المقالات

05 يوليو 2019

المسيح في رؤيا يوحنا اللاهوتي

إلى جوار ما عمله الروح القدس للتلاميذ بعد يوم الخمسين فإن السيد المسيح قد شارك في إعلان أمورًا لرسله القديسين، منها ما أعلنه ليوحنا في سفر الرؤيا أو ما أراه إياه فقد كتب يوحنا الرسول إنجيلًا بوحي من الروح القدس أفاض فيه في شرح حقائق الإيمان بالثالوث القدوس. فهو الذي أوضح أن يسوع المسيح هو نفسه الله الكلمة الذي تجسد من أجل خلاصنا وأنه هو وحيد الجنس (monogenh,j مونوجينيس) المولود من الآب والكائن في حضن الآب أي أنه هو ابن الله الوحيد الذي يحمل نفس طبيعة الآب وجوهره. كما أوضح القديس يوحنا أقنومية الروح القدس (معزيًا آخر) وأنه من عند الآب ينبثق، وأنه يسمع ويتكلم ويشهد ويأخذ ويخبر ويعلم ويرشد وجاء إنجيل يوحنا في نهاية القرن الأول المسيحي ليؤكّد كل الإيمان الرسولي الذي تم تسليمه مرة للقديسين وليسجّل حقائق هذا الإيمان وليرد على الهرطقات التي بدأت تظهر في فجر المسيحية. وكان إنجيل يوحنا هو آخر ما تم كتابته من الأناجيل إلى جوار ذلك كتب القديس يوحنا الرسول ثلاث رسائل حسبت ضمن الرسائل الجامعة تحوى تعاليمًا كثيرة هامة في حياة الكنيسة وفي تفسير وتأكيد تعاليم السيد المسيح خاصة وصية المحبة التي أوصى بها تلاميذه. وكتب يوحنا في رسائله يقول أن "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله، والله فيه" (1يو4: 16) ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل أراد الرب أن يستخدم تلميذه الحبيب يوحنا في إعلان أمور تخص الآخرة والحياة الأبدية ومستقبل الكنيسة ونهاية العالم بصورة نبوية رؤيوية تحوى كثيرًا من الرموز والأختام والأسرار وتدعو إلى التأمل العميق، كما تكشف أبعاد لاهوتية في منتهي القوة تسند الكنيسة في صراعها ضد الهرطقات وفي مواجهة الأيام الأخيرة الجميل في هذا الأمر أن سفر الرؤيا (أبو غالمسيس) تبدأ أحداثه بظهور السيد المسيح في مجده السمائي ليوحناليعلن له كثيرًا من الأمور التي لم يكن من الممكن أن يذكرها لتلاميذه أثناء خدمته على الأرض بل قال لهم: "إن لي أمورًا كثيرة أيضًا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن" (يو16: 12) يقول يوحنا في رؤياه: "كنت في الروح في يوم الرب، وسمعت ورائي صوتًا عظيمًا كصوت بوق قائلًا: أنا هو الألف والياء الأول والآخر. والذي تراه، اكتب في كتاب وأرسل إلى السبع الكنائس التي في أسيا.. فالتفتُّ لأنظر الصوت الذي تكلّم معي. ولما التفتُّ رأيت سبع مناير من ذهب، وفي وسط السبع المناير شبه ابن إنسان، متسربلًا بثوب إلى الرجلين، ومتمنطقًا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج، وعيناه كلهيب نار. ورجلاه شبه النحاس النقي، كأنهما محميتان في أتون وصوته كصوت مياه كثيرة. ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب، وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه، ووجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها" (رؤ1: 10-16) الذي ظهر ليوحنا في رؤياه هو السيد المسيح بدليل قوله له: "لا تخف. أنا هو الأول والآخر، والحي وكنت ميتًا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين" (رؤ1: 17، 18) وأوصاه السيد قائلًا: "اكتب ما رأيت، وما هو كائن، وما هو عتيد أن يكون بعد هذا" (رؤ1: 19) وبعد أن أوصاه أن يكتب رسالة حددها له إلى كل أسقف من أساقفة الكنائس السبعة ممتلئة من التعاليم الهامة والنافعة والتحذيرية، يقول القديس يوحنا: "بعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء، والصوت الأول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلًا: اصعد إلى هنا فأريك ما لابد أن يصير بعد هذا. وللوقت صرت في الروح، وإذا عرش موضوع في السماء، وعلى العرش جالس" (رؤ4: 1، 2) لقد اخترق يوحنا بالرؤيا حاجز الزمن بروح النبوة ليرى أمورًا مستقبلية أما الله فهو كائن في كل زمان بما في ذلك المستقبل لأن الله فوق الزمن لذلك قال ليوحنا "اصعد إلى هنا فأريكما لابد أن يصير بعد هذا"إن اللسان ينعقد أمام هذه الإعلانات الإلهية المملوءة سرًا ويقف الإنسان مبهورًا أمام روعة العمل الإلهي،وها هو السيد المسيح من السماء العليا يواصل عنايته بكنيسته المحبوبة يخاطبها ويرسل إليها الرسائل ويعلن لها أسرار الأبدية ويعمل فيها بروحه القدوس بكل قوة. حقًا ما أعجب اسمك يا رب، وعظيمة هي أعمالك يا ملك القديسين! نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
04 يوليو 2019

شروط الخدمة الناجحة

هلكوا في الخدمة: ليست كل خدمة واسطة روحية، فهناك من هلكوا وهم في محيط الخدمة، أو سقطوا وتعبوا مثال ذلك الابن الكبير الذي لم يفرح برجوع أخيه الضال، ورفض أن يدخل البيت ولما خرج إليه أبوه يتوسل إليه، قال لأبيه "ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك. ولم تعطني قط جديًا لأفرح مع أصدقائي.." (لو 15: 28-30) كان في الخدمة سنين هذا عددها، ومع ذلك كانت مشيئته غير مشيئة الآب، ولم يكن قلبه صافيًا من جهة أخيه. مثال آخر هو بعض ملائكة الكنائس السبع: على الرغم من أنهم كانوا رعاة للكنائس، إلا أن واحدًا منهم قال له الرب "إن لك اسمًا أنك حيّ وأنت ميت" (رؤ 3: 1). كما قال لآخر "لأنك فاتر، ولست حارًا ولا باردًا، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" (رؤ 3: 16). وقال لثالث: "أنك تركت محبتك الأولى. فاذكر من أين سقطت وتب" (رؤ 2: 4، 5). وذكر الرب لكل هؤلاء أسبابًا جعلتهم -وهم في قمة الخدمة- في حاجة إلى توبة وآخرون من مساعدي بولس الرسول هلكوا تمامًا أولئك الذين قال عنهم " لأن كثيرين ممن كنت أذكرهم لكم مرارًا، والآن أذكرهم أيضًا باكيًا وهم أعداء صليب المسيح، الذين نهايتهم الهلاك.. ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات" (فى 3: 18، 19). ولعل من أمثلة هؤلاء أيضًا ديماس، الذي ذكره الرسول في إحدى المرات قبل القديس لوقا (فل 24)، يعود الرسول فيقول عنه "ديماس قد تركني، إذ أحب العالم الحاضر" (2تى 4: 10). كل هؤلاء ضاعوا، وغيرهم سقط وتاب ولم تكن الخدمة هي سبب ضياعهم. ولكنهم نسوا روحياتهم في مجال الخدمة. فسقطوا وبعضهم هلكوا إذن يمكن أن تكون الخدمة واسطة روحية. ويمكن أن يسقط الإنسان فيها أو يهلك، إن لم يسلك بطريقة روحية. فما هي إذن شروط الخدمة الروحية؟ الحب:- تحب الله، وتحب الملكوت، وتحب الناس والمحبة تولد محبة. أما إذا كنت تخدم وفي نفسك ضيق وتبرم، وإن كنت تعطى مضطرًا وفي النفس تذمر، فهل تظن أنك تستفيد روحيًا؟!يحدث أحيانًا أن بعض الناس يبدأون الخدمة وليس لهم الهدف الروحي السليم. ولكنهم حينما يرون احتياجات المخدومين، ويلاحظون آلامهم وضيقاتهم يتحرك في قلوبهم العطف عليهم والإشفاق فيخدمونهم بقلب محب. وتكون هذه المحبة نتيجة للخدمة وليس سببًا. وتبدأ المحبة تمتزج بخدمتهم، وتعلمهم كيف يخدمون بعاطفة أشخاص يخدمون الفقراء. ثم يجدون أن طلاب الحاجات يلجأون في طلبهم إلى الكذب والاحتيال، أو يمتزج طلبهم بإلحاح متعب، أو بضجيج وعلو صوت.. فيتبرمون بهم، قد يطردونهم ويقسون عليه أما القلب المحب، فإنه يحتمل متاعب هؤلاء.. لأن المحبة تحتمل كل شيء (1كو 13: 7) فإن خدمت، ووجدت أن أعصابك بدأت تتعب في الخدمة، وأنك بدأت تحتد وتشتد، وعلى الفقير إذا كذب واحتال، أو على التلميذ إذا عاند وشاغب، أو على الذين يفقدون النظام في الاجتماعات. فاعرف أن في داخلك شيئًا يحتاج إلى علاج، وأن الخدمة قد كشفت في نفسك عيبًا كيما تصلحه لا تقل إن العيب في الخدمة، إنما فيك قل لنفسك: ينبغي أن أوسع صدري، وأن أطيل بالى، وأن أحتمل غيري مهما أخطأ. وأن أضرب لهم باحتمالي مثلًا يقتدون به أو أن تقول: لقد كشفت لي الخدمة أن هؤلاء الفقراء، ليسوا فقط في حاجة إلى مال يسدون به احتياجاتهم، إنما هم أيضًا في حاجة إلى عمل روحي يقودهم إلى التوبة ومعرفة الله وإلى السلوك.. وهكذا تبدأ في عمل روحي معهم، حتى يستفيدوا من الخدمة ماديًا وروحيًا ونفس الوضع مع التلاميذ المشاغبين، ومع الذين لا يحفظون النظام في الاجتماعات.. إذن شروط الخدمة الروحية أن تمتزج بالاحتمال. الاحتمال :- كل خدمة فيها متاعب. وكل خادم -كما قال الرسول- سيأخذ أجرته بسبب تعبه (1كو3: 8). وآباؤنا الرسل تعبوا كثيرًا في خدمتهم. يقول القديس بولس الرسول عن خدمته هو وزملائه في الخدمة "بل في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله في صبر كثير، في شدائد في ضرورات، في ضيقات في ضربات في سجون، في اضطرابات في أتعاب، في أسهار في أصوام.. بمجد وهوان، بصيت حسن وصيت رديء" (2كو6: 4- 8). ويقول أيضا "مكتئبين في كل شيء، لكن غير متضايقين. متحيرين لكن غير بائسين. مضطهدين لكن غير متروكين، مطروحين لكن غير هالكين" (2كو4: 8، 9). ويشرح الرسول أمثلة من المتاعب التي احتملها في (2كو 11: 23 – 29). يكفى قوله "في الأتعاب أكثر" ولكنه احتمل كل هذا، واكتسب أكاليل من الاحتمال وكما نذكر بولس الرسول نذكر كثيرين من شخصيات الكتاب مثال ذلك العذابات التي تحملها القديس يوحنا الإنجيلي مع نفيه إلى جزيرة بطمس، حيث كتب سفر الرؤيا وفي أوله "أنا يوحنا أخوكم وشريككم في الضيقة" (رؤ1: 6). كذلك دانيال النبي وكيف ألقوه في جب الأسود (دا 6) والثلاثة فتية وإلقاؤهم في أتون النار (دا 3) ولا ننسى قول السيد المسيح لتلاميذه "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب" (مت 10: 16) "سيسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم. وتساقون أمام ملوك وولاة من أجلي.. وتكونون مبغضين من الجميع من أجل أسمي" (مت 10: 17، 22). والرسل احتملوا كل هذا وصبروا والصمود يمنح الخادم قوة روحية من الرب يمنحه قوة في الرجاء فلا ييأس. كما يقويه أيضًا في الرجاء، مؤمنًا أن الرب لابد سيتدخل ويصلح كل شيء. وهكذا ينال فضيلة أخرى هي انتظار الرب. كما قال المرتل فيالمزمور "انتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك وانتظر الرب" (مز 27: 14). وهكذا قال في خبراته الروحية أيضًا "انتظرت نفسي الرب من مَحْرَس الصبح حتى الليل" (مز130) نقطة أخرى تميز الخدمة وتسبب نجاحها وهي: اهتم أن تكون خدمتك روحية وعميقة. روحانية الخدمة:- كثير من الناس خدمتهم مجرد نشاط يستهلك كل طاقاتهم: هم عبارة عن شعلة متحركة من الإنتاج والعمل، ولكن بلا روح. مثل هذه الخدمة لا تفيدك روحيًا، لأن الله لا نصيب له فيها.. بل كثيرًا ما يحدث أن هذا النشاط الحركي المتزايد، يعطل في مشغولياته العمل الروحي فتجد مثلًا أمينًا لمدارس الأحد، له طاقاته الواسعة من جهة تطبيق المناهج، وكراسات التحضير، واجتماعات الخدام، واجتماعات الشباب، والمكتبة والنادي، والنشاط الصيفي.. وتسأله عن نفسه وروحياته، فلا يجد لها وقتًا. فتفتر حياته، وبالتالي تفتر أيضًا خدمته، وتجدها مجموعة ضخمة من التنظيمات، بلا روح. لا تفيد حياته ولا تفيد الآخرين وتتحول الخدمة إلى أمور إدارية بحته وربما يحدث هذا الأمر أيضًا بالنسبة إلى الخدمة الاجتماعية، وإلى خدمة الملاجئ والمسنين، والمغتربين، ومجالس الكنائس.. وفي هذا العمل الإداري قد تكثر المناقشات والمجادلات والضجيج والصياح. وربما المنافسات أيضًا والحزبيات. وفي هذا كله تضيع روح الخادم. لأن الخدمة لم تتسم بالطابع الروحي. ولم يكن الله شريكًا فيها. ولم تدخل فيها الصلاة ولا التنفيذ العملي للوصية حاول إذن في كل خدمة تخدمها، أن تبعد عن الروتين والشكليات، وأن تدخل الله فيها، ويكون لها الطابع الروحي.. حتى في الأعمال الإدارية فلتكن لها "روحانية الإدارة". وهذه عبارة تحتاج منا إلى موضوع خاص يشرح تفاصيلها فرق كبير بين رجل الله حينما يدير، وأهل العالم في إدارتهم.إذن في خدمتك، ابعد عن الأخطاء الروحية.أبعد عن أسلوب الأمر والنهى، وليكن لك روح الاتضاع وأدب التخاطب مع الصغير كما مع الكبير. ومهما أوتيت من سلطة في الخدمة، لا تكلم الناس من فوق ولا تتعال على أحد، ولا تدخل إلى قلبك روح السيطرة والتسلط. وتذكر قول الرب "أكبركم يكون خادمًا لكم. لأن من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (مت 23: 11). وأيضًا "إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم، بل ليخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 20: 28) لذلك لا تجعل الخدمة تفقدك وداعتك وتواضعك إن وجدت صوتك بدأ يعلو ويحتد في الخدمة، لابد أن تحترس وتراجع نفسك. وإن وجدت أنك بدأت تتحدث عن نفسك وما تفعله من أمور عظيمة، احترس أيضًا لئلا شيطان المجد الباطل يحصد كل ما زرعته في الخدمة. وإن نظرت باحتقار إلى غيرك، مقارنًا بين مستواه ومستواك، فاعرف أن الكبرياء قد دخلت إلى نفسك.. ضع أمامك إذن قول الرسول "لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك. فإنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تى 4: 16). قل لنفسك باستمرار: أنا ما دخلت إلى الخدمة لكي أقع في خطايا جديدة، إنما لكي أنمو روحيًا. في الخدمة أيضًا أحترس من الذات الـEgo لا تجعل الخدمة وسيلة لكي ترتفع بها أو تبنى كرامتك. فأنت فيها مجرد خادم للرب، تقول عنه كما قال القديس يوحنا المعمدان "ينبغي أن ذلك يزيد، وأنى أنا أنقص" (يو 3: 30) أو كما قيل في المزمور "ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز 115: 1)احترس من إنذار الرب للرعاة الذين يرعون أنفسهم (خر 34: 8-10) وليكن هدفك هو ملكوت الله، وخلاص الناس.. وليس نفسك وكرامتك. الخدمة المفيدة روحيًا، هي التي تنسى فيها كلمة أنا كثيرون دخلوا في الخدمة. وبعد حين بدأوا يهملون أنفسهم، وينشغلون بتدبير الخدمة، ثم يصطدمون بالكنيسة، وكاهن الكنيسة، ومجلس الكنيسة، والعاملين في الكنيسة. ويتحدثون عن تصرفات هؤلاء وأولئك، وما يفعلونه من خطأ ومن صواب، ويركزون على الخطأ! وتصبح أخطاء الآخرين، أو ما يظنونها أخطاء، هي موضع حديثهم الدائم وإدانتهم المستمرة. بل يتحولون من الإدانة إلى التشهير، ويفسدون عقول غيرهم والعجب أنهم يغطون كل ما يقعون فيه من إدانة وتشهير، بتبرير هو الدفاع عن الحق!! وباسم الدفاع عن الحق يقعون في خطايا لا تحصى. ويدخلون في خصومات وانقسامات. ولكي ينتصروا في حروبهم، يحاولون أن يكسبوا أكبر عدد ممكن ينضم إليهم في الإدانة والتشهير. ويَتَعَكَّر جوّ الخدمة، ويفقد روحانية، يفقد روح المحبة، ويفقد الوداعة والبساطة!! وهل كل هذا من أجل الدفاع عن الحق؟! دون أن يسأل أحد نفسه: هل من حقي أن أفعل كل هذا؟ ودون أن يسأل نفسه: هل هذا هو الأسلوب الروحي الذي أدافع به عن الحق؟! ما أكثر الذين ضاعوا وأضاعوا غيرهم، وهم في الخدمة!! لكي تنتفع روحيًا، اهتم في خدمتك بالعمل الإيجابي وليس بالسلبيات. دع أمامك المثل الذي يقول "بدلًا من أن تلعنوا الظلام، أضيئوا شمعة". كن قدوة للكل، وثق أن هذه في حد ذاتها رسالة وخدمة.. واعرف أن العمل الإيجابي البناء هو الباقي على الدوام، ولا ينتقدك فيه أحد، ولا تخطئ فيه إلى أحد. أما الانشغال بالسلبيات، فإنه يتعب فكرك وروحك. وربما تصل به إلى أسلوب الهدم ويوقعك في خطايا كثيرة أليس الأفضل لك أن لا تخدم، من أن تخدم بأسلوب يوقعك في الخطية؟! وتصبح فيه عثرة لغيرك. وقد قال الرب "ويل لمن تأتي بواسطته العثرات" (لو 17: 1). مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث من كتاب الوسائط الروحية
المزيد
03 يوليو 2019

فوائد الخدمة روحيًّا

إن الخدمة تقوى روحيات الخادم. كما أن روحيات الخادم تقوى الخدمة فأنت فيها تعطى وتأخذ ولذلك نعتبر أن الخدمة من الوسائط الروحية، إن سلك فيها الإنسان حسنًا. فكما تعطى المخدومين حبًا من قلبك، كذلك يشبع قلبك حبًا بهذه الخدمة. لاشك أن الإنسان الذي يخدم الأيتام أو المرضى أو المعوقين أو الفقراء والمحتاجين عمومًا، يشبع قلبه في هذه الخدمة بمشاعر عميقة تسمو بنفسه، وتغنيه عن عواطف العالم الزائلة. فإن العاطفة التي يكتسبها الإنسان من ملاقاة الألم والمعاناة، هي أقوى بكثير من العواطف التي تقدمها مجالات اللهو والترف. وهكذا أنت تأخذ من خدمتك أكثر بكثير مما تعطى. مجرد شعورك أنك أسعدت إنسانًا، أو حللت مشكلة، يفيض على قلبك بمشاعر عميقة وهناك ألوان من الخدمة، غير التعليم. كنت أعرف زميلًا في مدارس الأحد منذ حوالي 45 عامًا، لم يكن له فصل في التدريس، إنما كانت خدمته هي الافتقاد وحل مشاكل الناس قبل أن تتعقد، وأحيانًا حل المشاكل المعقدة. وكان يجد سعادة كبيرة في هذه الخدمة. وكان يرى يد الله في كل ما يحله من مشاكل، أقصد في المشاكل التي يحلها الله على يديه، وكان يحكى لنا عن عمل الله، حديثًا روحيًا ممتعًا جدًا. إذن من الفوائد التي تتركها الخدمة في حياتك: الخبرات الروحية. إنه شرف عظيم لك في الخدمة أنك تعمل مع الله. كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبولوس "نحن عاملان مع الله" (1كو 3: 9). أنت في الخدمة تعمل مع الله ويعمل الله معك، ويعمل فيك، ويعمل بك. وفي كل ذلك ترى عجائب من عمله، وتلمس كيف تتدخل يد الله، فتحل كل الأمور المعقدة، أو تفتح لك بعض الأبواب المغلقة، أو تقدم لك حلولًا ما كنت تفكر فيها، أو ترسل لك معونات من حيث لا تدرى. فتمجد الله في كل عمله. أم الذين لا يخدمون، فإنهم يحرمون أنفسهم من كل هذه الخبرات، ومن شركة الله في الخدمة.. الخدمة أيضًا تفيدك في أنها مدرسة للصلاة: إنك كلما تخدم، كلما تشعر أن هناك أمورًا تحتاج إلى معونة إلهية، فتتدرب على الصلاة من أجلها، كما أنك تصلى لكي يبارك الله العمل ويدخل فيه ولا يتركك وحدك. كذلك تصلى لكي تكون خدمتك روحية، وليست مجرد نشاط أو روتين، أو مجرد عمل اجتماعي. كذلك كثيرًا ما تصلى مع المخدومين، أو تدخلك الخدمة في اجتماعات صلاة. وهكذا تتدرب على عمل الصلاة والخدمة عمومًا تدخل الإنسان في جو روحي. وهذا نافع له بلا شك. إذ يجد نفسه في جو كنسي، ومع أشخاص روحيين، ومُلتزمًا بمبادئ وقيم روحية. وقد يجد نفسه في الخدمة ملتزمًا أيضًا باجتماعات وقداسات. ويجد نفسه كذلك ملتزمًا بحياة روحية خاصة حتى يكون في خدمته قدوة للمخدومين، أو على الأقل لا يكون عثرة لهم. بل يردد قول الكتاب"من أجلهم أقدس أنا ذاتي، لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو 17: 19) السيد المسيح قال هذه العبارة بمعنى. وأنت تقولها بمعنى آخر، لتكون حياتك مقدسة في الخدمة، ومثالًا للمخدومين في كل عمل صالح. وقد تقول لله في صلاتك: إن هؤلاء الناس يا رب، يحتاجون أن أكون متصلًا بك باستمرار من جهتهم. فأعطى أن تكون لي هذه الصلة بك. ليس من أجلهم فقط، وإنما أيضًا من أجل نفسي، لكي ترعاني وترعاهم، وتحفظني وتحفظهم. وليتني أكون جسرًا صالحًا يصلون به إليك أو أكون حاملًا لهم أمامك في قلبي وبهذا تجد أن الخدمة أوجدت لك صلة بالله. وأصبحت هذه الصلة من ضروريات الخدمة. وبالتوالي تصبح الخدمة أيضًا ضرورة توصلك بالله باستمرار. ولذلك أستطيع أن أقول غالبية الذين تركوا الخدمة فترت حياتهم ولم تعد لهم الحرارة التي كانت لهم أثناء خدمتهم، ولا الصلاة ولا العمق ولا الالتزام.. ولم تعد الغيرة المقدسة التي كانت لهم، ولا حتى الفضائل الاجتماعية التي صاحبت الخدمة. والخدمة أيضًا كثيرًا ما تعطى فرصًا أوسع لقراءة الكتاب المقدس، وللمعرفة الروحية بوجه عام. مع ما يصحب ذلك أيضًا من تأمل ومن تفسير، وبخاصة للذين يخدمون خدمة روحية أو تعليمية بكافة أنواعها. وهكذا تكون من فائدة الخدمة تنمية المعرفة الروحية، وربما المعرفة الدينية من نواح متعددة وهذه المعرفة تأتى من مصادر كثيرة: منها القراءة سواء قراءة الكتاب المقدس أو سير القديسين أو الكتب الروحية. وتأتى أيضًا من حضور الاجتماعات الدينية الخاصة بالخدمة.. وكذلك مما يسمعه الإنسان في القداسات من فصول الكتاب ومن العظات وهذه المعرفة تدخل الإنسان في تدريبات روحية عملية. وإن ترك الخدمة، ربما يترك كل هذا بل قد يأخذ الإنسان ألوانًا أخرى من المعرفة فيعرف مشاكل الناس، ويعرف تفاصيل كثيرة عن النفس البشرية وما يجول فيها من مشاعر. ويعرف حروب الشياطين وحيلهم. ويعرف أيضًا الحلول العملية لكل هذا، وإن كانت خدمته تتطرق أيضًا إلى معالجة ما يتعرض له الناس من مشاكل داخلية وخارجية. فإن لم يكن يعرف، فعلى الأقل سيرى كيف يتدخل المرشدون الروحيون أو الآباء في هذه المشاكل، وكيف يحلونها. وفي كل ذلك تزداد خبراته في الحياة. مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث من كتاب الوسائط الروحية
المزيد
02 يوليو 2019

بناء الخادم الروحي

ان اعداد الخادم الروحي عمل روحى فى غاية الأهمية ويكفى ان مخلصنا الصالح المزخر لنا فيه كل كنوز الحكمة والعلم لم يبدأ خدمته الا فى سن الثلاثين مع انه فى عمر الثانية عشر اذهل المعلمين بحكمته وعلمه { بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم و يسالهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته} لو46:2-47. ان الخدمة ليست معلومات تلقن او دروس تحضر لكنها حياة وعشرة مع الله ومعرفة بقيمة النفس البشرية أمام الله، السيد المسيح أستمر ما يذيد عن الثلاث سنوات يتلمذ ويعلم وهو يحيا مع تلاميذه وبعد هذا منحهم مواهب الروح القدس ليستطيعوا ان يقوموا بالخدمة . ورغم حاجة الخدمة الى الكثير من الفعلة { قال لهم ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده }(لو 10 : 2) . لكن مع حاجة الخدمة للخدام فليس هذا مدعاة للتسرع لاسيما فى رسامة الكهنة اوالرهبان والراهبات او الشمامسة حتى لا يكون الخدام عثرة فى الكنيسة وثقل على الخدمة . ففضلا عن انه لابد ان تتوفر فى من يتقدم للخدمة العلاقة الروحية الشخصية الناجحة مع الله وتميزة بالتواضع والمحبة والصبر ومخافة الله فانه لابد ان تكون علاقاته مع الآخرين علاقات تمتاز بالروحانية والوداعة والحكمة سواء مع اسرته او اقربائه او كنيسته او مجتمعه بما فيه من شرائح مختلفة من المجتمع . هذا بالاضافة الى معرفتة ودراسته للاهوت والعقيدة والكتاب المقدس وكتابات الاباء وتاريخ الكنيسة وطقوسها وادابها فى عصر نجابه فيه ثورة فى المعرفة واسئلة من المؤمنين وغيرهم مما يحتاج الى دراسة لعلم النفس والمنطق والفلسفة والتاريخ والادب واللغات . ومع هذا يجب ان يتم تدريب الخدام وتلمذتهم لخدام مختبرين وان يحتفظ الخادم بروح الخدمة والتلمذة والتعلم المستمر مدى الحياة فى مدرسة المعلم الأعظم والراعى الصالح . صفات الخادم الروحى .. الخدام بمختلف درجاتهم سواء الخدام المكرسين لله فى خدمة الكهنوت او المؤمنين من شمامسة وخدام فى حقل الخدمة يجب ان تتوفر فيهم صفات تؤهلهم للخدمة والرعاية . ليستطيعوا ان يقوموا بدورهم فى الكنيسة والمجتمع ، هذه الصفات تتعلق بعلاقتهم الروحية بالله وكتابه المقدس وممارساتهم للاسرار المقدسة فى تقوى ومخافة الله . او سواء فى حياتهم الشخصية المنزة عن العيوب على قدر الطاقة وعمل النعمة والمهتمة بخلاص النفس وثقلها بكل الدراسات والخبرة الشخصية اللازمة للخدمة أو علي مستوى العلاقات الاسرية والكنسية والأجتماعية الناجحة والمتميزة لكى يستطيع ان يربح النفوس ويقودها ويغذيها ويشبعها روحيا . وهذه بعض الصفات التى ذكرها الكتاب المقدس فى الخدام .. + ذوى قدرة للقيام بمهامهم وخائفين الله فى تصرفاتهم وسلوكهم وامناء مبغضين للرشوة باشكالها المختلفة { وانت تنظر من جميع الشعب ذوي قدرة خائفين الله امناء مبغضين الرشوة وتقيمهم عليهم رؤساء الوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات} (خر 18 : 21). + يذكر القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس بعض من الصفات التى يجب توفرها فى الاساقفة والكهنة والشمامسة . فيجب ان يكونوا بلا لوم اى بلا عيوب تمسك عليه وتكون عثرة للشعب وتضر بالكنيسة . وان يتميزوا بالعفاف فى وقت كانت الوثنية واليهودية تسمح بتعدد الزوجات لايكون له الا زوجة واحدة وليس معنى هذا ان لا يكون متبتلاً فبولس نفسه كان بتولاً لم يتزوج { و لكن اقول لغير المتزوجين وللارامل انه حسن لهم اذا لبثوا كما انا} (1كو7 : 8).يجب على الخادم ان يكون ذو عقل متزن حكيم لا ينخدع { فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم بعل امراة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم.غير مدمن الخمر ولا ضراب ولا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم ولا محب للمال. يدبر بيته حسنا له اولاد في الخضوع بكل وقار.وانما ان كان احد لا يعرف ان يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله .غير حديث الايمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة ابليس. ويجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير وفخ ابليس. كذلك يجب ان يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين غير مولعين بالخمر الكثير ولا طامعين بالربح القبيح. ولهم سر الايمان بضمير طاهر.وانما هؤلاء ايضا ليختبروا اولا ثم يتشمسوا ان كانوا بلا لوم. كذلك يجب ان تكون النساء ذوات وقار غير ثالبات صاحيات امينات في كل شيء. ليكن الشمامسة كل بعل امراة واحدة مدبرين اولادهم و بيوتهم حسنا.لان الذين تشمسوا حسنا يقتنون لانفسهم درجة حسنة وثقة كثيرة في الايمان الذي بالمسيح يسوع} 1تيم 2:3-13. + على الخادم ان يكون محتشما فى مظهره وكلامه وسلوكه يتميز بالوقار والتصرف الحسن فى المواقف المختلفة . وان يكون مضيفاً للغرباء كريما له قلب متسعاً محبا للأخوة وان يكون صالحاً للتعليم { لان شفتي الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لانه رسول رب الجنود }(ملا 2 : 7). قد لا يكون معلماً موهوباً، لكن يجب أن يكون ذا دراية كافية بكلمة الله حتي يقدر أن يساعد المخدومين فى مشاكلهم اليومية. لديه المرونة والقابلية أن يتعلَّم بتواضع قلب، وأن يكون صالحاً أن يعلِّم آخرين ويبنيهم في الإيمان. الخادم يجب ان يتحلى بالوداعة والتواضع وان يكون لطيفاً فى تعامله غير غضوباً ولا طامعاً أو راغباً بالربح القبيح فلا يستخدم الأمور الروحية ليتربح منها فيتحول إلي مُحب للمال . الخادم صانع سلام وليس رجل خصام لا يتنازع مع الآخرين من أجل أمور العالم او من اجل ذاته ولا يكون له خاصة دون البعض فهو اخاً أواباً للجميع ، يربحهم لملكوت الله . + غير حديث الإيمان ومشهود له . أي ناضج روحياً، لائق للخدمة غير مفتقر للخبرة الروحية. والخطر هو أن حديث الإيمان وغير المختبر قد يتصلف أي تأخذه الكبرياء فينتفخ ويقع في دينونة إبليس. فلابد ان يكون له مدَّة كافية وعميقة في حياة الإيمان الصحيح، حتى يفهم أهمية الخدمة في الكنيسة، فيخدم الرب بكل تواضع ويكون مثمراً فيها . ان الخدمة والكنيسة فى حاجة لخدام امناء لديهم العمق الروحى ويبتعدوا عن سطحية العبادة وشكلية الخدمة ومظهريتها من أجل خلاص نفوس الخدام والمخدومين ان التلاميذ سهروا الليل كله ولم يصطادوا شئ حتى أمرهم المخلص بالدخول الى العمق فامتلأت شباكهم بالسمك ليتركوا كل شئ ويتبعوا المعلم الصالح ويصيروا صيادى الناس. الخادم الأمين يكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج من غير المسيحيين أيضاً، فلابد ان يكتسب احترام زملاء العمل والأقرباء والجيران، وذلك من خلال حياته اليومية العادية. فشهادة أولئك برهان على صحة قوة وتاثير إيمانه الصحيح . + التواضع والصلاح والنشاط .. ان يكون الخادم غير معجب بنفسه، فلا يكون متكبرا معجباً بنفسه { حينئذ قال يسوع لتلاميذه ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني} (مت 16 : 24) الخادم المتكبر ينفر الآخرين ويعثرهم لهذا علينا كخدام ان نحيا فى تواضع وانكاراً للذات مقدمين بعضنا بعضاً فى الكرامة ونقبل الرأى الأخر ونستمع للآخرين فى صبر وطول بال { وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح }(اف 4 : 32) الخادم يكون محباً للخير والصلاح والخير لجميع الناس وبارا يخاف الله، نقي وتقي في سلوكه وتصرفاته في السر والعلن . + على الخادم ان يكون ضابط لنفسه متحكما فى كلامه وانفعالاته وسلوكه مداوماً على التلمذة ويعلم التعليم الصحيح ويدافع عن الايمان ضد المقاومين . يخدم لا عن اضطرار بل بالاختيار{ ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا لا عن اضطرار بل بالاختيار ولا لربح قبيح بل بنشاط. ولا كمن يسود على الانصبة بل صائرين امثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى} 1بط 2:5-4. + يجب ان يهتم الخدام بخدمة وتشجيع الضعفاء والمحتاجين والارامل والايتام والمضطهدين وكانه يخدم سيده ومعلمه الصالح فيهم {بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم} (مت 25: 40). {في كل شئ أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء} اع 20: 35 . {الديانة الطاهرة النقية عند الله الاب هي هذه افتقاد اليتامى والارامل في ضيقتهم وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم }(يع 1 : 27). { بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة؛ وأما مَن كانت له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه} (1يو 3: 16-17). {وكل ما فعلتم، فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس. عالمين أنكم من الرب ستأخذون جزاء الميراث، لأنكم تخدمون الرب المسيح}(كو 3: 23-24). القمص أفرايم الأنبا بيشوي
المزيد
01 يوليو 2019

تسليم الإنجيل لبولس الرسول

بعد أن ظهر السيد المسيح لبولس الرسول الذي كان شاول الطرسوسي ودعاه وهو في الطريق إلى دمشق، وبعد عماده وامتلائه بالروح القدس على يد حنانيا أسقف دمشق، وهروبه من دمشق حينما حاول اليهود أن يقتلوه، ذهب إلى الصحراء العربية لمدة ثلاث سنوات حيث استلم من السيد المسيح الإنجيل والتقليد الرسولي وكيفية ممارسة الأسرار الكنسية مثل سر الافخارستيا وغيره ويتضح ذلك من سرده هو نفسه لهذا الأمر في رسالته إلى أهل غلاطية إذ قال:"وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بَشّرت به إنه ليس بحسب إنسان لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علّمته. بل بإعلان يسوع المسيح فإنكم سمعتم بسيرتي قبلًا في الديانة اليهودية أني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها. وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي. ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه فيَّ لأبشر به بين الأمم، للوقت لم أستشر لحمًا ودمًا ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي، بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضًا إلى دمشق. ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليملأتعرّف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يومًا. ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (غل1: 11-19)إذن لقد استلم بولس الرسول الإنجيل الذي بَشّر به في كل مكان من السيد المسيحنفسه بعد صعود السيد المسيح إلى السماء، مثلما استمع باقي الرسل إلى السيد المسيح في مدة خدمته على الأرض. وقد أكد بولس الرسول هذا في رسالته إلى أهل كورنثوس في حديثه عن سر الافخارستيا (القداس الإلهي) إذ قال:"لأنني تسلّمت من الرب ما سلّمتكم أيضًا، إن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزًا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكرى. كذلك الكأس أيضًا بعدما تعشوا قائلًا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمى. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى. فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء" (1كو11: 23-26) إننا نرى العناية الفائقة من الرب يسوع المسيح برسوله بولس إذ أنه قد قام بتسليمه كل مبادئ الإيمان والبشارة وكيفية ممارسة الأسرار الكنسية مثلما فعل قبل ذلك مع الرسل الذين عاصروا مدة خدمته على الأرض إلى اليوم الذي صعد فيه إلى السماء بعدما أوصاهم بأن لا يبرحوا أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالي متى حل الروح القدسعليهم. ولكننا ينبغي أن نلاحظ أن بولس الرسول لم يستقل عن الكنيسة بالرغم من أنه قد تسلم من السيد المسيح كل شيء، بل كان يعتقد في جامعية الكنيسة ومجمعيتها، لذلك أكمل حديثه إلى أهل غلاطية عن باقي تفاصيل مسيرته الرسولية بعد لقائه مع بطرس الرسول ويعقوب أخا الرب "ثم بعد أربع عشرة سنة صعدت أيضًا إلى أورشليم معبرنابا آخذًا معي تيطس أيضًا. وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيلالذي أكرز به بين الأمم، ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلًا" (غل2: 1، 2). إن في هذا أعظم درس للذين يسيرون وراء الرؤى والإعلانات الكاذبة مثل إيلين هوايتالتي ابتدعت كثيرًا لطائفة الأدفنتست السبتيين، وأعطوها لقب نبية ورسولة واعتبروا أن الرؤى التي رأتها هي إعلانات إلهية، بينما هي تحوى على تعاليم كثيرة مضادة للتعليم الرسولي،ولم ترجعإيلين هوايت إلى خلفاء الرسل في الكنائس الأرثوذكسية لتعرف صحة الرؤى التي رأتها، وإنما تمادت في انحرافها ودعاها الأدفنتست نبية الأيام الأخيرة، وهي لم تكن نبية على الإطلاق لقد صعد بولس الرسول ليعرض الإنجيل الذي يكرز به بين الأمم على الآباء الرسل ليتأكد من صحة التعليم الرسولي الذي ائتمنه الرب عليه. وأكمل سرده لما حدث فقال "فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة؛ أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان. غير أن نذكر الفقراء. وهذا عينه كنت اعتنيت أن أفعله" (غل2: 9، 10). لقد أضافوا إلى اختصاص بولس الرسول في خدمة الأمم اهتمامه بفقراء أورشليم وهذا ما تم بالفعل. رؤيا بولس الرسول في أورشليم إلى جوار ظهور السيد المسيح لبولس الرسول في الطريق إلى دمشق، وإلى جوار إعلاناته له حينما سلّمه التقليد الرسولي في مدة السنوات الثلاثة في العربية فقد رآهبولس الرسول في الهيكل بأورشليم وسرد ذلك كما يلي: "وحدث لي بعد ما رجعت إلىأورشليم وكنت أصلى في الهيكل أني حصلت في غيبة فرأيته قائلًا لي أسرع واخرج عاجلًا من أورشليم لأنهم لا يقبلون شهادتك عنى. فقلت يا رب هم يعلمون أني كنت أحبس وأضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك وحين سُفك دم إسطفانوس شهيدك كنت أنا واقفًا وراضيًا بقتله وحافظًا ثياب الذين قتلوه. فقال لي: اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدًا" (أع22: 17-21). ما أجمل هذا الحوار لإقناع بولس الرسول أن يفارق أورشليم المحبوبة ليذهب إلى كنيسة الأمم لتصير عروسًا للمسيح، لم يكن من السهل على بولس الرسول أن يترك كرازة اليهود بالإنجيل ليذهب إلى الأمم. ولكن السيد المسيح كان قد أعده للكرازة للأمم وهذا ما تحقق بالفعل فيما بعد وأعطته الكنيسة يمين الشركة للأمم لينشر الإنجيل وينضم الأمم إلى خراف السيد المسيح فتكون رعية واحدة لراعٍ واحد كما سبق ووعد بفمه الإلهي المبارك. نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
30 يونيو 2019

الخادم وأخطر الأعداء

لا تتوقع خدمة بدون أعداء ولا تنتظر ثمر بغير جهاد وحين نتحدث عن الأعداء ربما يتوجه عقلك إلى الظروف والإمكانيات والمكان ولا تتوقع أبداً أن أكبر عدو لك هو ذاتك هو نفسك أنت كما ذكر أحد الآباء أن ليس لى عدو إلا ذاتى ولا أكره إلا خطاياى ولنتذكر دائماً أن أصحاب الرتب الملائكية سقطوا من شرف مكانتهم بسبب كبرياء قلوبهم فالأنا هى أخطر السلوك والتوجه الإنسانى حيث تصير الذات مركز الحياة تسيطر وتبطش حيث تتحول كل الأمور إلى مجرد وسائل لخدمتها حيث تصبح هى الهدف الأعلى للحياة وغايتها وما أخطر أن تأخذ الأنا الغطاء الروحى وتتظاهر بالشكل الإلهى لتتأله بالأكثر وتتعظم على حساب الله وقد يتربص هذا العدو بالأكثر بالخدام هؤلاء الذين قال عنهم الكتاب سراق الهياكل وأنهم رعوا أنفسهم فتجد فى الخدمة من يرغب فى أن يربط العمل بإسمه ويخشى أن يشاركه خادم غيره ويسعى ليظهر عمله فقط بين الناس ..وكأنه يريد أن يأتوا له ببوق ليتحدث عن إنجازاته الفريده وفى ذات الوقت يقلل من قيمة عمل غيره ويسخر منه ويسعى فى إعلان سلبياته ولا يدرى أنه يخسر بذلك أكثر مما يكسب وحين تسيطر الذات البشرية الكثيرة الخداع على خدمة الخادم تجده يستخدم سمو الكلام لصالح إشباع ذاته ويتعمد إبهار الآخرين بالعلم والمعرفة ولا يدرى أن السامع يدرك ما وراء الكلام فيتعجب كيف لم تنجح الوسيلة ؟؟؟ ويلجأ لوسائل أخرى متعددة ولا يعرف أن الخدمة عمل إلهى وحركة سماء وفعل روحانى وما الخادم إلا حضرة شفافة لصورة الله والذى عرفنا على الله هو إخلاؤه الذى بدونه لظل محتجباً بالنسبة لنا وهذا العدو يدفع إلى الإنفراد بالعمل وتقليل شأن الأجيال الجديدة ولا يؤمن بمواهب الآخرين ولا يشجع على توزيع المهام ولا يرغب فى طاعة الكبار ويستعف أن يسمع أى تعليم ولا يعترف بخطأه ويتعالى على الإجتماعات التى يحضرها كمخدوم وبدل من أن يشارك فى حمل المسؤليات يسرع بالنقد وإعلان السلبيات ويساعده فى ذلك ما حصل عليه من معرفة أو وعى بظروف الخدمة والخدام ما أخطر ذلك العدو الخفى الذى يهزمنا دون أن ندرى أننا إنهزمنا بل يجتهد أن يقنعنا أننا الافضل دائماً وكأنه يهمس فى أذن كل واحد فينا دائماً أنت تعرف أكثر أنت تخدم أكثر أنت موهوب أكثر أنت محبوب أكثرأنت .أنت.أنت .وللأسف نصدق لأننا نميل ان نصدق أحبائى لو نظرنا إلى آبائنا الرسل وخدمتهم الجليلة والعظيمة ندرك لماذا إختار الله الجهال البسطاء ليعمل بهم ويتمجد بهم ليصير ضعفهم أعظم كرازه بمرسلهم أحبائى الخلاص من الذات ليس أمراً هينا ً ولكنه يتطلب جهاد وعناء وصراخ ودموع لأنه عدو شرس ومتحور يظهر أحياناً ويختبىء أحياناً لذا علينا أن ننتبه ونطلب إنصفنى من خصمى إحمينى من نفسي أما يهمك أن أهلك وحين تتراجع الذات يظهر المسيح بنفس المقدار حينئذ يفرح الزارع والحاصد معاً . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك الإسكندرية
المزيد
29 يونيو 2019

السيد المسيح نموذج ومثال للخادم

المحبة والبذل فى الخدمة .. جاء السيد المسيح الينا ليعلن لنا محبة الله الآب ويقدم ذاته طوعاً حباً فى خلاص وفداء البشرية { اما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم الى الاب اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم احبهم الى المنتهى.فحين كان العشاء وقد القى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الاسخريوطي ان يسلمه. يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه وانه من عند الله خرج والى الله يمضي. قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها.ثم صب ماء في مغسل وابتدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها} يو1:13-5. لقد فعل هذا ليعلم تلاميذه ويعلمنا { فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه واتكا ايضا قال لهم اتفهمون ما قد صنعت بكم.انتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لاني انا كذلك. فان كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض. لاني اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا.الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله.ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه} يو 12:13-17. هنا يطلب المسيح من تلاميذه أن يبذلوا ذواتهم في سبيل إخوتهم، كما صنع هو نفسه بنا ومعنا وهو معلّمنا وربّنا وسيّدنا، إذ أتى ليخدم لا ليُخدم.لقد نقض كلّ الاعتبارات والمقاييس البشريّة عندما وضع شروطاً ومعايير للنجاح تخالف كلّ ما يعتقده الناس أنّه الطريق نحو النجاح. مقياس المسيح للنجاح هو الخدمة والبذل والعطاء والتضحية، أمّا مقاييس الناس للنجاح فهي المال والسلطة والمناصب، السيد المسيح يهتم بخلاص البشرية كلها وفى نفس الوقت يهتم بالنفس الواحدة ، يهتم بخلاص كل إنسان وكل الانسان جسدا وروحا ونفساً . يسعى لاعلان محبته للأطفال كما فى مباركة لهم وجعلهم مثال لنا فى التواضع والبساطة والبراءة ويهتم بالشباب وخلاصهم واقامتهم أقوياء فى الروح، كما يهتم بالشيوخ وتعليمهم ليلاً ونهاراً، يهتم باليهود كما يهتم بالامم من سامريين ويونان ورومان ومدح ايمان المراة الكنعانية وقائد المئة الاممى. وجاء الى مصر وبارك ارضها وعاش فى فلسطين وتخضبت ارضها بدمه الطاهر . وكما قال له المجد { انا قد جئت نورا الى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة (يو 12 : 46). وهكذا ذهب الرسل يكرزون للأمم بنور الإيمان قائلين { لان هكذا اوصانا الرب قد اقمتك نورا للامم لتكون انت خلاصا الى اقصى الارض }(اع 13 : 47) المسيح الخادم .. المسيح الكلمة تجسد وأخذ شكل العبد وأطاع حتى الموت، موت الصليب وتم فيه نبؤة اشعياء النبى { هوذا عبدي الذي اعضده مختاري الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم. لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ الى الامان يخرج الحق.لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته. هكذا يقول الله الرب خالق السماوات وناشرها باسط الارض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين فيها روحا. انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا للامم. لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة} أش 1:42-7. هو القدوة الذى يطلب الإنجيل منا ان نتتلمذ عليه ونقتدى به. فالسيّد المسيح يرينا أنّ مَن يريد أن يكون تلميذاً للمسيح عليه أن يكون كسيّده. لذلك ينبغي له أن يخدم اخوته فى الإيمان والأنسانية ويغسل أرجلهم، لا أن يستعبدهم من أجل منافعه الخاصّة وتضخّم ثروته وجاهه. عليه أن يقبل بأن يُصلب من أجلهم لا أن يصلبهم على صليب كبريائه. ينبغي له ان يقول كما القدّيس يوحنّا المعمدان، { ينبغي ان ذلك يزيد واني انا انقص} (يو 3 : 30) . وكما علم السيد تلاميذه ان المحبة والتواضع ضرورة للخدمة ونجاحها { وكانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر. فقال لهم ملوك الامم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون محسنين. واما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر والمتقدم كالخادم.لان من هو اكبر الذي يتكئ ام الذي يخدم اليس الذي يتكئ ولكني انا بينكم كالذي يخدم} لو 24:22-27. كانت الكبرياء سبباً فى سقوط رتبة من الملائكة ليصيروا شياطين كما قادت ابوينا آدم وحواء للسقوط من الفردوس ، فجاء السيد المسيح بالتواضع ليردنا الى الفردوس دفعة أخرى، ومَن أراد أن يتبع المسيح خادم خلاصنا يجب عليه أن يسلك هذه الطريق عينها، إذ ليس هناك من طريق أخرى، وهكذا يصل إلى الحياة الأبديّة فيكون مع المسيح باستمرار{إنْ كان أحد يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنا فهناك يكون خادمي. إنْ كان أحد يخدمني يكرمه أبي} (يو12: 26). لقد كان لبس الصندل كحذاء ، في بلاد الشرق، يجعل من الضروري غسل الأرجل باستمرار. وكانت الكياسة تقتضي عادةً أن يخصص المضيّف عبدًا لغسل أرجل زائريه. أمّا هنا، فالمضيّف الإلهي هو الذي أخذ مكان العبد للقيام بهذه خدمة غسل الارجل ، حتى غسل قدمى يهوذا الاسخريوطى الخائن. ما أعمق ما قام به المخلص، أن المسيح قد غسل أرجل التلاميذ جميعهم ولقد أراد أن يعطي فرصة أخيرة ليهوذا لكي يراجع نفسه ويتوب عن فعلته ويرجع إليه فيغفر له . ولقد شرح للتلاميذ ولنا الدرس الروحى مما فعل يجب على الخادم ان يغسل بمحبة أقذار المخدومين ويبذل ذاته من اجل إيمانهم وخلاصهم وتوبتهم . وهذا ما تعلمه القديس بولس وعلمه لنا {أيها الأخوة إن انسبق إنسان فأخذ في زلة ما فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرّب أنت أيضاً} (غل 6: 1). ولنحذر أن ننظر إلى أخوتنا بروح فريسية محاولين اصطياد الأخطاء أو يكون لنا روح عدم المبالاة لأن هذا لا يتوافق مع المحبة التي تستر كثرة من الخطايا . بل لنحض بعضنا بعضاً على المحبة والعمال الصالحة وحمل الصليب فى الطريق الضيق الى المنتهى { فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع. طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة اجسادنا بماء نقي. لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين. ولنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة.غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضا وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب} عب 19:10-25. السيد المسيح ومدرسة أعداد الخدام .. عندما بدء المخلص خدمته رايناه مدرسة فى الخدمة والقيادة ، يجمع بين الصلاة والخلوة مع الآب والخدمة فى المدن والقرى ، وبين البشارة فى الهيكل والمجامع وفى البيوت، فى الطرقات والمزارع، وعلى الجبال والسهول، ولقد اعد للقيادة أجيال من القادة والمؤمنين اينما ذهب { وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله. ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم ايضا رسلا} لو 12:6-13. هؤلاء هم الرعيل الاول فى الخدمة. ولم يستثنى السيد المرأة بل أفرد لها نصيباً فى الخدمة { وعلى اثر ذلك كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر.وبعض النساء كن قد شفين من ارواح شريرة وامراض مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين. ويونا امراة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة واخر كثيرات كن يخدمنه من اموالهن} لو 1:8-3. ثم عين وتلمذَ الجيل الثانى { وبعد ذلك عين الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان ياتي. فقال لهم ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده. اذهبوا ها انا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب} لو 1:10-3. وفى تلمذته لهم كان يعلمهم وهم يتبعونه ويقتدون به ثم يساعدونه فى الخدمة ثم ارسلهم امام وجهه موجها اياهم الى المدن والقرى التى كان مزمع ان يمضى اليها وكان يتابع خدمتهم وعملهم ويصحح مفاهيمهم فى الخدمة { الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني والذي يرذلني يرذل الذي ارسلني. فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك.فقال لهم رايت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء. ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء. ولكن لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات} (لو 16:10-20). ثم بعد صعوده للسماء ارسل لهم الروح القدس فحل عليهم وانطلقوا للخدمة كما اوصاهم { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن و الروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} مت 19:28-20. ولقد قام التلاميذ والرسل القديسين بنشر الإيمان وتلمذة الكثيرين ليقوموا بتسليم الإيمان من جيل الى جيل { وما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا} (2تي2 :2). القمص أفرايم الأنبا بيشوي
المزيد
28 يونيو 2019

متابعة السيد المسيح الخدمة

قام السيد المسيح بمتابعته للخدمة بعد صعوده إلى السماء وإرسال الروح القدس ليعتني بالكنيسة ويقودها ويرشدها ويذكّرها بكل ما قاله للتلاميذ، وليمنحها بركات الفداء الذي صنعه السيد المسيح لأجلها. فبالرغم من الدور الواضح الفعال للروح القدس في حياة الكنيسة حسب وعد السيد المسيح للتلاميذ: "أنا أطلب من الآب فيعطيكممعزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد" (يو14: 16)، إلا أنه هو نفسه أيضًا قد وعدهم قائلًا:"ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20). ومعنى ذلك أنه بلاهوته الحاضر في كل مكان وزمان لا يتخلى عن الكنيسة، بالرغم من صعوده جسديًا إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب. هذا إلى جوار أنه يكون حاضرًا بجسده ودمه على المذبح في سر الافخارستيا ليمنح المؤمنين حياة وثباتًا فيه بالتناول من أسراره الإلهية ولكن إلى جوار هذا كله، وإلى جوار قيامه بدور الشفيع أمام الآب من أجل غفران خطايانا وذلك باستحقاقات دمه المسفوك لأجلنا، كقول معلمنا يوحنا الرسول: "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا" (1يو2: 1، 2) إلا أن السيد المسيح أيضًا كان يتابع الخدمة من السماءلأن الآب والابن والروح القدس يعملون معًا بالرغم من تمايز دور كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة. وقد سبق أن قال السيد المسيحأثناء خدمته على الأرض: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو5: 17). ظهور السيد المسيح لاستفانوس في بداية العصر الرسولي بعدما ارتفع السيد المسيح إلى السماء وبعد حلول الروح القدس على تلاميذه في يوم الخمسين صار اسطفانوس رئيسًا للشمامسة وكان يحاور اليهود حول شخص يسوع الناصري مبرهنًا أنه هو المسيح. وإذ أعطاه الرب حكمة لم يقدر اليهود أن يقاوموها، فكّروا في التخلّص منه وقاموا بمحاكمته، وألقى هو خطابًا جامعًا في جلسة المحاكمة موبخًا رؤساء اليهود على قساوة قلوبهم؛ وكان وجهه يضئ كوجه ملاك.. وتألّق اسطفانوس جدًا ممتلئًا من الروح القدس وهو يشهد للسيد المسيح فقال: "ها أنا أنظر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله" (أع7: 56) وهنا تألّقت حقيقة هامة، وهي أن السيد المسيح بالرغم من صعوده إلى السماء جسديًا إلا أن صلته بالكنيسة لم تنقطع.. بل باعتباره هو رأس الكنيسة فإنه يلهم الأعضاء ويقودهم ويؤازرهم في وقت الشدة كان اسطفانوس يضع قدميه على أول درجات سلم الاستشهاد وظهر له السيد المسيح في مجده السمائي مشجعًا إياه على الاستمرار مانحًا قوة الشهادة الكاملة فوق تأثير الزمان والمكان، ليكون القديس استفانوس غير عابئ بسخط اليهود واندفاعهم نحوه ليجروه نحو ساحة الاستشهاد راجمين إياه بحجارة الغضب المستطير،أما هو فظل منبهرًا بالمشهد السمائي منشغلًا بالأمجاد الروحية.. فصلى بصراخ عظيم من أجل راجميه "يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية" (أع7: 60) أي طلب من الرب ألا تكون خطية رجمهم إياه عائقًا في سبيل خلاصهم إن آمنوا بالمسيحوقبل ذلك عندما قاربت روحه على مفارقة الجسد تحت وطأة الرجم الشديد بالحجارة ازداد إحساسه بقربه منالسيد المسيح وازداد تألقه الروحي فكان ينادى قائلًا: "أيها الرب يسوع اقبل روحي" (أع 7: 59) لقد قدّم نفسه ذبيحة حب وذبيحة إيمان وأخيرًا انطلق ليكون في عشرة دائمة مع المسيح لأن ذلك أفضل جدًا. ظهور السيد المسيح لبولس الرسول كان شاول الطرسوسي هو من أبرز المشتركين في رجم اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء حيث كان يحرس ثياب الراجمين "وكان شاول راضيًا بقتله" (أع 8: 1). فقد كان يهوديًا متعصبًا يتصرف بجهل ويضطهد المؤمنين بالمسيح بعنف شديد ولكن الرب رأى فيه غيرة دينية من الممكن أن تفيد الكنيسة لو عرف صاحبها طريق الحق.. وإذ رأى فيه استعدادًا لذلك ظهر له في الطريق إلى دمشق بمجد عظيم في السماء وقال له عبارته المشهورة: "شاول شاول لماذا تضطهدنى.. صعب عليك أن ترفس مناخس" (أع9: 4، 5). يبدو أن الروح القدس كان قد بدأ يوبخه على قسوته في معاملة المؤمنين بالمسيح خاصة ما حدث مع اسطفانوس الذي صلى من أجله في أشد ساعات المحنة والعذاب وقال شاول متسائلًا: "من أنت يا سيد؟ فقال الرب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير: يا رب، ماذا تريد أن أفعل" (أع9: 5، 6) لقد تحوّل شاول الطرسوسي مضطهد الكنيسة إلى إنسان يؤمن بالمسيح وينتظر الخلاص والاستنارة بالمعمودية. وصار فيما بعد هو بولس الرسول الكارز العظيم بالمسيحية. ظهور السيد المسيح لحنانيا ظهر السيد المسيح لأسقف دمشق في رؤيا وقال له: "يا حنانيا. فقال هأنذا يا رب، فقال له الرب قم واذهب إلى الزقاق الذي يُقال له المستقيم، واطلب في بيت يهوذا رجلًا طرسوسيًا اسمه شاول. لأنه هوذا يصلى، وقد رأى في رؤيا رجلًا اسمه حنانيا داخلًا وواضعًا يده عليه لكي يبصر. فأجاب حنانيا: يا رب، قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل، كم من الشرور فعل بقديسيك في أورشليم وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة أن يوثق جميع الذين يدعون باسمك. فقال له الرب اذهب لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي" (أع9: 10-16) وبالفعل مضى حنانيا وقام بعماد شاول الطرسوسى وشفيت عيناه وامتلأ من الروح القدس "وكان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق أيامًا" (أع9: 19) لقد كان للسيد المسيح دور مباشر في حياة القديس بولس الرسول.. فبالرغم من وجود الاثني عشر رسولًا، إلا أن السيد المسيح بعد صعوده إلى السماء قد اختار بولس ودعاه وأعده للخدمة وأرسله، وظهر له أكثر من مرة، وقام بتوجيه خدمته، بل وسلّمه أشياء تخص صميم عمله الكهنوتي في الكنيسة. وبهذا أضاف الرب إلى الكنيسة قوة هائلة في الخدمة. نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
27 يونيو 2019

مفهوم الخدمة وأهميتها للمؤمن

الخدمة هى تعبير عملى عن محبتنا لله ولأخوتنا فى الإنسانية .. انها محبة لله تملأ قلب المؤمن ويريد ان يشترك الاخرين معه فى هذه المحبة { اجذبني وراءك فنجري.. بالحق يحبونك} (نش 1 : 4). إنها محبه وبذل وعطاء مقدم من الخادم لله فى خلوته وحياته الخاصة وصلواته ويعبر بها فى خدمة للناس من حوله بَدْءًا من خاصته وانطلاقا الى كل الارض. ويصير اختبار المسيحي للإيمان والتمتُّع بالخلاص وثماره والتتلمذ على كلمة الله شرطاً مسبقاً للتقدُّم للخدمة وعملياً فإن مَن لم يختبر حياة الإيمان ومحبة المخلِّص لن يهتم بالآخر أو يُبادر لخدمتهم. ان الخدمة هى تنفيذ عملى لأعظم الوصايا { وساله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلا. يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك.هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء} مت 35:22-40. الخدمة هى شبع وعطاء .. شبع بالمسيح المخلص وفيض من العطاء لكل احد فى كل مناسبة وفى كل مكان سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولاسيما للذين اؤتمن الخادم على خدمتهم انها تتلمذ وتعلم من المسيح الخادم الذى كان وسيظل يجول يصنع خيراً { فقال الرب فمن هو الوكيل الامين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم طعامهم في حينه. طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله.ولكن ان قال ذلك العبد في قلبه سيدي يبطئ قدومه فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري وياكل و يشرب ويسكر. ياتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين} لو 42:12-45. + الخادم سفير للسماء يسعى لمصالحة الناس مع الله .. الخادم يعمل مع الله لخلاص النفوس وهو سفير للسماء { ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح واعطانا خدمة المصالحة. اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة. اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله.( 2كو18:20). والخدمة شركة فى عمل الملائكة { اليس جميعهم ارواحا خادمة مرسلة للخدمة لاجل العتيدين ان يرثوا الخلاص} (عب 1 :14). ليس مهمة الخادم تعليم الناس كلاما عن الله بل توصيلهم اليه وجعلهم يحبونه ويلتصقون به ، انه يدلهم على الطريق الى الله ويسير معهم فيه ليسروا معا فى الطريق بقلوب ملتهبة بالمحبة حتى يتصور المسيح بالإيمان فيهم . الخادم هو اناء مختار ليحمل اسم المسيح ويبشر بخلاصه لكل أحد كما قال الرب لحنانيا عن شاول الذى صار بولس الرسول { فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل }(اع 9 : 15). والقديس بولس قال بعد هذا عن خدمته { فاذ نحن عاملون معه نطلب ان لا تقبلوا نعمة الله باطلا. لانه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص اعنتك هوذا الان وقت مقبول هوذا الان يوم خلاص. ولسنا نجعل عثرة في شيء لئلا تلام الخدمة. بل في كل شيء نظهر انفسنا كخدام الله في صبر كثير في شدائد في ضرورات في ضيقات. في ضربات في سجون في اضطرابات في اتعاب في اسهار في اصوام. في طهارة في علم في اناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء. في كلام الحق في قوة الله بسلاح البر لليمين ولليسار}.(2كو 1:6-7). + الخادم والقدوة .. للخادم تأثير فى مخدوميه فيجب ان يكون قدوة ومثال، لهذا يجب ان يكون الخادم، قائد يتميز بالتواضع والحس الروحى وله شركة قوية مع الله ولديه رؤية ومعرفة بماضى وحاضر الجماعة وتصور لمستقبلها بعيون الإيمان ولا يكون عثرة للمخدومين لا فى خطايا اللسان او السلوك {لا يستهن احد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة. الى ان اجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم. لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع ايدي المشيخة. اهتم بهذا كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء.لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك ايضا}(2تيم12:4-16). يتعيَّن على الخدام لاسيما الذين يقومون بخدمة التعليم والوعظ والتبشير أن يُداوموا على حفظ كلمة الله والعمل بها والتأمل فيها ملاحظين باستمرار انفسهم والتعليم السليم. وأن يلتزموا أولاً بكل ما يُعلِّمونه كي تثمر خدمتهم وتقود المخدومين في طريق الخلاص. والذين يقتحمون مجال التعليم دون إعداد جيد أو معرفة حقيقية لأعماق محبة الله يُسيئون إلى أنفسهم وإلى الكنيسة ويُعطِّلون دعوة الخلاص. + تنوع الخدمة .. وكما ان اعضاء الجسد كثيرة وتقوم بعملها فى تنوع وتناغم وانسجام لخدمة الجسد الواحد والمحافظة عليه ونموه وتقويته هكذا المؤمنين فى جسد المسيح الواحد اى الكنيسة على المستوى المحلى او الاقليمى او المسكونى ، ان مواهب وخدمات كل عضو فيها تكون مصدر تغذية وشبع وتقوية للجميع كما ان تعثر عضو فيها يؤثر على سلامة الجسد { فانه كما في جسد واحد لنا اعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الاعضاء لها عمل واحد.هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعضا لبعض كل واحد للاخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا انبوة فبالنسبة الى الايمان. ام خدمة ففي الخدمة ام المعلم ففي التعليم. ام الواعظ ففي الوعظ ، المعطي فبسخاء، المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور. المحبة فلتكن بلا رياء ، كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير. وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية ، مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة.غير متكاسلين في الاجتهاد، حارين في الروح، عابدين الرب. فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة. مشتركين في احتياجات القديسين، عاكفين على اضافة الغرباء. باركوا على الذين يضطهدونكم، باركوا ولا تلعنوا. فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين. مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا، غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين، لا تكونوا حكماء عند انفسكم. لا تجازوا احدا عن شر بشر معتنين بامور حسنة قدام جميع الناس} (رو 4:12-17). ان الروح القدس هو روح الله القدوس، روح الحكمة وينبوع النعم الإلهية يعطى، الكنيسة أحتياجها ويريد منا ان نكون اوانى مقدسة ومهيئة للخدمة ويحتاج منا الامر الى صلاة بتواضع قلب { فاذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فانني اسمع من السماء واغفر خطيتهم وابرئ ارضهم }(2اخ7 : 14) . {فانواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد. وانواع خدم موجودة ولكن الرب واحد. وانواع اعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل.ولكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة. فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولاخر كلام علم بحسب الروح الواحد.ولاخر ايمان بالروح الواحد ولاخر مواهب شفاء بالروح الواحد.ولاخر عمل قوات ولاخر نبوة ولاخر تمييز الارواح ولاخر انواع السنة ولاخر ترجمة السنة.ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء} 1كو 4:12-11 + شمولية مجالات الخدمة .. الخادم الامين تشمل خدمته الجميع دون تمييز حتى غير المؤمنين والأعداء {إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه}(لو 12: 20). لذلك ضرب لنا السيد المسيح مثل السامري الصالح (لو 10: 30-37). الخادم محب للجميع. ومن يضعه الله في طريقه هو موضوع خدمته. وهكذا فالمؤمن الحقيقي لا يعرف في خدمته التعصُّب أو الطائفية ، وأحشاؤه تفيض بالرحمة على الكل خاصة مَن يحتاجون الخدمة. خدمته متجرِّدة تتجاوز الذات، تتميز بعفة اللسان واليد والقلب والسلوك ، خدمته لا تنتظر المقابل . عملاً بالوصية { وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا.وان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم فان الخطاة ايضا يحبون الذين يحبونهم. واذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم فان الخطاة ايضا يفعلون هكذا. وان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم فان الخطاة ايضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل. بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار. فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم}. (لو 6: 31-36). والخادم يجب ان يخدم أهله وذويه ومعلِّمنا بولس الرسول يُشدِّد على خدمة المسيحي لبيته {وإن كان أحد لا يعتني بخاصته، ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان، وهو شرٌّ من غير المؤمن }(1تي 5 : 8) ، لأن نجاح الخادم في خدمة بيته يُساند خدمته خارج البيت. ولكن لا ينحصرابدا في أهله بل ينطلق من النجاح الداخلى الى مجالات الخدمة الكنيسة سواء خدمة الكلمة بالوعظ والتعليم والافتقاد والاهتمام بالحالات الخاصة والمحتاجين للطعام والشراب والملبس والغرباء والمرضى والسجناء وذويهم والذين يعانون الاضطهاد وضعف الأيمان وزيارة المرضى وبيوت المسنين . اننا فى كل هذا نحتاج للكثير من الخدام والخادمات حقاً قال السيد الرب ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاصلوا واطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة لحصاده وشاركوا في الخدمة على قدر طاقة كل واحد وواحدة منكم {ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره }(مت 10 : 42). تمتد الخدمة لتشمل التعامل فى الدراسة والعمل والمجتمع انها مجالات مفتوحة لخدمة الآخرين والتأثير فيهم مسيحياً بالمعاملة الطيبة ،ومساعدة الغير ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، ومحبة الجيران وخدمتهم والوقوف إلى جانبهم في الشدائد، وإظهار المودة والتعاون مع زملاء الدراسة، والعمل سواء مسيحيين او غير مسيحيين، من كل هذه الفئات فهذه كرازة بالقدوة والمثال والايمان الحي العامل بالمحبة أن المسيح خدم الخلاص من خلال التعليم والشفاء والعمل الاجتماعي ثم قدِّم نفسه ذبيحة عن حياة العالم كله . الخدمة والمسؤلية ... الله يريد ان الكل يخصلون والى معرفة الحق يقبلون . ان كل نفس هى غالية وثمينة لدى الله وقد فداها بدمه على عود الصليب والخادم مسئول أمام الله والكنيسة عن مخدوميه وقيادتهم للخلاص {هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السماوات ان يهلك احد هؤلاء الصغار} (مت 18 : 14). هكذا راينا القديس بولس الرسول قرب نهاية خدمة فى يستدعى الرعاة ويقدم لهم تقرير خدمته { من ميليتس ارسل الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان. اخدم الرب بكل تواضع و دموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود. كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح. والان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك. غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا وشدائد تنتظرني. ولكنني لست احتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله} أع 17:20-24.الخادم يسعى لكى ينمو كل أحد لكى يكون انساناً كاملاً فى المسيح { الذي ننادي به منذرين كل انسان ومعلمين كل انسان بكل حكمة لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع }(كو1 : 28). انه يصلى من أجل خلاص الجميع { اما انا فصلاة} (مز 109 : 4). وينادى { ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه } (مز 34 : 8). انه يسعى ليريح التعابى وثقيلى الأحمال ويقودهم لعشرة صادقة ومحبة حقيقية لله لاسيما فى الظروف الصعبة التى يعانى ويئن تحت ثقلها الكثيرين{ تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم.احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم.لان نيري هين وحملي خفيف} مت 28:11-30. القمص أفرايم الأنبا بيشوي
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل