المقالات
25 مايو 2023
عيد الصعود فى حياتنا الروحية
عيد الصعود المجيد يرفع قلوبنا وأفكارنا وارواحنا الى السماء حيث المسيح جالس عن يمين الاب . فنحن نشكر الله الذى أقام طبيعتنا واصعدها الى السماء . ونساله ان يقيمنا من الكسل والتعلق بالإرضيات الي سمو الفكر وارتفاعه عن كل محبة أو شهوة غريبة عن محبة الله { هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله ومستاسرين كل فكر الى طاعة المسيح }(2كو 10 : 5) .ان السيد المسيح الذى نزل لأجل خلاصنا هوالذى صعد ايضا فوق جميع السموات لكى يملأ الكل (أف 4: 9، 10). فنحن مدعوين الى حياة السمو والفضيلة والبر لنرتفع مع من صعد ليقيمنا ويرفعنا الى مرتبة البنوة والحياة السمائية .
ان جبل الزيتون كما كان يمثل الآلم والمعاناة فى حياة المخلص الصالح وفيه قُبض عليه وسيق كشاة حتى الى الصليب هو جبل السلام والفرح بقيامة الرب من بين الاموات وجبل الصعود الى السماء ، ونحن لكى ما نتمجد مع المسيح ونصعد معه الى الفردوس وملكوت السموات فاننا نحمل بفخر صلبينا{ فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} (رو 8 : 17). ونحن اذا نتبع خطي التلاميذ والاباء الرسل نفرع بالصعود ونواظب على الصلاة كجماعة واحدة مقدسة طالبين مواهب وثمار وعطية الروح القدس المعزى { حينئذ رجعوا الى اورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون الذي هو بالقرب من اورشليم على سفر سبت. و لما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس و يعقوب و يوحنا و اندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا اخو يعقوب. هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم ام يسوع ومع اخوته}(أع 12:1-14). نصلى ونطلب من الرب ان ينظر بعين الرأفة والمحبة الى كل نفس فى الكنيسة رعاة ورعية وان يصعد بلادنا من الفساد والتعصب والجهل وعدم الأمان الى حياة السلام والتقدم والمعرفة والنور ويقوى أيماننا به للننتظر بفرح مجئية الثانى .
تتويج لعمل السيد المسيح الخلاصى ...
ان عيد الصعود المجيد يمثل تتويجا للعمل الخلاصى الذى فعله السيد المسيح من أجلنا ولخلاصنا فى العهد الجديد فلقد صعد الرب الى أعلى السموات بالجسد البشرى القائم كجسد روحاني نوراني ممجد ، واصعد طبيعتنا البشرية معه الى السماء ، وانتهت مرحلة اخلاء الذات التدبيرى من اجل خلاص جنس البشر وبصعود المخلص تمجد الابن الكلمة واستحقت البشرية نعمة ومواهب وثمار الروح القدس { قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء و المزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. و قال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم و يقوم من الاموات في اليوم الثالث. وان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. و انتم شهود لذلك. وها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي. واخرجهم خارجا الى بيت عنيا و رفع يديه و باركهم. و فيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء. فسجدوا له و رجعوا الى اورشليم بفرح عظيم. و كانوا كل حين في الهيكل يسبحون و يباركون الله امين}( لو44:24-52). أن كان السيد المسيح الملك الظافر الممجد في السماء وعلي الأرض في أحد الشعانين دخل الي اورشليم كملك وديع وعادل ومتواضع، ففى عيد الصعود يدخل الي أورشليم السمائية منتصرا وظافرا. كان في أحد الشعانين راكبا على جحش واليوم راكب على السحاب ، دخل أولا وسط تسابيح الشعب والأطفال واليوم تستقبله الملائكة بالتسابيح ، استقبله أطفال القدس خلصنا يا ابن داود واليوم يهتف الاباء والانبياء الذين ماتوا على رجاء ومعهم نحن خلصتنا وادخلت طبيعتنا الى السماء، فى عيد الصعود نصلى ليصعدنا من الضعف والخوف والمرض والخطية وان ينقذنا من أعدائنا الخفيين والظاهرين .
ان الاحتفال بعيد الصعود المجيد هو تقليد رسولى كما جاء فى الدسقولية التى هى تعاليم الاباء الرسل (من أول اليوم من الجمعه الاولى احصوا أربعين يوما إلى خامس السبوت ثم أصنعوا عيد لصعود الرب الذى اكمل فيه كل التدبيرات وكل الترتيب وصعد إلي الاب الذى أرسله وجلس عن يمين القوة (دسق 31). لقد استقبلت الملائكة وكل قوات السماء المخلص بما يليق به من أكرام وسجود كما تنباء بذلك داود النبى { ارفعن ايتها الارتاج رؤوسكن وارتفعن ايتها الابواب الدهريات فيدخل ملك المجد.من هو هذا ملك المجد الرب القدير الجبار الرب الجبار في القتال.ارفعن ايتها الارتاج رؤوسكن وارفعنها ايتها الابواب الدهريات فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد رب الجنود هو ملك المجد }( مز 4:24-10). ونحن نتمثل بالملائكة ونفرح مع الاباء الرسل بصعود الرب الى السموات كسابقاً من أجلنا مترنمين كأمر داود النبى { يا جميع الامم صفقوا بالايادي اهتفوا لله بصوت الابتهاج. لان الرب علي مخوف ملك كبير على كل الارض.صعد الله بهتاف الرب بصوت البوق . رنموا لله رنموا رنموا لملكنا رنموا. ملك الله على الامم الله جلس على كرسي قدسه}( مز1:47).
اننا نتعلم من ابائنا القديسين لنعيش فى تقوى ومحبة الله ولهذا يذكرنا القديس ساويرس الأنطاكي (459-536م ) ، بهذا العيد كأَجل الأعياد إذ يقول: "إني احتفل بتقاليد الرسل القديسين التي سلمها لنا أعمدة الكنيسة كميراث أبدي لا يفنى بعد أن تسلموها كل واحد بدوره كما يتسلم الابن من أبيه، وهذه تمت على أيديهم وأزهرت في الكنيسة، ومن بين هذه التقاليد التي استلمناها ما تنادي به الكنيسة اليوم لتعلمنا به أن المسيح لأجلنا صعد إلى السموات". ان السيد المسيح صعد الى السموات بالجسد الممجد اذ انه بلإهوته حال فى كل مكان ولا يحويه مكان وكما نستقبل ارسال القنوات الفضائية ونراها صوت وصورة دون ان نحدها فى الجهاز التلفزيونى الخاص بنا هكذا التجسد الإلهى لم يحد اللإهوت { وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20) .{ لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم} (مت 18 : 20) .
أن يسوع المسيح الذى ارتفع عنا إلى السماء سيأتى هكذا ليدين العالم وياخذ الابرار للحياة الدئمة معه ونحيا معه كملائكة باجساد نورانية روحية ممجده كما أخبرت الملائكة ابائنا الرسل القديسين في يوم صعود الرب الي السماء {و لما قال هذا ارتفع وهم ينظرون واخذته سحابة عن اعينهم. وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض. وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء} (أع 1: 9-11) نعم سيأتى للدينونة ويكأفى الأبرار ويعاقب الأثمة {فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله} (مت 16: 27). ولهذا فنحن نعد أنفسنا بالتوبة الدائمة وثمار الأعمال الصالحة منتظرين سرعة مجئ ربنا يسوع المسيح.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
24 مايو 2023
ارع غنمي. ارع خرافي
سؤال
لماذا ننكر رئاسة بطرس، وقد قال له السيد المسيح بعد القيامة: "ارع غنمي، ارع خرافي "؟
جواب
إن السيد المسيح لم يقل له ذلك لكي يقيمه راعيًا للكنيسة الجامعة، وإنما لكي يرده ثانية إلي رتبة الرسولية التي كاد يفقدها بإنكاره. فكان الرب بهذه العبارة قد ساواه بباقي الرسل، بينما كان معرضًا لأن تنفذ فيه الآية التي تقول: "من أنكرني قدام الناس، أنكره قدام ملائكة الله" (لو 12: 9) وواضح أن السيد المسيح قال له: "ارع غنمي" في موقف توبيخ، حيث سأله ثلاث مرات قائلًا: "يا سمعان ابن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء" (يو 21: 15: 17). وفي ذلك أراد أن يذكره بإنكار له ثلاث مرات، كما كان سؤاله يحمل توبيخًا خفيفًا يذكر بطرس بقوله: "لو أنكرك الجميع لا أنكرك أنا" ونلاحظ أيضًا أن السيد المسيح ناداه في ذلك المجال باسمه القديم قبل أن يدعي بطرس وأوضح دليل علي أن ذلك كله قيل في مجال توبيخ أن بطرس بعد أن قال له الرب ارع غنمي ثلاث مرات، حزن لأنه فهم القصد ولو كانت العبارة في مجال تمجيد أو تقليد رئاسة، لكانت سبب بهجة وفرح وفر لا سبب حزن لبطرس والرعاية وظيفة قلدها الرب لكثيرين كما يتضح من نصوص كثيرة في الكتاب المقدس. فكل الرسل رعاة، وكل الأساقفة رعاة. والسيد المسيح هو راعي الرعاة.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
23 مايو 2023
قوة القيامة المجيدة فى حياتنا
قيامة الرب يسوع المسيح من بين الاموات هى حجر الزاوية الإيمان المسيحي فهى سر رجاء المؤمن وقوته وسلامه وفرحه وتبريره وهى نافذتنا الى الأبدية السعيدة فكما قام المسيح سنقوم معه باجساد روحانية نورانية ممجدة { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات (1بط 1 : 3). لهذا يؤكد القديس بولس الرسول على أهمية القيامة قائلا { ان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم.اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا.ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين.} (1كو 17:15- 20). وفى كل أيام حياتنا على الأرض، يجب أن نحيا إيماننا الأقدس كابناء القيامة ونعيش فى محبة لله والغير وعمل الغير. نعيش حياة الرجاء الراسخ كسفراء لله والسماء واثقين أن الله يراقب جهادنا ويقوى إيماننا ويعين ضعفنا ويجدد شبابنا الروحي ويكافأنا بالأبدية السعيدة لنحيا مع الله كل حين.
التوبة هي إختبار لقوة القيامة وقطع لربط الخطية والبعد عنها بقوة المسيح القائم منتصر على الخطية والعالم والشيطان والموت. التوبة تجدد بنوتنا لله وتلبسنا ثوب البر وكما فعل الأبن الضال عندما قال { اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك} (لو 15 : 18). بالتوبة يقوم التائب من الموت الروحي ويفرح قلب الله ويرجع الي أحضانه الأبوية { لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون }(لو 15 : 24). فالتوبة هى قيامة مفرحة سعيدة. والخاطئ هو إنسان ميت روحيا لم يختبر قوة القيامة التي تغلب الخطية والموت {مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم}(رؤ20 : 6) هنا نقراء عن موتان وقيامتان فالموت الأول هو موت الخطية. فكل خاطىء هو ميت فى نظر الله. والموت الثانى هو الموت الأبدى أى الهلاك والإنفصال عن الله والدينونة أما موت الجسد للمؤمن ليس هو موت بل إنتقال. القيامة الأولى هى القيامة من موت الخطية أى التوبة { تأتى ساعة وهى الآن حين يسمع الأموات (روحيا) صوت إبن الله والسامعون يحيون} (يو25:5) أما القيامة الثانية فقال عنها الرب { تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين فى القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة} (يو29:5). التوبة تقيم الإنسان من موت الخطية وتهبه حياة أبدية والإيمان العامل بالمحبة يجعلنا أبناء للقيامة نغلب الموت وننتصر على الشيطان والخطية والضعف ونحيا فى سلام وقوة القيامة المنتصرة.
لقد جاء السيد المسيح ليعطينا أن ننتصر على الخطية بالإيمان بالمسيح وقوة قيامته فنقوم من الخطية ونتوب عنها ولا نرجع اليها ونموت عن شهوات العالم لنحيا الحياة المقامة فى المسيح يسوع وناخذ قوة للإنتصار على الخطية. إن النفس التائبة تشع منها قوة من قوة قيامة الرب يسوع كما ظهر ذلك فى حياة التائبين في الكتاب المقدس وسير القديسين كما فى حياة القديس موسي الأسود بعد توبته ومريم المصرية وغيرهم من التائبين كل يوم. أننا بالتوبة نرتل فى موكب القيامة " المسيح قام من بين الأموات، بالموت داس الموت، ووهب الحياة للذين فى القبور" لهذا يدعونا الكتاب لليقظة الروحية والتوبة { استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لان الايام شريرة.} (أف 14:5-16).
بايماننا بالقيامة نبتعد عن كل شر فى حرص على أبديتنا، ونحيا فى محبة الله فى تقوى وبر واثقين ان الله لا ينسي تعب المحبة. نحمل الصليب برضا وفرح وشكر وثقين ان الآم الزمان الحاضر لابد ان تنهي مهما طال العمر أو قصر، فبعد حمل الصليب وتبعية المصلوب هناك مكافاة للأبرار وقيامة مجيدة وافراح فى السماء. فنحن ابناء القيامة والحياة الأبدية نحيا فى فرح وقوة لا تهاب حتى الموت بل تشهد للمسيح القائم منتصرا على الشيطان والموت وهو قادر أن يقودنا فى موكب نصرته ويظهر بنا رائحته الذكية فى كل مكان.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
22 مايو 2023
اختبار قوة قيامة المسيح في حياتنا
نحن نعيش مشاعر اختبار قوة قيامة السيد المسيح في حياتنا، بالانتصار على الخطية، وعدم الخوف من الموت، وعدم اليأس في الضيقات، والإيمان بالحياة الأبدية.. الحياة الأفضل التي أُعطيت لنا من الله الآب: «بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي اعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي ابْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ والْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ» (2تي1: 9 و10).مَن كان يستطيع أن يَعبُر بطبيعتنا الساقطة التي كانت في قبضة الشيطان، ويعبر بها من الموت إلى الحياة، من الظُلمة إلى النور، من الضياع إلى الوجود في أحضان الآب السماوي؟! مَن كان يستطيع أن يفعل هذا كله؟ إنه «الرب العزيز القدير، الرب القوي في الحروب» (مز23: 8)، هو وحده الرب الذي قام منتصرًا بجسد ممجّد.. وليس قام فقط، لكنه صعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب بنفس الجسد الذي اتخذه من العذراء مريم وصُلِب به عنا لكي يفدينا، وقام به ممجدًا لكي ينصرنا على الموت. وصعد لكي يعرِّفنا أنه يوجد في بيت أبيه منازل كثيرة كما قال: «فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3).احتفالنا بعيد القيامة هو درس قوي في أننا لا نهاب الموت، ولا نهتز أمامه لأننا نؤمن بقيامة الرب من بين الأموات، كقول معلمنا بولس الرسول «إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!» (1كو15: 14، 17).احتفالنا بعيد القيامة يجعلنا نثق أن الذين رقدوا لم نفقدهم؛ لأن أرواحهم في الفردوس وأجسادهم سوف تقوم مرة أخرى لكن بصورة منتصرة على الموت مثلما قام السيد المسيح، «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذَلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ اللَّه أَيْضًا مَعَهُ» (1تس4: 14).احتفالنا بعيد القيامة يمحو من داخلنا أحزان فراق الذين رقدوا كما قال معلمنا بولس الرسول: «لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ» (1تس4: 13). وكما قال أيضًا عن نفسه: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» (في1: 23).وأما نحن الذين مازلنا في هذا العالم نحمل صليب الجهاد، وهكذا ونحن نحتفل بعيد القيامة ننتظر على رجاء قيامة الأبرار حينما نلتقي بجميع الأحباء مرة أخرى، ليس في القداس هنا على الأرض الذي هو رمز للأبدية وعربون لها، لكن هناك في المائدة السماوية مع السيد المسيح. ويقول البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن الاستمرار في تذكر القيامة: "إن الصوت الرسولي ينذرنا قائلًا «اذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ» (2تي2: 8) دون أن يشير إلى زمن محدود، بل أن يكون ذلك في فكرنا في كل الأوقات. ولكن لأجل كسل الكثيرين نحن نؤجل من يوم إلى يوم. فلنبدأ إذًا من هذه الأيام!"
نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
21 مايو 2023
الطريق والحق والحياة الاحد الخامس من الخماسين المقدسة
النهارده الاحد الخامس من الخماسين المقدسه و ان شاء الله يوم الخميس القادم عيد الصعودغاية التجسد وغاية العمل الالهي ان نرجع مره اخرى الى الفردوس الذي قد طردنا منه غاية العمل الالهي غاية التدبير الالهي غايه التجسد غايه الصليب ان نرجع مره اخرى الى الفردوس الذي قدر طردنا منه.. الكنيسه تحتفل الخميس الجاي بالصعود معناها ان ربنا اكمل التدبير و تدبير الخلاص وماسك ايدينا و بياخدنا ويرجعنا ثاني للفردوس اللي احنا طردنا منه عشان كده هتلاقي الانجيل لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فامنوا به إن منازل فى بيت ابي كثيرا انا عندي مكان كبيير وواسع.وان انطلقت واعددت لكم مكانا سوف اجي ايضا واخذكم الي لتكونوا انتم حيث اكون انا انا ما ينفعش اكون موجود في مكان انتم مش في انتم ولادي وان كنتم عصيت الوصيه وان كنتم طرتم فانا مش هاسكت وماسكتش عشان كده نقول سقطنا من الحياه الابديه ونوفينا من فردوس النعيم طب اللي بعدها ايه لم تتركنا عنك ايضا الي الانقضاء مسبتناش مش طردنا وقال يلا خلاص يستاهلوا ماسمعوش الكلام اطلعوا بره لا ظل يدبر طريق يرجعنا بيه ثاني كان ايه الطريق اللي يرجع نادي ثاني ان هو نفسه يجيء هو نفسه يفدينا هو نفسه ياخذ على نفسه حكم الموت فى نفسة ويعطينا احنا الحياه ويرجعنا مرة تانى للفردوس دة غايه عمل ربنا معانا لانه هو الفردوس من اجلنا ما ينفعش هو يبقى في الفردوس من غيرنا قال كده ما ينفعش ايضا اخذكم الي لتكونوا انتم حيث اكون انا انا عاوزك تتخيل معي رجل عمل قصر جميل قوي شيك خالص وظل يعمل فى جناين وفواكه وحمام سباحه واماكن ترفيهية ايه رايك في القصر الجميل ده لما يقعد في لوحده يبقى مالوش قيمه لكن قيمتة ايه لما يكون معاة اولاده احفاده يكون مع حبايبه وكل ماينظر اليهم مستمتعين كل ما المتعه تدخل جواها هو ربنا يسوع عاوز كدة عاوزنا نكون معه حيث اكون انا تكونوا انتم ايضا المكان اللى انا اكون فيه هتلاقي النهارده البولس معلمنا بولس يوضح اكثر في العبرانيين 10 فاذ لنا الان يا اخواتي ثقه في دخولنا الي الاقداس بدم يسوع المسيح طريق كرزة لنا حديثا حيا بالحجاب الذي هو جسده ده ايه اللي حصل؟ بقى لينا ثقه بالدخول ده احنا مطرودين الشخص المطرود من مكان ما ينفعش يدخلوا ثاني واحد يتقال له اطلع بره يبقى خجلان او يبقى ليه خذي قال لك لا احنا هندخل بس هندخل بى هو ازاى؟؟ بدم يسوع المسيح طريقا كرزة لنا كرزة يعني خصصوا يعنى دشنوا حديثا حيا بالحجاب الذي هو جسده يطلق على كلمه الجسد الحجاب هتلاقي الكتاب المقدس يتناول الجسد بكلمات متعدده يعني من ضمنها كلمه الحجاب من ضمنها ممكن يقول لك على الجسد الخيمه طريق كرزه لنا بجسدة تخيل انت كده لما واحد يقول لك لو عاوز تعدي تعدي من عليا انا انا هعملك نفسى طريق هو دةو اللي ربنا يسوع عملوا معانا اقامنا معه واجلسنا معه في السماويات هو لما قام قام لية عشان يقومنا يقومنا وبس قالك لا همسك ايدك واخذك معايا لحد ما ادخلك ثاني فتح باب الفردوس ورد ابانا ادم وبنية الى الفردوس تعالوا الي يا مباركي ابي رثوا الملك المعد لكم قبل تاسيس العالم عشان كده احبائي الكنيسه الاسبوع ده كله تخليك تكلمك عن حاجتين عن الطريق وعن في بيت ابي منازل كثيرة عاوز يقول لك المكان كبير وواسع وياخذ كله ولادي تعالوا شهوه قلب ربنا يسوع احبائي ان نكون معه تخيل لما واحد من اولاده يكون هو عمل القصر ده وعمل المكان وتعب فى ويقول له تعالى ومش بس بيقول له تعالى دة بيوصفلوا كمان المكان اللي هيقعد في يقول له معلش انا مش فاضي مش هاقدر وده المثل احبائي اللي ذكر في الكتاب المقدس بعدت صيغ عن مثل العرس هتلاقي في عرس يتعمل وتلاقي المدعوين ناس تقول معلش احنا آسفين مش هنيجي اصل انا متجوز اصل انا عندي ارض اعذار كلها ضعيفه طب هو عاوز ايه عاوز الملكوت يبقى مليان باولاده إحنا احبائي حياتنا كلها شهوه للملكوت ونقول له اهدينا يا رب الملكوت المكان اللي انت خلصصته لينا يارب دة احنا مشتاقين اننا نكون معاك لازم ربنا يسوع يعرف ويتاكد ان مش هو بس اللى مشتاق انة يكون معنا احنا كمان مشتاقين نكون معاة ما يبقاش هو عمل كل ده واحنا بنقول له معلش بعدين مش عايزين طب حسب الظروف لا شخص في امريكا في اجراءات ممكن تتعمل عشان ياخذ قرايبه زي لم شمل ولة يعمل دعوة المهم كان عاوز ياخذ احد من قرايبة ظل فى الاجراءات ويدفع كرسوم يعمل مقابلات ويسافر ظل كذا سنة يعمل الاجراءات دي لحد ما في الاخر بعد ما دفع كثير وافقوا فأرسل الموافقة للشخص اللي عاوز يجيبه لامريكا الشخص دة باعث له الورقه وباعث لة كمان تذاكر الطيران للاسف الشخص ده قطع الورق ده احنا كده احبائي بالضبط يسوع عمل معانا بكل ما يستطيع ان يفعلون اعد لنا الفردوس بقول لكم في بيت ابي منازل بقولك لكم تعالوا الفردوس مفتوح المكان بتاعكم انا كتبت لك مكان باسمك انتم عارفين احبائي اننا من ساعه المعموديه كل واحد فينا في مكان باسمه في السماء موجود واسمنا مكتوبه في السماء المشكله ان احنا نشيل الاسم المشكله في احنا اللي بنقطع الدعوه ليه احنا مش لسة هناخذ الدعوه احنا اخذناها علينا ان احنا نحافظ عليها احنا مش لسه هناخد الدعوة هي معنا انت معاك في جيبك اخذتها امتى اخذتها من يوم ما انعم علينا بالميلاد الفوقاني بواسطه الماء والروح من يوم المعموديه احنا مش ابناء الارض احنا ابناء السماء من يوم المعموديه صار المسيح لنا اب والكنيسه لنا ام فلنا الحق بالدخول الى بيت ابويا الشخص في بيت ابوه ده ما حدش يقول له رايح فين وجاي منين ده بيت ابويا هى دى احبائي السماء بالنسبه لنا عشان كده الكنيسه بقى وهي في نهايه الخماسين بتقول لنا خلاص المسيح قام اكمل التدبير يلا فاضل الخطوه الاخيره انة اخذكم معايا تعالوا كل شيء قداعد انا جهزت كل حاجه رتبتلكم المكان واحنا كمان نقول له ايه احنا كمان جايين يلا عاوز مننا ايه يقولك مش عاوز منك حاجه ولا عاوز فلوس ولا حاجه نا عايز بس قلبك عاوز اعمال ترضيني بس ايه اللي يدخلنا السماء احبائي ايمانا بيسوع المسيح عشان كده الاباء يعلمونا ان نقول كثير كلمه هي بسيطه بس عاوزك تحفظها ربي والهي ومخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي كانت العباره دى هي اللي يختم بها شريط حياته لما يهددوا لما يضربوه لما يرغمون ينكر الايمان يقول العباره دي وطبعا العباره دي لا تتخيلوا قد ايه بتهيج الشيطان ربي والهي ومخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي تصور ان ربنا يسوع المسيح بيقول لك أمن بس انت بي وانت متعمد وانت بتتناول الاسرار انت ليك حق دخول السماء الشيطان بيحاول يهز الحقيقية دي من ذهننا ومن قلبنا يقول لك لا انت وحش انت هتروح فين لا انت ما لكش مكان خالص انت بره لا انا ابن ومعلمنا بولس الرسول يقولك ان كنا ابناء فاننا ورثة ورثة لله بالمسيح يسوع الاب يورث ابنه احنا ورثة شرعين فرعيين لنا كل حقوق أبناء الله لو كنا في محكمه يوقف اخوات طالما اثبتنا النسب يبقى ليهم حقق هو كده اهو احنا كمان اثبتنا النسب ان احنا متعمدين يبقى احنا ابناء لله ابناء لله يبقى احنا ايه بقى ان كنا ابناء فاننا ورثة طب هو ربنا يسوع المسيح يورثنا ايه يعنى؟ اية الحاجات اللي هيورثهلنا؟ هقولك لا مش امور مادية يورثك برة ياة بر المسيح أقولك اة يعنى البر اللي فينا ده براحنا ولا حاجه منعرفش نعمل حاجه احنا جوانا ضعفات وعدم احتمال وعدم غفران و عدم محبه جوانا حاجات كثيره اقول لك لا لا انت هتورث المسيح بقى هتاخذ المسيح ان كنا ابناء فاننا ورثة تاخذ من ضمن الميراث اللي تاخذه من المسيح غير برة؟! تاخذ ملكوته تاخد مكانه يلا تعال تعالوا إليا يا مباركي ابي رثوا الملك المعد لكم خذوا المكان ده قد ايه احبائي ربنا يسوع المسيح شهوه قلبه اننا نكون معة قد ايه تدبير الخلاص ده كله من اجلنا تدبير الخلاص ده كله من اجل ان يرانا اللة مره اخرى معه في الفردوس والصوره اللي تشوهت تجدد والعلاقه اللي تشوهت تتصلح و علاقه الابن بابوه والثقه من الابن لابوه ترجع ثاني لان ابونا ادم فقد الثقة وفقد المحبه وتشكك في كلام الله وعدو الخير نجح لما قال لة لو اكلت من الشجره هتبقي احسن وهتصير معادلا لله بصينا لقيناة ابتدى يتشكك وعاوز ياكل من الشجره احنا احبائي بقى ابناء طاعه مش ابناء عصيان احنا ابناء حب مش ابناء شك عشان كده الملكوت لينا يقولنا تعالوا في بيت ابي منازل كثيره عندي اماكن كثير الجماعه بتوع اورشليم سكان اورشليم كان لما بيجي عيد الفسح كان اورشليم بتساع لكل سكان المناطق اللي حواليها عشان كل الناس عاوزه تيجي تقضي العيد في اورشليم فكانت اورشليم باسطح المنازل بالاراضي الزراعيه بالساحات بالطرق كلها تتملى خيام وكلها تتملي اماكن اقامه وكل مكان المكان قريب من الهيكل كل ماكان سعرة اغلى زي ماناس كده يروحوا مصيف كل ماالمكان قريب للبحر كل ماكان لة قيمة اعلى كان مكان المكان المكان قريب من الهيكل تبقى قيمته اعلى هو بيقول لنا في بيت ابي منازل كثيره اورشليم دي مليانه اماكن ممكن تقعد جنب الهيكل هيبقى مكان مميز لكن المهم تكون في اورشليم احنا كمان المهم نكون في السماء لا هو مجهز لنا مكان ما فيش ولا واحد فينا مالوش مكان ولا واحد فينا هيروح كده يقولوا مش عارف اقعدك فين لا لا عند البشر الكلام ده لكن عند ربنا لا كل واحد فينا لة مكانه هو عمال ياكد علينا دلوقتى يقولنا انا رايح اعد لكم مكان هو المكان مش معد ؟؟لا المكان معد بس هو عاوز يقول من فرحتي بيكم انا عاوز اقول لكم قد ايه انا مستنيكم انا متشوق اليكم قوي احبائي الاحد الخامس في الخماسين السابق لعيد الصعود اسمة حد الطريقالحد الاول كان حد الايمان حد توما بعد كدةالخبز وبعدين حد المياه بعدة حد النور النهارده احد الطريق كل حد بيقول للحد اللى بعده يلا كمل السكة ورايا ايمان خذ خبز خذ مياة خد نور يلة أمشى الطريق مبروك عليك وصلت لغايه ما تاخذ الاحد السابع تاخذ العطية العظمى اللى هى ايه بقى عطيه الروح القدس احنا احبائي الكنيسه بتجهزلنا بركات وكل عيد فى الكنيسة وكل مناسبه في الكنيسه هي من اجلنا هى من اجل اعدادنا هى من اجل نوال بركه خاصه بينا دة العيد فى الكنيسة دة كرامة العيد في الكنيسه دة قوه العيد فى الكنيسة ربنا يعطينا احبائي ان نتمسك بامكنا ونسلك فى الطريق ويكون عندنا شهوه الابديه مغروسة فى قلبنا لان هو ده شهوة قلبة ان نكون معه ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
20 مايو 2023
تقرأ بعد انجيل عشية يوم الأحد الخامس من الخمسين
تتضمن تبكيت الذين يصنعون الأعـراس بـالطبول والزمور والأغاني فانهم يغضبون الله بهذا الصنيع . مرتبة على قوله تعالى : " الذى عنده وصايـاى ويحفظـهـا فـهـو الذى يحبني " ( يو ١٤ : ٢١-٢٦ ).
إذا كان ربنا له المجد قد وعد الذين يحبونه ويحفظون وصاياه بأن يحبهم ويظـهر لهم ذاته ويأتى إليهم ويتخذ له منزلا عندهم . ونحـن نعلـم أن البـارئ الصـادق الوعـد القادر على الوفاء الجزيل العطاء . فما بالنا لا نحبه بكل اسـتطاعتنا . ونقـدم لـه ذواتنـا . ونبذل في طاعته نفوسنا . ونتشوق إلى رؤيته بعقولنـا وقلوبنـا وضمائرنـا وجميـع حواسنا كما ينبغي اسمع ياهذا قولا لكتاب : وخرج يعقوب هاربا من عيسـو أخيـا وسار إلى سوريا إلى لابان خاله . وكان للابان ابنتان تسمى الواحد ليئـة والأخـرى راحيل . ولما رأى يعقوب راحيل أحبها حبا شديدا واشتهى أن تكون زوجة له . ولمـا سمع لابان قال له أرع غنمي سبع سنين وأنا أزوجك بها . فبادر إلى قبول ذلك بأشـد رغبة وخدم الاغنام سبع سنين . وكانت عنده كايام قليلة لأجل محبته الفتاة . فإذا كـان هذا الصديق اختار أن يتعبد عدة سنين شوقا إلى رؤية الجارية . التي من شـأنها أن تموت وتتلاشي هي وحسنها وتسقط زهرة جمالها . وكابد لأجلها التعـب والخـوف والسهر وحر الصيف وبرد الشتاء ومخاطر اللصوص . فما بالك لا تشتاق إلى رؤيـة باريك ومبدعك . الذي انعم عليك بأنواع الخيرات وأصناف المسرات والسعادة التـى لا تزول ؟ ولم يكلفك أن تحتمل المشقات عدة سنين كما احتمـل يعقـوب . بـل أن تتمسك بوصاياه وتتبعه في كل تصرفاتك . وإذا كان لابان الكافر بالله العابد الأوثان . لما أكملت ايام خدمة يعقوب له لـم يرد أن يزف ابنته إليه بالطبول والابواق والملاهي وأمثال ذلك . مـع وجـود هـذه الاشياء وكثرة الإشتغال بها في زمانهم . بل أنه جمع العشيرة وصنـع لـهم طعامـا وزفها إليه بحضرتهم . فما بالك أنت أيها السامع الكلمات الالهية . المثقف بالشـرائع المسيحية . المأمور بترك الملاهي العالمية . تستبيح أن تزف ابنتك إلى الختن بمحفـل من الشياطين . وكيف لا تخجل من حالتك حين تدخل إلى منزلك السفهاء واصحـاب الخلاعة والمجون بينما إخوة المسيح يتضورون جوعا ويتحرقون عطشا ؟ وما بالك تستهل صرف الأموال وبذل الجهود وتهون عليك التكاليف في إعـداد مثـل هـذه الولائم السمجة ؟ ولا تفعل ذلك في الاحتفال بالضعفاء والمساكين . بل لو جاءك احـد اخوتك عاريا أو جائعا أو ملهوفا أو مريضا . وطلب منك شيئا يســرا مـن هـذه النفقات الكثيرة لرددته خائبا كئيبا . وقابلته بوجه عابس وكلام غليظ قائلا : إنكم قـد اتخذتم التسول عادة وغلب عليكم الطمع في أموال الناس . وإذا كان الفضلاء يحجبون أولادهم عن سماع الاقوال السفيهة والاحــــاديث السمجة . والحضور في مجالس الهزل والخلاعة خوفا من فساد عفافهم وأدبهم . فمـا بالك أنت تستحسن أن تسمع ابنتك وجوهرتك وعروس المسيح الاقـوال الخبيثـة وألفاظ الخلاعة وسوء الأدب التي تحرك بلابل الضمير وهواجس الأفكار الرديـة ؟ وكيف لا تخاف افتتان الختن بسماع تلك الالفاظ الوقحة وشغفه بمنـاظر اللعـب المصنوعة لاستهواء ذوى الصيانة والعفاف ؟ وكيف لا تفكر أن بعض الراقصـات والمغنيات قد تشغفه بتثنى أعطافها وتخدعه بعذوبة كلامها فتخمد نار شـوقه إلـى القرينة الطاهرة . وتشتعل نحو تلك الفاسدة ؟ وحينئذ تنتشب بينـه وبيـن قرينتـه المخاصمات والفتن . وتنتزع من بينهما المحبة والإلفة فيعيشان عيشة مر شـــريرة . فإن قلت إليس إن هذه الأعمال صارت عادة وسنة تجرى عليها جميـع النـاس ولا سبيل إلى إبطالها ؟ قلت حينئذ لا يتوجه اللوم إلى الزاني والسارق والقـاتل وعـابد الاصنام وأمثالهم . لانهم يقولون كيف يمكن أن نترك عوائدنا المألوفة . وإذا كان رجوع هؤلاء عن عوائدهم الردية ممكنا . فأسهل منه وأكثر إمكانـا رجوعك عن عادات تنال بتركها القرب من الله والمديح من الناس . وحلول البركـات الكثيرة وتوفير النفقات الجزيلة . وتجعلك بإتخاذها غاضبا شريرا . بعيدا عن رحمـة الله قريبا من الابالسة . فسبيلنا أن نهرب من العوائد الرديـة . ونجعـل أفراحنـا أدبيـة واعيادنـا ومواسمنا روحية . لننجو من الاشراك الشيطانية . ونفوز بسعادة النعيم الابدية . بنعمـة وتحنن ربنا الذي له المجد إلى الابد . آمين .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
19 مايو 2023
مائة درس وعظة ( ١٤ )
لقاء مع الله
ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل » ( لو ١٨ : ١) خلق الله الإنسان كائناً عـاقـلاً وأعطى له نعمة الحرية ، وحرية العمل وأعطى له قلبا كمكان للقاء مع الله. الصلاة تعبير عن رغبة الإنسان فى الله . الإنسان يقف أمام الغاز الحياة وهو متحير ، ماذا تعنى حياة ؟ خير ؟ خطية موت قلق ؟ هذه أسئلة الوجود الإنساني الكبيرة وليس لها إجابة إلا في الله ، وبالتالي الإنسان في داخله عطش وحنين لله .. يبحث عن الله .. يرغب في المحبة .. فتزرع في داخله روح الصلاة
أولا : كـيـف نصلی :-
١- ضع في ذهنك قبل بدء الصلاة انك داخل إلى الحضرة الإلهية بكل خشوع ووقار واحترام.
۲- ادخل الصلاة بروح الشكر ، أعمال الله مع كل إنسان لا تنتهي ، فاشكره على نعمه الكثيرة .
٣- فـي جـو الصلاة اكشف عن خطاياك ، لا تقل أنك جـيـد ولست مثل باقي الناس
٤- تذكر مجتمعك الذي تعيش فيه ( أسرتك ، كنيستك ، وطنك ) ، صل من أجل هؤلاء بأسمائهم ، واذكر ذاتك في النهاية كـأنك تقول مع داود النبي إلى متى يارب تنسـانی ( من ۱:۱۳ ) ، وارفع قلبك إلى الله بهذه الصلوات بلجاجة .
ثانيا : ماذا تمتلك في الصلاة ؟ في صلاتك امتلك هذه الأربعة :
١-الإيمان : الذي أسـاسـه وعـود الله .
٢- الانتباه : انتبه في صلاتك ولا تسمح لشيء أن يشتت ذهنك .
٣- الاستمرار : يعلمنا الآباء : « لكي يتعلم الإنسان عادة معينة لابد أن يمارسها أربعين يوما متصلة على الأقل ..
٤- الهـدوء : صل بهدوء بعيدا عن أي تشويش أو ضوضاء أو إزعاج .
ثالثا :. مـاذا تطلب من الله في صلاتك ؟
۱- ملكوت السموات : نصيبك في السماء أغلى من كل شيء ، لذلك « اطلبوا أولا ملكوت الله ويره » ( مت ٦ : ٣٣)
٢- التغيير بالصلاة غير الله طبيعة الأسود في قصة دانيال النبي ، وطبيعة النار في قصة الثلاثة فتية ، وطبيعة الماء عند عبور موسى النبي البحر الأحمر ، اطلب من الله أن يغـيـر قلبك وأن يعطيك قلباً نقيا جديدا .
۳- تحـقـيق وعـوده في الوقت المناسب
٤- فرح القلب وسعادة الحياة . ه نزع عدو الخير من طريقك وكل أفكاره المزعجة .
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
18 مايو 2023
شخصيات الكتاب المقدس أبينتوس الرسول
أبينتوس: إسم يونانى معناه ممدوح ومستحق المديح (رو16: 5).
أبينتوس خدم في رومية، سيم أسقفاً علي قرطاجنة، تنيح بسلام
رو 16: 5 وعلى الكنيسة التي في بيتهما. سلموا على ابينتوس حبيبي الذي هو باكورة اخائية للمسيح.
يقول القديس بولس الرسول فى ختام رسالته الى اهل رومية " سلموا على أبينتوس حبيبى " (رو 16: 5). كرز هذا القديس فى اخائية باسيا الصغرى وكان سببا فى انتشار الكرازة ايضا فى افسس حيث انها موطنه الاصلى. وصار اسقفا بعد ذلك على قرطاجنه (تشيكوس) وقد خدم هذا الرسول خدمة مثمرة. ولما اكمل الرب سعيه وجهاده الحسن تنيح بسلام.
المزيد
17 مايو 2023
قوة المسيحية وإلغاء المستحيل
من كان يظن ...! كانت القيامة بقوة ، ذكرتنا بقول الكتاب " غير المستطاع عند الناس ، مستطاع عند الله " . هذه القوة أذهلت بولس الرسول ، فقال عن الرب " لأعرفه و قوة قيامته " . و لقد وهبنا الرب قوة قيامته هذه . فأصبح " كل شئ مستطاع للمؤمن " . و في هذا قال بولس الرسول " استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " ... صرنا الآن لا نري شيئاً صعباً أو مستحيلاً بعد أن داس الرب الموت ، ووهبنا النصرة عليه ، و فتح لنا باب الفردوس المغلق . و وضع في أفواهنا تلك الأغنية الجميلة " اين شوكتك يا موت ؟! أين غلبتك يا هاوية ؟! قوة القيامة أعطت التلاميذ شجاعة و جرأة في الكرازة . من كان يظن أن هؤلاء الضعفاء المختبئين في العلية ، يستطيعون أن ينادوا بالإنجيل بكل مجاهرة بلا مانع ؟! من كان يظن أن إثني عشر رجلاً ، غالبتهم من الصيادين الجهلة ، يمكنهم أن يوصلوا المسيحية إلي أقطار المسكونة كلها ... و لكن القيامة علمتنا أنه لا يوجد شئ مستحيل ... عند الله ، كل شئ ممكن ... ممكن أن جهال العالم يخزون الحكماء ، و أن ضعفاء العالم يخزون الأقوياء ... كان يبدو من الصعب جداً أن تقف المسيحية ضد الوثنية ، و ضد الديانات القديمة التي ثبتت جذورها في عقائد الناس ، و ضد اليهودية التي حاولت أن تقضي علي المسيحية أو تستوعبها . و ضد الفلسفات التي كانت سائدة في ذلك الزمان ، و ضد الامبراطورية الرومانية بكل طغيانها و قوتها المسلحة . كان يبدو من الصعب أن تقف المسيحية ضد هذه القوي جميعها ، و أن تنتصر عليها ... و لكن القوة التي أخذوها عن قيامة المسيح و انتصاره علي الموت ، أعطتهم طاقة عجيبة ... من كان يظن أن بطرس الصياد الجاهل ، يمكنه بعظة واحدة أن يحول ثلاثة اَلاف يهودي إلي الإيمان المسيحي ؟! بالكاد يتمكن واعظ مشهور أن يحول - بعظة واحدة - بعض خطاة إلي التوبة ، أما أن يغير 3000 شخص دينهم بسماع عظة ، فهذا أمر يبدو كالخيال ... و لكنها القوة التي أخذها الرسل من الروح القدس ، فغيرتهم قبل أن تغير الناس ... و استمرت معهم تعمل بهم الأعاجيب . من كان يظن أن هؤلاء الرسل يذهبون إلي بلاد غريبة عنهم ، لا يوجد فيها مسيحي واحد ، و لا توجد فيها أية إمكانيات للخدمة ، فيبدأون معها من الصفر ، و يحولونها إلي المسيحية ...؟! و لكن قيامة المسيح علمتنا أنه لا يوجد شئ صعب أو مستحيل . فكل شئ مستطاع للمؤمن .... من كان يظن أن شاول الطرسوسي أكبر مضطهد للمسيحية في وقته ن يتحول إلي بولس أكبر رسول بشر بالمسيح ...؟! من كان يظن أن قائد المائة ، رئيس الجند الذي صلبوا المسيح ، يؤمن بالمسيحية و يستشهد بسببها ، و يصير قديساً ؟! من كان يظن أن اللص اليمين يؤمن و هو علي الصليب ؟! و من كان يظن أن إمرأة بيلاطس الوالي تؤمن ، و ترسل إلي زوجها متوسلة من أجل " هذا البار " ؟! و لكن بالنعمة كل شئ يصير ممكناً ، إن الله قادر علي كل شئ . إن الذي انتصر علي أخطر عدو - و هو الموت - لا يصعب عليه شئ . كل شئ سهل أمامه ... من كل يظن أن مريم المجدلية التي كان فيها سبعة شياطين ، تتحول إلي كارزة ، و تبشير الرسل بالقيامة ؟! لكن قوة القيامة ، جعلتنا نوقن أنه لا شي مستحيل ... و كما رأينا هذا في الكرازة ، رأيناه أيضاً في التوبة : إن قوة التوبة التي حولت أعظم الخطاة إلي أعظم القديسين ، و ليس إلي مجرد تائبين ، علمتنا أنه لا شي مستحيل ... أقصي ما كنا ينتظره الناس ، أن يتوب أوغسطينوس الفاجر ، اما أن يتحول إلي قديس تنتفع الأجيال بتأملاته ، فهذا أمر صعب ما كان ينتظره أحد . و نفس الوضع يمكن أن يقال عن تحول موسي الأسود القاتل إلي قديس وديع متواضع إن الله لا يعسر عليه أمر . أ ليس هو القائل : " من أنت ايها الجبل العظيم ؟ أمام زر بابل تصير سهلاً " ( زك 4 : 7 ) ... الله الذي يجعل العاقر أو أولاد فرحة " ... الذي يقول لها " ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد ... أوسعي مكان خيمتك ... لأنك تمتدين إلي اليمين و إلي اليسار ، ويرث نسلك أمماً ، و يعمر مدناً خربة " ( أ ش 54 : 1 - 3 ) . إن ميلاد المسيح ، و كذلك قيامته ، كانا حدثين عجيبين ، يثبتان أنه لا مستحيل ... و هكذا أيضاً كانت معجزاته ... مجرد عملية التجسد ، كانت تبدو مستحيلة في نظر الناس !!! كيف يمكن أن يخلي الله ذاته ، و يأخذ شكل العبد ؟! كيف يمكن أن يحبلي عذراء بغير زرع بشر ، و تلد ؟! كذلك كانت القيامة أمراً مستحيلاً . و من هنا خاف اليهود حدوثها ، و اعتبروها بالنسبة إليهم " اشر من الضلالة الأولي " !! و مع ذلك حدث التجسد ، و الميلاد من عذراء ، و القيامة الذاتية . إن المسيحية ليست ديانة ضعف ، بل هي ديانة قوة . إنها تعطي الإنسان طاقات عجيبة ، و تلغي عبارة " المستحيل " ... المسيحية ديانة قوة : لا صعب في المسيحية ، و لا يأس ، و لا فشل ، بل فيها : " استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " ... من الأشياء التي تبدو صعبة في المسيحية : الصليب ، و الباب الضيق ، و مع ذلك حمل المسيحيون الصليب ، و دخلوا من الباب الضيق ، مترنمين بقول الرسول " و وصاياه ليست ثقيلة " ( 1 يو 5 : 3 ) . نعم ما اصعب - في نظر العالم - تحويل الخد الآخر ، و سير الميل الثاني ، و محبة الأعداء ، و بيع كل ما للأنسان ليعطيه للفقراء ... ما اصعب إتباع ديانة تدعو إلي النسك و الزهد ... و لكن هذه الديانة التي تبدو صعبة ، انتشرت في كل مكان ، و دخل الناس في زهدها بكامل إرادتهم ، بل اشتهوا فيها الألم ، و اشتهوا الاستشهاد ، و جعلوا الصليب شعارهم ... إن الوصية الصعبة في المسيحية ، تحمل القوة علي تنفيذها ... لقد قدمت المسيحية للبشرية مثاليات عالية و وصايا سامية ، و لكنها في نفس الوقت قدمت قدرة روحية ، و معونة من النعمة ، للسير في هذه المثاليات ، بسهولة ، و بلذة أيضاً ... قدمت للناس حياة الروح ، و مع هذه الحياة قدمت الروح القدس ليسكن في الإنسان و يمنحه قوة للسلوك بالروح ... إن وصايا المسيحية تبدو صعبة لمن هو في الخارج ، لمن لا يعيش في النعمة ، و لمن لم يدخل بعد في شركة الروح القدس . أما المكؤمن فإن هذه الوصايا الصعبة تصير شهوة له متعة روحية ، و لا يجد فيها صعوبة ... إن المؤمن يلبس " سلاح الله الكامل " ، يقاتل به و يغلب ... المؤمن يوقن تماماً أنه لا يقف وحده في الجهاد الروحي . و يؤمن أن " الحرب للرب ، و الله قادر أن يغلب بالكثير و بالقليل " و يشعر دائماً أن قوة إلهية تلازمه و تعمل معه .... لذلك فإن حياة المؤمن هي نصرة دائمة ، لأن الله " يقوده في موكب نصرته " ... " الرب يقاتل عنكم ، و أنتم تصمتون " .... إن الذي يستشعر الفشل ، لم يجرب النعمة بعد ، و لم يختبر عمل الله فيه ،و لا عمل الله معه ... ما أعجب قول الرب لتلاميذه في حديثه عن المعجزات : " الحق الحق أقول لكم : من يؤمن بي . فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو ايضاً ، و يعمل أعظم منها " ( يو 14 : 12 ) . المسيحية ديانة قوة : بدأت بقوة القيامة ، التي انتصرت علي الموت ، و فتحت أبواب الجحيم ، و سبت سبياً ، و أدخلت الأبرار إلي الفردوس . ثم رأينا قوة الكرازة ، و قوة الإحتمال في الاستشهاد . بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة ، قوة وقفوا بها أمام الرؤساء و تكلموا بلا مانع . استطفانوس أفحم ثلاثة مجامع " لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة و الروح الذي كان يتكلم به " . و هكذا " كانت كلمة الرب تنمو ، و عدد التلاميذ يتكاثر جداً " . بقوة اَيات . و بقوة الكلمة ، و بقوة قلب صمد أمام السيف و النار . قوة قد ألبسوها من الأعالي . و كما قال لهم الرب " ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم . و حينئذ تكونون لي شهوداً . إنها قوة أعطاهم فيها سلطاناً علي جميع الشياطين ، و علي كل قسوة العدو ، و أعطاهم فيها مفاتيح السموات و الأرض . و كانت لهم قوة في صلواتهم جعلت المكان يتزعزع ، و قوة من الملائكة المحيطين بهم الذين كسروا سلاسلهم ، و أخرجوهم من السجن . و هكذا كانت هناك قوة فيهم ، و قوة أخري محيطة بهم ... إنها قوة جعلت الوثنية تنقرض و تزول ، قوة المسيحية العزلاء التي هزمت امبراطورية مدججة بالسلاح استسلمت و دانت للمسيحية ... قوة الصليب الذي ظنوه دليل ضعف ، و كان مصدر قوة و فخر . إن المسيحي إنسان قوي : في روحه ، و في معنوياته ، لا يخاف شيئاً . قوته لا تستمد من ذاته ، إنما من روح الله . المسيح الأعزل كان يخافه بيلاطس و يشتهي إطلاقه . و بولس السير لما تكلم عن الدينونة إرتعد أمامه فيلكس الوالي . إنها قوة المسيح الذي قال " ثقوا أنا قد غلبت العالم " . و هي قوة القلوب الناسكة الزاهدة ، التي انتصرت علي كل شهوات العالم ، في حياة مقدسة أذهلت الناس و أرعبت الشيطان . إنها القوة التي تظهر في قول أغسطينوس " جلست علي قمة العالم حينما أحسست في نفسي ، أني لا أشتهي شيئاً ، و لا أخاف شيئاً " قوة التجرد و الزهد و التعفف . إن كنا نعيش في أفراح القيامة ، فلنعش في قوتها . و لننتصر علي الموت ، موت الخطية ، حتي نقوم في قيامة الأبرار .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد