المقالات

09 مارس 2023

شخصيات الكتاب المقدس فيلبس الرسول

بشّر في مناطق عديدة في آسيا الصغرى واليونان حيث حاول اليهود قتله لكن الرب أنقذه بعجائب كثيرة، منها تحويل رؤساء اليهود إلى عميان وإحداث زلزال عظيم فتح الأرض فابتلعت مضطهدي فيليبس. في بلدة Phrygian عمل فيليبس مع الرسول يوحنا اللاهوتي، وأخته مريامنا والرسول برثلماوس. بصلاته قتل أفعى سامة كان الوثنيون يعبدونها. فهجم عليه الوثنيون وصلبوه منكّس الرأس على شجرة، ومن ثم صلبوا برثلماوس أيضاً. فانفتحت الأرض وابتلعت القاضي وآخرين معه. سارع الوثنيون وأنزلوا برثلماوس حيّاً قبل موته، أما فيليبس فكان قد أسلم الروح في العام 86، أيام الإمبراطور دوميتيانوس.ولد في بيت صيدا (يو 1: 44) ويبدو أنه عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة، فنجده سريعًا لتلبية دعوة الرب حالما قال له اتبعني، ونجد في حديثه إلى نثنائيل: "قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع..." (يو 1: 45) ما يدل على الانتظار والتوقع.لم يرد ذكره كثيرًا في الأناجيل. ذُكر اسمه في معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات وسمكتين، حينما سأله الرب سؤال امتحان: "من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء؟" فكان جواب فيلبس: "لا يكفيهم خبز بمائتيّ دينارًا ليأخذ كل واحد منهم شيئًا يسيرًا" (يو 6: 5-7). وجاء ذكره في يوم الاثنين التالي لأحد الشعانين حينما تقدم إليه بعض اليونانيين الدخلاء وسألوه أن يروا يسوع (يو 12: 20-22). وجاء ذكره أيضًا في العشاء الأخير في الحديث الذي سجله لنا القديس يوحنا، حينما قال للرب يسوع: "أرنا الآب وكفانا"، فكان جواب الرب عليه: "أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟ الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أرنا الآب؟ ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ؟" (يو 14: 8-10).حمل بُشرى الخلاص إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى خاصة إقليم فريجيا، وانتهى به المطاف في مدينة هيرابوليس المجاورة لكولوسي واللاذقية بآسيا الصغرى حيث استشهد مصلوبًا، بعد أن ثار عليه الوثنيون.ويخلط البعض بينه وبين فيلبس المبشّر أحد السبعة شمامسة في بعض الروايات. الكنيسة في عصر الرسل، صفحة 321. نشأته هو اسم يوناني تفسره (محب الخير) اسم ابيه يوليناريوس واسم امه سارية وكانت صناعتهم رياضه الدواب وكانوا من سبط اشير من مدينة صيدا بالجليل.التقي به السيد المسيح في بيت عينيا عبر الاردن ووجد نثنائيل فجأء به الي يسوع بعد سنه واحده اختاره يسوع ليكون تلميذا له وقد اختبر الرب ايمان فيلبس وقت معجزه اشباع الجموع عندما قال له من أين نبتاع خبز ليأكل هؤلاء (يو 6: 5). كرازته: ذهب الي افريقيا فبشر فيها باسم المسيح ورد أهلها الي الايمان ومعرفة الله ولقد اظهر علي يديه آيات وعجائب باهره ازهلت عقولهم بعد ان ثبتهم علي الايمان خرج هذا الرسول الى مدينة ايربولس. استشهاده: عندما ذهب الي مدينة ايربولس ورد أهلها الي الايمان تشاوروا عليه ليقتلوه فأدعو عليه فأمر الملك القاضي بعدم دخول مدينتهم فوثبوا عليه وقيدوه أما الرسول فكان يبتسم في وجوهم وكانت نعمه الروح القدس علي وجهه فجعلته كالملاك فعذبوه ثم صلبوه منكسا واثناء الصلب حدثت زلزله عظيمة فارتعدوا الجميع ونال اكليل الشهادة سنه 80 م ونقل جسده الي روميه وكانت تظهر من جسده الكثير من الآيات والعجائب وتعيد الكنيسة باليوم الثامن عشر من شهر هاتور المبارك استشهاد القديس فيلبس الرسول (18 هاتور) في مثل هذا اليوم من سنة 80 ميلادية استشهد القديس فيلبس الرسول أحد الاثني عشر تلميذا. وذلك إن قرعته قد خرجت إلى أفريقية وأعمالها فذهب إليها وبشر فيها باسم المسيح، ورد أهلها إلى معرفة الله، بعد إن اظهر من الآيات والعجائب الباهرة ما اذهل عقولهم. وبعد إن ثبتهم علي الإيمان خرج إلى ايرابوليس، ورد أهلها ايضا إلى معرفة الله، إلا إن غير المؤمنين بتلك البلاد قد تشاوروا علي قتله بدعوى انه خالف أمر الملك القاضي بعدم دخول غريب إلى مدينتهم، فوثبوا عليه وقيدوه، أما هو فكان يبتسم في وجوههم قائلا لهم: لماذا تبعدون عنكم الحياة الأبدية، ولا تفكرون في خلاص أنفسكم. أما هم فلم يعبئوا بكلامه وتكالبوا عليه وعذبوه عذابا كثيرا ثم صلبوه منكسا. وأثناء الصلب حدثت زلزلة فارتعب الجميع وفروا. فجاء بعض المؤمنين وأرادوا إنزاله من علي الصليب، فطلب إليهم إن يتركوه ليكمل سعيه وينال إكليله. وهكذا اسلم روحه بيد المسيح ونال إكليل المجد الأبدي سنة 80 م ودفن هناك. وفي الجيل السادس المسيحي نقل جسده إلى رومية. وكان الله يظهر من جسد القديس فيلبس الآيات والعجائب العظيمة. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
المزيد
08 مارس 2023

فرح.. وفرح

هناك فرح تافه بأمور العالم الزائلة، ومتعها ومثلها فرح سليمان بكل تعبه الذي تعبه تحت الشمس (جا 3)، ومثلها فرح يونان باليقطينة بينما لم يفرح بخلاص نينوى ومن هذا النوع فرح الابن الكبير بقوله لأبيه "وقط لم تعطني جِديًا لأفرح مع أصدقائي" (لو 15: 29) ومن الفرح الزائف، فرح بعض الناس بالمواهب كما فرح التلاميذ بإخراج الشياطين، فقال لهم الرب "لا تفرحوا بهذا، أن الشياطين تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسمائكم قد كتبت في ملكوت الله " ولعل أسوأ أنواع الفرح، الفرح بالألم وعن هذا قال الرسول "المحبة لا تفرح بالإثم" (1 كو 13)، كمن يفرح بضياع الناس وخسارتهم وقد قال سليمان الحكيم "لا تفرح بسقوط عدوك" (أم 24: 17) وهذا الفرح الرديء يسمونه (الشماتة) أما الفرح المقدس، فهو من ثمار الروح (غل 5: 23) لقد فرح التلاميذ لما رأوا الرب، وفرح المجوس لما رأوا النجم، وفرح الصديقون بثمار تعبهم المقدس "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" وشرح لنا الكتاب الفرح بالخلاص، والفرح بالبشارة وهكذا قال الملاك للرعاة "ها أنا أبشركم بفرح عظيم، انه ولد لكم مخلص وعن فرح الخلاص قال المرتل "امنحني بهجة خلاصك" (مز 50) وقال الأب "كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش" (لو 15: 32) والفرح بتوبة التائب يكون في السماء والأرض فحينما وجد الراعي الصالح خروفه الضال "حمله على منكبيه فرحًا"، وقال أيضًا "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب " (لو 15: 6، 7) وقد فرحت الأرملة بوجود درهمها الضائع ودعت جميع جيرانها ليفرحوا معها ونحن نفرح أيضًا بجميع وسائط النعمة "فرحت بشهاداتك"، "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز 22: 1)، " مجارى الأنهار تفرح مدينة الله" بل الصديقون يفرحون أيضًا بالتجارب (يع1) وبالتأديب "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة"، "لذلك اسر بالضيقات، بالضرورات" ولعل أعظم فرح، هو فرح الملكوت "ادخل إلى فرح سيدك، هذا هو الفرح الحقيقي فيه نفرح بالرب، وبِلُقياه وعشرته، وإن كنا لم نصل بعد إلى الملكوت، فإننا نفرح بانتظاره، بالرجاء" "فرحين في الرجاء" كما قال الرسول (رو 12). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
07 مارس 2023

أساسات أخرى للإعتراف

تحدثنا في الـعـدد الماضي عن الأساس الـكـتـابي لممارسة الاعتراف ، وذكرنا آيات وأدلة كثيرة من العهدين القديم والجديد على ضرورة الإعـتـراف على يد الأب الكاهن ، تحت قيادة و بفعل روح الله القدوس . والـيـوم نستكمل حديثنا عن الأساسات الأخرى للإعتراف وهي :- ١ ـ الأساس الكنسى ٢ ـ الأساس الإرشادي . ٣ ـ الأساس النفسي . ١ ـ الأساس الكنسى :- الإعـتـراف في كنيستنا ثابت في التقليد الكنسى ، وقد تسلمناه جيلاً بعد جيل . ومن منا لا يذكر اعترافات القديس الأنبا موسى الأسـود ؟ أو قـصـة المرأة التائبة التي جاءت لـتـعـتـرف للـقـديس باسيليوس بخطاياها ، فـوجـدتـه قـد رقد في الرب ، فأخذت تبكى حزينة أن الرب لا يقبلها ولا يعطيها فرصة للـتـوبـة ، وفجأة أكتشفت أن الورقة التي دونت فيها خطاياها صارت بيضاء كالثلج ، - تماماً كقلبها التائب . والكنيسة تعلمنا من خلال أقوال الآباء أن الإعـتـراف وقـفـة تـوبة أمام الله ، وليس مجـرد تـصـفـيـة حسابات معه . فالرب أساساً يهدف إلى تـقـديسنا لنكون أدوات خير و بر وطـهـارة . وكتابات الآباء زاخرة بارشادات من ذلك في كتابات بستان الرهبان ، ليعرف أن كـنـيـسـتـنـا تمارس هذا الأمر منذ نشأتها وحتى اليوم . أما القوانين الكنيسة المتعاقبة ، وما فيها مـن تـوجـيـهـات وترتيبات وتأديبات روحية بناءة ، فهي دليـل ثـالـث ـ بجوار التقليد الكنسى وأقوال ومماراسات الآباء . يؤكد روسخ خـطـوة الإعـتـراف كمكمل أساسي للتوبة الأرثوذكسية . ٢ ـ الأساس الإرشادي : « في الإعـتـراف نأخذ حلا وحلا » وهكذا علمنا قداسة البابا شنوده الثالث . وهذه حقيقة ، فنحن نأخذ في الإعتراف الـحـل والـغـفران لخطايانا ، والحل والإرشاد لمشاكلنا . ومعروف روحياً واختبارياً أن « الذين بـلا مـرشـد ، يسقطون كأوراق الخريف » ... فالإنسان يحتاج إلى إرشاد في مسيرته الروحية ، لـيـتـمـكـن مـن أن يجـد إجـابـة لتساؤلاته ، وحسماً لحيرته ، وفرصة لاتخاذ القرار الصائب ، وتوجيها يبنيه ، و يبعده عن تـيـار الخطيئة وضغطات الإنحراف . الإرشاد الروحي أساسي في خلاص الإنسان ، إذ يكون له ثان ليقيمه » ( جا ٤ : ١٠ ) ... والإرشاد هنـا لا ينبع من خيرات أب الإعـتـراف الروحية فقط ، بل من روح الله القدوس الحاضر والفاعل في السر . فنحن لا نعتمد في خلاصنا لا على ذراعنا ولا على غـيـرنـا ، بل على عمل روح الله فينا ، الذي يوجه جهادنا الوجهة القانونية السليمة . ومـن مـنـا يستطيع أن يعتمد على حكمته الذاتية ، والكتاب ، يقول لكل منا : « لا تكن حكيما في عيني نفسك » ( أم ٣ : ٧ ) . و يـقـول أيضاً : « حيث لا تدبير يسقط الشعب ، أما الخلاص فبكثرة المشيرين » ( أم ١٢ : ١٤ ) . ٣ ـ الأساس النفسي : لاشك أنـهـا ثـمرة رائعة من ثمار ممارسة الإعـتـراف ، أن يجد الإنسان آخـر يـستمع إليه ، ويحفظ سره ، و يشبعه بالحضور الإلهى والتوجيهات السمائية ، يمتص كل شحنات الـتـوتـر والحيرة والقلق والندم والغيرة والحسد والإثارة والخوف والأوهام التي يؤثر بلاشك على صحة الإنسان بطريقة شاملة : جسدية ونفسية وروحية ، وليس خير من الاعتراف أمام الله وفى حـضـور الأب الكاهن المحب والحـنـون ، وفى كتمان أبدى لكل ما باحث به النفس من شجون وآلام . لذلك فالاعتراف هو الطريق السليم إلى النـفـس الـسـلـيـمة ، فهو خير سند لإنسان العصر ، في صـراعـاتـه الـداخـلـية والخارجية الكثيرة ، وهو ليس مجرد سند إنسان لإنسان ، بل سند الله لنا في مسيرة هذه الحياة . فهيا أيها القارىء الحبيب إلى فرصة تـوبـة أمام الله ومـراجـعـته ، يعقبها لقاء مع أبيك الروحى في حضرة المسيح ، وفعل الروح القدس ، والرب معك . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
06 مارس 2023

أضواء من الإنجيل : ٦- كيف نحب الله ؟

تكلمنا عن أهمية تذكرنا لإحسانات الله إلينا ، وذلك لكي تنمو محبتنا له بإستمرار . وقلنا إن محبتنا لله سوف تقودنا إلى حب الآخرين . واتخذنا من مزمور « بارکی یا نفسی الرب ولا تنسى كل حسناته » منهجاً نتذكر بواسطته إحسانات الله العجيبة . ٣ - « الذي يفدي من الحفرة حياتك » ( مز ۱۰۲ : ٤) الحفرة تشير إلى الفخ الذي يقع فيه الإنسان ، كما تشير إلى الهاوية التي يهوى إليها . وتشير إلى الجب كقول المرنم « لا تحجب وجهك عنى فأشابه الهابطين في الجب » ( مز ١٤٢ : ٧ ) . معنی ان الرب يفدى من الحفرة حياتنا هو أنه أنقذنا من الهلاك الأبدي في الهاوية بالفداء الذي صنعه لأجلنا حتى أنه وعد بلسان النبي قائلاً : « من يد الهاوية أفديهم . من الموت أخلصهم » ( هو ١٣ : ١٤ ) . ومعناه أيضاً أن الرب ينقذنا من الفخاخ الشيطانية التي ينصبها لنا الشيطان ليقتنصنا لإرادته ، و يأخذنا معه إلى هاوية الهلاك الأبدى . كم من مرة أنقذنا فيها الرب من فخاخ الشيطان ، ونبهنا إلى خطورتها وأعاننا بنعمته لتنجو منها ونتجنبها . ربما يرسل الرب لنا من يحذرنا قبل أن نقع . ربما بتحذير من مرشد أو أب أو صديق روحي . وربما عن طريق عظة روحية سمعناها ، أو عن طريق كتاب روحی قرأناه . ربما يحذرنا الرب عن طريق أحداث معينة ، نفهم منها مشيئته وتسمع صوته يجتذبنا إليه . وفى كل ذلك نتغنى ونقول المرنم « عینای تنظران إلى الرب في كل حين ، لأنه يجتذب من الفخ رجلی » ( مز ٢٤ : ١٥ ) . كم من مرة حملتنا يد القدير لكي لا تهوى إلى عمق الفخاخ الشيطانية فحتى لو عثرنا في الفخ ، فإنه يحملنا على ذراعيه منقذاً إيانا .كم من مرة أخرجنا الرب من داخل الفخ . حتى لو سقطنا فإن الرب يقيمنا ، ويخرجنا إلى الرحب والسعة « أيها الرب إلهى صرخت فشفيتنى . يارب أصعدت من الجحيم نفسى ، وخلصتنى من الهابطين في الجب » ( مز ۲۹ : ۲ ، ۳ ) . وحقاً كان هذا هو لسان حال البشرية التي إنتظرت مجيء المخلص ، ولكنه أيضاً إختبار كل إنسان خلصه الرب من خطاياه بالتوبة والإعتراف وفى كل ذلك تتغنى ونقول « لولا أن الرب كان معنا .. عندما قام الناس علينا لإبتلعونا ونحن أحياء .. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم . نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين . الفخ إنكسر ونحن نجونا . عوننا باسم الرب » ( مز ۱۲۳ : ۱- ۸ ) . لولا عمل الله في حياتنا لضاعت أنفسنا ، ولضاعت أبديتنا . إنه يهتم بأمر خلاصنا ويحيطنا بمراحمه ، ويحارب كجبار بأس لحمايتنا . ونحن ينبغي ـ بعد عمادنا ـ أن نشترك معه في الحرب الروحية ، ولكننا نغلب بقوته التي توازر ضعفنا إن فخاخ الشيطان كثيرة ومتنوعة ومحكمة الإتقان ، إذ أنها تحمل خبرة طويلة في الحرب ضد جنس البشر . لهذا تساءل القديس أنطونيوس منزعجاً ، حينما أبصر في البرية فخاخ الشيطان الكثيرة المنصوبة لمحاربة الرهبان : « يارب من يفلت من كل هذه الفخاخ ؟ !! » . فأتاه صوت من السماء قائلاً : « المتواضعون يفلتون منها » ، لأن الرب « يعلم الودعاء طرقه » ( مز ٢٤ : ٩ ) « يرشد الذين يخطئون في الطريق ، يهدى الودعاء في الحكم » مز ٩:٢٤ ) وقد أصدر قداسة البابا مثلث الرحمات شنوده الثالث ـ كتاباً قيماً عن « حروب الشياطين » . من المفيد جدا قراءته لنفهم ، كيف حارب القديسون الشياطين ، ولتعرف أنواع الحروب الشيطانية ، وكيفية الإنتصار فيها ... إنه ينقل إلينا خبرات واسعة نضيفها إلى خبراتنا الروحية أجيالاً وأجيال . + أخيراً نقول إن معنى « الذي يفدى من الحفرة حياتك » ، أن الرب كثيراً ما أنقذنا من مصائب شعرنا بها ، وأخرى لم نشعر بها ولم نعلمها . ونحن نشكره على جميع إحساناته وهى بلا شك غير محصاة لكثرتها ... كم من مرة أنقذنا فيها الرب من موت محقق ، وشعرنا أننا مديونون للرب بحياتنا ـ ليس بحياتنا الأبدية فقط ، بل وبحياتنا على الأرض أيضاً .. لهذا فإننا نقول مع معلمنا بولس الرسول « إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت . فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن » ( رو ١٤ : ٨ ) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الاول عام ١٩٨٩
المزيد
05 مارس 2023

التجربة على الجبل

تُعلّمنا الكنيسة فى تجربة ربنا يسوع على الجبل مع الشيطان فى بداية صومنا وتقول لنا إستعدّوا للحرب لأنكّم ستصوموا وترفّعوا عن العالم وشهوات العالم عدو الخير سيكون سلبى من ناحيتكم ولابد أن تكونوا واعيين لحروب عدو الخير لأنّ عدو الخير كان فى الأول فى حضرة الله وكان يُسبّح ويُمجّد وقد ذاق عِشرة ربنا ولذلك هولا يطيق أنّ الناس تذوق عِشرة ربنا لأنّه هو حُرم من ذلك ويعلم جيداً بحلاوة الحياة مع الله ولذلك هو عندما يجد إنسان يقترب لعِشرة ربنا فإنّه لا يطيقه ولا يحتمله ففى صلاة الشكر توجد عبارة تقول " كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان " فنحن نقصد بها حسد الشيطان علينا لأننّا عندما نقترب من ربنا الشيطان لا يسكُت ولذلك فى فترات الصوم بنجد أنّ عدو الخير ربما يكون نشيط من جهتنا ولذلك بنجد مثلاً إنسان يقول أنا يا أبونا لم أستفيد من الصوم وصُمت عن الأكل فقط وذلك لأنّ عدو الخير يجد النفس إبتدأت ترتفع وتفرح بنعمة ربنا أريد أن أتكلّم معكم فى نقطتين فإن كانت الحرب بين طرفين وهم الشيطان وربنا ولذلك أريد أن أتكلّم معكم عن :- 1- ربنا والشيطان :- لابد أن نضع أنفسنا فى داخل المسيح المسيح عندما تجسّد شاركنا فى اللحم والدم وأخذ طبيعتنا فكل شىء عمله كان يقصد به أن يكون لنا ولذلك عمله لأجلنا نحن أعضاء المسيح جسمه نحن من لحمه ودمّه كان يوجد إنسان رسم صورة فرسم المذبح " رأس المسيح " وجسمه هى " الكنيسة " ، فهى جسمه0فأنا الآن ماذا أكون بالنسبة للرأس ؟! أنا عضو فيه ، خليّة فيه ، جزء منّه هذا هو ربنا يسوع بالنسبة لنا مادُمت أنا فى داخله ولذلك هو عندما يُحارب الشيطان نكون نحن بنحارب وعندما ينتصر نحن أيضاً ننتصرهذا هو سر الكنيسة فعندما أحارب من الذى يُدبر لى النصر ؟! هو الذى يُدبر لى النصرمادُمت أنا فى داخله أنا ضامن النُصرة الخطر هو عندما أبُعد عنّه وبذلك أكون بحارب بمفردى وبذلك تكون حرب غير مُتكافئة0فكل الذى عمله ربنا يسوع عمله من أجلنا ، والمفروض أن نتأكد أنها لنا وملكنا فالنُصرة التى إنتصرها كانت نُصرة لنا نحن فالذى عمله عمله لكى يجعله منهج لحياتنا منهج ثابت للكنيسة ولم يعمله لنفسه ربنا يسوع يعلم طبيعتنا جيداً ولذلك فهو بيرسم لنا الطريق المناسب للغلبة فما هو الطريق ؟! نأخذ عدّة نقط من التجربة على الجبل فخطوات الصوم هى :- أ‌- الجوع :- أول شىء كان سبب هياج عدو الخير على ربنا يسوع أنّه صعد للبريّة مُنقاداً بالروح " وكان يقتاد بالروح فى البرية أربعين يوماً يُجرّب من إبليس ولم يأكل شيئاً فى تلك الأيام "( لو4: 1، 2 ) " لم يأكل شيئاً " فإغتاظ عدو الخير وإبتدأ هياجه ربنا يسوع بيرسم لنا الخطة التى نغلب بها فيقول إنظر ماذا فعلت وإفعل مثلى " تاركاً لنا مثالاً لكى نتبع خطواته " ، ربنا يسوع جاع طريق النُصرة هو الصوم هو الجوع لابد أن أنقطع عن الطعام لفترة فنحن بننقطع لكى نجوع و لابد أن نجوع فلا يوجد صوم بدون جوع لابد أن نجتاز خبرة الجوع لكى نتغلّب على مصيدة عدو الخير وحيله وكما أنّ ربنا يسوع جاع لابد أن أجوع فإن لم أجوع بذلك لم أكون أنا من جسمه لأنّ الجسم عندما يجوع لابد أنّ كلّه يجوع ولذلك فى الكنيسة كلنّا نصوم مع بعض ونجوع مع بعض لأنّ كل واحد فينا هو خليّة حيّة فى جسم يسوع المسيح فنجوع من أجله ، فعندما أجتاز هذه الخبرة أجد نفسى أننى إبتدأت أثبُت فيه فنحن بنجعل الجسد يجوع لكى يجوع إلى البر ، جميل جداً فى الصوم أننّا بنجوع عن طعام الجسد لكى نأكل طعام الروح ، فالصوم هو من أجل نمو أرواحنا ونحن يجب ان نكون مُشاركين المسيح فى منهج صومه0فهنا هو يقول لنا لكى تنتصر لابد أن تجوع0 ب- الإختلاء للصلاة :- يقول لك لابد أن تختلى فهو صعد للجبل ولم يكن معه أحداً فأنا أيضاً لابد أن أختلى فالصوم لابد أن يُقرن بالخلوة والإعتكاف والهدوء لابد أن يُقرن بالمخدع المُغلق ، فالصوم لابد لابد أن يكون معه إعتكاف ، فيوئيل النبى يقول " قدّسوا صوماً نادوا بإعتكاف " أنا أريد أن يكون لىّ إنفراد مع الله ، ما أجمل أن يكون الإنسان برنامجه اليومى فى فترة الصوم مختلف ، وإلاّ يكون الصوم عمل جسدى فإن كنت قد تعّودت أن أرجع البيت متأخر فلا أرجع متأخر فأبدّل الوقت من وقت ضائع إلى وقت مع الكتاب المقدس ومع التسبيح ومع سير القديسين وإن كنت قد تعودّت أن أشاهد التليفزيون فأستبدل هذا الوقت بوقفة صلاة مع الله رب المجد يسوع يضع لنا الطريق يا أحبائى لكى نسير وراءه ونسير فى أمان وبسهولة فربنا يسوع يريد أن يُعلّمنا كيف نغلب فيقول يسوع للشيطان أنت غلبت آدم فى الجوع ، أتريد أن تغلبنى فى الجوع !! فأنا سأُعلّم أولادى أنّ النُصرة ليست فى الأكل كل واحد فينا صعد مع ربنا يسوع على الجبل وإنتصر على الشيطان فالذى لم يجوع لم يصعد معه على الجبل والذى لم يغلب لم يصعد معه على الجبل والقديسين يقولوا " إن الجوع خير مُعين لضبط الحواس " ، فالإنسان الذى يجوع تكون حواسه هادئة أمّا الإنسان الأكول لا يكون فيه إستقرار ، لابد أنّ الإنسان يكون له عُزلة وإعتكاف فالإنسان الذى يتكلّم كثيراً مع أصدقاءه لا يجب أن يكون عنده هذا الأمر فى الصوم صائم أى لابد أن تمتلأ روحياً ، فلو عرفنا قصد الكنيسة من البرنامج الذى تضعه لنا صدقّونى سننمو سريعاً لدرجة فائقة ولذلك الكنيسة بعد 55 يوم تقول لك إفطر أنا الآن أطمئن عليك لأنك قد ضبطت نفسك عن الأكل أنا عّودتك على الطهارة نحن رفعناك ولذلك يا أحبائى الذى يجتاز مع الكنيسة بقلب أمين بيعرف كيف يعيش كإنسان روحانى وفيه غلبة ربنا يسوع 0ولذلك الكنيسة بتعطيك خطوات الصوم جوع إختلاء والمسيح قوى ولذلك لا يوجد شىء يغلبنا ، لا شهواتنا ومحبتنا لذاتنا ، فلو أنا عايش الكنيسة صح فأنا سيكون عندى حرية مجد أولاد الله فأنا ليس مسئول عن نفسى فقط ولكن أنا مسئول عن إخوتى لأنّ ضعف إخوتى هو ضعفى أنا توجد قصة عن شاب متغرّب فى الأسكندرية فى الجامعة وبيعترف عند أبونا بيشوى كامل وهذا الشاب شكله تقى و مؤدبّ ولكن عندما يعترف بيعترف بخطايا صعبة جداً فأبونا تعجّب من هذا الأمر والشاب كان يبكى فى كل إعتراف وكان يقول لأبونا إعطينى قانون تأديب ، فأبونا تعجّب جداً وإستفسر عن هذا الأمر فقال له الشاب أنا مُقيم فى شقة مع شابين وهم بيعملوا الخطية ولم يوافقوا أن يكُفّوا عنها ، فأنا بعترف بدلاً منهم فلم يكون كل واحد فينا هو لنفسه ولكن نحن جسم المسيح ، ضعف أخى هو ضعفى أنا ، فهو أعطانا الخطوات ، فلو بعِدنا عن شركة الكنيسة وعن محبتنا لإخواتنا سنُهزم ، فهذا هو منهج ربنا يسوع0 منهج الشيطان :- أمّا منهج الشيطان فهو كُلّه خُبث وكُلّه رياء0فلكى تضمنوا الغلبة إعرفوا منهجة ، فمنهجة كُلّه شك ( حرب تشكيك ) فإنّه جاء يُشكّك ربنا يسوع فى بنّوته لله ، ألهذه الدرجة يتجاسر ؟! نعم لهذه الدرجة فربنا يسوع هو الحق ونجد الشيطان يقول له " إن كنت إبن الله " ، حرب التشكيك وإلى اليوم يُمارسها معنا فهو يحب أن يُشكّك فى كل شىء فيقول لك أحقاً توجد أبدية !! وهل توجد دينونة أم لا ؟! فيُشكّك فى القديسين ويُشكّك فى التناول ويقول لك أيُعقل أنّ القربانة تصير جسد المسيح ، و يُشكّك حتى فى الصوم ويقول لك لا تصوم فأنت صحتك تعبانة ويجعل الإنسان يهتز ولا يعمل العمل بفرح أولاد الله لابد أن يعرفوا إسلوبه ، فهو خبير بضعف الإنسان وحروبه حروب رهيبة ، فالحل هو الثبات فى المسيح ، فإن ثبتّ فى المسيح فأنت غالب وإن لم تثبت فستجد حروب الشيطان تحتاج إلى قوة جباّرة ، فأنت جزء من المسيح 0أنت إبن للملك ، أنت فيك قوة جباّرة فكان يوجد شخص جالس معى ولأول مرة بيعترف ، فقلت له فرصة سعيدة ، فقال وعندما تسمع إعترافى ستقول ليست فرصة سعيدة ، فقلت له فأنت إبن للملك المسيح مهما كنت فنحن أمام عين ربنا من الأسرة الملكية ، خُطاه ولكن نحن ملكه ، نحن له ، مادام أنّ الإنسان بيثبت فى المسيح يكون كريم جداً فى عين ربنا فإن كان الشيطان جاء ليُشكّك ربنا يسوع فهل سيتركنى ألمّ سيأتى ليُشككّنى ويقول من أنت ؟! فالشيطان عندما وجد ربنا يسوع قد جاع فأتى له من حرب الخبز ، ما اكثر أن يجعل حياتنا كلّها لعبودية الخبز ، ويجعل الإنسان يعيش فى عبودية من أجل الخبز ، ويعرف فى أى لحظة يأتى لكى يُحارب فيها الإنسان ، عدو الخير عدو مكّار فعندما أصوم إنقطاعى يقول لى أنت جوعان كُل فأقول له لا أكُل فلم يأتى الوقت الذى سآكل فيه وأرشم نفسى بعلامة الصليب ، فيُطرد ولا يعرف أن يغلب الإنسان ، فهو آتى ليُحاربنا بشهوة الخبز فأقول له " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " ، فأنا الذى يجعلنى أعيش هو روح الله الذى فىّ ، فالحياة التى أتمسك بها هى حياتى الأبدية ، ولذلك الإنسان الذى يجعل حياته مع ربنا يأخذ آية يعيش بها وتفرّحه ويعيش بها طوال اليوم ، فى حين أنّ الإنسان المُستبعد للخبز فإنّه ينهار أمام الخبز ولا يستطيع أن يثبُت أبداً ، فإن كان دانيال رفض أن يتنجّس بأطايب الملك وقال له جرّب عبيدك ، فأنا سأخذ أقل الأنواع وأنت جرّب عبيدك ، فإنّ الكنيسة عجيبة غالبة عدو الخير يا أحبائى بيستخدم أسلحة مُختلفة وفى أوقلت مُختلفة ، بيستخدم حرب المجد الباطل ، فالإنسان الذى لم يغُلب بالخبز عدو الخير يقول يمكن أن يغُلب بممالك العالم وبالمقتنيات ، حرب الملكية بالمظاهر وبالأشكال بالمبانى ، عدو الخير يريد أن يغلب بها ما أكثر أن نغُلب بالمظاهر ، رب المجد يسوع يقول لك لا تسجُد للشيطان أبداً وقُل له لن أسجُد لك " للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبُد " أسجُد لإلهك ، إحذر أن يكون عدو الخير أقام من مقتنيات عندك صنم تسجُد له ويقيم لك مظاهر تسجُد لها وتخضع لها هو عارف أنّ الإنسان مُحب للكرامة ولذلك يُحارب الإنسان بالكرامة وبالشهوة ، فيقول للإنسان أنت إبن لله فلو رميت نفسك من على الجبل فإنّه سيوصى ملائكته بك ليحملوك فهو يريد أن يجعله يشعر بالزهو ولذلك لابد أن نكون مُتأكدين أننا جزء منّه00وهذا هو ذخيرة الصوم رب المجد يسوع عندما صام صام لإجلنا ، فأنا الآن صومى هو جزء من صومه هو ولكن الأساس هو صومه هو ، ولذلك هو صوم قوى ، ولذلك الكنيسة تؤكد اننّا لم نكن صائمين لوحدنا ولكن هو صائم معنا ، ولذلك فى كل يوم نقول " يسوع المسيح صام عنّا أربعين يوماً وأربعين ليلة " هو جاء لكى يُعطينا نُصرة مجاناً فلو إكتشفنا النُصرة التى لنا فى الكنيسة ، فأننّا سنسلُك فعلاً كأولاد الله ، لأنّ هو عندما جاء جاء لكى ينزع عنّا العار ، فلا شهوة ولا محبة للعالم ولا شىء يغلبنى ، فالمسيح عندما غلب كُلنا غلبنا ، نحن صرنا نُحارب مع عدو مهزوم كم أنّ يا أحبائى لو الإنسان شعر أنّه جزء من كنيسة المسيح ، وشعر بالقوة التى تريد الكنيسة أن تُعطيها له ، وكم يكون لو الإنسان عزل نفسه عن الكنيسة فإنّه سيسبّب مرض للكنيسة كُلّها ، ولو كُلنّا بنجاهد وكُلنّا بنجوع فكُلنّا بنُعطى نُصرة للكنيسة وتصير " مُرهبة كجيش بألوية " فالكنيسة فيها روح المسيح فهل أنا أعمل حركات بهلوانية ؟! الإنسان الذى يُحب أن يعيش مع ربنا يُحب الخفاء ، ويُحب البساطة والإتضاع ، ولا يُحب أن يكون كريم أمام الناس ولا قوى أمام الناس ، والعكس فقد يكون إنسان ضعيف أمام الناس ولكن فى الداخل يكون قوى ربنا يسوع يريدنى أن اثبُت فيه لكى أستطيع أن أغلب ، لأنّ كُل هذا هو إجتازه فعندما تثبُت فى المسيح فالمسيح غلب وعندما غلب غلب من أجلك وهو غلب كنائب عنّا كم أنّ يا أحبائى النفس المجُاهدة تستحق خدمة الملائكة ، فإن كنّا مُنتصرين فستجد الملائكة منتظراك هذه هى خدمة الملائكة وهى أن تخدم النفس ربنا يُعطينا صوم بحسب قلبه ويُعطينا غلبة وجهاد ربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
04 مارس 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثاني من الصوم الكبير

تتضمن الحث على التيقظ لقتال الشيطان عدو الخـير مرتبة على فصل إنجيل " التجربة " . ( مر ١ : ١٢-١٥ ) إذا كان سيدنا له المجد تجسد لأجل خلاصنـا . وقـهـر الشـهوات البدنيـة والبواعث الدنيوية والتجارب الشيطانية ليفعل مثله المؤمنـون . فمـا بالنـا نـترك الإهتمام بخلاصنا ومقارنة عدونا ؟ وما بالنا لا نتذكر أن المسيح ابتدأ بعد الصعـود من الماء بالصيام ومحاربة الشيطان ليعلم المؤمنين أن يصنعوا بعد المعمودية هكذا . فيتركون الإهتمام بأمور العالم ويشرعون في الجهاد من أولـه بـالصوم ومقاومـة الشيطان . لأن أول قتال الشيطان للبشر يكون بسبب الطعام كما فعل مع آدم وحـواء أولا . ثم النتائج المتولدة عنه ثانيا . كالزنى والسكر وغير ذلك . لأنـه حيـث يكـون الصوم والجهاد لا يكون تنعم ولا تلذذ ولا سكر ولا طرب ولا شهوات جسدية . إن الشيطان لأجل محبته هلاك البشر وضررهم يضع في طرقنـا مصـائد كثيرة وأشراكا مختلفة . فينصب شركا للزنى . وشركا للنـهم والإسـراف . وشـركا للسكر . وشركا للشراهة . وشركا لمحبة المال . وشركا للعجب والافتخـار . وشـركا للعتو والتصلف . وشركا لطلب المناصب العالمية وغير ذلك . وليس ذلك لقصده أن نكون مسرورين متنعمين . بل لعلمه أن المتنعـم هنـا زمانا يسيرا يشقى هناك دهرا طويلا . والمكثر من الدنيويات هنا يكون فقــرا فـى ملكوت السموات . وإذ قد رأيت ياهذا كيف أن المسيح قهر الشيطان حين جربه . تـارة بحـب الغني . وتارة بحب الرتب . فهلم لكي اريك أيوب الانسان الساذج . كيف تشجع فـى محبة خالق البرايا . فتدرع ثوب الصبر . وتشدد بمنطقة الأمانـة . واستتر بتـرس الرجاء . وضرب بسيف العزم . وألقى عدوه جريحاً بتلك الأسلحة لأنـه اولا قاتلـه بكثرة المال والذخائر والجواري والعبيد والزراعات والحيوانات التي أتلفها . فقاتلـه الصديق بالصوم والصلاة والتسبيح بذكر الله وتقدمة القرابين ورحمـة المحتـاجين . ولما رأى المحارب قوة عزم أيوب وطهارة نفسه وشجاعة قلبه . طلـب أن يسلبه جميع مقتنياته احتيالاً على استمالته إليه بطريق الكفر والضجر . وياللعجب من ذلك الصديق ! كيف ظهر في حالة الفقر أعظم شـجاعة ممـا كان في حالة الغني ؟. وكيف قدر الشيطان أن يسلبه كل مقتنياته ولم يقدر أن يسـلبه محبة خالقه ؟ وإذ لم يبلغ عدوه مقصداً ولا ظفر بهذه الواسطة رجـع إلـى شـركه القديم الذي أصطاد به الانسان الأول وهو المرأة وجعل يطغيها مذكراً اياما بغناهـا السابق وما صارت اليه الآن من الفقر والمذلة لكي تذكر بعلها بذلك ثم تقـوده إلـى التذمر . أما ايوب ذلك الشجاع القاهر فإنه عند سماع الفاظها جعـل قلبـه كـالحديد القاسي وكحجر الماس في القوة على كسر المصادمات له حتى تكلل باكليل الظفر ونال تاج الغلبة وفاز بنعيم الملكوت . هكذا ينبغي لنا نحن أن نصم آذاننا عن سماع الذين يريدون صدنا عن قبـول أوامر الهنا حتى ولو كانوا من أقرب الاقربين إلينا . كالزوجـة والأولاد والأخـوة . وأن تكون طاعتنا لربنا ومحبتنا واحدة في حالة الغني والفقر . وأن نجعل أصوامنـا نقية من الأدناس . وأفكارنا سالمة من الهواجس الرديئـة . وأن نبتعـد مـن القـوم المستهزئين الذين يشابهون الصبيان في سخافة عقولهم . لان بعضهم يقولون نتنعـم اليوم ونرتد غداً . ويقول البعض الأخر أعطني اليوم وخذ غداً . ويقول الآخرون ليس للإنسان عمران وما دام لنا عمر واحد فلنقضه بالسرور والتمتع بالملذات الجسـدانية كما ينبغي . فهؤلاء يشبهون البهائم التي تنظر إلى يومها فقط ولا تحتسب ما يكـون في الغد . واما نحن فسبيلنا أن نطهر قلوبنا ونقهر شهواتنا . ونستعد لمجاهدة عدونـا . ولنفوز بنعيم ربنا الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
03 مارس 2023

مائة درس وعظة ( ٥ )

التمرد « الروح القدس الذي أعطاه الله للذين يطيـعـونه ( أع ٣٢ : ٥ ) التمرد صورة من صور الخطية تقابلها فضيلة الطاعة والخضوع . أولا : ـ نماذج للعصيان في تاريخ البشرية وعلاقة الإنسان بالله . ١- في الكتاب المقدس:- أ- إنسان يتمرد على وصية الله : مثال آدم وحواء ، وكذلك حنانيا وسفيرة . ب إنسان يتمرد على عطايا الله : مثل يهوذا الذي اختاره السيد المسيح وأعطاه نعما كثيرة وفي نهاية حياته تمرد . ج- إنسان يعصى أعمال الله : تمرد الشعب على صموئيل النبي وطلبوا أن يكون لهم ملك مثل باقي الشـعـوب ويجيب صـمـوئيل أن الله هو ملككم ولكنهم رفضوا واختاروا ملكا ( شاول الملك ) ويسقط هذا الملك في خطايا عديدة بعد ذلك . ونحن كثيرا ما لا تعترف بهذه الخطية وتمردنا على وصايا الله أو عطاياه أو أعـمـالـه ، « لأنه كـمـا بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة ، هكذا أيضا بإطاعة الواحـد سيجعل الكثيرون أبرارا » ( رو ٥ : ١٩ ) .. وهنا يربط بولس الرسول بين معصية آدم وطاعة السيد المسيح . ۲- في تاريخ الكنيسة :- يظهر بين الحين والآخـر إنسـان يـتـمـرد على الكنيسة وإيمانهـا وطـقـوسـهـا ، وأشـهـرهـم أريوس وهرطقته التي استمرت عشرات السنين ، وكذلك مقدونيوس ونسطور وغيرهم من الهراطقة في كل زمان. ۳- في الحياة اليومية:- أ- العناد عند الأطفال : وتبدأ عندما يسمع الطفل « لا » كثيرا ويرددها . ب- العناد عند المراهقين : وهي أخطر وتظهر بقـوة مع التطور التكنولوجي وانبـهـار الإنسان بما صنع وابتكر وأنتج . ثانيا :. صور التمرد : - 1- التمرد على سلطة الله ظهرت في العالم موجات الحاد غير عادية « قال الجـاهـل في قلبـه : ليس إله » ( مـز ١ : ٥٣ ) وظهـرت فلسفات منذ مائة عام مهدت لهذا الأمر .. أن الله له السماء ونحن البشر لنا الأرض . ٢- التمرد على الذات ويسمى في علم النفس عدم قبول الذات ، يكون الإنسان في خصومة مع نفسه وفي حالة صراع يمكن أن يصل إلى مرض نفسي ويؤدي به إلى طريق الإدمان أو الجريمة أو الإباحيات . ٣- التمرد على سلطة الأسرة :- الأسرة التي أوجدها الله في صورتها الجميلة .. ولكن يبدأ الإنسان في التمرد على سلطة الأسرة ونسميه بالابن العاق . « أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب » ( أف ١ : ٦ ) « أيتها النساء ، اخضعن لرجالكن » ( كو ١٨ : ٣ ) وهذا خضوع الحب في إطار الأسرة . وترتيب الأسرة من رجل وامرأة وأبناء هو ترتيب إلهي . 4- التمرد على المجتمع کشخص يسير ضد مجتمع بأكمله ويسمى بالخائن لمجتمعه . ثالثاً : كيف نواجه التمرد ؟ 1- طريقة الحوار « الحوار » داخل البيت أو الكنيسة أو المجتمع هو عمل إنساني راق وهو فن يدرس . فـإذا لم يـوجـد الحوار وجد الشجار ، أو الحوار الصامت وهو ما يسمى بثقافة الجدار . - مثال : حوار السيد المسيح مع توما كـحـوار ایجابی عملی. ٢- الصبر « بصـبـركم اقتنوا أنفسكم » ( لو ١٩ : ٢١ ) وهي فضيلة اقتناء الذات ، الله مـات عنا على الصليب ونحن نقتني أنفسنا بالصبر . - مثال : البارة مونيكا مع ابنها أوغسطينوس ابن الدموع. 3- جو المحبة المحبة تصنع العجائب ، فإذا تلامس المعاند مع من يحبه سيتغير تماما . - مثال : محبة السيد المسيح لبطرس بعد إنكاره . أخطر ما يواجه الإنسان السائر في طريق الرب أن يعاني من خطية الرياء ، أو ما نسميه بشكلية العبادة ، من الخارج ممارساته كلها حسنة ولكن من الداخل ليس لـهـا أصل وليس لـهـا جـوهر فالرياء خطية خفية تتسلل إلى نفوس المتعبدين ، والإنسان يخدع نفسه بشكليات العبادة لكن لا تـوجـد داخله توبة ، ولذلك صـدق أباؤنا الذين وضعوا المدائح والترانيم عندما قالوا على الصوم الكبير ( يا دوبك 55 يوم ) وكلمـة ( يا دوبك ) تعنى بالكاد ، بالكاد الإنسان جني ثمرة التوبة وبالكاد يحصد ثمرا . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
02 مارس 2023

شخصيات الكتاب المقدس سمعان القانوى الغيّور الرسول

بشّر في موريتانيا وليبيا. عُذَب وصُلب. يُعتقد أن الرب حضر عرسه في قانا الجليل.هو المدعو نثنائيل، وقد ولد بقانا الجليل، وكان خبيرًا بالناموس وكتب الأنبياء. كان ذا غيرة حارة ولذا لُُقّب بالغيور، كما كان بارًا تقيًا لا يحابي أحدًا، لهذا لما قال له فيلبس الرسول: "قد وجدنا المسيح الذي كتب عنه موسى وذكرته الأنبياء، وهو يسوع بن يوسف الذي من الناصرة"، لم يُحابِه ِبل قال له: "أمِن الناصرة يخرج شيء صالح؟" فقال له فيلبس: "تعالَ وانظر". وقد قال عنه الرب: "هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه"، ولكنه لم ينصع للسيد المسيح بل طلب الدليل على مدحه بقوله للمخلص: "من أين تعرفني؟" فقال له: "قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك"، فتحقق حينئذ أنه عالم بالخفيات ".قيل أنه قتل إنسانًا في صباه على أثر مشاجرة ودفنه تحت شجرة التين ولم يعلم به أحد. وقيل أنه في وقت قتل الأطفال خبأته أمه في زنبيل في شجرة تين كانت في بيتها واستمرت ترضعه ليلاً وتعلّقه نهارًا إلى أن هدأ الاضطهاد، ولم تُعلِمه أمه بهذا الأمر حتى كبر وصار رجلاً، ولا هو أعلم أيضًا أحدًا بذلك. فلما أنبأه المخلص بذلك تحقق أنه الإله عالم الغيب، فخضع للرب وتبعه وصار من جملة تلاميذه الإثني عشر.ذكره كل من متى ومرقس باسم القانوي (مت 10: 4؛ مر 3: 18)، وذكره لوقا في إنجيله وسفر أعمال الرسل باسم الغيور (لو 6: 15؛ أع 1: 13). يخلط البعض بينه وبين سمعان أحد المدعوين اخوة الرب، وأخي يعقوب البار ويهوذا الرسول، الذي صار أسقفًا لأورشليم في سنة 106م خلفًا ليعقوب البار، لكن هذا خطأ لأن سمعان الذي نحن بصدده هو أحد الرسل الإثني عشر.بعد قبول نعمة الروح المعزي تكلم باللغات وبشر بالسيد المسيح. ونكاد لا نعرف شيئًا محققًا عن جهود هذا الرسول الكرازية والأماكن التي بشر فيها. قيل أنه بشر في سوريا وبلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، وختم حياته بالاستشهاد مصلوبًا على خشبة ونال إكليل الشهادة. السنكسار، 15 بشنس. الكنيسة في عصر الرسل، صفحة 325. نشأته: ولد هذا القديس من أب يدعي بلينوس وامة اسمها ايناتمن سماه القديس لوقا في سفر الاعمال باسم سمعان الغيور (أع 1: 13، لو 6: 15) أما في انجيل مرقس ومتي باسم سمعان القانوني (مت 10: 4، مر 3: 18).كان ضمن جماعة الغيورين الثائرين الذين عرفوا بتمسكهم الشديدة بالطقوس الموسوية. كرازته عندما خضع للرب وتبعه وبعد ذلك قبوله نعمه الروح القدس المعزي تكلم باللغات وأنار العالم بتبشيره ورد كثيرين الي الايمان بالسيد المسيح ثم ذهب الي بلاد الزنج الي أفريقيا ومصر الجنوبية ثم بريطانيا ثم رجع الي بلاد العجم واشترك مع القديس يهوذا فى التبشير وصلب معه ويذكر يوسابيوس انه بشر ايضا في بابل وسوريا حسب ما جاء بالتقليد. استشهاده: مات شهيدا مصلوبا علي خشبه ونال اكليل الشهادة وتعيد الكنيسة في اليوم الخامس عشر من شهر بشنس من كل عام استشهاد القديس سمعان القانوى الغيور (15 بشنس) في مثل هذا اليوم استشهد القديس سمعان الغيور الرسول الشهير بسمعان القانوني، وقد ذكره كل من متى ومرقس بأسم القانوني (مت 10: 4، مر 3: 18)، وذكره لوقا في انجيله وسفر أعمال الرسل بأسم الغيور (لو 6: 15، أع 1: 13)، أسم سمعان معناه مستمع، ويقال أن تسمية " الغيور " هي المرادف اليوناني للكلمة العبرية " القانوي " وهذه التسمية تدل علي أنه من ضمن جماعة الغيورين الثائرين، الذين عرفوا بتمسكهم الشديد بالطقوس الموسوية.القديس سمعان الغيور من سبط أفرايم، وأسم أبيه فيلبس، ويقال أنه كان صاحب عرس قانا الجليل الذي حول فيه السيد المسيح الماء إلي خمر، مما جعله بعد تلك الآية أن يترك كل شئ ويتبع المخلص، صار من التلاميذ الإثنى عشر (مصباح الظلمة لأبن كبر)، كما كان حاضرا في معجزة الخمس أرغفة والسمكتين لذلك تصوره الأيقونات اليونانية حاملا سنارة بها سمكة، كما يحمل سلة خبز، ويخلط البعض بينه وبين سمعان أحد المدعوين أخو الرب، وأخي يعقوب البار ويهوذا الرسول، الذي صار أسقفا لأورشليم في سنة 106 خلفا ليعقوب البار، لكن هذا خطأ... فسمعان الذي نحن بصدده هو أحد الرسل الإثنى عشر.بشر القديس في شمال أفريقيا (قرطاجنة) ثم أسبانيا، فجزر بريطانيا مع القديس يوسف الرامي وأسس كنيسة هناك ثم رحل إلي سوريا وفلسطين وكان معه القديس تداوس الرسول (يهوذا الرسول) ثم ذهبا إلي بلاد ما بين النهرين (العراق) وبلاد فارس. فلما وصلا بلاد فارس وجدا جيوشها تستعد لمهاجمة بلاد الهند، ولما دخلا المعسكر صمت الشياطين التي كانت تنطق بالنبوات علي أيدي السحرة. ونطقت في إحدى الأصنام وقالت أن ذلك بسبب تداوس وسمعان رسولا السيد المسيح، فأحضرهما القائد ليعرف السبب، فبشراه بالسيد المسيح، ثم قالا له " غدا سيأتيك رسل من الهند حاملين صلحا لأجل مصلحتك " وقد كان، فعظمت منزلتهما لديه وأمن بالسيد المسيح، كما تبعه شعب غفير، وجال الرسولان مبشران حتى دخلا شنعار، فثار كهنتها التي للأوثان، فأمسكوهما وطرحوهما في السجن، ثم أمروهما تقديم العبادة للشمس والكواكب، فرفضوا مجاهرين بأسم الرب يسوع بكل شجاعة، فقتلوا القديس تداوس بفأس وحربة، ونشروا القديس سمعان القانوي.وقيل أن جسدهما محفوظ بكنيسة القديس بطرس بروما، كما يوجد أجزاء منهما بكنيسة القديس ساثوربينوس بأسبانيا، وأجزاء أخري بدير نوريت بكولونيا في المانيا.بركة صلواتهما تكون معنا أمين.
المزيد
01 مارس 2023

الأمانة في القليل

قال الكتاب "كنت أمينًا في القليل، فسأقيمك على الكثير" أي كنت أمينًا في الأرضيات، فسأقيمك على السمائيات. كنت أمينًا في هذا العالم الحاضر، فسأقيمك على الأبدية ويمكن تطبيق هذا المبدأ في مجالات شتى كثيرة إن كنت أمينًا في محبتك للقريب يمكن أن يقيمك الرب على محبة العدو، أي يعطيك النعمة التي تستطيع بها أن تحب عدوك إن كنت أمينًا من جهة خدمة الرب في وقت فراغك، يمكن أن يهبك الرب الحب الذي به تكرس حياتك كلها له إن كنت أمينًا من جهة عدم قبولك للخطايا الإرادية، يمكن أن ينقذك الرب من الخطايا غير الإرادية إن كنت أمينًا في حفظ عقلك الواعي من الفكر الشرير، يعطيك الرب حينئذ نقاوة العقل الباطن، ويعطيك الرب أيضًا نقاوة الأحلام إن كنت أمينًا في سن الطفولة يقيمك الرب على الأمانة في سن الشباب، وهى أكثر حروبًا إن كنت أمينًا من جهة عدم إدانة الآخرين بلسانك، حينئذ يعطيك الرب عدم الإدانة بالفكر وهى أصعب وبالمثل إن كنت أمينًا في ضبط نفسك من جهة الغضب الخارجي الظاهر، حينئذ يهبك الرب النقاوة من الغضب الداخلي أيضًا، النقاوة من الغيظ والحقد وأفكار الغضب إن كنت أمينًا في الروحيات العادية (ثمار الروح) يمكن أن يقيمك الرب على مواهب الروح وبدون الأمانة في الأولى لا تُعطَى الثانية إن الله يختبرك أولًا في الشيء القليل فان وجدك أمينًا فيه، حينئذ يأتمنك على ما هو أكثر أما إن أظهرت فشلك وعدم أمانتك في القليل، فمن الصعب أن يقيمك على الكثير وكما قال الكتاب "إن جريت مع المشاة فأتعبوك، فكيف تستطيع أن تُباري الخيل؟"، ونص الآية هو: "إِنْ جَرَيْتَ مَعَ الْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ، فَكَيْفَ تُبَارِي الْخَيْلَ؟" (سفر إرميا 12: 5) العجيب أن كثيرين يظنون في أنفسهم القدرة على القيام بمسئوليات كبيرة بينما هم عاجزون عن القيام بما هو أقل منه. النعمة التي معهم لا يستخدمونها، ومع ذلك يطالبون بنعمة أكبر، ناسين قول الرب "كنت أمينًا في القليل، فسأقيمك على الكثير" (مت 25: 21)، إنه شرط.. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل