المقالات
05 أكتوبر 2018
الحياة الرهبانية
أقرأ بنعمة المسيح وأعيد على مسامعكم الانجيل اللى سمعناه في هذه العشية من انجيل معلمنا متى البشير في الاصحاح السابع
" 22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
24 «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ.
25 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ.
وسط الاحداث الواقعة في الكنيسة نتذكر أمنا العذراء انها ام لكل البتوليين وصورتها وسيرتها وشخصيتها هي النهج التي على أساسه قامت الحياة الرهبانية والحياة الديرية ، وولما نتصفح التاريخ المسيحي المصري نتصفح تاريخ امتد لقرون وقرون نجد من ايام القديس مارمرقس الرسول وتأسيسيه لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي تزعمت العالم المسيحي في العلم اللاهوتي وفى تفاسير الكتاب المقدس وكانت مدرسة ذائعه الصيت لذلك ظهر في تاريخ كنيستنا ابطال وعمالقة في اللاهوت والكتابيات وفى الابائيات وفى الحياة الكنسية وسلمونا ميراث غنى ولكن تواكب هذا مع عصور الاستشهاد و الكنيسة لم يكن بها فقط قامات إيمان لكن كان فيها قامات شهداء وظهر الاستشهاد في اشده ايضًا في أيام نيرون ولم يستد الامر الا بمجيء قسطنطين الكبير وأصدراه منشور ميلان عام 313 "ان تصير المسيحية ديانة معترف بها في انحاء الإمبراطورية اليونانية " وبدأت الكنيسة ترتاح ولكن غيرة الاقباط وغيرة حياتهم خافوا ان الراحة تفقدهم قوة الايمان فبعد ان كان الاستشهاد بالدم لذلك يسمونه الاستشهاد الأحمر بحثوا عن صورة أخر من صور الاستشهاد فظهرت الرهبنة وصار هذا النموذج في الحياة ناس تتفرغ لكي تعيش حياة مسيحيه حسب أصول الانجيل وظهر أول راهب في العالم في مصر من بنى سويف من قمن العروس وأسمه "القديس أنطونيوس الكبير "وهو اب لجميع الرهبان والقديس أنطونيوس نفتخر كمصريين انه الذى أسس الرهبنة التي انتقلت من مصر لكل العالم عايز اقولك العالم فيه الاف من الاديرة وانتقلت الحياة الرهبانية واصلها مصر وظهرت من القرن الثالث والرابع في جميع بقاع مصر القديس مكاريوس الكبير والقديس باخوميوس اب الشركة والقديس العظيم الأنبا بسنتاؤس، ببرية الأساس بنقادة، والانبا بولا اول السواح وتلاميذ وتلاميذ لهم وانتشار الحياة الرهبانية ، وأريد ان تعلم ان من كثرة الاديرة في التاريخ المصري مش لاقين أسماء يسموها فبقوا يسموها بالأرقام برقم بعدها عن مدينة الإسكندرية فبقى يقولك الدير التاسع يعنى يبعد عن الإسكندرية ب9 كيلو والدير العشرين وهكذا والذى يطالع خرائط قديمة عن صحارى مصر يجد عشرات من أسماء الاديرة المتناثرة في كل مصر يكفى ان تعلموا أيها الأحباء وهذه صفحه من التاريخ المسيحي المصري ان منطقة وادى النطرون وهذه المنطقة تعتبر جامعه الروحيات لذلك سميت الإسقيط تعنى مكان النسك وبيفتخروا بالانتماء لها مثال لذلك لو في طبيب أراد الدراسة او اخذ درجة علمية بيسأل عن اهم كلية بتعلم ويروح هناك ويفتخر بانتسابه لهذه الكلية وهكذا الرهبان يفتخروا بانتمائهم لأديرتهم وصارت منطقة وادى النطرون ومنطقة القلالي ومنطقة كليا مناطق اثرية صارت دار للنسك والحياة الناسكة وظهر عشرات الألوف من القديسين وظهرت الاديرة القبطية المصرية محط لأنظار العالم وصارت للخلوة الروحية وصارت جامعات في الحياة الإنجيلية اللى يقرأ في تاريخ الرهبنة يجد القديس يوحنا ذهبي الفم عندما جاء الى مصر وزار البراري العامرة بالرهبان والقلالي مكنش في أسوار كانت قلالى منشوبة ومتفرقة ووجد كل ناسك وكل راهب يعيش على شمعة وزار البراري والصحراء المغارات وشقوق الأرض ولهذا قال جملته الشهيرة " السماء بكل نجوهما ليست بجمال برية مصر بكل نساكها " فالرهبنة في مصر قديمة وتتسلم من جيل لجيل حتى جيلنا الحاضر .
والحياة الرهبانية عامرة وصارت في مصر من القرن الثالث والرابع الميلادي الى مجيء المسيح .
صارت الرهبنة قلالى فرداني بدأها الانبا انطونيوس وتجمع حواليه تلاميذ يتعلم منه وهكذا كل راهب يذهب ويبقى له تلاميذ اخرون وهكذا ، ورهبنة فلسطين أساسها مصر ورهبنة سوريا أساسها مصر ورهبنة العراق وايرلندا أساسها مصر أيضًا ويوجد رهبان اقباط مصريين ذهبو لألمانيا ونشروا الرهبنة ونقلت الروح الرهبانة وصار جيل يسلم جيل.
ونقرأ في الكتب الرهبانية جملة "فى مرة سئل أخ شيخًا " يعنى راهب صغير سئل راهب شيخًا وصار من هنا مفهوم الرهبنة فيها اباء شيوخ عاشوا واختبروا القداسة وفى تلاميذ تعلموا على أيديهم وهكذا تصبح النسبة متساوية ومتقاربه جيل يسلم جيل وصار لحياة الرهبان لها نظام .
أيها الحبيب لا تنظر لضعفات أشخاص واحد يغلط او اثنين ولكن الكيان نفسه كيان نقى والكيان أختبرعبر القرون والراهب ثلث وقته للصلاة وثلث وقته للقرأه والدراسة وثلث وقته للعمل الاعمال اليدوية وبنقول في الدير ساعه صلاة ساعة قرأه ساعة عمل وكل ساعه في الدير معناها 3 سعات لأننا بحسب صلوات الاجبية باكر 6 ص والثالثة الساعة التاسعة يعنى ثلاثة سعات صلاة و3 سعات دراسة و3 سعات عمل، ونسمع قديمًا عن نسخ الانجيل فكان يأخذ 30 سنه ولنسخ المخطوطات سنين ونسمع بعض الإباء يقولك انا خلصت مار اسحق وهكذا .
ومازلنا نعمل كدة في اديرتنا ولغاية النهاردة رهبان كتير بتنسخ وتترجم الكتابات ، ولان الاعمال اليدوية كانت قليلة علشان يبيعوا شغل أيديهم علشان يعيشوا وتطورت أيضا الاعمال وتوجد اعمال أخرى يعنى لو راهب طبيب يكون مسؤول عن العيادة وصحة الإباء ولو راهب مهندس يكون مسؤول عن التعمير والانشاءات ولو راهب دارس زارعة يكون مهمته في العمل استصلاح الأرض وقيسوا على هذا أشكال كثيرة وهكذا صار في عمل وصار في مجتمع .
وبنيت الحياة الرهبانية على ثلاثة نذور
1-نذر الفقر:
+الرهبنة المصرية رهبنة الكفن والراهب بينام ونغطيه بستر وهو الكفن "أرجوكم يا أحباء علشان دلوقتى الدنيا هايجه وكلام كتير مش صح وكل واحد بيقول حكاية ارجوكم انتبهوا واعيد على مسامعكم "في ذلك اليوم يقولون يارب يارب اليس با....
+أقولهم انا لن اعرفكم قط اذهبوا عنى يا فاعلى الاثم " وفى ناس بتغلط الحياة الرهبانية ليست حياة سهلة وأحيانًا يأتى الى شاب أو شابة يقول لى عايز اترهبن أقول له يا حبيبي الرهبنة لا تناسبك وده اختبار مع كل الإباء الرهبنة حياة صعبة ولا يقدر عليها اى احد ولذلك تحتاج نفسية خاصة حياة خاصة انا بدخل الدير علشان أكمل مش علشان ابدأ انا مش بدخل وأسيب كل حاجه وارجع ادور على كل حاجه تانى .
وفى نذر الفقر يلبسونا جلبيه ويعطونا ميرت ويقولوا لنا احتياجاتك نقدمها لك كده عيش حياتك والاحتياجات جاية منين من تبرعاتكم اللى بتحطوها جوه الدير انت بتساهم في نقاوة الحياة الرهبانية لذلك يجب ان تحافظ عليها وهذا اول نذر الفقر.
2- نذر الطاعة :
نذر الطاعة يعنى التخلي عن المشيئة الشخصية "الهوى الشخصي" مش بمزاجك في قانون ونظام الدنيا مش سايبة واذا كسرت قانون الدير لا تستحق بقائك في الدير الأول الفقر الاختياري ثانيا الطاعة .
3- نذر التبتل:
والتبتل القصد منه التفرغ الكامل للحياة الروحية مع الله ونقول في الدير المسيح عريس نفسي ويصير حياة الراهب صباح ومساء يفكر كيف سيقابل المسيح كلمة راهب في اليونانية موناخوس MONAXOS تعني متوحد واحد لوحده لكن في اللغة العربية تعنى انسان يرهب وجه الله انسان حاطط امامه وجه الله "جعلت الرب امامى في كل حين انه على يمينى فلا اتزعزع " الفقر الاختياري والطاعة والتبتل اى كسر لهذا النذور كسر للرهبنة طبعًا أديرتنا فيها مئات من الرهبان وملتزمين وأنا شخصيًا لما بروح الدير واقابل بعض الإباء الشيوخ ابقى حاسس بالسعادة واترقب كل كلمة بيقولها لي واخذ بركتها ، قيمة الاديرة القبطية في حياتنا المصرية وما قيمة الاديرة لمصر الاديرة واحات صلاة تصلى من اجل العالم كلة ومن أجل الأرض
+ويمكن ان نشبه اديرتنا بصلواتها المستمرة حارسة لحدود مصر الصحراء فكأن صلوات النقية لهؤلاء الإباء يوم الراهب يبدئ من الساعة الرابعه وتبدأ بصلوات مرفوعه وصولًا لصلوات القداس وصلوات شخصية ومن الحاجات الجميلة لما تلاقى راهب ماشي في الصحراء وفمه بيتكلم يقولك "ابونا بيزمر" يعنى يقول مزامير حافظها وابونا اللى في المطبخ عمال يقول مزامير وحتى لما بنروح دير ونفطر نلاقى الفول طعمه جميل مهما كان الاكل بسيط بيكون مملوء بالبركة، وانا مكنتش احب البصارة وأول مرة أكلها كانت في الدير لما +أطلبت منى روحت الدير ومسكوني مطبخ وقالولى "أعمل بصارة " واللي يعمل حاجه يأكلها هكذا هي حياة الدير البسيطة
+وكل اديرتنا بخير اوعى تهتز " فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ" الذى يسمع أقوالى ويعمل بها يبقى عاقلًا واللى ميسمعش ميبقاش عاقل وهذه الايام كل واحد يقول كلام وجرائد عماله تكتب لي مقالات ليس لها اى معنى "وصدمت ذلك البيت فلم يسقط لأن أساسه كان ثابتًا على الصخر على المسيح "، لكن احنا كبشر مازال الانسان تحت الضعف البشري والضعف البشرى مش نروح فيه بعيد نروح لغاية المسيح نقول له يسوع أخترت كام تلميذ يقول 12 بطرس ويعقوب ويوحنا .... ونقوله يعنى يارب اخدتهم كلهم منتقيين ولكن اللي حصل ان ال 12 شافوا معجزات المسيح وشافوا أمثال وتعاليم المسيحة لكن في واحد يشوف ويخزن جوه قلبي ويعمل كل هذا بداخله وفى الصور الرمزية اللى قدمنا بلتلاميذ المسيح يقول كان يتكأ على صدر المسيح في المقابل تلاقى واحد مش عاجبه حاجه ويفكر يبيع سيده يا يهوذا هو انت مشفتش معجزات المسيح بس مدخلتش جوه قلبه لا مقابلاته ولا تعاليمه ولكن دخل فيه شيطان " كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً"
في كل مجتمع يظهر يهوذا واتجاسر وأقول في كل 12 يظهر يهوذا وهو يمثل الخيانة بكاملها ،
+لا تهتزوا يا أخواتي يوجد الله ضابط الكل ولان ممكن عبر التاريخ في رهبان سقطوا ، أيام يوحنا ذهبى الفم راهب وقع في خطية ومن نفسه ساب الديرووالقديس يوحنا كان عارف انه وقع عن ضعف وصغر نفس في بالوعة اليأس ويوحنا ذهبى الفم كتب له رسالة ترجمت اسمها "ستعود بقوة أعظم "قرا الرسالة وتاب ودخل ديرة مخرجش غير لما مات كتاب موجود وطبعته كنيسة مارجرس سبورتنج "ستعود بقوة أعظم ".
القصص في التاريخ الرهباني كثيرة والحروب في التاريخ الرهباني أكثر مرة راح الراهب لمعلمه قال له أنا زهقت من الدير علشان مضايقات الاخوة كثيرة واسمح لى ان اخرج وابنى قلاية خارج الدير فرد عليه المعلم رئيس الدير "اذا لم تحتمل مضايقات الاخوة فكيف تحتمل محاربات الشيطان وانت في وسط اخواتك محمى ومحاربات الشيطان كثيرة " وتوجد كتب لثيوفان الناسك اسمها المحاربات الروحية في 4 أجزاء .
+أتكلم واعرف أزاي الشيطان بيضحك على الانسان مرة ظهر لراهب وقال له انا المسيح تعالى اسجد لى والراهب قال لو كنت المسيح لما قلت ذلك ورشم عليه الصليب وقيسواقصص لا تنتهى عدو الخير يحارب ويسقط لذلك مسؤوليتكم جميعًا أن تحافظوا على نقاوة الدير والرهبان والراهبات في كل حاجه كل شيء حتى في مكالمة التليفون الهدية والزيارة ملهاش لزمة .
+ولازم الكنيسة تضبط باستمرار الحياة الرهبانية والكلام ده مش في زماننا هذا فقط ولا علشان اصدرنا قرارات منذ أيام بل اجتمعنا لجنة رؤساء الاديرة وكان عددنا 19 رئيس دير وأنا وسكرتارية المجمع المقدس وتناقشنا 3 سعات واصدرنا ال12 قرار
+ويطلع واحد يقول لك البابا اللى أصدرها لوحده واباء الكنيسة بيعملو ايه والمطارنة والأساقفة بيعملوا ايه؟؟
اعرف في أيام البابا كيرلس اصدر قرار بعودة كل الرهبان للأديرة وكان في اديرة فقيرة وكان الرهبان يروحوا يشوفوا اكل ودخلت الدير سنة 86 وانا كنت شاب وداخل له وبسأله ابونا اترهبنت امتى قال اترهبنت سنة كذا اللى كنت انا اتولدت فيها معناها انه راجل شيخ فبقوله اوصف لى الدير وقت ما اترهبنت قال لى " كونا حمار واربع رهبان في الدير افتكرت يقصد نفسه قال لا كونا حمار واربع رهبان قال الحمار الأول لأنه هو اللى كان معيشنا قال هو كان ينزل للوادي نجيب اكل ولو الحمار كان حصل له مكروه كان يموتوا الاربعه ،هكذا الاديرة عاشت بالصلوات
+عندنا لجنة مجمعية وده عمل قانوني ورسمي ولها مقرر وهى من اختصاصها شؤون الرهبان والاديرة وبتحصل مشكلات كثيرة وبنحلها والمشكلات نحقق فيها وعندنا مجموعة من الخطوات لأصلاح حياة الراهب او الراهبه أحيانا نذره وننصحه وياخذ قانون روحى ويطبقه جوه القلاية وننقله دير تانى سنة ونشوف حاله ايه ونرجعه وراهب دير كذا دى عيلته واحيانا يتنقل خالص حسب النوع للخطأ وأحيانا يصل الامر للتجريد والشلح لو كان كاهن كل دى خطوات لازمة لضبط الحياة الرهبانية.
+وايام البابا شنودة اخذ قرار بأنهاء خدمة الرهبان الذين يخدموا في الكنائس بعد كل سبعة سنوات يعنى الراهب يخدم 7 سنين ويرجع ديرة .
+عندما وقع الحادث المؤلم يجب ان تنظروا اليه على انه جريمة هذه الجريمة فيها مجني عليه وجانى برة الكنيسة خالص وحتى الان التحقيقات لم تنتهى والتحقيقات التي تقوم بها الشرطة والنيابة هي تحقيقات في جريمة امر عادى الغرابة ان الجريمة حصلت داخل دير ولرئيس دير لكنها جريمة اولا وأخيرا وفيها مجنى عليه وهو المتنيح الأنبا ايبفانيوس وفيها جانى مش عارفينه واى تحقيق يستمر والاتهامات تتفرق على كثيرون ومفيش حاجه للخواطر الجرائم ليس فيها خواطر وليس من صالح أحد التستر على أحد
+ولما اصدرنا القرارات اصدرنا من اجل ضبط الحياة الرهبانية ونصدر وانتم كشعب تساعدونا كل واحد يعرف مسؤليته ولما بتقدم شيء ان
+ولما بتروح تزور الدير بتاخد بركة الدير والجدران مليئة بالصلوات ومليئة بالبركات ومن النعم ربنا ان اديرتنا مفتوحة للزيارة للجميع ومازالت معظم الاديرة ملتزمة ومنضبطة ولسه في قرارات تانية لضبط الحياة الرهبانية وفى ضعفات و والراهب يعيش في الدير لأنه هو اختار الحياة وقفنا قبول أي اخوة ووقفنا الدرجات الكهنوتية لان الاديرة واحات صلاة بتروح علشان تترك العالم اللى عايش فيه تستنشق عبير الروحانية بمجرد مشاهدة الإباء اللى عايشين في القداسة بمجرد رؤيتهم تملىء النفس فرحًا والكلام اللي بقوله مش يعرفه حد الا اللي اختبره ،لا تنسوا ان الاديرة في تاريخ مصر كانت تحفظ من المجاعات نقرا في تاريخ دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين انه كان يفتح الدير للناس أيام المجاعات والانبا باسيليوس الكبير في القسطنطينية كان يتفح الدير من اجل اللاجئين وقوانين الوراثة
+دلواقتى العالم كله بيتكلم فيها اول واحد فكر فيها كان راهب وقيسوا على هذا هولندا الارض الساقطة وعلشان يكبروا البلد ردموا البحر وكان صاحب الفكرة رهبان وانشأ جامعات ، التاريخ تاريخ منير ومفرح هذه البذرة بدئت من مصر روسيا فيها 1000 دير وألمانيا 1200 إيطاليا 1500 وفرنسا 1500 ونحن لنا اديرة خارج مصر 20 دير اديرة اعترفنا بيها وجنوب افريقيا وأستراليا ودول اوربا السودان فلسطين اديرة قبطية مصرية
+علشان كدة ارجوكم لا تهتزوا ونحتاج الحافظ على الحياة الرهبانية والديرية لا تنسوا نظرية يهوذا كل مجتمع ولما نسمع عن واحدر راح ينتحر عدو الخير يشتغل جواه مش يهوذا راح انتحر بردة في جريمة جواه انه سلم معلمه وخانه وباعه بثلاثون من الفضه ضميره لم يسكت بل اعرفوا أيها الأحباء اننا في الكنيسة بدء من البطرك والأساقفة والمطارنة والكهنة والخدام والشمامسة والرهبان والراهبات لنا ضمير ومسؤلية امام الله ولا نتحرك بفكر العالم
+انتبهوا اللى الصفحات الصفراء مطبوعه اوسوشيال ميديا مش كل حاجه تتقرى وتتبعت ونشكر الله ليس لدينا ما يخفيه وايمان الكنيسة محمى بصاحب الكنيسة المسيح لكن الاتهامات لا تنتهى وانا أتذكر من أسبوعين الرئيس السيسى في حفل تخرج طلبة كلية الشرطة ذكر أحصائية مرعبة ان فيه 3 اشهر مصر تعرضت الى 21 إشاعة في 3 شهور ضد البلد ضد الاقتصاد ضد الكنيسة وفى حرب العالم وضع في الشرير انتبه علشان كده المواقع تتقفل للرهبان واى موقع صحبه هيتعرض لإجراءات كنسية وانت من نحيتك تكلم ابونا وامنا وعايز تعرف عيش حياتك نقية احذروا الصفحات الصفراء بكل صورها احذروا الاشاعات احذروا جرعات اليائس وعاملين يفجروها الكنيسة المصرية واحدة من أقوى كنائس العالم والاكليروس فيها بقلب واحد وبايد واحده وقلبهم على الكنيسة
+"كونوا حماء هذا لاانسان يحتاج الانسان العاقل الغير مستع=هتر
كونوا مصلين نشكر ربنا اانا في صوم العذراء حول كل المشكلات الى صلاة ومن اجل ابونا ومن الكنيسة ومن اجل الدير وطلبة البار ت الله يريد ان يبحث عن ابرار كونوا واثقين في الله ضابط الكل هو الذى يقود كنيسته ولا تلوث ذهنك ولا فكرك ولا عينيك ولا ودانك بكلامك اللى ملوش معنى وأقرأ اليكم مرة أخرى " العشية من انجيل معلمنا متى البشير في الاصحاح السابع
" 22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!24 «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ25 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِالكنيسة التي تعمل باقوال المسيح كنيسة عاقلة والراهب اللى بيعمل باقوال المسيح راهب عاقل بنى بيته على الصخر مش اشاعات الفيس بوك المسيح يحفظكم جميعًا ويحفظ الكنيسة المصرية أحد دعائم مصر ويحفظ أديرتنا بصلواتنا المرفوعة عن مصر وعن كل العالم لالهنا كل المجد والكرامة من الأن والى ابد الابدين امين
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
04 أكتوبر 2018
الكتب الأبوكريفية المنحولة: متى كتبت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
يتكلم هؤلاء الكُتّاب من نقاد المسيحية، كما بينّا في الفصل السابق، عن كتب لم يقرأوها ولا يعرفون عنها شيئًا، بل ولم يفكروا مجرد التفكير في قراءتها ومعرفة محتواها، ولم يحاولوا معرفة لماذا رفضتها الكنيسة ولا ما كتبه آباء الكنيسة الذين درسوها وحللوا محتواها الذي خلط بين الفكر المسيحي والفكر الغنوسي الوثني في حينه وكانوا يعرفون مصادرها التي صدرت عنها وأسماء كتابها من الهراطقة، وقد أثبتت الاكتشافات الأثرية لمخطوطات هذه الكتب والدراسات العلمية الحديثة لها صدق وأمانة هؤلاء الآباء ودقتهم فيما كتبوه عنهم وحكمهم السديد عليها ولكي نضع الصورة واضحة أمام القاريء نسجل هنا أسماء هذه الكتب الأبوكريفية، المزيفة، والتي كتبت فيما بين منتصف القرن الثاني والخامس للميلاد، كما ذكرها بعض أباء الكنيسة وكما ذكرت في المرسوم المنسوب للبابا جلاسيوس بابا روما في نهاية القرن الخامس، والبطريرك نيسيفوروس بطريرك القسطنطينية في بدادية القرن التاسع، وكما وجدت في المخطوطات التي تم اكتشافها في القرنين الماضيين. والتي قمنا بترجمتها ونشر الجزء الأول منها وسنصدر الجزء الثاني منها خلال الأيام القادمة ونبدأ بالمرسوم المسمى بالمرسوم الجلاسياني(1)، والمنسوب للبابا جلاسيوس الخامس (496م)، وهو عبارة عن قائمة بأسفار العهد الجديد السبعة والعشرين القانونية كما تسلمتها الكنيسة من الرسل. والذي جاء به أيضا قائمة بالكتب الأبوكريفية المحرمة، وأمام كل منها عبارة "أبوكريفي". ويفصل هذا المرسوم بشدة بين هذه الكتب الأبوكريفية المرفوضة والأسفار القانونية. وفيما يلي أهم ما جاء في هذا المرسوم:
"كتاب دليل (كتاب) الرحلات تحت اسم بطرس الرسول، والذي يسمى الكتب التسعة للقديس أكليمندس، أعمال تحت اسم أندراوس الرسول، أعمال تحت اسم توما الرسول، أعمال تحت اسم بطرس الرسول، أعمال تحت اسم فيليبس الرسول، إنجيل تحت اسم متياس، إنجيل تحت اسم برنابا (غير الإنجيل المزيف الموجود حاليا)، إنجيل تحت اسم يعقوب الأصغر، إنجيل تحت اسم بطرس الرسول، إنجيل تحت اسم توما، والذي يستخدمه المانيون، إنجيل تحت اسم برثولماوس، إنجيل تحت اسم أندراوس، الإنجيل الذي زيفه لوسيان، الإنجيل الذي زيفه هوسيخوس. كتاب عن طفولة المخلص، كتاب عن ميلاد المخلص أو عن مريم أو آلامه، كتاب يسمى الراعي، كل الكتب التي عملها ألفها لوسيان تلميذ الشيطان.. رؤيا منسوبة لبولس، رؤيا منسوبة لتوما، رؤيا منسوبة لأستيفانوس، كتاب يسمى عودة القديسة مريم للموطن. هذه وما على شاكلتها من الذي كتبه سيمون الساحر ونيقولاوس وكيرنثوس ومركيون وباسيليدس وأبيون.. مونتانوس.. فالنتينوس، المانيون" وجاء في قائمة نيسيفوروس (Stichometry of Nicephorus) (2) بطريرك القسطنطينية (806 - 818م) والذي ذهب إلى بغداد وهناك وجد العديد من هذه الكتب الأبوكريفية فقرأها وأحصى عدد سطورها. وننقل أهم ما جاء بها عن الكتب الأبوكريفية الخاصة بالعهد الجديد: "رؤيا بطرس300 سطر، إنجيل العبرانيين 2200 سطر، أعمال بولس 3600 سطر، أعمال بطرس2750 سطر، أعمال يوحنا 2500 سطر، أعمال توما 1300 سطر، إنجيل توما 1300 سطر"ومن الواضح أن قائمة نيسيفوروس والكثير من هذه الكتب كان موجودا في بطريركية القسطنطينية، والتي جاء بها من بغداد ثم قرأها خلفه فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من ق 9(3)، ومن ثم فقد قال عنها: "أن لغتها خالية تماما من النعمة التي تتميز بها الأناجيل وكتابات الرسل، وغاصة بالحماقات والمتناقضات". ثم يختم بقوله أنها تحوي "عشرات الآلاف من الأشياء الصبيانية التي لا تصدق، السقيمة الخيال، الكاذبة، الحمقاء، المتضاربة، الخالية من التقوى والورع، ولا يجافي الحقيقة من ينعتها بأنها نبع وأم الهرطقات" (4).
كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد
من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
03 أكتوبر 2018
السَيد المسيح يدعُو إلىَ الكمَال
السيد المسيح له المجد كان يعلّم باستمرار. في كل مكان وفي كل وقت. وكانوا يدعونه "يا معلم" أو "أيها المعلم الصالح". وهو كمثالي في كل شيء، كان يدعو إلى المثاليات. وفي مقدمة ذلك كان يدعو إلى الكمال، إذ يقول «كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل» (مت5: 48).+ وطبعًا الكمال الذي يدعو إليه السيد المسيح هو الكمال النسبي، لأن الكمال المُطلق هو لله وحده لا غير...والكمال النسبي نُسميه كذلك، نسبة إلى ما عند الإنسان من مقدرة وإمكانيات، ونسبة لما يمنحه الله من معونة ومن قوة للسير في الطريق الروحي، وما يعطيه أيضًا من نعمة تساعده وتقويه. وكذلك نسبة إلى مدى تجاوب الإنسان مع عمل الله فيه، ومع عمل الله معه.+ وحياة الكمال الروحي تشمل علاقة الإنسان بالله – تبارك اسمه – وعلاقته بالناس، وعلاقته بنفسه أو بذاته.أما عن علاقة الإنسان بالله، فقد لخصها بقوله «تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك» (مت22: 37)، وعبارة «من كل قلبك»، تعني أنه لا يكون في قلبك أي منافس لله. فلا تحب شيئًا ولا شخصًا ضد محبتك لله، ولا أزيد من محبتك لله. وفي ذلك يقول السيد الرب «من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني».+ ومحبتنا لله تعني أن نطيعه في كل شيء. فهو يقول «من يحبني، يحفظ وصاياي». وإن حدث وكسرنا إحدى وصاياه، فعلينا بالتوبة سريعًا. فالتوبة هي شرط لازم لمغفرة الله لنا. فهو يقول «إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون».ولكي ننال مغفرة الله لنا، علنيا أن نغفر أيضًا لمن أذنب إلينا. ونحن نقول في صلواتنا اليومية باستمرار: «اغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضًا لمن أذنب إلينا». وعلمنا السيد المسيح قائلًا «إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم».+ وفي محبتنا لله علينا أن نطلب في كل حين ملكوته. والسيد المسيح قد تحدث كثيرًا عن ملكوت الله، وملكوت السموات. وعلمنا في صلواتنا اليومية – التي نرددها مرات عديدة كل يوم – أن نقول لله باستمرار «ليأتِ ملكوتك». وهذه الطلبة تعني العديد من المعاني: منها أن يأتي ملكوتك علينا، على قلوبنا، ومشاعرنا وحواسنا. فتملك أنت يا رب كل ما فينا. وتملك إرادتنا ونكون لك، نفعل في كل حين ما يرضيك حسبما نقول هذه الطلبة دومًا في صلاة باكر. وكلمة «ليأتِ ملكوتك» تعني أن يملك الله على سائر الناس، ويقودهم إلى حياة البر والفضيلة.+ ومن كمال محبتنا لله الصلاة الحقيقية، التي ليست من الشفتين، بل من القلب. فإن الله وبّخ الشعب قديمًا قائلًا «هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا». لذلك ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت الله، بل الذي يفعل مشيئة الله.وفي كمال الصلاة، قال السيد المسيح: صلوا كل حين ولا تملّوا، صلوا بلا انقطاع. ومعنى ذلك أنه لا يقتصر الإنسان على صلوات معينة ويكتفي بذلك، بل في كل حين يمكنه أن يرفع قلبه لله ويصلي.+ ومن كمال محبتنا لله، أن نؤمن به، ونؤمن بعنايته بنا، واهتمامه بكل أمورنا. فقال السيد المسيح له المجد «لا تهتموا بما تأكلون وما تشربون... انظروا إلى طيور السماء، إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحرى أفضل منها؟ ولماذا تهتمون بما تلبسون؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده، كان يلبس كواحدة منها!! ».. «الله يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره، وكل هذه تزدادونها»..+ أما الكلام المطلوب من الإنسان فيقول السيد المسيح: «طوبى للأنقياء القلب... طوبى لصانعي السلام... ». والقلب النقي لا يوجد فيه شر أبدًا، بل لا توجد فيه سوى محبة الله، ومحبة الناس جميعهم. والقلب النقي لا تخرج من فمه كلمة خاطئة. وفي ذلك يقول السيد المسيح: «الإنسان الصالح: من كنز قلبه الصالح، يخرج الصلاح، أما الإنسان الشرير فمن كنز قلبه الشرير، يخرج الشرور». إذًا فالكلمة الشريرة، كلمة الإهانة والشتيمة، أو كلمة القسوة، أو كلمة التحقير، وما إلى ذلك... كل هذه مصدرها القلب، فهي خطية مزدوجة: خطية قلب ثم خطية لسان... والسيد المسيح يحذر من خطايا اللسان، فيقول «بكلامك تتبرر، وبكلامك تُدان». ويقول أيضًا «كل كلمة بطالة تخرج من أفواهكم، تعطون عنها حسابًا في يوم الدين». وعبارة كلمة بطّالة لا تعني فقط الكلمة الشريرة، بل تعني أيضًا كل كلمة ليست للبنيان، أي لا تنفع بشيء...+ أما قول السيد المسيح «طوبى لصانعي السلام» فتعني أن يكون بيننا وبين الآخرين سلام. وأيضًا أن نصنع سلامًا بين الآخرين بعضهم بعضًا. وأتذكر أنني كلما كنت أزور بيتًا من بيوت أبنائنا في الغرب، كانت أول كلمة لي، وأنا أخطو أول خطوة، هي: قال ربنا يسوع المسيح: «أى بيت دخلتموه، فقولوا: سلامٌ لأهل هذا البيت»...ولكي نصل إلى كمال السلام مع الناس، وضع لنا السيد المسيح قاعدتين: أولهما الاحتمال والتسامح، والثانية هي المغفرة للمسيئين. وفي ذلك قال لنا «سمعتم أنه قيل للقدماء: عين بعين، وسن بسن. أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر... بل من أراد أن يخاصمك أو يأخذ ثوبك، فأترك له الرداء أيضًا. ومن سخرك ميلًا، فامشِ معه اثنين».+ ولعل من أكمل الوصايا التي قدمها السيد المسيح من جهة التعامل مع الأعداء أو المسيئين، هي قوله «أحبوا أعداءكم، باركوا لاعينكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم... لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم؟! أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك؟!». إن المسيحية تعتبر أن عدونا الحقيقي هو الشيطان أما الأعداء من البشر، فهم ضحايا للشيطان يحتاجون أن نصلي من أجلهم، ونحتملهم ونغفر لهم...+ ومن كمال الوصايا التي وضعها السيد المسيح في التعامل مع البشر، هي وصية العطاء، التي تُسمى أحيانًا بالصدقة. فقال «من سألك فأعطه. ومن أراد أن يقترض منك، فلا ترده». وهكذا رفع الناس من مستوى دفع العشور، الذي كان في العهد القديم، واعتبره السيد المسيح مجرد الحد الأدنى للعطاء. وأمر بوصية الاهتمام بالجائع والعطشان والعريان، والغريب والمسجون. وقال «مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم» (مت25). ورفع مستوى العطاء إلى الكمال في قوله «ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه».+ ومن أجمل تعاليم السيد المسيح في العلاقات مع الناس، هي قوله: «مهما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا أنتم بهم». وقوله أيضًا «بالكيل الذي به تكيلون، يُكال لكم». فهذا هو الوضع الأصيل والكامل في التعامل: أن نعمل مع الناس ما نشتهي أن يعملوه معنا...+ ومن كمال ما يريده السيد المسيح في علاقاتنا مع الأمور العالمية والمادية، هي قوله «ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه!! أو ماذا يُعطي عوضًا عن نفسه؟!». إن العالم كله. لا شيء بالنسبة إلى مصيرنا في الأبدية.
مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
المزيد
02 أكتوبر 2018
الخادم ومعلم الأجيال - أ.د. موريس تواضروس
أستاذ تفسير الكتاب المقدس بالكنيسة القبطية، والنموذج الممتاز في حب كلمة الله وكل الناس، وفي ريادة أجيال عديدة أحبت كلمة الله، وتعلمت على يديه كيف تفهمها، وتحياها بمرجعية: علمية، وآبائية، وكنسية. أستاذي أ. د. موريس تواضروس عرفته أستاذًا لي بالإكليريكية، كما أعطاني شرف الصداقة الشخصية معه، وكان مرشدًا لي في مناسبات كثيرة، حيث جعلني أدخل إلى دراسة الكتاب المقدس، وقد سعدت به على المستويين الأكاديمي والشخصي.. أقرأ مذكراته وكتبه، ثم أكتب بعض الدراسات والكتيبات عن أسفاره المقدسة.. فهو الذي أدخلنا بمحاضراته وأبحاثه إلى آفاق جديدة في دراسة الكتاب المقدس. أ. د. موريس تواضروس لم يكن فقط أستاذًا يفسّر الكتاب المقدس، بل كانت حياته كتابًا مقدسًا فعلًا، إذ تتلمذنا على يديه وصادقناه عن قرب، فوجدناه قلبًا نقيًا وكتابًا مفتوحًا وتراثًا من الدراسات الهامة والمتميزة. إن أ. د. موريس تواضروس تخرج على يديه بطاركة وأساقفة وكهنة، وقيادات خادمة في كل أنحاء الشرق الأوسط. الرب يعوضه عن تعبه في خدمة الكنيسة، وتربية الأجيال، وكذلك في احتمال الألم والمرض. إنه بحق من الأبرار المعاصرين.لقد استقبله السيد المسيح بفرح، كما فرحت به أمنا العذراء وآباء الكنيسة: مار مرقس والقديس أثناسيوس، والقديس كيرلس، والقديس ديوسقوروس، وآباء العصر الحالي: من البابا كيرلس أبي الاصلاح، إلى البابا كيرلس الخامس بابا الاكليريكية والتربية الكنسية، والقديس الأرشيدياكون حبيب حرجس، والبابا كيرلس السادس رجل الصلاة والمعجزات، ثم البابا شنودة الثالث بابا التعليم ومدارس الأحد. لقد خدم معهم جميعًا بأمانة متميزة، وغيرة حقيقية، الى أن داهمه المرض.. لتنظلق روحه بسلام إلى سماء المجد.طوباك يا د. موريس، فلقد جاهدت الجهاد الحسن، وحفظت الإيمان، والآن في طريقك إلى اكليل البر والملكوت العتيد، حيث المجد الأبدي مع رب المجد، وأم النور، وكل الآباء القديسين. الرب يعوضه عن جهاده المتميز في خدمة الكتاب المقدس، والكنيسة، والعلم. وينيح نفسه الأمينة في الفردوس.الرب يعيننا كما أعانك، ويعزّينا عنك بتعزيات روحه القدوس، ويعزي أسرته، وتلاميذه من بطاركة وأساقفة إلى كهنة ورهبان وشمامسة وخدام. تعزياتي لقداسة البابا تواضررس الثاني، أحد علماء دراسات الكتاب المقدس أيضًا، ولأسرة أ.د. موريس وتلاميذه المنتشرين، في العالمين: القبطي والمسكوني، ولكل مريديه وعارفي فضله... تعزيات السماء ترافقنا جميعًا، وتسند ضعفنا بصلواته المقدسة. ولربنا كل المجد إلى الأبد آمين.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
01 أكتوبر 2018
عصر سبي بابل
(1) ما قبل السبي
كانت مملكة إسرائيل مملكة واحدة في أيام حُكم ثلاثة ملوك وهم: شاول بن قيس، وداود بن يسى، وسليمان بن داود. أما في عهد رحبعام بن سليمان فقد انقسمت المملكة إلى قسمين بسبب سوء تصرفه، وكذلك كعقوبة للعائلة المالكة بسبب سقوط الملك سليمان في عبادة الأصنام.. وهكذا صارت هناك مملكتان:
مملكة الجنوب (يهوذا)..
تشمل سبطين فقط هما يهوذا وبنيامين، وعاصمتها (أورشليم) حيث المذبح، والهيكل، واللاويون، والتسبيح الدائم. وقد تولى هذه المملكة بعض الملوك الصالحين الذين قاموا بنهضات روحية. وبعض الملوك كانوا أشرارًا أضروا بالشعب أعظم ضرر: روحيًا، وسياسيًا، وعسكريًا.. وبالتالي أيضًا أضروا بالهيكل، والعبادة، والذبيحة، والكهنوت - وبالأخص أيضًا التسبيح.
مملكة الشمال (إسرائيل)..
شملت باقي أسباط بني إسرائيل، وكانت عاصمتها (السامرة).. ودخلت فيها عبادات غريبة، بالإضافة إلى السحر، والعرافة، والشر.. وكان ملوكها أشرارًا بعيدين عن روح الآباء، وعن منهج داود وسليمان. كذلك لم يكن لهم حظ أو نصيب في ذبيحة التسبيح مقارنة بمملكة يهوذا بأورشليم.
(2) سبي مملكة إسرائيل
وبسبب شرور مملكة إسرائيل سلَّمهم الله إلى السبي بدءًا من سنة 722 ق.م. بعد أن انهزمت المملكة مرتين قبلاً أمام ملوك أشور، وسُبي أولاً سبط نفتالي إلى أشور "في أيّامِ فقحٍ مَلِكِ إسرائيلَ، جاءَ تغلَثَ فلاسِرُ مَلِكُ أشّورَ وأخَذَ عُيونَ وآبَلَ بَيتِ مَعكَةَ... وكُلَّ أرضِ نَفتالي، وسباهُمْ إلَى أشّورَ" (2مل29:15).
بعد ذلك سُبي بعد ذلك سبطا رأوبين وجاد ونصف سبط منسى إلى ما بين النهرين. "فنَبَّهَ إلهُ إسرائيلَ روحَ فولَ مَلِكِ أشّورَ وروحَ تلغَثَ فلناسَرَ مَلِكِ أشّورَ، فسَباهُمُ، الرّأوبَينيينَ والجاديينَ ونِصفَ سِبطِ مَنَسَّى، وأتَى بهِمْ إلَى حَلَحَ وخابورَ وهارا ونهرِ جوزانَ" (1أخ26:5).
أما في حكم شلمناصر فقد دخل السامرة بعد حصارها، "وفي السَّنَةِ التّاسِعَةِ لهوشَعَ أخَذَ مَلِكُ أشّورَ السّامِرَةَ، وسبَى إسرائيلَ إلَى أشّورَ وأسكَنَهُمْ في حَلَحَ وخابورَ نهرِ جوزانَ وفي مُدُنِ مادي" (2مل6:17). وبهذا انتهت مملكة إسرائيل بهذا السبي والتشتت.
نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
30 سبتمبر 2018
عيد الصليب
عِيد الصلِيب فِى الكنِيسة القِبطِيَّة الأرثُوذُكسِيَّة لَهُ كرامة عظِيمة حَتَّى أنَّهُ بعدما تعوَّدنا عَلَى نغمِة الصُوم بِكُلّ خشُوعها اليوم نُغيِّر النغمة إِلَى لحن شعانِينِى وَلحن شعانِينِى معناهُ قِمَّة الفرح رُبما يُعبِّر عَنْ الفرح أكثر مِنْ اللحن الفرايحِى لأِنَّ الصلِيب هُوَ سِر فرحنا سِر فرح ليس الكنِيسة فقط بَلْ البشرِيَّة كُلّها وَلِنقِف وقفة عِند الصلِيب كى نعِيش ما تُرِيد الكنِيسة مِنَّا أنْ نتذوَّقه الصلِيب فخر المسِيحِيَّة وَقوَّتها لَوْ أخلينا المسِيحِيَّة مِنْ فِكر الصلِيب لَنْ تصِير مسِيحِيَّة لَوْ أخذنا المسِيحِيَّة كُلَّها وَتجاوزنا الصلِيب وَلَوْ أخذنا الإِنجِيل كُلّه وَتركنا قِصَّة الصلِيب وَقُلنا لِنكُنْ مَعْ المسِيح الَّذِى تجسَّد وَصنع المُعجِزات سيُقال لنا أنَّنا جعلنا المسِيحِيَّة مِثل إِنسان توقَّف قلبه مركز فخر وَقُوَّة المسِيحِيَّة الصلِيب المسِيحِيَّة مُرتكِزة عَلَى الصلِيب فِى كُلّ أعمالها لِذلِكَ قَالَ المسِيح [ وَمَنْ لاَ يحمِلُ صلِيبهُ وَيأتِي ورائِي فَلاَ يقدِرُ أنْ يكُونَ لِي تلمِيذاً ] ( لو 14 : 27 )لاَ يوجد مسِيحِى حقِيقِى إِلاَّ وَهُوَ حامِل الصلِيب وَإِنْ إِستعفى مِنْ حمل الصلِيب فَهُوَ رافِض أنْ يكُون كسيِّده إِذاً هُوَ ليس مسِيحِى كرامِة المسِيحِى فِى إِهتمامه وَقبُوله لِلصلِيب فِكرِتنا عَنْ الصلِيب تغيَّرت بعدما كَانَ الصلِيب عُقُوبة أوْ ألم إِجبارِى يُرسِلهُ الله أصبح الصلِيب قُوَّة وَغلبة وَخَلاَصَ لابُد لِكُلّ واحِد أنْ يكُون لَهُ شرِكة فِى آلام المسِيح لاَ تستعفِى وَ لاَ ترفُض الَّذِى يحمِل صلِيبه بِشُكر وَفرح يكُون واعِى لأهم سِر فِى المسِيحِيَّة وَهُوَ شرِكة الآلام [ لأعرِفهُ وَقُوَّة قِيامتِهِ وَشِرِكة آلامِهِ مُتشبِّهاً بِموتِهِ ]( فى 3 : 10 ) كثِيرُون يعرِض الله عليهُمْ الملكُوت بِحمل الصلِيب وَهُمْ يرفُضُون هذا الصلِيب فِى المعنى الرُّوحِى هِدِيَّة يُرسِلها الله لِيُدخِلَكَ الملكُوت هل حولَّنا فِكرِة الصلِيب إِلَى قِطعة حُلِى ذهبِيَّة خارِجِيَّة تُحلِّى صُدُورِنا؟ لاَ الصلِيب ليس زِينة00الصلِيب الحقِيقِى كرامتة فِى حمله وَقبُوله وَالشُكر عليه لِذلِكَ عِيد الصلِيب يجعل الإِنسان يقِف وَيُراجِع نَفْسَه أين هُوَ مِنْ حمل الصلِيب وَقبُوله وَالشُكر فِى أى ألم ؟ لَوْ عرف الإِنسان الفقِير أنَّ فقره بِسماح مِنْ الله لِيدخُل الباب الضيِق وَينال الملكُوت لصار أعظم القِدِيسِين لَوْ أعطاك الله ألم وَقبلته بِشُكر ستُهيَّأ لِلمجد لكِنْ لِلأسف الإِنسان يرفُض الصلِيب لِذلِكَ لاَ تتعجَّب مِنْ أنَّ العالم يرفُض إِله يُصلب وَيُعرَّى وَيُتفل عليه هذا قِمَّة الإِزدراء لِله لكِنْ نحنُ نقُول هذا فِكر بشرِى لأِنَّ الله أتى لِيُكرِّس لنا طرِيق نسِير فِيهِ وراءه وَعِندما نسِير وراءه نراه أمامنا يحمِل صلِيبه لِذلِكَ لابُد أنْ أحمِل الصلِيب الله لَمْ يأمُرنا أنْ نحمِل الصلِيب وَهُوَ لَمْ يحمِله بَلْ هُوَ تقدَّمنا حامِل صلِيبه صلِيب بِهِ قِمَّة الإِزدراء وَالآلام النَّفْسِيَّة وَالجسدِيَّة تخيَّل أنَّكَ ترفُض هذا الفِكر إِذاً أنت ترفُض منهج المسِيح وَالطرِيق الَّذِى سار فِيهِ وَالفِكرة الَّتِى أسسها كحياة وَسلُوكَ رأيناه مضرُوب وَمُهان وَحامِل الصلِيب لِذلِكَ حمل الصلِيب صار مركز الحياة المسِيحِيَّة كرامِة القدِيس فِى الكنِيسة وَمجده يُقاس فِى السَّماء بِحمله الصلِيب وَليس بِعلمِهِ وَثقافتِهِ أوْ أشياء خارِجِيَّة بَلْ بِدرجِة أمانتِهِ لِحمل الصلِيب كَمْ إِحتمل لِماذا سُمِىَّ مارِجرجِس أمِير الشُهداء ؟ أليس هُناك شُهداء كثِيرُون تعذّبُوا ؟ نقُولَ لأِنَّ مارِجرجِس تعذَّب سبع سنوات أى كَانَ صلِيبه أثقل وَأكثر قُوَّة كرامِة المسِيحِى فِى حمله الصلِيب وَكُلَّما كَانَ أمِيناً وَحمل صلِيب أثقل كُلَّما مجده إِزداد لِذلِكَ المسِيحِى الحقِيقِى يفرح بِقبُول الألم يقُولَ بُولُس الرَّسُولَ[ أُسرُّ بِالضَّعفاتِ وَالشَّتائِم وَالضَّرُوراتِ وَالاِضطهاداتِ وَالضَّيِقاتِ ]( 2 كو 12 : 10 )هل تفرح يا بُولُس بِالضِيقات وَالشتائِم ؟ الَّذِى فِكره فِكر الصلِيب يُحِب الكُلّ وَيحتمِل الكُلّ وَكما يقُولَ مارِيعقُوب[ إِحسبُوهُ كُلّ فرحٍ يا إِخوتِي حِينما تقعُونَ فِي تجارِبَ مُتنوِّعةٍ ] ( يع 1 : 2 ) لِذلِكَ الكنِيسة مملؤة لُبَّاس صلِيب أُناس بِالفِعل حملُوا صُلبان ضِيقة مرض شِدَّه قَدْ تقُولَ أنَّ حياتكَ تسِير بِإِسلُوب هادِئ طبِيعِى أقُولَ لَكَ لَكَ أنْ تختار صلِيبكَ صلِيب الجِهاد الرُّوحِى وَقمع الجسد أحمِل صلِيب جسدِى[ الَّذِينَ هُمْ لِلمسِيح قَدْ صلبُوا الجسد مَعَ الأهواء وَالشَّهواتِ ] ( غلا 5 : 24 )إِنسان يُسَّمِر كُلّ يوم جسده وَيقِف أمام شهواته أى يصلِب الجسد وَالَّذِى يُسيّطِر عليه يُعلِن أنَّهُ صلِيبه أى غلبه أى إِنتهى مِنّه إِنسان ليس لديهِ مشاكِل نقُولَ لَهُ أُصلُب جسدك وَالجسد كثِير المُشاغبات حَتَّى أخِر لحظة فِى حياتكَ وَأحذر أنْ تتخيَّلّ أنَّهُ سيأتِى وقت وَيقِف الجسد عَنْ حِيله لاَ الجسد يرفُض العِفَّة وَالصُوم وَإِذاً هُناكَ هِدِيَّة أعطاها الله لَكَ الصلِيب داخِلَكَ أُضبُط جسدك الجسد يحتاج أنْ يُصلب وَيحتاج أنْ نقُولَ لَهُ لاَ وَنُسَّمِره وَنُعرَّيه وَ لاَ نُدلِّلهُ وَما أجمل الكنِيسة القِبطِيَّة كنِيسة نُسكَ وَتضيِيق عَلَى الجسد لأِنَّها تعلم أنَّ الجسد قَدْ يمنعكَ مِنْ الأبدِيَّة وَقَدْ يُساعِدك عليهاهل تُرِيد أنْ تحيا صلِيب أقوى ؟ أُصلُب ذاتكَ لأِنَّ الذَّات مركز الوجُود الكيانِى لِلإِنسان وَكثِيراً ما تتعالى وَتتفاخرالذَّات تحتاج صلِيب ذات مُماته مصلُوبة تموت مِنْ أجل المسِيح تُقدِّم نَفْسَها تحت أقدام المسِيح ذات ترفُض المدِيح وَتُخفِى أعمالها رُبما هُناكَ بركات كثِيرة فِى حياتكَ تُعطِلها ذاتكَ فأُصلُبها معرُوض عليكَ حمل صلِيب وَبركة وَالله ينتظِر أمانتكَ فِى حمل الصلِيب وَصفُوف القِدِيسِين خلفه تُنادِى عليك وَهُمْ حامِلُون الصلِيب المُهِمْ أنْ تُطِيع وَالقِدِيسِين يُشّجِعُوكَ لأِنَّهُ منهج فَلاَ تجزع وَ لاَ تمِل لأِنَّكَ ترى القِدِيسِين لأِنَّكَ ستعِى أنَّ الصلِيب ليس عُقُوبة بَلْ بركة وَعلامة إِنَّكَ تسلُكَ فِى الطرِيق الصَّحِيح [ ينبغِي أنَّهُ كما سَلَكَ ذاكَ هكذا يسلُكُ هُوَ أيضاً ] ( 1 يو 2 : 6 ) وَكما يقُولَ بُولُس الرَّسُولَ[ صُلِب العالم ُلِي وَأنَا لِلعالم ] ( غلا 6 : 14 ) أى أُسّمِر العالم وَ لاَ أخضع لِمُغرِياته وَما أكثر مُغرِيات العالم اليوم وَمباهِجه يتفنَّن كيف يُبهِر النَّاس كيف يكُون ذلِكَ العالم عالم مصلُوب أى فاقِد الإِبهار وَالمظهر البرَّاق ؟ تخيَّل أنَّكَ تعِيش هذا الفِكر العالم مصلُوب وَذاتكَ مصلُوبة وَجسدكَ مصلُوب ستكُون قَدْ دخلت شرِكة الآلام الحقِيقِيَّة فَلاَ تجزع مِنْ الصلِيب الثبات فِى الطرِيق الرُّوحِى مهما كَانَ فِيهِ ضعفات وَالثبات فِى الحرُوب الرُّوحِيَّة صلِيب كَانَ عدو الخِير يُصارِع الأنبا أنطونيُوس حَتَّى أنَّهُ كما يُصارِع إِنسان حَتَّى أنَّهُ ضربهُ وَتركهُ بين حىَّ وَميِت فِى قلاَّيته تخيَّل حرُوب عدو الخِير كيف تكُون صلِيب وَكَمْ ثِقله ؟ بينما كَانَ الأنبا أنطونيُوس مطرُوح فاقِد الوعى مِنْ شِدَّه الألم رفع عينيهِ فرأى ربَّ المجد واقِف فعاتب الأنبا أنطونيُوس ربَّ المجد يسُوعَ لأِنَّهُ أتى مُتأخِراً وَكأنَّهُ يقُولَ لَهُ أتيت بعدما ضُرِبت كُنت تأتِى لِتُدافِع عنِّى [ لِماذا لَمْ تأتِى فِى آلامِى وَإِلَى متى لاَ تضع حدَّاً لآِلامِى ] لِماذا لَمْ تأتِى أثناء الصِراع00فأجابهُ يسُوعَ [ أنا كُنت حاضِراً وَكُنت أُراقِب آلامكَ وَلأِنَّكَ صارعت وَغلبت سأجعلَكَ عموداً00يكُون إِسمكَ معرُوفاً فِى كُلّ مكان ] أحياناً يكُون فِى حياتنا صلِيب وَ لاَ نرى الجانِب الآخر مِنْ الصلِيب السيِّد المسِيح كَانَ يُدّبِر طغمات يُعلَّمها الأنبا أنطونيُوس كيف تغلِب وَيملأ بِها الصَّحراء أحياناً يرى الإِنسان الصلِيب مِنْ وِجهة واحِدة فتجزع نَفْسَه عِندما يرى الإِنسان آلام المسِيح يتعب وَيقُولَ أُرِيد أنْ أرى القِيامة أقُولَ لَكَ[ لاَ توجد قِيامة بِدُون ألم وَ لاَ يوجد ألم بِدُون جُلجُثة ] فرحك ينتظِركَ بعد حمل الصلِيب وَلأِنَّنا غير أُمناء فِى حمل الصلِيب لِذلِكَ لاَ توجد فِى حياتنا قِيامة الله يُرِيد كُلّ أولاده لُبَّاس صلِيب يسِيرُون فِى طرِيق حمل الصلِيب ليتنا نكُون مُهيَّئِين لِهذا الطرِيق أعطِنِى يارب أنْ أفرح بِحمل الصلِيب وَأكسر جسدِى وَأُقدِّم لَكَ جسدِى مكسُور ساجِدعلّمنِى أنْ أصلُب ذاتِى وَأغرِس صلِيبكَ فِى قلبِى كى أحيا الإِنتصار وَالقِيامة معكَ أرجُوكَ لاَ تستعفى مِنْ حمل الصلِيب ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.
القس انطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك - الأسكندرية
المزيد
29 سبتمبر 2018
تدبير خدمة الرعاية
عمل التدبير الكنسي كالخيط المحكم يجمع الحزمة الروحية ويدبرها... عملاً مسكوبًا موهوبًا إلهيًا ، ليكون إدارة الله وعمله فينا ، بالسهر على مواهبه وحفظها ؛ لأن التقديس والتدبير لا يأتي من التقليد ، لكن من عمل الروح القدس في المدبر ... وجميعنا يعلم أن إحراز الانتصارات إنما يكون بإيمان القائد أكثر من شجاعة الجنود، فإبراهيم دخل المعركة ومعه ٣١٨ رجلاً واسترد الغنائم من الأعداء الكثيرين ؛ وبقوة تلك العلامة التي كانت إشارة إلى صليب مخلصنا واسمه (T I H) قهر قوة خمسه ملوك مع جيوشهم ونال النصرة وفدى ابن أخيه لوط... وبالمثل فإن يشوع انتصر بصوت سبعة أبواق مقدسة وبمعونة ميخائيل رئيس جند السماء ، هكذا كل مدبر حقيقي يحمل روحًا رئاسيًا للتدبير لا تدبير بدون المدركات الإلهية : التي بها نُعطىَ عينًا مقابل عينٍ ، وأُذُنًا مقابل أُذُنٍ، ورأسًا مقابل رأسٍ ، فلا تدبير إلا بإقتناء امتيازات حكمة أبي الأنوار ، التي تجعل المدبر كله نورًا وعينًا ... كذلك لا تدبير ناجح من غير محبة وتقوَى إنجيلية متسعة ، وعكس ذلك ليس في مجال خدمه المسيح ؛ لأن منطق العالم أو ما يسمى "بالدَهْرَنَة" تقترن فيه الأولية بالسلطة والسطوة والقوة ، لذا يعتمد البطش والقهر والدس أسلوبًا ، أما منطق كنيسة المسيح هو تواضع القلب والدعة وحمل نير راحة النفوس بكل إتفاق روح ... فكل أساليب العالم الدهرية بما فيها من ذات ومراوغة تعطل الخدمة وتبطل ماهيتها ، لأن الأول في الخدمة هو الخادم الذﻱ على مثال العبد المتألم والفقير الأبدﻱ ، الأول هو في بذله ، في محبته ، في تجرده ، في أن لا تكون نفسه ثمينة عنده ، إذ لا مجال في الخدمة للإستئساد والتسلط على الأنصبة ولا للإكتناز وتخمة المقتنيات كل مظاهر وشكليات تُحدث تباعدًا أو فجوةً بين الفكر الكتابي والأساس الليتورچي وبين الواقع الكنسي ، لا بُد من التوبة والإقلاع عنها فورًا وبالمطلق ، لأن الروح المجمعية والشركة واحترام المواهب وتكميلها يصب في خانة الكمال المسيحي ، مع عدم الاستغناء عن موهبة ما . لهذا تحرص الكنيسة في تسبحة باكر النهار أن نرتل معاً "ها ما هو الحسن وما هو الحُلو إلا إتفاق أخوة ساكنين معاً ... متفقين متحدين بمحبة مسيحية إنجيلية رسولية كمثل الرسل" عندها تلتئم الكنيسة لعمل الخلاص غير مستغنية عن أحد إن الصراحة والإنفتاح لا تجعل القشور متربعة في المركز بدلاً من الجوهر المطلوب ، لذلك غياب التواضع الإنجيلي ، يلغي الحوار ويهمش المشورة ويشرخ الجسد ، الأمر الذﻱ يحجب خيرًا وصيدًا كثيرًا ، ويقف حائلاً أمام إلتقاط المواهب واكتشافها وتوظيفها وملاحظتها وما أصعب غياب الإحساس الكنسي بإكتشاف وتطوير المواهب والطاقات المتجددة ، الأمر الذﻱ يتسبب في إهدارها أو انحرافها أو وأدها ... فعلى عاتق الآباء والمرشدين الكبار في الكنيسة تقع مسئولية الاعتراف بالمواهب وتوزيع الأدوار وتجديد الطاقات وانتقائها بعناية ، وعدم تجاهلها عمليًا سواء بقصد أو بغير؛ لأن ذلك يصد التيار العام لديناميكية الكنيسة ، وبه ننكر عمل الروح القدس فيما بيننا ، عندما نختزل المواهب ولا نثق بها كذلك تدبير هذه الطاقات والمواهب ، يحتاج إلى تجهيزها وتأهيلها ، لأننا لازلنا على عتبات سلم التدريب الكلاسيكي ، ولازلنا نعتمد لغة خشبية في مواجه عالم نقدي لا يرحم ... والبداية تبدأ من رصد الطاقات الفكرية والتدريبية في الكنيسة ، ووضعها في مشروع بلورة وحضور واعد ، يمكن ان يحقق نقلة نوعية في خدمة كنيستنا المعاصرة ، لتكون محركاً أساسياً في بلورة التوجهات الخلقية "Ethique " المستقبلية ؛ لأنها مسئولة عن خدمة إنارة وقيادة العالم ، ومن ثم ينبغي أن تكون ورشة عمل مفتوحة وخلية نحل لفرز عسل الخدمة والكرازة بالبشارة المفرحة ... وتتميم رسالتها مع كل ذخيرة الكنيسة من صفوفها العاملة ، وفق جدول عمل يبني الكنيسة ويبقيها ويديمها نامية من جيل إلى جيل بمواهب الله التي تعين الوظائف الكنسية في الخدمة والتعليم والوعظ ورعاية النفوس لأجل تكميل القديسين وعمل خدمة بنيان الكنيسة حضور مسيحنا في خدمتنا وتدابيرنا ، لا يأتي إلا بالصلاة الدائمة والإنسكاب على كلمه الإنجيل والتلمذة ، فتصبح أعمالنا بالله معمولة ؛ لا وليدة ظروف وأحداث ونفسنة ، بل مقودة بالروح وملهمة بمعونة فائقة وعلم كلي Omniscience، علم يرى ويفحص كل الدهور وما وراءها ... وقد سبق المسيح وعلمنا التدبير وكيف أنه يتأسس بغسل الأرجل ، عندما غسل أرجل تلاميذه ليؤهلهم كي يعملوا ويعلموا فينالوا الطوبىَ ؛ لأن العبد ليس أعظم من سيده ولا الرسول أعظم من مُرسِلِهِ ، وقد جعل هذا طقسًا لكل الخدام والكهنة بكل رتبهم ، حتى لا يتعظم أحد ؛ بل يتدبر أخيرًا إن ضبط الخدمة وتصحيحها وإتقانها هو تكميلها ، الذﻱ يتم فقط بالإصلاح والتصليح والتدقيق وتكميل ما هو ناقص في كل عمل صالح ، كي يكون البنيان منسجمًا في وحدة الإيمان والمعرفة ، لبلوغ الهدف بالاتفاق الكلي في القول والنظر والفكر والعمل ، لأننا سُقينا روحًا واحدًا ، لو صدقت محبتنا ؛ لَنَمِينا جميعًا وتوسعت تخومنا لمجد الثالوث القدوس .
القمص اثناسيوس فهمي جورج
كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج الأسكندرية
المزيد
28 سبتمبر 2018
ثمار الروح القدس
وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ ٢٣وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. (غل 5 : 22).
أبدأ اولاً بالتوجه بالشكر إلى محافظ مطروح سيادة اللواء علاء أبو زيد على ترحيبه و كل أجهزة المحافظة. و أعجبنى في سيادة المحافظ أن له رؤية والقائد الذي له رؤية دائماً يكون قائدا ناجحا. كما أشكر السيد اللواء مختار الصنبارى مساعد وزير الداخلية و مدير أمن مطروح و السيد اللواء عادل الطحلاوى مساعد مدير الأمن و السيد اللواء أشرف عبيد مساعد مدير الأمن كما أشكر أيضا الأستاذ سيد إمام سكرتير عام المحافظة و الأستاذ علاء عبد الشكور سكرتير عام مساعد المحافظة و المهندس محمد شريف مصطفى مدير الاستثمار بالمحافظة وكل الأحباء وكل الحضور.
ونشكر نيافة الأنبا باخوميوس و كل الآباء الأساقفة المتواجدين معنا وكل الآباء الكهنة وكل الشمامسة وكل الأراخنة وكل الشعب والكورال أيضاً اللي قدم.
واحنا في بداية سنة قبطية مصرية جديدة و التى بدأت فى 11 سبتمبر واحتفلنا فيها بعيد النيروز ” عيد رأس السنة القبطية ” كما احتفلنا بعيد الصليب بالأمس ، يجب أننا دائماً فى البداية نضع مبادىء لحياتنا. فالبداية الصحيحة تؤدي إلى نتائج صح و عشان كده أحب أن أكلمكم اليوم عن مبدأ ممكن تضعه لحياتك و المبدأ ده ممكن نسميه ” محبة – فرح – سلام ” ..
1- محبة: كلمة المحبة وهي الركن الأول بيمثل الإنسان الذي يشعر بيد الله التي خلقته ويشعر بمحبة الله في حياته. الإنسان في أيام عمره أحيانا ينسى الحكاية دي ، ينسى أن محبة الله هي التي انسكبت وهي التي خلقته ، فإن سألتك لماذا خلقني الله أجبتك إنه خلقني لأنه أحبني. كما هو مكتوب: “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 3 : 16). أحب العالم كله لذلك فمحبة الله هي نقطة البداية، إذا عشت أيها الإنسان وقلبك مملوء بمحبة الله أعلم أنك بدأت بشكل صحيح. ولكن انتبه فالمحبة لله ليست بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق.
2 – فرح: إن الفرح الشخصي الذي يعطيه لنا الله لا يستطيع العالم أن يعطيه لك .. سوف يعطيك فرحاً داخلياً حقيقي وهو احساس الرضا و احساس الشبع فأحيانا الإنسان يمتلك كل شيء ولكن نجده غير راضي ودائم الشكوى والتذمر أما الإنسان الذي عاش واختبر محبة فانه يمتلك فرحاً إنسانياً داخلياً. وهو ما يختلف عن فرح الإنسان حينما يقضي وقتا طيبا وسط اصحابه يزور مكان جديد فكل هذه الأشياء سطحية و وقتية أما الفرح الذي من الله فهو دائم .
3 – سلام: إذا اختبرت الحب الإلهي وعشت الفرح الشخصي ستصل إلى الركن الثالث و هو السلام الإجتماعي و تستطيع أن تصنع سلاما فى الأسرة وفى العمل وفى المجتمع. …
لماذا يصعب على الناس صنع هذا السلام ؟ لان قلبه ليس فيه فرح شخصي ولم يختبر محبة الله ولكن طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون .. هناك نوعان في الصناعة صناعات خفيفة و ثقيلة و لكن النوع الأصعب هي صناعة السلام ، فالإنسان الواعى هو هو الذي يستطيع أن يصنع سلاما فى كل عمل صالح. فبكلمة حلوة تكسب ناس كتيرة ، بكلمة تشجيع تكسب ناس كتيرة وبروحك الحلوة تستطيع أن تكسب شعوبا ولعل أوضح قصة على صناعة السلام هى قصة أبراهيم و لوط .
هذا المبدأ يا أخواتي يصلح لنا جميعاً و لكن لابد أن يكون الثلاث اركان معاً ، ومحبة الله تكون فينا .
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 سبتمبر 2018
الخلط بين هرطقة آريوس وبين الكتب الأبوكريفية
وقد خلط الكاتب، عمدًا أو جهلًا، بين رفض مجمع نيقية لكتابات آريوس الهرطوقية وما سماه بالأناجيل التي قررت إحراقها!! دون وجود أي إشارة تاريخية أو دليل على هذه الأقوال المدلسة الكاذبة!! وحاول إيهام القاريء أن رفض كتابات آريوس هو رفض لأناجيل غير مرضي عنها!! بل وحاول جهلًا أو عمدًا أن يوحي للقاريء أنه كان لدى آريوس أناجيل أخرى رفضها مجمع نيقية وأمر بإحراقها!! وهذا يدل أما على جهل أو تدليس متعمد، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وراح يستخدم مراجع في غير محلها فنقل قول المؤرخ وول ديورانت في كتابة قصة الحضارة المجلد الثالث: "وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب آريوس جميعها، ويجعل إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام". وقول الكاتب المسيحي حبيب سعيد: "وبذلك فض المؤتمر النزاع القائم، وقرر إبعاد آريوس وأتباعه وحرق الكتاب الذي أودعه آراءه الملحدة"!!!
وهذا الخلط الذي عمله كاتب المقالة أما جهلًا ودون فهم أو وعي أو عمدًا ليظهر للقاريء غير العارف بأمور المسيحية أن الكنيسة أحرقت كتبها الأصلية، بما يوحي للقاريء احتمال وجود العقائد المختلف عليها بين المسيحية والإسلام في هذه الكتب!!!!
وهنا نسأله ما العلاقة بين كتب آريوس الذي كان يؤمن بأسفار العهد الجديد السبعة والعشرين وبين هذه الكتب المنحولة؟؟!! فهذا مجرد تخبط وعدم فهم وخلط للأمور فكتب آريوس كانت، كما نعرف مما نقله الآباء عنها في ردهم عليها ومما جاء في سجلات مجمع نيقية ومن رسائله التي أرسلها إلى بطريرك الإسكندرية وإلى الإمبراطور قسطنطين وصديقة يوسابيوس النيقوميدي، تنادي بعكس الإيمان المستقيم ولكنها لا تنكر لا ألوهية المسيح ولا صلبه ولا فداءه للبشرية ولا إيمانه بأسفار العهد الجديد السبعة والعشرين كما هي بين أيدينا، بل ولم يستعن على الإطلاق بأي حرف من الكتب الأبوكريفية، فقد آمن آريوس أن الله غير مرئي وغير مدرك ولا يمكن أن يمس المادة النجسة لذا لم يخلق الكون ولكنه خلق إلها آخر وسط بينه وبين المادة، وأعطاه أن يخلق الكون وكل ما فيه، فهو الخالق الفعلي للكون والبشر، وهو، المسيح، الذي يدير الكون ويدبره ويرعاه باعتباره خالقه، وعندما أخطأت البشرية أخلى نفسه من مجده ولاهوته وتجسد وصلب ليقدم لها الفداء، وبالتالي فالمسيح هو ختام الإعلان الإلهي الذي لا يمكن يأتي أحد بعده على الإطلاق!!!!
كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد
من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد