المقالات

30 يوليو 2023

موت وحياة الأحد الرابع من أبيب

اليوم هو الأحد الرابع من شهر أبيب وشهر أبيب في بدايته تذكار استشهاد بطرس وبولس قراءات شهر أبيب تدور حول رِبح ملكوت السموات فنجد :- الأحد الأول كرازة الرسل واختيار ربنا يسوع للسبعين رسول لينادوا أنه قد اقترب ملكوت السموات . الأحد الثاني شرط دخول ملكوت السموات أن تكون طفل ” إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات “ ( مت 18 : 3 ) . الأحد الثالث يُقرأ إنجيل البركة وكأنه يقول كلمة الله قادرة أن تُغنيك وتسندك وتُشبِعك وتعطيك ميراث ملكوت السموات . الأحد الرابع إنجيل إقامة لعازر ( يو 11 ) لعازر الميت تقابل مع كلمة الله وكلمة منه أعطته حياة ” لعازر هلم خارجاً “ ( يو 11 : 43 ) إن أردت رِبح الملكوت عِش الوصايا الوصية تقيم وقادرة أن تنقل من حالة نتن كامل إلى حالة حياة كاملة . هذا قصد قراءات آحاد شهر أبيب رِبح الملكوت وكرازة الآباء الرسل كانت تُختصر في كلمة واحدة ” توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات “ ( مت 3 : 2 ) كانوا يدخلون مدينة لا يعرفون فيها أحد فينادوا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات كان البعض يلتفت لكلامهم والبعض لا يلتفت وكانوا ينادوا في الشوارع بأعلى الأصوات لأن قديماً لم يكن هناك وسائل للإعلام فكانت هناك ساحات وأماكن عامة يجلس فيها الشعراء والتجار وفكان الرسل يذهبون لهذه الأماكن وينادوا فيها ويتكلم مع مجموعة أو اثنين أو ما هي أكثر الأمور التي تشغلنا الآن ؟ إن الملكوت قريب وإننا نريد أن نربحه وإننا نشتاق له . اليوم تقرأ لنا الكنيسة إنجيل إقامة لعازر لتقول لنا الكنيسة إن أردنا رِبح ملكوت السموات فربنا يسوع قادر أن يُقيمنا ويعطينا ميراث الحياة الأبدية ويحولنا من ميت منتن إلى حياة جديدة هذه هي الحياة الأبدية والملكوت وبشارة يوحنا بشارة فريدة تركز على لاهوت ربنا يسوع وعلى قوة لاهوت المسيح لذلك هو الذي انفرد بمعجزة تحويل الماء إلى خمر ومعجزة المولود أعمى والمقعد منذ " 38 " سنة وإقامة لعازر معجزات فائقة تدل على قدرة إلهية أنا موضع هذه القدرة الإلهية وهذه القدرة هي من أجلي وهذا رجائي أنا المشلول وخمري فرغ وأنا الذي فقدت بصري بل وليس لي بصر أصلاً أنا رجائي في ربنا يسوع لذلك إنجيل اليوم إنجيل رائع يعطينا وقفة مع أنفسنا يقول ” كان إنسان مريضاً وهو لعازر من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها “ ( يو 11 : 1) يسوع كان يحب مريم جداً لأنها كانت تجلس تحت أقدامه تسمع وتتأمل يقول ” من قرية مريم “ كان المفروض يقول ” من قرية بيت عنيا “لكن لأن مريم كانت محبوبة لديهِ فكأن القرية مميزة بوجود مريم فيها ممكن لأنك تُرضي الله في بيتك تُنسب المدينة التي تسكنها إليك يسوع يرى بيتك أجمل بقعة في هذه المدينة وقلبك أجمل قلب في المدينة وبدل ما يقول المدينة بإسمها يقول مدينة فلان أي تستطيع أن تقدس بلد بأكملها وتُسمى باسمك لأنك أجمل قلب فيها مدينة مريم أكثر إنسان يُكرم الله في هذه المدينة عاد يقول ” وكانت مريم التي كان لعازر أخوها “ نَسَب كل الناس لها قال مريم ومرثا أختها ثم قال لعازر أخوها المفروض نقول مريم أخت لعازر أي هي تُنسب له لكن هنا قال لعازر أخو مريم أي ممكن أكون محور تركيز من حولي في عين الله أنا أكون وسطهم والله يراني أنا ويقول له انتبه هذه المدينة كلها مسئوليتك لعازر أخو مريم ومرثا أختها والمدينة على اسم مريم ممكن يكون لنا إرضاء الله الذي يجعل المدينة كلها في قلبنا ونحن مسئولين عمن حولنا ماريوحنا له جمل اعتراضية وسط إنجيله لها أسرار ويقول بقصد أن لعازر أخو مريم ومرثا أيضاً أختها ثم يقول أكيد أنت متعجب إني أقول ” قرية مريم “ لذلك أقول لك ” وكانت مريم هي التي دهنت الرب بطيبٍ ومسحت رجليهِ بشعرِها “ جملة بين قوسين وكانت هناك كثيرات دهنَّ قدمي الرب بالطيب من ضمنهن مريم أخت لعازر يسوع كان يحب يستريح عندهم ربنا يسوع كان في أورشليم وأورشليم رفضته لذلك أراد أن يكون خارج أورشليم وكان أي مكان يذهبه خارج أورشليم كان يستريح خلاله في بيت عنيا لأنها كانت تبعُد عن أورشليم 2كم فاستراح عند لعازر ثم ذهب إلى عبر الأردن مسافة سَفَر يومين تقريباً لأنه كان عندهم وقال لهم أين سيذهب وبعدما تركهم تعب لعازر وفي المساء إزداد تعبه فأرسلوا شخص إلى المسيح في عبر الأردن قل له ” هوذا الذي تُحبه مريض “ وذهب الرجل إلى ربنا يسوع وقال له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ماريوحنا قال أنه مجرد أن سمع بتعب لعازر ” مكث حينئذٍ في الموضع الذي كان فيه يومين “ ظلَّ ربنا يسوع في عبر الأردن يومين ثم إنه في خلال سفر الشخص الحامل الرسالة ليسوع كان لعازر قد مات وكان ربنا يسوع يعلم ذلك لكن الرجل لم يكن يعلم وظلَّ ربنا يسوع يومين وقال لتلاميذه ” هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به “ ظلَّ يومين ثم عاد كان بذلك لعازر ميت له أربعة أيام الرجل الحامل الرسالة ذهب في يوم وظلَّ ربنا يسوع هناك يومين ثم عاد لبيت عنيا في يوم بذلك كان لعازر ميت له أربعة أيام ذهب لبيت عنيا وكان الحال قمة الحزن وفي الوفاة كان أهل القرية يجتمعون كلهم وقالت له مرثا” لو كنت ههنا لم يمُت أخي “ كعتاب تقول له أنت تركتنا أو نحن حزانى على موت أخونا الوحيد لكن الجميل أن مرثا أظهرت إيمان عالي ” فلما سمعت مرثا أن يسوع آتٍ لاقتهُ وأما مريم فاستمرت جالسة في البيت “ ربما من شدة الحزن لم تترك مريم البيت أو ربما لم تعرف أن يسوع قد جاء مرثا عرفت فذهبت بسرعة إليه ” فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمُت أخي لكنني الآن أيضاً أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه قال لها يسوع سيقوم أخوكِ “ كل ما تطلبه يعطيه لك الله جيد أن يقف الإنسان مع قدرة الله الفائقة ويتأملها ويأخذ نصيبه منها لنا نصيب في قوة الله لأن قوته ليست لنفسه بل وهبها لنا نحن جيدة الرسالة التي أرسلوها ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ كان ممكن يقولون يا سيد هوذا الذي يحبك مريض هل يوجد فارق بين الجملتين ؟ نعم فرق بين ” الذي تحبه “ و ” الذي يحبك “ هنا يقولون له نحن نُذكِرك بحبك له أنا أُذكرك بأن الشخص الغالي والعزيز لديك جداً مريض الآباء يقولون أن هناك عبارات في الكتاب المقدس تعتبر صلاة سهمية مثلاً عبارة مثل هذه ممكن أصلي بها اليوم كله بل والعمر كله أقول له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ أي أنا مريض بالخطية لما أقول له ” الذي تحبه “ هذه جملة تُقيم دالة بيني وبينه وتُذيب الفواصل أنا ميت لكنك تحبني أنا مريض لكنك تحبني لن أتكلم عن محبتي لك لأنها ضعيفة ومتقلبة لكني أُذكِرك بمحبتك إنت لي ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ عبارات كثيرة في الكتاب نعتبرها صلاة قصيرة مثلاً عبارة السيدة العذراء ” ليس لهم خمر “ ( يو 2 : 3 ) تُعتبر صلاة لأن الخمر في الكتاب يشير للحب والتسبيح أنا ليس لي في حياتي حب كافي لله ولا تسبيح فأقول له ليس لي خمر ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ جيد أن أقول له ” يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني “ ( مت 8 : 2 ) إن أردت ما رأيك أن تشعر بالخصوصية مع أحداث الكتاب ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ هذا وصف لحالي أنا أنا المرض تملَّك مني وأشرفت على الموت وليس لي سوى أن أصرخ لك ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ أُرسل لك الآن رسالة ليست مع رسول لكني أكلمك في صلاتي وأتضرع إليك والذي يرفع لك صلاتي هو الروح القدس الذي هو خير رسول وخير سفير يوصَّل لك أنَّاتي يشفع فينا بأنَّات لا يُنطق بها ما رأيك في إنسان يقف بقلب منكسر أمام الله يقول له ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ بالطبع سيسمع ويتراءف حتى لو أجِّل الأمر قليلاً حوِّل كلمات الكتاب إلى كلمات حياة مُغيِّرة فاعلة ولا تكن مجرد نصوص أو كلام بل تداريب عملية لك ليتك تكتشف مقدار محبة يسوع لك مجرد أن تكتشفها عندئذٍ ستطلب منه بدالة ” يا سيد هوذا الذي تُحبه مريض “ وكأنه يقول له هل يرضيك أن حبيبك يمرض الذي أنت تُحبه ؟! ربنا يسوع مكث يومين في عبر الأردن لماذا يارب مادمت تحب لعازر ؟ لماذا لم تُسرع ؟ أنت تحب مريم وتسمع بمرض أخيها وتتأخر يومين ؟ يقول لكي يتمجد ابن الله لله مقاصد قد يتأخر في الإستجابة رغم إننا محبوبين لديه لماذا تأخر ؟ يقول هناك أمور لا تعرفها ما رأيك أنه لعازر مرض وأتى يسوع في نهاية اليوم وصلى له وشفاه ما قيمة المعجزة هل ستكون مثلما يُقيمهُ من الموت ؟ بالطبع لا هل تكون بقيمة إقامته له بعد أربعة أيام ؟ بالطبع لا في الكتاب عدة درجات لإقامة الموتى صنع منهم ربنا يسوع ثلاثة : إقامة ابنة يايرس كانت مازالت في حجرتها . إقامة ابن أرملة نايين كان قد وُضِع في النعش وفي طريقه للقبر . إقامة لعازر كان له أربعة أيام في القبر . أيهم أعظم ؟ لعازر أي أنت يا الله تأخرت لكي تتعظم قدرتك في أعين من حولك ويُعلن مجد لاهوتك أم لكي يحزنوا ويتعبوا ؟ يقول لا لكي يُعلن مجد لاهوتي أكثر ويمجدوني أكثر سأتأخر من أجل إعلان مجد وتدبير قد لا يستوعبوه كم طِلبة نطلبها ونجد الله كما يقول ” مكث هناك يومين “ يتأخر يارب أسرع وأعني يقول أُطلب أنت وأنا سآتي في الوقت المناسب كما يقول أحد الآباء ” في كثير من الأحوال تكون عدم استجابة طِلبتنا هي استجابتها “ أي الله يرى ذلك أن الأمر يستمر أكثر لماذا يارب لعازر مريض ؟ والآن قد مات لقد فقدنا الرجاء يقول سآتي وأنت فاقد رجاءك لكي تتعظم قدرتي ونجد ربنا يسوع يحب يتدخل في اللحظات الأخيرة في الهزيع الرابع السفينة تغرق بالتلاميذ وهم يصرخون وهو يتدخل في الهزيع الرابع أخر جزء من الليل لأن الليل أربعة أقسام :- من الساعة 6 – 9 مساءً الهزيع الأول . من الساعة 9 – 12 مساءً الهزيع الثاني . من الساعة 12 – 3 فجراً الهزيع الثالث . من الساعة 3 – 6 صباحاً الهزيع الرابع . متى يأتي هو ؟ يأتي في الرابع لماذا ؟ امتحان إيمان وليرى طول أناتك وصبرك وتحمُّلك ليرى اشتياقك ليرى تصديقك للمواعيد في مَثَل العذارى الحكيمات والجاهلات هو تأخر لكن الأمر في أنه تأخر أن نتركه ؟ لا هو تأخر لكي يرى مقدار ثباتك وتحمُّلك ومدى اشتياقك له وصبرك واستعدادك فلا تقُل هو تأخر بل أنا مللت أو أنا صبري قليل وإيماني ضعيف لذلك يقول مكث هناك يومين وعاد مرة أخرى وذهبت له مرثا ولنرى إيمانها قالت له أنا أعلم أنك قادر وكل ما تطلبه من الله يعطيك هذا الكلام تقوله وأخوها في القبر وليس مازال مريض لا ميت وفي القبر له أربعة أيام جيد أن يكون هناك اختبارات لإيماننا تُظهِر جوهره ومعدنه هل إيماني أن الله قادر يُعينني ويُقيمني ؟ هل أعلم أن كل ما يطلبه من الله يعطيه ؟ ما درجة إيماني وتصديقي بقدرة الله في حياتي ؟ أحياناً عدو الخير يقول لي ستظل كما أنت والله عندما يريد أن يفعل سيفعل فلا تطلب أنت وتظل كما أنت لا قل له سأخرج للقاءهِ مريم لما خرجت له لم تخرج للقائهِ فقط بل سجدت له هنا مرثا تعلن إيمانها ومريم داخلها إيمان عميق ويأتي السيد ويقول لهم ” أين وضعتموه “ ؟ لم يدخل البيت يارب يسوع أنت أتيت لتُعزيهم يقول لا أنا لن أدخل البيت ”أين وضعتموه “ ؟ أنا ذاهب إلى القبر ” لم يكن يسوع قد جاء إلى القرية بل كان في المكان الذي لاقتهُ فيه مرثا ثم إن اليهود الذين كانوا معها في البيت يُعزونها لما رأوا مريم قامت عاجلاً وخرجت تبعوها “ المسيح كان بعيد واليهود الذين كانوا في البيت يعزون خرجوا لما وجدوا أصحاب العزى يخرجون إلى أين ؟ للقاء يسوع كل الذين كانوا في البيت خرجوا وحضروا المشهد واللقاء مع يسوع ” مريم لما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته خرت عند رجليهِ قائلةً له يا سيد لو كنت ههنا لم يمُت أخي “ الناس لما خرجت مريم أين تخيلوا إنها ذاهبة ؟ تخيلوا إنها ذاهبة عند القبر لكنها كانت ذاهبة ليسوع جروا وراءها وجدوها تسجد ليسوع لما رآها يسوع سألها لماذا تبكين ثم قال ” أين وضعتموه “ ؟ ” قالوا له يا سيد تعال وانظر “ وذهب إلى القبر وهناك ” بكى يسوع “ لماذا بكى ؟ لأن لديهِ مشاعر كان يُحقق إنسانيته هو إنسان بشر شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية أي لديهِ مشاعر لم يكن لاهوت بدون ناسوت لا كان ناسوت كامل يجوع ويعطش وله أصدقاء ولذلك قال الكتاب ” بكى يسوع “ وقالت الجموع ” انظروا كيف كان يُحبه “ مشاعر يسوع بالنسبة لنا ليست مشاعر بشرية لا بل مشاعر تُقيم من الموت بماذا تُترجم لي محبتك يا الله ؟ أعطنا مال وقطعة أرض وحِل مشاكلي هذا يُبرهن حبك لي يقول لا الذي يُبرهن محبتي لك إني أُقيمك من الموت هل تقبل ؟ هذه هي الهدية التي يريد أن يعطيها لنا ولا يستطيع أحد أن يعطينا إياها المال ممكن نأخذه لكن الذي نحتاجه فعلاً أنه يُقيمك بالفعل ” ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت “ مازال إيمانهم ضعيف وكأنهم يقولون أنه كان قادر أن يفعل أي شئ لكن قبل أن يموت لكن الآن إنتهى لا يستطيع ” فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر وكان مغارة وقد وُضِع عليهِ حجر قال يسوع ارفعوا الحجر “ جيد أن تتأمل في موقف يسوع وموقف الناس وموقف لعازر :- موقف يسوع كُلي القدرة . موقف الناس أحياناً لديهم إيمان وأحياناً لديهم شك وأحياناً لديهم نقد وأحياناً أتوا للمشاهدة كأنه مُهرج كثيرون حول يسوع لكن ما هي قلوبهم ؟ داخلهم مريم ومرثا ومعهم أحباء والتلاميذ ومعهم يوحنا تفاصيل إنجيل يوحنا تُعلن أنه كان حاضر المشهد ورآه بعينه مرثا خرجت ثم مريم شخص رأى المشهد تخيل نفسك في المشهد ربنا يسوع أمام القبر ولعازر داخل القبر ونحن نقف ونشاهد ما مدى إيماننا ؟ تخيل أنه أنت داخل القبر قل له أمور كثيرة تحجبني عنك وصرت غير قادر أن أراك أو ألمسك أنا ميت يفصلني عنك أمور كثيرة حجر كبير أكفان ولفائف موت رائحة نتنة ظلمة نهايتي أنا كثير ما يفصلني عنك أمور صعبة هو قادر أن يُزيل كل ذلك يقول أنا قادر أن أُزيل الحجر والأكفان وأغيَّر موتك لحياة وأغيَّر الرائحة النتنة إلى رائحة ذكية عطرة وأحوِّل ظلمتك إلى نور قادر أن أغيَّر الموت لحياة ” لعازر هلم خارجاً “ كلمة الله مُغيِّرة مُحيية كل مرة تقرأ فيها الإنجيل تعامل معه على أنك الميت الذي يُحييه تخيل المشهد لما يقول ” فخرج الميت “ كان يمكنه أن يُقيم الميت والحجر موجود لكنه قال لهم إرفعوا الحجر لكي يراه لكي يكون المشهد كامل ويشترك معه الجموع بأيديهم لأن الذين رفعوا الحجر رأوا الميت داخل القبر في حالة موت الله يحب يستخدم شهود على عمله والجميل أن لعازر يقوم يا للمجد المجد لك يارب كثيراً ما نحتاج أن نلمس قدرة الله في حياتنا فعلياً الموت تسلط علينا بالكامل ونَتَن كامل موت كما قال القديس أثناسيوس الموت مد أنيابه للإنسان ونهشه وتسلط عليه جداً هذه هي الخطية هي نتانة وظلمة هو قال أُزيل كل هذا خرج لعازر تخيل لعازر بعد القيامة ؟ شخصيته اختلفت كثيراً صار يرى الحياة كلها من خلال يسوع الذي أقامني وأحياني حياتنا الآن صارت ليست لنا بل للمسيح تعيش لترضيه لأن حياتي هي مِلكُه ولا نَفَسْ فيَّ إلا له وأكبر شاهد على عمل المسيح هو لعازر لو أراد أحد أن يؤمن بقدرة يسوع نأتي له بلعازر لن يعظ لعازر بل مجرد أن يقف أمامه ونقول هذا كان ثم أصبح هل تريد أن تشهد للمسيح ؟ إشهد بتوبتك هذه هي أعظم معجزة الأنبا باخوميوس أب الشركة يقول ” كثيراً ما نركز على المعجزات التي تمس الجسد إنسان مريض أو محتاج عملية جراحية لكن لا توجد معجزات أعظم وهي أن ينتقل إنسان من عمق أعماق الخطية إلى عمق البر هذا ميت قام “ يقول لك إن أردت أن تصنع معجزات تستطيع ” لو قلت لإنسان كلمة الله ونقلته من خطية إلى حياة أنت أقمت ميتاً إن ساعدت إنساناً وعلَّمت إنساناً أن ينتقل من عمق الغضب إلى عمق الهدوء والوداعة أنت أخرجت شيطاناً إن علِّمت إنسان بخيل متمسك بحب المال حب العطاء أنت قد شفيت يداً يابسة إن علِّمت إنسان الرحمة والعطاء أنت شفيت يداً يابسة إن أنرت عيون إنسان إلى الإيمان أنت قد فتَّحت عيني أعمى “ إذاً توجد معجزات أعظم من شفاء المرض إن أردت أن تتمتع بنصيبك اليوم خذ كلمة الله داخلك تنقلك من الموت إلى الحياة وتصير أعظم شاهد على عمل الله الله الذي أقام لعازر يُقيمنا يصرخ داخلنا ” لعازر هلم خارجاً “ نخرج ونشهد له ونعيش له واثقين أن حياتنا الآن ليست لنا بل هو أقمنا وأعطانا حياة جديدة فصارت حياتنا هذه كما قال القديس بولس” هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام “( 2كو 5 : 15) ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
29 يوليو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الرابع من شهر أبيب

تتضمن الحث على السعي في مداواة النفـوس . وأن يحترس القائم من السقوط لأن رجوعه إلى الحالـة الأولى يكون بصعوبة مرتبة على فصل انجيل إبـراء عبد قائد المئة ( لو ۷ : ۱-۱۰ ) إذا كان سيدنا له المجد قد ظهر شافيا لأمراضنا وغافرا لخطايانا . فما بـالك الآن لا تنهض من وهدة كسلك وتنتبه من غفلة جهلك . وتطلب منه بإيمان خـالص وعزم ثابت كرئيس المئة لينقذك من الأمراض والعاهات ؟ ويا للعجب كيف ترى المرضى يهتمون بمداواة أجسادهم ويقصدون الأطبـاء ويسافرون إلى البلاد البعيدة . وينفقون الأموال الجزيلة وهم لا يعلمون هل تنجـح مداوتهم أم لا ؟ وأنت ترى الطبيب الماهر المستغنى عن اتخـاذ الآلات والعقاقير وطلب الأجرة قائلا للعازر : أخرج من القبر . وللمخلع : احمـل سـريرك واذهـب . وللميت المحمول : أيها الشاب قم . وللخاطئة : مغفورة لك خطايـاك . وامثـال ذلـك كثير . وهو طالب منك وراغب في مداواتك . وأنت تنعطف عنـه هـاربـا وتتوانـى متكاسلا . فأن كنت قائما فاحذر من السقوط من ذروة الفضيلة . لأن اناسـا كـثـيرين رفضوا الأموال والمنازل الرفيعة وفارقوا الأهـل والأصدقـاء وسكنوا الـبراري وكهوف الجبال وعذبوا أجسادهم بكثرة الصوم والصلوة . وإحتمال حر الصيف وبرد الشتاء . وهجروا جميع اللذات والمناظر الجميلة . وبلغوا غاية الفضيلة حتـى كـادوا يصلون إلى السماء . ولكنهم لما غفلوا يسيرا وتوانو في مقاصدهم عثروا في مصـائد العدو وسقطوا في حفرة الخطية . وأناس غيرهم نهضوا من نقائصهم وفـارقوا مـا كانوا يألفونه من الغنى واللهو والسكر وبقية المعاصي . وتمسكوا بأذيـال التقـوى فرفعتهم من اعماق الرذائل وبلغت بهم إلى التشبه بالسمائين وحينئـذ سـدوا أفـواه الذين يزعمون أن الساقطين لا ينهضون . ولذلك أطلب من القيام أن يحفظوا أنفسهم من السقوط . ويشـيدوا اسـوار مدينتهم ويتجهزوا بمهمات الحصار ويتيقظوا لمدافعة عدوهم . ومن الواثقين بأنفسـهم أن يتخذوا ويتيقظوا ولا يغفلوا عن تدارك أنفسهم مخافة أن يسقطوا . فإن الساقط إلى الارض من أعالي الفضيلة يعثر عليه الرجوع إلى محلـه . لان الذيـن يقتحمـون الحروب ويحملون ثقل الحديد من الذروع والخـوذ . ويخوضـون مـعـامع القتـال ويظفرون بنواصي الاعداء . أولئك متى اهملوا ذواتـهم وركنـوا إلـى شـجاعتهم المعهودة وانعطفوا متهاونين بأعدائهم وأدركتهم رعبة القتال وسـقطوا فـي وسـط المعركة إلى الارض فإنه يصعب عليهم رجوعهم إلى ظهور خليلهم والنهوض إلـى مكافحة الاعداء . وكذلك أقول في رئيس السفينة المسافر إلى البلاد البعيدة . فإنـه إذ انفق الاموال وأستأجر الرجال . واتخذ الآلات والعدد وكابد أهوال البحر وقرب مـن ميناء السلامة ثم أغفل النظر في مصالح السفينة فترة بسيطة للوثوق بأنه قد وصـل إلى المدينة . ووافق غفلته تلك هبوب رياح عاصفة فان السفينة تهلك وينقلـب ذلـك الرئيس يختبط بين الامواج . ويعسر عليه أن ينتشل نفسه من تلك اللجج . وربما لا يمكنه ذلك فيموت غرقا . وهذا اقوله للفاترين المستحوذ عليهم ضعـف الهمـة . وأمـا ذوو العـزم والشجاعة من المجاهدين مثل داود المغبوط وأمثاله فأنهم ينهضون ولا يضطجعون .لكنهم يحتاجون في النهوض إلى العناء العظيم والتعب الطويـل والنـوح والبكـاء والتنهد ولبس المسوح والنوم على الرماد وإحتمال المحن والتجارب . كما فعل ذلـك السعيد المذكور . وكذلك هؤلاء المفرطون يشبهون التاجر الكثير المال . الذي جمـع أصناف البضائع وقصد السفر إلى البلاد الغريبة . وكابد متاعب الاسـفار وأهـوال الطرق وشقاء الغربة ومكافحة اللصوص . ولما قرب من المدينة وابتهج بـــالوصول سالما توسد وهجع أمنا . فخرج عليه جماعة من اللصـوص كـانوا مراقبيـن لـه ومنتظرين غفلة منه . فنهبوا الاموال وقتلوا من حوله من الرجال وخرج من بينـهم عاريا جريحا . لكنه لقوة عزمه وشدة شجاعته لم تضعف همته ولا فـتـرت حـرارة نفسه . بل غسل جراحاته وضمدها وعاد إلى بلدته واحتمل ما بقى له من المال ولـم يزلل يتردد في تلك الطرق ويسعى حتى حصل ما فقد منه وعاد إلى وطنه غانما . كذلك ينبغي لنا إذا عثرنا بالاشراك الشيطانية أن ننـهـض مـن سـقوطنا مسرعين ونبادر إلى التوبة باكين . لنفوز بغفران ذنوبنا وننال رحمة الرؤوف الـذي له المجد إلى الابد آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
28 يوليو 2023

مائةدرس وعظة ( ٢٤ )

قلبا نقيا اخلق في النقاوة » « لأنـه حـيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً » ( مت ٦ : ٢١ ) القلب في الفكر المسـيـحى هو كل الكيان الإنساني ، وعندما يصير القلب نقيا يستطيع أن يـتـقـابـل فـيـه الإنسان مع الله والملائكة والقديسين وكل أحـد ، عندمـا قـال السيد المسيح : « ها ملكوت الله داخلكم » ( لو ١٧ : ٢١ ) ، يقـصـد قلبك النقى « لأنه حيث يكون كنزك هنـاك يـكـون قلبك أيـضـا » ( مت ٦ : ٢١ ) . القلب هو الشيء الوحيد الذي طلبه منا المسيح له المجـد : « يا ابنى أعطنى قلبك » ( أم ٢٣ : ٢٦ ) .. أي أن الإنسان يساوى قلبه . ويتعجب القديس ديديموس الضـرير من أنه ممكن أن يصير قلب الإنسان مرتعا للعدالة والإثم ؟! أولا : تعريفات للقلب النقى:- ۱- مـصـدر الـحـيـاة : القلـب هـو مـصـدر الحياة وكل عواطف الإنسان . ۲- عضو المعرفة : القلب هو عضو المعرفة الإلهية ، كما يوجد في جسم الإنسان أجهزة بيولوجية يوجد أيضا الجهاز الروحي وهو 3 أعضاء ( العين- الأذن- القلب ) . ۳- مـصـدر الأفكار : القلب هـو مـصـدر الأفكار « فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم » ( مت ١٢ : ٣٤ ) . « اخـتـبـرني يا الله واعـرف قلبی . امـتـحـنى واعـرف أفكاري » ( مز ١٣٩ : ٢٣ ) ، أفكارك تكون نقـيـة إذا كان قلبك نقيا . ٤- بدء الحـيـاة : القلب هو بدء الحـيـاة الروحية المتجددة . ٥- طارد الخطية : القلب النقي في أبسط معنى هو الذي يطرد الخطية . ٦- جـهـاد ونعمة : القلب النقى هو جـهـاد ونعمة . جهاد منك ، ونعمة من الله .القلب النقى هو طلبة ورجاء من الله « قلبا نقيا اخلق في يا الله ، وروحا مستقيما جدد في داخلی » ( مز ٥١ : ١٠) . ثانيا : طريق النقاوة:- ۱- ادخل : ادخل إلى أعماق نفسك أ- اجلس مع نفسك في هدوء وتدرب أن تأخذ خلوة كل يوم . ب- في خلوتك اشـعـر أن هذا الكون لا يوجد فيه سوى الله وأنت . ۲- ارتفع : ارتفع إلى الله بصلواتك . أ - من خلال صلوات الأجبية أو الصلوات الارتجالية أو السهمية . ب - انشغل بالله طوال أيام الصوم . ٣- ارتم : ارتم في أحضان الكنيسة . أ . كنيستنا هي أم نرتمي في أحضانها ونشبع بالدسم الروحي . ب . اسكب نفسك أمام الله في سر التوبة والاعتراف ، وتمتع بأسرار الكنيسة .
المزيد
27 يوليو 2023

شخصيات الكتاب المقدس أغابوس الرسول

أغابوس: إسم يونانى معناه المحبوب (أع11: 27 - 28).أغابوس تنبأ عن جوع شديد واضطهاد، بشر في أنطاكية وكرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل، نال إكليل الشهادة وقام واحد منهم اسمه اغابوس واشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر. (أع 11: 28) وهو نبى مسيحى كان فى أورشليم فى عصر الأباء الرسل الأول.وأحد السبعين رسولاً الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه، وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي ومُنِح نعمة النبوة كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله: "وبينما نحن مقيمون أيامًا كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس، فجاء إلينا وأخذ مِنطقة بولس وربط يديّ نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس: الذي له هذه المِنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم" (أع21: 10-11). وقد تمت هذه النبوة (أع21: 17-36)، وتنبأ أيضًا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها، وقد تم ذلك في أيام كلوديوس قيصر (أع11: 27-28).ثم كرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين وطاف بلادًا كثيرة معلمًا وهاديًا حتى ردَّ كثيرين من اليهود واليونان إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بسر المعمودية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرًا، ثم وضعوا في عنقه حبلاً وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء رآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلاً بجسده وبالسماء، وأبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: "حقًا إن هذا الرجل بار"، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: "أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس"، فرجموها أيضًا. السنكسار، 4 أمشير. استشهاد القديس أغابوس احد السبعين رسولا (4 أمشير) في مثل هذا اليوم استشهد القديس أغابوس أحد السبعين رسولا، الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه. وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون، وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي، ونال نعمة النبوة، كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله " وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس. فجاء إلينا واخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال: هذا يقوله الروح القدس " الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم ". وقد تمت هذه النبوة.و تنبأ أيضا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها. وقد تم ذلك في ايام كلوديوس قيصر , ثم كرز ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين. وطاف بلادا كثيرة معلما وهاديا حتى رد كثيرين من اليهود واليونانيين إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بالمعمودية المحيية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرا، ثم وضعوا في عنقه حبلا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى إن اسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء راه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلا بجسده وبالسماء. أبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: حقا إن هذا الرجل بار، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: انا مسيحية مؤمنة باله هذا القديس، فرجموها أيضا. وتنيحت ودفنت معه في مقبرة واحدة. صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا آمين. تكريس كنيسة القديس أغابوس الرسول (15 برمودة) في هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس أغابيوس أحد السبعين رسولا الذي تنبأ بما أصاب القديس بولس الرسول (أعمال 21: 10 و11) صلاته تكون معنا. آمين
المزيد
26 يوليو 2023

الخدام وعلاقتهم مع الله

الخادم الروحي لا يشعر في خدمته أنه يعطي بل أنه باستمرار -في كل مرة يذهب إلى الخدمة- يشعر أنه يأخذ شيئًا جديدًا من الله أثناء خدمته ويرى أن الخدمة تعطيه أكثر مما يعطيها إن الخدمة بالنسبة إليه واسطة من وسائط النعمة، تقويه وتسنده، وتقدم له وسطًا روحيًا يلزمه باستمرار أن يعيش فيه كما تعطيه حياة الحرص والتدقيق والبعد عن العثرة. الخادم الروحي يحيا أثناء خدمته حياة التلمذة لا يظن أن تلمذته قد انتهت بتعيينه خادمًا في مدارس الأحد، أو ببدء عمله كواعظ أو كمعلم، إنما يستمر حياته كلها في التلمذة في كل يوم يتعلم شيئًا جديدًا، ويختبر شيئًا جديدًا ومن واقع خبراته يكلّم مخدوميه إنه إنسان عاش مع الله، وأختبر الطريق الموصل لله وهو يحكي للناس هذا الطريق الذي اختبره وسار فيه زمانًا، وعرف علاماته وحروبه ومطباته، وبركاته أيضًا، ويد الله العامل فيه- يحكي كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات حياة التلمذة عند الخادم الروحي هي موضوع طويل، ربما أعرض له بتفصيل أكثر، حينما أتحدث عن التواضع في الخدمة. الخادم الروحي هو إنسان بعيد عن [الذات] ذاته لا تشغله، ولا تحرك طريقه في الخدمة إنه إنسان روحي لا تعنيه ذاته، لقد مات عنها منذ زمن وأصبح كل تفكيره في ملكوت الله، في روحيات تلاميذه، وفي إراحة الناس وخدمتهم إنه إنسان أتحدت مشيئته بمشيئة الله كل مشيئته أن يحقق مشيئة الرب في الوجود ومشيئة الله هي أن "جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون" (1تي4:2) لذا هو يعمل مع الله في هذا المجال، وليست له مشيئة خاصة إنه يسعى إلى تحقيق المشيئة الإلهية في نفسه وفي أولاده يعمل في ذلك بكل مشاعره، وكل إرادته وكل القوة الممنوحة له ملكوت الله هو شغله الشاغل، يلهج فيه نهارًا وليلًا يشعر بمقدار المسئولية الملقاة عليه وبأهمية النفوس التي تركها الله أمانه في يديه، سيعطي عنها حسابًا أمام الديان العادل لذلك هو يسلك في خدمته بكل أمانة وجدية، ليس فقط من أجل تلك المسئولية عن مخدوميه، بل بالأكثر بسبب محبته لهم واهتمامه بهم. الخادم الروحي هو قلب كبير، يتسع للكل، ولا يضيق بأحد هو وكيل أمين حكيم، أوكله الله على أولاده، لكي يعطيهم طعامهم في حينه (لو42:12) ينطبق عليه قول الكتاب "رابح النفوس حكيم" (أم30:11) وفي حكمة خدمته نراه خبيرًا بالنفس البشرية بطبيعتها ونزاعاتها، وحروبها وسقطاتها، ومتاعبها وآلامها وهو في كل ذلك يذكر قول القديس بولس الرسول "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب3:13). الخادم الروحي هو لهيب نار مشتعل في خدمته إنه إنسان حار في الروح (رو11:12) دخلت فيه النار المقدسة التي ألهبت التلاميذ في يوم البندكسطي. لهذا فهو يعمل عمل الرب بحرارة، بكل القلب، بكل الرغبة، بكل حماس هو أمين في خدمته حتى الموت (رؤ10:2) يتعب فيها، ويجد لذة في تعبه ويجد لذة أيضًا في عمله مع الله الروح القدس يعمل في الناس لأجل خلاصهم. وهو يعمل مع الروح القدس لهذا الغرض نفسه، كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبلوس "نحن عاملان مع الله" (1كو9:3) نشترك معه في العمل، أو نصبح أداة في يديه يعمل بها. الخادم الروحي يحتفظ بطفولته الروحية (مت3:18) ويرفض أن يفطم نفسه عن ثدي التعليم إنه باستمرار يقرأ ويتعلم ومهما نما تلاميذه، يقدم لهم شيئًا جديدًا. إنه كالأشجار الدائمة الخضرة، لا يذبل أبدًا، ولا يصفر، ولا تتساقط أوراقه الخضرة دائمًا تجري في عروقه. لذلك هو دائم الزهر أو الثمر، دائم الحياة، دائم النضرة والخضرة إنه لا يعطي من ذاته، وإنما ما يأخذ من الروح فإياه يعطي يقول الرب "الكلام الذي أعطيتني، قد أعطيتهم" (يو8:17)إنه راكِع دائمًا، يطلب لأولاده من الرب غذاء يوم بيوم. يقول للرب دائمًا "لست أريد أن أعطيته من بشريتي ومن جهلي. بل الكلام الذي تضعه أنت في فمي، هو الذي أقوله لهم إنه إذن حساسة لفم الله يميز صوت الله، ويعلن مشيئته للناس لذلك ترتبط خدمته بالصلاة لأنها ليست عملًا بشريًا. الخادم الروحي يهتم بالغذاء الروحي لأولاد فهو يأخذ غنيماته الصغيرات إلى موارد المياه وإلى المراعي الخضراء، يرعاها بين السوسن (نش3:6) إنه يهتم بروحياتها، ولا يقتصر على المعلومات يحشو بها علقها. ولكن ليس معنى هذا أن نهمل المعرفة، وإنما نأخذ منها ما يبني الروح، ولا نركز على بناء العقل فقط. الخادم الروحي حتى إن تكلم في موضوع لاهوتي أو عقيدي أو طقسي، يتكلم كلامًا روحيًا أما الخادم العقلاني فحتى إن تكلم في الروحيات، يحولها إلى علم ونظريات وأفكار!! بعض الخدام ابتدأوا بالروح، وانتهوا كعلماء يقدمون علمًا للنفس، مجرد أفكار مرتبة خالية من الروح، ولم تعد في كلماتهم المسحة الروحية التي تؤثر في الناس وتقربهم إلى الله كونوا إذن خدامًا روحيين، واخدموا خدمة روحية أقول هذا لأني خائف على هذا الجيل، الذي كثرت فيه المعرفة جدًا، وضعفت الروح واختلفت عن الجيل الماضي، التي كانت فيه مراكز الخدمة كأبراج الحمام، تهدل بنشيد الحب الإلهي. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
25 يوليو 2023

القراءات الروحية البناءة

القراءة الروحية أساسية من أجل الوصول إلى الشبع الروحي . كما أنها تنير الذهن، وتقدس الأفكار، وتشحذ الهمة الروحية، فيتحرك الإنسان بحماس في طريق الملكوت .كذلك فالقراءة الروحية أساسية في التعرف على معالم الطريق الروحي ، حتى لا يتوه الإنسان في مزالق كثيرة يمكن أن تقابله ، وحتى تتكون لديه نعمة الافراز، فيستطيع أن يميز الأمور المتخالفة ، ولا يسقط في فخاخ ابليس بل إنها أساسية في خدمة الآخرين ، ونحن هنا لا نقصد الخدمة في فصول التربية الكنسية والشباب فقط ، بل أيضا خدمة الوالدين لأبنائهم ، وهي من أهم وأخطر الخدمات المسيحية ، حيث يقضي الطفل في بيته ١٦٨ ساعة أسبوعياً تقريباً ، ولا يمكث في الكنيسة سوى ساعات قلائل . فإن تعرف الآباء على احتياجات أولادهم ، وسمات المراحل التي يمرون بها ، ونوعيات المشاكل التي يقابلونها ، يستطيعون بالقطع أن يقدموا التوجيه السليم لابنائهم وبناتهم . الآباء والقراءة : من هنا ينصحنا الآباء القديسون بالقراءة ، لما فيها من فوائد جوهرية لنا ولمن نشهد للمسيح أمامهم :« اتعب نفسك في قراءة الكتب ،فھی تخلصك من النجاسة» ( القديس أنطونيوس ) .« كتبي هى شكل (سيرة ) الذين كانوا قبلی ، أما إن أردت أن أقرأ ، ففى كلام الله أقرأ » ( القديس أنطونيوس ) .« قراءة الكتب، تقوم العقل الصواف » ( أحد الشيوخ ) .« کن مداوماً لذكر سير القديسين ، لكيما تأكلك غيرة أعمالهم» (القديس موسى الأسود ) . نحن والقراءة : يحسن أن يهتم الإنسان بالقراءة ، ولكي لا تنطبق عليه سمات جيل التليفزيون والفديو، من سطحية واستسلام سلبي ، يجب ان يدرب نفسه على القراءة، وهذه بعض الملاحظات التي قد تساعده على ذلك : 1 ـ التدرج : كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر، فلا داعى لأن تتمسك منذ البداية بالكتب الكبيرة لتضعها في المكتبة ، وإن كان هذا حسن، فلسوف تحتاجها حينما تنمو في القراءة، لكن ابدأ بالنبذات الصغيرة ، والكتيبات ، والكتب المتوسطة، وتدرج مع القراءة شيئاً فشيئاً . وأؤكد لك أنك عندما تشعر بالانجاز والنجاح في قراءة كتيب ، سوف تحس بحافز كبير يشجعك على المزيد . ٢ ـ التنوع : ابدأ بالتنوع ، فاقرأ في مجالات عديدة مثل : تفسير الكتاب المقدس، وسير القديسين، وتاريخ الكنيسة ، واللاهوت ، والعقائد ، والطقوس ، والثقافة العامة .. فمن المهم أن تلم بفكرة عن كل من هذه الميادين ، فهي أساس لنموك ولخدمتك .. ومن غير المعقول ألا تعيش عصرك ، وتتعرف على الأدب والفن والفكر السائد فيه، مع ملاحظة ألا تكون سلبياً ، بل يجب أن تسترشد بأبيك الروحي وخادمك ، حتى لا تنحرف بك القراءة بسبب عدم النضج والعمق والمعرفة الشاملة . 3 ـ التوازن : أياك أن تأخذك القراءة بعيداً عن الشبع الروحي ، فيصير عقلك أضخم من قلبك ، بل احرص على التوازن ، فالرسول يدعونا إلى أن تنمو في «النعمة والمعرفة » ( ۲بط ٣ : ۱۸ ) ، أي الوجدان الروحي والفهم المستنير. 4 ـ التخصص : مع النمو ، ومع الوقت ستستطيع ان تتخصص في فرع محدد من الدراسات ، وربما تأخذ فيه شهادة مناسبة ، إلى أن تكتب بنعمة الله وتشترك في إثراء غيرك . المهم أن تتحرك تحت قيادة روح الله وارشاد أبيك الروحي وخادمك والرب معك . نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد السابع عام ١٩٨٩
المزيد
24 يوليو 2023

كيف نحب الآخرين ؟

المحبة الغافرة ( تكملة ) : المحبة الغافرة هي نوع من المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ، بل تطلب ما هو للآخرين، سعيا وراء خلاصهم واصلاح شأنهم . حتى أنها من الممكن أن تضع نفسها عوضاً عنهم ، طالما كانت هناك بارقة أمل في هذا الخلاص والإصلاح .هذه المحبة الغافرة التي لا تطلب ما لنفسها ، أعطانا السيد المسيح مثالاً لها حينما طلب المغفرة لصالبيه . إذ قال «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » ( لو٢٣ : ٢٤).كانت هذه هي أول كلمات السيد المسيح على الصليب ، مدفوعاً بمحبته غير الموصوفة واظهر بها حرصه الشديد على طلب الغفران للبشر الذين جاء سعياً وراء خلاصهم ولم تمنعه كراهية صالبيه له ، من أن يطلب لهم الغفران ، ملتمساً لهم العذر.عن هذا الموقف العجيب الخالد تحدث قداسة البابا شنوده الثالث في تأمله في كلمات السيد المسيح على الصليب فقال [ المسيح إلهنا الحنون ـ وهو في عمق الآلام على الصليب . كان منشغلاً بغيره لا بنفسه . ولم يذكر آلامه ولا تعبه ولا جراحاته . لم يأبه لآلام السياط على ظهره، ولا بإرتكاز المسامير في يديه وقدميه ، ولا بوخز الشوك في جبينه ورأسه، ولا بجسده المرضوض المنهك وإنما ترك كل ذلك جانباً، وكان كل ما يشغله هو محبته للبشر، وأول ما فكر، فكر في إنقاذ كارهيه وصالبيه وهكذا كانت أول كلمة قالها على الصليب « يا أبتاه أغفر لهم » كان حقاً في عمق المقاساة من هؤلاء الذين يطلب لهم الغفران ! .. ولكن محبته لهم كانت أكثر من عداوتهم له، عداوتهم التي لا توصف من عمق بشاعتها ] .هذه العبارة التي قالها السيد المسيح في عمق آلامه استطاعت أن تغير حياة الكثيرين ، بل إن كثيراً من قد آمنوا بالسيد المسيح وأحبوا المسيحية بسببها .. شروط الغفران : كما ذكرنا في المقال السابق فإن المحبة الغافرة السليمة ، هي تلك التي تضع نصب أعينها مصير من تحب ، كما أنها لا العدالة المطلوبة في إطار الكمال الذي يليق بالحياة مع الله . تعارض إطلاقاً لهذا فإن الغفران يأخذ كثيراً من المعاني، وله أبعاد كثيرة في المسيحية بالنسبة إلى الله ، وبالنسبة إلى الناس : ١ ـ بالنسبة إلى الله : الغفران بالنسبة إلى الله له شرطان : الإيمان والتوبة وعن هذا الأمر كتب قداسة البابا شنوده الثالث في حديثه عن طلب السيد المسيح المغفرة لصالبيه 🙁 على أن قول السيد المسيح «يا أبتاه اغفر لهم »، لا تعنى أنه غفر لجميع صالبيه على الإطلاق ، بلا استثناء فلا يمكن أن يتمتع بالمغفرة ـ من صالبيه وغير صالبيه إلا من ينطبق عليهم شرطان مبدئيان جوهریان ، هما الإيمان والتوبة لأنه بدون الإيمان والتوبة، لا يمكن أن ينال أحد خلاصاً ولا مغفرة] . ۲ ـ بالنسبة إلى الناس : حينما تتشبه بالسيد المسيح الذي طلب الغفران لمن أساءوا إليه وتطلب المغفرة للآخرين فإننا في هذا ننظر إلى خلاصهم تنظر بعين الرجاء إلى توبتهم القادمة .من من الناس كان يتصور أن أريانوس الوالي الذي عذب الشهداء المسيحيين بمنتهى القسوة سيتحول يوما إلى المسيحية ويصير شهيداً وقديسا تعترف به الكنيسة ؟! لاشك أن صلوات كثيرة قد رفعت من أجله، واستجاب لها الله وقال أريانوس المغفرة من الله حينما تاب عن شروره وأعلن إيمانه بالسيد المسيح .الغفران بالنسبة لنا يعنى أمرين : الأول : أننا لا تطلب الإنتقام ممن أساءوا إلينا ، بل تطلب لهم أن يتربوا «صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم » (مته : 44). والثاني : أننا تظهر لهم المودة في مقابل الإساءة لكي تحاول أن تكسبهم عن طريق الحب « أحبوا أعداءكم احسنوا إلى مبغضيكم » (مته : 44). أما في إطار الحياة داخل الكنيسة فهناك أمر ثالث جوهري وهو حرصنا على أن تكون الكنيسة صورة أو أيقونة لملكوت الله . كما أن لا مسئولية خاصة بالنسبة لإخوتنا : تجعل المغفرة مرتبطة بتوبتهم وإستقامة مسلكهم . وهذا يقودنا إلى الحديث عن : الغفران في الحياة داخل الكنيسة : الكنيسة كعروس للمسيح في صورة حقيقية لاورشليم السمائية التي لا يدخلها شيء نجس أو دنس ( رؤ۲۱ : ۲۷ ) . والإفخارستيا ( أي الاشتراك في سر القربان) هي استعلان مبكر للإشتراك في الحياة الأبدية مع المسيح فمن يدخل إلى الكنيسة ، ويشترك في سر القربان المقدس ، يكون كمن يدخل إلى الملكوت لينال الحياة الأبدية. هذا لا يشترك في سر القربان إلا المؤمن التائب الذي نال حلاً من خطاياه ، واستحق الغفران بعد أن مارس التوبة والاعتراف ، وجاهد في إصلاح سيرته بالتوبة .حينما دخل السيد المسيح بيت زكا وقف زكا وقال « ها أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف » (لو١٩ : ٨). لهذا قال السيد « اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً إبن ابراهيم » ( لو۱۹ : ۹). لقد جاهد زكا في إصلاح سيرته ـ إذ كان رئيساً للعشارين-ورد ما عليه للآخرين ، رافعاً عنهم الظلم الذي أوقعه هو عليهم . فإذا أخطأ شخص في الكنيسة ، لا تمنحه الكنيسة حلاً إلا إذا تاب توبة حقيقية. والكنيسة مسئولة عن إنذاره وتقويم سيرته ومنعه من التمادي في الخطية وقد توقع عليه عقوبات وتأديبات كنسية حرصاً على أبديته وخلاص نفسه وأيضاً في علاقة أعضاء الكنيسة ببعضهم قال ، السيد المسيح « إن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما . إن سمع منك فقد ربحت أخاك » (مت۱۸ : ١٥). وهذا يوضح مسئوليتنا تجاه إخوتنا في ربح نفوسهم للمسيح . فمن واجبنا - إذا أخطأوا أن نعاتبهم أو نوبخهم. وإن تابوا أن تغفر لهم « إن أخطأ إليك أخوك فوبخه، وإن تاب فإغفر له » ( لو١٧: ۳).ولكن كل ذلك ينبغى أن يجرى في إطار المحبة الأخوية ، العديمة الغش والرياء «محتملين بعضكم بعضا بالمحبة ، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل » (أف ٤ : ٣). فليست كل الأمور تحتاج إلى عتاب أو توبيخ . بل ما نراه يهدد سلامة إخوتنا الروحية، ويمنع عنهم المغفرة من الله لسبب عدم تويتهم .وحينما تعاتب إخوتنا فلنعاتبهم بلطف وشفقة كلما أمكن ذلك ، حاملين في قلوبنا بالحب روح التسامح ، لكي نجتذبهم إلى التوبة متذكرين كلمات معلمنا بولس الرسول « كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح » (أف ٤ : ٣٢). نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد السابع عام ١٩٨٩
المزيد
23 يوليو 2023

إنجيل البركة

الاحد الثالث من شهر ابيب تقرا علينا احبائي الكنيسه في هذا الصباح فصل من بشاره معلمنا لوقا الاصحاح التاسع( انجيل البركه ) قالوا له اصرف الجموع ليذهبوا الى الكرى ليستريحوا لاننا ها هنا في موضع خلاء فقال لهم اعطوهم انتم لياكلون فقالوا ليس عندنا اكثر من خمس ارغفة وسمكتين الا ان نذهب ونبتاع طعاما لهذا الشعب كله لانهم كانوا نحو خمس الاف رجل فقال للتلاميذ اتكئوا 50 50 ففعلوا هكذا واتكاوا الجميع فاخذ الارغفه الخمس والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهما ثم كسر واعطى التلاميذ ليقدموا للجميع فاكلوا شبعوا جميعا ثم رفعه ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشره قفة ازاي انجيل البركه احبائي هو انجيل نتعلم منه كيف نتخطي عقولنا وتفكيرنا البشريه المحدوده الغلبانه انجيل البركه الذي يقول خمس خبزات وسمكتين اطعمه 5000 رجل ما عدا السيدات والاطفال وكمان اكلوا واشبعوا وارفع عنهم 12 قفه مملوءه ايه انجيل البركه ده؟؟ البركه لما الحاجة تتحط في ايد ربنا تصبح كتير بايد ربنا البركه هو العمل الالهي في الامور الماديه البركه هو ازاي القليل بربنا يبقى كثيرعدم البركه ايه بقى الكثير من غير ربنا ايه يبقى قليل والقليل بربنا يصبح كثير تعال بقى لما تحط الامر ده في ايد ربنا هتلاقي نفسك مطمئن قوي عشان كدة عاوز اتكلم كام دقيقة كدة عن انجيل البركة البركه في الامور الماديه البركة فى الأمور الروحية اول حاجة البركة فى الأمور المادية تعال كده نحسب اي حسابات مادية.. هتلاقيها ما تجيش ابدا ما تجيش خالص .. اتذكر في بدايه رسالتي كنت قاعد مع شاب قال لي يا ابونا انا عاوزك تتخيل اني لقيت شغل بمرتب 2000 جنيه في الشهر الكلام دة كان من 15 او من 20 سنه وحوش ال 2000 جنيه كلهم وخليت بابايا يصرف عليا تخيلل هيبقى معايا في السنه كام؟؟ 24؟ كمان عشر سنين هيبقى معايا كام؟؟ هيجبولى شقه بعد عشر سنين؟؟ الكلام ده بالحسابات العقلية الولد ده بقى كويس جدا جدا وربنا دبرلة كل اموره ايه الحكايه لا الحكايه ما بتجيش كده يا ما تلاقي واحد يقول لك اصل انا لا خلاص كده انا جبت طفل مش عايز ثاني بس انت عارفه الطفل بكم في الحضانه طب عارف يا ابونا الطفل بكم في المدرسه يا ابونا مصاريف المدرسه السنه دي بكام يقولك رقم فى الحقيقة تتخض احيانا لما يجوا ناس من بره اليومين دول ربنا يبارك ولادنا بيجوا من بره اجازه في الحقيقه بيستغربوا قوي بيقولوا فى الحقيقة الحياة غاليه عندكم قوي الناس عايشه ازاي هاقول لك صدقني لو سالنا انفسنا الناس عايشه ازاي هاقول لك مش عارف بركه احبائي في حاجه اسمها البركه في حاجه اسمها ربنا بلاش ندى ربنا اجازه انا القرشين اللى معيا هرشم عليهم علامه الصليب واقول يا رب انت اللي تبارك البركه احبائى ان انسان يبذل كل ما في جهد وسيب الباقي في يد ربنا هو ده البركه خذ بالك لما قدمه الخمس خبزات والسمكتين ده كان كل اللي عندهم وكل اللي معهم قدم كل اللي معك وسيب الباقي على ربنا يعمل اللي يعمله اتفرج على شاب بيتجوز بيتجوز ازاي ربنا دبرها ماشي عاشوا ازاي ربنا دبرها مشيت هل ده نوع من انواع التواكل لا طبعا انا بقولك اعمل اللي عليك بس ارجوك بلاش تبقى فاهم انك عايش بحسابات انت موضوع متعب ومعثر وبيخلي الانسان كده بيجيلو حاله من الحزن والفشل امال نعمل ايه؟ تقول له يا رب دبر والذى خلق السماء والبحر والارض وكل ما فيها مش هيعرف يدبر اموري جميل ان انت تختبر ربنا في امورك الماديه وامورك العمليه والحياتية القرشين اللي معك لما تيجي تاخذ المرتب بتاعك اول حاجه تعملها تطلع العشور بتاعك تقولى يا ابونا هو مكفي اطلع الشعور اقولك دى البركة هو انت مفكر انك عايش بالأرقام الارقام ما تنفعش الاباء علمونا يقول لك ايه خذ بالك فى المصطلح الروحى فى معادلة كدة في الحساب غلط ليه بقى يقول لك تسعه اكبر من عشره اقول لك لا تسعه اصغر طب ازاي تتحل هاقول لك تسعه اكبر لما تطلع منها العشور يرشم علامه الصليب خليك شاكر خليك راضي اشكر ربنا ربنا ما يديك الصحه وانت و مراتك واولادك ..تشكرة ان ربنا حمانا من كذا ومن كذا كلها تدابير من عند ربنا نشكرك نشكرك نشكرك الرضا جميل والشكر جميل والقناع جميله عشان كده النهارده الانجيل البولس النهارده بيكلمك عن محبه المال اللي هي اصل كل الشرور محبه المال اصل كل الشرور بيكلمك على انك ازاي تكون مكتفي بما عندك البركه في امورك الماديه والعقليه اول ما تلاقي كده مخك يقف ترفع قلبك وتقول له يا رب يا رب دبرها مش احنا بنقول له دبر حياتنا كما يليق يا معطيا طعام لكل ذى جسد الواحد لما يقعد يفكر الطبيعه دي كلها ماشيه ازاي تدابير الهيه حسابات تفوق حسابات البشر لما بني اسرائيل تمردوا على ربنا ..لما قالوا هتدينا اكلة فطار ولة عشاء ؟ قالهم لا انا هعطيكم اكل ٤٠ سنة لحوالي 3 مليون فرد في حد يقدر ياكل احد ثلاثه مليون فرد؟ لمده 40 سنه المن ايه ده يا رب ده حسابات ربنا طبعا عجيبه ويوم ما يحب يخرج لهم مياة يخرج مره مياة مرة يخرجها لهم مره من صخره حاجات مستحيله دي ثقه الايمان في ربنا والايمان في عمل ربنا الايمان في الامور العمليه اول ما تلاقي عقلك كده واقف عند معادله ومش عارف يا رب دبرها انا باعمل اللي علي لتكن ارادتك يا رب يا رب دبر بركه الرب تغني وتزيد ياما نشوف ناس عايشوا في منتهى الرضا والاكتفاء بدخل محدود لما نشوف موظف دخله محدود وعنده اربع اولاد في كليات ازاي داخله محدوده والاولاد لها طلبات وعاوزين وعاوزين وعاوزين طب ازاي اصل الانسان لما بيبقى جواة غنى بيعرف ازاي يعيش بالبركه الانسان اللي بيبقى جواه فقير مافيش حاجه تبقى عجباة ابدا وعلى طول بيشتكي وعلى طول متضايق وعلى طول بيتكلم عن الغلاء وعلى طول حارم ولادة وعلى طول عامل لنفسه عذاب نفسي اصل البركه مش موجوده اصل عايز يعيش بحساباتهم عاوز يأمن المستقبل بحسابات وهو لا لا لا دي معادله فاشله التلاميذ لما قالوا له مانقدرش نبتاع طعام لهذا الشعب جميعا واحد كده اسمة فيلبس فى فصل اخر قال كدة مايكفيش ولا ٣٠٠ دينار دى الحاسبات البشرية ربنا يدينا ان كل واحد يجتهد فى حياتة بس يؤمن بالبركة الامور الروحية يعنى جهادك الروحى البسيط جدا وقفتة الصلاة القليلة قراتك فى الكتاب المقدس الضعيفة حضروك القداس اللى بتشتت قولة بص بقى يارب دى حدودى انا غلبان وضعيف ومشتت وكسول حط انت بس شوية الجهاد بتاعك ياسلام تلاقى ربنا قابلهم وفرحان بيهم وفرحان بجهادك وتعبتك تقولة بس دى حاجة تكسف يقولك بس تعالى ماتتكسفش زى ماقدموا خمس خبزات وسمكتين بصراحة حاجة تكسف معقولة خمس خبزات وسمكتين هيأكلوا الناس دى كلها فى المعادلة الطبيعية ما فيش حاجة تكسف فى المسيح يسوع خذ التجربة قدم صلواتك الضعيفة وجسدك الضعيف قدم طلبات وجهاد روحى على قد طاقتك قولة يارب اعن ضعف ايمانى معلش يارب سامحنى انا بقدملك القليل بس انا واثق انة فى ايدك هيبقوا كتار فى طلبة الكنيسة بتقولها الذين يريدون أن يقدموا لك وليس لهم اللى عاوز يقدم سوا ع المستوى الروحى هتلاقى جهادك الروحى الضعيف دة مقبول عند ربنا وفرحان بية قوى البركة فى الأمور المادية والأمور الزمنية بلاش تشغل حساباتك الزمنية لانة بيقولك على فهمك لا تعتمد ربنا يبارك حياتكم يبارك فى اموركم المادية ويملاها بالبركة بالبركة بالبركة ويكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا كل المجد أبدياً أمين0 القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
22 يوليو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثالث من شهر أبيب

تتضمن الحث على عمل الفضائل لنظفر في القيامـة بصدور المجالس وأوائل المتكئات . ومـدح سـيرة الرهبان وتبكيت المتنعمين مرتبة على قوله تعالى : " متى دعيت من أحد إلى عرس فلا تتكى في المتكاء الأول " ( لو ١٤ : ٧ - ١٥) إذا كنا قد علمنا أن المجد في القيامة هو السيرة الفاضلـة . فينبغـى لنـا أن نترك الاهتمام بالاباطيل الزائلة . ونجتهد في عمل الصالحات لنحصل هنـاك علـى الجلوس في صدور المجالس والتنعم في وليمة سيدنا له المجد . وأنتم ترون قوما من إخوتكم الذين عرفوا حقائق الأمور الحاضرة ورفضوها . وطلبـوا الامـور الباقيـة وأختاروها . فلبسوا حلل الاتضاع والوداعة . وأعدوا أنفسهم لقتال العدو وقهروه . لا بالسيوف والرماح ولا بالسهام والحراب . لكنهم كما ترونـهم عـراة مـن الـدروع والاتراس . مجردين من الاسلحة العالمية ، وهم مع ذلك يفعلون ما لا يفعله الابطـال بأسلحتهم . لانهم كل يوم يحاربون الاعداء والاضداد . ويقهرون الشهوات العالميـة ويغلبونها . فيصدق فيهم كلام بولس الرسول حيث يقول : أما الذين هم للمسـيح فقـد صلبوا أجسادهم مع الاهواء والشهوات " . فانهم بالحقيقة يراهم النـاظرون كأنـهم أموات مطروحون وقد قتلوا ذواتهم بسيف الروح . حيث لا سكر بالخمر ولا شـراهة في المأكل . ولا تنعم باللذات البدنية . فإننا نرى للسكير رؤوسا كثـيرة كمـا للغـول والحية الكثيرة الرؤوس . اللذين يذكرهما أصحاب الخرافات . فينبت له من هنـا رأس للزنى . ومن هنا رأس للغضب . ومن هناك رأس للأفتخار . ورأس للصلـف ورأس لحب الغلبة . ورؤوس أخرى كثيرة تنبت لاعمال أخرى قبيحة شبيه بتلك . أما هؤلاء الفائزون فقد قطعوا هذه الرؤوس من أصلها . لانهم قطعوا سـببها الذي هو السكر . ألا تنظر إلى الجبابرة ذوى القوة والشجاعة المشهورين بالغلبة فـي معارك الحروب . كيف تقيدوا بقيود المسكرات فاصبحوا مطروحين من غير قتـال . وأمواتا من غير جراحات . لا بل هم أضعف كثيرا من الذين يسقطون فـى وقـائع الحروب . لان اولئك قد يتحركون . أو يفهمون كلام المخاطبين لهم وأما هؤلاء فإنـهم للوقت يسقطون كالاموات ولا يتحركون ولا يتنبهون على شئ . وكما أن قائد الجيش إذا سقط قتيلا تتبدد عساكره . وينصرف كل واحد منهم إلى حيث تتوجه إرادته وهواه . كذلك إذا سقط الرئيس القائم على تدبـير الإنسـانية الذي هو العقل . تنصرف كل واحدة من الشهوات بحسب طبيعتها الحيوانية . وحينئـذ يخوض ذلك السكران في لجة هذه الشهوات من غير خـوف ولا حيـاء . ويكـون نصيبه مع الهالكين . ثم يضاف إلى ذلك إهتمام هؤلاء بالاطعمة وما يتفننون به مــن أنواع المأكل والمشارب . وشدة عنايتهم بتسمين الدجاج والخراف . واجتلاب الفواكه . وعلم الحلويات . وهم يتنافسون في كثرة الاطعمة ونظامها . ويتفاخرون في اصطنـاع الولائم المخالفة للناموس . ولهذا هرب أولئك الفائزون من التشاغل بهذه الاباطيل . لانـهم لا يتخـذون .أشراكا لصيد الطيور . ولا حظائر لتسمين الخراف والدجاج . ولا يتأنفون في تنويـع الاطعمة والأشربة . ولكنهم يأكلون لقيام الحياة فقط . وهذا الإهتمام الفارغ والجـهاد الباطل لا يوجدان عندهما أصلا . فما أعظم الفرق بين هؤلاء وأولئك وأما الطـرق التي وردت منها أثمان هذه الاطعمة وما يتعلق بها . فلعل أكثرها من ظلم الارامـل ودموعهن . وأتعاب الايتام وإغتصاب أموالهم . والرياء والطمع والمظالم وهلم جـرا . وأما النتائج التي تنشأ عن الشراهة في الطعام والشراب لهؤلاء المسرفين . فـهى غالبا النخمة والكظة والهيضة والهوس والخلاعة والتهتك في الاحـاديث السـفيهة . وأخيرا ترى الفارس وسلاحه متقيين على الارض . وعدوه يقلقه برمحه كيف يشـاء . وأما عند الفائزين فتجد أضداد كل هذه الأمور . لا على المائدة فقط . بل في جميـع الأحوال الداخلية والخارجية . وحينئذ يظهر الفرق بين الفريقين لدى أهـل العقـول وارباب البصائر . ويعلمون أن مائدة هؤلاء الخاسرين تزول وتضمحـل رفاهيتـها سريعا . اما مائدة اولئك الرابحين فترتقى من الخساسة إلى الشرف وتحـوز مـجـدا دائما إلى الابد . فيكون هؤلاء مغلوبين من أعدائهم وأولئك غالبين ظافرين . هـؤلاء تفسد موائدهم وتتلاشى . وأولئك لا يمس موائدهم الفساد . هؤلاء يصنعــون مـوائـد يحضرها إبليس وجنوده ويسرقونهم إلى عذاب الجحيم . لانه حيثما يكـون السـكر والغناء والملاهي فالشيطان حاضر . وأولئك يصنعون موائد أدبية يحضرها المسـيح سيدهم . ويعد لهم الطعام السماوى وأنواع الطيبات الابدية . حيـ ث لا ينـهمون ولا يشرهون ولا يسكرون ولا يغنون . حتى أنهم يتشبهون بالملائكة الذين لا اجسام لهم . ولذلك يحملون راية الظفر ويأخذون اكليل الغلبة . فسبيلنا أن نترك الإجتهاد في اعداد الولائم العالمية . ونبادر إلـى الاهتمـام بالامور المسيحية . ونستحضر إلى منازلنا الفقراء والغرباء . لكي ننال المجازاة فـى قيامة الصديقين من ربنا الذي له المجد إلى الابد . آمین . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل