المقالات

12 فبراير 2024

النظرة التكاملة للشخصية

ويقول معلمنا لوقا البشير عن الرب يسوع له المجد « وأما يسوع فكان يتقدم فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس ، ( لو ٢ : ٥٠ ) . ومن خلال هذه الآية المقدسة نستطيع أن نتبين نظرة الله إلى الإنسان، هذه النظرة التكاملية التى بدأ علماء النفس في العصر الحديث بالتكلم عنها بينما سبقهم الرب يسوع في إختبارها بالآف السنين كان ينمو في الحكمة هذا ما يسميه العلماء النمو العقلى كان ينمو في القامة وهذا ما يسمى بالنمو الجسمى كان ينمو في النعمة وهذا ما ندعوه بالنمو النفسى عند الله و هذا ما نطلق عليه النمو الروحي وعند الناس وهذا هو النمو الاجتماعي فالمسيحية تهتم بتنمية القدرات العقلية كي تستخدم في مجالها لسيطرة الإنسان على الطبيعة وإداء رسالته في الحياة ، ولكنها تعطى للعقل إستنارة وحكمة إلهية تجعله خاضعا لكلمة الله بعيداً عن كل تمرد فكرى وإنحراف ذهنى شيطاني والمسيحية تهتم بتنمية الطاقات النفسية فيحيا المسيحى مبتهجاً سعيداً له نفسية مدوية إيجابية خالية من كل كبت وحرمان وشعور بالنقص أو شعور بالنفوق أو كل ما يعطل النمو النفسي السليم من عقد نفسية وإنفعالات مكبوته .والمسيحية تهتم أيضاً بالنمو الجسمى وتقدر قيمة الجسدكوزنة هامة في حياة الإنسان وكهيكل للروح القدس وكأداة تستخدم لتنفيذ مقاصد الله وكإناء مبارك سيحمل النور والبهاء متجلياً في مجد لا ينطق به عند المجىء الثانى للرب يسوع والمسيحية تهتم أيضاً بالنمو الإجتماعي وتقدر العلاقات الإنسانية والتفاعل الإجتماعى وأهمية الدور الذي يؤديه المؤمن في حياته مع الناس والآخرين والجماعات بكافة أنواعها وأبعادها وهى ترى في هذا النمو برهانا على صدق الايمان ونقاوة المحبة وسلامة الرجاء المبارك الداخلي والمسيحية تهتم أيضاً بالنمو الروحي السليم لأنه هو قمة النمو المتكامل ، فالروح هي التي تقود كل نمو داخلي ، وهي التي توجه كل الطاقات نحو السماء ، وهى التى تعطى القدرة على البذل وتهون المعاناة وتنمى و تخصب الكيان ، ولها عين بسيطة نقية تعاين الله وترى ما لا يرى، ولها أذن مختونة تسمع الأصوات القادمة من الأبدية ، هذه التى لا يسمعها أهل العالم في ضجيجهم وصخبهم، ولها قلب يحس بأمور لا يحسها غير المؤمن . كيف يتحقق هذا النمو المتكامل ؟ ولا يمكن أن يتحقق هذا النمو المتكامل المسيحى لا يعى رسالته ولا يدرك مسئوليته ، إذ يلزم بادىء ذي بدء أن يثق المسيحى أنه ليس ترساً في آلة ، وليس نقطة في محيط واسع ، وإنما هو كاهن الخليقة وتاجها ، وقد حمله الرب مسئولية تنفيذ مقاصده الإلهية في دائرة حياته الخاصة مهما كانت بسيطة وصغيرة وتافهة في نظر الناس .ولا يمكن أن يتحقق هذا النمو المتكامل إلا من خلال الارشاد والتوجيه النير السليم والطاعة الحقيقية للروح في كافة المجالات فكما أن الآباء الجسديين يهتمون بنمو أولادهم في الجسد وفى العلم والمعرفة ، فإن الآباء الروحيين الحقيقين يهتمون بالتدبير السليم المتكامل الواعى الذى يحرص على تقدم كل جانب من جوانب الشخصية وكلما كان المسيحى مطيعاً للحق الذي في كتابه المقدس والذي في مرشده الروحى وأبيه فى الاعتراف ، كلما كان مستعداً لتقبل النضج في كافة مجالاته ، والأمانة فى حفظ الوصية ، والاختبار السليم لمحبة المسيح ؛ والانفتاح الصادق للمسات الحب الإلهى هذه كلها تجعل الشخصية خصبة نامية ، لها القدرة على العمق كما تغوص الجذور فى التربة ، ولها القدرة على العلو كما يعلو النخيل في الهواء ، ولها القدرة على الاتساع كما تتسع الأغصان حمل مئات العناقيد والأثمار إن الشخصية كفاح مستمر وجهاد دائم وانتصار مستمر على استعباد الذات وليس فى إستطاعة الانسان أن يحقق امكانياته إلا بالجهاد و احتمال المعاناة والسيطرة على الأهراء والشهرات ويرى الفيلسوف برديا يف أن العلامة الحقيقية لنمو الشخصية هي تخلصها من الإنفرادية وقدرتها على البذل والتلاحم مع الآخرين. إسمعه يقول : إن أثر أنواع العبودية هي إستعباد الإنسان لنفسه ، تقوقعه فى الأنا المغلقة ودورانه حول ذاته الميتة ، . يفرق برديا يف بين الشخصية والفردية، فالرجل الفردى يعنى بالتعبير عن رغبانه وشهواته ويستشعر دائماً أنه في عزلة عن سائر الناس ، ولكن صاحب الشخصية يرى أن له رسالة ، وأن عليه أن يقوم بنصيبه في خدمة الانسانية والشخصية تنمو فى كنف الحب والعطف والعمل الخلاق الموجه إلى الخير العام الشامل . إن الوجود الحق عند هذا الفيلسوف هو وجود الشخصية الحرة، والحرية هناهى ما قصده الرب يسوع .. الحرية الباطنية .. التي تقفز بالانسان خارج سجن ذاته ، وتعطيه القدرة على الانفتاح الآخرين ومحبة الغير و خدمته وقد شرح الرسول بولس هذا الاتجاه في إلهام عجيب عندما بين أن أعضاء الجسد الواحد تستمد كيانها من خلال عضويتها الحية ، وأن المواهب الشخصية ليست الأنانية وإنما لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح، كما أوضح أن الهدف النهائى من جهادنا سوياً ونمونا سوياً أن ننتهى جميعنا إلى وحدانية الايمان ومعرفة إبن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة مل. المسيح ، (أفسس ١٣:٤). نيافة المتنيح الانبا بيمن اسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب المسيحية وبناء الشخصية
المزيد
04 أبريل 2024

بدعة سيمون الساحر

بدء فكرة السيمونية Simony "ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة اللَّه، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا" القديس يوحنا الذي سبق فطلب مع أخيه يعقوب من رب المجد يسوع أن يرسل نارًا ليحرق قرية سامرية (لو 9: 25 الخ)، هو نفسه الآن ينطلق مع القديس بطرس، منتدبين من الكنيسة في أورشليم، لمساندة القديس فيلبس في خدمته في السامرة. ذهبا الآن لكي تنزل نار الروح القدس الذي يجدد القلوب ويسكب المحبة الإلهية فيها، ويشَّكل النفوس لتصير العروس المقدسة للسيد المسيح إذ قبل السامريون الكلمة بأعداد كبيرة صار العمل يحتاج إلى أيدٍ أخرى للعمل بجانب القديس فيلبس. إنها أول حركة كنسية جريئة من أورشليم، أن تبعث رسولين إلى خارج اليهودية لخدمة السامريين، لينضم سامريون إلى العضوية الكنسية إرسال بطرس ويوحنا إلى السامرة من قبل الكنيسة في أورشليم يؤكد العمل الكنسي الجماعي، ودور الكنيسة في أورشليم القيادي، وأنه لم يكن بين الرسل رئيس، بل كان الكل متساوين في السلطان الرسولي. لا يحمل القديس بطرس رئاسة ليرسل رسلاً، بل في تواضعٍ وحبٍ وشركةٍ أطاع صوت جماعة الرسل الذين أرسلوه مع القديس يوحنا للعمل بحكمة. اختار الرسل القديس بطرس المعروف بغيرته واندفاعه ومعه القديس يوحنا المعروف بهدوئه ورقته؛ وقد حدث انسجام بينهما مع اختلاف سماتهما، إذ شعر كل منهما محتاجًا للآخر. فاختلاف السمات أو المواهب علامة صحية للكنيسة مادام الحب مع التواضع يعملان في حياة الجماعة "اللذين لمّا نزلا صلَّيا لأجلهم، لكي يقبلوا الروح القدس" "لأنه لم يكن قد حلّ بعد على أحدٍ منهم،غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع" "حينئذ وضعا الأيادي عليهم،فقبلوا الروح القدس" كان المؤمنون قد نالوا سرّ العماد، الآن وضع الرسولان بطرس ويوحنا الأيادي ليحل الروح القدس عليهم. وقد تسلم الأساقفة هذا التقليد أو التسليم: "وضع الأيادي"، وقد دُعي سرّ المسحة" أو "سرّ الميرون" حيث يسكن الروح القدس في أعماق النفس، ويقدس حياة المؤمن، ويقوده لكي يحمل أيقونة المسيح، وسأتحدث عنه في ملحقٍ خاص به في نهاية الحديث عن هذا الإصحاح. لقد سبق فأوصى تلاميذه ألا يدخلوا مدينة للسامريين (مت 10: 5)، الآن بعد صعوده وإرسال روحه القدوس فتح أبوابها لهم ليكرزوا ويعمدوا. قام القديس فيلبس بتعميدهم باسم الرب يسوع، فلماذا لم يضع يده عليهم ليحل عليهم الروح القدس؟ يرى البعض أن موضوع قبول الأمم للإيمان ونوالهم سرّ العماد وحلول الروح القدس كان أمرًا غاية في الخطورة، لم يكن ممكنًا لليهود المتنصرين في البداية أن يقبلوه. فلو تم ذلك خلال فيلبس وحده لأخذ اليهود المتنصرين منه موقفًا متشددًا، وربما حسبوا عمله باطلاً. لهذا قام بالكرازة والعماد، وجاءت كنيسة الختان ممثلة في شخصي بطرس ويوحنا تثبت صحة العمل بوضع الأيادي ليقبلوا الروح القدس. فما فعله الرسولان لا يقلل من شأن القديس فيلبس، ولا يضعه في موقف العجز عن وضع اليد لقبول الروح القدس، إنما كان بخطة إلهية لتأكيد وحدة العمل جميعًا في فتح باب الإيمان للأمم كان قبول الروح القدس في بداية الكرازة يختلف من حالة إلي أخرى حسب ما يراه الروح من أجل ظروف الكنيسة القديس كيرلس الأورشليميي قال: " أيام موسى كان الروح يُعطي بوضع الأيدي (عد 11: 29)، وبوضع الأيدي يعطي بطرس الروح. " "ولما رأى سيمون أنه بوضع أيدي الرسل يُعطى الروح القدس، قدّم لهما دراهم".ظن سيمون أنه قادر أن ينال سلطان الرسل في صنع الآيات والعجائب بدفع دراهم للرسل، ولم يدرك أن الرسل أنفسهم تمتعوا بها كنعمةٍ مجانيةٍ، مُقدمة لهم من الله نفسه؛ وأن هؤلاء الرسل قد باعوا كل ما لهم ليتبعوا المصلوب. فما أراد أن يقدمه لهم سيمون ليس له موضع في قلوبهم ولا في فكرهم مع أن سيمون قد قبل الإيمان المسيحي، لكن قلبه كان لا يزال أسيرًا لعمل أمور فائقة خلال السحر، ولعله ظن في السلطان الرسولي أنه نوع من السحر، ولكن بطبيعة أخرى غير التي مارسه قبل الإيمان إنه مثل بلعام، قدم مالاً ليقتنى الموهبة، فكانت غايته نوال مكاسب مادية وراء هذا العمل أخيرًا فإن تصرف سيمون يكشف عما في قلبه من كبرياء واعتداد بالذات القديس أغسطينوس قال: " أحب سيمون الساحر سلطان المسيحيين أكثر من البرّ. " "قائلاً: أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان، حتى أي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس" يرى القديس ايريناؤس أن سيمون الساحر ظن أن ما يمارسه الرسل من عجائب هو عن معرفة أعظم للسحر وليس بقوة الله، لذلك أراد اقتناء هذه الموهبة بدراهمٍ، لكشف السرّ له. لقد أظهر رغبته في التعرف على أسرار أعظم للسحر عوض إيمانه بالله وتوبته العلامة ترتليان يقول: " لا يقدر أن يرجو ملكوت السماوات من يفسد السماء بإصبعه وعصاته السحرية (أي باستخدامه النجوم في السحر)." القديس إيريناؤس يقول: " إذ تقبلت الكنيسة العطايا مجانًا من الله تخدم الآخرين مجانًا. "القديس كيرلس الأورشليمي يقول: " لم يقل: "أعطياني أنا أيضًا شركة الروح القدس" بل قال: "هذا السلطان"... لقد قدم مالاً لمن ليس لهم مقتنيات، مع أنه رأى الناس يقدمون ثمن الأشياء المُباعة ويضعونها عند أرجل الرسل. "القديس أغسطينوس يقول: " عندما رأى سيمون ذلك ظن أن هذه القوّة هي من البشر، فأراد أن تكون له هو أيضًا. ما ظنّه أنه من البشر، أراد أن يشتريه من بشر. " "فقال له بطرس: لتكن فضتك معك للَّهلاك، لأنك ظننت أن تقتني موهبة اللَّه بدراهم". كشف له القديس بطرس عن جريمته، وهي اعتقاده أنه قادر أن يقتني المواهب الإلهية التي لا تُقدر بثمن بدفع دراهمٍ يؤمن القديس بطرس أن محبة المال مدمرة للنفس، فإن كان قلب سيمون مرتبطًا بهذه الرذيلة إنما يهلك مع ما لديه من فضة، التي حتمًا تزول وتتبدد، بل والأرض كلها تزول لقد ربط نفسه بما هو زائل فينحدر مع ما ارتبط به ظن سيمون أنه قادر أن يشتري من الله إحساناته الإلهية وعطاياه السماوية بالمال؛ وهو بهذا يهين الله الكلي الحنو "ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر، لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام اللَّه"."نصيب": تستخدم في توزيع الميراث حيث ينال كل شخص نصيبه منه. فإذ كان قلب سيمون غير مستقيمٍ لم يعد يُحسب ابنا لله القدوس، وبالتالي ليس من حقه أي نصيب في الميراث. وكأن ما يشغل ذهن المسيحي ليس نواله النصيب من الميراث، مهما بلغت قيمته، وإنما التمتع بالبنوة لله، والثبات فيها، عندئذ ما يناله من مواهب في هذا العالم، أو من ميراث في الحياة الأبدية، هو ثمر طبيعي للبنوة الفائقة "قرعة": كانت تستخدم حين تتحقق نصرة جيشٍ ما، فيجمع الغنائم وتُستخدم القرعة في توزيعهما. ليس من حق سيمون أن يتمتع بالقرعة، لأنه عزل نفسه عن جيش الله، ولم يعد بالجندي الصالح الذي يهدم حصون إبليس ويسحقه بالنعمة تحت قدميه، فأي قرعة تعمل لحسابه؟أخيرًا، فإن علاج الموقف ليس مجرد التراجع عن طلب الموهبة بدراهمٍ، بل التحول من الاعوجاج أو عدم استقامة قلبه إلى الاستقامة والقداسة والإخلاص في محبته لله لقد آمن سيمون واعتمد، لكنه أصر على الاعوجاج وعدم التمتع بالحياة الجديدة التي في المسيح يسوع. فالله يراه حسبما يكون قلبه عليه، لأنه فاحص القلوب والكلي تُنسب السيمونية لسيمون الساحر الذي ظن أنه قادر أن يقتني مواهب الروح القدس بدراهمٍ، إما لمكسبٍ مادي أو لنوال كرامةٍ زمنيةٍ. تناقض السيمونية عمل الروح، لأن مواهب الروح تقدم لمن باعوا العالم وصلبوا الذات مع الشهوات من أجل المجد السماوي. فمن كان نصيبه السماء لا ينتظر مكاسب مادية أو مجدًا زمنيًا جاء في إبيفان Epiphan [قال سيمون عن نفسه أنه الابن، وأنه لم يتألم حقيقة، بل بدا لهم هكذا.] [وأنه جاء بنفسه بين اليهود بكونه الابن، وبين السامريين الآب، ولبقية الأمم بكونه الروح القدس.] في دفاعه الموجه إلى أنطونيوس بيوس كتب الشهيد يوستينوس [كان يوجد سيمون السامري من قرية تدعى Gitton في أيام حكم كلاديوس قيصر في روما مدينتكم الملكية، هذا صنع أعمالاً وسحرًا، وذلك بواسطة الشياطين العاملة فيه. لقد حسبوه إلهًا وكُرم بينكم بعمل تمثال له، حيث أقيم في نهر التيبر بين جسرين، وحمل هذا النقش "Simoni Deo Sanceto" الذي هو "سيمون، اللَّه القدوس."] وذكر القديس إيريناؤس والعلامة ترتليان ذات القصة القديس كيرلس الأورشليمي قال: " سيمون الساحر هو مصدر كل هرطقة، هذا الذي جاء عنه في سفر أعمال الرسل أنه فكَّر أن يشتري بمالٍ نعمة الروح القدس، فسمع القول: "ليس لك نصيب في هذا الأمر" الخ.، وعنه أيضًا كُتب: "منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا" (1 يو 19: 2) هذا الإنسان بعدما طرده الرسل جاء إلى روما، حيث استمال إليه زانية تدعى هيلين Helene. وقد تجاسر بفمه المملوء تجديفًا أن يُدعي أنه هو الذي ظهر على جبل سيناء كالآب، وظهر كيسوع المسيح بين اليهود، ليس في جسدٍ حقيقيٍ بل كان يبدو هكذا، وبعد ذلك كالروح القدس الذي وعد المسيح أن يرسله كمعزٍلقد خدع مدينة روما حتى أقام له كلوديوس تمثالاً نقش عليه من أسفل بلغة الرومان: Simoni Deo Sancto، وهى تعني "إلى سيمون اللَّه القدوس" القديس ايريناؤس قال: " اشترى سيمون من صور، وهي مدينة فينيقية، زانية معينة تدعى هيلين، اعتاد أن يأخذها معه، معلنًا أن هذه السيدة هي أول إدراكات ذهنية، وأنها أم الجميع، بواسطتها أدرك منذ البداية خلقة الملائكة ورؤساء الملائكة. "كشف له الرسول عن سمات شخصيته الخفية وهي "عدم استقامة قلبه"؛ فجريمته تكمن في أعماقه، ولا تقف عند ما نطق به أو سلك به. فهو في حاجة إلى تجديدٍ داخليٍ للقلب. إنه يحمل فكرًا عالميًا ماديًا، أو طبيعيًا، لا يقبل ما لروح لله، فكيف ينال مواهب الروح؟ "فتبْ من شرِك هذا، وأطلب إلى اللَّه، عسى أن يغفر لك فكر قلبك".قدم له الرسول العلاج وهو "التوبة"، فقد آمن واعتمد، لكن لم يرجع إلى الله بالتوبة... متى قدم توبة يمكنه أن يرفع عينيه إلى الله، فيراه غافر الخطايا، مهما كان جرمها. فالصلوات والطلبات والتضرعات لن تُقبل بدون التوبة. "فكر قلبك": إنك محتاج ليس فقط إلى التوبة عن تصرفك بطلب مواهب الله المجانية بدراهم، وإنما أيضًا عن فكر قلبك الذي تخفيه في داخلك، لكنه ظاهر أمام الله طالبه أن يحول نظره عن المال الذي بين يديه، أو الذي يتوقع نواله، كما يحوله عن حب السلطة والكرامة، ليتطلع إلى أعماقه ويكتشف ما بلغه قلبه من فسادٍ ونجاسةٍ ويصرخ إلى الله مخلصه ليغفر له خطاياه مع قوله: "لتكن فضتك معك للهلاك"، بمعنى دعْ سيدك في جيبك لدمارك، يفتح له باب التوبة: "تب من شرك هذا" "لأني أراك في مرارة المرْ، ورباط الظلم" "مرارة": تشير الكلمة هنا إلى السائل الأخضر باصفرار الذي يوجد خفية في الكبد، فإن الخطية تفيض في داخل النفس سائلاً مرًا، يُفقد القلب سلامه، والنفس فرحها، ليعيش الإنسان مرْ النفس، أحيانًا بلا سبب خارجي نال سيمون شهرة عظيمة، حسده الكثيرون عليها، وظنه الكثيرون من أسعد الناس وأقواهم، أما القديس بطرس فرأى مرارته الداخلية، وقيود نفسه التي تكبله وتحبسه داخل الظلمة "لأني أراك في مرارة المر ورباط الظلم". أدرك القديس بطرس كيف دخل الشيطان بسيمون إلى الكنيسة ليفسدها، فقد كان لعمله هذا أثره على الشرق والغرب إلى قرابة ثلاثة قرون. بل ولازال عدو الخير يبذل كل الجهد لإفساد كنيسة الله بالسيمونية. إنه لا يزال يثمر سيمون علقمًا وأفسنتينًا (تث 29: 18) يفضل البعض ترجمتها: "مرًا وأفسنتينا" "رباط الظلم" الأصل اليوناني معناه "قيود الشر". كان الرسول بولس يطالبه بالتوبة والرجوع إلى الله، وهو يراه مقيدًا بقيود الشر القديس يوحنا الذهبي الفم قال: " لماذا لم يضرباه بالموت كما حدث مع حنانيا وسفيرة؟ فإنه حتى في الأوقات القديمة الذي جمع الحطب في يوم السبت قُتل (رجمًا) ليكون عبرة للآخرين (عد ١٥: ٣٢)، ولم يحدث هذا بعد في الأمثلة التي بعد ذلك، هكذا في المناسبة الحاضرة القديس يوحنا الذهبي الفم قال: " هذه كلمات تحمل سخطًا شديدًا. لكنه لم يعاقبه، حتى لا يكون الإيمان بالإكراه، ولكي لا يبدو الأمر فيه قسوة، لكي يفتح باب التوبة، فإنه يكفي لإصلاح أمره أن يقنعه ويخبره بما في قلبه حتى يجتذبه إلى الاعتراف بخطئه. فإن قوله: "أطلبا أنتما إلى الرب من أجلي" هو اعتراف أنه ارتكب خطأً تًمثل الخطية هنا بالمرارة، السم القاتل، الحرمان من الفرح، هذه كلها من عمل الخطية بكونها مدمرة لكل ما هو صالح، كما تُمثل أيضًا بقيود العبودية والحرمان من حرية الحركة والعمل، والتمتع بالبرّ الإلهي (مز 116: 16؛ أم 5: 22؛ رو 7: 23- 24) "فأجاب سيمون وقال: أطلبا أنتما إلى الرب من أجلي، لكي لا يأتي عليّ شيء مما ذكرتما"اظهر سيمون انزعاجًا شديدًا بسبب اللعنة التي حلت عليه، لكن يبدو أنه لم يكن جادًا في توبته. لقد طلب الرسول بطرس منه أن يتوب وأن يصلي، لكي ما يكشف الله عن خطاياه كما يكشف له عن نعمة الخلاص، حيث ينال مغفرة خطاياه ويتمتع بالبركات الأبدية، أما سيمون فيبدو أنه لم يكن يشغله خلاص نفسه، بل يشغله ما تحل به من إهانات وفقدان للكرامة، أي عقوبة الخطية. لهذا لم يطلب من الرسولين أن يسنداه بصلواتهما لأجل توبته، بل لكي لا تحل به العقوبة. حسن أن نطلب صلوات الآخرين عنا، على أن تكون سندًا لنا في صلواتنا؛ نطلبها في شعورٍ حقيقي بالحاجة إلى التوبة، لا بالخوف من العقوبة الإلهية أمام الناس لقد تمثل سيمون بفرعون في طلبه من موسى الصلاة عنه (خر 8: 28، 32)، وأيضا يربعام (1 مل 13: 6). هكذا يطلب أحيانًا الأشرار الصلاة من أجلهم، مع تشبثهم وإصرارهم على ممارسة الشر.
المزيد
09 مارس 2024

إنجيل عشية أحد رفاع الصوم الكبير( مر ١١ : ٢٢ - ٢٦ )

" فأجاب يسوع وقال لهم : ليكُنْ لَكُمْ إِيمان بالله.لأني الحَقِّ أقولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ قَالَ لهذا الجَبَلِ انتَقِلْ بل يؤمِنُ وانطرح في البحر! ولا يشك في قلبه،أنَّ ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له لذلك أقولُ لَكُمْ كُلُّ ما تطلبونَهُ حِينَما تُصَلُّونَ، فآمنوا أن تنالوه، فيكون لكُم.ومتى وقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شيء، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أيضًا أبوكم الذي في السماوات زلاتِكُمْ " وإن لم تغفروا أنتُمْ لا يَغْفِرْ أبوكُمُ الذي في السماواتِ أيضًا زَلَّاتِكُمْ ". إنجيل باكر أحد الرفاع: (لو ١٧: ٣ - ٦) اعتاد الآباء أن يسموا الأسبوع الأول من الصوم الكبير المقدس بأسبوع الاستعداد للدخول الحقيقي إلى حياة الصوم وروح الصوم وكان الاستعداد للصوم حسبما عاشوا هو تنقية الجو المحيط بهم من كل ما لا يناسب الصوم وبصفة خاصة الوجود في سلام مع كل أحد وتصفية أي نوع من الخلافات بين الإخوة أعني أن هذا الأسبوع كان يُصام لحساب المحبة الأخوية وتوطيد العلاقات ونبذ كل خلاف أو خصام أو قطيعة الخ، لأنه من المعروف جدًا أنه إذا صام الإنسان وهو في حال خصام أو عدم سلام قلبي مع إخوته فإن صومه يكون كمن يجمع إلى كيس مثقوب. ألم يقل الرب إذا قدمت قربانك على المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك اترك قربانك واذهب أولاً واصطلح مع أخيك"فقد جعل الرب الصلح مع الأخ والأقربين أفضل من تقديم القرابين، بل وبدونه لا تُقبل قرابين لذلك وضع الآباء فصل إنجيل عشية هذا اليوم كلمات الرب الصارخةوالصريحة من نحو السلام الكامل والمحبة الأخوية وقد مارست الكنيسة عمليًا هذا الكلام منذ الجيل الأول في خدمة الافخارستيا إذ تصير القبلات المقدسة والمحبة هي موضوع الصلاة وموضوع الممارسة حين نقبل بعضنا بعض بقلب طاهر وضمير صالح قبل أن نتقدم إلى شركة التناول من جسد ودم ابن الله إذ نصير مستحقين لتحقيق هذه النعمة فينا بسبب محبتنا بعضنا لبعض التي هي علامة مسيحيتنا وعنوان تبعيتنا للمسيح بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي إن كان لبعضكم حب بعض"نعود إلى كلمات الرب إن أخطأ إليك أخوك وتاب فاغفر له وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلاً أنا تائب فاغفر له هذا القبول للإخوة يرتكز على الروح الذي فينا روح المسيح غافر الخطايا ويرجع إلى تمتع الإنسان نفسه بنعمة غفران الخطايا وإدراكه الحقيقي لقيمة هذه النعمة فإن تمتع بها يستطيع أن يعطيها أيضًا إذ يصير سريع الصفح وكثير الغفران مدركًا تمامًا أنه بمقدار ما يغفر يُغفر له، وبقدر ما يتسع قلبه لأخيه يقبل من الرب أضعاف قبول والكلام هنا كثير كرره ربنا يسوع في تعاليمه المحيية فمرة يقول"أخطأ إليك أخوك اذهب وعاتبه" هو أخطأ وأنت تذهب تسعى إليه لكي تربح أخاك وتربح نفسك وبينما المنطق العالمي أن الذي أُسيئ إليه هو صاحب حق وإذا أتى إليه المسيئ وسامحه يُحسب صاحب فضل فإن ناموس المسيح يتخطى هذه العقبات النفسية ويرتفع بنا إلى علو السماوات فيصير الإنسان قادرًا بالنعمة على كسر حواجز الشر ويرتمي في حضن أخيه ويقبله ويربحه المسيحي الحقيقي لا يخسر له أخا مهما كانت الأحوال! رسالتنا في المسيح هي رسالة ربح النفوس بحكمة الروح وسلطان المحبة. سبع مرات في اليوم إن رقم سبعة يُعبر دائمًا عن الكمال فإن كان الأخ يُخطئ إليك سبع مرات أي إلى أقصى درجة ممكن أن نتخيلها أو لا نتخيلها فهناك باب المسيح المفتوح لقبول أعتى الخطاة ويمين المسيح تقيم ليس من العثرات والسقطات بل قادرة أن تقيم من الأموات !!.قلب المسيح متسع اتساعًا أبديًا، يسبي النفوس ويخضع الوحوش فمن يؤتمن على قلب يسوع يستطيع أن يحفظ وصايا يسوع هذا هو إنساننا الداخلي المخلوق من جديد بقوة قيامة المسيح من الأموات هذه هي الطبيعة الجديدة،والطبيعة الجديدة من يحياها يغلب بها كما غلب ذاك الذي هو رأسنا جرب قول الرب أخضع ذاتـك لــه واطلب معونة المسيح واكسر حاجز الشر لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير لا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في حينه إن كنا لا نكل الإنسان هو الذي يُحجّم عمل الروح القدس فيه ويحصره في أطار المحدودية حين يقول أنا حاولت مرة ومرتين ولم أفلح في أن اقتني أخي وأربحه أنا عملت ما علي أن أفعله ولا أستطيع أن أفعل أكثر هذا يكفي وهذه حدودي؟. هنا يصير الإنسان قد أغلق على نفسه، وحبس الروح الذي لا حدود له ولا يُعطي بكيل الروح يا إخوة لا يحد بحدود والعمل الروحي يستطيع أن يعمل ويعمل حتى الكمال ولا يكف ولا يكتفي ولا ييأس حتى من الفتيلة المدخنة والقصبة المرضوضة.الحفاظ على محبة الإخوة هي رسالتنا وهدفنا المحبة القلبية هي كنزنا ليس بسهولة نبيعها أو نفرط فيها سبب ضعف الكنيسة الآن هو القصور في تكميل المحبة وعدم السعي الجاد في أثر الصلح بالروح. العاجز في تكميل المحبة يركن دائما على أعذار وأعذار ولكنها غير مقبولة لدى المسيح لأن المسيح هو الحب الكامل حتى للأعداء . زد إيماننا : قال الرسل للرب إذ سمعوا كلامه عن هذا الحب السماوي السامي الفاخر سبع مرات في اليوم - بل إلى سبعين مرة - قالوا للرب إذ أدركوا أن الأمر يحتاج إلى إيمان وتصديق قلبي لكلام المسيح وتبعية مطلقة وإلقاء كل الحياة على رجاء كلمة المسيح.قالوا زد إيماننا أي زودنا بهذا الإيمان القوي القادر على بغض البغضة وكره الكراهية زد إيماننا لكي نستطيع أن نغفر سبع مرات في اليوم فقال الرب لو كان لكم إيمان كحبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم"يارب زد إيمان أولادك بأن المحبة هي البقاء والحياة وأن البغضة والقطيعة هي الموت بعينه من يحب أخاه فقد أحب الله ومن يبغض أخاه يبقى في الموت من يبغض أخاه فهو قاتل نفس ما أجمل أن نبدأ صومنا بهذا الاستعداد الروحي في السعي نحو السلام وتكميل المحبة الذي جعلته الكنيسة منطلق المسيرة والدافع الروحي للحركة هو الآب. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
07 مارس 2024

البدع والهرطقات في المسيحية

البدع جمع ( بدعة » وهى الشيء المبتكر غير التقليدي، والهرطقات جمع « هرطقة » وهى كلمة دخيلة على اللغة العربية من اللغة اليونانية ، وهى تعنى إختيار لرأى ما مع تفضيله على غيره من الآراء وكانت تستعمل للدلالة على مذاهب الفلسفة ثم أخذت الكلمة طريقها إلى الدين فصارت تطلق على الفرق أو الطوائف الفكرية داخل الدين الواحد ، وقد صارت تعنى الشقاق الضار بسلامة الكنيسة والتعليم الكاذب المخالف للتعليم الرسولى وأصبحت الهرطقة جريمة شنعاء يعد مؤسسها أو المنتمى إليها عدواً الله وللكنيسة المقدسة ، وقد ذهب بعض القديسين إلى أنه يتقبل على نفسه أي اتهام في أخلاقه إلا الاتهام بالهرطقة .وقد نشأت المسيحية كديانة على مسرح الحياة في العالم القديم وسط ديانات عديدة وتيارات فكرية وفلسفية متنوعة مهدت للمسيحية طريقها وشكلت صعوبات بالغة أمامها في نفس الوقت نتيجة لمحاولة بعض المتنصرين من معتنقى الديانات والفلسفات التوفيق بينها وبين المسيحية التي اعتنقوها ، فكان الخلط والإنحراف والبلبلة الفكرية التي أقلقت الكنيسة كثيراً ، وقد كان الشيطان عدو كل خير وراء هذه الإنحرافات، كما كانت الكبرياء والاعتداد بالرأى تسير جنباً إلى جنب مع الهرطقات ، رغم أن هذه البدع قد دفعت الكنيسة إلى البحث، وحضت المؤمنين على الدفاع عن إيمانهم الصحيح بالتصدى لهذه الأفكار المنحرفة التي كانت تخبو ثم تعود للظهور من جديد مع اختلاف أسماء المبتدعين الذين يدخلون عليها أحياناً بعض التحويرات والتعديلات على مر العصور. القرن الأول : (۱) و (۲) النصرانية المتهودة والأبيونية[ السبتيون القدامي ] أراد أصحاب هذا الإتجاه ربط أنفسهم بالناموس اليهودي القديم، وإدماج المسيحية باليهودية بحيث يصبح الإنجيل هو الناموس القديم محسناً أو مكملاً واعتبار السيد المسيح مجرد نبي أو موسى الثانى منكرين طبيعته الإلهية ووظائفه كملك وكاهن كان هؤلاء فى ظاهرهم مسيحيين بالإسم، وفي حقيقتهم يهوداً ، وقد مارسوا وأتموا ناموس موسى الأدبي والطقسي واعتبروه ملزماً لهم ، وأنه لازم للخلاص ، ولم يفهموا المسيحية على أنها ديانة عامة مسكونية جديدة متحررة من الناموس القديم ومن هؤلاء «أبيون» الذى عاش فى القرن الأول بعد خراب أورشليم الذى ارتأى أن السيد المسيح ولد من يوسف ومريم ولادة طبيعية ، وامتاز عن البشر بالفضيلة والطهارة وأنه لا يكفى الإيمان به للخلاص، بل ينبغى أن يتحد بإتمام الختان وحفظ يوم السبت ،وتبعه كثيرون، وكان يقدم لأتباعه الخمير الصرف والفطير، حتى قيل أنه لما ذهب إلى روما أخذ معه هذه العادة عند اسكندر أسقفها نحو سنة ۱۲۰م. كما انتشرت هذه الأفكار في فلسطين والأقطار المجاورة والمراكز التي تشتت فيها اليهود بعد خراب أورشليم، وقد أشار إليهم بولس الرسول ( الأخوة الكذبة » ( ٢ كو ١١ : ٢٦ وغل ٢ : ٤ ) . وقد أقلقوا سلام الكنيسة وبخاصة في أنطاكية وغلاطية وقاوموا قانونية رسوليته وتعقبوه من مدينة لأخرى . « والأ بيونيون » إسم عبراني ( أبيونيم) تعنى فقراء أو مساكين وهذه التسمية إما أنهم أطلقوها على أنفسهم لينالوا الطوبي التي أعطاها السيد المسيح للمساكين بالروح وإما أطلقها عليهم المسيحيون لأنهم فقراء ومساكين في أفكارهم المنحرفة ، وقد انتشروا في فلسطين والأقطار المجاورة وامتدوا إلى روما وإلى جميع مراكز الشتات، والأبيونية بدعة ظهرت في أيام المسيحية الأولى لكنها لم تصبح مذهباً له أتباع إلا فى أيام حكم الإمبراطور تراجان ( ٢ ٥ - ١١٧م) . والأ بيونيون فريقان : ۱ - متزمتون : يحفظون ناموس موسى حفظاً حرفياً و يقدسون السبت، و يعتبرون الختان لازماً للخلاص، وأوجبوا على المسيحيين حفظ الناموس القديم كشرط لخلاصهم، ومن جهة إيمانهم في المسيح فقد أنكروا لاهوته وأزليته، ورفضوا اعتباره اللوغوس أو كلمة الله وحكمته ، كما أنكروا ميلاده المعجزى من العذراء مريم واعتبروه إنساناً عادياً كسائر البشر ولد حسب الطبيعة من يوسف ومريم ، وأنه هو النبى الذى تنبأ عنه موسى، ورفضوا الإعتقاد بأن المسيح خضع للموت ، ولكنهم اعتقدوا أن المسيح سيأتي ثانياً في مجد ملكي وأنه يعد لنفسه ولأتباعه لاسيما من أتقياء اليهود ملكاً ألفياً على الأرض . ۲ - معتدلون : يحفظون الناموس اليهودي لكنهم لا يلزمون الجميع به ، ولا يتعصبون ضد من يرفضون حفظه وكانوا يحتفلون بيوم الأحد، ولا يعترضون على ميلاد المسيح المعجزى من العذراء بغير زواج وعلى آلامه وموته ، وإن كانوا يشتركون مع المتزمتين في إنكار لاهوته وأزليته مذكرة الأنبا غريغوريوس أسقف عام البحث العلمي - ۱۹۷۲ - الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس ) .
المزيد
05 فبراير 2024

قيمة الشخصية عند الله

خلق الإنسان على صورة الله فى الحرية والإرادة والقداسة والنطق ، ليكون نموذجاً مباركاً للعمل الإلهى ، إذ يتمجد الله بما في خليقته وعمله من حسن وما فى صنعه جمال . والإنسان قد خلق على أعلى مستوى من الحسن ، وإلى أعمق أبعاد الملء قد دعى إلى الوجود والكيان . وسر عظمة الإنسان أن لديه أبعاداً لا تتوفر لأى خليقة أخرى . إذ له البعد الداخلي وله البعد الخارجي، له الحياة الباطنية وله الحياة الاجتماعية أيضاً عنده العمق وعنده الإنساع أيضاً . فيه الروح وفيه الجسد ، فيه الحياة الروحانية السماوية الملائكية ، وفيه الحياة المادية المرتبطة بالكون وتراب الأرض . فيه العقل والنطق ، وفيه العاطفة والحواس ، فيه الإرادة والحرية ، وفيه الحركة والحيوية. وبإختصار فيه كل ما تتطلبه الحياة السماوية والحياة الأرضية معاً هذه الأبعاد المجتمعة فى إنسجام عجيب هي التي تعطى الإنسان قيمة تجعله تاج الخليقة المنادية كلها . وفى هذا يقول كاتب رسالة العبرانيين مستشهداً بما رنم به داود النبي وضعته قليلا عن الملائكة ، بمجد وكرامة كلته ، وأقته على أعمال يديك . أخضعت كل شيء تحت قدميه .. ( عب ۲ : ۸،۷ ) ولقد بين الله لنا عظم محبته للإنسان أنه نزل من المجد ليحتضن الطبيعة البشرية ويقتبلها فى أقنومه متحدا بها صائراً في شبه الناس مساوباً لنا فى كل شيء فيما عدا الخطية وحدها . ومن خلال تجمد المسيح أصبح الإنسان ذا رتبة أعظم من مركزه الأول إذ صار الإنسان شريكا لرب المجد ، وصار الرب بكراً بين إخوة كثيرين ولقد احتفظ الرب بجسده بعد القيامة ليكون شفيعاً ووسيطاً وحيداً لجنس البشرية أمام الآب السماوى . وأصبح الله حاضراً في العالم وليس مشاركاً لتاريخه فقط بل الجوهره أيضاً ، وأصبح الإنسان المختوم بالروح القدس حاملا المسيح وصار الجسد المعمد ميكلا للروح القدس وعضواً في جسد المسيح الحى أى الكنيسة و كما خلق الله آدم وجعله في الجنة متمتعاً بالمجد والفرح والنور والبهاء الذى يعيش فيه الثالوث الأقدس ، فإن الله أعطى للإنسان أن يشاركه في عملية الخلق ، إذ أمر الله آدم و حـواء أن يكثرا وينسلا ويملأ الأرض. فالرجل والمرأة يقدمان جسدهما في ذبيحة الحب والإتحاد ، والله ينفخ فى الجنين المتكون نفخة حياة وهذا الجسد المستقل وهذه النفخة الفريدة هما اللذان يكونان الإنسان فى كيان شخصى والله يعطى إهتمامه لكل واحد في أبوة عجيبة لا يمكن تصورها وقد كشف لنا الرب يسوع عن هذا السر الأبوى المذهل إذ يقول عن نفسه أنه هو راعى الخراف لهذا يفتح البواب والخراف تسمع صوته فيدعو خرافه الخاصة بأسماء و يخرجها ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها والخراف تقبعه لأنها تعرف صوته . و إنى أنا الراعى الصالح ، وأعرف خاصتي وخاصتى تعرفنى ، كما أن الآب يعرفنى وأنا أعرف الآب ، ( يو ۱۰ : ١٤،٨ ) . ومن هذا القول الألهى يتبين لنا أن الله يتعامل مع أولاده معاملة خاصة وله علاقة سرية هي علاقة المعرفة الاختبارية الباطنية ، أعطاها الرب نموذجاً وصعيداً هی العلاقة الفريدة التى بينه وبين أبيه الصالح لأجل هذا نقدم الشكر والسجود للرب يسوع لأنه خلقنا بشراً على صورته ، ولأنه تجد وأخذ طبيعتنا ، وصار واحداً منا ؛ ولأنه يعرف كل منا معرفة خصوصية ... كل ما يمسنا يمس حدقة عينه إذ قد نقشها على كفه بل وضعنا في جنبه المطعون ، وصار ضامناً لنا ومسئولا عنا وإذا كان رئيس الكهنة في القديم يكتب أسماء الأسباط الإثنى عشر على سترته عندما يدخل إلى قدس الأقداس ليخدم ، فما كان هذا إلا رمزاً لما يعمله الرب يسوع معنا إذ يحمل شخص كل واحد فينا في قلبه وعلى منكبيه مبارك أنت يا رب فى محبتك. مستحق كل شكر وتمجيد إلى أبد الابدين آمين نيافة المتنيح الانبا بيمن اسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب المسيحية وبناء الشخصية
المزيد
25 فبراير 2024

خبز الحياة الأحد الثالث من امشير

ربنا يسوع بيلقب نفسه بأن هو خبز ، الحياه كلنا عارفين عندما اشبع الجموع ،ابتدوا يتعاملوا معاة على انة مصدر للطعام ،، واصبحوا بيدوروا عليه في اي مكان يذهب الية لاجل الطعام .. وبعدين ربنا عاوز يصلح المفهوم ده جايين عشان مجرد تاکلوه قال لهم اعملوا لا للطعام الفاني بل للطعام الباقي للحياه الابديه، ماهو الطعام الباقي بتاع الحياه الابديه ده؟ ابتدى يكلمهم عن نفسه بطريقه واضحه جدا قال لهم انا هو خبز الحياه،، انت خبز ؟ في واحد يقول على نفسه انا خبز ، ممكن يقول انا اعطي خبز، لكن انا نفسي خبز ،، يعني ايه انت نفسك خبز ؟ يقول لك كده، خبز الله هو النازل من السماء الواهب الحياه للعالم فقالوا له يا سيد اعطنا في كل حين هذا الخبز، هو بيرفع اذهانهم للخبز سماوي . خبز السماء، وهما برضه فكرهم في حاجة تانية... طيب اذا كان ده خبز نازل من السماء بيعطي حياه ؟ اعطيه لنا .. بس هما بيقولوا اعطية لنا على برضه ایه اکل..اكل عادي .. أعطينا في كل حين هذا الخبز، قال لهم يسوع .. انا هو خبز الحياه يصحح انت هو خبز الحياه يبقى انت الله النازل من افکارهم طالما مش الخبز اللي دماغنا فيه ازاي انت تبقى خبز الحياه ده امر غامض جدا من يأتى إليا فلا يجوع، ابتدا يوضح يوجه انظرهم الذي يذهب الية فلا يجوع، ،،ومن يؤمن بی فلا يعطش الى الابد انا خبز الحياه قبل كده قال لهم انا ماء الحياه، خبز الحياه، من بدايه الإنسان كان ربنا بياكله.. ابونا ادم هو في الفردوس مع المسيح كان ربنا الذي يُطعمة وربنا خلق الانسان كائن جائع، يوجد كائنات هي بتعرف تغذي نفسها تقدر بطريقه ذاتيه. لكن الانسان لابد أن يأتى الية خبز من بره وياكله ويدخل جوه جسمه ويشبعه يعطية استمرار للحياه، تعال كده واحد ما تاكلهوش فتره یدوخ يقع ،، ولو الفتره طولت يموت.. كائن جائع، الخبز عنده مهم جدا ، الله وجد في الانسان هذا الاحتياج لكن من البدايه الله جعل هذا الاحتياج ان يكون احتياج لكي ما ينمي رابطه الحب والشركه بين الله والانسان، فكان يقول له انت تجوع . انا اطعمك.. ابونا آدم وحواء وهما في الفردوس يجوعوا ربنا يعطيهم اكل ،، بياكلهلهم، لدرجه يقول لك ان ممكن يكون ربنا بيعطيهم ملائكه بتطعمهم، طب وبعدين دخل عدو الخير من نفس النقطه فسد الحب والشركه والوحده بين الانسان والله لاجل ان يصبح هو سبب الانفصال ، فقال له بدل ما ربنا ياكلك انا عاوزه انا اللي أكلك ،، خذ كل من الشجره دي ،،الموت الذي دخل الى العالم بحسد إبليس اصل ابليس متضايق جدا ايه الحب ده انا عاوزك انت تشوف منظر ده ام بتضع اكل في فم ابنها منتهى الحب منتهى الرفق الشيطان شايف المنظر ده قال لك لا بدل ما هو ياكل من ايدة انا عاوزه يأكل من ايدي انا وفعلا ظل يلف حوالين النقطه دي لحد ما الشيطان اكله من ايده هو ربنا لما كان يعطي الطعام لادم كان ادم يشكر يسبح كان آدم يزداد في الحب يزداد في الاقتراب، وعندنا اكل من يد الشيطان، ايه اللي حصل بقى اللي حصل ان ازداد في الاضطراب والخوف واذات في القلق واذات في الإبتعاد ودي كانت بدايه الأكل ،الغلط جاي ربنا بقى في تجسده عاوز يصلح حكايه الاكل الغلط قال انا عاوز ارجع ثاني انا اللي اطعمك، فهموه برضة غلط ، قالو لة اه اكنها انت خبز.. قال لهم لا .. انا عاوز ااكلكم بطريقه الفردوس، ايه هي بقى ان انا هو خبز الحياه انا اللي انت تأكلني انت تعيش انا هو خبز الحياه ، الخبز مصدر حياه من ضمن القاب الخبز مشهور عندنا في مصر بيقول اسمه عيش عش ليه لانه العيشه ، عيس يعني ايه حاجه تعيش المسيح بيقول من الحياه من لك انا عيشتك انا العيش بتاعك انا الخبز بتاعك انا اللي أعطيك الحياه ما تبقاش بتاكل الخبز ده اللي كل شويه تأكله وتجوع. تاكله وتجوع ، لكن انا هعطيك خبز تأكله وماتجوعش ، انا هعطيك خبز تأكله وماتمتش الذي يأكل الخبز العادي عمر الخبز العادي ما يمنعه من الموت، لكن انا الخبز بتاعي هاعطيه لك خبز جديد، خبز معطي حياه للعالم ،، ده بقى اللي ربنا جاي يعمله واللي ربنا حب يعمله مع الشعب في العهد القديم وما قدروش يستوعبوا ليه،، لانه كان بيقلهم انتم قلقانين على حكايه الأكل .. قالولوا جدا.. جدا عاوزين نعرف نجیب مصدر اكل منين احنا ناس متشتتين وعايشين في صحراء وكتار .. هناكل ازاي قال لهم ما تقلقوش على حكايه الأكل انا اللي هاكلكم بقى ربنا كل يوم يبعث لهم المَن من السماء، لدرجه تعجبوا كانوا بيقولوا ايه ده... قال لهم اسمه من... وكلمة من لما تيجي تقرأها معناها من هو ،، من هو،، يعني عاوز يقول لك ان ده شخص وليس شيء. اصل لما يبقى شيء يقول عليه ما هو لكن لانه شخص من هو عشان كده اسمه مَن ... من رمز انه شخص رمز، انه عاقل انه حي، اذا مش مجرد خبز، طيب مين بقى المَن الشخص الحي العاقل اللي تأكله يقول لك ده انا ده من الرموز اللي واضحه جدا جدا لشخص ربنا يسوع في العهد القديم، كان يأتى لهم كل صباح كان اللي يأكلة ما يجعش، كان اللي يجمع كثير ما يتفضلش عنه، واللي يجمع قليل ما يحتجش كان كل يوم يبقى حلو في افواهم ، كان يبقى مستدير،، كان يكون طازه كل الرموز دي ايه ، اقولك اترك المن كده على جنب، وفكر في المسيح ، جديد في كل صباح ،، طعمه حلو تأكله متجعش.. تسعى اليه تفتش عنه تلاقيه في الصباح الباكر القيامه، اللي يخرج له اللي يجتهد ياخذة جديد، حلو مستدير، تملي الدائره رمز.. انها ما فيش بدايه ولا نهايه رمز للابديه دائره كل ده، ربنا يسوع المسيح تأكله ما تخافش ما تقلقش، قال لك كده انا هو خبز الله النازل من السماء المعطي حياه للعالم ،، لما ربنا وجد الانسان ،جاع، قال له انا شبعك انا اللي تأكل مني ، وطعامى يتحول فيك الى حياه مش إلى موت ، عشان كده لو تاخذ بالك تلاقي ربنا يسوع في العهد الجديد يقول لك ، أخذ خبزا .. وبعدين يقول لك وشكر.. وبعدين يقول لك ..بارك.. وبعدين يقول لك وقدس وقسم .. بعد كده يقول لك .. أعطى ، خذوا بالكم دول ست كلمات.. اخذ شكرا بارك قسم اعطى الكنيسه اخذت الست كلمات دول. عملت منهم القداس. يعني القداس كله عباره عن الست الكلمات دول اخذت ده تقديم الحمل ده اخذ .. شكر ده الجزء الاول أبونا بيصلي فيه صلاه الشكر بعد مايكون أخذ .واختار ...دة الشكر بارك القداس كله احنا بنصلي عشان خاطر ايه.. ان الخبز ده يتبارك، قدس دة الجزء بتاع التقديس ابونا يبتدى يعمل رشومات على الحمل ويقول وباركه و قدسة وقسمه بعد كده قسم... قسم ده الجزء بتاع القصة... أبونا بيقسم .. بعد قسم .. يقولك أعطى دة كدة الجزء بتاع التناول... أخذ شكر بارك قدس قسم اعطى... الكنيسه بحكمه وضعت صلوات لكل واحده فيهم عشان كده ممكن تلاقي قداسه للقدس كيرلس القداس القديس باسيليوس، قداس القديس غريغوريوس. قائمين ع الست محاور دول .. ما فيش قداس يكون من غير أخذ ولا شكر ولا باركها ولا قدس ولا أعطى..... طالما احنا مش مختلفين على الاساسيات خلاص ، تعال بقى عدو الخير عمل ايه قال لك انا هاعمل سته زيهم بس بقى ايه.. من جهة اخذ فهو أخذ... لكن شكرا لا ، د لعن.. وبعدين، بارك!؟ ابدا.. قدس؟ لا ،ده تقول عليه افسد .. قسم ؟ اعطى؟ طب ثمر الانسان اللي بياخذ الحاجات دي ايه يفرح.. تدخل لة حياه ابديه يسبح يقول لك لا لا ده مع عدو الخير ،، بقى، تكتئب .. تزعل. تستخبى... تفقد الحياه تموت، جاء المسيح يصحح الامر .. قال لهم،، انا خبز الله النازل من السماء الواهب الحياه للعالم، اعطنا من هذا الخبز مش قادرين يفهموا... وقال لهم يسوع انه هو خبز الحياه، من يأتي الية فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش الى الأبد خذ بالك الأكل مرتبط بالشرب ، دايما الناس تقول الاكل والشرب الاكل والشرب عشان كده يقول لهم انا اكلكم أنا شربكم انا خبز الحياه وانا ماء الحياه ،، انا الاثنين، لاجل هذه ربنا أعطاهم من في العهد القديم أعطاهم من واعطيهم مياة ليه؟ لما كان ممكن ربنا يبعث لهم بركه ولا نهر يشربوا منها قال لهم لا انا عاوزه اديهم الميه انا عشان أؤكد على حقيقتين مهمين جدا انا خبز وانا المياه، ،مخليهمش ياخذوا الميه باي طريقه.. لكن قال لة تعالى عند الصخره اضربها تضربها تروح منزلها مياة... عشان كده كانوا بيحتفلوا بهذا الامر بطريقه مستمره كان في عيد اسمه عيد المظال .. ياخذوا خيام ويطلعوا بيها بره بيوتهم، عشان يفتكروا ايام غربتهم في البريه عشان كده اسم عيد المظال يفتكروا ان هم كانوا غرباء ويعيشوا في خيام .. وبعدين يعملوا موكب كبير قوي قوي في كل الشعب وكل الكهنه ورؤساء الكهنه ويخرجوا بموكب كبير جدا وواخذين زي كده وعاء فخاري كبير جدا ،، ويملوا ماء من برکه سلوان ويرجعوا بالوعاء الكبير قوي ده ،بالمياه من بركه سلوان رئيس الكهنه .. يضعة عند المذبح ويوقعه ويتكسر المياه تفيض... عشان يفتكروا المياه اللي خرجت لهم من الصخره، يسوع يقف يتفرج على الموقف ده يقول لهم انتم كده اللي بتعملوه كده انا ...انا هو ماء الحياه انا... انا مصدر المياه ..عشان كده بيقول لهم ايه من يأتي اليا فلا يجوع من يؤمن بي فلا يعطش الى الابد. بتتكلموا عن المياه اللي خرجت من الصخره ده انا ... معلمنا بولس الرسول يقول لك ايه؟ والصخرة تابعتهم وكانت الصخره المسيح ،،، في تقليد عند اليهود يقول لك ان الصخرة دى منين ما يمشوا يجدوها ... في تقليد ثاني يقول لك ، كان ربنا متوهم فيقعدوا يلفوا يلفوا يلفوا ويلاقوا نفسهم ثاني عند نفس الصخره ،،تابعتهم . عاوز يقول لهم ان الصخره دي مين ؟ دي المسيح ،، تاخذ منها وتشرب منها وترتوي منها فربنا عاوز يأكد على حقيقتين عاوز يقول لك، أنا خبزك وانا ماءك ،،فاذا انا حياتك انا هو خبز الله النازل من السماء الواهب حياه للعالم الكنيسه تحط لنا النهارده الجزء ده ليه؟ عاوزه ترفع عينك لفوق عاوزه تقولك اهتم جدا بالحياه الابديه طب ازاى تاخد الحياه الابديه؟ تاخذها عن طريق الطعام الأبدي ايه هو الطعام الأبدي اولهم التناول اثنين كل ما هو روحي ده ابدى كل ما هو الهي كل ما هو فوق الزمن اهتم به عشان تاخذ طعام حياه ابديه عشان كده يقول لهم انا هو خبز الله النازل من السماء الواهب حياه للعالم ، هتاكل مهما تاكل هتجوع، هتشرب مهما تشرب هتعطش هتحتاج هتفضل نفسك متزمره ومتمرده قال لك لكن دة آكلة نفسة لا تجوع بمعنى الإنسان اللى عايش في البر ومش خاضع لقوانين الطبيعة اللي عايش في الروح الجسد بتاعه سلطانة قليل، لما تيجي تقرا عن ابائنا النساك او لما واحد يقول لك اتة كان بياكل وجبه كل ثلاث ايام ولا كل اسبوع ، ، تتعجب اصل الحكايه مش حكايه اكل هو الروح شبعانه جدا الروح شبعانه جدا فجعلت الجسد خفيف جدا ضئيل جدا وسلطانة ضئيل جدا موضوع الأكل القليل دة مش بداية القصة دى نهايتها لية في الاخر ابتدات تيجي له المشاعر انه مكتفى وانه شبعان وانه راضي هو كل ده اللي ربنا بياكد عليه للانسان عشان كده هنا بيقول لهم قالوا له ابائنا أكلوا المَن في البريه أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل ابي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء الموضوع ما كانش موضوع موسی ، كان موضوع من ربنا قال لهم انا نزلت من السماء ليس لكي اعمل ارادتي بل اراده من ارسلني انتم عندكم ايمان ان كان ربنا بينزل خبز من السماء كدة للارض الناس تأكله اباءنا كانوا عايشين عالية قال لهم طيب انا جاي لكم دلوقتي خبز نازلكم من و هو السماء علشان تعيشوا عليه اية يا رب العجب ده النهارده لما تيجي تقرا قراءات الكنيسة تلاقي الابركسيس.. يكلمك عن موقف معلمنا بولس الرسول كان بيعظ وطول في الكلام لحد نصف الليل ..ولد جالس في شباك في دور علوى الولد ده تثقل باللنوم نام نعس وقع من الشباك في وسط ناس مات بولس لما كان يوعظ كان آخر اللقاء الروح بتاعهم في الفجر يختتموا بقداس فعملوا القداس بولس بيناول لما جاء معلمنا بولس بيناول الولد ميت بيقول لك كده انه راح له فسقط من الولد ميت فالولد قام قال لك كده ان عليه النوم الطبقه الثالثه الى اسفل وحمل ميتاً بيقول لك كده انه قال لهم خلاص ما تتطربوش ثم صعد وكسر خبزا وذاق وصلى كثيرا حتى خرج وأتى بالفتى حيا اية كسر خبزا وذاق ؟؟ كانوا عاملين قداس !!قابل الموت مع الحياه الولد ميت معلم بولس الرسول معاة خبز وذااق يبقى ده ايه دي الافخارستيا احنا نيجي القداس ميت ين أموات بالذنوب والخطايا نتقابل مع الحياه احنا ميتين فينا الجسد والدم بنخرج احياء ،، نحن اموات بنموت لكن ،بنموت ليه بسبب الحياه الابديه اللي فينا ان الجسد والدم خبز الحياه اعرف قيمه الافخارستيه اعظم عطيه ربنا ممكن يعطيها على الارض للبشر الافخارستيه هي سر حياه حياتنا تعال القداس وانت حتى لو مهموم بالخطايا ومثقل جدا بهموم كثيره حطها على المسيح ووقت التناول ده اجعله بهجه حياتك كلها خذ الخبز كده وانت في بهجه فرح وخلاص وانت في ثقه ان ده سر الحياه بتاعتك ،، مش الاكل والشرب ولا اللبس ولا الرزق ولا الكوت ابدا سر الحياه بتاعتك هو في الافخارستيه عشان كدة كان في عباره تقول المسيحيون يقومون الافخارستيه والافخارستيه تقيم المسيحيون هي اللي معيشاهم هي اللي مخلياهم يقدروا يثبتوا ضد الضيق والاضطهاد والجوع ليه لان هو ده سر حياتهم. تسمع فى سير الشهداء يقول لك كان في اسقف كان هيستشهد وهيعذبون اول حاجه عملها ايه جمع الشعب ووعظهم وعمل لهم قداس وناولهم بعد ما ناولهم قال لهم ايه خلاص اعملوا اللي انتم عاوزينه انا وشعبى اجتمعنا حوالينا المسيح واتناولنا اعملوا اللي انتم عاوزينه انا مستعد قمه فرحه تأتى في الافخارستيا ، حتى کلمه افخارستيا معناها جزئين إف يعني حلو ، خريس يعني نعمه اف خريس يعنى نعمة حلوه احنا جايين النهارده نأخذ إف خريس يعنى اية؟ النعمه الحلوه النعمه السماويه النعمه اللي جايه من فوق، اللي مش من الارض النعمة الالهيه قال لهم كده انا هو خبز الله النازل من السماء المعطي الحياه للعالم هو ده سر الحياه بتاعتك شوف الناس بتعمل ايه عشان اكل العيش وشوف الناس بتتعب قد ايه عشان لقمه العيش وكل ده وهيكلوه ويجوعوا شوف اكثر وجبة تقعد في بطن الإنسان قد ايه ولا تشبعه قد ايه ساعات قلياه ويرجع ثاني جعان وممكن يأكل من نفس الاكل اللي أكلوا قبل كده بس عشان خاطر ايه حاجه تعيشوا لكن المسيح يقول لك لا انا مش كده انا هتاخذني مش على مستوى الطعام البائت دة لان انا طعام حياه بالنسبه لك طب ليه بناخذة بإستمرار ؟! أقولك لاننا خطاة احنا بنجوع مش عشان هو خبز الروح ده خبز بيجعل الإنسان يجوع لكن خطايانا بتخلينا بإستمرار في حاله جوع الية وكل ما احنا على الارض فاحنا معرضين للخطايا محتاجين الدواء محتاجين الحياه محتاجين، نقترب، وهكذا الى النفس الاخير، قال لهم انا هو خبز الحياه انا هو خبز الله النازل من السماء المعطي حياه للعالم تلاقي كده الانسان المسيحى اللي بيتناول تجدوا فيه في بقاء في فرح عيش التناول صح، افهم معناه وخذوا بحب وفرح وشغف. استقبله باستعداد لائق وفكر فيه كثير واستعد لهم كثير ، واعرف قيمته في حياتك كثير ما تستهترش به ابدا ما تاخدهوش ابدا على مستوى الماده ابدا ولا تستعدله على المستوى المادة ولا الجسد ،، خبز روحي يبقى يستعد له على مستوى روح ،، واهب حياه يبقى تاخذ على مستوى الحياه ،، ما اجمل الإنسان الفصلي اللي بيتناول ما اجمل الإنسان الي يقرا كلمه الله ويتناول ما اجمل الانسان اللي له عشره مع الحياه الابديه ويتناول اهو هو ده اللي تلاقي التناول عامل فيه، ليه ؟ لانه بيعد نفسه على نفسه مستوى الاعداد تخيل انت كده لما تلاقي واحد بيذكر ماده بس داخل يمتحن في ماده ثانيه استعد مش على نفس مستوى الاستعداد التناول طعام حياه طعام روحى يبقى لما تيجي تاخذه تكون على مستوى الروح عشان كده مستعد الكنيسه تقول لك صوم قبل ما تتناول ليه عشان تيجي بروحك جاهزه مش تيجي واكل وشارب لا ده انت جاي ، وكأن انت عاوز تقول لربنا انت يا رب من البدايه انت كنت تُطعم آدم انا جاي لك في الافخارستيا ان انا جعان بس رافض أكل من آيد ثاني غير إيدك جاى جعان على أن أكلك من إيدك فانت اللي تخرجني من هنا شبعان انا جاي رافض أأؤكل حاجه قبلك عشان خاطر أكلك انت أول حاجة عشان انت تبقى بالنسبه لي مصدر شبع عشان كده لو تاخذ بالك ، الكنيسه في فكرها الروحي قدست الطعام وخليتك حتى قبل ما تأكل اي شيء في بيتك تصلي قبل ما تأكل عشان تفتكر ان ممكن يكون الاكل ده كان زمان سبب سقوط ، لكن النهارده الاكل سبب ايه سبب بركه اللي حضروا معنا امبارح كنا بندرس ابونا يعقوب وان ياما الاكل ضيع بركات ، رأينا عيسو ودخل على اخوه وجدوا عامل وجبه سخنه قال له اعطيني من هذا الأحمر قال له بعلى بكوريتك، قال له يا سيدي وماله انا ماضي الى موت باصص لأكل الأرض مش مهم عنده الروحيات انا ماضى الى موت قال له خلاص طيب احلف لي كمان حلف له واخذ وآكل ،،طب ايه يعني الأكل اللي خسرتك البكوريه دي البكوريه دي يعني حاجتين يعني يكون راجل كبير كاهن الأسره هو اللي يقدم ذبيحه عن الاسره والولد الكبير يأخذ نصيب اثنين من بركه ابوه ومن ميراث أخواته كل هذا في البكوريه؟! يبعها بأكلة عشان كده عاوز يقول لك اوعى تكون مغلوب للأكل انت جعان وجاي وقاعد قدام الاكل والاكل شاهي وانت جعان يقولك استنى استنى صلى اصل انت لما بتصلي وانت جعان انت بتقول لربنا يا رب انا رافض اعيش بسلطان الجسد انا حتى إن اكلت ها صلي قبل ما أكل ، لاني انا عاوز اخلي الاكل يبقى حوار حب بيني وبينك لو تاخذ بالك في صلاه الاجبية اللى الكنيسه وضعتها لنا قبل ما ناكل ، نقول له ايه تبارك يا ربنا يا من تهبنا خيراتك تفتح يدك فتبسطها فتشبع كل حي من رضاك انت يا رب انت اللي فاتح يدك وانت اللي بتاكلني دلوقتي تباركت يا ربنا يا من تعولنا منذ حداثتنا انا فاكرك يا رب من وانت بتاكلني من وانا طفل مين اللي بياكلني وبعدين اجي في اخر الصلاة اقول له امنحنا خبز البركه وكأس الخلاص انا ابتديت احول الاكل ده الى اكل اللي في الابديه ، حتى اذا ما اكلنا او شربنا نمجد اسمك القدوس ده حوار الحب ما بين الانسان والله حتى عن طريق الأكل الانسان الروحاني يقول لك يجعل جسدياته روحيه الانسان الروحاني جسدياته روحيه هياكل لكن اكله روحاني بالعكس الانسان الجسدانى يجعل روحياتة جسديه يعني كلها شكليات كلها كده أنا هو خبز الله الواهب حياه للعالم تيجي للمسيح وانت جعان وتقول له يا رب اعطيني من ايدك اكل واعيش اكل واحيا اؤكل واحب اكل واشكر اكل واسجد عشان كده اوعى تتناول الا وانت تصلي صلاه بعد التناول تلاقي فيها حب شديد لربنا وبعد ماتتناول تقول له قد امتلئ قلبی فرحا ولساني تهليلا تقول له يا رب انا مستاهلش لكن انت اعطيتنى النعمه دي وافقني الى ان ينزل النهار لانك انت وحدك غايتي ربنا يشبعنا به ويعطينا نفس متهلله به ، نشعر بحبه من خلال غذاءنا السماوي معة ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته و إلهنا المجد الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
16 مارس 2024

إنجيل عشية الأحد الأول من الصوم الكبير( مت ٦ : ٣٤ ، ٧ : ١ - ١٢ )

"فلا تهتموا للغد، لأنَّ الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليومَ شَرُّهُ الا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنَّكُم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلونَ يُكال لكُمْ. ولماذا تنظُرُ القَذى الذي في عين أخيك، وأما الخَشَبَةُ التي في عَيْنِكَ فلا تفطن لها؟ أم كيف تقول لأخيك : دعني أخرج القَدَى مِنْ عَيْنِكَ، وها الخَشَبَةُ في عينِكَ؟ يا مُرائي، أخرج أَوَّلاً الخَشَبَةَ مِنْ عَيْنكَ، وحينئذ تُبْصِرُ جَيِّدًا أنْ تُخرِجَ القَدَى مِنْ عَينٍ أَخِيكَ! لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتَفِتْ فَتُمَزَّقَكُمْ. اسألوا تُعطوا . اطلبوا تجدوا . اقرعوا يُفتح لكم. الأنَّ كُلَّ مَنْ يَسأَلُ يَأخُذُ، ومَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفتَحُ لَهُ. أم أي إنسانٍ مِنكُمْ إِذا سألهُ ابنُهُ خُبزًا يُعطيهِ حَجَرًا ؟ وإِن سألهُ سَمَكَةً، يُعطيهِ حَيَّةً؟ " فَإِنْ كُنتُم وأنتم أشرار تعرفون أن تُعطوا أولادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فكم بالحري أبوكم الذي في السماواتِ، يَهَبُ خَيرات للذين يسألونه! " فكُلُّ ما تُريدُونَ أَنْ يَفْعَلَ الناسُ بكُمُ افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء ". الصوم المقبول: عشية الأحد الأول من الصوم الكبير بعد أسبوع الاستعداد تضع في الواقع برنامج الصوم وهدفه الأسمى، كاشتراك مع المسيح الذي صام عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة. وإن سألت ما هو المنهج والبرنامج الذي يجب أن أتبعه وما هو مطلوب مني لكي أقدم للرب صوما مقبولاً يختاره الرب ويرضى عنه، لأن الصوم ليس هو صوم الطعام والانقطاع عنه، فلو كان كذلك لأصبح عملاً جسديًا فحسب، وليس الصوم هو عادة ورثناها من الآباء وتقاليد نمارسها ومواسم نعيشها بل في الواقع إذا خلا الصوم من الهدف الذي جعل من أجله فإنه يفقد معناه تمامًا، ويصير عبئًا على الجسد يود الإنسان لو لم يصم أو على الأكثر يشتهي أن ينتهي الصوم أو يتحايل الإنسان عليه بطرق التحايل الكثيرة لذلك فإن نما فينا الوعي الروحي واستوعبنا ما عاشته الكنيسة المقدسة وما وضعه الآباء بالروح لأجلنا لجنينا ثمار الصوم المقدس ولأزهرت أرواحنا في موسم ربيع الحياة الروحية.وفصل الإنجيل هو جزء من الموعظة على الجبل الذي هو دستور المسيحيين، يبدأ بعدم الهم والاضطراب من أجل الغد، وهذا هو الجانب السلبي أما الإيجابي فهو الاتكال على الله الذي هو رب الغد ومدبر الغد. لأن مستقبلنا هو في المسيح وشتان بين الهم والاهتمام والتدبير فالهم هو الاضطراب والخوف والقلق واليأس وهذا يلغي كل النواحي الطيبة من الإيمان بالله والثقة فيه والاتكال عليه وإلقاء الهم كله على الله هو الذي خلقنا، وهو الذي عالنا ويعولنا وفي يده مقاليد الأمور ، ومواعيده صادقة وأمينة وكلمته أثبت من السماء والأرض.أما الاهتمام والتدبير فأمر ممدوح حين يدبر الإنسان أموره بدون قلق ملقيًا كل همه على الله واثقًا أنه "إن لم يَبْنِ الرب البيت فباطلاً تعب البناؤون فالإنسان المدبر، يستلهم روح حكمة في التدبير بالصلاة الكثيرة وطلب مشورة الله ويعمل أموره بلا ارتباك ولا اضطراب بل قلبه ثابت متكل على الله. هذه هى نقطة بداية للإنسان الصائم الذي كف ولو إلى حين عن أن يستمد حياته من طعام الجسد بل هو يحاول أن يحيا حياة لا تتكل على طعام الجسد بل يستمد قوته من الروح الذي فيه فهى ارتفاع عن مطالب الجسد ليس احتقارًا للجسد، ولكن انحيازا للروح لاختبار ما هو روحي وما يخص مستقبلنا في المسيح يسوع حين نخلع جسد هذا الموت.ثم تأتي بعد ذلك وصايا السلوك المسيحي التي تقود للكمال إن كان الإنسان في صومه يجاهد لحفظها. عدم دينونة الآخرين - لا تدينوا وليس الأمر سهلاً ، ولكن كما قال الرب: باب ضيق وطريق كربة أن يغض الإنسان نظره عن الآخرين ويكف عن دينونتهم. وهذا يتطلب قلبًا نقيًا لا يرى العيوب في الآخرين ويحتاج إلى حب صادق لأن الذي يحب لا يدين مطلقا فالنظر إلى القذى في عين الأخ ومحاولة إخراجه كمن يعمل خيرًا بالقريب، يحتاج نزع الخشبة التي في عيننا أولاً وهذا هو الاهتمام الأول في الصوم، أعني التوبة والرجوع إلى الله وطلب المراحم من أجل خطايانا الكثيرة كل ألحان الصوم الكبير وقراءاته مركزة حول التوبة والندم والرجوع إلى الله من كل القلب أما من جهة علاج الدينونة فالمسيح في نهاية حديثه يقول: "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم هكذا لأن هذا هو الناموس والأنبياء. فإن أردت أن تتخلص من مرض الدينونة للآخرين ضع نفسك مكان من تدينه وسل نفسك كيف تريد أن ينظر إليك الناس وكيف يعاملونك لو كنت أنت مكان الخاطئ الذي تدين أعماله وتصرفاته!!. فإن كنت أنا أكرز ألا يسرق، وإن سقط أحد في هذه الرذيلة فإني أحكم عليه، فماذا لو سقطت أنا في ذات الخطية وضبطت متلبسًا بها ؟ ألا أريد أن يعاملني الناس برحمة ويلتمسوا لي عذرًا أو يسامحوني، ويقبلون ما أقول لتبرير نفسي، كل ذلك أريده إذا كنت أنا الخاطئ، فإن كنت أريد ذلك فلأفعله مع أخي بالتمام والكمال وإن صنعت ذلك فلن أدين أحدًا ، وأنجو من دينونة الديان الذي قال "لا تدينوا لكي لا تدانوا". الرياء : في منهج الصوم كما رسمه المسيح أن يكف الإنسان عن الرياء وطلب مجد الناس فحين يصوم يغسل وجهه ويدهن رأسه ولا يظهر للناس صائمًا ، بل يخفي صومه عن الناس ولا يسلك بوجهين ولا يكون ذا لسانين، فالذي يدين أخاه وهو في نفس الوقت خاطئ يحتاج إلى إصلاح نفسه يدعوه الرب مُرائيًا يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك". هذا هو سلوك الرياء. فالرب وضع في المنهج أن لا يسلك الإنسان مرائيا ... بل يكون متضعًا وصريحا مع نفسه في إصلاح سيرته. اسألوا تعطوا : يكثر السؤال والصلاة في الصوم، والرب مستعد دائما أن يعطي بل هو مصدر العطاء والخير ، ولا يمنع الإنسان من الأخذ إلا نفسه. ولا يحرم الإنسان من التمتع بعطايا المسيح إلا ذاته، لأن وعد المسيح أن كل من يسأل يأخذ وكل من يطلب يجد وكل من يقرع يُفتح له" والقديس يعقوب الرسول يُعلّق على هذا القول بقوله: "لكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن الذي ليس عنده إيمان لا يظن أنه ينال شيئًا من قبل الرب". ويطلب بحسب مشيئة الله ومسرته لأن الإنسان كثيرًا ما يطلب رديا لكي يخدم حاجات الجسد وينفق في شهواته. ويطلب ملكوت الله قائلاً: ليأت ملكوتك لأن طالب ملكوت الله لابد أن يناله ويحيا به وفيه. ويثق أن الله يسمعنا حال طلبنا ويميل أذنه نحو سؤالنا وهو يعطينا أكثر مما نسأل أو نفهم. أما وقت الاستجابة فليس لنا، لأنه يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نسأل ويعرف ما هو نافع ومتى يصير لنا لذلك تأخرت كثيرا استجابة الصلوات، هذا في نظر الناس أم الله فيعرف كيف يكون الشيء حسن في أوانه الخاص مثل ولادة إسحق وولادة يوحنا المعمدان. أما ما يثبت صدق مواعيد الله في استجابة طلبتنا ويرسخ في ذهننا أن لابد أن يعطينا فهو ما أوضحه المسيح أن الله أبونا وهذه النعمة التي صارت لنا في شخص يسوع أن صرنا أولاد الله، لأن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله ولكي يُثبت المسيح هذا التعليم بل هذا الواقع الذي صرنا إليه بإيماننا بالمسيح توسط بأمثال كيف أن آباء الجسد يعطون أولادهم عطايا جيدة رغم كونهم خطاة فكم بالحري أبونا السماوي غير الخاطئ وكلي الصلاح يعطي الخيرات للذين يسألونه فنحن نسأل أبانا ومن هذا المنطلق نعرف أنه يعطينا من فيض أبوته كل ما هو نافع لنا للحياة والتقوى لخلاص نفوسنا، ولكن قمة عطايا الآب لنا هي أنه أعطانا روحه ساكنا فينا وأنعم علينا بنعمة البنوة،انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى تدعى أولاد الله. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
11 مارس 2024

يوم الاثنين من الأسبوع الأول (مر ۹: ۳۳: الخ)

" وَجَاءَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ. وَإِذْ كَانَ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُمْ: «بِمَاذَا كُنْتُمْ تَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فِي الطَّرِيقِ ؟» فَسَكَتُوا ، لأَنَّهُمْ تَحَاجُوا فِي الطَّرِيقِ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ فِي مَنْ هُوَ أَعْظَمُ. فَجَلَسَ وَنَادَى الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِماً لِلْكُلِّ». فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلادِ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي». فَأَجَابَهُ يُوحَنَّا قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِداً يُخْرِجُ شَيَاطِينَ باسْمِكَ وَهُوَ لَيْسَ يَتْبَعُنَا ، فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُنَا» . فَقَالَ يَسُوعُ: «لَا تَمْنَعُوهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَصْنَعُ قُوَّةً بِاسْمِي وَيَسْتَطِيعُ سَرِيعاً أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ شَرًّا. لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا. لأَنَّ مَنْ سَقَاكُمْ كَأْسَ مَاءٍ بِاسْمِي لأَنكُمْ لِلْمَسِيحِ، فَالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَا يُضِيعُ أَجْرَهُ. وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ الصَّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي، فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحَى وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا . خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لَا تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ مَنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ فِي النَّارِ الَّتِي لَا تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُمَلِّحُ بِنَارٍ، وَكُلِّ ذَبِيحَةٍ تُمَلِّحُ بِمِلْحِ الْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلَكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بَلَا مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ ۚ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنفُسِكُمْ مِلْحٌ، وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً ". العثرة وواجبنا إزاءها هذا المسلسل من البتر لليد والرجل وقلع العين هو منهج النسك العالي للذين أعثرهم العالم وهم لا يريدون أن يعيشوا في الخطية. ولتوضيح هذا القانون الروحي الصارم يلزم أن نفهم أن حياة الطهارة والبر والقداسة في وسط عالم الخطية والعثرات تتطلب احتمال فداحة الثمن. فالذي يريد أن يعيش طاهر اليد لا يمدها للحرام، أيا كان الحرام نوعه، سواء نجاسة أو سرقة أو اختلاس أو تزوير أو غش أو إيذاء بالضرب، فإن ضبط اليد من جهة اليد نفسها وما يحركها من فكر وضمير ونية وإرادة يحتاج إلى شدة وعنف وإصرار وقطع في الضمير والقلب والنية وربط اليد بالإرادة، بحيث أن هذه الشدة وهذا العنف لا يقل عنفهما ألماً من آلام قطع اليد وما يتأتى من ذلك من آلام وعجز وفضيحة. هكذا يصور المسيح منهج ضبط اليد لكي لا تمتد للحرام من العنف والصعوبة ما لا يقل عن قطعها بالإرادة أو بالقانون.ويلاحظ القارئ أن المصدر الذي تداعى منه ذكر هذا القانون النسكي هو نفسه الآية السابقة التي تنص على عدم إعثار أحد الصغار، وإلا فخير لمن يعثر ولداً أن يُربط عنقه بحجر رحى ويُلقى في البحر. فالإعثار هو الذي ربط الحديث السابق بهذا الحديث. فانظر عزيزي السامع وتأمل الغرامة المريعة التي يستحقها من يعثر ولداً فلكي نتخطى الإعثار لابد من جهاد ومجاهدة ضد الذات والجسد. جهاد يساوي على الأقل في الألم والمعاناة الغرق في لجة البحر أو قطع اليد أو الرجل أو قلع العين. فلو تأملت معي عقوبة إنسان ترك لعينه الحرية أن تنظر في الأجساد وتشتهي وتملأ شهوتها في القلب ماذا تكون؟ عقوبتها ما هو لعقوبة الزنى الفعلي. لا زناة يدخلون ملكوت الله فانظر فداحة الغرامة. إذا علينا أن نُحوّل هذه الغرامة إلى مجاهدة إرادية في الإرادة والفكر والضمير والعين ذاتها.هذا هو المنهج النسكي الصارم الذي يقترحه المسيح أن نسلكه بالإرادة لكي ننجو من نار جهنم ودودها. أما نارها فأشد وأقصى من نار الأرض عشرات المرات، فهي نار الندم الذي يحرق الضمير ويظل يحرقه إلى أبد الآبدين. أما الدود فهو الإحساس بالخسارة التي تلاحق الضمير والنفس بلا نهاية .ونعيد ونؤكد أن هذه الوصايا هي على مستوى الروح، بمعنى أن نقطع وتهلك وتميت ونصلب هي كلها بالنية من الداخل، بالروح، وهذا الإجراء الروحي لهو أشد فعالية مئات المرات من الإجراء الجسدي.فهذه الأفعال القاطعة بالنية بالروح في الداخل قادرة بالفعل أن تبطل وتشل حركة هذه الأعضاء، لأن الفعل بالنية إذا كان صادقاً وعلى مستوى التكميل يقابله عند الله قبول شديد باعتبار أن الإنسان يكون في نظره قد أكمل الفعل، فيكمله هو له بأن يُحوّله إلى الضد.وأعظم مثل لذلك هو ما صنعه المسيح يوم الخميس الكبير، إذ صلب نفسه بالنية وقدم جسده مكسوراً ودمه مسفوكاً قبل أن يتمم ذلك فعلياً بالجسد على الصليب يوم الجمعة، فصارت ذبيحة يوم الخميس على مستوى ذبيحة الصليب يوم الجمعة.أو كما صنع إبراهيم لما أكمل بالنية ذبح ابنه؛ فكان أن حسب الله لإبراهيم أنه أكمل فعلاً وحقاً ما أمره به حتى دون أن يكمله جسدياً.هكذا عوض تكميل قطع الأعضاء جسدياً لبتر الخطايا منها، يحفظها الله في إطار نعمته ويُحولها إلى أعضاء مقدسة ترتعب من الخطية وتعمل الصلاح بحرية، وتؤول لدى صاحبها إلى قداسة وفخر وبجد، تماماً كما قال المسيح حرفياً: «من يُهلك نفسه من أجلي يجدها» ، «يحفظها إلى حياة أبدية».هنا الإهلاك بالنية يُحوّله المسيح إلى تكميل روحي حيث يبطل عمل الذات ويلاشي سلطانها بنعمته لتتحول إلى ذات مقدسة للمسيح، أي لا تعود بعد تتبع أمور العالم؛ بل تتبع الله لتكميل أمور الله.يقول بولس الرسول: لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته، ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية؛ بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات، وأعضاءكم آلات بر لله»، هنا عامل القطع والخصي والإهلاك والإماتة والصلب هو من عمل الروح، والروح إذا تسلط على الجسد يضبطه ويقمعه ويشل حركته ويحوله إلى أداة الصلاح عوض النجاسة والإثم.المسيح هنا لا يخاطب إنسان الجسد؛ بل يخاطب الروح في الإنسان لتتسلط على خطية الجسد لتقطع منه أصول الخطية وعروقها. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
13 مارس 2024

السلوك المسيحي

يظن البعض أن الحياة مع الرب هي مجرد إيمان، وحب وروح، ولا تهم الفضائل والسلوك بينما يهتم الكتاب بالسلوك المسيحي من جهة الدينونة ذاته فيقول "إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" إذن سلوك الإنسان بالروح هو الذي يحميه من الدينونة ويعتبر هذا السلوك الروحي دليلا على الثبات في الرب. ويطلب الرسول مستوى عاليًا جدًا فيقول: "من قال أنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك (أي المسيح) هكذا يسلك هو أيضًا" (1يو 2: 6). نحن إذن مطالبون بالسلوك حسب الروح، وبأن نضع أمامنا في سلوكنا مثال سلوك السيد المسيح أيضًا وأهمية السلوك المسيحي، قول الرب "من ثِمارهم تعرفونهم" هذا السلوك له ناحيتان: إيجابية وسلبية. وكل منهما لها خطورتها.ولهذا يقول يوحنا الرسول "إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1 يو 1: 7). هذا من الناحية الإيجابية. وماذا عن السلبية؟ يقول الرسول "إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق" (1يو1: 6) إذن سلوكنا المسيحي هو دليل شركتنا مع الله وهو أيضًا دليل على شركتنا مع الكنيسة ولهذا كانت الكنيسة تفرز كل أخ يسلك بلا ترتيب، كما ذكر بولس الرسول أهل كورونثوس بالآية التي تقول "أعزلوا الخبيث من وسطكم". ويقول القديس يوحنا: "أوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس3: 6) إن كان السلوك أمرًا ليست له أهمية، والمهم فقط هو الإيمان، فلماذا إذن جعله الرسول قمة فرحه فقال "ليس لي فرح أعظم من هذا، أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق" (3يو4) إننا مؤمنون، ولكن ينبغي أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها (اف4: 1). نضع ثمرًا، لأن كل شجرة لا تصنع ثمرًا تُقْطَع وتُلْقَى في النار.. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل