المقالات

15 مايو 2023

زمن القيامة هو تجديد لقوة القيامة

كانت المعركة الحقيقية بين أمرَين، بين تمرُّد وعصيان قاده إبليس ضد اللَّه وانضم إليه آدم مخدوعًا مضَلَّلاً؛ وبين طاعة كاملة باِسم البشرية قدمها السيد المسيح على الصليب.معركة طرفاها التمرُّد والطاعة. وكانت الطاعة هي راية الصليب، وكان التمُرد هو عصيان إبليس. وهناك كانت المعركة الحقيقية؛ وكانت الطاعة للآب هي نهاية المَلحمة، وصرخ السيد المسيح بصوت عظيم: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي» (لو23: 46).مَلَك إبليس على البشر بالموت، أمّا السيد المسيح فقد قال: «أنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ» (يو11: 25)، وقد تَحوَّل الموت إلى شهوة في قلوب القديسين؛ لأنه وسيلة يتحرّرون بها من مُضايقات الجسد وجهادات هذا الزمان الحاضر؛ لكي يفوزوا بقيامة الأبرار في إعلان ملكوت السموات. فنحيا في فرح الرجاء؛ يثبُت المسيح فينا ونحن فيه، نحمل سلاح اللَّه الكامل متسلحين ضد كل حروب إبليس ساهرين، متيقظين، مجاهدين، متسلحين بقوة الروح القدس الساكن فينا، تائبين عن كل خطيةمغتسلين بدم الحمل.نحيا في شركة الحياة الروحية مع المسيح حياتنا؛ لأنه أعطانا حياته لنحيا بها؛ بهذا نحيا شاهدين للقيامة. نحيا في فرح لا يُعَبَّر عنه، نحيا في الإيمان من جيل إلى جيل.أُقيم لأجل تبريرناذَكَر معلِّمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية: أن السيد المسيح «أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (رو4: 25)... مات لأجل خطايانا، دفع ثمن الخطية بالصليب، وأُقيم لأجل تبريرنا؛ لأن في القيامة نتبرر... في القيامة تتأكد حياة القداسة ونتذوق حلاوة الملكوت، لأن القيامة هي التحرر من سلطان الخطية، فهو أُقيم لأجل تبريرنا؛ لأن القيامة هي الحرية من الخطية فبعدما دفع السيد المسيح ثمن خطايانا صارت البشرية في شخصه متحرّرة من لعنة الخطية، وكما كتب بولس الرسول يقول «أَنْتُمْ أَيْضاً قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ» (رو7: 4) لأنه «إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا» (2كو 5: 14).. وبعد أن مات الجميع... ماتوا عن الخطية وقد أخذَت الخطية قصاصها العادل، لأن الخطية هي موت. فالموت ظل متسلِّطًا زمانًا طويلاً (أخذ مداه) وها قد انتهى أمره بموت المسيح عن الجميع، فأصبح من حق أولئك الذين ماتوا بسبب الخطية أن يتحرروا من الموت في المسيح، وعن ذلك قال بولس الرسول: «وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أف2: 6).أصبحنا نعيش غرباء على الأرض. لأن السيد المسيح أصعد باكورتنا إلى السماء وأصبحنا بالولادة الجديدة مولودين من فوق ولنا نسب جديد للسماء وليس للأرض. وأصبحَت الأرض لنا موضع غربة. واتحادنا بالسيد المسيح القائم من الأموات يجعل فكرنا سماويًا.. نعيش حياة النصرة، ونعيش بفكر سماوي، وننشغل بالسماويات. متحررين من كل رباطات المادة والجسد؛ لكي نحيا حياة بفكر سمائى ونحن هنا على الأرض. نسلك في النور ونحب البر لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ» (1يو2: 29). مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
16 يونيو 2023

مائة درس وعظة ( ١٨ )

الشهادة للمسيح كيف تشهد للمسيح في حياتك فتشوا الكتب لانكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية ، وهي التي تشهد لی » ( يوحنا ٥: ٣٩ ) . أولا : نماذج للشهادة :- ١- يوحنا المعمدان : كانت رسالته أن يشهد للمسيح له المجد : « هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العـالـما ، ( يو ١ : ٢٩ ) وكـان يـشـيـر إلى الصليب ، باتضاعه شهد للمسيح ، الذي لست أهلا أن أنحنى وأحل سـيور حذائه ، ( مر ١: ٧ ) . ۲- شهادة الأعمال ( أعمال السيد المسيح ذاته ) : نصف السيد المسيح بالـعـجـيب والفريد والوحيد .عجيب : في أعماله ومعجزاته - فريد : في تعـاليـمـه ( الأمـثـال واللقاءات ) . - وحيدة في صفاته التي لا نجدها في أي شخص آخر على الأرض . ٣- شهادة الآب السماوي : أول موقف في المعمودية ، هذا هو ابني الحـبـيب الذي به سـررت ( مت ٣ : ١٧ ) . الموقف الثاني في التجلي « هذا هو ابني الحبيب له استعراء ( لو ٩ : ٣٥ ) وبالإجماع عظيم هو سر التـقـوى الله ظهر في الجسد ، تبرر في الروح تراءى لملائكة ، كرز به بين الأمم ، أومن به في العالم ، رفع في المجد ، ( اتی ٣ : ١٦ ) . ٤- الكتاب المقدس يشهد للسيد المسيح أنبياء العهد القديم تنبأوا عن السيد المسيح واعماله بالجسد وفي قرائك للكتاب المقدس ضع هذا المبدأ أمامك أنك تبحث عن الكلمة ( اللوغوس ) بين الكلمات . ثانياً : كيف تشهد للمسيح ؟ ١- أمانة الفكر الفكر هو مـؤشـر لحياتك ، اشغل فكرك بالصلاة الدائمة . ۲- حكمة الكلام : « ليكن كلامكم كل حين بنعمة ، مصلحاً بملح » ( كو ٤ : ٦ ) . إذا فقد الإنسان هذه الحكمة فمن الممكن ان يقع في مشاكل كثيرة .اطلب كل يوم أن يعطيك الله قلبـاً فهيماً مثلما طلب سليمان الحكيم. ۳- محبة في أعـمـالك اصنع كل أعمالك بمحبة ، تستطيع أن تغير كل من حولك بالمحبة ، لأن المحبة هي الله. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
12 يوليو 2023

نواحی التشابه بين القديس بطرس والقديس بولس

كل منهما كان يهودياً وقد ذكر بولس الرسول إنه يهودى، من سبط بنيامين (في٥:٣). وإن كان بطرس الرسول لم يذكر الكتاب من أي سبط هو .كل منهما دعاه الرب بطرس كان يصيد السمك مع أخيه اندراوس عند بحر الجليل فقال لهما الرب هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه (مت٤: ۱۸- ۲۰) وبولس دعاه الرب في طريق دمشق ، إذ أبرق حوله نور من السماء . فسقط على الأرض" (أع٩: ١- ٤) ودعاه الرب ، مرسلاً إياه أولاً إلى حنانيا الدمشقي وكما دعاه ربنا يسوع المسيح ، دعاه الروح القدس أيضاً. وقـال "افرزوا لی برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع١٣: ٢) . وكذلك دعـاه الله الآب أيضاً. وفي ذلك قال القديس بولـس الرسول "لما سر الله الذي افرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم، للوقت لم استشر لحماً ودماً، ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي" (غـل١: ١٥ -١٧).وهكذا نرى أن القديس بولس الرسول دعى من الأقانيم الثلاثة كل منهم على حده . وإن كان القديسان بطرس وبولس قد تشابها في أن كلا منهما قد دعى من الله إلا أن أسلوب الدعوة اختلف. وكذلك مرات الدعوة كل منهما غير الرب إسمه بطرس كان إسمه سمعان بن يونا (يو ٢١: ١٥) . وقد أطلق الرب عليه إسم بطرس (مت١٦: ۱۷، ۱۸) . وشاول : تغير إسمه إلى بولس . في بدء دعوتـه نـاداه الـرب باسـم شـاول (أع٩: ٤) . وفي أثنـاء كرازتـه دعـاه بـاسـم بـولـس (أع٢٣: ۱۱) كل منهما حل عليه الروح القدس. وكل منهما تكلم بألسنة واضح أن بطرس الرسول تكلم بالسنة في يوم الخمسين، إذ حل روح الرب عليه. وبولس الرسـول قـال في رسالته إلـى أهـل كورنثوس "اشكر الله أني أتكلم بألسنة أكثر من جميعكم" (1كو١٤: ۱۸) وقيل في قصة عليم الساحر "وأمـا شـاول الذي هو بولس أيضاً، فامتلأ من الروح القدس وشخص إليه وقال له.." (أع١٣: ٩) وكل منهما كان له سلطان أن يمنح الروح القدس فقيـل عـن بطرس ويوحنـا، أن الرسـل الذيـن فـي أورشليم، أرسلوهما إلى السامرة لما آمنت "حينئذ وضعا الأيادى عليهم، فقبلوا الروح القدس" (أع٨: ۱۷) . كما قيل عن بولس الرسول إنه بعد عماد أهل أفسس "لما وضـع بولس يديه عليهم، حـل الـروح القـدس فطفقـوا يتكلمـون بلغـات ويتنبأون" (أع١٩: ٥، ٦) وكل منهما صنع آيات وقوات وعجائب قيل عن بطرس الرسول "كانوا يحملون المرضى خارجاً في الشوارع، ويضعونهم على فرش وأسرة. حتى إذا جاء بطرس، يخيم ولو ظله على أحد منهم . واجتمع جمهور المدن المحيطة إلـى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة، وكانوا يبرأون جميعهم" (أع٥: ١٥، ١٦) .وقيل عن القديس بولس الرسـول "وكـان اللـه يصنع علـى يـدى بولس قوات غير معتادة. حتـى كـان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى. فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشريرة منهم" (أع١٩: ۱۱، ۱۲) وكل منهما أقام ميتاً بطرس الرسول أقام من الموت تلميذة إسمها طابيثا، وترجمـة إسمها غزالة صلى ثم التفت إلى جسدها وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينها فناولها يده وأقامها وأحضرها حيـة (أع ٣٦:٩-٤١).وبولس الرسول أقام من الموت شاباً يدعـى أفتيخـوس، كـان قـد غلبه النوم" فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل، وحمل ميتاً. فأقامـه بولس من الموت "وأتـوا بـالفتى حيـاً، وتعزوا تعزيـة ليست بقليلـة" (أع٢٠: ۷- ۱۲) كل منهما كان شعلة من النشاط والغيرة المقدسة والعمـل الكرازي . كل منهما بشر وعلم، وبذل جهده في الخدمة منذ يوم الخمسين، كان بطرس يعلم ويكرز، ويشهد لقيامة السيد المسيح، في الهيكل وفي غير الهيكل. بشر في أورشليم، وفي لـده وفي يافا (أع٩: ۲۲، ۳۱). ومن يافا انتقل إلى قيصريـة حيـث قـام بوعظ وعماد كرنيليوس والذين معه (أع١٠) وأيضاً بشر اليهـود الذين في الشتات، وأرسل إليهم رسالة "إلى المتغربيـن مـن شـتات بنطس وغلاطية وكبادوكية وآسيا وبيثينية" (۱بط۱: ۱) . أما القديس بولس الرسول ، فقـد تعـب أكثر من جميع الرسل (1كو١٥: ١٠) لذلك سنفرد له باباً خاصاً كل منهما كان جريئاً وشجاعاً في كرازته يكفي بالنسبة إلى بطرس الرسول أنه أصر على كرازته، ولـم يعبأ بتهديد اليهود، بل قال عبارته المشهورة "ينبغي أن يطاع اللـه أكثر من الناس" (أع ه: ١٩) بل وبخ اليهود قائلاً "إله ابراهيم واسحق ويعقوب إله آبائنا، مجد فتاه يسوع الذي اسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجـه بيلاطس وهـو حاكم بإطلاقه، ولكن أنتم أنكرتـم القـدوس البار، وطلبتم أن يوهـب لكم رجل قاتل! ورئيس الحياة قتلتموه" (أع٣: ١٣- ١٥) والقديس بولس الرسول كان جريئاً جداً أمام الحكام يكفي أن فيلكس الوالي ارتعد أمامه وهو أسير لما تكلم عن البر والدينونة والتعفف (أع٢٤: ٢٥)ولمـا وقـف أمـام أغريبـاس الملك - في محاكمته قـال لـه فـي جـرأة "أتؤمـن أيـهـا الملـك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن" فأجابه الملك أغريباس قائلاً "بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً" . فقال القديس بولس "كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير، ليس أنـت فقط، بل أيضاً جميع الذين يسمعونني اليوم، يصيرون هكذا كما أنا ما خلا هذه القيود" (أع٢٦: .٢٧-٢٩) ومن جرأة القديس بولس أنهم لما مدوه للسياط ليجلدوه، قال لهـم "أيجوز لكم أن تجلـدوا إنساناً رومانياً غير مقضى عليـه؟!". فلمـا سمع الأمير، اختشى لما علم أنه روماني وأنه قيـده "وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه" (أع٢٢: ٢٥- ٢٩) . ومن جرأة القديس بولس أنه لما أراد الوالي فستوس أن يسلمه لليهود ليقتلوه ، قال "أنا واقف لدى كرسي ولاية قيصر حيث ينبغي أن أحاكم لأني إن كنت أثماً، أو صنعت شيئاً يستحق الموت، فلست أستعفى من الموت. ولكن إن لم يكن هناك شئ ممـا يشتكى على به هؤلاء. فليس أحد يستطيع أن يسلمني لهـم. إلى قيصـر أنـا رافع دعوای" . فحينئذ أجابـه فسـتوس الوالي "إلى قيصر رفعت دعواك.إلى قيصر تذهب" (أع٢٥: ۱۰- ۱۲) وكان كل من القديسين بطرس وبولس حازماً في معاقبـة الخطاة نلمس هذا في معاقبة القديس بطرس لحنانيا وسفيرا لما اختلسا من المال، وكذبا على الروح القدس. فقال لحنانيـا "أنـت لـم تـكـذب على الناس بل على الله" (أع٥: ٤). فوقع حنانيا ميتاً. ولما كـررت زوجته سفيره نفس الكذب، قال لها القديس بطرس "مـا بالكمـا قـد اتفقتما على تجربة روح الرب؟! هوذا أرجـل الذين دفنـوا رجلك على الباب، وسيحملونك خارجاً فوقعت في الحال ميتة" (أع٥: ٩) وكـان هـذا الحـزم لازمـاً، حتى لا تبـدأ الكنيسـة بالتسـيب واللامبالاة. لذلك قيل بعد ذلك "فصـار خـوف عظيم على جميع الكنيسة، وعلى جميع الذين سمعوا بذلك" (أع٥: ١١) . كما تدل هذه العقوبة على مقدار السلطان الذي منحـه اللـه لـهـذا الرسول القديس مثال آخر هو موقف القديس بطرس من سيمون الساحر هذا الذي تعجب من أنه بوضع أيدى الرسل ينال الروح القدس، فقدم دراهم لكي ينال نفس الموهبة ! فقال له القديس بطرس في حزم وسلطان "لتكن فضتك معك للهلاك، لأنك ظننت أن تقتنى موهبة الله بدراهم تب عن شرك هذا، واطلب إلى الله عسى أن يغفر لك فكر قلبـك لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم" (أع٨: ۱۸- ۲۳) وبكل حزم تصرف بولس الرسول أيضاً مع خاطئ كورنثوس .هذا الذي وقع في الزنا بالمحرمات (مع إمرأة أبيه) . فلما سمع بولس الرسول بذلك، أرسل إليهم قائلاً "كأني غائب بالجسد، ولكـن حاضر بالروح، قد حكمت أن يسلم مثـل هـذا للشيطان، لإهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب" ووبـخ الشعب وقال لهـم "اعزلوا الخبيث من وسطكم" (١كوه: ٥، ١٣). وكان لهذا الحـزم تأثيره في توبة ذلك الخاطئ، وفي الغيرة المقدسة للشعب مثال آخر لحزم القديس بولس ، وهو موقفه من عليم الساحر. (وكان إسمه يترجم بعليم الساحر) . فامتلأ بولس الرسول مـن الـروح القدس، وانتهـر ذلك الساحر وقـال لـه "والآن هوذا يـد الـرب عليـك . فتكون أعمـى لا تبصـر الشمس إلى حين" (أع١٣: ٦- ١١) "فللحـال سـقط عليـه ضبـاب وظلمة، فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده" . هذا الحادث يدل أيضاً على السلطان الذي وهبـه اللـه لـهـذا الرسول القديس . فكان كما قال ومع كل هذا كان هذان الرسولان القديسان متواضعين .في بدء دعوة الرب لبطرس، في معجزة صيد السمك، نقرأ أنه بعد المعجزة خر عند ركبتي الرب قائلاً "اخرج يارب مـن سـفينتي، فإني رجل خاطئ" (لوه: ۸) . كما يعلمنا التقليد أنه في استشهاده مصلوباً، طلب أن يصلب منكس الرأس، لإحساسه بخطاياه، ولا يصلب كالرب وبولس الرسول على الرغم مـن كـل جـهـاده في الكرازة، وعلى الرغم من معجزاته الكثيرة، نراه يكتب إلى تلميذه تيموثاوس ويقـول "أنـا الـذي كنت قبـلاً مجدفـاً ومضطهـداً ومفتريـاً. ولكننـي رحمت لأني فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان" (۱تی۱: ۱۳). ويقول في رسالته الأولى إلى كورنثوس عن ظهورات الرب "وآخر الكـل، كأنه للسقط ظهر لي أنا، لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلاً أن أدعى رسولاً، لأنى أضطهدت كنيسة الله" (١كو١٥: ۸، ۹) والأمثلة والأدلة على اتضاع هذين الرسولين العظيمين كثيرة جداً، وليس مجالها في هذه النبذة المختصرة كل منهما تعرض لاضطهادات كثيرة القديس بطرس اضطهد مع باقي الرسل في بدء المسيحية. وقـام ضدهم الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيـون (أع٤: ١). وقبضـوا عليهم ثم أطلقوهم. تشاوروا على قتلهم لولا تدخل غمـالائيل معلم الناموس (أع ه: ٣٢- ٤٠) فجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ثم أطلقوهم "وأما هـم فذهبوا فرحيـن مـن أمـام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل إسمه" (أع٥: ٤١) . وكما احتمل القديس بطرس الجلد لأجل المسيح، هكذا سجن أيضاً فقبض عليه هيرودس ليرضى اليهود "ووضعه في السجن مسلماً إياه إلى أربعة أرابع من العسكر ليحرسـوه، ناوياً أن يقدمـه بعـد الفصح إلى الشعب" (أع١٢: ٣- ٤) . ولكـن مـلاك الرب أنقذ بطرس من السجن فـي تلـك الليلـة،وأخرجه منه أمـا بولس فمـا أكثر الإضطهادات التي حلت عليه هو وكـل شركائه في الخدمة وقد قال في ذلك "في كل شئ نظهر أنفسنا كخدام لله، في صـبر كثير، في شدائد في ضرورات في ضيقات، في ضربات في سجون في اضطرابات، في أتعاب، في أسهار في أصوام" (٢كو٦: ٤، ٥). "مكتئبين في كل شئ، لكن غير متضايقين متحـيرين لكن غير يائسين مضطهدين لكن غير متروكين مطروحـيـن لكـن غـير هالكين حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لأننا نحـن الأحياء نسلم دائماً للموت" (٢کو ٤: ٨- ۱۱) .وقد شرح فی (۲کو۱۱) ملخصاً لآلامه فقال : "في الأتعاب أكثر. في الضربات أوفر. في السجون أكثر. في الميتات مراراً كثيرة. من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضربت بالعصي. مرة رجمـت ثـلاث مرات أنكسرت بي السفينة. ليلاً ونهاراً قضيت في العمـق. بأسفار مراراً كثيرة. بأخطـار سيول. بأخطـار لصوص. بأخطـار مـن جنسـى. بأخطار من الأمم. بأخطار في المدينة. بأخطار في البرية. بأخطـار في البحر. بأخطار من إخوة كذبة. في تعب وكد. في أسهار مـراراً كثيرة. في جوع وعطش. فـي أصـوام مراراً كثيرة. فـي بـرد وعرى".وكل من القديسين بطرس وبولس نال إكليل الشهادة . كل منهما أنهى حياته شهيداً سنة ٦٧م على يد نيرون قيصر. القديس بطرس الرسول استشهد مصلوباً منكساً. والقديس بولس الرسول قطعت رأسه بالسيف . قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن سلسلة نــبذات القديسان بطرس وبولس في عيد الرسل الذي هو عيدهما
المزيد
27 ديسمبر 2023

لتكن سنة مقبولة

يحدثنا الكتاب عن الرب يسوع الذي أتي ليكرز بسنة الرب المقبولة وأكرز بسنة الرب المقبولة» (لوقا ٤ :١٩)، ويقول: «روح الرب على، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية (لوقا ١٨:٤) إن هذه السنة المقبولة هي سنة اليوبيل التي تحدث عنها سفر اللاوبين في الإصحاح الخامس والعشرين وقال" وتعد لك سبعة سبوت سنين، سبع سنين سبع مرات. فتكونُ لَكَ أَيَّامُ السبعة السبوت السنوية تسعًا وأربعين سنة. ثُمَّ تُعبر بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر. في يوم الكفارة تعبرون البوق في جميع أرضكم. وتقدسون السنة الخمسين، وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلا، وترجعون كل إلى ملكه، وتعودون كل إلى عشيرته يوبيلا تكون لكُم السنة الخمسون لا تزرعها ولا تحصدوا زريعها، ولا تقطفوا كرمها المحول. إنها يوبيل، مُقَدَّسَةً تَكون لَكُمْ. من الحقل تأكلون غلتها" ( لاويين ٢٥: ٨-١٢).أتي الرب ليجعل سني كل من يؤمن به سنة مقبولة تثبت له بملامح متعددة، عندما نتأملها ندرك مدى عمق كلمة الله وكمال النبوات. إن سنة الرب المقبولة تنبأ عنها سفر اللاويين هي السنة الخمسون بعد مرور سبعة أسابيع سبع مرات أي ٤٩ سنة، والسنة الخمسون هي سنة اليوبيل يعلن عنها من يوم الكفارة العظيم الذي هو يوم التوبة العامة يُقدم نيسان أحدهما عن خطايا رئيس الكهنة والكهنة، والآخر عن الشعب في خطاياه العامة، حيث تعرض الشعب لخطايا عامة مثل عبادة العجل الذهبي والسقوط، وعمل الحية النحاسية في البرية كان إعلان سنة اليوبيل في يوم الكفارة العظيم بمثابة دعوة عامة رعاة ورعية، للتوبة. في يوم الإعلان كان يُبوق بالبوق وهو علامة الفرح، إذ يفرحون بتذكار عمل الرب العظيم الذي أنقذهم من العبودية واعتنى بهم في أرض سيناء أربعين سنة إلى إن دخلوا أرض الموعد، فهي سنة فرح باختبار عمل الرب في حياتهم سنة اليوبيل كان يعلن بها للتحرّر والفكاك، فيتحرّر العبيد، ويرجع كل عقار إلى صاحبه من السبط الآخر، فهي سنة حرية من العبودية وحرية الممتلكات لترجع إلى صاحبها الأصلي. ومع كل هذا هي سنة الإيمان حيث أن الحياة في هذه السنة تعتمد على الإيمان، لأن اليوم السادس من السنة السادسة كان الشعب يعيش من حصاد ثماره في السنة السابعة لأن الأرض لم تكن تزرع فكانت ثمرة العام الثامن والأربعون يعيشون عليه العام الثامن والأربعين والتاسع والأربعين وكذلك الخمسين، تماما كما كان يحدث في المن والسلوي. ما يجمعونه يوم الجمعة يكون لطعام يومي الجمعة والسبت، ولو لم يكن الإيمان يملأ القلوب لما كانوا يستمتعون ببركة هذه الأرض. لذلك كانت سنة الرب المقبولة التي أعلنها ربنا يسوع المسيح لنا هي سنة توبة / فرح / حرية / إيمان، وهذا هو إيماننا الذي نعيش به في استحقاقات دم المسيح والذي يتضح في عمل المعمودية المقدسة من الماء والروح وتستمتع ببركة سنة الرب المقبولة.عزيزي ليكن العام الجديد عام توبة وفرح، عام تحرر كل ما يغضب الرب عام إيمان. نيافة الحبر الجليل الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا
المزيد
25 يونيو 2023

اجعلوا الشجر جيد والثمرة جيدة

يحكي لنا إنجيل هذا الصباح المبارك معجزة من معجزات ربنا يسوع المسيح التي أظهر بها قدرته وقوته وسلطانه على مملكة عدو الخير إنجيل معلمنا متى يعلن مملكة الله في كل المجالات أتوا إليه بإنسان سيطر عليه الشيطان في كل الأمور﴿ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه ﴾( مت 12 : 22 ) إنسان سيطر عليه عدو الخير وعلى كل حواسه وهذا ما يفعله عندما يملك على الإنسان يجعله أعمى فلا يرى الأمور الغير مرئية ولا يرى الأبدية ولا السماويات يصاب بالعمى الروحي لا يرى الله أيضاً يجعله مجنون أي مختل العقل عقله غير متزن الذي يسيطر عليه عدو الخير تصير أفكاره غير متزنة يبيع الغالي بالرخيص ويجعله أيضاً أخرس أي إنسان لا ينطق الذي يسيطر عليه عدو الخير لا يعرف كيف يقول ولو كلمات قليلة مع الله لا يعرف كيف يسبح مثلما يقول المزمور ﴿ ليس الأموات يباركونك يارب ﴾ ( مز 115 : 17) عندما أتى هذا الرجل لربنا يسوع شفاه فبدأ يتكلم ويبصر واتزن عقله فدهش الجميع وقالوا﴿ ألعل هذا هو ابن داود ﴾ ( مت 12 : 23 ) هناك فئات من الأشخاص هناك من يرى المعجزة فيفرح بالله ويشكره ويسجد لعظمته وهناك آخرين مثل الفريسيين يقولون ﴿ هذا لا يُخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين ﴾ ( مت 12 : 24 ) هنا بدأ ربنا يسوع يتكلم مع الفريسيين وقال كيف ؟ لأن كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب لماذا تكون نظرتكم للأمور بها عدم تصديق وعدم إيمان ؟ فأنا عندما أخرج الشياطين فهذا معناه أن مملكتي أقوى وإني أخرج الشياطين بإصبع الله أو بروح الله أو بعمل الله من هنا قال لهم أنا أرى أنكم أناس تجدفون على الروح القدس أي تنكرون عمله وترفضوه وكل تجديف يغفر إلا التجديف على الروح القدس رفضكم لعمل روح الله الدائم وإصراركم على ذلك لن يغفر لكم كل الخطايا تغفر إلا رفضك لسلطان الله وعمله لا يغفر ثم في النهاية قال لهم إن أردتم أن تعرفوا أصل الحكاية من أين سأقول لكم إن أصل هذا الأمر من داخلكم ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً أو إجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً ﴾( مت 12 : 33 ) شكل الشجرة التي لكم جيدة لكن الثمر ردئ يا ليت الشجرة التي لكم يكون شكلها ردئ وثمرها ردئ لكنكم تناقضون أنفسكم وتقيمون أنفسكم أصحاب سلطان وتقيمون أنفسكم أصحاب مبادئ أعلى من مبادئي أنا أنا سأقول لكم ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً أو إجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً لأن من الثمر تعرف الشجرة ﴾ ولتروا أنتم ماذا تقولون ما تقولوه يعلن أن الشجرة داخلكم ثمرها ردئ قد يكون لكم شكل جيد أمام الناس لكني أقول إن أردنا أن نعرفكم جيداً نعرفكم من الثمر ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ حقيقةً هذه كلمة نريد اليوم أن نأخذها لأنفسنا إسأل نفسك ما هو ثمر شجرتك ؟ ما هو الثمر في حياتك ؟ عندما يقول الكتاب أن ثمر الروح هو ﴿ محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ﴾ ( غل 5 : 22 – 23 ) عندما أبحث عن هذا الثمر في حياتي وما هو مقداره هذا الثمر يعرفني الشجرة التي لي وما هي أخبارها من الداخل هل تريد أن تعرف شجرتك ؟ إبحث عن ثمرها تعال إختبر إنسان في المحبة تعال إختبر إنسان في كرامته وجِّه لإنسان نقد أو لوم ولترى ما هي مشاعره تعال نختبر محبتنا التي بلا مقابل هل هي محبة حقيقية أم لا ؟ نراها من الثمر هل تريد أن ترى ثمرك ؟ لترى أصل شجرتك ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ حقيقةً نحن الثمر فينا ضعيف جداً نختبر أنفسنا على مستوى الخارج نجد أنفسنا جيدين جداً نعرف الله ونقرأ الإنجيل ونحفظ الآيات يقول من يكمل هذه الآية ﴿ ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله ﴾ ؟ نجد الناس كلها تقول بفم واحد ﴿ وخسر نفسه ﴾( مت 16 : 26 ) كلنا نحفظها لكن من منا يعمل بها ومن منا يأخذها موضع تنفيذ ؟ من يضع أمامه أنه لو ربح العالم كله وخسر نفسه ماذا يستفيد ؟ نختبر الناس في آية أخرى قل من يكمل هذه الآية﴿ لا تحبوا العالم ﴾ ؟ تجدهم يجيبون ﴿ ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15)﴿ العالم يمضي وشهوته ﴾ ( 1يو 2 : 17) ﴿ الذي يصنع مشيئة الله ﴾ يجيبون ﴿ فيثبت إلى الأبد ﴾ جيد لكن هل تفعل بها ؟ هل تخسر العالم كله لتربح نفسك ؟ هل تعمل بأن هيئة العالم تزول ويعمل داخلك ثمر حقيقي لهذا الكلام أنك إنسان محب للبذل والعطاء وتشتاق أن تنقل مقتنياتك للسماء ؟ هل أنت زاهد في مقتنيات العالم أم هذه الأمور موضع شهوة وصراع وقد تخسر أعز أصحابك وإخوتك من أجل شبر أرض ؟ حقيقةً يا أحبائي ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ صراع في الإنسان من داخل ومن خارج يحسمه عمل نعمة الله كلما إقترب الإنسان من نعمة الله كلما وجدت أن خارجه مثل داخله وداخله مثل خارجه لا يوجد به إنقسام يحكى عن القديس يحنس القصير أنه في أحد الأيام كان جالس يعلم أولاده ومر أحد الأشخاص فوجد كثيرون يلتفون حوله فغار منه وقال له كلام جارح جداً قال له أنت تجمع كثيرين حولك بغش وخداع مثل الساحر الذي يجمع الناس حوله بسحره أنت مثل إمرأة بطالة تجمع حولها كثيرين قيل أن القديس يحنس القصير أجابه إجابة عجيبة جداً قال له﴿ أنت قد رأيت الخارج فماذا كنت تقول لو رأيت الداخل ؟ ﴾أي هذا ما تراه خارجاً أما الداخل فأردأ من ذلك بكثير فإغتاظ تلاميذه جداً لأنه كيف يهان معلمهم وأرادوا أن يثأروا له فقالوا له لماذا لم ترد عليه بمثل كلامه ؟ لماذا سكت عنه ؟ ثم سأله أحدهم لن أسألك لماذا صمت لكني أسأل سؤال ليتك تجيبني عليه بأمانة نحن رأيناك هادئاً وأنت تهان فهل كنت من داخلك هادئ أيضاً أم كنت مختلف عن هدوء الخارج ؟ فقال لهم القديس ماذا رأيتم من الخارج ؟ قالوا هدوء أجابهم ﴿ كما رأيتم الخارج هكذا الداخل أيضاً ﴾﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ لذلك نسأل ما هي الفضائل ؟ من أين أتت كلمة * فضائل * ؟ فضائل أي شئ يفضل عن شئ فضيلة معناها إني إمتلأت محبة من داخلي ففاضت من داخلي وبدأت تظهر في الخارج فصارت سلوكياتي بمحبة إنسان يلهج في ناموس الله ليلاً ونهاراً فصار كلامه كله كلام مملح كلام إلهي من الإنجيل ﴿ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي ﴾ ( مز 119 : 105) من أين ؟ من شبع داخلي ففاض من الخارج إبدأ من الداخل وانتهي بالخارج من هنا كلم رب المجد يسوع الفريسيين ونحن أيضاً لأننا لسنا أفضل منهم كثيراً ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ راقب شجرتك جيداً الشجرة من الداخل أدخل أعماقها واكتشف أمراضها واسأل نفسك لماذا لو كان بها ثمر يكون ثمرها خارجي لكن من الداخل ليس له جذور ؟ وقفة الصلاة هل لها لذة هل لها وقت لها عشرة مع الله ؟ هل عندما تقف لتتكلم مع الله تجد كلام يخرج من داخلك بتدفق ؟ هل تحب أن تقف مع الله كثيراً ؟ هل أنت بك محبة حقيقية تجاه كلمة الله وتتلذذ بكلامه ؟ هل لك ثمار تليق بالتوبة ؟ هل أنت بالفعل كما يقول سفر النشيد ﴿ قد دخلت جنتي يا أختي العروس قطفت مري مع طيبي ﴾ ( نش 5 : 1) ؟ هل يدخل الله جنة نفسي ليرى الثمر ؟ هل سيجد ثمر أم لا ؟ هو يريد أن يرى داخلي ثمر بر ثمر فضيلة حقيقي ويجد به لذة شهي لنفسه يشبع ويغذي﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ ركز على الداخل الإنسان لا يسقط إلا من داخله أولاً لا يسقط في شهوة أو عدوانية أو غضب إلا لو سقط من الداخل أولاً وإن أراد أن يقوم لن يقوم إلا من داخل نفسه أولاً من هنا راقب الشجرة ماذا تحتاج ولنرى لماذا ليس بها ثمر وإن كان بها ثمر نجده ضعيف معرض للسلب والنهب لنرى الشجرة ماذا بها وأي مرض إعتراها . ماذا تحتاج الشجرة ؟ تحتاج تربة جيدة تحتاج ماء للري تحتاج متابعة دائمة 1- التربة المناسبة :- ما هي التربة ؟ هي الوسط المحيط الذي تعيش فيه لابد أن أختار لنفسي تربة جيدة وأنقي نفسي يوجد فكر يعادي فكر الله فليس هناك داعي أن أجلس أمام التليفزيون ووسائل الإعلام وألوث فكري وأجعل التربة التي أعيش فيها تتشبع بأمور رديئة لأنها لو تشبعت بأمور رديئة ستدخل هذه الأمور للشجرة لأن الشجرة تتغذى من التربة قد يقول شخص أنا مجرد إني أتسلى أقول لك أنت مثل الجذر داخل التربة دون أن تشعر تدخل هذه الأمور دون أن تشعر داخلك وداخل قلبك وفكرك وتجد أفكار عالمية وأفكار دنس وملوثة أين الثمر ؟ وبدلاً من أن تجد ثمر جيد ستجد ثمر ردئ من أين ؟ من التربة قد يقلد إنسان أشخاص مضرين ومعثرين له ولا يأخذ موقف هذه تربة التربة أو الوسط المحيط يقال عن بني إسرائيل أنهم عند خروجهم من أرض مصر في طريقهم لأرض كنعان للأسف تركوا﴿ اللفيف الذي في وسطهم ﴾ أي مجموعة صغيرة تخيل أن هذا اللفيف أو المجموعة الصغيرة هي التي جعلتهم يشتاقون للرجوع لأرض مصر أيضاً هم الذين أشاروا على بني إسرائيل أن يعبدوا الأوثان وأشاعوا مذمة في الأرض كم هم أضروا بالشعب كله ؟ قد يقول شخص هذه أمور بسيطة أستطيع أن أسيطر عليها أقول لك لن تستطيع أن تسيطر عليها﴿ اللفيف الذي في وسطهم إشتهى شهوة ﴾ ( عد 11 : 4 ) إحذر أن يكون في حياتك لفيف وأنت صامت عنه ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾إنتبه للتربة التي تتغذى منها الشجرة كي تجني ثمر جيد . 2- الماء :- ما هو الماء ؟ هو ينابيع الروح عمل نعمة الروح القدس تنمي الشجرة أين أنت من ينابيع الروح المتدفقة ؟ أين أنت من نشاط الروح داخلك ؟ أين أنت من وسائط النعمة ؟﴿ فيكون كالشجرة المغروسة على مجاري المياه ﴾ ( مز 1 : 3 ) متى تعطي الشجرة ثمرها في حينه ؟ عندما تغرس على مجاري المياة كلمة الله أنهار الروح والتعزيات وقفات الصلاة عمل نعمة الله داخل الإنسان لا يمكن أن نثمر بدون عمل نعمة الله داخلنا لكن كي تعمل نعمة الله داخلنا نحتاج أيادي مرفوعة يقول القديس أوغسطينوس ﴿ إن نعمة الله تجول داخلك تبحث عن خلاصك إن النعمة مستعدة دائماً تتودد إلى الإنسان بل وتترجاه وتتوسل إليه أن قف إنحني إرفع قلبك إرفع يدك هآنذا ﴾ النعمة تريد أن تعطيك وتتوسل إليك وتفيض عليك تخيل راعي لديه قطيع غنم يشتاق ويجاهد ليغذيهم ويرويهم وهم يلهون ويلعبون ماذا يحدث لهم ؟ سيموتون ويضمرون تخيل إنسان غير راغب في الطعام والشراب يموت لأنه غير راغب في الحياة أحياناً نكون غير راغبين في الحياة الروحية غير راغبين في قراءة الإنجيل أو الصوم وقد أصوم لكن بثقل كل هذه الأمور الروحية أجدها ثقيلة على نفسي أقول لك أنت بذلك غير راغب في الحياة الروحية أنت بذلك تموت روحياً وتكون حي بالجسد فقط وتعيش لاهتمامات الجسد والكتاب يقول﴿ إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ﴾( رو 8 : 13) هذا هو عمل الروح نعمة الله مجاري المياة التي لابد أن نكون مغروسين حولها إحذر أن تعطي وقت لكل شئ ولا تعطي وقت لله إنتبه هذا موت إحذر أن تحفظ الكلمة دون أن تعمل بها إنتبه هذا موت حتى لا تسمع الكتاب يقول ﴿ لك إسماً أنك حي وأنت ميت ﴾( رؤ 3 : 1) إنتبه إجعل الشجرة جيدة وثمرها جيد يوجد إرتباط بين الشجرة والثمر كلما إهتم الإنسان بالشجرة كلما فرح بعمل الثمر . 3- المتابعة :- لا يمكن أن تنمو شجرة من ذاتها لابد من رعاية ومتابعة وأنقب حولها وأضع لها سماد لابد أن أخاف عليها وأحميها وأراقبها متابعة حياتنا الروحية تحتاج منا إهتمام ويقظة أن يراقب الإنسان نفسه دائماً ويتساءل هل يا الله أنا أتقدم أم أتأخر ولماذا ؟ إن كنت أتقدم إذاً أشكرك يا الله لأنك إقتلعت من قلبي جذور خطايا عديدة أشكرك يارب لأن حياتي الآن صار لها إهتمام روحي وبدأت أشعر بسرور وفرح بالإهتمامات الروحية أقول لك أنت الآن بدأت تعيش في مملكة الروحانيين لكن قد تجد نفسك في إتجاه عكس ذلك تجد أن الأمور الجسدية تلذذك والأمور الروحية ثقيلة عليك جداً إذاً أنت مازلت إنسان جسداني راقب من أين دخل هذا المرض هل من الإستهتار أم من الكسل ؟ أم من أنك تأخذ الحياة بأمور غير جدية وصمت على المرض فكبر ونمى حتى تملك ؟ لكن توجد نعمة الله وروح الله الله أعطانا روح قداسة وروح تطهير أعطانا معونة نستطيع أن نغلب بها أي تيار شر داخلنا هيا إرفع يدك واطلب رحمة ومعونة وانتبه وراجع نفسك وتابعها وتابع الشجرة داخلك لا يوجد إنسان يعرف أن عنده مرض خطير ويصمت الحياة الروحية كما يقول الآباء ﴿ ملكوت الله لا يؤخذ براحة ﴾ لا يمكن أن نأخذ الفضائل والأمور التي تعطينا خلاص ونحن مستلقين على ظهورنا أبداً بل بجهاد ومشقة وتعب وأصوام لكن صدقوني الثمر لذيذ عندما يشعر الإنسان أن الثمر بدأ يعمل في قلبه يفرح جداً لا يوجد إنسان يزرع شجرة إلا ويشتاق أن يرى بها ثمر هكذا إرادة الله فينا الله أوجدنا لكي يتمتع بثمارنا ويقترب إلى أشجار حياتنا ويشتهي أن يأخذ منها ثمر جيد وكلما أعطت الشجرة صاحبها ثمر جيد كلما سرت قلبه واعتز بها أكثر وأكرمها هذا هو الله الله يقترب إلى كل واحد منا وكل من وجد فيه شجرة جيدة بثمر جيد يقول هذه إرادتي هذه هي مسرتي أن هذا الإنسان يحقق قصدي ويمجدني في خليقتي أن هذا الإنسان يعلن عمل نعمتي داخله أن هذا الإنسان غالب للعالم هذه فرحة الله﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ لابد أن يراقب الإنسان نفسه أنظر التربة التي أنت بها والماء وينابيع الروح والمتابعة تابع الشجرة ستجد ثمر يفرحك محبة فرح سلام من المؤشرات التي تعرف الإنسان إن كان يعيش مع الله أم لا أن يكون داخله فرح مهما كانت الضيقات لابد أن يشعر بفرح داخله الله في العهد القديم عمل لهم أعياد كثيرة وذبائح كثيرة لماذا ؟ يقول لأني أريد أن يكون أولادي فرحين دائماً قال ﴿ لا تكون إلا فرحاً ﴾ ( تث 16 : 15) بولس الرسول يقول ﴿ إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا ﴾ ( في 4 : 4 ) ما هذا ؟ الإنسان الذي يحيا مع الله دائماً يكون في فرح لماذا ؟ لأن سلام الله يملك عليه ورضى الله يملأه وإن كان في تجارب وضيقات وأحزان فهذا كله من الخارج معلمنا بولس الرسول يتكلم عن الفرح في رسالة مثل رسالته لأهل فيلبي خمسة عشر مرة رغم أنه كان في السجن هل يوجد إنسان يتكلم عن الفرح وهو في السجن ؟ نعم لأن الفرح الروحي غير مرتبط بالجسد نحن فكرنا أن الفرح مرتبط بالجسد إن أكلت أفرح وإن ذهبت للمصيف أفرح وإن إشتريت شئ جديد أفرح صدقوني الفرح غير مرتبط بالجسديات قد يعيش إنسان في سجن ويفرح وآخر يعيش في قصر لكنه حزين الأمور الروحية تعطي فرح لأنها أمور تنمي إرتباط الإنسان بإلهه فتعطي فرح ومسرة عندما يعمل الإنسان عمل ويشعر أنه يرضي إلهه يشعر بغمرة سعادة داخله لذلك عندما يعيش الإنسان في كآبة وغم وضيق أقول لك لأنه لا يعيش مع الله تقول كيف وسط هذه الأمور كلها يفرح ؟ أقول لك كما يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ كحزانى ونحن دائماً فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء ﴾ ( 2كو 6 : 10) * كحزانى * أي قد نظهر للناس حزانى قد نكون مضطهدين ومتألمين ونحيا في فقر في الشكل لكن داخلنا فرحين كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ هذا هو الثمر﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾راقب الشجرة داخلك وتابعها واسهر عليها راقب الثمرلا يمكن لإنسان يراقب الشجرة ويتعب إلا ويفرحه الله بثمرها ﴿ الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج ﴾ ( مز 126 : 5 ) الله يعطينا ثمر يفرح قلوبنا ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
09 يونيو 2023

مائة درس وعظة ( ١٧ )

أعط حساب وكالتك « وأنا أقـول لكم : اصنعـوا لـكـم أصدقاء بمال الظلم ، حتى إذا فنيتم يـــــــــبـــونـكـم في المطال الأبدية ( لو ١٦ : ٩ ) الوكيل هو شخص يؤتمن على جزء من ثروة سيده أو ما يملكه سيده ، والمفترض فيه أمانة مطلقة ، فهو لا يملك ولكنه يدير ، وهذا الوكيل يعلم أنه في يوم ما سيقدم حساباً عن هذه الوكالة أولا : الوكالة والمسئولية :- الوكالة مسئولية ، وكلمة « مسئولية ، هي من سؤال أى أنه في يوم ما سيقف الإنسان امام الله ويسأل عما فعله ما وكله الله عليه فكل البشر الذين خلقهم الله أعطاهم شكلا من أشكال الوكالة وصارت مسئولية عليهم ١- الأسرة الزوج والزوجة مسئولان عن الأسرة وعن تربية أولادهما ، وسوف يسالهما الله عن هذه المسئولية . ٢-الطالب هو مسئول عما يدرسة وفي يوم الامـتـحـان يقدم حساب وكالته ويسال عما درسه. ٣- الشمــاس مسئول عن خدمته الشماسية . ٤- الكاهن مسئول عن رعيته وکنيسته. ٥ - الاسقف ... مسئول عن شعب ابارشیته وهكذا أيضـاً البائع والمشتري والتاجر والصانع والعامل كل وكيل من عمله ، وعندما يمنح الله وكالة بعلى أيضاً سعها إمكانية هذا العمل وسيأتي يوم يقف فيه الإنسان أمام الله ويسمع هذا السؤال ما هذا الذي أسمع عنك أعط حساب وكالتك (لو٢:١٦ ) ثانيا : أنواع الوكالة:- ۱- الوقت: الوقت والعمر الذي أعطاه الله للإنسان هو مسئولية ، ونتساوي جميعاً في هذه المسئولية لأن الله في كل صباح يعطي لكل إنسان أربعة وعشرين ساعة جديدة ليستثمرها . فكيف تستغل وقتك ، ولذلك فالإنسان هو المسئول عن وقته وعمره .. يلزم ان يكون في منتهى التدقيق وفي منتهي الالتزام. ٢- الصحة: التي يعطيها الله للإنسان هي مسئولية وعطية ثانية ، لذلك تجد الدول تبذل مجهودات وأموالا كثيرة لتحارب العادات السيئة مثل الإدمان وغيره ، لأن الإدمان يجعل الإنسان غير أمين على صحته وغير فعال في المجتمع ، فالصحة تحتاج من الإنسان أن يصونها وان يحفظها . ٣- الحواس خاصة النظر والسمع انت وكيل عما تراه ، الله أعطاك أجفانا لتغمض عينيك من المشاهدة الضارة ، وأيضا أعطاك اذنين لتفرز ما تسمعه. ٤- العقل والفكر هل تغذي عقلك وتشبعه وترويه بما يفيده ، هل تثقف نفسك وتصقلها بالمعرفة ، هل تحفظ نقاوة فكرك ، هل فكرك معتدل ، هل تستفيد من تجارب الآخرين ومن تجارب الشعوب. ٥- المال : عليك أن تعرف أن الكتاب المقدس فيه حوالي ألف آية لها علاقة بالمال ، وتكلم عنه المسيح لأن البعض قد يسقط في عبادته ولا يقدر خادم أن يقدم سيدين ، لأنه إما أن ببعض الواحد ويحب الآخر ، أو بلازم الواحد ريحتقر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال ، ( لو ١٦ : ١٣ ) وصـارت دائرة المال تتحكم في حياة الإنسان باشكال كثيرة ، انت وكيل عن المال. ٦- الوطن : عندما يحيا الإنسان في وطن قهر مسئول عنه ، ومن هنا صار حق المواطنة وأصبح المواطن في دولة ما له حقوق وعليه واجبات ، وهناك جريمة اسمها خيانة الوطن وتستوجب اشد مقربة لأنه لم يكن أمينا على وطنه . ٧- البيئة الطبيعة التي أوجدها الله ، وعلى سبيل المثال في مصرنا تمن تتباهي بنهر النيل ، وتكون الانسان عندما يسقط الإنسان من هذه الأمانة ويلود الشهر الذي هو سبب الحياة وهو سبب الطعام الذي شاكله هل انت أمين على هذه العملية ( البيئة ) " وما نقوله من البيئة نقوله من الطبيعة وثروات الطبيعة بصفة عامة. ٨- جمال الطبيعة أنت مسئول عن الخليفة الجميلة التي أوجدها الله وعينك يجب أن تتدرب على هذا الله خلق الريف بجـمـاله وحينما ترى المضرة على مساحات كبيرة تشعر براحة داخلية وتشعر بأمان وتنطلق أفكارك ، أما البيئة التي تعج بالفوضى والزحام والضوضاء والتلوث تشعر معها وكانك في سجن كبير ومفيد. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
05 يوليو 2023

الخادم الروحي

هناك سؤال يجول في نفس وفي أعماقي أحقًا نحن خدام؟ سهل أن يرتئي الواحد منا فوق ما ينبغي (رو3:12) ويظن أنه خادم الله!! بينما الخدمة في أعماقها الروحية لها مقاييس عالية، ربما نحن لم نصل إليها أو ربما نكون قد بدأنا كخدام روحيين، ولكننا لم نحتفظ بهذا الطابع طول الطريق فلنبحث إذن معًا من هو الخادم؟ الخادم الروحي هو لحن جميل في سمع الكنيسة، وأيقونة طاهرة يتبارَك بها كل من يراها وهو سلّم يصل إلى السماء دائمًا، يصعد عليه تلاميذه إلى فوق هو جسر ينقل غيره من شاطئ العالميات إلى شاطئ الروحيات، أو ينقلهم من الزمن إلى الأبديةهو صوت الله إلى الناس وليس صوتًا بشريًا، بل هو فم يتكلم منه الله، ينتقل إلى الناس كلمة الله. الخادم الروحي هو نعمة إلهية أرسلت من السماء إلى الأرض هو زيارة من زيارات النعمة، يفتقد بها إلهه بعضًا من شعبه يقدم لهم مذاقة الملكوت وطعم الحياة الحقيقية. الخادم الروحي هو إنجيل متجسد، أو هو كنيسة متحركة هو صورة الله أمام تلاميذه هو نموذج للمثل العليا، وقدوة للعمل الصالح، ووسيلة إيضاح لكل الفضائل. الخادم الروحي يشعر بالدوام أنه في حضرة الله وتكون الخدمة بالنسبة إليه كمذبح مقدس، وعمله فيها رائحة بخور مهمة الخادم الروحي هي إدخال الله في الخدمة وهو يردد في قلبه قول المرتل في المزمور "إن لم يبني الرب البيت، فباطلًا تعب البناءون" (مز1:126) . الخادم الروحي له باستمرار شعور الانسحاق وعدم الاستحقاق يشعر أنه فوق مستواه أن يعمل على إعداد قديسين، وأن يهيئ للرب شعبًا مبررًا (لو7:1)، مدركًا تمامًا أن تخليص النفوس البشرية أمر أعلى منه إنه عمل الله وإن اشتراكه مع الله في العمل، وشركته مع الروح القدس في بناء الملكوت وفي تطهير القلوب، كلها أمور لا يستحقها ولكنه على الرغم من شعوره بعدم الاستحقاق، فلا يهرب من الخدمة، بل يدفعه هذا الشعور إلى مزيد من الصلاة، حيث يقول للرب باستمرار هذه الخدمة يا رب هي عملك وليس عملي وأنت لابد ستعمل بي أو بغيري وأنا مجرد متفرج أتأمل عملك وأفرح وأسر (يو29:3) حقًا "ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي شيئًا لكن الله الذي ينمي" (1كو7:3) فأعمل يا رب عملك، وفرّح قلوب أولادك ولا تمنع عنهم نعمة روحك القدوس بسبب أخطائي أو ضعفاتي أو تقصيري وهكذا بلجاجته في الطلب، ينال الخادم نعمة من الله وعندما تنجح الخدمة، يعطي مجدًا للرب الذي عمل العمل كله الخادم الروحي هو باستمرار رجل صلاة بالصلاة يخدم أولاده وبالصلاة يحل مشاكل الخدمة وتكون الصلاة بالنسبة إليه كالنفس الداخل والخارج، كما قال الآباء بعض الخدام يظنون أن غاية الإخلاص للخدمة، هي أن يعملوا أما الخادم الروحي فيرى أن غاية الإتقان هي أن يعمل الله ليس معنى هذا أن يكسل ولا يعمل!! كلا، بل هو يعمل بكل جد وبكل بذل، ولكن ليس هو، بل الله الذي يعمل فيه كما قال القديس بولس الرسول "لكن لا أنا، بل نعمة الله التي معي" (1كو10:15) وكما قال أيضًا "لكي أحيا لا أنا، بل المسيح الذي يحيا فيّ" (غل20:2). الخادم الروحي هو شعلة متقدة بالنار هو غيرة ملتهبة لخلاص النفس يقول مع داود النبي "لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي لعيني نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا إلى أن أجد موضعًا للرب (في قلب كل أحد) (مز131). الخادم الروحي هو رائحة المسيح الذكية (2ك 15:2) يشتم منه الناس رائحة المسيح، لأنه رسالته المقروءة من جميع الناس هو محرقة رائحة سرور للرب (لا1)، تشتعل فيها النار الإلهية، نار تتقد ولا تطفأ، حتى تحولها إلى رماد. صفات الخادم الروحي 1- الخادم الروحي هو حركة دائبة دائمة متجهة نحو الله أو هو حركة داخل قلب الله، بسبب حركة إلهية داخل قلبه إن يتعب دائمًا لأجل راحة الآخرين وراحته الحقيقية في أن يوصل كل إنسان إلى قلب الله هو شمعة تنير لكل من هو في مجال نورها وقد تذوب حرارة وحبًا لكي يستضئ الناس بها، ولكي يتحقق قول الرب "أنتم نور العالم" (مت14:5). 2- الخادم الروحي هو إنسان دائم الصراع مع الله يجاهد مع الثالوث القدوس، من أجل نفسه ومن أجل الناس لكي يأخذ منه وعدًا لأجل المخدومين، حتى تصير أنفسهم ناجحة (3يو2) ومقبولة أمام الله.. 3- الخادم الروحي هو روح، وليس مجرد عقل. ليس مجرد مدرس، ولا مجرد حامل معلومات ينقلها إلى الناس بل هو روح كبيرة اتحدت مع الله، واختبرت الحياة معه، وذاقت ما أطيب الرب وتريد أن تنقل هذه الحياة إلى غيرها تنقلها بالمشاعر، بالمثال الحي، بالقدوة الصالحة، بالصلاة والابتهال لأجل المخدومين إنه لا يلقي دروسًا، بل هو نفسه الدرس إنه العظة قبل أن يكون واعظًا.. إنه يدرك أن تحضير الدرس أو العظة ليس مجرد تحضير المعلومات، إنما هو تحضير ذاته، لتكون صالحة لعمل الروح فيه.. يذكر باستمرار قول الرب "من أجلهم أقدس أنا ذاتي، لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو19:17) ويضع أمامه العبارة التي قالها القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا" (1 تي16:4). 4- الخادم الروحي لا يتحاج تلاميذه إلى افتقاد: لأنهم من تلقاء ذاتهم يشتهون درسه اشتهاء. وعندما يرونه في الكنيسة، يكونون كمن وجد غنائم كثيرة أنهم ينتفعون من منظره ومن معاملاته، كما ينتفعون من كلامه وربما أكثر كما أنه يستطيع أن يربطهم بالحب برباط قوي يجذبهم بشدة إلى الله وإلى الكنيسة. إن درسه شهوة لنفوسهم ولأرواحهم ولقلوبهم ولعقولهم. 5- الخادم الروحي يحب تلاميذه، ويحب خلاص نفوسهم محبته لهم هي جزء من محبته لله وملكوته. وهو يحبهم كما أحب المسيح تلاميذه وقيل عنه إنه "أحب خاصته الذي في العالم. أحب حتى المنتهى" (يو1:13) الخادم الروحي يحب الله من كل قلبه ويريد أن تلاميذه يحبون الله مثله فإن أحبوا الله تزداد محبته لهم إعجابًا بروحهم وإن سقط بعضهم، تزداد محبته لهم إشفاقًا عليهم وسعيًا لإنقاذهم وبهذا الحب كله، يعطيهم صورة مشرقة عن الدين وعن الله. 6- الخادم الروحي، أولاده روحيون مثله: لأنه يربيهم في حياة الروح، فيكونون على شبه ومثاله وعلى نفس القياس: الخادم الاجتماعي أولاده اجتماعيين والخادم العقلاني الذي لا يهتم إلا بالعِلم، يكون أولاده مجرد كتب تحمل معلومات ما أصدق قول الكتاب في قصة الخليقة، إن الله خلق "شجرًا ذا ثمر، يعمل ثمرًا كجنسه شجرًا يعلم ثمرًا، بذره فيه كجنسه" (تك11:1، 12) إن كان الأمر هكذا، فلنحترس نحن كيف نكون.. لأنه على شبهنا ومثالنا سيكون أولادنا. 7- الخادم الروحي يشعر أن أولاده أمانه في عنقه: سيعطي عنهم حسابًا أمام الله في يوم الدين. أنهم أولاد الله وقد تركهم في يديه ليقوم بخدمتهم "ويعطيهم طعامهم في حينه" (لو42:12) لذلك هو يعمل على الدوام بخوف الله، شاعرًا بمسئوليته أريد من كل خادم أن يسأل نفسه عن ثلاثة أمور روحانية خدمته، وروحانية حياته، وروحانية أولاده روحانية حياته من أجل أبديته وخلاص نفسه، وبسبب تأثير حياته على مخدوميه. وروحانية خدمته حتى تكون ذات تأثير مثمر في إيجاد جيل روحاني أما عن روحانية أولاده فتحتاج منه إلى جهد وصبر وطول أناة. 8- الخادم الروحي يطيل باله جدًا، حتى تنبت بذوره وتنمو: وحتى تخضر وتزهر وتثمر ولا يضيق صدره ولا ييأس إن تأخر إنباتها أو إثمارها إنما يجاهد على قدر ما يستطيع، ويشرك الله معه، ويضع أمامه قول الرسول "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضفعاء" (رو1:15) إن بعض النفوس لا تعطي ثمرًا سريعًا وبعضها لا يستطيع أن يتخلص من أخطائه بسرعة وهؤلاء وأولئك يحتاجون إلى من يطيل روحه عليهم حتى يخلصوا كما يطيل الله أناته علينا، ليقتادنا إلى التوبة (رو4:2) قال القديس يوحنا ذهبي الفم إن كان الجنين الجسدي يحتاج إلى شهور طويلة إلى أن يتكامل نموه ويخرج، فلنصبر إذن على الجنين الروحي حتى يكمل نموه. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
17 يونيو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثاني من شهر بؤونة

تتضمن الحث على حفظ التعاليم الالهية والاستخفاف بالذخائر العالمية . مرتبة على فصـل شـفاء حمـاة بطرس . ( لو ٤ : ٣٨- ٤١ ) إذا كان الشرط في مداواة الاجساد البشـــرية أن يكـون الطبيـب مـاهرا والمريض مطيعا والخدام فرحاء موافقين . سيما وقد علمنا الآن عظم قدر المشـفى لأمراضنا والحامل لأوجاعنا . فكيف لا يجـب علينـا أن ننصـت نـحـن لأوامـره متفهمين . ونسارع إلى قبولهم مبتهجين . ونتعلم منه قوانيـن المـداواة الروحانيـة ومنافع العقاقير السماوية . لكي نقدر على معالجـة الامـراض الشيطانية وننقـذ المؤمنين من عذابها . ونتأهل أن يمسك بأيدينا ويرفعنا من بحار الرذيلـة وإذا كـان الذين يتعلمون العلوم الخارجية يحتاجون فـي تثبيتـهـا إلـى المذاكـرة والتكـرار . وملازمة القراءة ليلا ونهارا ثم يعلمونها للآخرين . كل ذلك قصدا منهم فـي ضبـط المعاني وتثبيتها في الأذهان كما ينبغى . وكذلك الذين يغرسون الحقول ويزرعـون الأراضي التقية يحتاجون في انجابها إلى التعهد بالسقى والقيام بخدمة الأرض كمـا يجب . وإلا فيخسروا واخراجها ويتعبوا فيها باطلا . فعلى هذا القياس يجب على الذين يسمعون العظات . ويتبعون فـى سـماع التعاليم الالهية أن يحفظوها بالمفاوضة والتكرار ليكونوا لها متذكرين فيتأهلوا بـأن يكونوا معلمين للآخرين . واسمع ياهذا قول الرسـول : " كونـوا عـاملين بالكلمـة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم . لانه إن كان أحد سامعا للكلمة وليس عاملا فـذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خلقته في مرأة . فإنه نظر ذاته ومضى وللوقـت نسـى مـا ويكون كالذي بنى بيته على الرمل " كما قال الكتاب المجيد . ويقول أيضا : أن كان أحد يظن أنه حكيم وعالم بينكم فلير اعماله بـالتصرف الحسـن فـي وداعـة و الحكمة . . ولاجل ذلك أنا لا أكف عن تذكيركم وتنبيهكم ومفاوضتكم فيمـا يجـب حتى أراكم ذاكرين لقراءآتكم . حافظين لتعاليمكم . عاملين بأقوال ربكم متغايرين فـي الفضائل . متباعدين عن مسالك الرذائل.لأسر أنا بحسن اعمـالكم وابتـهـج بجميـل مجازاتكم وأفرح بدخولكم إلى النعيم . فإن قلت وما الذي يدل على ذلك من أعمالنـا ؟ قلت بأن أراكم محبين لعمل الفضائل كالصلاة والصوم والرحمة والرأفـة والمحبـة وأمثال ذلك . مبغضين للرذائل أعنى الغضب والحسد والنميمة وحب الأموال وسـائر أقسام الرذيلة . لأن حب الأموال سبب لتوليد الشرور كلها وأداة لعمل الهالكين . فـإن قلت وكيف نقدر على بغض المال وقد جعل واسطة لتحصيل الامـور الضروريـة المحتاج إليها ؟ قلت حديثنا الآن هو عما يحب لذاته وينفق في إنالة اللذات البدنيـة . لا فيما يكسب من وجوه الحلال وينفق في اللوازم المحتاج إليها لقوام الحيـاة وفـي مصالح المقلين . فلا تظنن ياهذا أن طرح الاموال أمر جسيم . فإنك إذا امعنت النظـر رأيت كثيرا من الناس يفعلون ذلك لأجل طلب المديح من الناظرين . وذلك إنك تجـد قوما يخرجون عن الأموال الكثيرة . ويدعـون الأمـلاك والضيـاع والبضـائع والزراعات . وينقطعون في الجبال والمغائر طلبا لتصيد المديح من النـاظرين لـهم والسامعين لأخبارهم فقط . وتجد آخريـن يجـهدون أنفسهم ويتعبـون اجسـامهم ويماحكون ويظلمون ويحصلون الأموال من أرذل وجوهها . ولحبهم في المديح مـن الناس يصرفونها في ثمن الثياب الفاخرة والمركبات والأواني النفيسة وما لا تدعـو إليه ضرورة الحياة . وذلك لكي يراهم الناس فيمدحونهم ويعظمونهم . وتـرى قومـا أخرين يهتمون بالأطعمة الشهية ويروقون الخمر المعطر ويعدون الأنقال والأزهـار والملهين وغير ذلك . ويتبعون ويغرمون غرامات أخرى كثيرة يطول شـرحها ثـم يستدعون أناسا أغنياء ومتمولين ومن لا حاجة به إلى طعامهم ليقبلوا منهم المديـح الذائل لساعته تلك . ولعلهم لو عبر بهم في ذلك الوقت سائل جائع وعطشان وسـأل سد جوعه وعطشه لأعادوه خائبا بل وأوسقوه شتما وســـبا . ولـهذا تتقلـب اكـثر مسراتهم إلى الشرور المنكدة والمخاصمات القبيحة وأمور ردية يطول وصفها . وإذا كان هذا يغرم الأموال الجزيلة ليقبل المجد من الناس . وهذا ينفـق المبـالغ الجمـة ليكسب المديح الزائل وشيكا " وهذا يبذر ماله مجانا فيما يستحيل إلى الفساد ويقـذف به إلى المزابل سريعا . فكيف لا نتأمل نحن إلى هذه النقائص بعيون عقلنا ونكشـف عنها ستور الظلمات . وننظرها بالاذهان السليمة وتقدها بالأفكار المستقيمة . ونصـد المائلين إلى فعلها المتمسكين بذيول فخرها لننجو من بحارها سالمين . ياللعجب مـن كوننا نصرف الأموال الجمة وننفق المبالغ الكثـيرة . ونتعـب اجسـامنا وخدامنـا واولادنا في طلب المديح الزائل . المماثل الدخان أو البرق أو الـهواء أو الظـل أو الغبار وما أشبه ذلك في سرعته الاضمحلال . ولا نجعل ذلك لما لا يزول . وكيـف يحسن بالعقلاء أن يطلبوا الشرف من معادن الخساسة ولا يطلبون من الخالق تبـلرك وتعالى ؟ كيف يجمل بنا نحن أن نطلب المديح من العـاجز والنـاقص والمسـتحيل والمائت والخائف والمتقلب والذليل . ونعدل عن الطلب من السيد القادر الحكيم الحـى الرؤوف الباقي الذي لا يزول . الخالق لطبائعنا والمدبر لنظام حياتنا . والجائد بمثـل هذه المكارم على جنسنا . والمعد لنا وراثة النعيم . فسبيلنا أن نقتدى بآثار الفضائل ونعدل عن طرقات الاراذل ونتمسك بوصايا الحياة طائعين . لننال ملكوت ربنا يسوع المسيح الذي له المجد دائما آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
19 سبتمبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية الإبدياكون و الدياكون

كنسيتنا ملتزمة تماماً بروح الإنجيل ولذلك فهى تحتفظ بالرتب الكهنوتية الثلاث : الاسقفية، والقسيسية، والشماسية ونحن نجد نصوصاً إنجيلية كثيرة وهامة، تؤكد هذه الرتب،ودروها في الخدمة الكنسية ، وهذه مجرد أمثلة : - ١- الأسقف صادقة هي الكلمة، إن ابتغى أحد الأسقفية ، فيشتهي عملاً صالحاً »لاحظ أنه يبتغى الأسقفية أي يقبلها كتكليف إلهى ولكن ما يشتهيه ليس الرتبة ولكن العمل الصالح، وما عمل الأسقفية إلا الصلاة وخدمة الكلمة ، بكل ما تحتاجه الرعاية من ذبائح وجهاد ) « ويجب أن يكون الأسقف بلا لوم ، بعل امرأة واحدة ( أنسب الموجود في ذلك الوقت حيث ساد تعدد الزوجات وتكرار الزواج والطلاق ...) صاحباً، عاقلاً، محتشماً، مضيفاً للغرباء ، صالحاً للتعليم ...»( ١تى١ ٣-٧) يجب أن يكون الأسقف بلا لوم ، كقول الله، غير معجب بنفسه، ولا غضوباً ... ( تيطس ٧:١-١٠).احترزوا إذن لأنفسكم، ولجميع الرعية، التي أقامكم فيها الروح القدس أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه » (أع ٢٠ : ٢٨ ) . ٢ - القس أرسل (بولس) إلى أفسس واستدعى قوس الكنيسة» (أع١٧:٢٠) لا تهمل الموهبة التي فيك ، المعطاة لك بالنبوة، مع وضع أيدى القسيسية ( اتى ٤ : ١٤ ) [ أنظر النسخة البيروتية ذات الشواهد ] .من أجل هذا تركتك في كريت ،لكى تكمل ترتيب الأمور الناقصة ، وتقيم في كل مدينة قسوساً، كما أوصيتك» ( تيطس ٥:١). «أما القسوس المدبرون حسناً، فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة » ( اتي١٧:٥) ٣- الشماس يجب أن يكون الشمامسة ذوى وقار، لا ذوى لسانين لهم سر الإيمان بضمير طاهر إنما هؤلاء أيضاً يختبروا أولاً، ثم يتشمسوا ، إن كانوا بلا لوم » (۱تی ۳ : ۸ - ١٣) بولس وتيموثاوس إلى جميع القديسين الذين في فيلبي، مع أساقفة وشمامسة » ( في ١ : ١ ) . دور الشمامسة ومساعديهم:- ۱ - درجة الابذياكون (مساعد الشماس ) :- درجة كبيرة لها كرامة ومسئولية خطيرة، إذ المساعد الشماس بأن يساعده في مهمتين أساسيتين :- أ - حفظ نظام وأبواب البيعة . ب- افتقاد الأرامل والأيتام والمحتاجين. وهذا طبعاً بجوار الخدمات المتضمنة في الدرجات السابقة وهى: خدمة التسبيح والذبيحة(الأبسالتس ). خدمة التعليم والكلمة( الأغنسطس ) . لهذا يوصيه الأب الأسقف قائلاً ( راشماً جبهته بابهامه، دون وضع يده على مثال الثالوت ) : تكون تابعاً للشماس ، وتساعده في عمل الخدمة، كما هو أيضاً تابع للقسيس تحرس أبواب بيت الله ، وتلمس الأواني المقدسة » . ٢ - درجة الشماس ( الدياكون ) : درجة هامة وكبيرة، يلزمها التكريس والتفرغ الكامل، وفيها وضع يد، وصاحبها يلتزم بضوابط الزواج لدى الآباء الكهنة ، فإن كان متزوجاً لا يتزوج ثانية إذا ترمل، وإلا سقطت عنه الرتبة ، وإن كان غير متزوج يبقى بتولاً .ويوصيه الأب الأسقف قائلاً: «إذ أنت معدود من أولاد استفانوس أول الشهداء، تفتقد شعب الرب، الأرامل والأيتام والمتضايقين، وتعين من تقدر أن تعينه، وتسد فاقتهم، وتكون لهم مثالاً، لكي ينظروا أعمالك الحسنة، ويحسدوا (أى يغبطوا ) طريقك، وتكون تابعاً للأسقف والقسيس ، وتعرفهم بالمتضايقين ليفتقدوهم وتكرم الذين هم أعلى منك » .والشماس الكامل، إذ كان متفرغاً، كان يرتدي زياً خاصاً ، هذا لم يكن غريباً أن يقوم بما يلى :- ۱ - يفتقد الشعب ويهتم باحتياجاتهم . ٢ - يسبح في الهيكل ويخدم الذبيحة . ٣- يتلو معانى الكتب المقدسة على أسماع الشعب. 4- يحمل الكأس الإلهى (أى يساعد الكاهن في توزيع الدم المقدس ) . ه - هو عين الأسقف ويده بمعنى أنه يزور الشعب في بيوتهم، بمعاونة مساعديه ، ويعرف الأسقف والكاهن بظروف الرعية لیزورهم، ويوصل إليهم محبة ورعاية وتقدمات الآباء الروحية والمادية . رتبة جليلة نتمنى أن نرى ثمارها فيمن أخذوها ، وأن يختار الرب آخرين ليأخذوا بركتها لحياتهم، ولتثمر خدماتهم في كنيسة الله. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الثالث عشر عام ١٩٨٩
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل