المقالات
18 أغسطس 2025
القديسة مريم في الليتورجيات القبطية
تحتل النصوص والتسابيح المريمية مركزا ساميا في ليتورجياتنا، وقد نظمت معانيها الروحية ونغماتها بطريقة جميلة تتفق مع المناسبات المختلفة وفيما يلي أمثلة لمركز النصوص المريمية في بعض الليتورجيات القبطية:
1- ليتورجيا الأفخارستيا (القداس الإلهي)
(ا) قبل تقديم الحمل يقال اللحن التالي: "السلام لمريم الملكة،الكرمة غير الشائخة، التي لم يفلحها فلاح،
ووجد فيها عنقود الحياة!ابن الله الحقيقي تجسد من العذراء وجدت نعمة أيتها العروس،كثيرون نطقوا بكرامتك،لأن كلمة الأب تجسد منك!
أنت هي البرج العالي،الذي وجدوا فيها الجوهرة..." يحمل هذا اللحن معاني تتناسب مع الموقف، فإن الكنيسة في هذه اللحظات تستعد لتقديم الحمل، بعد أن يختاره الكاهن وهو واقف عند الباب الملكي أي الباب السماوي، هذا الحمل هو الملك. لهذا فإن القديسة مريم في هذا اللحن تدعى الملكة، لتذكرنا بالملك السماوي، ابنها الذي بذل حياته لنكون واحدا مع هذه الملكة جالسين عن يمين الملك.
دعيت أيضا بالعروس، لأن ليتورجيا الأفخارستيا في الحقيقة تمثل سر اتحاد العريس السماوي والكنيسة، تمثل سر الزيجة الروحية بين المسيح المصلوب ونفوسنا.
لقبت أيضا بالبرج العالي، إذ استطاعت الدخول في الفردوس في استحقاق ابنها، تنتظرنا هناك.
وأخيرا فإن هذا اللحن خاص بسر التجسد الذي تحقق في أحشاء القديسة مريم، السر الذي يقودنا للتناول من جسد الرب ودمه الاقدسين.
(ب) في أثناء تقديم البخور يترنم الشعب باللحن التالي:
"المجمرة الذهب النقي،
الحاملة العنبر،
في يدي هرون الكاهن،
يرفع بخورا فوق المذبح".
وفي أيام الصوم يقال:
"المجمرة الذهب هي العذراء،
وعنبرها هو مخلصنا،
ولدته وخلصنا،
وغفر لنا خطايانا.
وفي أيام الصوم الكبير يقال:
"أنت هي المجمرة الذهب النقي،
الحاملة جمر النار المبارك".
تعلن هذه الألحان أن عملية تقديم البخور هي رمز لسر التجسد،
إذ قدم الإله المتجسد نفسه عنا ذبيحة طيبة، مقبولة لدى الأب.
في الطقس الأثيوبي حين يقدم بخور لأيقونة القديسة مريم، يقول الكاهن:
"أنت هي المجمرة الذهب،
التي حملت جمر النار الحي...
مبارك هو هذا، الذي تجسد منك!
الذي قدم ذاته لأبيه تقدمة بخور مقبولة"،
وخارج الأيقونستارسز (حامل الأيقونات) يقول أيضا:
"المجمرة هي مريم،
والبخور هو هذا الذي في أحشائها،
رائحته ذاكية.
البخور هو هذا الذي حملت به،
أتى وخلصنا،
الدهن الطيب،
يسوع المسيح..."
(ج) عند تقديم البخور أمام أيقونة القديسة مريم، يقول الكاهن القبطي العبارات التالية:
"أفرحي أيتها الحمامة الحسنة،
التي حملت الله الكلمة من أجلنا.
نعطيك السلام مع جبرائيل الملاك قائلين:
الفرح لك، أيتها الممتلئة نعمة،
الرب معك".
"الفرح لك أيتها العذراء، الملكة الحقيقية،
السلام (الفرح) لفخر جنسنا"
ولدت لنا عمانوئيل".
"نسألك أيتها الشفيعة المؤتمنة أن تذكرينا أمام ربنا يسوع المسيح،
لكي يغفر لنا خطايانا".
(د) قبل قراءة الأبراكسيس يقال:
"الفرح لك يا مريم، الحمامة الحسنة،
التي ولدت لنا الله الكلمة!".
يرنم هذا اللحن الذي فيه توصف القديسة مريم كحمامة حسنة قبل قراءة فصل من سفر أعمال الكنيسة (أعمال الرسل)، لأن القديسة هي مثال الكنيسة التي بلا غصن التي تقبلت القداسة من يدي الله خلال يسوع المسيح، الإله المتجسد،
هذا وأننا نلاحظ أن جميع الألحان المريمية التي ترنم خلال القراءات (قداس الكلمة) تركز على التجسد الإلهي، وكأننا لسنا فقط نسمع عن كلمة الله المقروءة بل نتقبل الكلمة كشخص يسكن في نفوسنا كما يسكن في أحشاء القديسة.
(ه) بعد صلاة الصلح، عادة يقال اللحن التالي:
"أفرحي يا مريم العبدة والأم،
لأن الذي في حجرك، الملائكة تسبحه.
والشار وبيم يسجدون له باستحقاق،
والسيرافيم بغير فتور.
ليس لنا دالة، عند ربنا يسوع المسيح،
سوى طلباتك وشفاعتك يا سيدتنا كلنا، يا والدة الإله".
هكذا إذ تمت المصالحة التي تحققت بالمسيح يسوع، صارت مريم مثالا للكنيسة، لها أن تفرح.
كما نطلب شفاعتها عنا، خلال المصالحة التي صنعها يسوع!.
(و) بعد تقديس القرابين إذ تتحد الكنيسة في المسيح يسوع نذكر القديسين لكي يسندوننا بصلواتهم. وكان طبيعيا أن نذكر القديسة مريم في مقدمة كل القديسين:
"وبالأكثر العذراء كل حين، والدة الإله،
المملؤة مجدا،
الطاهرة مريم،
التي ولدت لنا الله الكلمة".
المجمع الباسيلي
(ز) عند التناول من الأسرار المقدسة، يقال لحن (بي أويك) أي "الخبز":
"خبز الحياة الذي نزل إلينا من السماء،
وهب الحياة للعالم.
وأنت أيضا يا مريم،
حملت في بطنك المن العقلي الذي أتى من الأب".
ولدته بغير دنس،
وأعطانا جسده ودمه الكريم،
فحيينا إلى الأبد".
2- سر الزيجة:
خلال سر الزيجة المقدس يلزم أن تتجه أنظار الكاهن والشماس وكل الشعب إلى حفل العرس الأبدي الذي يقوم بين السيد المسيح والكنيسة لهذا فلا عجب أن قدمت الألحان خاصة بتجسد السيد المسيح أي مجيء العريس، كما ركزت على شخص القديسة مريم مع أنها بتول لم تتزوج!
نذكر على سبيل المثال ما ورد في الجزء الأول من هذه الخدمة أي "عقد الأملاك"، إذ يسمع الحاضرون الإنجيل الخاص بتجسد الله الكلمة، أي تجسد عر يسهم السماوي (يو1: 1- 17)يترنم الكل في لحن شعانيني (دخول المسيح أورشليم) المرد التالي، كأنهم يستقبلون العريس الداخل إلى أورشليم الداخلية:
"الفرح للخدر المزين بكل نوع للعريس الحقيقي، الذي أتحد بالبشرية".
هذا وتمدح القديسة مريم كمثال للكنيسة، العروس السماوي، نذكر على سبيل المثال:
(أ) بعد تقديم صلاة الشكر يتقدم الشمامسة باللحن "هذه هي المجمرة..."، وعند الصلاة على الأكاليل يترنمون "العذراء هي المجمرة الذهب..."
(ب) خلال صلوات الزيجة يقول الشمامسة المردات التالية:
"باب المشارق هو مريم العذراء،
الخدر الطاهر الذي للختن النقي".
كل ملوك الأرض يسيرون في نورك،
والأمم في بهائك،
يا مريم أم الله.
سليمان يدعوك في نشيد الأناشيد، قائلا:
أختي، حبيبتي، مدينتي الحقيقية أورشليم".
مضيئة أنت أكثر من الشمس،
أنت هي ناحية المشرق،
التي يتطلع إليها الأبرار بفرح وتهليل: .
يا للعجب، بينما يسأل الكهنة الله ثلاثا أن يهب العروسين مضجعا (خدرا) طاهرا، وحياة مطوبة خلال اتحادهم معا، إذا بالشمامسة والشعب يعلنون فرحهم بالخدر المقدس أي أحشاء البتول، حيث اتحد العريس هناك ببشريتنا. بهذا صارت القديسة مريم "الشرق" الذي يضئ فيه شمس البر على العالم كله، ويأتي كل ملوك (المؤمنين) الأرض بفرح إلى هذا السر.
(ج) في نهاية خدمة سر الزيجة يتغنى الشمامسة بهذا النشيد:
السلام للعروس المضيئة،
أم الذي يضئ،
السلام للتي قبلت إليها الكلمة،
الكائن في أحشائها،
السلام للتي هي أكرم من الشار وبيم،
السلام للتي ولدت لنا مخلص أنفسنا،
المجد للآب والابن والروح القدوس.
هكذا فإن خدمة سر الإكليل في الطقس القبطي_ من بدايته وحتى النهاية يجتذبا نحو القديسة مريم كعروس مضيئة، وكأنه يريدنا أن نتهيأ نحن أيضا لنكون عروس المسيح الأبدية.
3- خدمة سر المعمودية:
قبل تقبل نعمة العماد، يعلن طالب العماد أو اشبينه، أمام الأسقف أو الكاهن ايمانه بالميلاد العذروي للسيد المسيح كجزء أساسي في قانون الإيمان المسيحي.
4- سر مسحة المرضى:
يكرر الكاهن سؤاله أثناء ليتورجية المسحة طالبا صلوات القديسة مريم وشفاعتها عنا لغفران خطايانا، ملقبا إياها" أم الخلاص". أن الكنيسة تسأل أعضائها المنتصرين الصلاة عن الأعضاء المجاهدين حتى يشفي أرواحهم ونفوسهم وأجسادهم.
"...بشفاعة العذراء أم الخلاص،
التي نسبحها قائلين:
مباركة أنت بين النساء،
ومباركة هي ثمرة بطنك..."
"... بشفاعات والدة الإله، وطلبات الملائكة، ودم الشهداء،
وصلوات القديسين..."
"أيتها العذراء القديسة والدة الإله بغير زرع بشر،
اشفعي من أجل خلاص نفوسنا".
5- ليتورجية حميم الطفل:
الكنيسة القبطية كأم تهتم بأطفالها حتى قبل العماد، ففي اليوم الثامن من ميلاد الطفل يشترك الكاهن والشمامسة مع الأسرة في طقس خاص يسمى "حميم الطفل"، فيه يقدمون الشكر للرب من أجل عطية هذا الطفل، ويسألونه أن يعده للميلاد الروحي. في هذه المناسبة تذكر الكنيسة عائلة الطفل بابن الله الوحيد الذي ولد من القديسة مريم، إذ يردد الكل:
"لأن غير المتجسد تجسد،
والكلمة تجسم.
غير المبتدئ صار مبتدأ،
غير الزمني صار تحت الزمن..."
يا مريم سيدتنا، والدة الإله،
يا مريم أم مخلصنا،
اشفعي فينا ليغفر لنا خطايانا".
أخيرا فأنني أحسب أنه يسهل جدا إدراك مركز القديسة مريم في كل الليتورجيات الخاصة بالكنيسة القبطية التي لم أتحدث عنها.
القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مار جرجس سبورتنج
عن كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي
المزيد
17 أغسطس 2025
انجيل قداس الأحد الثاني من شهر مسرى
تتضمن الحث على الصوم والتزين بالفضائل مرتبة على قوله تعالى "لا يحتاج الأصحاب إلى طبيب بل المرضى" ( لو ٥ : ۲۷-۳۹ )
إذا كان المرضى هم الذين يحتاجون إلى المداواة ويحتملون مضض العلاج وقد حضر إلى مدينتنا الطبيب الفاضل الماهر والحكيم العالم القادر فما بالنا لا نعتنى بمداواة أمراض نفوسنا ونجتهد في تطهير سائرنا وعقولنا ما دام لنا وقت يصلح للمعالجة؟ وكيف لا نبالغ في الاهتمام ما دام العريس حاضرا، قبل أن يدخل إلى خدره ويغلق الباب ونكون نحن خارجا خائبين وإذا كان أطباء الأجسام إذا ما عزموا على العلاج يأمرون المريض أولا بالحمية وثانياً بتنقية الأخلاط الرديئة وثالثاً بالإمتناع عن الاشياء المضرة وذلك حتى يصادف الدواء في الأبدان محلا قابلا ويأتى بالفائدة المطلوبة وهم يحمدون على ذلك ويشكرون فكيف لا يكون هذا العزم أولى بنا نحن إذا عزمنا على تناول الأدوية الروحانية بأن نظهر أجسادنا ونزكى نفوسنا وننقى سرائرنا قبل سماع أقوال ربنا والمفاوضة فى منافع الصوم المقدسة لأن الأجسام إذا تقلت بالمآكل وغرقت العقول بالسكر من الخمر. مالت الحواس إلى الشهوات الخبيثة فأى كلام يسمعون؟ وأى فهم يفهمون؟ أو أية قباحة أشد وأية شناعة أعظم مما يحدث عن الذين يأكلون من الطعام فوق طاقتهم ويواصلون شرب الخمر ليلاً ونهاراً وهم يتنفسون من السكر ويشتمون ويتقيأون ويتقلبون كالأفعى فيضحك عليهم العبيد والخدم ويصيرون هزءاً للأخرين مع علمهم أن الخروج في كل شئ عن الحد يستوجب السخط من الله لان الرسول يقولك " أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون يرثون ملكوت الله ويقول ايضاً " أن محبة العالم عداوة الله " فمن يكون أشقى ممن يعاقبون عن الملاذ الحقيرة بالبعد عن أبواب الملكوت الأبدية وإذا كان الإنسان الأول بأكله واحدة سقط من ذلك المجد وطرد من فردوس النعيم فكيف يكون عقوبة المذنبين؟ أرايت ايها الحبيب كيف أنه بعلة الشره من البدء دخل الموت إلى العالم وكثرت شقاوة البشر ؟ وبأعمال الفضائل ظهر الخلاص للفاضلين واليك ما جاء في الكتاب الإلهى من أخبار العصاة البذخين كبني اسرائيل واهل الطوفان وأهل سدوم وعمورة ومن قصص الفائزين كنوح وابراهيم وموسى وإيليا ودانيال وأخنوخ واهل نينوى لان أولئك بالإدمان على الأعمال الرديئة لنيل الشهوات الخبيثة قد عذبوا بالعقاب العظيم وهؤلاء بالأصوام الطاهرة والاعمال الفاضلة قهروا الملوك وغلبوا جيوش الأعداء وسدوا أفواه الأسود وأخمدوا لهيب النار ودفعوا مواقع الغضب واستعدوا للخلود في النعيم ومالي أقول عن هؤلاء ولا أذكر فضل صوم المسيح ربنا فقد صام أربعين يوماً وأربعين ليلة ثم خرج لجهاد الشيطان الخبيث وصنع لنا بذاته مثالا ورسما لكي نقتدي نحن بآثاره الطاهرة وهو القائل " تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب فسبيلنا الآن أن نتدرع بحلل الصوم ونتزين بأعمال الفضائل ونحمل سلاح الامانة ونشجع نفوسنا ونطهر قلوبنا ونخرج لقتال عدونا لنفوز بالغلبة والظفر فنصل إلى ملكوت ربنا الذى له المجد إلى الأبد. آمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
16 أغسطس 2025
العذراء المكرمة
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.
نتكلم فى نقطتين بنعمة ربنا :-
اولا كرامه العذراء
وثانيا..أنا والعذراء
اولا كرامه العذراء:-
كرامه العذراء كرامه كبيره جدا في الحقيقه أحيانا كثيرة نكرم العذراء لاجل اشياء لا تكون المقصود بها الكنيسه انها تكرم بها العذراء مثال ممكن نكون نريد ان نكرم العذراء لتواضعها او ممكن نريد تكريم العذراء لاجل طهارتها وبتوليتها او ممكن نريد ان نكرم العذراء لصمتها او لاقامتها فى الهيكل لكن في الحقيقه الكنيسه تكرم العذراء ليس لا اجل هذه الاشياء بل لاجل اشياء اهم من ذلك نحن نكرم العذراء لانها والده الاله نحن نكرم العذراء لانها التي ولدت الله الكلمه بالحقيقة بنكرم العذراء لانها كانت هي الوصيلة التى افتقدنا بها الله وجاء وافتقد جنسنا واخذ طبيعتنا البشريه من بطنها ومن جسمها ومن لحمها ومن دمها فاصبح العذراء بالنسبه لنا هي امنا كلنا وأم للجنس البشري الجديد وامنا من بعد حواء اصبح اليوم امنا كلنا في المسيح يسوع هي العذراء كرامه العذراء ليس مجرد ٢٢٢٢٢٢٢ ولكن كرامه العذراء مثل ما قالوا القديسين او والده الاله تجد صوره امنا العذراء بحسب الكنيسه لابد ان تكون حامله للمسيح لان كرامه العذراء ليس مرتبطه بشخصها لكن كرامه العذراء مرتبطه بأنها والده الاله يا بخت اللي يعرف والده الاله افضل طريقه نقرب بها من ربنا يسوع المسيح هي ان نقرب من امنا العذراء اذ ليس لنا داله ولا حجه فنحن بك نتوسل نحن لا يوجد لنا داله لكي نكلم ربنا يسوع المسيح لاننا خطاه واثقين في أن لدينا ام حنينة تقول له اشفع عنهم نحن نكرم العذراء لانها ليست مجرد قديسه ولكنها والده الاله ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه عندما تحضر الكنيسه في مجمع الكنيسه الذي يقال فيه القديسين تجد الاب الكاهن يقول القديسين سريعا يقول رؤساء الاباء رؤساء الاباء ابونا ابراهيم واسحاق ويعقوب وبعد ذلك يقول والانبياء اشعياء ودانيال حزقيال وارميا وهوشع وعاموس كل هذا يتقال سريعا والرسل والمبشرين والانجيليين والشهداء والمعترفين كل ارواح القديسين الذين كملوا في الايمان كلهم قالوا سريعا وعند العذراء يقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء كل حين والده الاله القديسه الطاهره مريم التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه المهم المبشرين والشهداء والمعترفين وعندما ياتي الى العذراء يقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه لاجل هذا كنيستنا تكرم العذراء كنيستنا تحب العذراء لا تصلي صلوة بالاجبية الا تجد اسم العذراء ولا تحضر قداس الا تجد اسم العذراء تقول بشفاعه والده الاله وكل حين العذراء وعلى حامل الايقونات امنا العذراء في التسبحه امنا العذراء صلوات الكنيسه امنا العذراء كل شهر نتذكر امنا العذراء يوم 21 من كل شهر لابد ان نعمل لها عيد احبائي ليس نكون في كنيستنا نصوم الى احد من القديسين كلنا نحب البابا كيرلس لكن لا يوجد صيام للبابا كيرلس كلنا نحب مارجرجس ونعمل نهضه لة لكن لا نصوم لمار جرجس مارمينا ابو سيفين الست دميانه لكن لا يوجد اصوام لهم لكن عند السيده العذراء لابد ان نصوم نصوم للعذراء ليس لانها مجرد قديسه لا لانها والده الاله صوم العذراء مرتبط بسر خلاصنا السيده العذراء هي التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه نعظمك يا ام النور الحقيقي الكنيسة بتكرم العذراء ليس لأنها مجرد قديسه لكنها والده الاله امسك في الايام التي بها تمجيد للسيده العذراء وافرح بها جدا وزيد العلاقه بينك وبين السيده العذراء وكرمها لان الكنيسه تريد ان تكرمها الكنيسه تقول على العذراء انتى اعلى من الشاروبيم واجل من السيرافيم الشاروبيم هم الذي يحملوا العرش الالهي انت اعلى منهم الكنيسه تكرم العذراء تقول عنها انها السماء الثانيه الكتاب المقدس يكرم العذراء ويقول انها السحابه الخفيفه التى حملت ربنا يسوع المسيح وان جبتة الى أرضنا ٠.تقول انها الكاروب المظلل تابوت العهد هو العذراء غطاء الذهب غطاء الذهب كان يوجد حوالية كاروبيم إثنين قصاد بعضهم كرامه العذراء كرامه فائقه في الكنيسه لانها جاءت من كرامه ابنها تكريم الكنيسه لامنا العذراء لابد ان تعلم انه جاء من ينبوع قداسه وبر الكنيسه التي علمت قيمه امنا السيدة العذراء اباء الكنيسه الذين وضعوا تسابيح الكنيسه نحن نظل شهر كيهك اسمه الشهر المريمى وايضا مدائح للعذراء ونكون سهرانين طول الليل ونقول لها اجمل التماجيد التي قيلت للسيد العذراء ونسبح السيده العذراء ونقول لها انها ام الاله لا نستغنى عنها ابدا ولا نقدر أن نغفلها ولا نعتبرها مجرد احدى القديسين لا العذراء في كنيستنا تعتبر ليست قديسه لكنها عقيده لان العذراء ولدت الله الكلمه اللةالكلمه حل في احشائها اتى وحل في الحشا البتولي غير الدنس ولدته وهي عذراء وبتوليتها مختومة فالعذراء في الكنيسه ليست مجرد قديسه ولكنها عقيده بطن العذراء عرش سماوي نقول عليها في المديح الذي نصلي به دائما السلام لك يا خزانه حاويه اسرار اللاهوت مريم فخر رجانه باب وطريق للملكوت العذراء بطنها خزانه حاوية اسرار اللاهوت القديسين القديس كيرلس الكبير يقول اتحاد فائق الطبيعه بين اللاهوت والناسوت داخل بطن امنا العذراء القديسين يسموا بطن العذراء معمل اتحاد الطبائع ما هي اتحاد الطبائع؟ الطبيعه الالهيه والطبيعه البشريه اتحدوا في بطن امنا العذراء الكنيسه تكرم العذراء في التسبيحه والقداس الاجبية والاصوام وشهر كيهك واعياد للعذراء وعيد ميلاد العذراء وعيد دخولها الهيكل وعيد صعود جسدها ونياحتها واعياد كثيره للعذراء لان العذراء ليست مجرد قديسه ولكنها عقيده العذراء لا تخضع الى اختياراتنا لانها اعلى بكثير القديسه العذراء هى جزء من عقيدتنا وايماننا قانون الايمان مقدمه قانون الايمان يخص السيده العذراء لان الذي يتلخبط في المسيح ويريد ان يفهمة يفهمة عن طريق السيده العذراء العذراء هي ام الله التي ولدت الله الكلمه بالحقيقه ليس بالخيال غبريال الملاك قال سلام لك ايتها الممتلئه نعمه الملاك يقول لها انت ممتلئة نعمة الملاك يقول لها ممتلئه نعمه فماذا نقول لها نحن اليصابات التي قيلت عنها هى وزكريا الكاهن كان كلاهما بارين أمام اللة سالكين في جميع طرقه الى اليوم اليصابات بجميع برها قالت من اين لى هذا أن تأتى ام ربى إلي ومدائح الكنيسة تقول مجد مريم يتعظم فى المشارق والغروب مجدوها عظموها فى القلوب.
ثانيا انا والعذراء
لابد ان كل أحد فينا لدية كرامه العذراء مريم فى حياتة الشخصية داخل قلبك وفكرك لابد ان يوجد شى اسمة العذراء مخلوطة بك تشعر بها وبأمومتها وحنينها وبأهميتها لدرجة أن تخرج منك كلمة يا امى يا عذرا لابد ان تكون العذراء بالنسبه لك أنها ام لك وانت ابنا لها لابد ان يكون لك علاقة خاصة جدا بأمنا العذراء ضع لها صورة أمامك دائما اعمل لها تمجيد نور لها شمعة صغيرة فى بيتك لابد ان يكون بينك وبين العذراء علاقة خاصة علاوة ومحبة خاصة وعندما تتكلم عنها تشعر انك تتكلم عن والدتك اى شخص يحتاجها فى اى شىء لا تتاخر عنة قرب من صفاتها ربنا يبارك حياتكم ويعطينا نهضة مقدسة ولالهنا المجد الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
15 أغسطس 2025
العذراء والآلام
يقول القديس بولس الرسول في رسالة فيلبي (1: 29): «لأنه قد وُهِب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله»، وهو بذلك يقرّر أحد المبادئ الأساسية التي تحكم وجودنا في هذه الحياة: الإيمان والآلام كوجهي عطية واحدة موهوبة لنا من نعمة المسيح يسوع. وهذه العطية ذات الوجهين أحد قوانين الحياة المسيحية التي شاهدناها ونشاهدها في حياة القديسين والشهداء والنساك والأبرار والصديقين وكل السائرين في الطريق الروحي نحو السماء. بل أتجاسر وأقول إن هذه العطية هي علامة الصحة والسلامة في مسيرتنا الروحية نحو الملكوت، بمعنى أن الآلام صارت رفيق الإيمان، وأن الإيمان هو القاعدة التي تحمل وتحتمل الآلام على اختلاف أنواعها.لقد كان السيد المسيح رجل أوجاع، وفيه تتجسد صورة العبد المتألم، ونراه يبكي في معجزة إقامة لعازر من الموت (يو11: 35). لقد كان مُثقَّلًا بأمراضنا (إشعياء 53: 4)، ولكنه يتمم النبوات ويعطي تلاميذه قوة الشفاء باسمه (مرقس 16: 18)، وشفاء مقعد باب الجميل يشهد على قوة الكنيسة الناشئة (أعمال 3: 1-10).بصورة أخرى هو لا يمحو الألم بل يقدم التعزية للحزين (متى 5:5). لا يمحو الدموع بل يجفّفها كما في معجزة إقامة ابن أرملة نايين، لمّا رآها الرب تحنن عليها وقال لها «لا تبكي» (لو 7: 13). وكذلك في معجزة إقامة ابنة يايرس (لو 8: 52). حتى أنه يمكننا أن نقول إن دموع الألم ستكون "سعادة" لأنه (أي الألم) يهيّئ لاستقبال الملكوت، لأنه مكتوب أنه «يمسح الدموع من كل الوجوه» (رؤيا 7: 17، 21: 4؛ إشعياء 25: 8)، ومكتوب «لأنه في ما هو قد تألم مُجرَّبًا يقدر أن يُعين المُجرَّبين» (عبرانيين 2: 18).وكل ما سبق ينطبق على حياة أمنا العذراء مريم فخر جنسنا، فقد كانت الآلام رفيقة إيمانها ووداعتها، كما قال لها القديس سمعان الشيخ -الرجل البار التقي- عندما قدمت مع يوسف النجار المولود الإلهي ليصنعا له حسب عادة الناموس: «... وأنتِ أيضًا يجوز في نفسك سيف لتُعلَن أفكار من قلوب كثيرة» (لوقا 2: 25-35). حقًا لم تخلُ حياتها من الضيقات والآلام والمتاعب العديدة، وكما نصلي بلسانها في صلوات الساعة السادسة في الأجبية (كتاب صلوات الساعات): "أمّا العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه يا ابني وإلهي". وهكذا يصير الألم عنصر نضج في حياة الإنسان.كانت القديسة مريم ابنة وحيدة لأم عاقر هي حنّة، وقدموها للهيكل كأنها طفلة في ملجأ حيث تربّت على صدقات الناس، وكان أهلها يزورونها كل عيد فصح. وعندما بلغت 12 سنة خُطبت لرجل فقير نجار متقدم عنها في العمر كثيرًا من أجل العناية بها. وهذا الرجل بلا أي مركز أو مكانة في العالم وهي بالطبع لم تختره..ثم كانت الآلام الكبرى في حياتها عندما وُجدت حُبلى وهي عذراء، وهو ألم كافٍ لنوال اللعنة والشك وربما الطرد والقتل، لولا ظهور الملاك ليوسف النجار وطمأنته، وأيضًا لولا اتضاع وحياة التسليم الكلي لمشيئة الله.ومع حملها وبشارة الملاك وسفرها مع خطيبها إلى بيت لحم للاكتتاب (الإحصاء السكاني)، ثم لا تجد مكانًا للولادة في القرية إلا في مذود حيوانات بالطبع غير ملائم لسكنى البشر، وقد كان هذا كافيًا للشك، وهل ابن الله لا يجد له مكانًا بين الناس؟!. ووسط هذه الأجواء وبرودة الطقس وأصوات الحيوانات وسنها الصغير، تلد العذراء متحملة كل الآلام التي تصاحب تجربة الولادة، وظهور الملائكة ومقابلة الرعاة ثم المجوس حكماء المشرق.. ووسط قسوة الشتاء تتحمل الهروب إلى مصر حيث سلكت العائلة المقدسة طريق اللصوص لتبتعد عن الطريق الرسمي المليء بجنود الملك، وتظل في مصر من مدينة إلى أخرى في ترحال متواصل لمدة ثلاث سنوات وأكثر، ثم تعود إلى أورشليم، وخلال سنوات يفارقها المسيح صبيًا، وكانت تتعذب هي ويوسف النجار حارسها (لوقا 2: 48)... وتظل الآلام مصاحبة لوالدة الإله حتى الصليب، حيث يوكل المسيح المصلوب رعايتها إلى تلميذه المحبوب يوحنا الحبيب ويقول له: «هوذا أمك»، ويقول لها: «هوذا ابنك» (يوحنا 18: 26 و27).وهكذا عاشت أمنا العذراء حياتها بين اليتم والغربة والفقر والوحدة، في إيمان وآلام باتضاع ورضى، لأنها بالتأكيد سمعت عن أبطال الإيمان والآلام في الكتاب المقدس مثلما اختبر يوسف الصديق حياته حتى في السجن، ولكن هذه الآلام التي اجتازها أوصلته إلى عرش مصر. وكذلك أيوب الصديق قادته الآلام إلى التوبة واتضاع الذات وانسحاقها، وداود النبي أيضًا اجتاز آلامًا كثيرة حتى أنه صرخ كثيرًا وقال «إلى متى يا رب تنساني... اسندني يا رب فأخلص.... أرني بهجة خلاصك».إن الآلام سواء جسدية أو نفسية، سواء مادية أو معنوية، سواء ظاهرة أم خفية، سواء مكشوفة أو مستورة، وغير ذلك.. لا يمكن أن يقبلها الإنسان إلا بالإيمان القوي والرجاء الحي والمحبة الدائمة، واثقًا أنه يقدر دائمًا أن يعين المُجرَّبين.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
14 أغسطس 2025
لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟
لماذا إنتظر الله خطوبة العذراء ليوسف النجار وبعدها جاءت بشاره الحبل الالهى؟
الحقيقه إن الله إختار أن يتجسد من مريم العذراء المخطوبة، وقد إستخدم يوسف النجار كستار للعذراء مريم لعدة أسباب:
1- إخفاء سر التجسد الإلهى عن إبليس الشيطان وأن المولود ليس شخصاً عادياً وبدون زرع بشر وأنه هو عمانوئيل، فكان لابد أن يكون هذا مخفياً عن الشيطان الذى لو علم به يقيناً لحاول أن يفسر خطوات عمل الفداء والسعى لتعطيله. لكن الشيطان لم يعلم حقيقة الحبل الإلهى إلا بعد صلب السيد المسيح وقيامتة، ودونت الأناجيل إعلان سر التجسد الإلهى العظيم:
+ (تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ
2- لإخفاء طبيعه المولود عن إبليس، وهذا يتطلب أن تكون العذراء مريم مخطوبة لرجل بار يخاف الله ويحافظ عليها ويكون مؤتمناً على هذا السر العظيم وعدم الإفصاح به لأحد مهما كان، وقد إختارت العناية الإلهية القديس يوسف النجار الذى كان رجلا بارا ليكون بمثابة ستار لمريم العذراء من أعين اليهود الذين كانوا سيتهمونها بالزنى لو كانت عذراء غير مخطوبة وقتلوها بالرجم
3- حمايتها من اليهود فلا يرجمونها متى ظهرت عليها علامات الحمل.
وربما يسأل البعض هل مجرد الخطوبة بين يوسف ومريم يبرر الحمل ويمنع إدانتهما؟
للرد نقول أن العذراء المخطوبه تحسب أمام الشرع إمرأه خطيبها وتسكن معه فى بيتة، ولكن لا توجد علاقة زواج بينهما، ولكن لو حدث مثلاً وإضطجع الرجل مع خطيبتة وحملت المخطوبة من خطيبها يستوجب على الخطيب زواجها بكتابة عقد زواج، ويصبح هو أبو المولود، ولا يستطيع أن يطلقها كل أيام حياتة ولعل هذا التفسير يتطابق مع ما جاء فى سفر التثنية:
+ (تثنية 22: 28) 28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ.
ثم أن يوسف لما أراد يوسف تخلية العذراء سراً قال له الملاك: لا تخف أن تأخذ مريم إمرأتك من هذا نفهم أن مجرد الخطبه عند اليهود يجعل الزيجه قائمه أمام الشرع، ولو حدث تعدى أدبى وحدوث معاشرة بين الخطيبين فيستوجب على الخطيب إتمام مراسم الزواج الرسمى بأقصى سرعة.
ولو كان الأمر غير ذلك وشاهد الناس أن مريم العذراء حامل عند ظهور علامات الحمل على بطنها وهى مازالت مخطوبة ليوسف النجار لإتهموا يوسف ومريم معاً بالزنى وقتلوهما رجما، ولكن هذا لم يحدث، وزيادة فى تأكيد كلام الوحى الإلهى أن مريم كانت عذراء حتى أثناء خطوبتها وأن ولادة المسيح كانت بغير زرع بشر، لم يكتف بالقول عن أمه أنها مخطوبه ليوسف فيمكنها أن تنجب منه حسب شريعه اليهود لكنة أكمل قائلاً: "وقبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس" لتشمل معنيين
1- المعنى الأول صريح: أن الحمل تم قبل ذهاب مريم لتسكن فى بيت يوسف.
2- المعنى الثانى ضمنى: عدم وجود علاقة زوجية بينهما.
وقال القديس أمبروسيوس فى موضوع خطوبة العذراء مريم ليوسف النجار:
"ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فإنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته".
ويضيف "هناك سبباً أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفة هذا السر الإلهى.
المزيد
13 أغسطس 2025
الله ضابط الكل
أي أنه يضبط كل الكائنات لا يخرج شيء عن رقابته وعن تدبيره وعبارة (الكل) تشمل السمائيين والأرضيين، سواء كانت الكائنات العاقلة أو الجامدة، الكل تحت ضبطه كما تشمل أيضًا الملائكة والشياطين ولكن الله من فرط رحمته وحنانه، وهبنا حرية الإرادة وبحرية الإرادة يمكننا أن نطيع أو نعصى وصاياه ولكن أعمالنا كلها تحت ضبطه، مكتوبة أمامه في سفر التذكرة (مل 3: 16) وسوف يحاسبنا عليها يوم يأتي ليجازي كل واحد حسب أعماله (مت16:27) وقد يجازى عليها على الأرض أيضًا، كما سجل لنا الكتاب عقوبات كثيرة لله، منها عقوبة الطوفان (تك6) وعقوبة سادوم وعمورة (تك 19). ومعاقبة قورح وداثان وأبيرام (عد16) ومعاقبته لفرعون مصر بضربات كثيرة، ثم بالغرق في البحر الأحمر (خر16) بل ذكر الكتاب أيضًا معاقبة الله لأحبائه الذين أخطأوا مثل عقوبته لداود (2صم12) الشيطان أيضًا ليس إلها للشر، بل هو مخلوق تحت سيطرة ضابط الكل Pantocrator إن أراد الله أن يوقفه عن العمل، أو يضع له حدودًا لا يتجاوزها فإنه يستطيع ذلك وفي قصه أيوب الصديق، نجد الشيطان يأخذ إذنا بتجربة أيوب ولا يجرب أيوب إلا في الحدود التي يسمح بها الله ففي التجربة الأولى سمح له الله أن يمد يده إلى مال أيوب وبيته، فلم يتجاوز ذلك (أي1) وفي التجربة الثانية سمح له أن يمد يده إلى جسد أيوب، ولكن لا يمس نفسه (أي 2: 6) وكان كذلك في قصه لجيئون، طلب الشياطين من الرب أن يأذن لهم بالدخول في الخنازير "فأذن لهم" (مر 5: 12-13) إذن لم يكن في سلطانهم حتى أن يدخلوا في الخنازير إلا بإذنه ويحكي لنا سفر الرؤيا أن الله أرسل ملاكه فقيد الشيطان ألف سنة وبعدها حله من سجنه (رؤ20: 2، 7) ونرى أن الرب أعطى تلاميذه السلطان أن يخرجوا الشياطين (مت 10:1) وفرح التلاميذ قائلين له "حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو 10:17) وقد أعطانا الرب "السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو 10: 19) والمقصود بالعدو هنا الشيطان إذن لا نخاف من الشيطان، ما دام تحت سيطرة ضابط الكل ولكن لعل إنسانًا يسأل إن كان الله ضابط الكل، فلماذا تحدث كل المتاعب والأضرار في الكون؟! ولقد سأل ارميا النبي سؤالًا مشابهًا، فقال للرب "أبر أنت يا رب من أن لأخاصمك ولكني أكلمك من جهة أحكامك. لماذا تنجح طريق الأشرار؟! اطمأن كل الغادرين غدرًا" (أر 12: 1) أو كما قال جدعون للملاك "أسألك يا سيدي إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه؟!" (قض6: 13) نقول إنه ربما تكون للرب حكمة في ذلك، ليعطي البعض بركة من التجربة أو نعمة الاحتمال فيسمح بالتجربة ويكون معنا فيها، كما حدث ليوسف الصديق هنا ونقول إن هناك فرقًا بين إرادة الله وسماحه إرادة الله هي خير مطلق ومع ذلك فهو يسمح للكائنات العاقلة بحرية التصرف في حدود وقد يخطئون ويسببون أضرارا، وهذا كله بسماح من الله وفي كل ذلك فإن الرب يرقب كل تصرفاتهم،ويحاسب ويعاقب كضابط للكل ويصحح وقد يطيل أناته عليهم وقد يتدخل الله، ويوقف عمل الأشرار فحرية الإرادة الممنوحة لهم ليست حرية مطلقة بل هي حرية تحت رقابة ضابط الكل الذي صرخ إليه داود وأصحابه مرة قائلين "حمق يا رب مشورة أخيتوفل" (2صم 15: 31) وفعلا بطلت مشورة أخيتوفل وقد تدخل الرب مرارًا فأنقذ قديسيه من مؤامرات الأشرار وقد تغني داود بهذا فقال "لولا أن الرب كان معنا -حين قام الناس علينا- لابتلعونا ونحن أحياء نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ أنكسر ونحن نجونا عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز124) لقد تدخل الرب ونجي داود من مؤامرات شاول الملك، ونجي مردخاي من مؤامرة هامان (أش 7: 10) ونجي الكنيسة كلها من الدولة الرومانية وأمثلة تدخل الله لإيقاف مؤامرات الأشرار كثيرة، سواء في الكتاب أو التاريخ.
الله يسمح للظالم أن يظلم ومع ذلك لا يفلت الظالم من يده والرب يحكم للمظلومين سمح الله لشاول الملك أن يظلم داود ولم يفلت شاول من قضاء الله فمات هو وبنوه في جبل جلبوع وقطعوا رأسه، ونزعوا سلاحه. وسمروا جسده على سور بيت شان (1صم 31: 8- 10) وأبشالوم ظلم داود أباه ولم يفلت أبشالوم من قضاء الله ففي الحرب تعلق شعره بالبطمة وضربه موآب بثلاثة سهام في قلبه وهو بعد حي وأحاط به عشرة غلمان حاملوا سلاح يوآب بثلاثة وضربوا أبشالوم ومات (2صم 18: 9- 15) لقد سمح الله أن يقوم قايين على أخيه هابيل ويقتله ومع ذلك لم يترك الله قايين بدون عقاب، فلعنه وتركه تائهًا وهاربًا في الأرض كل من وجده يقتله (تك 4: 10-14) لو قرأنا عن نهاية مضطهدي الكنيسة، لرأينا عجبًا الله ضابط الكل،لا يفلت أحد من مراقبته ومن معرفته ولا يفلت أحد من سلطانه ومن دينونته ومعاقبته ومن معرفته ولا يفلت أحد من سلطان ومن دينونته ومعاقبته..
إنه يضبط كل شيء، ليس الأفعال فقط، بل أيضًا الأفكار والنيات يضبط حتى الجنين في بطن أمه يضبط الخفيات والظاهرات، ما يري وما لا يري فلا تحزن لأجل ضيقات حلت بك الله لا بُد سيتدخل ويقيم العدل على الأرض ويحكم للمظلومين أنه هو الذي عاقب آخاب وايزابل على قتل نابوت اليزرعيلي (1مل 21) ومع ذلك فإن ضيقات كثيرة وبلايا وتجارب وأضرارًا، منعها الله عنا قبل وصولها إلينا، ونحن لا ندري إننا للأسف نشكر فقط على المتاعب المرئية التي ينقذنا الله منها ولكننا لا نشكر على منعه للمتاعب غير المرئية قبل وصولها إلينا، وربما تكون أكثر منعها عنا ضابط الكل أما التجارب والمتاعب التي يسمح بها، فلعله ينطبق عليها قول الكتاب (كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الله) (رو 8: 28) أو قول الكتاب أيضًا "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1: 2) فإن عرفت أن الله ضابط الكل، اعرف أنه ليس فقط يضبط ما يحدث لك، وإنما أيضًا ما يحدث منك إنه يقرأ أفكارك ويفحص قلبك، يعرف نياتك، وكل مشاعرك وليس شيء خافيًا عليه الذي قال لكل واحد من ملائكة (رعاة) الكنائس السبع (أنا عارف أعمالك) (رؤ 2، 3) إن عرفت هذا، لا بُد أن يدركك الاستيحاء من كل عمل خاطئ تعمله، ومن كل فكر في قلبك الله عالم به وهكذا تخجل من الله ضابط الكل، خالق السماء والأرض.
الله خالق السماء والأرض
كلمه (خالق) هي صفه لله وحده وتعني أنه يوجد مخلوقات من العدم، من اللاموجود أقصى ما يصل إليه العقل البشري أن يكون صانعًا لا خالقًا نعم، هذا الإنسان في قمة ذكائه وعمله ومعرفته هذا الذي صنع سفن الفضاء ووصل بها إلى القمر، والذي نبغ في التكنولوجيا إلى أبعد الحدود إنه مجرد صانع لا خالق صنع كل ما اخترعه، من المادة التي خلقها الله وصنع الإنسان كل ما صنع، بعقل خلقه الله لذلك إن أثبتنا أن السيد المسيح خلق أشياء، إنما بهذا نثبت لاهوته لأنه لا يوجد خالق إلا الله وحده وهنا نسأل حتى في بدء قصه الخلق (في تك1، 2) من الذي خلق هذا الكون؟ هل هو الآب أم الابن؟ ونجيب الآب خلق كل شيء بالابن ما دام الابن هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل، وما دام هو حكمه الله وقوه الله (1كو1: 23،24) إذن الله قد خلق كل شيء بعقله بنطقه بكلمته بحكمته، أي بالابن وهكذا يقول القديس بولس الرسول عن الابن "الذي به أيضًا عمل العاملين" (عب 1:2) "الكل به وله قد خلق" (كو1: 16) ويقول القديس يوحنا في بدء إنجيله "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيئًا مما كان" (يو1: 3) أليس هو عقل الله الناطق والله وعقله كيان واحد فأنت مثلا إن حللت مشكله، هل تكون أنت الذي حللت أم عقلك؟ أنت حللت المشكلة، وعقلك حلها وأنت حللتها بعقلك مادام الله قد خلق كل شيء فكل شيء تحت سلطانه وطبعا الذي خلق من العدم يمكنه أن يقيم من الموت لقد خلق الله السماء والأرض منذ البدء (تك 1: 1).
السماء والأرض
السماء لغة هي كل ما يسمو، أي ما يرتفع وقد أطلقت اصطلاحًا على أعلى ما ترتفع إليه أبصارنا وهنا نسأل هل هناك سماء واحدة أم عدة سماوات؟ ورد في أول آية في الكتاب المقدس "في البدء خلق الله السماوات والأرض" (تك 1: 1) أي أن هناك سموات ونحن نصلي ونقول" أبانا الذي في السموات" (مت6: 9) ويحكي لنا القديس بولس الرسول إنه "أختطف إلى السماء الثالثة" (2كو12: 2) وذكر أن هذه السماء الثالثة هي الفردوس (2كو12: 4) إن كانت الفردوس هي السماء الثالثة، فما هي السماء الأولى والثانية؟ السماء الأولى هي هذا الغلاف الجوى المحيط بالأرض نسميها سماء الطيور أي التي تسبح فيها الطيور كما قيل "كالنسر يطير نحو السماء "(أم23:5) وكذالك الطائرات التي تمخر عباب السماء أما السماء الثانية فهي الفلك الذي توجد فيها الشمس والقمر والنجوم والمجرات وسائر الكواكب ولا تستطيع طائره أن تقترب من الشمس، وإلا فإنها تحترق وإن كانت سفن الفضاء استطاعت أن تصل إلى القمر، فإن مناطق عديدة جدًا في الفلك لا يستطيع الإنسان أن يصل إليها والحديث عن النجوم والشهب والمجرات، هو حديث مذهل ومبهر، مع أن الإنسان لم يصل إلا إلى قليل من المعرفة في هذا المجال فوق هذه السماوات الثلاث توجد "سماء السموات" وهي التي يوجد فيها عرش الله وعنها قال السيد الرب "لا تحلفوا ألبته لا بالسماء لأنها كرسي الله" (مت5: 34) أي عرشه وهي التي قال عنها لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13) لقد صعد إيليا إلى السماء ولكن ليس إلى هذه "سماء السموات "، الخاصة بالله وحده وقد ذكر سليمان الملك سماء السموات في صلاته يوم تدشين الهيكل فقال للرب "هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت" (1مل 8: 27) وهنا نذكر سماء السموات في التسبحة فنقول مع داود النبي في المزمور "سبحوا الرب من السموات، سبحوه في الأعالي سبحيه يا سماء السموات" (مز148: 1، 4) ومع كل هذه، أطلق على كل هذه السموات، لقب سماء لسموها كلها وارتفاعها. وهكذا قيل في الوصايا العشر عن الراحة في اليوم السابع "لأنه في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع" (خر 20: 11) وقيل عنها (صنع) لأنه خلق أولا المادة ومنها صنع هذه السماء التي نراها،وهذه الأرض التي نسكنها وعبارة "خلق الله السموات والأرض" تعني خلقها وكل سكانها تعني أنه خلق السماء وكل الملائكة والأجناد السماوية، وكل صفوفها وطبقاتها وطغماتها الملائكة، ورؤساء الملائكة، والأرباب والعروش والسلاطين" (كو1: 16) والشاروبيم والسارافيم وكل الجمع غير المحصي الذي للقوات السمائية. (وخلق الأرض) تعني أيضًا كل ما عليها خلق الكل: "ما يُرى وما لا يُرى" (كو 1: 16).
الله خالق ما يُرى وما لا يُرى
عبارة "ما يُرى" سهلة الفهم. فماذا تعني عبارة ما لا يرى"؟
المقصود بعبارة ما لا يرى، الذي لا يرى بواسطتنا نحن، بحواسنا البشرية. لذلك لأن حواسنا البشرية ترى المادة فقط أما ما يخرج عن نطاق المادة فلا نراه.
1- فمثلًا من ضمن "ما لا يُرى" الأرواح.
ومن الأرواح: الملائكة (مز104: 4). فملائكة كثيرون يحيطون بنا ونحن لا نراهم. ولكن إذا اتخذ الملاك شكلًا، فنحن نرى هذا الشكل. أما الملاك من حيث طبيعته كروح، فإننا لا نراه. وبنفس الوضع: الشياطين لأنها هي أيضًا أرواح، أرواح شريرة، أو أرواح نجسة (مت10: 1، 8). فهي تحاربنا ولكننا لا نراها. أما إذا ظهر الشيطان في شكل معين، فإننا نراه في هذا الشكل. ولكننا لا نراها بطبيعته كروح أنت أيضًا كإنسان: فيك ما يرى وهو الجسد، وما لا يرى أي الروح التي لا نراها وهي تخرج من الجسد وقت الموت. أما إذا ظهرت لنا روح قديس (في معجزه مثلًا). فلا بُد أن يتخذ القديس شكلًا تدركه حواسنا المادية..
2-هناك أيضًا أشياء دقيقة جدا أو بعيدة جدا، لا تستطيع أبصارنا المادية أن تراها، ولكنها ترى بأجهزة.
مثال ذلك الميكروبات التي لا ترى بالعين المجردة، ولكن يمكن أن نراها بالميكروسكوب أو بأجهزة أخرى. نشكر الله أن بصائرنا لا تراها، وإلا ما كنا نستطيع أن نعيش، وبخاصة في أجواء يكثر فيها التلوث. حتى الهواء مملوء بذرات. من حسن حظنا أننا لا نراها. أشياء أخرى بعيدة، لا نراها بسبب بعدها. ولكن يمكن رؤيتها بأنواع من التيلسكوبات telescopes. وبخاصة بالنسبة إلى الأجرام السماوية وما فيها. ومركبات الفضاء استطاعت أن ترى في رحلاتها ما لم يكن يرى من قبل ولكن ما رأته الأقمار الصناعية ومكوكات الفضاء هو شيء ضئيل جدًا جدًا من عالم الفلك الذي تدخل تفاصيله في نطاق ما لا يرى.
3- هناك أشياء أخرى لا ترى حاليا، لأنها مخفاة. ولكن بعضها يمكن أن نراه بطرق الكشف:
مثال ذلك كل ما يوجد في باطن الأرض من المعادن، التي بعض منها أمكننا أن نراه بوسائل الاستكشاف العديدة والحفروهكذا أمكننا أن نستخرج من باطن الأرض ومن صخورها الذهب والنحاس والمنجنيز والماس، وما إلى ذلك مما كان لا يرى من قبل. يضاف إلى ذلك ما كشف عنه البحث من آبار البترول والغاز الطبيعي. كذلك ما لم يكن يرى في أعماق البحار، وأمكن استخراجه. وأصبح الآن يرى. وكان قبل ذلك لا يرى. يمكننا أن نضيف إلى هذا البند أيضًا أشياء كانت في جوف الإنسان لا ترى. أصبحت ترى بواسطة الأشعة والكاتسكان والـMRI وغير ذلك من الأجهزة الطبية.
4- هناك خواص أوجدها الله في طبيعة الإنسان، وهي لا ترى. ولكن عملها يظهر.
مثال ذلك العقل: أنت لا تراه، ولكن عمله يظهر ويدل عليه. والضمير أيضًا لا نراه، ولكن عمله يدل عليه.
5- كذلك المواهب التي يمنحها الله للإنسان.
أنت لا ترى الموهبة، ولكنك ترى عملها.. فالله قد يهب بعض الناس الحكمة أو الإيمان (1كو 12) ونحن لا نرى الحكمة ولا الإيمان. ولكن نرى عملهما الذي يدل على وجود كل منهما إلى هنا ينتهي الجزء الخاص بالآب في قانون الإيمان.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب قانون الإيمان
المزيد
12 أغسطس 2025
كيف ولد المسيح وظلت أمه عذراء
تنبأ إشعياء عن ميلاد الإله المتجسد من العذراء قائلاً: "ها العذراء تحل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل". وقد استخدم النبى فى تعبيره كلمه "العذراء" وليس "عذراء" فهو يتكلم بلفظ معروف لإنسانه معروفه فى خطة الله الأزلية للخلاص. فتكلم عنا بآل التعريف ليعنى دوام بتوليتها، فهو يتكلم وكأنه يرى العذراء قبل الحبل وأثنائه وبعده ولا يرى فيها سوى العذراء التى ستلد عمانوئيل، الله معنا، فهو يراها عذراء قبل الحبل وعذراء أثناءه وعذراء بعد الولادة لذلك استخدم تعبير العذراء "ليعبر عن هذه الحقيقة" حبلت العذراء بالطفل الإلهى وولدت وظلت عذراء وبتوليتها مختومة والسؤال الأن كيف ولدت القديسة مريم وظلت عذراء بعد الولادة؟
يقول الكتاب "وبينما هى هناك (فى بيت لحم) تمت أيامها لتلد فولدت أبنها البكر وقمطته واضجعته فى المزود". وهذه الآية تؤكد لنا أن العذراء مريم حبلت لمدة تسعة أشهر، تمت أيامها، ثم ولدت وقمطت الطفل كسائر المواليد ولم يشر الكتاب إلى شئ غريب ربما يكون قد حدث وقت الولادة ولكن كل الظواهر نوحى بأن العذراء ظلت عذراء بعد الولادة كما كانت قبل الولادة، عذراء روحاً وجسداً وقد اعتادت الكنيسة منذ فجرها الأول أن تلقب القديسة مريم بالعذراء Parthenos (بارثينوس) والدائمة البتولية air Parthenos (ايبارثينوس) للتعبير عن دوام بتوليتها قبل وأثناء وبعد الحمل والولادة ولكن يظل السؤال كيف ولدت القديسة مريم ومع ذلك ظلت عذراء؟! والإجابة هى أنه كما خرج الرب يسوع المسيح من القبر والقبر مغلق وكما دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة حتى إنهم ظنوه شبح هكذا أيضاً خرج من العذراء وظلت العذراء كما هى وبتوليتها مختومة وترى الكنيسة فى ما جاء فى حزقيال (1: 44،2) "ثم ارجعى إلى طريق باب المقدس الخارجى المتجه إلى للمشرق وهو مغلق" فقال لى الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" اشارة إلى بتولية العذراء الدائمة فقد حل عليها الروح القدس والكلمة الأزلى اتخذ جسداً من لحمها ودمها وحل فى أحشائها تسعة اشهر وخرج، فلا يعقل أن يفض بكارتها ولا يعقل أيضاً أن تجتمع بعد ذلك بإنسان أو تلد بنين أخرين غير المجد.
قال القديس جيروم: (مع أن الباب كان مغلق، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت فى الصخر، الذى لم يرقد فيه من قبل ولا بعده أنها جنة مغلقة، ينبوع مختوم هى الباب الشرقى الذى تحدث عنه حزقيال المغلق إلى الدوام، المملوء نوراً.. يدخل إلى قدس الأقداس منه يدخل ويخرج من هو على رتبه ملكى صادق. ودعوهم يخبرونى كيف دخل يسوع والأبواب مغلقة، وأنا أجيبهم كيف تكون القديسة مريم أماً وعذراء بعد ميلاد ابنها؟".
قال مارافرام السريانى: "كما دخل الرب والأبواب مغلقه هكذا خرج من حشا البتول وبقيت بتوليتها سالمة لم تحل".
قال أغسطينوس: "بعد قيامة المسيح عندما ظن إنه روح قال لتوما هات يدك وانظر لأن الروح ليس له جسد وعظام كما ترى، وبالرغم من ان جسده جسد شخص فى سن الرجولة فأنه دخل إلى حيث يوجد تلاميذه خلف الأبواب المغلقة، فأذا كان قد استطاع لأن يدخل خلال الأبواب المغلقة وهو فى جسد فى سن الرجولة فكيف لا يستطيع إذآ كطفل أن يترك جسم أمه دون أتلاف بتوليتها. الذى يؤمن ان الله ظهر فى الجسد يصدق الأمرين كليهما، أما غير المؤمن فلا يصدق هذا ولا ذاك".
قال ذهبى الفم: "نحن نجهل أموراً كثيرة وعلى سبيل المثال كيف وجد غير المحدود فى رحم العذراء؟ ثم كيف الذى يحوى جميع الأشياء حملته امرأة؟ ثم العذراء كيف ولدت وهى كما هى عذراء؟".
قال أغريغوريوس صانع العجائب: "رأى النبى المولود منك أيتها العذراء القديسة خلال الرمز.. بأى كلمات يمكنا أن نعبر عن كرامة بتوليتها.. النقية الطاهرة".
قال القديس كيرلس الكبير: "لنمجد مريم دائمة البتولية بتسبيحة الفرح".
قال القديس أغريغوريس الثيؤلوغوس: "ولد من عذراء وحفظ أيضاً عذريتها وبتوليتها بلا تغيير".
قال القديس أغريغوريوس أسقف نيصص: "أن رحم العذراء الذى استخدم لميلاد بلا دنس هو مبارك لأن الميلاد يبطل أو يحل عذريتها، كما أن العذراوية لم تمنع أو تعق ذلك الميلاد العالى، كما اعلن عنه فى الإنجيل "طوبى للبطن الذى حملك والثديين اللذين رضعتهما".
وجاء فى ثيؤتوكية الخميس: "يا للطلقات الإلهية العجيبة التى لوالدة الإله مريم العذراء كل حين. هذه التى منها اجتمع معاً بتولية بلا دنس وميلاد حقيقى. لأنه لم يسبق الميلاد زواج ولم يحل الميلاد أيضاً بتوليتها لأن الذى ولد إله بغير ألم من الأب ولد أيضاً حسب الجسد ونقول فى المجمع فى القداس الإلهى: "وبالأكثر القديسة المملؤة مجداً العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التى ولدت الله الكلمة بالحقيقة".
المتنيح القمص عبد المسيح بسيط
عن كتاب التجسد الإلهى و دوام بتولية العذراء
المزيد
11 أغسطس 2025
رموز القديسة مريم في التسابيح القبطية
1- خيمة الاجتماع: ثيؤتوكية الأحد تدعو القديسة مريم "القبة الثانية وقدس أقداس خيمة الاجتماع الخ..." ويلاحظ أنه في البشارة يقول الملاك جبرائيل: "قوة العلي تظللك (ابيسكيازين)" لو1: 35، مستخدما نفس الفعل "ابيسكيازين" (في العبرية شكن أي يسكن) الذي استخدم في خيمة الاجتماع حيث كان الله يسكن في وسط شعبه، وهو ذات الفعل الذي استخدم في لحظات تجلي السيد المسيح حيث كان الرب حاضرا وسط اثنين من أنبيائه وثلاثة من تلاميذه حيث كانت السحابة تظللهم. جاء في سفر الخروج (40: 35) أن موسى لم يكن قادرا على دخول الخيمة، لان الرب سكن "شكن" فيها ومجد الرب ملأها، أما القديسة مريم فهي الخيمة الحقيقية التي سكن الرب فيها وسط شعبه. أن موسى لم يستطع أن يدخل الخيمة بسبب مجد الله، فمن يقدر أن يقدر أن يتفهم سر القديسة التي حملت الله نفسه في أحشائها المقدسة؟
"من يقدر أن ينطق بكرامة القبة التي صنعها موسى على جبل سيناء؟!
شبهوك بها، يا مريم العذراء،القبة الحقيقية،التي في داخلها الله".ثيؤتوكية الأحد
2- تابوت العهد: شبهت القديسة مريم بتابوت العهد المصنوع من الخشب الذي لا يسوس مغشى بالذهب من الداخل والخارج."وأنت يا مريم العذراء،متسربلة بمجد اللاهوت من الداخل والخارج".ثيؤتوكية الأحد
تابوت العهد الذي يمثل حضرة الله، وبقى في بيت عوبيد آدوم ثلاثة شهور قبلما يحضره داود إلى بيته (2 صم 6)، والقديسة مريم الحاملة للرب نفسه بقيت ثلاثة شهور في مدينة اليهودية. كان حمل التابوت يبعث في الشعب فرحا، وجعل داود يرقص أمام الرب (2صم6، 1 آي 15: 29)، وهكذا وصول القديسة مريم بعث في اليصابات الفرح وركض الجنين –يوحنا المعمدان- في أحشاء أمه مبتهجا. والعجيب أن الفعل الخاص بركض الجنين (سكيرتان) في لوقا 1: 41، 44، هو بعينه الذي استخدم عند فرح داود ورقصه أمام التابوت، وهو عادة يستخدم في الكتاب المقدس ليعبر عن رقصات الفرح المصاحبة لحضور الرب (مز 114: 4، 6، حكمة 9: 9، ملاخي 4: 2) والخاص بالفرح السماوي (لو 6: 23). حقا أن القديسة مريم _ تابوت الله الحقيقي، صارت سر فرح كل الخليقة: "السلام لوالدة الإله،تهليل الملائكة!"
ثيؤتوكية الثلاثاء
"تكلموا بكرامات من أجلك يا مدينة الله،لانك أنت مسكن جميع الفرحين" ثيؤتوكية الأربعاء
3- غطاء التابوت: كان غطاء التابوت يسمى في العبرية "شكينا أو مسكن"، إذ كان يمثل كرسي الرحمة الخاص بالله، يظلله كار وبان. وكان الله يظهر بين الكار وبين في لون أزرق رمز السماء، ومن هناك أعتاد الله أن يتحدث مع موسى. القديسة مريم هي هذا الغطاء، رمز الكنيسة، حيث يجلس الله على عرش رحمته وسط شعبه، وهي ممتلئة بالخليقة السماوية كاروبا الذهب مصوران مظللان على الغطاء بأجنحتهما كل حين يظللان على موضع قدس الأقداس في القبة الثانية وأنت يا مريم ألوف ألوف وربوات ربوات يظللان عليك" مسبحين خالقهم،وهو في بطنك هذا الذي أخذ شبهنا... ثيؤتوكية الأحد
4- قسط المن : أنت هي قسط الذهب النقي،المن الخفي في داخله،خبز الحياة الذي نزل إلينا من السماء،
وأعطى الحياة للعالم وأنت أيضا يا مريم حملت في بطنك،المن العقلي الذي أتى من الآب.ولدته بغير دنس،وأعطانا جسده ودمه الكريمين فحيينا إلى الأبد..."ثيؤتوكية الأحد
في العهد القديم عال الله شعبه بالمن، أما الآن فيعطينا المن العقلي الذي نزل من السماء في أحشاء العذراء. وكما يقول الرب نفسه: "آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان. أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" يو6: 49_51. يليق بنا أن نعرف أن القديسة مريم لم تكن مجرد إناء، بل تقبل المن المخفي جسده منها.
5- المنارة الذهبية: أنت المنارة الذهب النقي،الحاملة المصباح المتقد كل حين الذي هو نور العالم غير المقترب إليه الذي تجسد منك بغير تغيير كل الرتب العلوية لم تقدر أن تشبهك أيتها المنارة الذهبية الذي في بطنك يا مريم العذراء، أضاء لكل إنسان آت إلى العالم لأنه هو شمس البر، ولدته، وشفانا من خطايانا..." ثيؤتوكية الأحد
هكذا صارت القديسة مريم أعظم من كل الطغمات السمائية، لأنها حملت النور الحقيقي أضاء ولم تستطع خليقة ما أن تعاين جوهره!
6- العليقة المتقدة نارا: العليقة التي رآها موسى في البرية،والنار مشتعلة فيها ولم تحترق أغصانها،هي مثال مريم العذراء غير الدنسة،التي أتى وتجسد منها كلمة الآب ونار لاهوته لم تحرق بطن العذراء وأيضا بعدما ولدته بقيت عذراء.ثيؤتوكية الخميس
العليقة ليس فقط لم تحترق بل كانت مخضرة ومزهرة بجمال (حز3: 1- 3) كما جاء في الطقس الأرمني: "أنت اشتعلت بالشمس كالعليقة ولم تحترقي، بل قدمت للبشر خبز الحياة، وتشفعت فينا لكي يغفر لنا المسيح خطايانا"صلاة البركة
ويقول القديس أفرام السرياني: "حملت في أحشائها السيد المسيح، كعليقه جبل حوريب التي حملت الله في لهيبها" وجاءت كلمات السيد المسيح موجهة إلى أبيه بخصوص أمه في لحظات انتقالها كما رواها البابا ثيؤدوسيوس الإسكندري تقول: "تقبل مني يا أبي الصالح،العليقة التي حملت نار اللاهوت ولم تحترق.أقدمها لك يا أبي، هبة ملوكية اليوم،ألا وهي نفس أمي البتول".
7- عصا هرون: مرتفعة أنت بالحقيقة أكثر من عصا هرون،أيتها الممتلئة نعمة،ما هي العصا إلا مريم؟!
لأنها مثال بتوليتها.حبلت وولدت بغير زرع بشر،ابن العلي، الكلمة الذاتي.ثيؤتوكية الأحد
العصا التي بلا حياة أزهرت (عد 17: 8) رمزا للقديسة مريم التي أنجبت "الحياة".
8- سلم يعقوب: أنت هي السلم الذي رآه يعقوب ثابت على الأرض، ومرتفع إلى السماء،والملائكة نازلون عليه.ثيؤتوكية الثلاثاء
9- الجبل العقلي: كلمة الله الآب الحي،نزل ليعطي الناموس على جبل سيناء هو أيضا نزل عليك، أيها الجبل الناطق هذا هو الحجر الذي رآه دانيال، قد قطع من جبل.ولم تلمسه يد إنسان البتة،هو الكلمة الصادر من الآب،آتى وتجسد من العذراء بغير زرع بشر، حتى خلصنا.ثيؤتوكية الثلاثاء
رموز أخرى:
قدمت لنا التسابيح اليومية رموز ومثالات أخرى للقديسة مريم مثل مجمرة هرون، باب حزقيال، فلك نوح، مدينة الله، السحابة المنيرة التي يجلس عليها الله (أش 19)، أورشليم الجديدة إلخ...
القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مار جرجس سبورتنج
عن كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي
المزيد
10 أغسطس 2025
انجيل قداس الأحد الأول -من شهر مسرى
تتضمن الحث على سماع الاقوال من المعلمين والعمل بها وتعليمها لأخرين مرتبة على مثل الكرم والكرامين ( لو ۲۰ : ۹-۱۹ )
إذا كان رب الكرم حين رأى العمال مهملين مضجعين لا يحملون اليه الثمرات في أوانها ولا يخدمونه كما ينبغى أمر بهلاكهم وسلم الكرم إلى آخرين فما بالنا لا نتذكر عظيم مصابهم ونتيقظ بسقوطهم ونفلح الكرم جيدا ونعطى الثمرات في أوانها ونخدم رب الكرم كما يجب له ونكون دائما لأقواله سامعين ولأوامره طائعين ولرسله مكرمين حتى يعلمنا إرادته ويلهمنا طاعته ويجازينا بالخلود في ملكوته ويفرح بخيراتنا المرشدون ويبتهج بإكليلنا المؤدبون ويقبلوا علينا مسرورين ويهتموا بمصالحنا مجتهدين فإنه كما أن الذين يغوصون البحر في طلب الجواهر إذا وجدوا الذين يشترونها مقبلين عليهم متقدمين لابتياعها يفرحون بذلك ويتهللون ويحملهم رواج بضاعتهم على الغوص في البحر أيضا واحتمال المشقات وركوب الأهوال ليحصلوا أمثالها وكذلك يفعل الفلاحون إذا رأوا الأرض تأتى بغلات جزيلة فانهم يجهدون أنفسهم ويلقون البذار بكثرة ولا يشفقون على انفسهم من التعب كذلك نحن إذا رأينا حرصكم ونشاطكم وإجتهادكم في استماع الوعظ والبحث عن معاني العبارات متسارعين بعضكم مع بعض متبارين في العمل بها فإننا عند ذلك نجهد أنفسنا ونستحث أفكارنا ونفاوضكم دائما في ما يبهج نفوسكم ويحسن معادكم ويكثر أعمال بركم ويضاعف ثمرات أجركم لأن التجار هكذا يصنعون إذا ما حسنت أحوال سوقهم وبيعت بضائعهم فإن ذلك يفضي إلى اعادتهم السفر لإحضار بضائع أفضل من تلك أما إذا كسدت البضائع عندهم ورأوا المشترين معرضين عنهم ومتهاونين ببضائعهم فإنهم هم أيضا يتهاونون ويتكاسلون وقد علمتم أن حرصنا وإجتهادنا لا لتكونوا حافظين لأقوالنا فقط بل لكـــــــي تصيروا معلمين أيضا لآخرين ولكى يقوم بعضكم بعضا ويكمل نقص الناقصين وحينئذ تتضاعف المواهب التامة وتتزايد فضائل الروح وتكثر الثمرات الجيدة وتترادف جوائز الأعمال الصالحة لأن الله لا يرضيه منا أن يهذب المؤمن نفسه فقط بل أن يجبر المنكسرين أيضا وبنهض الساقطين وينشط الفائزين ويرشد الضالين ويقيم لسيده منازل كثيرة روحانية يظهر ضياؤها لآخرين وليس ذلك بالتعليم فقط بل بحسن السيرة أيضا وبالأعمال الصالحة وبما يرون من المحبة والرحمة ورفض الشهوات العالمية والإجتهاد فى طلب الخلاص والوصول إلى النعيم السماوى فسبيلنا أن نجهد نفوسنا وتعمل بحسب أوامر ربنا لندرك حياة الابد التي أعدها ألهنا للطائعين الذى له المجد إلى الأبد. آمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد