المقالات

26 أبريل 2023

بعض أحداث القيامة

إن السيد المسيح له المجد لم يبطل العمل مطلقاً من أجل البشرية ، حتي و هو في القبر بالجسد . يعمل بين الصلب والقيامة:- إن الله في قيامته ، قدس الطبيعة البشرية القابلة للموت ، و جعلها قابلة للقيامة ... و قبل القيامة ، كان الرب يعمل من أجلنا أيضاً ، حتي حينما كان جسده في القبر ... بالموت انفصلت روحه عن جسده و لكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه و لا عن جسده . و استطاعت روحه المتحدة بلاهوته أن تعمل عملاً خلاصياً عجيباً من أجل الراقدين علي رجاء . كان بموته قد دفع ثمن الخطية ، و اشترانا بدمه ، لذلك كان من حقه وقد فدي البشرية ، أن ينقل الراقدين من الجحيم إلي الفردوس . و قد كان . بروحه المتحدة باللاهوت ، ذهب إلي الجحيم ، ليبشر الراقدين هناك علي رجاء . لقد نزل إلي أقسام الرض السفلي ، و سبي سبياً ( أف 4 : 8 ، 9 ) . وفتح باب الفردوس ، و نقل إليه الأبرار المنتظرين في الجحيم ، و ادخل معهم في الفردوس اللص اليمين أيضاً . حقاً ما اصدق قوله للقديس يوحنا الرائي إن " بيده مفاتيح الهاوية و الموت " ( رؤ 1 : 18 ) و إن كان قد فتح باب الفردوس ، فهو كما قال أيضاً " أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تاسيس العالم " ( رؤ 17 : 8 ) ( في 4 : 3 ) . حقاً طوبي لهؤلاء الذين أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة . إذ لا سلطان للموت عليهم . قد يقيمون فيه حيناً ، كما اقام يونان في بطن الحوت ، ثم أخرجه الرب بسلام ، دون أن يكون للحوت سلطان علي أذيته ... ! هكذا أخرج الرب الذين في الجحيم ،و بسلطانه علي الفردوس أدخلهم إليهم . و هذا العمل العظيم عمله الرب في الخفاء و تهللت له السماء ، و تحققت به أقوال الأنبياء . و في الخفاء أيضاً قام الرب من بين الأموات . أتت روحه المتحدة بلاهوته ، و أتحدت بجسده المتحد بلاهوته . و قام بقوة لاهوته ، و خرج من القبر المغلق . النسوة حاملات الطيب:- عجيب أن النسوة أخذن أطياباً و ذهبن غلي القبر ، بينما هذه الأطياب كانت لا تتفق مع الإيمان بالقيامة . و لكن الرب اهتم بما عندهن من حب ، و عالج النقص الموجود في لإيمانهن . هل يحملن الطيب لأجل الجسد الذي في القبر ؟! أليس لهن الإيمان أن المسيح قد ترك القبر و قام ؟! و لذلك فإن بشارة الملاك كانت تحمل هذا العتاب الضمني ، حينما قال للمريمتين " إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب ، ليس هو ههنا ن لأنه قام كما قال " ( متي 28 : 5 ، 6 ) . و نفس التوبيخ بأسلوب أوضح قاله الملاكان للنسوة حاملات الطيب : " لماذا تطلبن الحي بين الأموات ؟! ليس هو ههنا لكنه قام . اذكرن كيف كلمكن و هو بعد في الجليل قائلاً إنه ينبغي أن يسلم غبن افنسان في ايدي اناس خطاة ، و يصلب و في اليوم الثالث يقوم " فتذكرن كلامه ( لو 24 : 5 - 8 ) . نعم إنه سبق و قال إنه سيقوم من بين الأموات . و لم يقل هذا للنسوة فقط ، بل بالأكثر للتلاميذ . فإن كان التلاميذ قد أنبأهم الرب بقيامته و لم يؤمنوا ، فكم بالأولي هؤلاء النسوة ؟! شكوك التلاميذ:- قيامة المسيح كانت حادثاً هو الأول من نوعه ، من حيث أنه يقوم بذاته ، دون أن يقيمه أحد ... و من حيث تحقيقه بقوله العجيب الذي لم يقله أحد : " أضع نفسي لآخذها أيضاً . ليس أحد يأخذها مني ، بل أضعها أنا من ذاتي . لي سلطان أن أضعها . و لي سلطان أن اَخذها أيضاً " ( يو 10 : 17 ، 18 ) . من جرؤ أن يقول هذا الكلام غير المسيح ؟ لذلك كانت قيامته مذهلة . كانت فوق الفكر ، و بخاصة بعد أحداث الصليب و اَلامه و اهاناته ... و بعد ما أظهره اليهود من جبروت و تسلط ! و لهذا لم يكن سهلاً علي التلاميذ أن يصدقوها ، و هم خائفون و مختبئون في العلية . كان علي الصليب قال " قد أكمل " ، أي أكمل عمل الفداء ، و دفع ثمن الخطية ، إلا أنه كان أمامه بعد القيامة عمل اَخر ليكمله ، عمل خاص بالرعاية ... كانت أمامه نفوس بارة ، و لكنها مضطربة ، تحتاج إلي راحة النفوس التي ضعفت و خافت و شكت ، ماذا يفعل لأجلها ؟ إنه لم يشأ مطلقاً أن يعاتب هذه النفوس علي ضعفها ، أو علي شكها أو نكرانها ، بل جاء ليريحها ... إنه - كما قال قبلاً - لم يأت ليدين العالم ، بل ليخلص العالم ..ز فكم بالأولي خاصته الذين أحبهم حتي المنتهي ( يو 13 ) . و قال القديس يوحنا عن ذلك الحب " نحن نحبه ، لأنه احبنا قبلاً " ( 1 يو 4 : 19 ) . هكذا فعل مع توما الذي شك في قيامته ، و اصر أن يضع أصبعه مكان الجروح . لم يعاتبه علي الشك ، و إنما عالجه فيه . و استجاب له في وضع أصبعه و التاكد من جروحه ... و نفس الوضع مع بطرس ، و مع المجدلية ، و مع تلميذي عمواس . لقد اراد الرب تقوية إيمان هؤلاء ، الذين سيجعلهم يحملون الإيمان إلي أقاصي المسكونة كلها ... و قد كان . و هكذا لم يقتصر الأمر علي قيامته ، إنما تبعت القيامة عدة ظهورات ، بل مكث مع التلاميذ أربعين يوماً ، في خلالها " أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة بعد ما تألم " ( أع 1 : 3 ) . فماذا قال الكتاب عن عدم تصديق التلاميذ للقيامة ، و عن تكرار هذا الشك منهم ، مما أعثر غيرهم ؟ 1-يقول الأنجيل المقدس أنه ظهر أولاً لمريم المجدلية ... " فذهبت هذه و أخبرت الذين معه و هم ينوحون و يبكون " . فكيف تلقوا بشارتها بالقيامة ؟ يجيب القديس مرقس الإنجيلي قائلاً : " فلما سمع أولئك أنه حي ، و قد نظرته ، لم يصدقوا " ( مر 16 : 9 - 11 ) . 2-ثم ظهر الرب لتلميذي عمواس ، فلم يعرفاه ، و ما كانا قد صدقا ما قالته النسوة عن القيامة ... حتي أن السيد المسيح وبخهما قائلاً " أيها الغبيان و البطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء . أنما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا و يدخل إلي مجده . ثم ابتدأ من موسي و من جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به جميع الكتب " ( لو 24 : 25 - 27 ) . 3-و أخيراً اَمن هذان التلميذان . فماذا كان وقع إيمانهما علي الرسل ؟ يقول القديس مار مرقس : " و ذهب هذان واخبرا الباقين . فلم يصدقوا و لا هذين " ( مر 16 : 13 ) . نسمع بعد ذلك أن النسوة ذهبن إلي القبر " فدخلن و لم يجدن جسد الرب يسوع " وظهر لهن ملاكان ، و بشراهن بالقيامة . فذهبن و أخبرن التلاميذ . فماذا كان وقع هذه البشارة عليهم ؟ يقول القديس لوقا الإنجيلي في ذلك : " فتراءي كلامهن لهم كالهذيان ، و لم يصدقوهن " ( لو 24 : 11 ). هؤلاء هم الأحد عشر رسولاً أعمدة الكنيسة . كثرت أمامهم الشهادات : من مريم المجدلية ، و من تلميذي عمواس ، و من النسوة ... فلم يصدقوا كل هؤلاء . 1- فما الذي حدث بعد ذلك : ذهبت مريم المجدلية و أخبرت بطرس و يوحنا عن القبر الفارغ فذهبا معها إلي هناك " و أبصرا الأكفان موضوعة ، و المنديل الذي كان علي رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان ، بل ملفوفاً في موضع وحده " (يو 20 : 6 ، 7 ) . هنا يقول الإنجيل عن يوحنا أنه " رأى فاَمن " ( يو 20 : 8 ) ., و لكننا علي الرغم من هذا نقرأ شياً عجيباً ... 5-نقرأ أنه بعد أن عرف الكل أن " الرب قام بالحقيقة و ظهر لسمعان " ( لو 24 : 34 ) ... حدث أن الرب نفسه قام في وسطهم و قال لهم سلاماً لكم . فهل اَمنوا لما ظهر لهم و كلمهم ؟ كلا بل أنهم " جزعوا و خافوا ، و ظنوا أنهم نظروا روحاً " ( لو 24 : 37 ) . حتي أن الرب وبخهم علي ذلك . ثم قال لهم " أنظروا يدي و رجلي إني أنا هو . جسوني و أنظروا . فإن الروح ليس له لحم و عظام كما ترون لي " ( لو 24 : 39 ) . حقاً أية بدعة كانت تحدث في الإيمان ، لو أن التلاميذ ظنوا أن ما رأوه كان روحاً ! كأن الجسد لم يقم ... لذلك أراهم الرب يديه و رجليه . 2- إذن المشكلة لم تكن مشكلة توما الرسول فقط ، الذي قال له الرب " أبصر يدي . و هات يدك وضعها في جنبي ، و لا تكن غير مؤمن " ( يو 20 : 27 ) . إنما كانت مشكلة الأحد عشر جميعهم . كلهم شكوا . و كلهم احتاجوا إلي براهين ، و احتاجوا أن يجسوا و يلمسوا و يروا موضع الجروح لكي يؤمنوا ... ! و عالج الرب عملياً مشكلة أن يظنوا ظهوره لهم خيالاً أو روحاً . و في ذلك قال القديس بطرس السدمنتي : أن السيد المسيح في فترة حياته بالجسد علي الأرض كان يثبت للناس لاهوته . أما بعد القيامة ، فأراد أن يثبت لهم ناسوته ...! الرب يثبت ناسوته:- لذلك نسمع أنه بعد القيامة ، سمح من أجل اقناعهم بناسوته " أخذ و أكل قدامهم " ( لو 24 : 43 ) . فعل هذا بينما نحن نعلم أن جسد القيامة هو جسد روحاني نوراني لا يأكل و لا يشرب . إنما فعل الرب هذا ليقنعهم بناسوته . أما جسده بعد الصعود ، فهو لا علاقة له بهذا الأكل من طعام مادي ... نلاحظ في كل هذا ، أن شكوك التلاميذ قابلها الرب بالاقناع و ليس بالتوبيخ أو بالعقاب . إنهم هم الذين سيأتمنهم علي نشر الإيمان في العالم كله . فينبغي أن يكونوا هم أنفسهم مؤمنين إيماناً قوياً راسخاً يمكن أن يوصلوه إلي الآخرين مقنعاً لا يقبل الشك فأوصلهم الرب إلي هذا الإيمان القوي . إن كانوا لم يصلوا إلي الإيمان الذي يؤمن دون أن يري ، فلا مانع من أن يبدأوا بالإيمان المعتمد علي الحواس ، مع أنه درجة ضعيفة ! تنازل الرب ، و قيل منهم هذا الإيمان الحسي ، لا لكي يثبتوا فيه ، و إنما ليكونوا مجرد بداءة توصل إلي الإيمان الذي هو " الإيقان بأمور لا تري " ( عب 11 : 1 ) . و هكذا قال القديس يوحنا : " الذي سمعناه ، الذي رأيناه بعيوننا ، الذي شاهدناه و لمسته أيدينا " ( 1 يو 1 : 1 ) ... و هذا الإيمان الذي اعتمد في بداءته علي الحواس ، ما لبث أن اشتد وقوي ، و استطاع أن يقنع الأرض كلها بما راَه و ما سمعه ، لئلا يظن البعض أن الرسل كانوا مخدوعين ، أو صدقوا أموراً لم تحدث . و هكذا رأينا القديس بولس الرسول يبشر فيما بعد بما راَه و ما سمعه و هو في طريق دمشق ... و شرح هذا الموضوع كله للملك أغريباس ، و شرح له ما راَه قائلاً " رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نوراً من السماء أفضل من لمعان الشمس ... و سمعت صوتاً يكلمني .." ( أع 26 : 13 - 15 ) و ختم ذلك بقوله " من ثم ايها الملك اغريباس ، لم أكن معانداً للرؤية السماوية " .هذ هو السيد المسيح الذي عمل علي تقوية إيمان تلاميذه ، و الذي عالج شك توما ، و عزي بطرس في حزنه ، و عزي المجدلية في بكائها ، و أعاد الإيمان إلي الكنيسة . و كأني أتصور ملاكاً واقفاً علي قبره قبيل القيامة ينشد قائلاً : قم حطم الشيطان لا تبق لدولته بقية قم بشر الموتي و قل غفرت لكم تلك الخطية قم قو إيمان الرعاة و لم أشتات الرعية و اغفر لبطرس ضعفه و امسح دموع المجدلية و اكشف جراحك مقنعاً توما فريبته قوية ارفع رؤساً نكست و اشفق بأجفان البكاه شمت الطغاة بنا فقم واشمت باسلحة الطغاة حسبوك إنساناً فنيت فلا رجوع و لا نجاة و لأنت أنت هو المسيح و أنت ينبوع الحياة قم في جلال المجد بل و اظهر بسلطان الإله قم وسط أجناد السماء فأنت رب في سماه قم روع الحراس و ابهرهم بطلعتك البهية قم قو إيمان الرعاة و لم اشتات الرعية مرت علينا مدة غرباء في هذا الوجود فترت ضمائرنا هنا جمدت و ظلت في جمود إبليس أسكنها التراب و لم تقم بعد الرقود فالقبر ضخم فوقه حجر و يحرسه الجنود يا من أقمت المائتين و قمت من بين اللحود يا من قهرت الموت يا رب القيامة و الخلود قم و انقذ الأرواح من قبر الضلالة و الخطية قم قو إيمان الرعاة و لم اشتات الرعية قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
25 أبريل 2023

براهين القيامة - القبر الفارغ والكفن المقدس

عثر الباحث جوردرن سنة ١٨٨١على حديقة صغيرة عند سفح جبل الجلجثة إلى الغرب، وذلك تحت خمسة أقدام من القمامة، حيث وجد بها قبرا منحوتا في الصخر، مع ممر أمامي، وحجر ضخم مدحرج عند فوهة المكان. ولم تكن بالقبر أية آثار لموتى أو تعفن، وهو يتسع لمجموعة صغيرة من الأشخاص، كي يلتقوا فيه. ومن المعروف أن الإمبراطور الروماني هادريان (١٣٥ م)،كان قد بنى معبدا للإلهة فينوس فوق قبر المسيح. وقد عثر جوردون على آثار وأطلال هذا المعبد، مع تمثال لفينوس، وذلك لأن الملك قسطنطين حين آمن بالمسيح حطم معبد فينوس (٣٣٠ م). وهذا القبر الفارغ برهان قوي على حقيقة القيامة. فالرب تركه فارغا، وانطلق بجسده الجديد، يظهر لتلاميذه ، ثم يصعد إلى السموات. ولنا في القبر عدة ملاحظات: ١. أنه قبر جديد: وهذا شيء هام، فلو كان القبر قديما، ودفن فيه كثيرون، فمن أدرانا أن الذي قام هو الرب، وليس أحدا آخر؟ لكن القبر كان جديدا، نحته يوسف الرامي في صخر، ولم يدفن فيه أحد قط، قبل السيد المسيح. ٢. الدراسات العلمية والتاريخية: تؤكد أنه قبر السيد المسيح، فهو موجود بأورشليم ومنذ مئات السنين كان مزارا للمسيحيين، يلتمسون منه بركة المسيح الظافر. إن كافة الحفريات والدراسات العلمية، وأقوال المؤرخين تؤكد لنا أنه قبر السيد المسيح، الذي كان قد دفن فيه، وقام منه. ٣. أقوال البشيرين: ولقد تحدث البشيرون عن حقيقة القبر الذي وجدوه خاليا من الجسد، الذي وضعوه فيه بأيديهم... + "إذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء، وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه، وكان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج، فمن خوفه ارتعد الحراس، وصاروا كأموات" (مت ٢:٢٨-٤) + فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع... وإذا رجلان وقفا بهن... وقالا لهن: ليس هو ههنا لكنه قام"(لو ٢٤: ٣-٦). + "قام بطرس وركض إلى القبر ونظر الأكفان موضوعة وحدها، فمضى متعجبا في نفسه مما كان"(لو 24: 12). + سبق التلميذ الآخر (يوحنا) بطرس وجاء أولا إلى القبر وانحنى فنظر الأكفان موضوعة، والمنديل الذي كان على رأسه... ملفوفا في موضع وحده..." (يو ٢٠: ٢-١٠). وهكذا اتفق البشيرون جميعا أن القبر كان فارغا والكفن متروكا في تنسيق بديع، يؤكد قيامة الرب نافضا عنه أكفان الموت! ٤. كلام الحراس: وهذا من أقوى الأدلة على قيامة المسيح! فأولئك الذين جاءوا لحراسة القبر، بعد أن طلب رؤساء الكهنة ذلك من بيلاطس قائلين:" يا سيد، تذكرنا أن ذلك المضل قال - وهو حي - إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث. لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا أنه قام ... فأجابهم بيلاطس: "عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون" فمضوا وضبطوا القبر بالحراس. وختموا الحجر. إذن فهناك توقع من رؤساء الكهنة أن يحدث شيء وأن هذا الشيء سيحدث بالذات في اليوم الثالث، والحراس جاءوا من طرفهم لا من طرف بيلاطس، ولاشك أنهم أوصوهم كثيرا أن يراقبوا الأمور خشية سرقة التلاميذ للجسد في اليوم الثالث بالذات. لكن ماذا حدث؟ زلزلة رهيبة، وملاك نزل من السماء ودحرج الحجر وجلس عليه متحديا، وإذ بالقبر خال من الجسد! فهرول الحراس في رعب شديد واجتمعوا مع الشيوخ... وتشاوروا... وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين: قولوا أن تلاميذه أتوا وسرقوه ونحن نيام... وإذا سمع ذلك الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين... فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم.." (مت ٢٨: ١١-١٥). والسؤال هنا: - + لو كان الحراس نياما، فما هي مهمتهم إذن؟ خصوصا في اليوم الثالث؟ هل من المعقول أن يناموا في اليوم المهم؟ ألم يرتبوا كالمعتاد دوريات حراسة؟ + وإذا كانوا نائمين، فكيف علموا أن تلاميذه بالذات هم الذين أتوا وسرقوه؟ + وألم يكن كافيا ذلك الصوت الرهيب المنبعث من التلاميذ وهم يدحرجون الحجر لكي يستيقظوا ؟ ولكونهم جنودا مدربين ومسلحين، حتما سيطردون التلاميذ.+ والتلاميذ العزل الخائفين، من أين واتتهم هذه الجرأة؟ ألم يهربوا ساعة الصلب؟ ألم يقضوا الأيام بعد الصلب خلف أبواب مغلقة بإحكام؟ هل حدث أن سلحوا أنفسهم لمهاجمة الحراس؟ إذن فأين الإصابات بين الحراس؟ + وكيف وجدت الأكفان مرتبة، والمنديل ملفوفا وموضوعا لوحده، هل من يسرق ينسق بقايا سرقته، أم يتركها في ارتباك؟ شكرا الله، أن هذه الأكذوبة أكدت لنا شيئا غاية في الأهمية، أن الحراس أنفسهم شهدوا أن القبر كان فارغا ولم يكن جسد المسيح فيه، اعتبارا من يوم الأحد، حقا... "ليس هو ههنا لأنه قام كما قال" (مت ٦:٢٨) 5. الكفن المقدس: وهذا دليل إعجازي على قوة قيامة الرب. فلقد اكتشف العلماء- بعد دراسات علمية ومعملية غاية في الدقة - أن الكفن المقدس الذي تركه الرب في ترتيب لأنه قام بجسده النوراني دون ضرورة بعثرته، يحمل بين طياته أدلة علمية تؤكد صدق كل ما نعرفه من أحداث الصلب والقيامة. ومن بين هذه الأدلة ما يلي: ١. أن الصورة المنطبعة على الكفن سلبية (Negative) والصورة التي التقطت لها إيجابية واضحة. ٢. أن الدراسة التشريحية الدقيقة تؤكد أن المسامير لم تكسر حتى أصغر العظام، لأنها دخلت فيما بينها تماما كنبوة العهد القديم "إن عظما لا يكسر منه". ٣. إن الصورة لا تبدو واضحة حينما تقترب منها، ولا حين تبتعد عنها بمقدار ذراع... مما يستحيل معه أن يرسمها فنان، إذ كيف يتابع ما يرسم دون أن يراه؟! 4. ولا توجد في الصورة - بكل الوسائل العلمية - أية آثار لمادة تلوين، ولا أماكن مشبعة باللون أكثر من غيرها، ولا أثر ليد فنان يرسم. ٥. والصورة لا تتأثر بالحرارة ولا بالماء ولا كيميائيا. ٦. والدم الذي على الكفن دم حقيقي ويحوي مادة الهيموجلوبين فعلا، وبعد إزالة كل أثر للحديد وجدت أيضا مادة البورفرين. ٧. وهي صورة ثلاثية الأبعاد. ٨. والدراسات العلمية للكتان أكدت أنه يرجع إلى القرن الأول ، وبه القطن الذي لا ينمو إلا بالشرق الأوسط، بل وبعض حبوب لقاح لنباتات لا تنمو إلا بأورشليم. ٩. أما مسار الدماء التي نزفت من يدي المخلص وقدميه، فموضوع دراسة عجيب ومذهل. ١٠. وأما آثار السياط التي جلدوه بها فهي موضوع خشوع وانسكاب، فهي سياط ثلاثية تركت جروحا في ظهر المخلص، وهي واضحة في صورة الكفن بصورة ترينا قسوة الضرب، وبشاعة خطايانا. ١١. والدراسة المتأنية للأيقونات القديمة تحوي تشابهات دقيقة وكثيرة مع ما نراه بالكفن . ١٢. كذلك آثار إكليل الشوك، والضرب على الوجه، والطعنة، وخروج الدم والماء، وعدم وجود آثار تعفن في قماش الكفن . ١٣- إنها صورة إعجازية نتجت عن وهج نور قيامة المخلص وهي دليل يضاف إلى كل ما ذكرناه سابقا.ولكن أقوى دليل هو قيامة الرب في حياة كنيسته وأبنائه... له كل المجد! 6. أقوال بولس الرسول: لقد حاول بعض نقاد الكتاب أن يشككوا في قيامة الجسد، فقال "شميدل" أن المسيح قام بروحه فقط، أما فكرة القيامة بجسده، فهي تطور تال. وقال "وايزساكر " أن الرسول بولس لم يتحدث عن قيامة المسيح بجسده، لأنه لم يكن يعلم عنها شيئا، وقال "هارناك" أن قيامة المسيح جسديا أمر وارد ولكنه ليس يقينيا. لكن الرسول بولس حين تدرس كتاباته وأقواله يؤكد على حقيقة الجسد القائم ويلغي تصوراتهم الخاطئة... وهذه مجرد أمثلة: + كيف رجعتم إلى الله من الأوثان، لتعبدوا الله الحي الحقيقي، وتنتظروا ابنه من السماء، الذي أقامه من الأموات" (١ تس ١: ٩). + "إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام، فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضا معه" (1 تس ١٤:٤) + أنني سلمت إليكم في الأول (في اليونانية En Prwlois First and foremost = أي أهم شيء) ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (١ كو ١٥: ٣-٤). والدفن هنا مقابل القيامة، دفن بجسده، وقام بجسده. + "الآن قد قام المسيح من الأموات، وصار باكورة الراقدين" (١ كو ١٥: ٢٠)، وهل سنقوم نحن بأرواحنا فقط أم بكياننا كله؟ إنها نظرة غير مسيحية من نقاد الكتاب حيث يتعاملون دائما مع الجسد بأسلوب هندي، إذ يرون فيه انه سجن الروح، وأنه للهلاك. أما المسيحية فهي تقدس الجسد وتجعلنا متوقعين التبني. فداء أجسادنا" (رو ٨: ٢٣). وسوف نتغير إلى صورة جسد مجده" (في ٣: ٢١). إذن فالجسد... للرب، والرب للجسد" (١كو ٦: ١٣). ونحن حينما نقمع أجسادنا بالصوم، فليس إلى الهزال والمرض أو أضعاف قدراتنا البدنية، ولكنه مجرد زهد اختياري لتنطلق الروح في العبادة ولينضبط الجسد في السلوك. + "الذي أقام يسوع من الأموات... سيحيي أجسادكم المائتة..." ( رو ٨: ١١). + "ولما تمموا كل شيء، أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر ولكن الله أقامه من الأموات، وظهر كثيرا للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم" (أع ١٣: ٢٩-٣١). + "إن يؤلم المسيح، يكن هو أول قيامة الأموات" ( أع ٢٦: ٢٣). + " المسيح بعدما أقيم من الأموات، لا يموت أيضا. لا يسود عليه الموت بعد..." (رو ٦: ٩-١٠). هذا ما كتبه معلمنا بولس عن قيامة الرب، وكتب الكثير غيره، مؤكدا حقيقة القيامة حسب الكتب (=Kata tis Graphia) فالقيامة الحقيقية عاينها الرسل فعلا، ولكنها تتميم لنبوات العهد القديم" أنا اضطجعت ونمت هم استيقظت" (مز 3: 5). أخبر باسمك إخوتي، وفي وسط الكنيسة أسبحك ( مز 22: 22) مشيرا إلى ظهور الرب المتكرر لجماعة التلاميذ عقب قيامته المجيدة.إذن، فلنتحن هاماتنا أمام القبر الفارغ.وأمام الكفن المقدس.وأمام شهادة الشهود.ونبوات الأنبياء. فالقيامة يقين أقوى من الشمس! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
24 أبريل 2023

أسئلة عن القيامة والرد عن التشكيك

سؤال: لماذا يفسر ظهور يسوع بعد الصلب على أنه دليل على قيامته بينما هناك تفسير آخر لذلك بأنه لم يمت من الأساس لأن شخصاً آخر قد صلب بدلاً منه وأن الله قد أنقذه من الصلب؟ الإجابة: هذا السؤال به اعتراف ضمني أن السيد المسيح ظهر بعد الصلب. وظهوره بعد الصلب هو دليل على قيامته من الأموات. أما القول بأن ظهور المسيح لا يثبت قيامته لأن شخصاً آخر هو الذي صلب ثم الذي ظهر هو المسيح بعد مرور الأزمة، فهو تقليل من أهمية ظهور السيد المسيح بعد القيامة.ولكن، عند ظهور السيد المسيح بعد القيامة أظهر جراحاته للتلاميذ مما يؤكد أنه هو المصلوب المائت والقائم. فيقول الكتاب "ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف فى الوسط وقال لهم سلام لكم. ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو٢٠: ١٩-٢٠). وفي الأحد التالي قال لتوما: "هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً أجاب ثوما ربي والهي" ( يو٢٠: ٢٧-٢٨)إذن هو ليس مجرد ظهور شخص أفلت من الصلب لكنه ظهور المصلوب نفسه. نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب القيامة والرد علي الشكوك
المزيد
23 أبريل 2023

الإيمان وتأكيد القيامة أحد توما

الكنيسه النهارده عندها عيد سيدي من الاعياد السيديه الصغري النهارده احد توما الكنيسة بتعتبروا عيد لان احد توما ده معناه تاكيد القيامه تاكيد القيامه لان ما ينفعش القيامه تبقى حاصله ومعاها شك ماينفعش القيامه لازم يكون معها ايمان احد توما الكنيسه اعتبرته انه عيد عشان ما ينفعش يبقى شهود القيامه ما شافوش القيامه مينفعش يبقى الكارزين بالقيامه يقولوا للناس احنا عندنا معلومات انة قام.لكن مش متاكدين ان قام ما ينفعش يتقال زي تلميذين عامواس لما قالوا إن بعض النسوة اذا قولنا انة قام هما اللي بيقولوا ما ينفعش توما يروح يكرز ويقول لهم انا فى 10 اصحابي من التلاميذ المسيح ظهر لهم يقولولوا طب وانت؟ انا قولتلهم في الحقيقه اذا ماكنتش اضع اصبعي فى جنبة مش هآمن!! طب اومال انت جاي تكرز بأية !؟ عشان كدة معلمنا بولس قال إذ لم يكن المسيح قام فباطل كرازتنا وباطل ايماننا ونوجد نحن ايضا شهود زور للة باطل !!لية؟ لان يبقى المسيح مات لكن لم يقم فكان لابد من يقين القيامه عشان كده ربنا يسوع يظهر للتلاميذ في عشيه ذلك اليوم اللي هو نفس احد القيامة الاسبوع اللي فات عشيه ذلك اليوم لكن النهارده فدة الاحد اللي بعدة ظهر لهم ثاني لكى ياكد للعشره وعشان يضمن وجود معاهم توما تاكيد القيامه ظل ربنا يسوع المسيح 40 يوم بياكد على حقيقته قيامته لان عندما يكرزوا يقولوا ان المسيح هو رب لمجد الاب انه مات وقام صلب ومات وقام ونحن شهود لذلك نحن راينا ونشهد ونسمع توما القديس يعقوب السروجي قال المبارك هذا الشك الذي خرج منه اليقين توما لما ربنا يسوع المسيح تراأى لهم وظهر لهم وقال له هات اصبعك وطبعا كلنا ناخد بالنا من النص ان توما لم يضع اصبعة فى جم المسيح صور التى ظهرت وتوما وأكنة بيضع ااصبعة فى جم المسيح مش مظبوطه هو لما شافه قال له وشاف بس سجدا وقال ربي والهي عشان كدة قال القديس يعقوب السروجي مبارك هذا الشك الذي خرج منه اليقين عشان كده توما والتلاميذ كلهم استشهدوا لية ؟! لان الموت اصبح سهل عندهم لان عندهم ايمان قوي جدا بالقيامة توما اللي احنا قدامة النهاردة اتعذب عذابات شديده جدا جدا وأتت قرعته انه راح بلاد الهند اللي هى الى الان فيها عبادات وسنية .الي الان من احدى وعشرون قرن يوجد ناس تعبد نار وبقر لحد النهاردة عشان كده توما كرازتة نجحت في الهند واستشهد في الهند ويقال انه تعرض لانواع عذابات كثيره اخرها الطريقه التى استشهد بها رميا بالحراب يعني ياتوا بحرب وينشنوا علية واحده واثنين و وثلاتة وطول ما لسه في نفس يضربوا ثاني لغايه ما مات تخيل ده لو ما كانش راى القيامه كان يبقى اية؟! فالقيامه اعطته القوة والغلبة على الموت عشان كدة احبائي ربنا يسوع طول الفتره دى بيأكد فينا حقيقة القيامه لا يكفى ابدا احبائي ان احنا نكون نسمع عن القيامه لا يكفي ابدا ان القيامه بالنسبه لنا تبقى حدث ماضى لا يكفي ابدا ان القيامه بالنسبه لنا تبقى حدث ناس قالت لنا عليه امال ايه؟! لا نحن رأينا ونشهد تفتكر دورة القيامة دى لية ؟لو تاخذ بالك انها تستمر 40 يوم بعد كدة مايكنش فى دورة للقيامة فى صحن الكنيسه. ؟!لانة بيؤكد ظهور من ظهورات ربنا يسوع المسيح في الكنيسه ظهور وكأن المسيح داخل لكل واحد فيكم بيقولكم شايفنى ولة لا شوفتنى وانا قائم ولة لا ولو انت النهارده مش موجود لو سمحت تعال المره الجايه عشان هو هيجي لك ثاني ثاني وثاني لغايه ما يطمئن انا كل الكنيسه شافته المسيح ظهر لعشره وما قالش خلاص كده كفايه ماقلش الشخص اللى ايمانة ضعيف دة ماليش دعوه بية لا لان الشخص مهم عند ربنا جدا انت كفرد صدقنى كل واحد فينا كرمتوا ماتقلش في عين ربنا عن توما ابدا يعني انا استاهل ان ربنا يجيلي مره مخصوص؟! اقول لك جدا على راي معلمنا بولس الرسول لما جيت كلم ويظهر لي انا ايضا يعني عايز يقول لك انا ما لحقتش العصر بتاع التلاميذ ده كنت لسه ما دخلتش الايمان ده ما قاليش ربنا خلاص ما ليش دعوه انت ما شفتش ودى كانت ايام وعدت لا ثم ظهره ليه انا ايضا الذي مثل السقط ظهر ليعقوب ثم ظهر لصفا ثم لأكثر من 500 اخرين ثم ظهر لي انا ايضا انا اصغر جميعهم ده احبائي الايمان اللي احنا على امل عايشين بيه دلوقتى ان المسيح ظهر لي انا ايضا انا توما الشكاك جالى وظهرلى وشفته وعينت القيامه بتعتة اعمل ايه بقى ؟قالك تبشرون بموتى وتعترفون بقيامتى وتذكرونى الى أن اجى دة عملنا دلوقتي فصرنا كلنا شهود للقيامه القيامه بالنسبه لنا مش مجرد خبر ولا حدث ولا خبر ولا حدث هي فعل القيامه بالنسبه لنا مش ماضي هى الان القيامة الايام بالنسبه لنا كل شخص فينا عشان كده هقول لك كام سؤالين تعرفنا اذا كان عندنا ايمان بالقيامه ولة القيامه بالنسبه لنا مجرد فكره السؤال الاول عندك يقين انك بتوبتك هتتقبل امام اللة ولة لا ؟!عندك يقين انك بتقوم من سقطاتك وضعفاتك والمسيح بيقيمك من موت الخطيه ولة لا ولة شكاك يبقى انا زى توما شكاك تخيل انت شخص داخل الكنيسة وهيتناول وشاكك ان خطاياة بتتغفر.يبقى كلنا توما كلنا مش مصدقين طب يعملنا اية اكثر من كده جاى ومعطينا جسدة وبيعلن لينا قيامتة السوال الثاني احنا واثقين ان احنا هنروح السماء؟! مش واثقين اقول لك طب انت كده ما عندكش ايمان بالقيامه ليه؟ اقامنا معه واجلسنا معه في السماويات ابونا لما بيصلي بيقول على ربنا عندما اتصلب فتح باب الفردوس ورد ابانا ادم وبنيه الى الفردوس يعني احنا دخلنا معاة الفردوس في صليبه في قيامتة لو ما عندناش ايمان كده يبقى احنا خارج المسيح تقولى بس انا وحش اقولك بس التوبة موجوده ان انت بتوب وبتقوم وان انت بتلتصق فى نمره اثنين اللي انت لازم يكون عندك رجاء الحياه الابديه مستنيها مش كل يوم بنقول وننتظر قيامه الاموات اذا القيامه جعلتنى عايش على رجاء جميل رجاء القيامه السوال التالث أصعبهم خايف تموت ؟! يا ربي هقولك اصل اللى عنده واحد واثنين ثلاثه يبقى مش خايف من الموت اللي عنده توبه واللى عنده يقين انة رايح السماء تقولى اية؟ تقولى ياريت طال الانتظار امتى بقى دة كل يوم بنصلي في صلاه النوم الان ياسيدي تطلق عبدك بسلام حسب قولك يلة كفاية ياريت الليلة دى تكون اخر ليله و اكون معاك اطلق عبدك بسلام اصحى الصبح الاقى عبدة لسة مااطلقهوش بسلام اقولة اتيت الى العالم بمحبتك للبشر خلصت ابانا ادم من الغواية اعطتنى يوم جديد بس ما تطولش عليا الرحله كثير اجيب بالليل اقولة هوذا انا عتيد ان اقف امام الديان العادل تخيلوا ان احنا حياتنا كلها كل يوم بنطلب منة تطلق عبدك بسلام بس انا مش عايز عبدة ينطلق بسلام واكنى بقولة لا تطلق عبدك بسلام خلي بالك لا معلمنا بولس قال انا محصور بين اثنين لى اشتياق ان انطلق واكون مع المسيح طب انت عايز تفضل عايش ليه قالك عشان رسالتى اكلمها ان ارسل من اجلكم فلي الحياه هى المسيح الموت هو ربح واذا كنت عايش دلوقتي فعايش للمسيحي مش عشان حاجه ثانيه ابدا هو دة اللى مصدق القيامة لو انت مش كدة يبقى انت لسه مش مصدق القيامة يبقى الايام بالنسبه لك ايه حدوتة عشان اصدق القيامه لازم اعمل الثلاث حاجات دول واحد اكون واثق ان توبتى مقبوله وان انا قدام ربنا بالتوبه انا انسان نقي جديد انا انسان قائم انسان غالب للجسد و الموت والوجع بتاع الخطية اتنين ان انا عندي رجاء الحياه الابديه وعايش من اجلة وعايش بية وان انا من مواطني السماء اما هنا انا غريب بثلاثه اذا كان على الموت فانا باقول يا رب اعطيني باستمرار حياه الاستعداد عشان لو موت اموت وانا معك بس اللي يعيش كده ما يشيل هم ولا الخوف مسيطر عليه ما تبقاش الاحدث بترعبة وما تبقاش الاموال بتغرية عايش الحاجات دي كلها استخدام فقط اجي النهارده احد توما شوفت قيمتة مهمة إزاى بياكد فينا فعل القيامة بينقلنا من القيامه التى تحكى للقيامه اللي تتعاش وتتلمس بينقلنا من حدث القيامه اللي ما شفنهوش لحدث القيامة اللى شوفناةعشان كده الكنيسه مش مجرد مجامله تجعل احد توما من الأعياد بتاعتها النهاردة يقين القيامه احبائي لينا نصيب في و لينا نصيب في تاكيد القيامه جوانا وان احنا نبقى بنقول ونحن راينا ونشهد وان كل واحد فينا يقول له انا مهم عندك يا رب للدرجه اللي مش عايز واحد فينا يكون شاكك مش عاوز واحد فينا يكون خايف .عشان كل واحد فينا يقول ظهر لى انا ايضا و كل واحد فينا يسجد يقول ربي والهي وهو يعطينا المكافأة الأعلى والجميلة لينا وللكنيسة كلها كنيسة العهد الجديد كلها طوبى لمن أمن ولم يرى ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
22 أبريل 2023

انجيل عشية يوم الأحد الأول من الخمسين

تتضمن الحث على الاعراض عن العالميات وتذكـر القيامة والمجازاة . مرتبة على قوله تعـالى بفصـل الانجيل : " ولما جاءوا السفينتين إلى البر تركـوا كـل شئ وتبعوه " ( لو ه : ۱-۱۱ ). إذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يســراً تركـوا كـل شـئ وتبعـوه متزرعين بسلاح الشجاعة . ومسرعين إلى السماع بـــــــالقبول وقـد ظـهرت أثـار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة . وصـادموا أهـوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح . ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق . وقـاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة . وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحـن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً . تارة بذاته وتارة برسله . وتارة بأنبيائه . وتـارة بعظـات التابعين له . ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتـى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغني والاهتمام بأجسامنا الباليـة . إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له . لأنـه قـد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعـوه حـاملين صلبانهم ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سـكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية . وحيث يوجد الميل مع الشـهوات واللـذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح . وإذ نقصنا شروط ربنـا خالفناهـا بأعمالنا الأثيمة . فكيف نوجد بهجين مسرورين ؟ وهل نكون فـى حالتنـا تلـك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون ؟ وهم مع ذلـك غـافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً . وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتــذاذ بنيـل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم . وكيف اننا لا نصور فـى عقولنـا دائماً إنقراض آجالنـا ؟ وانقطـاع حياتنـا بسـرعة . وفسـاد أجسـامنا . وتفـرق أوصالنا ورهيب مجلس القضاء . وجلوس الديان للمحاكمة . واجتماع الأمم . ودوام سعادة المطيعين . وطول شقاوة العاصين . فنتيقظ من ثق نومنا ونفعل مراد ربنا . فإن قلت ياهذا اني فعلت جرائم كثيرة ولا اعلم كيف اتخلص منها ؟ قلت : أنـا أرشدك إلى مسالك الخلاص . وهو أن تستحضر خطاياك في ذهنـك وتعدهـا فـى فكرك . ثم تهرب من قبحها وتبتعد عن سماجتها وتقرع باب رحمة المسيح بالبكـاء والندم والصوم والصلاة والعفة والطهارة والرحمة والمحبة وأمثال هذه . ثـم تذكـر واحدة واحدة من خطاياك أمام الكاهن وتسارع إلى فعل اضدادهـا . فتقـابل الزنـا بالعفة . والدعارة بالطهارة . والكبرياء بالتواضع . والطمع بالقناعة . والغضب بـالحلم . والحسد بالمحبة وهلم جرا . ثم تضبط الشهوات وتبتعد عن الزوجة وقتاً محدداً البكاء والصلوة والصوم . وإن كنت اقتنيت مالا بطريق الظلم فتصدق بقدره اضعافـاً من حاصل قناياك . وإن كنت اتبعت الشهوات الأخرى . ولبسـت الثيـاب الفـاخرة . ونوعت ألوان المآكل وسكرت من الخمر ونظرت إلى النساء بعين الفسق فاسـتعمل الأصوام والصلوات والتقشف في المآكل . والتزهد عن رفيع اللباس . وغض الطـوف و عن النظر إلى النساء دائماً . وإن كنت قد اسأت إلى غيرك فاصفح عـن المسيئين اليك وبارك لاعنيك . إياك وأن تهمل شيئاً من ذلك لأن حالات النفوس المهملة مـن التقويم والادب كحالات الاجسام وأعراضها . فكمـا ان الانسـان إذا اهمـل أمـور جسمة . وأستعمل الإكثار من الطعام طيباً ورديئاً . ثم أعرض عن استعمال الأدويـة النافعة والمسهلات اللازمة . تولدت العفونة واحترقت الاخلاط داخله . وتفاقمت الامراض عليه . وعزت المداواة وآل حاله إلى الهلاك . كذلك حال النفوس فإنـها إذا لم تقوم بالتعليم والادب . وتتريض بالطهارة والعفة . تغرق بسر عة في بحار الذنـوب وتتلوث بأوساخ المساوئ " وتكثر من الخطايا المميتة كــالمرأة الصدئـة التـي لا يمكن للصاقل صقلها فإذا علمنا مما تقدم أن الأدب نافع لنا وعائد بالخير علينـا . فـلا نضجـر والحالة هذه من تأديب ربنا . لأنه كما أن الأب الشفوق يؤدب ولده المحبـوب عنـده لخيره وفائدته . محبة منه وشفقة عليه كذلك الآب السماوى فإنه يؤدبنا لكـى نرجـع إليه . وندخل في طاعته ليترأءف علينا ويرحمنا ويهبنا سعادة الملكوت والنعيم بنعمـة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والوقار . إلى الأبد آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
21 أبريل 2023

مائة درس وعظة ( ١٠)

فلنبدأ « احفظنا ولبندأ بدءا حسناً » ( من صلاة باكر ) قـال أحـد الـفـلاسـفـة : إن البداية هي نصف العمل ، لأن البداية تحـتـاج إلى طاقة وعزيمة ليبدأ بها الإنسان . أولا : ما هي فكرة البداية ؟ 1- خطوة المعونة والنعـمـة : أن تبـدأ ويبدأ هو معك . تكون نـعـمـة الله مـعك ويد الله حاضرة ، فعندما تبدأ بإخلاص اعلم أن الله يبدأ معك . ۲- خطوة الجهاد أن تبدأ وتكون صاحب مبادئ . المبـادئ هي النقطة التي يبـدأ بـهـا الإنسان تفكيره . إذا أردت أن تكون مـسـيـرتك في الحياة ناجحة ، لابد أن يكون لديك مبادئ وأفضل المبادئ هي وصايا الكتاب . لا تتخل عن مبادئك ، لكي مـا يصلح الله طريقك . يهوذا بدأ جيدا وكـان تـلـمـيـذا من تلاميذ السـيـد المسيح ، ولكن لماذا انحـرف ؟ لأنه لم يكن لديـه مـبـادئ ، ولذلك نجده سريعا يتخلى عن موقعه وينتهي بیده . ۳- خطوة الكمال : والذي يبدأ عليه أن يكمل إلى نهاية الأمر لأن « نهـاية أمـر خـيـر من بدايتـه ( جا ٧ : ٨) . ثانيا :۔ نوعيات من البدايات ۱- البداية الكاملة : الحسنة ، الصالحة ، بداية الأبرار أو عزم الصديقين . ٢- البداية الخاطئة : بداية الأغبياء كما تشرحها رسالة غلاطية : « أهكذا أنتم أغبياء ! أبعـدمـا ابتدأتم بـالـروح تـكـمـلـون الآن بـالج سـد ؟ » ( غلا ۳ : ۳ ) . ٣- البداية الهوائية - بداية يكون فيها الإنسان سطحيا بلا عمق ، متحمسا بلا حرارة . - بداية المستهزئين . - يجب أن يوفر الإنسان كل إمكانيات النجاح حتى تكون البداية صحيحة . ثالثا :. مبادئ في طريق النجاح هناك ثلاثة مـبـادئ رئيـسـيـة تجـعل طريقك وحياتك ترضى الله . ١- الأمانة - أمانتك الحياتية ، إخلاصك ، وفاؤك ، وأمـانتك : في عملك ، في دراستك ، في وقتك .. أمانتك من داخلك دون أن ينظرك أحد . إذا اخـتـرت طريقا معينا في كل الطرق المتـاحـة ، فـاسـلـك فـيـه بـأمـانة متناهية مثل أمانة يوسف الصديق في كل مراحل حياته . « كن أمـينا إلى الموت فـسـأعطيك إكليل الحياة » ( رؤ ۱۰ : ۲ ) . ۲- النظام أو التدقيق - « فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق ، لا كجهلاء بل كحكماء » ( أف ٥ : ١٥) . الإنسـان الذي يجـعل النظام هـو البداية أو أحـد مـبـادئه يحقق نتائج إيجابية . مثلاً : الأجبية تغرز مبدأ النظام في مسيرتك الروحية . ٣- الهمة أو الحماس « ملعون من يعمل عمل الرب برخاء » ( إر ٤٨ : ١٠ ) . - « الرخـاوة لا تمسك صـيـدا ( أم ١٢ : ٢٧) - في ( أف ٦ ) حـيـاة الجندية الروحية « إن مصارعتنا ليست مع دم ولحم ، بل مع الرؤسـاء ، مع السـلاطين ، مع ولاة العالم على ظلمـة هذا الدهر ، مع أجناد الشـر الـروحـيـة فـي السـمـاويات » ( أف ٦ :١٢ ) . الإنسان الذي يرى هـدفـه يجـتـهـد إليـه ، وإذا أصـابـه الـفـتـور في بعض الأحيان يحتمي بهدفه الذي يتطلع إليه . هذه المبادئ الثلاثة تساعد الإنسان أن يبدأ بدءا حسنا ويكمل . نصلى من أجل البـداية كل يوم « احفظنا ولنبدأ بدءا حسنا » . ابدأ بداية جديدة ، ابدأ بأمانة ، ابدأ بنظام ، ابدأ باجتهاد . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
20 أبريل 2023

شخصيات الكتاب المقدس يوحنا الرسول

يوحنا الإنجيلى اللاهوتي الحبيب هو ان زبدي الصيّاد وصالومة وأخو يعقوب الرسول. هما من بيت صيدا. دعاه الرب يسوع وأخاه يعقوب "ابن الرعد". بعد رقاد العذراء ذهب للتبشير في آسيا الصغرى وعاش في أفسس. عذّبه الإمبراطور دوميتيانوس فلم يتأثّر، فخاف الإمبراطور ونفاه إلى جزيرة بطمس. رقد في الرب بعمر متقدم. تُعزى إليه عدة أسفار من العهد الجديد وهي إنجيل يوحنا، رسائل يوحنا الثلاث ورؤيا يوحنا. نشأته: كلمة يوحنا معناه يهوه حنان أو الله يتحنن والقديس يوحنا اخو القديس يعقوب بن زبدي وسالومه امه كانت سيده فاضله تقيه تتبع السيد المسيح علي الدوام (لو 8: 3).كان ابوه من الاغنياء والاثرياء وكان معروفا لدي رئيس الكهنة (يو 18: 16) وكان قد أتخذ مهنه الصيد (صيد السمك) حرفه وكان هو واخوه وشريكه سمعان في الصيد (لو 5).قد اطلق عليه واخوه يعقوب بونرجس أي ابن الرعد (مر 3: 7) وذلك لشده غيرتهما، ولقب القديس يوحنا الحبيب برسول الحب. كرازته (دعوته للكرازة) انفراد مع السيد المسيح في كثير من المواقف مثل التجلي (مت 17) واقامه ابنه يايرس (مر5).وفي بستان جثسيماني (مت 26) وهو الذي امره الرب يسوع هو وبطرس ان يعد الفصح له وتلاميذه (يو 22). وهو الذي تسلم من الرب يسوع السيده العذراء والدة الرب هذه هي أمك.وهو الذي اشترك مع القديس بطرس في اقامة الاعرج الذي كان عند باب الهيكل الملقب باب الجميل. بشر في اسيا الصغري ولا سيما فهى افسس وعذب فى أيام دومتيانوس ونفى الى جزيرة بطمس. نياحته قد تنيح بسلام حوالى سنة 100م فى عهد تراجان قيصر ويذكر لنا المؤرخ يوسابيوس القيصرى فى كتابه " تاريخ الكنيسة ". نشأته شقيق يعقوب بن زبدي المعروف بيعقوب الكبير. كان أبوه يحترف مهنة الصيد، ويبدو أنه كان في سعةٍ من العيش، لأنه كان له أُجَراء (مر 1: 20)، وكانت أمه سالومي بين النساء اللاتي كُنَّ يخدمن الرب يسوع من أموالهن (مت 27: 55-56؛ مر 10: 40-41). ويغلب على الظن أن أسرة يوحنا كانت تقيم في بيت صيدا القريبة من بحر الجليل. أحد التلاميذ الأخصاء يبدو أنه قد تتلمذ بعض الوقت للقديس يوحنا المعمدان وكان يتردد عليه (يو 1: 35-41). دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يعقوب فتبعه، وبناءً على رواية القديس جيروم فإن يوحنا في ذلك الوقت كان في الخامسة والعشرين من عمره. وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يو 19: 36)، اتكأ على صدره في العشاء الأخير. وهو التلميذ والرسول واللاهوتي والرائي، جمع في شخصه بين حب البتولية والعظمة الحقيقية، والبساطة القلبية مع المحبة الفائقة العجيبة.كان يوحنا واحدًا من التلاميذ المقربين إلى الرب يسوع مع يعقوب أخيه وبطرس، الذين صحبوا السيد المسيح في معجزة إقامة ابنة يايروس من الموت (مر5: 37)، وفي حادث التجلي (مت 17: 1)، وفي جثسيماني ليلة آلامه (مت 26: 37)، وبَكَّر مع بطرس وذهب إلى قبر المخلص فجر أحد القيامة (يو 20: 2-5)، وكان حماسه وحبه ظاهرين، حتى أنه سبق بطرس ووصل أولاً إلى القبر. وهو الوحيد بين التلاميذ الذي استطاع أن يتعرف على الرب يسوع حينما أظهر ذاته على بحر طبرية عقب قيامته المجيدة، وقال لبطرس: "هو الرب" (يو 21: 7). ويذكر القديس أغسطينوس أن عفة يوحنا وبتوليته دون بقية التلاميذ كانت هي سرّ محبة المسيح له.وكان هو، مع أندراوس، أول من تبعه في بشارته (يو 1: 40)، وآخِر من تركه عشية آلامه من بعد موته. انفرد من بين التلاميذ في سيْره بدون خوف وراء المُخَلِّص في الوقت العصيب الذي تركه الجميع وانفضوا من حوله.وكان واسطة لإدخال بطرس حيث كان الرب يسوع يُحَاكَم، نظرًا لأنه كان معروفًا عند رئيس الكهنة (يو 15: 16-18). رافق الرب إلى الصليب، فسلَّمه أمه العذراء مريم، ومن تلك الساعة عاشت معه (يو 19: 25-28).انفرد بين الإنجيليين بتسجيل حديث الرب يسوع الرائع عن الإفخارستيا (يو 6)، ولقائه مع السامرية (يو4)، وموقفه من المرأة الزانية التي أُمسِكَت في ذات الفعل (يو8)، وشفاء المولود أعمى (يو9)، وإقامة لعازر من الموت (يو11)، وصلاة الرب يسوع الوداعية (يو17). وكان يوحنا أحد الأربعة الذين سمعوا نبوة المُخلِّص عن خراب أورشليم والهيكل وانقضاء العالم (مر 13: 3)، وأحد الاثنين اللذين أعدا له الفصح الأخير. خدمته الكرازية كان للقديس يوحنا وضع بارز في الكنيسة الأولى. نقرأ عنه في الإصحاحات الأولى من سفر الأعمال، ونراه جنبًا إلى جنب مع بطرس أكبر الرسل سنًا. نراهما متلازمين في معجزة شفاء المقعد عند باب الهيكل (أع3)، وأمام محكمة اليهود العليا (السنهدرين) يشهدان للمسيح (أع4)، وفي السامرة يضعان أياديهما على أهلها ليقبلوا الروح القدس (أع8).يبدو أن خدمته الكرازية في الفترة الأولى من تأسيس الكنيسة كانت في أورشليم والمناطق القريبة منها، فالتقاليد القديمة كلها تجمع على بقائه في أورشليم حتى نياحة العذراء مريم التي تسلمها من الرب كأمٍ له ليرعاها. ومهما يكن من أمر، فإن يوحنا الرسول، بعد نياحة العذراء مريم، انطلق إلى آسيا الصغرى ومدنها الشهيرة، وجعل إقامته في مدينة أفسس العظيمة مكملاً عمل بولس الرسول الكرازي في آسيا الصغرى (أع 18: 24-28، 19: 1-12).أخذ يشرف من تلك العاصمة القديمة الشهيرة على بلاد آسيا الصغرى ومدنها المعروفة وقتذاك من أمثال ساردس وفيلادلفيا واللاذقية وأزمير وبرغامس وثياتيرا وغيرها، وهي البلاد التي وردت إشارات عنها في سفر الرؤيا. نفيه إلى جزيرة بطمس بسبب نشاطه الكرازي قُبِض عليه في حكم الإمبراطور دومتيان (81-96م) وأُرسل مقيدًا إلى روما، وهناك أُلقي في خلقين (مرجل) زيت مغلي، فلم يؤثر عليه بل خرج منه أكثر نضرة، مما أثار ثائرة الإمبراطور فأمر بنفيه إلى جزيرة بطمس، وهي إحدى جزر بحر إيجه وتقع إلى الجنوب الغربي من مدينة أفسس وتعرف الآن باسم باتوما Patoma أو بالموسا Palmosa، ومازال بالجزيرة بعض معالم أثرية عن سكنى القديس يوحنا بها. وقد مكث بالجزيرة حوالي سنة ونصف كتب أثناءها رؤياه حوالي سنة 95م. ثم أُفرِج عنه في زمن الإمبراطور نرفا (96-98م) الذي خلف دومتيان، فقد أصدر مجلس الشيوخ الروماني قرارًا بعودة جميع المنفيين إلى أوطانهم. وبالإفراج عنه عاد إلى أفسس ليمارس نشاطه التبشيري. رسول الحب من الألقاب اللاصقة بيوحنا لقب "الحبيب"، فقد ذكر نفسه أنه "التلميذ الذي يحبه يسوع"، وقد ظل يوحنا رسول المحبة في كرازته ووعظه ورسائله وإنجيله، وكتاباته كلها مفعمة بهذه الروح.روى عنه القديس جيروم هذه القصة أنه لما شاخ ولم يعد قادرًا على الوعظ، كان يُحمَل إلى الكنيسة ويقف بين المؤمنين مرددًا العبارة: "يا أولادي حبوا بعضكم بعضًا"، فلما سأم البعض تكرار هذه العبارة وتساءلوا لماذا يعيد هذه الكلمات ويكررها، كان جوابه لأنها هي وحدها كافية لخلاصنا لو أتممناها. حبه الشديد لخلاص الخطاة قاد إلى الإيمان شابًا، وسلَّمه إلى أسقف المكان كوديعة وأوصاه به كثيرًا. لكن ذلك الشاب ما لبث أن عاد إلى حياته الأولى قبل إيمانه، بل تمادى في طريق الشر حتى صار رئيسًا لعصابة قطاع طرق.عاد يوحنا بعد مدة إلى الأسقف وسأله عن الوديعة واستخبره عن ذلك الشاب. تنهد الأسقف وقال: "لقد مات!" ولما استفسر عن كيفية موته، روى له خبر ارتداده. حزن يوحنا حزنًا شديدًا واستحضر دابة ركبها رغم كبر سنه، وأخذ يجوب الجبل الذي قيل إن هذا الشاب كان يتخذه مسرحًا لسرقاته. أمسكه اللصوص وقادوه إلى زعيمهم الذي لم يكن سوى ذلك الشاب!تعرَّف عليه الشاب وللحال فرَّ من أمامه، وأسرع يوحنا خلفه وهو يناشده الوقوف رحمة بشيخوخته، فوقف الشاب وجاء وسجد بين يديه، فأقامه ووعظه فتاب عن إثمه ورجع إلى الله. حرصه على استقامة الإيمان كان يمقت الهرطقة جدًا، ويظهر هذا الأمر واضحًا في كتاباته المليئة بالتحذير من الهراطقة. ذُكِر عنه أنه دخل يومًا حمامًا فلما وجد فيه كيرنثوس الهرطوقي الغنوسي الذي أنكر تجسد الرب، صاح في المؤمنين: "لا تدخلوا حيث عدو المسيح لئلا يهبط عليكم الحمام!" قال ذلك وخرج يعدو أمامهم فخرجوا وراءه مذعورين! وقد روى هذه القصة إيريناوس على أنه سمعها من بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول نفسه. يشير بولس الرسول إلى وضع يوحنا المتميز في الكنيسة الأولى، فيذكره على أنه أحد أعمدة الكنيسة وأنه من رسل الختان (غل2: 9). يذكر بوليكاربوس Polycarp أسقف أفسس أواخر القرن الثاني أن يوحنا كان يضع على جبهته صفيحة من الذهب كالتي كان يحملها رئيس أحبار اليهود، ليدل بذلك على أن الكهنوت قد انتقل من الهيكل القديم إلى الكنيسة.بعد أن دوَّن لنا هذا الرسول إنجيلاً ورؤيا وثلاث رسائل تحمل اسمه، رقد في الرب في شيخوخة وقورة حوالي سنة 100م، ودفن في مدينة أفسس. باقات عطرة من سير الأبرار والقديسين، صفحة 60. نياحة القديس يوحنا الإنجيلى سنة 100 ميلادية (4 طوبة) في مثل هذا اليوم من سنة 100 م تنيح القديس يوحنا البتول الإنجيلي الرسول وهو ابن زبدي ويقول ذهبي الفم انه تتلمذ أولا ليوحنا المعمدان وهو أخو القديس يعقوب الكبير الذي قتله هيرودس بالسيف وقد دعاه المخلص مع أخيه (بوانرجس) أي ابني الرعد، لشدة غيرتهما وعظيم إيمانهما. وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه. وقد خرجت قرعة هذا الرسول ان يمضي إلى بلاد أسيا. ولان سكان تلك الجهة كانوا غلاظ الرقاب فقد صلي إلى السيد المسيح ان يشمله بعنايته، وخرج قاصدا أفسس مستصحبا معه تلميذه بروخورس واتخذ لسفره سفينة وحدث في الطريق ان السفينة انكسرت وتعلق كل واحد من الركاب بأحد ألواحها وقذفت الأمواج بروخورس إلى إحدى الجزر. أما القديس يوحنا فلبث في البحر عدة ايام تتقاذفه الأمواج حتى طرحته بعناية الرب وتدبيره إلى الجزيرة التي بها تلميذه. فلما التقيا شكرا الله كثيرا علي عنايته بهما. ومن هناك مضي القديس يوحنا إلى مدينة أفسس ونادي فيها بكلمة الخلاص. فلم يتقبل أهلها بشارته في أول الأمر إلى ان حدث ذات يوم ان سقط ابن وحيد لامه في مستوقد حمام كانت تديره فأسرعوا لإخراجه ولكنه كان قد مات. فعلا العويل من والدته وعندئذ تقدم الرسول من الصبي وصلي إلى الله بحرارة ثم رشمه بعلامة الصليب ونفخ في وجهه فعادت إليه الحياة في الحال. فابتهجت أمه وقبلت قدمي الرسول ودموع الفرح تفيض من عينيها. ومنذ تلك اللحظة اخذ أهل المدينة يتقاطرون إليه ليسمعوا تعليمه. وآمن منهم عدد كبير فعمدهم. وأثار هذا الأمر حقد كهنة الأوثان فحاولوا الفتك به مرارا كثيرة ولم يتمكنوا لان الرب حافظ لأصفيائه وأخيرا بعد جهاد شديد ومشقة عظيمة ردهم إلى معرفة الله ورسم لهم أساقفة وكهنة، ومن هناك ذهب إلى نواحي آسيا ورد كثيرين من أهلها إلى الإيمان. وعاش هذا القديس تسعين سنة وكانوا يأتون به محمولا إلى مجتمعات المؤمنين ولكبر سنه كان يقتصر في تعليمه علي قول (يا أولادي احبوا بعضكم بعضا) وقد كتب الإنجيل الموسوم باسمه وسفر الرؤيا التي رآها في جزيرة بطمس المملوءة بالأسرار الإلهية وكتب الثلاث رسائل الموسومة باسمه ايضا. وهو الذي كان مع السيد المسيح عند التجلي والذي اتكأ علي صدر الرب وقت العشاء وقال له من الذي يسلمك.. وهو الذي كان واقفا عند الصليب مع العذراء مريم وقد قال لها السيد المسيح وهو علي الصليب: هو ذا ابنك وقال ليوحنا: هو ذا أمك. وهو الذي قال عنه بطرس يارب وهذا ما له فقال له يسوع ان كنت أشاء انه يبقي حتى أجئ ماذا لك.و لما شعر بقرب انتقاله من هذا العالم دعا إليه الشعب وناوله من جسد الرب ودمه الأقدسين، ثم وعظهم وأوصاهم ان يثبتوا علي الإيمان ثم خرج قليلا من مدينة أفسس وأمر تلميذه وآخرين معه فحفروا له حفرة هناك. فنزل ورفع يديه وصلي ثم ودعهم وأمرهم ان يعودوا إلى المدينة ويثبتوا الاخوة غلي الإيمان بالسيد المسيح قائلا لهم: إنني برئ الآن من دمكم، لأني لم اترك وصية من وصايا الرب إلا وقد أعلمتكم بها. والآن اعلموا أنكم لا ترون وجهي بعد. وان الله سيجازي كل واحد حسب أعماله. ولما قال هذا قبلوا يديه ورجليه ثم تركوه ومضوا. فلما علم الشعب بذلك خرجوا جميعهم إلى حيث القديس فوجدوه قد تنيح فبكوه بحزن عميق وكانوا يتحدثون بعجائبه ووداعته وانه وان لم يكن قد مات بالسيف كبقية الرسل إلا انه قد تساوي معهم في الأمجاد السماوية لبتوليته وقداسته.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما ابديا امين.
المزيد
19 أبريل 2023

تأملات فى القيامة

أول ما نلاحظه هو تواضع الرب ، الذي سمح بأن يكون صلبه و اهانته أمام الكل ، بينما جعل قيامته الممجدة في الخفاء ، سراً لم يره أحد ...! لم يقم في مجد أمام جميع الناس ، لكي يعوض الإهانات و التعييرات التي لحقت به في وقت الصلب .. و إنما قام سراً . و اختار للقيامة وقت الفجر ، حين كان جميع الناس نائمين ، حتي لا يراه أحد في مجد قيامته ... إنه كان بعيداً عن المظاهر المبهرة في قيامته ، كما كان أيضاً بعيداً عن المظاهر المبهرة في ميلاده ... ثم ظهر بعد ذلك لمريم المجدلية ولمريم الأخري ، و لبطرس و للنسوة ، و لتلميذي عمواس و للأحد عشر ، ثم لشاول الطرسوسي و لبعض الأخوة ... للأحباء ، للخاصة ... و لم يظهر للذين شمتوا به قبلاً ... و مع كل ذلك فإن هذه القيامة التي حدثت في الخفاء ، كانت تزعج اليهود إلي أبعد حد ، و قد حاولوا بكل طاقاتهم أن يمنعوها ، أو علي الأقل يمنعوا الناس من الإيمان بها و لما وجدوا أنهم فشلوا في منع القيامة بالجند و الحراس و الحجر و الأختام ، أرادوا أن يمنعوا وصولها إلي الناس بطريقة أخري : بالكذب ، و الرشوة ، و الاشاعات . و لما فشلت هذه الحيلة ، و لم يستطيعوا أن يمنعوا خبر القيامة بالكذب و الرشوة ، و انتشر خبر القيامة في الأرض كلها بكرازة التلاميذ ، لجأوا إلي طريقة أخري . فحاولوا منع الكرازة بالقيامة بواسطة القبض علي التلاميذ ، و جلدهم و سجنهم ، و تقديم شكاوي ضدهم للحكام .. و فشلت الطرق البشرية في منع الإيمان بالقيامة ... و صدق قول الكتاب " كل اَلة صورت ضدك لا تنجح " . فما سر هذه القيامة العظيمة ؟ سرها أنه لأول مرة في التاريخ و لآخر مرة ، قام شخص من الموت بذاته ن لم يقمه أحد ...! حادث أرعبهم ... لقد حقق السيد المسيح ما قاله عن نفسه ... إنه لا يستطيع أحد أن يأخذها منه " لي سلطان أن أضعها ، و لي سلطان أن اَخذها " ... لقد غلبهم الناصري الجبار ، الذي لم يقو الموت عليه ، الذي داس الموت ، و قام حينما شاء ، و حسبما شاء ، و حسبما أنبأ من قبل . و لم يستطع أحد أن يمنع قيامته ... *** و لكن لماذا لم يظهر لهم المسيح بعد القيامة ؟ ألم يكن ذلك مناسباً لكي يقنعهم فيؤمنوا ؟! لم يظهر لهم ، لأنهم لم يكونوا مستحقين ... و لأنه حتي لو ظهر لهم ما كانوا سيؤمنون ... تذكرنا هذه النقطة بقول ابراهيم أبي الآباء للغني الذي عاصر لعازر المسكين " و لا لو قام واحد من الموتي يصدقون " ... ثم أن السيد المسيح قد فعل بينهم معجزات أخري كثيرة ،و لم يؤمنوا ... و عندما شفي المولود أعمي ، قالوا للمولود أعمي ، قالوا للمولود أعمي : ألا تعلم أن الذي شفاك رجل خاطئ ؟!!! و أثناء الصلب أظلمت الشمس ، و تشققت الصخور ، و حجاب الهيكل انشق ، و قام بعض الموتي ... و مع ذلك لم يؤمنوا ...!! لم يظهر لهم لأنهم غير مستحقين ، و لأنهم لن يؤمنوا ، فلماذا إذن لم يظهر لباقي الناس ... إن السيد المسيح ترك بذلك مجالاً للإيمان ، و الإيمان كما قال بولس الرسول " هو الثقة بما يرجي ، و الإيقان بأمور لا تري " ... لو كانت القيامة مرئية ، لا نضمت إلي دائرة العيان و ليس الإيمان هو " الإيقان بأمور لا تري " . يكفي أنه ظهر للقادة ، فاَمن الكل بواسطتهم ... و بالإضافة إلي عنصر الإيمان ، ليس الجميع يحتملون هذا الأمر ، لذلك عندما ظهر المسيح في قيامته ، حتي لخاصته ، لم يظهر في مجده ، لأنهم لا يحتملون ... مع تلميذي عمواس تدرج ، فلم يعرفاه أولاً ... و مع مريم المجدلية ، أخفي ذاته حتي ظنته البستاني ، ثم أعلن نفسه لها بعد أن تدرج معها قليلاً . و شاول الطرسوسي عندما ظهر له في شئ بسيط من مجده ، عميت عيناه من النور ، ثم شفاه بعد ذلك . و يوحنا الحبيب لما ظهر له في شئ من المجد ، وقع عند قدميه كميت ن فأقامه و قال له لا تخف ... حقاً من يحتمل رؤية المسيح في مجده ؟! أما في تواضعه ، فكفي ما أظهره من اخلاء ذاته ... سيظهر لهم فيما بعد في مجده ، في المجئ الثاني فيقولون للجبال غطينا ، و للتلال أسقطي علينا ... و تنوح عليه جميع قبائل الرض . بروح القيامة و قوتها ، بدأت المسيحية تاريخها المجيد ... إن عصر جديد من القوة ، سار فيه التلاميذ ... " و بقبوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ، و نعمة عظيمة كانت علي جميعهم " ( أع 4 : 33 ) . كل ما فعلوه لمحاولة تحطيم المسيح ، حطمه هو بقيامته ... بل الشيطان نفسه حطمته هذه القيامة ... المسيح الذي غلب الموت ، و الذي قال " ثقوا أنا قد غلبت العالم " هو أيضاً يقدر علي كل شئ ، و يستطيع باستمرار أن يقودنا في موكب نصرته . و هذا الغالب القائم من بين الأموات يمكن أن يقود مجموعة من الغالبين ، يعطيهم من نعمته و من قوته . و هكذا استطاعت المسيحية العزلاء ، أن تقف أمام اليهودية و أمام الديانات القديمة الأخري ، و أمام الفلسفات الوثنية ، و أمام سطوة الرومان ، و أمام المؤامرات و المحاكمات والاضطهادات ، و ظلت صامدة ، تتقدم في قوة المسيح القائم من الأموات ، حتي صارت الدولة الرومانية كلها دولة مسيحية ، و اختفت الوثنية من العالم ، و صارت الأرض كلها للرب و لمسيحه . كذلك كانت قيامة الجسد رمزاً للقيامة من الخطية . و في هذا قال الرسول " و إذ كنتم أمواتاً بالذنوب و الخطايا ... أقامنا معه و أجلسنا معه في السماويات " ( أف 2 : 1 ، 6 ) . ليتنا نعيش جميعاً في قوة القيامة ، القيامة التي غيرت التلاميذ ، و التي جعلت القبر الفارغ رمزاً للانتصار الدائم ... القيامة التي كانت بدء القوة في حياة الكنيسة الأولي . قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
18 أبريل 2023

براهين القيامة

التحول الرسولي "نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" (أع ٤: ٢٠) من أقوى براهين القيامة، ذلك التحول الفذ، الذي حدث في حياة الرسل، إنه حقا أمر عجيب! كيف أن الذين قبعوا خلف أبواب مغلقة، في خوف ورعب من اليهود، انطلقوا فجأة يعلنون بشرى الخلاص لكل الأمم. كيف تحولوا في لحظات من الحزن إلى الفرح، ومن الضعف إلى القوة، ومن الخوف إلى الشجاعة، ومن اليأس إلى الثقة؟! كيف استطاع هذا النفر من البسطاء أن يفتنوا المسكونة" بأسرها دون سند بشری، ودون حرب ضروس، ودون مادة أو علم؟! إنه يقين القيامة، ورؤية الرب الظافر! فهم أمام معجزة المعجزات، يسوع قال لهم إنه سيقوم، ولكن هل حقا سيقوم؟! لقد انتظر الرسل في رعب شديد أخبار القبر الفارغ، والكفن المنظم. والملائكة، والزلزلة، والحجر المدحرج، والحراس المرتعبين من هول المفاجأة وقوة الأسد الظافر... وحالما تأكدوا من الأنباء وحل الرب في وسطهم بنفسه، ولمسوه، وأكل قدامهم وشرب، تفجرت فيهم طاقات مذهلة، فانطلقوا في قوة لم يحدث لها مثيل في تاريخ البشرية، يبشرون بالمصلوب القائم، وبالرب الذي أحبنا إلى المنتهى. انطلقوا في قوة هزأت بالموت، وبسيفه المسلط على رقابهم كل يوم، لأنهم وثقوا في القائم من الأموات ، القادر أن يقيمهم أيضا. انسكب في قلوبهم إيمان أبيهم إبراهيم، الذي على خلاف الرجاء، أمن على الرجاء، آمن به، الذي يحيي الموتى ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة (رو ٤: ١٧-١٨). نعم، انسكب فيهم نفس إيمان أبيهم، الذي أخذ إسحق إبنه من الموت مرتين: مرة من جسده الممات مع جسد سارة، ومرة أخرى من فوق المذبح، بعد أن افتداه بذبيحة أخرى. هكذا انطلق الرسل في يقين القيامة، يقدمون البشارة، ويستهينون بالموت، ويواجهون الحكام في قسوتهم والفلاسفة الوثنيين في مكرهم وينتصرون بالرب الظافر فيهم.وهكذا انتشرت المسيحية بسرعة في كل العالم المعروف آنذاك، وسرت فيه سريان النار في الهشيم، وتبدلت الوثنية الضاربة في أعماقه إلى مسيحية تنشر الحب والحق والنور.الحقيقة إذن ليست أن "المسيح قام" وحسب، بل أن "المسيح حي" إلى الأبد. فلقد ترك المسيح القبر فارغا لا ليصعد إلى السموات وينفصل عنا، بل ليسكن في أحشائنا ويحيي موتها. المسيح الآن حي، حاضر، وفعال. إنه رفيق الطريق، وزميل الموقف، وأنيس النفس ومخلصها. إنه يسير معنا في دروب الحياة، حتى في انحدارنا من أورشليم المرتفعة، مدينة الأحداث، إلى عمواس المنخفضة، مدينة الاهتمامات العالمية. يسوع يأتي إلينا، ويرافقنا في الطريق، وإذ يرانا في عبوسة وشك، يفتح أذهاننا لنفهم الكتب، ويلهب قلوبنا بأقواله الإلهية، وأخيرا يعطينا جسده ودمه لنأكل، ثم يختفي من أمامنا لأنه صار فينا، وهكذا تصعد من جديد إلى أورشليم الجديدة، حيث الجماعة الشاهدة، والكنيسة الحية.إنه يسوع الحي... رفيق موائدنا اليومية... الذي ينادينا في كل وجبة غذاء ويقول: "هلموا تغدوا" (يو ٢٠: ١٢). وقبل أن نأتي نحن بما اصطدناه من خير بنعمته، نجده وقد أعد لنا سمكا مشويا وخبزا، ويدعونا إلى مشاركته وهو الغني عنا. إنه يسوع المحب الذي لا يطرح من أنكره خارجا، بل يعاتبه في نظرة حب، فيذيب قلبه في داخله، وإذ يبكي بكاء مرا، يعيده في رفق إلى رسوليته وخدمته. يسوع الحنان... الذي تراف بتلميذه حين شك، فداوي شكه في ظهور خاص، وداوى كل الشكاكين معه. إنه يسوع العطوف... الذي كفكف دموع المجدلية، بصوته الحاني وهو يناديها "يا مريم"، ليؤكد لي أنه يعرفني باسمي، ويحبني كما أنا، مع أني أول الخطاة". يسوع الذي لا يكف عن التجول بين المنازل والقرى، وفي الطريق إلى دمشق يلتقي بشاول القاسي، فيحوله إلى بولس الحنون.وما أكثر من قابلت يا رب، بعد قيامتك، فحولت آثامهم إلى فضائل، وضعفاتهم إلى انتصارات! وهل هناك دليل أقوى من هذا: أن يتحول نفر قليل من الصيادين إلى جيش قادر قهار، يقتحم القلوب والأذهان في حب سخي، يصل إلى حد الموت؟! نعم فيسوع هو الحب! والحب لا يقهر! الحب لا يقبر! الحب لا يموت! وهل حدث يوما أن مات حب؟!" المحبة قوية كالموت"، إذن فالموت لا يستطيع أن يقهرها. "لهيبها لهيب نار، لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفيء المحبة، والسيول لا تغمرها. وإن أعطي الإنسان كل ثروة بيته، عوض المحبة. تحتقراحتقارا" (نش ٨: ٦-٧).هل كان من المعقول أن يضحي الرسل بأنفسهم، أرضيا وأبديا، من أجل أكذوبة اختلقوها؟! وهل للكذب أن يبقى؟! لقد رأوا الرب مرات كثيرة، وفي أماكن كثيرة، وبأعداد كبيرة، وفي يقظة روحية وبدنية، لمسوه، وحاوروه، وأكلوا معه، واستمعوا إلى خطابات مستفيضة عن ملكوت الله، ولذلك وثقوا بالقيامة وبربها، وانطلقوا يكرزون في قوة وجبروت. ومضى بطرس الذي أنكر السيد أمام جارية قبل حلول الروح القدس عليه، مضى يوبخ رؤساء الكهنة ويعلن حقيقة القيامة، فقال: "يسوع الناصري... الذي بأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه... أقامه الله ناقضا أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه... يسوع هذا أقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك" (أع ٢: ٢٢-٣٢). وفي خطابه الثاني كرر القول: "رئيس الحياة قتلتموه... الذي أقامه الله من الأموات، ونحن شهود لذلك" (أع ٣: ١٥).هكذا يبقى أن نختبر نحن هذا السر "سر حضور المسيح فينا"، أو "سر المسيح رفيق الحياة اليومية". فيسوع الآن على استعداد تام أن يحيا فينا، وأن يرافقنا في ظروفنا اليومية: حين ننام وحين نقوم، حين نغتسل وحين نخرج إلى العمل، حين نلتقي بالناس وحين ننعزل عنهم، في البيت والشارع ومعهد العلم. وإذا كان داود قد اختبر حضور الرب فقال: "جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع... لذلك فرح قلبي..." (مز ١٥: ٨-٩)، يمكننا أن نقول نحن "جعلت الرب حيا في أعماقي، ذهنا ومشاعر وإرادة، فهو سرفرحي ونصرتي .فليملأ الرب حياتنا من سر حضوره الدائم، وليبقي لنا نعم الرفيق، كل الطريق! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل