العظات

روح الإنتصار

معلمنا بولس الرسول يقولنا كلمة كده لاننا بالرجاء خلصنا في حرب جديده يحاربنا بها عدو الخير اسمها حرب اليأس حرب الفشل يقولك انت مش هتعرف تعيش مع ربنا مش هتقدر تعيش مع ربنا وانت جربت تعيش مع ربنا ومش بينفع يبقى ايه يبقى ما فيش فائده دي خطه وحشه من عدوالخير يخليك حاسس خلاص انك مش هتعرف تكون احسن من كده انا وحش وهفضل وحش لكن انت لازم تاخذ بالك ان ده حرب وانت ما تسكتش يقول لك انت وحش لكن انا جميل في عين ربنا يقول لك انت مش نافع تقول له لكن طول ما انا في ايد ربنا بقى ايه ابقى نافع انا افشل وابقى مش نافع اول ما تنزل عيني عن ربنا لكن طول ما انا في ربنا وربنا في يبقى انا نافع انتم عارفين يا اولاد لما عدو الخير يحارب واحد علشان يوقعه في الخطيه هدفه من الحرب مش انه يقع في الخطيه امال هدفه ايه هدفه مش انت تغلط هدفه انك تبعد ويوقعك ثاني مش علشان تغلط ثاني علشان تبعد ثاني وتغلط ثالث مش علشان تغلط ثالث امال علشان ايه تبعد ثالث يبقى انت تغلط علشان تبعد لما ابونا ادم اكل من الشجره اكل و رجع لحضن ربنا ولااكل و بعد طيب عدو الخير مبسوط انه اكل و لا انه بعد طبعا انه بعد كونه انه اكل ده موضوع مش مشكله قوي لكن الاهم من انه اكل انه بعد وكان كده الشيطان قاعد مبسوط يقولك ياه خلاص كده تمام اوي اللي كانوا حبايب مع بعض قوي حصل ايه اتخاصموا خلاص بعدوا عدو الخير بيخلينا نغلط علشان نبعد ويخليك توصل لحاجه بقى وحشة انه ربنا بعيد عني قوي و نقعد نقول لك حبيبي ربنا بيحبك مش باين ربنا ده قريب منك قوي كلام كلام بيحبك قوي و قريب منك قوي حاسس بالكلام ده؟ مش بتحس بكده لان عدو الخير مش عايزك تبقى واحد معه ربنا عايزك تبقى بعيد طيب والبعيد بيفكر يرجع لا دائما البعيد يقول لك انا تائه انا مش عارف ارجع وانا مش قادر ارجع ويوصله لدرجه مش عايز ارجع مش عارف مش قادر وبعد كده يدخله مش عايز دي خطه ايه المطلوب انك تقول يا رب قويني ما غلطتش وان غلطت ارجعلك فاغلط ارجع ثاني لحضن ابويا ياخذني في حضنه ممكن انا اعتذر له وممكن هو يعاتبني و انا اقول له انا اسف وهو ياخذني في حضنه ويقول لى خلاص انت ابني مين يتغاظ عدو الخير بقى انا اوقع الولد علشان يبعد عن حضن ابوه فيرجع ثاني لحضن ابوه ده كده بيغلبني هي دي قصه عمرنا كله تسمعوا عن ابونا بيشوي كامل مره كان قاعد مع اولاد حلوين زيكم اوعوا تفتكروا يا اولاد انه انا قديس مش بغلط انا بغلط فاء لو له يا ابونا بيشوي معقوله انت بتغلط فقال لهم اه انا بغلط الفرق بيني وبينكم انا لما بغلط باعمل ايه برجع بسرعه غلطت مغلطش ثاني و ثالث ورابع اصل انا وحش وبغلط كثير انا بكذب فاستمر اكذب بتفرج على حاجه وحشه اتفرج ثاني مش مشكله واحد صاحبي يقول لي كلام وحش استمر اتكلم معه بيجب سيره الناس اقعد معاه اجيب سيره الناس اه ما فيش ضرر نقعد نغلط كتير كده المسافه بيننا وبين ربنا بتزيد ويجي بقى بعد كده و لما بتزيد بعتبر نفسي انه بعيد ويجي بقى عدو الخير يقول لك يخليك تغلط تبعد ويقول لك بعد كده ما فيش فائده تروح تقول لا ربنا حنين ربنا بيحبني يقول لك مش هيقبلك بيقول لك ما فيش فائده هو انت اللي عملت ده شويه عدو الخير في وقت من الاوقات يقول لك يا سيدي عادي ما كل الناس بتعمل كده ايه المشكله يعني يا سيدي متحبكهاش قوي مش عايز اطلع معقد ويخليك تغلط بعد كده يقول لك انت عملت وعملت الاول يسهل لك الحكايه وبعد كده يصعب لك الحكايه اصل خداع يخليك تحس ان كل الناس بتغلط كل الناس بتعمل حاجات وحشه فينهم الناس الكويسيين بيحكوا لنا عنهم في الكنيسه بس لو كده انت لما بتحب بقى ترجع عدو الخير يخليك تبعد اكثر وبعد كده يقول لك ايه مفيش فايدة ايه الحل انه انا اقول انا لى رجاء في ربنا معلمنا بولس كتب الله لم يعطنا روح الفشل انا ان سقطت اقوم هو ده القصد من جهادنا مع ربنا انه احنا نقوم كل ما انت يكون عندك رجاء في ربنا ثقة في ربنا ثقه في محبه ربنا بتخرج مثلا تلعب بترجع من اللعب ده التيشرت اللي كنت لابسه كله عرق والبنطلون او الشورت اللي كنت لابسه يعني الله ينور مش كده و تروح لماما تحط الحاجه ديه في الغساله وبعد كده البسها ثاني وانت اول ما تلبسها بتبقى عايز تبوظها ولا تسيبها نظيفه ولا اول ما بتشوف اي طين بتروح عليه انت بتحاول تحافظ عليها نظيفه لكن بتعرق من اللعب تروح البيت وتحطها في الغساله ماما بتقول لك ايه بتقول لك خلي بالك ده النمرة 16 تحط البتاعة ده في الغساله هل ماما بتقول كده لا طبعا ماما عايزاك نظيف بس في نفس الوقت عايز اكتب حافظ عليها ولا عايزاك تبقى ولد مستهتر و مسافه ما تنزل من السلم تطلع لها بالتيشيرت كله طين تروح تقول لها اصل انا نظفت السلم به الجسد بتاع ماده ربنا ضانا الجسد بتاعنا ده عايزك تحافظ عليه لكن لنفرض انه غلط ربنا يقول لك تعالى انظفك هو مش عايزك انت تفسده لكن لنفترض انه جسدك ده غلط ربنا بيقول لك تعال انظفك ربنا بيحبنا و منتظرنا لازم تكون متاكد من كده انه ربنا عايزك ترجع له وبسرعه من اجمل المناظر التي تؤثر فيك في الكنيسة لما تشوف حضن الاب عارف ايه هو حضن الاب في الكنيسة هل في حضن في الكنيسة؟ جوه الهيكل بتلاقي حته مجوفه التجويف ده يعني حضن تدخل الكنيسه تحس حضن ربنا لك مفتوح اذا انا مقبول ولى مكان وانا ربنا بيحبني لازم اكون متاكد من كده مين اللي عايز يقول لي لا ما فيش لا حضن ولا يقبلك ومش طايقك ومش عايز يشوفك و ما تروحش لو انت صدقت الافكار ده تخسر كثير لان انت بتخسر اغلى حاجه في حياتك حضن ابوك بتخسر من أنك تحس انك ابن للملك فا لخساره ده خساره كبيره قوي خسارة مش ممكن ابدا تعوضها لان انت خسرت ايه خسرت الملكوت هي دي الخساره التي نقع فيها وهي دي المشكله التي نقع فيها علشان كده نقول لك اجتهد اجتهدي جدا تكون متمتع بحضن ابوك تترمي في حضنه بالليل قبل ما تنام تقول له يا رب اذا كنت اخطات بشيء بعلم او من غير علم احنا بنقول كده في تحليل صلاه النوم قله يا رب معلش اذا كنا اخطائنا جميع ما اخطائنا به اليك في هذا اليوم ده واحد قبل يروح ينام يطمئن انه دخل في حضن ابوه علشان كده عدو الخير لايحبك تصلي تصالح ربنا ولا يكون في سلام بينك و بين ربنا ولا في عشرة بينك وبين ربنا ولا تحس بربنا وكل ما تحصل الحكاية ده يتحط ما بينك وبين ربنا سور حائط بعد كده حائط بعد كده حائط هنشوف بقى و تسمع ايه اذا كان في 20 حائط علشان كده بيتحول ربنا في حياتكم يا اولاد الي وهم يقعدوا يكلموك عن ربنا اسمع لكن معرفهوش لم احس به لم احس بمحبته ولم احس انه يقبلني لان عدو الخير سيطر عليك بفكره انا وحش انا بعيد لم يقبلني لم يحبني انت لازم تعرف انه انت عمل يديه انت ابنه زي ما قولنا ان ماما عمرها ما قالت اين التيشرت ده كم مره اغسله لك أه ربنابيقول لك كده قال الصديق يسقط كم مره سبع مرات في اليوم ثم يقوم ايه ايه اللي خلاه صديق الراجل ده انه سقط ولا انه قام تقدر تقول الشرير يسقط سبع مرات في النهار لو حطينا بعدها ثم قام يبقى الصديق يعني عايز اقول لك ان الشرير والصديق يسقطوا لكن الفرق ما بين الشرير والصديق انه ده لم يقوم والثاني يقوم زى ما يقوللنا ايه الفرق بين يهوذا و بين بطرس & يهوذا باع المسيح وخانه و بطرس انكر المسيح وخانه يعني يهوذا قبض 30 من الفضه عمل بهم ايه راح يسلمهم ثاني يعني ندم يقول كده اخطاتم إذ اسلمتم بريئا و لكن ياس يعني تاب ولكن جاء له احساس يا راجل خلاص مش ممكن يقبلك وهقعد الشيطان يخنقه بالياس لغايه ما موت نفسه لكن بطرس خان ربنا برده لكن عمل ايه خرج خارجا وبكى بكاءا مرا مين مين اللي عارف القلب علشان كده حتى لو غلطنا نتوب ولازم نكون واثقين انه ربنا بيقبلنا احنا كلنا بنقولها لانك لا تشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا ربنا عايزنا نغلط ولا عايزنا نرجع؟ عايزنا نرجع عايز اقول لكم على حاجه انت عارف انه لو جاء واحد يضرب واحد يوقعه و بعد ما وقعه الذي وقع ده استمر في الارض القوه بالنسبة الذي وقع ده. ده شئ وارد و هما بيلعبوا زى في المصارعة عمرك شوفت بتعد للمصارع ده والمصارع ده وقع كام مرة و لا مين اللي يثبت في الاخر و كل ما لقيت المصارع بيقع و يقوم كل ما بيكبر في عينيك مثلا ملقناس واحد بيضرب و بيقع ولقينا قاعد تحت كده منكمش ده بيقوم ثاني و يضرب ثاني و تجيله قوة كبيرة يضرب ثانى. احنا لازم نعمل كده لو عدو الخير وقعنا اقوم المصارعه ده لها قانون المصارعه عند ربنا عند ربنا لها قانون ثاني خالص عايزك تفهم القانون ده اللي بيقع ويقوم عند ربنا بحسب الرياضه نعتبر ان احنا في ماتش الذي يقع ويقوم ليه سبع نقط انت واحد جاء ووقع20 مره كده يبقى مهزوم ولا كده ليه كم نقطه كده له 140 نقطة بس ايه اللي اعطاه 140 نقطه انه وقع بس ولا انه وقع وقام؟ طبعا انه وقع و قام عشان كده مره الشيطان كان بيحارب راهب ولقاه ان كل ما يحاربه يقوم عارف الشيطان قال له ايه ؟ قال له انا مش هحاربك ثاني اصل كده انت بتاخذ نقط على حسابي انا اوقعك انت تقوم انا اوقعك انت تقوم انت كده بقيت في عين ربنا جميل وانا مش عايزك تبقى كده قاله لا اعود اهاجمك بعد لان بهذا تأخذ اكاليل اكثر إذا احنا علينا لم نياس لو عملت خطيه وحشه ترفع يدك الى الله وتقول ارحمني يا الله كعظيم رحمتك قول يا رب جميع ما اخطانا إليه اذا كان بالفعل او بالقول اوبالفكر او بجميع الحواس اصفح و اغفر يعني اى حاجة انا عملتها حتى لو كان غلط ربنا بيقبله و يغفرله عدو الخير عايزاك تياس عدو الخير مش عايزك تغلط مش علشان تغلط بس علشان تبعد ولكن انت تقول له وان سقطت اقوم وكل ما اقوم اكثر كل ما اثبت عندي رجاء في محبه ربنا اكثر و عندي ثقه في مواعيد ربنا اكثر و بكده احنا كده ايه بننتصر في حياتنا و بتذوق حياه الغلبه في حياتنا تبص تلاقي عدة الخير يقول واضح انه الولد ده مصمم يبقى مع ربنا و ياخذ نقط على حسابي يبقي كده اخف من عليه علشان كده تقول بالرجاء خلصنا والله لم يعطينا روح الفشل حتي في مذكرتك حتى في معاملتك مع اصحابك حتى فى معاملتك مع اخواتك لا تقول اخي ده وحش وهيستمر كده ما فيش فائده ما تقولش اصل انا ما بفهمش الماده ده ومهما ذاكرت. ما فيش فائده انت قول يا رب قويني يا رب اسندنى يا رب دبر حياتي

ما هو الروح القدس

الفترة يا أحبائي التي بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس عشرة أيام، أمس كانت الكنيسة تحتفل بعيد الصعود، من الخميس بالأمس إلى الأحد الذي يلي القادم يكونوا عشرة أيام عيد حلول الروح القدس، الكنيسة هذه الفترة تكون في فترة اشتياق وترقب لحلول الروح القدس، ما الروح القدس الذي سوف نأخذه؟ هنا يقول "الذي يرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". سوف أقول لكم ثلاثة أمور قد نكون لا نركز فيهم جداً مع الروح القدس : ١- هو يعلم . ٢- هو يذكر . ٣- هو يرشد . أولاً : يعلم : ما معني أن الروح القدس يعلم؟، قال لك يعلمك كل شيء، هناك كثيراً من الأشياء في حياتنا في المسيح يسوع تعتبر فوق العقل، تعتبر أسرار، تحتاج إلى أن يفهمها الإنسان، وفي صريح الأمر لا يعرف، فعلى سبيل المثال ماذا يعني عذراء تحبل؟ فهو كلام غير منطقي، ماذا يعني أن أتناول قطعة قربانه وتكون هي الجسد؟، قربانه وجسد كيف؟، ما معني أن الله حاضر معنا الآن في القداس؟، ما معني أن القداس به ملائكة؟، ما معني أن القداس به قديسين؟، أمور كثيرة فوق العقل؟، من يعلمنا هذا الكلام؟ هو الروح القدس، الروح القدس يعلمك هذا الأمر، لأن الحياة في المسيح يسوع كلها أسرار، وكلمة أسرار ليس معناها غموض، لا بل أسرار بمعنى أنه لا يدرك منتهاها، أي سوف تفهم فيها لكن لا تفهمها للنهاية، لا يدرك منتهاها لذلك اسمها أسرار، إذن من الذي يعرفني هذه الأسرار؟ من يعلمني هذا؟، من يحل لي هذا الغموض الذي فاق ذهني؟ الروح القدس، الروح القدس هو الذي يعلمك، يعلمك آية أنت لم تستطيع أن تفهمها، يعلمك سر لا تستطع أن تدركه، يعلمك الثالوث الآب والابن والروح القدس، قال لك "لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس"، الآب والابن والروح القدس، وهم الثلاثة واحد، والثلاثة متحدين، غير منفصلين، لكن لهم كل واحد أقنوم، له طبيعة خاصة، طبيعة الآب غير طبيعة الابن غير طبيعة الروح القدس، ومع ذلك هم واحد، هذا الكلام عندما تجد نفسك في غموض سوف يفهمه لك الروح القدس، الروح القدس يعلم، عندما تجد آية لا تستطيع أن تفهمها، حيث أن الكتاب المقدس يقول لك كتبه أناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس، أي أن الروح القدس هو الذي قادهم للكتابة، فعندما أنا لا أفهم من الذي يفهمني؟ الروح القدس الذي قادهم للكتابة، مثلما نحضر كاتب كتاب ليشرح لك الكتاب، أو نحضر شخص هو الذي وضع نظرية ليشرح النظرية، شخص صنع جهاز يشرح الجهاز، الروح القدس يفسر لنا أي غموض في الكتاب المقدس . ثانياً : يذكر : ما معني يذكر؟ أنا أريدك تتخيل معي أن أحداث الكتاب المقدس وخصوصاً أحداث البشائر الأربعة، التلاميذ والأنجلين كتبوها بعدما حدثت بفترة فكيف تذكروا كل هذه الأحداث بمنتهي الدقة؟، كيف يكتبون التطويبات كلها؟، هل من المعقول أن شخص يمكن أن يتذكر أشياء قيلت لمدة سنين، إذن فكيف تذكر أنه بعدما خرج من الجبل ذهب ليصلي؟، ثم بعد ذلك ماذا قال وهو يصلي؟، بعد ذلك خرج ليقابل التلاميذ، بعد ذلك قال لهم أنا صاعد لأورشليم، قال لهم أنا سوف أصلب، وقال لهم .... وبكى على أورشليم، هذا الكلام كله بالأحداث بترتيبها هل يمكن لشخص أن يتذكرها بهذه الدقة، قال لك أن الروح القدس هو الذي ذكرهم، الروح القدس هو الذي ذكرهم بالتطويبات، ذكرهم بالتعاليم، ذكرهم بالمواعظ، ستجد في الكتاب المقدس عظات طويلة مثل العظة على الجبل، مثل حديث المسيح في الهيكل، الذين يقولون عليها أناجيل الباراقليط، (يوحنا : ١٤، ١٥، ١٦) بعد ذلك تدخل على الصلاة الوداعية، (يوحنا : ١٧، ١٨ ، ١٩) أحداث بالإصحاحات، أحداث كثيرة جداً كيف تذكروها؟ الروح القدس، أتريد أن تتذكر أشياء؟ اطلب من الروح القدس أن يذكرك تعاليم أو عظة أو آية أو ... إلخ، الروح القدس يذكرك . ثالثا : يرشد : ماذا أفعل يارب؟ لا أعرف، هذا الشخص أنا متضايق منه، هذا الموقف أنا لا أعرف كيف أتصرف فيه، هل أذهب أم لا أذهب، أعمل هذا العمل أم لا، هناك شخص شاب هل يرتبط بهذه الفتاة أم لا، هل أسافر أم لا أسافر، هل أحضر أم لا أحضر، أسئلة كثيرة جداً، أقول لك صدقني أخضع للروح القدس وهو يرشدك، إلي أي شيء يرشدك؟ ستجد الروح القدس يتحدث داخلك بالسلام، يتحدث داخلك بالطمأنينة، يتحدث داخلك بالفرح، يتحدث داخلك بالشكر، الروح القدس يرشد، قال لك هو يرشدكم. لذلك يا أحبائي الروح القدس هذا تستطيع أن تقول أننا بدونه نكون أيتام، أيتام بمعنى أن الشخص لم يعد له سند، لم يعد له إرشاد، الله قال لنا أنا خير لكم أن أنطلق، كيف يارب تتركنا فنحن ضعفاء جداً، غلابه جداً، مساكين جداً، وسوف نتعثر ونضل، بالفعل أمر يشعر بالخجل، قال لهم لا انتبهوا أنا لا أترككم هكذا فقط، أنا لن أكون ماضي حدث في حياتكم، لن أكون شخص عاش معكم فترة حلوة فقط، قال لك لا أنا خير لكم أن أنطلق، أنا إن لم انطلق لك لن أرسل لكم المعزي، وبالفعل انتظروا وأرسل لهم المعزي، وكانت بالنسبة لهم قوة ودفعة كبيرة جداً . ثلاث أمور عندما قال لهم يعلمك كل شيء، يعلم ويذكر ويرشد، هذه الفترة أرجوكم صلوا كثيراً قطع الساعة الثالثة حتى وإن لم تكن في أوقاتها، قوموا بترديدها وأنتم ذاهبون أو عائدون، "أيها الملك السمائي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات هلم تفضل وحل فينا"، هلم تفضل وحل فينا، رددوها كثيراً، رددوها كثيراً، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا أيها المخلص الصالح، من هنا إلى عيد حلول الروح القدس إلى أن يرسل لنا هذه النعمة.ربنا يعطينا أن تكون هذه الفترة، فترة ترقب، انتظار، اشتياق لحلول الروح القدس المعزي فينا .يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

المسيح في شريعه تطهير الابرص

مرض البرص : هو مرض قديم عاصرته البشرية الخاطئة ، وهو أكثر مرض يصف الخطية وأعراضها وآثارها وتطوراتها علماً بأن هناك أمراضاً أخرى ارتبطت بالخطية إلا أن الله إختار هذا المرض لشناعة مظهره وتأثيره وكان لجو سيناء الحار أثر فى انتشار هذا المرض المعدى بين شعب بنى اسرائيل قديماً لذا أفرد له الكتاب المقدس تفصيلات عديدة في سفر اللاويين اصحاح ۱۳ ، ١٤ ، وكان ذكره على مدار الأسفار الالهية كمرض الخطية لنتعرف أكثر عن البرص أنه مرض ينتقل بالعدوى ولكن بطول الاختلاط والتلامس . والمرض له جانبان : جانب الإصابة الجلدية وهو الطور الأول ، ثم يتطور الى الجانب العصبي .. أى تتطور الإصابة الجلدية بتشوهات فى الجهاز العصبى . والإصابة الجلدية تبدأ فى المناطق الظاهرة في الجسم مثل الجبهة والذقن والأطراف ، وتبدأ ببقع تتحول الى مناطق الألون لها إذ تموت الخلايا الصبغية في هذه المنطقة ، وكذلك يبيض شعر تلك المنطقة .. ثم يتعمق المرض فتتحول البقعة الى نقرة تنتشر الى ما حولها ، ويبدأ الجلد يتشوه ويتكتل فى كتل بين نقر وحفر ويصبح الانسان كريه الشكل ، شنيع المنظر ، مرعب الهيئة .. يتكرر هذا مع الأطراف ، ثم الرقبة ، ثم الصدر .. ويصحب كل ذلك آلام للمريض مع الإصابة بتقيحات مؤلمة مستمرة .. أما التطور العصبي : تتلف الأعصاب المحركة للأعضاء .. وتؤدى الى تشوه الأعضاء والتوائها ووقف حركتها .. فيؤدى هذا كله مع طول المدة الى الموت. - شريعة تطهير الأبرص ترد تفصيلاتها في سفر اللاويين ۱۳ ، ١٤ إذ تحكي لنا شناعة الخطية تلك التى قيل عنها بالروح القدس إنها خاطئة جداً .. مرموزاً لها بمرض البرص الخطير فتخبرنا عن بشاعتها وإنتشارها ونتائجها ومظاهرها وخطورتها . الخطية بحق أخطر من البرص .. أو أى مرض يصيب الجسد . . لأنّها لا تدمر الجسد فقط بل والروح أيضاً .. ولا تؤدي بالإنسان إلى موت الجسد بل إلى موت الروح .. والإنفصال عن الله .. وتذهب بالإنسان إلى الهلاك الأبدي .. ولكن الله الغنى فى الرحمة .. طبيب أنفُسنا وأجسادنا وأرواحنا لم يتركنا تحت سلطان هذا المرض الخطير .. بل قدم وسيلة الشفاء منه .. إنّهُ يُقدّم لنا العلاج الوحيد للخطية في صورة رمزية بديعة في غاية الجمال والدقة . . مُمثلة في عصفورين طاهرين يُذبح أحدهما ويُرش من دمه على الأبرص فيتطهر ثُمَّ يُطلق العصفور الآخر حياً بعد أن يُغمس في دم العصفور المذبوح .. ليطير في السماء وهو يحمل آثار ذبح العصفور الذي مات . إنَّهُما عصفوران يُطهران . . يتكلمان عن أروع وأجمل قصة حب وفداء عرفتها البشرية . . إنهما معاً رمز للمسيح الفادي "الخروف المذبوح " ( رؤ ٥ : ۱۲ ) الذى ذبح على الصليب تاركاً لنا دمة على المذبح ليطهر كل أبرص ٠٠لا بل كل خاطىء ۰۰لا ليغفر لنا خطايانا فقط بل ليعطينا ميراث الحياة الأبدية .. مُمثل في العصفور الآخر الذى يُطلق في السماء .. فنأخذ بالعصفورين ما تقدمه لنا الكنيسة من عريسها فتنقل لنا بركات الموت والقيامة . ." يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ( العصفور الذى مات ) وحياة أبدية لِكُلّ من يتناول منه ( العصفور الذي أطلق ) ". ما بين الخطية والبرص البرص يُشير إلى النجاسة والخطية . . و هو مرض مكروه مؤلم يُميت الأعضاء .. يُصيب الدم . . ويظهر على الجلد . . ويسري في سائر الأعضاء واحداً بعد الآخر .. حتى ينفصل بعضها عن بعض وهو مرض معدي .. كذلك الخطية إذ أن الكتاب يحذرنا من المعاشرات الردية التي تفسد الأخلاق الجيدة أيضا يزداد وينتشر مع مرور الوقت .. كذلك الخطايا سرعان ما تنتشر وتتسلط .. وهو يتلف الأعصاب .. فتفقد الأعصاب حساسيتها .. انها الخطية التى تميت الضمير .. وتفقد الإحساس ليس بالله فقط بل وبالآخرين . فنجد أنه حينما يتمادى الإنسان في إتباع خطاياه .. يفقد الإحساس بارتكاب الخطية ، " الَّذِينَ – إِذْ هُم قَدْ فَقَدوا الجس - أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدّعارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَع " ( أف ٤ : ١٩ ) إنها علامة أكيدة للبرص .. كما الخطية أيضاً. وأعتبر المُصاب به نجساً وحتى البيت الذى يدخله الأبرص كان يتنجس بكل ما فيه ومن يُخالط أبرص كان يُعتبر نجساً لذا لزم عزل المُصاب به .. وهذا ما تفعله الخطية إذ تحرم الشخص وجوده في الجماعة المقدسة. ليس له دواء أو علاج .. وإلى عصرنا الحالي رغم كُل تقدم في الطب والأدوية ليس له علاج . . ومع استمراره لفترة طويلة يؤدى الى الموت .. انها الخطية التي جلبت على الإنسان حكم الموت والهلاك الأبدى . انه صورة دقيقة للخطية التى ليس لها علاج . . إلا في المسيح يسوع .. وإذ لم يكن لدى الأبرص إمكانية للشفاء يشعر بالحاجة إلى تدخل إلهى للشفاء منه . . لذلك حسب الشفاء منه تطهيراً . . لذا وجدنا في هذا المرض والشفاء منه مجال ثري للتأمل ، فليتنا نثق فيما قاله السيد المسيح أنّ "البُرصُ يُطهَرُون " ( مت ١١ : ٥ ) فنهتف مع الأبرص قائلين " يا سيد ، إن أردتَ تَقْدِر أَنْ تُطهرني " ( مت ۸ : ۱ ) . إستخدم الله البرص أحياناً للتأديب كما فعل مع مريم أخت موسى بسبب كلامها ضد موسى ( عد ۱۲ : ۱ ) ، وأيضاً مع جيحزى حين مال قلبه وراء نعمان السرياني يطلب الفضة والذهب ويكذب على أليشع النبي ( ٢ مل ٥ : ۲۷ ) ، وما أصاب عُزّيا الملك لإعتدائه على وظيفة الكهنوت ( ۲ أى ٢٦ : ١٦ ) فالله يريد أن يعلن بهذا المرض الظاهرى .. مرض داخلي .. جعله مرضاً يخص الروح أكثر مما يخص الجسد . . لذا لزم الشفاء منه بالكاهن لا بالطبيب . انظر إلى هذا التطابق المُذهل بين البرص والخطيئة ، إذاً كُلاً منهما مكروه ونجس يفصل صاحبة عن جماعة الله وكلّم الرب موسى قائلاً . . " أوص بني إسرائيل أن ينفوا مِنَ المَحلَّةِ كُلَّ أبرصَ وَكُلَّ ذي سيل وكُلّ متنجس لميت الذكر والأنثى تَنفُون . إلى خارج المحلة تَنفُونَهُم لِكيلاً يُنجَسُوا محَلاتِهم حيث أنا ساكِن في وسطهم ( عدد ٥ : ١ - ٣ ) . لذلك كان الأبرص يحتاج إلى طقس دقيق وإجراءات دقيقة ومُشدّده حتى يتحقق الكاهن من تطهيره . . ويقدر أن يدخل به إلى الجماعة المُقدّسة من جديد .. فالخطية مهما بدت صغيرة لكنها تحرم الإنسان من عضويته في الجماعة المُقدّسة وعودته تستلزم تكلفة هذهِ مِقدارُها .. قدمها الابن الوحيد لأبيه على الصليب . . ولازال فعل التطهير قائم ويُقدّم لنا على المذبح المُقدّس .. علاجاً للخطايا ..لا للدينونة ولا للوقوع في الدينونة ، ولاخزياً وتبكيتاً لزلاتنا . . ولكن محواً لخطايانا وغفراناً لتكاسلنا ومجداً واكراماً لإسمك القدوس . أعراض المرض إِذا كَانَ إنسان في جلدِ جَسَدِهِ نَاتِي أَوْ قُوبَاء أو لمْعَة تصِيرُ فى جلدِ جسدِهِ ضَرْبَةً بَرَص ٠٠٠ ( لا ۱۳ : ۲). وقد تتساءل وما يفيدنى فى معرفة هذه التفاصيل .. ولكن مع دخولك معنا فى هذه الجولة ستكتشف أنها تشخص حالة تُشبه إلى حد كبير حالتك ... فتدرك مرضك .. وهنا بداية التطهير بحسب قول القديس مار إسحق " أنّ من يعرف مرضه قريب من الشفاء .. ومن يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة " الناتي - هو ورم أو إرتفاع أو دمل كان المُصاب يعرض فوراً على هارون الكاهن أو على أحد الكهنة وقد كان للكاهن أن يُشرك معه واحداً أو أكثر من خبراء الشعب فى فحص المصاب ، ولكن الكاهن وحده هو الذى يُصدر الحُكم .. وقد كان المُصاب يعرض على الكاهن في الفترة المحصورة بين الساعة السادسة والساعة التاسعة من النهار ، لكى يكون نور النهار ساطعاً والإصابة اضحة أمام الكاهن . هنا إشارة إلى سر التوبة والإعتراف إذ يتقدم الخاطيء إلى الكاهن مظهراً جراحاته في ضوء شمس المسيح ... فيُساعده الكاهن فى تشخيص مرضه . . بل وأكثر من ذلك لا يتركه إلا مطهراً . فما هو الناتيء إذا ؟ هو صورة لإرتفاع القلب . . أى الكبرياء أصل كُلَّ داء. +أخطر أمراض النفس .. الكبرياء " الناتىء " .. الإرتفاع .. أسقط جبابرة .. أحدر سمائيين . . فلنفحص أنفُسنا .. فلا نستكبر بل نخف" (رو ۲۰:۱۱) إن ناتئ الكبرياء يبعد عن الانسان بركات كثيرة .. ويسلب من النفس أهم مشاعر تحتاجها في علاقتها مع الله .. وهى الإنسحاق والإنكسار .. فتبعد النفس عن النعمة وتنسى الخيرات . + قوباء - وهو قرحة أو جرح قديم مُغطى بقشرة .. و هو مثال للخطية التى تترك جروح في النفس والروح بل والجسد أيضاً . وجروح وقروح قديمة وحديثة سطحية أو غائره .. كما حدثنا عنها سفر الأمثال " طَرَحتْ كثيرِينَ جرحى وَكُلَّ قَتْلَاهَا أقوياء " (أم ٧ : ٢٦ ) وهُنا تُغنَى الكنيسة أنها وجدت الترياق .. ( الدواء ) .. وتقول " أنّ لى ترياق في جلعاد يداوى ابنة شعبي" لذلك سميت الكنيسة بالمستشفى يدخل اليها السقماء ويخرجون أصحاء .. أطلق أشعياء النبى على الخطية انها " جرح وأحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت " أش ٠٦:١ انها آثار جراحات الخطايا التى كثيراً ما تترك أثراً عميقاً فى النفس مهما مضى عليها الزمان . . يستثمرها العدو لحسابه .. ويحضرها أمامنا باستمرار .. لنقع فى اليأس والفشل .. انها تمثل تذكار الشر الملبس الموت .إنها شراسة العدو في إحداث (قوباء) جروح فى داخل وخارج النفس .. لتصير علامات له داخلنا . . فتزداد سيادته علينا .. فنخاف منه أكثر + اللمعة شئ يبرق .. إنها جاذبية الخطية التي تبدو جميلة لامعة ، إنه خداع اللمعة . . إنها الشجرة الجيدة للأكل والبهجة للعيون.. إنّها أماكن اللهو ذات الأضواء الجذابة .. إنّها جاذبية الغنى والمال .. كم خدعت من نفوس .. ربما لولا لمعة الخطية وبريقها ما سقط الإنسان فيها + إذهب الى الكاهن ( الذى يرمز الى السيد المسيح ) يؤتى به إلى هارون الكاهن ، الأبرص لا يقدر أن يأتى إلى الكاهن مباشرةً بل يؤتى به .. ولعل هذا يُشير إلى دور الكنيسة في إحضار كُل نفس لتتمتع بلقاء رئيس كهنتنا الأعظم ربنا يسوع المسيح عريس الكنيسة ومخلصها .. لأننا لا نستطيع أن نتعرف على المسيح كأفراد منعزلين عن الجماعة + وهنا يخرج الكاهن إليه : بعد أن حملت الكنيسة بالحب والإيمان الأبرص إلى كاهنها السماوي لتطهيره من خطاياه . . فإنَّها لا تقدر أن تدخل بالأبرص إلى المحلة بل يخرج إليه الكاهن ليحمله معه إلى داخل المحلة . والمحلة تعبر عن شركة الجماعة المقدسة . . فالمسيح حمل عارنا وخرج خارج المحلة. تشخيص المرض :. يؤتى به إلى الكاهن ليُشخّص المرض .. ويُقدّم الشفاء .. لا يوجد إنسان مهما كانت حكمته أو خبرته أو رتبته أو ثقافته له الحق في تشخيص حالة مِن وُجد عنده ناتيء أو قوباء أو لمعة .. فليس إلا الكاهن الذي يرمز إلى ربّ المجد يسوع الوحيد الذي يحكم بالبرص . إحذر أن تفحص نفسك خارج المسيح .. فتعرف المرض دون الدواء .. فتزداد يأساً وإحباطاً . . ولكن مبارك الله أبونا الذى يرعانا بِكُل الأدوية المؤدية إلى الحياة . تعلم ألا تقيم نفسك بنفسك .. وألا تقيس نفسك على نفسك . . ولا على الآخرين ورأيهم فيك .. فربما تجد نفسك صحيحاً ام مريضاً . . وفى هذا خطأ . . ليكن لك عشرة مع الطبيب الحقيقى .. وهو يكشف عوار نفسك الداخلية والخارجية .. تعود أن تعرض فكرك أمام الكاهن فى الكنيسة وهو يرى إن كانت أفعالك وأفكارك تتفق مع الأنجيل أم لا .. لأنه مكتوب من فم الكاهن تطلب الشريعة .. فالكاهن له سلطان .. ليس أنه أكثر ذكاءاً أو معرفة عقلية بل هو مستودع لأسرار الله . " يحجز الكَاهِنُ المضْرُوبَ سَبعة أيامٍ ، فَإِنْ رَآهُ الكَاهِنُ فِي اليَومِ السَّابِع وَ إِذا في عَيْنِهِ الضَّرِبَةٌ قَدْ وَقَفَتَ وَلَمْ تَمْتَدَ الضَّرْبةَ في الجِلْدِ يَحْجِزُهُ الكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثانية" ( لا4:15-5) إنّها فترة للتدقيق وعدم التسرع .. فهي دعوة لعدم التسرع في إصدار حكم على أحد لِمُجرد أشياء ظاهرة ، وربما تمثل فترات فى حياة الإنسان الله يتأنى فيها ويُعطى فرصة تلو الأخرى ليُثبت طهارة الإنسان أو يثبت مرضه. فنجد أن قصة تدبير الخلاص في العهد القديم كُلَّهُ ما هى إلا فترات حجز لإظهار آثار الخطايا .. فيظهر زيغان الإنسان وفساده فيها أظهر الإنسان كمال فشله وعجزه الى أن ظَهَرَتْ نِعْمَةُ الله المُخَلَصَةً ( تيطس ۲ : ۱۱ ) ، وفي كل المراحل أظهر الإنسان فساده وشرّه .. والله لازال يهب لطفه وإمهاله فمبارك ذاك الذي أغلق على الجميع في العصيان ليرحم الجميع معاً . ولزيادة التأكيد فى الحكم على الأبرص هناك علامات أخرى لاثبات المرض والتأكد منه .. يتحول الشعر في الضربة الى اللون الأبيض (لا ۳:۱۳) تبيض الشعرة حينما تنبت في خلية ميتة أو ضعيفة فلا تقدر أن تُعطي اللون للشعر ، إنّها من علامات الشيخوخة وزوال قوة الشباب ، بحسب قول الرّبَ " .. رُش عليه الشيب ( الشيخوخة والشعر الأبيض ) وَهُوَ لا يَعْرِف " ( هو ٧ : ٩) ، إذ أن الخطية تزيل القوة والحيوية.. وتُحني النفس وتضعف الروح.. وتُحدث تجاعيد الشيخوخة وهي الطرق الملتوية التي تظهر في سلوك الإنسان. الضربة أعمق من الجلد ( لا ۳:۱۳) عميقة فى الداخل .. في القلب .. القلب الذى تخرج منه أفكار شريرة .. القلب الذى لو ملكت عليه الخطية بحسب قول أرميا النبى يصيرُ "أَخْدَعُ مِنْ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ نَجِيس مَنْ يَعْرِفُهُ " ( أر ۱۷ : ۹ ) ، لذلك حفظ القلب وحراسته من أهم وسائل الشفاء .. لنحصل على قلوب مرشوشة بدم المسيح المطهر مِن كُل أعمال نجاسة. ازدياد الضربة وانتشارها في الجلد ( لا ١٣ : ٨) إنها الخطية التي تبدأ صغيرة .. وسرعان ما تكبر وتنتشر وتتسلّط . . كما قال عنها الرب يسوع أنها كالخميرة .. ( مت ١٦ : ٦ ) فنجد أنّ خميرة صغيرة تُخمر العجين كُلَهُ (١ كو ٥ : ٦) ، "وأما خاطيء واحد فيُفْسِدُ خَيْراً جِزِيلاً " ( جا ۱۸:۹ ) ، إنّها تنتشر أسرع من النار في الهشيم. وجود لحم حي في الضربة علامة أكيدة ( لا ١٠:١٣ ) كيف يكون وجود لحم حي دليل النجاسة .. أنه صورة لإعتقاد الإنسان الخاطيء أنّه لازال فيه شيء صالح ولا يحتاج إلى تطهير .. هذا الشيء الذي يرى أنّه صالح فيهِ يُعيقه عن الشعور أنّه خاطىء ويحتاج إلى تطهير ، ربما هذا يجعلة يستمر في البرص .. إنّها خطية البر الذاتي المختفية داخلنا .. التى تعيق إعترافنا بالخطية حقاً إن البر الذاتى من أخطر الأمراض الروحية التي يصعب تشخيصها .. وتعطل المسيرة الروحية كثيراً فهى تمنع تقديم ذواتنا أمام الله كخطاة ومرضى .. نرجو الشفاء .. فتعطل الصراخ . . وتؤجل الذهاب إلى الطبيب . ضربة في الرأس .. أعمق من الجلد إنها صورة لكبرياء الفكر .. وعداوة سلطان الله ، وتصيب أصحاب العلم والفهم مثل الذي يُنكر وجود الله أو يُقاوم سلطانه . . ولكن مكتوب " سأبيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ ، وَأَرْفُضْ فهمَ الْفُهَمَاءِ " ( اكو ۱ : ۱۹ ) ، إنها علامة نجدها في كل من يظن أنه غنى وقد إستغنى رؤ ۱۷:۳ + أنظر معي إلى دقة التشخيص .. وإعطاء الفرص للتأكد .. وعلامات التشخيص التي تميل إلى عدم إثبات المرض .. فيُحجز إسبوع لنرى هل إمتد المرض وصار أكثر وضوحاً .. ولزيادة التأكيد يجعل الكاهن على دراية تامة بأعراض الأمراض المشابهه في الأعراض والعلامات .. ويتدخل الله في إظهار المرض للكاهن .. ويُعرَفهُ كيف يُفرَق بين البرص وبين أمراض أخرى مشابهة فى الأعراض مثل ( الدملة ، الحزاز كى النار القرع ، البهق ، الصلع ). حكم الأبرص (لا٤٥:١٣-٤٦) مع انتشار المرض تصاب جميع أعضاء الجسم بتشوهات .. فيصبح المريض شنيع المنظر .. غير مرغوب فيه من المجتمع .. فيلزم عزله تماماً . . لذا نجد أن الله قد وضع حكماً على الأبرص ليطهره من برصه .. ويحمى الجماعة المقدسة منه + نجس ، يُقيم وحده ، خارج المحلة يكونُ مقامة ( لا ۱۳ : ٤٦ ) ، مهما كان حجم المرض يحجز . . وهنا تمثيل لحالة الخاطيء البعيد عن الله .. وتأثير الخطية عليه .. في شقاء وحرمان وتعاسة .. ليطلب بكل شوق وإخلاص العلاج وليسأم المرض .. وتزداد مقاومته له . إنَّها عُزلة تؤدي به إلى الإنسحاق والحُزن على حاله وأنّ خطاياه أدّت به إلى الموت روحياً وأدبياً ، فهو محروم من الشركة المقدسة مع الله ومع جماعة المؤمنين ، فالخطية لا تُورث أصحابها إلا الندم والأسى والحزن ، حقاً إنَّها عار الشعوب . وفى عزل الأبرص نجد حكمة الله الفائقة الذى عزل البشرية لفترة ظهرت فيها أعراض المرض بكافة أنواعها من عصيان وشهوات ونجاسات وإنقسامات حتى تفاقمت جداً .. فعرفت البشرية أنّه ليس من رجاء في طبعها ، فأتى إلينا مغلوباً من محبته ٠٠لا لِيُدين بل لِيُخلص ما قد هلك ... وهنا نجد وصف للأبرص وهو في حالة العزل :- + (۱) تكون الثياب مشقوقة : الثياب رمز للبر والنعمة وشق الثياب دليل نزع البر والنعمة .. فنجد أن الثياب المشقوقة تُحدّثنا عن عار وعُرى الخطية . . وأيضاً تُحدّثنا عن ضرورة فضح المرض وإظهاره . . وليس تغطيته أو إخفاؤه .. العري صورة لعمل إبليس .. اللص المكتوب عنه في مثل السامرى الصالح " وقع بَيْنَ لُصُوصِ فَعَرَوْه وجرحوه (لو30:10) فهو الذي يبغى لنا العار والغرى ..فهل أدركت لماذا تعرى يسوع على الصليب ؟! لكى يستر خزى عرينا ويحمله فى نفسه .. ويكسونا بثوب .بره . . ويحمل في شخصه القدوس كُل أثر لخطايانا وكُلّ عُنف وإنتقام من العدو للإنسان .. تحمله عوضاً عنا (۲) مكشوف الرأس : كانت العمامة شيء هام في ملابس اليهودي ، وهى علامة للكرامة والمجد والزينة ، ولكن الأبرص فقد كرامته وجماله ، والعمامة أيضاً رمز للسلطان والرياسة والحماية ، والخطية تُفقد المركز والسلطان والحماية ، يفقد خوذة الخلاص .. فيكون هدفاً لأفكار العدو بلامقاومة .والرأس هو المسيح .. وحين تكشف تتعرى .. فيتعرى المسيح. (۳) يُغطي شاربة : الشارب رمز للنضج . . للرجولة . . للقوة .. وتغطيته تمثل إهدار الكرامة والرجولة . . وهكذا تنزع الخطية كُل طاقات النفس ، وأيضاً فى تغطية الشارب يُغطى الفم فلا يُسمع له كلام ، ولا يستطيع أن يبارك الله إذ أنه مكتوب ليس الأموات يباركونك يارب ، مالك تتحدث بفرائضى .. وتحمل عهدى على فمك " (مز ١٦:٥٠) (4) ينادى نجس نجس إنه مصدر للمرض .. مصدر للنجاسة .. خطر على الآخرين ، ويؤكّد ويُنادي مرتين متتاليتين " نجس .. نجس تجد كل الكلمات الخارجة من فمه نجاسة . فيتكلم بنجاسات .. وتكرار كلمة نجس نجس تشير الى أن الخطية تنجس كل الكيان ..أنظر كيف يرى الله الإنسان في حال الخطية .. إحذر أن تلقب الخطية إسم آخر لها . . مثل حُريَّة . . مِثل التمتع بالحياة .. مثل طبيعة الإنسان ..مثل ..الخ (٥) يُقيم وحده : يترك أسرته وأصدقائه . . إنّها غزلة الخطية ، إنَّهُ شعور يؤذي مشاعر الإنسان جداً . . لذلك قال الحكيم " وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحدَهُ " ( جا ٤ : ١٠ ) ٠ ٠ بينما تجد الإنسان في خطاياه دائماً يُريد أن يكون في وسط مجموعات كبيرة . . إلا أنه يشعر بالوحدة والعزلة . إنها الخطية التى تفقد إحساس الدفء والحب وتُقطع الروابط .. والحل في التوحد بالله والإلتصاق به ، ذاك الذي مات وقام " لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ الله المُتَفَرَقِينَ إِلى وَاحِدٍ " (يو ۱۱ : ٥٢ ) .. فهو المُحِب الألزق مِن الأخ .. الحل في الكنيسة التى هى جماعة المؤمنين اللذين الفهم الروح مثل قيثارة . (٦) خارج المحلة : لم يكن للأبرص أن يدخل إلى المكان الذى فيه الهيكل . . بل لابد أن يكون خارج المحلة حتى لا يُنجس المقادس ، الخطية تفصل الإنسان عن الله .. بل وتذهب به بعيداً جداً .. إلى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ ( لو ۱٥ : ۱۳) ۰. وتفصله عن الجماعة المقدسة . . ونجد ان نفس هذا الأمر فعله معلمنا بولس الرسول مع خاطئ كورنثوس إذ أمرهم بعزل الخبيث من وسطهم . + إذا البرص غطّى كُل الجسم يُحسب طاهراً لا ۱۳: ۱۲ إنه أمر عجيب جداً .. إذا إزداد البرص جداً وإزداد إنتشاراً في الجسم كله .. ويتضائل الرجاء في أي شفاء .. فماذا التطهير وفي طقس تطهير الأبرص تجد إجراءات كثيرة للتطهير وبعد التطهير ، لعل الله أراد منها أن يُظهر خطورة الخطية مهما كانت صغيرة .. ( بقعة أو ناتيء أو لمعة (٠٠ إنّها تُذكرنا أنّ الله قدوس لا يُجب أن يتشوه أولاده بخطية واحدة .. ولنتذكر أنّ خطايانا أنزلت الله الكلمة نفسه من السماء .. وكلفته عار وخزى وألم لكى ما يشفينا بجراحاته . وكانت خطوات التطهير تتم على ثلاث مراحل أولاً : عمليات التطهير بعصفوران في اليوم الأول . ثانياً : يُسمح له بالدخول إلى المحلة ولكنّه لا يدخل خيمته لمدة سبعة أيام ثالثاً : عمليات التكفير بتقديم الذبائح المُقرّرة في اليوم الثامن .. وبذلك يكمل تطهيره . . عصفوران " وكلم الرب موسى قائلاً هذه تكون شريعة الأبرص يوم طهره . يؤتى به الى الكاهن . . ويخرج الكاهن الى خارج المحلة" (لا1:14-3) ما أجمل كلمة يؤتى به الى الكاهن" إذ لا يمكن للأبرص أن يعمل عملاً لنفسه . . ولا تمتد يده الى شئ إلا ونجسته . . لذا نجد أن أمر تطهيره أصبح مستحيلاً .. والحل الوحيد أن يؤتى به الى الكاهن .. أي يقدم للطبيب الحقيقي القادر على الشفاء وحده .. الذى يلمسه ولا يتنجس بل يهبه الطهارة يخرج الكاهن الى خارج المحلة .. رمز للسيد المسيح الذى أتى إلينا ليفدينا ويقدسنا يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤخَذَ للمُتطهّرٍ عَصْفُورانِ حَيَانٍ طَاهِرانِ وَخَشب أرز وقرمز وَزُوفًا وَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُدْبِحَ الْعُصْفُورُ الْوَاحِدُ فِي إِنَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيّ : أَمَا الْعُصْفُورُ الْحَى فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشب الأرْزِ وَالْقَرِمز والزَّوفًا وَيَغْمِسُهَا مَعَ الْعُصْفُورِ الحي في دم العصفور المذبوح عَلَى الْمَاءِ الحى . وَيَنضحُ عَلَى المُتَطهَرُ مِنَ الْبَرص سبعَ مَرَاتٍ فَيُطَهَرُهُ ثُمَّ يُطلَقُ الْعُصْفُورَ الحَى عَلَى وَجْهِ الصَحْرَاءِ " ( لا ٤:١٤ - ٧) إنها صورة رائعة لعمل المسيح الفائق فى محبته .. هنا يختبر الإنسان بداية الحُرّيّة بعد الشقاء والحبس .. لكي تكون خطوة إلى العودة إلى خيمته ( بيَتهُ ) والإشتراك في الجماعة المقدسة . ويأمر أن يؤخذ للمتطهر عصفوران حیان طاهران عصفوران إِنَّهُما يعملان عملاً واحداً .. إنهما معاً رمز لربنا يسوع المسيح المذبوح القائم في آن واحد اطلاق العصفور الحى .. يغمس في دم العصفور المذبوح على الماء .. ثم يُطلق العصفور الحي على وجه الصحراء .. إنها صورة لقيامة المسيح .. الذى لازال يحمل آثار ذبحه .. آثار الجراحات باقية في الجسد المجيد. في إناء خزفي : العُصفور مكانه السماء ، ولكنّه يُذبح في إناء خزفي ، إنّهُ رمز لجسد ربنا يسوع المسيح الذي أخذه من القديسة العذراء مريم لأجل خلاصنا لكى يفدينا به ، ويُعلَّمنا بهِ ، ويُقدّسنا بهِ. على ماء حي - يذبح العُصفور في الإناء الخزفي الذى يحتوي على ماء حى فيكون في الإناء دم وماء .. وهنا إشارة للدم الثمين والماء اللذين فاضًا من جنب ربنا يسوع المسيح لتطهيرنا ٠٠" هَذَا هُوَ الَّذِي أتى بِمَاءِ وَدَمٍ يَسُوعُ المَسيحُ " ( ايو ٥ : ٦ ) . خشب الأرز إن كان برص الخطية يُفسد الإنسان ويُحطّم حياته ، فإن خشب الأرز الذى لا يُسوس المُستقيم يُشير إلى إتحادنا بخشبة الصليب التي تنزع عنا فسادنا أبدياً فلا يُصيبنا شر ، وبدون خشبة الصليب يستحيل أن تطهر من برص الخطية . الزوفا والقرمز - الزوفا هى عُشب متواضع لكنّه يُستخدم للشفاء ، يُقال أنّ جذره يمسك بالصخر لهذا فهو يرمز لتنقية القلب . . فلا تحتقر هذا العشب الصغير بل أذكر أثره الطبي. قطعة نسيج من الصوف المصبوغ باللون القُرمزى وهو اللون المُميّز الذي يُعبر عن الدم وعن الخلاص .. فنجده رمز بديع لغسلنا بالدم ورشنا بالقرمز والزوفا الروحيين لا الماديين كان على الكاهن أن يأخُذ خشب الأرز ويربط إليها الزوفا بخيط من القرمز كما يربط إليها العُصفور الحى بخيط من القرمز أيضاً وهو مفرود الجناحين ويغمس الزوفا والقرمز وذيل الطير فى الدم والماء اللذين في إناء الخزف وفي ربط العصفور إلى الخشب بخيط القرمز وجناحاه ممدودان صورة بديعة لتسمير الرب يسوع على خشبة الصليب. النضح على المتطهر بالدم والماء ← " وَيَنْضِحُ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَضِ سَبْعَ مَرَاتِ فَيُطَهِّرِهُ ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَى عَلَى وَجْهِ الصّحْرَاءِ " ( لا ٧:١٤) . انه لم يطلق إلا بعد موت العصفور الأول .. لأنه لو أطلق ألف عصفور حى بدون موت آخر .. لما استفاد الأبرص منها شيئاً ولكن العصفور الحى الواحد الصاعد الى السماء المفتوحة حاملاً على جناحيه آثار دم الكفارة الكاملة الدالة على إتمام عمل الفداء هو أساس تطهيره وهو سبب سلامه . غسل ثيابه : هنا نجد الأبرص بدأ يعمل عملاً بنفسه .. سابقاً لا يعمل عملاً . . إذ لا ينفع أى عمل بدون سفك دم مهما كانت الأعمال صالحة ولكن بعد أن رُش بالدم يبدأ يكون له دور .. إذ لاخلاص للخاطئ بدون عمل الصليب . يخلع الأبرص ثيابة المشقوقة قبل لقائه بالكاهِن والآن وإذ نضح عليه بالدم والماء لا يحتاج الأمر إلى إستبدال ثيابه وإنما يكتفي بغسلها .. وهنا إشارة إلى أننا نستبدل إنساننا العتيق مرة واحدة في مياه المعمودية . يحلق شعرة وحلق الشعر يُعلن عن أنّهُ لا يعتز بأى جمال طبيعي وربما يصير سبب عار له . . ولكنّه بعد أن تطهر وغسل بالدم وترك الماضي .. فهو مُستعد أن يحتمل كل هزء وتعيير يدخل المحلة .. يُقيم خارج خيمته ( لا ١٤ : ٨) يمكث سبعة أيام داخل المحلة ولكن ليس من حقه أن يدخل خيمته ونرى هنا عجباً .. في الوقت الذي يحتاجُ فيه الأبرص أن يختبيء .. حتى ينبت شعر الرأس واللحية ويستريح بعد فترة العزل وشرائع التطهير نجده يطوف بين الخيام .. وكُل من يراه يعرف قصته إن السبعة أيام هي صورة لكمال فترة العمر على الأرض حتى يدخل خيمته في اليوم الثامن .. يظل طوال عُمره ( السبعة أيام ) يشهد لعمل الله فيه .. وَتَكُونُونَ لي شهوداً. الذبائح والتقدمات أما الذبائح والتقدمات فهي خمس أ. خروف صحيح يقدم ذبيحة إثم يكفر بها الكاهن عن خطاياه..... وهذا هو بداية العمل : الاعتراف بأثامنا والإيمان بالمصلوب كغافر للإثم. ب. نعجة حولية ذبيحة خطية، واختيارها أنثى يُشير إلى عمل الولادة، فلا يكفي أن يؤمن الإنسان برفع خطاياه، وإنما يلتزم بالإيمان بالله واهب الثمر ج. خروف آخر صحيح يقدمه الكاهن ذبيحة محرقة موضع سرور الآب. فالمؤمن إذ يتمتع بالصليب لا يرى غفران آثامه وخطاياه فحسب إنما يتحد بالمصلوب ليقدم حياته ذبيحة محرقة لله. د. ثلاثة أعشار دقيق ملتوت بالزيت هـ. لج الزيت لمسح المريض والسكب عليه، إذ يتحقق تطهيرنا خلال ذبيحة الصليب بعمل الروح القدس الذي مسحنا به في سر الميرون دم الذبيحة + وضع الدم على شحمة الأذن اليمنى + وضع الدم على إبهام اليد اليمنى نضح الزيت سبع مرات أمام الرب وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ أَصْبَعَهُ الْيُمَنى فِي الزَّيْتِ الَّذى عَلَى كَفَهِ الْيُسرَى وَيَنْضِحُ مِنَ الزَّيت بإصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَاتِ أَمَامَ الرَّبَ( لا ١٤ : ١٦ ) . إنَّها صورة رائعة لعطية الروح القدس الذى إنسكب علينا بعد إتمام ذبيحة الصليب .. التي تُشير هنا إلى ذبيحة الإثم . . فبعد الدم جاء الزّيت .. فلا يقف الأمر عند التطهير من الخطية بالدم والماء وإنما يلزم التمتع بالإمتلاء بالروح القدس . وضع الزيت على الأذن واليد والرجل " وَمَمَا فضل مِنَ الزَّيت الَّذِي فِي كَفَهِ يَجْعَلُ الْكَاهِنُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ المُتطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامٍ يَدَهِ الْيُمَنِى وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمَنِى عَلَى دَمِ ذَبِيحَةِ الأَثْمِ " ( لا ١٧:١٤ ) . الأذن اليمنى وإبهام اليد اليمنى وإبهام الرجل اليمنى وضع الزيت على رأس المتطهر " وَالْفَاضِلَ مِنَ الزَّيْتِ الَّذى فِى كَفَ الْكَاهِنِ يَجْعَلُهُ عَلَى رَأسِ الْمُتطَهِّرِ وَيُكْفِرِ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبَ " ( لا ١٤ : ١٨ ) . ولعل المتطهر هنا يرغب في أن يُنشد للرب مع داود النبي " .. مَسَحْتَ بِالدَهْنِ رَأْسِي كَأْسِي رَيَا إِنَّمَا خَيْرٍ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامٍ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَبَ إِلَى مَدَى الأَيَامِ " ويعقبها تقديم ذبيحة خطية ويطمئن لكمال المصالحة والغفران التى تشير الى كمال عمل الخلاص بدم ذبيحة ربنا يسوع المسيح.

أخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء الجمعة الثالثة من شهر أبيب

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي أخر فصل في إنجيل معلمنا يوحنا البشير وهو حديث بين ربنا يسوع المسيح والقديس معلمنا بطرس الرسول،حديث ربنا يسوع المسيح يجدد فيه دعوة معلمنا بطرس بعد الصليب والقيامة وبعد إنكار معلمنا بطرس، ربنا يسوع أكل مع تلاميذه واخذ معلمنا بطرس الرسول"وقال له أتحبني؟قال له أنت تعلم يا سيد أني أحبك قال له ارع غنمي،يقول لنا فعاد ربنا يسوع وسأله مرة ثانية أتحبني قال له أنت تعلم أني أحبك قال له ارع غنمي،ثم سأله مرة ثالثة وقال له أتحبني؟"فيقول الكتاب أن معلمنا بطرس حزن وكأنه يريد أن يقول له يارب أنت لم تصدق أني أحبك،كأن ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول له وهل أنت تصدق أنك تنكرني؟!،فحزن بطرس أنه قال له ثلاث مرات أتحبني؟ فقال له ارع غنمي،عند هذه الإجابة ربنا يسوع دخل معه في حديث أقوى، قال له عندما كنت شاباً، أنت عندما كنت صغير كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء، ولكن إذا شخت فإنك تبسط يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء،ماذا يعني هذا الكلام؟ معروف أنه في زمن ربنا يسوع المسيح كانت الناس ترتدي جلباب أو قفطان فعندما يرتدوها وكانوا يريدون أن يعملوا أعمال معينة تحتاج إلى مجهود فكانت تعطلهم،فتجد الفرد لكي يعرف أن يعمل وهو يرتدي الجلباب ولكي لا يتعطل فيرفعها قليلاً ويرتدي من فوقها قطعة من القماش ويربطها جيداً على ظهره بحيث تصلب ظهره أكثر وتعطي له عزم في العمل هذه اسمها "المنطقة"ترتدى على الوسط وتكون الملابس مرتفعة لفوق قليلاً لكي الشخص وهو يعمل لايشعر أن هناك شيء يضايقه اسمها "المنطقة"، طالما الشخص يسير في الشارع أو في بيته أو يعمل أي عمل بسيط لا يوجد داعي أن يرتدي المنطقة، فمتي يرتدي المنطقة؟عندما يشعر أن هناك عمل مهم أو عمل شاق أو عمل جاد سوف يقوم به،حينئذ يرتدي المنطقة، فربنا يسوع المسيح يقول له أنت منذ زمن كنت عندما تود أن تعمل كنت تمنطق ذاتك،أنت كنت تحضر هذه المنطقة وتقوم بربطها على وسطك وتعمل وتمضي حيث تشاء،وتفعل ما أنت تريده،قال له لكن أنا سوف أنتقل بك إلى مرحلة أخرى تختلف عن المرحلة الأولي تماماً،ما هي؟ قال له أنت سوف تبسط يدك،بمعنى تجعل يديك الأثنين مرفوعتين،وعندما أنا أود أن أجعلك تعمل شيء ما أنا سوف أمنطقك، وسوف أجعلك تعمل شيءأنت لا تعرفه،وسوف أقودك حيث لا تشاء،ما هذا؟!معلمنا يوحنا الرسول بالطبع يفهم أسلوب ربنا يسوع المسيح فوجدناه يحل لنا اللغز في ثانية،فماذا قال؟ قال هذا مشيراً إلى أية ميتةكان مزمع أن يمجد الله بها،ما المقصود بهذا الكلام؟يريد أن يقول أن ربنا يسوع المسيح سوف يدخله في طريق الكرازة والبشارة، لكن الكرازة والبشارة سوف تجلب عليه أتعاب كثيرة جداً إلى أن تذهبه لطريقة موت يتمجد بها مع المسيح لكن هو بسط يده وآخر منطقه وقاده حيث لا يشاء، وكأن ربنا يسوع المسيح يريد أن ينقلنا من مرحلة أننا نقود أنفسنا إلى ما نشاء إلى مرحلة ما يقودنا هو إلى حيثما لانشاء علينا يا أحبائي أننا نبسط أيدينا وآخر يمنطقنا،ما معنى ابسط يدك؟ تخيل أنت عندما شخص يرفع يده وآخر يمنطقه ويقول له أنت تصرف، أنت أفعل بي ما تريد، ما أجمل أن أختبر في حياتي أن الله يقودني ما أجمل أن يكون لي اختبار أن ربنا يسوع هو الذي يمنطقني، هو الذي يقول لي أستعد للعمل، هو الذي يختارلي نوع العمل، هو الذي يأمرني بالعمل حتى أن كنت أنا لا أشاء،يقول لك أنت في وقت تعيش فيه أنت كل الأمور فيها بإرادتك،تفعل ما تريد،تذهب المكان الذي تريده،تعمل العمل الذي تريده هذه مرحلة، لكن هناك مرحلة أنت لابد فيها أن تبسط يدك وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،هذه هي المرحلة، لذلك يا أحبائي نحن علينا بنعمة ربنا أننا نجتاز هذا الاختبار، اختبار التسليم الكامل لإرادة الله، ما أجمل الإنسان الذي كل يوم وهويصلي يقول لربنا لتكن مشيئتك،وكأنه يقول له هأنذا يارب أرفع يدي وتعالى أنت منطقني قدني حيث لا أشاء،قدني في المكان والموضع والطريق الذي تريد أنت لا الذي أريده أنا، أخطر خطية يا أحبائي جلبت على الإنسان كل الأتعاب هي العصيان، وأجمل نعمة تجلب على الإنسان كل البركات هي الطاعة، فإذا كان العصيان هو الذي طرد أبونا آدم من الفردوس فالطاعة هي التي أدخلتنا مرة أخرى إلى الفردوس،أي طاعة؟ قال لك ربنا يسوع المسيح هو الذي جاء أطاع حتي الموت موت الصليب ربنا يسوع عندما يقول لنا آخر يقودك حيث لا تشاء هو بنفسه فعل ذلك،و قال ذلك لتكن لا إرادتي بل إرادتك،هونفسه أعطانا نموذج تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته، هو علمنا كيف نحن ننقاد معه حيث لا نشاء لكن حيث يشاء هو،هذا هوالنموذج الذي يريد الإنجيل اليوم أن يركز عليه،يريد أن يقول لك أختبرحياة التسليم التامة لربنا،سلم له يدك، سلم له إرادتك، سلم له طريقك، هو قادر أن يقودك، حتى وإن كان هذا الطريق في النهاية سيقود إلى موت قال لك "قال هذا مشيراً إلى أية ميتة"وكلمة ميتة تعني موت، نوع طريقة الموت التي كان مزمع أن يمجد الله بها،هذا موت يمجد الله، بالنسبة للعالم يمكن أن يكون موت،هؤلاء الناس الذين يمنطقوا ذاتهم، لكن بالنسبة للذي آخر يمنطقه هذا يعتبرمجد،البعض يظن أن التسليم سلبية،والبعض يظن أن التسليم الغاء للشخصية، أبدا بل التسليم هو اعطاء الإرادة لله وتسليم الحياة بالكامل لله، ما أجمل الكلمة التي نصلي بها في القداس عندما نقول لله"أقدم لك يا سيدي مشورات حريتي"، ما معنى مشورات حريتي؟ تعني ما نقوله الآن بالضبط،شخص يرفع يده ويقول له أن تمنطقني ،أذهبني مثلما انت تريد، آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء، ما أجمل اختبار الشعب في القديم يا أحبائي الذي كان الله يقودهم في البرية وهما لايعرفون أين يذهبون، بمجرد أن السحابة تستقر فوق رؤوسهم يعرفوا أنهم الآن يستقروا وينصبوا الخيام ويجلسوا، بمجرد أن السحابة ترتفع يعرفون أنهم يجب عليهم أن يرتحلوا الآن، السحابة تستقر يستقروا ثم السحابة تتحرك يرتحلوا،لكن إلى أين يذهبون؟ قال لك يقودنا حيث لا نشاء،يقودنا حيث يشاء هو، ما أجمل الإنسان يا أحبائي الذي يسلم حياته بالكامل لله، معلمنا بولس الرسول يدخل مدينة يريد أن يكرز فيها فيجد الله يقول له لا أذهب إلى بلد أخرى،فيذهب بلد أخرى يريد أن يكرز فيها يجد الله يقول له أريدك أيضاً تذهب بلد أخرى،فيذهب بلد أخرى فيقول لله هل أتممت إرادتك فأنا أريد أن أذهب؟ هل اكتفيت بذلك؟يقول له لا أنا أريدك تجلس قليلاً هنا، ما هذا؟!أنه يبسط يده وآخر يمنطق هو يقوده حيث لايشاء،هذه عظمة تسليم حياتنا لله،معلمنا بطرس الرسول نجد أن الله يريد أن يقول له أنت كنت في الماضي صياد سمك،وكنت تختار المكان الذي تصطاد فيه،واليوم الذي تصطاد فيه،والطريقة التي تصطادبها، يوم لا تريد،ويوم تريد،وأنت عندما كنت شاب كنت تمنطق ذاتك وتمضي حيث تشاء، لكن أنت الآن أنت دخلت في ملكيتي، أنت دخلت في العمل معي، أنت الآن تبسط يدك وأنا أمنطقك، ارفع يديك إلي فوق،وعندمايأتي شخص الآن ويقول عبارة أرفع يدك إلى فوق فهي عبارة شخص يسلم نفسه، يقول له سلم نفسك فيرفع يده إلي فوق، ما معنى يرفع يده إلى فوق؟ تعني أنا لا أستخدم يدي في شيء، أنا أمامك لا أفعل أي شيء فأنارافع يدي إلى فوق،لا تظن أنني سوف أتحرك،أو سوف أضرب،أو أضع يدي في ملابسي،ولا أي شيء، ارفع يدك إلى فوق، ارفع يدك إلى فوق، فالله يقول لك ذلك،ابسط يداك، ابسط يداك تعني لا تشعر أنك أنت مسئول عن نفسك، أنت ابسط يدك،اجعله هو الذي يمنطقك،قل له يارب هأنذا، أنارافع يدي، أين تريدني؟، ماذا تريدني أن أفعل؟، أنا رافع يدي،أنا كثيراً وضعت يدي في الأمور وكثيراً تدخلت في الأمور وكثيراً شعرت أني أنا سقطت بجهل وغباء في أمور كثيرة أنا لم أكن أفهمها، لكن أنا الآن اختبرت وفهمت أن لابد إني ابسط يدي، أنا لابد أن أفتحها وأقول له هأنذا، وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء، ما أجمل الإنسان الذي في كل طريق وفي كل مكان يشعر أن هذا المكان ذهب إليه بإرادة الله،ذهب إليه بأذن من الله شاهدنا اليوم في القديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهب وهو يريد أن يذهب للرهبنة فيأخذ إرادة الله،ويأخذ المشورة،يأتي إليه الله ويقول له ارجع إلى البيت لأنك سوف تتنيح في سأل أب اعترافه ويصلي لدرجة أن الله يعلن له الرؤية ثلاث مرات فيذهب،انسان يقاد بروح الله، إنسان ليس له إرادة ولكن إرادته في يد ضابط الكل، هو يقوده حيث لايشاء، ما أجمل الإنسان يا أحبائي الذي أخذ هذا الاختبار العميق، تقول عن القديس العظيم أبو مقار أنه اشتهى في يوم من الأيام أن يدخل إلى البرية الداخلية لكي يري الآباء السواح، سمع عن الآباء السواح وتعاشر مع بعضهم،وتعامل مع بعضهم، فأشتاق أن يدخل إلى البرية الداخلية،أشتاق أن يرى أحوالها، أشتاق أن يرى الناس التي تعيش فيها، أحب أن يشاهد ماهذا؟ فقيل عن القديس أبو مقار أنه عندما صلى لهذا الأمر شعر بتردد،إذن يذهب أم لا يذهب؟ قال لك لا أنا لا أذهب إلاعندما آخذ أمر إلهي،يقولون عن القديس أبو مقار أنه مكث ثلاث سنوات يصلي من أجل هذه الإرادة لكي يري يذهب أم لا يذهب،هل هذا الأمر منك يارب أم ليس منك، هل أنت موافق أم لا؟، أنا أبسط يدي وآخر يمنطقني ويقودني حيث لا أشاء،أن كنت أنا أشاء ولكن إرادتك قبل إرادتي، جميل الإنسان الذي يسلم إرادته لله،كثيراً يا أحبائي ما نوضع في اختيارات، كثيراً العالم يضعنا في ظروف صعبة تجعل الإنسان عاجز عن اختيار قرار معين، إذن ماذا يجب علي أن أفعله؟ أصلي، أسلم، أخضع، أطلب مشورة، ألاحظ أين يريدني الله، إذا كان هذا رأيي أنا لكن أنا أخاف من رأيي، أنا أريد رأيك أنت،قال له ذلك إن برأيك تهديني وبيمينك تمسكني، أنا أريدك أنت يارب،أريد رأيك أنت،أريد يمينك هي التي تمسكني،مثلما ترى الطفل الصغير الذي يسير ويده في يدأبيه،فهذا الولد الصغير آخر يقوده حيث لا يشاء،هو لايعلم أين يذهب لكن هو مطمئن جداً أنه في يد والده هذا يا أحبائي الاختبار الجميل الذي أراد الله أن يضع معلمنا بطرس الرسول فيه وقد كان،شاهدنا معلمنا بطرس الرسول بعد أيام قليلة من هذا الحديث وهو موجود في السجن، يقول أنه بعد أن قتل هيرودس يعقوب - يعقوب هو أكبرالرسل –قتله فيقول لنا سفرالأعمال "وأذ رأى أن ذلك يرضي اليهود"،وجد أنه عندما قتل يعقوب فقد فرح اليهود،ولأن هيرودس يريد أن يكون الرأي العام معه، فقال في نفسه أفقط هذا يرضيكم!، إذا كان هذا الفعل يزيد شعبيتي فأنا أفعله لكم كثيراً، فقتل يعقوب، ثم قبض على بطرس على أمل أن يقتله،فأدخل بطرس السجن، يقول أنه وهو مقيداً إياه بسلاسل حافظاً إياه بأربعة أرابع من العسكر (يقصد بها أربع فرق، والفريق به أربعة من العسكر)، أي وقف على بطرس غير السلاسل الذي ربطه بها 16عسكري ليحرسوه،من المؤكد هنا أن بطرس وهو مقيد بالسلاسل و16عسكري فإنه يتذكر الكلمة التي قالها له ربنا يسوع المسيح أنك تبسط يداك وآخريمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،يريد أن يقول له يارب ماذا يحدث؟! 16عسكري حولي، وسلاسل في يدي ماذا أفعل؟ لكن أنا مطمئن،يقول لك إنه نحو منتصف الليل بطرس كان نائم في سلام ومطمئن، لماذا كان مطمئن؟! إذا كنت انت يا بطرس في حالة تجلب الرعب، فأنت شخص من المحتمل غداً أو بعد الغد أو الآن تموت كيف مطمئن؟! قال لك لأنه قال لي، بمعنى أنني أخذت منه وعد أنه يقودني،إذن ماذا بعد؟ يقول لك أنه جاء ملاك وأيقظه قائلا قم عاجلاً، أيقظه لدرجة أنه يقول لك أن بطرس كان في نوم عميق والملاك ضربه في جنبه، فيقول لك أن بطرس ظن أنه في رؤية، فأخذه الملاك من يده وعبر به المحرس الأول والثاني وذهب به إلى باب المدينة، غير مصدق نفسه، شخص يكون داخل سجن جيش روماني الذي كله حصون منيعة،كله جنود، كله ورديات،وهذا يقول له مع السلامة وأخرجه عند باب المدينة يقول له أنت بذلك قد نجوت، ذهب للرسل فتحوا له فلم يصدقوا،غيرمصدقين، فتحت له واحدة خادمة اسمها رودا،فقالت لهم إنه بطرس، قالوا لها أنتي تهذين،لكنه كان بالفعل بطرس،ماذا حدت ؟! أنه اختبر أن آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،أنت كنت سوف تموت، أنت كنت داخل السجن، لآن آخر هو الذي يقودني ما أجمل الإنسان الذي يكون له هذا الاختبار مع الله ويشعر أن الله ينجيه، وأن الله ينقذه من يد أعداؤه، وأن الله يتعهده بالنجاة والحياة، وإن حتى قادوه إلى الموت فإن هذا مجدمع الله، قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمع أن يمجدالله بها، وقد كان، كان موت معلمنا بطرس الرسول مجد لربنايسوع المسيح، لا تتخيلوا يا أحبائي كم كان موت الآباء الرسل بدلاً ما كانوا الرومان يتوقعوا أن موت الرسل نهاية للمسيح والمسيحية ولكنها كانت تعطي ثبات وعزم وكانت تلهب قلوب المؤمنين بمزيد من الاشتياق ومزيد من الشهادة،فبدلاً من أنهم كانوا يظنوا أنهم يدفنوا بذرة لكنهم كانوا يوجدوا شجرة وهكذا يا أحبائي انتشر الإيمان،ما أجمل هذا الاختبار، ما أجمل هذا الحديث ربنا يسوع يقول لكل واحد فينا هل تحبني،هل تحبني،هل تحبني،إذن ارع غنمي، فتعالى وأنسي ماضيك،أختبر أن آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء ربنا يعطينا ويعلمنا أن نسلك حياتنا بالكامل له يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الصلاة الوداعية

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 17 الذي يقال عنه الصلاة الوداعية، كل ما في قلب ربنا يسوع المسيح تجاهنا ركزه في هذه الصلاة، قال "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد"، ما معني هذا الكلام؟ هو يريد أن يقول له أن البشرية التي أعطيتها لي لكي أخلصها أريد أن أكون أنا واحد معها، وفي نفس الوقت أنا واحد معك أيها الآب، فأصبح أنا والبشرية واحد معك، الذين أعطيتهم لي أريد أن أكون أنا وهم واحد، وبما أنني أنا وهم واحد، وأنا وأنت واحد فيكون أنا وهم وأنت واحد.ما في قلب الله لنا يا أحبائي وما في قلب ابنه ربنا يسوع المسيح لنا ألا نرجع فقط إلى رتبتنا الأولى قبل السقوط بل وأكثر، نحن كنا واحد مع الآب، ولكن كنا واحد كأننا نعيش معه، ربنا يسوع بعد التجسد والفداء والصليب والروح القدس لا يريد أن يكتفي أننا نصبح معه، لا بل ونكون فيه، هناك فرق بين أننا نكون معه لكن نصبح فيه، هذا هو ما فعله ربنا يسوع المسيح، نحن في البداية خلقنا على غير فساد لنبقى إلى الأبد معه، ثم دخل الموت للعالم بحسد إبليس وطردنا فبذلك لم نصبح واحد معه، لم نصبح معه لكن أصبحنا مطرودين، جاء ربنا يسوع المسيح وقال إذن أنا لكي أرجعهم مرة أخرى فماذا أفعل؟ أخذ جسدنا فأتحد بنا، فأخذ جسدنا واتحد بنا لكي ما يعيدنا إليه، اتحد بطبيعتنا البشرية ليقدسها ويوحدها فيه، وبما أنه هو واحد مع الآب صرنا نحن فيه واحد مع الآب، يا لها من كرامة يا أحبائي والمجد الذي أخذناه نحن بواسطة عمل ربنا يسوع المسيح لنا، نحن أغنياء جداً، قديسين جداً، أبرار جداً، واحد مع الآب، كل هذا قال نعم، المجد الذي أنت أعطيته لي يارب اعطيه لهم، نفس الكرامة التي أعطيتها لي أنا أعطيها لهم، نفس المكان الذي أنت أعطته لي أعطيه لهم، نفس الوحدة التي بيني وبينك أعطيها لهم، إلى هذا يارب نحن غاليين لديك، قال لك نعم بالطبع، فأنتم خليقتي، أنتم سروري، أنتم إكرامي، أنتم مجدي، أنا أريد أن أتمجد بكم، أرجعكم مرة أخرى، عدو الخير يا أحبائي حاول أن يطمس أعيننا لهذه الكرامة ويحاول أن يجعلنا فقراء ونحن أغنياء، يحاول يجعلنا أشرار ونحن أبرار، يحاول يجعلنا من الأرض ونحن من السماء، يحاول يفصل الوحدة التي بيننا وبين الله، قال لك لا بل أنا أريد أن يكونوا واحد، ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد، فكيف يارب وحدتنا بك؟ قال لك أنا كل الأدوية المؤدية للحياة أعطتها لك، لكن أنا أقول لك على ثلاث عطايا بهم صرنا واحد معه. ١- التجسد . ٢- التناول . ٣- الروح القدس. أعطانا هؤلاء الثلاثة الذين يضمنوا أننا نظل ملتصقين به، يضمن أننا داخله، يضمن أننا متحدين به. ١- التجسد : بالتجسد أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له، أخذ جسدنا واتحد به وشاركنا فيه، اذ تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضا فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أخذ جسد قابل للموت، آخذ جسد ضعيف، قابل أن يجوع، يعطش، يتعب، يحزن، أخذ جسدنا، يا لكرامتنا منذ أن أخذ المسيح جسدنا، يا للمجد الذي أخذناه منذ أن أخد المسيح جسدنا، مثلما يقول لك شخص أنا رئيس الجمهورية مثلاً قام بزيارتي في منزلي، وأنه قد جلس وأكل معي، فهو يظل يتذكرها طوال العمر، كذلك الله أخذ جسدنا، فماذا فعل؟ بارك طبيعة الإنسان واتحد بالإنسان، ولم يكتفي أن يكون الإنسان معه ولكن أراد أن يكون الإنسان فيه. ٢- التناول : قال لك ولكي أضمن أنك تظل في هذه الوحدة أنا أخذت جسدك فأنا أيضا أعطيك جسدي، لكي يدخل جسدي داخلك، يتحد بك، يصبح واحد معك، وتصير أنت واحد معي وأنا واحد معك، يا للوحدة!، فهو قال "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا أيضا فيه"، فأعطانا التجسد وأعطانا التناول، لكن عندما نتحد نحن به في التناول ماذا نأخذ؟ هل نأخذ جسد فقط؟ لا بل جسد متحد باللاهوت، ونأكل ويصرخ الكاهن ويقول "وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير"، ويصرخ ويقول "هذا هو بالحقيقة آمين" ويقول "آمين آمين آمين"، ويجيبه الشماس قائلا "آمين آمين آمين"، ونظل نؤكد أن الذي ناكله ويدخل لداخلنا هو جسد ودم حقيقي ليسوع المسيح ابن إلهنا، فنتحد به ويتحد بنا، وهذا لأنه يريد أن يأخذنا معه في نفس مجده عند الآب، يا للكرامة، يا للكرامة!.فنحن عندما نأتي لندخل السماء يا أحبائي لن ندخل بأعمالنا ولكن سوف ندخل لأننا متحدين به، المشكلة إذا تركناه، المشكلة إذا نحن فقدنا هذه البنوة، فقدنا هذه الوحدة ثم أعطانا أيضا الروح القدس لكي يحل علينا. ٣- الروح القدس : أعطانا الروح القدس هل ليحل علينا؟ قال لك لا بل ليسكن فينا، ليس فقط يحل من خارج، فأصبح أنا داخلي جسده ودمه وداخلي الروح القدس، فأكون أنا واحد معه، وواحد مع الآب، وهذه شهوة قلب الله للكنيسة ولجماعة المؤمنين أن نكون واحد معه. لذلك يا أحبائي هذه الكرامة والمجد لا يليق به أنه يشاهد مناظر لا تليق، أو يقول كلام لا يليق، أو عينه تكون على الأرض، أو يكون منغمس في شهواته، لا فهو أعطى لنا كرامة تليق بالسمائيين، تصور عندما يكون هناك شخص والده ترك له حساب في بنك كبير جداً وهو لا يعرف، يقولوا له هذا الحساب باسمك، هذا به رصيد كبير جدا جدا جدا جدا، أنت كيف لا تعرف؟ أنا لم أكن أصدق فأنا كنت أراه شخص بسيط، لم أكن أتخيل، لا يا حبيبي بل أنت غني، أنت غني جداً، أعطاك رصيد بر، قداسة، طهارة، حب، غفران قد لا تصدقه، أعطيتك طهارة غير محدودة، لكن المهم أنك تستثمرها. لذلك يا أحبائي وحدتنا مع المسيح في التجسد، وفي التناول، وفي الروح القدس، تضمن لنا سلامتنا وتضمن لنا مكان جميل في السماء، بمجرد أننا نكون واحد معه، بمجرد أننا نتحد به.أختم كلامي بموقف حدث ذات مرة قد يكون منذ عشرة سنوات تقريباً، أنه جاء زيارة للكاتدرائية المرقسية لدينا هنا بالإسكندرية بطريرك أريتريا، وكان ميعاد هذه الزيارة الساعة السادسة وكنا نحن الآباء الكهنة ومجموعة كبيرة من الشعب نجلس منتظرين في الكنيسة ولكنه لم يحضر وظللنا ننتظر إلى أن تم إخبارنا هاتفياً أنه ذهب لزيارات كثيرة وذهب إلى دير مارمينا ولكنه سوف يأتي لكنه سيتأخر قليلاً، فجلسنا ننتظر وبدأ الشعب يشعر بالملل ويخرج في فناء الكنيسة، أصبح هناك توتر وعدم تنظيم، في النهاية جاء هذا البطريرك ومعه وفد كبير حوالي أربعون أو خمسون شخص، فأبنائنا في الكشافة لكي يقوموا بالتنظيم اصطفوا عند مدخل الكنيسة الذي هو الممر في المنتصف لكي يمر البطريرك والوفد الخاص به، بينما كل الشمامسة والإخوة المصريين يمروا من الجانبين إذا كانت سيدة أو رجل يدخلون من الجانب الخاص بهم بحيث أنهم يدخلون في أماكنهم والبطريرك الأريتيري ووفده يدخلون مع بعضهم، لكن كيف عرفت مجموعة الكشافة الوفد الإريتري؟! لأنهم سود الوجه، سود جداً، فأي شخص أسود الوجه جداً يدخل من المنتصف، يعرف هو من يتبع، يقولون له تفضل حضرتك، وهكذا نحن ندخل معه طالما نحمل ملامحه، تفضل أنت معه، أنت ابن الملك تفضل، أنت لا أحد يستطيع أن يمنعك من الدخول، مجرد أنك معه فقط ليس مطلوب منك أنك تقول لنا أي شيء، أنت معه، ظل معه، كن معه ستجد رائحته جاءت فيك، ملامحه جاءت عليك، تصرفاته، أقواله، أفعاله أصبحت فيك.لذلك قال لك أنتم رائحة المسيح، فتجد علامة المسيح الذي فيك هي شفيعة لك تدخلك السماء وتقول لك تعالى أنت ابن الملك تعالى اجلس عن يمينه.ربنا يعطينا نثبت فيه، هو جاء لنا بتجسده، أعطانا جسده، أعطانا الروح القدس لنثبت فيه، لنكون واحد فيه، واحد مع الآب، ونأخذ نفس المجد الذي أخذه هو من الآب.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الحبل القرمزي علي بيت راحاب

راحاب الزانية كلِمة " راحاب " تعنىِ رحب أومُتّسع كانت صاحِبة خان ( فُندُق ) للمُسافِرين مُلاصِق لِسور مدينة أريحا وسلّمت جسدها لِكُلّ رجُل يقترب إِليّها أحبّت جمع المال مِنْ التُجّار العابِرين عليّها إِذ كانت تأويهُمْ وتعيش معهُمْ فِى الخطيّة وتأخُذ مُقابِل مادّىِ ، لذلِك لا تقرأ إِسمها فِى الكِتاب المُقدّس إِلاّ مُقترِنا بِكلِمة الزانية عاشت فِى مديِنة أريحا ذات الأسوار العالِية الشامِخة الحصينة المملوءة كبرياء وإِرتفاع و تجبُرّ ، ولكِنّنا نجِد فى هذهِ السيّدة إِيمان بالله وقوّته وعمله 000 لِذلِك يجِب أن نقِف عِندها كثيراً و نتعلّم وهُنا نجِد أنّ القديس يوحنا فم الذهب يُحدِّثنا قائِلاً ( إِنّهُ مِنْ العار أن تظهر أنت فِى عدم إِيمان أكثر مِنْ زانِية ) فإِن كان إِسم راحاب يعنىِ رحب أو مُتّسع 000 فرُبّما كان لإِسمها واقِع فِى حياتها التّى إِتسعت لِتشمل جوانِب كثيرة مِنْ الحياة بِكُلّ شرّها وبمِلء بركاتها إيمان راحاب تبدأ القصة فِى سِفر يشوع الإِصحاح الثانىِ،أنّ رجُلين أرسلهُما يشوع بن نون لِيتجسّسا مدينة أريحا وكُلِّنا نعرِف أنّ يشوع الّذى تسلّم القيادة مِنْ موسى النبىِ للدخول بالشعب إِلَى أرض الميعاد إنّهُ رمز حى لِشخص يسوع المسيح الّذى صنع ما عجز عنّهُ الناموس ( موسى ) ودخل بِنا إِلَى كنعان الحقيقيّة ( السماء ) 0 يشوع مِنْ أعظم أبطال الكِتاب المُقدّس فهو قاهِر الأْردُن وهو الّذى أسقط أسوار أريحا ، وهو الّذى أوقِف الشمس بِصلاته إِنّهُ رجُل حرب إِستخِدم فنونه الحربيّة لِفتح الأراضىِ ورغم وعد الرّبّ أنّهُ يُعطيه " كُلّ مَوْضِع تَدُوُسهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُم " ( يش3:1). فهذا لمْ يمنعه مِنْ إِستخِدام عقله و مواهِبه الطبيعيّة التّى منحهُ الرّبّ إِيّاها إِنّها علامة حُب الله للإِنسان يُريد ليس فقط أن يهِب ولكِنّه يُشرِكهُ معهُ فِى العمل لِكى تلتحِم إِرادة الله الفائِقة بإِرادة الإِنسان التّى تتقدّس بإِتحادها معهُ والخُضوع لهُ فِى كُلّ شىء 0 أريحا أقوى مُدُن كنعان عُرِفِت بأسوارُها المنيعة الشامِخة وتعتبر المدخل إِلَى الأراضىِ الكنعانيّة والمنفِذ إِلَى بعض المُدُن الهامّة مِثل أورشليم وعاى .وكانت أريحا أردأ مُدُن الأموريين ولِذا فقد أمر الله يشوع أن يُدّمِر المدينة والسُكّان جميعهُم وأن تتحّول المدينة إِلَى خراب دائِم 0 لِذلِك أرسل يشوع الجاسوسان لِيرجِعا إِليّهِ بِتقرير وافٍ عَنَ كيفيّة التغلُّب عليها طبيِعة أرضها - طبيِعة شعبها - مداخِلها – مخارِجها وبِلا شك كانا يُعرّضان أنفُسهُما لِخطرٍ شديد أثناء تجولهما فى أريحا إِذ لهُما ملابِس مصريّة لها طِراز مُميّز التّى خرجوا بِها مِنْ أرض مِصر مُنذُ أربعين سنة ( تث4:8) فلهُم شكل مُميّز جِداً ولهُم لُغة مُختلِفة 0 وكان مِنْ المعلوم أنّ أخبار بنىِ إِسرائيل كانت قد ذاعت فِى كُلّ الأرض بل صاروا مصدر رُعبا وخوفا لِجميع الشعوب مِنَ حولهُم وكانت راحاب نفَسَها تعلم ذلك وأنّ الله أعطى الأسرائِيليين أرض كنعان وصنع لهُم المُعجِزات وكان الأسرائِيليون قريبين مِنْ أريحا وأهلها وملِكها خاف منهُم وتوقّعوا زحفُهُم عليهُم فكانوا يرقُبُون الطُرُق والداخِل إِلَى المدينة والخارِج منها وكان لهُم ثِقة كبيرة جِداً فِى أسوارالمدينة 0 تجّول الجاسوسان وشعرا بِنظرات التعجُبّ فِى عيون كثيرون ورُبّما حاولا الخروج مِنْ المدينة فِى المساء ولكِن الأبواب أُغلِقت فإِضطرّا للنِزول فِى فُندُق على سور المدينة فدخلا بيت راحاب لِيضطجِعا إِنّها تدابير الله الفائِقة للعقول الّذى يجعل كُلّ الأشياء تعمل معا للخير فتنقِ ذهُم راحاب وتُنقذ راحاب بهُم 0 إِستقبلتهُما راحاب ، رحّبت بِهُما أدخلتهُما فِى بيتِها بِسلامٍ ولعلّها أول ما دخل الجاسوسان بيتِها سألتهُما عَنَ شعبهُما وغايتهُما فِى إِتيانهُما وأظهرت أفكارها مِنْ جِهة بنىِ إِسرائيل فوثقا بِها وفتحا قلبيهُما لها وعلّماها بعض التعاليم بشأن الإِله الحقيقىِ فوجدوا فيها إِيمان عجيب رُبّما لمْ يروهُ فِى شعب بنىِ إِسرائيل أنفُسهُم وسُرعان ما وصل الخبر إِلَى ملِك أريحا إِسرائيل فقيل لِملِك أريحا هُوذا قد دخل إِلَى هُنا رجُلان مِنْ بنىِ لِيتجسّسا الأرض " فأرسل الملِك إِلَى رَاحَابَ يقُولُ أَخْرِجِى الرَّجُلَيْنِ اللّذَيْنِ أَتَيا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيا لكَىْ يَتَجَسّسَا الأْرْضَ كُلَّهَا " ( يش 3:2). وهُنا نجِد راحاب تُعرِّض حياتها للخطر وتُخبّىء الجاسوسان بِمُجرّد أن دخل إِليها رُسُل الملِك فوق سطح منزلها بين عِيدان الكتّان التّى كانوا عادةً يُنضّدونُها ( يُرصّوُنُها بِنظامٍ ) على أسطُح المنازِل لِكى تجِف بِحرارِة الشمس ومِنْ ثمّ كانوا يأخُذوُن أليافها لِتُغزل وتُنسج ويستخدِمون العيِدان فِى الوقود 0 لقد سمعت راحاب الزانِية ككُلّ أهل المدينة بل وكُلّ سُكّان المنطِقة عَنَ عمل الله مع شعبه كيف يبّس مِياه بحر سوف أمامهُم عِند خروجهُم مِنْ مِصر وكيف خلّصهُم مِنْ سيحُون وعُوج ملِكىِ الأُمورِيينَ ولكِنّها وحدها التّى آمنِت بِهِ وفتحت بيتها للرسولين كما فتحت فمها لِتشهد لله قائِلةً " أَنّ الرّبّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأْرْضَ وَأَنّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا وَأَنّ جَمِيعَ سُكّانِ الأرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجلْكِم سَمِعْنَا فَذَاَبتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوح فِى إِنْسَانٍ بِسَببَكُمْ 0 لأنّ الرّبّ إِلهَكُمْ هُوَ الله فِى السّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأرْضِ مِنْ تَحْتُ "( يش9:2-11). إِنّها لَمْ تسمع فقط بل أعطتهُ إِهتمام قلبِها وهذا ما جعلها تختلِف عَنَ كُلّ شعبها لَمْ تسقُط كما سقط كثيرون فريِسة اللامُبالاه وإِنشغالِها بِهذهِ الأخبار أتى بالإِيمان إِلَى قلبِها أى رجاء لنا فِى راحاب إِنّها أعلنت إِيمانها عمليا فعرّضت حياتِها للخطر لِذا مدحها مُعلّمِنا بولس الرسول فِى الرسالة للعبرانيين " بِالإْيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَ اسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ "( عب31:11). إِنّهُ إِيمان عظيم إِستحقت بِهِ أنْ تدخُل فِى قائِمة عُظماء رِجال الإِيمان التّى وردت فِى عب 11 وضعها الوحى جنبا إِلَى جنب مع أُمِنا سارة التّى هى رمز لأورشليم العُليا ( غل26:4) والتّى أنجبت لأبونا إِبراهيم إِسحق إِبن الموعِد إنه إيمان إِمرأة سيّئة فِى أسوأ المُدُن فإِستطاعت هذهِ المرأة الزانِية التّى تسكُن فِى مدينة تنتظِر دينونة الله وإِدانتهُ أنْ تُعلِن إِيمانها بأعمالها لِتنال وعداً أكيداً بالخلاص 000 كم لنا مِنْ تشجيع فِى شخصيّة راحاب هذهِ التّى عاشت فترات طويلة مِنْ الزمنْ تائِهه فِى دروب الخطايا قابِعة فِى جِبال المعاصىِ الآن تقِف جنبا إِلَى جنب مع أبونا إِبراهيم أب جميع المؤمنين رفيقة لأُمِنا سارة ما أعظم جودك يا الله ترفع مِنْ المزابِل وتُجلِس على كراسىِ المجد ( 1 صم8:2). إِنّها تجاوبت مع نِداء النِعمة فعزمت على ترك عِبادة الأوثان والخروج مِنْ بؤرة الخطيّة والإِثم وإِحتقار شهواتها وآمنت وإِستجابت وفعلت إِنّهُ التفاعُل المُبارك المُقدّس لِعمل روح الله داخِل النَفَسَ 000 إِنّهُ إِيمان يُخجِل أولاد الله فبينما هلك شعب الله بِسبب عدم الإِيمان فماتوا فِى البرّيّة إِذا بِهذهِ الأُمميّة الزانِية تغتصِب المواعيد الإِلهيّة بالإِيمان الحى العامِل فيصير لها ولِعائِلتها نصيب فِى أرض الموعِد لا لا بل أكثر مِنْ هذا بكثير ويأتىِ مُشتهى كُلّ الأُمم والأجيال المسيّا المُخلِّص مُ تجسِّداً مِنْ نسلِها ( مت5:1).لأنّنا بِدراسة سلسلة أنساب السيّد المسيح المذكورة فِى إِنجيل متى نعرِف أنّها تزوّجت سلمون أحد الجاسوسين اللّذين آوتهُما فِى بيتِها إِذ رأى فيها إِمرأة عظيمة الإِيمان والأفعال وسلمون هذا كان أميراً فِى عشيرة يهوذا إِذ شعر بِمعروف راحاب إِذ أنقذتهُ وزميله مِنْ موت مُحقّق 000 تعلّق بِها وأخذها زوجة لهُ بعدما محت نعمة الله خزى حياتِها السابِقة صارت راحاب زوجةً فِى بيت قيادىِ فِى إِسرائيل وولدت بوعز الّذى نقرأ عنهُ فِى سِفر راعوث ورأينا كم أنّهُ شخص يحمِل قلبا مُتسِعا مملوء رحمة وحُبا إِنّهُ إِبن راحاب التّى أستحىِ الآن أن أدعوها زانِية. إِنّهُ إِيمان ونبّوة لَمْ نجِدهُم فِى الجاسوسين إِذ نجِدهُم يقولون لها "إِذَا أَعْطَانَا الرّبّ الأْرْضَ "( يش14:2) فكان لها ثِقة ويقين فِى إِعطاء الرّبّ للأرض أكبر مِنْ ثِقة الجاسوسين ولكِن ما هو أعظم أنّ تصرُفاتِها بل وشخصيتِها صارت نبّوة عَنَ قيام كنيسة الأُمم عِند مجىء يشوع الحقيقىِ إِنّها صارت تُمثِلّ كنيسة الأُمم التّى قبلت إِرسالتىّ المسيح ( جاسوسين ) التلاميذ والرُسُل وأخفت فِى داخِلها وصيّتهُ فصارت الكنيسة مُقدّسة لهُ كذلِك كُلَّ نَفَسَ مِنّا بكونِها عُضواً حيا فِى الكنيسة كانت قبلاً فِى ظُلمة الشر وقبلت خلاص ربنا يسوع فيها 0 وجدناها تُقر بإِيمان بإِله سمعت عنهُ ولَمْ تعرِفهُ أقرّت أنّ الرّبّ وحدهُ هو الله ( فِى السماء ) إِذن فعِبادة القوم للشمس أو القمر أو النجوم عِبادة باطِلة أعلنت إِيمانها بالله القادِر على كُلَّ شىء والحاضِر فِى كُلَّ مكان ( السماء والأرض ) إِنّها آمنت بِهذا الإِله القوىِ العجيب الّذى صنع عظائِم مع شعبه وعرِفت أنّ آلهة شعبِها باطِلة يا للعجب إِنّ حديثها مع الجاسوسين فِيهِ إِقرار كامِل وناضِج ليس بوجود الله وقُدرتهُ فقط بل بِوحدانيتهُ 0 وإِذ قبلت راحاب الجاسوسين هاج ملِك أريحا لا تتعجِب إِنْ رأيت العدو يهيج لِيُحطِم أى عمل إِلهىِ وفِى كُلَّ عصر مع كُلَّ عمل روحىِ توجد مُقاومة ويستخدِم العدو كُلّ الوسائِل : الجسد – الأقرباء – الظروف إِسمع ما قالهُ الشيخ الروحانىِ فِى هذا الشأن ( ويلاه منك أيُّها العدو الكثير الخِداع طوبى لِمَنَ أبغضك ). راحاب والجاسوسان لقد خبأتّهُما فِى بيتِها فليس مِنْ العجيب أن يُحوّل الله بيت راحاب بيت الخطيّة والموت إِلَى مخبأ للحياة إِنّها أطلقتهُما على السطح ودارِتهُما بين عِيدان الكِتّان ونزلت تتحدّث مع مندوبىِ الملِك وهُنا نجِد صورة لِكنيسة العهد الجديد التّى قبلت إِرسالية ربنا يسوع كجاسوسين وأخفت الإِيمان بالمُخلِّص فِى قلبِها وصعدت بِهِ مِنْ حرفيّة الناموس إِلَى حُريّة الروح إِلَى فوق كما إِلَى السطح فإِنفتحت عينها لِمُعاينة السمويات 0 ودارِتهُما على السطح بين عِيدان الكِتّان والكِتّان يُذكّرنا بِثياب الكهنوت فِى العهدين فإِنّ بيت راحاب الّذى يُمثِلّ كنيسة العهد الجديد إِذ قبل الإِيمان بالمسيح إِنطلق بِقلبهِ إِلَى السماويّات ) السطح ( خِلال العمل الكهنوتىِ ) الكِتّان (نقصِد كهنوت السيّد المسيح بكونهِ رئيس الكهنة الأعظم يشفع فينا بدمهِ وهو أيضا الّذى يعمل فِى كهنتهِ فيُقدّموا الخلاص للجميع وخِلال العمل الكهنوتىِ فِى المسيح يسوع رئيس الكهنة الأعظم وأُسقُف نِفوسنا وراعيها تُقدِّم الكنيسة ذبيحة الحُب المقبولة لدى الآب وترتفِع بأعضائِها لِيشترِكوا مع السمائيين – كما على السطح – فِى تسابيحهُم ولِيتورجياتهُم. طلب علامة: إِنّها أدركت مواعيد الله لشعبهِ ووثقت فِى قُدرتهِ فأرادت أن تنجو بِهذا الإِله ليس هى فقط بل وأهل بيتِها معها إِنّهُ الإِختبار الشخصىِ على مُستوى الحياة الخاصة الداخِليّة وفِى ثِقة الإِيمان قالت " فالآْنَ احلِفَا لىِ بالرّبّ وَأَعْطِيانىِ عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ لأِنّىِ قَدْ عَمِلْتُ معكْمَا مَعْرُوفا بِأنَ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضا مَعْ بَيْتِ أَبىِ مَعْرُوفا 0وَتَسْتَحيِيَا أَبىِ وَأُمّىِ وَإِخْوَتىِ وَأَخَوَاتىِ وَكُلَّ مَالَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ " ) يش12:2-13). وكانت الإِجابة " هُوَذَا نَحْنُ نَأتىِ إِلَى الأْرْضِ فَارْبُطىِ هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرمِزِ فِى الْكَوَّةِ التّى أَنْزَلتِنَا مِنْهَا وَاجْمعَىِ إِلَيْكِ فِى الْبيْتِ أَبَاكِ وَأُمّكِ وَإِخْوتَكِ وَسَائرَ بَيْتِ أَبِيكِ 0فَيَكُونُ أَنّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بيَتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَينِ "( يش18:2-19) العلامة التّى أُعطيت هى الحبل القُرمزى الّذى ي شير إِلَى دم السيّد المسيح الّذى بِدونهِ لا يُمكِن الخلاص الحبل القُرمزى رمز وإِشارة للمُخلِّص الّذى سيأتىِ فِى مِلء الزمان ويُخلِّص البشريّة بِدمهِ المسفوك على عود الصليب وهُنا يقول القديس أمبروسيوس ( فقدت الزانِية كُلَّ رجاء فِى وسائِل الأمان البشرىِ وسط دمار المدينة ولكِن إِيمانها غلب فقد ربطت حبلاً قُرمُزيا على الكُوّة رفعت علامة إِيمانها وشِعار آلام الرّبّ حتى يكون رمز الدم السرّىِ الّذى يُخلِّص العالم ) . بيت راحاب لَمْ يكُن لِراحاب أو أهل بيتِها أن يتمتّعوا بالخلاص لو خرجوا مِنَ البيت الّذى عُلِّق على نافذتهُ الخيط القُرمُزى فما هذا البيت إِلاّ الكنيسة سفينة النجاة التى لا ينجو أحد خارِجها لأنّه لا خلاص خارِج الكنيسة الحامِلة دم السيّد المسيح وهُنا يقول القديس كبريانوس : ( أتظنّون أنّكُم قادِرون أن تصمُدوا وتحيوا إِنْ إِنسحبتُمْ مِنْ الكنيسة لتُقيمُوا لأنّفُسكُمْ بيوتا ومواضِع مُختلِفة وقَدْ قيل لِراحاب أنّ كُلَّ مَنَ يخرُج مِنْ أبواب بيتِك إِلَى خارج فدمهُ على رأسه) 0 فمَنَ يبقى خارِج الكنيسة فهو خارِج مُعسكر المسيح فإِنّهُ ليس مسيِحيا مَنَ هو ليس داخِل كنيسة المسيح إِذ كيف يُمكِن أن يكون أحد مع المسيح إِنْ كان لا يسلُك داخِل عروس المسيح وإِنْ لَمْ يوجد فِى كنيستهُ وللقديس كبريانوس عِبارتهُ المشهورة ( مَنَ ليس لهُ الكنيسة أُمّا لا يقدِر أنْ يكون الله لهُ أبا ( 0 نزول الجاسوسان: " وَقَالَتْ لَهُمَا اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السَّعَاةُ ثُمَّ اذْهَبَا فِى طَرِيِقكُمَا " (يش16:2) الجبل يُشير إِلَى السيّد المسيح نفسه فإِن إِقتفى ملِك أريحا أى الشيّطان أثر جاسوسى يشوع ولكنّهُ لَمْ يقدِر أنْ يأسرهُما إِذ صعِدا على الجبل أى إِحتميا فِى المسيح إِنّهُما لَمْ يسيرا فِى الأماكِن المُنخفِضة بل سلكا قِمم الجِبال حيثُ لا يقدِر رئيس هذا العالم أن يرتفِع وراءهُما إِذ هو يُحِب ما هو مُنخفِض 0 بالإيمان سقطت أسوار أريحا يقِف الآن الشعب أمام عائِق جديد فهو ليس بحراً أو نهراً إِنّها أسوار عالية حصينة 000 إِنّها تُمثِلّ تشامُخ العالم الّذى وُضِع فِى الشرير إِنّهُ عائِق يعوق النَفَسَ عن إِنطلاقِها نحو الأبديّة للتمتُّع بالميراث الحقيقىِ إِنّها تُمثِلّ إِرتفاع الأنا البشريّة بكونِها أخطر عائِق يقِف أمام النَفَسَ لِكى يفقِدها شرِكتها مع الله 0 إنّها معركة أريحا والشعب مُهيّأ لا للحرب ولكِن لينظُروا خلاص الرّبّ ... إِنّها الأسوار الشاهِقة السميكة التّى نحتمِل أن يكون بِداخِلها فُندُق أى سور هذا !! إِنّهُ شر العالم ونحنُ مدعوين بنعمِة الله أن نجتاز هذهِ الحرب ولنُهاجِم أخطر مدينة فِى العالم إِنّهُ إِرتفاع الشر ولنُدمّر بالله أسوار الخطيّة المُتعجرِفة والأنا المُتعظِمة "ولا تصغُر أنفُسنا بل نث ق أنّ الحرب للرّبّ " ( 1 صم 47:17) وهذهِ المدينة التّى تُرعِب أعدائها ترتعِد مِنَ شعب الله 000 بل تأخُذهُم الرِجفة وتقع عليهُم الهيبة والرعب ( خر 14:15) وهُم يتعجبّون مِنَ ذلِك إِذ كيف يغلِب هذا الشعب وهُم بِلا أسلحة ولا يُدرِكون أنّ أسلحة مُحاربتهُم ليست جسديّة ) 2 كو4:10) إِستخدم الله طريقة فريدة فِى الغلبة على أريحا ولَمْ تتكرّر فِى بقيّة الحروب فهى أول موقِعة فِى أرض الموعِد بعد عبور نهر الأُردُن وقَدْ أراد الله أنْ يُعلِن بِطريقة ملموسة أنّ الحرب لهُ والنُصره مِنْ عِنده وأنّ سِلاحه الحقيقىِ والخفىِ هو الإِيمان " باِلإْيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ " ) عب30:11) هل لك هذا الإِيمان ؟ قُل يارب زِد إِيمانّا ( لو 5:17 ) لأنّ "هذهِ الغلبة التّى نغلِب بِها العالم إِيمانُنا" ( 1 يو4:5) الدوران حول السور أُنظُر إِلَى طريقة الله فِى تحطيم أسوار أريحا " تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ 0 حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً 0 هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتافَ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ 0 وَفِى الْيَوْمِ السّابِع تدُورُونَ دَائِرة الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأْبْوَاقِ " ( يش 3:6-4). نُلاحِظ هُنا أنّ الله لا يُعلِن خطته كامِلهً بل بالتدريج وعلى الإِنسان أن يُطيع ويخضع وإِنْ كان لا يفهم ونحنُ كثيراً ما نُريد أن يكشِف لنا خطوات آتِية لِحياتنا وهو يطلُب أن نكون أُمناء لهُ اليوم فلنعمل إِرادتهُ اليوم ونترُك لهُ الغد وشأنه 0ولعلّ الدوران يُشير إِلَى الدخول فِى الأبديّة لأنّها تُمثِلّ الحياة التّى بِلا نهاية كالدائِرة والإِنشغال بالأبديّة هو طريق الغلبة على شرور العالم ومجده الباطِل ولا يوجد شىء يستطيع أن يفتح الأبواب المُغلقة العالِية التّى تُمثِلّ التشامُخ والأنانيّة إِلاَّ الإِنشغالات الأبديّة وطلب الأمور الفوقيّة هذا يرفعنا فوق كُلَّ ضعف ويقتلِع مِنَ داخِلنا جذورالشر الدفينة 0والدوران مرّة كُلَّ يوم خِلال الستّة أيام الأولى إِنّما يُشير إِلَى العمل الدائِم كُلَّ أوقاتنا أمّا الدوران سبع مرّات فِى اليوم السابِع فمعناه أنّهُ فِى يوم راحتنا نعمل لِحساب الرّبّ مُضاعفا أُريدك أن تتأملّ معىِ هذا المنظر العجيب شعب أريحا يرقُبُون الأمر وراحاب تنظُر مِنَ النافِذة والخوف والرِعدة تملُك على شعب أريحا وملِكها ويستعدّون للحرب ويُعدّون أدوات الحرب وينظُروُن ويتعجبّون ورُبّما يسخرون ما هذا ؟؟ إِنّهُ م يدورون حول السور ثُمّ يجلِسون وفِى اليوم التالىِ يتكرّر هذا الأمر ومع إِنتهاء أخر دورة فِى اليوم السابِع إِنتهت أخيراً كُلَّ فُرص التوبة التّى قدّمها الله لهذهِ المدينة لِذا تُعلّمِنا الكنيسة أن نُصلّىِ فِى نهاية كُلَّ يوم أن ( توبىِ يا نَفَسَىِ ما دُمتِ فِى الأرض ساكِنة ) ( قطع صلاة النوم ). ورُبّما راحاب بين الحين والآخر تؤكِد على إِظهار الحبل القُرمُزى مِنْ الكوّه وتمسِك بِهِ وأقنعت عشيرتها أن يمكُثوا معها وأغلقت أبوابها جيّداً وإِنْ إِعترض أحد مِنْ عشيرتها طوال فِترة وجودهُم بالمنزِل تتكلّم معهُ وتقُنعهُوتحكىِ لهُ عَنَ إِله إِسرائيل وقوّته وعجائِبهُ فترفعهُم فوق مُستوى الشك إِلَى الإِيمان بِهذا الإِله الحى لو لَمْ يكُن لها الإِيمان الثابِت ما كانت كلِماتها تؤثِر فيهُم ولا صدّقوها ولكِن لأنّ كلامها خرج مِنْ قلب مُختبِر راسِخ إِستطاع أن يُقنِع ويؤثر فصدّقوا ما قالته وآمنوا على إِيمانها وأطاعوا فإِن كان أهل راحاب صدّقوا كلامها ونجوا كم يليق بنا أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونؤمِن بِها فما أجمل أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونشبع بِها ونأخُذ نصيبنا منها ونتخِذها سِلاح فِى جِهادنا فمغبوط مَنَ يملأ جَعْبَتَهُ منها( مز5:127) سنجِد فيها وعود وتشجيعات " وَفِى الْيَوْمِ السّابِعِ أّنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارَوا دَائِرةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هذا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ "( يش15:6) ولابُد أنّهُم كانوا فِى غاية الإِعياء والتعب وجنود أريحا ينظُرون ويضحكون ولَمْ يعرِفوا أنّهُمْ سيبكون وهؤلاء المُتعبين سيستريحون ولكِن راحاب بِما لها مِنْ قلب تائِب مؤمِنَ بالله وإِنْ كانت لا تفهِم إِلاَّ أنّها تؤمِنَ أنّ هذا العمل يدخُل بِلا شك ضِمن خطة الله فِى حياة هذا الشعب وإِمتلاكه لأريحا بل وأرض الموعِد كُلّها فيما بعد كما قال لها الجاسوسان ولا شك أنّ الجاسوسان فِى دورتهِما مع الشعب حول أريحا كانا قَدْ عرّفا كُلَّ الشعب بيت راحاب الواضِح مِنْ الحبل القُرمُزى الأحمر المُدلّى مِنْ النافِذة حتى لا يقترِب إِليهِ أحد أُريدك أن تنظُر هذا المشهد العجيب الّذى آمنت بِهِ الكنيسة ووضعتهُ فِى قلبِها وصارت تُكرّرهُ طوال أيام غُربِتها على الأرض هكذا تفعل الكنيسة فِى كُلَّ إِحتفالاتِها تقوم بعمل دورات إِمتداد لِدوران الشعب حول أسوار أريحا لا زالت راحاب وعشيرتها فِى البيت مُتذكِره كلام الجاسوسين " فَيَكُونُ أنَّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأَسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ برِيئَينِ " ( يش19:2) فكانت راحاب تُلزمهُم بالثبات فِى المنزل ) " غَيْرَ تَارِكِينَ إِجْتِمَاعَنَا 00 " ( عب25:10). الضرب بالأبواق يضرب الكهنة بالأبواق فِى الدورة السابِعة، والأبواق فِى الكِتاب المُقدّس تُشير إِلَى كلِمة الله التّى ينطِق بِها الكهنة على الدوام القادِرة أن تهِب المؤمنين حياة النُصرة الروحيّة وتبعث فيهُم الفرح الداخلىِ وتهليل القلب ويقول القديس أمبروسيوس ( ليس كُلَّ أحد لهُ الحق أن يضرب بالبوق ولا يدعو الآخرين للإِجتماع المُقدّس إِنّما منح هذا الإِمتياز للكهنة وحدهُم ( ويالهُ مِنْ منظر عجيب ضرب الكهنة بالأبواق وهتف الشعب هُتافا عظيما وإِذا بالسور العملاق يسقُط فِى مكانه ورُبّما أخذ الخوف والرُعب عشيرة راحاب الأسوار تسقُط والبيت على السور فماذا يمنع سقوط بيتهُم ؟؟ إِنّ رؤية السور وهو يتهاوى مِنْ حولهُم إِختبار صعب لإِيمانهُم ولكنّهُم لَمْ يُغادِروا البيت ولَمِ يفتحوا الباب المُغلق وأطاعوا وظلّوا فِى البيت يُراقِبون مِنْ النافِذة فهذهِ هى رجاءهُم الوحيد يرقُبُون منها عمل الله مع شعبه أمّا باب البيت سيؤدىِ بِهُم إِلَى أريحا وهذا ما رفضوا أن يحيوا فيِهِ ولكِن ها راحاب تقِف صامِدة واثِقة مُمسِكة بالحبل القُرمُزى والحبل يتحدّث عَنَ الإِرتباط فهو مجموعة خيوط ممزوجة ببعضها تُعطىِ قوّة بعضها لِبعض لقد رُبِط هذا الحبل بين يدىّ راحاب وأيدىِ الرجُلين حينما إِستخدمتهُ لتهريبهُما لقد رُبط بينهُما مؤمِنه أنّ فيهِ سر النجاة وحقا سقطت الأسوار وهلك الجميع وبقى بيت راحاب وعشيرتها داخِلهُ فِى أمان لَمْ يسقُط مِنْ بيتهُم حجراً واحِداً ولَمْ يهلك منهُم أحداً والجميع يُعانِقون راحاب أنها لحظات إِنتصار الإِيمان الإِيمان العامِل الحى إِيمان مِنْ سمعت وصدّقت وها هى الآن ترى وتختبِر وكأنّها تُردِّد" بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنىِ " ( أي5:42). وكما إِرتفع أصوات الصُراخ وفزع الموت مِنْ حولهُم إِرتفعت أصوات التسابيح والحمد مِنْ بيت راحاب وما بيت راحاب إِلاّ الكنيسة صاحِبة علامة الغلبة والخلاص واهِبة النجاة لأولادها تُنقِذهُم مِنْ الموت المُحقّق خارِجها لا يُفرِقهُم عَنَ كُلَّ مَنَ حولهُم إِلاّ هذا الحبل القُرمُزى والباب المُغلق هكذا أولاد الله يحيون فِى وسط العالم يأكُلون يشربون لهُم بيوت وأولاد ولكِن لهُم العلامة المُخلِّصة تسمع أصوات و التسابيح التّى لا تنقطع و تعليات الله فِى حناجِرهُم هل أدركت لِماذا تضع الكنيسة للطفل المُعمّد زِنّاراً) شريطاأًحمر( بعد نواله نعمة الميلاد الجديد بالمعموديّة ويرتدىِ ملابِسهُ البيضاء التّى تُمثِلّ الحياة السماويّة التّى يليق أنْ يحيا بِمُقتضاها إنه علامة دم المسيح المُخلِّصة المُميّزة لهُ فلَمْ يعُد إِنسانا عاديا بل وارِث الملكوت لا يقوى عليه الموت ولا تؤذهِ الشرور أيضا فِى صلوات الإِكليل المُقدّس فِى سر الزيجة نجِد الكاهِن يضع زنّاراً أحمر على ثِياب الزوج لأنّها تؤكِد أنّ هذا البيت لهُ علامة النجاة والخلاص لا يهلك كُلَّ مَنَ بِداخلهُ بل يكون بيت صلاة بيت طهارة بيت بركة راحاب وسط أسرائيل دخلت هذهِ الأُمميّة وسط إِسرائيل لِتُغرس فِى شجرة الزيتون الحقيقيّة ويستخدِم الكِتاب المُقدّس تعبير" إِلَى هذَا الْيْومِ " عِندما يتحدّث عَنَ بقاء الشىء إِلَى نهاية الحياة فشاع هذا القول ) إِلَى هذَا الْيْومِ ( يعنىِ إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروسا مُقدّسة عفيفة للرّب ( 2 كو2:11) ولا تعود لِزِناها بل فِى قداسة الرّبّ وهذهِ المرأة تستطيع الآن أن تُخبِر ببهجِة الحياة مع الله لأنّها عاشت حياتان وشتّان بين شعب أريحا وشعب الله شعب يبحث كيف يُرضىِ غرائزه وكبرياؤه وشعب يبحث كيف يُكرّم إِلهه ويتبعهُ مِنَ كُلَّ القلب وإِن أخطأ يندم وينكسِر ويُقدِّم ذبائح للرضى والسرور والغفران إِنّهُ شعب خوف الله مُسمّر داخِلهُ إِنّها عرِفت الآن لِماذا سمح الله بوجودها فِى أريحا لِكى تشعُر بالأكثر بقيمة وجودها فِى وسط شعب الله إِنّهُ الإِله المُحِب الّذى يُحِوّل اللعنة إِلَى بركة والعقوبة إِلَى خلاص وفِى كُلَّ مرّة تشترك مع شعب الله فِى عِبادتهُم تتذكّر العادات المرذولة القديمة والطقوس الدِينيّة البغيضة التّى عاشت بِها وسط شعب أريحا وتتمنّى لو إِستطاعت أن تجمع شعب أريحا جميعهُمْ فِى بيتِها ويتمتّعوا معها بِما تتمتّع هى الآن ما أجمل الكنيسة بيت راحاب الجديد المُحتمِية فِى دم الحمل المُقدِّمة الخلاص والنجاه للعالم كُله فإِن كانت راحاب وثقت فِى حبل قُرمُزى كمْ يكون لنا خِزى إِنْ لَمْ نثِق فِى دم يسوع المسيح الّذى بِرُوحٍ أزَلىًّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لله بِلا عَيْبٍ، لِيُطهّر ضمائرنا مِنْ أعمال ميّتة لِنخدِم الله الحى ( عب14:9).وتمتّعت راحاب بِما لا يخطُر على قلبِها أنْ يقبلها سلمون كزوجة لهُ ( أحد الجاسوسان ) وهنا نتخيل أن هناك حديثاَ قد دار بين راحاب وسلمون :كيف وأنت بالذات دون هذا الشعب جميعهُ تعرِف عنّىِ كُلَّ شىء كيف تقبل أن يقترِن إِسمك بإِسمىِ وإِنْ قبلت أنت سيسخر الجميع منك بسببىِ سيُقال عنك أنّك أحببت زانِية فيرُد عليها سلمون ويقول : قَدْ وجدت فيكِ ما لَمْ أجِدهُ فِى كُلَّ بنات إِسرائيل فكُلُكِ جميل ياحبيبتى ليس فيكِ عيبة (نش 7:4 ) ولاَ أخشى أنْ يُعيّر إِسمىِ بِسببك فلا أحد يعرِفك مِثلىِ فلا أُبالىِ بِكلام أحد 0ودخلت راحاب بيت سلمون لتبدأ حياة جديدة رائِعة لَمْ تعرِفها مِنْ قبل زواج مُقدّس نقىِ فِى بيت رجُل مِنْ أشراف يهوذا ولها الحق فِى التمتُّع بِكُلَّ حقوق شعب الله فليست بعد غريبة أو نزيلة بل فِى رعويّة بيت إِسرائيل الجميع ينظُرون إِليّها نظرة جديدة لَمْ تتعوّدها مِنْ قبل فقد صارت مُكرّمة جِداً فبدأت تعرِف معنى جديداً للحياة وأنجبت بوعز وبوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الّذى أتى المسيح مِنْ نسله ولَمْ تُدرِك مَنَ سيصير بوعز هذا !!ولكِن لعلّها أدركت فِى السماء أنّها صارت جِدّة للمسيح أريحا وتبقى راحاب عبر كُلَّ الأجيال تُحدِّث بإِنتصار عمل الله داخِل النِفَسَ تُعطىِ رجاء لِكُلَّ مَنَ فقد رجاؤه وفرحاً وسلاماً لِكُلَّ مَنَ وثق فِى إِله إِسرائيل ونترُك العبوسة واليأس والحسرة لأهل أريحا ينطِق بِها الكاهِن فِى خِتام الصلوات الكنسيّة وهو يُغلِق سِتر الهيكل إِذ يمسِكهُ ويقول : ( إِسدِل يارب سترك علينا وإِجعل باب بيعتك مفتوح أمام وجوهنا إِلَى نهاية العالم ( على مر الدهور وإِلَى آخر الدهور والى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل