العظات

رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح 9و10

الأصْحَاحُ التَّاسِعُ :- * بركات العطاء * مُكمِّل لِلأصحاح الثَّامِن حيثُ أنَّهُ يتحدَّث عَنْ العطاء وَالعطاء فِى الحياة الرُّوحِيَّة يُعتبر مِنْ الوسائِط الرُّوحِيَّة الَّتِى توصَّلنا لِلسَّماء وَتُعِين عَلَى خلاص النَّفْسَ لِذلِكَ أطلق عليهِ بُولُس الرَّسُول إِسم " بركة "00وَقَالَ كَمْ مِنْ كنائِس تُعطِى بِسخاء وَمِنْ الإِعواز [ فَإِنَّهُ مِنْ جِهةِ الخِدمةِ لِلقِدِّيسِينَ هُوَ فُضُول مِنِّي أنْ أكتُبَ إِليكُمْ ]00تعوَّد بُولُس أنْ يُسّمِى الفُقراء قدِيسِين00لِنرى الإِنسان الرُّوحِى كيف ينظُر لِلفقِير بينما الإِنسان الجِسدانِى ينظُر لَهُ بِإِزدراء وَإِحتقار بُطرُس الرَّسُول فِى رِسالته يقُول عَنْ أهل العالم أنَّهُمْ عِندما يجِدوا فقِير يطرُدوه وَعِندما يجِدوا غنِى يُكرِموه00لِذلِكَ يقُول يعقُوب الرَّسُول [ وَأمِّا أنتُمْ فأهنتُمُ الفقِير ]( يع 2 : 6 )00" فُضُول مِنِّى " أى أنَّهُ ليس كلامِى الَّذِى جعلكُمْ تهتمُّون بِالقِدِّيسِين بَلْ أنا أتكلَّم مجُرَّد فُضُول [ لأِنِّي أعلمُ نشاطكُمُ ]00أنا أعرِف أنَّ الأمر مِنكُمْ وَمِنْ تِلقاء أنفُسكُمْ00أنا لاَ أعرِف نشاطكُمْ فقط بَلْ [ نشاطكُمُ الَّذِي أفتخِرُ بِهِ مِنْ جِهتِكُمْ لدى المكِدونِيِّينَ أنَّ أخائِية مُستعِدَّة مُنذُ العام الماضِي0 وَغيرتُكُمْ قَدْ حرَّضتِ الأكثرِينَ ]00أنا أفتخِر بِكُمْ بُولُس الرَّسُول يُحِب إِظهار إِيجابِيات الكنائِس فيُكلِّم كُورنثُوسَ عَنْ مكِدونِيَّة وَيقُول لَهُمْ عِندما أكُون فِى مكِدونِيَّة أتكلَّم عنكُمْ00وَمكِدونِيَّة مِنْ أشهر المُقاطعات وَبِها فِيلبِى00فِيلبِى حرَّضت كُورنثُوس وَكُورنثُوس حرَّضت فِيلبِى00كُورنثُوسَ كَانَ أهلها بُخلاء لكِنْ بُولُس لاَ يكشِف عُيُوب أحد بَلْ يعمل لِلبُنيان00[ كي تكُونُوا مُستعِدِّينَ كما قُلتُ ] [ حَتَّى إِذا جاء معِي مكِدُونِيُّونَ وَوَجدُوكُمْ غير مُستعِدِّينَ لاَ نُخجلُ نحنُ حَتَّى لاَ أقُولُ أنتُمْ فِي جسارةِ الاِفتِخارِ هذِهِ0 فرأيتُ لازِماً أنْ أطلُبَ إِلَى الإِخوةِ أنْ يسبُِقُوا إِليكُمْ وَيُهيِّئوا قبلاً بركتكُمُ الَّتِي سبق التَّخبِيرُ بِها لِتكُونَ هِيَ مُعدَّةً هكذا كأنَّها بركة لاَ كأنَّها بُخلٌ ]أى ما جمعتُمُوه بركة لأِنَّها مِنْ فِيض الله علينا بُولُس الرَّسُول يتكلَّم عَنْ درجات العطاء00وَهِى أوَّلاً يبدأ الإِنسان العطاء كأنَّهُ فرض أوْ واجِب حَتَّى وَإِنْ كَانَ بِدُون إِقتناع أوْ فرح00ثانِياً درجة مِنْ العطاء ليست محبُوبة لكِنَّها درجة وَهِى العطاء لأِرضاء الضمِير وَالذَّات00ثالِثاً درجة فِيها ينال المُعطِى مدح مِنْ النَّاس أى كُلَّ هدفه00رابِعاً أجمل درجة وَهِى بِدافِع الحُب وَكما يقُول بُولُس الرَّسُول[ اُذكُرُوا المُقيِّدِين كأنَّكُمْ مُقيَّدُون ] ( عب 13 : 3 ) [ هذا وَإِنَّ مَنْ يزرعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أيضاً يحصُدُ ]00العطاء كالزرع عَلَى قدر ما تُلقِى بِذار تُجنِى ثِمار00تزرع بِذار قلِيلة تنال ثمر قلِيل00تُلقِى بِذار كثِيرة تُجنِى ثمر كثِير00وَهذِهِ درجات00فِى البِداية نُلقِى بِذار قلِيلة وَتتدرَّج[ أُعطُوا تُعطوا0 كيلاً جيِّداً مُلبَّداً مهزُوزاً فائِضاً ] ( لو 6 : 38 )00أى عَلَى قدر ما تُعطِى الله يفِيض عليك وَيُعطِيكَ حَتَّى الكِيل المُلبَّد الفائِض المهزُوز00قدِيماً كانت وِحدة البِيع هِى الكِيل أوْ المِكيال00كِيل فائِض الَّذِى بِهِ زِيادة00إِذاً أوِل بركة هِى أنَّ الله يُعطِى بركة عَلَى قدر عطاء الإِنسان [ كُلُّ واحِدٍ كما ينوي بِقلبِهِ ليس عَنْ حُزنٍ أوِ اضطِرارٍ0 لأِنَّ المُعطِي المسرُور يُحِبُّهُ اللهُ ]00درجة أجمل وَهِى العطاء بِحُب فَمَنَ يعرِفه ؟ الله يعرِف إِستعدادات القلب وَكيف يُعطِى الإِنسان وَما هِى نِيته وَقلبه00الله يرى أعماقك هل تُعطِى لِمُجرَّد خُوف أم فرض أم إِرضاء ذات أم لِمجد النَّاس أم حُب الله ؟ لِذلِكَ يقُول العطاء ليس فرض بَلْ كما ينوِى كُلّ إِنسان بِقلبِهِ وَالمُعطِى المسرُور يُحِبُّهُ الله [ وَاللهُ قادِر أنْ يزِيدكُمْ كُلَّ نِعمةٍ لِكي تكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكتِفاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شئٍ تزدادُون فِي كُلِّ عملٍ صالِحٍ ]00كُلَّما تُعطِى أكثر يُعطِيك الله أكثر فتزداد النِّعمة وَيقِل إِهتمامك بِالعالمِيَّات وَالطعام وَالملبس وَ000فتزداد قناعتك الإِنسان غير قنُوع لأِنَّهُ لاَ يُعطِى فيدخُل فِى مُفاوضة وَيقُول أنَّ ما لديهِ لاَ يكفِى لكِنَّهُ لَوْ أعطى الله سيُعطِيه الله نِعمة وَسيشعُر بِالإِكتفاء00الله يُزِيدك مِنْ النِّعمة فتزداد إِكتفاء ثُمَّ تزداد فِى كُلّ عملٍ صالِح00الكنِيسة تُصَلِّى بِذلِكَ [ إِملأ قُلُوبنا فرحاً وَنعِيما كى نحنُ أيضاً إِذْ يكُونُ لنا الكفاف فِى كُلَّ شئٍ كُلَّ حِينٍ نزداد فِى كُلَّ عملٍ صالِحً ] ( بعد أوشِيَّة أهوِية السَّماء )00نحنُ نُرِيد الإِكتفاء كى نزداد فِى كُلّ عمل صالِح[ كما هُوَ مكتُوب فرَّق0 أعطى المساكِينَ0 بِرُّهُ يبقى إِلَى الأبدِ ]00الَّذِى يُعطِى الخِير هُوَ الله00أنت هُوَ الرَّازِق وَمُعطِى جمِيع الخيرات00يقُول أحد الآباء [ لاَ تتأمَّل فِى أنَّكَ تُعطِى الله عُشُورك بَلْ تأمَّل فِى التِسع أعشار الَّتِى يُعطِيكَ الرَّبِّ ]لِذلِكَ الَّذِى يُحِب الله يُحِب العطاء وَيكُون مُكتفِى وَالله لاَ يُعطِى حسب صلاحنا بَلْ حسب صلاحه هُوَ وَغِناه [ فِي كُلَّ شئ كريم وَمُبارك ]00أى عِندما تجِد فقِير يحتاج شئ أعطِيه أشياء00سيِّدنا البابا عِندما يأتِيه مُحتاج يسأله هل عِندك كذا وَكذا وَ000؟ لأِنَّهُ يُفكِّر أنْ يجعل ما يحتاجه أضعاف وَفِى النِهاية يُعطِى هذا المُحتاج ظرف بِهِ أضعاف ما يحتاجه وَكُلّ مَنَ معهُ يأخُذ أيضاً ظرف بِهِ مُساعدة00إِنسان يُعطِى بركة وَآخر يُعطِى واجِب [ وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذاراً لِلزَّارِعِ وَخُبزاً لِلأكلِ سيُقَدِّمُ وَيُكثِّرُ بِذداركُمْ وَيُنمِي غلاَّتِ بِرِّكُمْ ]00فِى العهد القدِيم كَانَ الله يقُول الأرض تسترِيح فِى السنة السَّابِعة مِنْ الزِراعة00فَمِنْ أين نأكُل ؟ يقُول أيضاً لاَ تُوفِّر مِنْ السِنِين السابِقة00كيف ؟ يقُول الأمر سهل سأجعل محصُول السنة السَّادِسة مُضاعف00الأمر كُلّه فِى يَدِى00أنا الرَّازِق00أنا القادِر أنْ أُعطِى بِفِيض00لِذلِكَ الَّذِى يُعطِى فَهُوَ يُعطِى حُب وَالَّذِى لاَ يُعطِى يقُول عنهُ سِفر ملاخِى[ فَإِنَّكُمْ سلبتُمُونِي ] ( ملا 3 : 8 )[ مُستغنِينَ فِي كُلِّ شئٍ لِكُلِّ سخاءٍ يُنشِئُ بِنا شُكراً للهِ0 لأِنَّ افتِعال هذِهِ الخِدمةِ ليس يسُدُّ إِعواز القِدِّيسِينَ فقط بَلْ يزِيدُ بِشُكرٍ كثِيرٍ للهِ إِذْ هُمْ بِاختِبارِ هذِهِ الخِدمةِ يُمجِّدُونَ اللهَ عَلَى طاعةِ اعتِرافِكُمْ لإِنجِيلِ المسِيحِ وَسخاءِ التَّوزِيعِ لَهُمْ وَلِلجمِيعِ ]00أنت فِى خِدمِة العطاء تتعامل مَعَْ ثلاثة عناصِر00أنت وَالَّذِى يأخُذ وَالله00أنت تُعطِى فتأخُذ بركة وَنِعمة فتكتفِى وَتزداد فِى الصَّلاح00وَالَّذِى يأخُذ يشكُر الله وَتُسِد إِعوازه وَيُمجِّد الله أى أنَّكَ علَّمتهُ الشُكر00الله فأنت تُرضِيه وَتُنفِّذ وصِيته00إِذاً أنت تجعل مَنَ يأخُذ يُمجِّد الله00أنتُمْ تُطاوِعُون الإِنجِيل وَبِذلِكَ تُمجِّدُون الله وَقَدْ يدعُون لَكَ [ وَبِدُعائِهِمْ لأِجلِكُمْ مُشتاقِينَ إِليكُمْ مِنْ أجلِ نِعمةِ اللهِ الفائِقةِ لديكُمْ ] ثُمَّ يختِمْ كلامه عَنْ العطاء فيقُول [ فشُكراً للهِ عَلَى عطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعبَّرُ عنها ]00عطِيَّة الله بِالنسبة لِى لاَ يُعبَّر عنها لأِنَّهُ أعطانِى وَأنا أعطِيت وَالَّذِى يأخُذ أيضاً يشكُر الله00إِذاً شُكراً لله عَلَى عطاياه الفائِقة 0 الأصْحَاحُ العاشِرُ :- مِنْ ضِمن المشاكِل الَّتِى كَانَ بُولُس يُواجِهُها هِى أنَّهُمْ قالُوا أنَّهُ عِندما يأتِى إِليهِمْ يُكلَّمهُمْ بِهدوء [ فِي الحضرةِ ذلِيلٌ ] لكِنْ عِندما يترُكهُمْ يُرسِل لَهُمْ رسائِل صعبة[ أمَّا فِي الغيبةِ فمُتجاسِر عليكُمْ ][ اطلُبُ إِليكُمْ بِوداعةِ المسِيحِ وَحِلمِهِ ]00مدخل جمِيل عِندما يطلُب مِنك أحد طلب بِوداعة المسِيح وَحِلمِهِ00أى حوِّل نظرك لِلمسِيح فتهدأ00لِنتعلَّم مِنْ بُولُس كيف نتناقش فِى أمورنا وَكيف إِنْ واجهنا إِهانة أنْ نتكلَّم عنها بِوداعة ضعُوا المسِيح أمامكُمْ وَ لاَ تتهمُونِى إِتهامات وَأنا أدافِع عَنْ نَفْسِى وَندخُل فِى صِراع00وَإِنْ لَمْ تتعلَّمُوا مِنْ المسِيح فَمِنَ مِنْ تتعلَّمُون ؟[ أنَا نَفْسِي بُولُسُ الَّذِي فِي الحضرةِ ذلِيلٌ بينكُمْ وَأمَّا فِي الغيبةِ فمُتجاسِرٌ عليكُمْ ]00بِالفِعل عِندما بدأ بُولُس يكرِز وسطهُمْ كَانَ ودِيع وَبدأت الكنِيسة تنمو فِى الإِيمان لكِنْ بعد ذلِكَ دخلت الكنِيسة فِى بعض المشاكِل فأرسل لَهُمْ رِسالة تكلَّم فِيها عَنْ مشاكِلهُمْ00فيقُول لَهُمْ أنا لمَّا أتيتُ لَكُمْ كُنتُمْ فِى بِدايِة الإِيمان وَمعرِفتكُمْ قلِيلة لِذلِكَ لَمْ أستطِع أنْ أتحدَّث فِى كُلّ الأُمور معكُمْ لكِنْ الآنَ أنتُمْ نامِين فِى الإِيمان لِذلِكَ أتجاسر وَأتكلَّم[ وَلكِنْ أطلُبُ أنْ لاَ أتجاسر وَأنَا حاضِرٌ بِالثِّقةِ الَّتِي بِها أرى أنِّي سأجترِئُ عَلَى قومٍِ يحسِبُوننا كأنَّنا نسلُكُ حسب الجسدِ ]00أنا لاَ أُرِيد أنْ أعمِل لِنَفْسِى مظهر عليِكُمْ وَليس لأِنِّى رسُول المسِيح أُرِيد أنْ أستخدِم سُلطانِى بَلْ أنا فِى الحضرة ذلِيل وَفِى الغيبة مُتجاسِر أنا لاَ أُرِيد أنْ أتجرَّأ بِحسب الجسد وَالسُلطان [ لأِنَّنا وَإِنْ كُنَّا نسلُكُ فِي الجسدِ لسنا حسب الجسدِ نُحاربُ ]00نحنُ لاَ نُحارِب بِالجسد وَإِنْ كُنَّا نسلُكُ بِالجسد لأِنَّ أسلِحتنا ليست جسدِيَّة00[ إِذْ أسلِحةُ مُحاربتِنا ليست جسدِيَّةً بَلْ قادِرة بِاللهِ عَلَى هدمِ حُصُونٍ0 هادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلوٍ يرتفِعُ ضِدَّ معرِفةِ اللهِ وَمُستأسِرِينَ كُلَّ فِكرٍ إِلَى طاعةِ المسِيحِ ]00يوجد مَنْ يضع فِيكُمْ ظُنُوناً وَأفكار هدَّامه لِحساب عدو الخِير أنا لاَ أُحارِب ذلِكَ بِالجسد بَلْ بِأسلِحة رُوحِيَّة أى بِكلِمة الله كَانَ بعض حُكماء كُورنثُوسَ ضِدَّ بُولُس00أيضاً أتباع عدو الخِير00لكِنْ أسلِحة مُحاربتنا ليست جسدِيَّة لأِنِّى أتيت لأبنِى الملكُوت ملكُوت الله00كَانَ بُولُس قلِيل الحجم لِذلِكَ إِزدرُوا بِهِ وَقالُوا أنَّهُ ليس رسُول لأِنَّهُ لَمْ يرى المسِيح بِالعيان وَأتهمُوه بِدوافِع بشرِيَّة لكِنَّهُ حاربهُمْ بِكلِمة الله لِذلِكَ الإِنسان الرُّوحِى يعرِف أنَّ أسلِحة مُحاربته ليست جسدِيَّة ليس بِالذكاء أوْ الدهاء بَلْ أسلِحة رُوحِيَّة قادِرة بِالله أنْ تهدِم حُصُون00عدو الخِير يصنع فِيكَ حُصُون وَظُنُون وَأفكار هدَّامة [ كُلَّ عُلوٍ يرتفِعُ ضِدَّ معرِفةِ اللهِ ]00البعض يرفعُون المعرِفة الثَّقافِيَّة وَالفلسفِيَّة فوق معرِفة الله00بُولُس الرَّسُول يقُول أنتُمْ تجذبُونِى لِخِلافات شخصِيَّة وَأنا أُجاوِب مِنْ خِلاَلَ المسِيح00أنسى مَنَ إِتهمُونِى وَأتذكَّر المسِيح00لِذلِكَ قَالَ لَهُمْ أطلُب إِليكُمْ بِوداعة المسِيح عِندما كلَّموه عَنْ أكل اللحُوم إِنْ كانت مذبُوحة لِوثن أم لاَ حوَّل بُولُس هذِهِ المُشكِلة المُعقَّدة إِلَى أمر رُوحِى وَقَالَ إِنْ كَانَ أكل اللحم يُعثِر أخِى فلنْ آكُل لحم مِنْ أجل الأخ الَّذِى مات المسِيح لأِجله00بُولُس يأخُذ الفِكر وَيستأثِره لِطاعِة المسِيح أيضاً الكنِيسة إِنقسمِت البعض قَالَ أنا لِبُولُس وَالبعض قَالَ أنا لأبُلُّوسَ( 1 كو 3 : 4 )00بُولُس يُجِيبهُمْ هل إِنقسم المسِيح ؟ أى أنَّهُ بدلاً مِنْ أنْ يخرُج مِنْ المُشكِلة بِمشاكِل إِستأثر الفِكر لِطاعِة المسِيح00يقُول لَهُمْ أنتُمْ تدِينُون بعضكُمْ بعضاً فِى المحاكِمْ الخارِجِيَّة كيف وَأنتُمْ تدِينُون العالم00[ وَمُستعِدِّينَ لأِنْ ننتقِمَ عَلَى كُلِّ عِصيانٍ متى كمِلت طاعتكُمْ ][ أتنظُرُونَ إِلَى ما هُوَ حسبُ الحضرةِ ]00أنتُمْ ترُون حسب الحضرة00لاَ00أُنظُرُوا مِنْ أين سُلطان هذا الإِنسان00[ إِنْ وثِق أحد بِنَفْسِهِ أنَّهُ لِلمسِيحِ فليحسِب هذا أيضاً مِنْ نَفْسِهِ أنَّهُ كما هُوَ لِلمسِيحِ كذلِكَ نحنُ أيضاً لِلمسِيحِ ]00أنا سُلطانِى مِنْ المسِيح [ فَإِنِّي وَإِنِ افتخرتُ شيئاً أكثر بِسُلطانِنا الَّذِي أعطانا إِيَّاهُ الرَّبُّ لِبُنيانِكُمْ لاَ لِهدمِكُمْ لاَ أُخجلُ ]00إِنَّ الله أعطانِى سُلطان ليس لِلتسلُّط عليكُمْ بَلْ لِلبُنيان00ما أجمل أنْ يرى الرَّاعِى أنَّ سُلطانه لِلبُنيان00أيضاً يرى الأب سُلطانه فِى البِيت لِلبُنيان [ لِئلاَّ أظهر كأنِّي أُخِيفُكُمْ بِالرَّسائِلِ0 لأِنَّهُ يقُولُ الرَّسائِلُ ثقِيلةٌ وَقوِيَّةٌ وَأمَّا حُضُور الجسدِ فضعِيف وَالكلامُ حقِير ]00أرجُوكُمْ لاَ تكُون فِكرتكُمْ عنِّى هكذا00[ لأِنَّنا لاَ نجترِئُ أنْ نُعدَّ أنفُسنا بين قومٍ مِنَ الَّذِينَ يمدحُونَ أنفُسهُمْ وَ لاَ أنْ نُقابِلَ أنفُسنا بِهِمْ ]00كَانَ هُناك مُعلَّمِينَ كذبة يقُولُون مَنَ هُوَ بُولُس وَكيف يُعلَّمِكُمْ وَكانُوا يرُون أنفُسهُمْ أحكم النَّاس00بُولُس يقُول هؤلاء يقِيسُون أنفُسهُمْ عَلَى أنفُسِهِمْ لِذلِكَ كبرُوا فِى أعيُن أنفُسِهِمْ لكِنِّى أنا أقِيس نَفْسِى عَلَى المسيح00أنا لاَ أضع نَفْسِى معهُمْ وَأقارِن مَنْ هُوَ أفضل00الأمر ليس إِنتقادات شخصِيَّة كى أنتصِر00لاَ00بُولُس الرَّسُول فِكره عالِى [ بَلْ هُمْ إِذْ يقِيسُونَ أنفُسهُمْ عَلَى أنفُسِهِمْ وَيُقابِلُونَ أنفُسهُمْ بِأنفُسِهِمْ لاَ يفهمُونَ0 وَلكِنْ نحنُ لاَ نفتخِرُ إِلَى ما لاَ يُقاسُ بَلْ حسب قِياسِ القانُونِ الَّذِي قسمهُ لنا اللهُ قِياساً لِلبُلُوغِ إِليكُمْ أيضاً ]00أنا أقِيس نَفْسَى عَلَى قانُون الله00أنا فِى الأصل جِئتُ إِليكُمْ بِأمر إِلهِى وَليس مِنْ ذاتِى [ لأِنَّنا لاَ نُمدِّدُ أنفُسنا كأنَّنا لسنا نبلُغُ إِليكُمْ0 إِذْ قَدْ وصلنا إِليكُمْ أيضاً فِي إِنجِيلِ المسِيحِ ]00جِئنا بِدعوة إِلهِيَّة كى نُكلَّمِكُمْ عَنْ إِنجِيل إِلهِى00[ غير مُفتخرِينَ إِلَى ما لاَ يُقاسُ فِي أتعاب آخرِين بَلْ راجِينَ إِذا نما إِيمانُكُمْ أنْ نتعظَّمَ بينكُمْ حسب قانُوننا بِزِيادةٍ ]00كَانَ البعض يُرِيدُون أنْ يسرِقُوا تعب بُولُس لأِنَّهُ ناجِح فقال أنا أهم شئ عِندِى أنْ ينمو إِيمانكُمْ وَإِنْ تعظَّمت فأنا قَدْ تعظَّمت بِكُمْ [ لِنُبشِّرَ إِلَى ما وراءكُمْ0 لاَ لِنفتخِر بِالأُمُورِ المُعدَّةِ فِي قانُون غيرِنا0 وَأمَّا مَنِ افتخر فليفتخِرْ بِالرَّبِّ ]00أنا أتيت لأكرِز لَكُمْ ثُمَّ أذهب لآخرِين غيركُمْ أكرِز لَهُمْ00الَّذِى لديهِ رِسالة عظِيمة لاَ تهِمّه الأُمُور الصغِيرة00هل تُرِيد أنْ تفتخِر ؟ إِفتخِر بِالله وَعمله فِى حياتك لِكى تُمجِّد الله[ لأِنَّهُ ليس مَنْ مدح نَفْسَهُ هُوَ المُزكَّى بَلْ مَنْ يمدحُهُ الرَّبُّ ]00لاَ داعِى أنْ يمدح أحد نَفْسَه المُهِمْ أنَّ الله هُوَ الَّذِى يمدحك00الَّذِى يفتخِر أنَّهُ فعل شئ فهذا أمر مرفُوض00المفرُوض أنَّ الله هُوَ الَّذِى يمدحك ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح ج8

 الأصْحَاحُ الثَّامِنُ :- هُنا تكلَّم عَنْ درجة جمِيلة فِى الحياة الرُّوحِيَّة وَهِى درجِة العطاء[ ثُمَّ نُعرِّفُكُمْ أيُّها الإِخوةُ نِعمةَ اللهِ المُعطاة فِي كنائِسِ مكِدونِيَّةَ ]00مكدونِيَّة بلد فِى الشَّمال كَانَ بِها بُولُس الرَّسُول00هذِهِ البلد تحرَّكت بِغِيرة نحو العطاء وَكأنَّ بُولُس الرَّسُول يقُول لَهُمْ أنَّ العطاء هُوَ ثمرة لِقلب مُمتلِئ بِمحبِّة الله العطاء هُوَ نتِيجة حُب وَعمل نِعمة لِذلِكَ لاَ نفصِل العطاء عَنْ الحُب وَالصوم وَالصلاة وَالطهارة وَكُلَّهُمْ سلسِلة واحِدة00العطاء يفطِمْ عَنْ العالم وَيشعُر بِمُشاركة الآخرِين00لِذلِكَ العطاء مُهِمْ فِى فِكر بُولُس وَفِكر المسِيحِيَّة بُولُس يقُول لَهُمْ أنتُمْ يا أهل كُورنثُوسَ أغنِياء جِدّاً وَسأعطِيكُمْ مِثال أقل مِنكُمْ فِى الغِنى وَهُوَ أهل مكدونِيَّة الَّذِينَ هُمْ أفقر مِنكُمْ لكِنْ لَهُمْ محبَّة لِلعطاء00أنتُمْ مدِينة مفتُوحة أى أثرِياء فتعلَّموا مِمَنَ هُمْ أفقر مِنكُمْ لَوْ قرأنا رسائِل بُولُس نجِد أنَّ أهل فِيلبى أكثر عطاءً رغم أنَّ فِيلبِى هِى أفقر بلد لكِنَّهُمْ صارُوا أغنياء فِى الأعمال الصالِحة [ نِعمة اللهِ المُعطاة فِي كنائِسِ مكِدونِيَّةَ ]00نعم00العطاء هُوَ نِعمة الله00لاَ يُمكِنْ لإِنسان خالِى مِنْ نِعمة الله وَيُعطِى لكِنْ عِندما تُحرِّك النِعمة الإِنسان تُعلّمه حَتَّى العطاء وَماذا يعنِى العطاء وَكيف يكُون عِنده الإِحساس بِالآخرِين وَيكُون عِنده عدم إِقتناء وَعدم سُلطان مادِّى بولُس الرَّسُول يُقدِّم لَهُمْ قُدوة عملِيَّة00الإِنسان يحتاج قُدوة عملِيَّة00يحتاج أنْ يرى مَنْ هُوَ مِثله لِكى يحيا الفضِيلة00لابُد أنْ تُذكِّر نَفْسَكَ بِأُناس عاشُوا نَفْسَ الظُرُوف لكِنْ أطاعُوا الوصِيَّة رغم ضِيق الحياة00ما أجمل أنْ نُعلِّم بعضُنا بعض بِالسُلُوك00بُولُس نَفْسَه يُحِب أنْ يُقدِّم لَهُمْ نَفْسَه قُدوة [ كُونُوا مُتمثِّلِينَ بِي كما أنَا أيضاً بِالمسِيح ] ( 1 كو 11 : 1 )00أرجُوكُمْ تعلَّموا مِنْ قُدوة عملِيَّة00الإِنسان يحتاج أنْ يتعلَّم مِنْ قُدوة مِنْ حياة [ أنَّهُ فِي اختِبار ضِيقةٍ شدِيدةٍ فاضَ وُفُورُ فرحِهِمْ وَفقرِهِم العمِيقِ لِغِنى سخائِهِمْ ]00هؤلاء عِندما أُرِيد أنْ آخُذ مِنهُمْ لاَ أستطِيع لأِنَّهُمْ فُقراء لكِنْ فقرِهِمْ تحوَّل إِلَى غِنى سخاء لأِنَّ العطاء لابُد أنْ يكُون بِإِقتناع مِنْ الداخِل وَدُون إِضطرار أهل فِيلبِى تكلَّم معهُمْ بُولُس الرَّسُول عَنْ العطاء بِسخاء وَمدح سخائهُمْ00أحياناً الإِنسان يشعُر أنَّ العطاء ليس مِنْ اللائِق أنْ نتكلَّم فِيه حَتَّى لاَ يتخيَّلُوا أنَّنا ندِين00كَانَ يُمكِنْ لِبُولُس الرَّسُول أنْ يقُول أنا لِى خِدمتِى فقط الرُّوحِيَّة وَليس لِى فِى المادِيَّات00لاَ00لأِنَّهُ هكذا لاَ يُنّمِى أولاده فِى النِعمة لأِنَّ العطاء نِعمة حَتَّى أنَّهُ أطلق عَلَى خِدمة الفُقراء إِسم " خِدمة الأحشاء " أى أنَّ الفُقراء هُمْ أحشائنا فَلاَبُد أنْ يكُونوا مُسترِيحِين وَإِلاَّ سنتعب نحنُ أيضاً بِتعبِهِمْ بُولُس الرَّسُول يحِثهُمْ عَلَى العطاء لِيُنّمِى رُوح الوِحدة وَالإِحساس بِالآخر وَيُنّمِى الفضِيلة لِذلِكَ كَانَ عِنده دائِماً فِكر العطاء وَعِندما عرف أنَّ فِى أُورُشلِيم فُقراء تكلَّم عَنْ إِحتياجاتِهِمْ فِى كُلّ مكان ذهب إِليهِ حَتَّى أنَّهُ تكلَّم عنهُمْ فِى غلاطِيَّة وَفِى رِسالته الأُولى لِكُورنثُوسَ 16 : 1 – 3 [ وَأمَّا مِنْ جِهةِ الجمعِ لأِجلِ القِدِّيسِينَ فكما أوصيتُ كنائِس غلاطِيَّةَ هكذا افعلُوا أنتُمْ أيضاً0 فِي كُلِّ أوَّلِ أُسبُوعٍ لِيضعْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُمْ عِندهُ0 خازِناً ما تيسَّر حَتَّى إِذا جِئتُ لاَ يكُونُ جمع حِينئِذٍ0 وَمتى حضرتُ فَالَّذِينَ تستحسِنُونهُمْ أُرسِلُهُمْ بِرسائِلَ لِيحمِلُوا إِحسانكُمْ إِلَى أُورُشلِيمَ ] أى كما أوصيت غلاطِيَّة هكذا أُوصِيكُمْ أنتُمْ أيضاً وَأجمعُوا ما يفِيض مِنكُمْ كُلّ أُسبُوع وَعِندما آتِى إِختارُوا أنتُمْ واحِد مِنكُمْ لِتُرسِلُوه بِعطائِكُمْ وَما جمعتُمُوه إِلَى أُورُشلِيم00بُولُس رفع القرُوش وَالجُنيهات القلِيلة إِلَى فضِيلة فيقُول لَهُمْ [ إِحسانكُمْ ]00بُولُس مشغُول بِالفُقراء فتكلَّمْ عَنْ إِحتياجاتِهِمْ فِى فِيلبِى وَغلاطِيَّة وَرُومية وَ000وَقَالَ إِجمعُوا لِى ما تيسَّر أى المُتاح هُنا يقُول لَهُمْ أنَّ أهل مكِدونِيَّة أعطُوا بِفرحٍ حَتَّى أنَّهُمْ أعطوا بِسخاء00تكلَّم عَنْ عطاء الإِعواز لأِنَّهُمْ فُقراء لكِنَّهُمْ أعطوا بِسخاء لأِنَّهُمْ شعرُوا بِالآخرِين00هُمْ مملُؤون تقوى فأعطوا بِسخاء [ غِنى سخائِهِمْ ] أهل مكِدونِيَّة بِهِمْ شيئان عكس بعضِهِما بِهِمْ فقر عمِيق وَغِنى سخاء00لأِنَّ الفقر مادِّى أمَّا العطاء فَهُوَ أمر رُوحِى00هُوَ فِعل حُب00لِذلِكَ كَانَ عطائِهِمْ ممدُوح00بِدُون نِعمة العطاء عمل ثقِيل00إِنْ لَمْ يكُنْ بِفرح داخِلِى وَتعزِية داخِلِيَّة سيكُون العطاء صعب00لِذلِكَ النِّعمة تجعل الإِنسان يفرح بِعطائه سِواء غنِى أم فقِير [ لأِنَّهُمْ أعطوا حسب الطَّاقةِ أنَا أشهدُ وَفوق الطَّاقةِ مِنْ تِلقاء أنْفُسِهِمْ ]00هُمْ يرُون أنْ ما يُعطوه قلِيل رغم أنَّهُمْ أعطوا حسب طاقتِهِمْ بَلْ أنا أرى أنَّهُمْ أعطوا فوق طاقتِهِمْ وَمِنْ تِلقاء أنَفُسِهِمْ00لَمْ يُوصِيهِمْ أحد00أمَّا أنتُمْ أيُّها الأغنياء إِنْ كَانَ الفُقراء أعطوا فوق الطَّاقة ليتكُمْ تتعلَّمُون مِنهُمْ غِنى السَّخاء00أنا أتكلَّم معكُمْ عَنْ العطاء بينما الفُقراء أعطوا مِنْ تِلقاء أنفُسِهِمْ وَبِدُون كلام00بُولُس عمل بينهُما مُقارنة بِإِسلُوب مُهذَّب [ مُلتمِسِينَ مِنَّا بِطِلبةٍ كثِيرةٍ أنْ نقبل النِّعمة وَشِركة الخِدمةِ الَّتِي لِلقِدِّيسِينَ ]هُمْ لاَ يُعطوا أكثر مِنْ طاقِتهِمْ فقط بَلْ يترجُّونا أنْ نقبل مِنهُمْ رغم فقرِهِمْ00وَأطلق بُولُس عَلَى عطائِهِمْ " نِعمة " وَ " شِركة الخِدمة الَّتي لِلقِدِّيسِين " وَكأنَّهُمْ يقُولُون لنا لاَ تحرِمُونا مِنْ هذِهِ النِّعمة00فإِنْ كُنَّا فُقراء فِى المال فَلاَ تجعلنا فُقراء فِى الصَّلاح وَالنِّعمة ثُمَّ يقُول مارِبُولُس مُستوى أعلى [ وَليس كما رجونا بَلْ أعطوا أنْفُسهُمْ أوَّلاً لِلرَّبِّ وَلنا بِمشِيئة اللهِ ]00أى لَمْ يكتفوا بِعطايا مادِيَّة بَلْ أعطوا أنفُسهُمْ لِلرَّبِّ00أجمل عطاء عطاء النَّفْسَ وَالَّذِى يُعطِى نَفْسَه سهل أنْ يُعطِى مادِيَّات لِذلِكَ الَّذِى يُعطِى وقته وَصِحِته وَذاته لله سهل يُعطِى أمواله00 لِذلِك العطاء فِى الكنِيسة عمل رُوحانِى لابُد أنْ أقبل مِنْ إِنسان عاش الإِيمان وَالتوبة وَالعطاء00لِذلِكَ الكنِيسة الأُولى عِندما تشكَّكت فِى أموال مجهُولة المصدر أعادُوها لأصحابِها[ الدِِّيانةُ الطَّاهِرةُ النَّقِيَّةُ عِند اللهِ الآبِ هيَ هذِهِ افتِقادُ اليتامى وَالأرامِل فِي ضِيقتِهِمْ وَحِفظُ الإِنسانِ نَفْسَه بِلاَ دنسٍ مِنَ العالمِ ] ( يع 1 : 27 )00 أى ليس عمل إِجتماعِى فقط بَلْ لابُد أنْ يحفظ نَفْسَه أيضاً مِنْ العالم حَتَّى تكُون أعماله عمل رُوحانِى [ حَتَّى إِنَّنا طلبنا مِنْ تِيطُسَ أنَّهُ كما سبق فَابتدأ كذلِكَ يُتمِّمُ لَكُمْ هذِهِ النِّعمة أيضاً ]00نحنُ أوْ تِيطُسَ نُكمِّل العمل حَتَّى تزدادُوا أنتُمْ أيضاً00[ لكِنْ كما تزدادُونَ فِي كُلِّ شئٍ فِي الإِيمانِ وَالكلامِ وَالعِلمِ وَكُلِّ اجتِهادٍ وَمحبَّتِكُمْ لنا ليتكُمْ تزدادُونَ فِي هذِهِ النِّعمةِ أيضاً ]00كما سمِعت عنكُمْ مِنْ تِيطُسَ أنَّكُمْ تحيُون التوبة أُرِيدكُمْ أنْ تنموا أيضاً فِى هذِهِ النِّعمة نِعمة العطاء [ بَلْ بِاجتِهادِ آخرِينَ مُختبِراً إِخلاَصَ محبَّتِكُمْ أيضاً ]00أنا أختبِر إِخلاص محبَّتِكُمْ هذِهِ نِعمة وَأنا أُرِيدكُمْ أنْ تفرحُوا بِها00[ فَإِنَّكُمْ تعرِفُون نِعمة ربِنّا يسُوعَ المسِيحِ أنَّهُ مِنْ أجلِكُمْ افتقر وَهُوَ غنِيٌّ لِكي تستغنُوا أنتُمْ بِفقرِهِ ]00مُنذُ قلِيل كلَّمهُمْ عَنْ أهل مكِدونِيَّة الآنَ يقُول لَهُمْ أُنظُروا لِلمسِيح الَّذِى وَهُوَ الغنِى إِفتقر مِنْ أجلِنا لِكى يجعلنا أغنِياء بِفقرِهِ إِذاًَ لابُد أنَّ كُلّ غنِى يُعطِى الفقِير كى يُغنِيه00المسِيح الغنِى أخذ شكل عبد00أى إِفتقر مِنْ أجلِكُمْ كى تغتنُوا أنتُمْ بِفقرِهِ00لِذلِكَ أنت غنِى أعطِ الفقِير وَعِندما تُعطِيه تصِير أنت فقِير وَهُوَ غنِى00وَإِنْ كَانَ الأمر صعب عليك فإِنِّى أُرِيدك أنْ تُعطِى حَتَّى يصِير مِثلَكَ فَلاَ يكُون هُناك غنِى وَفقِير بَلْ الكُلّ مُتساوِىكيف نفهم هذِهِ المُعادلة ؟ يقُول بُولُس الرَّسُول أنت غنِى وَعِندك فضلات أعطِيها لِلفُقراء وَبِذلِكَ تكُون أنت قَدْ نقُصت وَالفقِير زاد وَعِندما تجِد نَفْسَكَ أصبحت مُحتاج وَهُوَ أصبح غنِى إِذاً الآنَ هُوَ يُعطِيكَ كى تتساوا معاً [ أُعطِي رأياً فِي هذا أيضاً0 لأِنَّ هذا ينفعكُمْ أنتُمْ الَّذِينَ سبقتُمْ فَابتدأتُمْ مُنذُ العامِ الماضِي ليس أنْ تفعلُوا فقط بَلْ أنْ تُرِيدُوا أيضاً0 وَلكِنِ الآنَ تمِّمُوا العمل أيضاً حَتَّى إِنَّهُ كما أنَّ النَّشاط لِلإِرادةِ كذلِكَ يكُونُ التَّتمِيمُ أيضاً حسب ما لَكُمْ ]00أنتُمْ عرفتُمْ الأمر كفِكرة لِذلِكَ يجِب أنْ تُتمِّمُوا الأمر لِذلِكَ عِندما تُحرِّكك النِّعمة لِلعطاء لابُد أنْ تتجاوب معها وَتُتمِّم الأمر00لِذلِكَ العطاء حياة وَسلُوك وَمُمارسة وَفِعل [ فَإِنَّهُ ليس لِكي يكُونَ لِلآخرِينَ راحة وَلكُمْ ضِيق بَلْ بِحسبِ المُساواةِ ]00أُرِيد مُساواة00[ لِكي تكُونَ فِي هذا الوقتِ فُضالتُكُمْ لإِعوازِهِمْ كي تصِيرَ فُضالتُهُمْ لإِعوازِكُمْ حَتَّى تحصُل المُساواةُ ]00" الفضلات " أشياء زائِدة عَنْ الحاجة وَ " الإِعواز "هِى أشياء نحتاجها00أى بُولُس الرَّسُول يُرِيد أنْ يزِن الأمر بين وزنِين يأخُذ مِنْ واحِد وَيضع لِلآخر ثُمَّ يعُود يأخُذ مِنْ الثَّانِى وَيضع فِى الأوَّل حَتَّى تحدُث المُساواة00بُولُس يُرِيد أنْ يُمتِعهُمْ بِنِعمة خاصَّة وَهِى أنَّهُمْ أعضاء فِى جسد المسِيح فكيف يكُون عُضو مُحتاج وَآخر عِنده ما يفِيض وَيزِيد ؟ لابُد أنَّ الكُلِّ يتساوى [ كما هُوَ مكتُوب الَّذِي جمع كثِيراً لَمْ يُفضِلْ وَالَّذِي جمع قلِيلاً لَمْ يُنقِصْ ]00هذا أمر مِنْ العهد القدِيم وَهُوَ عِندما كانُوا يجمعُون المنَّ كَانَ الَّذِى يجمع كثِيراً لاَ يزِيد عنّه وَالَّذِى يجمع قلِيلاً لاَ يحتاج00هكذا أنت أعطِ مِنْ فضالاتكَ المُحتاج وَإِنْ صِرت مُحتاج يُعطِيكَ هُوَ حَتَّى تتساوا معاً00ليتكُمْ تعِيشُون هذِهِ النِّعمة [ وَلكِنْ شُكراً للهِ الَّذِي جعل هذا الاِجتِهاد عينهُ لأِجلِكُمْ فِي قلبِ تِيطُسَ ]00هذا إِجتِهاد وَعمل نِعمة00جيِّد أنْ يشعُر الإِنسان أنَّ العطاء يحتاج إِجتِهاد لأِنَّهُ عطِيَّة مِنْ الله وَأنْ يشعُر أنَّ الغِنى شئ غِير ثابِت00[ أوصِ الأغنِياء فِي الدَّهرِ أنْ لاَ يستكبِرُوا وَ لاَ يُلقُوا رجاءهُمْ عَلَى غير يقِينِيَّةِ الغِنى بَلْ عَلَى اللهِ الحيِّ الَّذِي يمنحُنا كُلَّ شئٍ بِغِنىً لِلتَّمتُّعِ وَأنْ يكُونُوا أغنِياء فِى أعمالٍ صالِحةٍ وَأنْ يكُونُوا أسخِياء فِي العطاء كُرماء فِي التَّوزِيعِ ]( 1 تى 6 : 17 – 18 ) أشكُر الله أنَّ تِيطُس مُهتم بِهذا الأمر وَيُشَّجِعكُمْ عَلَى مُمارسته [ لأِنَّهُ قَبِلَ الطِّلبة وَإِذْ كَانَ أكثر اجتِهاداً مضى إِليكُمْ مِنْ تِلقاء نَفْسِهِ0 وَأرسلنا معهُ الأخ الَّذِي مدحُهُ فِي الإِنجِيلِ فِي جمِيع الكنائِسِ ]00بُولُس الرَّسُول ينظُر لِخِدمة الأُمور المالِيَّة بِنظره بِها تحفُّظ حَتَّى أنَّهُ لاَ يُتمِّم الأمر المادِّى بِشخص واحِد بَلْ كَانَ هُوَ أمِين هذِهِ الخِدمة وَتحت يدهُ ثلاثة تِيطُسَ وَلُوقا وَآخر لَمْ يذكُر الكِتاب إِسمه بَلْ كَانَ يقُول " الأخ "عِندما يجمع هؤلاء الثَّلاثة ما يفِيض مِنْ الكنائِس كانُوا يحضِرُون ما جمعُوه لِبُولُس لِيُبارِكهُ ثُمَّ يُرسِلهُمْ بِهِ لِلفُقراء00هذا الأخ [ مُنتخب أيضاً مِنَ الكنائِسِ ]00أى أنتُمْ إِخترتُمُوه وَإِنْ لَمْ يُكتب أوْ يُذكر إِسمه [ وَليس ذلِكَ فقط بَلْ هُوَ مُنتخب أيضاً مِنَ الكنائِسِ رفِيقاً لنا فِي السَّفرِ مَعَْ هذِهِ النِّعمةِ المخدُومةِ مِنَّا لِمجدِ ذاتِ الرَّبِّ الواحِدِ وَلِنشاطِكُمْ0 مُتجنِبِّينَ هذا أنْ يلُومنا أحد فِي جسامةِ هذِهِ المخدُومةِ مِنَّا ]00أنا مُتجنِّب الملامة مِنْ أحد فِى الأُمور المادِّيَّة فَلاَ يشُكَ أحد فِى طرِيقة الجمع أوْ التوزِيع أوْ000أنا لاَ أُرِيد ملامة مِنْ أحد00وَأنَّهُ مِنْ ضِمن أسباب كِتابِة هذِهِ الرِّسالة أنَّ البعض شكَّكُوا فِى نزاهِة بُولُس فِى الجمع فِى أنَّهُ يذهب لِلفُقراء وَيُوزَّع عليهُمْ00لاَ00هذِهِ خِدمة وَعمل تطُّوعِى[ مُعتنِين بِأُمُورٍ حسنةٍ ليس قُدَّامَ الرَّبِّ فقط بَلْ قُدَّامَ النَّاسِ أيضاً ]00نعم أنا أمِين بينِى وَبين الله لكِنِّى أخشى أنْ يضعُف أحد أوْ يعثُر فىَّ لِذلِكَ معِى ثلاثة آخرِين00[ وَأرسلنا معهُما أخانا الّذِي اختبرنا مِراراً فِي أُمُورٍ كثِيرةٍ أنَّهُ مُجتهِد وَلكِنَّهُ الآنَ أشدُّ اجتِهاداً كثِيراً بِالثِّقةِ الكثِيرةِ بِكُمْ ]00هذا " أخانا " أى شخص آخر نحنُ نعرِفهُ أنَّهُ مُجتهِد وَأمِين00بُولُس خادِم واعِى يعرِف مَنَ يخدِم معهُ وَيعرِف كيف يُوّزع الطَّاقات00هُوَ حذِر فِى الأُمور المادِّيَّة لِذلِكَ أشركَ معهُ أشخاص [ أمَّا مِنْ جِهةِ تِيطُسَ فَهُوَ شرِيك لِي وَعامِل معِي لأِجلِكُمْ0 وَأمَّا أخوانا فهُما رسُولاَ الكنائِسِ وَمجدُ المسِيحِ ]00" أخوانا " أى لُوقا وَالأخ الآخر00[ فبيِّنُوا لَهُمْ وَقُدَّام الكنائِسِ بيِّنة محبِّتكُمْ وَافتِخارِنا مِنْ جِهتِكُمْ ]00بيِّنُوا لَهُمْ محبِّتكُمْ00أنا أفتخِر بِكُمْ فإظهِرُوا ما إِفتخرنا بِهِ أمامهُمْ فإِعطُوا مِنْ إِعوازِكُمْ ربِنا يكمِّل نقائِصنا وِيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح 7

مُعلَّمِنا بُولُس فِى رِسالتهُ الأُولى لأهل كُورنثُوسَ حرم مَنَ تزَّوج بِإِمرأة أبِيه البعض رفض ما فعلهُ مُعلَّمِنا بُولُس وَقالُوا بِأى سُلطان يحرِم فبدأ بُولُس الرَّسُول يتودَّد لَهُمْ فِى رِسالتِهِ الثَّانِية وَبدأ يشرح لَهُمْ وِجهة نظره

رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح 6

أخِر آية فِى الأصحاح الخامِس تقُول [ إِذاً نسعى كسُفراء عَنِ المسِيحِ كأنَّ الله يعِظُ بِنا ] أنا سفِير عَنِ الله وَصُوتِى الَّذِى وصلكُمْ هُوَ صُوت الله وَأطلُب مِنكُمْ عَنِ الله أنْ تتصالحُوا مَعَْ الله [ نطلُبُ عَنِ المسِيحِ تصالحُوا مَعَ اللهِ لأِنَّهُ جعل الَّذِي لَمْ يعرِف خطِيَّةً خطِيةً لأِجلِنا لِنصِير نحنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ ]أى نحنُ بِرَّ الله .

رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح 4

الأصْحَاحُ الرَّابِعُ :- [ مِنْ أجلِ ذلِكَ ]00أى مِنْ أجل خِدمة العهد الجدِيد00[ إِذْ لنا هذِهِ الخِدمةُ كما رُحِمنا لاَ نفشلُ ]00بُولُس الرَّسُول يُواجِه متاعِب فِى خِدمتِهِ فالبعض لاَ يراه رسُول00فيُواجِه بِذلِكَ ضِيقات فقال نحنُ لنا خِدمة مجد وَكما رُحِمنا لاَ نفشل [ بَلْ قَدْ رفضنا خفايا الخِزيِ غير سالِكِينَ فِي مكرٍ وَ لاَ غاشِّينَ كلِمة اللهِ بَلْ بِإِظهارِ الحقِّ مادِحِينَ أنْفُسَنا لدى ضمِيرِ كُلِّ إِنسانٍ قُدَّامَ اللهِ ]00بُولُس يتكلَّم عَنْ نَفْسَه فقال أنَّ الله أظهر رحمتهُ فِىِّ وَهذا الأمر يُقرِّبك أكثر لله صعب أنْ تُقدِّم توبة دُون أنْ تشعُر بِرحمتِهِ وَإِلاَّ ستشعُر بِضمِير خطايا00هل تشعُر أنَّكَ خاطِئ ؟ تُوب00هل تشعُر بِرحمتِهِ ؟ هذا أمر مُهِمْ جِدّاً00الكُلّ يعرِف ماضِى بُولُس الرَّسُول أنَّهُ كَانَ مُضطهد لِلكنِيسة بِإِفراط أى أنَّهُ كَانَ قاسِى جِدّاً وَلكِنَّهُ كما إِختبر قساوة القلب إِختبر أيضاً رحمِة الله لِذلِكَ قَالَ لَهُمْ كما رُحِمت لَنْ أفشل معكُمْ مهما أتعبتُمُونِى المُتمسِّكَ بِرجائِهِ بِالله وَيعرِف أنَّ عِلاقتِهِ بِالله عِلاقِة مراحِم لَنْ يشعُر بِالفشل حَتَّى فِى الضِيقات00لِذلِكَ يقُول [ لاَ نفشل ]00لِماذا ؟ لأِنَّنا [ رفضنا خفايا الخِزيِ ] أى رفضنا ما يُخجِل00لَوْ حدَّثكَ إِنسان عَنْ ماضِيكَ قُل لَهُ قَدْ إِنتهى الأمر وَأنا رُحِمت مِنْ كُلِّ ذلِكَ لِذلِكَ أنا لاَ أذكُره [ غير سالِكِينَ فِي مكرٍ وَ لاَ غاشِّينَ كلِمة اللهِ ]00يقُول بُولُس لَمْ نخدعكُمْ وَ لاَ كلَّمناكُمْ بِشئٍ غير مُطابِق لِسلُوكنا وَحياتنا لِذلِكَ لَنْ نفشل لأِنَّنا نسينا ماضِينا المُخزِى وَكما قَالَ مِنْ قبل [ لأِنَّنا لسنا كالكثِيرِين غاشِّين كلِمة اللهِ لكِنْ كما مِنْ بِإِخلاصٍ ] ( 2 كو 2 : 17 )00أنا لَمْ أُكلِّمكُمْ كلِمة بِدُون هدف أساسِى وَهُوَ خلاصكُمْ00نحنُ نحيا ضرورة الإِنجِيل وَبِإِستِقامة00[ مادِحِين أنفُسنا لدى ضمِير كُلِّ إِنسانٍ قُدَّام الله ]00هل تُرِيد أنْ تعرِف إِنْ كانت خِدمِتِى صحِيحة وَمقبُولة أم لاَ ؟ إِسأل ضمِيرك إِنْ قَالَ لَكَ أنَّ بُولُس ليس رسُول صدِّق ضمِيرك00بُولُس الرَّسُول يتكلَّم مَعَْ مَنَ لَمْ يستوعِب مَنَ هُوَ بُولُس وَما هِى كِرازتهُ[ وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنجِيلُنا مكتُوماً فَإِنَّما هُوَ مكتُوم فِي الهالِكِينَ ]00الإِنجِيل يقصِد بِهِ كِرازتهُ00إِنْ كَانَ الإِنجِيل مكتُوم أى غير مُعلن00لاَ يخرُج00فلَنْ تُثمِر00إِنْ كَانَ كذلِكَ فِى البعض فهؤلاء هالِكِين يقُول بُولُس أنا قَدْ أبلغت صوت الله لِكُلِّ إِنسان00إِسأل نَفْسَكَ هل الإِنجِيل داخِلَكَ مكتُوم ؟ هل تتكلَّم كأقُوال الله ؟ هل أنت تحيا حياة الفرح بِالإِنجِيل وَهُوَ يشغِل كُلّ كيانك ؟ كثِيرُون الإِنجِيل داخِلهُمْ مكتُوم وَالبعض مُتمتِّع بِهِ وَمُثمِر فِيهِ00لِماذا كُتِم فِى البعض ؟[ الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذا الدَّهرِ قَدْ أعمى أذهانَ غير المُؤمِنِينَ لِئلاَّ تُضِئ لَهُمْ إِنارةُ إِنجِيلِ مجدِ المسِيحِ الَّذِي هُوَ صُورةُ اللهِ ]00لأِنَّ العالم جعل الإِنسان أعمى لِذلِكَ الإِنجِيل مكتُوم00الإِنجِيل مُعلن وَصوته واضِح جِدّاً وَرُؤية الله واضِحة جِدّاً لكِنْ قَدْ لاَ يسمعهُ الإِنسان وَ لاَ يراه لأِنَّ إِله هذا الدَّهر قَدْ أعمى عينيهِ أى الشيَّطان جعل الإِنسان أمام أسرار الله لاَ يشعُر بِشئ وَأمام كلِمة الله بلِيد أوْ مُحتاج لكِنْ قلبه مُغلق مَنَ هُوَ المسِيح ؟ لابُد أنْ تعرِفه00هُوَ صُورة الله00وَأين تعرِفه ؟ فِى الإِنجِيل00إِذاً الإِنجِيل يُعبِّر عَنْ إِيمانك وَعقِيدتك لِذلِكَ المُنغمِس فِى العالم لاَ يسمع وَ لاَ يرى الإِنجِيل[ لإِنارة إِنجِيلِ مجدِ المسِيحِ الَّذِي هُوَ صُورةُ اللهِ ]00جيِّد هُوَ الإِنسان ذُو القلب المُستنِير الَّذِى يشعُر أنَّ الله هُوَ كُلّ شئ فِى حياته00بُولُس يعرِف الإِنجِيل وَيعرِف المسِيح لأِنَّ إِله هذا الدَّهر لَمْ يُعمِى بُولُس بينما آخرُون أمامهُمْ الإِنجِيل وَ لاَ يسمعُونه لأِنَّ حاسَّتهُمْ الرُّوحِيَّة مُطفأة [ فَإِنَّنا لسنا نكرِزُ بِأنفُسِنا بَلْ بِالمسِيحِ يسُوعَ ربّاً وَلكِنْ بِأنفُسِنا عبِيداً لكُمْ مِنْ أجلِ يسُوعَ ]00أنا لاَ أُدافِع عَنْ نَفْسِى لأِنِّى بُولُس00أُترُك شخصِى وَإِفهم إِنِّى أتكلَّم عَنْ المسِيح00وَما أجمل المسِيح وَهُوَ هدف الخِدمة00لابُد أنْ تكرِز بِالمسِيح00أمَّا نحنُ فعبِيد لكُمْ لأِجل المسِيح [ لأِنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أنْ يُشرِقَ نُور مِنْ ظُلمةٍ هُوَ الَّذِي أشرق فِي قُلُوبِنا لإِنارة معرِفةِ مجدِ اللهِ فِي وجهِ يسُوعَ المسِيحِ ]00آية رائِعة نقِف أمامها كثِيراً00الله الَّذِى قَالَ لِلظُلمة لِيكُنْ نُور فكان النَّور ألاَ يستطِيع أنْ يُنِير قلبِى ؟ يستطِيع00طُوبى لِلإِنسان الَّذِى قَالَ الله داخِله وَداخِل قلبه لِيكُنْ نُور00أنت مُحتاج هذا الصُوت لِتُدرِكَ نُور الله00قلبِى مُظلِم ليس بِهِ محبَّة رغم إِنِّى أتكلَّم عنها كثِيراً00أنا لاَ أُصَلِّى لأِنَّ قلبِى مُظلِم00الله يُنِير قلبِى هل أُصَدِّق أنَّ نَفْسَ الإِله الَّذِى جعل الظُلمة نُور يستطِيع أنْ يُنِير قلبِى ؟ نعم00المجد لَكَ يارب لأِنَّكَ تُرِيد أنْ يكُون أولادك مُستنِرِين00الله أشرق بِنُوره فيُبدِّد سُلطان الظُلمة00الله يقُول لَكَ هل تُرِيد أنْ أُنِير قلبك كما أنرت قلب فُلاَن ؟ تقُول لَهُ ليس الآنَ أُترُكنِى قلِيلاً00البعض إِختبر النُّور لكِنَّهُ أحبَّ الظُلمة بدأ بُولُس الرَّسُول يقُول لَهُمْ نحنُ أُناس نعرِف الله وَهُوَ أنار قُلُوبنا لكِنْ بُولُس خاف أنْ يحسِبُوه أنَّهُ يُزَّكِى نَفْسَه فقال [ وَلكِنْ لنا هذا الكنزُ فِي أوانٍ خزفِيَّةٍ لِيكُونَ فضلُ القُوَّةِ لِلهِ لاَ مِنَّا ]00إِنارة الله هِى كِنز00إِنجِيله كِنز00هذا الكِنز لابُد أنْ نخفِيه حَتَّى لاَ ننال مجد النَّاس وَنتكبِّر قدِيماً كَانَ البعض يُوفِّر ماله فِى أوانٍ خزفِيَّة لأِنّها تُعتبر مكان أمِين لاَ يخطُر عَلَى بال إِنسان00لِذلِكَ نضع الغالِى جِدّاً فِى مكان رخِيص جِدّاً بُولُس الرَّسُول يقُول لابُد أنْ يُغلَّف الغالِى فِى الرخِيص حَتَّى لاَ يكُون عُرضه لِلنهب00الله وضع كلِمتهُ وَنُوره فِى جسدنا أوانِى خزفِيَّة وَهُوَ سمح بِذلِكَ وَجعلنا أوانِى رُوحه00يا الله أنت جعلت أولادك أوانِى خزفِيَّة مِثْلَ أهل العالم لكِنْ الفرق أنَّ أولادك أوانِى خزفِيَّة داخِلها كِنز لِذلِكَ أولاده دائِماً غاليِين عليه وَليسوا مِنْ العالم00نحنُ مُكرَّمِين جِدّاً فِى عينىِّ الله الجسد الَّذِى صار هيكل لله تُرى ما هِى كرامته ؟ الجسد الَّذِى يتحِد بِالجسد وَالدَّم ما هِى كرامته ؟00إِحذر00لَوْ إِنسان بِهِ كُلّ هذا المجد وَيفتخِر بِإِنائه الخزفِى نقُول لَهُ أُترُكَ هذا الإِناء الخزفِى وَأفتخِر بِكِنزك بِما هُوَ داخِلَكَ حَتَّى لاَ تُعرِّض نَفْسَكَ لِلمجد00فإِجعل جسدك عادِى وَغير مُلفِت لأِنَّهُ ليس أكثر مِنْ وعاء00لِذلِكَ الإِنسان مُحتاج أنْ يعرِف الكِنز الَّذِى بِداخِله حَتَّى يعرِف مدى حقارِة جسده00عجِيب مَنْ يفتخِر بِالإِناء وَيترُك الكِنز 0 ثُمَّ يقُول بُولُس الرَّسُول بعض المُتناقِضات العجِيبة :- [ مُكتئبِينَ فِي كُلِّ شئٍ ( الإِناء الخزفِى ) لكِنْ غير مُتضايِقِينَ ( الكِنز ) ]00يقُول الكلِمة وَيقُول لها عكسها00الكلِمة الأُولى تتبع الإِناء الخزفِى وَالثَّانِية تتبع الكنز00شئ يُحيِّرك لكِنَّكَ غير يائِس00أنا مُتضايِق لكِنْ غير مُتحيِّر لأِنَّ الله يُعطِى المجد داخِل الألم00كثِيراً ما لاَ نفهم ما يفعلهُ الله معنا ظاهِرِيّاً لكِنّنا نعلم أنَّ داخِلهُ نُور وَمجد00أنا واثِق أنَّ الله سيجعلنِى أقبل كُلّ ما لستُ أفهمه [ مُضطهدِينَ لكِنْ غير مترُوكِينَ0 مطرُوحِينَ لكِنْ غير هالِكِينَ ]00أُناس مُضطهدِين وَمُعذَّبِينَ وَيذُوقُون الموت وَالعذاب لكِنَّهُمْ يشعرُون أنَّهُمْ غير مترُوكِين وَهذا جمال الحياة مَعَْ الله أنْ تشعُر داخِلَكَ بِالكِنز الغالِى أنا خاطِئ وَالخطِيَّة تتعِبنِى لكِنِّى واثِق إِنِّى غير هالِكَ لأِنَّ لدىِّ كِنز00لِى رجاء فِى المسِيح00لِى الجسد وَالدَّم00عِندِى العِلاج وَالدواء [ حامِلِينَ فِي الجسدِ كُلَّ حِينٍ إِماتة الرَّبِّ يسُوع لِكي تُظهر حيوة يسُوع أيضاً فِي جسدِنا ]00نحنُ داخِلنا نحمِل شئ شكله صعب لكِنّهُ فِى الحقِيقة سِر حياتنا هذا الشئ هُوَ إِماتة يسُوعَ00نفهم أنَّ هذا الألم هُوَ شرِكة مجد مَعَْ المسِيح تخيَّل شُهداء مُساقِين لِلموت مظهرهُمْ صعب وَقَدْ ترى رؤوسهُمْ تتطاير00منظر يِبكِى لكِنّهُمْ نجِدهُمْ فرِحِين00لِماذا ؟ لأِنَّهُمْ شُركاء المسِيح فِى ألمه وَصلِيبه00إِنْ كَانَ المسِيح إِجتاز الموت إِلاَّ أنَّهُ غلبهُ00هكذا نحنُ أولاده نحمِل سِماته جسدِى مات لِكى تظهر حياة المسِيح فِىِّ00أنا إِناء خزفِى لكِنْ داخِلِى كنز الحياة00جسدِى ردِئ يمِيل لِلخطِيَّة لكِنْ داخِلِى كِنز حياة يسُوعَ لِذلِكَ جسدِى حىّ وَمُنيِر بِالمسِيح [ إِذاً الموتُ يعملُ فِينا وَلكِن الحيوةُ فِيكُمْ ]00أنا إِجتزت كُلّ خِبرات الألم وَالإِيمان لِذلِكَ تكلَّمت00أنا لَمْ أُكلَّمِكُمْ بِكلام وهمِى بَلْ مِنْ خِلاَلَ إِختبار وَخِبره00تسأل إِنسان هل أنت مُؤمِنْ بِما تقُوله ؟ يقُول نعم لأِنِّى إِختبرتهُ ثُمَّ يدخُل بُولُس الرَّسُول لِجُزء جبَّار فيقُول [ عالِمِينَ أنَّ الَّذِي أقامَ الرَّبَّ يسُوعَ سيُقِيمُنا نحنُ أيضاً بِيسُوعَ وَيُحضِرُنا معكُمْ ]00نَفْسَ القُوَّة الَّتِى أقامت يسُوعَ مِنْ الموت هِى الَّتِى تُقِيمُنا مِنْ موتِنا00لَوْ لَمْ يكُنْ لِى رجاء فِى القِيامة مِنْ خطِيتِى إِذاً فأنا أشُكَ فِى القُوَّة الَّتِى أقامت يسُوعَ00لاَ00هِى هِى نَفْسَ القُوَّة الَّتِى أقامت يسُوعَ ستُقيمنِى لِذلِكَ حَتَّى وَإِنْ كُنت تحت خطِيَّة لكِنْ لابُد أنْ تشعُر بِنَفْسَ فِكر بُولُس الرَّسُول فإِنْ كُنت مائِت فأعلم أنَّهُ توجد حياة00إِنْ كُنت مطرُوح أعلم أنَّكَ لست هالِكَ لأِنَّكَ خيمة المجد بُولُس الرَّسُول عِنده رِسالة إِختبرها وَيُقنِعنا بِها 00[ لأِنَّ جمِيعَ الأشياء هِي مِنْ أجلِكُمْ لِكي تكُون النِّعمةُ وَهِي قَدْ كثُرت بِالأكثرِينَ تزِيدُ الشُّكرِ لِمجدِ اللهِ ]00لمَّا مجد الله يؤول إِلينا تزداد النِّعمة فيعُود النَّاس لِلشُكر فيُمجِّدوا الله عَلَى أعماله الَّتِى عملها مِنْ أجلهُمْ لأِنَّهُمْ إِختبرُوها فِى حياتهُمْ [ لِذلِكَ لاَ نفشلُ بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنسانُنا الخارِجُ يفنى فالدَّاخِلُ يتجدَّدُ يوماً فيوماً ]00نحنُ لاَ نفشل00كُلّ الرَّجاء الَّذِى لنا فِى المسِيح لاَ يجعلنا نفشل00الَّذِى لَهُ هذا الكِنز داخِل الإِناء الخزفِى لاَ يفشل00رُوح الله يجعل الإِنسان مُتجدِّد داخِلِيّاً00كُلّ يوم أُقدِّم لَهُ توبة مُتجدِّده وَكُلّ يوم لَهُ طعم وَمذاق جدِيد فِى حياتنا كما كَانَ المن مهما كبرت فِى العُمر وَضعُف فِكرِى فأنا مُتجدِّد داخِلِيّاً بِرُوح الله00هل رأيت إِنسان يكبر وَعمل الله داخِلهُ مُتجدِّد ؟ هذا دلِيل عَلَى عمل الله داخِلهُ00رُوح الله جدِيد داخِلهُ مهما كبر وَشاخ00الداخِل عكس الخارِج00الخارِج يتأثَّر بِما حوله وَبِالأمراض لكِنْ الداخِل مُتجدِّد00مِنْ نِعمة الله علِينا أنَّ الحياة الرُّوحِيَّة مُتجدِّده وَإِلاَّ سنرى أنّنا حضرنا القُدّاس بِالأمس وَقرأنا الإِنجِيل مِنْ قبل وَأنهيناه [ لأِنَّ خِفَّة ضِيقتِنا الوقتِيَّة تُنشِئُ لنا أكثر فأكثر ثِقل مجدٍ أبدِيّاً ]00كُلّ الآلام الَّتِى نُعانِيها هِى لاَ شئ00كيف تقُول ذلِكَ يا بُولُس وَأنت فِى الأصل يهُودِى ؟ تخيَّل إِنسان يهُودِى مُتعصِّب ثُمَّ يصِير مُؤمِنْ كيف سيتعامل معهُ اليهُود ؟ وَكيف يُشكِّكَ فِيهِ بعض المُؤمِنِين ؟كُلّ هذا يستخِف بِهِ بُولُس بينما نحنُ نستثقِل أخف الأشياء لأِنَّهُ مُنتظِر ثِقل مجد أبدِى فيرى كُلّ ألم خفِيف أكثر إِنسان يشعُر بِخِفَّة آلامه هُوَ مَنَ يشعُر بِمجد الله وَالعكس الَّذِى يشعُر أنَّ أثقاله كثِيرة هُوَ مَنَ لاَ يرى مجد الله00لابُد أنْ تشعُر بِخِفَّة الآلام عِندما تُقارِنها بِالمجد الأبدِى00فَكَمْ يزِن الكِيلو بِجانِب الطِن ؟ لاَ يوجد وجه مُقارنة بينهُما00بينما إِنْ لَمْ تُقارِنهُما بِبعضِهِما ستشعُر أنَّ الكيلو ثقِيل00لاَ00خِفَّة ضِيقتنا الوقتِيَّة تُنشِئ ثِقل مجد أبدِى00خِفَّة عكس ثِقل00 وَضِيقة عكس مجد00 وَوقتِيَّة عكس أبدِيَّة هل تتخيَّل أنَّكَ تحيا عُمر عَلَى الأرض كى يُعجبوا بِكَ وَيُصّفِقُوا لَكَ ؟00لاَ00هذا ما يُرى00أنت ناظِر إِلَى ما لاَ يُرى لأِنَّ كُلّ ما يُرى ثِق أنَّهُ زائِل00فإِنْ سِرت مَعَْ إِنسان مُسِن يقُول لَكَ هذا الشَّارِع كَانَ مُختلِف مِنْ قبل لأِنَّ كُلّ ما يُرى هُوَ مُتغيِّر حَتَّى أنَّ البعض لاَ يتعرَّف عَلَى الآخر بِمرُور الوقت وَالأيَّام00لكِنْ إِنشغِل بِما لاَ يُرى وَليس بِما يُرى شئ صعب هُوَ ما لاَ يُرى فكيف ترى ما لاَ يُرى ؟ نقُول هذا الأمر يحتاج إِيمان وَلَنْ يراه سِوى المسِيحِى لأِنَّ الإِيمان المسِيحِى قائِم عَلَى ما لاَ يُرى00فنرى فِى الكنِيسة الأسرار وَالسِّر هُوَ عمل منظُور يتِم مِنْ خِلاله اللامنظُورعرُوسان يدخُلاَنَ الكنِيسة يخرُجان كيان واحِد خُبزة قُربانة بعد القُدَّاس تتحوَّل إِلَى جسد المسِيح00طِفل نزل الماء يخرُج مِنهُ مسِيحِى00هذا سِر00 الإِنسان الَّذِى يُجاهِد عَلَى هذِهِ الأرض لأِجل الأبدِيَّة الَّتِى لاَ تُرى كُلّ شئ يراه حوله لاَ يضع فِيه ثِقته إِجتهِد أنْ يكُون لَكَ كِنز فِى السَّماء00إِسترِح عِندما تُعطِى صدقة وَأشعُر بِالرُّوح بِالكِنز الَّذِى لَكَ فِى السَّماء00إِسترِح عِندما تقرأ الإِنجِيل وَأشعُر بِهِ فِى قلبكَ00مِنْ هُنا بُولُس الرَّسُول يأخُذ الإِنسان مِنْ أسفل مِنْ الإِنسان الجسدانِى لِيرفعه إِلَى فوق إِلَى مُستوى الإِنسان الرُّوحانِى00هذِهِ هِى خِبرة بُولُس الرَّسُول ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .

رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح 2و3

الأصْحَاحُ الثَّانِي :- [ وَلكِنِّي جزمتُ بِهذا فِي نَفْسِي أنْ لاَ آتِي إِليكُمْ أيضاً فِي حُزنٍ ]00كُنت أُرِيد أنْ آتِى إِليكُمْ لكِنِّى كُنت مُتضايِق وَحزِين فأردت أنْ آتِى إِليكُمْ وَأنا هادِئ وَفرِح00[ لأِنَّهُ إِنْ كُنتُ أُحزِنُكُمْ أنَا فَمَنْ هُوَ الَّذِي يُفرِّحُنِي إِلاَّ الَّذِي أحزنتُهُ ]00أنا أحزنتكُمْ مِنَ قبل فهل آتِى مرَّة أُخرى لأُِحزِنكُمْ أيضاً ؟ لابُد أنْ أفرَّحكُمْ وَتفرّحُونِى [ وَكتبتُ لكُمْ هذا عينهُ حَتَّى إِذا جِئتُ لاَ يكُونُ لِي حُزن مِنَ الَّذِينَ كَانَ يجِبُ أنْ أفرح بِهِمْ واثِقاً بِجمِيعِكُمْ أنَّ فرحِي هُوَ فرحُ جمِيعكُمْ ]00بُولُس الرَّسُول يضع الآخرِين قبل نَفْسَه وَيُظهِر عواطِفهُ القوِية إِتجاه مخدومِيه00كلامه كُلّه محبَّة يقُول مُعلَّمِنا بُولُس أنا لاَ أُرِيد أنْ أُحزِنكُمْ أنا أُرِيد أنْ أفرَّحكُمْ وَتفرَّحُونِى وَبِصراحة أكثر أنَّ فرحِى هُوَ فرحكُمْ وَحُزنكُمْ هُوَ حُزنِى لِذلِكَ أُرِيد أنْ أراكُمْ فرِحِين كى أفرح00أنا آتِى إِليكُمْ لِكى أصنع خِدمة صُلح وَمحبَّة [ لأِنِّي مِنْ حُزنٍِ كثِيرٍ وَكأبةِ قلبٍ كتبتُ إِليكُمْ بِدُمُوعٍ كثِيرةٍ لاَ لِكي تحزنُوا بَلْ لِكي تعرِفُوا المحبَّة الَّتِي عِندِي وَ لاَ سِيَّما مِنْ نحوِكُمْ ]00عِندما تصِلنِى عنكُمْ أخبار صعبة أحزن وَأكتئِب وَلكِنْ أُعبِّر عَنْ إِكتآبِى بِدِمُوعِى أمام الله00نحنُ حُزننا يأتِى بِضعف وَصِغر نَفْسَ00لاَ00إِعمِل كمُعلَّمِنا بُولُس00سِلاح واحِد هُوَ الدِمُوع الكثِيرة أمام الله كَمْ مِنَّا لديهِ مشاكِل وَضِيقات تجعلنا فِى صِغر نَفْسَ وَندخُل فِى كآبة كبُولُس الرَّسُول00وَكآبة قلب مُعلَّمِنا بُولُس ليست لِسبب شخصِى بَلْ لِسبب سماعه خبر مُحزِن عَنْ الخِدمة00قلب راعِى يحزن عَلَى قطِيعه وَيعرِف المخرج جيِّداً وَهُوَ الدِمُوع الكثِيرة أمام الله00مُعلَّمِنا بُولُس رجُل دِمُوع00بُولُس يقُول لَهُمْ أنا أُحِبُّكمْ جِدّاً [ وَلكِنْ إِنْ كَانَ أحد قَدْ أحزن فَإِنَّهُ لَمْ يُحزِنِّي بَلْ أحزن جمِيعكُمْ بعض الحُزن لِكي لاَ أُثقِّلَ ]00هُنا يُحدِّثهُمْ عَنْ خاطِئ كُورنثُوسَ الَّذِى تزوَّج زوجة أبِيه وَكَانَ مُعلَّمِنا بُولُس قَدْ قَالَ عنهُ [ فَاعزِلُوا الخبِيث مِنْ بينِكُمْ ] ( 1 كو 5 : 13 ) مُعلَّمِنا بُولُس يقُول واضِح أنَّ خاطِئ كُورنثُوسَ حزن بِسبب قولِى هذا وَقاد البعض ضِدِّى00هُنا يقُول كَانَ المفرُوض أنَّ هذا الشخص لاَ يُحزِننِى أنا فقط بَلْ يُحزِنكُمْ أنتُمْ أيضاً لأِنَّنا كُلِّنا جسد واحِد وَخطيَّة واحِدة تُؤذِى الجمِيع لِذا لابُد أنْ نُمارِس سِر الإِعتراف كى نعترِف بِخطايانا كى نأخُذ الحِل وَأيضاً كى نُصالِح الكنِيسة الَّتِى أحزنَّاها بِخطايانا كما فِى قِصَّة عخان بن كرمِى عِندما طمع فِى بعض الغنائِم فهُزِم الشَّعْب حَتَّى أنَّ يشُوعُ قَالَ لَهُ[ كيف كدَّرتنا ] ( يش 7 : 25 )00يقُول لَهُ عخان وَما هِى خطِيَّتكُمْ أنتُمْ وَما ذنبُكُمْ أنتُم؟ 00لاَ00إِنَّ الله لاَ ينظُر إِلينا كأعضاء مُستقِلة بَلْ كجسد واحِد فِى المسِيح يسُوعَ بُولُس الرَّسُول يقُول أنا أحزنت الخاطِئ وَأُرِيد الآنَ أنْ أفرَّحكُمْ00مُعلَّمِنا بُولُس عرف أنَّ خاطِئ كُورنثُوس عِندما حرمهُ تاب تُوبة قوِية وَلكِنْ لِلأسف دائِماً نجِد مَنْ يُحبِّذ المُعارضة فِى كُلّ شئ فعِندما حرمهُ بُولُس الرَّسُول ظهر مَنْ يعترِض وَيقُول لِماذا يُحرم وَعِندما عرف مُعلَّمِنا بُولُس أنَّهُ تاب وَأراد أنْ يُعِيده لِحِضن الكنِيسة ظهر أيضاً مَنَ يعترِض وَيقُول هذا خاطِئ لاَ يدخُل الكنِيسة فقال بُولُس الرَّسُول [ مِثْلُ هذا يكفِيهِ هذا القصاصُ الَّذِي مِنَ الأكثرِينَ ]مُعلَّمِنا بُولُس يجعل قِيادِة الكنِيسة قِيادة جماعِيَّة رغم أنَّهُ رسُول وَكأنَّهُ يقُول كُلّكُمْ حكمتُمْ عليهِ وَلابُد أنْ نُعِيده بِالتوبة00[ حَتَّى تكُونُوا بِالعكسِ تُسامِحُونهُ بِالحرِيِّ وَتُعزُّونهُ ]00الآنَ عزُّوه00[ لِئلاَّ يُبتلع مِثْلُ هذا مِنَ الحُزنِ المُفرِطِ ]00مُعلَّمِنا بُولُس طبِيب يعرِف كيف يُعالِج النَّفْسَ00حرم هذا الخاطِئ كى يُعالِج مرض الخطيَّة وَعِندما تاب قبلهُ وَعزَّاه هذا أُسلُوب رائِع ليتكَ تتَّبِعه مَعَْ أولادك فِى التربِية كُنْ حازِم معهُمْ وَلكِنْ ليس بِقسوة00القدِيس كبريانُوس يقُول [ لِيكُنْ لَكَ حزم بِلاَ قسوة وَحُب بِلاَ تدلِيل ]00هذا ما فعلهُ بُولُس الرَّسُول [ لِذلِكَ أطلُبُ أنْ تُمكِّنُوا لَهُ المحبَّة0 لأِنِّي لِهذا كتبتُ لِكي أعرِف تزكِيتكُمْ هل أنتُمْ طائِعُونَ فِي كُلِّ شئٍ ]00مُعلَّمِنا بُولُس يُشرِكهُمْ فِى كُلّ شئ وَيقُول لَهُمْ أنتُمْ طائِعُون فِى كُلّ شئ00رغم أنَّ بُولُس يعرِف أنَّ بعضهُمْ لاَ يُطِيع لكِنّهُ يُخجِلهُمْ بِهذِهِ الكلِمات00إِنْ كَانَ طِفل مُتمرِّد قُل لَهُ أنت جيِّد وَحَسِنَ لأِنَّكَ هادِئ وَمُطِيع00هذا أُسلُوب جيِّد فِى التربِية وَهُوَ[ أمدحُ الآخر بِما ليس فِيهِ ] بُولُس الرَّسُول يعرِف أنَّهُمْ غير طائِعِين لكِنَّهُ يُشَّجِعهُمْ وَكأنَّهُ يُشعِرهُمْ أنَّهُمْ أصحاب قرار وَ لاَ يقُول لَهُمْ أنا بُولُس بِسُلطانِى الرَّسُولِى أقُول هذا الشخص يدخُل الكنِيسة بِدُون جِدال00لاَ00مُعلَّمِنا بُولُس يُعرِّفهُمْ أنَّ الخطيَّة هِى مرض وَتحتاج لِعلاج فيطلُب مِنهُمْ أنْ يُعلِنُوا لَهُ المحبَّة لِئلاَّ يُبتلع مِنْ الحُزن المُفرِط00 [ وَالَّذِي تُسامِحُونهُ بِشئٍ فَأنا أيضاً0 لأِنِّي أنا ما سامحتُ بِهِ إِنْ كُنتُ قَدْ سامحتُ بِشئٍ فَمِنْ أجلِكُمْ بِحضرةِ المسِيحِ لِئلاَّ يطمع فِينا الشَّيطانُ لأِنَّنا لاَ نجهلُ أفكارهُ ]كَانَ بُولُس الرَّسُول قَدْ إِتفق مَعَْ تِيطُس أنْ يذهب إِلَى كُورنثُوسَ لِيعرِف أحوالهُمْ ثُمَّ يُقابِلهُ فِى تِرواس لِيُطمِئِنهُ عليهِمْ وَلكِنَّهُ لَمْ يجِدهُ فِى ترواس فحزن وَقلق عليهِمْ جِدّاً وَفِى ترواس رأى رُؤيا رجُل مكدُونِى يقُول لَهُ أُعبُر وَأعِنَّا فذهب إِلَى مكدُونيَّة وَلَمْ يُقابِل تِيطُس فِى ترواس فقال [ وَلكِنْ لمَّا جِئتُ إِلَى ترواس لأِجلِ إِنجِيل المسِيحِ وَانفتح لِي باب فِي الرَّبِّ لَمْ تكُنْ لِي راحة فِي رُوحِي لأِنِّي لَمْ أجِد تِيطُسَ أخِي0 لكِنْ ودَّعتُهُمْ فخرجتُ إِلَى مكدُونيَّةَ ] 00بُولُس الرَّسُول محصُور بين إِثنين الكِرازة فِى أماكِن جدِيدة وَمُتابعة كِرازتِهِ السَّابِقة00هُنا كَانَ يُرِيد أنْ يُتابِع كُورنثُوسَ وَيُرِيد أنْ يذهب إِلَى مكدونيَّة [ وَلكِنْ شُكراً للهِ الَّذِي يقُودنُا فِي موكِب نُصرتِهِ فِي المسِيحِ كُلَّ حِينٍ وَيُظهِرُ بِنا رائِحة معرِفتِهِ فِي كُلِّ مكانٍ ]00صِراع بُولُس الرَّسُول بين التبشِير الجدِيد وَالرِعاية00فَهُوَ يُرِيد أنْ يُقدِّم المسِيح فِى كُلَّ مكان لِذا ترك الله يقُوده فِى كُلّ حِينٍ لِيُظهِر رائِحة معرِفتِهِ مُعلَّمِنا بُولُس يقُول كُلّ مدِينة دخلتها إِنتصرت فِيها وَكرزت لِمَنَ فِيها00وَالنُصرة وَالكِرازة تمتد مِنْ مدِينة لِمدِينة فتظهر رائِحة المسِيح سواء فِى ترواس أوْ مكدونيَّة لأِنَّهُ يُقدِّم كِرازتِهِ بِالمسِيح [ لأِنَّنا رائِحةُ المسِيحِ الذَّكِيَّةُ للهِ فِي الَّذِينَ يخلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يهلِكُونَ0 لِهؤلاء رائِحةُ موتٍ لِموتٍ وَلأُِولئِكَ رائِحةُ حيوةٍ لِحيوةٍ ]00كيف تظهر رائِحة المسِيح فِى الَّذِينَ يخلُصُون وَالَّذِينَ يهلكُون ؟ يُحكى عَنْ قادِة ذلِكَ العصر أنَّهُمْ عِندما كانُوا يدخُلُون حرب وَينتصِرُون كَانَ مِنْ علامات الإِنتصار أنَّهُمْ يُحضِرُون الأسرى وَيُقِيمُون موكِب يدُور فِى المدِينة كُلِّها فِى مُقدِّمة الموكِب أبطال الجيش الَّذِينَ حاربُوا وَأنتصرُوا وَفِى نِهايِة الموكِب أسرى أعدائِهِمْ00لِماذا ؟ لأِنَّهُمْ أثناء مسِيرتهِمْ كانُوا يُبخِّرُون لآلِهتِهِمْ لأِنَّها أعطتهُمْ النُصرة كما يعتقِدُون فتكُون رائِحة البُخُور رائِحة نشوى لأبطال الحرب فِى مُقدِّمة الموكِب وَِرائِحة خِزى لأسرى أعدائِهِمْ لأِنَّهُمْ فِى نِهايِة المطاف سيُقتلُون مُعلَّمِنا بُولُس إِتخذ هذا الأمر مِثال فِى حدِيثه فقال نحنُ هكذا نفعل بِالكرازة وَالَّذِى يقبل رائِحة المسِيح الذَّكِيَّة ينتصِر وَينال حياة وَمجد وَالَّذِى يرفُضها يهلَكَ00صلِيب المسِيح حياة لِلَّذِينَ يخلُصُون وَيقبلوه وَموت لِلَّذِينَ رفضوه00كذلِكَ وصايا الإِنجِيل حياة أبدِيَّة أوْ دينُونة كيف تكُون رائِحة الحياة هِى نَفْسَها رائِحة مُوت ؟ الإِنجِيل الَّذِى يكُون سبب تعزِية وَفرح قَدْ يكُون أيضاً سبب دينُونة00عمُود النَّار الَّذِى أنار لِبنِى إِسْرَائِيلَ فِى البرِّيَّة قَدْ يكُون ظُلمة لِلمصريين لِذلِكَ يقُول مُعلَّمِنا بُولُس [ لأِنَّنا رائِحةُ المسِيح الذَّكِيَّةُ ]00وَأنا كُنتُ فِى ترواس وَالله أرسل لِى رجُل مكدُونِى فِى رُؤيا فذهبت إِلَى مكدونيَّة لأكرِز هُناك00أنا لِى رِسالة لِلَّذِينَ يقبلُونا وَالَّذِينَ يرفُضُونا00نحنُ أدوات فِى يَدِ الله [ لأِنَّنا لسنا كالكثِيرِينَ غاشِّينَ كلِمة اللهِ لكِنْ كما مِنْ إِخلاصٍ بَلْ كما مِنَ اللهِ نتكلَّمُ أمامَ اللهِ فِي المسِيحِ ]00أنا لَمْ آتِ لأُِقدِّم لَكُمْ بُولُس00أنا أُقدِّم لَكُمْ كلِمة المسِيح بِإِخلاصٍ00وَالله شاهِد عَلَى كلامِى00تخيَّل أنَّكَ تتكلَّم وَالسيِّد المسِيح يسمع فبِأى إِتضاع وَأى رُوح تتكلَّم ؟ مُعلَّمِنا بُولُس يقُولَ لَهُمْ أنا لاَ أغِشَّكُمْ 0 الأصْحَاحُ الثَّالِثُ :- [ أفنبتدِئُ نمدحُ أنْفُسنا أمْ لعلَّنا نحتاجُ كقومٍ رسائِلَ توصِيةٍ إِليكُمْ أوْ رسائِلَ توصِيةٍ مِنْكُمْ ]00أنا شِهادتِى شِهادة لِلمسِيح00أنا لاَ أمدُح نَفْسِى00قدِيماً عِندما يُرسِل إِنسان آخر لِلتبشِير فِى مكانٍ ما كَانَ يُرسِلهُ بِخطاب توصِية كى يقبلُوه00مُعلَّمِنا بُولُس يقُول أنا جِئتُ إِليكُمْ مِنْ قبل فهل آتِى الآنَ إِليكُمْ بِرسائِل توصِية مِنْكُمْ أوْ مِنْ آخرِين00بُولُس يُخجِلهُمْ [ أنتُمْ رِسالتُنا مكتُوبةً فِي قُلُوبِنا معرُوفةً وَمقرُوءةً مِنْ جمِيعِ النَّاسِ ]00إِنْ كُنتُمْ تُرِيدُون دلِيل عَلَى رسولِيتِى وَخِدمتِى ؟ أنتُمْ دلِيلِى00 أنتُمْ رِسالتنا00أنتُمْ مَنَ تُعبِّرُون عَنْ صِدقِ رسُولِيتِى لأِنَّكُمْ عرفتُمْ المسِيح عَنْ طرِيقِى وَأنا أفتخِر بِكُمْ00أنتُمْ بُرهان صِحة رسُولِيتِى00أنتُمْ مكتُوبِين عَلَى قلبِى وَهذا معرُوف مِنْ جمِيع النَّاس [ ظاهِرِين أنَّكُمْ رِسالةُ المسِيح مخدُومةً مِنَّا مكتُوبةً لاَ بِحِبرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الحيِّ0 لاَ فِي ألواحٍ حجرِيةٍ بَلْ فِي ألواحِ قلبٍ لحمِيةٍ ]00عِندما كُنتُ أُكلِّمكُمْ لَمْ أكُنْ أقرأ لكُمْ أصحاح عَنْ المحبَّة00لاَ00بَلْ مُعاملتكُمْ معِى كانت تجعلكُمْ تقرأُون الإِنجِيل فِيِّ00وَما أجمل تعبِير سيِّدنا البابا عِندما قَالَ [ أنَّ المسِيحِى إِنجِيل مفتُوح وسِيلة إِيضاح لِلفضائِل ]00بُولُس الرَّسُول شخصِيَّة رائِعة [ وَلكِنْ لنا ثِقة مِثْلُ هذِهِ بِالمسِيحِ لدى اللهِ0 ليس أنَّنا كُفاة مِنْ أنْفُسِنا أنْ نفتكِر شيئاً كأنَّهُ مِنْ أنْفُسِنا بَلْ كِفايتُنا مِنَ اللهِ ]00أنا لاَ أفعل شئ00قُوَّة الوصِيَّة هِى الَّتِى تعمل وَتُؤثِّر00هل تُرِيدُون الصَّراحة ؟ الصَّراحة جاءت مِنْ وصِيَّة العهد الجدِيد وَهُنا مُعلَّمِنا بُولُس يعمل مُقارنة بين وصِيَّة العهد الجدِيد وَوصِيَّة العهد القدِيم00فيقُول[ الَّذِي جعلنا كُفاةً لأِنْ نكُونَ خُدَّام عهدٍ جدِيدٍ0 لاَ الحرفِ بَلْ الرُّوح0 لأِنَّ الحرف يقتُلُ وَلكِنَّ الرُّوح يُحيِي ]00نِعمة العهد الجدِيد هِى الَّتِى جعلت الوصِيَّة فعَّالة وَمُؤثِّرة وَليست كوصِيَّة العهد القدِيم فِى العهد القدِيم كانُوا يُنّفِذُون الوصِيَّة بِحرفِيَّة لأِنَّهُمْ كانُوا يخافُون لكِنْ فِى العهد الجدِيد النِعمة جعلتنا نُحِب الوصِيَّة وَ لاَ نخافها00كانُوا فِى العهد القدِيم يؤمرُون وَإِنْ لَمْ يُعطوا إِمكانِيات تنفِيذ الوصِيَّة لكِنْ فِى العهد الجدِيد يُعطِى الوصِيَّة بِمحبَّة وَيُعطِى معها إِمكانِيَّات تنفِيذها00[ إِنْ كَانَ أحد فِى المسِيح فَهُوَ خلِيقة جدِيدة ] ( 2 كو 5 : 17 ) فِى العهد القدِيم كانت الوصِيَّة عِين بِعِين وَسِن بِسِن00لكِنْ فِى العهد الجدِيد يقُول لنا الله أنا أحببت أعدائِى فخُذُوا قُوَّتِى وَنّفِذُوا بِها الوصِيَّة00العهد الجدِيد يُقِيم عِلاقة حيَّة مَعَْ الله فيُعطِى إِشتياق لِتنفِيذ الوصِيَّة وَ لاَ تشعُر أنَّها أمر ثقِيل00يا لِلبركة تخيَّل أنَّكَ تطلُب مِنْ إِنسان أنْ يذهب لِقضاء أمر مُعيَّن فِى مكانٍ بعِيد وَ لاَ تقُول لَهُ كيف يصِل إِلَى هُناك00كيف يُنّفِذ طلبك ؟ صعب00لكِنْ عِندما تُعرِّفه مواصلات هذا المكان تُسّهِل عليه تنفِيذ ما تُرِيد00هكذا كانت الوصِيَّة فِى العهد القدِيم ثقِيلة لكِنْ فِى العهد الجدِيد يُعطِى الله النِعمة فتكُون النظرة شهوة00فتكُون الوصِيَّة ليست أوامِر بَلْ إِشتياقات [ ثُمَّ إِنْ كانت خِدمةُ الموتِ المنقُوشةُ بِأحرُفٍ فِي حِجارةٍ قَدْ حصلت فِي مجدٍ حَتَّى لَمْ يقدِر بنُو إِسْرَائِيلَ أنْ ينظُرُوا إِلَى وجهِ مُوسى لِسببِ مجدِ وجهِهِ الزَّائِلِ ]00خِدمة الموت هِى وصِيَّة العهد القدِيم لأِنَّ الوصِيَّة كانت ثقِيلة وَ لاَ تُنفّذ فتُعطِى موت00فيقُول بُولُس إِنْ كانت خِدمة الموت المنقُوشة عَلَى حِجارة00أى الوصايا00كانت فِى مجدٍِ فَكَمْ تكُون خِدمة الحياة [ فكيف لاَ تكُونُ بِالأولى خِدمةُ الرُّوحِ فِي مجدٍ0 لأِنَّهُ إِنْ كانت خِدمةُ الدَّينُونةِ مجداً فبالأولى كثِيراً تزِيدُ خِدمةُ البِرِّ فِي مجدٍ0 فإِنَّ المُمجَّد أيضاً لَمْ يُمجَّد مِنْ هذا القبِيلِ لِسببِ المجد الفائِق0 لأِنَّهُ إِنْ كَانَ الزَّائِلُ فِي مجدٍ فبالأولى كثِيراً يكُونُ الدَّائِمُ فِي مجدٍ ]00إِنْ كَانَ مُوسى الزَّائِل مُمجَّد فكمْ يكُون الدَّائِم فِى مجدٍ ؟ أنا الآنَ لستُ مُجرَّد إِنسان يخدِم خِدمة موت00لاَ00بَلْ أنا أخذت خِدمة حياة [ وَليس كما كَانَ مُوسى يضعُ بُرقُعاً عَلَى وجهِهِ لِكي لاَ ينظُر بنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهايةِ الزَّائِلِ0 بَلْ أُغلِظت أذهانُهُمْ لأِنَّهُ حَتَّى اليوم ذلِكَ البُرقُعُ نَفْسُهُ عِند قِراءةِ العهدِ العتِيقِ باقٍ غيرُ مُنكشِفٍ الَّذِي يُبطلُ فِي المسِيحِ ]00حَتَّى الآنَ النَّاس الَّذِينَ يقرأوُن العهد القدِيم بِدُون رؤية المسِيح فِيهِ مازالُوا يرتدُون البُرقُعُ لكِنْ البُرقُعُ يُبطل فِى المسِيح لأِنَّ الَّذِى فِيهِ نِعمة المسِيح أصبح يعِى ما هِى الذَّبائِح وَالضربات وَيوم الكفَّارة وَ000وَيفهم كُلّ الأُمور الغامِضة00أى زال البُرقُعُ بِالمسِيح يسُوع جيِّد الإِنسان الَّذِى يتعامل مَعَْ نِعمة العهد الجدِيد لِذلِكَ يُقال أنَّ يشُوع بن نُون عِندما أرسل جواسِيس لِيتجسّسُوا أرض الموعِد عادُوا إِليهِ حامِلِين عنقُود عِنب كبِير جِدّاً حَتَّى أنَّهُمْ حملوه عَلَى عصا فكان بعضهُمْ يمسِك بِالعصا مِنْ الأمام وَبعضهُمْ مِنْ الخلفِ وَعنقُود العِنب محمُول وسطهِمْ وَالَّذِينَ كانُوا فِى الأمام حملوه دُون أنْ يروه وَهُمْ يُشِيرُون لِرِجال العهد القدِيم الَّذِينَ تنبَّأوا عَنْ المسِيح وَلَمْ يروه00أمَّا الَّذِينَ كانُوا فِى الخلفِ وَرأوا عنقُود العِنب أمام عيُونهُمْ يُشِيرُون لِلعهد الجدِيد أبُونا بِيشُوى كَانَ يقُول أنَّ العهد القدِيم هُوَ نِيجاتِيف العهد الجدِيد00فعِندما تقرأ عَنْ يُوسِف العفِيف الَّذِى بِيع فِى العهد القدِيم تقُول أنَّ المسِيح جاء إِلَى خاصَّتِهِ وَخاصَّتِهِ لَمْ تقبله وَهُوَ يُوسِف الَّذِى جلس عَلَى عرش فرعُون هُوَ المسِيح الَّذِى رُفِع وَجلس عَنْ يمِين الآب00إِنتبِه فِى العهد القدِيم البُرقُع هُوَ الخطيَّة الَّتِى قَدْ تمنع المسِيح وَيجعل الآيات غامِضة وَالنِعمة غائِبة00لابُد أنْ يُزال البُرقُع وَيُزال بِالمسِيح [ لكِنْ حَتَّى اليومِ حِينَ يُقرأُ مُوسى البُرقُعُ موضُوع عَلَى قلبِهِمْ0 وَلكِنْ عِندما يرجعُ إِلَى الرَّبِّ يُرفعُ البُرقُعُ0 وَأمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرَّوحُ وَحيثُ رُوحُ الرَّبِّ هُناك حُرِّيَّةٌ ]00عِندما نعرِف المسِيح ننال الحُرِّيَّة وَالعِتق مِنْ الخطِيَّة [ وَنحنُ جمِيعاً ناظِرِين مجد الرَّبِّ بِوجةٍ مكشُوفٍ ]00الأُمور بِالنِسبة لِى ليست غوامِض بَلْ مكشُوفة [ كما فِي مِرآةٍ نتغيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورةِ عينِها مِنْ مجدٍ إِلَى مجدٍ كما مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ ]00ما أروع أنْ يعِيش الإِنسان فِى عِشرة جدِيدة مَعَْ الله كُلِّ يومٍ فينتقِل مِنْ مجدٍ إِلَى مجدٍ حَتَّى نتغيَّر إِلَى صُورة الله00مجد المسِيح كُلّه لنا00الله لاَ يُرِيدك أنْ تتغيَّر مِنْ خاطِئ إِلَى إِنسان عادِى بَلْ يُرِيدك أنْ تتغيَّر مِنْ خاطِئ إِلَى بار ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .

رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية مقدمة والاصحاح الاول

تُسمَّى رِسالة بُولُس الرَّسُول الثَّانِيةُ لأهل كُورنثُوسَ " رِسالة مُصالحة وَعِتاب "بين بُولُس الرَّسُول وَأهل كُورنثُوس00لِماذا ؟ أوَّلاً لأِنَّهُ شعر أنَّهُ كَانَ حازِماً فِى رِسالتةُ الأولى فأراد أنْ يُصالِحهُمْ00وَثانِياً لأِنَّهُ سمع أنَّهُمْ يقُولُون عنهُ أنَّهُ مُتردِّد وَليس رسُول لأِنَّهُ ليس مِنْ الأثنى عشر تلمِيذ أوْ السَّبعِين رسُول00وَأيضاً يقُولُون أنَّهُ كَانَ يجمع لِفُقراء أُورُشلِيم المال فكيف يتأكَّدُون أنَّهُ يُرسِل ما يجمع لِلفُقراء ؟ وَهُنا بُولُس الرَّسُول يُعاتِبهُمْ كُورنثُوس مدِينة تُجارِيَّة ساحِليَّة تربُط بين الشرق وَالغرب لِذلِكَ فهِى مركز تُجارِى00أيضاً تشتهِر بِالرِياضة وَالمُسابقات وَبِها مركز لِلعِبادات الوثنيَّة00تشتهِر بِالثقافات العالِية وَالمُمارسات الشَّرَّيرة وَتجمع كثِيرُون مِنْ مُختلف أنحاء العالم فِيها مدِينة بِهذِهِ الصِفات كيف يكرِز لها مُعلَّمِنا بُولُس ؟ كَانَ بِالأولى يكرِز لِمدِينة تشتهِى معرِفة الله وَليس لِهؤلاء المادِّيين00لكِنْ مُعلَّمِنا بُولُس كَانَ يُحِب الخدمات الصعبة لِيُعلِن عظمِة المسِيحيَّة وَالمسِيح القادِر أنْ يجذِب أى طبِيعة لَهُ00وَأنَّ المسِيحِيَّة تجذِب الجمِيع وَليست لِطبقة مُعيَّنة وَدلِيل ذلِكَ أنَّ كثِيرُون مِنْ أهل كُورنثُوس تغيَّرُوا وَسلُوكهُمْ وَحياتهُمْ تزيَّنت بِالتوبة وَصارت نموذج لِكنائِس أُخرى حَتَّى أنَّ مُعلَّمِنا بُولُس قَالَ لَهُمْ بِإِسلُوب رقِيق[ كَانَ أُناس فِيكُمْ قبلاً ]00أى أنَّهُ مِنكُمْ كَانَ قبلاً ظالِماً لكِنَّكُمْ الآنَ دخلتُمْ الإِيمان وَأصبحتُوا [ لستُمْ ناقِصِين فِي موهِبةٍ مَا ] ( 1 كو 1 : 7 )كَانَ بُولُس الرَّسُول قَدْ وعدهُمْ أنْ يأتِى عِندهُمْ لكِنَّهُ لَمْ يستطِع00وَهُنا أراد أنْ يقُول لَهُمْ أنَّهُ سيذهب لَهُمْ وَأنَّهُ سمع عنهُمْ أخبار جيِّدة فأرسل لَهُمْ تِيطُس وَأراد أنْ يرى تِيطُس لِيطمئِن عليهُمْ وَيفرح وَيعرِف مِنْهُ أخبارهُمْ الجيِّدة وَأنَّ الثمر جيِّد وَالتوبة ثمرها واضِح وَلكِنْ فِى نَفْسَ الوقت قَالَ لَهُمْ أنَّ هُناك تيار تشكِيكَ فِى رسُولِيتهُ وَنزاهتهُ لِذلِكَ أرسل لَهُمْ هذِهِ الرِسالة لأِنَّ بعضهُمْ قَالَ أنَّهُ مُتكبِّر فقال مُعلَّمِنا بُولُس لَهُمْ أنا قَدْ صِرت غبِيَّاً وَأنا أفتخِر أنا لستُ مُختلِف عَنْ سائِر الرُسُل00فقال لَهُمْ إِنْ دافِعت عَنْ رسُولِيتِى أُصبِح مُتكبِّر وَإِنْ لَمْ أُدافِع عنها تشكُّون فىَّ لِذلِكَ قَالَ لَهُمْ أوِل كلِمة فِى الرِسالة[ بُولُسُ رسُولُ يسُوعَ المسِيحِ بِمشيِئةِ اللهِ ]00أى أنا رسُول مِنْ الله سهل أنْ تعرِف قصد بُولُس الرَّسُول مِنْ رِسالتهُ مِنْ بِدايِتها فَهُوَ لَمْ يبدأ أى رِسالة بِكلِمة " بُولُس رسُول يسُوعَ المسِيح " إِلاَّ رِسالِة كُورنثُوس الثَّانِية لأِنَّهُمْ كانُوا يشكُّون فِى رسُولِيتهُ00أيضاً فِى رِسالتهُ لأهل غلاطية قَالَ [ بُولُسُ رسُول لاَ مِنَ النَّاسِ وَ لاَ بِإِنسانٍ بَلْ بِيسُوعَ المسِيحِ وَاللهِ الآبِ ]00فِى رِسالتهُ لأهل فِيلبِّي قَالَ لَهُمْ [ بُولُسُ وَتِيمُوثاوُسُ عبدا يسُوعَ المسِيحِ ] لأِنَّهُمْ كانُوا يُحِبُّوه أيضاً فِى رِسالتهُ الثَّانِية لأهل كُورنثُوس عِندما تكلَّمُوا عنه فِى أمر جمع المال لِفُقراء أُورُشلِيم قَالَ لَهُمْ [ كي تعتنُوا بِأمورٍ حسنة ليس قُدَّام الله بَلْ النَّاسِ أيضاً ]00أى تذكَّرُوا أنَّهُ هُناك ناس لأِنَّ بُولُس الرَّسُول كَانَ يُشرِك النَّاس معهُ فِى الأمور المادِّيَّة فَهُوَ أشرك تِيطُس وَلُوقا وَأخ آخر لِذلِكَ حَتَّى الكنِيسة الآنَ بِها لجنة وَليس فرد يتحكَّم فِيها حَتَّى يكُون فِى الأمرِ نزاهة00هذا الأمر أخذناهُ مِنْ مُعلَّمِنا بُولُس رِسالة كُورنثُوسَ الثَّانِيةُ هِى رِسالة مُصالحة وَعِتاب00بُولُس الرَّسُول فِى رسائِلهُ يُناقِش مشاكِل كما ناقش فِى رِسالتهُ الأولى لأهل كُورنثُوسَ ناقش المُحاكمات عِند غير المؤمِنِين وَ000لكِنْ فِى رِسالتهُ الثَّانِيةُ كَانَ مُعلَّمِنا بُولُس نَفْسَ جرِيحة يُعاتِب أولاده وَفِى نَفْسَ الوقت يُصالِحهُمْ إِنْ كَانَ قَدْ إِستخدم عِبارات شدِيدة لِذلِكَ لَوْ أُعثِر فِيكَ أخِيكَ فِى أمرٍ ما إِعتذر لَهُ00تخيَّل أنَّ بُولُس الرَّسُول وعد وَخلف وعده فِى مجِيئة لَهُمْ لِذلِكَ قَالَ ألعلِّى أستخدِم الخِفَّة وَكلَّمهُمْ عَنْ أمور المُعترِضة لَهُ00دائِماً الخادِم مُلتهِب فِى قلبه لكِنْ الظَّرُوف تعترِضه رغم إِشتياقه 0

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل