(۲ کو ٥ ۲۰ - ۲۱) إن الذي يحتمل هو أيضاً الذي يحمل أثقال الآخرين وبالمحبة يحتمل هذا الثقل، وكل أنواع المشقة مثل الأم التي تحمل طفلها فى البطن، ثم تحتمل كثيراً في رضاعته وفي السهر على تربيته، إلى أن يبلغ حد القامة كل ذلك تفعله المحبة، في صبر وفرح وبدون مقابل نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الحادى عشر عام ١٩٨٩
المزيد
03 سبتمبر 2023

علامات مجئ ربنا يسوع المسيح

تتعّود الكنيسة ياأحبائى فى ختام سنة قبطية أن تُكلّمنا عن مجىء ربنا يسوع الثانى اليوم هو أخر أحد فى السنة والكنيسة تتعّود فى نهاية السنة وبداية سنة جديدة أن تكلّمنا عن نهاية العالم والكنيسة بتعمل ترتيب وتنظيم لأيام حياتنا لدرجة انها تعمل لنا دورات فى حياتنا لتُذكّرنا بالخلاص ففى كل يوم وكل أسبوع تعمل لنا دورات للخلاص وفى كل مناسبة وكل سنة أيضاً ففى كل يوم نتذكر قيامة ربنا يسوع ونتذكّر موته على الصليب ودفنه والدينونة ومجيئه الثانى ففى اليوم الواحد بنعيش تذكار حياة ربنا يسوع وفى الأسبوع يوم الأربعاء نتذكّر المحاكمة وفى الجمعة نعيش تذكار موته الكنيسة بتتأكد من دخولنا لأعماق الإنجيل من خلال الممارسات البسيطة ففى القداس ربنا يسوع يقدّم لنا نفسه كخبز مكسور وكدم مسفوك وفى نهاية القداس أبونا يرش الماء كتذكار صعود ربنا يسوع فكل أحداث الخلاص الكنيسة بتضعها أمامنا لكى نعيشها حية جديدة الكنيسة تريد أنّ هذا الأسبوع لا يمر إلاّ وأن نتذكّر نهاية العالم ولذلك المزمور يقول " لك السماوات لك أيضاً الأرض المسكونة وملؤها أنت أسستها " إنظروا كم جيل مر وكم سنة مرت فكلمة " سنوك " جمع سنة فيقول له " فمن جيل إلى جيل أنت أسست الأرض "يريد أن يقول له يارب كل شىء يمكن أن يبُاد ولكن أنت تبقى فكم سنة أنت أعطيتها لنا ؟!! فالكنيسة تريدنا أن نستقبل السنة بروح جديدة وبفكر جديد وهذا الفكر هو حقيقة مجىء ربنا يسوع وأن يكون لنا الإحساس أنّ الرب آتٍ وأنّ مجيئه على البواب وأنّه توجد دينونة بنعمة ربنا أريد أن أتكلّم معكم فى ثلاث نقط :- 1- حقيقة مجىء ربنا يسوع المسيح:- لابد أن نؤمن أنّه يوجد مجىء ثان لربنا يسوع0لأنّه كان يوجد مجىء أول وهو مجىء التجسّد وهو تجسّد فى ملء الزمان00والمجىء الثانى هو مجىء الدينونة00الله الذى سيأتى ويظهر فيه ويدين المسكونة بالعدل0ويدين كل واحد كنحو أعماله وربنا يسوع كان يؤكد لنا فى تعاليمه بإستمرار على مجيئه الثانى0وكان يتكلّم عن مجيئه ويقول إنتبه أنت تعيش فى فترة مؤقتّة0وأنا سا آتى ولذلك قال لهم مثل الكرّامين فيريد أن يقول أنا سا آتى أحاسبك0فماذا فعلت فى الكرم الذى أعطيته لك ؟ فبولس الرسول يقول : " وأنتم متوقعون إستعلان مجيئه " فهو يتكلّم وكأّن مجيئة أمام عينيه الأن 0 نحن ننتظر مخلّصاً0فهو جالس ومنتظر ربنا يسوع يأتى فى أى لحظة وبطرس الرسول فى الكاثوليكون اليوم يقول : " منتظرين وطالبين سرعة مجيئة " ، نريده أن يأتى بسرعة وأخر آية فى الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا تقول : " والروح والعروس يقولان تعال " ، فلم يجد آية يختم بها الإنجيل إلاّ " تعال " الكنيسة تؤمن أننا الأن ونحن فى الكنيسة متوقعين مجيئة0والكتاب يقول : " هوذا يأتى على السحاب وتنوح عليه كل قبائل الأرض " فعندما يأتى إبن الإنسان " هل سيجد الإيمان على الأرض " 0فهو يؤكّد أنّه سيأتى00نحن فى فترة إنتظار0وفى فترة توقّع لمجىء ربنا يسوع0فلا ننساها أبداً0 لأنها هى ركيزة تجعلنا نحافظ على حياتنا ونعيش فى البر0فحقيقة أنّه سيأتى ويجازى هى حقيقة موجودة فى الكتاب المقدس0 " لأنّ الرب نفسه بهُتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات فى المسيح سيقومون أولاً00سنُخطف00فى السحب لملاقاه الرب فى الهواء " ، سيبصروا إبن الإنسان آتٍ على السحاب0فالمفروض أن نتوقع مجيئه0ولكن هو أبتدأ يعطى علامات لمجيئه0لدرجه أنّه عندما كان يكلّم تلاميذه عن المجىء كانوا يمتلأون حيوة0فأعطاهم كلمات فيها شىء من التدقيق وفيها شىء من الوضوح والغموض رب المجد يسوع لا يريد أن يضع تحديد دقيق للمجىء0وأى إنسان يا أحبائى يتكلّم عن المجىء بأوقات مُحددّة إعلموا أنّ هذا ليس من المسيح0رب المجد يسوع نفسه قال " إنّ ملكوت الله لا يأتى بمراقبة " 0فليس لأنّه حدثت مجاعة أو حدثت حروب فإنّه سيأتى0فالملكوت لا يأتى بمراقبة0فهو حب أن يُخفى هذه الساعة لكى تكون حياتنا كلها توقّع لظهوره0حتى لا ألهو وأمرح إلى أن يأتى0فهو قصد أن يكون مجيئة غير معلوم الوقت0لأنّ التحديد سيتنافى مع قصد الله0ويتنافى مع قصد عمل التوبة0وسيكون فيه دعوة للإستهتار والتكاسل والتهاون0والناس ستنغمس فى إرتباطات العالم0 لذلك نحن علينا ألاّ نتزعزع0ولا نأخذ بالتحديدات 0فأنا قرأت كتاب لشخص كان يتكلّم بمنتهى القوة0وبمنتهى الثقة وكان يحدّد المجىء أنّه سنة 94م0وقد مرّت هذه السنة ولم يحدث شىء0ومرة كان التحديد فى سنة 97م 0وواحد قال إن الأصح سنة 2000م ، وسنة 2000 مرّت00فسنجلس نحسب حسابات ونتوه ويضيع منّا الهدف0فالعلامات كلها أمامنا وبتتحقق0فنحن علينا أن نتوقّع إستعلان مجيئة0 فالعلامات لا يوجد فيها شىء جديد علينا0ولقد عاشها الأجيال السابقين0ولكن ممكن أنها بتتضح أكثر0فمن هذه العلامات :0 2- علامات مجيئه:- أ‌- إضطهاد المؤمنين:- وهو موجود منذ زمن بعيد0ولا يوجد عصر إلاّ وكانت فيه الكنيسة مُتأّلمة000فمنذ عصر الرسل وكانت الكنيسة مُتألّمة0كما قال لنا ربنا يسوع " ستكونون مُبغضين من الجميع من أجل إسمى"0 ب‌- قيام مُسحاء كذبة:- كثيراً ما نسمع عن ناس تتكلّم عن إسم المسيح ويجعلونا نتيه عن المسيح0ما أكثر الطوائف التى تكلّمنى عن المسيح ولا تثبتنّى فى الأسرار0فهم مُسحاء كذبة فالذين يجعلونى أتوه عن المغفرة والتوبة0وإن الخلاص حدث فى لحظة فهم مُسحاء كذبة ويضلونى عن الجهاد0ويقولوا بالإيمان خلُصت00فالطريق السليم هو طريق الذبيحة وطريق الإتحاد بالجسد والدم00وطريق الإتحاد بالقديسين والكنيسة0وهم يوجد بينهم ناس ممكن أن يصنعوا آيات وعجائب0فالكنيسة تعيش فى صراع عنيف ورب المجد يسوع أنذر وبينذر منهم فما أكثر الحروب والإضطرابات والقلاقل فى العالم0فلا يوجد مكان فى العالم مستقر00فالدنيا متقلّبة جداً ويوجد فيها تغيرات سريعة وعنيفة00فكل العلامات موجودة00فتوجد علامات فى الشمس وعلامات فى القمر0وتوجد تغييرات فى طبقات الجو العُليا00وفى الغُلاف الجوى00فى الحقيقة إنّ رب المجد يسوع قد تكلّم عن هذه الأمور كعلامات لمجيئه ومن العلامات التى نحب أن نقف عندها هى : ج- الإرتداد:- فهو ليس فقط المقصود به الناس التى تترك المسيح ولكن توجد ناس مع المسيح ولكن ليست مع المسيح0فهم بالشكل مع المسيح ولكن بالجوهر ليسوا مع المسيح فعندما يرتّد إنسان ممكن نبكى ونتألم على شىء كهذا0ولكن يوجد ناس كثيرين فى الكنيسة ولكن تاركين المسيح0فالإرتداد يزيد عندما يعيش الإنسان فى الملاهى بعيداً عن وصية الله00وقد يبدو أنّ الناس فى العصر الحديث قد وجدوا أنّ الحياة مع الله هى من الموضة القديمة التى يجب أن يتحرر منها الإنسان0فالإرتداد هو بالقلب فيوجد أعداد رهيبة من المسيحيين ولكن كم منهم لو وقع فى إختبار فى المحبة0ولبذله0ولعطاه سينجح0فممكن أن نكون موجودين فى الكنيسة ولكن مرتّدين عن المسيح تخيلّوا أنّ الغرب كله وأمريكا عندما يحتفلوا بالأعياد ومناسبة الكريسمس يكون فيها مظاهر للإحتفال عجيبة ويكون فيها أمور كثيرة جداً جداً ولكن تتعجبّوا أنّ فى كل هذا لا يُذكر إسم يسوع0ولا يتذكّروا نعمة ربنا ولا محبة ربنا ولا بذل ربنا وقد حولّوه إلى مناسبة إجتماعية وكأنّه كعيد الثورة تخيلّوا ياأحبائى مشاعر ربنا كيف تكون عندما يكون العيد بإسمه وهو ذكرى لتجسّده ولا يُذكر إسمه0فإحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل ومرتدّ عنّه0إحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل فقط00والعلامة الثانية الخطيرة هى :0 د- تفتُر محبة الكثيرين:- فكلّما تكثُر الخطايا تبرُد محبتنا لربنا0فعندما يهين واحد أنسان كثيراً0فإنّه تفتُر المحبة بينهم وعندما يشعر الإنسان الذى يهين صديقه أنّ هذا شىء لا يوجد فيه خطأ 0وأنّه شىء عادى فإنّ ذلك يجرح شعور صديقه0فما أكثر الناس التى تخطأ وتشعر أنّ ذلك ليس خطأ0فتتعّود الآثام0ويشربون الإثم كالماء0 فسبب كثرة الإثم تبرُد محبة الكثيرين00فستبرُد المحبة بيننا وبين بعض وستبرُد المحبة بيننا وبين ربنا0 فكل إنسان يفكر فى نفسه0ولذلك نجد تفكك العائلات وبذلك سنعيش فى جيل ليس فيه حنو ولا مراحم 0وذلك بسبب كثرة الإثم فما الذى يجعل الإنسان غير قادر على أن يقف وقفة صلاة ؟!000كثرة الإثم000وما الذى يجعله غير قادر أن يتوب ؟! كثرة الإثم0وذلك لأنّ الخطية هى السائدة عليه0فربنا يريد أن يقول لك إنتبه لئلاّ تكون كثرة الإثم جعلت محبتك تضعف وتكون عايش معه بالشكل فقط0 3- الإستعداد لمجيئه:- فالعلامات كلها تتحقق0فماذا نحن ننتظر ؟! فلابد أن نستعد الأن0وكأنّه سيأتى الأن فالقديسة سارة تقول : " أننى أضع رجلى على السلّم لأصعد فأتصّور الموت قُدّامى قبل أن أنقل الرجل الثانية " فهى فى كل لحظة بتنظر مجىء الرب وواحد من الأباء يقول أنّه فى كل يوم ينظر للسرير ويقول له أنت ممكن أن تكون كمرقد لى فإن كنت أنت لا تعرف الوقت0فربما المسيح يأتى لىّ الأن0ولذلك يقول لنا : " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين " ولذلك من الأمور التى تحاول الكنيسة أنّ أولادها يتقنوها هو السهر 0فليس فقط يعيشوها ولكن يتقنوها00فإقضى ساعة وإثنين وثلاثة فى الصلاة00" فى الليالى إرفعوا أيديكم إلى القُدس وباركوا الرب " حولّوا الليل إلى نور وليس إلى ظلام0فالآباء فى برية مصر وصلوا الليل بالنهار0ولم يكن عندهم نوم 0ولم يكن عندهم ظلمة00فكل يوم هو مجىء لربنا يسوع0فأستعد بالتوبة0وأكف عن خطاياى0وأراجع نفسى فربنا ممكن أن يأتى ويجدنى غير مستعد فأهلك0ربنا لا يسمح بذلك0فلا نكون مصممين على الخطية0ونقدّم توبة حقيقية0وأقول له يارب إنت سامحنى00يارب إنت إرحمنى فبولس الرسول فى رسالته لأهل رومية يقول آية جبّارة : " إنها الآن ساعة لنستيقظ "( إنها الآن )0فهذه الآية هى التى غيّرت القديس أوغسطينوس وزلزلت قلبه " قد تناهى الليل وتقارب النهار "00فالظلمة قد إنتهت0فإحذر أن يكون المجتمع قد فرض عليك الشر وأنت مصمم أن تعيش فيه0فلابد أن تكُف عن هذا الشر0فالمجىء ممكن أن يأتى الآن0ونحن كأباء كهنة بإستمرار نسمع عن حالات وفاة ولم تكن هذه الساعة متوقعّة أبداً أبداً00ونقف نقول له يارب لا تأخذنى فى غفلة وأنا ساهى عن نفسى00" لأنّ العمُر المنُقضى فى الملاهى يستوجب الدينونة " فالكنيسة تعلّمنا أنّ كل يوم هو أخر يوم فى حياتنا0وكل يوم لىّ هو يوم الدينونة بالنسبة لىّ0ولذلك فى صلاة نصف الليل نقول : " هوذا الختن يأتى فى نصف الليل طوبى للعبد الذى تجده مستيقظاً "فهل أنا سأكون سهران00أم سأكون سهران أمام التليفزيون00والوقت يمر منّا0فى حين أنّه وقت كان لكى أكون سهران فيه0فلابد أن أعيش يقظة فى الذهن0ويقظة فى القلب0ويقظة فى الضمير فالشماس تيموثاوس كان متزوج من 15 يوم وكان المسيحيون فى وقتها يصلّون فى البيوت لأنّ الكنائس قد هُدمت0ولأنّ المضطهدين لا يعلمون البيت الذى يصلّون فيه فإبتدأوا يفكّروا بفكرة من الشيطان بأنهم يأخذوا كتب القراءة وعدّة المذبح حتى يمنعوهم من الصلاة0والشماس تيموثاوس كان معه الكتب والأوانى فقبضوا عليه00ورفض أن يعطيهم الكتب والأوانى فعذّبوه ولكن لم يتأثر بذلك0فوجدوا أنّ أفضل وسيلة للتأثير عليه هى أن يأتوا بعروسته و تتزّين وتقول له نحن مازلنا صغار ولابد أن نتمتع بشبابنا0وفعلاً أتت إليه وقالت له ذلك فنظر إليها وإنتهرها وجعلها تفيق بكلمتين منه00فوجدوها هى أيضاً مُصممة على نفس الفعل فعذّبوهم الأثنين0فوجدها تيموثاوس بتغفل من كثرة التعب0فكان يقول لها إصحى لئلاّ يأتى ويجدنا فى غفلة 0ونيام وقد كان من شعارات الكنيسة عندما بسلّم الناس على بعضهم يقولوا " ماران آثا " أى " الرب قريب " الكنيسة ياأحبائى تتوقع مجىء الرب فى كل لحظة0الرب قريب من نفوسنا ومن حياتنا وربما يأتى الآن0فسيأتى الصوت : " يا غبى الذى أعددته لمن يكون اليوم تُاخذ روحك منك " المسيح آتٍ وسيجازى كل واحد بحسب أعماله0فهو سيأتى وسيدين نحن نفوسنا مُشتاقة لمجيئك0نحن نفوسنا كلّت من الخطايا0فالموت هو ربح وربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
02 سبتمبر 2023

انجيل عشية يوم الأحد الرابع من شهر مسری

تتضمن دحض آراء الذين ينكرون قيامة الأمــوات مرتبة على قول الفريسيين : " متى يأتى ملكوت الله ( لو ۱۷ : ۲۰-۳۷ ) أين الذين ينكرون جهنم ومجلس القضاء الرهيب وإجتنـاع الأمـم جميعـا وجلوس الديان للمحاكمة . وإرتفاع مراتب الصالحين وسوء حال الخطـاة والنـوح والبكاء والعويل وصرير الاسنان . لأنه إذا كان الذين أتوا إلى العالم قبل المسيح ولـم يسمعوا بذكر قيامة ولا مجازاة . قد عذبوا في الدنيا بالحريق والغـرق . مثـل أهـل سدوم وعمورة والذين هلكوا بالطوفان . وهم سيعاقبون في جـهنم ايضـا بعقوبـات أخرى كثيرة . فالاجدر بنا نحن أن نعاقب بأكثر واشد من عقوبـات أولئـك . لاننـا سمعنا بتكرار إعلان تفاصيل هذه الامور كلها . ولعلك أيها العزيز تقول كيف يسوغ أن يدفع إلى جـهـنـم مـن لـم يـسـمـع بذكرها . لانه يقول لو كنت أنذرتنا بما سيصيبنا فيها من العذاب لعلنا كنا نتيقظ مـن غفلتنا . فأقول إنهم إذا كانوا لم يرتعدوا عن الخطايا بالعقوبات الحـاضرة . فـالأجدر أنهم لا يزدجرون بالسماع عن تلك . ألا تسمع قول سيدنا له المجـد : إنـهم كـانوا يأكلون ويشربون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح السفينة ؟ ولا يرتدعون بالوعـد ولا الوعيد لانه إذا كان الزاني والغاش والغاصب والخاطف وأمثالهم يقعون في أيـــدى الولاة ويعاقبون على جرائمهم بأنواع العذاب . ثم يعودون إلى تلك المعـاصى متـى خرجوا من سجونهم . وهم لا يفعلون ذلك مرة أو مرتين بل مراراً كثيرة . حتـى أن بعضهم يعذبون عذابات متنوعة ومع ذلك لا يتأدبون . والذي لا تردعه العــوارض الحاضرة كيف يزدجر بتهديد ما بعد الموت . فإن قلت وكيف يطابق عدل الله أن يعاقب على الجرائم عقوبة هنا يوقعـها الولاة وعقوبة أخرى في جهنم . أقول أنه لو أخذ بعض الولاة لصاً فتاكاً قد قتل اناساً كثيرين وارتكب أنواع المعاصي . فامر بضرب عنقه لكان الحاضرون يســتعجزون رايه . ويقولون كان الواجب أن يعذبه عذاباً شديداً ويجلده بالسياط ويتقلـه بـالقيود والاغلال ثم يأمر بقتله لانه قد قتل اناسا كثيرين فلا تكفى معاقبته بقتله دفعة واحدة . فإذا كان هذا نظرنا إلى احكام غيرنا وحكمنا على غير ذواتنـا . فلمـاذا لا نحكم على انفسنا بمثل هذا . ونتذكر اننا في كل عام بل في كل شهر بل في كل يـوم نخطئ خطايا عديدة تستوجب عقوبات كثيرة . ثم إذا أصابنا على سبيل العقاب عـن هذه المعاصي عارض من عوارض الزمان كمرض طويل أو ظلم من الولاة أو فقـد عزيز لنا . نتضجر ونتذمر ونغفل عن جرائمنا الماضيـة ولا نذكـر شـيئا منـها . ونحتسب أن ذلك قد أصابنا ظلما لا عن جرم ارتكبناه . وإذا نظرنـا إلـى خطايـا الآخرين تضبطها جيدا ونعين العقوبات الواجبة لهم . ونلوم الولاة إذا قصـروا فـي معاقبتهم . فلماذا لا ننظر إلى خطايانا ونحاسب أنفسنا عليها قبل أن يحاسبنا ربنا ؟ وإذا كان بجريرة عاقب الله أهل سدوم وعمورة ذلك العقاب العظيم . حيـث ارسل عليهم طباق السحب التي أزعجتهم بالرعود والبروق والعواصف الثائرة . ثـم أمطرت عليهم النار والصواعق وأهلكت الرجال والناس والبهائم والطيور وحشـوات الأرض . فماذا يجب على من خالف الشرع ونبذ الوصايا والســن وأتبـع دواعـى الشهوات وارتكب المعاصي الكثيرة ؟ فإن قلت وما هي أنواع المعاصي لنجتنبـها ؟ قلت : أولها تجاسرنا على تناول الاسرار المقدسة ونحن غير مستحقين لها . فإن قلـت وكيف يجب علينا الموت بسبب ذلك ؟ قلت : اسمع قول الله لموسى في التوراة عـن القربان المهيأ من شحوم الكباش والثيران وغير ذلك : إن كل نفس تقرب من هـذه المائدة وهي غير مستحقة تهلك تلك النفس من شعبها . فإذا كان الله لما تقدم ليصنـع مثالا لهذا الجسد المقدس وضع فرضاً من لحوم الحيوان وحذر من الدنو منها بغـير استحقاق هذا التحذير الرهيب . فكم يجب على من يتقدم إلى تناول الأسرار الإلهيـة وهو ملطخ بأدناس الخطايا ؟ وكم يستحق أولئك الذيـن يظلمـون الفقـراء ويأكلون طعام الارامل ؟ . المقدسة وإذا كان الذين يتأخرون عن التصدق عليهم يعاقبون . فمـاذا ينـال الذيـن يأخذون اموالهم ظلماً ؟ وماذا أقول عن الزناة والفسـاق والسكيرين واللصـوص والخاطفين والظالمين وأمثالهم من المخالفين لأوامر الله ؟ كم ضعفاً مـن العقوبـات يستحق عليهم عاجلاً أو أجلا . فسبيلنا أن نطهر انفسنا ونحاسب ذواتنا ونتوب عن خطايانا ونسارع إلى مـا يقربنا من ربنا الذي له المجد إلى الابد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
01 سبتمبر 2023

مائة درس وعظة ( ٢٩ )

من له أذنان للسمع « الملامة » ولماذا تدعـوننى : يارب ، يارب ، وأنتم لا تفعلون ما أقوله ؟ » ( لو٦ :٤٦ ) . القديس موسى الأسود عندما دعي بعد توبته- لمحـاكـمـة أحـد الآباء ، دخل حـامـلاً جوالاً ممتلئاً بالرمل ، وبه ثقب يتسرب منه الرمل ، وقال : « هذه هي خطاياي أحملها ولا أراها .. !! .. ا بالرجوع لمثل الشاب الغني الذي سأل السيد المسيح له المجد : « ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟ » وأعجب السيد المسيح بهذا السؤال لأنه رأه شاباً يبحث عن الحياة الأبدية ، وابتدأ يقـول له : « احفظ الوصايا » ، فأجاب الشاب حفظتها منذ حداثتی ، فقال له المسيح : يعوزك شيء واحد ، أن تبيع كل أمـلاكك وتعطى الفقراء وتحمل الصليب ، ويقـول عنه الكتاب « إنه مضى حزيناً لأنه كان ذا أمـوال كثيرة » . لم يستطع هذا الشاب أن يلوم نفـسـه ومضى دون أن ينتفع بركات الملامة أولا : السمع الداخلي ليس السمع هو سمع الأذن ، ولكن السمع هو سمع القلب . تحكى لنا قـصـص الـحـيـاة الرهبـانيـة عن القديس أرسـانيـوس مـعلم أولاد الملوك أنه كـان محبا للصمت ، وذات يوم سأله البابا ثاؤفيلوس البطريرك الـ٢٣ عن كلمة منفعة فأجاب أرسانيوس للبابا بعبارة : ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء . ثانيا : التوبة المقبولة ١- القلب الداخلي : أحـيـانـاً يقع إنسـان في ضعف ، ولكنه لا يستطيع أن يقول كلمة « أخطأت » لأن قلبه لم يلمه لأنه لا يحيا فضيلة الملامة . ۲- الضمير الحي : الملامة تجعل الإنسان ضميره حيا وقلبه حيا ، وتقوده إلى التوبة . مثال القديس داود النبي : كان ملكاً ونبيا عظيـمـا ، سـقط لأنه إنسان في الضـعف ، ولكن مشاعر التوبة بدأت تتحرك في قلبه ، عندما حدثه يوناثان النبي وجعلته يلوم نفسه . ٣- الملامة أمام الله : مثال الفريسي والعشار ، الفريسي يقول : أنا أصوم وأعشر أموالي ، وحالي أفضل من العشار ( يقيس نفسه على العشار ) ، وبالتالي هو لم يقدم توبة . ٤- القياس على المسيح : لكي تقدم توبة يجب أن تقيس نفسك على قامة ربنا يسوع المسيح ذاته ، فتجد نفسك صغيرا وضعيفا جدا . عندما تبدأ بالاستماع للوصية يجب أن تتعلم هذه المقولة : « ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه » . ٥- تفتيش الذات : لا تلقى باللوم على غيرك ، ولا تبحث عن سبب إلا نفسك ، وعندما تنجح في ذلك تستطيع أن تقدم توبة حقيقية . ٦- الاعتراف التائب : أحياناً تمارس سر الاعتراف ، ولكن تذهب إلى هذا السر دون أن تلوم نفسك ، لهذا لا توجد نتيجة إيجابية ، أحيانًا تقدم الضعف أو القصور في حياتك ، وتقدمه بتوبة ولكن هل تلوم نفسك من الداخل ؟ مثال يوسف : الذي وقف ولام نفسه بقوة ، وقال : كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ضميره مستيقظ وقلبه واع تماما . ثالثا : ربح النفس فضيلة الملامة تجعلك تكسب نفسك .. تقتنى نفسك .. كما تعبت القديسة مونيكا ( أم القديس أوغسطينوس ) بالـدمـوع والصـلاة لـتـقـتني نفس ابنها .في كل مرة تنجح أن تمارس هذه الفضيلة تكسب نفسك . الممارسات الشكلية لا تؤدى إلى الملكوت ولا تبنى الملكوت .حينما تكون في موقف تمتدح فيه ، تذكر خطاياك ولم نفسك ، فتصير حياتك باستمرار حية وقلبك حساسا نحو أي ضعف . رابعا : - ربح الآخرين إحـدى وســـائـل كـسـب الآخرين أن تتعلم كيف تلوم ذاتك . الملامـة تعلمك التـوبـة الحقيقية . الله يعطيك نعما كثيرة لأنك تعرف كيف تلوم نفسك . ويحكي لنا تاريخ البـريـة أنهم سألوا الأنبا باخوميوس أب الشركة ما هو أجمل منظر رأيته ؟ وكانت إجابته أن أجمل منظر هو منظر الإنسان المتضع . فضيلة الملامة تنطبق عليها العبارة : « متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا : إننا عبيد بطالون . لأننا إنما عـمـلـنـا مـا كـان يجب علينا » ( لو ١٧: ١٠ ) .
المزيد
31 أغسطس 2023

شخصيات الكتاب المقدس أنتيباس الرسول

أنتيباس: أختصار للإسم اليونانى أنتيباتير و معناه من يحل عوضاً عن أبيه (رؤ 2: 13). انتيباس ذكر في سفر الرؤيا، أسقف برغامس، نال إكليل الشهادة .اسم يونانى اختصار" انتيباتير " ومعناه من يحل عوضا عن ابيه. وهو اسم احد المسحيين فى برغامس فى القرن الاول الميلادى. وقد ذكر فى سفر الرؤيا حينما قال عنه القديس يوحنا اللاهوتى " انه شهيدى الامين الذى قتل عندكم " (رؤ 2: 12، 13).
المزيد
30 أغسطس 2023

العناد

الإنسان المتواضع يمكن أن يتنازل عن رأيه، ولا مانع من أن يعترف انه قد أخطأ، ويصحح الخطأ الإنسان الوديع بالسهولة يتعامل مع كل أحد، ولا يكون كثير الملاججة وعنيد في رأيه انه يبحث الرأي الآخر في توقير واحترام، كشخص محايد وليس كخصم وبكل نزاهة يفحص ما فيه من نفع وان رأى الرأي المخالف سليمًا يقبله هناك أناس تخاطبهم فتشعر أن عقولهم موصدة تمامًا أمام كل تفاهم لا يقبلون إلا الموافقة على رأيهم، وفي عناد يصدون كل ما عداه بغير فهم ولا نقاش وقد يستمر الإنسان في عناده، مهما كان عدد معارضيه في الرأي ومهما كانت مراكزهم ومهما كان كلامهم مقنعًا إنها صلابة قد تكون مبنية على كبرياء دفينة، ترى التنازل عن الرأي ضد الكرامة وعزة النفس وقد يستمر الإنسان في عنده زمنًا طويلًا وقد يرى بنفسه النتائج السيئة التي جلبها إصراره على موقفه، وتمسكه بخطئه، ولا يبالى في عناد من أمثلة هؤلاء المعاندين، الهراطقة الذين لم يسمعوا للكنيسة كلها ولا للمجامع، وقسموا الكنيسة ولم يبالوا الإنسان المعاند يخسر الناس ويخسر نفسه وقد يخسر إيمانه وبالتالي يخسر أبديته وفى نفس الوقت يخسر نقاوة قلبه لا تواضع، ولا حب، ولا تفاهم، ولا لطف على أن هناك فرقًا كبيرًا بين العناد والثبات على الحق، لأن العناد الذي نقصده هو الإصرار على الخطأ والعجيب أن العنيدين قد يبررون عنادهم بأنه قوة شخصية، وقد يتصورون أنهم أبطال في مقاومتهم وقد يعجب بهم بعض ضعاف الشخصية، وبعض المنساقين وإذ يرون كثيرين حولهم، يزداد عنادهم أكثر فأكثر، ويظنون أن الكثرة العددية تسندهم، وإنها دليل على صحة رأيهم ومسلكهم والكتاب يربط بين العناد وقساوة القلب فالخطاة المعاندون المصرون على خطئهم هم قساة القلب، لم يلينوا أمام عمل النعمة ويقول لهم الرسول "أن سمعتم صوته فلا تقسو قلوبكم" (عب 3: 7). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
29 أغسطس 2023

الحيـاة الشاهدة

طلب الرب منا بوضوح أن نكون شهوداً له، حينما قال : « أنتم شهودی » ( أش ٤٣ : ١٠)، وحينما أوصى آباءنا الرسل الأطهار: «تكونون لى شهوداً » (أع١: ٨) والشهادة من المشاهدة ، بمعنى أن الإنسان شاهد أيضاً ، فاصبح شاهداً عليه أو له والإنسان المسيحي شاهد الرب يسوع بعين الإيمان ، فأصبح شاهداً للحياة المسيحية ، ولما يمكن للرب أن يفعله بالنعمة في حياة البشر، ولذلك فالحياة الشاهدة علامة كل مسيحى ، بمعنى أن حياة الإنسان المسيحى يجب أن تكون في أفكارها ومشاعرها وسلوكياتها شهادة حية، تخبر بعمل الله في الطبيعة الإنسانية إن المؤمن عضو في جسد المسيح ، والعضو له وظيفة ودور، والكنيسة أبدأ لا تعيش بمعزل عن المجتمع والجماعة الإنسانية ، بل أن الكنيسة عليها دورهام في الحياة العامة ، فهي تمثل ضمير المجتمع ، والنور الذي يضيء للإنسان طريقه في الحياة اليومية ، ليسلك حسب وصايا الرب وروح المسيح ، وليصير كارز بالحياة والعمل قبل الكلام والوعظ . لذلك فحينما أراد الكتاب المقدس أن يشرح للمؤمن دوره في المجتمع ، استخدم عدة تشبيهات منها : ١ ـ المسيحي نور العالم : بمعنى أنه متحد بالرب يسوع ، يمتص من نوره كل يوم ما يضيء له معالم الطريق ، و يعطيه قوة الإفراز والحكمة ، و يرشده كيف يتصرف في المواقف المختلفة ، بل يجعله نوراً للذين يسلكون في الظلمة ، إذ يرشدهم إلى الطريق السليم . ومع أن الرب قال عن نفسه : « أنا هو نور العالم » ( يو٥ : ١٢ ) ، إلا أنه في محبته وعطائه قال لنا : « أنتم نور العالم » ( متى ٥ : ١٤)ولتلاحظ هنا أن المؤمن ليس نوراً في الكنيسة فقط ، بل لكل العالم أيضاً لهذا طلب منا الرب أن يضىء نورنا قدام الناس ليروا أعمالنا الحسنة فيمجدوا أبانا الذي في السموات ( مت ٥ : ١٦) والمسيحي الأمين يكتسب هذه الاستنارة من المعمودية (حيث يتجدد بالروح القدس ) ، والميرون ( حيث يصير هيكلاً لروح الله ) والتوبة ( حيث يغتسل فيها كل يوم ) ، والتناول (حيث يتحد بالنور الحقيقي ) ، والقراءة في كلمة الله والكتب الروحية (حيث ينفتح الذهن ويتعرف على ملامح طريق الملكوت ) . ٢ ـ المسيحي ملح الأرض : فهو ليس ملحاً للكنيسة فقط بل للأرض كلها ، للمجتمع كله . فالمسيحي الأمين أبيض نقى نقاوة الملح ، و يذوب في تواضع واختفاء دون أن يضيع ، تماماً كالملح ، وهكذا يحفظ العالم من الفساد ، و يعطى الحياة طعماً مقدسا . إن وجود أبناء الله في العالم أساسي لتقديم القدوة الطاهرة ، والأمانة المحبوبة ، والنموذج الذي يجب أن يحتذبه أهل العالم والملح لا يفسد إلا بالخطيئة والذاتية والكبرياء ، وإن فسد ، لا يعود يصلح لشيء ، لا لأرض ولا لمزبلة ، بل يداس من الناس هكذا كل مسيحي يترك المسيح ، ويحيا فساد هذا العالم . ٣- المسيحي سفير للمسيح : « نسعى كسفراء عن المسيح ، كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله » ( ۲کو ٥ : ٢٠) . ما أجمل أن نتأمل في سفارة المسيحي في الأرض ، فهو أصلاً من بلد غير البلد ، وطبيعة غير الطبيعة ، ولغة غير اللغة . إنه إنسان سمائی روحانی مقدس ، يحيا في الأرض شاهداً للرب ، وممثلاً له و بنشر كلمته وحبه وصفاته المقدسة بين الناس ، و يدعوهم إلى معرفة الله ، والتصالح معه !! هذا هو الإنسان المسيحي الشاهد ، الذي ينشر « رائحة المسيح الذكية » في كل مكان (۲کو: ١٥)، والذي يصير رسالة حسنة « معروفة ومقروءة من جميع الناس » ( ٢کو۳ : ۲) أخي القارىء تعال نحيا في طريق المسيح ، فما أسعد أولاد الرب به !! وشكراً لله أنه هو نفسه قد صار لنا « الطريق والحق والحياة» (يو١٤: ٦) ارتبط بالرب ، و بإنجيله ، وكنيسته ، وكن شاهدأ له في كل مكان وزمان لتحيا الأبدية في الزمن ، وتعيش السماء وأنت بعد في هذه الأرض الرب معك ،، نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد العاشر عام ١٩٨٩
المزيد
28 أغسطس 2023

كيف نحب الآخرين ؟

المحبة الباذلة : تكلمنا عن« المحبة الغافرة » وعن «المحبة المتأنية » ،ونتكلم الآن عن « المحبة الباذلة » وهذه وتلك كلها مظاهر متنوعة للمحبة فالمحبة واحدة لا تنقسم المحبة الطاهرة المنسكبة في القلب بالروح القدس ،هي نفسها تظهر في الغفران ، وفي التأني ، وفي البذل ،وهكذا وإذا تكلمنا عن البذل في المحبة ، فإننا نتكلم عن برهان المحبة الصادقة لأن المحبة الحقيقية تختبر بالألم تختبر في العطاء تختبر عند التضحية بما هو عزيز ومحبوب من السهل أن نتكلم عن المحبة ، أو أن تنسب لأنفسنا أننا نحب غيرنا .ولكن يبقى كل ذلك يفتقر إلى دليل ، حتى يأتى الإمتحان وحينئذ تنكشف حقيقة محبتنا وهناك من لا يتكلم عن محبته ،ولكنها تظهر جلية في تصرفاته لهذا قال معلمنا يوحنا الرسول «يا أولادي لا نحب بالكلام، ولا باللسان بل بالعمل والحق » ( ١يو٣ : ۱۸ ) . وتحدث معلمنا يعقوب الرسول عن الإيمان العامل بالمحبة وأهميته فقال « أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني» (یع ۲ : ۱۸) أي أن إيماننا العامل بالمحبة سوف تظهره أعمال محبتنا نحو الله ، ونحو الآخرين تنفيذاً للوصايا الإلهية إن طريق المحبة هو طريق الصليب لهذا قال السيد المسيح «إن أراد أحد أن يأتي وراثي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني » ( لو ٩: ۲۳ ) . والمحبة هي عطاء متواصل لا ينقطع هي بذل مستمر للذات هي معانقة الصليب في كل لحظة من الحياة لهذا قال السيد المسيح « كل يوم » المحبة تفرح بالبذل تفرح بالعطاء تفرح بالصليب ، لأن الصليب هو وسيلتها في التعبير عن نفسها ، بل بأكثر وضوح ـ هو وسيلتها في برهان حقيقتها وصدقها . الأبوة والرعاية : الأبوة والمحبة الباذلة أمران لا يفترقان وقبول رسالة الأبوة هو قبول للبذل والتضحية والتعب من أجل راحة الأبناء كذلك الرعاية تقترن بالبذل ، وقبول عمل الرعاية هو قبول لرسالة المحبة الباذلة وهكذا نرى السيد المسيح يحدد رسالته الرعوية فيقول « أنا هو الراعي الصالح ، والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف » (يو۱۰: ۱۱). وقد سار القديس بولس الرسول على منهج السيد المسيح فقال لابنائه « يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم » (غل ٤ : ١٩) وقال كذلك « الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم » (۲کو٤ : ۱۲ ) بمعنی أنه كان يحتمل الآلام من أجل النفوس التي يرعاها ،وكان يقدم نفسه للموت باستمرار لكي تعمل الحياة فيهم وهكذا في محبته للسيد المسيح ، وفي محبته للمخدومين كان يتغنى للرب ويقول « من أجلك نمات كل النهار» (رو٨ : ٣٦) محبة الله الآب : لم يكن ممكناً أن تفهم كمال معنى البذل في المحبة بالنسبة لله الآب ، إلا من خلال تجسد الكلمة ـ أي تجسد الإبن الوحيد الذي وضع نفسه لأجلنا لأنه « هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية » (يو٣: ١٦). محبة الشهداء : الشهداء امتحنت محبتهم لله ولإخوتهم وقد نجحوا في الامتحان « ولم يحبوا حياتهم حتى الموت » ( رؤ ١٢ : ١١) لأنهم أحبوا الرب أكثر من ذواتهم كما أنهم شعروا بمسئوليتهم في الشهادة للآخرين بقوة إيمانهم ، حتى يقتادوا غيرهم إلى صمود الإيمان فكانوا بذلك سبباً في خلاص الكثيرين في جيلهم وفي الأجيال اللاحقة . ثمار المحبة الباذلة : قال السيد المسيح « إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت ، فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير» (يو۱۲ :٢٤ ) البذل الذي في المحبة يتحول - بنعمة الرب ـ إلى قوة للحياة فالمحبة الباذلة لابد أن تثمر وأن يتألق مجدها ، كما تألقت محبة المسيح على الصليب وقد تحولت آلام الصليب إلى قوة للحياة وصارت طريقاً إلى المجد فيجد المحبة الباذلة الكامن في الصليب ، صار معلناً في القيامة فطوبى لمن يتأمل ويفهم و يتخذ من البذل طريقاً للمحبة . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد العاشر عام ١٩٨٩
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل