المقالات

01 سبتمبر 2024

علامات مجئ ربنا يسوع المسيح

تتعّود الكنيسة يا أحبائى فى ختام سنة قبطية أن تُكلّمنا عن مجىء ربنا يسوع الثانى اليوم هو أخر أحد فى السنة والكنيسة تتعّود فى نهاية السنة وبداية سنة جديدة أن تكلّمنا عن نهاية العالم والكنيسة بتعمل ترتيب وتنظيم لأيام حياتنا لدرجة انها تعمل لنا دورات فى حياتنا لتُذكّرنا بالخلاص ففى كل يوم وكل أسبوع تعمل لنا دورات للخلاص وفى كل مناسبة وكل سنة أيضاً ففى كل يوم نتذكر قيامة ربنا يسوع ونتذكّر موته على الصليب ودفنه والدينونة ومجيئه الثانى ففى اليوم الواحد بنعيش تذكار حياة ربنا يسوع وفى الأسبوع يوم الأربعاء نتذكّر المحاكمة وفى الجمعة نعيش تذكار موته الكنيسة بتتأكد من دخولنا لأعماق الإنجيل من خلال الممارسات البسيطة ففى القداس ربنا يسوع يقدّم لنا نفسه كخبز مكسور وكدم مسفوك وفى نهاية القداس أبونا يرش الماء كتذكار صعود ربنا يسوع فكل أحداث الخلاص الكنيسة بتضعها أمامنا لكى نعيشها حية جديدة الكنيسة تريد أنّ هذا الأسبوع لا يمر إلاّ وأن نتذكّر نهاية العالم ولذلك المزمور يقول " لك السماوات لك أيضاً الأرض المسكونة وملؤها أنت أسستها " إنظروا كم جيل مر وكم سنة مرت فكلمة " سنوك " جمع سنة فيقول له " فمن جيل إلى جيل أنت أسست الأرض "يريد أن يقول له يارب كل شىء يمكن أن يبُاد ولكن أنت تبقى فكم سنة أنت أعطيتها لنا ؟!! فالكنيسة تريدنا أن نستقبل السنة بروح جديدة وبفكر جديد وهذا الفكر هو حقيقة مجىء ربنا يسوع وأن يكون لنا الإحساس أنّ الرب آتٍ وأنّ مجيئه على البواب وأنّه توجد دينونة بنعمة ربنا أريد أن أتكلّم معكم فى ثلاث نقط :- 1- حقيقة مجىء ربنا يسوع المسيح لابد أن نؤمن أنّه يوجد مجىء ثان لربنا يسوع لأنّه كان يوجد مجىء أول وهو مجىء التجسّد وهو تجسّد فى ملء الزمان والمجىء الثانى هو مجىء الدينونة الله الذى سيأتى ويظهر فيه ويدين المسكونة بالعدل ويدين كل واحد كنحو أعماله وربنا يسوع كان يؤكد لنا فى تعاليمه بإستمرار على مجيئه الثانى وكان يتكلّم عن مجيئه ويقول إنتبه أنت تعيش فى فترة مؤقتّةوأنا سآتى ولذلك قال لهم مثل الكرّامين فيريد أن يقول أنا سآتى أحاسبك فماذا فعلت فى الكرم الذى أعطيته لك ؟ فبولس الرسول يقول " وأنتم متوقعون إستعلان مجيئه " فهو يتكلّم وكأّن مجيئة أمام عينيه الأن نحن ننتظر مخلّصاً فهو جالس ومنتظر ربنا يسوع يأتى فى أى لحظة وبطرس الرسول فى الكاثوليكون اليوم يقول " منتظرين وطالبين سرعة مجيئة " نريده أن يأتى بسرعة وأخر آية فى الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا تقول" والروح والعروس يقولان تعال " فلم يجد آية يختم بها الإنجيل إلاّ " تعال " الكنيسة تؤمن أننا الأن ونحن فى الكنيسة متوقعين مجيئة والكتاب يقول " هوذا يأتى على السحاب وتنوح عليه كل قبائل الأرض " فعندما يأتى إبن الإنسان " هل سيجد الإيمان على الأرض " فهو يؤكّد أنّه سيأتى نحن فى فترة إنتظاروفى فترة توقّع لمجىء ربنا يسوع فلا ننساها أبداً لأنها هى ركيزة تجعلنا نحافظ على حياتنا ونعيش فى البر فحقيقة أنّه سيأتى ويجازى هى حقيقة موجودة فى الكتاب المقدس " لأنّ الرب نفسه بهُتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات فى المسيح سيقومون أولاً سنُخطف فى السحب لملاقاه الرب فى الهواء " ، سيبصروا إبن الإنسان آتٍ على السحاب فالمفروض أن نتوقع مجيئه ولكن هو أبتدأ يعطى علامات لمجيئه لدرجه أنّه عندما كان يكلّم تلاميذه عن المجىء كانوا يمتلأون حيوة فأعطاهم كلمات فيها شىء من التدقيق وفيها شىء من الوضوح والغموض رب المجد يسوع لا يريد أن يضع تحديد دقيق للمجىء وأى إنسان يا أحبائى يتكلّم عن المجىء بأوقات مُحددّة إعلموا أنّ هذا ليس من المسيح رب المجد يسوع نفسه قال " إنّ ملكوت الله لا يأتى بمراقبة " فليس لأنّه حدثت مجاعة أو حدثت حروب فإنّه سيأتى فالملكوت لا يأتى بمراقبة فهو حب أن يُخفى هذه الساعة لكى تكون حياتنا كلها توقّع لظهوره حتى لا ألهو وأمرح إلى أن يأتى فهو قصد أن يكون مجيئة غير معلوم الوقت لأنّ التحديد سيتنافى مع قصد الله ويتنافى مع قصد عمل التوبة وسيكون فيه دعوة للإستهتار والتكاسل والتهاون والناس ستنغمس فى إرتباطات العالم لذلك نحن علينا ألاّ نتزعزع ولا نأخذ بالتحديدات فأنا قرأت كتاب لشخص كان يتكلّم بمنتهى القوة وبمنتهى الثقة وكان يحدّد المجىء أنّه سنة 94م وقد مرّت هذه السنة ولم يحدث شىء ومرة كان التحديد فى سنة 97م وواحد قال إن الأصح سنة 2000م ، وسنة 2000 مرّت فسنجلس نحسب حسابات ونتوه ويضيع منّا الهدف فالعلامات كلها أمامنا وبتتحقق فنحن علينا أن نتوقّع إستعلان مجيئة. 2- علامات مجيئه فالعلامات لا يوجد فيها شىء جديد علينا0ولقد عاشها الأجيال السابقين ولكن ممكن أنها بتتضح أكثر فمن هذه العلامات :- أ- إضطهاد المؤمنين وهو موجود منذ زمن بعيد ولا يوجد عصر إلاّ وكانت فيه الكنيسة مُتأّلمة فمنذ عصر الرسل وكانت الكنيسة مُتألّمة كما قال لنا ربنا يسوع " ستكونون مُبغضين من الجميع من أجل إسمى". ب- قيام مُسحاء كذبة كثيراً ما نسمع عن ناس تتكلّم عن إسم المسيح ويجعلونا نتيه عن المسيح ما أكثر الطوائف التى تكلّمنى عن المسيح ولا تثبتنّى فى الأسرارفهم مُسحاء كذبة فالذين يجعلونى أتوه عن المغفرة والتوبة وإن الخلاص حدث فى لحظة فهم مُسحاء كذبة ويضلونى عن الجهاد ويقولوا بالإيمان خلُصت فالطريق السليم هو طريق الذبيحة وطريق الإتحاد بالجسد والدم وطريق الإتحاد بالقديسين والكنيسة وهم يوجد بينهم ناس ممكن أن يصنعوا آيات وعجائب فالكنيسة تعيش فى صراع عنيف ورب المجد يسوع أنذر وبينذر منهم فما أكثر الحروب والإضطرابات والقلاقل فى العالم فلا يوجد مكان فى العالم مستقرفالدنيا متقلّبة جداً ويوجد فيها تغيرات سريعة وعنيفة فكل العلامات موجودة فتوجد علامات فى الشمس وعلامات فى القمروتوجد تغييرات فى طبقات الجو العُليا وفى الغُلاف الجوى فى الحقيقة إنّ رب المجد يسوع قد تكلّم عن هذه الأمور كعلامات لمجيئه ومن العلامات التى نحب أن نقف عندها هى :- ج- الإرتداد:- فهو ليس فقط المقصود به الناس التى تترك المسيح ولكن توجد ناس مع المسيح ولكن ليست مع المسيح فهم بالشكل مع المسيح ولكن بالجوهر ليسوا مع المسيح فعندما يرتّد إنسان ممكن نبكى ونتألم على شىء كهذا ولكن يوجد ناس كثيرين فى الكنيسة ولكن تاركين المسيح فالإرتداد يزيد عندما يعيش الإنسان فى الملاهى بعيداً عن وصية الله وقد يبدو أنّ الناس فى العصر الحديث قد وجدوا أنّ الحياة مع الله هى من الموضة القديمة التى يجب أن يتحرر منها الإنسان فالإرتداد هو بالقلب فيوجد أعداد رهيبة من المسيحيين ولكن كم منهم لو وقع فى إختبار فى المحبة ولبذله ولعطاه سينجح فممكن أن نكون موجودين فى الكنيسة ولكن مرتّدين عن المسيح تخيلّوا أنّ الغرب كله وأمريكا عندما يحتفلوا بالأعياد ومناسبة الكريسمس يكون فيها مظاهر للإحتفال عجيبة ويكون فيها أمور كثيرة جداً جداً ولكن تتعجبّوا أنّ فى كل هذا لا يُذكر إسم يسوع ولا يتذكّروا نعمة ربنا ولا محبة ربنا ولا بذل ربنا وقد حولّوه إلى مناسبة إجتماعية وكأنّه كعيد الثورة تخيلّوا ياأحبائى مشاعر ربنا كيف تكون عندما يكون العيد بإسمه وهو ذكرى لتجسّده ولا يُذكر إسمه فإحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل ومرتدّ عنّه إحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل فقط والعلامة الثانية الخطيرة هى :- د- تفتُر محبة الكثيرين فكلّما تكثُر الخطايا تبرُد محبتنا لربنا فعندما يهين واحد أنسان كثيراً فإنّه تفتُر المحبة بينهم وعندما يشعر الإنسان الذى يهين صديقه أنّ هذا شىء لا يوجد فيه خطأ وأنّه شىء عادى فإنّ ذلك يجرح شعور صديقه فما أكثر الناس التى تخطأ وتشعر أنّ ذلك ليس خطأ فتتعّود الآثام ويشربون الإثم كالماء فسبب كثرة الإثم تبرُد محبة الكثيرين فستبرُد المحبة بيننا وبين بعض وستبرُد المحبة بيننا وبين ربنا فكل إنسان يفكر فى نفسه ولذلك نجد تفكك العائلات وبذلك سنعيش فى جيل ليس فيه حنو ولا مراحم وذلك بسبب كثرة الإثم فما الذى يجعل الإنسان غير قادر على أن يقف وقفة صلاة ؟! كثرة الإثم وما الذى يجعله غير قادر أن يتوب ؟! كثرة الإثم وذلك لأنّ الخطية هى السائدة عليه فربنا يريد أن يقول لك إنتبه لئلاّ تكون كثرة الإثم جعلت محبتك تضعف وتكون عايش معه بالشكل فقط. 3- الإستعداد فالعلامات كلها تتحقق فماذا نحن ننتظر ؟! فلابد أن نستعد الأن وكأنّه سيأتى الأن فالقديسة سارة تقول : " أننى أضع رجلى على السلّم لأصعد فأتصّور الموت قُدّامى قبل أن أنقل الرجل الثانية " فهى فى كل لحظة بتنظر مجىء الرب وواحد من الأباء يقول أنّه فى كل يوم ينظر للسرير ويقول له أنت ممكن أن تكون كمرقد لى فإن كنت أنت لا تعرف الوقت فربما المسيح يأتى لىّ الأن ولذلك يقول لنا : " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين " ولذلك من الأمور التى تحاول الكنيسة أنّ أولادها يتقنوها هو السهر فليس فقط يعيشوها ولكن يتقنوها فإقضى ساعة وإثنين وثلاثة فى الصلاة " فى الليالى إرفعوا أيديكم إلى القُدس وباركوا الرب " حولّوا الليل إلى نور وليس إلى ظلام فالآباء فى برية مصر وصلوا الليل بالنهارولم يكن عندهم نوم ولم يكن عندهم ظلمة فكل يوم هو مجىء لربنا يسوع فأستعد بالتوبة وأكف عن خطاياى وأراجع نفسى فربنا ممكن أن يأتى ويجدنى غير مستعد فأهلك ربنا لا يسمح بذلك فلا نكون مصممين على الخطية ونقدّم توبة حقيقية وأقول له يارب إنت سامحنى يارب إنت إرحمنى فبولس الرسول فى رسالته لأهل رومية يقول آية جبّارة : " إنها الآن ساعة لنستيقظ "( إنها الآن ) فهذه الآية هى التى غيّرت القديس أوغسطينوس وزلزلت قلبه " قد تناهى الليل وتقارب النهار " فالظلمة قد إنتهت فإحذر أن يكون المجتمع قد فرض عليك الشر وأنت مصمم أن تعيش فيه فلابد أن تكُف عن هذا الشر فالمجىء ممكن أن يأتى الآن ونحن كأباء كهنة بإستمرار نسمع عن حالات وفاة ولم تكن هذه الساعة متوقعّة أبداً أبداً ونقف نقول له يارب لا تأخذنى فى غفلة وأنا ساهى عن نفسى " لأنّ العمُر المنُقضى فى الملاهى يستوجب الدينونة " فالكنيسة تعلّمنا أنّ كل يوم هو أخر يوم فى حياتنا وكل يوم لىّ هو يوم الدينونة بالنسبة لىّ ولذلك فى صلاة نصف الليل نقول " هوذا الختن يأتى فى نصف الليل طوبى للعبد الذى تجده مستيقظاً " فهل أنا سأكون سهران أم سأكون سهران أمام التليفزيون والوقت يمر منّا فى حين أنّه وقت كان لكى أكون سهران فيه فلابد أن أعيش يقظة فى الذهن ويقظة فى القلب ويقظة فى الضمير فالشماس تيموثاوس كان متزوج من 15 يوم وكان المسيحيون فى وقتها يصلّون فى البيوت لأنّ الكنائس قد هُدمت ولأنّ المضطهدين لا يعلمون البيت الذى يصلّون فيه فإبتدأوا يفكّروا بفكرة من الشيطان بأنهم يأخذوا كتب القراءة وعدّة المذبح حتى يمنعوهم من الصلاة والشماس تيموثاوس كان معه الكتب والأوانى فقبضوا عليه ورفض أن يعطيهم الكتب والأوانى فعذّبوه ولكن لم يتأثر بذلك فوجدوا أنّ أفضل وسيلة للتأثير عليه هى أن يأتوا بعروسته و تتزّين وتقول له نحن مازلنا صغار ولابد أن نتمتع بشبابنا وفعلاً أتت إليه وقالت له ذلك فنظر إليها وإنتهرها وجعلها تفيق بكلمتين منه فوجدوها هى أيضاً مُصممة على نفس الفعل فعذّبوهم الأثنين فوجدها تيموثاوس بتغفل من كثرة التعب فكان يقول لها إصحى لئلاّ يأتى ويجدنا فى غفلة ونيام وقد كان من شعارات الكنيسة عندما بسلّم الناس على بعضهم يقولوا " ماران آثا " أى " الرب قريب "الكنيسة ياأحبائى تتوقع مجىء الرب فى كل لحظة0الرب قريب من نفوسنا ومن حياتنا وربما يأتى الآن فسيأتى الصوت " يا غبى الذى أعددته لمن يكون اليوم تُاخذ روحك منك "المسيح آتٍ وسيجازى كل واحد بحسب أعماله فهو سيأتى وسيدين نحن نفوسنا مُشتاقة لمجيئك نحن نفوسنا كلّت من الخطايا فالموت هو ربح وربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
31 أغسطس 2024

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر مسرى( لو ۱۷ : ۲۰ - ۳۷ )

" ولَمَّا سألهُ الفَرِّيسيّونَ : متى يأتي ملكوت الله ؟. أجابهم وقال لا يأتي ملكوت الله بمُراقَبَةٍ، ولا يقولون: هوذا ههنا أو هوذا هناك! لأنها ملكوت الله داخلكم وقال للتلاميذ: ستأتي أيام فيها تشتهون أنْ تَرَوْا يوما واحِدًا مِنْ أَيَّامِ ابن الإنسان ولا تَرَوْنَ ويقولونَ لَكُمْ هوذا ههنا أو هوذا هناك لا تذهبوا ولا تتبعوا، لأنَّه كما أنَّ البرق الذي يَبْرُقُ مِنْ ناحيةٍ تحت السماء يُضيء إلى ناحيةٍ تحت السماء، كذلك يكون أيضًا ابن الإنسان في يومه ولكن ينبغي أوَّلاً أن يتألم كثيرًا ويُرفَضَ مِنْ هذا الجيل. وكما كان في أيام نوح كذلك يكون أيضًا في أيام ابن الإنسان: " كانوا يأكلون ويشربون، ويُزَوِّجون ويتزوجون، إلى اليوم الذي فيهِ دَخَلَ نوح الفلك، وجاء الطوفان وأهلك الجميع كذلك أيضًا كما كان في أيام لوط كانوا يأكُلُونَ ويشربون، ويشترون ويبيعون، ويغرسون ويبنون. ولكن اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم ، أمطَر نارًا وكبريتًا مِنَ السماء فأهلك الجميع. هكذا يكون في اليوم الذي فيه يُظهرُ ابن الإنسان. " في ذلك اليوم مَنْ كَانَ عَلَى السطح وأمتعَتُهُ في البَيتِ فلا يَنزِلْ ليأخُذها، والذي في الحقل كذلك لا يرجع إلى الوراء أذكروا امرأة لوط! مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّص نَفْسَهُ يُهْلِكُها، ومَنْ أهلكها يُحييها. أقولُ لَكُمْ: إِنَّهُ فِي تِلكَ اللَّيْلَةِ يكون اثنانِ عَلَى فراش واحد، فيؤخذ الواحد ويُترك الآخر تكون اثنتان تطحنانِ مَعًا، فتؤخذ الواحِدَةُ وتُترَكُ الأُخرى يكون اثنان في الحقل، فيؤخَذُ الواحِدُ ويُترَكُ الْآخَرُ فأجابوا وقالوا له: أين يارب؟ فقالَ لَهُمْ: حَيثُ تكونُ الجنَّةُ هناك تجتَمِعُ النُّسُورُ ". مجيء المسيح الثاني: بنهاية السنة القبطية يصير دائمًا تذكار نهاية العالم وزواله، ولما انطوى عام، اقترب الإنسان من النهاية وكأنما السنين تقتطع من فترة وجودنا المحدودة على الأرض وهذا يُفرح قلب الإنسان الذي يشتهي السماويات وينتظر مجيء المسيح بفارغ الصبر . وعلى قدر ما يخيف هذا الأمر الذين وضعوا رجائهم في هذا العالم وعاشوا للجسد والأهواء إذ تكون لهم النهاية دينونة مخيفة ورعب على قدر ما هي مفرحة لأولاد الله لأن هذا هو وقت نوالهم الأكاليل عوض الأتعاب التي قاسوها فـــــــي هـــــذا العالم وفي إنجيل العشية ينبه المسيح ذهننا إلى أمور غاية في الأهمية: ١- لا يأتي ملكوت الله بمراقبة: فالأمر ليس في مقدور ذهن الإنسان أن يراقبه بحسابات أو تكهنات، فالمسيح له المجد قطع في هذا الأمر أن اليوم والساعة لا يعرفها أحد ولا الملائكة، فكيف يسوغ للبشر أن يراقبوه؟ هو وحده يعرف يوم مجيئه وقد أخفاه عنا لنكون دائمًا مستعدين كعبيد أمناء ينتظرون متى يرجع سيدهم !! وهذا ما نصليه في قانون إيمان كل يوم وننتظر قيامة الموات وحياة الدهر الآتي" وعلى مدى تاريخ كنيستنا المجيدة لم ينشغل الآباء القديسون بحسابات أو دراسات في هذا الأمر على العكس ما فعلت كنائس كثيرة في العالم وباءت جميع هذه المحاولات بالفشل. ۲- ها ملكوت الله داخلكم هذا هو الاهتمام الأول الذي يجب أن نكون فيه، ملكوت الله داخلنا، أي أن يملك المسيح على القلب والفكر والحواس والنيات فيصير هو الملك الحقيقي بعد أن ملكت الخطية علينا في الماضي في أيام الجهالة وإن كان ملكوت الله داخلنا فنحن ندرك أن ملكوت المسيح ليس من هذا العالم ولا هو شكل مملكة الناس الذين يتسلطون، بل هو ملكوت بالصليب، والبذل، وبالاتضاع بالحب فإن عشنا ملكوت الله وعاش ملكوت الله داخلنا فنحن نحيا في المسيح في هذه الفضائل التي هي سمات ملكوت الله. ٣- كما كان في أيام نوح " بالإيمان نوح لما أُوحي إليه عن أمور لم تـر بعـد خــاف فبنى فلكا لخلاص بيته، فبه دان العالم، وصار وارثا للبرالذي حسب الإيمان" (عب ۷:۱۱) كان الطوفان نموذجًا مصغرًا للدينونة ومجازاة الشر والأشرار ونجاة الأبرار ، فيه غرق عالم الفجور والإثم بدون رحمة وقد دان نوح عالم الفجار إذ عاش أمينا الله "إياك وجدت بارًا في هذا الجيل". وقد كان الناس إلى يوم دخول نوح الفلك يمارسون حياتهم المستهترة في أكل وشرب وزنى ونجاسات إلى جانب الارتباك بالعالميات من بيع وشراء ومسرات وغرور وغياب عن الوعي. وكان نوح في نظرهم واهما يعيش في الخيال وكانت كرازته بالبر كلا شيء ولم تثمر كلماته في أحد حتى النجارين الذين بنوا الفلك هلكوا !!. شيء محزن. قال الرب محذرًا "إنه كما كان في أيام نوح كذلك يكون في يوم مجيئه، وهذا تشجيع لأولاد الله حتى لو كانوا أقلية قليلة لأن نوح وأسرته كانوا ثمانية أفراد بينما هلك كل العالم فإن بقينا قليلين شاهدين لحياة البر فلا يغرنك كثرة السائرين في الطريق الواسع المؤدي إلى الهلاك فالأمر ليس بالكثيرة وهذا أيضًا فيه تحذير للتوبة للذين يعيشون حياة الاستهتار ويقولون أين هو موعد مجيئه؟" فلا يصدقون أنه آت لتحذير ضمائرهم لكي يشربوا الإثم كالماء بلا نكد... ولكن ليعلم الجميع أن السماء والأرض تزولان ولكن كلامه لا يزول... هو طويل الأناة وبطئ الغضب وهو يعطي الجميع فرص للتوبة. ٤- كما كان في أيام لوط: " كما أن سدوم وعمورة والمدن التي حولهما، إذ زنت على طريق مثلهما، ومضت وراء جسد آخر، جعلت عبرة، مكابدة عقاب نار أبدية" (رسالة يهوذا : ٧) " وإذ رمد مدينتي سدوم وعمورة حكم عليهما بالانقلاب،واضعا عبرة للعتيدين أن يفجروا ، وأنقذ لوطا البار مغلوباً من سيرة الأردياء في الدعارة" (٢بط ٢ : ٦ - ٢) هذا هو النموذج الثاني في تاريخ البشر المدون في الأسفار الإلهية الذي فيه كانت دينونة الفجار وقد خلص الرب مختاره لوطا البار. ه - اذكروا امرأة لوط: امرأة لوط تمثل القلب الراجع إلى خلف، والارتداد بالقلب إلى عالم الفجور والتعلق بالأملاك والمقتنيات وحطام الدنيا بينما كانت امرأة لوط سائرة مع لوط، وبينما يعجلهما ملاك الرب للخلاص من النار المحتم نزولها على عالم الفجور، وبينما هي بحسب الشكل تسرع خطاها إلى خارج سدوم كان قلبها راجعا إلى هناك !! وكان تحذير الملاك للوط لا تنظر إلى خلف، وهو تحذير جدير بالاعتبار لكل من يسعى في طريق الخلاص ويخرج تابعا كلام الله ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله ألم يكن قلب إسرائيل راجعا إلى خلف إلى أرض مصر وكانت شهوات الرجوع تحطم الشعب حتى أقسم الرب في غضبه عليهم أنهم لن يدخلوا راحته فحرموا من البلوغ إلى كنعان، وبأكثرهم لم يسر الله الخروج يجب أن يكون بقلب كامل مستقيم ونية وتصميم وتثبيت الوجه نحو أورشليم. المفارقات في النهاية: اثنان على فراش واحد يؤخذ ويترك الآخر""اثنتان تطحنان على الرحى تؤخذ الواحدة وتترك الأخرى" من حيث الشكل الخارجي في مدة غربتنا في هذا العالم فالأبرار والأشرار يعيشون جنبًا إلى جنب، في كل مصلحة وعمل في كل مدرسة وحقل في كل وظيفة وفي كل مجال من مجالات الحياة والفارق الجوهري هو الحياة الداخلية والهدف الذي يسعى إليه الإنسان، إن كان هو الحياة الأبدية أو أن الإنسان يسعى كأنه عن غير يقين أو إيمان في شيء هذا ما يميز الواحد عن الآخر فإن جاء يوم كشف الأسرار الداخلية، فيا مجد أولاد الله ويا للبهجة والسرور ويا للرجاء المعد والأكاليل المنتظرة فلا يغرنك المنظر الخارجي ولا تحكم بحسب الظاهر، فإن اليوم سيبينه. والمختارون سيُمجدون في يوم فرز الحنطة عن الزوان. المتنيح القمص لوقا سيداروس عن كتاب تأملات في أناجيل عشية الآحاد
المزيد
30 أغسطس 2024

أخطر نار

ﻓﻲ اﻟﺘاريخ الإنسانى تعتبر اﻟﻨار أحد مكونات نظرية العناﺻﺮ الأربعة وﻫﻲ: اﻟﻤاء– اﻟﻬواء– اﻟﻨار– التراب ولیس المقصود في ھذا المقال "النار المادیة" التي تدمر وتحرق وتترك كل شيء رمادًا كما في الحرائق التي تحدث لأسباب مادیة أو بیئیة، مثل حرائق الغابات والتي تأكل ملایین الأشجار بسبب تغیرات المناخ، أو ثورة البراكین والحمم المحرقة التي تفیض منھا وتدمر كل شيء إنما المقصود من ھذا المقال النار المعنویة التي یشعلھا اللسان الذي كتب عنه یعقوب الرسول في رسالته قائلاً: "فَاللِّسَانُ نَارٌ عَالَمُ الإِثْمِ" (یعقوب ۳: 6) وقدیمًا قال سفر الأمثال ( ۱۸: 21) "اَلْمَوْتُ وَالْحَیَاةُ فِي یَدِ اللِّسَانِ" إن الإنسان كائن ناطق یتواصل من خلال الكلام والاستماع والقراءة والكتابة، وھذا ھو سر حضارة الإنسان، لأننا في المقابل مع سائر الكائنات الحیة الأخرى من نباتات وحیوانات والتي لیس لدیھا لسان الكلام وبالتالي لیس لدیھا أي حضارة على مستوى تاریخ الوجود البشري وتكمن أھمیة اللسان بأھمیة النار في التأثیر والحضور والبناء والھدم وبه نبارك الله وبه نلعن الناس المخلوقین على صورة الله (یعقوب ۳: 12) وﻳﺨصص القديس يعقوب الرسول أصحاحًا ﻛﺎملاً عن اللسان ويصفه بصفات عديدة مثل عضو صغير يفتخر متعظمًا– ﻋﺎلم الإثم– يدنس اﻟﺠسم ﻛﻠه – يضرم (يشعل) دائرة ا لكون يضرﺮم من جهنم – هو ﺷﺮ لا يضبط – ﻣﻤلوء سُمًا ﻣﻤيتًا - ... إلخ.ولكن یتربع على ھذه الصفات كلھا أنه "نار" فعلیة تستطیع أن تشعل النفوس والقلوب والعقول وتحرق وتبید وتدمر وھكذا یكون الاستخدام السئ للسان فاللسان البذيء یصدر الكذب والغش والریاء والاغتیاب والنمیمة، كما أنھ أفعى (مز۱٤۰: 4) وھو موسى مسنونة (مزمور ٥۲ :2) ، وسیف حاد (مز ٥۷ :5) ، وسھم قاتل (إرمیاء ۹ : 7, 18:18)وصارت أكاذیب اللسان في كل العصور سھام شریرة توقد نارًا بین الأفراد والجماعات والشعوب والأمم حتى حذَّر منھا السفر الأخیر في الكتاب المقدس حین وصف الفئات الثمانیة التي لا تدخل إلى حضرة الله: "وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَیْرُ الْمُؤْمِنِینَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِیعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِیبُھُمْ فِي الْبُحَیْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِیتٍ، الَّذِي ھُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي" (رؤیا۲۱ : ۸) ثم یؤكد في الأصحاح الأخیر من نفس السفر على ذلك بقوله "لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالقْتَلَةَ وَعَبدَة الأوَثاَنِ، وَكلُ مَنْ یحُبِّ وَیصَنعَ كَذِباً"(رؤیا ۲۲ :15) وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العدیدة على شبكة الإنترنت وانتشار أجھزة التلیفون المحمول (الموبایل) والتي تعد بالملیارات في أیدي الصغار والكبار صار الكذب بكل صوره وأشكاله وأحداثه ھو الطاغي في عالم الیوم بین الناس، ووجد "اللسان البشري"وسیلته البارعة في نقل ونشر الكذب على كل المستویات بدءً من الأخبار الدولیة والمحلیة وانتھاءً بعملیات النصب والسرقة بین الأفراد والعصابات ونسمع عن الأمن السیبراني الذي یھدف إلى حفظ البیانات بدلاً من تزویرھا واستخدامھا بصورة سلبیة في شتى المجالات. في بدایة الكنیسة المسیحیة وبعد یوم الخمسین سجل الكتاب المقدس قصة حنانیا وسفیرة زوجته كمثال صارخ عن حالة الكذب وإخفاء الحقیقة طمعًا في المال والكرامة والشھرة. ولكن كان العقاب قاسیًا إذ ماتا بسبب كذبھما (أعمال٥ :1-11) وعالم الیوم صار فیه الكذب شائعًا بصورة مرعبة بین الأخبار والرسومات والتسجیلات والفیدیوھات وغیرھا، ودخل الذكاء الاصطناعي في ھذا المیدان مما صعب حالة الضلال وعدم التمییز بین ما ھو صادق وما ھو كاذب وصارت الكذبة الأولى في أي موضوع تؤدي إلى الثانیة ثم الثالثة وھكذا حتى صار "الكذب السلس" ھو الذي ینزع وخز الضمیر شیئًا فشیئًا حتى یصیر الإنسان بلا ضمیر ویصیر عالمه والھواء الذي یستنشقه ھو الكذب والغش والضلال ومن صور نار اللسان ما تصفه كتابات بعض المواقع ووصف شخص بأنه "ھرطوقي"، والكلمة اتھام قاسي یصف الشخص الذي یبتدع في الإیمان والعقیدة بأقوال غیر صادقة وكاذبة بل ومنحرفة ولكن ھذا الاتھام الذي یخص سلامة الإیمان لیس من حق أي إنسان أن یصدره، تمامًا مثل القاضي فقط ھو الذي یصدر حكمًا ما في حق إنسان متھم أمامه أما إطلاق ھذا الوصف على إنسان ما فھو یشیع ویشعل نارًا حوله سرعان ما تنتشر دون تحقیق أو تدقیق إن الجھة الوحیدة التي لھا حق إطلاق ھذا الوصف "ھرطوقي" على شخص ما ھو المجمع المقدس في الكنیسة وبإجماع أعضائه وبعد تحقیقات عدیدة یتاح فیھا الفرصة للشخص بالدفاع عن نفسه أما الكتابات والمواقع التي بسبب ألسنة أصحابھا تطلق ھذا الوصف أو غیره عن أي إنسان فھي تشعل أخطر نار مدمرة ومحطمة لحیاة إنسان وأسرته وعائلته. يا صديقى لسانك نار إن استخدمته كذبًا وضلالاً ضد آخر،واعلم أنه بكلامك تتبرر وبكلامك تدان، فاحذر هذه اﻟﻨار التى لا ﺗﺨمد ﺳريعًا بل تمتد من زمن إﻟﻰ زمن،ولا تشترك ﻓﻲ مثل هذه الأﻛﺎذيب التى إن صنعتها فقدت نصيبك السماوي ومن ﻟﻪ أذنان للسمع فليسمع وﻳﺤذر قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
29 أغسطس 2024

بدعة الدوسيتية - Docetism

الدوسيتية كما جاءت في اليونانية " Doketai - δοκεται "، من التعبير " dokesis - δοκεσις " و " dokeo - δοκεο " والذي يعني " يبدو "، " يظهر "، " يُرى "، وتعني الخيالية Phantomism،وهي هرطقة ظهرت في القرن الأول، على أيام رسل المسيح وتلاميذه، وقد جاءت من خارج المسيحية، وبعيداً عن الإعلان الإلهي، وخلطت بين الفكر الفلسفي اليوناني، الوثني، والمسيحية وقد بنت أفكارها على أساس أن المادة شر، وعلى أساس التضاد بين الروح وبين المادة التي هي شر، في نظرها، ونادت بأن الخلاص يتم بالتحرر من عبودية وقيود المادة والعودة إلى الروح الخالص للروح السامي، وقالت أن الله، غير مرئي وغير معروف وسامي وبعيد جدا عن العالم، ولما جاء المسيح الإله إلى العالم من عند هذا الإله السامي ومنه، وباعتباره إله تام لم يأخذ جسدا حقيقيا من المادة التي هي شر لكي لا يفسد كمال لاهوته، ولكنه جاء في شبه جسد، كان جسده مجرد شبح أو خيال أو مجرد مظهر للجسد، بدا في شبه جسد، ظهر في شبه جسد،، ظهر كإنسان، بدا كإنسان، وبالتالي ظهر للناس وكأنه يأكل ويشرب ويتعب ويتألم ويموت، لأن الطبيعة الإلهية بعيدة عن هذه الصفات البشرية. بدا جسده وآلامه كأنهما حقيقيان ولكنهما في الواقع كانا مجرد شبه ولم يكونوا مجرد جماعة واحدة بل عدة جماعات، فقال بعضهم: 1 - أن الأيونAeon، إي الإله، المسيح، جاء في شبه جسد حقيقي. 2 - وأنكر بعضهم اتخاذ أي جسد أو نوع من البشرية على الإطلاق. أي كان روحاً إلهياً وليس إنساناً فيزيقياً. 3 - وقال غيرهم أنه اتخذ جسدا نفسيا Psychic، عقليا، وليس ماديا. 4 - وقال البعض أنه اتخذ جسداً نجمياً Sidereal. 5 - وقال آخرون أنه اتخذ جسدا ولكنه لم يولد حقيقة من امرأة. وجميعهم لم يقبلوا فكرة أنه تألم ومات حقيقة، بل قالوا أنه بدا وكأنه يتألم وظهر في الجلجثة كمجرد رؤيا.
المزيد
28 أغسطس 2024

الطريق الروحي

حياة التوبة هى بداية الطريق الروحي، لأنها انتقال من مقاومة الله ومعاداته إلى السير في طريقه ولكن الطريق طويل يهدف فيه الإنسان إلى أن يحيا حياة القداسة التي "بدونها لا يعاين أحد الرب". وقد قال الرب "كونوا قديسين كما أن أباكم الذي في السموات هو قدوس" والقداسة درجات، ينمو فيها الإنسان واضعًا أمامه مثال الرب نفسه لكي يقترب إلى صورته ومثاله وهكذا يتطور المؤمن من مجرد حياة القداسة، ساعيا نحو الكمال الذي يطالبه الرب به فقد أمرنا الرب بهذا الكمال في قوله "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" إن بولس الرسول الذي صعد إلى السماء الثالثة ورأى أشياء لا ينطق بها، الذي منحه الرب مواهب كثيرة واستعلانات، واختاره ليحمل اسمه بين الأمم، فتعب أكثر من جميع الرسل.. بولس هذا يقول عن كل القمم الروحية التي وصل إليها "ليس أني قد أدركت وصرت كاملًا، ولكني أسعى لعلي أدرك.. أفعل شيئًا واحدًا، إذ أنا أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض "ويختم نصيحته بقوله "فليفتكر هذا جميع الكاملين منا" (فى3: 12 -15). ما هو هذا (القُدَّام) الذي يسعى إليه بولس؟ إنه يقول لأهل أفسس "حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (اف3: 19). ما أعجب عبارة "تمتلئوا إلى كل ملء الله".. الكمال في الطريق الروحي، ليس له حدود.. كلما تجتاز مرحلة منه، تشعر أن أمامك مراحل أخرى طويلة.. كأنك لم تتقدم شيئًا، فتزداد انسحاقًا تكون كمن يطارد الأفق. كلما تصل إلى المكان الذي تظن فيه السماء منطبقة على الأرض، تجد هذا المكان قد امتد أمامك إلى غير حدود مادام الأمر هكذا، فلتتقدم إذن إلى أمام فإن كنا لم نصل بعد إلى توبة، أي إلى بداية الطريق..! فهل نقول إننا خارج طريق الله؟! قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
27 أغسطس 2024

مصطلح "آباء الكنيسة".. هل من أصول؟؟

كانت هناك قاعدة في المجامع التي تلت مجمع نيقيه وهي: “إن قانون إيمان مجمع نيقيه كافٍ للحُكْمِ على أرثوذكسيّة أي تعليم” كما كان القديس كيرلس الكبير كثيرًا ما يستهلّ كلماته بالعبارة الآتية: “آباؤنا المغبوطون علّمونا”. لقد أراد بهذه العبارة التأكيد على أنّه لم يأتِ بجديد، وأنّ ما يعيد صياغته وفقًا لمتغيّرات عصره لم يخالف ما تسلّمه، ولكنه يبني عليه. فالبناء الآبائي قائم على أساس واحد هو المسيح؛ رأس الزاوية. ولكن مَنْ هو المسيح؟ فَهْمُ المسيح هو ما كان يحميه الآباء من تشويهات الهراطقة وادعاءات الجهَّال، « كي لا نكُون فيما بعد أطفالاً مُضطربينَ ومحمولينَ بكلّ ريح تعليمٍ، بحيلة النّاس، بمَكْرٍ إلى مَكيدة الضَّلال » (أفسس 4: 14) لم يكن تعبير “الآباء” وليد الصدفة؛ فلقد أسميناهم آباء لأنهم ولدونا من الروح في المسيح من خلال كرازتهم وتعاليمهم، وبذلك صرنا أبناء شرعيين لآباء شرعيين أجمعت عليهم الكنيسة، لا كالهراطقة الذين وَلَدوا لهم بنينًا من رحمٍ آخر غير كلمة الله الحيّة والباقية إلى الأبد كثيرًا ما نقرأ في كتابات الآباء العبارات التالية: نحن نؤمن.. كما قال المسيح.. كما تسلّمنا من الرُسُل.. كما تؤمن الكنيسة.. كما تُعلِّم الكنيسة.. إلخ، وهي كلّها عبارات تؤكِّد على أنّ الآباء لم يكونوا أفرادًا منعزلين يُخلِّقون إيمانًا ولاهوتًا، ولكنهم كانوا امتدادًا حيًّا لمَنْ سبقوهم، كما أنّهم بذارٌ حيّة لنا نحن الذين جئنا من بعدهم لذا فقد كان لآبائنا، آباءٌ، تتلمذوا عليهم وقبلوا الروح من أفواههم. لم يبزغوا فجأة في سماء الكنيسة، ولكنّهم عرفوا كيف يتتلمذوا، لذا صاروا فيما بعد مُعلِّمين إنّ الأمور التي نتعلّمها في الصبا تنمو مع النفس وتصبح معها واحدًا فأستطيع هكذا أن أقول في أي مكان كان الطوباوي بوليكاربوس يجلس للتحدُّث. كما أذكر كيف كان يدخل ويخرج ويعيش،وأيًّا كان منظره الطبيعي ومحادثاته إلى الجماعة،وكيف كان يتكلّم على علاقاته بيوحنّا وبالآخرين الذين رأوا الربّ،وكيف كان يُذكِّر بأقوالهم،وما هي الأمور التي سمعها منهم بشأن الربّ ومعجزاته وتعليمه،وكيف حصل بوليكاربوس على كلّ ذلك من شهود عيان على كلمة الحياة،وكان يرويها وفقًا للأسفار المُقدّسة،وتلك الأمور أيضًا بالرحمة الإلهيّة التي صُنعت إليّ، أصغيت إليها بعناية،محافظًا على ذكرها،لا في الورقة، بل في قلبي.(القديس إيريناؤس) كانت عادة قديمة أن يكون المُعلِّم أبًا لتلاميذه، لذا فقد خاطب القديس بولس أهل كورنثوس في رسالته الأولى قائلاً: « لأنّه وإن كان لكم ربواتٌ من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباءٌ كثيرون. لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل » (1كو4: 15). من يتعلَّم من فمٍ آخر،فإنّه يُدعَى له ابنًا،كما يُدعَى الأخير له أبًا(القديس إيريناؤس) والآباء هم الأقرب زمنيًّا لعصر المسيح، يفصلهم عنه بضعة أجيال. منهم مَنْ تتلمذ على تلاميذه المباشرين وذهب ينقل الخبر والخبرة إلى الكنيسة، ومَنْ صار منهم مُكرَّس القلب والذهن تسلَّم من التلاميذ عصا الرعاية، لتبقَى الخبرة منقولة فمًا لأذن، لتشرح وتُفسِّر ما يختلط على البعض من نصوص دوّنها التلاميذ الأوائل. الكلمات وليدة النفس لذا ندعو أولئك الذين علّمونا، آباءوكلّ من تعلَّم هو بمثابة ابن لمعلِّمه (كليمندس السكندري) إنّ البعض يتردَّد في قبول مصطلح الآباء استنادًا إلى كلمات الإنجيل القائلة: « ولا تَدْعُوا لكم أبًا على الأرْضِ، لأنّ أباكم واحدٌ الذي في السّماوات » (مت23: 9). وهذا يدفعنا للتساؤل عن مخاطبة الآباء الجسدانيين بهذا اللّقب؛ فمَنْ منّا لم يدعُ أباه الجسدي: أبي!! هل في هذا النداء الحميمي والذي يُوصِّف العلاقة بين الابن والوالد ما يُناقِض تعاليم المسيح؟؟ إنّ هذا الأمر يلقي بظلاله على إشكاليّة الفهم الحرفي للنصوص الكتابيّة والذي يُصدِّر وجهًا للمسيحيّة به سمات الأصوليّة ومَنْ يقرأ السياق الذي وردت فيه كلمات المسيح يُدرِك تمامًا أنّ الخطاب كان موجّهًا للكتبة والفريسيين نقدًا وإدانةً لممارساتهم الزائفة؛ فهُم يُحبّون أن يظهروا في الطرقات بملابسهم الفخمة وأهدابهم الطويلة وعصائبهم العريضة على جباههم، ليدعوهم الناس: سيّدي سيّدي “رابي رابي”، إرضاءً لغرورهم الزائف. لذا كانت كلمات المسيح واضحة وقاطعة أنّ المُعلِّم والسيِّد هو المسيح الواحد مع الآب، ومن الآب تستمد كلّ أبوّه قيمتها كما يُوجد فارقٌ كبيرٌ بين مَنْ يمشي بصولجان العظمة ليستقطب مديح وإعجاب وتكريم الآخرين، وبين مَنْ نالوا التكريم بعد نياحتهم. فتقنين مُصطلح “آباء الكنيسة” جاء في مرحلة لاحقة بعدما انتقل هؤلاء الآباء إلى الأقداس العُليا، وتمّ تقييم تعاليمهم على ضوء الإجماع الكنسي ونقاوة الحياة هناك دائمًا خلط يحدث حينما يُستخدم التعبير بمعنَى مزدوج؛ فمثلاً نجد أن المسيح أعلن عن نفسه كـ“نور العالم”، ولكنّه دعَى المسيحيين أيضًا “نور العالم” هل هذا يعني أنّ المسيحيين متطابقين مع المسيح؟ بالطبع لا. كذلك نجد أنّ المسيح هو “الكرمة الحقيقيّة”، والعذراء تُلقِّبها الكنيسة بـ“الكرمة الحقيقيّة”، فهل العذراء مساوية للمسيح؟ بالطبع لا. لذا من الضروري أن نُفرِّق بين التعبير النسبي والتعبير المطلق لنفس الكلمة، لنستطيع أنْ نتعرّف إلى فكر المسيح المُدوَّن في الكتاب المُقدَّس يروي لنا جان بوتي في كتابه “الله أبونا” أنّ الرابيين أرسلوا إلى رابي حنّان حفيد رابي هوني، لكيما يُصلِّي من أجل الأمطار، فلما جاءه التلاميذ أمسكوه من أهداب ثوبه قائلين: “أبَّا أبَّا، أعطنا المطر!” فما كان منه إلاّ أن صلَّى قائلاً: “يا سيّد الكون، افعل هذا لهؤلاء الذين لا يعرفون أن يميِّزوا ‘الأبَّا’ الذي يستطيع أن يمنح المطر، و‘الأبَّا’ الذي لا يستطيع.” فالاثنان آباء؛ ولكنّ ما بين أبوّة الله وأبوّة البشر بونٌ شاسع وفي التقليد اليهودي نجد أنّ مُصطلح “الآباء” نعني به، بالدرجة الأولى، الآباء الأُوَّل؛ إبراهيم واسحق ويعقوب، فضلاً عن الآباء القدامَى الذي جاء ذكرهم في المشناه اليهوديّة تحت عنوان أقوال الآباء Pirqe Aboth وفي العهد الجديد نجد أنّ داود هو « رئيس آباء » (انظر: أع2: 29). كما كان كلّ الشعب الفار من مركبات فرعون هم أيضًا « آباء » (انظر: 1كو10: 1) وفي المشناه اليهوديّة، كان اللَّقب الذي يُدعَى به كلّ من شمَّاي وهلِّل صاحبي المدرستيْن الأشهر في التأثير على المجتمع اليهودي قبل ولادة المسيح هو: “آباء العالم”، وهو نفس اللَّقب الذي أُطلق على رابي عقيبا ورابي إسماعيل فيما بعد. وقد كان لقب “أب” يُعطَى لمؤسّسي المدارس اليهوديّة من الرابيين الكبار حسبما جاء في تفسير Pulpit على إنجيل متّى وبحسب الموسوعة اليهوديّة، كتب سولومون شختر Solomon Schechter وكاسبر ليفياس Caspar Levias أنّ موسَى يُدعَى “أبو الحكمة / أبو الأنبياء” كما كان رابي هوشعيا “يُدعَى أبو المشناه” لذا فالأبوّة التي رفضها المسيح هي الأبوّة المذهبيّة والتي تنتمي لأحد المدارس اليهوديّة القديمة، تلك التي كانت تستقطب اليهود لتعيد صياغة فهمهم لنصوص العهد القديم وأوامره ونواهيه. لذا فرّق المسيح بين ما هو من موسَى وما هو من الآباء؛ « لهذا أعطاكم موسَى الختان، ليس أنّه من موسَى بل من الآباء، ففي السبت تختنون الإنسان » (يو 7: 22). وفي الخطبة التي ألقاها الشهيد إستفانوس قبيل استشهاده، دعى الحاضرين: « الأخوة والآباء » (انظر: أع 7: 2)، وهو نفس التعبير الذي استخدمه القديس بولس (انظر: أع 22: 1). كما ذكر القديس بولس والقديس يوحنّا، «الآباء»، في سياق الحديث عن العَلاقة بين الأب وبنيه (انظر: أف 6: 4؛ 1يو 2: 13-14) ومن الشهادت المُبكِّرة، نقرأ في وثيقة “شهادة بوليكاربوس” (70 م. - 166 م.) أنّ بوليكاربوس دُعي “أبو المسيحيين”؛ كما كان يُخاطِب أوريجانوس، بعض الأساقفة بكلمة “بابا”، في حوراه مع هيراقليدس، وهو التعبير الذي أصبح يُعبِّر عن البطريرك السكندري أولاً، ومن بعده الروماني، حسبما جاء في “موسوعة المسيحيّة” The Encyclopedia of Christianity في جزئها الأوَّل. ويُحدِّث كليمندس الروماني، الكورنثيين، داعيًا إياهم للعيش في وئامٍ؛ “متناسين الإهانات، سالكين في المحبّة والسلام، ثابتين على الرصانة، في كلّ ظرفٍ، نظير آبائنا (يقصد الرسل) الذين أظهرنا لكم مَثَلَهم” ومن الجدير بالذكر أنّ تلك الكلمة كانت مُستخدمة في دوائر تعليم الفلاسفة مثل؛ فيثاغورث وسينيكا يُطالِعنا ديفيد ل. هولمز David L. Holmes بعنوان لمقالٍ مثير للدهشة: “هل لقب الأب / الأم يصلح للقادة البروتستانت؟” وهو المقال الذي نشره في عدد ديسمبر من دوريّة “القرن المسيحي” The Christian Century. ومن اللاّفت للنظر أنّه أكّد، في المقال، أنّ بعض الكنائس البروتستانتيّة في بداياتها التكوينيّة أطلقت على مؤسِّسيها لقب “أب” ومنهم جون ويسلي مؤسِّس الميثوديست والذي أطلقوا عليه لقب “الأب ويسلي”. ويكمل في مقالاته أنّ لفظة “أب” قد تلاشت من القاموس البروتستانتي الحديث كنتيجة لحصول القادة البروتستانت على درجات علميّة فصار لقب من حصل على الدرحة العلميّة؛ “دكتور” وجاءت كلمة “راعٍ” لتتماشَى مع السند الكتابي الذي يبحثون عنه في مواقفهم وقناعتهم الإيمانيّة، حسبما كتب وفي بحثنا عن استخدام الكلمة بين الجماعات البروتستانتيّة يجب أن نُراعي أنّ المواقف البروتستانتيّة مختلفة من طائفةٍ لأخرى ومتباينة من مجتمعٍ لآخر، فاللّفظة تبقَى خيار الجماعة وليست قانونًا يسري على الجميع. من هنا يمكننا أن نلمح أن الرفض المعاصر لكلمة “أب” لم يكن موقفًا أيديولوجيًّا بروتستانتيًا منذ عهد التأسيس ولكنّه تحوُّلٌ حديثٌ نسبيًّا، ممّا يغلق الجدل حول إمكانيّة استخدام الكلمة من عدمه. فالإشكاليّة البروتستانتيّة مع الآباء هي في دور الأب في الكنيسة ومدى “سلطة” كلماته في التعبير عن الإيمان والحياة. أبونا الراهب سارافيم البرموسي
المزيد
26 أغسطس 2024

التوبة والرجوع إلى الله - مفهوم التوبة وأهميتها

مفهوم التوبة.. التوبة هى عودة الإنسان الخاطئ إلى الله بعزم قلب وإرادة صادق واقلاعه عن الخطية وعدم الرجوع إليها وتحرره من العبودية للخطية والشيطان وأعماله. لغوياً فى اللغة العربية، ثاب أي عاد إلى ثوابه أو رشده. فالابن الضال عندما تاب قيل عنه { رجع إلى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك} (لو 15 : 17- 18) أما التوبة في اللغة اليونانية، في مأخوذة من كلمتين " ميتا" أي تغيير و"نوس". اي العقل فمعناها ( ميتانيا) اي تغيير الذهن والفكر والسلوك اي التغيير في فكر الانسان وسلوكه وحياته. فيكون لنا فكر المسيح المقدس والإيمان المستقيم العامل بالمحبة. التوبة تحمل معاني الندم على العيش بعيدا عن الله والإصرار على عدم العودة إلى الخطية. قد يخطئ الانسان عن جهل او عدم حرص او تهاون او بحيل الشيطان أو بمصادقة الأشرار وتفتقده النعمة ويستيقظ من غفلته وتهاونه وكسله فيعود الى الله الذى يدعونا للتوبة كأب صالح { ارجعوا اليٌ ، أرجع إليكم } (ملا 7:3 ). التغيير يبدأ فى حياة النائب برفض المشاعر والسلوك والعلاقات الخاطئة ويعمل على إصلاح ما أفسده ويسير مع الله فى اصرار على عدم الرجوع الى الخطية، وهذا ما راينا فى حياة قدّيسي التوبة كداود النبي والقديس اغسطينوس ومريم المصرية وغيرهم ، الذين تابوا ولم يعودا الى الخطية مرة أخرى وقاوموا حتى الدم مجاهدين ضدّها. التوبة تمحو الخطايا .. يقدم الله العلاج للخطية في الإيمان به وبخلاصة وعمل روحه القدوس فينا الذي يبكّتنا على الخطية ويحثنا على عمل البر ويدفعنا إلى الرجوع إليه { هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف }(إش 1 : 18). وكما دعانا الرسل القديسين { فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب }(اع 3 : 19). التوبة لازمة لكل واحد وواحدة منا لأنه من منا بلا خطية ولو كانت حياته أيام قليلة على الأرض {الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد }(رو 3 : 12). وعندما أخبروا السيد المسيح عن الجليليين الذين قتلهم بيلاطس وهم يقدمون الذبائح لله { فاجاب يسوع وقال لهم أتظنون ان هؤلاء الجليليين كانوا خطاة اكثر من كل الجليليين لانهم كابدوا مثل هذا. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. او اولئك الثمانية عشر الذين سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم أتظنون ان هؤلاء كانوا مذنبين اكثر من جميع الناس الساكنين في اورشليم. كلا اقول لكم بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو 1:13-5). التوبة تغيير يتم بعمل النعمة واستجابة الخاطئ .. وهذا التغيير يحصل بالوعي والارادة والاصرار على الإصلاح والتغيير والندم على الخطأ وبقوة وعمل النعمة فينا لكي نتغير ونتحرر من سلطان ابليس { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من أجل المسرة }(في 2:13). الله يدعونا إلى التوبة ويفتقدنا بنعمة لنرجع ويمهد لنا الطريق للرجوع ثم يقبل توبتنا ويفرح برجوعنا . الله يريدنا أن نعود إليه، ويستقبلنا بالفرح ، ويرد الخاطئ إلى مكانته الأولى {فقال الأب لعبيده: أخرِجوا الحُلَّة الأولى وألبِسوهُ، واجعلوا خاتمًا في يده، وحذاءً في رِجليه، وقدموا العِجل المُسَمن واذبَحوهُ فنأكُل ونفرح}(لو15: 22-23). كأبناء لله يريد لنا الخلاص {الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4) {أنا أنا هو الماحي ذُنوبَكَ لأجل نفسي، وخطاياكَ لا أذكُرُها} (إش 43: 25). {قد مَحَوتُ كغَيمٍ ذُنوبَكَ وكسحابة خطاياكَ. اِرجِع إليَّ لأني فدَيتُكَ} (إش22:44). لأن الله صالح ورحوم يعد بالغفران للراجعين إليه { فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه في برّه الذي عمل يحيا. هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الرب الا برجوعه عن طرقه فيحيا. واذا رجع البارّ عن بره وعمل إثما وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير افيحيا كل بره الذي عمله لا يذكر في خيانته التي خانها وفي خطيته التي اخطا بها يموت} (حز 21:18-24). التوبة الحقيقية هي عودة من خدمة الشيطان وحياة الخطية والنجاسة الى الاحضان الابوية والبنوّة لله. التوبة إعلان لرحمة الله التوبة تظهر محبة الله للخطاة وسعيه لخلاص الانسان من أجل هذا قال أحد القديسين : ( إن الله لا يسألنا لماذا أخطأنا ولكن يسألنا لماذا لم تتوبوا ؟). لقد رأينا كيف ان التوبة استطاعت ان تمنع حكم الله بالهلاك على أهل مدينة نينوى { فآمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي و قيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك.فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يون 5:30-19). وعندما أخطأ داود النبي وتاب الله الله معترفًا بخطئه غفر له الله { فقال داود لناثان قد اخطات الى الرب فقال ناثان لداود الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت} (2 صم 12 : 13). نتائج الخطية المهلكة عندما ندرك نتيجة الخطية المهلكة لابد ان نتوب ولا نعود نخطئ بعد. ان الخطية ضعف وانهزام وعدم ضبط للنفس وهى موجهة ضد الله فهي كسر وتعدً وعصيان وصاياه وهي موت أدبي وانفصال عن الله القدوس كما أنها تفقد الانسان سلامه { اما الاشرار كالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع ان يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطينا. ليس سلام قال إلهي للاشرار} (اش 57 : 20-21). ان الخطية تقود للحزن والكآبة واليأس وسوء العلاقات بين الناس وتجلب الأمراض والعار { البر يرفع شأن الامة وعار الشعوب الخطية }(ام 14 : 34). وبالنظر الى مدمني الخمور والمخدرات والشهوات حولنا وكم تحط الخطية من قدرهم وتعبث بحاضرهم ومستقبلهم بالاضافة الى الهلاك الابدي فإننا ندرك إلى نتائج سيئة تقود إليها الخطية. توبني يارب فاتوب أيها الرب الإله الداعي الجميع الي التوبة وحياة الإيمان العامل بالمحبة، أنت هو الإله المحب الذي يصفح عن الخطايا والذنوب والذي يسعى لخلاص ونجاة كل أحد، وتعاملنا باللطف طول الأناة والصبر وتجذبنا بربط المحبة وتغدق علينا من خيراتك وتسمح أن نتعرض للضيقات والتجارب لنتنقى ونرجع إليك فترحمنا. يا يسوع المسيح الإله المتجسد لأجل خلاصنا، الذي بذل ذاته علي الصليب كفارة لخطايانا ونجاتنا من طوفان العالم الشرير، توبني يارب فاتوب وأغفر لي الخطايا والذنوب وكما قبلت توبة العشار والمرأة الخاطئة اقبلني اليك. فقد جئت إليك في الساعة الحادية عشر واثقاً في رحمتك فاقبلي كاللص اليمين متى جئت فى ملكوتك. يا روح الله القدوس، العامل فى الأنبياء والرسل، الخالق والعامل في توبة الخطاة, بكتنا علي الخطية لنتوب وحثنا علي عمل البر والخير لنعوض سنين وأيام أكلها الجراد، قلباً نقياً أخلقه فينا يا الله وروحاً مستقيماً جدده في أحشائنا لكي لا يقوى علينا موت الخطية ولا علي كل شعبك، أمين. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
25 أغسطس 2024

السيدة العذراء فى العقيدة الأرثوذكسية الأحد الثالث من مسرى

النهارده الاحد الثالث من شهر مسرى ودائما بيجيء الاحد الثالث يتزامن مع عيد صعود جسد السيده العذراء ،عشان كده تقرأ علينا الفصل ده عندما كان يعلم وكان الجمع جالسا حولة فقالوا لة هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك فاجابهم وقال من هي امي واخواتي هوذا امك،، السيده العذراء وقفت في الخارج بتطلبه،الست العذراء احبائي لها كرامه كبيره جدا في الكنيسه، مهم جدا ان احنا نعرف كرامه الست العذراء في الكنيسه مش لمجرد ان هي قديسه ،لا احنا مش بنكرم العذراء لقداسه العذراء فقط ولكن بنكرم العذراء لانها ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه، بنكرم السيده العذراء لانها والده الإله فأحنا سر تكريمنا للسيده العذراء مش لمجرد اتضعها او عفتها او صمتها او صبرها او احتملها او طهارتها او نقاوتها ،، في حاجات ثانيه اهم من كده بكثير، لانها مش مجرد قديسة عاشت طريق القداسه لا هي اعلى من كدة بكتيرهى والده الآلة عشان كده لو جاء احد شكك في قديس ممكن يعني ما نتضايقش قوي،يعني يجي واحد يقول لك القديس ده اقوى من القديس ده ولا انا بحبه القديس ده اكثر من القديس ده نقول له وماله كلهم قديسين ما في مشكله انا شفيعى ابو سيفين واحد تانى يقولك مارجرجس واحد ثالث يقولك مارمينا اقولة كلهم كويسين وحلوين، المهم انك تحب القديسين لكن لو جاء واحد مس السيدة العذراء ف حاجة اقولة لة لا كلو الا دى لانها مش مجرد قديسة عادية، لانها امه الإله عشان كده يوم ما جاء احد يشكك في الست العذراء شويه الكنيسه كلها اتقلبت وقال لك نعمل مجمع ليه طب ليه لما يجي يكلموا على اي قديس ثاني ما ننزعجش كدة؟! اصل اللى يتكلم على العذراء يبقى بيتكلم عن ابنها واى مساس بالعدراء، هيمس المسيح يعني مثلا لو قلنا الست العذراء مش ممكن تولد الالة دي ولدت لنا بس الإنسان اول ما يتقال ان دي ولدت الانسان بس كده من غير ما يكون اله كده احنا مش مشكله ان احنا جرحنا العذراء فى حاجة المشكله ان احنا جرحنا العقيده المسيحيه نفسها،،لان كده مابقاش المولود منها الآلة المتجسد طب افرض احنا زودناها شويه وحبينا نكرم العذراء زياده ،ونقول دي مش بشر نقول عليها ان هي نازله من السماء دي حتى الحمل بتاعها اللي هي الطريقه التى حُبل بهآ العذراء نفسها ابوها وامها يعنى دى جاءت من غير زواج والعذراء دي حاجه فوق كل الناس نقولة لا خد بالك ،،لو كرمت العذراء زياده قوي كده وقولت انها مش بشر يبقى انت كده مسيت موضوع الخلاص يعني كده اللي جاي منها مش بشر لان هي مش بشر فلو قولت على الست العذراء ان هي مش بشر يبقى الجاى منها مش بشر يبقى مش هيفدى البشر يبقى لو جبتها اقل من كرامتها تبقى اذيت العقيدة ولو علتها فوق كرامتها يبقى انت كده برضه اذيت العقيده اى مساس بالعذراء هيمس العقيده المسيحيه نفسهاعشان كده احنا مش بنكرم العذراء انها مجرد قديسة لكنها مجرد جزء من عقيدتنا المسيحيه،، والده الإله اي قديس ممكن ممكن ناس تحبة اكتر على سبيل المثال ممكن احنا في اسكندريه نميل لمارينا ،للبابا كيرلس ممكن ناس في الصعيد يميلوا مثلا لشهداء اخميم يحبوا قوي الانبا شنوده والانبا بشاي، بيميلوا لهم جدا وما فيش مشكله تلاقي فى بحرى يحبوا الست رفقه والست دميانة كويس خالص مش غلط لكن نجيء عن الست العذراء ونقول لا دي مش بتاعه انتماءات كده ولا كلام كده ولا اهواء خاصه دي بتاعه المسيحيه كلها لان اللي هيشكك في قداستها وطهارتها يبقى شكك في العقيده المسيحيه نفسها غير اى قديس تانى اى قديس اخر متروك لك حرية الاختيار اتذكر مره سألوا سيدنا البابا ، بيقولوا له يا سيدنا في قديسه لسه ما كناش نسمع عنها كثير قبل كده اسمها القديسه مهرائيل عاوزين نسمع رأى قداستك في القديسه مهرائيل سيدنا ببساطه وحكمته المعهوده، على فكره دي ما كانتش على ايامنا انا ما اعرفش عنها حاجات كثير يعني ممكن قوي نقول على قديسه انا ما اعرفش عنه كثير لكن لما نيجي عند الست العذراء ما ينفعش، لانها تمس العقيده المسيحيه في قلبها عشان كده تبصي تلاقي الكنيسة تكرم الست العذراء جدا جدا نقول عنها انت اعلى من الشاروبيم وادل من السيرافيم نقول عنها انها السماء الثانية الزهرة النيرة الغير متغيرة الام الباقيه عذراء نتكلم عنها انها ام رحيمه قادره،ونقول لها اشفعي فينا امام المسيح الذى ولدتيه لكي ينعم لنا بغفران خطاياناعندما شككوا في السيده العذراء اجتمع مجمع ووضع في قانون الإيمان مقدمه للسيده العذراء نعظمك يا ام النور الحقيقي ونمجدك لانكى ولدتى لنا مخلص العالم ليه؟ لا مش هنفوت الترجيع في العذراء ده، لان يوم ما هنجرح في العذراء يبقى جرحنا في العقيده المسيحيه كلها، عشان كده تلاقي رأيين متطرفين في النظر الى السيده العذراء، نقول عنهم رأى نسطور ورأى اوطاخى ايه رايك نسطور؟ قالك مش ممكن امراه تولد الاله ،ومش ممكن الاله الغير محدود يبقى في بطن واحده ست،، واقنع الناس بذلك، قالوا له امال ايه ،قال لهم بعد ما هي ولدته حل عليه اللاهوت بعد ما هي ولدته حل عليه اللاهوت طب وبعدين قال لك بقى هم الاثنين موجودين اللاهوت والناسوت لكن هما الاتنين مش واحد فكان لما يسوع يقيم موتى دة اللاهوت لما يسوع يجوع ولا يعطش ده كده الناسوت فعمل لاهوت فصل في الناسوت عن اللاهوت سموه لاهوت المصاحبه،يعني كأن يسوع ده ماشي واللاهوت جنبه وقت ما يحتاج اللاهوت اللاهوت يدخل وقت مايحتاج الناسوت الناسوت يدخل قولنالوا لا لا اللي كان جوه بطن الست العذراء ده هو الله الكلمه بالحقيقه واللي كان جوه بطنها ده هو الاله المتجسد واحد مع الأب فى الجوهر اللي كان جوه بطن الست العذراء دة القدوس المولود منها يدعى ابن الله ده كلام الملاك كلام البشاره كلام السماء مش كلامنا مش احنا اللي عملنا الست العذراء مش الكنيسه الارثوذكسيه هي اللي صنعت السيده العذراء لا ده هو ربنا اللي سمح لها بكده واعطاها هذه الكرامه وهو كلام الملاك ليها ووعد الملاك ليها كدة فأحنا لو شككنا فيها يبقى بنشكك فى كلمه ربنا وفى وعد الملاك والعقيده المسيحيه كلها من اللحظه التي حصل فيها الحمل الالهي بإن بذرة الروح القدس وضعت في بطن السيده العذراء بزره الروح القدس التي حلت في بطن الست العذراء وابتدى الجنين كطفل يتكون جواها كان هناك اتحاد بين اللاهوت والناسوت ودي كانت بدايه الابن المتجسد لكن الابن مولود من الاب قبل كل الظهور لكن دة كان لبدايته في بطنها عشان يتولد الولاده الزمنيه،، لان الابن له ولادتين ولاده ازليه وولاده زمنيه الولاده الزمنيه اللي اتولد فيها من بطن الست العذراء ده كان من اجل خلاصنا جاء وتجسد لكن قبل كده هو موجود قبل كل الدهور طب عمل ايه دلوقتي؟ اخذ جسدا ،،فلما كان في بطن الست العذراء اتحد بها اللاهوت بالناسوت جوة بطنها والي ولدتهلنا ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه،واصبح واحد مع الاب فى الجوهراذا لو انا قولت ان اللي كان جوه بطن الست العذراء ده يسوع اللي هو مش اله يبقى هي ولدت مسيح مش الآلة اذا اللي جاي يفدينا مش اله اذا ما فدناش ،يبقى اللي اتصلب على الصليب ده مش آلة اذا يبقى خلاصة محدود على رأيه معلمنا بولس الرسول بالجهل يموت بار من اجل واحد لو في واحد عايز يفدي واحد بالعافيه واحد يموت بدل واحده دة لو الناس قبلت يعنى لكن مش ممكن واحد يموت من اجل مجموعه لكن لانه الاله مات من اجل الجميع ولما مات من اجل الجميع وهو آله قال لك الجميع اذا ماتوا اذا لاشى من الدينونة الآن مع الذين فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح اذا الذى اعطى فداء للمسيح قيمه انه اله الذي جعل قيمه فدائة غير محدوده ان هو غير محدود الذى قدر ان يفدى خطايا جميع البشر منذ آدم الى اخر الدهور انه هو آلة اذا اللى كان جوة الست العذراءته دة الله الكلمه يبقى لما جاءنا نستور يعمل دستور المصاحبه وشكك في عقيده الست العذراء لقينا الكنيسه بتدافع ولقينا الكنيسه بتكرم السيده العذراء ولقينا قديس اسمه القديس كيرلس بيعمل حاجه اسمها ثؤطوكيات لحنها ووضعها لاجل المؤمنين يسبحوا بها خد بالك من اكثر الحاجات اللي تثبت العقيده عندنا حضور الصلوات الطقسيه لما تيجي انت تصلي الاجبيه تعرف يعني ايه نعظمك يا ام النور الحقيقي تعرف يعني ايه السلام لكى نسالك ايتها القديسه المملوءه مجدا تلاقي جوه الاجبيه كل صلوة القطعه الثالثه تكلمك عن السيده العذراء وكأن الكنيسه تسمع الافكار اللي من بره اللي بتعاكس افكار اولادها وبتخرب عقولهم واللي بتشككهم في عقيدتهم وتقول لم اترك اولادي يتشتتوا ،هصيغ لهم الصياغة المضبوطة التى تعبر لهم عن عقيدتهم واضع ها لهم فى العبادة عشان يصلوا بها كثير ولما يصلوا بها كثير يبقى كده عقيدتهم يحصل لها ايه؟ تثبت، عشان كده كل مره تقول بالحقيقه نؤمن انت كده بتقر بايمانك المسيحي كلة كل مره بتقول نعظمك يا ام نور الحقيقي انت كده بتعلن كرامه السيده العذراء في حياتك وعقيدتك وايمانك بها بتثبت علشان كده وضعوا الثيؤتوكيات فى التسبحة بحيث نعرف يعنى اية الست العذراء في عقيدتنا ومسيحيتنا فلو احنا قولنا ان الذى كان جوه بطن الست العذراء ده انسان بس يبقى اللي جاى يفدينا إنسان بس يبقى ما يقدرش يفدينا لانه محدود ويبقى كده احنا قسمنا اقنوم الإبن واصبحوا اثنين مش واحد، بقى طبيعتين ومشيئتين واصبح إلة منفصل عن الإنسان عشان كده الكنيسه تقولك ان لاهوتة لم يفارق ناسوته لحظه واحده ولا طرفه عين الاثنين في اتحاد ما تفارقوش ابدا لاهوت كامل وناسوت كامل لاهوت بكل طبيعتة وناسوت بكل طبيعتة عشان كده بنؤكد على ان الست العذراء بشر انسانه وفي نفس الوقت حملت بالاله جاء واحد اخر قال ان اللاهوت مكنش متحد بالناسوت لكن مصاحبه بمعنى ان اللاهوت كان مصاحب الناسوت فجاء اوطاخى يعالج هذا الامرفتترك فى العلاج وانشا لنا بدعه جديده قال كان اللاهوت متحد بالناسوت كده تمام انت كدة عالجت المشكله راح مفكر تفكير كده خدعته جدا بس اللاهوت عندما اتحد بالناسوت اللاهوت اقوى فدوب الناسوت بلع الناسوت جعله لاهوت فقط طب فين الناسوت ؟ قالك الناسوت يمثل واحد على مليون واللاهوت يمثل الباقي لا انت كده خليت لنا اللي جاي يفدينا اله بس طب لما هو إلة بس كان يقول كلمه من السماء يفدينا بها وخلاص اللى كان محتاج للفداء هو الطبع البشري اذا كان لازم يكون بشر فجاء اوطاخى قال ان اللاهوت بلع الناسوت قولنالوا اللى كنا شايفينه دة بيتحرك ويعمل معجزات ،ومره يأكل ومره يتكلم ومره يمشي ومره يتعب ده كان ايه قال لك ده كان خيال خيال لان طبع اللاهوت غلب على طبع الناسوت وبلعه شبها كده اكننا جبنا في محيط كبير حطينا في نقطه خل نقطه الخل في المحيط الكبير حصل لها ايه تلاشت قالك الناسوت تلاشى داخل اللاهوت قولنالوا لا يعني كده يجيء الله يفدينا بيفدى الله؟! هو الله محتاج فداء هو جاى لية؟للبشر اذا لازم يكون بشر عشان كدة اوطاخى عندما فعل هذة البدعة قولنا لة لا دة لاهوت كامل وناسوت كامل وجميل ان ربنا عامل حساب الحاجات دي من زمان ربنا جعل موسى يشوف المنظر بتاع العليقه من زمان عشان يفهمنا يعني ايه عشان يفهمنا يعني ايه لاهوت وناسوت قال له بص يا موسى عليقه شجره مشتعله بالنار شيء طبيعي جدا لو جبنا شجره وعماله النار تشتعل فيها عشر دقائق ربع ساعه ساعة شيء طبيعي ان الشجره تتحرق قال لك لا ظلت النار مشتعلة في العليقه مده طويله جدا ونار حاميه جدا والعليقه زي ما هي شايف الخضار بتاعها خضراء وبتتحرق قال لك ده الناسوت واللاهوت في نار اه في نار وفي شجر اه في شجره النار حرقت الشجره ؟ قال لك لا ما حرقتش الشجره وظلت الشجرة شجره وظل النار نار ونقدر نقول عليهم ان الاثنين دلوقتي موجودين اللي احنا شايفين عليقة مشتعلة ما نقدرش نقسمهم ولا نقدر ابدا ان احنا نقول ان النار اكلت العليقه قال لك كده اللي كان جوه بطن الست العذراء، اللاهوت موجود والناسوت موجود اللاهوت لم يلغى الناسوت ولا بلعة وفضل اللاهوت لاهوت وفضل الناسوت ناسوت زي بالضبط كده تشبيه اللي قالوا القديس كيرلس الفحم والنار تجيب الفحم تولعه بالنار انت شايف ايه دلوقتي شايف حاجه اسمها جمره بقت جمره في نار تمسكها تحرقك لكن لما تمسكها تحرقك هل هى نار بس ولا معها فحم معها برضو فحم وظل الفحم فحم وظلت النار نار ونقدر نقول ان النار مالوش وزن لكن بيحرق والفحم لة وزن ولم يحرقك الانسان ولكن الاتنين متحدين بعضهم البعض ومعطين لنا جمرة حملت الجمره كل صفات الفحمة وكل صفات النار معتلنا جمره حملت الجمره كل صفات الفحمه وكل صفات النار العليقه المشتعله كل صفات العليقه وكل صفات النار ،ده اللاهوت اللي اتحد بالناسوت ما فيش حاجه لغت الثانيه ابدا واللاهوت لم يبلع الناسوت ما لغاش الناسوت ابدا عشان كده تلاحظوا اقول لكم الكنيسه بتاعتنا تأكد على الحقائق اللاهوتيه عن طريق العبارات التي تصلى، لما نيجي نقول في المجمع نقول كل القديسين لكن نيجى عند السيدة العذراء نقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء كل حين والده الاله خلي بالك العذراء كل حين دى بنرد بها على الناس اللى بتشكك خذ بالك الكنيسه واعيه قوي والده الاله القديسه الطاهره مريم كل العبارات الطويله دي قوي عشان بنأكد التي ولدت لنا الله الكلمه خلي بالك من كلمه مهمه قوي الكنيسه اللي حبه تستخدمها بالحقيقه ليه بالحقيقه عشان تأكد علينا ان اللي اتولد ده كان انسان واتولد منها بالحقيقه لانه ما كانش مجرد ولاده وهميه ولا خياليه ولا الذى جاء دة كان مجرد خيال عشان كده لو تاخدوا بالكم كلمه بالحقيقه دي الكنيسه تغير النغمه فيها يعني يقول لك مثلا التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه اشمعنى دي قال لك عشان دي انا عاوزه ااكد عليها في اذهانكم ان اللي اتولد ده الله الكلمه بالحقيقه ما كانش وهم ولا خيال عشان كده برضه لما تيجي في الاعتراف الاخير ان الكنيسه اللى ابونا بيقولوا انت كدة خلاص مجرد ان انت تقول امين على الاعتراف الاخير اتفضل اتناول قال لك وجعله واحدا مع لاهوتة اول ما قال لك وجعله واحد مع لاهوته الكنيسه خافت قال لك احنا خائفين لحد يقول جعله واحد مع لاهوته ان اللاهوت بلع النسور فوضعوا عباره بغير اختلاط ولا امتزاجا ولا تغيير لما جاء اللاهوت مع الناسوت لم يتغير بغير اختلاط ولم امتزاج ولا تغيير ما غيرش طبعة كل ده في الست العذراء لو شككت في الست العذراء تشكك في المسيحيه كلها عشان كده القديس كيرلس الكبير يقول لك عليها معمل اتحاد الطبائع معمل بطن الست العذراء معمل اتحاد الطبائع اللي هي الطبيعه الالهيه والطبيعه الناسوتيه نقول عليها في المديح بتاعها السلام لك يا مريم السلام لك يا خزانه حاويه اسرار اللاهوت تقول لي بس الكلام ده يفوق العقل اقول لك فعلا يفوق العقل خد بالك موسى عندما اقترب العليقة ربنا قال له قف ما تقربش فوقف خاف بعد كده قال له اخلع نعليك فخلع نعلية فقرب اقرب ولة ماقربش قال له تقرب بس تقرب بشرط ان تخلع نعليك اي تتخلص من كل ما هو بشري وارضى لكي تقترب لتفهم كل هذة الحقيقه السماويه عشان كده تحس الست العذراء تحير نقول عليها الام والعبدة تبص تلاقي انت متعجب منها اية البساطه دي ؟!وايه المجد ده ايه البنت الغلبانه الفقيره دي اللي بقت مكرمه اكثر من جميع ملوك الارض فقيرة جدا بس مكرمه اكثر من جميع ملوك الارض صامته جدا لكن السماوات تسبحها وتمجدها عشان كدا الست العذراء كرامتها كرامه كبيره جدا حاجه اخيره اقولها لك لان اخواتنا الكاثوليك لما قعدوا يعظموا في العذراء قوي قوي راحوا شت بيهم فكرهم شويه وعظموها عن هى مجرد اعظم من البشر اقولك يوم مانعظم العذراء على انها اعظم من البشر احنا بنقول كده طالما هى اعلى من البشر تبقى اللى ولدتة اعلى من البشر يبقى مافداش البشر لازم نعرف ان هي بشر هى بيقولك حُبل بها بلا دنس وبعدين قال لك عن حاجه اسمها عصمه العذراء يعني دي واحدة مولودة ما تغلطش اقولك لا ده الروح القدس حل عليها وطهرها وهي قالت تبتهج روحي بالله مخلصى اذا هى محتاجه للخلاص ما اقدرش اقول ان الست العذراء معصومة من الخطا مقدرش انا عارف ان هي كُليه القداسه، لكن ما اقدرش اقول انه طبعها ما بيغلطش مااقدرش هى إنسانه ولما جينا هنا النهارده سنكسار يقرا لنا قصه صعود جسدها في ناس قال لك دى قامت ماتت وقامت وصعدت نقول له لا ما قامتش الست العذراء ماتت وجاء ربنا يسوع المسيح قال انا مش هخلي جسدها يبقى على الارض فجاء بملائكته وصعد بها الى السماء قال الارض ما تستاهلش ان يكون بها جسدها فصعد بجسدها الميت الى فوق فيوم ما نقول ان هي ماتت وقامت وصعدت عاوزين نقول ان هي الة لا هى مش آلة عاوزين نقول ان هي معصومه من الغلط نقول لا هي مش معصومه من الغلط يوم ما نقول انها هي حُبل بها بلا دنس يعني جاءت من غير زواج هي نفسها اقولك برضة لاهى جاءت بزواج طبيعي هى بشر عشان كده لما نمس الست العذراء فى حاجه تلاقي شيء طبيعي العقيده المسيحيه اتهزت اقولك لا هي إنسانه لكن هي الروح القدس اختارها وحل عليها وهيأها انها تكون ام الى الله كرم الست العذراء في حياتك قوي وقرب منها قوي مين اللي يستاهل يصاحب سيده ملوك الارض كلها مين اللي يستاهل انه يكون عنده شفاعة بأم الاله مين اللي يستاهل كده يحط ايقوناتها في بيتة ويكلمها ويشتكلها ويحكي لها ويكلمها الست العذراء تبقى في حياتك تبقى جوهر ايمان تبقى حقيقه جميله في حياتك يابختك كدة وانت متشفع بأم الله دة اللي بيعرف واحده يكون لها كرامه كبيره كده بيفتخر بها قوي افتخر لان ام الاله جاءت على الارض وبقت قريبه مننا قوي عشان كده من ضمن الألقاب اللي بنقولها للست العذراءنقول عليها فخر جنسنا احلى حاجه فى جنسنا كلة هى الست العذراء ولان الالة ظل ينظر ويبحث فى الجنس البشري فوجد اجمل نوع في الجنس البشري افخر نوع في الجنس البشري كانت الست العذراء بس خلي بالك بنأكد افخر نوع في الجنس البشري عشان يتولد منها يبقى اللة الكلمة بالحقيقه ربنا يعطينا بركة الست العذراء فى حياتنا نعظمها ونمجدها فى كل حين ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
24 أغسطس 2024

إنجيل عشية الأحد الثالث من شهر مسرى ( لو ١١ : ٢٧ - ٣٦)

" وفيما هو يتكلم بهذا ، رَفَعَتِ امرأة صوتها مِنَ الجمع وقالت له: طوبى للبطن الذي حَمَلكَ والثديين اللذين رَضِعتَهُما . أما هو فقال: بل طوبى للذين يسمعونَ كلام الله ويَحْفَظُونَهُ وفيما كانَ الجُموع مُزْدَحِمِينَ، ابتدأ يقولُ: هذا الجيلُ شِرِّيرٌ. يَطلُبُ آيةً، ولا تُعطى له آيةٌ إلا آية يونان النبي. لأنَّهُ كما كان يونان آيةً لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضًا لهذا الجيل. مَلِكَةُ التَّيمَنِ ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم، لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمعَ حِكمَةَ سليمان، وهوذا أعظَمُ مِنْ سُليمان ههنا رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنَّهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا!ليس أحَدٌ يوقد سراجًا وَيَضَعُهُ في خِفْيَةٍ ولا تحت المكيال، بل على المَنَارَةِ، لِكَيْ يَنظُرَ الداخلون النور. سراج الجَسَدِ هو العَينُ، فَمَتَى كانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيْرًا، وَمَتَى كانت شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يكونُ مُظْلِمًا. انظُرْ إِذَا لِئلا يكون النور الذي فيكَ ظُلمَةً. فَإِنْ كَانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ نيرًا ليس فيهِ جُزء مُظلم، يكون نَيْرًا كُلُّه، كما حينما يُضيء لكَ السَّراجُ بِلَمَعانِهِ ". رفعت امرأة صوتها : يتواكب الأحد الثالث من مسرى مع عيد السيدة العذراء القديسة مريم الذي يقع في ١٦ مسرى في نهاية الصوم المدعو باسمها المبارك فصل إنجيل العشية يسجل أول تطويب من عامة الشعب، لأن القديسة أليصابات كانت أول من طوب العذراء مريم حين تصاغرت أمامها وهى امرأة متقدمة في أيامها وزوجها كاهن شيخ وقور وهي حامل بابن ليس في مواليد النساء أعظم منه، فحين دخلت إليها القديسة العذراء مريم وسلمت عليها بالسلام الروحاني وهى حاملة الكلمة المتجسد في بطنها البتولي صرخت أليصابات بالروح وقالت: "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" وتطويب أليصابات معتبر أنه تطويب من عشيرة الكهنوت. وطوبتها أليصابات حين ارتكض الجنين في بطنها ساجدًا للذي كونه من العدم ومبتهجا راكضًا للقاء سيده، وحين امتلأت أليصابات هي وجنينها من الروح القدس بسبب كلام مريم أم الله الكلمة أما إنجيل العشية فيسجل تطويب امرأة من عامة الشعب جالسة مستمعة لتعاليم الرب ومن شدة انفعالها بالروح رفعت صوتها وقالت: "طوبى للبطن الذي حملك وللثديين الذين رضعتهما" وقد خرجت هذه المرأة عن مألوف العادة في زمانها فقبيح بالمرأة أن ترفع صوتها في وسط جمع غفير كهذا وفي وسط رجال مجتمعين هذا عددهم ولكنها تجاوزت كل هذا وتخطت العادات ومثل زكا الذي لم يعبأ بماذا يقول الناس عنه، أو كمثل المرأة الخاطئة التي ارتفعت فوق العيون التي نظرت إليها بالاحتقار أو النقد والدينونة، شقت طريقها إلى قدمي يسوع هكذا صرخت هذه المرأة لتمدح أم الله وتطوبها بصوت عال كقائدة وكباكورة ملايين الملايين الذين تبعوها يطوبون العذراء إلى جيل الأجيال ويخيل إلي أن هذه المرأة كمثل مريم النبية أخت هارون حين أخذت الدف بيدها وبدأت بنشيد التسبيح وتبعتها النسوة بل وكل جماعة بني إسرائيل قائلين: "تعالوا نسبح الرب لأنه بالمجد قد تمجد" هكذا بدأت هذه المرأة نشيد تطويب العذراء أم المسيح التي حملت الرب في بطنها تسعة أشهر وأرضعته من ثديها الطاهرة قال أحد الآباء إن الخليقة كلها تهللت بمجيء المسيح متجسدا فقدم له عالم الفلك نجمًا فريدًا وقدم له عالم الحيوان ما كان لخدمته في أيام تجسده، أما البشرية فقدمت له أما عذراء ويلذ لنا نحن المؤمنين أن نتأمل عمق العلاقة التي ربطت أمنا العذراء بابنها الوحيد ، كيف عاشت التسعة أشهر وهي حاملة السر الإلهي والروح القدس حال عليها وقوة العلي مظللة عليها !! وليس كما يزعم قوم أنها حال ولدت ابنها الإلهي فقد انتهت العلاقة التي تربطها به فهى كعلبة الجواهر، فإن أخذنا الجوهرة فما حاجتنا إلى علبة وهذا كلام غير الروحيين والمحرومين من أمومة الأم العذراء فهي بعد أن ولدته أرضعته من ثدييها الطاهرين، فإن كان قد أخذ ناسوته منها متجسدًا في الحشاء البتولي، فقد نما جسده الإلهي الذي كان ينمو في النعمة والقامة، نما أيضًا متغذيا على لبنها فلم تنقطع هذه الصلة السرية جدا وغير المقترب إليها بالفعل لم تنقطع بالولادة !! طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب هذا تطويب أليصابات طوبى للذين يسمعون كلام الله ويعملونه وهذا تعليق الرب على تطويب المرأة فالعذراء مطوبة أولاً من أجل إيمانها الفائق الوصف الذي تجاوز المعقول حين أحنت رأسها أمام الرب خاضعة وقائلة "هوذا أنا أمة الرب" بحضور شاهد سماوي هو رئيس الملائكة جبرائيل المبشر والإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى ولم يبلغ إنسان على وجه الأرض إلى ثقة العذراء ورجائها، ولم يصل أحد قط إلى قامة يقينها بما لا يرى، لقد حملت غير المرئي كمرئي ومحسوس واحتوت غير الزمني الذي صار في بطنها تحت الزمان. يا للعجب !!. أليصابات شاهدة عيان على هذا الإيمان فرأت في العذراء إيمانها وكمال مواعيد الله ولمست عن قرب وهي تحتضن العذراء ما هو أعلى من فكر الملائكة فطوبت إيمانها وطوبت أمومتها للرب عن يقين الرؤيا والتلامس ونطقت بشهادتها مؤازرة بملء الروح القدس في تلك اللحظات أما هذه المرأة فلم تر العذراء ولا عرفتها المعرفة الشخصية، فهى تمثل باقي البشرية لكل الأجيال، ولكنها رأت ثمرة بطنها التي قالت عنها أليصابات أيضًا "مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك" ها هي هذه المرأة تسمع ثمرة بطن العذراء - يسوع المسيح - فتنفعل بالروح لتنطق بباكورة تطويب العذراء فيجيب المسيح له المجد : بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه"، فالعذراء وإن كان لها الإيمان الفريد ولكنها فوق الكل أيضًا في سماع كلام الله وحفظه، فهى التي حوت الكلمة متجسدًا في أحشائها، وخبأت الكلمة متفكرة بها في قلبها ومن يعرف أسرار هذا أو ذلك في حياتها التي هي أعلى من السماوات ؟!! بقي أن تفرح قلبها كأم إن سلكنا في طاعة المسيح وحفظنا وصاياه، لأن فرح الأم دائما يكون بنجاح أولادها فإن أحببنا المسيح من كل القلب وحفظنا وصاياه نكون قد فرحنا قلب أمنا وحين نطوبها نطوبها لا بالكلام بل بالعمل والحق قال أحد الآباء للعذراء القديسة : أنت أم الله (يسوع المسيح) وأم الخاطئ (أنا) في آن واحد أم الديان العادل وأم المذنب ، فاطلبي إلى ابنك الإله أن يترفق بالخاطئ ويرحمه قوية هي شفاعتك ومقبولة عند الذي ولدته اشفعي فينا. المتنيح القمص لوقا سيداروس عن كتاب تأملات في أناجيل عشية الآحاد
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل