المقالات

28 نوفمبر 2025

“رائحة الحب”

أتدري يا صديقي أنه متى كانت لك حياة روحية حقيقية وقلب ممتلئ بالنعمة لا بد أن ينعكس ذلك على حياتك العملية فتظهر رائحة المسيح في كل تصرفاتك؟ هذا هو ما نود الحديث عنه في موضوعنا هذا في طريقك الروحي وهو ما يعكس نجاحك في الخطوات السابقة «وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةُ للهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. لِهؤُلَاءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟ لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلَاصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ» (2كو 2: 14 – 17). تظهر فينا رائحة المسيح من خلال خمس فضائل: أولًا: المحبة الإنسان المسيحي لا يعرف إلَّا المحبة، والعالم اليوم في أشد الحاجة إلى المحبة النقية الحقيقية، تلك المحبة التي يقدِّمها الإنسان المسيحي الحقيقي في معاملاته مع الجميع لذا على الإنسان المسيحي أن يراجع نفسه دائمًا ويسأل نفسه: هل يوجد في قلبه فكر كراهية من جهة أي أحد؟ وما هو مقياس المحبة تجاه كل مَنْ هم حوله؟ والقديس أغسطينوس له هذا القول الجميل: ”أحبَّ الكل فيكون لك الكل ومَنْ يعرف الحب يفهم الحياة“. ثانيًا: السلام وتُسمَّى صناعة السلام بالصناعة الصعبة بل إنها أصعب صناعة يحتاجها العالم اليوم، فالعالم أضحى ممتلئًا بالتوتر في كل مكان وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط «وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلَامِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلَامَ» (يع 3: 18) فهناك شخص بمجرَّد وجوده يكون سببًا في تهيُّج المشكلات بسبب كلامه غير الحكيم، ولكن نجد شخصًا آخر كلامه يريح الجميع بحكمته وتصرفاته التي تزرع السلام تعلَّم يا صديقي فن حل المشكلات بهدوء بل اجعل نفسَكَ دائمًا من صنَّاع السلام كما يقول الكتاب: «طُوبَى لِصَانِعِي السَّلَامِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ» (مت 5: 9). ثالثًا: اليقظة بمعنى التوبة في كل يوم فالإنسان المسيحي إنسان يقظ ومنتبه ومستعد واليقظة أيضًا تعني السهر والاستعداد فمتى تسلَّل الكسل إلى حياتك الروحية عليك أن تتدارك نفسك سريعًا واعلم أن هذا الكسل هو حرب من الشيطان يجب الانتباه لها حتى لا تُفسِد الخطية حياتك بسبب هذا الكسل البُعد الداخلي لليقظة القلبية هو وجود مخافة الله في كيان الإنسان لأن في الأزمنة الحاضرة ومع انتشار التكنولوجيا بكل صورها المتسارعة وتعاظم القدرات الإنسانية وتعاظم الإنسان أمام نفسه … توارت مخافة الله في حياة الإنسان وصار يستبيح كلَّ شيء وصار كلُّ شيء رخيصًا وبلا قيمة حتى المقدَّسات وكأن التكنولوجيا واستخدامها يولِّد ويستنسخ ”يهوذا“ جديدًا كل صباح. رابعًا: الحكمة «إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلَا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يع 1: 5). فالفضيلة لا تكون فضيلةً إلَّا بالحكمة، والحكمة تتجسَّد في حياة الإنسان بشكلٍ عملي … في حُسن التصرُّف أو في عرض موضوعٍ ما. أو في حل مشكلةٍ … إلخ ويُحكَى في التاريخ أن ملكًا في أحد العصور أقام حفلة كبيرة ودعا إليها جميع كبار رجال الدولة وكان من ضمن المدعوين البابا البطريرك، وفي نهاية الحفل كان كل فرد من رجال الدولة يقوم بتقبيل يد الملك اليمنى فيضع الملك فيه كيسًا من الذهب على سبيل الهدية. فجاء دور البابا البطريرك فقبل صدر الملك فتعجب الملك وقال له: لماذا صنعت ذلك؟ فقال البابا لأنه يوجد لدينا آية في الإنجيل تقول: «قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ» (أم 21: 1). وأنا قبَّلت يد الرب التي تحرس قلبك يا جلالة الملك. فارتاح الملك لهذا الكلام وأعطى البابا كيسين من الذهب، وهذه هي الحكمة. فقد كرز بالإنجيل وقدَّم محبة وتصرَّف بدبلوماسية الإنسان المسيحي الحقيقي عادةً ما يكون إنسانًا حكيمًا. لأنه يتعلَّم الحكمة من حياة ربنا يسوع المسيح. فعندما سألوا السيد المسيح عن الجزية وهل يجب دفعها أم لا؟! طلب أن يرى عُملة ونظر إلى وجهيها ثم قال في حكمة: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟ قَالُوا لَهُ: “لِقَيْصَرَ”. فَقَالَ لَهُمْ: أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ» (مت 22: 20، 21) وأيضًا في قصة المرأة السامرية (يو 4) تعامل السيد المسيح معها بمنتهى الحكمة وبدأ هو في الحديث معها وكان يشجِّعها في حديثها ببعض الكلمات المشجِّعة. مثل «حَسَنًا قُلْتِ» وبذلك قادها إلى التوبة والإيمان وفي مقابلة زكا تقابل السيد المسيح معه بمنتهى اللطف حتى أن زكا تغيَّر قلبه وتاب. وقال: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ» (لو 19: 8) وفي قصة الابن الضال (لو 15) كان من الممكن أن أباه لا يقبل عودته ويطرده. ولكنه تعامل مع ابنه بحكمةٍ وأخذه في حضنه وقبله وهكذا يا عزيزي القارئ الإنسان المسيحي يظهر رائحة المسيح في حكمته في مواجهة المواقف المختلفة. خامسًا: ينبوع التعزيات الإنسان المسيحي هو ينبوع التعزيات فحضور المسيح حضور مُفرح، فعندما يأتي الإنسان المسيحي يأتي معه الفرح والبشاشة وهكذا حضور الإنسان المسيحي يعكس حضور الله بالفرح الذي يملأ قلبه. وبذلك تكتمل هذه المنظومة الخماسية بالفرح الذي يجلبه الإنسان المسيحي في الوسط الذي يعيش فيه سواء بكلامه أو صمته، سواء بمواقفه أو تصرفاته وهذا يفسر لنا تكرار عبارة: ”هللويا“ في صلواتنا وتسابيحنا وألحاننا حيث التهليل لله لكي تنطبع النفس الداخلية بأصول الفرح والبهجة والتعزية وتتحوَّل إلى حياة الرضا والقناعة والشكر. هذه الفضائل الخمس: المحبة، السلام، اليقظة، الحكمة، وينبوع التعزيات هي مظاهر حضور الله في حياتنا، وإذا أخذنا الحرف الأول في هذه الكلمات الخمس ستظهر كلمة ”مسيحي“. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
27 نوفمبر 2025

نساء فى سفر التكوين سارة أو ساراي السيدة التي صارت أماً لشعب غفير

سارة أو ساراي السيدة التي صارت أماً لشعب غفير المرجع الكتابي : ) تک ۱۱ : ۲۹ - ۳۱ : ۱۲ : ۵ - ۱۹:۱۷ : ۱-۱۸ ۱۰:۱۷-۰۲۱ ۱۰:۲۵ ۱۳۷ ، ١٩ ٤ ٢٤ : ٣٦ -۱:۲۳ ۱۱۲ - ۱:۲۱ ۱۱۸ - ۲ :۲۰۱۸ ٤١٢ ٤٩: ٤٣١ إش ٥١: ۱۲ رو ١٤١٩:٤ ٤٩ عب ۱۱ : ۱۱؛ ابط (٦:٣ معنى الاسم : يطلق على بعض الأسماء المذكورة في الكتاب المقدس لقب الأسماء المقدسة . لأن الله سماها بنفسه ، أو سماها عن طريق الوحي الإلهي أو الإلهام المقدس ، لينفذ وعداً خاصاً ، أو عهداً مقدساً ، أو إعلاناً إلهياً . وليطابق الاسم أخلاق وطباع أو رسالة الشخص الذي سيطلق عليه فالاسم المقدس يسير علامة وعهداً بين الله والإنسان الذي أطلق عليه الاسم أمامنا الآن شخيتان في الكتاب المقدس يحملان أسماءاً مقدسة هما إبراهيم وسارة فكل اسم منهما يعبر عن غرض الله المقدس ووعده الصادق بتكوين شعب له . سارة زوجة إبراهيم كان إسمها قبلاً ساراي ومعناه « أميرة » . و يقول بعض المفسرين أن ساراي تعنى «المشاكسة » أو «المحبة للنزاع » . تغير الله بنفسه الاسم إلى سارة وأعلن أنها ستكون أميرة وستنجب أحفاداً ملوكاً ورؤساء كهنة وأعطاها عهداً يوعد .. أما العهد فهو أن تكون سارة أما لملوك وشعوب منها يكونون ، لذلك غير الله اسم ساراي إلى سارة قائلاً لإبراهيم : «ساراى إمرأتك لا تدعو إسمها ساراي بل إسمها سارة » ( تك ١٧ : ١٥، ١٦ ) . إنها إشتركت مع زوجها في بركات الوعد الإلهى فكما غير الله اسمها غير اسم زوجها فصار اسمه إبراهيم بدلاً من إبرام معنى إبرام «الأب الرفيع أو الأب المكرم» ومعنى إبراهيم «أبورهام » أي « أبو جمهور» (تك ٥:١٧ ) . الغرض الجذرى من كلمة سارة يعنى يسود » أو «يسيطر». لقد غير الله شخصيتها مع إسمها وقصد بالتسمية الجديدة ضمان العهد الذي أعطاه لإبراهيم وهو أن يكون من نسلها ملوك وشعوب. أشار بولس الرسول - بتعبير مجازي استعاري - لسارة كشخصية تمثل التدبير الإلهى في الكتاب المقدس فقال : هاجر جبل سيناء في العربية ولكنه يقابل أورشليم الحاضرة فإنها مستعبدة مع بنيها وأما أورشليم العليا التي هي أمنا جميعاً فهي حرة لأنه مكتوب إفرحي أيتها العاقر التي لم تلد ... وأما نحن أيها الإخوة فنظير إسحق أولاد الموعد » ( غل : : .(٢٥-٢٨ لقد كانت سارة أميرة إسماً على مسمى لا لأنها سلف لشعب كبير حرفياً أو سلف الشعوب كثيرة روحياً بل لأن نسلها سيصير لهم مكانة سامية وقوة أو على الأصح أن أحفادها وأحفاد أحفادها صاروا سلالة حاكمة بالتتابع لشعب مختار من الله. إن النسل الملوكي الهابط من سارة إنتهى بالمختار والممسوح من الله مخلصنا وفادينا يسوع المسيح الذي قال : « مملكتي ليست من هذا العالم» . والمقصد الإلهى من التسمية هو أن كلمة سارة ترمز إلى النسل الروحي أي كل المؤمنون بالصليب والخلاص الإلهى الذين هم ملوك وكهنة الله ... لقد أوضحت سارة معنى اسمها الجديد بتقديم ذاتها مثلاً للشخصية الروحية المخلصة. ففى سنى حياتها الطويلة مع إبراهيم سيطر على خيمتها الهدوء والتقوى والإخلاص والسلام والمشاركة فى الآلام والتفاهم في حل المشاكل بروح الحب . الروابط العائلية : تربت سارة في أور الكلدانيين بإسمها الأول ساراي وهي ابنة تارح وأخت إبراهيم من أبيه وكان يكبرها بعشر سنين ( تك (۱۷:۱۷) « هل يولد لإبن مئة سنة وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة. لقد تزوجها إبراهيم في أور الكلدانيين. وكان أيا هما تارخ ولكنهما من سيدتين مختلفتين كما قال إبراهيم : بالحقيقة هي أختى ابنة أبي غير أنها ليست ابنة أمى فصارت في زوجة » ( تك .(١٢:٢٠ من أجل حفظ الإيمان بالله كان الرجل يتزوج من عشيرته حتى لا تتعبد أولاد الله للأونان ( تك ٣:٢٤، ١٤ ٢٠١:٢٨). ترك الزوجين المباركين إبرام وساراى أور الكلدانيين وأرضهما وعشيرتهما إلى الأرض التي سيريها إياهما الله ( تك ١:١٢ ) . سيرة سارة : بدراسة سيرة هذه السيدة نجد أن هناك دروباً كثيرة للتأمل فكانت سارة الزوجة الوفية لزوجها إبراهيم الذي دعى خليل الله . كانت لسارة شخصية فريدة وقوية . إنها العبرانية الأولى وأم جميع العبرانيين وزوجها إبرام العبراني (تك ١٣:١٤). وكلمة عبراني تعنى عابر وينسب إسمهما إلى عابر أحد أجداد إبراهيم الذي أتى بهم إلى فلسطين. وقد منحهم الكنعانيون هذا اللقب قسموا إبراهيم إبرام العبراني ( تك ١٠: ٤٢٤ ١١ ١١٤ ١٣:١٤) بعد أن عبر نهر الفرات إلى فلسطين. استعمل الاسم أحفاد إبراهيم ونسلهم من بعدهم. وكانوا يفضلون الفظة إسرائيليين ( ١ صم ٤ : ٦ ) ولا يزال هذا الاسم مستعملاً إلى اليوم مع أنهم يحملون اسم اليهود الذي تسموا به في السبي .. بدأ إبراهيم حياته في أور الكلدانيين ( العراق اليوم ( حينما دعاء الله أن يكون أبا الشعب الذي تتبارك به جميع قبائل الأرض. وقد أدرك إبراهيم بالوحي والإلهام وجود إله واحد أبدى خالق السموات والأرض وسيد الكون (تك ۱۸ : ۱۹). كان إيمان إبراهيم جديداً بالنسبة لأور التي كان يقيم فيها حيث كانت مركزاً العبادة القمر، فقد كان أب إبراهيم نفسه خادماً لآلهة أور الوثنية ( يش ٢:٢٤) لذلك عبر إبراهيم من أور نحو بلاد كنعان. قال الرب على لسان إشعياء : « انظروا إلى إبراهيم أبيكم وإلى سارة التي ولدتكم لأني دعوته وهو واحد وباركته وأكثرته » (إش ٢:٥١). إن إبراهيم مصدر ومنبع حياة العبرانيين وكانت سارة شريكة إبراهيم أمهم الأولى. فهي المنبع الجسدي للعبرانيين وبهم تباركت أمم الأرض . لقد ذكر الكتاب المقدس سيدتين فقط بين أبطال الإيمان هما سارة وراحاب فقال بولس الرسول عن سارة : بالإيمان سارة نفسها أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقاً » ( عب ۱۱:۱۱) وقال عن راحاب بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة إذ قبلت الجاسوسين بسلام (عب ۱۱ (۳۱). وبالإيمان عاشت سارة وراحاب وماتا في الإيمان (عب ۱۳:۱۱ ) . لقد صار اسم سارة إسماً شائعاً بين اليهود والأمم لما لها من إيمان وكرامة وعز ومجد . جمالها : ذكر الكتاب المقدس عن سارة أنها إمرأة حسنة المنظر جداً (تك ١٢ : ١١، ١٤). لقد ذكر التلمود أن أجمل إمرأة في العالم كانت حواء وتليها سارة . كانت سارة بالحقيقة جميلة وحسنة المنظر جداً فعندما رآها فرعون بعد رحلة شاقة من كنعان إلى مصر في طريق رملي وشمس محرفة أعجب بها، لقد إزدادت جمالاً بعد أن سمعت وعود الله ، ولم يشعر إبراهيم بجمالها هذا إلا عندما إقترب إلى مصر فقال لها : « إنى قد علمت أنك إمرأة حسنة المنظر قول أنك أختى ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسى من أجلك » ( تك ۱۲ : ۱۱-۱۳ ) . وكانت سارة تزداد جمالاً كلما تقدم بها السن حتى أنها وهي في سن التسعين إشتهاها أبيمالك لتكون له زوجة وأرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة ولكن الله أمره برد سارة إلى زوجها فيصلى لأجله لأنه نبي (تك ٧:٢٠). في كل رحلاتها مع زوجها كان جمالها مصدر من مصادر شقائها ومع ذلك كان إيمانها قوياً بالله وواثقة أنه يستطيع أن يحفظها من كل سوء ... تعرضها للأخطار : حدث جوع في الأرض فإنحدر إبرام وسارة إلى مصر ليتغربا هناك لأن الجوع في الأرض كان شديداً. وخاف إبرام على نفسه من المصريين قائلاً لها : «إني علمت أنك إمرأة حسنة المنظر فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه إمرأته فيقتلونني ويستعفونك . قولى أنك أختى ليكون لى خير بسببك وتحيا نفسى من أجلك » ( تك ۱۲ : ۱۱-۱۳). لقد إعتقد إبراهيم بأنه لو علم فرعون الطاغية بأن سارة زوجته سيقتله و يأخذها إلى حريمه فخاف من الموت. إن خوف إبراهيم قلل كياسته، وجعله يخاطر بشرف زوجته ليخلص رقبته، كما وأن حب سارة لزوجها حباً شديداً، وحياته الغالية عندها نساها العار الذي ستجلبه على نفسها . لقد أخطأت سارة بخضوعها لخدعة زوجها الروائية ومؤامرته وكان الأشرف لها رفض رأى زوجها بشدة وتبصيره بالأضرار الناتجة عن فكره ورده إلى صوابه يقولها له : كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطىء إلى الله. لكنها كانت تدعو إبرام سيدى فكان هو أيضاً السيد على مشاعرها ووعيها . إن زواج إبراهيم بهذه السيدة الجميلة جعله يخاف الموت ويلجأ إلى أنصاف الحقائق ليخلص حياته فقال السارة لا تقولى أنك زوجتي بل أختى . هذا الرد لم يكن كله كذباً ولكنه نصف الحقيقة فهي أخته من أبيه وليست من أمه . لا يصدق العقل أن يعطى هذا الرجل الفاضل زوجته لملك وثني، ولكنه فعل ودخلت سارة إلى بيت حريم فرعون، ولكن الله الطبيب الشافي، والمعالج الضعفاتنا، حرس سارة، وأرسل بلاء على الملك فرعون، فأرسلها فرعون إلى زوجها ولم يمسها بوه . وللمرة الثانية ينفذ إبرام هذه الفكرة الخاطئة مع زوجته عندما أعجب بجمالها أبيمالك ملك الفلسطينيين وأخذها مع حريمه . وللمرة الثانية يتدخل الله الحراسة سارة و يأمر أبيمالك يردها إلى زوجها قائلاً له هي زوجته وليست أخته وهدده الله بالموت له ولكل ماله ( تك (۲۰)، وصلى إبراهيم إلى الله فشفى الله أبيمالك وامرأته وجواريه قولدن لأن الرب كان قد أغلق كل رحم لبيت أبيمالك بسبب سارة إمرأة. إبراهيم - عزيز في عيني الرب أحباءه وهو يرعاهم ويحرسهم من كل سوء. طوبى لمن كان الله معينه . استخدم إسحق بن إبراهيم نفس الطريقة مع رفقة زوجته بعد ذلك بسنين كثيرة ( تك ٢٦ : ٦-١٣). لقد إستاء الله من تصرف إبراهيم وسارة الخاطيء وهل يتغاضى الله ويصفحعن مثل هذا الخداع ؟! أين إيمان إبراهيم خليل الله ؟ أليس هو الذي دعاها بالخروج من أور الكلدانيين الحمل رسالة أعدهما الله لها ؟ أهو عاجز عن حمايتهم وصونهم من الأضرار والخطر في هذه البلاد الغريبة ؟ كثيراً ما يضعف الإنسان ولكن مبارك هو الله الذي يرثى لضعفنا ويهيىء الخلاص من خطايانا وضعفاتنا . وعد الله، وأجبرها أن تجد حلاً لهذا العائق . لقد قدمت سارای نفسها على أقسى مذبح تضحية تضع أي سيدة نفسها عليه ، وكانت حبال التضحية جبالاً إنتحارية لكيانها. هذه التضحية كانت خطية أمام الله، وجرحاً مميتاً لها ولزوجها، وللأجيال المستقبلة التي لم تولد بعد . لقد أوضحت ساراي الحزن الذي يملأ قلبها لفشلها في إنجاب نسل لزوجها حين قالت لإبرام : « هوذا الرب قد أمسكنى عن الولادة أدخل على جاريتي لعلى أرزق منها بنين». فأخذت ساراي إمرأة إبرام هاجر المصرية جاريتها من بعد عشر سنين الإقامة إبرام في أرض كنعان وأعطتها لإبرام رجلها زوجة له . لقد سعت ساراي بهذا التصرف البشرى المؤسس على الفكر والمنطق، والبعيد عن الإيمان بوعد الله وقدرته على إتمام وعده أن يقيم نسلاً لزوجها لعدم إنجابها نسلاً ، مع أن الله كرر وعده أن من ساراي يولد ابن الموعد !! من المعتاد في تلك الأيام أن يأخذ الرجال سرارى لهم ، ولكن إبرام الرجل الخائف الرب لم يصنع هكذا. وكان عليه أن يرفض طلب ساراي . فبإستجابته الطلب ومعرفته الهاجر، حبلت هاجر وولدت إسماعيل، صغرت مولاتها في عينيها ، وحلت الغيرة وحب الإنتقام. إن سارة فكرت بصغر النفس والضعف ، لعدم إنجابها نسلاً، أن تقدم حلاً للمشكلة وتكون هى فدية لزوجها فأعطت هاجر لزوجها لتقيم له نسلاً، ونسيت أن الذي وعد صادق ويستطيع أن يتمم وعده. كثيراً ونحن في عهد النعمة والخلاص تكرر نفس خطأ سارة بالبحث عن حل منطقى المشاكل ناسيين الإلتجاء الله ليحل لنا المشاكل مع أنه وعد وقال : إسألوا تعطوا إطلبوا تجدوا . إقرعوا يفتح لكم » ( مت ۷ : ٧ ) . إطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم » (مت (٦: ٣٣). لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بنفسه يكفى اليوم شره » (مت ٣٤:٦) . تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم » . وستؤجل التعليق على هاجر الحين بحث سيرتها بالكامل في فصل مستقل . فرحها : المحبة الله الفائقة ورحمته وغفرانه الضعفات إبرام وساراي الكثيرة، ظهر الله الإبرام وكان عمره 99 عاماً، وأعلن له بشرى حمل زوجته ساراي التي تبلغ من العمر ٩٠ عاماً، وأكد وعده بتغيير إسم إبرام إلى إبراهيم وساراي إلى سارة ( تك ۱۸:۱۷) وزاد الله إيضاحاً لمقاصدة العليا وإرادته الإلهية فقال الرب : سارة إمرأتك أباركها وأعطيك أيضاً منها إبناً. أباركها فتكون أعماً وملوك شعوب منها يكونون » ( تك ١٦:١٧ ) فسقط إبراهيم على وجهه وضحك ( تك ۱۷:۱۷ ) . تعجب إبراهيم من عمل الله الغير مستطاع طبيعياً ولكن إبراهيم آمن بكلام الله عندما أكد الله كلامه وقال له : «بل سارة إمرأتك تلد لك إبناً وتدعو إسمه إسحق وأقيم عهدى معه عهداً أبدياً لنسله من بعده ( تك ۱۷ : ۱۹). إن ضحك إبراهيم علامة الفرح المفاجيء البشرى الله التي تعلو الإدراك البشرى. لقد فرح إبراهيم عندما سمع بولادة إسحق وقد يكون إبراهيم رأى المسيح المنتظر إذ قال السيد المسيح : « أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح» (يو ٥٦:٨) . ولما سمعت سارة البشرى الإلهية وهي في باب الخيمة، وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام، وقد إنقطع أن يكون السارة عادة كالنساء، ضحكت سارة في باطنها قائلة: «أبعد فنائى يكون لى تنعم وسيدي قد شاخ » . لقد ضحكت سارة لأنها شكت في كلام الله . صدق الله وتم وعده ، وحبلت سارة ، وولدت إبناً سمته إسحق ويعنى يضحك». وقالت سارة : قد صنع إلى الرب ضحكاً كل من يسمع يضحك لى» (تك (٦:٢١). لقد لازم الضحك سارة من وقت الوعد باسحق إلى ما بعد ولادته ولذا فقد دعا إبراهيم اسم ابنه إسحق أي يضحك . إن فرحة سارة بولادة إسحق تذكرنا بفرحة البشرية والملائكة بولادة السيد المسيح، الذي أتى من نسل إسحق وقالوا للرعاة : ها نحن نبشركم بفرح عظيم يكون الجميع الشعب أنه قد ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب » ( لو ٢ : ١٠). لیست ولادة إسحق معجزة تفوق الإدراك والوعى البشرى فحسب، بل كانت رمزاً وإشارة لولادة السيد المسيح المعجزية من البتول العذراء مريم . لقد أوضح لنا بولس الرسول قوة إيمان إبراهيم وسارة فقال عن إيمان إبراهيم يوعد الله : «وإذ لم يكن ضعيفاً في الإيمان لم يعتبر جسده وهو قد صار مماتاً إذ كان إبن نحو مائة سنة ولا ثمانية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان إرتاب في وعد الله ، بل تقوى بالإيمان معطياً مجداً الله . وتيقن أن ما وعد به قادر أن يفعله أيضاً لذلك أيضاً حسب له برأ » (روع : ۱۹-۲۲). وأكد بولس إيمان سارة بوعد الله بقوله : « بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت أن الذي وعد صادقاً» (عب ۱۱:۱۱). سارة سيدة معمرة : سارة السيدة الوحيدة التي ذكر الكتاب المقدس سنها بالضبط هي وابنة يايرس الشابة الوحيدة التي ذكر سنها بأنه اثنتا عشرة سنة ( لو ٨ : ٤٢ ) . عاشت سارة ١٢٧ سنة ، وعاش زوجها ١٧٥ سنة ( تك ۲۳ : ۱ ، ۱۲ تك ٢٥ : ٨،٧). وكانت حياتهما الزوجية السعيدة وحبهما العميق لبعضهما وعلاقتهما بالله رغم المشاكل والضيقات التي حلت عليهما سبباً في طيلة عمرهما، وماتا بشيبة صالحة شيخين في حياتهما كانا في وحدة قلبية كاملة ، وطاعة لبعضهما البعض، وفى مماتهما لم ينفصل جسديهما فقد دفنا في مغارة المكفيلة التي إشتراها إبراهيم ليدفن سارة فيها . لقد كان قبر سارة أول قبر ذكر في الكتاب المقدس . يقول التقليد : أن سارة ماتت متأثرة بذبحة قلبية ، عندما علمت من إبراهيم بأمر الله أن يقدم إبراهيم إبنه إسحق ذبيحة على جبل الموريا . لقد جاز سيف الألم قلبها كما حدث للعذراء مريم عندما رأت المسيح ابنها وحبيبها معلقاً على عود الصليب فقالت : « إن العالم يفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائي فتتفتت عند نظرى إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه يا إبني وإلهى » .. لما رأت سارة زوجها ووحيدها يبرحان الخيمة ذاهبين إلى جبل الموريا آخذين معهما الحطب والسكين إضطربت قلبياً وماتت فلو عاشت سارة، لرأت إبنها الذي قدم من أجل طاعة زوجها الله حياً، ولسمعت قصة خلاص إبنها من السكين، وكيف ظهر ملاك الرب لإبراهيم وقال له : «لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تمسك إبنك وحيدك عنى » ( تك ١٢:٢٢). وإن كان جسد سارة قد رقد في التراب وأغلقت عينيها إلا أن قلبها الآن يصلى و يتضرع إمام عرش النعمة من أجل كل أم متألمة ومتعبة . سارة الرمز : سماها بولس الرسول : الحرة . وأورشليم العليا . أمنا جميعاً . عندما أراد بولس الرسول أن يوضح الفرق بين الناموس والنعمة وأنهما لا يجتمعان سوياً. شبه ذلك بإبنى إبراهيم فقال : «كان لإبراهيم إبنان واحد من الجارية والآخر من الحرة. لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد وأما الذي من الحرة في الموعد. وكل ذلك رمز لأن هاتين هما العهدان أحدهما من جبل سيناء الوالد للعبودية الذي هو هاجر .... ولكنه يقابل أورشليم الحاضرة فإنها مستعبدة مع بنيها . وأما أورشليم العليا التي هي أمنا جميعاً فهي حرة » ( غل ٤ : ٢٣-٢٦ ) . وقال عنها أنها واحدة من سحابة الشهود . بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسيت الذي وعد صادقاً » (عب ۱۱ : ۱۱ ، ۱۲). فلو كان إبراهيم أب المؤمنين فسارة زوجته أم المؤمنين (روع : ٤١١ )غل ٧:٣ وأطلق عليها بطرس الرسول المطيعة ، وصانعة الخيرات فقال : فإنه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً المتوكلات على الله يزين أنفسهن خاضعات الرجالهن. كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها التي صرتن أولادها صانعات الخير وغير خائفات خوفاً البتة » ( ١ بط ٣: ٦،٥) . لقد كانت سارة رمزاً للسيدة المطبعة المشتركة مع زوجها بفرح في وحدة الحياة، ووحدة القلب، فصارت رمزاً لكل السيدات المؤمنات وتعلم الأمهات قائلة : « الإنسان يفكر والرب يدير». المتنيح القس يوحنا حنين كاهن كنيسة مارمينا فلمنج عن كتاب الشخصيات النسائية فى الكتاب المقدس
المزيد
26 نوفمبر 2025

الصليب

يرمز الصليب إلى الألم والصلبان الثلاثة ترمز إلى ثلاث حالات صليب المسيح يرمز إلى الألم من أجل البر والصليبان الآخران يشيران إلى الألم بسبب الخطية كعقوبة وينقسمان إلى نوعين نوع يتألم بسبب خطاياه فيتوب ويرجع والآخر يتألم بسبب خطاياه ولكنه يشكو ويتذمر ويموت في خطاياه والصليب الذي لأجل البر هو أيضًا على أنواع منها صليب الحب والبذل مثل صليب المسيح الذي تحمل الألم لكي ينقدنا "وليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه عن أحبائه" وهناك صليب آخر في العطاء، وأعظم عطاء هو العطاء من العوز، حيث تفضل غيرك على نفسك، وتعتاز لكي يأخذ غيرك، مثلما أعطت الأرملة من أعوازها وهناك أيضًا صليب الاحتمال تحويل الخد الآخر وسير الميل الثاني ليس فقط أن يحتمل الإنسان إساءات الناس إليه، بل أكثر من هذا أن يحسن إلى هؤلاء المسيئين، بل أيضًا أن يحبهم..! مَنْ يستطيع هذا..؟ إنه صليب هناك صليب آخر في الجهاد الروحي في انتصار الروح على الجسد في احتمال متاعب وحروب العالم والجسد والشيطان في صلب الجسد مع الأهواء في الانتصار على الذات في الدخول من الباب الضيق والصليب هو التألم لأجل البر هذا فقط للمبتدئين أما للكاملين فيتحول الصليب إلى لذة ومتعة نشعر بضيق الباب في أول الطريق ولكننا بعد ذلك نجد لذة في تنفيذ الوصية، ونحبه وحينئذ لا يصير الطريق كربًا والصليب الأول يصير متعة كان الاستشهاد صليبًا، ثم تحول إلى متعة وصار القديسون يشتهون الاستشهاد، ويشتهون الموت، ويفرحون به والتعب من أجل الرب أصبح لذة ومتعة، والألم أيضًا وهكذا اعتبر الكتاب أن الألم هبة من الله "وُهِبَ لكم، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أن تتألموا لأجل اسمه"، متى يصبح الصليب في حياتنا متعة؟ قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الثانى
المزيد
25 نوفمبر 2025

ابتسامة الروح

عندما تستسلم الأذن ويذعن العقل ويُقْبِل القلب بكل الحب لصلوات القداس، تهدأ النفس، وتسمع الروح روحًا تخاطبها فتتجمّع الدموع وكثيرًا ما يبكي الناس في القداسات تتناغم الألحان فتلمس المشاعر، ويتناسق المنطق فيشبع العقل، وتبدأ رحلة الصلح التي تنتهي بالمصالحة والنعمة، فتجد أرواحنا راحتها في الروح القدس.مع كل قداس نسمع انتصارًا فهذا هو اليوم الذي صنعه الرب فنفرح ويهتف القلب مجدًا ومع كل مرة يقرّ بأن واحد هو الله القدوس نُوحَّد وينشر سلامًا للجميع فيمتلأ الجو سلامًا أليست مجمرةُ ذهبٍ في يديه تلك التي حملت جمر نار وأصعدت رائحة زكية! ما أجمل المجمرة الذهبية! نسجد لاسم الله فتسجد القلوب قدوس الله قدوس القوي قدوس الحي الذي لا يموت نقر إيماننا منذ آدم إلى آخر الدهور في كل ساعة ومع كل صلاة وتجد من يرفع الأيدي عاليًا مع كل مرة يسمع "دبّر حياتنا كما يليق بارك إكليل السنة بصلاحك من أجل الأرملة من أجل اليتيم من أجل الغريب ومن أجل الضيف" وتجد من يدقّ صدره مع كل مزمور توبة، ومع كل ترنيمة "ارحمنا يا الله يا ضابط الكل" مَنْ لم يبكِ مع هذا اللحن يومًا؟! من لم يتب فيه ويندم؟! أيها الرب إلٰه القوات ارجع واطلع وانظر من السماء وتعهّد هذه الكرمة التي غرستها يمينك من لم يترجّ مع المرنم أن يرجع الله؟ ومن لم ينظر بعين الإيمان رأفته مطّلعًا متعهدًا شعبه وكرمته غرس يمينه!شوق يشبع بنوال النعمة، بالالتصاق والثبات في السيد المسيح ومع تكرار القداسات نحفظها، ولكننا في الحقيقة لا نحفظ القداس ولكننا نحفظ الكتاب المقدس مُرنَّمًا ولا ننسى إيماننا بل نُقِّره ونهتفه مع كل صلاة ونغادر هذا الاحتفال الأعظم على الإطلاق ونحن نحمل "الله" في قلوبنا الضعيفة ودمائنا الواهنة نثبت فيه، نحيا به! العيب ليس في قداس أو صلاة العيب في أذن لا تسمع وعين لا تبصر العيب في الوقوف والقلوب مبتعدة بعيدًا!أشكرك يا مرقس الرسول الأمين يا من أضاء بلادنا بالإيمان! ماريان إدوارد كنيسة السيدة العذراء أمستردام
المزيد
24 نوفمبر 2025

أقول الصدق في المسيح

«أقولُ الصِّدقَ في المَسيحِ، لا أكذِبُ، وضَميري شاهِدٌ لي بالرّوحِ القُدُسِ» (رو9: 1) عبارة قوية جدًا كتبها بولس الرسول لأهل رومية توضح بشكل رائع أن الثالوث ليس مجرد عقيدة نظرية مُثبَتة بالبراهين تُدرَّس في معاهد اللاهوت، ولكنه إيمان حيّ عملي متداخل في كل دقائق الحياة اليومية إنه يقول الصدق في المسيح، في حضرة الله الآب، وبشهادة الروح القدس من هنا تتحول الفضيلة من مجرد فضيلة أخلاقية قد يتحلّى بها الملحدون وغير المؤمنين إلى فضيلة مسيحية تجد لها بُعدًا عميقًا متأصّلًا في عقيدة الثالوث ولا ينطبق ذلك على فضيلة الصدق فقط بل على كل أنواع الفضائل الأخرى فكل فضيلة خارج شركة الثالوث هي لا تتعدى الأخلاقيات التي تكون كالقش الذي يحترق عند امتحانه بالنار لا يستطيع أحد أن يوجد في محضر الله وأن يعاينه ما لم يكن عليه لباس العرس (مت22: 12) «فلَمّا دَخَلَ المَلِكُ ليَنظُرَ المُتَّكِئينَ » (مت22: 11) سيفتش أولًا عن لباس العرس ولباس العرس ما هو إلّا المسيح ذاته «البَسوا الرَّبَّ يَسوعَ المَسيحَ» (رو13: 14) بالتالي، ما لم يجدنا الله الآب «مُشابِهينَ صورَةَ ابنِهِ» (رو8: 29) لن نذوق ملكوته، لا هنا على الأرض ولا هناك في الأبدية بمعنى أن كل من يحمل في ذاته شيئًا مخالفًا لطبيعة الله لا يستطيع أن يتواجد في محضره ولا أن يعاينه «ولكن نَعلَمُ أنَّهُ إذا أُظهِرَ نَكونُ مِثلهُ، لأنَّنا سنَراهُ كما هو وكُلُّ مَنْ عِندَهُ هذا الرَّجاءُ بهِ، يُطَهِّرُ نَفسَهُ كما هو طاهِرٌ» (1يو3: 2-3) إن صدق الله ليس مجرد فضيلة خارجة عن جوهره بل هو طبيعة الله ذاته الذي هو كل الحق «أنا هو الطَّريقُ والحَقُّ والحياةُ» (يو14: 6) لعل هذا هو السبب الذي جعل السيد المسيح لا يجيب على بيلاطس عندما سأله "ما" هو الحق بدلًا من أن يسأله "من" هو الحق؟ الفرق بين الاثنين كبير فالأول يتعلّق بالفضيلة، أمّا الثاني فيتعلق بالجوهر ذاته أمّا الشيطان فقد قيل عنه إنه «لَمْ يَثبُتْ في الحَقِّ لأنَّهُ ليس فيهِ حَقٌّ مَتَى تكلَّمَ بالكَذِبِ فإنَّما يتَكلَّمُ مِمّا لهُ، لأنَّهُ كذّابٌ وأبو الكَذّابِ» (يو8: 44) هكذا يتكلم الله ممّا له بالحق، بينما يتكلم الشيطان ممّا له بالكذب وبالتالي، يكون الشيطان أبًا لكل كذاب، بينما يكون كل من يقول الصدق في المسيح - مثل بولس الرسول - ابنًا حقيقيًا لله وللكذب أنواع كثيرة اللف والدوران هو كذب، أنصاف الحقائق هي كذب، التجمُّل والرياء هو كذب، تنميق الكلام والنفاق هو كذب، خداع النفس هو كذب، عدم الثبات على مبدأ هو كذب، عدم الوفاء بالوعود هو كذب المبالغة في الكلام هي كذب إدعاء المعرفة هو كذب، المماطلة والتسويف هما كذب، شهادة الزور هي كذب محبة العالم والأشياء التي في العالم هي كذب. باختصار كل ما هو ليس من الله هو كذب طالما أنه «ليس عِندَهُ تغييرٌ ولا ظِلُّ دَوَرانٍ» (يع1: 17). نيافة الانبا يوسف مطران جنوب الولايات المتحدة الأمريكية
المزيد
23 نوفمبر 2025

الأحد الثانى من شهر هاتور مت13 : 1 - 9

في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت و جلس عند البحر فاجتمع اليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة و جلس والجمع كله واقف على الشاطئ فكلمهم كثيرا بامثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع و فيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجاءت الطيور و اكلته و سقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض و لكن لما اشرقت الشمس احترق و اذ لم يكن له اصل جف و سقط اخر على الشوك فطلع الشوك و خنقه و سقط اخر على الارض الجيدة فاعطى ثمرا بعض مئة و اخر ستين و اخر ثلاثين من له اذنان للسمع فليسمع. مثل الزارع جلسة مع الرب هذا المثل فسره الرب للتلاميذ على أنفراد فهو حينما نختلى معه ونسأله عن أسرار الملكوت يفسر لنا ويفتح ذهننا لكي نفهم الكتب إذن لا يفهم الإنجيل المقدس في وسط مشغوليات العالم وإهتماماته ، وإنما يحتاج إلى جلسة على انفراد مع المسيح له المجد نسأله و نفهم منه ما يعسر علينا إستيعابه . يشبه ملكوت السموات. أن ملكوت الله معناه أن الله يصير ملكاً علينا إذن ملكوت الله فينا يمكن تشبيه بنمو البذور في بطن الأرض ، وهذا يجعلنا نتأمل جيداً في أسرار النمو كيف تواجه البذور في بداية نموها مقاومات وصراع ضد عوامل كثيرة من الدفن في التربة إلى أن تصل إلى قول الرب " ان حبة الحنطة إن لم تمت وتدفن في الأرض تبقى وحدها ، ولكنها إن ماتت تأتى بثمر كثير "ان هذا الصراع بين ما هو إلهى وما هو أرضى هو بداية ملكوت الله ان ملكوت الله لابد أن ينمو يوماً فيوم مثل البذار ،أما أى توقف في ملكوت الله فينا فهو إنذار بالخطر في حياتنا الروحية . الزارع الجيد هو ! بن الإنسان المسيح يزرع فينا كلمته كل يوم وفي كل مناسبة ، وهو يلقى بذاره بلا انقطاع ، وكلمته دائمة إلى الأبد هو كلم الآباء قديماً بالأنبياء وبطرق متنوعة أما الآن فهو يكلمنا بذاته لانه هو الكلمة الذاتي، وهو يزرع فينا ملكوته كل يوم حينما يطعمنا جسده المقدس " الكلمة صار جسداً ،" فيما هو يزرع سقط بعض على الطريق،وسقط آخر على الأماكن المحجرة ،وسقط آخر فى وسط الشوك ،وسقط آخر على الأرض الجيدة لاشك أن المسيح المبارك يعرف أسرار هذه العينات جميعها ،ولكنه في مراحمه ولطفه وأحساناته لا يمنع كلمته عن أحد يعطى الجميع بسخاء ،ويعطى فرصة لكل أحد ولكل قلب هو عارف قلب كل واحد ،وهو مختبر القلوب ويعرف أن فكر الإنسان مائل إلى الشر منذ صباه ولكنه طويل الروح وطويل الأناة ربما يقول قائل لماذا تلقى البذار على الطريق ؟ إنه لا يعطى ثمر ولماذا تلقى بعضاً عن الأرض المحجرة،وأيضاً في وسط الشوك ؟ ولكن الله في محبته يعطى الجميع فرصة وهو لا يشاء موت الخاطئ بل يسر برجوعه إنه يبذر بذار ملكوته في كل أرض حتى وهو يعلم أنها لا تأتى بثمر . موقفك من ملكوت الله لقد كشف لنا الرب فى المثل عن عينات القلوب التي تصادفها كلمة الملكوت ،وهنا نقف قليلا لتعرف مركزنا وموقفنا من الكلمة ان المطلوب منا ليس أن نقبل الكلمة فقط بل أن نعطى ثمراً لحساب الملكوت . قال الرب عن المزروع على الطريق "عن كلمة الملكوت" كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فيأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه هذا هو الإنسان العالمي الذي لا يعرف كيف يخبيء كلمة الملكوت في قلبه ،ولا كيف يفهم تدابير الله في حياته يستطيع أن يفهم كل ما يجرى في العالم وتدابير الشر والالتواء والاهتمامات هو يفهم في كل شيء إلا كلمة الملكوت ،وقد يسمع الكلمة ، يقرأها ولكنها لا تترك فى قلبه أثراً ولا تطبع في سلوكه تغييراً. وقال الرب عن المزروع في الأماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة وحالا يقبلها بفرح ،ولكن ليس له أصل فى ذاته بل هو إلى حين هذا هو الإنسان السطحي في روحياته الذي ليس له عمق مع الله بل كل حياته مع الله عبارة عن منظر خارجى له شكل التقوى وصورة العبادة واستقبال كلمة الله بالفرح ،ولكنه يخبيء في داخله حجراً يظهر في الخارج أنه صالح ،ولكنه في داخل قلبه يضمر شروراً يظهر لطفا ،ولكن في داخله رجل قساوة وتجبر يبدو أمام الناس وديعاً و متواضعاً ،ولكنه يخفى داخله حجر كبرياء وعظمة انه قلب فريسي سوف ينفضح سريعاً لأنه ليس مكتوم إلا وسيعلن ولا خفى إلا وسيظهر. وقال الرب عن المزروع في وسط الشوك هو الذي يسمع الكلمة وهم العالم وغرور الغنى و شهوات العالم وسائر الأشياء تخنق الكلمة فتصير بلا ثمر وهذا هو الإنسان الذي خلط الحياة مع الله بالحياة مع العالم ، وجمع داخل قلبه بذرة كلمة الملكوت ،وبذرة شوك العالم والخطايا وجعلهما ينميان معاً لا مانع عنده من الصلاة ،ولا مانع عنده من الصوم ،ولا مانع من العطاء وأعمال الرحمة ،ولا مانع من حضور القداسات وسماع كلمة الله والتناول من الأسرار يستطيع أن يعمل كل هذا وفي نفس الوقت لا مانع من هم العالم وغرور الغني وشهوات سائر الاشياء لا مانع من البطالة والأماكن النجسة لا مانع من المعاشرات الرديئة ومجاراة أهل العالم لا مانع من الشهوات والغرور والكبرياء والزنى والنجاسة والاعتماد على الذات البشرية وكل هذه الأمور تختنق الكلمة فلا تأتى بثمر فلا تغير في الحياة ولا تجديد في الذهن ولا ثمر في الروح ولا تقدم في النعمة لذلك تصير كل الممارسات الروحية بالنسبة لهذا الإنسان بلا فاعلية وبلا قوة . اخيراً قال الرب عن الأرض الجيدة هو الذي يسمع الكلمة ويفهم ، وهو الذي يأتى بثمر وقال أيضاً في موضع آخر أنه يخبيء الكلمة في قلب صالح ويثمر بالصبر أن الذي يفهم مطاليب كلمة الله وتكاليف تبعية الذي يدرك مـر الصليب والحب الإلهى والألم من أجل الله ، و يفضل كلمة الله وملكوت الله على ملذاته واحتياجاته ، ويفهم كيف ينفصل عن الكل لكي يلتصق بالواحـــد ، وكيف يسعى باجتهاد لكي يدرك الهدف الذى من أجله يجاهد، ويفهم كيف يحمل صليبه كل يوم ويسهر في الصلاة ويحسب نفسة ميتا عن العالم ولكن يحيا لله ،ويسعى كسفير عن المسيح ، ويجاهد بالصبر ضد العالم وضد الذات البشرية والإغراءات هذا يثمر للحياة الأبدية وهذا الثمر قد لا يقدره العالم ولا يقبله ولا يعترف به لانه في الحقيقة ثمر الملكوت الذي قال عنه الرب " مملكتي ليست من هذا العالم" ان الثمار التي يأتى بها مثل هذا الإنسان سجلها بولس الرسول قائلا ، أما ثمر الروح فهو : محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف ،فتش إذن يا عزيزي عن هذا الثمر الذي لحساب الملكوت كم أثمرت ؟ ثلاثين أم ستين أم مئة ؟ وتذكر جيداً أن كل شجرة لا تعطى ثمراً تقطع،وأن كل ما يصنع ثمراً ينقيه لكي يأتى بثمر أكثر وإن لم يكن لنا ثمر للروح في حياتنا فلنبتدىء بأعمال التوبة و تفرح قلب الله إن كان القلب طريقاً للعالم فإنه يحتاج لسكين الروح القدس في التوبة لكي تحرثه فيصير صالحاً ،وإن كان القلب محجراً يحتاج إلى نقاوة ونزع الحجارة والقائها خارجاً بقوة إرادة و تضرعات كثيرة ،وإن يكن شوك العالم قد نما في قلبك فاتعب من أجل الله وانزع هذه الأشواك الخافقة أو أحرقها بروح التوبة ودموعها وحرارتها فلنتضرع إلى الله لكي يهبنا ثمار الروح القدس صلوا لأجلى يا إخوتي في الرب . المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
22 نوفمبر 2025

علمنى أن أصنع مشيئتك

فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل رُوميَة يِقُول ﴿ لِتَخْتَبِرُوا مَا هيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ ﴾ ( رو 12 : 2 ) إِنَّهُ أمر مُهِمْ فِي حَيَاتْنَا أنْ نَسْلُك حَسَبْ إِرَادِة الله مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي يِقُول لِرَبِّنَا " عَلِّمْنِي أنْ أصْنَعْ مَشِيئَتَك "﴿ عَلِّمْنِي سُبُلَك ﴾ ( مز 25 : 4 ) " إِهْدِينِي إِلَى طُرُقَك "" بِمَشُورَتَك إِهْدِينِي " جَمِيلٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ يَسْلُك حَسَبْ إِرَادِة الله فِي حَيَاتُه فِي قَرَارَتُه فِي عَمَلِيَاتُه فِي إِجْتِمَاعِيَاتُه فِي حَيَاتُه الرُّوحِيَّة فِي حَيَاتُه العَمَلِيَّة هُنَاك ثَلاَث أنْوَاع مِنْ الإِرَادَات :- 1- إِرَادِة الإِنْسَان:- فَالإِنْسَان لَهُ مُيُول رَغَبَات هَوَى مَزَاج أحْيَاناً يَتْرُك الإِنْسَان نَفْسُه لِفِكْرُه وَهَوَاه دُونَ مُرَاعَاة لِشِئ أي يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه إِنَّهُ أمر خَطِير أنْ يُتْرَك الإِنْسَان أنْ يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه وَاحِدٌ إِشْتَرَى فِيلاَّ وَاحِدٌ ضَايِقْنِي أنْتِقِمْ مِنُّه مُنْدَفِعْ فِي كُلَّ شِئ لاَ يَعْرِفْ أنْ يُوقِفْ نَفْسُه فَبَطِيعْ مَشُورِة نَفْسِي مِنْ غِير مَا أعْرَفْ إِذَا كَانِتْ صَحٌ أم خَطَأ فَيَكُون لَيْسَ لَهُ سُلْطَان عَلَى نَفْسُه فَيَسْلُك حَسَبْ شَهَوَاتُه حَسَبْ غَرِيزْتُه حَسَبْ حُبُّه لِلعَالَمْ الكَنِيسَة تُحَذِّرْنَا وَتَطْلُبْ مِنَّا أنْ نَطْلُب المَشُورَة وَتَقُول فِي صَلَوَاتْهَا ﴿ لاَ تَتْرُكَنِي وَمَشُورِة نَفْسِي ﴾ ( جُزْء مِنْ طَلَبْ مَشُورِة الله قَبْل الشُّرُوع فِي عَمَل ) كَانْ فِي تِلْمِيذ لِبُولِس إِسْمُه دِيمَاس يِقُول عَنُّه إِنُّه كَانْ نَافِعْ لِلخِدْمَة لكِنْ تَرَك نَفْسُه لِلعَالَمْ وَلِفِكْرُه فَيِقُول عَنُّه ﴿ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ ﴾ ( 2تي 4 : 10) أحَدٌ الأبَاء الأسَاقِفَة سَألَهُ وَلَدٌ فِي ثَانَوِي " تِنْصَحْنِي أدْخُل كُلِيِّة إِيه عَلَشَان أهَاجِر أُسْتُرَالْيَا " ؟ فَقَالَ لَهُ " مَنْ قَالَ لَك أنَّكَ هَتْهَاجِر " ؟!! فَقَالَ لَهُ " لأ لاَزِم أهَاجِر " فَقَالَ لَهُ " قُول يَارَبَّ لِتَكُنْ إِرَادْتَك "هُوَ بِيِرْسِمْ لِنَفْسُه يُدْخُل كُلِيَّة عَلَشَان يِهَاجِر فَهُوَ إِنْسَان يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه دُونَ أنْ يَضَعْ الأمر أمَام الله أوْ يَعْرِضُه عَلَى الله إِنَّهُ أمر خَطِير عَلَى الإِنْسَان مِثْل الشَّاب الغَنِي الَّذِي قَالَ أهْدِم مَخَازِنِي وَأبْنِي أعْظَمْ مِنْهَا وَكُلِي يَا نَفْسِي وَاشْرَبِي لكِنْ رَبِّنَا يِقُول نَفْسَك تُؤخَذ مِنْكَ فَخَزَائِنَك لِمَنْ تَكُون ( لو 12 : 16 – 20 ) ؟ فَيِخَلِّي الإِنْسَان فِكْرُه إِله لُه فَيَتْبَعْ فِكْرُه فَقَطْ وَهذَا أمر خَطِير بِنْت لَهَا إِشْتِيَاقَات لِلرَّهْبَنَة قَالِتْ لأِمِنَا فِي الدِير " أنَا لَوْ مَا إِتْرَهْبِنْتِش أنَا هَمَوِت نَفْسِي " طَبْعاً هذَا الكَلاَم خَاطِئ أنَا بِنْت لِيَّ رَغْبَة أكِيدَة فِي الرَّهْبَنَة أنَا عِنْدِي إِشْتِيَاقَات لِلرَّهْبَنَة أُرِيد أنْ أُعْطِي حَيَاتِي كُلَّهَا لِرَبِّنَا أقُول لِتَكُنْ إِرَادْتَك .. هُنَاك خُطُورَة فِي الفِكْر الشَّخْصِي هُنَاك خُطُورَة فِي مَنْ يَتْبَعْ إِرَادْتُه الشَّخْصِيَّة هُنَاك خُطُورَة فِي إِنِّي أرَتِبْ لِلحَاجَة وَأدَبَّر لَهَا وَلاَزِم هَا أخُدْهَا دَاوُد النَّبِي لَمَا رَأى زَوْجِة أُورِيَّا الحِثِّي جَلَس يِدَبَّر وَيُخَطِّط وَيِرْسِمْ مِنْ أجْل أنْ يَتَزَوَجْهَا وَبَعْد كِدَه يِبْعَتْ لِزَوْجِهَا وَيُرْسِلُه لِلبِيت ثُمَّ يُرْسِلُه لِلجِيش وَيِدَبَّر لِكَيْ يَقْتِلُه ( 2صم 11 : 6 – 24 ) كُلَّ دَه تَمْ مِنْ تَدْبِيرُه الشَّخْصِي أي يَسْلُك الإِنْسَان بِفِكْرُه الشَّخْصِي دُونَ الخُضُوع لإِرَادِة الله الهِجْرَة إِلَى الخَارِج هُنَاك أوْلاَد كَثِيرِين نِفْسُهُمْ يِسَافْرُوا إِلَى الخَارِج فَالحَيَاة هِنَاك مِش سَهْلَة وَهُنَاك تَضْحِيَات كَثِيرَة مِنْ أجْل السَفَر وَاحِدٌ جِه يِقُولِّي " يا بُونَا صَدِيقٌ عُمْرِي هَاجِر لأمْرِيكَا فَأنَا عَاتِبْت رَبِّنَا إِزَّاي صَدِيقٌ عُمْرِي يِسَافِر وَيِهَاجِر وَأنَا لأ ؟ وَأحْوَالُه أصْبَحِت أفْضَل مِنِّي بِكَثِير وَعَشَان يَاخُد أوْرَاقُه تَزَوَج مِنْ إِمْرَأة أمْرِيكِيَّة فَتَحَوَلِتْ حَيَاتُه إِلَى جَحِيم فَعَمَلِتْ لُه قَضِيَّة وَطَلَّقِتُه وَأخَذِت مِنْهُ نِصْف أمْلاَكُه وَطُرِدٌ مِنْ الوِلاَيَة الَّتِي هِيَ فِيهَا وَمِنْ يَأسُه إِنْتَحَر " فَهُوَ بِيقُول " أنَا دِلْوَقْتِي بَسْ عِرِفْت إِرَادِة رَبِّنَا لِيَّ فِي إِنِّي أفْضَل هِنَا " فَالَّذِي يِتْعَبْ هُوَ أنَا فَالقَرَار هُوَ مِنْ فِكْرُه وَبَسْ وَيِلَبِّي رَغَبَات نَفْسُه وَبَسْ وَلكِنْ يَجِبْ أنْ أستَشِير رَبِّنَا فِي كُلَّ مَا أعْمَلُه فَالسُلُوك حَسَبْ إِرَادِة الله فَهُنَاك خُطُورَة عَلَى السُلُوك حَسَبْ إِرَادِة الإِنْسَان فَيُصَلِّي الإِنْسَان وَيِقُول لاَ تَتْرُكْنِي لِرَغَبَاتِي لآِمَالِي لِطُمُوحَاتِي كُلَّ دَه بَضَعُه فِي إِيدِيك رَبِّنَا لاَ يَلْغِي فِكْرِنَا وَلاَ حُرِّيتْنَا وَلاَ إِرَادِتْنَا فَرَبِّنَا يَشْتَاقٌ أنْ يُنَمِّينَا هُوَ عَايِز وَيُرِيد أنْ يُلَبِّي رَغَبَاتْنَا وَلكِنْ نَخْضَعْ لِخِطِّتُه هُوَ لِينَا مَا أجْمَل صَلاَة ﴿ أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن قَبْل جُزْء * لأِنَّكَ فِي الَّلَيْلَة * ) فَأقُول أنَا سَلِّمْتَك حُرِّيِة نَفْسِي أنَا سَلِّمْتَك قَرَارَاتِي أنَا سَلِّمْتَك تَدَابِيرِي لاَ تَتْرُكْنِي لِمَشُورِة نَفْسِي تِحْمِينِي إِنْتَ مِنْ رَغَبَاتِي الشَّخْصِيَّةأخْضَعْ فِكْرِي لِفِكْرَك أخْضَعْ مَشِيئْتِي لِمَشِيئْتَك فَلاَبُدْ أنْ يَكُون فِكْرِي تَابِعْ لِفِكْرَك بُولِس الرَّسُول يِقُول ﴿ أَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) الْمَسِيح يَمْلُك عَلَى الإِنْسَان فِي قَرَارُه فِي عَقْلُه فِي كَيَانُه لَمَّا الإِنْسَان يُشْعُر بِهذِهِ المِلْكِيَّة يُقَدِّم لُه نَفْسُه فَيَقُول أنَا لِمَوْلاَي فَصَارَ هُوَ سَيِّدِي مَوْلاَي فَأنَا أُقَدِّم لَهُ نَفْسِي وَأنَا رَاضِي مِشْ مِضَايِقٌ أشْعُر إِنِّي مِلْكُه فَهُوَ فَدَانِي فَهُوَ إِشْتَرَانِي بِدَمُه الغَالِي الثَّمِين أحَدٌ القِدِّيسِينْ يِقُول ﴿ أنْتَ عَبْد لِمَوْلاَك فَلاَ تُرْضِي غِيرُه وَلاَ تَفْعَل مَشِيئِة غِيرُه ﴾ جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان لاَ يَسِير حَسَبْ فِكْرُه هَلْ حَيَاتَك كُلَّهَا تَسِير حَسَبْ فِكْرَك أم فِكْر الله ؟ هَلْ فِي حَيَاتَك هَلْ فِي تَعَامُلاَتَك مَعَ النَّاس فِي شُغْلَك فِي أمر إِرْتِبَاط هَلْ تَسِير حَسَبْ فِكْرَك أم فِكْر الله ؟ جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان لاَ يُسَلِّم نَفْسُه لِفِكْرُه فَقَطْ فَالإِرَادَة الشَّخْصِيَّة تِتْعِبْ الإِنْسَان وَالتَّشَبُث بِهَا وَالتَّمَسُّك بِهَا يُشْعِر الإِنْسَان بِشِئ مِنْ الخَطَر فِي حَيَاتُه الأبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا ﴿ لاَ تَعْمَل عَمَلاً لاَ يَكُون لَك فِيه شَاهِد مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس ﴾صَلِّي قَبْل عَمَل أي شِئ وَلاَ تَأمُر وَلكِنْ تَطْلُبْ أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ يِقُول ﴿ فِي الكَثِير مِنْ الأحْيَان نَأمُر رَبِّنَا وَنُسَمِّيهَا صَلاَة ﴾ وَاحِدٌ صَلَّى لِرَبِّنَا وَلكِنُّه أعْطَى أوَامِر لله وَيَقُول إِنُّه صَلَّى إِحْنَا لاَ نُرِيد أنْ نُوَظَفْ رَبِّنَا بَلْ هُوَ الَّذِي يُوَظَفْنَا إِحْنَا لاَ نُرِيد أنْ نَقُودُه بَلْ هُوَ الَّذِي يَقُودْنَا . 2- إِرَادِة النَّاس:- أي الإِنْسَان يَسِير حَسَبْ إِرَادِة الَّذِينَ حَوْلُه حَتَّى لاَ يَسْلُك بِإِرَادَة مِنُّه أوْ مِنْ الله فَنِعْمِل حَاجَات لَسْنَا مُقْتَنِعِينْ بِهَا فَنَقُول النَّاس تُرِيد ذلِك فَنَكُون مُجرَّدٌ آلَة تَسِير بِالعَافْيَة وَأحْيَاناً شُيُوع الخَطَأ يُعْطِي تَصْرِيحاً فَمَثَلاً النَّاس تَأكُل شِئ نَأكُل زَيُّهُمْ نَاس تِتْكَلِّمْ فِي كَلاَم نِتْكَلِّمْ زَيُّهُمْ نَاس تِلْبِس لِبْس نِلْبِس زَيُّهُمْ هذَا سُلُوك خَطِير وَهذَا يَرْجَعْ إِلَى ضَعْفَك مُجَامَلَة مِنَّك آخَاب المَلِك إِشْتَهَى حَقْل نَابُوت اليَزْرَعِيلِيِّ فَقَالَتْ لَهُ إِيزَابِل خُذُه وَمَوِّت نَابُوت فَلَمْ يَرْضَى فَسِمِعْ بِمَشُورِة إِيزَابِل وَأخَذَ الحَقْل وَانْبَسَطْ ( 1مل 21 : 1 – 16) فَهَلْ هُوَ سَلَك حَسَبْ عَقْلُه أم سِمِعْ كَلاَم إِمْرَأتُه ؟ سِمِعْ كَلاَم النَّاس بِيلاَطُس البُّنْطِي فِي وَقْت صَلْب الْمَسِيح إِمْرَأتُه حَذَّرِتُه وَقَالَتْ لَهُ تَألَّمْت كَثِيراً فِي حُلْم مِنْ أجْل هذَا البَّار ( مت 27 : 19)وَهُوَ نَفْسُه جَاءَ بِمَاء وَغَسَل يَدِيه وَقَالَ إِنِّي بَرِئ مِنْ دَم هذَا البَّار فَهُوَ كَانَ لَيْسَ مُقْتَنِعْ بِصَلْب يَسُوع وَلكِنْ لِلأَسَفْ خَضَعْ لِلضُّغُوط مِنْ الَّذِينَ حَوْلُه مِنْ اليَهُود فَأحْيَاناً نَحْنُ نَخْضَعْ وَلكِنْ أيْنَ إِرَادِتْنَا ؟ أيْنَ إِرَادَتْك يَا آخَاب ؟ أيْنَ إِرَادَتْك يَا بِيلاَطُس ؟ اليَهُود إِجْتَمَعُوا وَقَالُوا﴿ دَمَهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا ﴾ ( مت 27 : 25 ) رَأي النَّاس يِهِز الإِنْسَان فَصَعْب عَلَى الإِنْسَان أنْ يَعِيش حَسَبْ رَأي النَّاس يَعْقُوب لَمَّا جَاءَ يَأخُذ البَرَكَة مِنْ أبِيهِ إِسْحَق فَصَنَعَ مَشُورَة أُمُّه رِفْقَة وَهُوَ كَانْ غِير مُقْتَنِعْ بِذلِك وَالنَّتِيجَة كَانِتْ العَدَاوَة بَيْنَ يَعْقُوب وَعِيسُو وَهُرُوب يَعْقُوب إِلَى خَالُه لاَبَان وَالذُّل هُنَاك ( تك 27 : 1 – 29 ) وَالأسَاس إِنُّه تَرَك مَشُورِة الله وَسَلَك حَسَبْ مَشُورِة النَّاس فَهُوَ لَمْ يَسْلُك حَسَبْ مَشُورِة الله أبُونَا إِبْرَاهِيم مُقْتَنِعْ أنَّ سَارَة زَوْجَتُه وَأنَّ مِنْهَا سَيَأتِي نَسْلُه وَأنَّهُ أخَذَ الوَعْد مِنْ رَبِّنَا بِالأوْلاَدٌ وَلكِنْ سَارَة إِخْتَرَعِتْ لُه إِخْتِرَاع قَالِت لُه خُذْ هَاجِر جَارِيَتِي زَوْجَةً لَك وَبِالفِعْل خَضَعْ أبُونَا إِبْرَاهِيم لِمَشُورِتْهَا وَتَزَوَجْهَا وَأنْجَبْ إِسْمَاعِيل بَعْدَ ذلِك سَارَة نَفْسَهَا غَضَبِتْ وَزَعَلِتْ مِنْ إِبْرَاهِيم وَقَالَتْ لَهُ ظُلْمِي عَلِيك( تك 16 : 5 ) فَهُوَ خَضَعْ لِسَارَة فَهُوَ عَمَل الغَلَط أحْيَاناً نِعْمِل الخَطَأ وَنِكُون غِير مُقْتَنِعِينْ وَالصَّح أنْ نَثِقٌ فِي أنَّ الله حَيُعْطِينَا فِي الوَقْت وَالزَّمَنْ المُنَاسِبْ قَالَتْ لَهُ نَفْسِي مُرَّة أُدْخُل إِلَى جَارِيَتِي وَبَعْد أنْ أنْجَبِتْ هَاجِر إِسْمَاعِيل صَغُرَت سَيِّدَتْهَا فِي عَيْنَيْهَا فَحَدَثَ صِرَاع وَاشْتَكِت سَارَة لإِبْرَاهِيم كُلَّ ذلِك ضُغُوط فَهُنَاك تَيَارَات وَضُغُوط أحْيَاناً بِإِسْم المُجْتَمَع التَّأثِير الخَارِجِي النَّاس كُلَّهَا بِتِعْمِل كِدَه النَّاس كُلَّهَا مَاشْيَة كِدَه فَالإِنْسَان يَسِير وَيَتَصَرَّفْ فِي سُلُوكِيَات هُوَ غِير رَاضِي عَنْهَا تَمَاماً لأِنَّ النَّاس بِتِعْمِل كِدَه زَي الفَرَح إِتْعَمَل بِشَكْل مُعَيَّنْ أنَا أعْمِل زَيُّه وَأحْسَنْ مِنُّه وَلكِنْ الإِمْكَانِيَات لاَ تَسْمَح وَلكِنِّي سَأعْمِل أي أسْلُك حَسَبْ آرَاء النَّاس القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يَقُول فِي كِتَاب الإِعْتِرَافَات ﴿ لِي خَطَايَا كَثِيرَة لَسْتُ مُوَافِقٌ عَلَيْهَا لكِنْ كُنْت بَقَلِّدٌ أصْحَابِي فَقَطْ ﴾ فَهُوَ سُلُوك حَسَبْ إِرَادِة النَّاس فَالقِدِيس أُوغُسْطِينُوس كَانْ إِبْن عِز وَكَانْ عِنْدُه شَجَر كِتِير فَكَانْ يِمُر عَلَى شَجَر مَعَ أصْحَابُه – شَجَر مَانْجَو جَوَافَة تُفَّاح – فَكَانْ يِسْرَق مِنُّه وَلأِنْ كَانْ عِنْدُه ثِمَار أحْسَنْ مِنْهَا فَكَانْ لاَ يَأكُلْهَا وَأحْيَاناً كَثِيرَة كَانَ يَرْمِيهَا فِي الأرْض أوْ يُعْطِيهَا لِلحَيَوَانَات وَلكِنُّه كَانَ يَسْرَق لأِنُّه كَانَ يُرِيد أنْ يَكُون مِثْلُهُمْ بَلْ إِنُّه أحْسَنْ مِنْهُمْ أيْضاً ( فِي الشَّر ) يُوسِف الصِّدِّيق تَعَرَّض إِلَى ضُغُوط كَثِيرَة وَإِمْرَأة فُوطِيفَار لَمْ تَلِح عَلِيه مَرَّة وَاحِدَة وَلكِنْ كَانْ أكْتَر مِنْ مَرَّة ( تك 39 : 7 – 10) فَقَدْ كَانَ فِي عَذَاب فَهُوَ كَانْ لِوَحْدُه وَلكِنْ كَانِتْ فِيه قُوَّة أنْ يَقِفْ أمَامْهَا وَلَمْ يَخْضَعْ لِتَيَار قُوَّتِهَا فَهُوَ قَاوَم الضُّغُوط الخَارِجِيَّة حَتَّى لَوْ كَانِتْ مِنْ الشِّرِّير فَهُوَ تَمَسَّك بِمَشُورِة الله وَرَفَض دَانِيَال فِي أرْضٍ غَرِيبَة قَالْ فِي نَفْسُه وَوَضَعْ فِي قَلْبُه ألاَّ يَتَنَجَّس بِأطَايِب المَلِك وَألاَّ يَشْرَب خَمْرٌ وَألاَّ يَأكُل مِنْ مَائِدَة المَلِك ( دا 1 : 8 )وَذلِك لِيُظْهِر القَنَاعَة فِي دَاخِلُه أي القَنَاعَة الدَّاخِلِيَّة سُلَيْمَان الحَكِيم المَمْلُوء حِكْمَة أعْطَاه الرَّبَّ قَلْباً فَهِيماً وَلكِنْ النِّسَاء الغَرِيبَات أمَلْنَ قَلْبَهُ إِلَى عِبَادِة آلِهَة غَرِيبَة وَكَانَ يَذْبَح وَيُوقِد فِي المُرْتَفَعَات ( 1مل 3 : 3 ؛ 11 : 4 ) فَيَجِبْ أنْ تَكُون بِدَاخِلْنَا رُوح تَقُول لاَ وَألاَّ نَصِل لِدَرَجِة أنَّ كُلَّ شِئ خَاطِئ أشْعِيَاء النَّبِي يَقُول ﴿ يَا شَعْبِي مُرْشِدُوكَ مُضِلُّونَ ﴾ ( أش 3 : 12) الكِتَاب المُقَدَّس يَحْكِي عَنْ المَشُورَات الخَاطِئَة مِثْل الغَالِبِيَّة كَانُوا مُوَافِقِينْ عَلَى بِيع يُوسِف وَلكِنْ أحَدْهُم رَفَض وَلكِنْ الغَالِبِيَّة غَلَبِتْ ( تك 37 : 18 – 29 ) فَأُنْظُر أنْتَ مَاذَا تُرِيد ؟ أُنْظُر أنْتَ إِلَى مَا تَقُولُه الوَصِيَّة أُنْظُر أنْتَ إِلَى رَبِّنَا بِيقُولَّك إِيه فِي سِفْر أعْمَال الرُّسُلٌ يِقُول إِنْ اليَهُود وَالرُّومَان كَانُوا يُرِيدُون أنْ يَقْضُوا عَلَى حَرَكِة يَسُوع فَكَانُوا يَضْرَبُون الرُّسُلٌ وَيُعَذِّبُوهُمْ وَيُحَاكِمُونَهُمْ وَلكِنْ ظَهَرَ بَيْنَهُمْ فِي المَجْمَع اليَهُودِي رَجُل إِسْمُه غَمَالاَئِيل وَهُوَ رَجُل حَكِيم فَقَالَ لَهُمْ أُتْرُكُوهُمْ لِمَاذَا أنْتُمْ مُتَضَايِقِينَ مِنْهُمْ ؟ فَلَوْ كَانَ هذَا الأمر مِنْ رَبِّنَا حَيَسْتَمِر وَلَوْ كَانَ هذَا الأمر مِنْ النَّاس حَيَاخُد وَقْت وَيِنْتِهِي فَلاَ تُقَاوِمُوا الله أيْضاً ( أع 5 : 34 – 40 ) جَمِيلٌ الإِنْسَان أنْ يَسْلُك حَسَبْ مَشِيئَة الله أنْ يَسْلُك دُونَ النَّظَر مَاذَا يَقُول النَّاس عَنْهُ أوْ يَسْلُك لِمُجَرَّدٌ أنْ يُرْضِي النَّاس فَالسَيِّد الْمَسِيح يَقُول ﴿ وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً ﴾ ( لو 6 : 26 ) ﴿ لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ ﴾ ( يو 15 : 19) العَالَمْ حَيُبْغِضَكُمْ فيَجِبْ أنْ نَسْلُك السُلُوك الدَقِيقٌ مُرَاجَعِة الأفْكَار إِمْتَحِنُوا الأرْوَاح( 1يو 4 : 1) لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوح ( 1يو 4 : 1) القِدِيس بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه إِلَى أهْل غَلاَطْيَة يِقُول لُهُمْ ﴿ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا ﴾ ( غل 1 : 8 ) فَهُوَ يَمْنَعْنَا مِنْ تَأثِير الآرَاء الخَاطِئَة لَوْ كَانَ هذَا الرَأي لاَ يَتَفِقٌ مَعَ رُوح الوَصِيَّة أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ رُوح الله الّذِي فِي دَاخِلِي أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ شَخْص رَبَّنَا يَسُوع أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ تَعَالِيمْ الأبَاء فَلَيْسَ بِمُجَرَّدٌ مَا يَقُول لِي أحَدٌ شِئ أنَفِذُه فَيَجِبْ أنْ لاَ نَسِير حَسَبْ كَلاَم النَّاس أوْ كَلاَم المُجْتَمَع لأِنَّ لَنَا سُلُوك آخَر سُلُوك حَسَبْ الرُّوح حَسَبْ مَشِيئَة الله فَنَقُول مَعَ دَاوُد ﴿ عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا ﴾ ( مز 143 : 8 ) رَبِّنَا يِرْشِدْنَا أنْ نَسْلُك حَسَبْ إِرَادَتَهُ وَلاَ نَسْلُك حَسَبْ فِكْرِنَا أوْ حَسَبْ فِكْر النَّاس رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلِرَبِّنَا المَجْد مِنْ الأنْ وَإِلَى الأبَد أمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
21 نوفمبر 2025

قانون الحب

”الكلمات الجميلة والدعوات الصادقة … أشياء بسيطة تزيد الحياة حبًّا وفرحًا وسلامًا“ (عبارة مأثورة) «فَإِنْ كَانَ وَعْظٌ مَا فِي الْمَسِيحِ. إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ. إِنْ كَانَتْ شَرِكَةٌ مَا فِي الرُّوحِ. إِنْ كَانَتْ أَحْشَاءٌ وَرَأْفَةٌ. فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا» (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 1، 2). إن كلمة قانون تعود في أصلها اليوناني إلى الأداة التي تمكِّن الكرمة من التسلُّق إلى أعلى فتصير أكثر إثمارًا وإنتاجية. بمعنى آخر أن كلمة قانون تعني ”فن تنظيم الحياة“ من خلال ثوابت تتسلَّق عليها حياتنا لتنمو وتثبت في المسيح وتصير فيه أكثر إثمارًا وأوفر أفراحًا. ولكي نفهم قانون الحب يجب علينا أولًا أن نعرف احتياجات الإنسان الأساسية والتي تشكِّل معالم وجوده اليومي في أي زمان وأي مكان فأي شخص منا، مهما كان وضعه وسنه وعمله ومنصبه ودراسته وتكوينه، له احتياجات أساسية أربعة هي: الاحتياجات الجسدية تتلخَّص في: الأكل والشرب والملبس والنوم، وأحيانًا تسمى بالاحتياجات البيولوجية فكلمة ”بيو“ باللغة اليونانية تعني ”حياة“. أمَّا الاحتياجات النفسية: فهي الاحتياج إلى التقدير والحنان، والأمان والحرية، وأيضًا يحتاج الإنسان إلى الحب، وهذه الاحتياجات تبدأ منذ بداية ولادة الطفل وتنمو وتتغيَّر بنمو الإنسان. وبالنسبة للاحتياجات العقلية، فهي الاحتياج إلى تغذية العقل بالقراءة والاطلاع والمعرفة والدراسة والبحث … أمَّا الاحتياجات الروحية فهي الاحتياج المطلق إلى الله، والاحتياج إلى الغفران، أي احتياج الإنسان لعمل الله في حياته، ومعيَّة الله في كل أعماله. ويُعَدُّ الاحتياج النفسي أحد أهم هذه الاحتياجات، وهو يتلخَّص في الاحتياج للحب، فيصير الحب هو مفتاح القلوب، فمتى شعر الإنسان بمحبة الآخرين سيتقبَّل منهم أي شيء بحب واهتمام. لذلك عندما تعامل الله معنا نحن البشر، تعامل معنا من منطلق الحب كما يقول الكتاب: «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يو 3: 16). لقد خلقنا الله مختلفين ومُتَفَرِّدين لكن هدفنا في النهاية واحد وهو الاتحاد بالمسيح وتحرير قلوبنا من أي شيء يفصل ما بيننا وبين أن يحيا المسيح فينا. وعلى سبيل المثال نقرأ في التاريخ المسيحي كيف بدأت الحياة الرهبانية في براري مصر وصارت في جماعات لها قانون ينظِّم حياتهم اليومية في الصلاة والقراءة والعمل وكان القديس الأنبا باخوميوس المعروف بأب الشركة (290 – 345م) هو واضع أول نظام قانوني للحياة الديرية وهو الذي يقدِّم الصورة المثالية للحياة المسيحية والتي منها نأخذ الاختبارات والخبرات الروحية التي تفيدنا في أن نعيش قانون الحب ونمارسه في حياتنا اليومية من خلال كافة الوسائط الروحية المتاحة أمامنا كتابيًّا وكنسيًّا وتقويًّا. ويمتد قانون الحب من الإنسان الفرد في حياته إلى مَنْ يعيش معهم في مجتمعه من خلال ثلاثة أشكال للتواصل مع الآخرين: الشكل الفردي: أي افتقاد الآخرين سواء في المنزل أو في الكنيسة والسؤال عنهم وإظهار اهتمام الحب لهم في ”جلسة الحب“ أو مكالمة أو مجاملة وغير ذلك. والشكل الآخر هو الشكل الاجتماعي: من خلال الاجتماعات المنزلية (أفراد الأسرة الواحدة) أو الأسرية (تشكل أكثر من أسرة) أو الكنسية (المتنوعة في كل كنيسة) وهي لقاءات محبة لتشجيع بعضنا البعض وشحذ الهمم الروحية والتي ينطبق عليها قول المسيح: «لَا تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ» (لو 12: 32). كما أن هناك شكلًا اجتماعيًّا آخر يشمل الأنشطة الكنسية المتعددة والتي يسميها الكتاب: «إِنْ كَانَتْ تَسْلِيَةٌ مَا لِلْمَحَبَّةِ» (في 2: 1). وهي تعمل على سد الفراغ النفسي والوجداني في شخصية الإنسان باعتباره كائنًا اجتماعيًّا يحتاج الترفيه الإيجابي لكي تتكامل صحته النفسية بكل مقوِّماتها. وانطلاقًا من تطبيقات قانون الحب يجب أن يعرف الإنسان كيف يتفاعل مع أخيه الإنسان ويحيا معه من خلال أربعة مبادئ أساسية: أوَّلها مبدأ القبول: الإنسان المسيحي يقبل الجميع، ولا يكون له جماعة خاصة به، فقلبه مفتوح للجميع. المبدأ الثاني هو مبدأ التفاهم أو الاتصال: بمعنى أنك تستطيع أن تصل إلى الآخر من خلال اتساع القلب والعقل. المبدأ الثالث هو المبادرة: فالذي يبادر بالحديث هو الذي يبادر بكسر الحواجز بينه وبين الآخرين، وبذلك يفتح قنوات عديدة للحديث والتفاعل والحب. المبدأ الرابع هو التشجيع: والتشجيع هو إحدى الوسائل الأساسية في التفاعل الإنساني مثل الحب تمامًا، وهو أيضًا أحد الأسباب الرئيسية لنجاح التفاعل مع الآخرين. والآن أود أن أحدثك عن ثلاثة مهارات أساسية في قانون الحب: 1 – المهارة الأولى: هي مهارة الحوار والمناقشة، والسؤال والجواب، بمعنى مهارة الكلام وترتيبه. وتوجد لغتان للكلام: لغة لفظية، ولغة جسدية، أي بدون ألفاظ! الإنسان يتأثر باللغة اللفظية بنسبة 40٪، أمَّا اللغة الجسدية، فيتأثر بها بنسة 60٪، وهذه اللغة تشمل: نظرات العين، وطريقة الجلوس وغيرها من الحركات والأوضاع التي نعتمد عليها في حديثنا. مهارة الحوار أيضًا يدخل بها فترات الصمت، بمعنى أنه أثناء حديثك مع شخص آخر، قد يكون هناك فترة صمت لمدة ثوان، فإذا قام الشخص الآخر بالبكاء مثلًا، حاول أن تقدِّر سبب بكائه وحساسية مشاعره. أيضًا نبرات الصوت لها عامل هام، فإذا أردت أن تعطي اهتمامًا في الحديث، وتُشعِر مَنْ أمامك بأهميته عندك، يجب أن تخفِّض نبرة صوتك وكأنك تهمس في أذنه، وهذا يُعطي نوعًا من الخصوصية للآخر، وكأنك تُعطيه رسالة خاصة، وأنه قريب إليك جدًّا وأن هذه الرسالة لا تريد أن يسمعها أحد غيره، وأنصحك أن تصلِّي في قلبك أثناء حديثك مع الآخر، فصلِّي قائلًا: ”يا رب أرشدني وعلِّمني ماذا أقول، اكشف لي يا رب ما يجب أن أتحدَّث به“. المهارة الثانية: هي مهارة الاستماع الإيجابي والإنصات الكياني … فاسمع بابتسامة وأَظهِر الاهتمام والتعبير ببعض الكلمات البسيطة، مثل شاطر، أو ماذا فعلت بعد ذلك؟ … وهكذا من كلمات تُبرِز مدى الاهتمام. كذلك الاهتمام بلغة الجسد فهي تنقل العديد من الرسائل أبلغ وأقوى من الكلمات. وعلى قدر استطاعتك، عليك أن تضع الإنجيل بينك وبين مَنْ تُحدِّثه بالأخص في المقابلات، ويمكنك أن تستعين به في حديثك، فروح الله يستطيع أن يرشد الإنسان، ويعطيه حكمة في الموضوع الذي يتحدَّث فيه. المهارة الثالثة: وهي مهارة القراءة والثقافة والاطلاع، فالقراءة توسِّع مدارك الإنسان وتنميها، مثل علم النفس أو علم الشخصيات، أو كيفية مواجهة المواقف والأزمات، ويقول أحد الآباء: ما أمتع السهر على صفحات كتاب. أخيرًا يا عزيزي أودُّ أن أهمس في أذنك، أن اللمسات الشخصية التي تُقدِّمها للآخرين تصنع فارقًا كبيرًا في كيفية مواجهتهم للمواقف. وتذكَّر أن «رابح النفوس حكيم» (أم 11: 30). الذي هو أساس قانون الحب. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
20 نوفمبر 2025

نساء فى سفر التكوين نعمة الأولى

المرجع الكتابي : ( تك ٤ : ٢٢ ) معنى الاسم : نعمة اسم سامي معناه ( مسر ) . اسم هذه السيدة من أسماء السيدات الأول التي سجلها الكتاب المقدس وهو مؤنث لكلمة ناعم ( اسم ابن من أبناء كالب ) أطلق اسم نعمة على مدينة في السهل كما ذكر يشوع ( ٤١:١٥). الروابط العائلية : نعمة الأولى كانت إبنة لامك وصلة وأخت توبال قايين الصانع الأول للنحاس والحديد وتظهر دمائة ورفاهية وترف سلالة لامك من تسميتها لإبنائها وزوجاتهم . المتنيح القس يوحنا حنين كاهن كنيسة مارمينا فلمنج عن كتاب الشخصيات النسائية فى الكتاب المقدس
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل