المقالات

31 أغسطس 2023

شخصيات الكتاب المقدس أنتيباس الرسول

أنتيباس: أختصار للإسم اليونانى أنتيباتير و معناه من يحل عوضاً عن أبيه (رؤ 2: 13). انتيباس ذكر في سفر الرؤيا، أسقف برغامس، نال إكليل الشهادة .اسم يونانى اختصار" انتيباتير " ومعناه من يحل عوضا عن ابيه. وهو اسم احد المسحيين فى برغامس فى القرن الاول الميلادى. وقد ذكر فى سفر الرؤيا حينما قال عنه القديس يوحنا اللاهوتى " انه شهيدى الامين الذى قتل عندكم " (رؤ 2: 12، 13).
المزيد
30 أغسطس 2023

العناد

الإنسان المتواضع يمكن أن يتنازل عن رأيه، ولا مانع من أن يعترف انه قد أخطأ، ويصحح الخطأ الإنسان الوديع بالسهولة يتعامل مع كل أحد، ولا يكون كثير الملاججة وعنيد في رأيه انه يبحث الرأي الآخر في توقير واحترام، كشخص محايد وليس كخصم وبكل نزاهة يفحص ما فيه من نفع وان رأى الرأي المخالف سليمًا يقبله هناك أناس تخاطبهم فتشعر أن عقولهم موصدة تمامًا أمام كل تفاهم لا يقبلون إلا الموافقة على رأيهم، وفي عناد يصدون كل ما عداه بغير فهم ولا نقاش وقد يستمر الإنسان في عناده، مهما كان عدد معارضيه في الرأي ومهما كانت مراكزهم ومهما كان كلامهم مقنعًا إنها صلابة قد تكون مبنية على كبرياء دفينة، ترى التنازل عن الرأي ضد الكرامة وعزة النفس وقد يستمر الإنسان في عنده زمنًا طويلًا وقد يرى بنفسه النتائج السيئة التي جلبها إصراره على موقفه، وتمسكه بخطئه، ولا يبالى في عناد من أمثلة هؤلاء المعاندين، الهراطقة الذين لم يسمعوا للكنيسة كلها ولا للمجامع، وقسموا الكنيسة ولم يبالوا الإنسان المعاند يخسر الناس ويخسر نفسه وقد يخسر إيمانه وبالتالي يخسر أبديته وفى نفس الوقت يخسر نقاوة قلبه لا تواضع، ولا حب، ولا تفاهم، ولا لطف على أن هناك فرقًا كبيرًا بين العناد والثبات على الحق، لأن العناد الذي نقصده هو الإصرار على الخطأ والعجيب أن العنيدين قد يبررون عنادهم بأنه قوة شخصية، وقد يتصورون أنهم أبطال في مقاومتهم وقد يعجب بهم بعض ضعاف الشخصية، وبعض المنساقين وإذ يرون كثيرين حولهم، يزداد عنادهم أكثر فأكثر، ويظنون أن الكثرة العددية تسندهم، وإنها دليل على صحة رأيهم ومسلكهم والكتاب يربط بين العناد وقساوة القلب فالخطاة المعاندون المصرون على خطئهم هم قساة القلب، لم يلينوا أمام عمل النعمة ويقول لهم الرسول "أن سمعتم صوته فلا تقسو قلوبكم" (عب 3: 7). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
29 أغسطس 2023

الحيـاة الشاهدة

طلب الرب منا بوضوح أن نكون شهوداً له، حينما قال : « أنتم شهودی » ( أش ٤٣ : ١٠)، وحينما أوصى آباءنا الرسل الأطهار: «تكونون لى شهوداً » (أع١: ٨) والشهادة من المشاهدة ، بمعنى أن الإنسان شاهد أيضاً ، فاصبح شاهداً عليه أو له والإنسان المسيحي شاهد الرب يسوع بعين الإيمان ، فأصبح شاهداً للحياة المسيحية ، ولما يمكن للرب أن يفعله بالنعمة في حياة البشر، ولذلك فالحياة الشاهدة علامة كل مسيحى ، بمعنى أن حياة الإنسان المسيحى يجب أن تكون في أفكارها ومشاعرها وسلوكياتها شهادة حية، تخبر بعمل الله في الطبيعة الإنسانية إن المؤمن عضو في جسد المسيح ، والعضو له وظيفة ودور، والكنيسة أبدأ لا تعيش بمعزل عن المجتمع والجماعة الإنسانية ، بل أن الكنيسة عليها دورهام في الحياة العامة ، فهي تمثل ضمير المجتمع ، والنور الذي يضيء للإنسان طريقه في الحياة اليومية ، ليسلك حسب وصايا الرب وروح المسيح ، وليصير كارز بالحياة والعمل قبل الكلام والوعظ . لذلك فحينما أراد الكتاب المقدس أن يشرح للمؤمن دوره في المجتمع ، استخدم عدة تشبيهات منها : ١ ـ المسيحي نور العالم : بمعنى أنه متحد بالرب يسوع ، يمتص من نوره كل يوم ما يضيء له معالم الطريق ، و يعطيه قوة الإفراز والحكمة ، و يرشده كيف يتصرف في المواقف المختلفة ، بل يجعله نوراً للذين يسلكون في الظلمة ، إذ يرشدهم إلى الطريق السليم . ومع أن الرب قال عن نفسه : « أنا هو نور العالم » ( يو٥ : ١٢ ) ، إلا أنه في محبته وعطائه قال لنا : « أنتم نور العالم » ( متى ٥ : ١٤)ولتلاحظ هنا أن المؤمن ليس نوراً في الكنيسة فقط ، بل لكل العالم أيضاً لهذا طلب منا الرب أن يضىء نورنا قدام الناس ليروا أعمالنا الحسنة فيمجدوا أبانا الذي في السموات ( مت ٥ : ١٦) والمسيحي الأمين يكتسب هذه الاستنارة من المعمودية (حيث يتجدد بالروح القدس ) ، والميرون ( حيث يصير هيكلاً لروح الله ) والتوبة ( حيث يغتسل فيها كل يوم ) ، والتناول (حيث يتحد بالنور الحقيقي ) ، والقراءة في كلمة الله والكتب الروحية (حيث ينفتح الذهن ويتعرف على ملامح طريق الملكوت ) . ٢ ـ المسيحي ملح الأرض : فهو ليس ملحاً للكنيسة فقط بل للأرض كلها ، للمجتمع كله . فالمسيحي الأمين أبيض نقى نقاوة الملح ، و يذوب في تواضع واختفاء دون أن يضيع ، تماماً كالملح ، وهكذا يحفظ العالم من الفساد ، و يعطى الحياة طعماً مقدسا . إن وجود أبناء الله في العالم أساسي لتقديم القدوة الطاهرة ، والأمانة المحبوبة ، والنموذج الذي يجب أن يحتذبه أهل العالم والملح لا يفسد إلا بالخطيئة والذاتية والكبرياء ، وإن فسد ، لا يعود يصلح لشيء ، لا لأرض ولا لمزبلة ، بل يداس من الناس هكذا كل مسيحي يترك المسيح ، ويحيا فساد هذا العالم . ٣- المسيحي سفير للمسيح : « نسعى كسفراء عن المسيح ، كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله » ( ۲کو ٥ : ٢٠) . ما أجمل أن نتأمل في سفارة المسيحي في الأرض ، فهو أصلاً من بلد غير البلد ، وطبيعة غير الطبيعة ، ولغة غير اللغة . إنه إنسان سمائی روحانی مقدس ، يحيا في الأرض شاهداً للرب ، وممثلاً له و بنشر كلمته وحبه وصفاته المقدسة بين الناس ، و يدعوهم إلى معرفة الله ، والتصالح معه !! هذا هو الإنسان المسيحي الشاهد ، الذي ينشر « رائحة المسيح الذكية » في كل مكان (۲کو: ١٥)، والذي يصير رسالة حسنة « معروفة ومقروءة من جميع الناس » ( ٢کو۳ : ۲) أخي القارىء تعال نحيا في طريق المسيح ، فما أسعد أولاد الرب به !! وشكراً لله أنه هو نفسه قد صار لنا « الطريق والحق والحياة» (يو١٤: ٦) ارتبط بالرب ، و بإنجيله ، وكنيسته ، وكن شاهدأ له في كل مكان وزمان لتحيا الأبدية في الزمن ، وتعيش السماء وأنت بعد في هذه الأرض الرب معك ،، نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد العاشر عام ١٩٨٩
المزيد
28 أغسطس 2023

كيف نحب الآخرين ؟

المحبة الباذلة : تكلمنا عن« المحبة الغافرة » وعن «المحبة المتأنية » ،ونتكلم الآن عن « المحبة الباذلة » وهذه وتلك كلها مظاهر متنوعة للمحبة فالمحبة واحدة لا تنقسم المحبة الطاهرة المنسكبة في القلب بالروح القدس ،هي نفسها تظهر في الغفران ، وفي التأني ، وفي البذل ،وهكذا وإذا تكلمنا عن البذل في المحبة ، فإننا نتكلم عن برهان المحبة الصادقة لأن المحبة الحقيقية تختبر بالألم تختبر في العطاء تختبر عند التضحية بما هو عزيز ومحبوب من السهل أن نتكلم عن المحبة ، أو أن تنسب لأنفسنا أننا نحب غيرنا .ولكن يبقى كل ذلك يفتقر إلى دليل ، حتى يأتى الإمتحان وحينئذ تنكشف حقيقة محبتنا وهناك من لا يتكلم عن محبته ،ولكنها تظهر جلية في تصرفاته لهذا قال معلمنا يوحنا الرسول «يا أولادي لا نحب بالكلام، ولا باللسان بل بالعمل والحق » ( ١يو٣ : ۱۸ ) . وتحدث معلمنا يعقوب الرسول عن الإيمان العامل بالمحبة وأهميته فقال « أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني» (یع ۲ : ۱۸) أي أن إيماننا العامل بالمحبة سوف تظهره أعمال محبتنا نحو الله ، ونحو الآخرين تنفيذاً للوصايا الإلهية إن طريق المحبة هو طريق الصليب لهذا قال السيد المسيح «إن أراد أحد أن يأتي وراثي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني » ( لو ٩: ۲۳ ) . والمحبة هي عطاء متواصل لا ينقطع هي بذل مستمر للذات هي معانقة الصليب في كل لحظة من الحياة لهذا قال السيد المسيح « كل يوم » المحبة تفرح بالبذل تفرح بالعطاء تفرح بالصليب ، لأن الصليب هو وسيلتها في التعبير عن نفسها ، بل بأكثر وضوح ـ هو وسيلتها في برهان حقيقتها وصدقها . الأبوة والرعاية : الأبوة والمحبة الباذلة أمران لا يفترقان وقبول رسالة الأبوة هو قبول للبذل والتضحية والتعب من أجل راحة الأبناء كذلك الرعاية تقترن بالبذل ، وقبول عمل الرعاية هو قبول لرسالة المحبة الباذلة وهكذا نرى السيد المسيح يحدد رسالته الرعوية فيقول « أنا هو الراعي الصالح ، والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف » (يو۱۰: ۱۱). وقد سار القديس بولس الرسول على منهج السيد المسيح فقال لابنائه « يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم » (غل ٤ : ١٩) وقال كذلك « الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم » (۲کو٤ : ۱۲ ) بمعنی أنه كان يحتمل الآلام من أجل النفوس التي يرعاها ،وكان يقدم نفسه للموت باستمرار لكي تعمل الحياة فيهم وهكذا في محبته للسيد المسيح ، وفي محبته للمخدومين كان يتغنى للرب ويقول « من أجلك نمات كل النهار» (رو٨ : ٣٦) محبة الله الآب : لم يكن ممكناً أن تفهم كمال معنى البذل في المحبة بالنسبة لله الآب ، إلا من خلال تجسد الكلمة ـ أي تجسد الإبن الوحيد الذي وضع نفسه لأجلنا لأنه « هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية » (يو٣: ١٦). محبة الشهداء : الشهداء امتحنت محبتهم لله ولإخوتهم وقد نجحوا في الامتحان « ولم يحبوا حياتهم حتى الموت » ( رؤ ١٢ : ١١) لأنهم أحبوا الرب أكثر من ذواتهم كما أنهم شعروا بمسئوليتهم في الشهادة للآخرين بقوة إيمانهم ، حتى يقتادوا غيرهم إلى صمود الإيمان فكانوا بذلك سبباً في خلاص الكثيرين في جيلهم وفي الأجيال اللاحقة . ثمار المحبة الباذلة : قال السيد المسيح « إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت ، فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير» (يو۱۲ :٢٤ ) البذل الذي في المحبة يتحول - بنعمة الرب ـ إلى قوة للحياة فالمحبة الباذلة لابد أن تثمر وأن يتألق مجدها ، كما تألقت محبة المسيح على الصليب وقد تحولت آلام الصليب إلى قوة للحياة وصارت طريقاً إلى المجد فيجد المحبة الباذلة الكامن في الصليب ، صار معلناً في القيامة فطوبى لمن يتأمل ويفهم و يتخذ من البذل طريقاً للمحبة . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد العاشر عام ١٩٨٩
المزيد
27 أغسطس 2023

من يعمل مشيئة الله

إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن موقف من مواقف حياة ربنا يسوع المسيح المباركة ربنا يسوع جالس وحوله الجموع الغفيرة وجاءوا وقالوا له أن السيدة العذراء وأولاد خالته خارجاً يدعونه – وكان أولاد الخالة وأولاد العم والعمة يُقال عنهم إخوة – إذاً أولاد خالة ربنا يسوع بالنسبة له إخوته جاءت السيدة العذراء وأختها مريم التي لإكلوبا وأولادها وقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك بالطبع السيدة العذراء لها كرامة كبيرة والمفروض أن ربنا يسوع يعمل حساب للقرابة﴿ وكان الجمع جالساً حوله فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك فأجابهم قائلاً من أمي وإخوتي ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وإخوتي ﴾ ( مر 3 : 32 – 34 ) من هي أمي وإخوتي ؟ هل أنا أتيت لأعيش في حيز عائلة ضيق ؟ لا أنا لم آتي لذلك إذاً من هي أمك وإخوتك ؟ فقال ﴿ لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ﴾ ( مر 3 : 35 ) الموقف هنا به وضوح شديد من ربنا يسوع أنه لم يضع إعتبار لنسب الجسد بل أهم شئ عنده هو النسب الروحي فضَّل حِفظ الوصايا عن أمه وإخوته وهنا نتكلم في :- 1- حِفظ الوصايا :- تخيلوا أن السيدة العذراء موجودة خارجاً وهو يقول لا يهمني وجود السيدة العذراء خارجاً لا تعتبر السيدة العذراء أمي العذراء التي نقول عنها خزانة حاوية أسرار اللاهوت والتي حل عليها الروح القدس وظللها التي المولود منها يُدعى إبن الله المباركة في النساء التي قيل عنها﴿ نساء كثيرات نلن بركات أما أنتِ ففقتِ عليهنَّ جميعاً ﴾السيدة العذراء بكل كرامتها عندما أتت لرب المجد يسوع قال من هي أمي وإخوتي ؟ إذاً ربنا يسوع رفع مستوى حِفظ الوصايا فوق مستوى قرابة الجسد رفض أن تُكرم العذراء لأنها أمه بل هو لا يود ولا يحب أن يُكرم العذراء لأنها والدته بل تكريم السيدة العذراء جاء من حفظها للوصايا لأنها صنعت إرادة الله لأنها صنعت إرادة الله فلذلك هي التي تنال الكرامة والمجد هذا هو سر الكرامة الذي يحب رب المجد يسوع أن يكرم به عبيده وأولاده في أحد المرات سمعت إمرأة كلام ربنا يسوع وأُعجبت جداً بحديثه وتعاليمه وبدأت تتأثر وانجذب قلبها لروعة كلامه وله .. فقالت له بانفعال ﴿ طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ﴾( لو 11 : 27 ) طوباها من حبلت بك لكنه رفض هذا التكريم أيضاً وقال لها ﴿ بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ﴾( لو 11 : 28 ) حِفظ كلام الله والسمع لوصاياه أفضل من أن تكون العذراء أمه بالجسد كرَّم جداً حافظي وصاياه وحقهُ أكثر جداً من الذين لهم قرابة بالجسد له ﴿ وقال ها أمي وإخوتي ﴾ نحن نستحق أن يكون لنا علاقة برب المجد يسوع وميراث غالي وثمين ينتظرنا لكن بشرط مهم وهو أن نكون حافظين لوصاياه لدرجة أنه لما قالوا له ها أمك وإخوتك خارجاً قال لهم ﴿ من أمي وإخوتي ﴾﴿ ثم نظر حوله إلى الجالسين ﴾ نظر إلى كل من حوله وقال الجالسين حولي هؤلاء هم أمي وإخوتي الذين يسمعون كلامي ﴿ كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم ﴾ ( يع 1 : 22 ) والكنيسة تقول لنا ﴿ أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ﴾عندما نسمع ونعمل بأناجيله أصير أنا أخوه وأخته وأمه وأستحق أن أدخل في رعية أهل الله كما قال معلمنا بولس الرسول ﴿ فلستم إذاً بعد غُرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ﴾ ( أف 2 : 19) أي من رعوية أهل بيته أي أسرته وعائلته أي أفراد عائلته المقدسة هذا من يصنع مشيئته لذلك عندما نكون من عائلة رب المجد يسوع ونصنع مشيئته نصير كما قال﴿ عظم من عظامي ولحم من لحمي ﴾ ( تك 2 : 23 ) صرنا أعضاء في جسده شرف لا نستحقه أبداً عندما نعمل بوصاياه نصير أعضاء حية في جسده الحي المبارك الكريم هذه هي الكنيسة مجتمعة الآن وتؤمن أننا جسده أعضاء حية ثابتة لسنا أقاربه فقط بل نحن فيه في كيانه لذلك داود يقول ﴿ أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت وشريعتك في وسط أحشائي ﴾ ( مز 40 : 8 ) كون إني أعمل مشيئتك يا إلهي أفرح﴿ شريعتك في وسط أحشائي ﴾ الأحشاء تدل على أعماق الإنسان أي أنت يارب كلمتك داخلي ساكنة كما قال بولس الرسول ﴿ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنىً ﴾ ( كو 3 : 16) – تسكن بغنى – كما قال أيضاً داود النبي ﴿ أُخبر باسمك إخوتي في وسط الجماعة أُسبحك ﴾ ( مز 22 : 22 ) صرت واحد من العائلة أمجد وأسبح الله وأكرمه حِفظ الوصية ليس حِفظ للتلاوة بل فِعل وأمانة وسلوك وحياة هذا ما يكرم الإنسان ويعطيه شرف الإنتساب لربنا يسوع لذلك في سفر أشعياء يقول ﴿ ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر ﴾ ( أش 48 : 18) لو سمعت وصاياي واتبعت تعاليمي وعرفت قيمة تعاليمي لكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر – حِفظ الوصايا – من أخي وأختي وأمي ؟ الذي يسمع كلام الله ويحفظه هؤلاء من لهم التطويب هؤلاء الذين لهم شرف الإنتساب لله معلمنا بولس الرسول كان يقول لهم ﴿ شكراً لله أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها ﴾ ( رو 6 : 17) الأمين لله يسمع التعليم فيطيع من القلب هذه هي الطاعة التي تعطيني إنتساب لرب المجد لذلك هناك آية جميلة في عرس قانا الجليل أن السيدة العذراء قالت للمدعوين ﴿ مهما قال لكم فافعلوه ﴾ ( يو 2 : 5 ) وكأنه نداء السيدة العذراء للمتكئين في العرس المدعوين كلهم تقول لهم مهما قال لكم إفعلوه وصايا رب المجد يسوع مهما قال لنا نفعل حتى لو لم يكن لي قرابة معه لا إبن خالته أو عمته ولا يربطني جسد لكن أفعل الوصية فأصير قريبه أخوه أخته وأمه هذا ما يعطيني شرف النسب . 2- نسبنا لرب المجد يسوع :- نسبنا مع المسيح ليس نسب دموي جسدي بل روحاني ماذا يفيد إبن لأبيه لكنه كاسر لكلام أبيه ولا يشعر إتجاهه بأي محبة بل قد يجد الأب من إبنه خاصةً كل مقاومة وبغضة ماذا تفيد هذه البنوة ؟ هذه بنوة لا تفيد بل قد تكون مُضرة بالإنسان لذلك ربنا يسوع ينبه أذهاننا لنوع أرقى من بنوة الجسد وهو بنوة الروح وهنا قال ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾( رو 8 : 14)عندما أنقاد بروح الله أكون إبنه وهذا أجمل ما في علاقتنا والنسب بيننا وبين الله صدقوني يا أحبائي من كثرة محبتنا لله وكثرة تنفيذنا لوصاياه سنشعر بالفعل أنه محب ألصق من الأخ وتشعر فعلاً أنه أب بل كلمة أب قليلة عليه تشعر فعلاً أنه يسد كل إحتياجاتنا ومُغنينا ومشبعنا هذه هي عظمة نسبنا لربنا يسوع ليس عظمة نسبنا ليسوع مجرد علاقة شكلية أو علاقة جسد ودم لا ﴿ الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسدٍ ولا من مشيئة رجلٍ بل من الله ﴾( يو 1 : 13) هذه هي العلاقة التي تربطنا بربنا يسوع لأن حقيقةً كان اليهود عندهم النسب الجسدي سبب إفتخار واعتقدوا أن هذا الأمر يكفي عندما نقرأ رسالة رومية التي قد يقول البعض أنها رسالة صعبة غير مفهومة نجد أن الإثنى عشر إصحاح الأوائل منها تدور حول هذا الأمر أن اليهود يفتخرون على الأمم ويقولون لهم أنتم أقل منا بكثير فمن عرفكم بالمسيح وبالأسرار الإلهية ؟ اليهود الذين دخلوا الإيمان وصاروا مسيحيين يحتقرون الأمم الذين دخلوا الإيمان كانوا يتواجدون معاً في كنيسة واحدة ويصلوا معاً لكن اليهودي يشعر أنه أفضل بكثير من الأممي ويقول له أنت جديد في الأمر من أنت ؟ يقولون نحن أبناء إبراهيم الذين أخذنا الوصايا والعهود والإشتراع نحن أبناء الموعد المبارك جاء معلمنا بولس الرسول وقال لهم ما معنى أنكم أولاد إبراهيم ؟ هل عندما بارك الله إبراهيم كان ذلك قبل الختان أم بعده ؟ فصمتوا قال لهم أريد أن أسمع منكم الله بارك أبونا إبراهيم قبل الختان إذاً ما فضل اليهودي وما نفع الختان إن كان الله قد باركه قبل الختان إذاً هو أب للجميع اليهودي والأممي فلا تقل أن أبوك إبراهيم أبوك أنت وحدك فقط وليس أب للأممي إذاً يا معلمنا بولس أنت لغيتنا إغتاظ اليهود وقالوا له سنقول لك أمر آخر لا تستطيع أن تجادل فيه وهو أن المسيح جاء من نسلنا نحن جاء من الأسباط فما رأيك إذاً ؟ فقال لهم معلمنا بولس بحكمة واستنارة روح أعلم أنه أتى منكم بحسب الجسد نعم أنتم إسرائيليون ولكم المجد والتبني والعهود ولكم العبادة والمواعيد ولكم الأباء ومنكم المسيح بحسب الجسد ثم يقول ﴿ لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد بل بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ( رو 9 : 6 – 7 ) إذاً من إسماعيل ؟ هو إبن إبراهيم لكن قال ليس كل من هو من نسل أبونا إبراهيم يكون إبنه ليس كل من هو من نسله هو مبارك .. يوجد إنسان مبارك وإنسان غير مبارك فقال لهم ليس كل من في النسل يدخل الوعد إذاً قد يكون إنسان في النسل وليس في الوعد أي إنتبهوا نعم المسيح جاء من نسلكم لكن قد تكونوا في النسل لكن ليس في الوعد هذه النقطة قد لا تكون كافية لكم﴿ بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ثم قال لهم كلمة أصعب ﴿ بل رفقة أيضاً وهي حُبلى من واحدٍ وهو إسحق أبونا قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير ﴾ ( رو 9 : 10 ؛ 12) لو قلتم أن إسماعيل هو إبن هاجر ولا تدخلنا في مقارنة بين هاجر وسارة لكن رفقة كان في بطنها إثنان يعقوب وعيسو وهي حبلى من رجل واحد هو أبونا إسحق وقال ﴿ أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ﴾ ( رو 9 : 13) إذاً أمر نسب الجسد لا تكفي لأنه قد يكون إبن لأبيه بحسب الجسد لكن لا يكون إبن مبارك لأنه غير سالك بحسب الدعوة الأمر خطير جداً لأنه ليس لأني منتسب للمسيح أكون مسيحي الأمر خطير لأنه ينطبق علينا الآن لأنه ليس كل شخص مُعمد هو مسيحي ليس كل شخص مُعمد سيرث الملكوت المفروض أن كل معمد يرث الملكوت لماذا ؟ لأن شرط ميراث الملكوت أن تحفظ الوصايا فماذا يفيد العماد بدون حِفظ الوصايا ؟ ماذا يفيد إني أكون إبن لإسحق لكني شريرهل سيشفع فيَّ إسحق ؟ لا بل بالعكس ستصير بنوتي لإسحق سبب دينونتي لأنها نعمة لم أعمل بها لو أنا غير عامل بالمعمودية ستصير المعمودية دينونة عليَّ لأنها نعمة لم أعمل بها ووزنة وإمكانية وعطية إلهية أعطاني الله إياها ولم أعمل بها إلى هذه الدرجة ؟ نعم لذلك الأمر يحتاج إنتباه منا حتى لا تتخيل أن كل إنسان إسمه مسيحي وأن المسيحية صانعة قديسين وأنه ينتمي لشخص المسيح المبارك المصلوب المقام الممجد يكتفي بذلك فقط ويشعر أنه أفضل إنسان في العالم وينظر للديانات الأخرى بإحتقار لا ليس كوني مسيحي يكفيني لأرث الملكوت بل لابد أن أكون عامل بمسيحيتي لابد أن أكون من ضمن الذين سيرثون ليس بالشكل بل بحفظ الوصايا والعمل بها إذاً كل إنسان يحتاج أن يتشرف بنسبه للمسيح يتشرف بحفظ الوصايا الأب الكاهن له طِلبة على المذبح في القداس الكيرلسي يقول فيها ﴿ نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لا تخزنا بخزي الأبدي ولا تطرحنا نحن عبيدك ولا تصرفنا عن وجهك ولا تقل لنا إنني لست أعرفكم ﴾ مشكلة لو كنا معمدين وحوله في الكنيسة ويقول لنا لا أعرفكم كيف يارب وأنا معمد أنا إبنك وكنت دائماً في الكنيسة وكذا و يقول لا أعرفك كيف ؟ يقول لك لأنك لم تحفظ العهد والوصايا حياتنا تحتاج إنتباه منا تحتاج أن تنقاد بروح الله لكي نستحق أن نكون أبناء الله . 3- التطبيق العملي :- عندما أراد ربنا يسوع أن يسلم أمه السيدة العذراء لإنسان يحفظها سلمها ليوحنا الحبيب وقال له﴿ هوذا أُمك ﴾ ( يو 19 : 27 ) رغم أنها ليست أمه بالجسد إذاً قد تكون السيدة العذراء أمي وهي ليست أمي بالجسد بل بالروح – لكن بشرط – فمن تمتع بشرف أن تكون السيدة العذراء في بيته وتكون أمه ؟ الذي تبع رب المجد يسوع إلى الصليب من تبع ربنا يسوع حتى الصليب إستحق أن تكون السيدة العذراء في بيته ضيفة مباركة إتبع ربنا يسوع حتى الصليب تأخذ السيدة العذراء أُماً لك ليس بالكلام بل بالفعل كل التلاميذ أحبوا السيدة العذراء لكن من تبع المسيح حتى الصليب ؟ يوحنا الحبيب لذلك أخذها وقال له * هوذا أمك * ( يو 19 : 27 ) الإنسان يحتاج أن ينتقل من المعرفة إلى الفعل يحتاج أن ينتقل من المسيحية بالإسم إلى المسيحية بالفعل – مسيحية حقيقية – لابد أن أقيس نفسي على عمق وواقع الوصية أين أنا من الوصية ؟ الإنجيل يقول لنا وصايا ونحن حقيقةً بعيدين عنها عندئذٍ يقول لك أنت لم تحفظ وصيتي أنا لا أعرفك من هي أمي وأخي وأختي ؟ من يصنع إرادة الله لا فائدة من أي شفاعة بدون أن أكون عامل بمشيئة الله لا فائدة من أي علاقة أو أي نسب أو أي شرف أكتسبه وأقول كان لي وأنا قرأت وأنا أعرف و أبداً إحفظ عهد وصاياه تأخذ بنوته وتأخذ بركته وشرف إنتسابك له ويقول عنك هم أولادي لذلك من ألقاب ربنا يسوع أنه * أخونا البكر * * بكر الخليقة * ( كو 1 : 15) ربنا يسوع هو أخونا الكبير جعلنا عندما نصلي كلنا نقول له ﴿ يا أبانا الذي في السموات﴾ رفع المستوى الشكلي والنسب وجعله أبونا﴿ الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ﴾( رو 8 : 16) صار أبي وأصبحت أعرف صوته وأميزه ويعرفني صار أبي السماوي هذه هي العلاقة التي أراد ربنا يسوع أن يكرمنا ويشرفنا بها أين أنا من وصية ﴿ لا تهتموا للغد ﴾ ( مت 6 : 34 ) ؟ حياتي ممتلئة قلق على غداً وبعد غد بل وإلى عشرة أعوام قادمة إذاً أنا لا أعمل بالوصية بل أعرفها فقط أين أنا من وصية ﴿ أحبوا أعداءكم ﴾ ( مت 5 : 44 ) ؟ أين أنا من الباب الضيق ﴿ إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ﴾ ( لو 13 : 24 ) ؟ عندما يعيش البعض أي تجربة يرفضها ويتذمر يريدون الباب الواسع لكن المسيح لم يذكر الباب الواسع بل كلمنا عن الباب الضيق ومدح السالكين فيه وصايا كثيرة تحتاج من الإنسان مراجعةعندما يقول ﴿ اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم ﴾ ( مت 6 : 33 ) وصايا كثيرة نعرفها لكن نكسرها ولا نعيش جوهرها كحقيقة عندئذٍ يقول لك ما فائدة أنك عرفت الوصايا هل عشتها ؟ مثل الشاب الغني الذي قال له ما هو المكتوب ؟ فقال الشاب ﴿ هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ﴾ ( لو 18 : 21 ) أين أنا من وصية صلوا كل حين ولا تملوا ( لو 18 : 1) ؟ أين أنا من السلوك بالروح ؟ من ﴿ صلوا بلا انقطاع ﴾( 1تس 5 : 17) ؟ أين أنا من ﴿ إسهروا وصلوا ﴾ ( مت 26 : 41 ) أين أنا من الأمانة ومن تحديد الهدف ؟ أين أنا من وصية ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15) العالم إبتلعنا ونسينا أنفسنا وفكرنا أننا بهذا نكتفي وأننا نرضي الله أين ومتى نرضيه ؟ هل نرضيه على مستوى الشكل كما نفعل ؟ المفروض أن حياتنا تنتقل نقلة جديدة لحياة جديدة كواقع ملموس من الأمور التي عندما يقرأها الإنسان يحزن على نفسه وعلى ما فعله هؤلاء الموقف الذي نقرأه في سفر الخروج 31 ، 32 الله أخذ موسى النبي على الجبل لكي يعطيه العهد والوصايا ويعلن عن ميثاق حب بينه وبين الإنسان يقول له إفعل هذا ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ﴾ ( مر 12 : 30 ) ولا تشتهي لا تسرق أعطاه وصايا يضمن له بها الحياة والبر والتقوى تخيل الإنسان موضع حب الله وانشغاله !! الله أخذ موسى النبي على الجبل يكتب له الوصايا بأحرف من نور والشعب أسفل الجبل قال أن موسى النبي تأخر ويشتكي لهارون فقال لهم هارون ماذا تريدون أن أفعل لكم ؟ قالوا نصنع عجل مثل آلهة الأمم التي حولنا وجمعوا ذهبهم وعملوا به عجل وصرخوا له قائلين هذه آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر( خر 32 : 4 ) وصاروا يسجدون للعجل ويصرخون هذا هو الإله الذي أخرجنا من أرض مصرفي الوقت الذي فيه يصنع الله حب الإنسان يصنع بغضة في الوقت الذي فيه الله مشغول بخلاص الإنسان وحياته الأبدية ويريد أن يربطه معه بعهد حب لا ينفصل نجد الإنسان منصرف تماماً عن الله أحياناً نشعر من قسوة هذه القصة وهذا التناقض إن الأمر ينطبق علينا نحن الآن رب المجد يسوع على المذبح يصرخ ﴿ خذوا كلوا هذا هو جسدي ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه﴿ يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه ويقيم لنفسه إله آخرإله من المادة وإله من الذات والشهوة أقام لنفسه إله آخر يعبده ويقول لنفسه هذا هو إلهك أنا إلهي المادة وذاتي إلهي سلطاني وأولادي وعملي أقمنا آلهة أخرى في الوقت الذي فيه الله مذبوح لأجل خطايانا ولأجل تبريرنا كم نحن محتاجين أن ننتقل نقلة عميقة في حياتنا لنستحق شرف الإنتساب لرب المجد يسوع ربنا يسوع يقبلنا كأولاده وإخوته وأمه ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
26 أغسطس 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثالث من شهر مسری

تتضمن الحث على فهم الأقـوال الالهيـة وتـأمل معانيها ومدح الفضيلة وذم الرذيلة . مرتبة على قـول البشير : " وفيما هو يتكلم بهذا رفعت أمرأة صوتها مـن الجمـع وقالت له : طوبى للبطن الذى حملـك .. أمـا هـو فـقـال : بـل للذيـن يسمعون كلام الله ويحفظونه ' ( لو ١١ : ٢٧-٣٦ ) إذا كانت أقوال ربنا له المجد تتلى كل يوم . فما بالنا لا نتقدم إلـى سـماعها بهدوء ونشاط . ونقابلها بالتعظيم والوقار . ونبحث عن معانيها كما ينبغى . ونسـارع مجتهدين إلى العمل بموجبها . وإلا فلماذا ترتفع إلى ذروة الفضيلة ؟ وكيـف نـسـمع ربنا له المجد يعطى الطوبي للذين يسمعون الأقـوال ويغرسـونـها فـي أراضـي افهامهم . ونوجد نحن هكذا مهملين . وإذا كان الأغنياء الهائمون بأموالهم يتعـاهدون الدخـول إلـى خزائنـهم . ويتفقدون أمتعتهم . ويحفظون تلك الامتعة من فساد الارضة والسوس . ويعرضونـها تارة للندي . وترة للشمس . وتارة يقفلون الخزائن عليها . فما بـالك يـاهذا لا تفتقـد نفسك كذلك . بل تدعها هائمة خالية من الفضائل . تارة يفسدها السكر . وتـارة حـب المال . وتارة حب الرتب العالية . وتارة الاهمال والنسيان . من فيا للعجب ! كيف تصون ثيابك وتحافظ عليها من المفسدات وتـدع نفسـك الشريفة معرضة لشائر المهلكات ؟ وكيف يعجبك قبح الرذائـل ولا تنظـر حسـن صورة الفضيلة وبهاء مجدها . فأن قلت وهل للفضيلة صورة يتأملـها النـاظرون ؟ أجبتك نعم لها رأس وعينان . وفم ويدان ورجلان . وغير ذلك الاعضـاء التـى تفوق سائر الاجسام حسناً . فإن قلت وما رأس الفضيلة وباقي اجزائها ؟ قلت : خـوف بالاتضاع والعفاف . ووجهها مسفراً بالخشوع مــن خـشـية الله . وعيناهـا مكحلتان بالوقار والحياء . أما فهما فمزين بجواهر الحكم الإلهية والتسابيح وأغــانى الروح ، وقلبها ينبوع الفهم والرحمة . ويداها محليتان بالعطاء والاسعاف . وقدماهـا مجدتان بالسعي في قضاء حاجات المقلين . وزيادة المحبوســــــين وافتقـاد البائسـين واشباه ذلك . مكللاً فما بالنا نصف فلاناً بكثرة المال . وفلاناً بكثرة الحشــــم . وفلانـاً بخصـب الزراعات . وفلاناً يسعة المتاجر . وأمثال هذه الزائلات . ونهمل صانعي الفضيلـة . ونعرض الفائزين . ولم لا نقول أن فلاناً كصير الصدقات . وفلانـاً يقبـل الغربـاء . وفلاناً يقرض المعسرين . وفلاناً يفرج عن المتضايقين ؟ وننظر بعين الرحمـة إلـى عمل الحسنات . ونبتعد عن الاغتباط بالزائلات . والتشبه بأصحابها . حيث أن ذهبـهم وفضتهم قد صدئا . وثيابهم أكلتها الأرضة والسوس . وكنوزهم قـد تطـرق إليـها اللصوص . ولو أمكنني أن أريكم نفوس الأغنياء لجذبها إلى الوسط لتروها فنــهربوا من قباحتها . لأنها مظلمة مصدئة مدنسة متآكلة جهاتها . فمن هذا يظلمها حب المـلل . ومن هنا بصدئها حب الجسد . ومن هنا يثقبها عطب الزراعات . ومن هنـا خسـارة المتاجر . ومن هنا جور المظلومين . ومن هنا غصب الغاصبين . ومن هنا فوات ما الله .تربح فيه الامثال ولم يبادر اليه سريعا . اما نفوس الفقراء الطائعين الله ربهم . فأنك تراها تلمــع كـالذهب وتضـئ كالجواهر الكريمة . وتزهو كالورد . وتنتشر رائحتها مثل نشر العنبر الفائق . سـالمة من الصدأ والوسخ . متعالية عن بواعث المفسدات . لانهم حيث لا مال لهم ولا قنايـا عالمية . فلا يتسلط عليهم سوس ولا أرضه . ولا سراق ولا غاضبون ولا شئ مـن العوارض الأرضية . فالغنى ربما يقف أمام ولاة الارض وحكامها . أما الفقير فيقـف أمام ملك السماء والارض . ذاك يفرح بخدمة البشر المائتين سريعاً . وهذا يخدم الله الحي الدائم . ذاك يتصرف في اليسير من المقتنيات . أما هذا فينظر إلى العـالم كلـه كالبهاء وينزله منزلة لعبة يلعب بها الصبيان . فما الذي يكون أشرف من هذا الفق الذي يملك في السموات والأرض ؟ وما هي الحاجة إلى العبيـد والحشـم والخيـل والمراكب ؟ وهو عتيد أن يحلق في الهواء ويركب متـن السـحاب ويكـون مـع ير المسيح دائماً . فسبيلنا يا معشر المؤمنين . أن نهمل الفانيات بطبائعها . ونطلب الغني الـذي لا يزول کی نتمتع في نعيم ربنا وإلهنا يسوع المسيح . الذي له المجد دائمـاً أبـداً . امین . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
25 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٨ )

ليكون الجميع واحداً « الوحدانية » « ليكون الجميع واحداً ( يو ١٧ : ٢١) أولاً : مصادر الوحدانية : ١- المسيح القدوس : شهوة قلب المسيح الوحـدانية ، لذلك نجد وصيته الأخيرة في الصلاة الوداعـيـة « ليكون الجميع واحـدا » ( یو ١٧ : ٢١ ) . ۲- الكتاب المقدس : الوحـدانيـة خيط رفيع يربط الكتاب المقدس كله . ٣- الكنيـسـة الـواحـدة : كنـيـسـتنا الأرثوذكسية تعلمنا الوحدانية عندما نتناول من خبزة واحدة وكأس واحد . ثانياً : صورة الوحدانية : « جسد واحد ، وروح واحد ، كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد » ( أف ٤ : ٤ ). ۱- جسد واحـد : الكنيسة جسد المسيح والمسيح رأس الكنيسة . ۲- روح واحـد : روح الله الذي سكن في كل واحد فينا بالمعمودية . ۳- رجـاء واحـد : ننتظر مجيء السيد المسيح له المجد . ثالثاً : الوحدانية والإيمان : « رب واحـد ، إيمان واحـد ، مـعـمـودية واحدة » ( أف ٤ : ٥ ) . من جهة الإيمان لنا : ۱- رب واحـد : لنا التزام واحـد بطاعـة الوصية ، ولنا علاقة يومية بالكتاب المقدس . ٢- إيمان واحـد : بقيت الكنيسة واحـدة إلى مـجـمـع خلقيدونية سنة ٤٥١ م ، ودخل الانقسام الكنيسة عندما اختطلت الكنيسة بأمور سياسية . ۳- مـعـمـوديـة واحـدة : هي باب الأسرار .. كلنا مولودون من المعمودية التي هي « رحم الكنيسة » . رابعاً : الوحدانية والأبوة : « إله وأب واحـد للكل ، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم » ( أف ٤ : ٦ ) . من جهة أبوة الله : ۱- على الكل : الرئاسة الأبوية بمفهـوم العناية الإلهية والرعاية . ۲- بالكل : هذا الإله يعـمـل بالكل ، خلق الله كل إنسان فينا فريداً عن الآخر ، وخلقه لرسالة لكي يعمل بها . ٣- في كلكم : الله يسكن في داخلنا لأنه افتدانا كلنا . خامساً معوقات الوحدانية : ۱- ضعف المحبة : « لكن عند عليك : أنك تركت محبتك الأولى » ( رؤ ٢: ٤) المحبة الأولى التي عاشـتـهـا الكنيسة الأولى .اسع أن تجدد محبتك لربنا كل يوم . ۲- عناد الذات : ربمـا هـذا هـو أخـطـر الأسباب . إذا دخل الإنسـان في دائرة العناد ، يعرف أنه ضاع . حضور هذا الإنسان يصنع اضطراباً مثل هيرودس الملك . ۳- سوء الظن : ضـعف قـد يصل إلى المرض النفسي . « لا تظن السوء » ( ۱ کو ١٣ : ٥ ) ، التمس الأعذار للآخرين . « ليس أفـضـل للإنسـان من أن يرجع بالملامـة على نفـسـه في كل شيء » ( أحـد الآباء » . ٤- عـدم فـهـم الأخـر : الله لم يخلق الـبـشـر بـصـورة واحـدة ، ، فالإنسـان عـالـم صغير من يستطيع أن يفهمه . سـادسـا : عـلامـات الوحدانية : ١- حـضـور المسـيح : « حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بـاسـمـى فـهناك أكـون في وسطهم » ( مت ١٨ : ٢٠). ٢- مناخ الفرح : « فتمموا فرحی حـتى تفتكروا فكراً واحـداً .. » ( في ۲ : ۲ ) . الفرح بنجاح الآخرين . ۳- تنامى المحبة : « من لا يـحـب لـم يـعـرف الـلـه » ( ١ يو ٤ : ٨ ) . ٤- طول الأناة : احـفظ وحدانية الروح بطول الأناة .
المزيد
24 أغسطس 2023

شخصيات الكتاب المقدس إمبلياس الرسول

أمبلياس: إسم لاتينى معناه متسع وهو خدم فى رومية (رو16: 9). امبلياس خدم في رومية، أصبح أسقف علي أحد مدن روسيا، استشهد . سلموا على امبلياس حبيبي في الرب (رو16: 8) إمبلياس او إمبلياتس الرسول اسم لاتينى معناه " متسع " وهو احد السبعين رسولا وكان احد المسيحيين فى رومية وقد ارسل اليه الرسول بولس سلامه وتحياته حينما ارسل اليهم رسالته فيقول " سلموا على امبلياس حبيبى فى الرب " (رو 16: 8).وقد دفن فى هذه المقبرة بعد سفك دمه شهادة للسيد المسيح.
المزيد
23 أغسطس 2023

الغضب البشري

أحيانًا يوجد غضب مقدس من أجل الله، ولكنه لا يتصف بالعصبية وفقدان الأعصاب، إنما هو غيرة مقدسة أما الغضب البشرى فيقول عنه يعقوب الرسول " لأنه غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع1: 20) وما أكثر أقوال الآباء القديسين في ذم الغضب قال ماراوغريس "صلاة الغضوب ها بخور نجس مرذول، وقربان الغضوب ذبيحة غير مقبولة" وقال أيضًا "أن الغضب هو حركة للجنون يجعل النفس مثل الوحوش عينا الغضوب شريرتان مملوءتان دم أما وجه الوديع فهو بهي، وعيناه تنظران بحشمة" وكان الأنبا أغاثون يقول لو لن الغضوب أقام أمواتًا، فما هو مقبول عند الله، ولن يقبل إليه أحد من الناس قال شيخ إن الذي يخاصمه أخوه ولا يحزن قلبه، فقد تشبه بالملائكة فإن خاصمه هو أيضًا، ثم رجع لساعته فصالحه، فهذا هو عمل المجاهدين أما الذي يحزن أخوته، ويحزن منهم، ويمسك الحقد في قلبه، فهذا مطيع للشيطان، مخالف لله، ولا يغفر له الله ذنوبه إذا لم يغفر هو لأخوته وقال مار إفرام السرياني السخوط يقتل نفسه وهو غريب من الملامة وعادم الصحة، لان جسمه يذوب كل حين، ونفسه مغمومة، وهو ممقوت من الكل وقال مار افرام أيضًا من يخفى في قلبه حقدا، يضاهى من يربى في حِجرة حية الدخان يطرد النحل، والحقد يطرد المعرفة من القلب وقال أنبا اشعياء الغضب هو أنك تريد أن تقيم هواك وتغلب بالمقاومة، وما قطعت هواك الاتضاع وقال القديس اغسطينوس ما هو الغضب؟ إنه شهوة الانتقام وان كان الله على الرغم من إساءاتنا، إلا أنه لا يشاء أن ينتقم لنفسه منا، فهل نطلب نحن أن ننتقم لأنفسنا، ونحن نخطئ في كل يوم إلى الله؟! وقال القديس اغريغوريوس أسقف نيصص إن الغضب يجعل المرارة السوداء تنتشر في الجسد كله وقال القديس يوحنا الأسيوطي سلاح الغضب يؤذى صاحبه الغضب في القلب مثل السوس في الخشب وإن رجعنا إلى الكتاب المقدس، نجده يقول "لا تسرع إلى الغضب، لان الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا 7: 9)، ويقول أيضًا "لا تستصحب غضوبا، ومع رجل ساخط لا تجيء " (ام22: 24). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل