المقالات

10 يونيو 2021

عظة على عيد الصعود

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد يا مَن صعد إلى السماء جسدانياً، وهو يملأ الكل بلاهوته، أيها المسيح إلهنا، أَصْعِد هِمَمنا من تنازُل الأرضيات إلى اشتياق السمائيات. يا مَن شرَّف جنس البشر بارتفاع الجسد المأخوذ منهم إلى حيث مجد لاهوته الأزلي، أيها السيد، ارفع عقولنا من تنازُل رذائل هذا العالم إلى ارتقاء ذلك الدهر المستأنف (الآتي).يا مَن عظَّم الإنسان الترابي وجعله أهلاً أن يصير سمائياً، اقبلنا إليك أيها الرب الإله الذي يعلو الكل وهو فوق كل رئاسة وسلطان. وهَب لي أنا - أيها القدوس - قولاً لأتكلَّم على كرامة صعودك إلى (الموضع) الذي لم تَزَل فيه أزلياً.يا مَن وهب للأرضيين أن يبلغوا رتبة السمائيين، أعطني نطقاً يا عمانوئيل إلهنا، الذي أعطى قوةً للجسدانيين أن يصيروا روحانيين، لأنطق على جلالة ارتفاعك العجيب بالجسد إلى السموات التي أنت فيها باللاهوت لم تَزَل.امنحني معرفةً يا مَن وهب فضلاً وخلاصاً وارتفاعاً لجنسنا الذي كان ساقطاً في هاوية الهلاك، وصيَّره فوق ملكوت السماء الباقية، لأُخبر بحُسْن بهائك وأنت صاعد إلى علو سمائك، وأُرتل مع داود المزمِّر وأقول: «صعد الله بالتهليل. الرب بصوت القَرْن. رتلوا لإلهنا، رتلوا لملكنا، لأن الله هو ملك الأرض. رتلوا بفهم لأن الرب هو ملك على كل الشعوب. جلس الله على كرسي مجده» (مز 47: 5-8).أُعلنُ معه أيضاً بدخولك في أبواب المجد الدهرية وأقول: «ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم، ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية، ليدخل ملك المجد. من هو ملك المجد؟ رب القوات هو ملك المجد» (مز 24: 9-10).وأُخبر معه أيضاً بالسبي الذي اقتلعه من يد الشيطان بصعود الجسد الذي اتَّحدْتَ به وأَفضْتَ مواهبك على البشر وأقول: «صعد إلى العُلا، وسبى سبياً، وأعطى الناس مواهب» (مز 68: 18). ونسجد لك ونسبح جميعاً معه قائلين: «يا جميع ملوك الأرض سبِّحوا الله، رتلوا للرب الذي صعد إلى سماء السماء في المشارق» (مز 68: 33). ونرسل لك أيضاً معه تسبيحاً جديداً، لأن الأشياء العتيقة قد زالت وكل شيء قد تجدَّد بك أيها المسيح الرب، الذي جدَّد الخليقة بقيامته وأعلى رتبها بصعوده. ونقول جميعاً باتفاق واحد: «سبِّحوا الرب تسبيحاً جديداً، سبحوا الرب (يا) جميع الأرض، باركوا اسمه، بشِّروا يوماً فيوماً بخلاصه. قولوا في الشعوب إن الرب قد ملك» (مز 96: 1-10)، أعني غلبة الشيطان، وأن الجسد قد ظفر بالمُلك الأبدي كما قال لرسله بعد قيامته: «أُعطيتُ كلَّ سلطان في السماء وعلى الأرض» (مت 28: 18). وإن كان السلطان له لم يَزَل، وإنما أعني الجسد الذي أُعطي كرامةً وسلطاناً لم يكن (له) باتحاده باللاهوت وإقامته من بين الأموات. وهكذا تفهَّم في نوع الصعود والجلوس والمُلْك مثل ذلك كقول داود: إن «الرب ملك، سحاب وضباب حوله، بالعدل والحكم أتقن كرسيه» (مز 97: 1-2)، هذا هو المُلك الذي يعنيه جبرائيل الملاك للسيدة مرتمريم البتول قائلاً: «ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لمُلْكه انقضاء» (لو 1: 33).وداود أيضاً يقول: «قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك تحت موطئ قدميك، عصا قوة يُرسل لك من صهيون وتملك في وسط أعدائك إلى الأبد» (مز 110: 1-2). وهذا الموضع فسَّره الرب في الإنجيل. وهكذا اسمه القدوس قد ملك في وسط أعدائه وليس إلى وقت ينقضي بل إلى الأبد بلا انقضاء. وعَنِيَ بأعدائه الشياطين المَرَدَة واليهود الكفرة والذين لم يُذعنوا للإيمان باسمه، كما قال: «أعدائي الذين لم يشاؤوا أن أملك عليهم، ائتوني بهم واذبحوهم قدامي» (لو 19: 27)، أعني انتقامه منهم في استعلانه الثاني.بحقٍّ، أيها الإخوة الأحباء، إن كرامة هذا العيد الشريف جليلةٌ جداً، أعني عيد صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء، لأن فيه كمال التدبير بالتجسُّد العجيب. اليوم صعد الرب إلى السموات بالجسد وهو فيها باللاهوت لم يَزَل. وإنما ذكر نزوله أي أنه تجسَّد وذكر صعوده أنه أصعد الجسد الذي اتحد به إلى فوق كل رئاسة وسلطان. اليوم صعد الرب إلى سماء السموات وخضعت له الملائكة والرؤساء والقوات. اليوم صار (الجسد) الذي كان تحت الكل ساقطاً في التراب والبلوى، فوق الكل في سماء السموات. ولما نظرت البشر إلى الجسد الذي كان ساقطاً في الهاوية، أنه قد علا إلى سماء السموات فوق كل ما يُرى وما لا يُرى، علموا أن الهلاك قد مضى والأشجاب قد ذهب وانقضى، ومجد حرية البنوة قد استنار بربنا يسوع المسيح. لأن كيف تستطيع الأرض الصعود إلى السماء لو لم يتحد بها رب السماء بالتجسُّد العجيب، ويصعد إلى حيث مجده غير المُدْرَك. كيف يقدر الجسدانيون (أن) يصيروا روحانيين، لو لم يتجسد منهم رب الأرواح وإله كل ذي جسد، ويصلح كل شيء كما يليق به. كيف يقدر المسجونون تحت حكم الموت والفناء أن يبلغوا رتبة الذين لم يوجب عليهم حكم الموت، أعني الملائكة، لو لم يخالط طبيعتهم البار غالب الموت ويصعدها فوق الكل، وكل شيء خضع تحت قدميه. لم تصر لنا النعمة بمقدار الزلَّة، بل عظمة نعمة ربنا يسوع المسيح فاقت كل زلَّة وهفوة، وبلغت في العلو حتى نفذت سماء السموات فوق كل الملائكة والرؤساء والقوات.أليشع النبي يعلِّمنا سرَّ صعوده، وذلك أنه مكتوب في أسفار الملوك أن بني الأنبياء أتوا إلى أليشع النبي وسكنوا عنده، فقال لهم يا إخوة ليس في المكان بسعة لنا جميعاً، فاقطعوا لكم خشباً من على شاطئ نهر الأردن واصنعوا لكم محلات لتأووا فيها وتجدوا سكناً جيداً. ولم يكن عندهم سوى فأس واحد. فأخذوه ومضوا يقطعون به، فانقلعت العصاة من الفأس وسقط الحديد في نهر الأردن. وكان الموضع مهبط مياه قوي التيار جداً. فأتوا وأعلموا أليشع النبي بذلك. فأخذ عصا جديدة غير تلك الأولى وأتي إلى الموضع الذي سقط فيه الفأس، وألقى العصا الجديدة في النهر. فنزلت العصا إلى قعر النهر ودخلت في الفأس وأصعدته إلى فوق أعلا النهر. فمد النبي يده وأخذ الفأس (2مل 6: 1-7). وكان هذا مثالاً بروح النبوة على البشرية التي سقطت في بحر العالم ورسبت مثل حديد ثقيل، ولم تقدر (أن) تصعد إلى الشرف الفاضل. فتحنن الرب السماوي واتحد بجسد طاهر لم يُعتَّق بالخطية، بل أخذه من البتول مرتمريم بغير زرع بشر، ثم أصعده بغير مانع كما يليق به، وأعطى لجنسنا القوة على الصعود معقولاً إلى حيث مجده، كما يقول الرسول: «نتمسك بالرجاء الذي وعدنا به، الذي هو بمنزلة المرساة التي تمسك أنفسنا لئلا نزول، وندخل حتى نجاوز حجاب الباب، حيث سبق فدخل بدلنا يسوع («حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا») وصار حبراً دائماً» (عب 6: 18-20). وقال أيضاً: «فلنقترب الآن بوجوه مُسْفرة (مكشوفة) إلى كرسي نعمته لنظفر بالرحمة ونستفيد (ونجد) النعمة ليكون لنا ذلك عوناً في زمان الضيق» (عب 4: 16-17).يعقوب إسرائيل تقدم فأبصر كيفية صعود الرب، حيث أبصر سُلَّماً مرتفعاً من الأرض إلى السماء، وملائكة الله نازلين وصاعدين عليه، والرب فوق أعلا السُّلَّم (تك 28: 12-13). يدل هذا على تدبير الرب الذي أكمله بالجسد البشري، وارتقى من واحدة إلى أخرى كنوع السلم حين التجسد إلى حين الصعود والملائكة خادمون له. في ذلك باشره من حين البشارة إلى حين القيامة والصعود.هَلُمَّ في وسطنا اليوم أيها الإنجيلي القديس لوقا لنأخذ منك سياقة القول على صعود الرب، وكيف كتبتَ الإنجيل بتأييد الروح من ابتداء الجسد وأكملته بالصعود؛ ثم ابتدأت أيضاً بالصعود في كتاب الإبركسيس وجعلته فاتحة القول (أعمال الرسل - الأصحاح الأول)؛ ثم ذكرتَ كيف كان كمال الإنجيل، وجمعت الاثنين في حال الصعود وقلتَ: «قد كتبتُ كتاباً يا ثاوفيلا»، أعني الإنجيل المقدس. قال: «في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع في فعلها وتعليمها»، أعني سياسة تدبير الرب وأنه عمل أولاً وعلَّمنا أن نتبع أثره. ولكي ما يظهر بهذا أن كل ما عمله إنما كان لأجل تأديبنا وتعليمنا، وليس حاجة به إلى ذلك، أعطانا بهذا مثالاً أن نعمل ونعلِّم. قال: «حتى اليوم الذي صعد فيه»، أعني أن الصعود الكريم (هو) كمال بُشرى الإنجيل، وفيه انتهى القول في نوع تدبير الله. قال: «إن من بعد ما أوصى رسله الذين اصطفاهم بروح قدسه»، أعني الوصية التي ذكرها في الإنجيل. قال: «أولئك الذين أراهم نفسه أنه حي»، أعني القيامة المقدسة التي هي أربون (أي عربون) قيامتنا. قال: «من بعد ما تألم بآيات كثيرة»، أعني بالآيات شهادات الأنبياء التي تقدمت لأجله، (وهي) تُظهر كيفية علامات آلامه المُحيية مع الآيات التي كانت وقت الصلبوت علانية، من تغيُّر وجه السماء والأرض واضطراب العناصر. قال: «في أربعين يوماً كان يتراءى لهم ويقول على ملكوت الله»، أعني أنه أربعين يوماً بعد القيامة المقدسة يظهر لهم حيناً بعد حين. فحيناً يظهر لهم ليُفرِّح قلوبهم ويُسرُّوا بمشاهدته، وحيناً يختفي بقوة لاهوته عنهم لكي يشتاقوا إليه ويحفظوا ما أوصاهم به ويتذكروه بينهم. وقوله: «يقول على ملكوت الله»، أعني كل تعليمه لأجل ملكوت السموات التي هو صاعد إليها بالجسد وهو باللاهوت حالٌّ فيها.قال: «فلما أكل معهم خبزاً أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم»، وهذه الوصية فقد تقدم ذكرها في الإنجيل، وهي وصيته لهم أن لا يبرحوا من أورشليم حتى يتدرعوا القوة من العلاء (لو 24: 49)، وها هنا أيضاً نبَّه على ذلك. قال: «بل ينتظروا ميعاد الآب». قد تقدم ووعدهم بأن يُرسل إليهم موهبة الروح، وهو والآب واحدٌ في الفعل والقوة، فلهذ ا قال: «ميعاد الآب» لكي يثبت لهم وحدانية اللاهوت بغير تجزُّء ولا افتراق. قال: «ذلك الذي سمعتموه مني»، أعني أنهم سمعوا منه ذلك، وهو والآب واحدٌ، كما قال لليهود، وأيضاً قال لفيلبُّس: «مَن رآني فقد رأى الآب» (يو 14: 9)، قال: «يوحنا عمَّد بالماء وأنتم تُعَمَّدون بالروح القدس». ذكر هاهنا شرف المعمودية التي هم مزمعون أن يقبلوها بحلول الروح القدس عليهم عندما تعطيهم موهبة الكمال، وأن يوحنا شُرِّف بالعماد لكن بالماء، وأنتم تُعمَّدون بعماد الروح، ثم تكونون أئمةً لكل المسكونة في المولد من فوق. قال: «ليس بعد أيام كثيرة»، أعني كمال الخمسين. فلما سألوه عن مُلك بني إسرائيل الجسداني، نزع هذا التشاغل العالمي من عقولهم، ثم عرَّفهم أن الروح إذا أقبل عليهم يملأهم معرفةً ويَعْلَمون كل شيء، وليس هذا فقط بل ويقبلون قوةً فاضلةً حتى يكونوا له شهوداً وليس في مكان واحد، بل قال: «في أورشليم واليهودية والسامرة وإلى أقاصي الأرض».فلما أكمل لهم هذه الأشياء بأسرها وثبَّتهم على انتظار الموعد الذي من السماء، يهبط عليهم ويكون لهم مرشداً ومعزِّياً ومعلِّماً، باركهم حينئذ الربُّ الإله معدن كل البركات وصعد إلى السماء أمام أعينهم وهم ينظرون إليه. ثم قبلته سحابة ليتم المكتوب: «استوى على السحاب ومشى على أجنحة الرياح» (مز 104: 3)، أعني الجو غير المحسوس والرياح غير المضبوطة صعد فيها بقوة لاهوته بغير مانع، كأن لها أجنحةً خادمةً لباريها. وأيضاً مكتوبٌ: «سحابٌ وضبابٌ حوله، بالعدل والحكم أتقن كرسيه» (مز 97: 2). وأيضاً مكتوبٌ: «ركب على الكاروبيم طار، طار على أجنحة الرياح» (مز 18: 10). ذكر أولاً ركوبه على الكاروبيم، ثم ذكر طيرانه على أجنحة الرياح، ليُعلن قوة لاهوته وأنه غير محتاج إلى شيء من البرايا، بل هو أصعد الجسد المتحد به بقوة إلى أعلى المراتب الروحانية فوق كل القوات العقلية.ولما شاهدوا خضعوا جميعاً الملائكة والرؤساء والقوات، أعني كافة الروحانيين الذين فوق السموات. «فأما الرسل فبقوا قياماً متفرِّسين نحوه وهو صاعد وهم متعجبين، فيما هو كذلك إذ وقف بهم رجلان بلباس يلمع أبيض»، أعني ملاكين ظهرا لهم بشبه البشر لكي يقدروا على مخاطبتهم، ولكي ما يعلمونا أن السمائيين قد صاروا واحداً مع الأرضيين بالرب الذي أصعد الجسد المتحد به إلى السماء. لأن (القديس) لوقا جرت عادته (أن) يذكر الملائكة أنها تظهر بشبه أناس، كما ذكر في الإنجيل لأجل الملاكين اللذين بشَّرا النسوة بهذا المثال بعينه. فقالا: «أيها الرجال الجليليون»، يعني أن الرسل من الجليل. قال: «لماذا أنتم قيام تتفرَّسون في السماء»، يعنيان أن هذا ليس أمراً غريباً، صعود الرب إلى السماء. ثم قالا: «هذا يسوع الذي صعد عنكم إلى السماء، هكذا يأتي كما رأيتموه صاعداً إلى السماء»، عَنِيَا يسوع المخلِّص، لأنه سُمِّيَ بهذا الاسم لأجل التجسُّد، فأعلنا لهم كرامة صعوده ثم أثبتا مجيئه في استعلانه الثاني من السماء التي صعد إليها، لأنهم مزمعون أن يأتوا معه كما قال الرب أنه يأتي في مجده مع ملائكته القديسين (مت 16: 27).ثم إن الرسل الأطهار رجعوا إلى أورشليم مسرورين بما شاهدوا من المجد والكرامة ولأجل الموعد الإلهي. فلما دخلوا صعدوا إلى العلِّية المقدسة التي كانوا مجتمعين فيها أولاً مع الرب، وفيها دخل عليهم والأبواب مغلقة، كمثل عبيد يتذكرون المكان الذي كانوا فيه مع سيدهم منتظرين رجاء الموعد وهم فرحين. وقد كانت سيدتنا مريم أيضاً مع نسوة تقيات وأولاد يوسف النجار مواظبين مع الرسل على الصلاة والطلبة، بنفس واحدة، منتظرين جميعاً موعد الروح القدس، وهم مشتاقون لِمَا سمعوه من الرب أن له الغاية في معرفة الكمال، وهو المرشد إلى الحق، وأن به يُعطَوْن قوة علم البُشْرَى في أقطار الأرض كلها.نعظِّم الآن، يا أحبائي، صعود الرب يسوع المسيح، ونُعيِّد له بكل الوقار والإكرام، لأن به شرَّف وأعلا طبيعتنا الأرضية الهالكة وجعلها فاضلة سمائية. كما يقول الرسول: «إن الله الغني برحمته، من أجل كثرة محبته، لمَّا كُنَّا أمواتاً بخطايانا أحيانا بنعمته، وأحيانا وأقامنا وأجلسنا مع يسوع المسيح» (أف 2: 5-6). نسجد ونمجِّد الذي خضعت له الملائكة والرؤساء والقوات. نخرج مع رسله معقولاً خارجاً عن المدينة، الذي هو الخروج عن سيرة العالم الحسي، ثم نصعد إلى الجبل الذي هو ارتقاء العقل من الرذيلة إلى علو الفضيلة، ليباركنا مع خواصه الأطهار الأفاضل. ونسجد له معهم، ثم نرتل مع النبي المزمِّر داود قائلين: «عظِّموا الربَّ إلهنا واسجدوا في جبله المقدس، فإن الربَّ إلهنا قدوس» (مز 99: 9). وأيضاً نقول: «ندخل إلى مظلته ونسجد في موضع قدسه» (مز 132: 7)، ثم بعد ونصعد إلى العلِّية ونمكث منتظرين نحوه، وله مترجِّين، لكي يمنحنا موهبة روح قدسه، ليرشدنا إلى البر والحق؛ إذ الرسول يُعلِّمنا مثل ذلك قائلاً: «إن كنتم مُتُّم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله، واهتموا لِمَا فوق لا لِمَا في الأرض» (كو 3: 1-2). فإذا سمعت بالجلسة عن يمين الله، فلا تظن أنه يمين محسوس، لأن داود يقول: «يمين الرب رفعتني يمين الرب صنعت القوة» (مز 118: 16)، فلا تفتكر في شيء محسوس ولا يمين ضد الشمال، بل يعني باليمين القوة والرِّفْعَة، وأن الجسد الذي كان أسفل الكل صيَّره فوق جالساً يعلو الكل. وبولس يفسر هذا قائلاً: «إنه أجلسه عن يمينه فوق السموات، فوق الرؤساء والملائكة والمُسلَّطين، وفوق كل اسم يُسمَّى وكل شيء أخضع تحت قدميه» (أف 1: 20-22)، أعني باليمين الرِّفْعة والقوة والشرف الذي أُعْطِيَ للجسد المتحد به، لأنه باللاهوت هناك لم يَزَل.فلنرفض عنا الآن دنس العالم ولنطلب الشرف الذي صار إلينا، لئلا نكون نحن السبب في هلاك نفوسنا وحدنا. نحفظ أجسادَنا نقيةً وأرواحنا طاهرةً مرضيةً لأجل الذي اتحد بحبه بالبشرية ورفعها إلى السماء العلوية. نصنع صُلحاً وسلامة مع بعضنا لأجل الذي صعد إلى السموات وصيَّر الأرضيين واحداً مع السمائيين. نرحم أهل الفاقة من أجل الذي رحمنا وأعطانا كل شيء بتوسعة غناه لحاجتنا. نسلك أمامه في سبيل مستقيم لكي يجعلنا مستحقين الارتقاء إلى السبيل العلوية السمائية، التي تقدَّمنا فيها رئيسُ الحياة الأبدية مخلِّص كل البرية. نحب النقاوة والطهارة ونجاهد على حفظها، لكي نستحق التسبحة مع الملائكة الروحانيين. نتلو الصلوات في كل حين لكي يشرق فينا نور نعمته في علِّية نفوسنا ويملأنا من موهبة روح قدسه. ننطق بمجده ونتكلَّم بعجائبه ونخبر بقوة خلاصه وعِظَم ذراعه، ونتلو ما صنع من أجلنا، لكي نستحق الشركة مع رسله الأطهار، الذين كرزوا باسمه بين الملوك والسلاطين وكافة الشعوب باجتهاد ومحبة كل أيام حياتهم، إذ الرسول يفتخر بذلك ويتلو في هذه الألفاظ قائلاً: «وحقاً إن سرَّ هذا اللاهوت لعظيم، الذي ظهر بالجسد، وتبرَّر بالروح، وتراءى للملائكة، وبشروا به في الأمم، وآمن به العالم، وصعد بالمجد» (1تي 3: 16).ونحن نسأل ربنا يسوع المسيح الذي صعد إلى السموات أن يُصعدنا بقوته من بحر هذا العالم المُهلك، ويثبِّت في السبيل المستقيم أقدامنا، ويغفر ما تقدَّم من قُبح أعمالنا، ويساعدنا على العمل برضاه وحفظ وصاياه، ويرحم كافة بني المعمودية الذين رقدوا على رجاء الإيمان باسمه القدوس، بشفاعة سيدتنا الطوباوية البتول مرتمريم والدة الخلاص، وكافة الرسل الأطهار والشهداء والقديسين والسواح والمجاهدين، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين وأبد الآبدين، آمين. تمَّ وكمل ميمر صعود ربنا وإلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح الذي له السُّبْح دائماً أبدياً، آمين، آمين الأنبا بولس البوشي أسقف مصر في القرن الثالث عشر الميلادي
المزيد
09 يونيو 2021

دروس‏ ‏روحية‏ ‏من عيد‏ ‏الصعود‏ ‏المجيد‏

عيد‏ ‏الصعود‏ ‏عيد‏ ‏سيدي‏ ‏خاص‏ ‏في‏ ‏معجزته‏ ‏بالسيد‏ ‏المسيح‏ ‏وحده‏.‏ أي‏ ‏أنه‏ ‏يشمل‏ ‏معجزة‏ ‏لم‏ ‏تحدث‏ ‏مع‏ ‏أحد‏ ‏من‏ ‏البشر‏, ‏وإنما‏ ‏كانت‏ ‏للسيد‏ ‏الرب‏ ‏وحده‏: ‏مثل‏ ‏الميلاد‏ ‏العذراوي‏, ‏ومثل‏ ‏قيامته‏ ‏بقوة‏ ‏لاهوته‏ ‏وخروجه‏ ‏من‏ ‏القبر‏ ‏المغلق‏, ‏ومثل‏ ‏التجلي‏ ‏علي‏ ‏جبل‏ ‏طابور‏, ‏كذلك‏ ‏صعوده‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏وجلوسه‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏الآب‏.‏لقد‏ ‏صعد‏ ‏بذاته‏, ‏وليس‏ ‏مثل‏ ‏إيليا‏ ‏النبي‏ ‏الذي‏ ‏أخذته‏ ‏مركبة‏ ‏نارية‏ ‏فصعد‏ ‏فيها‏ (2 ‏مل‏ 2: 10 ‏و‏11), ‏ولا‏ ‏مثل‏ ‏أخنوخ‏ ‏الذي‏ ‏لم‏ ‏يوجد‏ ‏لأن‏ ‏الله‏ ‏أخذه‏ (‏تك‏ 5: 24), ‏أما‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏فصعد‏ ‏بقوته‏, ‏دون‏ ‏أية‏ ‏قوة‏ ‏خارجية‏.‏ ‏‏وكان‏ ‏صعوده‏ ‏صعودا‏ ‏بالناسوت‏.‏ ذلك‏ ‏لأن‏ ‏اللاهوت‏ ‏موجود‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مكان‏, ‏في‏ ‏الأرض‏ ‏وفي‏ ‏السماء‏ ‏وما‏ ‏بينهما‏, ‏لذلك‏ ‏فاللاهوت‏ ‏لا‏ ‏يصعد‏ ‏ولا‏ ‏ينزل‏. ‏وفي‏ ‏القداس‏ ‏الغريغوري‏ ‏نقول‏ ‏له‏ ‏وعند‏ ‏صعودك‏ ‏إلي‏ ‏السموات‏ ‏جسديا‏, ‏وقد‏ ‏شرحنا‏ ‏هذه‏ ‏النقطة‏ ‏من‏ ‏قبل‏.‏ ‏صعود‏ ‏المسيح‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏مفارقة‏ ‏لكنيسته‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ما‏ ‏كان‏ ‏انفصالا‏ ‏عن‏ ‏الكنيسة‏, ‏ولا‏ ‏تركا‏ ‏لها‏, ‏ولا‏ ‏تخليا‏ ‏عنها‏, ‏لأنه‏ ‏قال‏ ‏ها‏ ‏أنا‏ ‏معكم‏ ‏كل‏ ‏الأيام‏ ‏وإلي‏ ‏انقضاء‏ ‏الدهر‏ (‏مت‏ 28: 20) ‏وقال‏ ‏أيضا‏ ‏حينما‏ ‏اجتمع‏ ‏اثنان‏ ‏أو‏ ‏ثلاثة‏ ‏باسمي‏, ‏فهناك‏ ‏أكون‏ ‏في‏ ‏وسطهم‏ (‏مت‏ 18: 20), ‏إذن‏ ‏هو‏ ‏معنا‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏, ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏اجتماع‏ ‏روحي‏, ‏وهو‏ ‏كائن‏ ‏معنا‏ ‏علي‏ ‏المائدة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏قداس‏, ‏هو‏ ‏عمانوئيل‏ ‏الذي‏ ‏تفسيره‏ ‏الله‏ ‏معنا‏ (‏مت‏ 1: 23).‏ ‏ ‏صعوده‏ ‏إذن‏ ‏هو‏ ‏مجرد‏ ‏اختفاء‏ ‏عن‏ ‏الحواس‏ ‏المادية‏, ‏مع‏ ‏وجوده‏ ‏فعليا‏. كان‏ ‏مع‏ ‏تلاميذه‏ ‏وهم‏ ‏يرونه‏ ‏بالحواس‏, ‏وبعد‏ ‏صعوده‏ ‏ظل‏ ‏أيضا‏ ‏معهم‏ ‏ولكنهم‏ ‏لا‏ ‏يرونه‏ ‏بالحواس‏, ‏هو‏ ‏معهم‏ ‏بالإيمان‏ ‏لا‏ ‏بالعيان‏ ‏والإيمان‏ ‏هو‏ ‏الإيقان‏ ‏بأمور‏ ‏لا‏ ‏تري‏ (‏عب‏ 11: 1), ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏لتلميذه‏ ‏توما‏ ‏طوبي‏ ‏لمن‏ ‏آمن‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يري‏ (‏يو‏ 20: 29), ‏إذن‏ ‏هو‏ ‏صعد‏ ‏عن‏ ‏الأرض‏ ‏بالجسد‏, ‏وظل‏ ‏باقيا‏ ‏عليها‏ ‏باللاهوت‏, ‏يدركون‏ ‏وجوده‏ ‏معهم‏ ‏بالإيمان‏, ‏وإن‏ ‏كانوا‏ ‏لا‏ ‏يرونه‏ ‏بالحواس‏ ‏المادية‏, ‏أي‏ ‏بالعين‏ ‏الجسدية‏.‏ كان‏ ‏صعوده‏ ‏رفعا‏ ‏لمستوي‏ ‏التلاميذ‏, ‏ودليلا‏ ‏علي‏ ‏نضوجهم‏ ‏الروحي‏ لقد‏ ‏رفعهم‏ ‏من‏ ‏مستوي‏ ‏الحواس‏ ‏إلي‏ ‏مستوي‏ ‏الإيمان‏, ‏في‏ ‏بدء‏ ‏علاقتهم‏ ‏معه‏ ‏وهو‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏, ‏كانوا‏ ‏محتاجين‏ ‏أن‏ ‏يروا‏ ‏وأن‏ ‏يلمسوا‏ ‏وأن‏ ‏يحسوا‏ ‏وجوده‏ ‏بالجسد‏, ‏فلما‏ ‏وصلوا‏ ‏إلي‏ ‏درجة‏ ‏من‏ ‏الإيمان‏, ‏فارقهم‏ ‏بالجسد‏, ‏لأنهم‏ ‏صاروا‏ ‏قادرين‏ ‏أن‏ ‏يروه‏ ‏بالروح‏, ‏وأن‏ ‏يحسوا‏ ‏وجوده‏ ‏بالإيمان‏, ‏ويقينا‏ ‏أنهم‏ ‏بعد‏ ‏صعوده‏, ‏لم‏ ‏يشعروا‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏من‏ ‏الأيام‏ ‏أنه‏ ‏فارقهم‏.‏ ‏‏هو‏ ‏معنا‏ ‏أبصرناه‏ ‏بعيوننا‏ ‏أم‏ ‏لم‏ ‏نبصره‏ إن‏ ‏النظر‏ ‏الجسدي‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏الحكم‏ ‏في‏ ‏الأمور‏ ‏الإيمانية‏. ‏نحن‏ ‏نؤمن‏ ‏بوجود‏ ‏الله‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نبصره‏, ‏ونؤمن‏ ‏بوجود‏ ‏الملائكة‏ ‏حولنا‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نبصرهم‏, ‏ونؤمن‏ ‏بوجود‏ ‏الروح‏ ‏وبخروج‏ ‏الروح‏ ‏من‏ ‏الجسد‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏نبصر‏ ‏ذلك‏.. ‏إذن‏ ‏وجود‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏معنا‏ ‏بعد‏ ‏صعوده‏, ‏لا‏ ‏تحكمه‏ ‏الرؤية‏ ‏الجسدية‏, ‏وإيماننا‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏ارتفاع‏ ‏لمستوانا‏ ‏الروحي‏ ‏في‏ ‏موضوع‏ ‏صعود‏ ‏المسيح‏ ‏وبقائه‏ ‏معنا‏.‏ معجزة‏ ‏صعوده‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏ضد‏ ‏قوانين‏ ‏الطبيعة‏ ‏بل‏ ‏سموا‏ ‏عليها‏.‏بداءة‏ ‏نقول‏ ‏إن‏ ‏الرب‏ ‏لما‏ ‏وضع‏ ‏قوانين‏ ‏الطبيعة‏, ‏وضعها‏ ‏لتخضع‏ ‏لها‏ ‏الطبيعة‏, ‏لا‏ ‏ليخضع‏ ‏هو‏ ‏لها‏, ‏بل‏ ‏تبقي‏ ‏هي‏ ‏خاضعة‏ ‏له‏, ‏لواضعها‏ ومع‏ ‏ذلك‏, ‏فإنه‏ ‏في‏ ‏صعوده‏, ‏صعد‏ ‏بالجسد‏ ‏الممجد‏, ‏الجسد‏ ‏الروحاني‏ ‏السماوي‏, ‏الذي‏ ‏سنقوم‏ ‏نحن‏ ‏بمثله‏ (1 ‏كو‏ 15: 44 ‏و‏49) ‏علي‏ ‏شبه‏ ‏جسد‏ ‏مجده‏ (‏في‏ 3: 21). إذن‏ ‏معجزة‏ ‏الصعود‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ ‏في‏ ‏الانتصار‏ ‏علي‏ ‏قوانين‏ ‏الجاذبية‏ ‏الأرضية‏, ‏إنما‏ ‏كانت‏ ‏المعجزة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الجسد‏ ‏الروحاني‏ ‏السماوي‏, ‏الذي‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يصعد‏ ‏إلي‏ ‏فوق‏, ‏إنه‏ ‏إذن‏ ‏سمو‏ ‏للطبيعة‏ ‏وليس‏ ‏تعارضا‏ ‏معها‏, ‏إنه‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏التجلي‏ ‏لطبيعة‏ ‏الجسد‏.‏ ‏‏معجزة‏ ‏الصعود‏ ‏تعطينا‏ ‏لونا‏ ‏من‏ ‏الرجاء‏ ‏من‏ ‏ناحيتين‏:-‏ الأولي‏ ‏أن‏ ‏الذين‏ ‏أعثروا‏ ‏بصليب‏ ‏الرب‏ ‏وما‏ ‏صاحبته‏ ‏من‏ ‏إهانات‏ ‏ومن‏ ‏آلام‏, ‏كان‏ ‏الرد‏ ‏عليها‏ ‏في‏ ‏مجد‏ ‏القيامة‏, ‏ثم‏ ‏في‏ ‏مجد‏ ‏الصعود‏, ‏وهكذا‏ ‏عاد‏ ‏الإيمان‏ ‏إلي‏ ‏الناس‏ ‏الذين‏ ‏ظنوا‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏قد‏ ‏انتهي‏ ‏بالصليب‏, ‏وصار‏ ‏لنا‏ ‏رجاء‏ ‏أنه‏ ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏صليب‏ ‏توجد‏ ‏قيامة‏ ‏وصعود‏, ‏وهذا‏ ‏الرجاء‏ ‏صاحب‏ ‏الشهداء‏ ‏والمعترفين‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏جيل‏.‏ ‏ ‏الناحية‏ ‏الثانية‏ ‏من‏ ‏الرجاء‏ ‏أنه‏ ‏سيكون‏ ‏لنا‏ ‏المثل‏ فكما‏ ‏صعد‏ ‏المسيح‏ ‏بجسد‏ ‏ممجد‏, ‏سيكون‏ ‏لنا‏ ‏أيضا‏ ‏جسد‏ ‏ممجد‏ (‏في‏ 3: 21), ‏وكما‏ ‏أخذته‏ ‏سحابة‏ ‏عن‏ ‏أعين‏ ‏التلاميذ‏ ‏في‏ ‏صعوده‏, ‏هكذا‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الأخير‏ ‏سنأتي‏ ‏معه‏ ‏علي‏ ‏السحاب‏, ‏في‏ ‏مجئ‏ ‏ربنا‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏مع‏ ‏جميع‏ ‏قديسيه‏ (1 ‏تس‏ 3: 13), ‏متي‏ ‏جاء‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏ربوات‏ ‏قديسيه‏ ‏ليصنع‏ ‏دينونة‏ ‏علي‏ ‏الجميع‏ (‏يه‏ 14, 15), ‏حين‏ ‏يأتي‏ ‏علي‏ ‏السحاب‏ ‏وتنظره‏ ‏كل‏ ‏عين‏ (‏رؤ‏ 1: 7), ‏ونحن‏ ‏الأحياء‏ ‏الباقين‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏سنخطف‏ ‏جميعا‏ ‏معهم‏ ‏في‏ ‏السحب‏ ‏لملاقاة‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏الهواء‏, ‏وهكذا‏ ‏نكون‏ ‏كل‏ ‏حين‏ ‏مع‏ ‏الرب‏ (1 ‏تس‏ 4: 17).. ‏حقا‏ ‏ما‏ ‏أعظم‏ ‏هذا‏ ‏الرجاء‏.‏ ‏‏وهذا‏ ‏الرجاء‏ ‏يعلمنا‏ ‏الصبر‏ ‏وانتظار‏ ‏الرب‏ الصبر‏ ‏أولا‏ ‏في‏ ‏تحقيق‏ ‏مواعيد‏ ‏الرب‏, ‏الصبر‏ ‏علي‏ ‏آلام‏ ‏الصليب‏, ‏حتي‏ ‏تتحقق‏ ‏أمجاد‏ ‏القيامة‏ ‏وأمجاد‏ ‏الصعود‏, ‏والصبر‏ ‏علي‏ ‏الصعود‏ ‏وترك‏ ‏الرب‏ ‏لنا‏ ‏بالجسد‏, ‏حتي‏ ‏يتحقق‏ ‏قول‏ ‏الملاكين‏ ‏للرسل‏ ‏يوم‏ ‏الصعود‏ ‏إن‏ ‏يسوع‏ ‏هذا‏ ‏الذي‏ ‏ارتفع‏ ‏عنكم‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏سيأتي‏ ‏هكذا‏ ‏كما‏ ‏رأيتموه‏ ‏منطلقا‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ (‏أع‏ 1: 11).‏ كذلك‏ ‏الصبر‏ ‏أيضا‏ ‏الذي‏ ‏صبره‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏في‏ ‏انتظار‏ ‏وعد‏ ‏الرب‏ ‏لهم‏ ‏بإرسال‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏.‏إنه‏ ‏صبر‏ ‏في‏ ‏رجاء‏, ‏وهو‏ ‏رجاء‏ ‏مملوء‏ ‏بالفرح‏ ‏في‏ ‏إيمان‏ ‏بتحقيق‏ ‏مواعيد‏ ‏الرب‏, ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏الرسول‏ ‏فرحين‏ ‏في‏ ‏الرجاء‏ (‏رو‏ 12: 12).‏ ‏ ‏كان‏ ‏صعود‏ ‏الرب‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏عملية‏ ‏فطام‏ ‏للتلاميذ‏ لقد‏ ‏تعودوا‏ ‏خلال‏ ‏فترة‏ ‏تلمذتهم‏ ‏له‏ ‏وهو‏ ‏موجود‏ ‏بينهم‏ ‏بالجسد‏, ‏أن‏ ‏يتكلوا‏ ‏عليه‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يعملوا‏ ‏شيئا‏. ‏كان‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏يعمل‏ ‏المعجزات‏ ‏وهو‏ ‏الذي‏ ‏يرد‏ ‏علي‏ ‏المعارضين‏, ‏بينما‏ ‏يقف‏ ‏التلاميذ‏ ‏متفرجين‏, ‏ويتأملون‏ ‏ويتعلمون‏.. ‏أما‏ ‏الآن‏, ‏بعد‏ ‏الصعود‏, ‏فقد‏ ‏آن‏ ‏لهم‏ ‏أن‏ ‏يفطموا‏, ‏ويقوموا‏ ‏هم‏ ‏أنفسهم‏ ‏بكل‏ ‏المسئوليات‏ ‏الروحية‏: ‏يتلمذون‏ ‏جميع‏ ‏الأمم‏, ‏ويعلمونهم‏ ‏جميع‏ ‏ما‏ ‏أوصاهم‏ ‏الرب‏ ‏به‏ (‏مت‏ 28), ‏ويردون‏ ‏علي‏ ‏معارضيهم‏, ‏ويحتملون‏ ‏الألم‏ ‏في‏ ‏عمل‏ ‏الكرازة‏.‏ ‏‏كان‏ ‏الرب‏ ‏كالنسر‏ ‏الذي‏ ‏يعلم‏ ‏فراخه‏ ‏الطيران‏ حينما‏ ‏يكبرون‏ ‏أو‏ ‏ينضجون‏, ‏يحملهم‏ ‏علي‏ ‏جناحيه‏, ‏ثم‏ ‏يلقي‏ ‏بهم‏ ‏في‏ ‏الجو‏ ‏ويصعد‏ ‏عنهم‏, ‏كي‏ ‏يحركوا‏ ‏أجنحتهم‏ ‏ويتعلموا‏ ‏الطيران‏, ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏لا‏ ‏يتخلي‏ ‏عنهم‏, ‏بل‏ ‏يرقبهم‏ ‏ويأتي‏ ‏لحمايتهم‏ ‏إن‏ ‏تعرضوا‏ ‏لخطر‏ أو‏ ‏مثل‏ ‏أب‏ ‏يعلم‏ ‏ابنه‏ ‏العوم‏, ‏ويحمله‏ ‏علي‏ ‏يديه‏, ‏ثم‏ ‏يتركه‏ ‏في‏ ‏الماء‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏يعلمه‏ ‏العوم‏, ‏كي‏ ‏يعوم‏ ‏وحده‏ ‏ويجرب‏ ‏الماء‏, ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏لا‏ ‏يتركه‏, ‏بل‏ ‏يبقي‏ ‏قريبا‏ ‏معه‏, ‏يساعده‏ ‏كلما‏ ‏احتاج‏.‏ هكذا‏ ‏الرب‏, ‏درب‏ ‏تلاميذه‏ ‏خلال‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏أو‏ ‏أكثر‏, ‏وأرسلهم‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏تدريب‏ ‏عملي‏ (‏مت‏ 10), ‏ثم‏ ‏انتهت‏ ‏فترة‏ ‏التدريب‏, ‏فصعد‏ ‏عنهم‏ ‏لكي‏ ‏يعملوا‏ ‏بأنفسهم‏ ‏ويؤدوا‏ ‏رسالتهم‏, ‏وهو‏ ‏معهم‏ ‏كل‏ ‏الأيام‏ ‏وإلي‏ ‏انقضاء‏ ‏الدهر‏.‏ ‏وكان‏ ‏صعود‏ ‏الرب‏ ‏محفوفا‏ ‏بوعدين‏, ‏بل‏ ‏بثلاثة‏:‏- أما‏ ‏الوعد‏ ‏الأول‏ ‏فهو‏ ‏إرسال‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏ليكون‏ ‏معنا‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏. ‏وهكذا‏ ‏سبق‏ ‏فقال‏ ‏لهم‏: ‏الحق‏ ‏أنه‏ ‏خير‏ ‏لكم‏ ‏أن‏ ‏انطلق‏. ‏لأنه‏ ‏إن‏ ‏لم‏ ‏انطلق‏ ‏لا‏ ‏يأتيكم‏ ‏المعزي‏. ‏ولكن‏ ‏إن‏ ‏ذهبت‏, ‏أرسله‏ ‏إليكم‏ (‏يو‏16: 7). ‏وقد‏ ‏كان‏, ‏وأرسل‏ ‏لهم‏ ‏الورح‏ ‏القدس‏ ‏بعد‏ ‏صعوده‏ ‏بعشرة‏ ‏أيام‏.‏ أما‏ ‏الوعد‏ ‏الثاني‏ ‏فهو‏ ‏قوله‏ ‏لهم‏ ‏لا‏ ‏أترككم‏ ‏يتامي‏, ‏إني‏ ‏آتي‏ ‏إليكم‏ (‏يو‏ 14: 18), ‏وقوله‏ ‏أيضا‏ ‏ها‏ ‏أنا‏ ‏معكم‏ ‏كل‏ ‏الأيام‏ ‏وإلي‏ ‏انقضاء‏ ‏الدهر‏ (‏مت‏ 28: 20), ‏وقد‏ ‏حقق‏ ‏هذا‏ ‏الوعد‏ ‏أيضا‏ ‏ولايزال‏ ‏يحققه‏, ‏وقد‏ ‏رآه‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏وسط‏ ‏الكنائس‏ ‏السبع‏ (‏رؤ‏ 1: 13, 20) ‏وقد‏ ‏أمسك‏ ‏ملائكة‏ ‏الكنائس‏ ‏السبع‏ – ‏أي‏ ‏رعاتهم‏ – ‏في‏ ‏يمينه‏ (‏رؤ‏ 2: 1).‏ أما‏ ‏الوعد‏ ‏الثالث‏, ‏فهو‏ ‏قوله‏ ‏لتلاميذه‏ ‏وأنا‏ ‏إن‏ ‏ارتفعت‏ ‏عن‏ ‏الأرض‏, ‏أجذب‏ ‏إلي‏ ‏الجميع‏ (‏يو‏ 12: 32)‏يجذبنا‏ ‏إليه‏ ‏لنرتفع‏ ‏معه‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏كما‏ ‏قال‏ ‏أنا‏ ‏ماض‏ ‏لأعد‏ ‏لكم‏ ‏مكانا‏, ‏وإن‏ ‏مضيت‏ ‏وأعددت‏ ‏لكم‏ ‏مكانا‏, ‏آتي‏ ‏أيضا‏ ‏وآخذكم‏ ‏إلي‏, ‏حتي‏ ‏حيث‏ ‏أكون‏ ‏أنا‏, ‏تكونون‏ ‏أنتم‏ ‏أيضا‏ (‏يو‏ 14: 2, 3) إذن‏ ‏هو‏ ‏وعد‏ ‏بأن‏ ‏يكون‏ ‏معنا‏, ‏ونكون‏ ‏معه‏, ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏وفي‏ ‏السماء‏, ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏ها‏ ‏أنا‏ ‏معكم‏ ‏كل‏ ‏الأيام‏ ‏وحيثما‏ ‏اجتمع‏ ‏اثنان‏ ‏أو‏ ‏ثلاثة‏ ‏باسمي‏, ‏هناك‏ ‏أكون‏ ‏في‏ ‏وسطهم‏ (‏مت‏ 18: 20), ‏وفي‏ ‏السماء‏ ‏حيث‏ ‏أكون‏ ‏أنا‏, ‏تكونون‏ ‏أنتم‏ ‏أيضا‏.. ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏سنخطف‏ ‏جميعا‏ ‏معهم‏ ‏في‏ ‏السحب‏, ‏لملاقاة‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏الهواء‏, ‏وهكذا‏ ‏نكون‏ ‏كل‏ ‏حين‏ ‏مع‏ ‏الرب‏ (1 ‏تس‏ 4: 17) ‏ما‏ ‏أعظمه‏ ‏من‏ ‏مجد‏.‏ ‏ ‏إذن‏ ‏صعود‏ ‏الرب‏ ‏هو‏ ‏عربون‏ ‏لصعودنا‏ كما‏ ‏كانت‏ ‏قيامة‏ ‏الرب‏ ‏عربونا‏ ‏لقيامتنا‏, ‏إذ‏ ‏هو‏ ‏باكورة‏ ‏للراقدين‏ (1 ‏كو‏ 15: 20), ‏وكما‏ ‏في‏ ‏آدم‏ ‏يموت‏ ‏الجميع‏, ‏هكذا‏ ‏في‏ ‏المسيح‏ ‏سيحيا‏ ‏الجميع‏ ( 1‏كو‏ 15: 22) كذلك‏ ‏أيضا‏ ‏في‏ ‏الصعود‏, ‏نسمعه‏ ‏يقول‏ ‏وأنا‏ ‏إن‏ ‏ارتفعت‏, ‏أجذب‏ ‏إلي‏ ‏الجميع‏ (‏يو‏ 12: 32)… ‏علي‏ ‏السحاب‏, ‏وفي‏ ‏السماء‏, ‏وبجسد‏ ‏ممجد‏, ‏ونكون‏ ‏كل‏ ‏حين‏ ‏مع‏ ‏الرب‏, ‏في‏ ‏أورشليم‏ ‏السمائية‏ ‏مسكن‏ ‏الله‏ ‏مع‏ ‏الناس‏ (‏رؤ‏ 21: 2, 3), ‏في‏ ‏مستوي‏ ‏أعلي‏ ‏من‏ ‏المادة‏ ‏ومن‏ ‏الحواس‏, ‏علي‏ ‏شبه‏ ‏جسد‏ ‏مجده‏, ‏في‏ ‏ربوات‏ ‏قديسيه‏.. ‏حيث‏ ‏نتمجد‏ ‏أيضا‏ ‏معه‏ (‏رو‏ 8: 17), ‏حيث‏ ‏نقام‏ ‏في‏ ‏مجد‏ (1 ‏كو‏ 15: 43).. ‏وبالتالي‏ ‏نصعد‏ ‏إليه‏ ‏في‏ ‏مجد‏ لذلك‏ ‏قيل‏ ‏في‏ ‏صعود‏ ‏الرب‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏كان‏ ‏تلاميذه‏ ‏شاخصين‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏وهو‏ ‏منطلق‏ (‏أع‏ 1: 10) إنه‏ ‏درس‏ ‏لنا‏ ‏من‏ ‏دروس‏ ‏السماء‏, ‏أن‏ ‏نكون‏ ‏شاخصين‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏حيث‏ ‏صعد‏ ‏الرب‏, ‏وإلي‏ ‏السماء‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏يأتي‏ ‏إلينا‏ ‏في‏ ‏مجيئه‏ ‏الثاني‏, ‏وأيضا‏ ‏شاخصين‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏حيث‏ ‏تتركز‏ ‏كل‏ ‏عواطفنا‏ ‏وآمالنا‏, ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏الرب‏ ‏حيث‏ ‏يكون‏ ‏كنزك‏, ‏هناك‏ ‏يكون‏ ‏قلبك‏ ‏أيضا‏ (‏مت‏ 6: 21) مساكين‏ ‏الذين‏ ‏كل‏ ‏كنوزهم‏ ‏في‏ ‏الأرض‏, ‏ولذلك‏ ‏تكون‏ ‏كل‏ ‏رغباتهم‏ ‏وآمالهم‏ ‏فيها‏, ‏وحينما‏ ‏يتركون‏ ‏الأرض‏, ‏لا‏ ‏يجدون‏ ‏شيئا‏ أما‏ ‏أولاد‏ ‏الله‏, ‏فيعيشون‏ ‏دائما‏ ‏شاخصين‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏التي‏ ‏تلتصق‏ ‏بها‏ ‏قلقوبهم‏ ‏وكل‏ ‏رغباتهم‏.‏ ‏ ‏ليت‏ ‏أفكارنا‏ ‏إذن‏ ‏ترتفع‏ ‏دائما‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ تصعد‏ ‏كلها‏ ‏هناك‏ ‏لتكون‏ ‏مع‏ ‏الرب‏, ‏وهي‏ ‏وكل‏ ‏شهوات‏ ‏قلوبنا‏ ‏وكل‏ ‏حواسنا‏ ‏الروحية‏, ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏ونحن‏ ‏غير‏ ‏ناظرين‏ ‏إلي‏ ‏الأشياء‏ ‏التي‏ ‏تري‏ ‏بل‏ ‏إلي‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏تري‏. ‏لأن‏ ‏التي‏ ‏تري‏ ‏وقتيه‏, ‏أما‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏تري‏ ‏فأبدية‏ 2 ‏كو‏ 4:18 وأن‏ ‏بقينا‏ ‏شاخصين‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏ناظرين‏ ‏إلي‏ ‏غير‏ ‏المرئيات‏, ‏وقد‏ ‏صار‏ ‏كل‏ ‏كنزنا‏ ‏في‏ ‏السماء‏, ‏حينئذ‏ ‏سنقول‏ ‏مع‏ ‏الرسول‏: ‏لي‏ ‏اشتهاء‏ ‏أن‏ ‏أنطلق‏ ‏وأكون‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏ذلك‏ ‏أفضل‏ ‏جدا‏ ‏في‏ 1 : 23.‏ في‏ ‏صعود‏ ‏الرب‏ ‏أيضا‏, ‏يمكننا‏ ‏أن‏ ‏نتأمل‏ ‏في‏ ‏عظمته‏ ‏ومجده‏ وهذا‏ ‏التأمل‏ ‏يغرس‏ ‏في‏ ‏قلوبنا‏ ‏مشاعر‏ ‏عميقة‏ ‏منها‏:‏- ‏1 – ‏نشعر‏ ‏براحة‏ ‏واطمئنان‏, ‏إذ‏ ‏أننا‏ ‏في‏ ‏رعاية‏ ‏إله‏ ‏عظيم‏ ‏هكذا‏, ‏كل‏ ‏عظمة‏ ‏ضده‏ ‏لا‏ ‏قيمة‏ ‏لها‏, ‏وهكذا‏ ‏نثق‏ ‏بوعده‏ ‏للكنيسة‏ ‏أن‏ ‏أبواب‏ ‏الجحيم‏ ‏لن‏ ‏تقوي‏ ‏عليها‏ ‏مت‏ 16 : 18 ‏وقوله‏ ‏لها‏ ‏كل‏ ‏آلة‏ ‏صورت‏ ‏ضدك‏ ‏لا‏ ‏تنجح‏ 1 ‏ش‏ 54 : 17, ‏وقوله‏ ‏للقديس‏ ‏بولس‏ ‏لا‏ ‏تخف‏.. ‏لأني‏ ‏أنا‏ ‏معك‏ ‏ولا‏ ‏يقع‏ ‏بك‏ ‏أحد‏ ‏ليؤذيك‏ 1 ‏ع‏ 18 : 10,9. ‏وهكذا‏ ‏نتعزي‏ ‏بعظمة‏ ‏الرب‏, ‏ونتكل‏ ‏عليها‏, ‏ونحتمي‏ ‏بها‏.‏ ‏2 – ‏تذكر‏ ‏عظمة‏ ‏الرب‏, ‏منحنا‏ ‏مشاعر‏ ‏الخشوع‏ ‏والخشية‏ ‏وعدم‏ ‏الاستهانة‏, ‏وعظمة‏ ‏الرب‏ ‏تدفعنا‏ ‏إلي‏ ‏الحياة‏ ‏والطاعة‏ ‏وإلي‏ ‏حياة‏ ‏التدقيق‏, ‏وإلي‏ ‏مخافة‏ ‏الرب‏ ‏التي‏ ‏هي‏ ‏بدء‏ ‏الحكمة‏ ‏أم‏ 9 : 10 ‏ورأس‏ ‏الحكمة‏ ‏مز‏ 111 : 10. ‏وكل‏ ‏هذا‏ ‏يقودنا‏ ‏إلي‏ ‏الحرص‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏تصرفاتنا‏, ‏لتكون‏ ‏نقية‏ ‏قدامه‏.‏ ‏3 – ‏والتأمل‏ ‏في‏ ‏عظمة‏ ‏الرب‏ ‏يقودنا‏ ‏إلي‏ ‏حياة‏ ‏الاتضاع‏ ‏وإلي‏ ‏تمجيد‏ ‏الرب‏, ‏فمن‏ ‏نحن‏ ‏أمام‏ ‏هذا‏ ‏الصاعد‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏, ‏الجالس‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏الآب‏ ‏مز‏ 110 : 1 1 ‏ع‏ 7 : 56 ‏عب‏ 1 : 3.. ‏الذي‏ ‏ليست‏ ‏السموات‏ ‏طاهرة‏ ‏قدامه‏, ‏وإلي‏ ‏ملائكته‏ ‏ينسب‏ ‏حماقة‏ ‏أي‏ 4 : 18.‏وحينما‏ ‏نري‏ ‏أن‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏عظمته‏ ‏كان‏ ‏وديعا‏ ‏ومتواضع‏ ‏القلب‏ ‏مت‏ 11 : 29, ‏حينئذ‏ ‏تنسحق‏ ‏أنفسنا‏ ‏ونتعلم‏ ‏التواضع‏ ‏وحينما‏ ‏نتأمل‏ ‏عظمة‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏صعوده‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏وجلوسه‏ ‏عن‏ ‏يمين‏ ‏الآب‏, ‏نقول‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏اتضاع‏ ‏ليست‏ ‏الأرض‏ ‏يا‏ ‏رب‏ ‏مكانك‏. ‏أنها‏ ‏موطئ‏ ‏قدميك‏ ‏مت‏ 5 : 35أما‏ ‏السماء‏ ‏يارب‏ ‏فهي‏ ‏عرشك‏ ‏الذي‏ ‏صعدت‏ ‏إليه‏ ‏مت‏ 5 : 34. ‏كرسيك‏ ‏يا‏ ‏الله‏ ‏إلي‏ ‏دهر‏ ‏الدهور‏. ‏قضيب‏ ‏الاستقامة‏ ‏هو‏ ‏قضيب‏ ‏ملكك‏ ‏عب‏ 1 : 8. ‏أما‏ ‏نحن‏, ‏فاننا‏ ‏تراب‏. ‏حب‏ ‏عظيم‏ ‏منك‏ ‏أن‏ ‏تجذبنا‏ ‏إليك‏, ‏ونكون‏ ‏معك‏ ‏ومع‏ ‏ملائكتك‏. ‏حقا‏ ‏أنك‏ ‏أنت‏ ‏المقيم‏ ‏المسكين‏ ‏من‏ ‏التراب‏, ‏والرافع‏ ‏البائس‏ ‏من‏ ‏المزبلة‏ ‏ليجلس‏ ‏مع‏ ‏رؤساء‏ ‏شعبك‏ ‏مز‏ 113 : 7.‏ إن‏ ‏صعود‏ ‏الرب‏ ‏كان‏ ‏خاتمة‏ ‏عبارة‏ ‏أخلي‏ ‏ذاته‏ قيلت‏ ‏هذه‏ ‏العبارة‏ ‏في‏ ‏تسجده‏ ‏لأجل‏ ‏فدائنا‏ ‏أخلي‏ ‏ذاته‏, ‏وأخذ‏ ‏صورة‏ ‏العبد‏, ‏صائرا‏ ‏في‏ ‏شبه‏ ‏الناس‏, ‏وإذ‏ ‏وجد‏ ‏في‏ ‏الهيئة‏ ‏كأنسان‏ ‏وضع‏ ‏نفسه‏ ‏وأطاع‏ ‏حتي‏ ‏الموت‏, ‏موت‏ ‏الصليب‏ ‏في‏ 2 : 8,7.‏ أما‏ ‏الآن‏, ‏وقد‏ ‏قام‏ ‏بعمل‏ ‏الفداء‏, ‏وقال‏ ‏قد‏ ‏أكمل‏, ‏وداس‏ ‏الموت‏, ‏وقام‏, ‏ثم‏ ‏صعد‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏وجلس‏ ‏علي‏ ‏يمين‏ ‏العظمة‏ ‏في‏ ‏الأعالي‏ ‏عب‏ 1 : 3. ‏فقد‏ ‏انتهت‏ ‏عبارة‏ ‏أخلي‏ ‏ذاته‏ لذلك‏ ‏حينما‏ ‏يأتي‏ ‏في‏ ‏مجيئه‏ ‏الثاني‏ ‏سيأتي‏ ‏بمجده‏ ‏ومجد‏ ‏الآب‏ ‏لو‏ 9 : 26. ‏نعم‏ ‏سيأتي‏ ‏في‏ ‏مجد‏ ‏أبيه‏ ‏مع‏ ‏ملائكته‏ ‏مت‏ 16 : 27 ‏له‏ ‏المجد‏ ‏الدائم‏ ‏إلي‏ ‏الأبد‏, ‏آمين‏. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
08 يونيو 2021

القيامة طريق الحياة

تحدثنا قراءات الكنيسة في الأحد الخامس عن أن السيد المسيح هو الطريق والحياة :(يو14: 1-11):قال له يسوع : «أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي»، والرب يسوع المسيح هو الطريق الحقيقي للحياة الأبدية : «لأنه ليس اسم آخر تحت السماء قد أعُطي بين الناس به ينبغي أن نخلص، وليس بأحد غيره الخلاص» (أع12:4-13). + قال يسوع هذا عن نفسه.. لأنه ليس هو مرشد للطريق بل هو الطريق نفسه، وهو الطريق الوحيد للحياة الأبدية فلا طريق سواه.. هو الحق الكامل الذي لا يشوبه ظلم.. هو الحياة الحقيقية فلا حياة بدونه .. + السيد المسيح يكشف لنا حقيقة معزية: إذ يؤكد لتلاميذه أنه هو الطريق والحياة وأنه لا يمكن أن يصل أحد إلى السماء إلا عن طريقه وأنه لا يوجد طريق آخر سواه ولا يمكن أن يأتي أحد إلى الآب إلا عن طريقه.. + لماذا لا يصل أحد للآب إلا عن طريقه؟ لأن الله هو العدل المطلق اللانهائي وطبقاً لمقتضيات العدل كان لابد أن تكون هناك كفارة عن الخطيئة إذ أخطأ الإنسان فلا يمكن أن يُقبل عند الآب إلا إذا كان هناك كفارة عن آثامه.. لذلك في ليلة عيد القيامة: تُطفَأ الأنوار في الكنيسة ويُغلق باب الهيكل، ويسمع المؤمنين حوارًا بين رئيس الكهنة أو الكاهن داخل الهيكل وبين آخرين خارج الهيكل.. هذا الحوار يمثل ما حدث حينما دخل السيد المسيح إلى السماء غالبًا منتصرًا بعد أن جعل للقديسين المحبوسين المنتظرين الخلاص مكانًا معه في الفردوس. «الذين نظروا المواعيد من بعيد وحيّوها وصدقوها».. فعندما يسمع الحراس كلام الملائكة "افتحوا أيها الملوك أبوابكم ليدخل ملك المجد"، فالحراس يقولون: "من هو ملك المجد؟:، فيجاوبهم الملائكة: "رب القوات هو ملك المجد"، لقد "كَسَرَ أبواب النحاس ومتاريس الحديد".. وهكذا يعلن الملائكة عن من هو الغالب المنتصر الذي قهر الموت وأعطانا القيامة والحياة لأنه هو الشفيع الكفاري الوحيد: «إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لأجل خطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضًا»، إذًا كفارتنا فقط هو واحد وهو يسوع المسيح مخلصنا وفادينا وحده: «ليس بأحد غيره الخلاص». هذا هو معنى أن المسيح هو الطريق بل والطريق الوحيد والحق والحياة .. فلا يمكن لإنسان يقدر أن يخلص إلا إذا آمن بالمسيح وإلا إذا اغتسل في دم المسيح وإلا إذا قبل المسيح فاديًا ومخلصًا يقول القديس جيروم: "إن كان المسيح هو طريق الأبرار فالشيطان هو طريق الأشرار، وما يميز المؤمنين هو اتحادهم بكلمة الله أي بالسيد المسيح".ويقول أحد الآباء أيضًا: "السيد المسيح يقودني إلى ذاته بكونه "الطريق". يجتذبني إليه بحبال محبته الإلهية ويهبني شركة طبيعته: القداسة والنقاوة والحب والاتضاع...الخ"ويقول القديس ذهبي الفم: "أنا هو الطريق والحق والحياة. المسيح هو الطريق إلى الحياة أي مصدر الحياة. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية (يو3: 36)".وأيضًا يقول أحد الآباء: "إنه الطريق الصالح الذي يقود الإنسان الصالح إلى الآب الصالح. يقود الإنسان الذي من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات. يقود العبد الأمين الصالح حقًا. إن هذا الطريق ضيّق، إذ لا يقدر كثيرون أن يحتملوا السير فيه لأنهم محبون لأجسادهم. ولكن من يسير فيه مع المسيح لا يعتاز لشيء، لا يحمل معه زادًا ولا مزودًا ولا ثوبًا ولا عصا، ولا يكون له احتياج (مت10:10)". نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية
المزيد
07 يونيو 2021

المعانى الروحية لعيد الصعود المجيد

تتويج العمل الخلاصى بالصعود المجيد + ان عيد الصعودالمجيد يمثل تتويجا للعمل الخلاصى الذى فعله السيد المسيح من أجلنا فى رحلة الخلاص فى العهد الجديد بدء من البشارة بالتجسد الإلهى {فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} لو35:1 . الي الميلاد العجيب واقتراب الله الكلمة الينا معلنا محبته للبشرية وعمله على ارجاعها الى الفردوس والبنوة لله { و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا} (يو 1 : 14) وصولا الى أكمال الفداء بالقيامة والصعود المجيد . فلقد صعد الرب الى أعلى السموات بالجسد البشرى القائم كجسد روحياً نوراني ممجد ، واصعد طبيعتنا البشرية معه الى السماء ، وانتهت مرحلة اخلاء الذات التدبيرى من اجل خلاص جنس البشر وبصعود المخلص تمجد الابن الكلمة واستحقت البشرية نعمة ومواهب وثمار الروح القدس { قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به و انا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى و الانبياء و المزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم و يقوم من الاموات في اليوم الثالث. و ان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. و انتم شهود لذلك. و ها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي. و اخرجهم خارجا الى بيت عنيا و رفع يديه و باركهم. و فيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء. فسجدوا له و رجعوا الى اورشليم بفرح عظيم. و كانوا كل حين في الهيكل يسبحون و يباركون الله امين} لو44:24-52. + السيد المسيح الملك الظافر الممجد في السماء وعلي الأرض في أحد الشعانين دخل الي اورشليم كملك وديع وعادل ومتواضع ، وفى عيد الصعود يدخل غالبا الي أورشليم السمائية، كان في أحد الشعانين راكبا على جحش واليوم راكبا على السحاب ، دخل أولا وسط تسابيح الشعب واليوم تستقبله الملائكة بالتسابيح ، استقبله أطفال القدس خلصنا يا ابن داود واليوم يهتف الاباء والانبياء الذين ماتوا على رجاء ومعهم نحن خلصتنا وادخلت طبيعتنا الى السماء، فى عيد الصعود نصلى ليصعدنا من الضعف والخوف والمرض والخطية وان ينقذنا من أعدائنا الخفيين والظاهرين . عيد الصعود فى التقليد الكنسى وفكر الاباء + ان الاحتفال بعيد الصعود المجيد هو تقليد رسولى كما جاء فى الدسقولية التى هى تعاليم الاباء الرسل (من أول اليوم من الجمعه الاولى احصوا أربعين يوما إلى خامس السبوت ثم أصنعوا عيد لصعود الرب الذى اكمل فيه كل التدبيرات وكل الترتيب وصعد إلي الاب الذى أرسله وجلس عن يمين القوة (دسق 31). لقد استقبلت الملائكة وكل قوات السماء المخلص بما يليق به من أكرام وسجود كما تنباء بذلك داود النبى { ارفعن ايتها الارتاج رؤوسكن و ارتفعن ايتها الابواب الدهريات فيدخل ملك المجد.من هو هذا ملك المجد الرب القدير الجبار الرب الجبار في القتال.ارفعن ايتها الارتاج رؤوسكن و ارفعنها ايتها الابواب الدهريات فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد رب الجنود هو ملك المجد } مز 4:24-10. ونحن نتمثل بالملائكة ونفرح مع الاباء الرسل بصعود الرب الى السموات كسابقاً من أجلنا مترنمين كأمر داود النبى { يا جميع الامم صفقوا بالايادي اهتفوا لله بصوت الابتهاج. لان الرب علي مخوف ملك كبير على كل الارض.صعد الله بهتاف الرب بصوت البوق . رنموا لله رنموا رنموا لملكنا رنموا. ملك الله على الامم الله جلس على كرسي قدسه} مز1:47. + اننا نتعلم من ابائنا القديسين ونسلم الوديعة لكم فى أمانة لنعيش فى تقوى ومحبة الله ولهذا يذكرنا القديس ساويرس الأنطاكي (459-536م ) ، بهذا العيد كأَجل الأعياد إذ يقول: "إني احتفل بتقاليد الرسل القديسين التي سلمها لنا أعمدة الكنيسة كميراث أبدي لا يفنى بعد أن تسلموها كل واحد بدوره كما يتسلم الابن من أبيه، وهذه تمت على أيديهم وأزهرت في الكنيسة، ومن بين هذه التقاليد التي استلمناها ما تنادي به الكنيسة اليوم لتعلمنا به أن المسيح لأجلنا صعد إلى السموات". ان السيد المسيح صعد الى السموات بالجسد الممجد اذ انه بلإهوته حال فى كل مكان ولا يحويه مكان وكما نستقبل ارسال القنوات الفضائية ونراها صوت وصورة دون ان نحدها فى الجهاز التلفزيونى الخاص بنا هكذا التجسد الإلهى لم يحد اللإهوت { و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20) .{ لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم} (مت 18 : 20) . عيد الصعود فى حياتنا الروحية .. + عيد الصعود المجيد يرفع قلوبنا وأفكارنا وارواحنا الى السماء حيث المسيح جالس عن يمين الاب . فنحن نشكر الله الذى أقام طبيعتنا واصعدها الى السماء . ونساله ان يقيمنا من الكسل والتعلق بالإرضيات الي سمو الفكر وارتفاعه عن كل فكر غريب عن محبة الله { هادمين ظنونا و كل علو يرتفع ضد معرفة الله و مستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح }(2كو 10 : 5) .ان السيد المسيح الذى نزل لأجل خلاصنا هوالذى صعد ايضا فوق جميع السموات لكى يملأ الكل (أف 4: 9، 10). فنحن مدعوين الى الصعود بحياتنا مع من صعد ليقيمنا ويرفعنا الى مرتبة البنوة والحياة السمائية . + ان جبل الزيتون كما كان يمثل الآلم والمعاناة فى حياة المخلص الصالح وفيه قُبض عليه وسيق كشاة حتى الى الصليب هو جبل السلام والفرح بقيامة الرب من بين الاموات وجبل الصعود الى السماء ، ونحن لكى ما نتمجد مع المسيح ونصعد معه الى الفردوس وملكوت السموات فاننا نحمل بفخر صلبينا{ فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} (رو 8 : 17). ونحن اذا نتبع خطي التلاميذ والاباء الرسل نفرع بالصعود ونواظب على الصلاة كجماعة واحدة مقدسة طالبين مواهب وثمار وعطية الروح القدس المعزى { حينئذ رجعوا الى اورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون الذي هو بالقرب من اورشليم على سفر سبت. و لما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس و يعقوب و يوحنا و اندراوس و فيلبس و توما و برثولماوس و متى و يعقوب بن حلفى و سمعان الغيور و يهوذا اخو يعقوب. هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة و الطلبة مع النساء و مريم ام يسوع و مع اخوته} 12:1-14. نصلى ونطلب من الرب ان ينظر بعين الرأفة والمحبة الى كل نفس فى الكنيسة رعاة ورعية وان يصعد بلادنا من التخلف والتعصب والجهل وعدم الأمان الى حياة السلام والتقدم والمعرفة والنور ويقوى أيماننا به للننتظر بفرح مجئية الثانى . + أن يسوع المسيح الذى ارتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا ليدين العالم وياخذ الابرار للحياة الدئمة معه ونحيا معه كملائكة باجساد نورانية روحية ممجده {و لما قال هذا ارتفع و هم ينظرون و اخذته سحابة عن اعينهم. و فيما كانوا يشخصون الى السماء و هو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض. و قالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء} (أع 1: 9-11) نعم سيأتى للدينونة {فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته و حينئذ يجازي كل واحد حسب عمله} (مت 16: 27). ولهذا فنحن نعد أنفسنا بالتوبة الدائمة وثمار الأعمال الصالحة منتظرين سرعة مجئ ربنا يسوع المسيح . فكل عام وحضراتكم بالف خير وسلام .المعانى الروحية لعيد الصعود المجيد القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
06 يونيو 2021

كيف تقدر أن تعرف الطريق؟

إِنجيل الأحد الخامس مِن آحاد الخماسين المُباركة وهو الأحد الذى يسبق صعود ربنا يسوع إِلى السماء الكنيسة تضع فصل مِن إِنجيل مُعلّمنا يوحنا الإِصحاح الرابع عشر يقول فيهِ " فىِ بيت أبىِ منازل كثيرة " ويقول كده " أنا أمضىِ لأعُدّ لكُم مكاناً " وكأنّ الكنيسة تُريد أن تُعدّ قلوبنا وأذهاننا لصعودنا مع رب المجد يسوع فىِ السماء وبعدما ربنا يسوع قال أنا أمضىِ لأعُدّ لكُم مكاناً وقال أيضاً لِتلاميذه أنتُم تعرفون الطريق ، عقّب مُعلّمنا توما على كلام السيّد المسيح وقال" كيف نقدر أن نعرِف الطريق ؟ لأننّا لا نعلم يارب أين تذهب " ، فردّ عليهِ ربّ المجدّ يسوع وقال " أنا هو الطريق والحق والحياة " 0 البولس فإذْ لنا أيُّها الإخوَةُ ثِقَةٌ بالدُّخول إلَى «الأقداسِ» بدَمِ يَسوعَ، طَريقًا كرَّسَهُ لنا حَديثًا حَيًّا، بالحِجابِ، أيْ جَسَدِهِ، (الرِّسالَةُ إلَى العِبرانيّينَ ١٩:١٠). الكاثوليكون وإنَّما نِهايَةُ كُلِّ شَيءٍ قد اقتَرَبَتْ، فتعَقَّلوا واصحوا للصَّلَواتِ. ولكن قَبلَ كُلِّ شَيءٍ، لتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعضِكُمْ لبَعضٍ شَديدَةً، لأنَّ المَحَبَّةَ تستُرُ كثرَةً مِنَ الخطايا. إنْ كانَ يتَكلَّمُ أحَدٌ فكأقوالِ اللهِ. وإنْ كانَ يَخدِمُ أحَدٌ فكأنَّهُ مِنْ قوَّةٍ يَمنَحُها اللهُ، لكَيْ يتَمَجَّدَ اللهُ في كُلِّ شَيءٍ بيَسوعَ المَسيحِ، الّذي لهُ المَجدُ والسُّلطانُ إلَى أبدِ الآبِدينَ. آمينَ.أيُّها الأحِبّاءُ، لا تستَغرِبوا البَلوَى المُحرِقَةَ الّتي بَينَكُمْ حادِثَةٌ، لأجلِ امتِحانِكُمْ، كأنَّهُ أصابَكُمْ أمرٌ غَريبٌ، بل كما اشتَرَكتُمْ في آلامِ المَسيحِ، افرَحوا لكَيْ تفرَحوا في استِعلانِ مَجدِهِ أيضًا مُبتَهِجينَ. (رِسالَةُ بُطرُسَ الرَّسول الأولَى ٦:٤). بِنعمة ربنا سوف نتكلّم هُنا عن نُقطتين هُما :- 1- المكان الذى يُعدّه لنا الله :- ربنا ذاهب لكى يُعدّ لنا مكان ، معنى هذا أنّهُ ما كان لنا مكان ، الحقيقة لا ما كان لنا مكان لِماذا ؟ لأنّهُ مِن أول ما أبونا آدم أخطأ وأتى باللعنة على بنيه طُرد مِن الفردوس وصار بِدون إِستحقاق وأيضاً ربنا أمر أن يكون هُناك كاروب بِسيف مِن نار يحرُس الطريق للّفردوس لكى يؤكّد أنّ الفردوس أُغلق ولكى يمنع مِن دخوله أى أحد هذا الكلام إِستمر عُمر البشريّة كُلّه حتى مجىء ربنا يسوع المسيح وحتى صُنع الفِداء ، وحتى بعد صُنع الفِداء لا نستطيع أن نقول أنّ باب السماء إِنفتح مرّة أُخرى ، لِذلك أكدّ ربّ المجدّ يسوع بأنّهُ ذاهب هو بنفسه لكى يُعدّ لنا مكان ، أنا ذاهب لكى يكون لكُم قدوم لدى الآب فىِ السماء ، وهذا فِكره صعود ربنا يسوع ربنا يسوع المسيح عِندما صعد صعد مُقدّم أمام الآب فىِ جسدهِ البشريّة كُلّها التى إِفتدت ، البشريّة التى إِحتمت بدمهِ عِندما صعد ربنا يسوع للسماء وأظهر للآب جِراحاته وأظهر للآب عمله الكفّارىِ ، الآب فىِ شفاعة الإبن فتح الفردوس ، هذا هو ما حدث لِذلك قال" أنا ذاهب لكى أُعدّ لكُم مكاناً " ، ولكى يُشّوقهُم قال لهُم " فىِ بيت أبىِ منازل كثيرة " فىِ الحقيقة يجب أن يكون فِكرنا مرفوع إِلى السماء ، يجب أن يكون فِكرنا يفكّر كثير فىِ المنازل التى صنعها لنا ربنا يسوع ، يجب وبإستمرار أن نضع يقيناً فىِ المنزل الذى صنعهُ لنا المسيح ولا نضع يقيناً فىِ المنزل الذى نسكُن فيهِ الآن" إِن نُقض بيت خيمتنا الأرضى فلنا فىِ السماء بُناء غير مصنوع بيدٍ أبدى " ، عِندما نُفكّر كثيراً فىِ البيت المصنوع لنا فىِ السماء فسوف تكون حياتنا على الأرض أهدأ وأكثر أماناً وإِستقراراً كُلّ ما أرفع عينىّ إِلى السماء وإِلى المكان الذى جهّزه لىّ ربّ المجدّ ، هو ده عمل ربنا يسوع لىّ ، ربنا يسوع بيقول أنا ذاهب لأعُدّ لك مكان المفروض عليك إِنّك تعِمل إيه ؟المفروض إِن أنا ألبّىِ الدعوة وأقبلها وأكون أمين فيها وأكون مُشتاق إِليّها، هىّ ديّه حياة الإِنسان المسيحىِ ، حياة الإِنسان المسيحىِ هى أن يحيّا الأبديّة يكون فِكره فىِ المكان الذى يذهب إِليهِ بإِستمرار يحيا فيها إِلى الأبد ، يقول" المدينة التى صانعها وبارئها الله ، المدينة التى لها الأساسات " هىّ ديّه الدعوة لنا يجب أن تكون موضع تفكيرنا ، يجب أن تكون شُغلنا الشاغل ، يجب أن تكون موضع إِشتياقنا ، ربنا يسوع ذاهب لكى يُعدّ لنا الأبديّة ويُريدنا لهُ فىِ القُدّاس أبونا بيقول " إِرفعوا قلوبكُم " نرُدّ ونقول " هى عِند الرّبّ " إِحنا رافعناها فوق فىِ السماء ، فِكرنا فىِ السماء إِشتياقتنا فىِ السماء الإِنسان الّلىِ زى ده يعِرف إِزاى يعيش يُرضىِ الله لأنّهُ سِر إِشتياقاته فىِ السماء صِناعة أى قديس هى إِيمانه بالأبديّة ، عِندما آمن بالأبديّة منهُم الّلىِ باع والّلىِ إِستُشهد كُلّ دى تضحيّات قدّموها فىِ يقين أنّ فىِ منزل مُعدّ لهُم فىِ السماء حياتنا على الأرض يجب أن نكون فيها مجهّزين أنفُسنا للبلد الثانيّة التى سوف نعيش فيها دائماً أبدياً لكى لا أحسّ بالغُربة ، طب لو حبّيت أعرف لُغة السماء ما هى ؟ لُغة السماء هى التسبيح والصلوات " قُدّوس قُدّوس قُدّوس " مُمكن تأخُذ تدريب هو أن تقرأ كثير فىِ سِفر الرؤيّا لكى تعِرف أنت ذاهب لأين ، ولكى تعِرف مواصفات المسكن الذى سوف تسكُن فيهِ ، ومُمكن تعِرف مواصفات العرش الذّى لربنا يسوع الذى سوف تعيش معهُ دائماً أبدياً وتعرف صِفات السمائيين ومجد السمائيين وتعِرف أيضاً مجد الحِمل نفسه لُغة السمائيين وتعِرف صِفات أورشليم السمائيّة وتعِرف أنواع التسابيح المُختلفة00وتعِرف طبيعة المؤمنين وكُلّ هذا موجود فىِ سِفر الرؤيّا عِندما تقرأ عن هذا سوف يجعل مِن قلبك مُلتهِباً بِمحبة السماء والمسيح يجعل عِندك إِشتياق للمسكن الذى سوف تسكُن فيهِ وللشخص الذى سوف تعيش تحت معيّته وحمايته يجب أن نعيش على الأرض وتفكيرنا فىِ المكان المُعدّ لنا ، ربنا يسوع خلقنا لكى نتمتّع بالسماء بِتاعته ، أنا ذاهب لأعُدّ لكُم مكاناً ، إِحنا معانا دعوه للسماء ، إِحنا مدعوين أن نكون سمائيين ، فيجب أن نحرِص على المكان بِتاعىِ ده ويكون موضع إِهتمامىِ وشُغلىِ الشاغل عِندما يكون عِندىِ متاعب على الأرض وهموم ومشاغل إِقتناعىِ بالمكان المُعدّ لىِ فىِ السماء سوف أترُك على الأرض كُلّ إِهتمامات ، لِدرجة أن مُعلّمنا بولس فىِ الحالة ديّه يقول لنا " أنتُم قبلتُم سلب أموالكُم بِفرحٍ عظيم " معقول يوجد أحد يفرح بِسرقة أمواله ! يوجد لأنّهُ عارف أنّ لهُ مالاً أبدياً فىِ السماء لا يفنى وأيضاً مُعلّمنا بولس الرسول يُخاطب تلميذه تيموثاوس ويقول لهُ " إِمسك بالحياة الأبديّة التى إِليها دُعيت ، جاهِد الجِهاد الحسن " عِندما الإِنسان يعيش الأرض ويهتمّ بالأرض والهموم تخُنقه ومشاكل الأرض تبلعه والمشاغل تبلع وقتهُ ، طب وبعدين ما سوف يكون مصِيرنا ؟ المفروض أن يكون لنا العُمر أبديّة لا تنتهىِ ، القديس أوغسطينوس يقول قول جميل جداً " أيّهُا الحبيب إِعلم أنّك لك نِفَس واحدة وأنّ لك حياة واحدة فلا تُضيّعهُما " ، فعلاً الواحد ليس لهُ حياتين هى حياة واحدة ، وليس لهُ نفَسِان بل نِفَس واحدة ، العُمر الذى نعيشهُ هو عُمر واحد لا عُمرين مش هناخُذ عُمر إِحنا في فيجب ألاّ نُضيّعها يقول أحد الآباء " طوبى لكُلّ الّذين يعملون الآن بكُلّ قوّتهُم لإِرضاء الله فإِنّ لحظة واحدة مِن ذاك المجد يُنسيهُم كُلّ أتعابهُم " تصّوروا أنّهُ يوجد بعض البلاد لا تعرف الجنية المصرىِ ، فتخيلّ أنت لو سافرت هذهِ البلاد وكُلّ الّلىِ معاك جنية مصرىِ ماذا سوف تفعل ساعتها هتشحذ ، فتخيلّ عُملة السماء ، تخيلّ لو إِنت روحت السماء بِكنز الأرض ماذا سوف تعمل هُناك ؟ لكى تستطيع أن تعيش فىِ السماء يجب أن يكون معاك نِفَس عُملتها ، فيجب عليك فىِ الأرض أن تبدلّ العُملة بِعُملة ، تبدلّ عُملة الأرض بِعُملة السماء ، تبدلّ حياتك وقلبك ونِفَسك لكى يكونوا مُقدّسين ، لكى يكونوا عُملة نافعة للسُكنى فىِ السماء ، يجب أن يكون قلبك مُلتهب بِحُب الله وحُب قديسيه ، يجب أن تكون نِفَسك وروحك مُلتهبة بتسبيح الله وتمجيده الدائم على الأرض لكيما تستطيع أن تسكُن السماء ولا تشحذ عِندما تصل إِلى فوق أو يقولوا لك إِنت ماتنفعناش هُناك لأنّهُ ليس لك عُملة السماء فعليك أن تمتلىء بِمحبة الله وتمجيدهُ الدائم على الأرض لكى تستطيع أن تعيش فىِ السماء 0 2- الطريق للوصول إِلى المكان المُعدّ لنا :- " أنا هو الطريق والحق والحياة " ما هو الطريق ؟ ماذا يعنىِ ربنا يسوع بأنّهُ هو الطريق ؟ كيف أصل للطريق الّذى يُريده ربنا يسوع ؟ الطريق هو وصاياى كلامىِ حياتىِ سِلوكىِ مُعلّمنا بولس يقول " ينبغىِ أنّهُ كما سلك ذاك هكذا نسلُك نحنُ أيضاً " ، لِماذا تجسّد ربنا يسوع ؟ لكى يكون بِنفَس طبيعتىِ ، الطبيعة الضعيفة التى تشتهىِ الأرضيّات فربنا يسوع أخذ هذا الجسد الضعيف لكى يُعلّمنا كيف نسلُك بِهذا الجسد حياة سماويّة ولكى يُقدّسهُ أيضاً ، لِذلك هو تجسّد لكى يُعلّمنا الطريق " تاركاً لنا مِثالاً لنتبّع خطواته " إِقرأ كثير فىِ وصيّة ربنا لتوصلك للطريق ، لِتُحّكمك فىِ الخلاص ،" الرّبّ يُحكّم العُميان ، سراجُ لرجلىّ كلامك ونور لسبيلىِ " ، أمشىِ على الوصيّة ولا أخاف ، عِندما جاءوا للأنبا أنطونيوس فىِ صورة نمور وحوش فىِ صورة نساء ، إِيه الّلىِ كان ساند الأنبا أنطونيوس ؟ الوصيّة الإنجيل قالّىِ لِذلك لم يهتز ولم يشُكّ ، عِندما قال هذا كان الله هو الضامن لكلمته ، مُرشده فىِ الطريق الطريق واضح جداً لكُلّ نِفَس تشتاق إِليهِ وكُلّ نِفَس تبحث عنهُ ، مِن الذى حبّ أن يعرِف ربنا ولم يعرِف ؟ مِن الذى حبّ أن يعيش مع ربنا ولم يعرف ؟ مِن الذى رفع قلبه لِربنا وربنا لم يُظهر لهُ نفسه ؟ " عرّفنىِ يارب الطريق " ، مُعلّمنا داود النبىِ كان يقولهُ فىِ مذلّة وإِنكسار ، علّمنىِ يارب كيف أصنع مشيئتك ؟ عرّفنىِ يارب الطريق ؟ لمّا نكون محتارين فىِ الطريق نرفع قلوبنا بِصلوة ، نفكّر فىِ حياة ربنا يسوع على الأرض ، المزمور يقول " الرّبّ صالح ومُستقيم ويُرشد الّذين يُخطئون فىِ الطريق " دا لو إِنت ماشىِ خطأ ربنا هيغيّر لك طريقك ويمشّيك صح ، " الرّبّ صالح ومُستقيم ويُرشد الّذين يُخطئون " ، طالما أنا برفع قلبىِ ولو أنا ماشىِ غلط ربنا هيرشِد الّذين يُخطئون ربنا يسوع المسيح فىِ البرّيّة عارف أنّهُم هيتوهوا وأنّهُم هيبعدوا فقدّسلهُم الطريق وقادهُم فىِ الطريق وضمن لهُم الطريق فىِ النهار عمود سِحاب فىِ السماء وفىِ الليل عمود نار لكى يُنير لهُم ظُلمة الليل إِحنا كمان نِفَسِنا نِفضل ماشيين زى ما هوّ يقولنا " حيثُ قادنىِ أسيرُ " ، قُدنىِ فىِ الطريق الّلىِ إِنت عايزه لىّ يارب ، فىِ حياتىِ فىِ سِلوكىِ فىِ شُغلىِ فىِ عملىِ فىِ أمورىِ لمّا أحتار فىِ أمر أرفع قلبىِ لهُ ، أقولّه إِنت عايزنىِ فين ؟ لو أنا فىِ حيرة مِن أجل أمرٍ ما علىّ أن أُصلّىِ ، عليك أن تجتهد فىِ حياتك ولا تأخُذ خطوة إلاّ بِصلاة لكى أعرف الطريق ده منّه وليس منىِ يوجد صلوة فىِ الأجبية لِطلب المشورة تقول " لا تترُكنىِ ومشورة نفسىِ بِمشورتك تُهدينىِ وبيمينك تمُسكنىِ " 00يقولّك جُملة أجمل " لئلاّ أتورّط فىِ ميولىِ "00أنا مش عايز أتورّط فىِ حاجة أنا ميلت إِليّها فأرجوك لا تترُكنىِ ومشورة نفسىِ ، أنا عايز أمشىِ فىِ طريق إِنت تقول عليه يارب ، حتى لو كان هذا الطريق صعب أنا هقبله لأنّك قولتلىِ عليه ربنا يسوع المسيح جهّز لنا الطريق وعرّفنا الطريق وأعطانا الوصايا ، مُعلّمنا بولس يقول لنا " طريقاً كرّسهُ لنا حياً جديداً بالحِجاب أى جسدهُ " ، المسيح هو الذى ضمن لنا الطريق ، هو الذى أسّس الطريق ، ولكى أضمن هذا الطريق يجب علىّ أن أراجع نفسىِ بإِستمرار وأبحث إِذا كُنت أنا سالك فىِ الطريق الصحيح أم الخطأ فىِ سِفر مراثىِ أرميا يقول " فلنفحص طُرقنا ونختبر خطواتنا ونرجع إِلى الرّبّ " ، يجب علىّ بإِستمرار أن أفحص طريقىِ وأعرف إِذا كُنت أنا سالك صح أم خطأ ، سالك فىِ وصيّة ربنا يسوع أم لا ، سالك بِحسب رِضاه أم لا ، أرجوك يارب إِذا كُنت أنا تركت طريقك فإِرشدنىِ لهُ " فىِ طريق أحكامك إِنتظرناك يارب00إِلى إِسمك وإِلى ذِكرك شهوة النِفَس " أنا فىِ الطريق يارب منتظرك لكى تُهدينىِ وتُرشدنىِ وهذا الطريق لهُ علامات كثيرة جداً 00ومِن أكبر العلامات هى أنّك :- 1- تعيش التوبة بإِستمرار ، وأيضاً تلاقىِ ربنا علّمك معنى الفضيلة ، معنى التواضُع الذى يجب أن تكتسبه ، وأيضاً معنى التسامُح فىِ حياتك 0 2- وأيضاً معنى العطاء ، يجب عليك أن تكتسب كُلّ هذا لكى تصل إِلى الطريق ، لكى تصل إِلى قلب ربنا يسوع عليك أن تمشىِ فىِ إِتجاه هذهِ العلامات 0 3- وعِندما تعيش هذهِ الفضائل فستجد الطريق راسخ داخلك وأيضاً سوف تجد وقتها طريقة جديدة تُعطىِ بِها وهذهِ مِن ضِمن علامات الطريق ، وأيضاً ما دام إِنت قبلت أن تُنفق مِن أجل الله معنى هذا أنّ إِنت قبلت أن تعيش للّدهر الآتىِ 0 4- عِندما تبدأ تعيش إِحدى الفضائل مِثلاً الإِتضاع الحقيقىِ ساعتها هتلاقىِ نِفَسك سالك بِطريقة صحيحة0 5- عِندما تجد محبتك للآخرين تزداد وخدِمتك لهُم تزداد إِعرف أنّك سالك فىِ الطريق 0 6- عِندما تجد أنّك بدأت تُحب الكنيسة وتزداد فىِ العِبادة والصلوات تزداد فىِ التسابيح ، إِعرف ساعتها أنّك بتحِب السماء وأنّك سالك صح 0 علامات أُخرى تعرِف بِها أنّك سالك بِطريقة خاطئة فىِ الطريق أو عكس طريق ربنا يسوع :- أ‌- إِذا كُنت عايش الأنانيّة وتُريد الغِنى والثروة على الأرض ، إِعرف أنّك بعيد عن الطريق0 ب‌- إِذا كُنت لا تُحب السكون والمكوث فىِ الكنيسة ، وإِذا التسابيح والصلوات طالت تزهق وتضايق ، إِعرف أنّك لم تُحب السماء بعد 0 ت‌- عِندما تكون الفضيلة ليست راسخة أو ثابتة فىِ حياتك ، وعِندما يكون يقينك بالحياة الأبديّة مُش راسخ فىِ حياتك إِعرف أنّك سالك خطأ 0 ث‌- عِندما تكون عِينك بعيدة عن وصيّة ربنا يسوع يُبقى إِنت فقدت الطريق ، لِذلك يقولّك " أنا هو الطريق والحق والحياة " 0 ربنا يسوع لم يخلقنا لِنهلك ، ولم يأتىِ بِنا إِلى الكنيسة لكى نضيع ولم نُعمّد لكى نفقد ميراث الملكوت ، بل إتعمدّنا لكى نأخُذهُ وبنذهب للكنيسة لكى نحافظ على هذا الميراث ونحنُ عايشين على الطريق لكى نضمن طريق السماء يجب علينا وبإِستمرار أن نتمسّك بالوعد " الدخول إِلى الراحة " والمفروض على كُلّ أحد منّا ألاّ يخيب بِهذا الوعد أبداً ربنا يسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لإِلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
05 يونيو 2021

الرسالة السادسة عید القیامة

مفهوم العید أحبائي... لقد جاء بنا الله مرة أخرى إلى موسم العید، وخلال محبته المترفقة جمعنا معًا للتعیید. لأن الله الذي أخرج إسرائیل( ١) من مصر لا يزال حتى الآن یدعونا إلى العید، قائلاً على لسان موسى: احفظ شهر الثمارالجدیدة "واعمل فصحًا للرب إلهك" (تث ١٠:١٦ )، وعلى لسان النبي "عیدي یا یهوذا أعیادك أوفي نذورك"(نا ١٥:١).فإن كان الله نفسه یحب العید ویدعونا إلیه، فلیس محقًا یا إخوتي أن نؤجله أو نستهین به، إنما یلزمنا أن نأتي إلیه بغیرة وسرورٍ ، حتى إذ نبدأ هنا بالفرح تشتاق نفوسنا إلى العید السماوي.إن عیدنا هنا بنشاط، فإننا بلا شك نتقبل الفرح الكامل الذي في السماء، وكما یقول الرب: "شهوة اشتهیت أن، آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى یكمل في ملكوت الله (لو ١٥:٢٢-16).فنحن نأكل منه الآن أن كان یفهمنا سبب العید وبمعرفتنا للمخلص، نسلك حسب نعمته كقول بولس "إذًا لنعید لیس بخمیرة عتیقة، ولا بخمیرة الشر والخبث، بل بفطیر الإخلاص والحق ( ١كو ٧:٥ ). لأنه في هذه الأیام مات الرب، كي لا نعود نشتاق إلى أعمال الموت! لقد بذل حیاته، حتى نحفظ حیاتنا من شباك الشیطان! فمن لا یستعد هكذا، یفسد الأیام ولا یكون قد حفظ العید، بل یكون إنسانًا جاحدًا یلوم النعمة… ولا یتضرع إلى الرب الذي خلصه في مثل هذه الأیام.لیسمع مثل هذا الذي یتوهم أنه قد حفظ العید، الصوت الرسولي یوبخه قائلاً "أتحفظون أیامًا وشهوراً وأوقاتًا وسنین. أخاف علیكم أن أكون قد تعبت فیكم عبثًا" الله یرفض أعیاد الیهود الأشرار فالعید لیس من أجل الأیام بل من أجل الرب. فنحن نعید له لأنه تألم من أجلنا، إذ "فصحنا أیضًا المسیح قد ذبح لأجلنا" وقد علم موسى الیهود ألا یكون العید لأجل الأیام بل من أجل الرب قائلاً "هو فصح الرب". لكن إذ فكر الیه ود أن یحفظوا العید بطل فصحهم بسبب اضطهادهم للرب، ولم یعد فصحهم بعد منسوبًا للرب، إنما صار منسوبًاإلیهم، لأنهم قد أنكروا یا أخوتي رب الفصح.لأجل هذا حول الرب وجهه عن تعالیمهم قائلاً "رؤوس شهوركم وأعیادكم بغضتها نفسي" اشكروا المخلص ومجدوه لهذا من یحفظ الفصح على منوالهم یوبخه الرب، وذلك كما فعل مع أولئك البرص الذین طهرهم. فقد أحب ذاك الذي قدم له الشكر، وغضب من الآخرین ناكري المعروف، لأنهم لم یعرفوا المخلص، بل انشغلوا بتطهرهم من البرص أكثر من ذاك الذي طهرهم.لكن "واحد منهم لما رأى أنه شفي رجع یمجد الله بصوت عظیم. وخر على وجهه عند رجلیه شاكراً له. وكان سامریًا. فأجاب یسوع وقال ألیس العشرة قد طهروا. فأین التسعة. ألم یوجد من یرجع لیعطي مجدًا لله غیر هذا الغریب الجنس؟! لذلك وهبه شیئًا أعظم مما نال الآخرون، فأنه إذ تطهر من برصه سمع الرب یقول له "قم وامض إیمانك خلصك"فمن یقدم الشكر والتمجید له مشاعر رقیقة، لهذا فأنه یبارك "معینه" (الرب) من أجل ما وهبه من بركات.ویلفت الرسول أنظار كل البشر إلى هذا الأمر قائلاً "مجدوا لله في أجسادكم ویأمر النبي قائلاً: أعط مجدًا لله. بالصلیب تمجد ابن الله وبالرغم من تلك الشهادة التي حملها رئیس الكهنة ضد مخلصنا، واحتقار الیهود له، وإدانة بیلاطس له في تلك الأیام لكن صوت الآب الذي جاءه كان مجیدًا وعظیمًا جدًا إذ یقول "مجدت وسأمجد أیضًا"لأن تلك الآلام التي احتملها لأجلنا قد عبرت، لكن ما یخصه كمخلص یبقى إلى الأبد.لننتفع بالذبیحة لكي لا ندان وإذ نحن نذكر هذه الأیام، لیتنا لا ننشغل باللحوم بل بتمجید الله.لیتنا نكون كأغبیاء من أجل ذاك الذي مات من أجلنا. وذلك كقول الرسول "لأننا إن صرنا مختلین فلله أو كناعاقلین فلكم… إذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجمیع فالجمیع إذا ماتوا. وهو مات لأجل الجمیع كي یعیش الأحیاء فیما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام"یلزمنا ألا نعیش بعد لأنفسنا بل نعیش كعبید للرب.ولیس باطلاً تقبل النعمة، لأن الوقت مقبول ویوم الخلاص قد تبلج بموت مخلصنا. فمن أجلنا نزل الكلمة، وإذ هو خالد، حمل جسدًا الموت، وذلك من أجل خلاصنا لقد ذبح ربنا حتى یبطل الموت بدمه! وفي موضع معین، وبخ الرب بحق أولئك الذین اشتركوا في سفك دمه بغیر سبب دون أن یستنیروا "بالكلمة"…قائلاً (على فم النبي) "ما الفائدة من دمي إذا نزلت (الحفرة)؟!". هذا لا یعني أن نزول الرب إلى الجحیم كان بلا نفع، إذ انتفع منه العالم كله. لكن تعني أنه بعد ما تحمل الرب هذا كله، لا زال بعض الأشرار یرفضون الانتفاع من نزوله إلى الجحیم فیخسرون (ویدانون).فهو ینظر إلى خلاصنا كاستنارة وربح عظیم، ویتطلع بالعكس إلى هلاكنا كخسارة.لنتاجر في الوزنات، ولا نسكن كالیهود الأشراركذلك في الإنجیل، مدح الرب أولئك الذین ضاعفوا الوزنات، سواء ذلك الذي صارت وزناته عشرة عوض الخمسة أو أربع وزنات عوض الوزنتین… إذ ربحوا وجاءوا بالحساب حسنًا.أما ذاك الذي ألقى بالوزنة كأنها لیست بذي قیمة، فقال "أیها العبد الشریر!… كان ینبغي أن تضع فضتي عند الصیارفة فعند مجیئي كنت آخذ الذي لي مع ربا. فخذوا منه الوزنة أعطوا للذي له العشر وزنات. لأن كل من له یعطى فیزداد ومن لیس له فالذي عنده یؤخذ منه. والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجیة هناك یكون البكاء وصریر الأسنان" لأنها هذه لیست إرادته أن تصیر النعمة التي یهبنا إیاها غیر نافعة، بل یطلب منا أن نتحمل آلامًا لكي نأتي بالثمار التي هي له، كقول الطوباوي بولس "وأما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام، وإذ له هذا الشرح الصحیح للموقف أنه لا یملك شیئًا من عندیاته، بل كل ما لدى الإنسان هو عطیة من قبل الله، لهذا كان بولس یعلم بمبدأ صحیح، مشابه للسابق، بقوله "أعطوا الجمیع حقوقهم". وفي هذا كان بولس یشبه أولئك الذین أرسلهم رب البیت لیأتوا بثمار كرمه، معلمًا البشر جمیعهم أن یردوا ما نالوه.أما إسرائیل فقد أحتقر (المرسلین) ولم یرد أن یرد (حق الله)، إذ كانت إرادتهم شریرة، بل وأكثر من هذا قتلواالمرسلین، ولم یخجلوا حتى من رب الكرم بل قتلوه هو أیضًا. حقًا عندما جاء ولم یجد فیهم ثماراً لعنهم في شجرة التین قائلاً "لا یكن منك ثمر بعد إلى الأبد" فیبست ولم تعد مثمرة حتى تعجب التلامیذ من ذلك. تحقق النبوات عن خراب إسرائیل عندئذ تحقق ما نطق به الأنبیاء "وأبید منهم صوت الطرب وصوت الفرح، صوت العریس وصوت العروس،صوت الأرحیة ونور السراج وتصیر كل هذه الأرض خرابًا"، إذ بطل عنهم كل خدمة الناموس، وهكذا سیبقون إلى الأبد بغیر عید. وهم لا یحفظون بعد الفصح، لأنهم كیف یستطیعون أن یحفظوه؟! إنه لم یعد لهم بعد موطن إنما قد صاروا مشتتین في كل مكان إنهم (لا) یأكلون الفطیر… حیث أنهم عاجزون عن تقدیم ذبیحة الخروف، إذ أمروا أن یصنعوا هذا عندما یأكلون الفطیر.أنهم یعصون الناموس في كل شيء، وبحسب أحكام الله یحفظون أیامًا للحزن لا للسعادة.هكذا أیضًا یكون حال الهراطقة الأشرار وأصحاب الإنشقاقات الأغبیاء، أحدهما یذبح الرب والآخر یمزق ثوبه.هؤلاء أیضًا محرومون من العید، لأنهم یعیشون بغیر تقوى ولا معرفة، ویتنافسون بنفس التصرف الذي حدث في أمر بارباس اللص حیث فضله الیهود عن المخلص، لهذا لعنهم الرب في شجرة التین.غیر أنه في محبته المترفقة ترك جذر (الشجرة) ولم یهلكه إذ لم یلعنه، إنما قال بأنه لا یجني منها أحد ثمرة قط. وبصنعه هذا أبطل الظل… وترك الجذر لكي نتطعم نحن فیه (أما هم ففي عصیانهم یبسوا). "وهم إن لم یثبتوا في عدم الإیمان (أن صاروا مسیحیین ورفضوا تشامخهم وخضعوا للرب) سیطعمون. لأن الله قادر أن یطعمهم أیضًا"إن كان الله قد لعنهم من أجل إهمالهم… فقد نزع عنهم الحمل الحقیقي. لنفرح بالعید أما بالنسبة لنا، فقد جاءنا العید. لقد جاء الیوم المقدس الذي یلزمنا فیه أن نبوق داعین إلى العید. ونفصل أنفسنا للرب بالشكر، ناظرین إلى أن هذا العید هو عیدنا نحن. لأننا قد صار علینا أن نقدسه، لا لأنفسنا بل للرب، وأن نفرح فیه لا في أنفسنا بل في الرب، الذي حمل أحزاننا قائلاً "نفسي حزینة جدًا حتى الموت" فالوثنیین وكل الغرباء عن الإیمان یحفظون الأعیاد لإرادتهم الذاتیة، هؤلاء لیس لهم سلام إذ یرتكبون الشر في حق الله.أما القدیسون فإذ یعیشون للرب یحفظون العید، فیقول كل منهم "مبتهجًا بخلاصك"، "أما نفسي فتفرح بالرب" فالوصیة عامة بأن یفرح الأبرار بالرب، حتى إذ یجتمعون معًا یترنمون بذلك المزمور الخاص بالعید وهو عام للجمیع، قائلین "هلم نرنم للرب"ولیس لأنفسنا. بین ذبح اسحق وذبح المسیح هكذا فرح إبراهیم إذ رأى یوم الرب، لا یوم نفسه. تطلع إلى قدام فرأى یوم الرب ففرح وعندما جرب، قدم بالإیمان اسحق جاعلاً من ابنه الوحید الذي نال فیه المواعید ذبیحة. ولما منع من ذبحه تطلع فرأى المسیا في "الخروف"الذي ذبح لله عوضًا عن ابنه.لقد جرب الأب في ابنه، ولم یكن الذبح أمر بغیر معنى، إنما كان فیه إشارة إلى الرب كما في إشعیاء إذ یقول"كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازیها فلم یفتح فاه"، إنما قد حمل خطایا العالم.على هذا الأساس منع إبراهیم من أن یمد یده على الصبي، حتى لا یستغلها الیهود كفرصة لیزدروا بالصوت النبوي الذي ینطق بخصوص مخلصنا ناسبین إیاه إلى ذبح اسحق، حاسبین أن كل هذا یشیر إلى ابن إبراهیم. ذبیحة اسحق مجرد رمز لم تكن الذبیحة (من أجل اسحق)، بل من أجل الذي قدم الذبیحة، إذ بهذا قد جرب. لقد قبل الله إرادة مقدم الذبیجة، لكنه منع تقدیم الذبیحة. لأن موت اسحق لا یؤدي إلى تحریر العالم، إنما موت مخلصنا وحده الذي بجراحاته شفینا. فقد أقام الساقطین، وشفى المرض، وأشبع الجیاع، وسد أعواز المحتاجین، وما هو أعجب أنه أقامنا نحن الأموات، مبطلاً الموت، محظراً إیانا من الحزن والتنهد إلى الراحة والسعادة كالتي لهذا العید، إلى الفرح الذي هو في السموات. ولسنا نحن وحدنا الذین نتأثر بهذا، بل والسماء أیضًا تفرح معنا مع كل كنیسة الأبكار المكتوبة في السموات الكل یفرح معًا كما یعلن النبي قائلاً "ترنمي أیتها السموات لأن الرب قد فعل رحمة.. اهتفي یا أسافل الأرض.أشیدي أیتها الجبال ترنمًا، الوعر وكل شجرة فیه لأن الرب قد فدى یعقوب…"ومرة أخرى یقول "ترنمي أیتها السموات وابتهجي أیتها الأرض. لنشید الجبال بالترنم لأن الرب قد عزى شعبه وعلى یائسیه یترحم" فرح في السماء وعلى الأرض إذًا الخلیقة كلها تحفظ عیدًا یا أخوتي، وكل نسمة تسبح الرب كقول المرتل، وذلك بسبب هلاك الأعداء (الشیاطین) وخلاصنا.بالحق أن كان في توبة الخاطئ یكون فرح في السماء، فكیف لا یكون فرح بسبب إبطال الخطیة وٕ اقامةالأموات؟! آه. یا له من عید وفرح في السماء!! حقًا. كیف تفرح كل الطغمات السمائیة وتبتهج، إذ یفرحوا ویسهروا في اجتماعاتنا ویأتون إلینا فیكونون معنا دائمًا، خاصة في أیام عید القیامة؟! أنهم یتطلعون إلى الخطاة وهم یتوبون.وإلى الذین یحولون وجوههم (عن الخطیة) ویتغیرون، وإلى الذین كانوا غرقى في الشهوات والترف والآن هم منسحقون بالأصوام والعفة.وأخیراً یتطلعون إلى العدو (الشیطان) وهو مطروح ضعیفًا بلا حیاة، مربوط الأیدي والأقدام، فنسخر منه قائلین:"أین شوكتك یا موت. أین غلبتك یا هاویة" ( ١ كو ٥٥:١٥).فلنترنم الآن للرب بأغنیة النصرة. من هم الذین یعبدون؟ من هو هذا الذي إذ یأتي مشتاقًا إلى عید سماوي ویوم ملائكي، یقول مثل النبي "فآتي إلى مذبح الله، إلى الله،بهجة فرحي، وأحمدك بالعود یا الله إلهي" والقدیسون یشجعوننا أیضًا للسلوك بهذا المسلك قائلین "هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بیت إله یعقوب" لكن هذا العید لیس لأجل الدنسین، ولا یصعد إلیه الأشرار، بل الصالحین والمجاهدین والذین یسلكون بنفس الهدف الذي هو للقدیسین، لأنه "من یصعد إلى جبل الرب ومن یقوم في موضع قدسه؟! الطاهر الیدین والنقي القلب الذي یحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذبًا". لأنه كما یكمل المزمور قائلاً "یحمل بركة من عند الرب (وبراً من إله خلاصه)".هذا واضح أنه یشیر إلى ما یهبه الرب للذین عن یمینه قائلاً "تعال وإلى یا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسیس العالم"أما الإنسان المخادع، وغیر نقي القلب، والذي لیس فیه شیئًا طاهراً… فهذا بالتأكید غریب عن القدیسین ویحسب غیر مستحقًا لیأكل الفصح، لأن "كل ابن غریب لا یأكل منه"لهذا عندما ظن یهوذا أنه قد حفظ الفصح، بینما كان قد دبر خداعًا ضد المخلص، أصبح غریبًا عن المدینة التي هي من فوق وبعیدًا عن الصحبة الرسولیة، لأن الشریعة أمرت أن یؤكل الفصح بحرص لائق، أما هو بینما كان یأكل نفبه الشیطان ودخل إلى نفسه. كیف نعبد؟ لیتنا لا نعید العید بطریقة أرضیة، بل كمن یحفظ عیدًا في السماء مع الملائكة! لنمجد الله بحیاة العفة والبر والفضائل الأخرى! لتفرح لا في أنفسنا بل في الرب، فنكون مع القدیسین! لنسهر مع داود الذي قام سبع مرات، وفي نصف اللیل كان یقدم الشكر من أجل أحكام الله العادلة! لنبكر كقول المرتل "یا رب بالغداة تسمع صوتي، بالغداة أقف أمامك وتراني"! لنصم مثل دانیال! لنصلي بلا انقطاع كأمر بولس. فكلنا یعرف موعد الصلاة خاصة المتزوجین زواجًا مكرمًا! فإذ نحمل شهادة بهذه الأمور، حافظین العید بهذه الكیفیة نستطیع أن ندخل إلى فرح المسیح في ملكوت السموات.وكما أن إسرائیل (في القدیم) عندما صعد إلى أورشلیم تنقى في البریة، متدربًا على نسیان العادات (الوثنیة) المصریة، هكذا فأن الكلمة وضع لنا هذا الصوم المقدس الذي للأربعین یومًا، فنتنقى ونتحرر من الدنس، حتى عندما نرحل من هنا یمكننا بكوننا قد حرصنا على الصوم (هكذا) أن نصعد إلى جمال الرب العالي، ونتعشى منه، ونكون شركاء في الفرح السماوي.فأنه لا یمكنك أن تصعد إلى أورشلیم وتأكل الفصح دون أن تحفظ صوم الأربعین. الرسائل الفصحیة للقدیس أثناسیوس الكبیر ترجمة وإعداد القمص تادرس یعقوب ملطي
المزيد
04 يونيو 2021

ليكونوا واحداً

تقرأ علينا الكنيسة في هذا الصباح المبارك جزء من إنجيل معلمنا مار يوحنا 17 تقول فيه آخر حديث لربنا يسوع المسيح في خدمته على الأرض .. وهو حديث يحمل كل فكر ربنا يسوع نحو أبيه السماوي ونحو جنس البشر .. ربنا يسوع يخاطب الآب ويقول ﴿ أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ﴾ نفس المجد الذي أعطيتني أنا أعطيتهم إياه .. أنت جئت بي للعالم ليس لأخلص العالم فقط بل وأيضاً لأعيد للإنسان مجده الأول لذلك الذي أعطيتني أنا أعطيته لهم .. أخذوا نفس المجد .. لماذا ؟ ﴿ ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ﴾ ( يو 17 : 22 ) .. ربنا يسوع أعطانا نفس المجد الذي أخذه من الآب .. عندما يكون فينا نفس المجد الذي أخذه من الآب صرنا واحد .. تخيل شخص متميز عن الآخر جداً بالغنى ثم يقسم ثروته مع الآخر ويقول له قد صرنا واحداً في الغنى متساويين .. إنسان متميز عن الآخر بالذكاء فيعطيه نفس ذكائه ويقول له قد صرنا واحداً نحن الفرق بيننا وبين ربنا يسوع المسيح كبير جداً .. هوة كبيرة جداً .. الفرق بيننا في المجد قال سأعطيكم من هذا المجد .. لماذا ؟ يقول * ليكونوا واحداً معي * .. يا لعظمة تدبير ربنا يسوع المسيح إتجاهنا .. أن نكون واحداً معه ؟ نعم ليس معه فقط بل واحداً مع أبيه الصالح أيضاً حتى أنه يريد أن تكون وحدته مع الآب هي هي وحدتنا معه .. لنرى قوة وحدته مع الآب تكون على نفس مستوى وحدتنا معه .. ليكونوا واحداً .. لمن نشبه ؟ ﴿ كما أننا نحن واحد ﴾ .. وكلمة * نحن * هنا إشارة للثالوث القدوس .. نحن ثلاثة .. ﴿ أنا فيهم وأنت فيَّ ﴾.. أنت فيَّ وأنا أيضاً فيهم فصاروا هم فيَّ وفيك وصرت أنا فيك وفيهم وكلنا صرنا واحد في المسيح يسوع هذه هي سر عظمة عمل ربنا يسوع على الأرض .. هذه هي العطية التي صارت الكنيسة مديونة بها للمسيح .. صرنا واحد معه وواحد مع الآب وواحد بعضنا معاً .. نحن واحد مع بعضنا البعض وكلنا واحد معه وكلنا واحد معه ومع أبيه الصالح .. ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ ( يو 17 : 23 ) من أجمل الأمور التي أعطاها لنا ربنا يسوع أن نشعر أننا كلنا واحد .. من أجمل الأمور أن أشعر أن بيَّ نفس الروح التي في الآخر وأن أشعر أننا كلنا مدعوين لوليمة واحدة وكلنا نأكل خبزة واحدة ونمارس صوم واحد معاً ونفطر معاً ونتوب معاً ونمارس الأسرار معاً أجمل ما في الكنيسة أنها جعلت الفرد ملغي والجماعة هي القائمة لذلك ونحن نسبح نقول ﴿ نسبحك .. نباركك ﴾ .. لنا لسان جماعة وليس فرد .. كلنا لنا نفس الإشتياقات فنقول له﴿ إهدينا يارب إلى ملكوتك ﴾ .. كلنا لنا نفس الطلبة فنقول له ﴿ إنعم لنا بمغفرة خطايانا ﴾ نحن جماعة متآلفة أهدافنا واحدة فنقول له ﴿ نحن أيضاً الغرباء في هذا العالم إحفظنا في إيمانك وانعم لنا بسلامك ﴾ .. لنا طلبة واحدة لا يوجد شخص فينا يقول هذه الطلبة لا تعجبني أو لا تناسبني لن أقولها .. لا .. كلنا لنا أهداف واحدة واشتياقات واحدة وطلبات واحدة .. كلنا موحدين في المسيح موحدين في الآب .. موحدين معاً .. ﴿ مكملين إلى واحد ﴾ لنفرض أن شخصيتي مختلفة عن غيري .. يقول لنا الوحدة لا تلغي الفرادي .. الوحدة لا تلغي التميز أبداً .. عندما دعى ربنا يسوع تلاميذه نجد أن كل واحد منهم قد يكون له فكره الخاص لكن مع ذلك كلهم مكملين إلى واحد .. قد يكون إختلافهم هو سبب وحدتهم .. قد يكون إختلافهم هو الذي يجعلهم في النهاية يعزفون لحن واحد .. وإن كانوا كلهم واحد أو كلهم نسخة موحده لما كانت السيمفونية المتآلفة فيهم .. تخيل آلة موسيقية ليس بها سوى نغمة واحدة تعطي نغمة واحدة ستكون منفره لكن تخيل أصوات مختلفة لنغمات مختلفة فهذه تعزف لحن جميل هكذا نحن في الكنيسة تميز أعضائها ليس لينفرد كل واحد عن الآخر بل ليدخل كل واحد في الآخر ويكمله كما يقول اللحن الكنسي ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. هكذا نحن مؤلفين بالروح .. تجد شخصية متى الإنجيلي غير شخصية لوقا غير شخصية يوحنا غير شخصية مرقس .. متى الإنجيلي شخصية تميل للسلطة لذلك لم يرد أن يظل طول حياته يهودي لكنه أراد أن يدخل مع الرومان ويصير جابي للضرائب .. لديه حب السلطة .. لوقا الإنجيلي يميل للبعد الإنساني .. يوحنا الإنجيلي عنده البعد اللاهوتي والروحي .. مارمرقس الإنجيلي عنده البعد الخدمي والبذل والتضحية .. لذلك نجد معلمنا مار متى عندما كلمنا كلمنا عن المسيح الملك لأنه محب للسلطة ومارمرقس كلمنا عن المسيح الخادم .. ومارلوقا كلمنا عن المسيح المتجسد .. نقول نحن كنا محتاجين أن نعرف هذا البعد عن ربنا يسوع في النهاية تكملت الصورة لذلك هم ليسوا ضد بعض لكن كل واحد رسم جزء من الصورة كي تكون في النهاية أيقونة متكاملة .. ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ في النهاية لمن يعود المجد ؟ لإنجيل ربنا يسوع المسيح .. في النهاية الفضل لمن ؟ لربنا يسوع في النهاية ما هو الهدف لكل واحد منهم ؟ إنتشار ملكوت ربنا يسوع .. تعال لترى شخصية بطرس ويعقوب وبولس الرسول و ....... كلٍ منهم له بصمة .. له إتجاه .. لكن في النهاية مكملين إلى واحد .. ربنا يسوع المسيح .. مكملين كلهم كي يعزفوا نفس اللحن ولهم نفس الهدف هو إنتشار ملكوت ربنا يسوع على الأرض ولأننا ككنيسة أعضاء نعم مختلفين لكن مكملين فممكن أنا أنجذب ليوحنا اللاهوتي وآخر ينجذب لمارمرقس وآخر لمارلوقا .. كلٍ منا يجد ما في شخصه ما يغذي شخصه وينميه والكل لحساب ربنا يسوع هكذا في قديسي الكنيسة تجد فيهم ما يناسبك تجد الشيخ وتجد الشاب وتجد الطفل وتجد المرأة .. والعذراء و ..... تجد ما يناسبك ليس في نوعيتهم فقط لكن أيضاً في نمطهم .. فتجد الشاب الشجاع وتجد الشاب الوديع والراهب .. تجد الشهيد وتجد الناسك والباحث .. تجد اللاهوتي .. تجد كل ما يناسبك .. ما هي شخصيتك ؟ هل شخصيتك تميل للعزلة والوحدة ؟ كُل واشبع .. هل تميل للدراسة والتأمل ؟ كُل واشبع .. هل تميل للممارسات النسكية ؟ كُل واشبع إلى ما لا نهاية .. هل تميا إلى الشهادة والخدمة ؟ إلى ما لا نهاية .. ما هذا ؟ ﴿ هيأت قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ ﴾ ( مز 22 – من مزامير الثالثة ) .. أعطاك مائدة دسمة مشبعة من كل ما تطلبه وتحتاجه ولأننا كلنا واحد في المسيح فكلنا مكملين بروح ربنا .. صرنا خبزة واحدة لذلك تجد في القربانة إثني عشر صليب حول صليب كبير يسمي الإسباديقون وهو الجزء السيدي ويمثل ربنا يسوع وحوله إثني عشر صليب .. بذلك تكون الكنيسة كلها في هذه الخبزة لذلك مهما كان كثرة المتناولين في الكنيسة الأرثوذكسية فهي تتمسك بالتناول من خبزة واحدة .. لا تقل القداس اليوم به زحام شديد أو نحن في ليلة عيد أو قداس خميس عهد نقدم قربانتين أو ثلاثة ليأخذ كل واحد من المتناولين قطعة كبيرة ليتلذذ بها .. لا .. هي خبزة واحدة وإن كان كل واحد فيها يمثل حبة دقيق وقد يأخذ كل واحد منا قطعة بحجم حبة الدقيق وبذلك يأخذ الجسد كله هذا قصد الكنيسة لأن جميعها عجنت بماء واحد ونحن بنا روح واحد صرنا واحد وأي جزء فينا يمثل الكل .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. صرنا مسكن لله لذلك المؤمنين في الكنيسة لهم تشبيهان مهمان .. يقول أنت فلك نوح مبني من عوارض خشبية كثيرة هكذا مؤمنوا الكنيسة كل واحد منا قطعة خشبية ليس لها قيمة لكن إن تجمعت بجانب بعضها صارت فلك جميل .. أيضاً كل واحد منا مثل خيمة الإجتماع بها عوارض وأوتاد وألواح كثيرة كل واحد منا يمثل شئ منها في النهاية يعطي خيمة لكن إن عزل كل واحد منا عن أخيه فماذا يشكل مسمار وحده أو قطعة خشب أو حبل ؟ لا شئ .. لكن عندما تدخل داخل المجموعة يصير له قيمة﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ لذلك إن كنا متميزين فلأننا متكاملين .. لذلك لا تجلس في بيتك وتقول هذا الولد متعب أو صفاته صعبة لا أعرف كيف أتعامل معه .. لا .. هذا لون من ألوان التمايز إقبله ووظفه بإسلوب صحيح إقبله وضعه مكانه .. زوجة تشكو أن زوجها مختلف الطباع نقول لها قد يؤدي هذا الإختلاف إلى التكامل وليس التنافر .. لذلك كل واحد منا مهم للآخر .. كل واحد منا يقبل الآخر ويعمل معه ويقبله حتى على علاته .. المهم أن يوضع في مكانه الصحيح .. من هنا المسمار مهم للخشب والمسمار والخشبة مهمان للحبل .. والمسمار والخشب والحبل مهمين للألواح و كلهم محتاجين للرمل كل واحد منا مهم للآخر لكن إن تنافر مع الآخر يصير بلا قيمة مستقل .. لذلك عندما يقول شخص أنا في حالي قل له هذا لا ينفع .. أنت لابد أن ترى وزناتك وتعرف إمكانياتك وإمكانيات من حولك والمسيح فيك وفيهم ومادامت روح المسيح فيك وفيهم فلا يمكن أن تكونوا إلا واحد ربنا يسوع الذي وحدنا معه يوحدنا به ويعطينا نعمة الوحدة لكي نكون مكملين إلى واحد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
03 يونيو 2021

ثمار القيامة فى حياتنا

اهنئكم أحبائى بعيد القيامة المجيد الذي نحتفل به في باكر كل يوم وفي أيام الاحاد وفي زمن الفصح لمدة خمسين يوما ، بل ويجب ان نحيا القيامة كل ايام حياتنا فنحن ابناء القيامة والمسيح القائم من بين الأموات ،الذي مات من اجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا . لقد انتصرالمسيح بقيامته علي الخطية والشيطان والموت ووهب الحياة للذين في القبور. قام الرب يسوع المسيح منتصراً ليقودنا في موكب نصرته، ولكي يهبنا الشجاعة والقوة في مواجهة الشر والشيطان والموت والخطية وليحيينا حياة أبدية بقيامة المجيدة ان الله الكلمة المتجسد الذي سمح أن يدخل الموت الي طبيعتنا بسقوطها فى الخطية وطردها من الفردوس ، برحمتة الغنية أراد لنا بالإيمان به وبقيامته ان نقوم معة في جدة الحياة المنتصرة وننعم معه بالحياة الأبدية. ومن بين عطايا القيامة الكثيرة فى حياتنا انها تجعلنا نحيا فى حياة السلام والقوة والفرح والرجاء . القيامة نبع للسلام .. شتان بين حالة التلاميذ يوم الجمعة العظيمة وأحد القيامة كان الخوف قد ملأ قلوبهم وتفرقوا يوم الصلب وحتي بعد ان اجتمعوا كانوا في خوف ورعدة ولكن دخل اليهم الرب يسوع وهم في العلية والابواب مغلقة وقال لهم سلام لكم (و لما كانت عشية ذلك اليوم و هو اول الاسبوع و كانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع و وقف في الوسط و قال لهم سلام لكم). (يو 20 : 19) . تحول الخوف الي شجاعة ،والضعف الي قوة، والارتباك الي سلام، وجال الرسل يكرزون ببشري السلام الذي صنعة لنا الرب بموته عن خطايانا وقيامته من اجل تبريرنا ان كل من يؤمن بالقيامة مدعوا الي حياة السلام (سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب). (يو 14 : 27) . ان المسيح القائم هو سلامنا ولن تستطيع اى قوة او تهديد حتى بالموت ان تنزع منا هذا السلام لاننا ابناء القيامة والحياة الإبدية .ان الموت الذى يخافه الناس بقيامة السيد المسيح صار جسر للعبور للإبدية السعيدة . ولنا فى أنشودة القديس بولس الرسول قدوة ومثل { فماذا نقول لهذا ان كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء. من سيشتكي على مختاري الله ، الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا. من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف.كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. و لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت و لا حياة و لا ملائكة و لا رؤساء و لا قوات و لا امور حاضرة و لا مستقبلة.و لا علو و لا عمق و لا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} رو31:8-38. القيامة مصدر قوة للمؤمنين ... فلا خوف من قوة الشيطان الذي انتصر علية الرب بصليبة وقيامتة ، ولا خوف من العالم والشر امام قوة القيامة التي اخزت المضطهدين ولا خوف من الموت أمام قوة من قام من بين الاموات ووهب الحياة للذين في القبور(و بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع و نعمة عظيمة كانت على جميعهم). (اع 4 : 33) نعم نحن الذين أخذنا قوة الروح القدس وثمارة لا نخشي شيئا بل نشهد لمن أحبنا وبذل ذاتة فداءً عنا وسط جيل ملتوي شرير (لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية و السامرة و الى اقصى الارض). (اع 1 : 8).لقد أعطانا الرب القائم من الأموات قوة من العلاء { ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات و العقارب و كل قوة العدو و لا يضركم شيء} (لو 10 : 19). وها نحن نحيا على رجاء مجئيه الثانى { و حينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحاب بقوة كثيرة و مجد} (مر 13 : 26) نحيا شهود للقيامة ونثق فى وعود الرب الحى الى الابد { فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا }(مت 14 : 27). الفرح الروحى ثمرة القيامة المجيدة .. أمتلأ التلاميذ من الفرح بقيامة الرب من الأموات وهو واهب الفرح . كان قال لهم قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم ، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) يو 20:20. وأتخذ التلاميذ من الأيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم ( و ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم.ونوجد نحن أيضا شهود زور لله .ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. (1كو 15 : 20،14). حتي عندما تعرض الرسل للسجن او الاضطهاد كانوا يقابلون ذلك بفرح وسلام وقوة .هكذا راينا الرسل بعد ان تعرضوا للضرب امام المقاومين (و اما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه (اع 5 : 41).وهكذا يوصينا الأنجيل ان نحيا فرحين برجائنا فى القيامة ( فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة)(رو 12 : 12). نحيا ثمار القيامة .. قيامة الرب يسوع من بين الأموات تبث فينا روح الفرح والسلام والقوة والثبات وكما سار ابائنا الرسل علي درب سيدهم مقتدين به علينا أن نعرف المسيح وقوة قيامتة وشركة الآمه . نحن نسير علي ذات الدرب والله قادر ان يقودنا في موكب نصرته لنحيا أيماننا ونشهد له لنكون أبناء وشهودأ للقيامة ،لنكون دعاة سلام وعدل وحرية ونبذل من وقتنا واموالنا وحياتنا في خدمة الجميع . نعمل على المشاركة الإيجابية والفاعلة والمستمرة فى بناء مجتمع تسوده روح القيامه والفرح والقوة والسلام .إن قيامة السيد المسيح القوية، سكبت فى البشرية قوة القيامة ومنحتها عطايا عجيبة، ما كان ممكناً أن نحصل عليها لولا القيامة { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله}. (كو 3 : 1). اذ اقدم لكم احبائنا ارق التهاني بعيد القيامة المجيد فاننى أصلى معكم للذى أبطل الموت وانار لنا الخلود والحياة ان يشرق فينا بشمس بره لنرى ونعاين ونحيا أمجاد القيامة وسلامها وافراحها وقوتها ورجاء الحياة الإبدية . نصلى من أجل كل نفس لتقوم من سقطاتها وتحيا حياة النصرة على الخطية والشر والفساد وعلى كل أغراءات العالم الشرير حتى ما نعاين أمجاد القيامة وحياة الدهر الاتى . نصلى من أجل الكنيسة رعاة ورعية لتعيش كنيستنا بمؤمنيها مفاعيل القيامة وأفراحها وليقدس الرب كل المؤمنين به ليكونوا ابناء القيامة والفرح والسلام ونحيا على رجاء حياة الدهر الأتى . نصلى من أجل بلادنا لتقوم من كل كبوة وتنجح بقوة القيامة فى عبور أيامها الصعبة لتصل بمواطنيها الى حياة العدل والمساواة والرخاء والحرية . ليحيا كل مواطن أنسانيته وكرامته ولنساهم جميعا فى خلق مجتمع حر وديمقراطى يأمن فيه الناس على حياتهم ومستقبلهم . المسيح قام ... بالحقيقة قام القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
02 يونيو 2021

نؤمن بقيامة الأموات وحياة الدهر الآتى ( قانون الإيمان )

إننا نقول فى ( قانون الإيمان ) : " ننتظر قيامة الأموات ، وحياة الدهر الآتى " 000 فبالقيامة ننتقل إلى السماء ، إلى الدهر الآتى 0 إلى عالم آخر غير عالمنا الحالى فما هو ؟ وما طبيعة الحياة فيه ؟ لو كانت الحياة فى الآخرة مثل حياتنا ههنا على الأرض ، إذن ما هو الفرق ؟! وما معنى النعيم الأبدى ؟ وما معنى ملكوت السموات ؟ وما هى المكافآت التى تعطى للمؤمنين الغالبين ؟ طبيعى أن الحياة على الأرض ، غير الحياة فى السماء والحياة فى هذا الدهر ، غير الحياة فى الدهر الآتى بل إننا نقول فى صلاتنا بالمزامير " أنت يارب تنجينا ، وتحفظنا من هذا الجيل وإلى الدهر " ( مز 12 : 7 ) 0لقد لخص السيد المسيح الحياة فى الدهر الآتى بعبارة جميلة دققة موجزة قال فيها " 00 يكونون كملائكة الله فى السماء " ( مت 22 : 30 ) هنا عجيب شديد ، وهنا الفارق الأساسى بين الدهر الحاضر ، والدهر الآتى 0 بين هذا العالم المادى ، والعالم السماوى الروحانى بعد القيامة الأشرار فى الدهر الآتى ، سوف يلقون فى جهنم ، فى الظلمة الخارجية ( مت 25 : 30 ) ، أى خارج مجمع الأبرار وحديثنا حالياً هو عن حالة الأبرار فى الدهر الآتى : كيف يجدونه ؟ فى الدهر الآتى سكون كل الأبرار معاً ، فى وحدة شاملة تجتمع كل الشعوب والأمم والبائل والأجناس ، بلا تمايز بينها 0 لا تمايز من جهة الجنس أو اللون ، لا خلاف عرقى ولا قبلى ولا قومى 0 الكل معاً فى سلام ، وفى وحدة القلب والفكر تبطل العدوات والحقد والحروب 0 ولا يكون صراع ولا منافسة 000 الكل بلغة واحدة 0 أهى لغة الروح ، أم لغة الملائكة ؟ لست أدرى المهم أنهم سيفهمون بعضهم بعضاً ، ولا يحتاجون إلى مترجم 0 بل لهم فهم واحد ، ومفاهيم واحدة وفكر واحد تبطل الألسنة واللغات التى تميز مجموعة عن أخرى إن وجد تمايز ، فإنه يكون فى الدرجة الروحية وفى درجة المكافأة 0 لأن كل إنسان سينال جزاءه بحسب أعماله ( مت 16 : 27 ) وطبيعى أن أعمال الناس على الأرض كانت متفاوتة فى النوع والعمق والدرجة 0 فعلى هذا القدر تكون مكافأتهم فى السماء أيضاً متفاوتة ولكن الكل يكونون سعداء ويتكون المجتمع السمائى فى الدهر الآتى ، من الملائكة والبشر الكل يكونون معاً 0 وهنا نوع آخر من النعيم الأبدى ، وهو عشرة البشر مع الملائكة بكافة درجاتهم وطغماتهم السمائية ، ومعهم جموع الأنبياء والرسل ، والشهداء والأبرار ، فى حفلة تعارف كبرى تضم الجميع حياة الدهر الآتى تتميز بالفرح الدائم لذلك يطلق عليها لقب ( التعب الأبدى ) 0 وكلمة ( الأبدى ) تعنى لا نهاية لها 0 فالدهر الحالى له نهاية 0 وحتى عندما تطول سنى حياة إنسان على الأرض ، تدركه الشيخوخة بكل ما فيها من تعب وضعف أما الأبدية فهى الفرح الدائم الذى لا ينقص ولا يهتز 0 إنه الموضع الذى لا حزن فيه ولا كآبة ، ولا خوف ولا دموع ، ولا عوز ولا فقر إنه يقدم أروع مثال لما حاول الفلاسفة يتخيلوه 0 كما كتبوا عن ( المدينة الفاضلة ) أو( مدينة الله ) فى الدهر الآتى سوف يبطل عمل الشيطان وتبطل حريته ، وينتهى الشر لا تكون خطية فيما بعد 0 لا تكون هناك أية شهوة بطالة ، ولا آى فكر شرير 0 الدهر الآتى سوف يتميز بالهارة الكاملة ، وبحياة القداسة التى تشبه ملائكة الله فى السماء وطبعاً سوف لا توجد حروب روحية من عدو الخير يجاهد البشر فى الانتصار عليها بل سوف يتمتع الجميع بنقاء تلقائى وصفاء فى الروح والعقل 0 لخصه الكتاب فى عبارة " إكليل البر " ( 2 تى 4 : 8 ) يتكلل البشر بالبر ، أى تصبح طبيعتهم فى حالة من القداسة غير قابلة للخطأ ، ومنزهة عن كل شر فى هذا الدهر نعيش فى عالم مادى 0 فهل فى الآخرة فى الدهر الآتى ، سنعيش فى عالم مادى أيضاً ؟‍! هل سنعيش فى ثقل هذا الجسد المادى وفى شهواته ؟! وهل شهوات الجسد تتفق مع طهر السماء وقدسية السماء ؟! لا شك أن الجسد فى السماء ، سوف لا يكون كما هو حالياً على الأرض 0 إنه ستخلص طبعاً من الجاذبية الأرضية محال أن تجذبه الأرض وهو فى السماء !! وإلا فإنه يسقط من السماء إلى الأرض 0 لذلك نؤمن أن الأجساد – فى القيامة – ستقوم بطبيعة سماوية ، لكى يكون هناك تجانس بينها وبين البيئة السماوية التى ستعيش فيها بعد القيامة 0 وهكذا يعلمنا الإنجيل أننا سنقوم بأجساد سماوية ( 1 كو 15 : 49 ) ستكون الأجساد فى الدهر الآتى غير قابلة للتعب ، ولا للمرض ، ولا للموت ولا للتحلل ، ولا للفساد 0 أجساد لها الطابع الروحانى ( 1 كو 15 : 44 ، 53 ) المتعة فى السماء ، ستكون غير المتعة على الأرض لأنه لو كانت المتعة فى الدهر الآتى من نوع المتعة الأرضية ، فما الفرق إذن بين مباهج الأرض ومباهج السماء ؟! وماذا عن الذين جربوا كل أنواع المتعة الأرضية ، وملوها وسئموها ؟! وارتفع الأنقياء عن مستواها ! هنا يقدم لنا الكتاب نوعاً أسمى من هذا كله ، فى قوله " ما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على بال إنسان ، ما أعده الله للذين يحبونه " ( 1 كو 2 : 9 ) هنا إذن ارتفاع عن كل الأرضيات وكل الماديات ، وكل الجسدانيات 0 فكلها قد رأتها العيون ، وسمعت بها الآذان 0 ولا يستطيع أحد أن يقترح أو يستنتج نوعاً آخر من المتعة ، وإلا يكون قد خطر على بال إنسان ! وفى حياة الدهر الآتى ، لا يوجد تزواج ولا توالد فمن غير المعقول أن يولد إنسان جديد ، ويجد نفسه فى النعيم الأبدى دون أن تختبر إرادته ويثبت استحقاقه لهذا النعيم 0 حينما خلق الله آدم وحواء ، كانا عريانين فى الجنة وهما لا يخجلان ( تك 2 : 25 ) 0 ما كانت الهوة الجنسية قد دخلت إلى طبيعتهما ، ولا حتى مجرد معرفة الجنس والتمايز الجنسى 00 لكنهما عرفا ذلك بعد الخطية والسقوط 0 فهل سيعود البشر إلى السمو الذى كان له قبل السقوط ؟ أم سيبقى فى عبودية ( الجنس ) وشهواته وضغطاته ؟! فى الدهر الآتى سيرجع الإنسان إلى البساطة الأولى والنقاوة الأولى ولكن بوضع ثابت لا يتحول عنه ولا ينحرف حياة الدهر الآتى هى الشهوة الروحية التى اشتهاها القديسون واعتبروها انطلاقاً للروح من ضباب الجسد ورباطاته ، ومن الحياة على المستوى المادى 0 حتى قال سمعان الشيخ " الآن يارب تطلق عبدك بسلام حسب قولك " ( لو 2 : 29 ) كما قال القديس بولس الرسول " لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح 0 ذاك أفضل جداً " ( فى 1 : 23 ) إذن حياة الدهر الآتي هى حياة الانطلاق من قيود الجسد والمادة ومن رباطات هذا العالم الحاض إنها حياة الحرية الحقيقية ، حرية مجد أولا الله ( رو 8 : 21 ) قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل