المقالات

30 أكتوبر 2023

كيف تحب الآخرين ؟المحـبَة لا تحتد

" المحبة لا تحتد " ( ۱ کو ۱۳ : ٥ ) الإحتداد هو الغضب الذى يظهر فى أسلوب التخاطب أو التعامل مع الآخرين. وهو نوع من الانفعال الحاد الذي يتعارض مع التعامل المبنى على المحبة. الإنسان وهو محتد تتغير ملامحه ونبرات صوته ، بطريقة قد يفزع منها الطرف الآ ر، وقد يجرح الإحتداد مشاعره، وتتوه في وسط ذلك كلمات اللطف والمجاملة والمحبة . لماذا لا يجب أن نحتد ؟ المحبة تحرص على صحة من تحب، وعلى مشاعره، وهدوء قلبه ونفسيته، وهى تسمى باستمرار لتمنح الآخرين راحة وسلاماً وسعادة قلبية، ولا يرضيها أن يحدث انزعاج من أي نوع لنفس من تحب . والمحبة تحرص على عدم المساس بكرامة الآخرين ولهذا فهي لا تحتد على كبير ولا على الصغير لا " تحتد على الكبير احتراماً لمقامه ولا تحتد على الصغير حفظاً لكرامته " والمحبة تسعى للتفاهم والحوار الهادى البناء، ولهذا فهى لا تحتد، لأن الاحتداد يوقف الحوار، ويمنع الاستماع إلى الرأى الآخر، ويتعارض مع المودة التي تشجع الآخرين على التعبير عن رأيهم بصراحة الاحتداد ينشىء الخصومة والقطيعة ويولد الخوف في نفوس الآخرين ويمنعهم من التعامل خوفاً من المواجهة والاحتداد يحمل كثيراً من معانى الكبرياء، والغطرسة، وحب السيطرة، وعدم الرغبة في منح الآخرين فرصة المشاركة في الموقف، أو فى اتخاذ القرار وهو (أى الاحتداد) يحمل معنى نفاذ الصبر، وعدم الاحتمال، والضيق والتبرم والرغبة فى التخلص من الآخرين أو من آرائهم وأسلوبهم في التعامل إذا حدث الإحتداد بين زوجين فإن هذا يعنى عدم إقتناع الطرف المحتد بشخصية الطرف الآخر، وعدم الارتياح للعيشة معه، ويولد فى الطرف الآخر الإحساس بالخذلان ، وخيبة الأمل، والفشل في التعبير عن النفس. ربما يكون الاحتداد هو بسبب عصبية الطبع، ولكن الطرف الآخر ربما لا يفهم ذلك، ويشعر أنه هو السبب في الاحتداد الحادث مقابله ومن هنا تبدأ الأمور فى أن تتعقد الذي يحتد يفقد سيطرته على أعصابه، وعلى الفاظه،وعلى تصرفاته، وقد تصدر منه قرارات صعبة يندم عليها فيما بعد ... وقد تصدر منه تعبيرات يصعب إصلاحها، وإصلاح تأثيرها في أنفس سامعيه والذى يحتد يفقد كثيراً من محبة الآخرين التي تعب في غرسها في قلوبهم فالغضب يأتي كعاصفة تقتلع الأشجار، وكل ثمرة جميلة ، ولا تترك وراءها سوى الدمار وعوامل الانهيار. الإحتداد قد يضيع تعب السنين في لحظة ، ، كما أنه يولد الأنين في قلوب الآخرين . كيف نتخلص من الإحتداد ؟ الإنسان الحكيم لا يتكلم ولا يتصرف في شيء وهو محتد من الداخل، بل يصرف الغضب أولاً لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله » (یع ۱ : ۲۰ ) الإحتداد الداخلى يظهر فى كلام الإنسان، وفى تصرفاته . لهذا ينبغي أن يعمل الإنسان على صرف الغضب أولاً بالوسائل التالية :- ١ - الصلاة والتضرع لكى يعيد الله للقلب سلامه وهدوءه. ومن المفيد أن يخلو الإنسان إلى نفسه حينما يتحرك فيه الغضب . ٢ - أن يتذكر الإنسان أن الغضب لا يحل المشكلة، بل تحل المشاكل بالصبر والحكمة وطول الأناة . ٣- أن يتذكر الإنسان أن الغضب يزيد المشاكل تعقيداً وحتى لو حلها فإن هذا الحل يكون وقتياً لأنه لم يين على الإقتناع، بل هو وليد الخوف من الغضب . ٤- أن يتذكر الإنسان مواقف جميلة لمن غضب منه أخيراً . وحينما يتذكر إحساناته القديمة ومحبته الأولى، فإن الغضب يهدأ في قلبه ، ويتشبه بالله فى لطفه وطول أناته حينما قال قد ذكرت لك غيرة صباك ، محبة خطبتك ، ذهابك وراثي في البرية » (أر٢ : ٢). ه ـ أن نتعلم من السيد المسيح الذي قيل عنه إنه «لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته» (مت ۱۲ : ۱۹). والذى قال «تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم» (مت ۱۱ : ۲۹). نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الحادى والعشرون عام١٩٨٩
المزيد
15 يوليو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثاني من شهر أبيب

تتضمن وعظ الكهنة وتنبيه الرؤساء والمرؤوسين . مرتبة على فصل انجيل وكيل الظلم : ( لو ١٦ : ۱-۱۸ ) إذا كان الكهنة هم الوكلاء على المؤمنيـن . والرعـاة للأغنـام الناطقـة . والحافظون لنظام الشريعة المقدسة . والمقلدون مراتب الرعاية . فما بالهم يتغـافلون عن الوكالة ويتشاغلون عنها ؟ ويا للعجب من كون الذين يتقلدون الوكالة من الناس . تراهم مشمرين عـن ساعد الجد . متيقظين لصالح وكالتهم . باذلين الجهد في نمو الأموال واتساع المتـاجر ووفرة الزراعات متخوفين من مصيبة تدهمهم وخسارة تلحقهم . وأنت يا وكيل الخراف الناطقة . يا أمين المتاجر الروحية . لماذا توجد هكذا نائما ومهملا !!! فلا تبالي أيها الكسلان بقوله تعالى : " أعط حساب وكالتك لأنـك لا تقدر أن تكون وكيلا بعد" . وكيف لا تفزع من سطوته حينمـا تظـهر مضيعـا للأموال مفرطا في قطيعه تعالى غير متحفظ على الوزنات ؟ وكيف لا تـهرب مـن غضبه عندما يقول لأولئك القساة : " أربطوا رجليه ويديه وخــذوه واطرحـوه فـى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصريرالأسنان" ألم تسمع قول الكتاب عن يعقوب اسرائيل لما قبل الوكالة على غنم لابــان خاله كيف أنه اختار النظر في صالحها عن راحة نفسه . فهجر لذيذ المأكل ، وفـارق حلاوة المنام ، وجعل السهر له عادة وطبعا . حتى أعادها إلى خاله متكاثرة العـدد . حسنة الأشكال . جميلة المنظر وإذا كان يعقوب راعي الغنم الحيوانية قد أجهد نفسه هكذا وأتعب حياته في رعاية تلك القطعان حتى آل به الإجتهاد في حفظها والتشوق إلى نموهـا وكثرتـها لمكابدة الأتعاب الجمة والشقاء المتكاثر . مع احتمال حر الصيـف وبـرد الشـتاء . وملاقاة اللصوص ومكافحة الوحوش الضارية . والاعتناء بجبر الكسـير ومعالجـة الجربان . ونقل الاغنام إلى الأماكن المخصبة والمياة الصافية . ومكابدة شـدائـد هـذا عظم مقدارها . مع أن صاحب الأغنام ليس بملك . ولا صاحب نقمة . بل هو لابـان خاله . الكافر العابد للأوثان فأي عذر إذن يقدمه المتقلدون لرعاية قطيع المسيح . أولئك الذيـن يـهملون خرافهم ولا يعتنون بمصالح الرعية . بل يتركونها عرضة لافتراس الذئاب الخاطفـة والوحوش الضارية . للضيعان والتيهان . للنهب والسلب ؟ مع أن مالكـهـا ليـس هـو راعيا مثل لابان . ولا هو كأحد المائتين . ورعيته ليست كالرعية البهيمية المشـتراه بالثمن . بل هو ملك الملوك ورب الأرباب ورعيته قطعان ناطقة اشتراها المسـيح بدمه الكريم . .. اسمع قول الله تعالى مبكتا أولئك الساقطين حيث يقول على لسان حزقيـــــال النبى : " ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون أنفسهم . ألا يرعى الرعـاة الغنم تأكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم . المريـض لـم تقووه . والمجروح لم تعصبوه . والمكسور لم تجبروه . والمطـرود لـم تـسـتردوه . والضال لم تطلبوه . بل بشدة وبعنف تسلتطم عليهم . فتشتت بلا راع وصارت مـأكلا لجميع وحوش الحقل . ضلت غنمي في كل الجبال وعلى كـل تـل عـال . وعلـى الأرض تشتتت غنمي ولم يكن من يسأل أو يفتش . فلذلك أيها الرعاة أسمعوا كـلام الرب حي أنا يقول السيد الرب من حيث إن غنمي صارت غنيمـة ومـأكلا لكـل وحوش الحقل إذ لم يكن راع ولا سأل رعاتي من غنمي ورعى الرعاة أنفسهم ولـم يرعوا غنمي . فلذلك أيها الرعاة اسمعوا كلام الرب . هأنذا علـى الرعـاة وأطلـب غنمي من يدهم واكفهم عن رعى الغنم ولا يرعى الرعاة أنفسهم بعد فأخلص غنمـى من أفواههم فلا تكون لهم مأكلا .. هأنذا أسال عن غنمي وأفتقدها كما يفتقد الراعـي قطيعه يوم يكون وفي وسط غنمه المشتتة . هكذا أفتقد غنمي وأخلصها مـن جميـع الأماكن التي تشتت اليها في يوم الغيم والضباب . واخرجها من الشعوب واجمعـها من الأراضي وأتى بها إلى أرضها وأرعاها على جبال اسرائيل وفي الأودية وفـى جميع مساكن الأرض واسمع قوله تعالى أيضاً إلى الرعية : " وأنتم يا غنمي هأنذا أحكم بيـن شاة وشاة بين كباش وتيوس . أهو صغير عندكم أن ترعوا المرعـى الجيـد وبقيـة مراعيكم تدوسونها بأرجلكم وان تشربوا مـن الميـاة العميقـة والبقيـة تكدرونــها بأقدامكم . وغنمي ترعى من دوس اقدامكم وتشرب من كدر أرجلكم ... هأنذا أحكـم بين الشاة السمينة والشاة المهزولة . لأنكم بــــهزتم ( ۲ ) بـالجنب والكتـف ونطحتـم المريضة بقرونكم حتى شتتموها إلى خارج . فأخلص غنمي فلا تكون من بعد غنيمـة وأحكم بين شاة وشاة وأقيم عليها راعياً واحداً ". فسبيلنا أيها الأحباء بعد الذي سمعناه من شدة وعيد الله للمهملين أن لا ننسى قوله أيضاً له المجد " أنتم نور العالم .. فليضئ نوركم وهل يؤتى بســــــراج ليوضع تحت المكيال أو تحت السرير أليس ليوضع على المنارة " وان نتنبه من غفلتنا . ونتيقظ من نومنا . ونحافظ على صالح وكالتنا . لنفوز بمديح ربنا الـذي لـه المجد إلى الابد أمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
27 أكتوبر 2023

مائة درس وعظة ( ٣٧ )

تركنا كل شيءوتبعناك « الترك » « فتركت المرأة جرتها » ( يو ٤ : ٢٨ ) من مبادئ الحياة : - "الأمانة" ولها قوانين تنظمها . مساعدة الآخره فكل أحـد يجب أن يساعد الآخر . الترك وهو له وجـهـان التـرك بإرادة أو بغير إرادة . الإنسان يقع في خطايا كثيرة مثل : خطيـة حب القنيـة ، التملك والأنانيـة والبحث عن النصيب الأكبر ... المرأة السـامـرية كـانت تضع كل أحلامها في جرتها تحملها يوميا وتملأ بها الماء ، وهذا كان كل عالمها ولم يتعد عالمها سوى الشرب من الجرة وفي المقابل السيد المسيح على الصليب عندما قال : « أنا عطشان ، فهو كان عطشاناً لخلاص البشر أي خلاص كل أحد ، والمرأة السامرية كانت عطشانة ولم تكن شبعانة ، مثل العالم الذي يقدم كل يوم ، ولكن الإنسان لا يشبع إلا بعمل الله في قلبه ، ونتيجة لعدم شبع الإنسان تحدث الحروب حيث إنه غير قادر على محبة أخيه ، وهذه المرأة عندما صارت في مواجهة مع شخص السيد المسيح وبدأت تشعر أنه هو الماء الحي تركت جرتها .. وهنا رسالة : إنك لا تستطيع أن تبدأ حياة جديدة ما لم تترك شيئاً . شكراً لك أيتها المرأة السامرية لأنك وضعتينا على الطريق ، فأول الطريق هو الـتـرك ( لكي تتـزوج يجب أن تتـرك - تترهب يجب أن تتـرك ) ، والحـيـاة بنيت على هذا المبدأ : مبدأ الترك . أولا : الترك الإرادي : ۱- من أجل العائلة من يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته ، فهو يترك من أجل تكوين عائلة . ٢- من أجل تكوين الشخص : ففي مراحل الإنسان يتـرك لتنمو شخصيته ، مثال : عندما يفطم. ٣- من أجل عشرة المسيح: وهو يسمى في الحـيـاة الـرهـبـانـيـة ب" الفقر الاختياري " ، أي يترك ما لديه من أجل المسيح. ٤- من أجل طاعة المسيح : ونجد فيه مثال أبينا إبراهيم عندما أتي إليه أمر بترك أرضه . ٥- من أجل حياة مادية أفضل : مثل قرار الهجرة لتحسين المستوى بحثاً عن حياة أفضل : مادياً ، اقتصادياً .. إلخ . ثانياً : الترك الإجباري: ١- التهجير: مثل تـهـجـيـر السكان في البـلاد المنكوبة ، ومـثـل أحـداث السـبي في الكتاب المقدس. ٢- الموت : الترك عند الموت ، فالإنسان بالموت يترك كل شيء ثالثاً : التخلى والتحلي والنجلي : توجد 3 كلمات في اللغة العربية مرتبطة بموضوعنا وهي التخلي والتحلي والتجلي ١- حياة التخلي: التخلي عن الأرضيات التخلي عن العلاقات الأرضية ( الخطايا والقيود ) والتخلي عن الفكر المرتبط بالأرض ( المرتبط بالتراب ) . ۲- حياة التحلى: التحلي بالفضائل والسلوكيات زين حياتك بالفضائل ، وكأنك تعيش هواية جمع الفضائل. ٣- حياة التجلي : التجلي في السماويات وهي أمـر مرتبط بالسمائيات وتعنى أن الإنسان عندما يدخل إلى أعماق الصلاة والتمتع بالعـشـرة مع المسيح والصلوات والتسابيح ، تكون حياته فيها نوعا من التجلى ، حـيـاته مشغولة بالسماء والملكوت والنصيب السمائي. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
18 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٧ )

كن أميناً إلى الموت الأمانة » « كنت أميناً في القليل فاقيمك على الكثير » ( مت ٢٥ : ٢١ ) . سلامة حياة الإنسان تحكمها الاستقامة والعطاء والأمانة ، ليصير الإنسان وكيلاً جيداً أولا : - أمانة وكيل الظلم ١- مبذراً : لأموال سيده ، وكان من المفترض أن يكون أمينا ، والإنسان قد يكون مبذرأ في المال أو في أشياء أخرى في الطاقة ، في نقطة الماء الخ ۲- متواطناً : مع مديوني سيده فخفض مديونيتهم ، وهذا التواطؤ يتنافى مع الأمانة ٣- مزورة ؛ لأن الصكوك التي سيقدمها لسيده فيها تزوير ، الـ۱۰۰ جعلها ٥٠.... الخ هذا الوكيل كان إنساناً ظالماً ومزوراً ومبذراً وتنطبق عليه العبارة "محبة المال أصل لكل الشرور " ( اتي٦ : ۱۰ ) ، ويأتى الاندهاش لماذا امتدحه السيد. ثانيا : مدح وكيل الظلم ١. نظرة مستقبلية : « ماذا أفعل ، لأن سيدي يأخذ منى الوكالة ، لست أستطيع أن أنقب ، وأستحي أن أستعطى ( لو ١٦: ٣ ) . هو يفكر في المستقبل ، فاستحق المديح . ٢- طريقة إدارية السيـد مـدحـه على التصرف الإداري ، ولم يمدحه على الناحية الأخلاقية. ثالثا : امثلة إيجابية للامانة ١- يوسف الصديق : كان وكيلا ناجحاً تعرض لمتاعب من إخوته ومن الإسماعيليين وفي بيت فوطيفار ، وفي السجن ، لكنه ظل وكيلا أمينا ، وعندما تعرض للتجربة القاسية من امرأة فوطيفار ، كانت إجابته رائعة : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطي إلى الله ( تل ۹:۳۹ ). ٢- يوحنا الحبيب عندما أوكل السيد المسيح للقديس يوحنا الحبيب وهو على الصليب رعاية أمنا العذراء قائلاً : « هوذا أمك ( يو٢٧:١٩ ) ، أخذ يوحنا هذه الوكالة بمنتهى الأمانة ، وأعطاه الله نعمة أن يكتب سفر الرؤيا ، وأن يرى رؤى ، وسجل لنا ما راه في الجزيرة التي نفي إليها ، لأنه كان وكيلاً أمينا . رابعا : - أمثلة سلبية للأمانة ١- ملاك كنيسة افسس : يقول له الرب عندي عليك أنك تركت مـحـبـتك الأولى ( رؤ ٢ : ٤ ) ، كنت في أول خدمتك وأول عملك ملتهباً بالروح ، ولكن أين ذهبت حـرارتك الروحية وكانه يقول له ما هذا الذي أسمعه عنك ، أين حرارتك الروحية أين نشاطك أين اجتهادك إلى متى تظل في انحرافك ؟أعطني حساب وكالتك. ۲ ، الغني الغبي : الله أعطاه أموالا كثيرة وقال له : أنت وكيل على هذه الأموال ، لكنه سقط في خطايا الأنانية والطمع ، وكانت النتيجة أنه أراد أن يهدم مخازنه ويبني اعظم منها ، وفي ليلة واحدة الله دعاه ليعطى حساب وكالته وينتهي كل شيء . خامساً : - نظرة المسيحية للمال ١- مصدر : المال يمكن أن يكون مـصـدر بركة وحياة للبشر ، وليس المهم كثرة المال أو قلته ، المهم في كيفية استخدامه. ٢- وسيلة المال يمكن أن يكون وسيلة من وسائل الحياة الناجحة ، وأيضا يمكن أن يكون مصدر فخ وهلاك للإنسان . الحياة الرهبانية تقوم على مبادي ، أحد هذه المبادئ هو الفقر الاختياري ، وان كسر الإنسان ( الذي تكرس في رهبنة أو تكريس ) هذا الشرط انكسرت رهبانيته . بصفة عامة يقول لنا الكتاب واصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، ( لو ١٦ : ٩ ) ، هذا المال الذي يجب أن تخدم به وأن تفيد به ، وألا تسقط في خطيـة الأنانيـة أو الطمع أو الاكتناز وهذا ما يجعلنا في الصوم الكبير تصلي في الطلبـة : « طوبي للرحـمـا على المساكين .. الكنيسة تطوب الإنسان الذي يمتلك القلب الرحيم الذي يتعطف على كل مسكين.
المزيد
26 سبتمبر 2023

الشمامسة والخدمة الكنسية دور الأرشيدياكون في الكنيسة

ذكرنا في العدد الماضي أن دور الشماس ومساعديه يتلخص فيما يلى : ۱ - خدمة الذبيحة والتسبيح ۲- خدمة الكلمة والتعليم. ٣-خدمة الافتقاد ورعاية المحتاجين. فماذا عن دور الأرشيديا كون ؟ إن هذه الطغمة الكبيرة من الشمامسة ومساعديهم، بل إن العمل الكنسى الضخم ، في حاجة إلى «تدبير وتنظيم » ، وهذا هو دور الأرشيدياكون، إذ أنه يقوم بإدارة الخدمة ، وتدبير وتنظيم العمل بين الشمامسة، بل إنه مسئول أمام الأب الأسقف عما يكلفه به من عمل جداول خدمة القداسات في الكنيسة .وهذه الخدمة الإدارية لا تتعارض مع الروحيات ، كما قد يتصور البعض . فنحن نقرأ عن مواهب الروح القدس في الكنيسة الأولى ما يلى : « فوضع الله أناساً في الكنيسة : أولاً رسلاً ، ثانياً أنبياء، ثالثاً معلمين، ثم قوات، وبعد مواهب شفاء ، أعواناً ، تدابير وأنواع ألسنة » ( ١ كو ۱۲ : ۲۸ ) . وهكذا مع الرسل والمعلمين وصانعي القوات والمعجزات ، تجد «الأعوان» (أى المعاونين، القائمين بالخدمات المساعدة كالطعام والسكن والنظافة .. إلخ)، «والتدابير» (أى المدبرون، ذوى المواهب القيادية والإدارية الذين يديرون الناس وينسقون المهام والوظائف والأعمال المختلفة ) ونحن نذكر كيف اشترط الآباء الرسل فيمن سيخدمون الموائد أن يكون المنتخبون مشهوداً لهم، ومملوئين من الروح القدس ، وحكمة، فتقيمهم على هذه الحاجة » ( أع ٦ : ٣) . وهكذا كان اسطفانوس « مملوءاً إيماناً وقوة، وكان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب» (أع ٦ : ٨) ، وكان وجهه «كأنه وجه ملاك » (أع ٦ : ١٥)، وكان دارساً ممتازاً لتاريخ شعب الله القديم واسفار الكتاب المقدس، كما يتضح من خطابه الشامل في أعمال ، وهكذا قدم مع خدمة الموائد خدمة الكلمة، واستحق أن يكون « أول الشماسية وأول الشهداء » . في طقس السيامة : يوصى الأب الأسقف رئيس الشمامسة قائلاً في روح الصلاة : « أنت الآن يا ملكنا محب البشر، اقبل سؤالنا نحن الخطاة، وارسل نعمة روح قدسك على عبدك (فلان) الذي دعى الرياسة الشمامسة ، بحكم تركية الذين قدموه في الوسط ... اجعله مستحقاً أن : ١ - يكون رئيس شمامسة على بيعتك المقدسة .. اظهره مثل الواحد من السبعة الخدام الذين أقاموهم الرسل الأطهار، اسطفانوس أول الشمامسة وأول الشهداء ٢ - يمسك كأس الدم المكرم الذي للحمل الذي بلا عيب ، الذي لابنك الوحيد ٣- يخدم الأيتام، ويساعد الأرامل ، و يهتم بالمتعبدين ، ويعلم الجهال، ويبكت غير المتأدبين، وينتهر المخالفين، ويرد الضالين ٤- وينظم الإكليروس (أى يرتب جداول الخدمة ) . ه - ويخدم الغرباء، ويأمر بما ينبغي، و يكون مثالاً لجميع الكنيسة» . وهكذا تحدد الكنيسة خدمات ومهام الأرشيدياكون الخمسة بنص طقس سيامتهم . مثلث الرعاية : مما تقدم يتضح أن الرعاية في الكنيسة تقوم على ثلاث ركائز هی : ١- الأسقف ٢- القس ٣- الشماسة و معروف تاريخياً أن الأب الأسقف كان يقسم كل منطقة رعوية (تخدمها كنيسة) إلى مساحات معقولة الحجم، يختص ابذياكون بكل مربع صغير، وكل سبعة مربعات يخدمها أبذياكونيين، يرأسهم شماس، وكل سبعة مناطق برأسها أرشذيا كون وهكذا كانت الرعاية تسير في اتجاهين متكاملين، من الأب الأسقف إلى الآباء الكهنة، إلى الشمامة ، إلى الشعب ، يقدمون خدمة الكلمة والافتقاد والرعاية الشاملة ثم من الشعب إلى الشمامسة إلى الآباء الكهنة إلى الأب الأسقف، إذ يتعرفون على الاحتياجات التي تخص كل اسرة وكل نفس، سواء احتياجات الروح أو النفس أو الجسد فيقوم بها الإكليروس بانتظام، ويحسون بأي مشكلة وهي في بدايتها . من هنا جاءت الكلمة «الشماس عين الأسقف ويده»، بمعنى أنه یری الاحتياجات ويبلغ بها الإكليروس فيقدمون له الحلول ويوصلها للشعب وهكذا كانت الرعاية منظمة وشاملة : لكل اسرة ، ولكل نفس ، في كل مكان، وفى كل زمان .. وذلك حتى لا يفقد أحد» اش ٤٠ : ٢٦) فليبارك الرب كل الجهود ، ليمتلىء بيت الله بأولاده، وليتعرف الكل على سر الخلاص المذخر لنا في الرب يسوع ماذا عن دور الشماسة (المرأة) ... هذا حديثنا القادم إن شاء الله . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الرابع عشر عام ١٩٨٩
المزيد
10 مايو 2023

المسيح القائم يعمل لأجلنا

قام المسيح، لأنه ما كان ممكنًا للموت أن ينتصر عليه، كان يحمل في ذاته قوة قيامته. لذلك هو الوحيد بين الذين قاموا من الأموات، الذي قام بذاته، ولم يقمه أحد قام، وفي قيامته، أعطى للبشرية نعمة القيامة، حينما يسمع الذين في القبور صوته (يو 5: 29) قام منتصرًا، وداس الموت، ليقودنا أيضًا في موكب نصرته. ولكي يعطينا عدم الخوف من الموت، حتى يقول رسوله فيما بعد "أين شوكتك يا موت؟!" (1 كو 15: 55) إن الله الذي سمح أن يدخل الموت إلي طبيعتنا، سمح أيضًا برحمته أن تدخل القيامة إلي طبيعتنا وكما خلق الإنسان من تراب، وبالخطيئة أعاده إلي التراب، هكذا سمح بالقيامة، أن يحول هذا التراب إلي جسد مرة أخري، ولكن في طبيعة أفضل لقد قال قبل صلبه "أبي يعمل حتى الآن، وأنا أيضًا أعمل". وهوذا بعد القيامة يستمر في عمله، ليس فقط في إراحة النفوس المتعبة، وتقوية الركب المخلعة، وإنما أيضًا في إعداد تلاميذه للخدمة، لتسليم العبء الكبير الذي سيلقي عليهم، ليكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها هكذا كان المسيح يعمل بعد القيامة، لأجل الرعاية وأعطي الرب للتلاميذ بقيامته روح الفرح. وكان قد قال لهم قبل صلبه "أراكم فتفرح قلوبكم، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم". وقد كان، وتخلصوا من الخوف والاضطراب، و"وفرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو 20: 20) وعملت روح القيامة فيهم، ومنحتهم قوة، فشهدوا لها وكانوا يكرزون بقيامة الرب من الأموات في كل مناسبة وهؤلاء الذين كانوا خائفين ومختبئين في العلية ظهروا في جرأة، وملأوا الدنيا تبشيرًا، ولم يعبأوا بتهديد رؤساء اليهود، بل قالوا لهم "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" "وكان الرب كل يوم يضم إلي الكنيسة الذين يخلصون" (أع 2: 47) "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع. ونعمة عظيمة كانت علي جميعهم" (أع 4: 23) وكما مكث الرب مع موسى علي الجبل أربعين يومًا، ليسلمه الشريعة، ويسلمه مثال خيمة الاجتماع وكل محتوياتها، هكذا مكث الرب مع تلاميذه أربعين يومًا، يتكلم معهم فيها "عن الأمور المختصة بملكوت الله" حقًا للهدوء والتأمل والخلوة وقت، ولخدمة الآخرين وقت لقد مكث السيد المسيح مع الآب أربعين يومًا في خلوة روحية، وأيضًا أربعين يومًا أخري قضاها مع تلاميذه يعلمهم ويثبت إيمانهم. وفي تلك الفترة سلمهم العقيدة وكل تفاصيل الإيمان، وأسرار الكنيسة وكيف يمارسونها، وكل الترتيبات الخاصة بالعبادة.. وأصبحت قيامة الرب مركز فرح التلاميذ وموضوع كرازتهم إنها فترة في التسليم والتعليم والتفهيم وفيما بعد ظهر للقديس بولس أيضًا، الذي قال عن سر الافخارستيا "تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا.." (1 كو 11: 23) وهكذا تتابعت عملية التسليم، من الرب لتلاميذه، لتلاميذهم الرب سلم بولس وماذا فعل بولس؟ إنه يقول لتلميذه تيموثاوس "وما سمعته مني بشهود كثيرين، أودعه أناسًا أمناء، يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" (2 تي 2: 2) وهكذا بعد أن علم تلاميذه، قال لهم قبل صعوده "اذهبوا اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 16: 15)، "تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم جميع ما أوصيتكم به" (متى 28: 19، 20) وهكذا كما سلمهم التعليم، سلمهم التعميد أيضًا والتعليم والتعميد، لم يأمر بهما الشعب كله، إنما هو تكليف خاص بتلاميذه فقط، انتقل منهم إلي خلفائهم الأساقفة، الذين سلموه بدورهم إلي أناس أمناء أكفاء، وليس إلي عامة الشعب إنه عمل من أعمال الكهنوت، يقوم به رجال الإكليروس وهكذا قبل أن يسلمهم التعليم والتعميد، سلمهم الكهنوت، ومع الكهنوت سلمهم سلطان مغفرة الخطايا وهكذا يشرح لنا إنجيل يوحنا، كيف أن الرب ظهر لتلاميذه دخل والأبواب مغلقة، وقال لهم "سلام لكم كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولما قال هذا نفخ (في وجوههم) وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه، تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه، أمسكت" (يو 20: 19-23) إن منح الروح القدس لسلطان الكهنوت ومغفرة الخطايا، غير منح الروح القدس في يوم الخمسين، الذي منح التلاميذ موهبة التكلم بألسنة وقوة علي الكرازة والتبشير. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
13 نوفمبر 2023

كيف نحب ؟ قوة المحبة

"اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها غيب لظى الرب. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء ىء المحبة والسيول لا تغمرها. إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقاراً" (نش ۸: ٦، ٧) ما معنى أن المحبة قوية كالموت ؟ معنی ذلك أن المحبة مستعدة أن تبذل ذاتها إلى حد الموت ..مثلما قيل عن الشهداء إنهم لم يحبوا حياتهم حتى الموت » ( رو ۱۲ : ۱۱). فالمحبة حتى الموت هي أعلى درجات المحبة هؤلاء الشهداء قد تعلموا المحبة من الله نفسه لأن «الله بين محبته لنا إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا » (روه : ۸). وليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحيائه » (يو١٥: ١٣ ) لقد وضع الرب لنا مثالاً في المحبة لتتعلم منه وهكذا أحب القديسون الله حينما نظروا محبته القوية الجارفة « فى هذا هي المحبة ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا » ( ١ يو٤ : ١٠ ) . المحبة تتخطى كل الصعاب هذه المحبة القوية يبدو أمامها الصعب سهلاً. فهى تضح بالمال والجهد وتبذل نفسها بلا تأخير إنها لا تنتظر سؤال الآخرين وتوسلاتهم، بل تسعى نحوهم بشغف تبحث احتياجهم تترفق بالضعفاء لا تتوقف عن العطاء تحمل أثقال الآخرين تمسح دموع المنكسرين تكتسح جميع الصعاب والعقبات تتخطى كل الإعتبارات المحبة في صلابتها وقوتها تستطيع أن تظل صامدة إلى النهاية لا تتراجع بسبب وعيد أو تهديد.. لا يرهبها المرض، ولا يثنيها عن تحقيق الغرض لا ترجع أبداً فارغة لا ترعبها الشياطين بكل ثقل المحاربات المؤلمة لأن مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفىء المحبة والسيول لا تغمرها » (نش ۷:۸) إنها نار إلهية تضطرم فى القلب ولا يمكن أن تنطفىء لأنها تستمد قوتها وفاعليتها من الله «محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا » (روه : ه). لهذا يلزمنا أن نتسحق أمام الله باتضاع متضرعين باستمرار، لكي تمتلىء قلوبنا من فاعلية هذا الروح النارى الذى حل على الكنيسة في يوم الخمسين. المحبة والصليب إن المحبة لا تطرح الصليب عن كاهلها، لكي تجد سعادتها بعيداً عنه بل تعانق الصليب بفرح . لأنها في الصليب عاينت مجد المحبة الإلهية، وصار الصليب بالنسبة لها ينبوعاً منه تستقى وتفيض على الآخرين كما قال السيد المسيح « من آمن بی كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى » » يو٧ : ۳۸) . يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية » (يو٤ : ١٤ ) . لا يمكن أن نفصل بين الحب والحياة، لأن الله هو الحب وهو الحياة فبدون الحب لا يكون للحياة وجود ولا معنى وخارج دائرة الحب لا يصير لوجودنا معنى . بل هناك الضياع بعيداً عن الله حيث تهيم النفس بلا هدف لا تدرى لوجودها سبب، ولا تلمس لحياتها وجود وهذا هو الموت بعينه إن الإنسان الذي يبذل ذاته بالصليب، يجد ذاته في الله لأنه حيثما توجد المحبة، فهناك يوجد الله لأن « الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت فى الله والله فيه» (ايو ٤ : ١٦). ولا ننسى أن الله هو الذى به نحيا ونتحرك وتوجد » (أع ۱۷ : ۲۸ ) . لغة المحبة المحبة هى اللغة التي تفهمها كل شعوب العالم. إنها تتكلم بجميع الألسنة وتدخل سريعاً إلى قلوب الآخرين . إنها لغة السماء.. فقبل أن تحل مواهب الروح القدس على التلاميذ ليتكلموا بجميع الألسنة تكلم ! الله مخاطباً العالم كله بلغة المحبة على الصليب. فالصليب هو كلمة حب نطق بها الله في سمع البشرية كلها ويكون فى ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجداً » (أش ١١: ١٠). عن هذا تكلم القديس بولس الرسول فقال: «الله يعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة . كلمنا في هذه الأيام الأخيرة فى ابنه » (عب ۱ : ۱، ۲). أي أن الله قد كلمنا بكل كلام المحبة، وبكل كلام الحياة في المسيح إن الصليب هو مفتاح لغة المحبة، وهو مفتاح الحياة. هو السر الخفى وراء كل عمل من أعمال المحبة في حياتنا نحن لا نعرف اللغة التى ينطق بها السمائيون، وما هي لغة الملائكة ! ولكنها بكل تأكيد هي لغة المحبة بالدرجة الأولى... ربما عن هذه اللغة تنبأ أشعياء النبى حينما تكلم عن المسيحية في مصر فقال « فى ذلك اليوم يكون فى أرض مصر خمس مدن تتكلم بلغة كنعان (اش ۱۹ : ۱۸)إن لغة المحبة هي لغة الشكر والتسبيح ، وهي اللغة التي تجمع الخليقة كلها في فرح وسعادة حول الله ينبوع الحب والحياة. نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الخامس والعشرون عام ١٩٨٩
المزيد
30 نوفمبر 2023

شخصيات الكتاب المقدس تيطس الرسول

تيطس: كان رفيقاً نافعاً لبولس الرسول فى خدمته (2كو8: 23). تيطس من جزيرة كريت واسقفاً لها، خدم مع بولس 2كو 2: 13 لم تكن لي راحة في روحي لاني لم اجد تيطس اخي.لكن ودعتهم فخرجت الى مكدونية 2كو 7: 6 لكن الله الذي يعزي المتضعين عزانا بمجيء تيطس. 2كو 7: 13 من اجل هذا قد تعزينا بتعزيتكم.ولكن فرحنا اكثر جدا بسبب فرح تيطس لان روحه قد استراحت بكم جميعا. 2كو 7: 14 فاني ان كنت افتخرت شيئا لديه من جهتكم لم أخجل بل كما كلمناكم بكل شيء بالصدق كذلك افتخارنا ايضا لدى تيطس صار صادقا. 2كو 8: 6 حتى اننا طلبنا من تيطس انه كما سبق فابتدأ كذلك يتمم لكم هذه النعمة ايضا. 2كو 8: 16 ولكن شكرا للّه الذي جعل هذا الاجتهاد عينه لاجلكم في قلب تيطس. 2كو 8: 23 اما من جهة تيطس فهو شريك لي وعامل معي لاجلكم.واما اخوانا فهما رسولا الكنائس ومجد المسيح. 2كو 12: 18 طلبت الى تيطس وارسلت معه الاخ.هل طمع فيكم تيطس.أما سلكنا بذات الروح الواحد.أما بذات الخطوات الواحدة غل 2: 1 ثم بعد اربع عشرة سنة صعدت ايضا الى اورشليم مع برنابا آخذا معي تيطس ايضا. غل 2: 3 لكن لم يضطر ولا تيطس الذي كان معي وهو يوناني ان يختتن. تي 1: 4 الى تيطس الابن الصريح حسب الايمان المشترك نعمة ورحمة وسلام من الله الآب والرب يسوع المسيح مخلّصنا ولد هذا القديس العظيم فى مدينة كريت وهو ابن اخت والي المدينة. وقد تعلم اللغة اليونانية وتأدب بكل ادابها وحكمتها حتى برع فيها جدا. وكان وديعاً شفوقاً كثير الرحمة. ففى ذات ليلة راى فى رؤيا كأن من يقول له ,, اجتهد فى خلاص نفسك فإن هذا العالم لا ينفعك ,, فلما انتبه بقى متحيراً لا يدرى ماذا يعمل؟ ولما انتشرت اخبار ربنا يسوع المسيح فى اكثر بلاد سوريا وسمع والى كريت خال هذ القديس بتلك الايات الباهرة تعجب جداً واراد ان يعلم حقيقة الامر. واذا لم يجد افضل من هذا القديس لكشف الخبر ارسلة، فمضى الى اليهودية فراى الايات العظيمة والاقوال المقنعة وميز بينها وبين الاقوال اليونانية. فوجد الفرق واضح والحق ساطع فامن. ثم ارسل الى خالة (والى كريت) اعلمة بما عاين وسمع ولما اختار السيد المسيح رسلة السبعين كان منهم ونال نعمة المعزى (الروح القدس) مع باقى التلاميذ ولما صار انتخاب القديس بولس الرسول صحبه الى بلاد كثيرة وبعد ان أستشهد القديس بولس عاد هو الى كريت وبنى فيها كنيسة ورسم قسوسا لها ولغيرها من البلاد المجاورة لها. ثم تنيح بسلام وتعيد له الكنيسة القبطية تحت اليوم الثانى من شهر النسئ عيد نياحتة. السنكسار، 2 نسيء. نياحة القديس تيطس الرسول (2 نسئ) في مثل هذا اليوم تنيح القديس تيطس الرسول. ولد في كريت وهو ابن أخت والي المدينة. تعلم اللغة اليونانية وتأدب بكل آدابها حتى نبغ فيها. وكان وديعا رحيما ولما انتشرت أخبار ربنا يسوع المسيح في أكثر بلاد الشام. اهتم والي كريت خال هذا القديس بتلك الآيات الباهرة والتعاليم السامية وأراد أن يتحقق مما سمع، فأرسل تيطس ليأتيه بالخبر اليقين. فلما وصل إلى أرض اليهودية ورأي الآيات وسمع الأقوال الإلهية وقارن بينها وبين الأقوال اليونانية، وجد الفرق واضحا فآمن بالسيد المسيح وأرسل إلى خاله يعلمه بما رأي وسمع ولما اختار الرب السبعين رسولا كان هو أحدهم وبعد صعود المسيح نال نعمة الروح القدس مع التلاميذ. وقد صحب بولس الرسول في بلاد كثيرة ولما ذهب بولس إلى روما عاد هو إلى كريت وبني فيها كنيسة ورسم لها قسوسا وشمامسة ولما أكمل سيرته الرسولية تنيح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين نقل جسد القديس تيطس أسقف كريت الى القسطنطينية (18 كيهك) في مثل هذا اليوم نقل جسد القديس العظيم تيطس الرسول تلميذ القديس بولس الرسل، من كريت إلى مدينة القسطنطينية، بأمر الملك البار قسطنطين الكبير، الذي لما تقلد الملك من السيد المسيح، وجه عنايته إلى الاهتمام بأمور الكنائس التي في مملكته، وتجميلها بإبداع الرسوم والجواهر الغالية، خصوصا كنائس القسطنطينية كرسي المملكة، فقد أراد إن يجملها ايضا بالجواهر الروحانية وصار يجمع أجساد الرسل القديسين، وما يعثر عليه من أعضاء الشهداء المكرمين، ولما سمع بان جسد الرسول تيطس بمدينة كريت، أرسل بعضا من رؤساء الكهنة إلى هناك، فحملوه بالتبجيل وأتوا به إلى القسطنطينية، وبني له هيكلا جميلا، ووضعوه في تابوت داخل الهيكل، وقد شرف الله هذا الرسول بظهور آيات كثيرة من أعضائه المقدسة، منها انه لما حملوا تابوته ليدخلوا به إلى الهيكل، حدث إن وقع علي قدم أحد الحاملين فكسرها، فاخذ الرجل من زيت القنديل المعلق أمام أيقونة القديس، ودهن منه قدمه وربطها، ثم قضي ليلته بالكنيسة بجوار التابوت لأنه عجز عن الذهاب إلى منزله، وفي الصباح عادت قدمه صحيحة وعليها فقط آثار الدماء، فتعجب هو وكل من رآه، وغسل الدم ومشي علي رجليه كالعادة من غير آلم، ممجدا الاب والابن والروح القدس الإله الواحد، ومحدثا بهذه الأعجوبة، صلاته تكون معنا امين.
المزيد
24 يونيو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثالث من شهر بؤونة

تتضمن الحث على الصلاة . مرتبة على قوله تعالى : " أسالوا تعطوا . اطلبوا تجدوا " ( مت ۷ : ۷-۱۲ ) إذا كان ربنا برحمته ورأفته يريد منا أن نسأله فيجود علينا وأن نطلب منـه فيعطينا أضعاف مطلوبنا وأن نقرع باب رحمته فيفتح لنا . فما بالنا نتهاون في طلـب الخلاص ؟ أنه قبيح بنا ومخالف لمقاصده تعالى أن نلتمس منه ما تلتمسه الخـوارج . فنطلب منه الزيادة في الأموال وكثرة الخصب والغلبة على الاعداء واشــــــبـاه ذلـك ، لان هذه الامور يطلبها البعيدون عن شريعة المسيح . اما الذين اشتراهم المسيح بدمه وفداهم بنفسه واعد السـماء مسكنا وأمرهم أن لا يقفوا في الفضيلة عند حد التشبه بالملائكة بل دعاهم إلى التشبه بسـيد البرايا كلها . فينبغي أن يكون طلبهم موافقا لإرادته لكي يخولهم المملكـة السـموية والسعادة التي لا نهاية لها . فإن قلت وإذا كان الله المعطى رؤوفـا رحيمـا جزيـل العطاء بهذا المقدار كثير التحنن على شعبه . فما الحاجة إلـى تكـرار الطلـب ودوام السؤال ؟ قلت إن ذلك لكى يتبين للمهملين أنـه يحـكـم بـالعدل ويقسـم المواهـب بالإنصاف . لأن ارباب الممالك الارضية إذا قصـدوا أن ينعمـوا علـى رجالـهم الناصحين لهم العاملين بمقتضى إرادتهم ، فالذين يخدمونهم كما ينبغي فأنهم يـأمرون بحشد العساكر واجتماع كبراء المملكة ثم يـأمرون أولئـك بالمكافحـة ليظـهروا شجاعتهم . فيرى الباقون إنه إنما جاد على المستحقين وأنعـم علـى المسـتأهلين . وحينئذ يندمون على الكسل ولا يتظلمون . وإذا كان الذين يقصدون نوال الجوائز الارضية يجهدون ذواتهم ويكلفـون أنفسهم اتعابا جسمية كالمصارعين والذين يلعبون على الحبـال والذيـن يـنـاضلون بالسهام والذين يتبارزون في السباق والذيـن يحملـون الاثقال الباهظـة والذيـن يروضون السباع والخيل . انهم يحتملون هذه المشقات لكي ينالوا الجوائـز القليلـة والمديح الباطل . وكذلك الحكماء والفلاسفة فإنهم يجهدون ذواتهم ويتكلفـون سـهر الليل وصيام النهار ويتوحدون في الخلوات البعيدة ويهجرون التنعم واللهو واللـذات . ويزعجون أفكارهم في تحقيق المسائل وإنشاء المصنفات . كل ذلك ليظـهر فضلـهم بين الناس وينالوا أحسن الصيت والكرامة . بل مالي أذكر هؤلاء واترك الذين يخدمون الملوك ويتجندون لـهم . فانـهم يعرضون أنفسهم لضرب السيوف وطعن الرماح ورمى النبــال . ويتكلفـون نقـب الأسوار ويلقون أنفسهم في المهاوى والخنادق ليأخذوا إكليل الغلبة من ملوكهم . فياللعجب من الذين وعدوا بملك السماء وسعادة الأبد . والقيام لـــــــدى مـنـبر المسيح وأخذا الأكاليل النورانية . كيف لا يهتمون ولا يجاهدون في تحصيـل هـذه الجوائز العظيمة ؟ وما أعظم رحمة سيدنا فإنه لعلمه بقصر ايامنا وأننا بعد المـوت لا نجد فرصة نتوب فيها عن ذنوبنا . ينهض عزائمنا تارة بالمثال وتارة بالتنبيـهات . ويعدنا تارة ويتوعدنا أخرى . ويرغبنا في الطلب بقوله إذا كنتم أنتم الذيـن تتقبلـون بين الضرورات يحملكم حب الأولاد المطيعين لكم الطالبين منكم على أن تمنحوهـم أفضل مما يطلبون . فكم بالأحرى أبوكم السماوي القادر على كل شئ . وانا اقول لأرباب الأموال والأغنياء . يا للعجب من كون أحدكــم إذا كـان يضيع ثوره أو حماره أو غير ذلك من أمواله فانه يجتهد فـى طلبـه ويبـالغ فـى الاجتهاد ويعد الحراس وحفظة الشوارع . ويفـرغ جـهـده فـي السـعي والسـؤال والاستقصاء من الجيران وهو في ذلك بين الشك واليقين في وجود المفقود . وأنتـم ترون سعادة الملكوت هاربة من الخطاة ولا تجتهدون في طلبها . فإذا كنـت تجـهد نفسك هكذا في طلب الدنايا الفاسدة بطبائعها ، فما بالك لا تطلب النفائس الباقية إلـى الأبد ؟ ولماذا لا تفعل في طلب هذه كما تفعل في طلب تلك ؟ ولماذا لا تفـرق بيـن الطالب والمطلوب منه . لأن الذين يكررون الطلب من الآباء والإخـوة والأصدقـاء يستثقلونهم ويتضجرون منهم . وربما يغلقون الأبواب في وجوهـهم . وأمـا الذيـن يطلبون من إلههم فكلما كرروا الطلب وداوموا السؤال والتضرع . كثـرت عنايتـه وتحننه عليهم ومنحهم أفضل مما يطلبون . فسبيلنا أن نترك الطلب من المخلوقين مثلنا . ونواصل الطلـب مـن الـرب إلهنا . الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل