العظات
المسيح في شريعه تطهير الابرص
مرض البرص :
هو مرض قديم عاصرته البشرية الخاطئة ، وهو أكثر مرض يصف الخطية وأعراضها وآثارها وتطوراتها علماً بأن هناك أمراضاً أخرى ارتبطت بالخطية إلا أن الله إختار هذا المرض لشناعة مظهره وتأثيره وكان لجو سيناء الحار أثر فى انتشار هذا المرض المعدى بين شعب بنى اسرائيل قديماً لذا أفرد له الكتاب المقدس تفصيلات عديدة في سفر اللاويين اصحاح ۱۳ ، ١٤ ، وكان ذكره على مدار الأسفار الالهية كمرض الخطية لنتعرف أكثر عن البرص
أنه مرض ينتقل بالعدوى ولكن بطول الاختلاط والتلامس . والمرض له جانبان : جانب الإصابة الجلدية وهو الطور الأول ، ثم يتطور الى الجانب العصبي .. أى تتطور الإصابة الجلدية بتشوهات فى الجهاز العصبى . والإصابة الجلدية تبدأ فى المناطق الظاهرة في الجسم مثل الجبهة والذقن والأطراف ، وتبدأ ببقع تتحول الى مناطق الألون لها إذ تموت الخلايا الصبغية في هذه المنطقة ، وكذلك يبيض شعر تلك المنطقة .. ثم يتعمق المرض فتتحول البقعة الى نقرة تنتشر الى ما حولها ، ويبدأ الجلد يتشوه ويتكتل فى كتل بين نقر وحفر ويصبح الانسان كريه الشكل ، شنيع المنظر ، مرعب الهيئة .. يتكرر هذا مع الأطراف ، ثم الرقبة ، ثم الصدر .. ويصحب كل ذلك آلام للمريض مع الإصابة بتقيحات مؤلمة مستمرة .. أما التطور العصبي : تتلف الأعصاب المحركة للأعضاء .. وتؤدى الى تشوه الأعضاء والتوائها ووقف حركتها .. فيؤدى هذا كله مع طول المدة الى الموت. -
شريعة تطهير الأبرص
ترد تفصيلاتها في سفر اللاويين ۱۳ ، ١٤ إذ تحكي لنا شناعة الخطية تلك التى قيل عنها بالروح القدس إنها خاطئة جداً .. مرموزاً لها بمرض البرص الخطير فتخبرنا عن بشاعتها وإنتشارها ونتائجها ومظاهرها وخطورتها .
الخطية بحق أخطر من البرص .. أو أى مرض يصيب الجسد . . لأنّها لا تدمر الجسد فقط بل والروح أيضاً .. ولا تؤدي بالإنسان إلى موت الجسد بل إلى موت الروح .. والإنفصال عن الله .. وتذهب بالإنسان إلى الهلاك الأبدي .. ولكن الله الغنى فى الرحمة .. طبيب أنفُسنا وأجسادنا وأرواحنا لم يتركنا تحت سلطان هذا المرض الخطير .. بل قدم وسيلة الشفاء منه .. إنّهُ يُقدّم لنا العلاج الوحيد للخطية في صورة رمزية بديعة في غاية الجمال والدقة . . مُمثلة في عصفورين طاهرين يُذبح أحدهما ويُرش من دمه على الأبرص فيتطهر ثُمَّ يُطلق العصفور الآخر حياً بعد أن يُغمس في دم العصفور المذبوح .. ليطير في السماء وهو يحمل آثار ذبح العصفور الذي مات .
إنَّهُما عصفوران يُطهران . . يتكلمان عن أروع وأجمل قصة حب وفداء عرفتها البشرية . . إنهما معاً رمز للمسيح الفادي "الخروف المذبوح " ( رؤ ٥ : ۱۲ ) الذى ذبح على الصليب تاركاً لنا دمة على المذبح ليطهر كل أبرص ٠٠لا بل كل خاطىء ۰۰لا ليغفر لنا خطايانا فقط بل ليعطينا ميراث الحياة الأبدية .. مُمثل في العصفور الآخر الذى يُطلق في السماء .. فنأخذ بالعصفورين ما تقدمه لنا الكنيسة من عريسها فتنقل لنا بركات الموت والقيامة . ." يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ( العصفور الذى مات ) وحياة أبدية لِكُلّ من يتناول منه ( العصفور الذي أطلق ) ".
ما بين الخطية والبرص
البرص يُشير إلى النجاسة والخطية . . و هو مرض مكروه مؤلم يُميت الأعضاء .. يُصيب الدم . . ويظهر على الجلد . . ويسري في سائر الأعضاء واحداً بعد الآخر .. حتى ينفصل بعضها عن بعض وهو مرض معدي .. كذلك الخطية إذ أن الكتاب يحذرنا من المعاشرات الردية التي تفسد الأخلاق الجيدة
أيضا يزداد وينتشر مع مرور الوقت .. كذلك الخطايا سرعان ما تنتشر وتتسلط ..
وهو يتلف الأعصاب .. فتفقد الأعصاب حساسيتها .. انها الخطية التى تميت الضمير .. وتفقد الإحساس ليس بالله فقط بل وبالآخرين . فنجد أنه حينما يتمادى الإنسان في إتباع خطاياه .. يفقد الإحساس بارتكاب الخطية ، " الَّذِينَ – إِذْ هُم قَدْ فَقَدوا الجس - أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدّعارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَع " ( أف ٤ : ١٩ ) إنها علامة أكيدة للبرص .. كما الخطية أيضاً.
وأعتبر المُصاب به نجساً وحتى البيت الذى يدخله الأبرص كان يتنجس بكل ما فيه ومن يُخالط أبرص كان يُعتبر نجساً لذا لزم عزل المُصاب به .. وهذا ما تفعله الخطية إذ تحرم الشخص وجوده في الجماعة المقدسة. ليس له دواء أو علاج .. وإلى عصرنا الحالي رغم كُل تقدم في الطب والأدوية ليس له علاج . . ومع استمراره لفترة طويلة يؤدى الى الموت .. انها الخطية التي جلبت على الإنسان حكم الموت والهلاك الأبدى . انه صورة دقيقة للخطية التى ليس لها علاج . . إلا في المسيح يسوع .. وإذ لم يكن لدى الأبرص إمكانية للشفاء يشعر بالحاجة إلى تدخل إلهى للشفاء منه . . لذلك حسب الشفاء منه تطهيراً . . لذا وجدنا في هذا المرض والشفاء منه مجال ثري للتأمل ، فليتنا نثق فيما قاله السيد المسيح أنّ "البُرصُ يُطهَرُون " ( مت ١١ : ٥ ) فنهتف مع الأبرص قائلين " يا سيد ، إن أردتَ تَقْدِر أَنْ تُطهرني " ( مت ۸ : ۱ ) .
إستخدم الله البرص أحياناً للتأديب كما فعل مع مريم أخت موسى بسبب كلامها ضد موسى ( عد ۱۲ : ۱ ) ، وأيضاً مع جيحزى حين مال قلبه وراء نعمان السرياني يطلب الفضة والذهب ويكذب على أليشع النبي ( ٢ مل ٥ : ۲۷ ) ، وما أصاب عُزّيا الملك لإعتدائه على وظيفة الكهنوت ( ۲ أى ٢٦ : ١٦ ) فالله يريد أن يعلن بهذا المرض الظاهرى .. مرض داخلي .. جعله مرضاً يخص الروح أكثر مما يخص الجسد . . لذا لزم الشفاء منه بالكاهن لا بالطبيب .
انظر إلى هذا التطابق المُذهل بين البرص والخطيئة ، إذاً كُلاً منهما مكروه ونجس يفصل صاحبة عن جماعة
الله وكلّم الرب موسى قائلاً . . " أوص بني إسرائيل أن ينفوا مِنَ المَحلَّةِ كُلَّ أبرصَ وَكُلَّ ذي سيل وكُلّ متنجس لميت الذكر والأنثى تَنفُون . إلى خارج المحلة تَنفُونَهُم لِكيلاً يُنجَسُوا محَلاتِهم حيث أنا ساكِن في وسطهم ( عدد ٥ : ١ - ٣ ) . لذلك كان الأبرص يحتاج إلى طقس دقيق وإجراءات دقيقة ومُشدّده حتى يتحقق الكاهن من تطهيره . . ويقدر أن يدخل به إلى الجماعة المُقدّسة من جديد .. فالخطية مهما بدت صغيرة لكنها تحرم الإنسان من عضويته في الجماعة المُقدّسة وعودته تستلزم تكلفة هذهِ مِقدارُها .. قدمها الابن الوحيد لأبيه على الصليب . . ولازال فعل التطهير قائم ويُقدّم لنا على المذبح المُقدّس .. علاجاً للخطايا ..لا للدينونة ولا للوقوع في الدينونة ، ولاخزياً وتبكيتاً لزلاتنا . . ولكن محواً لخطايانا وغفراناً لتكاسلنا ومجداً واكراماً لإسمك القدوس .
أعراض المرض
إِذا كَانَ إنسان في جلدِ جَسَدِهِ نَاتِي أَوْ قُوبَاء أو لمْعَة تصِيرُ فى جلدِ جسدِهِ ضَرْبَةً بَرَص ٠٠٠ ( لا ۱۳ : ۲). وقد تتساءل وما يفيدنى فى معرفة هذه التفاصيل .. ولكن مع دخولك معنا فى هذه الجولة ستكتشف أنها تشخص حالة تُشبه إلى حد كبير حالتك ... فتدرك مرضك .. وهنا بداية التطهير بحسب قول القديس مار إسحق " أنّ من يعرف مرضه قريب من الشفاء .. ومن يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة "
الناتي - هو ورم أو إرتفاع أو دمل كان المُصاب يعرض فوراً على هارون الكاهن أو على أحد الكهنة وقد كان للكاهن أن يُشرك معه واحداً أو أكثر من خبراء الشعب فى فحص المصاب ، ولكن الكاهن وحده هو الذى يُصدر الحُكم .. وقد كان المُصاب يعرض على الكاهن في الفترة المحصورة بين الساعة السادسة والساعة التاسعة من النهار ، لكى يكون نور النهار ساطعاً والإصابة اضحة أمام الكاهن .
هنا إشارة إلى سر التوبة والإعتراف إذ يتقدم الخاطيء إلى الكاهن مظهراً جراحاته في ضوء شمس المسيح ... فيُساعده الكاهن فى تشخيص مرضه . . بل وأكثر من ذلك لا يتركه إلا مطهراً . فما هو الناتيء إذا ؟ هو صورة لإرتفاع القلب . . أى الكبرياء أصل كُلَّ داء.
+أخطر أمراض النفس .. الكبرياء " الناتىء " .. الإرتفاع .. أسقط جبابرة .. أحدر سمائيين . . فلنفحص أنفُسنا .. فلا نستكبر بل نخف" (رو ۲۰:۱۱) إن ناتئ الكبرياء يبعد عن الانسان بركات كثيرة .. ويسلب من النفس أهم مشاعر تحتاجها في علاقتها مع الله .. وهى الإنسحاق والإنكسار .. فتبعد النفس عن النعمة وتنسى الخيرات .
+ قوباء - وهو قرحة أو جرح قديم مُغطى بقشرة .. و هو مثال للخطية التى تترك جروح في النفس والروح بل والجسد أيضاً . وجروح وقروح قديمة وحديثة سطحية أو غائره .. كما حدثنا عنها سفر الأمثال " طَرَحتْ كثيرِينَ جرحى وَكُلَّ قَتْلَاهَا أقوياء " (أم ٧ : ٢٦ ) وهُنا تُغنَى الكنيسة أنها وجدت الترياق .. ( الدواء ) .. وتقول " أنّ لى ترياق في جلعاد يداوى ابنة شعبي" لذلك سميت الكنيسة بالمستشفى يدخل اليها السقماء ويخرجون أصحاء .. أطلق أشعياء النبى على الخطية انها " جرح وأحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت " أش ٠٦:١ انها آثار جراحات الخطايا التى كثيراً ما تترك أثراً عميقاً فى النفس مهما مضى عليها الزمان . . يستثمرها العدو لحسابه .. ويحضرها أمامنا باستمرار .. لنقع فى اليأس والفشل .. انها تمثل تذكار الشر الملبس الموت .إنها شراسة العدو في إحداث (قوباء) جروح فى داخل وخارج النفس .. لتصير علامات له داخلنا . . فتزداد سيادته علينا .. فنخاف منه أكثر
+ اللمعة شئ يبرق .. إنها جاذبية الخطية التي تبدو جميلة لامعة ، إنه خداع اللمعة . . إنها الشجرة الجيدة للأكل والبهجة للعيون.. إنّها أماكن اللهو ذات الأضواء الجذابة .. إنّها جاذبية الغنى والمال .. كم خدعت من نفوس .. ربما لولا لمعة الخطية وبريقها ما سقط الإنسان فيها
+ إذهب الى الكاهن ( الذى يرمز الى السيد المسيح )
يؤتى به إلى هارون الكاهن ، الأبرص لا يقدر أن يأتى إلى الكاهن مباشرةً بل يؤتى به .. ولعل هذا يُشير إلى دور الكنيسة في إحضار كُل نفس لتتمتع بلقاء رئيس كهنتنا الأعظم ربنا يسوع المسيح عريس الكنيسة ومخلصها .. لأننا لا نستطيع أن نتعرف على المسيح كأفراد منعزلين عن الجماعة
+ وهنا يخرج الكاهن إليه :
بعد أن حملت الكنيسة بالحب والإيمان الأبرص إلى كاهنها السماوي لتطهيره من خطاياه . . فإنَّها لا تقدر أن تدخل بالأبرص إلى المحلة بل يخرج إليه الكاهن ليحمله معه إلى داخل المحلة . والمحلة تعبر عن شركة الجماعة المقدسة . . فالمسيح حمل عارنا وخرج خارج المحلة.
تشخيص المرض :.
يؤتى به إلى الكاهن ليُشخّص المرض .. ويُقدّم الشفاء .. لا يوجد إنسان مهما كانت حكمته أو خبرته أو رتبته أو ثقافته له الحق في تشخيص حالة مِن وُجد عنده ناتيء أو قوباء أو لمعة .. فليس إلا الكاهن الذي يرمز إلى ربّ المجد يسوع الوحيد الذي يحكم بالبرص . إحذر أن تفحص نفسك خارج المسيح .. فتعرف المرض دون الدواء .. فتزداد يأساً وإحباطاً . . ولكن مبارك الله أبونا الذى يرعانا بِكُل الأدوية المؤدية إلى الحياة .
تعلم ألا تقيم نفسك بنفسك .. وألا تقيس نفسك على نفسك . . ولا على الآخرين ورأيهم فيك .. فربما تجد نفسك صحيحاً ام مريضاً . . وفى هذا خطأ . . ليكن لك عشرة مع الطبيب الحقيقى .. وهو يكشف عوار نفسك الداخلية والخارجية ..
تعود أن تعرض فكرك أمام الكاهن فى الكنيسة وهو يرى إن كانت أفعالك وأفكارك تتفق مع الأنجيل أم لا .. لأنه مكتوب من فم الكاهن تطلب الشريعة .. فالكاهن له سلطان .. ليس أنه أكثر ذكاءاً أو معرفة عقلية بل هو مستودع لأسرار الله .
" يحجز الكَاهِنُ المضْرُوبَ سَبعة أيامٍ ، فَإِنْ رَآهُ الكَاهِنُ فِي اليَومِ السَّابِع وَ إِذا في عَيْنِهِ الضَّرِبَةٌ قَدْ وَقَفَتَ وَلَمْ تَمْتَدَ الضَّرْبةَ في الجِلْدِ يَحْجِزُهُ الكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثانية" ( لا4:15-5) إنّها فترة للتدقيق وعدم التسرع .. فهي دعوة لعدم التسرع في إصدار حكم على أحد لِمُجرد أشياء ظاهرة ، وربما تمثل فترات فى حياة الإنسان الله يتأنى فيها ويُعطى فرصة تلو الأخرى ليُثبت طهارة الإنسان أو يثبت مرضه. فنجد أن قصة تدبير الخلاص في العهد القديم كُلَّهُ ما هى إلا فترات حجز لإظهار آثار الخطايا .. فيظهر زيغان الإنسان وفساده فيها أظهر الإنسان كمال فشله وعجزه الى أن ظَهَرَتْ نِعْمَةُ الله المُخَلَصَةً ( تيطس ۲ : ۱۱ ) ، وفي كل المراحل أظهر الإنسان فساده وشرّه .. والله لازال يهب لطفه وإمهاله فمبارك ذاك الذي أغلق على الجميع في العصيان ليرحم الجميع معاً .
ولزيادة التأكيد فى الحكم على الأبرص هناك علامات أخرى لاثبات المرض والتأكد منه ..
يتحول الشعر في الضربة الى اللون الأبيض (لا ۳:۱۳)
تبيض الشعرة حينما تنبت في خلية ميتة أو ضعيفة فلا تقدر أن تُعطي اللون للشعر ، إنّها من علامات الشيخوخة وزوال قوة الشباب ، بحسب قول الرّبَ " .. رُش عليه الشيب ( الشيخوخة والشعر الأبيض ) وَهُوَ لا يَعْرِف " ( هو ٧ : ٩) ، إذ أن الخطية تزيل القوة والحيوية.. وتُحني النفس وتضعف الروح.. وتُحدث تجاعيد الشيخوخة وهي الطرق الملتوية التي تظهر في سلوك الإنسان.
الضربة أعمق من الجلد ( لا ۳:۱۳)
عميقة فى الداخل .. في القلب .. القلب الذى تخرج منه أفكار شريرة .. القلب الذى لو ملكت عليه الخطية بحسب قول أرميا النبى يصيرُ "أَخْدَعُ مِنْ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ نَجِيس مَنْ يَعْرِفُهُ " ( أر ۱۷ : ۹ ) ، لذلك حفظ القلب وحراسته من أهم وسائل الشفاء .. لنحصل على قلوب مرشوشة بدم المسيح المطهر مِن كُل أعمال نجاسة.
ازدياد الضربة وانتشارها في الجلد ( لا ١٣ : ٨)
إنها الخطية التي تبدأ صغيرة .. وسرعان ما تكبر وتنتشر وتتسلّط . . كما قال عنها الرب يسوع أنها كالخميرة .. ( مت ١٦ : ٦ ) فنجد أنّ خميرة صغيرة تُخمر العجين كُلَهُ (١ كو ٥ : ٦) ، "وأما خاطيء واحد فيُفْسِدُ خَيْراً جِزِيلاً " ( جا ۱۸:۹ ) ، إنّها تنتشر أسرع من النار في الهشيم.
وجود لحم حي في الضربة علامة أكيدة ( لا ١٠:١٣ )
كيف يكون وجود لحم حي دليل النجاسة .. أنه صورة لإعتقاد الإنسان الخاطيء أنّه لازال فيه شيء صالح ولا يحتاج إلى تطهير .. هذا الشيء الذي يرى أنّه صالح فيهِ يُعيقه عن الشعور أنّه خاطىء ويحتاج إلى تطهير ، ربما هذا يجعلة يستمر في البرص .. إنّها خطية البر الذاتي المختفية داخلنا .. التى تعيق إعترافنا بالخطية حقاً إن البر الذاتى من أخطر الأمراض الروحية التي يصعب تشخيصها .. وتعطل المسيرة الروحية كثيراً فهى تمنع تقديم ذواتنا أمام الله كخطاة ومرضى .. نرجو الشفاء .. فتعطل الصراخ . . وتؤجل الذهاب إلى الطبيب .
ضربة في الرأس .. أعمق من الجلد
إنها صورة لكبرياء الفكر .. وعداوة سلطان الله ، وتصيب أصحاب العلم والفهم مثل الذي يُنكر وجود الله أو يُقاوم سلطانه . . ولكن مكتوب " سأبيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ ، وَأَرْفُضْ فهمَ الْفُهَمَاءِ " ( اكو ۱ : ۱۹ ) ، إنها علامة نجدها في كل من يظن أنه غنى وقد إستغنى رؤ ۱۷:۳
+ أنظر معي إلى دقة التشخيص .. وإعطاء الفرص للتأكد .. وعلامات التشخيص التي تميل إلى عدم إثبات المرض .. فيُحجز إسبوع لنرى هل إمتد المرض وصار أكثر وضوحاً .. ولزيادة التأكيد يجعل الكاهن على دراية تامة بأعراض الأمراض المشابهه في الأعراض والعلامات .. ويتدخل الله في إظهار المرض للكاهن .. ويُعرَفهُ كيف يُفرَق بين البرص وبين أمراض أخرى مشابهة فى الأعراض مثل ( الدملة ، الحزاز كى النار القرع ، البهق ، الصلع ).
حكم الأبرص (لا٤٥:١٣-٤٦)
مع انتشار المرض تصاب جميع أعضاء الجسم بتشوهات .. فيصبح المريض شنيع المنظر .. غير مرغوب فيه من المجتمع .. فيلزم عزله تماماً . . لذا نجد أن الله قد وضع حكماً على الأبرص ليطهره من برصه .. ويحمى الجماعة المقدسة منه
+ نجس ، يُقيم وحده ، خارج المحلة يكونُ مقامة ( لا ۱۳ : ٤٦ ) ، مهما كان حجم المرض يحجز . . وهنا تمثيل لحالة الخاطيء البعيد عن الله .. وتأثير الخطية عليه .. في شقاء وحرمان وتعاسة .. ليطلب بكل شوق وإخلاص العلاج وليسأم المرض .. وتزداد مقاومته له . إنَّها عُزلة تؤدي به إلى الإنسحاق والحُزن على حاله وأنّ خطاياه أدّت به إلى الموت روحياً وأدبياً ، فهو محروم من الشركة المقدسة مع الله ومع جماعة المؤمنين ، فالخطية لا تُورث أصحابها إلا الندم والأسى والحزن ، حقاً إنَّها عار الشعوب . وفى عزل الأبرص نجد حكمة الله الفائقة الذى عزل البشرية لفترة ظهرت فيها أعراض المرض بكافة أنواعها من عصيان وشهوات ونجاسات وإنقسامات حتى تفاقمت جداً .. فعرفت البشرية أنّه ليس من رجاء في طبعها ، فأتى إلينا مغلوباً من محبته ٠٠لا لِيُدين بل لِيُخلص ما قد هلك ...
وهنا نجد وصف للأبرص وهو في حالة العزل :-
+ (۱) تكون الثياب مشقوقة : الثياب رمز للبر والنعمة وشق الثياب دليل نزع البر والنعمة .. فنجد أن الثياب المشقوقة تُحدّثنا عن عار وعُرى الخطية . . وأيضاً تُحدّثنا عن ضرورة فضح المرض وإظهاره . . وليس تغطيته أو إخفاؤه .. العري صورة لعمل إبليس .. اللص المكتوب عنه في مثل السامرى الصالح " وقع بَيْنَ لُصُوصِ فَعَرَوْه وجرحوه (لو30:10) فهو الذي يبغى لنا العار والغرى ..فهل أدركت لماذا تعرى يسوع على الصليب ؟! لكى يستر خزى عرينا ويحمله فى نفسه .. ويكسونا بثوب .بره . . ويحمل في شخصه القدوس كُل أثر لخطايانا وكُلّ عُنف وإنتقام من العدو للإنسان .. تحمله عوضاً عنا
(۲) مكشوف الرأس : كانت العمامة شيء هام في ملابس اليهودي ، وهى علامة للكرامة والمجد والزينة ، ولكن الأبرص فقد كرامته وجماله ، والعمامة أيضاً رمز للسلطان والرياسة والحماية ، والخطية تُفقد المركز والسلطان والحماية ، يفقد خوذة الخلاص .. فيكون هدفاً لأفكار العدو بلامقاومة .والرأس هو المسيح .. وحين تكشف تتعرى .. فيتعرى المسيح.
(۳) يُغطي شاربة : الشارب رمز للنضج . . للرجولة . . للقوة .. وتغطيته تمثل إهدار الكرامة والرجولة . . وهكذا تنزع الخطية كُل طاقات النفس ، وأيضاً فى تغطية الشارب يُغطى الفم فلا يُسمع له كلام ، ولا يستطيع أن يبارك الله إذ أنه مكتوب ليس الأموات يباركونك يارب ، مالك تتحدث بفرائضى .. وتحمل عهدى على فمك " (مز ١٦:٥٠)
(4) ينادى نجس نجس إنه مصدر للمرض .. مصدر للنجاسة .. خطر على الآخرين ، ويؤكّد ويُنادي مرتين متتاليتين " نجس .. نجس تجد كل الكلمات الخارجة من فمه نجاسة . فيتكلم بنجاسات .. وتكرار كلمة نجس نجس تشير الى أن الخطية تنجس كل الكيان ..أنظر كيف يرى الله الإنسان في حال الخطية .. إحذر أن تلقب الخطية إسم آخر لها . . مثل حُريَّة . . مِثل التمتع بالحياة .. مثل طبيعة الإنسان ..مثل ..الخ
(٥) يُقيم وحده : يترك أسرته وأصدقائه . . إنّها غزلة الخطية ، إنَّهُ شعور يؤذي مشاعر الإنسان جداً . . لذلك قال الحكيم " وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحدَهُ " ( جا ٤ : ١٠ ) ٠ ٠ بينما تجد الإنسان في خطاياه دائماً يُريد أن يكون في وسط مجموعات كبيرة . . إلا أنه يشعر بالوحدة والعزلة .
إنها الخطية التى تفقد إحساس الدفء والحب وتُقطع الروابط .. والحل في التوحد بالله والإلتصاق به ، ذاك الذي مات وقام " لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ الله المُتَفَرَقِينَ إِلى وَاحِدٍ " (يو ۱۱ : ٥٢ ) .. فهو المُحِب الألزق مِن الأخ .. الحل في الكنيسة التى هى جماعة المؤمنين اللذين الفهم الروح مثل قيثارة .
(٦) خارج المحلة : لم يكن للأبرص أن يدخل إلى المكان الذى فيه الهيكل . . بل لابد أن يكون خارج المحلة حتى لا يُنجس المقادس ، الخطية تفصل الإنسان عن الله .. بل وتذهب به بعيداً جداً .. إلى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ ( لو ۱٥ : ۱۳) ۰. وتفصله عن الجماعة المقدسة . . ونجد ان نفس هذا الأمر فعله معلمنا بولس الرسول مع خاطئ كورنثوس إذ أمرهم بعزل الخبيث من وسطهم .
+ إذا البرص غطّى كُل الجسم يُحسب طاهراً لا ۱۳: ۱۲ إنه أمر عجيب جداً .. إذا إزداد البرص جداً وإزداد إنتشاراً في الجسم كله .. ويتضائل الرجاء في أي شفاء .. فماذا
التطهير
وفي طقس تطهير الأبرص تجد إجراءات كثيرة للتطهير وبعد التطهير ، لعل الله أراد منها أن يُظهر خطورة الخطية مهما كانت صغيرة .. ( بقعة أو ناتيء أو لمعة (٠٠ إنّها تُذكرنا أنّ الله قدوس لا يُجب أن يتشوه أولاده بخطية واحدة .. ولنتذكر أنّ خطايانا أنزلت الله الكلمة نفسه من السماء .. وكلفته عار وخزى وألم لكى ما يشفينا بجراحاته .
وكانت خطوات التطهير تتم على ثلاث مراحل
أولاً : عمليات التطهير بعصفوران في اليوم الأول .
ثانياً : يُسمح له بالدخول إلى المحلة ولكنّه لا يدخل خيمته لمدة سبعة أيام
ثالثاً : عمليات التكفير بتقديم الذبائح المُقرّرة في اليوم الثامن .. وبذلك يكمل تطهيره . .
عصفوران
" وكلم الرب موسى قائلاً هذه تكون شريعة الأبرص يوم طهره . يؤتى به الى الكاهن . . ويخرج الكاهن الى خارج المحلة" (لا1:14-3) ما أجمل كلمة يؤتى به الى الكاهن" إذ لا يمكن للأبرص أن يعمل عملاً لنفسه . . ولا تمتد يده الى شئ إلا ونجسته . . لذا نجد أن أمر تطهيره أصبح مستحيلاً .. والحل الوحيد أن يؤتى به الى الكاهن .. أي يقدم للطبيب الحقيقي القادر على الشفاء وحده .. الذى يلمسه ولا يتنجس بل يهبه الطهارة
يخرج الكاهن الى خارج المحلة .. رمز للسيد المسيح الذى أتى إلينا ليفدينا ويقدسنا يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤخَذَ للمُتطهّرٍ عَصْفُورانِ حَيَانٍ طَاهِرانِ وَخَشب أرز وقرمز وَزُوفًا وَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُدْبِحَ الْعُصْفُورُ الْوَاحِدُ فِي إِنَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيّ : أَمَا الْعُصْفُورُ الْحَى فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشب الأرْزِ وَالْقَرِمز والزَّوفًا وَيَغْمِسُهَا مَعَ الْعُصْفُورِ الحي في دم العصفور المذبوح عَلَى الْمَاءِ الحى . وَيَنضحُ عَلَى المُتَطهَرُ مِنَ الْبَرص سبعَ مَرَاتٍ فَيُطَهَرُهُ ثُمَّ يُطلَقُ الْعُصْفُورَ الحَى عَلَى وَجْهِ الصَحْرَاءِ " ( لا ٤:١٤ - ٧) إنها صورة رائعة لعمل المسيح الفائق فى محبته .. هنا يختبر الإنسان بداية الحُرّيّة بعد الشقاء والحبس .. لكي تكون خطوة إلى العودة إلى خيمته ( بيَتهُ ) والإشتراك في الجماعة المقدسة .
ويأمر أن يؤخذ للمتطهر عصفوران حیان طاهران
عصفوران إِنَّهُما يعملان عملاً واحداً .. إنهما معاً رمز لربنا يسوع المسيح المذبوح القائم في آن واحد اطلاق العصفور الحى .. يغمس في دم العصفور المذبوح على الماء .. ثم يُطلق العصفور الحي على وجه الصحراء .. إنها صورة لقيامة المسيح .. الذى لازال يحمل آثار ذبحه .. آثار الجراحات باقية في الجسد المجيد.
في إناء خزفي : العُصفور مكانه السماء ، ولكنّه يُذبح في إناء خزفي ، إنّهُ رمز لجسد ربنا يسوع المسيح الذي أخذه من القديسة العذراء مريم لأجل خلاصنا لكى يفدينا به ، ويُعلَّمنا بهِ ، ويُقدّسنا بهِ.
على ماء حي - يذبح العُصفور في الإناء الخزفي الذى يحتوي على ماء حى فيكون في الإناء دم وماء .. وهنا إشارة للدم الثمين والماء اللذين فاضًا من جنب ربنا يسوع المسيح لتطهيرنا ٠٠" هَذَا هُوَ الَّذِي أتى بِمَاءِ وَدَمٍ يَسُوعُ المَسيحُ " ( ايو ٥ : ٦ ) .
خشب الأرز إن كان برص الخطية يُفسد الإنسان ويُحطّم حياته ، فإن خشب الأرز الذى لا يُسوس المُستقيم يُشير إلى إتحادنا بخشبة الصليب التي تنزع عنا فسادنا أبدياً فلا يُصيبنا شر ، وبدون خشبة الصليب يستحيل أن تطهر من برص الخطية .
الزوفا والقرمز - الزوفا هى عُشب متواضع لكنّه يُستخدم للشفاء ، يُقال أنّ جذره يمسك بالصخر لهذا فهو يرمز لتنقية القلب . . فلا تحتقر هذا العشب الصغير بل أذكر أثره الطبي.
قطعة نسيج من الصوف المصبوغ باللون القُرمزى وهو اللون المُميّز الذي يُعبر عن الدم وعن الخلاص .. فنجده رمز بديع لغسلنا بالدم ورشنا بالقرمز والزوفا الروحيين لا الماديين
كان على الكاهن أن يأخُذ خشب الأرز ويربط إليها الزوفا بخيط من القرمز كما يربط إليها العُصفور الحى بخيط من القرمز أيضاً وهو مفرود الجناحين ويغمس الزوفا والقرمز وذيل الطير فى الدم والماء اللذين في إناء الخزف وفي ربط العصفور إلى الخشب بخيط القرمز وجناحاه ممدودان صورة بديعة لتسمير الرب يسوع على خشبة الصليب.
النضح على المتطهر بالدم والماء ← " وَيَنْضِحُ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَضِ سَبْعَ مَرَاتِ فَيُطَهِّرِهُ ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَى عَلَى وَجْهِ الصّحْرَاءِ " ( لا ٧:١٤) .
انه لم يطلق إلا بعد موت العصفور الأول .. لأنه لو أطلق ألف عصفور حى بدون موت آخر .. لما استفاد
الأبرص منها شيئاً ولكن العصفور الحى الواحد الصاعد الى السماء المفتوحة حاملاً على جناحيه آثار دم الكفارة الكاملة الدالة على إتمام عمل الفداء هو أساس تطهيره وهو سبب سلامه .
غسل ثيابه :
هنا نجد الأبرص بدأ يعمل عملاً بنفسه .. سابقاً لا يعمل عملاً . . إذ لا ينفع أى عمل بدون سفك دم مهما كانت الأعمال صالحة ولكن بعد أن رُش بالدم يبدأ يكون له دور .. إذ لاخلاص للخاطئ بدون عمل الصليب . يخلع الأبرص ثيابة المشقوقة قبل لقائه بالكاهِن والآن وإذ نضح عليه بالدم والماء لا يحتاج الأمر إلى إستبدال ثيابه وإنما يكتفي بغسلها .. وهنا إشارة إلى أننا نستبدل إنساننا العتيق مرة واحدة في مياه المعمودية .
يحلق شعرة
وحلق الشعر يُعلن عن أنّهُ لا يعتز بأى جمال طبيعي وربما يصير سبب عار له . . ولكنّه بعد أن تطهر وغسل بالدم وترك الماضي .. فهو مُستعد أن يحتمل كل هزء وتعيير
يدخل المحلة .. يُقيم خارج خيمته ( لا ١٤ : ٨)
يمكث سبعة أيام داخل المحلة ولكن ليس من حقه أن يدخل خيمته ونرى هنا عجباً .. في الوقت الذي يحتاجُ فيه الأبرص أن يختبيء .. حتى ينبت شعر الرأس واللحية ويستريح بعد فترة العزل وشرائع التطهير نجده يطوف بين الخيام .. وكُل من يراه يعرف قصته
إن السبعة أيام هي صورة لكمال فترة العمر على الأرض
حتى يدخل خيمته في اليوم الثامن .. يظل طوال عُمره ( السبعة أيام ) يشهد لعمل الله فيه .. وَتَكُونُونَ لي شهوداً.
الذبائح والتقدمات
أما الذبائح والتقدمات فهي خمس
أ. خروف صحيح يقدم ذبيحة إثم يكفر بها الكاهن عن خطاياه..... وهذا هو بداية العمل : الاعتراف بأثامنا والإيمان بالمصلوب كغافر للإثم.
ب. نعجة حولية ذبيحة خطية، واختيارها أنثى يُشير إلى عمل الولادة، فلا يكفي أن يؤمن الإنسان برفع خطاياه، وإنما يلتزم بالإيمان بالله واهب الثمر
ج. خروف آخر صحيح يقدمه الكاهن ذبيحة محرقة موضع سرور الآب. فالمؤمن إذ يتمتع بالصليب لا يرى غفران آثامه وخطاياه فحسب إنما يتحد بالمصلوب ليقدم حياته ذبيحة محرقة لله.
د. ثلاثة أعشار دقيق ملتوت بالزيت
هـ. لج الزيت لمسح المريض والسكب عليه، إذ يتحقق تطهيرنا خلال ذبيحة الصليب بعمل الروح القدس الذي مسحنا به في سر الميرون
دم الذبيحة
+ وضع الدم على شحمة الأذن اليمنى
+ وضع الدم على إبهام اليد اليمنى
نضح الزيت سبع مرات أمام الرب وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ أَصْبَعَهُ الْيُمَنى فِي الزَّيْتِ الَّذى عَلَى كَفَهِ الْيُسرَى وَيَنْضِحُ مِنَ الزَّيت بإصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَاتِ أَمَامَ الرَّبَ( لا ١٤ : ١٦ ) . إنَّها صورة رائعة لعطية الروح القدس الذى إنسكب علينا بعد إتمام ذبيحة الصليب .. التي تُشير هنا إلى ذبيحة الإثم . . فبعد الدم جاء الزّيت .. فلا يقف الأمر عند التطهير من الخطية بالدم والماء وإنما يلزم التمتع بالإمتلاء بالروح القدس .
وضع الزيت على الأذن واليد والرجل " وَمَمَا فضل مِنَ الزَّيت الَّذِي فِي كَفَهِ يَجْعَلُ الْكَاهِنُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ المُتطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامٍ يَدَهِ الْيُمَنِى وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمَنِى عَلَى دَمِ ذَبِيحَةِ الأَثْمِ " ( لا ١٧:١٤ ) . الأذن اليمنى وإبهام اليد اليمنى وإبهام الرجل اليمنى
وضع الزيت على رأس المتطهر " وَالْفَاضِلَ مِنَ الزَّيْتِ الَّذى فِى كَفَ الْكَاهِنِ يَجْعَلُهُ عَلَى رَأسِ الْمُتطَهِّرِ وَيُكْفِرِ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبَ " ( لا ١٤ : ١٨ ) . ولعل المتطهر هنا يرغب في أن يُنشد للرب مع داود النبي " .. مَسَحْتَ بِالدَهْنِ رَأْسِي كَأْسِي رَيَا إِنَّمَا خَيْرٍ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامٍ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَبَ إِلَى مَدَى الأَيَامِ " ويعقبها تقديم ذبيحة خطية ويطمئن لكمال المصالحة والغفران التى تشير الى كمال عمل الخلاص بدم ذبيحة ربنا يسوع المسيح.
أخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء الجمعة الثالثة من شهر أبيب
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي أخر فصل في إنجيل معلمنا يوحنا البشير وهو حديث بين ربنا يسوع المسيح والقديس معلمنا بطرس الرسول،حديث ربنا يسوع المسيح يجدد فيه دعوة معلمنا بطرس بعد الصليب والقيامة وبعد إنكار معلمنا بطرس، ربنا يسوع أكل مع تلاميذه واخذ معلمنا بطرس الرسول"وقال له أتحبني؟قال له أنت تعلم يا سيد أني أحبك قال له ارع غنمي،يقول لنا فعاد ربنا يسوع وسأله مرة ثانية أتحبني قال له أنت تعلم أني أحبك قال له ارع غنمي،ثم سأله مرة ثالثة وقال له أتحبني؟"فيقول الكتاب أن معلمنا بطرس حزن وكأنه يريد أن يقول له يارب أنت لم تصدق أني أحبك،كأن ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول له وهل أنت تصدق أنك تنكرني؟!،فحزن بطرس أنه قال له ثلاث مرات أتحبني؟ فقال له ارع غنمي،عند هذه الإجابة ربنا يسوع دخل معه في حديث أقوى، قال له عندما كنت شاباً، أنت عندما كنت صغير كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء، ولكن إذا شخت فإنك تبسط يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء،ماذا يعني هذا الكلام؟ معروف أنه في زمن ربنا يسوع المسيح كانت الناس ترتدي جلباب أو قفطان فعندما يرتدوها وكانوا يريدون أن يعملوا أعمال معينة تحتاج إلى مجهود فكانت تعطلهم،فتجد الفرد لكي يعرف أن يعمل وهو يرتدي الجلباب ولكي لا يتعطل فيرفعها قليلاً ويرتدي من فوقها قطعة من القماش ويربطها جيداً على ظهره بحيث تصلب ظهره أكثر وتعطي له عزم في العمل هذه اسمها "المنطقة"ترتدى على الوسط وتكون الملابس مرتفعة لفوق قليلاً لكي الشخص وهو يعمل لايشعر أن هناك شيء يضايقه اسمها "المنطقة"، طالما الشخص يسير في الشارع أو في بيته أو يعمل أي عمل بسيط لا يوجد داعي أن يرتدي المنطقة، فمتي يرتدي المنطقة؟عندما يشعر أن هناك عمل مهم أو عمل شاق أو عمل جاد سوف يقوم به،حينئذ يرتدي المنطقة، فربنا يسوع المسيح يقول له أنت منذ زمن كنت عندما تود أن تعمل كنت تمنطق ذاتك،أنت كنت تحضر هذه المنطقة وتقوم بربطها على وسطك وتعمل وتمضي حيث تشاء،وتفعل ما أنت تريده،قال له لكن أنا سوف أنتقل بك إلى مرحلة أخرى تختلف عن المرحلة الأولي تماماً،ما هي؟ قال له أنت سوف تبسط يدك،بمعنى تجعل يديك الأثنين مرفوعتين،وعندما أنا أود أن أجعلك تعمل شيء ما أنا سوف أمنطقك، وسوف أجعلك تعمل شيءأنت لا تعرفه،وسوف أقودك حيث لا تشاء،ما هذا؟!معلمنا يوحنا الرسول بالطبع يفهم أسلوب ربنا يسوع المسيح فوجدناه يحل لنا اللغز في ثانية،فماذا قال؟ قال هذا مشيراً إلى أية ميتةكان مزمع أن يمجد الله بها،ما المقصود بهذا الكلام؟يريد أن يقول أن ربنا يسوع المسيح سوف يدخله في طريق الكرازة والبشارة، لكن الكرازة والبشارة سوف تجلب عليه أتعاب كثيرة جداً إلى أن تذهبه لطريقة موت يتمجد بها مع المسيح لكن هو بسط يده وآخر منطقه وقاده حيث لا يشاء، وكأن ربنا يسوع المسيح يريد أن ينقلنا من مرحلة أننا نقود أنفسنا إلى ما نشاء إلى مرحلة ما يقودنا هو إلى حيثما لانشاء علينا يا أحبائي أننا نبسط أيدينا وآخر يمنطقنا،ما معنى ابسط يدك؟ تخيل أنت عندما شخص يرفع يده وآخر يمنطقه ويقول له أنت تصرف، أنت أفعل بي ما تريد، ما أجمل أن أختبر في حياتي أن الله يقودني ما أجمل أن يكون لي اختبار أن ربنا يسوع هو الذي يمنطقني، هو الذي يقول لي أستعد للعمل، هو الذي يختارلي نوع العمل، هو الذي يأمرني بالعمل حتى أن كنت أنا لا أشاء،يقول لك أنت في وقت تعيش فيه أنت كل الأمور فيها بإرادتك،تفعل ما تريد،تذهب المكان الذي تريده،تعمل العمل الذي تريده هذه مرحلة، لكن هناك مرحلة أنت لابد فيها أن تبسط يدك وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،هذه هي المرحلة، لذلك يا أحبائي نحن علينا بنعمة ربنا أننا نجتاز هذا الاختبار، اختبار التسليم الكامل لإرادة الله، ما أجمل الإنسان الذي كل يوم وهويصلي يقول لربنا لتكن مشيئتك،وكأنه يقول له هأنذا يارب أرفع يدي وتعالى أنت منطقني قدني حيث لا أشاء،قدني في المكان والموضع والطريق الذي تريد أنت لا الذي أريده أنا، أخطر خطية يا أحبائي جلبت على الإنسان كل الأتعاب هي العصيان، وأجمل نعمة تجلب على الإنسان كل البركات هي الطاعة، فإذا كان العصيان هو الذي طرد أبونا آدم من الفردوس فالطاعة هي التي أدخلتنا مرة أخرى إلى الفردوس،أي طاعة؟ قال لك ربنا يسوع المسيح هو الذي جاء أطاع حتي الموت موت الصليب ربنا يسوع عندما يقول لنا آخر يقودك حيث لا تشاء هو بنفسه فعل ذلك،و قال ذلك لتكن لا إرادتي بل إرادتك،هونفسه أعطانا نموذج تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته، هو علمنا كيف نحن ننقاد معه حيث لا نشاء لكن حيث يشاء هو،هذا هوالنموذج الذي يريد الإنجيل اليوم أن يركز عليه،يريد أن يقول لك أختبرحياة التسليم التامة لربنا،سلم له يدك، سلم له إرادتك، سلم له طريقك، هو قادر أن يقودك، حتى وإن كان هذا الطريق في النهاية سيقود إلى موت قال لك "قال هذا مشيراً إلى أية ميتة"وكلمة ميتة تعني موت، نوع طريقة الموت التي كان مزمع أن يمجد الله بها،هذا موت يمجد الله، بالنسبة للعالم يمكن أن يكون موت،هؤلاء الناس الذين يمنطقوا ذاتهم، لكن بالنسبة للذي آخر يمنطقه هذا يعتبرمجد،البعض يظن أن التسليم سلبية،والبعض يظن أن التسليم الغاء للشخصية، أبدا بل التسليم هو اعطاء الإرادة لله وتسليم الحياة بالكامل لله، ما أجمل الكلمة التي نصلي بها في القداس عندما نقول لله"أقدم لك يا سيدي مشورات حريتي"، ما معنى مشورات حريتي؟ تعني ما نقوله الآن بالضبط،شخص يرفع يده ويقول له أن تمنطقني ،أذهبني مثلما انت تريد، آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء، ما أجمل اختبار الشعب في القديم يا أحبائي الذي كان الله يقودهم في البرية وهما لايعرفون أين يذهبون، بمجرد أن السحابة تستقر فوق رؤوسهم يعرفوا أنهم الآن يستقروا وينصبوا الخيام ويجلسوا، بمجرد أن السحابة ترتفع يعرفون أنهم يجب عليهم أن يرتحلوا الآن، السحابة تستقر يستقروا ثم السحابة تتحرك يرتحلوا،لكن إلى أين يذهبون؟ قال لك يقودنا حيث لا نشاء،يقودنا حيث يشاء هو، ما أجمل الإنسان يا أحبائي الذي يسلم حياته بالكامل لله، معلمنا بولس الرسول يدخل مدينة يريد أن يكرز فيها فيجد الله يقول له لا أذهب إلى بلد أخرى،فيذهب بلد أخرى يريد أن يكرز فيها يجد الله يقول له أريدك أيضاً تذهب بلد أخرى،فيذهب بلد أخرى فيقول لله هل أتممت إرادتك فأنا أريد أن أذهب؟ هل اكتفيت بذلك؟يقول له لا أنا أريدك تجلس قليلاً هنا، ما هذا؟!أنه يبسط يده وآخر يمنطق هو يقوده حيث لايشاء،هذه عظمة تسليم حياتنا لله،معلمنا بطرس الرسول نجد أن الله يريد أن يقول له أنت كنت في الماضي صياد سمك،وكنت تختار المكان الذي تصطاد فيه،واليوم الذي تصطاد فيه،والطريقة التي تصطادبها، يوم لا تريد،ويوم تريد،وأنت عندما كنت شاب كنت تمنطق ذاتك وتمضي حيث تشاء، لكن أنت الآن أنت دخلت في ملكيتي، أنت دخلت في العمل معي، أنت الآن تبسط يدك وأنا أمنطقك، ارفع يديك إلي فوق،وعندمايأتي شخص الآن ويقول عبارة أرفع يدك إلى فوق فهي عبارة شخص يسلم نفسه، يقول له سلم نفسك فيرفع يده إلي فوق، ما معنى يرفع يده إلى فوق؟ تعني أنا لا أستخدم يدي في شيء، أنا أمامك لا أفعل أي شيء فأنارافع يدي إلى فوق،لا تظن أنني سوف أتحرك،أو سوف أضرب،أو أضع يدي في ملابسي،ولا أي شيء، ارفع يدك إلى فوق، ارفع يدك إلى فوق، فالله يقول لك ذلك،ابسط يداك، ابسط يداك تعني لا تشعر أنك أنت مسئول عن نفسك، أنت ابسط يدك،اجعله هو الذي يمنطقك،قل له يارب هأنذا، أنارافع يدي، أين تريدني؟، ماذا تريدني أن أفعل؟، أنا رافع يدي،أنا كثيراً وضعت يدي في الأمور وكثيراً تدخلت في الأمور وكثيراً شعرت أني أنا سقطت بجهل وغباء في أمور كثيرة أنا لم أكن أفهمها، لكن أنا الآن اختبرت وفهمت أن لابد إني ابسط يدي، أنا لابد أن أفتحها وأقول له هأنذا، وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء، ما أجمل الإنسان الذي في كل طريق وفي كل مكان يشعر أن هذا المكان ذهب إليه بإرادة الله،ذهب إليه بأذن من الله شاهدنا اليوم في القديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهب وهو يريد أن يذهب للرهبنة فيأخذ إرادة الله،ويأخذ المشورة،يأتي إليه الله ويقول له ارجع إلى البيت لأنك سوف تتنيح في سأل أب اعترافه ويصلي لدرجة أن الله يعلن له الرؤية ثلاث مرات فيذهب،انسان يقاد بروح الله، إنسان ليس له إرادة ولكن إرادته في يد ضابط الكل، هو يقوده حيث لايشاء، ما أجمل الإنسان يا أحبائي الذي أخذ هذا الاختبار العميق، تقول عن القديس العظيم أبو مقار أنه اشتهى في يوم من الأيام أن يدخل إلى البرية الداخلية لكي يري الآباء السواح، سمع عن الآباء السواح وتعاشر مع بعضهم،وتعامل مع بعضهم، فأشتاق أن يدخل إلى البرية الداخلية،أشتاق أن يرى أحوالها، أشتاق أن يرى الناس التي تعيش فيها، أحب أن يشاهد ماهذا؟ فقيل عن القديس أبو مقار أنه عندما صلى لهذا الأمر شعر بتردد،إذن يذهب أم لا يذهب؟ قال لك لا أنا لا أذهب إلاعندما آخذ أمر إلهي،يقولون عن القديس أبو مقار أنه مكث ثلاث سنوات يصلي من أجل هذه الإرادة لكي يري يذهب أم لا يذهب،هل هذا الأمر منك يارب أم ليس منك، هل أنت موافق أم لا؟، أنا أبسط يدي وآخر يمنطقني ويقودني حيث لا أشاء،أن كنت أنا أشاء ولكن إرادتك قبل إرادتي، جميل الإنسان الذي يسلم إرادته لله،كثيراً يا أحبائي ما نوضع في اختيارات، كثيراً العالم يضعنا في ظروف صعبة تجعل الإنسان عاجز عن اختيار قرار معين، إذن ماذا يجب علي أن أفعله؟ أصلي، أسلم، أخضع، أطلب مشورة، ألاحظ أين يريدني الله، إذا كان هذا رأيي أنا لكن أنا أخاف من رأيي، أنا أريد رأيك أنت،قال له ذلك إن برأيك تهديني وبيمينك تمسكني، أنا أريدك أنت يارب،أريد رأيك أنت،أريد يمينك هي التي تمسكني،مثلما ترى الطفل الصغير الذي يسير ويده في يدأبيه،فهذا الولد الصغير آخر يقوده حيث لا يشاء،هو لايعلم أين يذهب لكن هو مطمئن جداً أنه في يد والده هذا يا أحبائي الاختبار الجميل الذي أراد الله أن يضع معلمنا بطرس الرسول فيه وقد كان،شاهدنا معلمنا بطرس الرسول بعد أيام قليلة من هذا الحديث وهو موجود في السجن، يقول أنه بعد أن قتل هيرودس يعقوب - يعقوب هو أكبرالرسل –قتله فيقول لنا سفرالأعمال "وأذ رأى أن ذلك يرضي اليهود"،وجد أنه عندما قتل يعقوب فقد فرح اليهود،ولأن هيرودس يريد أن يكون الرأي العام معه، فقال في نفسه أفقط هذا يرضيكم!، إذا كان هذا الفعل يزيد شعبيتي فأنا أفعله لكم كثيراً، فقتل يعقوب، ثم قبض على بطرس على أمل أن يقتله،فأدخل بطرس السجن، يقول أنه وهو مقيداً إياه بسلاسل حافظاً إياه بأربعة أرابع من العسكر (يقصد بها أربع فرق، والفريق به أربعة من العسكر)، أي وقف على بطرس غير السلاسل الذي ربطه بها 16عسكري ليحرسوه،من المؤكد هنا أن بطرس وهو مقيد بالسلاسل و16عسكري فإنه يتذكر الكلمة التي قالها له ربنا يسوع المسيح أنك تبسط يداك وآخريمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،يريد أن يقول له يارب ماذا يحدث؟! 16عسكري حولي، وسلاسل في يدي ماذا أفعل؟ لكن أنا مطمئن،يقول لك إنه نحو منتصف الليل بطرس كان نائم في سلام ومطمئن، لماذا كان مطمئن؟! إذا كنت انت يا بطرس في حالة تجلب الرعب، فأنت شخص من المحتمل غداً أو بعد الغد أو الآن تموت كيف مطمئن؟! قال لك لأنه قال لي، بمعنى أنني أخذت منه وعد أنه يقودني،إذن ماذا بعد؟ يقول لك أنه جاء ملاك وأيقظه قائلا قم عاجلاً، أيقظه لدرجة أنه يقول لك أن بطرس كان في نوم عميق والملاك ضربه في جنبه، فيقول لك أن بطرس ظن أنه في رؤية، فأخذه الملاك من يده وعبر به المحرس الأول والثاني وذهب به إلى باب المدينة، غير مصدق نفسه، شخص يكون داخل سجن جيش روماني الذي كله حصون منيعة،كله جنود، كله ورديات،وهذا يقول له مع السلامة وأخرجه عند باب المدينة يقول له أنت بذلك قد نجوت، ذهب للرسل فتحوا له فلم يصدقوا،غيرمصدقين، فتحت له واحدة خادمة اسمها رودا،فقالت لهم إنه بطرس، قالوا لها أنتي تهذين،لكنه كان بالفعل بطرس،ماذا حدت ؟! أنه اختبر أن آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،أنت كنت سوف تموت، أنت كنت داخل السجن، لآن آخر هو الذي يقودني ما أجمل الإنسان الذي يكون له هذا الاختبار مع الله ويشعر أن الله ينجيه، وأن الله ينقذه من يد أعداؤه، وأن الله يتعهده بالنجاة والحياة، وإن حتى قادوه إلى الموت فإن هذا مجدمع الله، قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمع أن يمجدالله بها، وقد كان، كان موت معلمنا بطرس الرسول مجد لربنايسوع المسيح، لا تتخيلوا يا أحبائي كم كان موت الآباء الرسل بدلاً ما كانوا الرومان يتوقعوا أن موت الرسل نهاية للمسيح والمسيحية ولكنها كانت تعطي ثبات وعزم وكانت تلهب قلوب المؤمنين بمزيد من الاشتياق ومزيد من الشهادة،فبدلاً من أنهم كانوا يظنوا أنهم يدفنوا بذرة لكنهم كانوا يوجدوا شجرة وهكذا يا أحبائي انتشر الإيمان،ما أجمل هذا الاختبار، ما أجمل هذا الحديث ربنا يسوع يقول لكل واحد فينا هل تحبني،هل تحبني،هل تحبني،إذن ارع غنمي، فتعالى وأنسي ماضيك،أختبر أن آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء ربنا يعطينا ويعلمنا أن نسلك حياتنا بالكامل له يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
الصلاة الوداعية
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 17 الذي يقال عنه الصلاة الوداعية، كل ما في قلب ربنا يسوع المسيح تجاهنا ركزه في هذه الصلاة، قال "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد"، ما معني هذا الكلام؟ هو يريد أن يقول له أن البشرية التي أعطيتها لي لكي أخلصها أريد أن أكون أنا واحد معها، وفي نفس الوقت أنا واحد معك أيها الآب، فأصبح أنا والبشرية واحد معك، الذين أعطيتهم لي أريد أن أكون أنا وهم واحد، وبما أنني أنا وهم واحد، وأنا وأنت واحد فيكون أنا وهم وأنت واحد.ما في قلب الله لنا يا أحبائي وما في قلب ابنه ربنا يسوع المسيح لنا ألا نرجع فقط إلى رتبتنا الأولى قبل السقوط بل وأكثر، نحن كنا واحد مع الآب، ولكن كنا واحد كأننا نعيش معه، ربنا يسوع بعد التجسد والفداء والصليب والروح القدس لا يريد أن يكتفي أننا نصبح معه، لا بل ونكون فيه، هناك فرق بين أننا نكون معه لكن نصبح فيه، هذا هو ما فعله ربنا يسوع المسيح، نحن في البداية خلقنا على غير فساد لنبقى إلى الأبد معه، ثم دخل الموت للعالم بحسد إبليس وطردنا فبذلك لم نصبح واحد معه، لم نصبح معه لكن أصبحنا مطرودين، جاء ربنا يسوع المسيح وقال إذن أنا لكي أرجعهم مرة أخرى فماذا أفعل؟ أخذ جسدنا فأتحد بنا، فأخذ جسدنا واتحد بنا لكي ما يعيدنا إليه، اتحد بطبيعتنا البشرية ليقدسها ويوحدها فيه، وبما أنه هو واحد مع الآب صرنا نحن فيه واحد مع الآب، يا لها من كرامة يا أحبائي والمجد الذي أخذناه نحن بواسطة عمل ربنا يسوع المسيح لنا، نحن أغنياء جداً، قديسين جداً، أبرار جداً، واحد مع الآب، كل هذا قال نعم، المجد الذي أنت أعطيته لي يارب اعطيه لهم، نفس الكرامة التي أعطيتها لي أنا أعطيها لهم، نفس المكان الذي أنت أعطته لي أعطيه لهم، نفس الوحدة التي بيني وبينك أعطيها لهم، إلى هذا يارب نحن غاليين لديك، قال لك نعم بالطبع، فأنتم خليقتي، أنتم سروري، أنتم إكرامي، أنتم مجدي، أنا أريد أن أتمجد بكم، أرجعكم مرة أخرى، عدو الخير يا أحبائي حاول أن يطمس أعيننا لهذه الكرامة ويحاول أن يجعلنا فقراء ونحن أغنياء، يحاول يجعلنا أشرار ونحن أبرار، يحاول يجعلنا من الأرض ونحن من السماء، يحاول يفصل الوحدة التي بيننا وبين الله، قال لك لا بل أنا أريد أن يكونوا واحد، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد، فكيف يارب وحدتنا بك؟ قال لك أنا كل الأدوية المؤدية للحياة أعطتها لك، لكن أنا أقول لك على ثلاث عطايا بهم صرنا واحد معه.
١- التجسد .
٢- التناول .
٣- الروح القدس.
أعطانا هؤلاء الثلاثة الذين يضمنوا أننا نظل ملتصقين به، يضمن أننا داخله، يضمن أننا متحدين به.
١- التجسد :
بالتجسد أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له، أخذ جسدنا واتحد به وشاركنا فيه، اذ تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضا فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أخذ جسد قابل للموت، آخذ جسد ضعيف، قابل أن يجوع، يعطش، يتعب، يحزن، أخذ جسدنا، يا لكرامتنا منذ أن أخذ المسيح جسدنا، يا للمجد الذي أخذناه منذ أن أخد المسيح جسدنا، مثلما يقول لك شخص أنا رئيس الجمهورية مثلاً قام بزيارتي في منزلي، وأنه قد جلس وأكل معي، فهو يظل يتذكرها طوال العمر، كذلك الله أخذ جسدنا، فماذا فعل؟ بارك طبيعة الإنسان واتحد بالإنسان، ولم يكتفي أن يكون الإنسان معه ولكن أراد أن يكون الإنسان فيه.
٢- التناول :
قال لك ولكي أضمن أنك تظل في هذه الوحدة أنا أخذت جسدك فأنا أيضا أعطيك جسدي، لكي يدخل جسدي داخلك، يتحد بك، يصبح واحد معك، وتصير أنت واحد معي وأنا واحد معك، يا للوحدة!، فهو قال "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا أيضا فيه"، فأعطانا التجسد وأعطانا التناول، لكن عندما نتحد نحن به في التناول ماذا نأخذ؟ هل نأخذ جسد فقط؟ لا بل جسد متحد باللاهوت، ونأكل ويصرخ الكاهن ويقول "وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير"، ويصرخ ويقول "هذا هو بالحقيقة آمين" ويقول "آمين آمين آمين"، ويجيبه الشماس قائلا "آمين آمين آمين"، ونظل نؤكد أن الذي ناكله ويدخل لداخلنا هو جسد ودم حقيقي ليسوع المسيح ابن إلهنا، فنتحد به ويتحد بنا، وهذا لأنه يريد أن يأخذنا معه في نفس مجده عند الآب، يا للكرامة، يا للكرامة!.فنحن عندما نأتي لندخل السماء يا أحبائي لن ندخل بأعمالنا ولكن سوف ندخل لأننا متحدين به، المشكلة إذا تركناه، المشكلة إذا نحن فقدنا هذه البنوة، فقدنا هذه الوحدة ثم أعطانا أيضا الروح القدس لكي يحل علينا.
٣- الروح القدس :
أعطانا الروح القدس هل ليحل علينا؟ قال لك لا بل ليسكن فينا، ليس فقط يحل من خارج، فأصبح أنا داخلي جسده ودمه وداخلي الروح القدس، فأكون أنا واحد معه، وواحد مع الآب، وهذه شهوة قلب الله للكنيسة ولجماعة المؤمنين أن نكون واحد معه.
لذلك يا أحبائي هذه الكرامة والمجد لا يليق به أنه يشاهد مناظر لا تليق، أو يقول كلام لا يليق، أو عينه تكون على الأرض، أو يكون منغمس في شهواته، لا فهو أعطى لنا كرامة تليق بالسمائيين، تصور عندما يكون هناك شخص والده ترك له حساب في بنك كبير جداً وهو لا يعرف، يقولوا له هذا الحساب باسمك، هذا به رصيد كبير جدا جدا جدا جدا، أنت كيف لا تعرف؟ أنا لم أكن أصدق فأنا كنت أراه شخص بسيط، لم أكن أتخيل، لا يا حبيبي بل أنت غني، أنت غني جداً، أعطاك رصيد بر، قداسة، طهارة، حب، غفران قد لا تصدقه، أعطيتك طهارة غير محدودة، لكن المهم أنك تستثمرها.
لذلك يا أحبائي وحدتنا مع المسيح في التجسد، وفي التناول، وفي الروح القدس، تضمن لنا سلامتنا وتضمن لنا مكان جميل في السماء، بمجرد أننا نكون واحد معه، بمجرد أننا نتحد به.أختم كلامي بموقف حدث ذات مرة قد يكون منذ عشرة سنوات تقريباً، أنه جاء زيارة للكاتدرائية المرقسية لدينا هنا بالإسكندرية بطريرك أريتريا، وكان ميعاد هذه الزيارة الساعة السادسة وكنا نحن الآباء الكهنة ومجموعة كبيرة من الشعب نجلس منتظرين في الكنيسة ولكنه لم يحضر وظللنا ننتظر إلى أن تم إخبارنا هاتفياً أنه ذهب لزيارات كثيرة وذهب إلى دير مارمينا ولكنه سوف يأتي لكنه سيتأخر قليلاً، فجلسنا ننتظر وبدأ الشعب يشعر بالملل ويخرج في فناء الكنيسة، أصبح هناك توتر وعدم تنظيم، في النهاية جاء هذا البطريرك ومعه وفد كبير حوالي أربعون أو خمسون شخص، فأبنائنا في الكشافة لكي يقوموا بالتنظيم اصطفوا عند مدخل الكنيسة الذي هو الممر في المنتصف لكي يمر البطريرك والوفد الخاص به، بينما كل الشمامسة والإخوة المصريين يمروا من الجانبين إذا كانت سيدة أو رجل يدخلون من الجانب الخاص بهم بحيث أنهم يدخلون في أماكنهم والبطريرك الأريتيري ووفده يدخلون مع بعضهم، لكن كيف عرفت مجموعة الكشافة الوفد الإريتري؟! لأنهم سود الوجه، سود جداً، فأي شخص أسود الوجه جداً يدخل من المنتصف، يعرف هو من يتبع، يقولون له تفضل حضرتك، وهكذا نحن ندخل معه طالما نحمل ملامحه، تفضل أنت معه، أنت ابن الملك تفضل، أنت لا أحد يستطيع أن يمنعك من الدخول، مجرد أنك معه فقط ليس مطلوب منك أنك تقول لنا أي شيء، أنت معه، ظل معه، كن معه ستجد رائحته جاءت فيك، ملامحه جاءت عليك، تصرفاته، أقواله، أفعاله أصبحت فيك.لذلك قال لك أنتم رائحة المسيح، فتجد علامة المسيح الذي فيك هي شفيعة لك تدخلك السماء وتقول لك تعالى أنت ابن الملك تعالى اجلس عن يمينه.ربنا يعطينا نثبت فيه، هو جاء لنا بتجسده، أعطانا جسده، أعطانا الروح القدس لنثبت فيه، لنكون واحد فيه، واحد مع الآب، ونأخذ نفس المجد الذي أخذه هو من الآب.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
الحبل القرمزي علي بيت راحاب
راحاب الزانية
كلِمة " راحاب " تعنىِ رحب أومُتّسع كانت صاحِبة خان ( فُندُق ) للمُسافِرين مُلاصِق لِسور مدينة أريحا
وسلّمت جسدها لِكُلّ رجُل يقترب إِليّها أحبّت جمع المال مِنْ التُجّار العابِرين عليّها إِذ كانت تأويهُمْ وتعيش معهُمْ فِى الخطيّة وتأخُذ مُقابِل مادّىِ ، لذلِك لا تقرأ إِسمها فِى الكِتاب المُقدّس إِلاّ مُقترِنا بِكلِمة الزانية عاشت فِى مديِنة أريحا ذات الأسوار العالِية الشامِخة الحصينة المملوءة كبرياء وإِرتفاع و تجبُرّ ، ولكِنّنا نجِد فى هذهِ السيّدة إِيمان بالله وقوّته وعمله 000 لِذلِك يجِب أن نقِف عِندها كثيراً و نتعلّم وهُنا نجِد أنّ القديس يوحنا فم الذهب يُحدِّثنا قائِلاً ( إِنّهُ مِنْ العار أن تظهر أنت فِى عدم إِيمان أكثر مِنْ زانِية ) فإِن كان إِسم راحاب يعنىِ رحب أو مُتّسع 000 فرُبّما كان لإِسمها واقِع فِى حياتها التّى إِتسعت لِتشمل جوانِب كثيرة مِنْ الحياة بِكُلّ شرّها وبمِلء بركاتها
إيمان راحاب
تبدأ القصة فِى سِفر يشوع الإِصحاح الثانىِ،أنّ رجُلين أرسلهُما يشوع بن نون لِيتجسّسا مدينة أريحا وكُلِّنا
نعرِف أنّ يشوع الّذى تسلّم القيادة مِنْ موسى النبىِ للدخول بالشعب إِلَى أرض الميعاد إنّهُ رمز حى لِشخص يسوع المسيح الّذى صنع ما عجز عنّهُ الناموس ( موسى ) ودخل بِنا إِلَى كنعان الحقيقيّة ( السماء ) 0
يشوع
مِنْ أعظم أبطال الكِتاب المُقدّس فهو قاهِر الأْردُن وهو الّذى أسقط أسوار أريحا ، وهو الّذى أوقِف الشمس بِصلاته إِنّهُ رجُل حرب إِستخِدم فنونه الحربيّة لِفتح الأراضىِ ورغم وعد الرّبّ أنّهُ يُعطيه " كُلّ مَوْضِع تَدُوُسهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُم " ( يش3:1). فهذا لمْ يمنعه مِنْ إِستخِدام عقله و مواهِبه الطبيعيّة التّى منحهُ الرّبّ إِيّاها إِنّها علامة حُب الله للإِنسان يُريد ليس فقط أن يهِب ولكِنّه يُشرِكهُ معهُ فِى العمل لِكى تلتحِم إِرادة الله الفائِقة بإِرادة الإِنسان التّى تتقدّس بإِتحادها معهُ والخُضوع لهُ فِى كُلّ شىء 0
أريحا
أقوى مُدُن كنعان عُرِفِت بأسوارُها المنيعة الشامِخة وتعتبر المدخل إِلَى الأراضىِ الكنعانيّة والمنفِذ إِلَى بعض
المُدُن الهامّة مِثل أورشليم وعاى .وكانت أريحا أردأ مُدُن الأموريين ولِذا فقد أمر الله يشوع أن يُدّمِر المدينة والسُكّان جميعهُم وأن تتحّول المدينة إِلَى خراب دائِم 0
لِذلِك أرسل يشوع الجاسوسان لِيرجِعا إِليّهِ بِتقرير وافٍ عَنَ كيفيّة التغلُّب عليها طبيِعة أرضها - طبيِعة شعبها - مداخِلها – مخارِجها وبِلا شك كانا يُعرّضان أنفُسهُما لِخطرٍ شديد أثناء تجولهما فى أريحا
إِذ لهُما ملابِس مصريّة لها طِراز مُميّز التّى خرجوا بِها مِنْ أرض مِصر مُنذُ أربعين سنة ( تث4:8) فلهُم شكل مُميّز جِداً ولهُم لُغة مُختلِفة 0
وكان مِنْ المعلوم أنّ أخبار بنىِ إِسرائيل كانت قد ذاعت فِى كُلّ الأرض بل صاروا مصدر رُعبا وخوفا لِجميع الشعوب مِنَ حولهُم وكانت راحاب نفَسَها تعلم ذلك وأنّ الله أعطى الأسرائِيليين أرض كنعان وصنع لهُم المُعجِزات وكان الأسرائِيليون قريبين مِنْ أريحا وأهلها وملِكها خاف منهُم وتوقّعوا زحفُهُم عليهُم فكانوا يرقُبُون الطُرُق والداخِل إِلَى المدينة والخارِج منها وكان لهُم ثِقة كبيرة جِداً فِى أسوارالمدينة 0
تجّول الجاسوسان وشعرا بِنظرات التعجُبّ فِى عيون كثيرون ورُبّما حاولا الخروج مِنْ المدينة فِى المساء ولكِن الأبواب أُغلِقت فإِضطرّا للنِزول فِى فُندُق على سور المدينة فدخلا بيت راحاب لِيضطجِعا إِنّها تدابير الله
الفائِقة للعقول الّذى يجعل كُلّ الأشياء تعمل معا للخير فتنقِ ذهُم راحاب وتُنقذ راحاب بهُم 0
إِستقبلتهُما راحاب ، رحّبت بِهُما أدخلتهُما فِى بيتِها بِسلامٍ ولعلّها أول ما دخل الجاسوسان بيتِها سألتهُما عَنَ شعبهُما وغايتهُما فِى إِتيانهُما وأظهرت أفكارها مِنْ جِهة بنىِ إِسرائيل فوثقا بِها وفتحا قلبيهُما لها وعلّماها بعض التعاليم بشأن الإِله الحقيقىِ فوجدوا فيها إِيمان عجيب رُبّما لمْ يروهُ فِى شعب بنىِ إِسرائيل أنفُسهُم
وسُرعان ما وصل الخبر إِلَى ملِك أريحا إِسرائيل فقيل لِملِك أريحا هُوذا قد دخل إِلَى هُنا رجُلان مِنْ بنىِ
لِيتجسّسا الأرض " فأرسل الملِك إِلَى رَاحَابَ يقُولُ أَخْرِجِى الرَّجُلَيْنِ اللّذَيْنِ أَتَيا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيا لكَىْ يَتَجَسّسَا الأْرْضَ كُلَّهَا " ( يش 3:2). وهُنا نجِد راحاب تُعرِّض حياتها للخطر وتُخبّىء الجاسوسان بِمُجرّد أن دخل إِليها رُسُل الملِك فوق سطح منزلها بين عِيدان الكتّان التّى كانوا عادةً يُنضّدونُها
( يُرصّوُنُها بِنظامٍ ) على أسطُح المنازِل لِكى تجِف بِحرارِة الشمس ومِنْ ثمّ كانوا يأخُذوُن أليافها لِتُغزل وتُنسج ويستخدِمون العيِدان فِى الوقود 0
لقد سمعت راحاب الزانِية ككُلّ أهل المدينة بل وكُلّ سُكّان المنطِقة عَنَ عمل الله مع شعبه كيف يبّس مِياه بحر سوف أمامهُم عِند خروجهُم مِنْ مِصر وكيف خلّصهُم مِنْ سيحُون وعُوج ملِكىِ الأُمورِيينَ ولكِنّها وحدها التّى آمنِت بِهِ وفتحت بيتها للرسولين كما فتحت فمها لِتشهد لله قائِلةً " أَنّ الرّبّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأْرْضَ وَأَنّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا وَأَنّ جَمِيعَ سُكّانِ الأرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجلْكِم سَمِعْنَا فَذَاَبتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوح فِى إِنْسَانٍ بِسَببَكُمْ 0 لأنّ الرّبّ إِلهَكُمْ هُوَ الله فِى السّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأرْضِ مِنْ تَحْتُ "( يش9:2-11).
إِنّها لَمْ تسمع فقط بل أعطتهُ إِهتمام قلبِها وهذا ما جعلها تختلِف عَنَ كُلّ شعبها لَمْ تسقُط كما سقط كثيرون فريِسة اللامُبالاه وإِنشغالِها بِهذهِ الأخبار أتى بالإِيمان إِلَى قلبِها أى رجاء لنا فِى راحاب إِنّها أعلنت إِيمانها عمليا فعرّضت حياتِها للخطر لِذا مدحها مُعلّمِنا بولس الرسول فِى الرسالة للعبرانيين " بِالإْيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَ اسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ "( عب31:11).
إِنّهُ إِيمان عظيم إِستحقت بِهِ أنْ تدخُل فِى قائِمة عُظماء رِجال الإِيمان التّى وردت فِى عب 11 وضعها الوحى جنبا إِلَى جنب مع أُمِنا سارة التّى هى رمز لأورشليم العُليا ( غل26:4) والتّى أنجبت لأبونا إِبراهيم إِسحق إِبن الموعِد إنه إيمان إِمرأة سيّئة فِى أسوأ المُدُن فإِستطاعت هذهِ المرأة الزانِية التّى تسكُن فِى مدينة تنتظِر دينونة الله وإِدانتهُ أنْ تُعلِن إِيمانها بأعمالها لِتنال وعداً أكيداً بالخلاص 000
كم لنا مِنْ تشجيع فِى شخصيّة راحاب هذهِ التّى عاشت فترات طويلة مِنْ الزمنْ تائِهه فِى دروب الخطايا قابِعة فِى جِبال المعاصىِ الآن تقِف جنبا إِلَى جنب مع أبونا إِبراهيم أب جميع المؤمنين رفيقة لأُمِنا سارة ما أعظم جودك يا الله ترفع مِنْ المزابِل وتُجلِس على كراسىِ المجد ( 1 صم8:2).
إِنّها تجاوبت مع نِداء النِعمة فعزمت على ترك عِبادة الأوثان والخروج مِنْ بؤرة الخطيّة والإِثم وإِحتقار شهواتها وآمنت وإِستجابت وفعلت إِنّهُ التفاعُل المُبارك المُقدّس لِعمل روح الله داخِل النَفَسَ 000 إِنّهُ إِيمان يُخجِل أولاد الله فبينما هلك شعب الله بِسبب عدم الإِيمان فماتوا فِى البرّيّة إِذا بِهذهِ الأُمميّة الزانِية تغتصِب المواعيد الإِلهيّة بالإِيمان الحى العامِل فيصير لها ولِعائِلتها نصيب فِى أرض الموعِد لا لا بل أكثر مِنْ هذا بكثير ويأتىِ مُشتهى كُلّ الأُمم والأجيال المسيّا المُخلِّص مُ تجسِّداً مِنْ نسلِها ( مت5:1).لأنّنا بِدراسة سلسلة أنساب السيّد المسيح المذكورة فِى إِنجيل متى نعرِف أنّها تزوّجت سلمون أحد الجاسوسين اللّذين آوتهُما فِى بيتِها إِذ رأى فيها إِمرأة عظيمة الإِيمان والأفعال وسلمون هذا كان أميراً فِى عشيرة يهوذا إِذ شعر بِمعروف راحاب إِذ أنقذتهُ وزميله مِنْ موت مُحقّق 000 تعلّق بِها وأخذها زوجة لهُ بعدما محت نعمة الله خزى حياتِها السابِقة صارت راحاب زوجةً فِى بيت قيادىِ فِى إِسرائيل وولدت بوعز الّذى نقرأ عنهُ فِى سِفر راعوث ورأينا كم أنّهُ شخص يحمِل قلبا مُتسِعا مملوء رحمة وحُبا إِنّهُ إِبن راحاب التّى أستحىِ الآن أن أدعوها زانِية.
إِنّهُ إِيمان ونبّوة لَمْ نجِدهُم فِى الجاسوسين إِذ نجِدهُم يقولون لها "إِذَا أَعْطَانَا الرّبّ الأْرْضَ "( يش14:2)
فكان لها ثِقة ويقين فِى إِعطاء الرّبّ للأرض أكبر مِنْ ثِقة الجاسوسين ولكِن ما هو أعظم أنّ تصرُفاتِها بل وشخصيتِها صارت نبّوة عَنَ قيام كنيسة الأُمم عِند مجىء يشوع الحقيقىِ إِنّها صارت تُمثِلّ كنيسة الأُمم التّى قبلت إِرسالتىّ المسيح ( جاسوسين ) التلاميذ والرُسُل وأخفت فِى داخِلها وصيّتهُ فصارت الكنيسة مُقدّسة لهُ كذلِك كُلَّ نَفَسَ مِنّا بكونِها عُضواً حيا فِى الكنيسة كانت قبلاً فِى ظُلمة الشر وقبلت خلاص ربنا يسوع فيها 0
وجدناها تُقر بإِيمان بإِله سمعت عنهُ ولَمْ تعرِفهُ أقرّت أنّ الرّبّ وحدهُ هو الله ( فِى السماء ) إِذن فعِبادة القوم للشمس أو القمر أو النجوم عِبادة باطِلة أعلنت إِيمانها بالله القادِر على كُلَّ شىء والحاضِر فِى كُلَّ مكان ( السماء والأرض ) إِنّها آمنت بِهذا الإِله القوىِ العجيب الّذى صنع عظائِم مع شعبه وعرِفت أنّ آلهة شعبِها باطِلة يا للعجب إِنّ حديثها مع الجاسوسين فِيهِ إِقرار كامِل وناضِج ليس بوجود الله وقُدرتهُ فقط بل بِوحدانيتهُ 0
وإِذ قبلت راحاب الجاسوسين هاج ملِك أريحا لا تتعجِب إِنْ رأيت العدو يهيج لِيُحطِم أى عمل إِلهىِ وفِى كُلَّ عصر مع كُلَّ عمل روحىِ توجد مُقاومة ويستخدِم العدو كُلّ الوسائِل : الجسد – الأقرباء – الظروف
إِسمع ما قالهُ الشيخ الروحانىِ فِى هذا الشأن ( ويلاه منك أيُّها العدو الكثير الخِداع طوبى لِمَنَ أبغضك ).
راحاب والجاسوسان
لقد خبأتّهُما فِى بيتِها فليس مِنْ العجيب أن يُحوّل الله بيت راحاب بيت الخطيّة والموت إِلَى مخبأ للحياة إِنّها أطلقتهُما على السطح ودارِتهُما بين عِيدان الكِتّان ونزلت تتحدّث مع مندوبىِ الملِك وهُنا نجِد صورة لِكنيسة العهد الجديد التّى قبلت إِرسالية ربنا يسوع كجاسوسين وأخفت الإِيمان بالمُخلِّص فِى قلبِها وصعدت بِهِ مِنْ
حرفيّة الناموس إِلَى حُريّة الروح إِلَى فوق كما إِلَى السطح فإِنفتحت عينها لِمُعاينة السمويات 0
ودارِتهُما على السطح بين عِيدان الكِتّان والكِتّان يُذكّرنا بِثياب الكهنوت فِى العهدين فإِنّ بيت راحاب الّذى يُمثِلّ كنيسة العهد الجديد إِذ قبل الإِيمان بالمسيح إِنطلق بِقلبهِ إِلَى السماويّات ) السطح ( خِلال العمل الكهنوتىِ ) الكِتّان (نقصِد كهنوت السيّد المسيح بكونهِ رئيس الكهنة الأعظم يشفع فينا بدمهِ وهو أيضا الّذى يعمل فِى كهنتهِ فيُقدّموا الخلاص للجميع وخِلال العمل الكهنوتىِ فِى المسيح يسوع رئيس الكهنة الأعظم وأُسقُف نِفوسنا وراعيها تُقدِّم الكنيسة ذبيحة الحُب المقبولة لدى الآب وترتفِع بأعضائِها لِيشترِكوا مع السمائيين – كما على السطح – فِى تسابيحهُم ولِيتورجياتهُم.
طلب علامة:
إِنّها أدركت مواعيد الله لشعبهِ ووثقت فِى قُدرتهِ فأرادت أن تنجو بِهذا الإِله ليس هى فقط بل وأهل بيتِها معها إِنّهُ الإِختبار الشخصىِ على مُستوى الحياة الخاصة الداخِليّة وفِى ثِقة الإِيمان قالت " فالآْنَ احلِفَا لىِ بالرّبّ وَأَعْطِيانىِ عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ لأِنّىِ قَدْ عَمِلْتُ معكْمَا مَعْرُوفا بِأنَ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضا مَعْ بَيْتِ أَبىِ مَعْرُوفا 0وَتَسْتَحيِيَا أَبىِ وَأُمّىِ وَإِخْوَتىِ وَأَخَوَاتىِ وَكُلَّ مَالَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ " ) يش12:2-13).
وكانت الإِجابة " هُوَذَا نَحْنُ نَأتىِ إِلَى الأْرْضِ فَارْبُطىِ هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرمِزِ فِى الْكَوَّةِ التّى أَنْزَلتِنَا مِنْهَا وَاجْمعَىِ إِلَيْكِ فِى الْبيْتِ أَبَاكِ وَأُمّكِ وَإِخْوتَكِ وَسَائرَ بَيْتِ أَبِيكِ 0فَيَكُونُ أَنّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بيَتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَينِ "( يش18:2-19)
العلامة التّى أُعطيت هى الحبل القُرمزى الّذى ي شير إِلَى دم السيّد المسيح الّذى بِدونهِ لا يُمكِن الخلاص الحبل القُرمزى رمز وإِشارة للمُخلِّص الّذى سيأتىِ فِى مِلء الزمان ويُخلِّص البشريّة بِدمهِ المسفوك على عود الصليب وهُنا
يقول القديس أمبروسيوس
( فقدت الزانِية كُلَّ رجاء فِى وسائِل الأمان البشرىِ وسط دمار المدينة ولكِن إِيمانها غلب فقد ربطت حبلاً قُرمُزيا على الكُوّة رفعت علامة إِيمانها وشِعار آلام الرّبّ حتى يكون رمز الدم السرّىِ الّذى يُخلِّص العالم ) .
بيت راحاب
لَمْ يكُن لِراحاب أو أهل بيتِها أن يتمتّعوا بالخلاص لو خرجوا مِنَ البيت الّذى عُلِّق على نافذتهُ الخيط القُرمُزى فما هذا البيت إِلاّ الكنيسة سفينة النجاة التى لا ينجو أحد خارِجها لأنّه لا خلاص خارِج الكنيسة الحامِلة دم السيّد المسيح
وهُنا يقول القديس كبريانوس : ( أتظنّون أنّكُم قادِرون أن تصمُدوا وتحيوا إِنْ إِنسحبتُمْ مِنْ الكنيسة لتُقيمُوا لأنّفُسكُمْ بيوتا ومواضِع مُختلِفة وقَدْ قيل لِراحاب أنّ كُلَّ مَنَ يخرُج مِنْ أبواب بيتِك إِلَى خارج فدمهُ على رأسه) 0
فمَنَ يبقى خارِج الكنيسة فهو خارِج مُعسكر المسيح فإِنّهُ ليس مسيِحيا مَنَ هو ليس داخِل كنيسة المسيح إِذ كيف يُمكِن أن يكون أحد مع المسيح إِنْ كان لا يسلُك داخِل عروس المسيح وإِنْ لَمْ يوجد فِى كنيستهُ وللقديس كبريانوس عِبارتهُ المشهورة ( مَنَ ليس لهُ الكنيسة أُمّا لا يقدِر أنْ يكون الله لهُ أبا ( 0
نزول الجاسوسان:
" وَقَالَتْ لَهُمَا اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السَّعَاةُ ثُمَّ اذْهَبَا فِى طَرِيِقكُمَا " (يش16:2)
الجبل يُشير إِلَى السيّد المسيح نفسه فإِن إِقتفى ملِك أريحا أى الشيّطان أثر جاسوسى يشوع ولكنّهُ لَمْ يقدِر أنْ يأسرهُما إِذ صعِدا على الجبل أى إِحتميا فِى المسيح إِنّهُما لَمْ يسيرا فِى الأماكِن المُنخفِضة بل سلكا
قِمم الجِبال حيثُ لا يقدِر رئيس هذا العالم أن يرتفِع وراءهُما إِذ هو يُحِب ما هو مُنخفِض 0
بالإيمان سقطت أسوار أريحا
يقِف الآن الشعب أمام عائِق جديد فهو ليس بحراً أو نهراً إِنّها أسوار عالية حصينة 000 إِنّها تُمثِلّ تشامُخ العالم الّذى وُضِع فِى الشرير إِنّهُ عائِق يعوق النَفَسَ عن إِنطلاقِها نحو الأبديّة للتمتُّع بالميراث الحقيقىِ إِنّها تُمثِلّ إِرتفاع الأنا البشريّة بكونِها أخطر عائِق يقِف أمام النَفَسَ لِكى يفقِدها شرِكتها مع الله 0
إنّها معركة أريحا والشعب مُهيّأ لا للحرب ولكِن لينظُروا خلاص الرّبّ ... إِنّها الأسوار الشاهِقة السميكة التّى نحتمِل أن يكون بِداخِلها فُندُق أى سور هذا !! إِنّهُ شر العالم ونحنُ مدعوين بنعمِة الله أن نجتاز هذهِ الحرب ولنُهاجِم أخطر مدينة فِى العالم إِنّهُ إِرتفاع الشر ولنُدمّر بالله أسوار الخطيّة المُتعجرِفة والأنا المُتعظِمة "ولا تصغُر أنفُسنا بل نث ق أنّ الحرب للرّبّ " ( 1 صم 47:17) وهذهِ المدينة التّى تُرعِب أعدائها ترتعِد مِنَ شعب الله 000 بل تأخُذهُم الرِجفة وتقع عليهُم الهيبة والرعب ( خر 14:15) وهُم يتعجبّون مِنَ ذلِك إِذ كيف يغلِب هذا الشعب وهُم بِلا أسلحة ولا يُدرِكون أنّ أسلحة مُحاربتهُم ليست جسديّة ) 2 كو4:10) إِستخدم الله طريقة فريدة فِى الغلبة على أريحا ولَمْ تتكرّر فِى بقيّة الحروب فهى أول موقِعة فِى أرض الموعِد بعد عبور نهر الأُردُن وقَدْ أراد الله أنْ يُعلِن بِطريقة ملموسة أنّ الحرب لهُ والنُصره مِنْ عِنده وأنّ سِلاحه الحقيقىِ والخفىِ هو الإِيمان " باِلإْيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ " ) عب30:11) هل لك هذا الإِيمان ؟ قُل يارب زِد إِيمانّا ( لو 5:17 ) لأنّ "هذهِ الغلبة التّى نغلِب بِها العالم إِيمانُنا" ( 1 يو4:5)
الدوران حول السور
أُنظُر إِلَى طريقة الله فِى تحطيم أسوار أريحا " تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ 0 حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً 0 هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتافَ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ 0 وَفِى الْيَوْمِ السّابِع تدُورُونَ دَائِرة الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأْبْوَاقِ " ( يش 3:6-4).
نُلاحِظ هُنا أنّ الله لا يُعلِن خطته كامِلهً بل بالتدريج وعلى الإِنسان أن يُطيع ويخضع وإِنْ كان لا يفهم ونحنُ كثيراً ما نُريد أن يكشِف لنا خطوات آتِية لِحياتنا وهو يطلُب أن نكون أُمناء لهُ اليوم فلنعمل إِرادتهُ اليوم
ونترُك لهُ الغد وشأنه 0ولعلّ الدوران يُشير إِلَى الدخول فِى الأبديّة لأنّها تُمثِلّ الحياة التّى بِلا نهاية كالدائِرة والإِنشغال بالأبديّة هو طريق الغلبة على شرور العالم ومجده الباطِل ولا يوجد شىء يستطيع أن يفتح الأبواب المُغلقة العالِية التّى تُمثِلّ التشامُخ والأنانيّة إِلاَّ الإِنشغالات الأبديّة وطلب الأمور الفوقيّة هذا يرفعنا فوق كُلَّ ضعف ويقتلِع مِنَ داخِلنا جذورالشر الدفينة 0والدوران مرّة كُلَّ يوم خِلال الستّة أيام الأولى إِنّما يُشير إِلَى العمل الدائِم كُلَّ أوقاتنا أمّا الدوران سبع مرّات فِى اليوم السابِع فمعناه أنّهُ فِى يوم راحتنا نعمل لِحساب الرّبّ مُضاعفا أُريدك أن تتأملّ معىِ هذا المنظر العجيب شعب أريحا يرقُبُون الأمر وراحاب تنظُر مِنَ النافِذة والخوف والرِعدة تملُك على شعب أريحا وملِكها ويستعدّون للحرب ويُعدّون أدوات الحرب وينظُروُن ويتعجبّون ورُبّما يسخرون ما هذا ؟؟ إِنّهُ م يدورون حول السور ثُمّ يجلِسون وفِى اليوم التالىِ يتكرّر هذا الأمر ومع إِنتهاء أخر دورة فِى اليوم السابِع إِنتهت أخيراً كُلَّ فُرص التوبة التّى قدّمها الله لهذهِ المدينة لِذا تُعلّمِنا الكنيسة أن نُصلّىِ فِى نهاية كُلَّ يوم أن ( توبىِ يا نَفَسَىِ ما دُمتِ فِى الأرض ساكِنة ) ( قطع صلاة النوم ).
ورُبّما راحاب بين الحين والآخر تؤكِد على إِظهار الحبل القُرمُزى مِنْ الكوّه وتمسِك بِهِ وأقنعت عشيرتها أن يمكُثوا معها وأغلقت أبوابها جيّداً وإِنْ إِعترض أحد مِنْ عشيرتها طوال فِترة وجودهُم بالمنزِل تتكلّم معهُ وتقُنعهُوتحكىِ لهُ عَنَ إِله إِسرائيل وقوّته وعجائِبهُ فترفعهُم فوق مُستوى الشك إِلَى الإِيمان بِهذا الإِله الحى
لو لَمْ يكُن لها الإِيمان الثابِت ما كانت كلِماتها تؤثِر فيهُم ولا صدّقوها ولكِن لأنّ كلامها خرج مِنْ قلب مُختبِر راسِخ إِستطاع أن يُقنِع ويؤثر فصدّقوا ما قالته وآمنوا على إِيمانها وأطاعوا فإِن كان أهل راحاب صدّقوا كلامها ونجوا كم يليق بنا أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونؤمِن بِها فما أجمل أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونشبع بِها ونأخُذ نصيبنا منها ونتخِذها سِلاح فِى جِهادنا فمغبوط مَنَ يملأ جَعْبَتَهُ منها( مز5:127) سنجِد فيها وعود وتشجيعات " وَفِى الْيَوْمِ السّابِعِ أّنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارَوا دَائِرةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هذا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ "( يش15:6) ولابُد أنّهُم كانوا فِى غاية الإِعياء والتعب وجنود أريحا ينظُرون ويضحكون ولَمْ يعرِفوا أنّهُمْ سيبكون وهؤلاء المُتعبين سيستريحون ولكِن راحاب بِما لها مِنْ قلب تائِب مؤمِنَ بالله وإِنْ كانت لا تفهِم إِلاَّ أنّها تؤمِنَ أنّ هذا العمل يدخُل بِلا شك ضِمن خطة الله فِى حياة هذا الشعب وإِمتلاكه لأريحا بل وأرض الموعِد كُلّها فيما بعد كما قال لها الجاسوسان ولا شك أنّ الجاسوسان فِى دورتهِما مع الشعب حول أريحا كانا قَدْ عرّفا كُلَّ الشعب بيت راحاب الواضِح مِنْ الحبل القُرمُزى الأحمر المُدلّى مِنْ النافِذة حتى لا يقترِب إِليهِ أحد أُريدك أن تنظُر هذا المشهد العجيب الّذى آمنت بِهِ الكنيسة ووضعتهُ فِى قلبِها وصارت تُكرّرهُ طوال أيام غُربِتها على الأرض هكذا تفعل الكنيسة فِى كُلَّ إِحتفالاتِها تقوم بعمل دورات إِمتداد لِدوران الشعب حول أسوار أريحا لا زالت راحاب وعشيرتها فِى البيت مُتذكِره كلام الجاسوسين " فَيَكُونُ أنَّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأَسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ برِيئَينِ " ( يش19:2) فكانت راحاب تُلزمهُم بالثبات فِى المنزل ) " غَيْرَ تَارِكِينَ إِجْتِمَاعَنَا 00 " ( عب25:10).
الضرب بالأبواق
يضرب الكهنة بالأبواق فِى الدورة السابِعة، والأبواق فِى الكِتاب المُقدّس تُشير إِلَى كلِمة الله التّى ينطِق بِها الكهنة على الدوام القادِرة أن تهِب المؤمنين حياة النُصرة الروحيّة وتبعث فيهُم الفرح الداخلىِ وتهليل القلب ويقول القديس أمبروسيوس ( ليس كُلَّ أحد لهُ الحق أن يضرب بالبوق ولا يدعو الآخرين للإِجتماع المُقدّس إِنّما منح هذا الإِمتياز للكهنة وحدهُم ( ويالهُ مِنْ منظر عجيب ضرب الكهنة بالأبواق وهتف الشعب هُتافا عظيما وإِذا بالسور العملاق يسقُط فِى مكانه ورُبّما أخذ الخوف والرُعب عشيرة راحاب الأسوار تسقُط والبيت على السور فماذا يمنع سقوط بيتهُم ؟؟ إِنّ رؤية السور وهو يتهاوى مِنْ حولهُم إِختبار صعب لإِيمانهُم ولكنّهُم لَمْ يُغادِروا البيت ولَمِ يفتحوا الباب المُغلق وأطاعوا وظلّوا فِى البيت يُراقِبون مِنْ النافِذة فهذهِ هى رجاءهُم الوحيد يرقُبُون منها عمل الله مع شعبه أمّا باب البيت سيؤدىِ بِهُم إِلَى أريحا وهذا ما رفضوا أن يحيوا فيِهِ ولكِن ها راحاب تقِف صامِدة واثِقة مُمسِكة بالحبل القُرمُزى والحبل يتحدّث عَنَ الإِرتباط فهو مجموعة خيوط ممزوجة ببعضها تُعطىِ قوّة بعضها لِبعض لقد رُبِط هذا الحبل بين يدىّ راحاب وأيدىِ الرجُلين حينما إِستخدمتهُ لتهريبهُما لقد رُبط بينهُما مؤمِنه أنّ فيهِ سر النجاة وحقا سقطت الأسوار وهلك الجميع وبقى بيت راحاب وعشيرتها داخِلهُ فِى أمان لَمْ يسقُط مِنْ بيتهُم حجراً واحِداً ولَمْ يهلك منهُم أحداً والجميع يُعانِقون راحاب أنها لحظات إِنتصار الإِيمان الإِيمان العامِل الحى إِيمان مِنْ سمعت وصدّقت وها هى الآن ترى وتختبِر وكأنّها تُردِّد" بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنىِ " ( أي5:42).
وكما إِرتفع أصوات الصُراخ وفزع الموت مِنْ حولهُم إِرتفعت أصوات التسابيح والحمد مِنْ بيت راحاب وما بيت راحاب إِلاّ الكنيسة صاحِبة علامة الغلبة والخلاص واهِبة النجاة لأولادها تُنقِذهُم مِنْ الموت المُحقّق خارِجها لا يُفرِقهُم عَنَ كُلَّ مَنَ حولهُم إِلاّ هذا الحبل القُرمُزى والباب المُغلق هكذا أولاد الله يحيون فِى وسط العالم يأكُلون يشربون لهُم بيوت وأولاد ولكِن لهُم العلامة المُخلِّصة تسمع أصوات و التسابيح التّى لا تنقطع و تعليات الله فِى حناجِرهُم هل أدركت لِماذا تضع الكنيسة للطفل المُعمّد زِنّاراً) شريطاأًحمر( بعد نواله نعمة الميلاد الجديد بالمعموديّة ويرتدىِ ملابِسهُ البيضاء التّى تُمثِلّ الحياة السماويّة التّى يليق أنْ يحيا بِمُقتضاها إنه علامة دم المسيح المُخلِّصة المُميّزة لهُ فلَمْ يعُد إِنسانا عاديا بل وارِث الملكوت لا يقوى عليه الموت ولا تؤذهِ الشرور أيضا فِى صلوات الإِكليل المُقدّس فِى سر الزيجة نجِد الكاهِن يضع زنّاراً أحمر على ثِياب الزوج لأنّها تؤكِد أنّ هذا البيت لهُ علامة النجاة والخلاص لا يهلك كُلَّ مَنَ بِداخلهُ بل يكون بيت صلاة بيت طهارة بيت بركة
راحاب وسط أسرائيل
دخلت هذهِ الأُمميّة وسط إِسرائيل لِتُغرس فِى شجرة الزيتون الحقيقيّة ويستخدِم الكِتاب المُقدّس تعبير" إِلَى هذَا الْيْومِ " عِندما يتحدّث عَنَ بقاء الشىء إِلَى نهاية الحياة فشاع هذا القول ) إِلَى هذَا الْيْومِ ( يعنىِ إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروسا مُقدّسة عفيفة للرّب ( 2 كو2:11) ولا تعود لِزِناها بل فِى قداسة الرّبّ وهذهِ المرأة تستطيع الآن أن تُخبِر ببهجِة الحياة مع الله لأنّها عاشت حياتان وشتّان بين شعب أريحا وشعب الله شعب يبحث كيف يُرضىِ غرائزه وكبرياؤه وشعب يبحث كيف يُكرّم إِلهه ويتبعهُ مِنَ كُلَّ القلب وإِن أخطأ يندم وينكسِر ويُقدِّم ذبائح للرضى والسرور والغفران إِنّهُ شعب خوف الله مُسمّر داخِلهُ إِنّها عرِفت الآن لِماذا سمح الله بوجودها فِى أريحا لِكى تشعُر بالأكثر بقيمة وجودها فِى وسط شعب الله إِنّهُ الإِله المُحِب الّذى يُحِوّل اللعنة إِلَى بركة والعقوبة إِلَى خلاص وفِى كُلَّ مرّة تشترك مع شعب الله فِى عِبادتهُم تتذكّر العادات المرذولة القديمة والطقوس الدِينيّة البغيضة التّى عاشت بِها وسط شعب أريحا وتتمنّى لو إِستطاعت أن تجمع شعب أريحا جميعهُمْ فِى بيتِها ويتمتّعوا معها بِما تتمتّع هى الآن ما أجمل الكنيسة بيت راحاب الجديد المُحتمِية فِى دم الحمل المُقدِّمة الخلاص والنجاه للعالم كُله فإِن كانت راحاب وثقت فِى حبل قُرمُزى كمْ يكون لنا خِزى إِنْ لَمْ نثِق فِى دم يسوع المسيح الّذى بِرُوحٍ أزَلىًّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لله بِلا عَيْبٍ، لِيُطهّر ضمائرنا مِنْ أعمال ميّتة لِنخدِم الله الحى ( عب14:9).وتمتّعت راحاب بِما لا يخطُر على قلبِها أنْ يقبلها سلمون كزوجة لهُ ( أحد الجاسوسان ) وهنا نتخيل أن هناك حديثاَ قد دار بين راحاب وسلمون :كيف وأنت بالذات دون هذا الشعب جميعهُ تعرِف عنّىِ كُلَّ شىء كيف تقبل أن يقترِن إِسمك بإِسمىِ وإِنْ قبلت أنت سيسخر الجميع منك بسببىِ سيُقال عنك أنّك أحببت زانِية فيرُد عليها سلمون ويقول : قَدْ وجدت فيكِ ما لَمْ أجِدهُ فِى كُلَّ بنات إِسرائيل فكُلُكِ جميل ياحبيبتى ليس فيكِ عيبة (نش 7:4 ) ولاَ أخشى أنْ يُعيّر إِسمىِ بِسببك فلا أحد يعرِفك مِثلىِ فلا أُبالىِ بِكلام أحد 0ودخلت راحاب بيت سلمون لتبدأ حياة جديدة رائِعة لَمْ تعرِفها مِنْ قبل زواج مُقدّس نقىِ فِى بيت رجُل مِنْ أشراف يهوذا ولها الحق فِى التمتُّع بِكُلَّ حقوق شعب الله فليست بعد غريبة أو نزيلة بل فِى رعويّة بيت إِسرائيل الجميع ينظُرون إِليّها نظرة جديدة لَمْ تتعوّدها مِنْ قبل فقد صارت مُكرّمة جِداً فبدأت تعرِف معنى جديداً للحياة وأنجبت بوعز وبوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الّذى أتى المسيح مِنْ نسله ولَمْ تُدرِك مَنَ سيصير بوعز هذا !!ولكِن لعلّها أدركت فِى السماء أنّها صارت جِدّة للمسيح أريحا وتبقى راحاب عبر كُلَّ الأجيال تُحدِّث بإِنتصار عمل الله داخِل النِفَسَ تُعطىِ رجاء لِكُلَّ مَنَ فقد رجاؤه وفرحاً وسلاماً لِكُلَّ مَنَ وثق فِى إِله إِسرائيل ونترُك العبوسة واليأس والحسرة لأهل أريحا ينطِق بِها الكاهِن فِى خِتام الصلوات الكنسيّة وهو يُغلِق سِتر الهيكل إِذ يمسِكهُ ويقول : ( إِسدِل يارب سترك علينا وإِجعل باب بيعتك مفتوح أمام وجوهنا إِلَى نهاية العالم ( على مر الدهور وإِلَى آخر الدهور والى الأبد آمين
إنجيل الويلات
في تذكار الأنبياء يا أحبائي تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا متى الإصحاح 23 وهو انجيل الويلات، لأن الأنبياء كانوا يمثلوا صوت الله وسط الشعب، وللأسف يمثل عدم استجابة الشعب لصوت الله، يظل ينذرهم ويل لكم ....، ويل لكم ....، ويل لكم ....، لكن هذا الكلام كان في العهد القديم الويل للكتبة والفريسيين والناموسيين، فلماذا أنت يارب يسوع المسيح تضع هذا الكلام في كنيستك، وتترك هذا الكلام لنا في إنجيلك، نحن لسنا فريسيين، نحن لسنا ناموسيين، نحن لسنا كتبة، نحن عبيدك، نحن أولادك، يقول لك معذرة لكن أيضا يمكن أن يكون بينكم قليل من هذا الوضع، لأن مشكلة هذا الفريسي أنه اعتبر الله حياة شكلية يحاول أن يرضيه لكي يأخذ مصلحته، كأنه يحفظ الناموس لكي يكون كمن يعرف تعويذة يتمتم بها.
أتعرف أن كلمة الناموسي تعني أن الشخص يحفظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب، تخيل أنك تحفظ سفر التكوين بأكمله، ثم سفر الخروج، ثم اللاويين، ثم العدد، ثم التثنية، تحفظهم بالكلمة وترددهم، هذا هو الناموسي، أما الفريسي فهو الذي يدقق في التطبيق، الفريسي فئة والناموسي فئة أخرى، وهناك حوالي ١٤ فئة تقريبا من الفئات اليهودية، لكن دعنا نركز في المعنى الذي يريد الله أن يقوله لنا، يريد أن يقول لك من الممكن أن تكون حافظ لأسفار موسي الخمسة عن ظهر القلب ولكنك لا تعمل بها، أو تفهمها خطأ، ما هي التي تفهمها خطأ؟ أنك تفهم أن المطلوب هو تطبيق حرفية الناموس.
على سبيل المثال تجد أول وصية قالها الله لهم هي لا تكن لك آلهة أخرى أمامي، يقول له لا تصنع لك صورة ولا تمثال، يقول لله لا نحن شعبك يارب، نحن ليس لنا صورة ولا لنا إله أخر سواك، أقول لك فقط انتبه، فأنا لم أقصد فقط إله آخر مجرد صنم، من الممكن أن يكون في حياتك أصنام أخرى، فأنت من الممكن أن تتعبد لغير الله وأنت توهم نفسك أنك تعبد الله، لذلك أريد أن أقول ذلك للكنيسة، ربنا يسوع يريد أن يعلم أولاده أن هذا تعليم يمكن أن يكون موجود لدينا وهو أنني من الممكن أن أكون من حيث الشكل أعبد الله لكن في الجوهر أنا لي صورة وتمثال، في الجوهر أنا أعبد آلهة أخرى غيره، ما هي الآلهة الأخرى؟! أكبر أله أنا قد أكون أعبده غير الله هو الأنا، ما هي هذه الأنا؟ الأنا أن الإنسان يعيش أنه هو إله الكون، الأنا أن يعيش الإنسان علي أنه هو مركز الحياة، وبدلاً من أنه يجتهد كيف يرضي الله فهو يجتهد في كيف أن الله يرضيه، ويظل يطلب من الله أشياء من أجل نفسه هو، ويكون الله يظل يقول لي لا تحب العالم ولا الأشياء التي في العالم وأنا أظل أطلب منه أمور للعالم، وذلك لأنني أقمت نفسي إله، راحتي مهمة، طعامي مهم، لذاتي مهمة، ضرورياتي مهمة، أجمع مال هذا أمر ضروري، هذه هي آلهتك، ومن الممكن أن تكون لا تقولها لكن قد تكون هذه هي آلهتك.
ما هو الإله بالنسبة لأي إنسان؟ الإله هو موضع الحب، هو موضع الثقة، هو موضع العبادة، هو موضع الكيان، الله هو الذي منه الحياة، ويجب أن تكون له الحياة، الله هو الذي أوجدني، هو الذي أعبد له، الذي أحبه، الذي أثق فيه، الذي أسجد له، هذا هو الله، لكن تخيل أنني أسجد لغير الله، أعبد غير الله، أحب غير الله، أثق في غير الله، أذن أنا لي إله آخر غير الله، لكن أنا أوهم نفسي أنني أعرف الله، فهنا هي الخطورة الشديدة، إذن الويل لكم أيها الكتبة والفريسيين لأنكم ...،... ،... ويظل يقول في جوهر الأمر أنتم لا تعرفونني، تأكلون مال اليتيم ولعلة تطيلون في الصلاة، تطوفون البحر والبر لكي تنجبوا ابن يكون ابن لأبناء جهنم، لأن لديكم أهم الأمور هي تعصبكم، ذواتكم أيضا، أن يكون ديننا أحسن دين، أكثر ناس، أعلى ناس ... إلخ، يمكن أن إنسان يكون انتمائه للمسيحية انتماء ذاتي ليس انتماء حسب إلهه، أحيانا يا أحبائي نكون نتمسك بشكليات دون جوهرها، الله يريد أن يقول لك أنا أريدك تنمو في محبتي، أنمو في ثقتك في، أخرج من ذاتك وقل أنت هو الله، أنت هو إلهي، أنت هو ربي، أنت هو ثقتي، أنت هو محبتي، لك أسجد، لك أعترف أن هذا هو الإله، وإذا غير ذلك يا أحبائي لا يكون إله.
لذلك معلمنا بولس الرسول يقول في رسالة روميه "أنتم عبيد لما تطيعونه"، حقا فإن الأشياء التي يطيعها الفرد، والتي يسير خلفها يصبح عبد لها، لكن ما الذي أسير خلفه؟! إذا أنا أسير وراء نفسي، وراء رأيي، وراء عقلي، وراء لذاتي، وراء شهواتي، وراء السلطة، وراء جمع المال، فأنا عبيد لكل هؤلاء، إذن أنا لي آلهة أخرى غيره، لي آلهه أخرى غيره لكن أنا لم أقول ذلك، ثم بعد ذلك عندما أكون لدي وقت، وغير منشغل، وعندما أتذكر، وعندما أكون هادئ البال، أتذكر الله، وإن تذكرته يكون حسنا وإن لم يحدث حسنا، ذلك لأنه رؤوف ورحيم ويغفر لي فقط، فالحياة مع الله قائمة على هذه الفكرة وهي حينما أستطيع أعطي له، يقول لك وهل هذا يليق؟، هل هكذا يكون هو إلهك؟!، إلهك يقصد به هذا الذي أنت تريد أن تنال منه أقصى رضا، هو أقصى ما تقدس، هذا هو إلهك، أقصى ما تقدس، أقصى ما تهتم، اهتماماتك القصوى هذه هي إلهك.
لذلك يا أحبائي إنجيل الكتبة والفريسيين عندما نأتي لنقرأه أجدني أقول هذا أنا، هذا أنا، المهتم بالشكل هذا أنا، أنا الذي أظل أقول أنا من أكثر الناس التي تعرف الله، الذي آخذ الشكل لكن للأسف الجوهر ليس كذلك، للأسف أنا أسير خلف نفسي، خلف ذاتي، أنا أعبد نفسي، أنا أعتبر أن هذا الكون كله يدور حولي أنا، أنا أظن أنه من الممكن إذا لم أكن أنا موجود هذا الكون كله سوف يتوقف، أنا أعتقد أن الكون كله يتحرك لمجرد إرضاء رغباتي، هكذا هو العالم وهذه يا أحبائي مشكلة الشخص الذي يعيش خارج دائرة ربنا، لذلك الله عندما يحب شخص يبدأ يغير من طريقة تفكيره، تجد الله يعمل مع الأشخاص في الكتاب المقدس أو القديسين مواقف تندهش لها جداً، ما هي؟! يأخذ منه كل ما يهمه، يجعله يتخلى ويترك كل ما يتعلق به قلبه، يقول له هذا كله أعطيه لي، يقول له كيف يارب؟! يجيبه الرب هو كذلك، أنظر يا أبونا إبراهيم أنا أريد أن أعمل معك عهد جديد، وأريد أن أجعلك رأسا لشعبي، وأب لجمهور كثير من المؤمنين، لكن لدي شرط لكي نبدأ بطريقة صحيحة معا، فقال له أنا يارب تحت أمرك، قال له "اخرج من أرضك وأهلك وعشيرتك وأذهب إلى الأرض التي أنا أريك"، هل تظنون أن هذا الخروج سهل؟ هل تظنوا أن شخص لديه 75 سنة يترك مقتنياته وأهله وعشيرته وربطات اللحم والدم والثروة ليمضي حيث لا يعلم، هل هذا الأمر سهل؟!، فنجد أنه هنا سيبدأ أبونا إبراهيم يعرف أن له إله، قبل ذلك كانت الدنيا غير واضحة، ويقول الله له أنني أول ما أخذت منك كل شيء فأنت لابد أن تلجأ لي في كل شيء، فخرج إبراهيم وهو لا يعلم إلى أين يذهب، والآن حينما لا يعرف أبونا إبراهيم ما يجب أن يفعله ماذا يفعل؟ يقول لك يرفع قلبه إلى الله، فصلى إلي الله، وبني هناك مذبحا، وبدأ يكون الله مركز الثقة لحياة أبونا إبراهيم.
كذلك أبونا يعقوب أنت يا أبونا يعقوب طول الوقت وأنت تجلس في بيت أبيك وأنت مدلل وهذا لا يليق، تعالى اخرج فيخرج، وأيضا يوسف طالما أنت يا يوسف تجلس في هذا التدليل وأبوك الذي يحبك وميزك وصنع لك هذا القميص الملون، كل ذلك يا حبيبي لا يجعلك تفهم أن لك إله، بهذا إلهك يكون ذاتك، إلهك هكذا يكون أبيك، وأنا لا أريد أبيك أو أمك أو أخواتك لا أريد شيء، أنا أريدك أنت، وبالفعل يصير يوسف ليس له أحد أبدا وهنا يصير له الكل، ما هذه القاعدة الصعبة؟.
تقولوا لي لكن يا أبونا هذا الكلام صعب علينا، أقول لك شاهد وأبدا من الآن، كل ما تتكل عليه نفسك، كل ما تجعل يقينك فيه، قل له يارب كل هذا ملكك أنت، معذرة، أنا آسف أنا كنت أعيش بطريقة خاطئة، أنا كان لي آلهة أخرى كثيرة أمامك، أنا بالفعل جعلت لنفسي آلهة كثيرة غيرك، يا رب سامحني، وبمجرد أن الإنسان يكتشف أخطائه هنا يبدأ الطريق الصحيح، رأينا مع أيوب الصديق، أيوب له ممتلكات كثيرة جداً، أبناء كثيرين جداً، أعمال ... ،.... إلخ، أنظر إلى أيوب لا تظن أن ممتلكاتك سوف تحميك وليس أولادك يحموك ولا حتى أعمالك سوف تهديك، الأعمال نفسها ليست هي الكافية أبدا، لكن ماذا؟! أن يكون لك الله كل شيء، لأن هناك أشخاص تظن أن إنجازاتها هي التي تحقق معناها لا أبدا فالحياة لا تحقق بالإنجازات، الولد الأكبر قال لأبوه أنا أخدمك سنين هذه عددها ولم تعطيني جديا، للأسف هذا الولد يظن أن الإنجازات التي يفعلها في بيت أبيه تشفع فيه، قال له حبيبي أنت لا تفهم، أنت غير مدرك، فأنت تتحدث على جدي وكل ما في البيت هو ملكك، الله يا أحبائي يريد أن يغير وجهة نظرنا، يقول لك أنت وإن تركتني أنا لا أتركك، وأن ابتعدت عني أنا لا أبعد عنك، لكن المهم أنك تكون تريد، لذلك عندما بدأ الله دعوته مع التلاميذ كان الطريق لكي يبدوا بطريقة صحيحة مع ربنا يسوع المسيح لابد أن يتركوا ما مضي لهم، وتركوا شباكهم وتبعوه، وقالوا له "ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك"، أترك من قلبك كل اهتماماتك، أترك من قلبك الأمور التي تضع يقينك فيها، أحيانا الله يعرضنا لتجارب شديدة لكي يقول لنا أننا كل الذي نتكل عليه هذا لن ينفعنا بشيء، المال لا ينفع، قدراتك الجسدية لا تنفع، فأنت تري أنك تمرض، وكل من حولك أيضا يمرضوا، العلاقات لا تدوم، والدك لن يعيش طول الوقت، والدتك لن تعيش طول الوقت، أنت لن تعيش طول الوقت، إذن ما هو المطلوب؟ أن تبقى معه، أن تبدأ معه في علاقة حقيقية جادة أمينة، تقول له حقا يارب أنا من الممكن أن أكون أعرفك لكن بطريقتي، أنا أحتاج أن أعرفك بطريقتك، يقول لك نعم لا تعطني الفتات وتقول لي أنت ابني، لا تعطني البواقي، لا تكن تريد أن تشبع من كل شيء من الدنيا، وأنا أقول لك أنت طعامك سماوي، أعطيتك شجرة هذه الشجرة لابد أن تسقي بالماء، لن تسقي بشيء آخر وإلا سوف تموت، الله أعطانا الشجرة وهي البذرة التي فينا وجودنا منه فيكون لابد أن تسقى منه، وإذا سقيت بشيء آخر تموت، لكن بالطبع الله يعطي لنا الفرصة لكي نراجع أنفسنا فلن تموت الشجرة في الحال، تظل قليلاً، ستجد أنه يحدث فيها أمرين أنها لا تثمر، وأنها تذبل، ثم تنتهي هكذا الإنسان يا أحبائي الذي يعيش بعكس إرادة الله ستجد شجرته موجودة لكن لا يثمر، ومع الوقت يذبل ثم ينتهي، فمثلا عندما تري شخص يريد أن يسقي شجرته بشيء آخر غير الماء، يقول لك أنا أحضر لها عصير، نقول له لا يصلح عصير يا حبيبي، فالله يريد أن يسقيها ماء، هي كذلك، الله أمر بذلك، إذن أحضر لها مشروبات أخرى، أحضر لها بيبسي، نقول له لا يمكن، لا يمكن، كذلك نحن الله أعطي لنا بذرة لابد أن تسقى من عنده، بذرة وجودنا هذه تريد روحه القدوس ينميها داخلنا، غير ذلك لن تنمو لذلك تجدنا مع الوقت يحدث أننا لا نثمر، لا توجد فضيلة، لا يوجد نمو حقيقي في الحياة مع الله، هناك شكل لكن لا يوجد ثمر، شجرة موجودة لكن لا تترعرع ولا تأتي بثمر، فالشجرة لماذا سميت شجرة إلا لكي تثمر، لا تثمر بعد ذلك ماذا يحدث لها؟ تذبل، تجدها ذبلت، هؤلاء هم الناس الذين أرادوا أن يعيشوا خارج الله، تجده يريد أن يكون سعيد فيذهب إلي حفلة، يأكل، يشرب، يلبس، يستبدل السيارة، يغير ...، يشتري ...، يشتري بيت، وبيتين، وأربعة، ثم بعد كل ذلك تجده يذبل، كل هذه أمور تعبر عن أنه يريد أن يملك، ويريد أن يؤمن حياته بذاته وعبثا يفعل، عبثا يفعل، كلما زاد في المقتنيات زادت الأخطار، وزاد القلق، وكما قال الحكيم "إذا كثرت الخيرات كثر الذين يأكلونها" لذلك يا أحبائي هيا نعرف نحن من أين؟! لذلك ربنا يسوع قال "لستما تعلمان من أي روح أنتما؟"، أنت لا تعرف من أين أنت، أنت منه، ولابد أن تكون حياتك له، يقول لك منه وله وبه كل الأشياء، أنت لابد أن تثمر له، تعيش له، تنمو له، إلى أن تنتهي حياتك تستمر معي، هذه الشجرة التي سقيناها بالمياه نمت وأزهرت ثم أتت لنا بثمر، هذا الثمر جاء لنا ببذرة، هذه البذرة تزرع فتأتي بشجرة أخرى، هكذا نحن إذا عشنا في المسيح يسوع بعدما تنتهي حياتنا هذه سوف نستمر معه في الأبدية.الله يعطينا أننا نحقق قصده في حياتنا، لا نكن كالكتبة والفريسيين الذي لنا شكل يقول أننا نعرفه، أو شكل يقول أننا نعبده لكننا نحن لنا آلهة أخرى، لذلك نحن نقول له في القداس "اقتنينا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك".ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
شهوة الحياة الابدية
بسم الأب والابن والروح القدس إلى واحد أمين، فلتحل علينا نعمته ورحمة وبركاته الآن، وكل أوان إلى ظهر الظهور كلها. آمين. إنجيل هذا الصباح المبارك، يا أحبائي. بيتكلم. عن الراعي الصالح..ولأن اليوم تذكار نياحة اثنين من الاباء البطاركة..
البابا ديسقوروس . بطل الأرثوذكسية أو حامى الأرثوذكسية .. سمعنا في السنكسار. سيرته...وكيف ان دافع وظُلم في سبيل. الحفاظ على الأمانة الأرثوذكسية، واليوم أيضا. بتعيد الكنيسة، بتذكر استشهاد قديسة غالية علينا محبوبة جدا لقلوبنا الست رفقة وأولادها الخمسة. في الحقيقة، أحبائي نريد أن نقف وقفة صغيرة. مع. كيف سيدة، أم وطبع المرأة الضعيف الحساس. المليئ بالمشاعر و. أكتر شى ممكن أن يتعبها هي اولادها. كيف أن ترى أولادها واحد ورا واحد؟ وهو بيموت قدامها. مشاعر قاسية. غير آدمية لكن في الحقيقة. بيكون قدامها هدف أعلى من مجرد رباط اللحم والدم. تكون السماء مفتوحة أمامها، عندها هدف عالي. تريد أن تصل لي. لو كان اولادها يوصلون لهذا الهدف. فهي أيضا فرحة... كيف أن الإنسان أحبائي أن يقدم نفسه ولاده للسياف؟ عندما علموا بأضطهاد المسيحيين ..ظلوا يصلوا، طبعا إحنا إللي في ذهننا دايما ناس بتصلي من أجل اضطهاد. فربنا يرسل لهم ملاك يقول لهم هرفع الاضطهاد..ولم يحصل شى معكم. والذين ياذونكم .هنعمل فيهم و هيجرالهم. وبكده يبقى انتصروا.. وإحنا كده مبسوطين.. لأ ....لم يحصل ذلك... الملاك جاء لعم ونبهم بأن يستعدون لأنهم جميعا ستنالوا اكليل الاستشهاد ، أول ما يسمعو كده هيحصل إيه؟ أكيد يخافو ويرتعبوا ويحزنوا ويبكون ويحضنوا بعض.. يقولو لأ مش معقول ربنا يتركنا. ، لأ،، أول ما سمعو كده ففرحوا. وذهبو وباعو جميع ممتلكاتهم، وأطلقوا عبيدهم أحرار. وكأنهم ذاهبين للمضطهدين. يقولولهم خلاص. لأ يوجد شى يربطنا، اتفضل شوف شغلك.. رباط اللحم والدم؟ يهون .. من أجل الحياة الأبدية، ومحبة المسيح. ..هذة النموذج أحبائى التى تريد الكنيسة أن تقدموا لنا.. وإللي إحنا عاوزين نقف امامة ونفكر، كيف أن الإنسان يوصل للقامة الروحية دي.؟ شيئين. لكى اوصل للقامة الروحية...ولابد أن يكونو متوازنين، مع بعض جدا. وكتير بنفقدهم في حياتنا من زحمة وانشغال الحياة. أولا/ عدم محبة العالم. وثانيا/ محبة الأبديه. عدم محبة العالم، باعوا ممتلكاتهم، وأطلقوا عبيدهم. مش مربوطين بالعالم ..الإنسان مجذوب لأسفل، الإنسان مربوط بذاته وذاته. يريد أن يراها في حالة أعظم. .. فى الحالة إلذى يعيش فيها ...حالة الجسد الزمن. ويظل الإنسان متمسك في الدنيا بإيديه واسنانه، ويظل الإنسان ويسعى إلى اقتناء أكبر قدر من المقتنيات. ويسعى أن يقتني. أكبر قدر من المناصب، ويسعى لتأمين مستقبله الزمني. ولو فكر في المستقبل الأبدي، يفكر فى أن كيف أن يتلافى هذا الأمر، لكن مش برغبة، ولا باشتياق ولا بمجهود، عشان كده أحبائي . أول شيء، عدم محبة العالم، الكنيسة، دائما تقول لنا لا تحبوا العالم، لم تربط نفسك بتحت... العالم، تستخدمه المال، استخدمه، لكن ..لا يذلك المال ميكنش. هو ده هدفك الأساسي. متبقاش حياتك عايش لكى تجمع المال. متبقاش حياتك عايش لأجل أن تأخذ ملذات، لا إنت عندك أهداف أعلى، دوس على العالم، دوس على العالم بعز عيش العالم، متخليش العالم يعيش جواك، اجعل العالم يكون صغير أمامك. ما تستعبدش لشيء فيه أبدا، مهما كان كل شيء استخدمه، استخدم بيتك واستخدم الكرسي إللي بتقعد عليه، واستخدم. كل شيء لكن لم تكن مذلول لأي شيء. ولائك وانتمائك له لأ. إنت فوق كده بكتير، عشان كده أحبائي القديسين والشهداء مش ممكن يكونو شهداء إلا لو كانو مش بيحبو العالم. يستحيل أحبائي أن يقبلوا إنهم ينالوا إكليل الحياة الأبدية وهم مربوطين. بتحت..لا. عشان كده أحبائي ربنا، يسوع قال لنا أنتم لستم من أسفل، انتم مش من تحت، الزمن إللي إحنا عايشين فيه، ده زمن غربة، إحنا مسافرين ماشيين كل يوم بنقطع مسافة، مسافة مسافة. والرحلة بتقرب واشتياقتنا للرحلة الأخيرة بيزيد، عشان كده أقدر أقولك عدم محبة العالم. موضوع محتاج. مننا اهتمام كبير جدا. اسأل نفسك مقدار تعلقك بالعالم قد إيه؟ مقدار العالم في قلبك قد إيه؟ مقدار انشغالك بتأمين مستقبلك الزمني قد إيه؟ قد إيه؟ قد إيه إنت مشدود لتحت؟ هقلك بالمقدار ده بمقدار بعدك عن الأبدية، بمقدار ما إنت مشغول بالعالم وإللي فيه ومغلوب من العالم وإللي فيه بمقدار من تكون إنت شهوة الحياة الأبدية عندك ضعيفة و ضئيلة. عشان كده لما تسمع حاجات زي كده تقول ياه. صعب أقول لك فعلا صعب. ناس ملاك يأتى لهم ويقول لهم استعدوا لانكم ستنالوا اكليل الاستشهاد فيفرحون؟ . تخيل لو أتى لك ملاك وقال لك سيأتي بعض الاشخاض التى تقاوم المسيحية وسوف يذبخونكم جميعا. ..ماذا يكون ردكم؟ طب يا رب احمينا. طب يا رب خد بالك مننا، .لاننا اعيننا عالأرض ونريد الزمن، لكن لو إحنا نريد السماء..؟ نقول ييجوا يلا. ليه؟ لأنها لحظة اشتياقنا ..إننا نكون معه، مشتهي أن أكون مع المسيح طب والدنيا والناس، ربنا هو الذى سمح ..هو الذى ارد...طالما هو اراد يبقى لتكن إرادته.. الإنسان أحبائي الذى يثق في الحياة الأبدية، وواثق في تدبير ربنا، واثق في محبة ربنا، لم يعيش مهزوز. عشان كده تخيل إنت الست رفقة عندما ذبح ابنها الاول. في اللحظة إللي بعد كده. يستلمو الولد التاني..وتنظر إلى الثلاث ابناء المتبقين . . أكيد مشهد . صعب جدا على قلب الإنسان، إنه ينظروا او يحتملوا، و لكن لو لم يعلم انة سينال نصيب افضل .لم يكن يعرف ان يغلب هذا الموقف أبدا..لابد أحبإلى أن يعلم الإنسان لماذا هو عايش؟ وماذا يريد من هذا العام؟ يقولون أن هناك ثلاثة أنواع من البشرالنوع الأول. الذي يريد أن يرضي ذاتك وملذاته، وإن كان على حساب غيره. يريد أن يرضي ذاته ولذاته، وإن كان على حساب غيره. هذا من أدنى مستويات الإنسان. المستوى التاني أرقى . شويه يقولو عليه مستوى الإنسان الطبيعي. أو الإنسان الاجتماعي يريد أن يرضي ذاته ولذاته ومعه وغيره..بمعنى يريد أن يأخذ من الدنيا، ويعطي الناس أيضا. يعيش، والناس تعيش.. المستوى الأول يريد أن يرضي ذاته ولذاته، وإن كان على حساب غيره. وتاني نوع من الناس يريد أن يرضي ذاته ولذاته ومعه غيره، النوع الثالث، يريد أن يرضى الله، وإن كان على حساب ذاته، مثال. عندما تقول لك الكنيسة أن تصوم. ده على حساب ذاتك .لكن لكى ارضى الله، مثال اخر عندما تقول لك الكنيسه أن تعطى العشور ..فتعطى العشور ، انت بترضي الله، وإن كان على حساب احتياجاتك تقول ربنا أهم، إذاً إنت بترضي الله إن كان على حساب ذاتك، وهذا اللي الكنيسة تريد أن تعملة معنا والإنجيل يريد أن يعملوا معنا. أن نرضي الله، وإن كان على حساب أنفسنا، لماذا؟ لأني أقول إلى الله أنك أهم. مني. وأحبك أكثر مني. أنت مركز حياتي، وأنا عايش من أجلك، أول شي أحبائي مش ممكن نعيش على مستوى الست رفقة وآباءنا الشهداء وعلى مستوى أباءنا القديسين، إلا لم نكن دوسنا على العالم. خد تدريب وشوف نفسك أد إيه مزلول إلى كام شى في الدنيا، خد تدريب، وشوف أنظر كم شيء مستعبد له، كم شيء قلبك يتقبض، لو هسيت إنك ممكن تخسرها، خذ تدريب. وأنظر إلى مركز الله في حياتك قد إيه؟ أنظر. نفسك أنت في أنه مستوى من الثلاث مستويات. دول. وكن أمين مع نفسك، وصادق جدا، وأشكر ربنا إن ربنا أحيانا إلى هذه اللحظة، لكي نراجع أنفسنا. لماذا الله ابقانا إلى هذا الوقت؟ لأن اللة يترجى توبتنا ويريد الله أن نصلح من أنفسنا. .لكى نكون مهيئين لاستقبالة، وأنه يستقبلنا، فالله ينتظرنا لكي نصلح من أنفسنا. شيء مهم جدا، أحبائي . أنا عايش بعمل إيه؟ رقم إثنان، أنه الذي يجعل الإنسان أن يدوس. على العالم. هي شهوة الحياة الأبدية. تكون الحياة الأبدية مرسومة امامة وفرحان بها جدا. ويفكر فيها كتير. مشغول بيها كتير. وأمام عينة كثير. عدو الخير أحبائي يضربنا بالضربتين دول. يمسكنا ويشبطنا في العالم أوي، وينسينا خالص الأبدية، والعكس هو المطلوب. أمسك في الأبدية قوي وأنسى العالم. وكل ما أنا. ملت لاحداهما الثانية تقل على طول .عندما اميل إلى العالم ..الأبدية تقل.. وعندما اميل للأبدية العلم يقل، مثل كفتين ميزان..تضع فى احداهما كثير ، تجد أن الثانية طلعت لفوق، فلو أنا اتمسكت بالعالم أوي أوي. هجد الأبدية، بعدت . لو أنا ثقلت الأبديه وتمسكت بيها أوي .هجد العالم يبعد، عشان كده شهوة الحياة الأبدية مربوطة تماما بعدم محبة العالم إللي مشغول بالسما وإللي مشغول بالأبدية. أحبائي تصبح أمور الحياة هينة علية جدا يقول لك كده الحكيم في سفر الأمثال. جعل الأبدية في قلبهم. التي. بدونها، لا يستطيع أحد. أن يعاين الله، جعل الأبدية في قلبهم. ربنا وضع الأبدية في قلبنا، وضع بذرة الملكوت . من أكثر الكلام الي اتكلم عنه ملكوت السماوات. يشبه ملكوت السماوات، يشبه ملكوت السماوات، ويكلمك عن إنسان مسافر. ادخل إلى فرح سيدك ويكلمك عن العُرس السماوى والوليمة السمائية ، ويريد أن يرفع قلبك وعقلك إلى فوق. يريد أن يأخذك من الاهتمامات الميتة المريضة. يريد أن. ينقلك من حالة إلى حالة .شهوة الحياة الأبدية، أحبائي. الإنسان يكون مشغول بها جدا وبيجهز نفسه لها جدا ، وفرح بها جدا ومستعد لها جدا ..هذا هو ميراث عبيد الرب قالك كده. هذا هو ميراث عبيد الرب، وبرهم من عندى يقول الرب. إذا كان ربنا واضع الأبدية في قلبك، فلابد أن تغذى هذا الأمر ..وكبرة. . ليه بنعمل العكس؟ ليه نموت الأبدية؟ ونزود العالم، رغم أننا مخلوقين للخلود. الإنسان توجه إلى الله. الإنسان مأخوذ من فوق. عشان كده أحبائي شهوة الأبدية زودها عندك. تعمل إيه؟ اقرأ سفر الرؤية، اقرأ سير قديسين كتير. ،، فكر في مكانك في السما، أعتبر نفسك دائما غريب، أعتبر نفسك دائما مهاجر، اعتبر نفسك أن إنت عايش فترة مؤقتة وبتجهز مكان في مكان تاني. كل يوم، ضع فى طوبة ، كل يوم ضع فية لمبة كل يوم، ضع ترابيزة كل يوم ضع . فية شى هتستخدمها بعدين. جهز لهذا، وكل شويه أسرح في المكان، أسرح في بيتك. يقولوا عن المتنيح الأنبا يوأنس أسقف الغربية. كان رأى رؤية ..الست العذراء أخذته لتراب ، مواضع القديسين في السماء... فراة الأبرار وهو متعجب. وراى ايضا. عندما قالت له مين الرجل إللي علية الهيبه الكبير دى؟ تقوله ده أبونا إبراهيم أبو الأباء. أه. أنا برضه خمنت كده، بس أنا معرفوش. بس ده قاعد في مكان جميل قوي، مين ده؟ ده موسى رئيس الأنبياء. فنظر إلى رجل جميل جدا، ومكانه، جميل فقال لها أنا ، أتوقع إن ده داود النبي .فعلا، ده داود النبي...وراتة أشعياء وارميا. وشاف راجل عليه طويل وعلية هيبة .. ده الأنبا انطونيوس. وراى القديسين و القديسات، ووجد سيدة جميلة، بهية طويلة ..فسأل عليها ..فقالت لة. أمنا سارة. ورأى الاماكن والشخصيات. شى جميل جدا فنظر إلى ، مكان جميل جدا، .لكن لم يكن احد فية . وبعدين يفوت يفوت. قالت له يلا انزل. قال لها لا. أنا مش عايزة أنزل. أنزل أعمل إيه؟ خليني هنا. قالتله لأ، لازم تنزل عشان إنت ليك رسالة لازم تكمل الرسالة. قال لها بس قولي لي المكان الفاضي ده بتاع مين؟ قالت له ده بتاعك إنت. المكان ده بتاعك انزل وجاهد وكمل رسالتك. ومكانك جاهز، كتب الرؤية وتركها .وقالهم دي متطلعش غير بعد نياحتى...اسمها. رأيت هناك.... إحنا كل شخص فينا أحبائي لابد أن يعلم أنه له مكان هناك. جاهد لكي تحافظ على مكانك. رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم، حاجة جاهزة موجودة، مشكلتي إن أنا أفقدها. مش لسة هناخد مكان في السما؟ إحنا لينا مكان في السما، المشكلة لو ضاع. عشان كده أحبائي مجد الإنسان المسيحي واسم المسيح، الذى داعيا عليه، والميلاد السماوى الذي أخذه، والجسد، والدم الذي أخذه .. أبونا يقول يعطى عنا. خلاص وغفران الخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه الكلام ده مش كلام. إحنا مش جايين نعطيكم مسكنات ..نقول لكم يلا أتعمدوا عشان تدخلوا السماء ويلا تناول عشان تدخل السماء. ومالكمش سماء. لا ، إنتو ليكو سماء..ولكم مكان ومكان محدد. المشكلة في فقده. عشان كده أحبائي .. سير القديسين بيشجعونا ويقولو لنا . تعالوا...خذ الست رفقة ..نموذج لحياتك. أحب المسيح أكثر من ولادي. أحب المسيح أكتر من العالم، أحب المسيح أكتر من نفسي، الحياة الأبدية شغلانى ، بمعنى..أنا هكون إمتى معاة؟ امتى الرحلة بتاعتي تخلص؟ كل يوم بيعدي أشكرة انة عدى، لكن في نفس الوقت أعتبر أن في جزء من المشوار خلص .. باستمرار. تشتاق للنهاية. وبجهز نفسي للنهاية. متوقع النهاية. عشان كده أحبائي. الإنسان المسيحي حياته للسماء. مش عايش عشان خاطر يكون مستعبد للأرض ولا الذات، الأرض، احظر من إن يكون كل همك، كيف تؤمن مستقبلك ومستقبل اولادك، وكيف ان تعمل لهم فلوس ..ومهموم ومشغول، والعالم وعدو الخير مكار وكيف ان يضعك فى دائرة ماتعرفش تخرج منها لحظة... ده سر الهلاك أحبائي. دي صناعة الهلام. دي الخطة الشيطانية العالمية المحكمة أن الإنسان يفقد هويته، ميعرفش إن هو رايح السما، ميعرفش إن هو من فوق ميعرفش إنه مكانة فوق ويظل ناظر الى اسفل، لا، أنتم لستم من أسفل، ربنا يعطينا أحبائي نعمة. أن لا نحب العالم. نعمة، أن نتعلق بالأبدية، يكمل نقائصنا، ويسند كل ضعف فينا، بنعمته، لإلهنا، المجد إلى الأبد، آمين.
معرفة الثالوث تحتاج الى تقوى
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا، وفيه نجد ربنا يسوع قال عبارة لاهوتية جميلة تشرح لنا أمور كثيرة حيث قال "ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب، ومن هو الآب إلا الابن، ومن يريد الابن أن يعلن له"، لا أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن، إذن نحن ماذا نفعل؟! إذا كان لا أحد يعرف الآب إلا الابن ولا أحد يعرف الابن إلا الآب، فماذا عننا نحن؟!، قال لك من يريد الأبن أن يعلن له، بمعنى أن معرفة الابن أي معرفة ربنا يسوع المسيح تستطيع أن تقول عليها أنها إعلان، ما معنى إعلان؟ تعني ليست بالفلسفة، تعني ليس بالإثبات العقلي، لذلك الآب والابن والثالوث عموما معرفته تحتاج تقوى ماذا يقصد بهذا الكلام؟ سوف أحدثك في ثلاث نقاط
١- تقوي المعرفة .
٢- الابن موجود منذ الأزل .
٣- مساوية الآب بالابن .
١- تقوي المعرفة :
معرفة الابن تحتاج تقوى، معرفة الثالوث تحتاج تقوى لماذا؟! قال لك نقاوة إيمان أثناسيوس في تقواه، لماذا؟ لأنه تقي فقد عرف، لكن لماذا؟ أقول لك ببساطة شديدة ليس أحد يفهم في الطب غير الطبيب، ليس أحد يفهم في الهندسة غير المهندس، ليس أحد يفهم في اللاهوت غير اللاهوتي، تقول لي لكن أنا لست لاهوتي يا أبونا فبذلك أنا لا أفهم في اللاهوت فبذلك أنا لا أعرف، أقول لك لا فما هو معنى اللاهوت؟ اللاهوت يعني ما يخص الله، لكن أنا كيف أعرف ما يخص الله؟ أقول لك عندما تقترب من الله فقط، فأنت عندما تقترب من الله تصبح لاهوتي، عندما تقرب من الله فأنت تعرف الله، ليس فقط لمعرفة العقل، فعندما تقرأ قصة قديس تكون قد عرفته، يقول لك حقا لكن هذا جزء لكن الأجمل أن تعاشره، الله لكي نقرأ عنه ونعرفه هذا جيد لكن نعاشر الله ندخل في وحدة مع الله، في عشرة مع الله، في شركة مع الله، هنا نعرفه، ما هي المعرفة؟ قال لك المعرفة هي الاقتراب من الله، لذلك وجدنا القديسين الذي اقتربوا من الله معهم تقوى فأصبحوا يشرحوا اللاهوت بشكل عميق جداً ليس أحد يعرف أن يشرح مثلهم، لذلك كل القديسين يقولوا أن سر نقاوة وسلام أثناسيوس هو تقواه.
ما معني تقي ؟ أي يخاف الله، يعرف الله، الذي يخاف الله يعرف الله ويفهم الله، فمعرفة اللاهوت تحتاج لتقوي وأكثر منها معرفة، كلما تقترب من أحد وتعاشره كلما تفهمه أكثر وأكثر تخيل عندما يعيش أب مع أبنه زمن طويل فتقول أنه يفهمه جيداً جداً، عندما نجد زوج وزوجة يفهما بعضهما جداً فهذا أتى من العشرة، فعندما تنظر إلى وجهه تعرف أنه مجهد، تعرف أنه متضايق، تعرف أنه سعيد، وتعرف أن هناك شئ يقلقه ..... إلخ، كل ذلك عرفته من العشرة، من العشرة فهمته.
هكذا نحن يا أحبائي في معرفتنا بالله، معرفة الله تريد عشرة، أسجد كثيراً تعرف الله، اقرأ الكتاب المقدس بقلب مفتوح تفهم الله، ارفع يديك للصلاة يبدأ الله يعطيك، لذلك يقول لك لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطية لنا، ما هذا؟ هناك معرفة لله نأخذها بروحه القدوس الذي ينسكب في قلوبنا، هناك تقوى وإيمان ومحبه تقربنا لله، وعندما نقترب ماذا نبدأ أن نفعله؟ نعرف الله لذلك القديس يوحنا قال "لا يستطيع أحد أن يعرف الآب إلا الابن" ، وقال أيضا "لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس"، لذلك تجد أن أشخاص كثيرة لديهم صعوبة شديدة في الاستيعاب، لا يستطيع أن يستوعب، لأن الإنسان الذي لم يقترب إلى الله لا يعرف معني حب الله، لا يتخيل أن حب الله يجعله يأتي، لا يتصور ذلك، لا يتخيل أن حب الله يصل لدرجة أنه يصير أنسانا، يقول لك هذه نفسها إهانة لله سأكلمك فيها بعد ذلك، كيف يصير الله إنسان، أنتم بذلك تهينوا الله، أقول لك لا بل لأنك أنت لم تفهم حبه، فحبه غلبه، مثلما نقول في قسمة القداس حبك غلبك وتجسدت، إذن معرفة اللاهوت تحتاج تقوى.
٢- أن الابن منذ الأزل :
نحن دائما نرى صور كصورة لميلاد ربنا يسوع المسيح مثلاً وهو في المزود، يمكن أن نري صور لربنا يسوع المسيح، يمكن أن نري أحداث كثيرة ونعتبر أنها هذه هي بداية الابن، أقول لك لا بل هذه بداية الابن بحسب الجسد، لكن الابن موجود منذ الأزل، الابن ليس فقط في التجسد لا فهو موجود من قبل التجسد، منذ متي كان موجود؟! أقول لك نور من نور، إله حق من إله حق، أي أنه أزلي، أي ليس له بداية زمنية، لا فهو فوق الزمن، لذلك أستطيع أن أقول لك هو الذي نقول عنه في الكنيسة "الكائن في حضنه الأبوي كل حين"، كائن، ما معني كائن؟ أي موجود منذ الأزل، لذلك نصلي ونقول ونقرأ في الكتاب المقدس انجيل يوحنا الإصحاح الأول "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله"، في البدء، ما هو البدء؟ البدء الذي هو الأزل والأزل أي قبل الأزمان، في البدء كان الكلمة وكان الكلمة الله في البدء.
لذلك يا أحبائي نستطيع أن نؤمن ونقر ونعترف بأزلية الابن، لذلك عندما نأتي لندرس وخصوصاً عندما نكون في مدرسة الكتاب المقدس نظل ندرس عن المسيح الابن في العهد القديم، ونجد هناك أربع أمور ونظل ندرس فيهم لفترة طويلة وهم:-
١- ظهورات للابن في العهد القديم .
٢- نبوات عن الابن في العهد القديم .
٣- رموز .
٤- شخصيات .
أولا: ظهورات :
كل نقطة من هؤلاء ممكن أن ندرسها في ثلاثة أو أربعة أشهر، لماذا؟! لأن ظهورات الابن في العهد القديم كثيرة جداً، ظهر لأبونا إبراهيم، ظهر لأبونا يعقوب وصارعه حتي طلوع الفجر، فكان يريد أن ينقل لنا فكرة أن الله يمكن أن يكون في شكل مرئي ومحسوس لدرجة أنه ضرب أبونا يعقوب فخلع له فخذه فهذا معناه أنه يمكن أن يكون ملموس، ونظل نرى ظهورات الابن في العهد القديم، ظهر لشمشون، ظهر للوط، ظهر لنوح، ظهر ليشوع، ونظل نبحث عن ظهورات الابن في العهد القديم .
ثانيا: نبوات :
لدينا مئات النبوات عن ربنا يسوع، تفاصيل، أحداثه، مكان ميلاده، زمن ميلاده، صليبه، قيامته، عمله، معجزاته، أنه يتكلم بأمثال، فنجد كل حياة ربنا يسوع المسيح موجودة في العهد القديم، فهو موجود منذ الأزل .
ثالثا: رموز :
رموز كثيرة جداً مثل الحية النحاسية، فلك نوح، خيمة الاجتماع، خروف الفصح، العليقة، البحر الذي شق، العصا التي شقت البحر، نظل ندرس في الرموز، في الأعياد، في الذبائح، رموز كثيرة جداً ترمز للسيد المسيح في العهد القديم .
رابعا: شخصيات :
شخصيات كثيرة جداً تجد المسيح يظر فيها جدا، فتجد أحيانا يقولوا عن شخص أنه بار، ويقولوا عن شخص أنه كامل، بمجرد أن تجد كلمة بار أو كلمة كامل عليك أن تعرف أنه يقول لك لا ليس الموضوع في هذا الشخص، هذا موضوع أكبر من ذلك الشخص، ستجد شخصيات كثيرة مثلاً عندما يقال عن يوسف أنه مخلص، عندما يقال عن نوح أنه بار، عندما يقال عن شخص أنه جبار، ستجد أن هذا الكلام كله كلام كبير، كلام عالي، عندما تجد أن الكلام عالي تعرف أن هذا الكلام يخص المسيح، رموز، ظهورات، نبوات، شخصيات، الابن موجود منذ الأزل.
٣- مساواة الآب بالابن :
الأبن الذي موجود منذ الأزل ظهر في الجسد، آتي إلى الزمن، جاء لنا على الأرض، فشاهدناه، غير المرئي أصبح مرئي، غير المحسوس أصبح محسوس، لماذا؟! لأنه شاركنا في كل شيء، لماذا؟ لكي ينوب عنا، لكي يأخذ جسد الإنسان الذي فسد ويقدم لنا جسد غير فاسد، فلابد أن يأخذ نفس الجسد الذي فسد لكي يقدم لنا جسد غير فاسد بدلا من الجسد الذي فسد، ولكي يخلصنا من الموت كان لابد أن يموت، لكي ينتصر على الموت، ولكي يغلب الخطية لابد أن يأخذ جسد في شبه جسد الخطية لكي يغلب الخطية ولكي يغلب الشيطان، إذن لابد أن نصارع الشيطان لأنه لا يليق أن نقول أنه غلب شيء بدون أن يحاربه، لا يليق أن نقول أن فريق تقدم على فريق وهو لم يلاعبه من الأساس لا فالمسيح غلب الشيطان حقا، غلب حيل الشيطان وكلنا شاهدنا ذلك في التجربة على الجبل، المسيح غلب الموت لأنه مات حقا وقام، المسيح غلب الخطية لأنه كان وحده بلا خطية، أذن يا أحبائي المسيح عندما تجسد تجسد من أجلنا، عندما تجسد وجدناه في بعض مظاهر ضعف، فبدأنا نشعر بالقلق، ونقول هل هناك إله يتعب؟، هل هناك إله يكتئب؟، فتجد مرات يقال عليه حزن، اكتئب، اضطرب بالروح، أيضاً هل هناك إله يقول أنا جائع، هل هناك إله يقول أنا عطشان، هل هناك إله مثلاً يمكن أن يهاجموه فيهرب منهم، لكن كل هذا الكلام صعب أن نستوعبه، أقول لك انتبه، انتبه أنه هناك ما يسمى الإخلاء ماذا يعني الإخلاء؟ يقصد به أن كل الذي تراه ويضايقك لا ترفضه، لماذا؟ أنني لا أقبل أن يقال على الله هذا، يقول لك لا فهذا كله كي يريك كم هو نائب عنك، وكم هو يحبك، فهو يريك كم هو تشارك معك حتى في ضعفك، وأخد جسدك الضعيف الذي يجوع ويعطش ويتعب، وأخذ مشاعرك الذي من الممكن أن يحزن ويكتئب ويبكي، وأخذ كل ما فيك لكي يفديك، لذلك نجد عبارة جميلة في قانون الإيمان تقول "هذا الذي من أجلنا نحن البشر" لماذا؟ من أجلنا نحن البشر، هذا الذي من أجلنا نحن البشر، من أجل خلاصنا نزل من السماء، كلما تراه أنت وتندهش منه لماذا فعل المسيح هذا؟ أقوم بالرد عليه وأقول من أجلنا ومن أجل خلاصنا، لماذا حزن؟ من أجلنا، ومن أجل خلاصنا، لماذا اكتئب؟ من أجلنا ومن أجل خلاصنا، لماذا جاع؟ من أجلنا ومن أجل خلاصنا، كل حدث تقرأه يزعجك عن الابن حوله إلى حب تقول هذا من أجلي ونيابة عني، كل الأمور التي تراها تزعجك أنه جاع، اكتئب، .... إلخ، تكتب بجوارها هذا من أجلي، ونيابة عني، كان نائب عني، عندما يقول لك صرخ وقال إلهي إلهي لماذا تركتني، تقول هذا من أجلي ونيابة عني، عندما يقول لك أنه في الصليب لم يكن منظره يشتهى أن ينظر، حسبوه أنه مضروب ومهان من الله، ماذا تقول؟، كيف تفهمها؟! تقول هذا من أجلي ونيابة عني.
لذلك يا أحبائي للأسف أن بعض الآراء في الكنيسة في وقت من الأوقات عندما حدثت هرطقة وقالوا لا بل إن الله أكبر من ذلك بكثير، لذلك فإنهما كانوا إثنين، بمعنى أنه قال لك اللاهوت من أجل المعجزات، والناسوت من أجل الإهانات، نقول له لا الذي تألم اللاهوت والناسوت لكي ينوب عني، هو إله ينوب عني فيعطيني فداء غير محدود، لذلك يا أحبائي لا أحد يعرف الآب إلا الابن، ولا أحد يعرف الابن إلا الآب، إلا لمن أعطي لهم، اقترب من الله لتفهمه، تسجد له كثيراً، تجد قلبك ينجذب له، وعندما ينجذب قلبك له تبدأ تفهم وتعرف ومعرفة ليس لها حدود، ومعرفة ليس لها نهاية، لأنه هو قال ذلك "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت أيها الإله الحقيقي وحدك"، سنجلس في الأبدية كلها لكي نكمل معرفة، فالذي أخذناه على الأرض هذا مجرد بداية، لكن نحن مشتاقين أن نعرف أكثر وأكثر. أن نعرفه كما عرفنا هو.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
بذل الذات
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين،تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل آوان وإلي دهر الدهور كلها آمين.
تقرأعلينا يا أحبائي الكنيسة في تذكارات الآباء البطاركة إنجيل الراعي الصالح من بشارة معلمنا يوحنا البشير الإصحاح١٠، وسوف أتناول معكم كلمة واحدة فقط عندما يقول الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف،"بذل الذات" وذلك يا أحبائي ليس موضوع بسيط أو سهلأ الإنسان دائما أناني،دائما يحب نفسه،دائما يفكر في نفسه وفي مصالحه،دائما الإنسان يحب ممتلكاته، من الصعب على الإنسان أن يضحي من أجل الآخرين ، صعب أن يبذل نفسه من أجل الآخرين ، صعب أن يعطي وخصوصا إن أعطى بلا حدود، لكن هنا يقول لك أن الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف، الراعي عندما يقود الخراف تجده يمكن أن يعرض نفسه لمخاطر كثيرة،والعصا التي في يده يقوم بها بإبعاد أي شيء (ديك مثلا)،ويقال أن طريقة نوم الراعي إنه ينام على باب الحظيرة،حتى إذ ادخل ديب أو أي حيوان مفترس يشعر به لأن هذا الديب سوف يعبر من على جسده،فجسده يكون علامة على البذل،وحراسة لباقي الغنم،لذلك ربنا يسوع المسيح قال "أنا هو باب الخراف" الباب الذي يوجد فيه الدخول والذي يوجد فيه التضحية، من أكثرالأمور يا أحبائي التي تجعل الإنسان أناني هي محبته لذاته،أيضاً من أكثر الأمورالتي تجعل الإنسان يكون أناني مادية الحياة،أنه يريد نفسه فقط،في حين أن الإنجيل يقول لك من سخرك ميل أمشي معه ميلين، في حين إن الإنجيل يقول لك حب قريبك كنفسك،في حين إن الإنسان عندما يحب بذل الذات هذا يكون متمثل بسيده،فكلما أخذنا من المسيح،كلماعاشرنا المسيح،كلما جلسنا تحت قدميه كثيرا، كلما تأملنا كثيراً في صليبه، كلما أنتقلت إلينا حياته، وحياته كانت بذل،فهو أحبنا إلى المنتهى، أحب المسيح الكنيسة ،فلم يقل لها أنا أحبك فقط ،لكنه بذل ذاته لأجلها،ليست محبة بالكلام فقط ، نحن محبتنا لابد أن تنتقل من الكلام للحقيقة والفعل مثلما "بذل ذاته لأجلها"، الراعي يبذل نفسه عن الخراف ، كل أب في بيته لابد أن يبذل نفسه ، كل شخص مسيحي لابد أن يبذل نفسه، يضحي من أجل الآخرين،يعطي من أجل الآخرين، علامة المسيحي الحب وترجمة الحب هي البذل،عندما ينحصر الإنسان في ذاته،يصعب عليه جدا أنه يضحي من أجل أي شخص، معلمنا بولس وصل به الدرجة من البذل كما نقرأ في سفرأعمال الرسل الأصحاح 20 يقول "ولا نفسي سمينة عندي"ألهذه الدرجة؟! ولا نفسي سمينة عندي وفي ترجمة أخرى يقول لك "ولا نفسي مكرمة عندي"بمعنى أنا عندي استعداد ومرة أخرى قال لهم"أن إنفق وأنفق من أجلكم"بمعني لدي استعداد أنا نفسي أعطيكم حياتي وأيضا أدفع لكم ، بمعني أن نيلمأ نتظرشئ من شخص آخر، "حاجاتي وحاجات الذين معي خدماتها هاتان اليدان"،فكان يقول لهم أنا أريد أن أعطيكم، لا أعطيكم أنجيل المسيح فقط بل نعطيكم أنفسنا،ولكن تخيل معي عندما بذل بولس الرسول أو عندما يبذل أي شخص منا،ستجد الحب لديه أصبح زرعة جميلة ،ونجد البذل أثمر كثير جداً،فكانت الأنانية هي التي تضر الإنسان ، والبذل هو الذي ينفع الإنسان، في الأنانية تجد الإنسان محصور في نفسه والناس جميعها تبعد عنه،فهولم يخدم أحد،أما الإنسان الذي يبذل نفسه يكون العكس تماماً،مثل أن أنفق وإنفق من أجلهم، كان معلمنا بولس نظره ضعيف فقال أعطيت شوكه في الجسد،وكان لديه أمراض كثيرة لكن من بينهما أنه كان في آخر سبع أو ثمان سنين في حياته تقريبا لايري،لا يري يقرأ أويكتب،لذلك كان يأتي بشخص يكتب له ، بمعني أنه يقوم بإملاء الشخص والشخص يكتب له،مثلما يقول لك كتبت على يد فيبي خادمة كنيسة كنخريا بمعني أنه كان يقوم بإملائهاأو أي شخص أخرلأن بولس لم يقدر أن يكتب ،وعندما كتب في رسالة فليمون قال إن لو كان أخد منك شئ أنا أوفي هذه هي الكلمة الوحيدة فقط التي كتبها كأنها إمضاء، أنا أوفي تعني أن شخص يقوم بإمضاء إيصال أمانة أوشيك ، يقول لك عندما كتب كلمة أنا أوفي ولأنه لم يكن يري جاءت في منتصف الصفحة كلمة أنا أوفي، مكتوبة بخط كبير وغير مضبوط على السطر،لأن نظره ضعيف جدا لكن عندما زرع فيهم محبة ونظره فيهم ضعيف جدا تعلم ماذا كانت تريد الناس أن تفعل؟،بالحقيقة وليس بالكلام،كانوا يريدوا أن يقلعوا عينهم له، تعلم الشخص الذي يقوللك "من عيني"إن هذا ماحدث فعلاً مع بولس، وبالأخص مع أهل غلاطية واقرأ هذا الكلام في رسالة غلاطية، يقول لك كنتم تودون أن تقلعوا عيونكم لأنكم تعلمون إن أنا عيني ضعيفة تريدون أن تعطوني عيونكم.فتجد الشخص الذي يبذل يجني ثمرة جميلة، تعلم البذل،تعلم التضحية،فلا تفكر في نفسك فقط، لاتضع نفسك انت في مقدمة القائمة لحياتك ، أنا ثم أنا ثم أنا ثم أنا ثم أنا ثم نفكر في الآخرين،اذاكان قد تبقي لدي بعضا لاشياء،لا بلا لآخرين ثم الآخرين ثم الآخرين ثم أنا، وبمناسبة الآخرين ثم أنا يوجد مشهد جميل في الكتاب المقدس لأبونا يعقوب عندما ذهب ليقابل عيسو كان خائف بسبب المشكلة التي كانت بينهم فهو أخذ منه البكورية، فيقول أبونا يعقوب سمع أن عيسو جهز جيش فخاف وقال إذن أنا أيضااحتياطيا أقوم بعمل جيش،فكيف تقوم بعمل جيش يا أبونا إبراهيم وكان عائد ومعه زوجاته وأولاده، عدد كبير جداً،فماذا فعل؟
كما تعلمون أنه كان متزوج ليئة ورحيل، ليئة الكبيرة وبعدها رحيل، ليئة عندما تزوج أنجبت له أربع اولاد ، أما رحيل لم تنجب، فحزنت رحيل فأتت بجارية تزوجها وأنجب منها طفلين بعد ذلك ليئة حزنت فأتت بجارية أنجب منها طفلين،فأصبح بذلك لديه ثمانية أطفال،بعد ذلك ليئة ربنا فتح رحمها مرة ثانية وأنجبت طفلين، بمعنى أنه أنجب أربعة من ليئة،اثنين من جارية راحيل،اثنين من جارية ليئة،ثم بعد ذلك اثنين من ليئة أيضاً فبذلك أصبحنا عشرة،ثم أن الله في النهاية فتح رحم رحيل وأنجبت طفلين هما يوسف وبنيامين، بذلك اصبحوا اثني عشر،عندما جاء أبونا يعقوب ليقابل أخوه عيسو كيف رتب الجيش؟،رتبه بهذا الترتيب الأول جارية ليئة بأولادها،بعد ذلك جارية رحيل بأولادها ، بعد ذلك ليئة نفسها بأولادها ، بعد ذلك رحيل نفسها بأولادها،رأيتم الترتيب جارية ليئة،جارية راحيل، ليئة،راحيل.لكن وأين أنت يا أبونا يعقوب؟ لكي تنجى بنفسك تقف أنت في المؤخرة تماماً - لا لم يفعل ذلك – لكن يعقوب وقف أمامهم جميعا قبل أولاد جارية ليئة، نموذج جميل أن الراعي يبذل نفسه،إذا كان هناك خطرآتي من طرف عيسو، قام بإحضارأشخاص تضربنا على سبيل المثال،فأنا أول واحد يضرب، أنا أول واحدة أقف أمامكم كلكم، أنا أول واحد.كثير يا أحبائي من الرعاة يبذلوا أنفسهم ،كثير من الآباء يبذلون أنفسهم من أجل أولادهم،كثير من الأمهات تبذل نفسها،لكن المفروض إننا لا نبذل أنفسنا من أجل أولادنا فقط،فهذه هي صلة الدم وهذا واجب، لكن الإنسان المسيحي تخطى صلة الدم وأصبحت حدوده في العطاء ليست فقط لأبنائه بالجسد لا حدود للآخرين أن يبذل نفسه عن الآخرين،هذا نموذج الإنسان المسيحي الحقيقي، هذا النموذج المفرح الذي يصلح الشخص أن يكون لديه محبة للبذل ، ومحبة للعطاء ، محبة للتضحية،رأيناهذا أيضا مع أبونا إبراهيم عندما قالوا له أن لوطحدث له سبي ومسبي ، ورغم أن لوط اختار لنفسه ،ولوط كان هو الصغير ومن المفروض أن يترك أبونا إبراهيم يختار الأرض التي يريدها،لكنه اختار لنفسه ، وعندما حدث له سبي ذهب وضحى بنفسه لكي يأتي بلوط، ولما أتي بأملاك قال أنا لن آخذ منها شيء أبدا،فأنا لست ذاهب الي لوط وأدافع عنه لكي آخذ ثمن. لا أنا أتيت لأدافع عنه لأنه كان ضل الطريق،وكان مسكين، وكان يحتاج أن أضحي من أجله، أشياء كثيرة يا أحبائي نحتاج نحن أن نتعلم فيها البذل ، نخرج فيها من دائرة سلطان ذواتنا ، وكن حذر فالذي يعيش هذا الجو،جو دائرة سلطان ذاته هي نفسها تقوم بخنقه، فكلما تدور حول نفسك، وكلما تتمركز حول نفسك ، صدقني كأنك أتيت بحبل وبقوه تلفه عليك،كلما تفكر في نفسك كثير، في مصالحك كثير، في احتياجاتك كثير،في نفسك أنت فقط ولا تبالي بالآخرين، ولا تبالي بآلامهم،كلما تقوم بلف حبل حول نفسك، وهذا يخنق ويضايق.لذلك تجد لدى الأشخاص المحبة للبذل والعطاء سعادة كبيرة جداً،تجد لديهم فرح داخلي،تجد لديهم سلام داخلي ،لأنه خرج من دائرة سلطان ذاته، أبونا بيشوي كامل كتب لنا كتاب جميل أتمني أن تقوموا بقراءته اسمه بذل الذات لأن الإنسان المسيحي عليه أن يعيش حياة بذل الذات ،إنه باستمرار يفكر في كيف يعطي، باستمرار يفكر في كيف يقدم، ليس فقط المال،لا فهذا المال في الحقيقة من أقل أنواع العطايا، لكن المشاركة والتعب والسؤال والتقدمة والمساعدة نفسها الحب المترجم لبذل حقيقي يكون فيه تعب فعلي من الممكن أن شخص يقدم لشخص شيء ويكون ثمنه غالي لكن بحب قليل،ويمكن تقدم شيء ثمنه أقل لكن بحب كبير، هذا يا أحبائي العمل الروحي الذي من المفترض أن يتسم به الكل، يقال أن أي عمل لا يقاس بمقدار عظمته بل بمقدار الحب والاتضاع المقدم به ،أي عمل لا يقاس بمقدارعظمته ، فمثلاً شخص يقول أنا سوف أحضر ذهب وأرسله للكنيسة، حسنا ذلك أمر عظيم لكن مقدار الحب والإتضاع المقدم به هو الأفضل، الأفضل مقدار الحب والاتضاع المقدم به، الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف،كثيراً مارأينا قصص في تاريخ الكنيسة عن رعاة بذلوا أنفسهم من أجل الرعية ،كثيراً ما كان الأسقف أوالبطريرك أكثر شخص يضطهد لأنه رمز للمسيحيين ،فكان غالباً ما تجد كثير من بطاركة وأساقفة الكنيسة تعذبوا ونفوا واستشهدوا،لماذا؟ لأن الراعي ماذا يفعل؟ يبذل نفسه عن الخراف.ربنا يعطينا من داخلنا قناعة متمثلة به هو أن نبذل أنفسنا من أجل أحبائنا،يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهناالمجد دائما أبديا أمين.
المن
الفكر المسياني ( في الأشياء) في العهد القديم
المن :
اسم عبري معناه "ما هو هذا؟" أو "هبة" وهي مادة انزلها الله على بني إسرائيل على سبيل أعجوبة مدة
إقامتهم في البرية قامت عندهم مقام الخبز وقد سميت "خبزًا من السماء " ) خر 4:16)
ومن الأمور التي تستحق الذكر في المن :
1- إن المقدار الذي كان ينزل في بقية الأيام
2- أنه لم ينزل يوم السبت،
3- إن ما كان يحفظ منه من اليوم السادس إلى اليوم السابع كان يبقى جيدًا صالحًا للأكل بخلاف ما كان يحفظ من يوم إلى آخر من أيام الأسبوع فإنه كان يفسد ويتولد فيه الدود وكان كل ذلك دليلًا على قداسة يوم السبت
وكان المن كبزرة الكزبرة أبيض وطعمه "كطعم قطائف بزيت " و"منظره كمنظر المقل"( عدد 7:11, 8)
وكان ينزل يومًا فيومًا مدة أربعين سنة ما عدا أيام السبت. وتذكارًا لهذه العجيبة أمر موسى بأن
يعمل قسط من ذهب يسع عمرا ومقداره لتران وثلاثة أعشار اللتر ويحفظ فيه شيء من المن (خر 16 : 33 ؛ عب 4:9) وكان هذا العمر محفوظًا في التابوت أو بقربه لكي يرى أولادهم القوت الذي انزله الله عليهم مدة رحلاتهم الطويلة في البرية .
ويشبه المن بعض الشبه المن الطبي الذي هو عصير منعقد من شجرة الدردار Eraxinus Ornus L. وكذلك يشبه المن الذي يتكون من شجرة الطرفاء بعض الشبه أيضًا . ولكن يظهر قوة الله وعنايته في أن المن المذكور في الكتاب المقدس يختلف عن المن العربي في الأمور الآتية :
(1) كان المن الكتابي كافيًا لألوف من الناس أما المن العربي فيوجد بمقادير قليلة .
(2) لا يوجد المن العربي إلا تحت الطرفاء وفي أول الصيف فقط .
(3) يمكن حفظه مدة طويلة ولا يدود .
(4) لا يمكن طَحْنه أو دقه دقيقًا (عد 11: 8 ).
(5) يتكوَّن المن كل يوم من أيام الأسبوع مدة الفصل .
وحسب المسيح المن رمزًا إلى ذاته لأنه هو الخبز الحي النازل من السماء وبذلك أثبت كونه طعامًا عجيبًا ( يو 29:6-51) وسمي المن "برُ السماء" "وخبز الملائكة" ( مز 24:78-25 ) إشارة إلى أنه أعطي على سبيل أعجوبة. أما "الْمَن الْمُخْفَى "( رؤ 17:2) فيشير إلى القوت السري الذي يعطيه المسيح للمؤمن ولا يعطي إلا له.
أوجه الشبه بين المن والسيد المسيح
المن السيد المسيح
1- كان المن يسقط من السماء والسيد المسيح كذلك نزل من السماء " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء "( يو 13:3).
2- لم يعرف الشعب قديما المن فيقول الكتاب "فلما رأى بنو إسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو لأنهم لم يعرفوا ما هو"( خر 15:16) هكذا السيد المسيح تحير الشعب فى حقيقته يقول " إغفر لهم يا أبتاه لأنهم يعلمون ماذا يفعلون "
3- المن كان يسقط بين خيام بنى إسرائيل . أى
جاء إلى حيث هم وكذلك المسيح أخلى ذاته وتجسد وأخذ صورة العبد وأتى إلينا " ابن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك " ( لو 10:19)
4- المن كان يحتاج إلى من يجمعه وإلا ذاب كذلك المسيح نزل من السماء كعطية مجانيه ولكن على الإنسان أن يكون عنده الإستعداد لقبوله
5- أرسل الله المن لبنى إسرائيل بعد أن تذمروا
كأن المن علامة لطف الله مع شعبه والرب يسوع أتى إلينا ونحن أعداء مع الله وكذلك مجئ السيد المسيح إعلان محبة الله للبشرية الخاطئة
6- كان كل واحد يلتقط من المن قدر احتياجه والمسيح يشبعنا بقدر إحساسنا بالجوع والحاجة إليه " طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون " (مت6:5)
7- كان الشعب يلتقط المن كل يوم كذلك ينبغى أن تستمر شركتنا مع المسيح كل يوم وإلا هلكنا روحياً
8- كان على بنى إسرائيل أن يبكروا لإلتقاط المن
قبل أن تشتد حرارة الشمس فتذيبه . كأن التقاط
المن هو أول ما يعملونه فى يومهم هكذا المسيح يجب أن تبكر إليه وللتبكير مفهومين
1- التبكير اليومى " الذى يبكرون إلى يجدوننى " (أم17:8)
2- التبكير فى الاتصال بالله " أذكر خالقك فى ايام شبابك قبل أن تأتى أيام الشر أو تجئ السنون إذ يقول ليس لى فيها سرور " ( جا1:12)
9- كان طعمه كرقائق العسل والمسيح حلقه حلاوة وكله مشتهيات ( نش16:5)
10- كان المن يطحن بالرحى أو يدق بالهاون ثم
يطبخ ليؤكل وهكذا المسيح تألم عنا وصار غذاء وحياة لمن يأكله " من يأكلنى فهو يحيا " ( يو57:6)
11- حين تذمر الشعب على المن وأكله واحتقروه
وتبطروا عليه ضربهم الله ضربة عظيمة
(عد33:11) هكذا من يأكل جسد الرب ويشرب دمه بدون
استحقاق يضرب أيضا يقول بولس الرسول 2 " من أجل هذا فيكم ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون "( 1كو30:11)
12- الشعب فى البرية خلفهم أرض العبودية وأمامهم أرض الموعد وهم فى وسط البرية يرفعون نظرهم نحو السماء حيث ينتظرون طعامهم اليومى فالبرية كانت قفر لم يكن فيهاطعام . وعلى الرغم من أنهم كانوا يعيشون بالجسد فى العالم لكنهم لم ا يهتمون بطعام أجسادهم وانما كان الله يعولهم بالطعام الساقط
من السماء " هكذا أولاد الله لأنهم ليسوا من العالم "
( يو 19:15 )عليهم أن يتشبهوا بالسيد المسيح الذى قال "لى طعام آخر لأكل لستم تعرفونه أنتم " (يو 32:4) المؤمن الحقيقى مولود من فوق لذا طعامه من فوق من السماء " أنا هو خبز الحياة ". ( يو48:6) أن روح كل إنسان تهلك جوعا بالخطية هكذا قال الابن الضال "أنا أهلك جوعا " ( لو 17:15)
والسيد المسيح باستخدامه هذا التعبير يربدنا أن نكشف ما فيه لسد احتياجاتنا
13- كان بنو إسرائيل على كافة مستوياتهم غنى ، فقير ، كبير ، صغير مثقف ، أمى ، ذكراً أو أنثى يأكلون المن الذى كان طعامهم جميع ا هكذا المسيح جاء طعاما وشبعا للجميع
14- أن كل من كان يرفض أكل المن فى البرية كان
مصيره الهلاك فيها لا مفر هكذا كل من يرفض الإيمان بالمسيح وقبوله كمخلص مصيره الهلاك
15- أن المن فضلاً عن انه يرمز إلى السيد المسيح فى عمل الفداء وهو ما نراه فى سر الأفخارستيا فهو أيضا يرمز لكلمة الله طبقا لما قاله السيد المسيح " ليس بالخبز وحده يحياالإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " ( مت 4:4) ويقول أوريجانوس " أن أخذ غير المؤمن كلمة الله ولم يأكلها ( أى يعيشها ) بل أخفاها يتولد فيها الدود .
المن و القمح :-
لما عبر بنو أسرائيل نهر الأردن وعملوا الفصح فى عربات أريحا )يش 4) انقطع المن وبدأوا يأكلون غلة ومحصول الأرض وهنا نجد بعض الأشارات
أ- والمن وغلة الأرض يشيران الى جسد الرب يسوع الخبز السماوى الذى من يأكله يحيا به .
ب- والمن الذى أعطاهم الرب اياه من عنده أربعين سنة يقتاتون به دون أن يتعبوا فى أستجلابه او انتاجه يمثل الأيمان أما غلة الأرض التى كان على كل الجماعه ان تسعى لزراعتها وانتاجها بجهدهم الخاص فتمثل الأعمال وهكذا نقلهم الله من حياة التواكل الى حياة العمل ومن الأيمان الشكلى الى الأيمان العامل.
كان يخبز، ويطحن، ويطبخ ويدق ليصير صالحًا للأكل.. يرمز إلى السيد المسيح الذي تأنس وصلب وتألم ومات وصارفداءًا وسر حياة لمن يأكله، كما جاء في ( مر 23:14, 24) "وَفِّيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ » خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِّي « ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ فَشَرِّبُوا مِّنْهَا كُلُّهُمْ." .
وفي (عد 7:11) وصفه كحبوب الكزبرة وطعمه كرقاق بعسل "وَأَمَّا المَنُّ فَكَانَ كَبِّزْرِّ الكُزْبَرَةِّ وَمَنْظَرُه كَمَنْظَرِّ المُقْلِّ " لم يعرفوه
والسيد المسيح تحير فيه الكل، ولم يعرفوه، أنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد. كما جاء في (1كو7:2, 8) بل تَكَلَّمُ بِّحِّكْمَةِّ اللهِّ فِّي سِّر الْحِّكْمَةِّ الْمَكْتُومَةِّ الَّتِّي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِّ لِّمَجْدِّنَا. الَّتِّي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِّنْ عُظَمَاءِّ هَذَا الدَّهْرِّ لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِّ."
تذمر الشعب فانزل لهم المن.
وتعاظمت الخطية جدًا فجاء السيد المسيح ليعلن حبه للخطاة جاء بعدما قامت العداوة بيننا وبين الله ) ونحن أعداء صولحنا مع الله بموت ابنه(رو1:5),
كان يلتقط باكرًا والذين يبكرون يجدوا الرب ( ويوقظ لي كلَّ صباح يوقظ لي أذنًا) ( إش 50:40) وكثيرًا ما كانت أقدام السيد المسيح تمسح الندي عن العشب باكرًا عندما ينطلق إلي سفح الجبل ليصلي هناك.
• كان كل واحد يأخذ قدر احتياجه.
والسيد المسيح يشبعنا بقدر ما نحس بجوعنا إليه.
احتقر الشعب المن فضربهم ضربة عظيمة فقد قالوا كرهت أنفسنا هذا الطعام السخيف ( عدد 21:4).
ومن يأكل جسد الرب بدون استحقاق ينال دينونة ) 1كو 27:11, 33) (إذًا أيًّ من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه).
إذا كانت كل هذه الأمور ترمز للسيد المسيح لكن ليس من كل الأوجه،فهناك اختلاف بين المن القديم والسيد المسيح
المن السيد المسيح
1- المن في العهد القديم كان لإعالة أجسادهم المن الجديد يسوع المسيح فهو يعول أجسادنا وأرواحنا
2- المن القديم كان لشعب إسرائيل فقط، هم تذمروا ونزلعليهم المن أما المن السيد المسيح فهو للعالم كله " اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها"
3- كان المن أيضًا في البرية مدة 40 سنة فقط هي مدة
الجولان في البرية، فترة محدودة أما المن الجديد فهو إلى الأبد وكل من يأكل منه لن يموت يحيا إلي الآبد وقول الكتاب مَنْ يغلب سيأكل من المن المخفي
لا تُبقوا منه شيئًا للصباح
والمعجزة أن الذي يبقى إلى الصباح كان ينتن ويتولد فيه الدود، ومعجزة أيضًا في اليوم السادس يأخذون عمرين فلا ينتن ولا ويتولد فيه الدود في اليوم السابع.
تعليقات للقديس كيرلس الكبير
لله يظهر مجده بطرق كثيرة ليمكننا أن نراه في كل ما يصنعه لنا ليظهر لنا صلاحه الذاتي وقدرته على كل شيء والغلبة على كل الأحوال نسى الشعب أنهم تحرروا من المشقات ومن عبودية مصر وفضلوا شبع بطونهم عن الحرية التي هي رغبة وشهوة جميع الناس
طلبوا ماهو ضرورى بتذمر وبذلك يكونوا أهانوا بغباء شديد النعمة الفاضلة التي لا تستحق اللوم تلك النعمة التي أرسلت لهم ما هو مبهج جداً
يجمع كل واحد ما يحتاجه له ولأولئك اللذين لم يتمكنوا من الخروج من خيمتهم
أي ينبغي علينا أن نكون ممتلئين وشبعى من التعليم الإلهى والإنجيلى والمسيح يوزع نعمته بنفس القياس على الصغير والكبير ويطعمنا جميعا بالمثل لكى نحيا
يريد أن يحث الأقوياء أن يجمعوا لأجل إخوتهم وينقلوا لهم ثمار تعبهم ويجعلهم مشاركين للمواهب السماوية ( مجانا أخذتم مجانا أعطوا)
لو أبقوا منه للصباح لأفسده السوس إشارة إلى أن كل الذين يحفظون الرمز بعد ضهور الحق يخضعون للفساد والجحيم... أما في صباح السبت فيحفظ ليحفظوا راحة السبت أي طالما وصلنا بالإيمان إلى سبت المسيح الذهنى أي إبطال وإنهاء الرمز وسيادة الشر بل نأخذ هذا الناموس مع التعليم الإنجيلى فيكون نافع لنا لأن الناموس مؤدبنا للمسيح المن الذى جمع ليحفظ لناموس الراحة في المسيح يسوع هذا يكون نافعا ومحفوظا وعلينا أن نفتش عنه ونجمعه بإجتهاد ليحفظ لراحتنا في المسيح يسوع ولنترك الظل طالما تمتعنا بالحق نفسه ومع ذلك تمردوا وصرخوا من يطعمنا لحما إذ تحركهم شهواتهم غير المقبولة والقبيحة فأعطاهم السلوى فأكلوا كأنهم وحوش بدون شبع أو إكتفاء .. وصاروا مرضى وماتوا لأنهم صاروا أسرى للذات القبيحة.