العظات

ليكونوا مكملين إلى واحد الجمعة الأولى من شهر بشنس

تقرأ علينا الكنيسة في هذا الصباح المبارك جزء من إنجيل معلمنا مار يوحنا 17 تقول فيه آخر حديث لربنا يسوع المسيح في خدمته على الأرض .. وهو حديث يحمل كل فكر ربنا يسوع نحو أبيه السماوي ونحو جنس البشر .. ربنا يسوع يخاطب الآب ويقول ﴿ أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ﴾نفس المجد الذي أعطيتني أنا أعطيتهم إياه .. أنت جئت بي للعالم ليس لأخلص العالم فقط بل وأيضاً لأعيد للإنسان مجده الأول لذلك الذي أعطيتني أنا أعطيته لهم .. أخذوا نفس المجد .. لماذا ؟ ﴿ ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ﴾ ( يو 17 : 22 ) .. ربنا يسوع أعطانا نفس المجد الذي أخذه من الآب .. عندما يكون فينا نفس المجد الذي أخذه من الآب صرنا واحد .. تخيل شخص متميز عن الآخر جداً بالغنى ثم يقسم ثروته مع الآخر ويقول له قد صرنا واحداً في الغنى متساويين .. إنسان متميز عن الآخر بالذكاء فيعطيه نفس ذكائه ويقول له قد صرنا واحداً نحن الفرق بيننا وبين ربنا يسوع المسيح كبير جداً .. هوة كبيرة جداً .. الفرق بيننا في المجد قال سأعطيكم من هذا المجد .. لماذا ؟ يقول * ليكونوا واحداً معي * .. يا لعظمة تدبير ربنا يسوع المسيح إتجاهنا .. أن نكون واحداً معه ؟ نعم ليس معه فقط بل واحداً مع أبيه الصالح أيضاً حتى أنه يريد أن تكون وحدته مع الآب هي هي وحدتنا معه .. لنرى قوة وحدته مع الآب تكون على نفس مستوى وحدتنا معه .. ليكونوا واحداً .. لمن نشبه ؟ ﴿ كما أننا نحن واحد ﴾ .. وكلمة * نحن * هنا إشارة للثالوث القدوس .. نحن ثلاثة .. ﴿ أنا فيهم وأنت فيَّ ﴾.. أنت فيَّ وأنا أيضاً فيهم فصاروا هم فيَّ وفيك وصرت أنا فيك وفيهم وكلنا صرنا واحد في المسيح يسوع هذه هي سر عظمة عمل ربنا يسوع على الأرض .. هذه هي العطية التي صارت الكنيسة مديونة بها للمسيح .. صرنا واحد معه وواحد مع الآب وواحد بعضنا معاً .. نحن واحد مع بعضنا البعض وكلنا واحد معه وكلنا واحد معه ومع أبيه الصالح .. ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ ( يو 17 : 23 ) من أجمل الأمور التي أعطاها لنا ربنا يسوع أن نشعر أننا كلنا واحد .. من أجمل الأمور أن أشعر أن بيَّ نفس الروح التي في الآخر وأن أشعر أننا كلنا مدعوين لوليمة واحدة وكلنا نأكل خبزة واحدة ونمارس صوم واحد معاً ونفطر معاً ونتوب معاً ونمارس الأسرار معاً أجمل ما في الكنيسة أنها جعلت الفرد ملغي والجماعة هي القائمة لذلك ونحن نسبح نقول ﴿ نسبحك .. نباركك ﴾ .. لنا لسان جماعة وليس فرد .. كلنا لنا نفس الإشتياقات فنقول له﴿ إهدينا يارب إلى ملكوتك ﴾ .. كلنا لنا نفس الطلبة فنقول له ﴿ إنعم لنا بمغفرة خطايانا ﴾ نحن جماعة متآلفة أهدافنا واحدة فنقول له ﴿ نحن أيضاً الغرباء في هذا العالم إحفظنا في إيمانك وانعم لنا بسلامك ﴾ .. لنا طلبة واحدة لا يوجد شخص فينا يقول هذه الطلبة لا تعجبني أو لا تناسبني لن أقولها .. لا .. كلنا لنا أهداف واحدة واشتياقات واحدة وطلبات واحدة .. كلنا موحدين في المسيح موحدين في الآب .. موحدين معاً .. ﴿ مكملين إلى واحد ﴾ لنفرض أن شخصيتي مختلفة عن غيري .. يقول لنا الوحدة لا تلغي الفرادي .. الوحدة لا تلغي التميز أبداً .. عندما دعى ربنا يسوع تلاميذه نجد أن كل واحد منهم قد يكون له فكره الخاص لكن مع ذلك كلهم مكملين إلى واحد .. قد يكون إختلافهم هو سبب وحدتهم .. قد يكون إختلافهم هو الذي يجعلهم في النهاية يعزفون لحن واحد .. وإن كانوا كلهم واحد أو كلهم نسخة موحده لما كانت السيمفونية المتآلفة فيهم .. تخيل آلة موسيقية ليس بها سوى نغمة واحدة تعطي نغمة واحدة ستكون منفره لكن تخيل أصوات مختلفة لنغمات مختلفة فهذه تعزف لحن جميل هكذا نحن في الكنيسة تميز أعضائها ليس لينفرد كل واحد عن الآخر بل ليدخل كل واحد في الآخر ويكمله كما يقول اللحن الكنسي ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. هكذا نحن مؤلفين بالروح .. تجد شخصية متى الإنجيلي غير شخصية لوقا غير شخصية يوحنا غير شخصية مرقس .. متى الإنجيلي شخصية تميل للسلطة لذلك لم يرد أن يظل طول حياته يهودي لكنه أراد أن يدخل مع الرومان ويصير جابي للضرائب .. لديه حب السلطة .. لوقا الإنجيلي يميل للبعد الإنساني .. يوحنا الإنجيلي عنده البعد اللاهوتي والروحي .. مارمرقس الإنجيلي عنده البعد الخدمي والبذل والتضحية .. لذلك نجد معلمنا مار متى عندما كلمنا كلمنا عن المسيح الملك لأنه محب للسلطة ومارمرقس كلمنا عن المسيح الخادم .. ومارلوقا كلمنا عن المسيح المتجسد .. نقول نحن كنا محتاجين أن نعرف هذا البعد عن ربنا يسوع في النهاية تكملت الصورة لذلك هم ليسوا ضد بعض لكن كل واحد رسم جزء من الصورة كي تكون في النهاية أيقونة متكاملة .. ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ في النهاية لمن يعود المجد ؟ لإنجيل ربنا يسوع المسيح .. في النهاية الفضل لمن ؟ لربنا يسوع في النهاية ما هو الهدف لكل واحد منهم ؟ إنتشار ملكوت ربنا يسوع .. تعال لترى شخصية بطرس ويعقوب وبولس الرسول و ....... كلٍ منهم له بصمة .. له إتجاه .. لكن في النهاية مكملين إلى واحد .. ربنا يسوع المسيح .. مكملين كلهم كي يعزفوا نفس اللحن ولهم نفس الهدف هو إنتشار ملكوت ربنا يسوع على الأرض ولأننا ككنيسة أعضاء نعم مختلفين لكن مكملين فممكن أنا أنجذب ليوحنا اللاهوتي وآخر ينجذب لمارمرقس وآخر لمارلوقا .. كلٍ منا يجد ما في شخصه ما يغذي شخصه وينميه والكل لحساب ربنا يسوع هكذا في قديسي الكنيسة تجد فيهم ما يناسبك تجد الشيخ وتجد الشاب وتجد الطفل وتجد المرأة .. والعذراء و ..... تجد ما يناسبك ليس في نوعيتهم فقط لكن أيضاً في نمطهم .. فتجد الشاب الشجاع وتجد الشاب الوديع والراهب .. تجد الشهيد وتجد الناسك والباحث .. تجد اللاهوتي .. تجد كل ما يناسبك .. ما هي شخصيتك ؟ هل شخصيتك تميل للعزلة والوحدة ؟ كُل واشبع .. هل تميل للدراسة والتأمل ؟كُل واشبع .. هل تميل للممارسات النسكية ؟ كُل واشبع إلى ما لا نهاية .. هل تميا إلى الشهادة والخدمة ؟ إلى ما لا نهاية .. ما هذا ؟ ﴿ هيأت قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ ﴾ ( مز 22 – من مزامير الثالثة ) .. أعطاك مائدة دسمة مشبعة من كل ما تطلبه وتحتاجه ولأننا كلنا واحد في المسيح فكلنا مكملين بروح ربنا .. صرنا خبزة واحدة لذلك تجد في القربانة إثني عشر صليب حول صليب كبير يسمي الإسباديقون وهو الجزء السيدي ويمثل ربنا يسوع وحوله إثني عشر صليب .. بذلك تكون الكنيسة كلها في هذه الخبزة لذلك مهما كان كثرة المتناولين في الكنيسة الأرثوذكسية فهي تتمسك بالتناول من خبزة واحدة .. لا تقل القداس اليوم به زحام شديد أو نحن في ليلة عيد أو قداس خميس عهد نقدم قربانتين أو ثلاثة ليأخذ كل واحد من المتناولين قطعة كبيرة ليتلذذ بها .. لا .. هي خبزة واحدة وإن كان كل واحد فيها يمثل حبة دقيق وقد يأخذ كل واحد منا قطعة بحجم حبة الدقيق وبذلك يأخذ الجسد كله هذا قصد الكنيسة لأن جميعها عجنت بماء واحد ونحن بنا روح واحد صرنا واحد وأي جزء فينا يمثل الكل .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. صرنا مسكن لله لذلك المؤمنين في الكنيسة لهم تشبيهان مهمان .. يقول أنت فلك نوح مبني من عوارض خشبية كثيرة هكذا مؤمنوا الكنيسة كل واحد منا قطعة خشبية ليس لها قيمة لكن إن تجمعت بجانب بعضها صارت فلك جميل .. أيضاً كل واحد منا مثل خيمة الإجتماع بها عوارض وأوتاد وألواح كثيرة كل واحد منا يمثل شئ منها في النهاية يعطي خيمة لكن إن عزل كل واحد منا عن أخيه فماذا يشكل مسمار وحده أو قطعة خشب أو حبل ؟ لا شئ .. لكن عندما تدخل داخل المجموعة يصير له قيمة ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ لذلك إن كنا متميزين فلأننا متكاملين .. لذلك لا تجلس في بيتك وتقول هذا الولد متعب أو صفاته صعبة لا أعرف كيف أتعامل معه .. لا .. هذا لون من ألوان التمايز إقبله ووظفه بإسلوب صحيحإقبله وضعه مكانه .. زوجة تشكو أن زوجها مختلف الطباع نقول لها قد يؤدي هذا الإختلاف إلى التكامل وليس التنافر .. لذلك كل واحد منا مهم للآخر .. كل واحد منا يقبل الآخر ويعمل معه ويقبله حتى على علاته .. المهم أن يوضع في مكانه الصحيح .. من هنا المسمار مهم للخشب والمسمار والخشبة مهمان للحبل .. والمسمار والخشب والحبل مهمين للألواح كلهم محتاجين للرمل كل واحد منا مهم للآخر لكن إن تنافر مع الآخر يصير بلا قيمة مستقل .. لذلك عندما يقول شخص أنا في حالي قل له هذا لا ينفع .. أنت لابد أن ترى وزناتك وتعرف إمكانياتك وإمكانيات من حولك والمسيح فيك وفيهم ومادامت روح المسيح فيك وفيهم فلا يمكن أن تكونوا إلا واحد ربنا يسوع الذي وحدنا معه يوحدنا به ويعطينا نعمة الوحدة لكي نكون مكملين إلى واحد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

تعرفون الحق والحق يحرركم الجمعة الثالثة من شهر برمودة

من أثمار خدمة ربنا يسوع المسيح دخول كثير من اليهود إلى الإيمان وهذه هي أكبر شهادة لسلطانه على النفس مهما كانت خطاياها وماضيها وقساوة قلبها إلا أنه قادر على الكثير .. يقول الكتاب المقدس ﴿ فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به ﴾ .. بالطبع واجه اليهود صعوبات في التصدي لمن حولهم من أهل وأصدقاء لإعلان إيمانهم لذلك يقول لهم ربنا يسوع المسيح ﴿ إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي ﴾ ( يو 8 : 31 ) .. كيف نثبت ؟ بالبعد عن المظاهر .. عن أقاويل الناس .. عن إهتمام العالم .. ربنا يسوع المسيح لا يريد تلاميذه تسير وراءه ولكن تلاميذ تثبت فيه .. وإن ثبتم تعرفون قوة الحق والحق هو الذي يقودك إلى أجمل ناموس المسيحية وهي الحرية .. الحرية المأخوذة من المسيح يسوع فهي أجمل عطية يتمتع بها الإنسان في جهاده الروحي .. حريته من سلطان ذاته .. من رغباته وشهواته .. من محبة العالم .. إذاً يتم الوصول إلى ناموس الحرية بثلاث نقاط :-

لمحة عن شخصية بولس الرسول

الفصل الأول : حياته أولاً : مفتاح شخصيته : هى الآية الواردة فى غلاطية 15:1 – 16 ولكن لما سر الله الذى افرزنى من بطن أمى ودعانى بنعمته أن يعلن أبنه فىَ لابشر به بين الأمم . لثالوث القدوس يشترك فى اعداده للخدمة الآب : افرزه الإبن : اعلن فيه وهو موضوع بشارته الروح القدس : دعاه ثانياً : موضوع خدمته : البشارة للأمم . 1 ـ التحرر من الفريسية كان الفريسى يحفظ عن ظهر قلب 613 قانوناً يلتزم بها فى حياته الخاصة والعامة هذا بخلاف التطهيرات الكثيرة ..... وكأنه عنكبوت نسج خيوطه على عقل ومشاعر الفريسى حتى لم يعد يرى ضوء الله فصارت عبادته حرفية ليس فيه عمق الروح والتوبة 2 ـ التحرر من التهود . ونفذ تعاليم السيد المسيح له المجد بأن حررها من عباءة اليهودية وسلمها لنا كما نعيشها اليوم حسب ما تسلمه من السيد المسيح 3 ـ الكرازة للأمم : بشر بأن السيد المسيح له المجد فتح باب الإيمان للكل ( اليهودى ـ الأممى ) ثالثاً : إعداده للخدمة : 1 ـ اسمه : كان له اسمان شاول = شوقى ـ مشتهى وهذا بالعبرية ليكون معروف به بين اليهود وقيل أن هذا الاسم يفيد أن والديه كانا يشتهيان أن يرزقا ولداً وكان يصليان من أجل ذلك مما يوحى أنه كان الإبن البكر . بولس = الصغير وهو بالرومانية لكى يكون معروف به وسط الأمم ويتواصل معهم فى الفكر ... لأن الاسم يعطى انطباع بالمعرفة والألفة أو الجهل بالشخص . 2 ـ ولادته : ولد فى طرسوس 2م ...... هذه المدينة كانت ملتقى الشعوب والأجناس لموقعها الجغرافى والتجارى ..... مما أعطى لبولس القدرة على التعامل مع كافة الشخصيات ليصير بعد ذلك رسول لهم ( الأمم ) . كان لبولس أخت متزوجة ولها اولاد كبار فى أورشليم ( أع 12:22 – 16 ) ... وقيل أن بولس كان يقيم عند اخته فى أورشليم ولعل أمه قد ماتت وهو طفل فاحس بعوز الأمومة ( رو 13:16 ) . 3 ـ الجنسية الرومانية : يبدو أن والده أو أحد اجداده نال الجنسية الرومانية نظير عمل مجيد قام به اثناء حرب من الحروب لحساب الدولة أو الامبراطور ....... وبالتالى أخذ بولس الجنسية بولادته .... وهذا كان امتيازاً كبير الشأن فى ذلك الوقت ( أع 27:22 – 28 ) وهذه الجنسية انقذت بولس الرسول من الموت والجلد مرات كثيرة واعطته الفرصة ليحاكم أمام قيصر روما فمهدت له الطريق للكرازة بين الأمم . 4 ـ اللغة اليونانية : أ ـ كان اللغة اليونانية هى اللغة العالمية التى يتكلم بها معظم العالم وبهذا اعطته الفرصة ليبشر لكل الرعوية الرومانية فى انحاء البلاد . ب ـ وقد مهدت له التعرف على الفلسفات المعاصرة واعطت له مدخل للتبشير وسط الفلاسفة ونجده فى اريوس باغوس يحاور الفلاسفة بلغتهم ومنطقهم وأمن به فى تلك الجلسة ديونيسيوس الاريوباغى الذى صار أول اسقف على اليونان . 5 ـ تعليمه اليهودى أ ـ كان يهود الشتات قسمين : قسم يتكلم لغة أهل البلاد التى تغربوا فيها كاليونانية مثلاً وذلك فى بيوتهم ومجامعهم ..... وقسم آخر محافظ على تراث أجداده يتكلم ويصلى بالعبرانية ب ـ كان من أسرة عريقة فى يهوديتها لم يدخلها دم أممى محافظة على تراث اجدادها ج ـ كان عبرانياً ( فى 5:3 ) يستطيع التكلم باللغة العبرية ونجده عندما خطب فى الشعب اليهودى المتحفز لرجمه ( أع 40:21 ) حدث سكوت عظيم لأنه تحدث باللغة العبرانية د ـ من عادة اليهود : يبدأوا تعليم الطفل وهو فى سن 5 سنوات قراءة الاسفار ويبدأوا تعليمه على كتب شرح الناموس ( المشنا ) وهى اساس التلمود فى سن العاشرة ويتعاطى الناموس فى سن الثالثة عشر من عمر وحينماً ينتهى منه يعمل له احتفال ويعطى لقب إبن الناموس ويعلن أبوه أن أبنه أصبح كامل السن فى معرفته للناموس وبالتالى يصيرهو المسئول عن خطاياه . هـ بولس بعد ما اخذ لقب ابن الناموس ارسله ابوه إلى اورشليم ليتعلم عند رجلي غمالائيل ( أع 3:22 ) الذى تعلم منه : الصراحة مع الصدق مع أمانة الحكم على الأمور الاستعداد للدراسة باللغة اليونانية واستشهاد بالكتاب اليونانيين اليقظة والغيرة على الناموس اليهودى الاعتدال وعدم التطرف . و ـ تقدم فى الدراسة وتفوق على كل زملائه ( غل 14:1 ) ... مما اتاح له أن يربط العهد القديم بالجديد ويقدم لنا هذه التعاليم الموصى بها من الله . 6 ـ تعليمه صنعه أ ـ كانت عادة الآب أن يعلم ابنه صنعة لتعينه فى الكوارث أو الغربة أو الفقر ورابى يودا يقول ( الذى لا يعلم ولده صنعه يعلمه السرقة ) ب ـ تعلم بولس صنع الخيام ( لاشتهار طرسوس بنسيج شعر الماعز الذى يصنع منه الخيام ) وهذا اعطى بولس أن يقول حاجاتى وحاجات الذين معى خدمتهما هاتان اليدان ... وأن بولس كان يحمل ( أدوات صنع الخيام وهى خفيفة الحمل فى رحلاته التبشيرية ..... رابعاً : قبول الإيمان . حبة الحنطة : ماتت واتت بثمر كثير ... وكانت هذه الحبة هى قتل اسطفانوس .... والدماء تنفجر من كل جسده " صرخ بصوت عظيم يارب لا تقم لهم هذه الخطية ... " ( أع 60:7 ) . فظلت هذه الصورة فى ذهن شاول الذى كان راضياً بقتله ( وواقفاً يحرس ثياب راجمى اسطفانوس ) وهو فى طريقة لدمشق .... احدثت فى داخله صراعاً مريراً ..... ! " أن الكنيسة فى ربحها لبولس مدينة لصلاة اسطفانوس " أغسطينوس خامساً : جدول لأهم تواريخ حياة بولس الرسول : 1 ـ بدأ ظهور بولس الرسول فى أفق الكنيسة سنة 34م بقيامه بأول اضطهاد حتى نهاية سنة 35م . 2 ـ ظهور الرب لبولس واستلام الايمان والرسولية سنة 36م . 3 ـ انطلاقه إلى العربية لمراجعة حياته وإيمانه سنة 36 ـ 38 م . 4 ـ عودة ق. بولس إلى دمشق وتدليه من السور للنجاه من الحصار سنة 38م ، وذهابه إلى أورشليم ( لأول مرة بعد قبول الإيمان ) واخفاقه فى مقابلة الرسل . لأن الكل كان خائفاً منه ، حتى تدخل برنابا وتوسط له وقدمه للكنيسة ، ولكنه ظل غير معروف بالوجه . 5 ـ انطلاق ق. بولس إلى إقليم كيليكية ، وهو موطنه رأسه ، سنة 39م ليبشر بالايمان الذى اضطهده واتلفه 6 ـ دخوله إلى سوريا وتبشيره هناك سنة 40م ، ولكن لم يدخل كنيسة انطاكية حتى سنة 41م . 7 ـ بدء خدمة ق. بولس فى أنطاكية ، وتحمله اضطهاداً شديداً لثلاث سنوات سنة 41 ـ 43 م . 8 ـ بدء اضطهاد هيرودس ( اغريباس ) سنة 43م . 9 ـ القديسان بولس وبرنابا ينحدران إلى أورشليم ( ثانى زيارة لها ) حاملين مساعدات لفقراء أورشليم واليهودية بسبب المجاعة سنة 44 ، 45 م ، وانضمام يوحنا مرقس لهما ، وبدء خدمة الأمم رسمياً . 10 ـ وصول الثلاثة : بولس وبرنابا ومرقس إلى قبرص والتبشير الكبير فيها سنة 45 م ، وهذا بدء أول رحلة تبشيرية ، وبدء تاريخ الكنيسة المسيحية فى قبرص الذى يتوافق مع بدء تاريخ المسيحية فى مصر . 11 ـ بدء الخدمة فى أسيا بمفيلية سنة 45م وامتدادها إلى بيسيدية وليكأونية سنة 46 م . 12 ـ الصدام مع اليهود المسيحيين الراغبين فى تهويد الأمم سنة 48م . 13 ـ النزول إلى اورشليم ( لثالث مرة ) لحل النزاع ، وانعقاد أول مجمع للرسل فى أورشليم سنة 49م . 14 ـ انفصال بولس عن برنابا ومرقس ، وبولس يأخذ سلوانس ( سيلا ) وتيموثاوس سنة 50م ، حيث انطلقوا ثلاثتهم فى كل مدن أسيا تقريباً شمالاً وشرقاً وغرباً . ثم عبروا إلى أوربا . وهذه تعتبر ثان رحلة تبشيرية . 15 ـ ق. بولس فى فيلبى لأول مرة سنة 51م ، ومنها إلى أمفيبوليس ، وأبولونية ثم إلى تسالونيكى وبيرية 16 ـ طرد اليهود من روما سنة 52م على يد كلوديوس ، وزيارة ق. بولس أثينا ، ومنها إلى كورنثوس حيث قابل اكيلا وبريسكلا . ومنذ ذلك الحين بدأت رغبة ق. بولس الملحة لزيارة روما . 17 ـ انحدار ق. بولس إلى أفسس ولم يتأخر فيها سنة 54م . وهناك تعرٌف لأول مرة على أبولس الذى تولى أكيلا وبريسكلا تعديل إيمانه من المعمدانية إلى المسيحية . غير أن ق. بولس لم يتأخر فى أفسس بل غادرها عائداً عن طريق البحر إلى قيصرية ، ومن هناك صعد ليسلُم على الكنيسة فى أورشليم ( لرابع مرة ) ومنها عاد إلى انطاكية . 18 ـ بدء ثالث رحلة تبشيرية وعودة ق. بولس إلى أفسس سنة 55م وبدء خدمته فى مدرسة تيرانُس ( سنة 55 ـ 57م ) . 19 ـ عبر ق. بولس من تروى ( تراوس ) مرة أخرى إلى مكدونية ثم إلى اليونان سنة 57م . 20 ـ ق. بولس فى فيلبى لثانى مرة سنة 58م وبقية الكنائس فى اليونان حتى إلى كورنثوس ، حيث كتب رسالته إلى أهل رومية فى رببع سنة 58م . 21 ـ انحدار ق. بولس صوب أورشليم ( الزيارة الخامسة والأخيرة ) ومعه مساعدات كل الكنائس لفقرائها فى أواخر سنة 58م . 22 ـ ق. بولس فى المحاكمة أمام حنان رئيس الكهنة سنة 58م ، 59م ، ثم أمام فستوس واغريباس ، وبناء على التماسه رفعت قضيته لأوغسطس قيصر روما . وظل فى سجن قيصرية سنتين . 23 ـ الرحلة الأخيرة إلى روما ، حيث انكسرت به السفينة عند مالطة ووصوله إلى روما سنة 61م . 34 ـ بقاؤه فى روما أسيراً مُعُتقلاً فى بيته ، ويخدم المسيح لمدة سنتين حتى سنة 63م . 25 ـ المحاكمة الأولى والإفراج عنه سنة 63م . 26 ـ والمعتقد عند البعض :رحلة إلى أسبانيا سنة 63م . 27 ـ تواجده فى كريت سنة 64م. ومنها إلى اليهودية ثم كولوسى ثم مكدونية . 28ـ ق. بولس فى الشتاء فى مدينة المَشٌتىَّ : نيكوبوليس فى غرب اليونان سنة 65م. 29 ـ ق. بولس في كورنثوس ثم فى ترواس سنة 66م. 30 ـ ق. بولس فى مالطة سنة 67م ومنها أخذ أسيراً إلى روما للسجن الثانى . 31 ـ نال إكليل الشهادة سنة 68م . يمكن تلخيص أهم التواريخ السابقة فى الجدول الثانى : قبول القديس بولس للإيمان المسيحى 36م. أول زيارة للقديس بولس لأورشليم 38م. ثانى زيارة للقديس بولس لأورشليم 44م . بدء أول رحلة تبشيرية 45م. ثالث زيارة للقديس بولس لأورشليم ـ أول مجمع للرسل فى أورشليم 49م. بدء ثانى رحلة تبشيرية 50م. رابع زيارة لأورشليم 54م. بدء ثالث رحلة تبشيرية 54م. خامس زيارة لأورشليم وهى آخر زيارة 58م. السجن فى قيصرية58-60م. الترحيل إلى روماخريف 60-61م. أول سجن للقديس بولس فى روما 61-63م. البراءة ثم إعادة القبض والسجن (؟)63-67م (؟) الاستشهاد 67م أو 68م. سادساً : الأشخاص الذين رافقوا بولس الرسول فى رحلاته 1 ـ سوباتير الذى من بيرية ( أع 4:20 ) . 2 ـ أرسترخس وسِكوندُس اللذان تسالونيكى ( أع 4:20 ) . 3 ـ غايُس الذى من دَربة ( مضيُف ق. بولس فى كونثوس ( أع 4:20 ، رو 23:16 ) . 4 ـ تيخيكس وتروفيسمُس من إقليم آسيا ( أع 4:2-5 ) اللذان رافقاه من كورنثوس إلى أورشليم فى رحلته الأخيرة . 5 ـ مرقس الذى من القيروان والذى فارق بولس أولاً ( أع 13:13 ) ولكنه انضم إليه أخيراً ( كو 10:4 و 2تى 11:4 ) . 6 ـ سيلاس ( سلوانس ) ( أع 40:15 ) وقد كان سيلاس مع لوقا لما رافقا ق. بولس . 7 ـ تيموثاوس : قابله ق. بولس فى رحلته الثانية ( أع 1:16 ) ـ فى لٍسُترة ـ ثم ذهب معه من كورنثوس إلى أورشليم ورافقه حتى روما وعاش معه فى السجن . 8 ـ فى قيصرية تعرًف على فيلبس أحد الشمامسة السبعة ( أع 8:21 ) ويلاحظ أن فيلبس هو الذى أعطى ق. لوقا كل البيانات الواردة فى سفر الأعمال من الإصحاح السادس حتى الثامن كشاهد عيان . سابعاً : الأباطرة الذين عاصرهم بولس الرسول : 1 ـ بدأ ق. بولس حياته أيام حكم طيباريوس قيصر الذى ظل إمبراطوراً 18 سنة قبل موت المسيح ومات سنة 37م ، أى بعد ظهور ق. بولس بثلاث سنوات . 2 ـ خَلٌف طيباريوس فى الحكم الإمبراطور كاليجولا الذى مات سنة 41م . 3 ـ خَلٌف كاليجولا فى الحكم كلوديوس الذى مات مسموماً سنة 54م. 4 ـ خَلٌف كلوديوس الإمبراطور نيرون الذى مات منتحراً سنة 68م. الفصل الثانى : مقدمه فى رسائل بولس الرسول أولاً : تبويبها 1 ـ حسب شخصية المرسل إليها الرسائل التى كتبت إلى أفراد : فيلمون ـ تيطس ـ تيموثاوس . الرسائل التى كتبت إلى كنائس : تسالونيكى ـ غلاطية ـ كورنثوس ـ رومية ـ فيلبى ـ أفسس ـ كولوسى ـ عبرانيين . 2 ـ حسب مضمونها : إيمانية أو كرازية : تعرض أساس الإيمان المسيحى وهى عبرانيين ـ رومية ـ غلاطية . لاهوتية : حياتية بمعنى الاساس اللاهوتى لحياة الفرد والكنيسة وهى أفسس ـ فيلبى ـ كولوسى . رعوية للشعب : تسالونيكى ـ كورنثوس ـ فليمون . رعوية للرعاة : تيطس ـ تيموثاوس . 3 ـ حسب زمان كتابتها : هذه التواريخ تتفاوت عند العلماء ؛ ولكن فى حدود ضيقة للغاية لا تتعدى السنة الواحدةفى غالبية الأحوال الرسالة الأولى : تسالونيكى الأولى سنة 53م. الرسالة الثانية : تسالونيكى الثانية سنة 53م. الرسالة الثالثة : كورنثوس الأولى ربيع سنة 57م. الرسالة الرابعة : كورنثوس الثانية خريف سنة 57م. الرسالة الخامسة : غلاطية شتاء سنة 57م . الرسالة السادسة : إلى أهل رومية ربيع سنة 58م .. الرسالة السابعة : إلى فيلبمون ربيع سنة 62م .. الرسالة الثامنة : إلى كولوسى ربيع سنة 62م . الرسالة التاسعة : إلى أفسس ربيع سنة 62 م . الرسالة العاشرة : إلى فبلبى شتاء 62 سنة م . الرسالة الحادية عشر عشر : إلى العبرانيين سنة حوالى 64 م الرسالة الثانية عشر : تيموثاوس الأولى صيف سنة 67م .. الرسالة الثالثة عشر : إلى تبطس خريف سنة 67م.. الرسالة الرابعة عشر : تيموثاوس الثانية ربيع سنة 68م.. 4 ـ حسب مكان كتابتها : كورنثوس : تسالونيكى الأولى والثانية ـ غلاطية ـ رومية أفسس : كورنثوس الأولى ـ تيطس روما : فيلمون ـ كولوسى ـ أفسس ـ فيلبى ـ تيموثاوس الثانية . مكدونية : تيموثاوس الاولى ـ كورنثوس الثانية مدينة خارج إيطاليا : عبرانيين . ثانياً : العهد القديم فى رسائل مار بولس : كانت التربية الأولى لمار بولس فى " مدراش " اليهود وتحت قدمى غمالائيل الناموسى ( أع 3:22 ) هى السبب الرئيسى وصاحبه الاثر الاكبر فى نقش العهد القديم بكل احداثه وطقوسه على ذاكرة مار بولس . هذه الذاكرة هى التى افاضت فيها عبارات كثيرة من العهد القديم خلال سياق أحاديثه فى الرسائل . 1 ـ فمن سفر التكوين : يتحدث عن طاعة الايمان لابراهيم ( تك 16:15 مع غل 6:3 ، رو 30:4 ) . ويتحدث عن وعد الله لابراهيم بابن ( تك 12:21 مع غل 30: ، رو 7:9 ، عب 8:11 ) . ويتحدث عن مقدار حب إبراهيم لله فى أنه لم يضن على الرب بابنه الوحيد ( تك16:22 مع رو32:8 ، عب17:11) . ويتحدث عن بركة الأمم بواسطة نسل إبراهيم (تك18:22 مع غلا16:3 ، رو16:4-17) . 2 ـ ومن سفر الخروج : يتحدث عن قصة موسى وخروج إسرائي من مصر (خر21:13 ،7:17 مع 1كو1:10-4) . ويتحدث عن التجارب التى حلت بالشعب فى البرية (خر17:6 ، 1:32-6 ، عد5:21-6 ، 1:25-9 مع 1كو5:10-10) . ويتحدث عن ذبيحة الفصح (خر1:12-28 مع 1كو7:5، 8، عب28:11) . 3 ـ ومن سفر التثنية : يتحدث عن إتمام الشريعة (تث17:5-21 مع رو9:13 ، غلا14:5) . ويتحدث عن لعنة الصليب عند اليهود (تث23:21 مع غلا13:3) . ويتحدث عن انتقام الله ومجازاته (تث35:32 مع رو19:12 ، عب30:10) . 4 ـ ومن سفر الملوك الثانى : يتحدث عن المسيح بن داود بن الله (2مل14:7 مع رو2:1-4 ، عب5:1) . ويتحدث عن أبوة الله لنا (2مل14:7 ، 2كو18:6) . 5 ـ ومن سفر المزامير : يتحدث عن الرب يسوع المسيح الذى أخضع كل شئ تحت قدميه (مز7:8 ، 1كو27:15 ، عب8:2) . والذى هو جالس عن يمين الله (مز1:109 مع 1كو15:15 ، كز1:3 ، اف20:1) . والذى هو حجر الزاوية (مز22:117 مع أف20:2) . كما يتحدث عن عار المسيح (مز10:68 مع رو3:15 ، مز23:68 ، 24 مع رو9:11، 10) 6 ـ ومن سفر أشعياء النبى : يتحدث عن المسيح كحجر عثرة لليهود (أش14:8 ، 16:28 مع رو32:9-33 ، 11:10 ، عب13:2) ويتحدث عن المسيح كفرع من أصل يسى يكون رجاء الأمم (أش10:11 مع رو12:15) . ويتحدث عن انتصار المسيح على الموت (أش8:25 ، 1كو55:15) . ويتحدث عن الناسوت فى المسيح (أش13:52 ، 12:53 مع رو25:4 ، فل6:2) ويتحدث عن إنجيل ( بشارة ) السلام (أش7:52 مع رو15:10 ، أف15:6) . وأن السلام صار عطية بسببه للقريب والبعيد (أش19:57 ، اف13:2، 17) . 7 ـ ومن سفر أرميا النبى : يتحدث عن الروح كسمة للعهد الجديد (أر33:31 مع 2كو3:3 ، عب6:8) . 8 ـ ومن سفر حزقيال النبى : يتحدث عن هيكل الله والشعب (حز27:37 مع 2كو16:6) . 9 ـ زمن سفر هوشع النبى : يتحدث عن الرب الذى يقول " من لم يكن شعبى سأدعوه شعبى " (هو1:2 ، 25 مع رو25:9 ، 26) . 10 ـ ومن سفر يوئيل النبى : يتحدث عن " كل من يدعو باسم الرب يخلص " (يؤ5:3 مع رو13:10) . 11 ـ ومن سفر يونان النبى : يتحدث عن من ينزل إلى الهاوية (يون2 مع رو7:10) . 12 ـ ومن سفر حبقوق النبى : يتحدث عن البار بالإيمان يحيا (حب4:2 مع رو17:1 ، غلا11:3 ، عب38:10) . وبعد أن اقتيد مار بولس إلى وادى العربة حيث أمضى هناك ثلاث سنوات فى الخلوة والدراسة والتأمل استطاع خلاله أن يمتص العهد القديم فى نور المسيح المخلص وبوحى العهد الجديد ـ قدم للكنيسة المسيحية أوفى وأعمق وأشمل فهم روحى وتفسيرى وإيمانى لكتابات العهد القديم . 1 ـ إذا اعتبر مار بولس أحداث العهد القديم "سر" (غلا24:4) كشف الآن بالمسيح (أف31:5-32) لنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور (1كو6:10، 11 ، رو4:15) . 2 ـ وإن كان آدم الأول قد مات ، قدم لنا المسيح الثانى وهو الرب المحى (1كو22:15 ، 44-49) الذى أطاع حتى الموت ووهب الحياة للمائتين (فى6:2 ، رو12:5) . 3 ـ ولذلك فالمسيح هو الله الذى قدم للبشرية الإنسان الجديد المتجدد على صورة الله (كو15:1 ، 9:3 ، 10 ، أف15:2 ، 16 ، 22:4-24 ، 1كو49:15 ، 2كو18:3 ، 4:4 ، رو29:8) . فحقق بذلك رجاء الخليقة فى الحرية (رو19:8-22) . 4 ـ وأصبح المسيح ذبيحة حقيقية ، أى فصحنا الجديد (1كو ) القديم المنقوش فى عهد الحرف مثال للعهد الجديد المنقوش فى عهد الروح (1كو1:10 ، 2كو5:3) . 5 ـ أما هيكل القديم فقد نقض ليقيم مكانه هيكل جديد (1كو10:3-17 ، أف14:2-22) . هذا الهيكل هو المسيح (1كو19:6 ،20) وهو حجر الزاوية فيه (أف20:2) . وعوض الأساسات البشرية للهيكل أصبح رسل وخدام العهد الجديد هم أساسات فى الهيكل الجيد (أف20:2) . 6 ـ أما الشريعة اليهودية فقد قدمها مار بولس على أنها وسيلة غايتها المسيح يسوع ربنا (رو4:10) . وقدم فى ذلك شرحاً وافياً إذ أوضح أن المسيح قد خضع للشريعة ليمحو ما كان لها علينا من صك الديون (غلا13:3 ، 4:4 ، أف14:2-16) . وقد أثبتت ذلك الشريعة (رو31:3) لأنها كانت تبغى بر الإيمان (رو5:10 ، 3:8-4) . إلا أنها كانت عاجزة عن تقوية الإنسان للعمل بموجب أحكامها (رو7:7) فى الوقت الذى كانت تلزمه بالعمل بها (غلا11:3 ،12 ، رو5:10) وتحكم على مخالفها (غلا10:3) . لقد فهم مار بولس أن الشريعة اليهودية كانت مؤقتة لأنها كانت تنتظر الوعد بالمسيا (غلا15:3، رو13:4-17 ، 2كو7:3 ،12) وبالأرض التى تفيض لبناً وعسلاً . وبمجئ ربنا يسوع المسيح تحرر الإنسان عن أثقال الشريعة اليهودية (رو1:7-6 ، غلا1:4-10، 1:5-6، أف14:2-16) مثل ختان الغرلة فى الجسد ، وقدم لنا شريعة الكمال فى شخصه الحى (1كو21:9 ، غلا2:6) هذه هى شريعة الروح المحى لا الحرف القاتل (رو1:8، غلا16:5) تقتضى ختان القلب أولاً (رو28:2، 29، كو11:2، 12) . وفى شخص ربنا يسوع المسيح ننال الميراث بالأرض الجديدة التى تفيض لبناً وعسلاً (غلا15:3-18) وهذا ميراث كل الذين بالتبنى صاروا أولاداً لله (2كو18:6 ، غلا4:4-7) . لكن هذه الأرض الجديدة ليست أكلاً وشرباً لأنها ملكوت الله (1كو9:6، 10 ، 50:15 ، غلا21:5، أف5:5) . والذين يحيون بالروح ينالون هنا على أرض الغربة عربون المجد فى ملكوت الله (رو16:8، 17، أف13:1، 14) . 7 ـ أما بقية أحكام الشريعة اليهودية فقد استفاد منها مار بولس كمعلم مادامت لا تتعارض مع أحداث الفداء والخلاص الجديد فى المسيح يسوع . مثال ذلك إكرام الأب والأم (أف2:6، 3) ، واستحقاق العامل أجرته (1كو9:9 ، 2تى18:5) ، ووجوب الأخذ بشهادة اثنين أو ثلاثة فى الحكم على قضايا الناس (2كو1:13 ، 1تى19:5) ، وضرورة فصل العضو الفاسد (1كو13:5) . لقد استطاع مار بولس كخادم للعهد الجديد أن يقدم للكنيسة المسيحية حقيقة هامة هى : أن العهد الجديد كان مخبوئاً فى العهد القديم ، لكننا لا نستطيع أن نفهم العهد القديم إلا بالمسيح وفى المسيح وللمسيح . ثالثاً : الامثال فى رسائل مار بولس 1 ـ مثل الزرع والحصاد : الذى تزرعه لا يحيا إن لم يمت ( 1كو 36:15 ) الجسم الذى تقوم به الحبة بعد موتها غير جسمها الأول الذى وضعت به فى التراب ( 1كو 37:15 ) هكذا نحن بعد الموت نقوم ولكن باجساد روحانية قوية ممجدة غير فاسدة . بمقدار الزرع يكون الحصاد ، فالشح يحصد بخلاً اكثر . والبركة تجنى نعماً اوفر ( 2كو 6:9 – 10 ) ومن يزرع لجسده فمن الجسد يحصد الفساد ، ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة ابدية ، والذى يزرعه الانسان أياه يحصد ( غل 7:6 – 9 ) الزارع له حق الحصاد . فمن يزرع الروحيات مستحق أن يحصد ولو على الاقل الجسديات من الكنيسة ( 1كو 11:9 ) . " يجب أن الحراث الذى يتعب يشترك اولاً فى الاثمار ( 2تى 6:2 ) " من يغرس كرماً ومن ثمره لا يأكل ، أو من يرعى رعية ومن لبن الرعية لا يأكل "( 1 كو 7:9 ) 2 ـ مثل الثمار : كان ماربولس يترجى من خدمته النجاح ، واستعار لفظ ( الثمار ) ليفصح عن رغبته فى رؤية حياة المؤمنين غنية فى علاقاتها بالمسيح ( رو 13:1 ، كو 6:1 ) . ليكون ظاهراً ثم القداسة ( رو 21:6 ، 22 ) وعبر ماربولس عن نوع الثمار مرتين : " ثمر الروح " (غل 22:5 ) محبة ـ فرح ـ سلام ـ طول أناء ـ ـ لطف ـ صلاح ـ إيمان ـ وداعة ـ تعفف . " ثمر الروح " ( أف 9:5 – 11 ) فى كل صلاح وبر حق مختبرين ما هو مرضى عند الرب ، عدم الاشتراك فى أعمال الظلمة بل توبيخها . 3 ـ مثال الزيتونة والغرس : استعار مار بولس عملية " التطعيم " الزراعية لايضاح معنى قبول الامم للايمان المسيحى . إذ شبه الأمم بغصن زيتونه برية ( 1كو 17:11 – 24 ) وشبه اليهود بالاصل الذى طعم فيه الغصن البرى . فأن كان الأصل لم يشفق الله عليه بسبب عدم قبوله للايمان ولعنه قائلاً " هوذا بيتكم يترك لكم خراباً " فكم بالأولى المطعم فيه لا يشفق الله عليه أن لم يؤمن ( راجع 1كو 31:11 – 32 ) 4 ـ مثل البيت والهيكل : اعتبر بولس الرسول تفسه وكل الخدام بنائين ، يبنون على اساس واحد هو يسوع المسيح ( 1كو 10:3 – 15 ) والرسل والانبياء ( أف 14:2 – 22 ) باعتبار الرب يسوع حجر الزاوية فى هذا البيت ( أف 20:2 ) . وكل من يعمل عملاً فى هذا البناء المركب مما الذى ينمو هيكلاً مقدساً للرب يمتحن عمله فى اليوم الاخير بالنار . وذكر ماربولس امثلة انواع اعمال البنائين : ذهباً ، أو فضة ، أو حجارة كريمة ، أو خشباً ، أو عشباً ، أو قشاً ( 1كو 12:3 ) . ومن يبقى من اعمال بعد امتحان النار ( أى الآلام ) " فسيأخذ اجره " ، أما أن احترق عمل أحد بعد هذا الامتحان يكون قد خسر عمله أما هو كخادم فسيخلص " ولكن كما بنار " . 5 ـ مثل البيت السماوى : لقد شبه ماربولس الجسد بهيمة ارضية ، يفض الموت كيانها . لكن المؤمنين لهم فى السموات " بناء من الله غير مصنوع بيد ، ابدى " ( 2كو 1:5 – 4 ) 6 ـ مثل العجين : ( 1كو 16:22 ) . 7 ـ مثل الخميرة : خميرة صغيرة تخمر العجين كله ( 1كو 6:5 - ، غل 9:5 ) استخدم هذا المثل ليوبخ اليهود خلسة ، فالخميرة العتيقة هى خميرة الشر والخبث ، أما الخميرة الجديدة فهى الاخلاص والحق ( 1كو 8:5 ) . " لذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكى تكونوا عجينا جديداً " ( 1كو 7:5 ) . 8 ـ مثل الملح : ذكر مار بولس هذا المثل فى حديثه عن الكلام الصالح الذى للبنيان ، والذى يتناسب كل واحد : " ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد " ( كو 6:4 ) 9 ـ الوكيل الأمين : استخدم مار بولس هذا المثل عن نفسه وأبولس ليوبخ الكورنثيثيون على تطاولهم : " فهذا أيها الأخوة حولته تشبيها إلى نفسى وإلى أبولس من اجلكم لكى تتعلموا فينا أن لا تفتكروا فوق ما هو مكتوب كى لا ينتفخ أحد لاجل الواحد على الآخر " ( 1كو 1:4 – 5 ) . 10 ـ مثل ابن الحرة : الإبن يرث كل شئ ، حتى ولو كان أبنا بالتبنى ، والمسيح أعطانا هذا الميراث بروحه القدوس( غل 1:4 – 7 ) . وأستخدم مار بولس إسماعيل بن هاجر عبده إبراهيم فى المقارنة بين إبن العبد وإبن الحرة . هاجر فى فهم مار بولس هى أورشليم الأرضية المستبعدة مع بنيها ، أما الحرة فهى أورشليم السمائية التى هى " أمنا جميعاً " . " لإنه لا يرث إبن الجارية مع إبن الحرة ، إذا أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة " ( غل 22:4 – 31 ) . 11 ـ مثل السارق : استخدمه مار بولس فى الحديث عن يوم الرب للدينونة فى مجيئه الثانى كحقيقة واقعة : " لآنكم أنتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص فى الليل هكذا يجئ وأما أنتم أيها الأخوة فلستم فى ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص " ( تس 2:5 – 4 ) . 12 ـ المرأة عند المخلص : استعار مار بولس آلامها ليشبه به آلام البشرية المنظورة بالرجاء فداء الجسد : " فأننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معا إلى الآن ، وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضاً تئن فى أنفسنا متوقعين التبنى فداء أجسادنا " ( رو 22:8 ، 23 ) . كما استعار مباغتة المخلص للتعبير عن مفاجئة يوم الرب الثانى للدينونة : " لأنه حينما يقولون سلام وأمان فحينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون " ( 1تس 3:5 ) . 13 ـ مثل النور : استخدم مار بولس اشراق النور فى تشبيه عمل اشراق المسيح فى قلوبنا ( 2كو 6:4 ) . مكان اشراق النور وسط الظلام . والمؤمنين بالمسيح هم " ابناء نور وابناء نهار " ( 1 تس 5:5 ) . هؤلاء المؤمنين يسلكون فى صحو الحياة وجدها ( 1 تس 8:5 ) . والنور الذى يبزغ فى الظلمة لا يشترك فى فعلها بل يبددها " فهل يمكن للنور أن تكون له شركة فى الظلام " . ولقد استخدم مار بولس هذا التشبيه فى تعليم عدم زواج المؤمن بغير المؤمنين ( 2كو 14:6 ) وأبناء النور يسلكون فى البساطة بلا لوم وبلا عيب فى وسط جيل معوج وملتو يضيئون " بينهم كانوار فى العالم " ( فى 15:2 ) . ولهذا لا ينبغى لهم أن يشتركوا فى أعمال الظلمة غير المثمرة بل يوبخوها ( أف 8:5 – 14 ) . 14 ـ مثل العرس : لقد شبه مار بولس عمله كخادم فى ربح النفوس بعمل من يخطب عذارء عفيفة لرجل واحد : " فانى اغار عليكم غيرة الله لانى خطبتكم ( أو ازوجتكم ) لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح " ( 2كو 2:11 ). رابعاً : رسائل مار بولس فى الطقس الكنسى : ولأهمية هذه الرسائل فى التعليم أصبح تلاوة فصل منها يدخل فى الطقس الكنسى لعديد من الأسرار المقدسة والطقوس الأخرى فمثلاً : 1 ـ فى سر المعمودية القدس ( الميلاد الثانى بالماء والروح ) تقرأ فصول من : الرسالة إلى العبرانيين 8:1-12 أو الرسالة الأولى إلى كورنثوس فى صلاة تحليل المرأة 12:7-15 . الرسالة إلى تيطس 11:2 ـ 8:3 فى صلاة تقديم الماء . والرسالة الأولى إلى كورنثوس فى صلاة حل زنار المعمدين 1:10-5 . 2 ـ وفى سر الزواج المقدس : تقرأ فصول من : الرسالة الأولى على كورنثوس فى صلاة عقد الأملاك 1:1-10 والرسالة إلى أفسس 22:5 ـ33 ، 1:6-2 فى صلاة الإكليل المقدس . والرسالة إلى العبرانيين 1:13-6 فى صلاة الزيجة الثانية للأرامل . 3 ـ وفى سر مسحة المرضى ، تقرأ فصول من : الرسالة إلى رومية 1:15-7 فى الصلاة الثانية . الرسالة الأولى كورنثوس 28:12-31 ، 1:13-8 فى الصلاة الثالثة . الرسالة إلى رومية 14:8-21 فى الصلاة الرابعة . الرسالة إلى غلاطية 16:2-21 فى الصلاة الخامسة . الرسالة إلى كولوسى 12:3-17 فى الصلاة السادسة . الرسالة إلى أفسس 10:6-18 فى الصلاة السابعة . 4 ـ وفى سر التناول المقدس ، يقرأ فى قداس الموعوظين فصلا من رسائل مار بولس يسمى " البولس " 5 ـ وفى جميع الصلوات الجنائزية تقرأ فصولاً تعليمية من رسائل مار بولس . ففى تجنيز الرجال ، تقرأ رسالة كورنثوس الأولى 1:15-23. وفى تجنيز النساء ، تقرأ كورنثوس الأولى 39:15-50 . وفى تجنيز الأطفال الذكور ، تقرأ تسالونيكى الأولى 13:4 ـ إلخ . وفى تجنيز البنات تقرأ كورنثوس الأولى 50:15-58 . وفى تجنيز الكهنة تقرأ كورنثوس الثانية 104-1:5 . وفى تجنيز الشمامسة تقرأ كورنثوس الأولى 23:15-39 . ولم تكتفى الكنيسة بمجرد تلاوة فصل من رسائل مار بولس خلال خدماتها السرائرية والتعليمية فقط ، بل تقرن التلاوة فى كافة طقوسها بصلاة خاصة يرفعها الأب الكاهن وهو حامل المجمرة برفع ذبيحة البخور أمام الله من أجل فهم الشعب لتعليم مار بولس ، وكأن روح مار بولس ترف فى كل تلاوة لرسائله لتحمل إلى الشعب معانى الكلمات وقوتها . فى صلاة البولس السرية يقول الأب الكاهن : " يا رب المعرفة ، ورازق الحكمة . الذى يكشف الأعماق من الظلمة . والمعطى كلمة للمبشرين بقوة عظيمة .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل