المقالات

25 يونيو 2023

اجعلوا الشجر جيد والثمرة جيدة

يحكي لنا إنجيل هذا الصباح المبارك معجزة من معجزات ربنا يسوع المسيح التي أظهر بها قدرته وقوته وسلطانه على مملكة عدو الخير إنجيل معلمنا متى يعلن مملكة الله في كل المجالات أتوا إليه بإنسان سيطر عليه الشيطان في كل الأمور﴿ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه ﴾( مت 12 : 22 ) إنسان سيطر عليه عدو الخير وعلى كل حواسه وهذا ما يفعله عندما يملك على الإنسان يجعله أعمى فلا يرى الأمور الغير مرئية ولا يرى الأبدية ولا السماويات يصاب بالعمى الروحي لا يرى الله أيضاً يجعله مجنون أي مختل العقل عقله غير متزن الذي يسيطر عليه عدو الخير تصير أفكاره غير متزنة يبيع الغالي بالرخيص ويجعله أيضاً أخرس أي إنسان لا ينطق الذي يسيطر عليه عدو الخير لا يعرف كيف يقول ولو كلمات قليلة مع الله لا يعرف كيف يسبح مثلما يقول المزمور ﴿ ليس الأموات يباركونك يارب ﴾ ( مز 115 : 17) عندما أتى هذا الرجل لربنا يسوع شفاه فبدأ يتكلم ويبصر واتزن عقله فدهش الجميع وقالوا﴿ ألعل هذا هو ابن داود ﴾ ( مت 12 : 23 ) هناك فئات من الأشخاص هناك من يرى المعجزة فيفرح بالله ويشكره ويسجد لعظمته وهناك آخرين مثل الفريسيين يقولون ﴿ هذا لا يُخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين ﴾ ( مت 12 : 24 ) هنا بدأ ربنا يسوع يتكلم مع الفريسيين وقال كيف ؟ لأن كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب لماذا تكون نظرتكم للأمور بها عدم تصديق وعدم إيمان ؟ فأنا عندما أخرج الشياطين فهذا معناه أن مملكتي أقوى وإني أخرج الشياطين بإصبع الله أو بروح الله أو بعمل الله من هنا قال لهم أنا أرى أنكم أناس تجدفون على الروح القدس أي تنكرون عمله وترفضوه وكل تجديف يغفر إلا التجديف على الروح القدس رفضكم لعمل روح الله الدائم وإصراركم على ذلك لن يغفر لكم كل الخطايا تغفر إلا رفضك لسلطان الله وعمله لا يغفر ثم في النهاية قال لهم إن أردتم أن تعرفوا أصل الحكاية من أين سأقول لكم إن أصل هذا الأمر من داخلكم ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً أو إجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً ﴾( مت 12 : 33 ) شكل الشجرة التي لكم جيدة لكن الثمر ردئ يا ليت الشجرة التي لكم يكون شكلها ردئ وثمرها ردئ لكنكم تناقضون أنفسكم وتقيمون أنفسكم أصحاب سلطان وتقيمون أنفسكم أصحاب مبادئ أعلى من مبادئي أنا أنا سأقول لكم ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً أو إجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً لأن من الثمر تعرف الشجرة ﴾ ولتروا أنتم ماذا تقولون ما تقولوه يعلن أن الشجرة داخلكم ثمرها ردئ قد يكون لكم شكل جيد أمام الناس لكني أقول إن أردنا أن نعرفكم جيداً نعرفكم من الثمر ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ حقيقةً هذه كلمة نريد اليوم أن نأخذها لأنفسنا إسأل نفسك ما هو ثمر شجرتك ؟ ما هو الثمر في حياتك ؟ عندما يقول الكتاب أن ثمر الروح هو ﴿ محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ﴾ ( غل 5 : 22 – 23 ) عندما أبحث عن هذا الثمر في حياتي وما هو مقداره هذا الثمر يعرفني الشجرة التي لي وما هي أخبارها من الداخل هل تريد أن تعرف شجرتك ؟ إبحث عن ثمرها تعال إختبر إنسان في المحبة تعال إختبر إنسان في كرامته وجِّه لإنسان نقد أو لوم ولترى ما هي مشاعره تعال نختبر محبتنا التي بلا مقابل هل هي محبة حقيقية أم لا ؟ نراها من الثمر هل تريد أن ترى ثمرك ؟ لترى أصل شجرتك ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ حقيقةً نحن الثمر فينا ضعيف جداً نختبر أنفسنا على مستوى الخارج نجد أنفسنا جيدين جداً نعرف الله ونقرأ الإنجيل ونحفظ الآيات يقول من يكمل هذه الآية ﴿ ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله ﴾ ؟ نجد الناس كلها تقول بفم واحد ﴿ وخسر نفسه ﴾( مت 16 : 26 ) كلنا نحفظها لكن من منا يعمل بها ومن منا يأخذها موضع تنفيذ ؟ من يضع أمامه أنه لو ربح العالم كله وخسر نفسه ماذا يستفيد ؟ نختبر الناس في آية أخرى قل من يكمل هذه الآية﴿ لا تحبوا العالم ﴾ ؟ تجدهم يجيبون ﴿ ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15)﴿ العالم يمضي وشهوته ﴾ ( 1يو 2 : 17) ﴿ الذي يصنع مشيئة الله ﴾ يجيبون ﴿ فيثبت إلى الأبد ﴾ جيد لكن هل تفعل بها ؟ هل تخسر العالم كله لتربح نفسك ؟ هل تعمل بأن هيئة العالم تزول ويعمل داخلك ثمر حقيقي لهذا الكلام أنك إنسان محب للبذل والعطاء وتشتاق أن تنقل مقتنياتك للسماء ؟ هل أنت زاهد في مقتنيات العالم أم هذه الأمور موضع شهوة وصراع وقد تخسر أعز أصحابك وإخوتك من أجل شبر أرض ؟ حقيقةً يا أحبائي ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ صراع في الإنسان من داخل ومن خارج يحسمه عمل نعمة الله كلما إقترب الإنسان من نعمة الله كلما وجدت أن خارجه مثل داخله وداخله مثل خارجه لا يوجد به إنقسام يحكى عن القديس يحنس القصير أنه في أحد الأيام كان جالس يعلم أولاده ومر أحد الأشخاص فوجد كثيرون يلتفون حوله فغار منه وقال له كلام جارح جداً قال له أنت تجمع كثيرين حولك بغش وخداع مثل الساحر الذي يجمع الناس حوله بسحره أنت مثل إمرأة بطالة تجمع حولها كثيرين قيل أن القديس يحنس القصير أجابه إجابة عجيبة جداً قال له﴿ أنت قد رأيت الخارج فماذا كنت تقول لو رأيت الداخل ؟ ﴾أي هذا ما تراه خارجاً أما الداخل فأردأ من ذلك بكثير فإغتاظ تلاميذه جداً لأنه كيف يهان معلمهم وأرادوا أن يثأروا له فقالوا له لماذا لم ترد عليه بمثل كلامه ؟ لماذا سكت عنه ؟ ثم سأله أحدهم لن أسألك لماذا صمت لكني أسأل سؤال ليتك تجيبني عليه بأمانة نحن رأيناك هادئاً وأنت تهان فهل كنت من داخلك هادئ أيضاً أم كنت مختلف عن هدوء الخارج ؟ فقال لهم القديس ماذا رأيتم من الخارج ؟ قالوا هدوء أجابهم ﴿ كما رأيتم الخارج هكذا الداخل أيضاً ﴾﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ لذلك نسأل ما هي الفضائل ؟ من أين أتت كلمة * فضائل * ؟ فضائل أي شئ يفضل عن شئ فضيلة معناها إني إمتلأت محبة من داخلي ففاضت من داخلي وبدأت تظهر في الخارج فصارت سلوكياتي بمحبة إنسان يلهج في ناموس الله ليلاً ونهاراً فصار كلامه كله كلام مملح كلام إلهي من الإنجيل ﴿ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي ﴾ ( مز 119 : 105) من أين ؟ من شبع داخلي ففاض من الخارج إبدأ من الداخل وانتهي بالخارج من هنا كلم رب المجد يسوع الفريسيين ونحن أيضاً لأننا لسنا أفضل منهم كثيراً ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ راقب شجرتك جيداً الشجرة من الداخل أدخل أعماقها واكتشف أمراضها واسأل نفسك لماذا لو كان بها ثمر يكون ثمرها خارجي لكن من الداخل ليس له جذور ؟ وقفة الصلاة هل لها لذة هل لها وقت لها عشرة مع الله ؟ هل عندما تقف لتتكلم مع الله تجد كلام يخرج من داخلك بتدفق ؟ هل تحب أن تقف مع الله كثيراً ؟ هل أنت بك محبة حقيقية تجاه كلمة الله وتتلذذ بكلامه ؟ هل لك ثمار تليق بالتوبة ؟ هل أنت بالفعل كما يقول سفر النشيد ﴿ قد دخلت جنتي يا أختي العروس قطفت مري مع طيبي ﴾ ( نش 5 : 1) ؟ هل يدخل الله جنة نفسي ليرى الثمر ؟ هل سيجد ثمر أم لا ؟ هو يريد أن يرى داخلي ثمر بر ثمر فضيلة حقيقي ويجد به لذة شهي لنفسه يشبع ويغذي﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ ركز على الداخل الإنسان لا يسقط إلا من داخله أولاً لا يسقط في شهوة أو عدوانية أو غضب إلا لو سقط من الداخل أولاً وإن أراد أن يقوم لن يقوم إلا من داخل نفسه أولاً من هنا راقب الشجرة ماذا تحتاج ولنرى لماذا ليس بها ثمر وإن كان بها ثمر نجده ضعيف معرض للسلب والنهب لنرى الشجرة ماذا بها وأي مرض إعتراها . ماذا تحتاج الشجرة ؟ تحتاج تربة جيدة تحتاج ماء للري تحتاج متابعة دائمة 1- التربة المناسبة :- ما هي التربة ؟ هي الوسط المحيط الذي تعيش فيه لابد أن أختار لنفسي تربة جيدة وأنقي نفسي يوجد فكر يعادي فكر الله فليس هناك داعي أن أجلس أمام التليفزيون ووسائل الإعلام وألوث فكري وأجعل التربة التي أعيش فيها تتشبع بأمور رديئة لأنها لو تشبعت بأمور رديئة ستدخل هذه الأمور للشجرة لأن الشجرة تتغذى من التربة قد يقول شخص أنا مجرد إني أتسلى أقول لك أنت مثل الجذر داخل التربة دون أن تشعر تدخل هذه الأمور دون أن تشعر داخلك وداخل قلبك وفكرك وتجد أفكار عالمية وأفكار دنس وملوثة أين الثمر ؟ وبدلاً من أن تجد ثمر جيد ستجد ثمر ردئ من أين ؟ من التربة قد يقلد إنسان أشخاص مضرين ومعثرين له ولا يأخذ موقف هذه تربة التربة أو الوسط المحيط يقال عن بني إسرائيل أنهم عند خروجهم من أرض مصر في طريقهم لأرض كنعان للأسف تركوا﴿ اللفيف الذي في وسطهم ﴾ أي مجموعة صغيرة تخيل أن هذا اللفيف أو المجموعة الصغيرة هي التي جعلتهم يشتاقون للرجوع لأرض مصر أيضاً هم الذين أشاروا على بني إسرائيل أن يعبدوا الأوثان وأشاعوا مذمة في الأرض كم هم أضروا بالشعب كله ؟ قد يقول شخص هذه أمور بسيطة أستطيع أن أسيطر عليها أقول لك لن تستطيع أن تسيطر عليها﴿ اللفيف الذي في وسطهم إشتهى شهوة ﴾ ( عد 11 : 4 ) إحذر أن يكون في حياتك لفيف وأنت صامت عنه ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾إنتبه للتربة التي تتغذى منها الشجرة كي تجني ثمر جيد . 2- الماء :- ما هو الماء ؟ هو ينابيع الروح عمل نعمة الروح القدس تنمي الشجرة أين أنت من ينابيع الروح المتدفقة ؟ أين أنت من نشاط الروح داخلك ؟ أين أنت من وسائط النعمة ؟﴿ فيكون كالشجرة المغروسة على مجاري المياه ﴾ ( مز 1 : 3 ) متى تعطي الشجرة ثمرها في حينه ؟ عندما تغرس على مجاري المياة كلمة الله أنهار الروح والتعزيات وقفات الصلاة عمل نعمة الله داخل الإنسان لا يمكن أن نثمر بدون عمل نعمة الله داخلنا لكن كي تعمل نعمة الله داخلنا نحتاج أيادي مرفوعة يقول القديس أوغسطينوس ﴿ إن نعمة الله تجول داخلك تبحث عن خلاصك إن النعمة مستعدة دائماً تتودد إلى الإنسان بل وتترجاه وتتوسل إليه أن قف إنحني إرفع قلبك إرفع يدك هآنذا ﴾ النعمة تريد أن تعطيك وتتوسل إليك وتفيض عليك تخيل راعي لديه قطيع غنم يشتاق ويجاهد ليغذيهم ويرويهم وهم يلهون ويلعبون ماذا يحدث لهم ؟ سيموتون ويضمرون تخيل إنسان غير راغب في الطعام والشراب يموت لأنه غير راغب في الحياة أحياناً نكون غير راغبين في الحياة الروحية غير راغبين في قراءة الإنجيل أو الصوم وقد أصوم لكن بثقل كل هذه الأمور الروحية أجدها ثقيلة على نفسي أقول لك أنت بذلك غير راغب في الحياة الروحية أنت بذلك تموت روحياً وتكون حي بالجسد فقط وتعيش لاهتمامات الجسد والكتاب يقول﴿ إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ﴾( رو 8 : 13) هذا هو عمل الروح نعمة الله مجاري المياة التي لابد أن نكون مغروسين حولها إحذر أن تعطي وقت لكل شئ ولا تعطي وقت لله إنتبه هذا موت إحذر أن تحفظ الكلمة دون أن تعمل بها إنتبه هذا موت حتى لا تسمع الكتاب يقول ﴿ لك إسماً أنك حي وأنت ميت ﴾( رؤ 3 : 1) إنتبه إجعل الشجرة جيدة وثمرها جيد يوجد إرتباط بين الشجرة والثمر كلما إهتم الإنسان بالشجرة كلما فرح بعمل الثمر . 3- المتابعة :- لا يمكن أن تنمو شجرة من ذاتها لابد من رعاية ومتابعة وأنقب حولها وأضع لها سماد لابد أن أخاف عليها وأحميها وأراقبها متابعة حياتنا الروحية تحتاج منا إهتمام ويقظة أن يراقب الإنسان نفسه دائماً ويتساءل هل يا الله أنا أتقدم أم أتأخر ولماذا ؟ إن كنت أتقدم إذاً أشكرك يا الله لأنك إقتلعت من قلبي جذور خطايا عديدة أشكرك يارب لأن حياتي الآن صار لها إهتمام روحي وبدأت أشعر بسرور وفرح بالإهتمامات الروحية أقول لك أنت الآن بدأت تعيش في مملكة الروحانيين لكن قد تجد نفسك في إتجاه عكس ذلك تجد أن الأمور الجسدية تلذذك والأمور الروحية ثقيلة عليك جداً إذاً أنت مازلت إنسان جسداني راقب من أين دخل هذا المرض هل من الإستهتار أم من الكسل ؟ أم من أنك تأخذ الحياة بأمور غير جدية وصمت على المرض فكبر ونمى حتى تملك ؟ لكن توجد نعمة الله وروح الله الله أعطانا روح قداسة وروح تطهير أعطانا معونة نستطيع أن نغلب بها أي تيار شر داخلنا هيا إرفع يدك واطلب رحمة ومعونة وانتبه وراجع نفسك وتابعها وتابع الشجرة داخلك لا يوجد إنسان يعرف أن عنده مرض خطير ويصمت الحياة الروحية كما يقول الآباء ﴿ ملكوت الله لا يؤخذ براحة ﴾ لا يمكن أن نأخذ الفضائل والأمور التي تعطينا خلاص ونحن مستلقين على ظهورنا أبداً بل بجهاد ومشقة وتعب وأصوام لكن صدقوني الثمر لذيذ عندما يشعر الإنسان أن الثمر بدأ يعمل في قلبه يفرح جداً لا يوجد إنسان يزرع شجرة إلا ويشتاق أن يرى بها ثمر هكذا إرادة الله فينا الله أوجدنا لكي يتمتع بثمارنا ويقترب إلى أشجار حياتنا ويشتهي أن يأخذ منها ثمر جيد وكلما أعطت الشجرة صاحبها ثمر جيد كلما سرت قلبه واعتز بها أكثر وأكرمها هذا هو الله الله يقترب إلى كل واحد منا وكل من وجد فيه شجرة جيدة بثمر جيد يقول هذه إرادتي هذه هي مسرتي أن هذا الإنسان يحقق قصدي ويمجدني في خليقتي أن هذا الإنسان يعلن عمل نعمتي داخله أن هذا الإنسان غالب للعالم هذه فرحة الله﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ لابد أن يراقب الإنسان نفسه أنظر التربة التي أنت بها والماء وينابيع الروح والمتابعة تابع الشجرة ستجد ثمر يفرحك محبة فرح سلام من المؤشرات التي تعرف الإنسان إن كان يعيش مع الله أم لا أن يكون داخله فرح مهما كانت الضيقات لابد أن يشعر بفرح داخله الله في العهد القديم عمل لهم أعياد كثيرة وذبائح كثيرة لماذا ؟ يقول لأني أريد أن يكون أولادي فرحين دائماً قال ﴿ لا تكون إلا فرحاً ﴾ ( تث 16 : 15) بولس الرسول يقول ﴿ إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا ﴾ ( في 4 : 4 ) ما هذا ؟ الإنسان الذي يحيا مع الله دائماً يكون في فرح لماذا ؟ لأن سلام الله يملك عليه ورضى الله يملأه وإن كان في تجارب وضيقات وأحزان فهذا كله من الخارج معلمنا بولس الرسول يتكلم عن الفرح في رسالة مثل رسالته لأهل فيلبي خمسة عشر مرة رغم أنه كان في السجن هل يوجد إنسان يتكلم عن الفرح وهو في السجن ؟ نعم لأن الفرح الروحي غير مرتبط بالجسد نحن فكرنا أن الفرح مرتبط بالجسد إن أكلت أفرح وإن ذهبت للمصيف أفرح وإن إشتريت شئ جديد أفرح صدقوني الفرح غير مرتبط بالجسديات قد يعيش إنسان في سجن ويفرح وآخر يعيش في قصر لكنه حزين الأمور الروحية تعطي فرح لأنها أمور تنمي إرتباط الإنسان بإلهه فتعطي فرح ومسرة عندما يعمل الإنسان عمل ويشعر أنه يرضي إلهه يشعر بغمرة سعادة داخله لذلك عندما يعيش الإنسان في كآبة وغم وضيق أقول لك لأنه لا يعيش مع الله تقول كيف وسط هذه الأمور كلها يفرح ؟ أقول لك كما يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ كحزانى ونحن دائماً فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء ﴾ ( 2كو 6 : 10) * كحزانى * أي قد نظهر للناس حزانى قد نكون مضطهدين ومتألمين ونحيا في فقر في الشكل لكن داخلنا فرحين كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ هذا هو الثمر﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾راقب الشجرة داخلك وتابعها واسهر عليها راقب الثمرلا يمكن لإنسان يراقب الشجرة ويتعب إلا ويفرحه الله بثمرها ﴿ الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج ﴾ ( مز 126 : 5 ) الله يعطينا ثمر يفرح قلوبنا ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
24 يونيو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثالث من شهر بؤونة

تتضمن الحث على الصلاة . مرتبة على قوله تعالى : " أسالوا تعطوا . اطلبوا تجدوا " ( مت ۷ : ۷-۱۲ ) إذا كان ربنا برحمته ورأفته يريد منا أن نسأله فيجود علينا وأن نطلب منـه فيعطينا أضعاف مطلوبنا وأن نقرع باب رحمته فيفتح لنا . فما بالنا نتهاون في طلـب الخلاص ؟ أنه قبيح بنا ومخالف لمقاصده تعالى أن نلتمس منه ما تلتمسه الخـوارج . فنطلب منه الزيادة في الأموال وكثرة الخصب والغلبة على الاعداء واشــــــبـاه ذلـك ، لان هذه الامور يطلبها البعيدون عن شريعة المسيح . اما الذين اشتراهم المسيح بدمه وفداهم بنفسه واعد السـماء مسكنا وأمرهم أن لا يقفوا في الفضيلة عند حد التشبه بالملائكة بل دعاهم إلى التشبه بسـيد البرايا كلها . فينبغي أن يكون طلبهم موافقا لإرادته لكي يخولهم المملكـة السـموية والسعادة التي لا نهاية لها . فإن قلت وإذا كان الله المعطى رؤوفـا رحيمـا جزيـل العطاء بهذا المقدار كثير التحنن على شعبه . فما الحاجة إلـى تكـرار الطلـب ودوام السؤال ؟ قلت إن ذلك لكى يتبين للمهملين أنـه يحـكـم بـالعدل ويقسـم المواهـب بالإنصاف . لأن ارباب الممالك الارضية إذا قصـدوا أن ينعمـوا علـى رجالـهم الناصحين لهم العاملين بمقتضى إرادتهم ، فالذين يخدمونهم كما ينبغي فأنهم يـأمرون بحشد العساكر واجتماع كبراء المملكة ثم يـأمرون أولئـك بالمكافحـة ليظـهروا شجاعتهم . فيرى الباقون إنه إنما جاد على المستحقين وأنعـم علـى المسـتأهلين . وحينئذ يندمون على الكسل ولا يتظلمون . وإذا كان الذين يقصدون نوال الجوائز الارضية يجهدون ذواتهم ويكلفـون أنفسهم اتعابا جسمية كالمصارعين والذين يلعبون على الحبـال والذيـن يـنـاضلون بالسهام والذين يتبارزون في السباق والذيـن يحملـون الاثقال الباهظـة والذيـن يروضون السباع والخيل . انهم يحتملون هذه المشقات لكي ينالوا الجوائـز القليلـة والمديح الباطل . وكذلك الحكماء والفلاسفة فإنهم يجهدون ذواتهم ويتكلفـون سـهر الليل وصيام النهار ويتوحدون في الخلوات البعيدة ويهجرون التنعم واللهو واللـذات . ويزعجون أفكارهم في تحقيق المسائل وإنشاء المصنفات . كل ذلك ليظـهر فضلـهم بين الناس وينالوا أحسن الصيت والكرامة . بل مالي أذكر هؤلاء واترك الذين يخدمون الملوك ويتجندون لـهم . فانـهم يعرضون أنفسهم لضرب السيوف وطعن الرماح ورمى النبــال . ويتكلفـون نقـب الأسوار ويلقون أنفسهم في المهاوى والخنادق ليأخذوا إكليل الغلبة من ملوكهم . فياللعجب من الذين وعدوا بملك السماء وسعادة الأبد . والقيام لـــــــدى مـنـبر المسيح وأخذا الأكاليل النورانية . كيف لا يهتمون ولا يجاهدون في تحصيـل هـذه الجوائز العظيمة ؟ وما أعظم رحمة سيدنا فإنه لعلمه بقصر ايامنا وأننا بعد المـوت لا نجد فرصة نتوب فيها عن ذنوبنا . ينهض عزائمنا تارة بالمثال وتارة بالتنبيـهات . ويعدنا تارة ويتوعدنا أخرى . ويرغبنا في الطلب بقوله إذا كنتم أنتم الذيـن تتقبلـون بين الضرورات يحملكم حب الأولاد المطيعين لكم الطالبين منكم على أن تمنحوهـم أفضل مما يطلبون . فكم بالأحرى أبوكم السماوي القادر على كل شئ . وانا اقول لأرباب الأموال والأغنياء . يا للعجب من كون أحدكــم إذا كـان يضيع ثوره أو حماره أو غير ذلك من أمواله فانه يجتهد فـى طلبـه ويبـالغ فـى الاجتهاد ويعد الحراس وحفظة الشوارع . ويفـرغ جـهـده فـي السـعي والسـؤال والاستقصاء من الجيران وهو في ذلك بين الشك واليقين في وجود المفقود . وأنتـم ترون سعادة الملكوت هاربة من الخطاة ولا تجتهدون في طلبها . فإذا كنـت تجـهد نفسك هكذا في طلب الدنايا الفاسدة بطبائعها ، فما بالك لا تطلب النفائس الباقية إلـى الأبد ؟ ولماذا لا تفعل في طلب هذه كما تفعل في طلب تلك ؟ ولماذا لا تفـرق بيـن الطالب والمطلوب منه . لأن الذين يكررون الطلب من الآباء والإخـوة والأصدقـاء يستثقلونهم ويتضجرون منهم . وربما يغلقون الأبواب في وجوهـهم . وأمـا الذيـن يطلبون من إلههم فكلما كرروا الطلب وداوموا السؤال والتضرع . كثـرت عنايتـه وتحننه عليهم ومنحهم أفضل مما يطلبون . فسبيلنا أن نترك الطلب من المخلوقين مثلنا . ونواصل الطلـب مـن الـرب إلهنا . الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
23 يونيو 2023

مائة درس وعظة ( 19 )

شاهد وشهيد ( يوحنا المعمدان ) ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي بهبئ طريقك قدامك ، ( مت ١٠:١١) .يوحنا المعمدان الذي تسمية السابق (لأنه سبق المسيح في مجيئة على الأرض ) والصابغ ( لأنه عمد السيد المسيح ) والشهيد ( لأنه نال إكليل الشهادة ) وتقدم الكنيسة يوحنا المعمدان كنموذج للحياة المسيحية التي يجب أن تحياها أولا : شهادة يوحنا المعمدان: قام يوحنا بأدوار عديدة للشهادة المسيح له المجد منها:- 1- إعداد الشعب لاستقبال السيد المسيح الآتي يوحنا المعمدان مرسل من الله ليهيئ عقول ونفوس الشعب لاستقبال المسيح له المجد « ها أنا أرسل امام وجهك ملاكي الذي يهئ طريقك قدامك ( مت ۱۰ : ۱۱ ) ، وهذه جاءت في سفر ملاخی : « ها أنا أرسل ملاكي فيهئ الطريق امامی » ( ملا ٣ : ١ ) ، وفي بداية إنجيل يوحنا كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا » ( يوا : ١ ). ٢- الشاهد الأساسي على مجيء السيد المسيح شهد للمسيح له المجد قائلا : « هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ، ( يو ١ : ٢٩ ) ، فضلا من شهادته في وقت عماد السيد المسيح. ٣- قـدم مـثـالأ قـويا عن التلميذ الأمين الزاهد للسلطة أ- يقول عن نفسه : « أنا صوت صارخ في البرية .. ان هذا ( السيد المسيح ) هو ابن الله ، ( یوا : ۲۳-۳۷ ) ويتضح هذا الفرق بين الصوت وبين الكلمة على في مفهومها البشرى ب- في كل انسان توجد ذات وهذه الذات في تمنعه من أن يعتذر حتى لو كان الخطا واضحا لكن هذا الرجل العظيم يوحنا المعمدان انتصر على ذاته فزهد في السلطة وكأن لسان حاله يقول " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"( مت٢٦:١٦) . ج- لم يترك السلطة تمسك فيه فربما تسمع ونقرأ في التاريخ عما صنعته السلطة في الإنسان ، ولكن يوحنا المعمدان كان يعرف دوره تماماً. د- الذات يمكن أن تتحكم في الإنسان صغيراً أو كبيرا في منصب أو في غير منصب ، حتى في الحياة الرهبانية عندما يترك الإنسان كل ما له بحسب الوصية الرهبانية ويعيش في الفقر يترك كل ما له ولكنه قد لا يستطيع أن يترك ميوله ، فتتحكم فيه ذاته وتضيع منه اكاليل ونعما كثيرة . ٤- شهد له السيد المسيح أنه أعظم مواليد النساء لقد جاء يوحنا بالصلاة بعد وقت طويل وعندما مارس حياته كان يعرف وظيفته بالتحديد ويقول : « من له العروس فهو العريس ، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس ، إذا فرحي هذا قد كمل ، ( يو٣ : ٢٩ ) كان يعرف دوره ويقبله. ٥- مناداته بالتـوبة كان يرى أن التـوبة هي الأساس لدخول الملكوت وكان ينادي : « توبوا ، لأنه قد اقتراب ملكوت السماوات ، ( مت ٣: ٢ ). ثانيـاً مـصـادر القوة في حـيـاة يوحنا المعمدان نقف أمام أربعة مصادر لهذه القولة : ١- الأسرة تربى على يد أبوين كان كلاهما بارين أمام الله وهما زكريا الكاهن واليصابات زوجته فهذا الآب المصلي والذي يحمل طاقة إيمان في داخله والخائف الرب والذي كان مع زوجته يسلكان بلا لوم ( ضميرهما مستيقظ يستطيع أن يزن نفسه في كل موقف) نشأ في وسطهما يوحنا المعمدان.مـا أجـمل أن نربي أبناءنا من الإنجيل والصلوات والكنيسة وسير القديسين ، إن هذا القديس الذي عاش في البرية كان مصدر قوته الأول هو الأسرة لذلك يمكن أن نقول إن الإسرة ايقونة الكنيسة وهي صانعة القديسين. ٢- النذورية كان يوحنا نذيرا للرب وكما قال الملاك ، يكون عظيماً أمام الرب ، وخمرا ومسكرا لا يشرب ( لو١٥:١) نذیر تعنى مخصصا ومكرساً الله ويوحنا كـرس حـيـاته كلها لله ، وهل كلنا سنكرس ففى سر الميرون يرشم الطفل المعمد في جسده ستة وثلاثين رشمة تشمل الطفل كله وهذه الرشومات هي بمثابة تكريس عـام فـصـار هذا الطفل الصغير مسيحية مكرساً للمسيح كل أيام حياته وهذا ما أخدناه كلنا في المعمودية والميرون . ٣- البرية الذي يعيش في البرية تموت فيه الشهوات . لماذا بدا الأنبا أنطونيوس في البرية لماذا اديرتنا في الصحراء؟ ليس لسبب إلا أن وجودها في البرية يقتل في الإنسان الشهوات ، والتطلعات ، يقول لنا الكتاب : « أما الصبي فكان ينمو ويتقوي بالروح وكان في البراري إلى يوم ظهـورة الإسرائيل ( لوا : ۸۰ ) ، ولذلك عندما نزور البرية ونزور ابائا الرهبان ونتمتع بهم وبالحياة الديرية الجميلة تكون البرية أحد مصادر القوة في حياتنا لأن فيها إنحلال من كل الرباطات الموجودة في العالم الجمال زيارتك للدين أو الأماكن الخوية بصفة عامة زيارة تنال فيها قوة خاصة ، ويمكنك ان تستعيض عن ذلك باقوال الأباء وسيرهم وجهادهم الروحي الذي عـاشـوا به والفكر الروحي لهم يوحنا المعمدان كانت علاقته بالبرية مصدرا من مصادر قوته ، لهذا في جهادك الروحي وحياتك واتجاهك للسماء وانت تفكر في الأبدية اجعل تفكيرك باستمرار مرتبطاً بالبرية. ٥- الامتلاء من الروح القدس كان يوحنا المعمدان وهو في بطن أمه ممتلئا من الروح القدس ، وهو ما أعطاه نعمـة وقـوة خاصة ، وفي التقليد الكنسي أطفالنا في سن صغيرة جداً يعمدون وينالون ولادة جديدة تسميها الولادة من الماء والروح ، وتلبسه ملابس بيضاء تعبيرا عن استلامه من الروح النقي في حياته ، وروح الله يعمل في الكبار والصغار : هذه هي مصادر القوة في حياة يوحنا والتي جعلته في أواخر أيامه وقبل السجن يشهد الشهادة الحية ويقول لا يحل لك ، ويقولها بصوت حق وبقوة وكان يعلم أن هذه تكلفه حياته. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 يونيو 2023

شخصيات الكتاب المقدس أرسطوبولس الرسول

أرسطوبولس: كلمة يونانية معناها خير مبشر (رو 16: 10). ارسطوبولس أسقف علي أحد مدن اسبانيا، استشهد رجماً رو16: 10 سلموا على ابلس المزكى في المسيح سلموا على الذين هم من اهل ارستوبولوس. هذا الاسم مأخوذ من الصيغة اليونانية التي تعني " خير مشير " وكان هذا الرسول من رومية وقد أرسل إليه الرسول بولس تحياته (رو 16: 10).وقد رأي بعضهم أنه حفيد هيرودس الكبير. الذي يعرف عنه انه عاش في رومية. لقد كان هذا الرسول العظيم من السبعين رسولا الذي اختارهم الرب وأرسلهم إلى الكرازة قبل الأمة وقد نال مع التلاميذ نعمة حلول الروح القدس المعزي في علية صهيون.وقد نادي هذا الرسول مع التلاميذ ببشارة الملكوت المحيية ورد الكثيرين إلى الإيمان بالسيد المسيح. ومعرفة طريق الخلاص فأمنوا به فعمدهم وعلمهم الوصايا الإلهية.وقد أقامه التلاميذ أسقفا علي ابريطانياس فمضي إليها وبشر أهلها ووعظهم وعمدهم وصنع لهم آيات كثيرة وقد لحقت بهذا الرسول إهانات كثيرة من اليهود واليونانيين وطردوه مرارا كثيرة. ورجموه بالحجارة.وقد ذكره بولس الرسول في رسالته إلى رومية الإصحاح السادس عشر آية رقم 10. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. وتعيد له الكنيسة القبطية تحت اليوم التاسع عشر من شهر برمهات. السنكسار، 19 برمهات. نياحة أرسطوبولس أحد السبعين رسول (19 برمهات) في مثل هذا اليوم تنيح القديس ارسطو بولس أحد السبعين رسولا الذين انتخبهم الرب وأرسلهم للكرازة قبل آلامه. وقد نال مع التلاميذ مواهب الروح المعزى، وصحبهم وخدمهم ونادى معهم بالبشارة المحيية، ورد كثيرين الى طريق الخلاص. فآمنوا بالسيد المسيح. فعمدهم وعلمهم الوصايا الإلهية. وأقامه التلاميذ أسقفا على ابريطانياس فمضى إليها، وبشر أهلها، ووعظهم وعمدهم، وصنع آيات كثيرة. وقد لحقت به إهانات شديدة من اليهود واليونانيين، وطردوه مرارا عديدة ورجموه بالحجارة. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. وقد ذكره بولس الرسول فى رسالته الى رومية، (ص 16: . 1). صلاته تكون معنا. آمين.
المزيد
21 يونيو 2023

عناصر القوة في الخدمة

أهمية الخدمة هي ما فيها من قوة ومن عمق، وما فيها من حب وبذل ما فيها من تأثير، ومن تغيير للناس وليس الأمر مسألة ضخامة المسئوليات، أو شهرة المكان، أو كثرة المخدومين، أو طول مدة الخدمة، وسائر هذه الأمور الجانبية وسنحاول هنا أن نتناول بالتفصيل بعض نواحي القوة في الخدمة، فنذكر منها:- 1- الكلمة المؤثرة ظهرت هذه في خدمة السيد المسيح له المجد انظروا دعوة متى الإنجيلي مثلًا: يقول الكتاب "وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفى جالسًا عند مكان الجباية، فقال له اتبعني. فقام وتبعه" (مر2: 14) (مت9: 9).. إنها مجرد كلمة قالها لإنسان جالسًا في موضع مسئولية مالية. قالها الرب له، فترك مسئوليته، وقام وتبعه، دون أن يسأل إلى أين؟ ونفس قوة الكلمة وتأثيرها في الدعوة.. ظهرت في دعوة الرسل الأربعة الصيادين يسجل ذلك القديس مرقس الإنجيلي فيقول"وفيما هو يمشي عند بحر الجليل، أبصر سمعان وأندراوس أخاه يلقيان شبكة في البحر – فإنهما كانا صيادين – فقال لهما يسوع هلمَّ ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس. فللوقت تركا شباكهما وتبعاه. ثم اجتاز من هناك قليلًا، فرأى يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه، وهما في السفينة يصلحان الشباك، فدعاهما للوقت، فتركا أباهما زبدي في السفينة مع الأجراء، وذهبا وراءه" (مر1: 16 – 20) بتأثير قوة الدعوة، تركوا كل شيء، وللوقت.. أي بدون تردد، وبدون إبطاء، وبدون جدال، تركوا السفينة والشباك والأب، ومصدر الرزق. بل قال بطرس للرب ملخصًا كل ذلك".. تركنا كل شيء وتبعناك" (مت19: 27).. ذلك لأن كلمة الدعوة كانت لها قوتها، فحدثت الاستجابة لها بسرعة، لأنها اخترقت القلب والفكر والإرادة وكما كانت قوة الكلمة في الدعوة، كانت للسيد أيضًا قوته في الوعظ والتعليم لما أكمل عظته على الجبل، قيل عنه "بُهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يكلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت7: 28، 29). وقيلت نفس العبارة عن تعليمه في كفر ناحوم "فبهتوا من تعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مر1: 22) وكانت له قوة الكلمة في إقناعه من يحاورهم إنه المنطق العجيب والدليل القوي الذي شرح به للكتبة والفريسيين جواز فعل الخير في السبوت (مت12: 1- 12). وكذلك في موضوع القيامة، قيل إنه "أبكم الصدوقيين" (مت22: 34). وبعد ردوده القوية على الناموسيين والفريسيين، قيل "فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله البتة" (مت22: 46) والكلمة كان لها تأثيرها أيضًا في عاطفيتها وحبها مثل قوله لزكا العشار "أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك" (لو19: 5).. كلمة في عمق محبتها وتواضعها قادت ذلك الرجل الخاطئ إلى التوبة، فقال "ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين. وإن كنت قد وشيت بأحد، أرد أربعة أضعاف".. وهكذا بكلمة من الرب لها قوتها، حدث خلاص لذلك البيت إن قوة الكلمة المؤثرة نراها أيضًا في خدمة آبائنا الرسل. عظة واحدة ألقاها بطرس الرسول في يوم الخمسين، كانت نتيجتها أن اليهود نُخسوا في قلوبهم، وانضم إلى الإيمان ثلاثة آلاف نفس، واعتمدوا جميعهم (أع2: 37- 41). وقبلوا ذلك بفرح وقوة الكلمة تظهر في خدمة بولس الرسول أيضًا. حتى أنه وهو أسير يُحاكم أمام فيلكس الوالي، "بينما يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة، ارتعب فيلكس الوالي" (أع24: 25). وفي محاكمته أمام أغريباس الملك، قال له ذلك الملك "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أع26:28). 2- قوة البذل البعض قد يستريح للخدمة السهلة التي لا تعب فيها ولا صعوبة. ولكن قوة الخدمة تظهر في صعوبتها واحتمال هذه الصعوبة، بكل بذل وفرح مثال ذلك خدمة القديس بولس الرسول "تعب وكدّ، في أسهار مرارًا كثيرة، في جوع وعطش.. في برد وعُري بأسفار مرارًا كثيرة، بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر.." (2كو11: 26، 27) "في صبر كثير، في شدائد في ضرورات في ضيقات، في ضربات في سجون، في اضطرابات في أتعاب، في أسهار في أصوام" (2كو6: 4، 5) ومع ذلك يقول "كحزانَى ونحن دائمًا فرحون" (2كو6: 10) الخدمة الروحية تعب من أجل الرب وملكوته، وهي جهاد وتعب من أجل خلاص النفس. وقيل عنها "كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه" (1كو3: 8). وهكذا كانت خدمة الآباء الرسل. بدأت وسط اضطهادات الرومان، ودسائس اليهود، ومعارضة وشكوك الفلاسفة الوثنيين، وعذابات الاستشهاد، وفي أماكن جديدة، لا مؤمنون فيها ولا كنائس ولا أية إمكانيات.. وبلا كيس ولا مزود وكمثال لذلك خدمة القديس مار مرقس الرسول دخل الإسكندرية، فقيرًا بحذاء ممزق، حيث لا مسيحيون هناك، ولا كنائس، بل توجد ديانات عديدة: منها آلهة الرومان بقيادة جوبتر Jupiter، وآلهة اليونان بقيادة زيوس Zeus، والعبادات الفرعونية بقيادة آمون ورع، وكذلك اليهودية في اثنين من أحياء الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية الحافلة بمئات الآلاف من كتب الوثنيين وعدم وجود أية إمكانيات على الإطلاق ولكن مار مرقس صبر وجاهد، حتى حوّل الجميع إلى مسيحيين ماذا نقول أيضًا عن الذين بشروا في بلاد أهلها من أكلة لحوم البشر؟! إن الخدمة التي يبذل فيها الإنسان ويتعب، هي الخدمة الحقيقية ومقياس التعب والبذل، هو مقياس أساسي في الخدمة مثال ذلك خادم يتعب ويحتمل من أجل تهذيب تلميذ مشاكس في فصل، أو أم تتعب في تربية ابن عنيد، أو كاهن يتعب في خدمة أو في رعاية الحالات الصعبة، أو في المشاكل العائلية المعقدة مقياس آخر للخدمة هو عنصر العمق. 3- عنصر العمق أعمال عظيمة قام بها أنبياء ورسل في خدمة. ولكن لا يوجد واحد منها يوازي طاعة أبينا إبراهيم في ذهابه لتقديم ابنه الوحيد محرقة للرب (تك22) هنا عمق معين يعطي لعمله وزنًا خاصًا وقيمة ليست لأي عمل آخر. هنا إيمان وبذل، ومحبة نحو الله أكثر من محبته للابن الوحيد ابن المواعيد وكثيرون قدموا عطايا مالية لبيت الله. ولكن فاقت كل هؤلاء الأرملة التي ألقت الفلسين في الصندوق. وعمق عطائها أنه كان من أعوازها (لو21: 4) وما أكثر الذين حاربوا حروب الرب بقوة وانتصروا. ولكن فاق كل هؤلاء تقدم الصبي داود بحصاة في مقلاعه ليحارب بها جليات الجبار الذي أخاف الجيش كله لقد كان في تقدمه للمحاربة إيمان عميق بأن الحرب للرب، والله هو الذي سيدفع ذلك الجبار إلى يديه (1صم 16) إنك قد تلقي مائة درس في مدارس الأحد ولكن كلها لا تكون عند الله مثل مرة واحدة كنت فيها مريضًا ومرهقًا، ومع ذلك لم تستسلم لهذا العذر، وذهبت إلى الخدمة مفضلًا الخدمة على نفسك أو أنك ذهبت لتخدم في أيام امتحان، وأنت محتاج إلى كل دقيقة من وقتك هنا للخدمة عمق خاص إن الله لا يقيس الخدمة بكثرتها، وإنما بعمقها ونوعيتها هناك مقياس آخر لعمق الخدمة هو الخدمة في الخفاء. 4- الخدمة في الخفاء الخدمة المُخفاة تكون أعمق من الخدمة الظاهرة. الخدمة الظاهرة قد ينال منها الخادم شهرة أو مديحًا. وهكذا لا تكون كلها للمخدومين أو لله كما هو الحال في الخدمة المخفاة. ومع ذلك فالخدمة الخفية قد تكون أقوى إن الناس يعجبون بالبناء الشاهق الجميل في منظره وفي هندسته ولا يتحدثون إطلاقًا عن الأساس القوي المخفي تحت الأرض، الذي يحمل هذا البناء كله، ويعمل عمله في خفاء والناس يعجبون بلمبات الإنارة التي تبهرهم بضوئها. ولا يفكر أحد في المولد الكهربائي الذي يغذي هذه اللمبات بالنور، والذي لولاه ما كانت تضئ ويقينًا هو العنصر الأقوى والأساسي. وبنفس الأسلوب قد يعجب الناس بالسيارة الفخمة في منظرها الخارجي، أما الموتور القوي الذي يحركها فلا يفكر فيه أحد، لكنه يعمل عمله في خفاء وهكذا في الخدمة، قد يعجب الناس بنجاحها وبمجهود الخادم فيها. ولا أحد يفكر في الصلوات التي رُفعت من أجلها، وكانت السبب في نجاحها هذه الصلوات هي الخدمة الخفية القوية كلنا نذكر سفر لعازر الدمشقي للحصول على زوجة مؤمنة لإسحق ابن سيده إبراهيم، وكيف نجح في مهمته، وعاد معه برفقة. ولكن من يذكر صلوات إبراهيم التي رفعت من أجل لعازر الدمشقي، وكانت السبب في نجاحه ولذلك قال ذلك العبد الأمين لأهل رفقة "لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي" (تك24: 56). وكيف أنجح الرب طريقه؟ يرسل ملاكه معك وينجح طريقك" (تك24: 40) حقًا إن الصلاة هي خدمة مخفاة وهكذا قال القديس بولس الرسول لأهل أفسس "مصلين بكل صلاة وطلبة لأجل جميع القديسين ولأجلي، لكي يُعطَى لي كلام عند افتتاح فمي" (أف6: 18، 19) كلام الواعظ هو الخدمة الظاهرة. أما أمثال صلاة أهل أفسس فهي خدمة مخفاة. يضاف إليها في أيامنا، خدمة الافتقاد التي تأتي بسامعين يسمعون العظة.. وكذلك خدمة كل الذين يرتبون للاجتماع وينظمونه الاجتماعات العامة خدمة ظاهرة ولكن تقبل الاعترافات وقيادة الخطاة إلى التوبة هي خدمة مخفاة وقد يوجد في إحدى الكنائس كاهنان أحدهما يعظ ويحضر الكثيرون لسماعه، وخدمته ظاهرة للكل بينما زميله الآخر ليست له اجتماعات للوعظ. ولكنه يقضي الساعات الطويلة يستمع إلى الاعترافات، ويقود المعترفين إلى التوبة، ويرشدهم، ويصلي لأجلهم. وخدمته هذه عميقة الأثر جدًا وهكذا كان القمص ميخائيل إبراهيم وربما من أمثلة الخدمة المُخْفَاة: العمل الفردي. 5- العمل الفردي إن خدمة المجموعات الكبيرة لها صفة العمومية. وقد تحدث تأثيرًا عامًا، لا تتلوه متابعة.. أما الخدمة الفردية، ففيها التخصص، وفيها المتابعة. وهذا أعمق. 6- الخدمة الصامتة وأعني بها خدمة القدوة. وهي خدمة عملية وليس فيه الحديث عن الفضيلة والقداسة، وإنما تقديم النموذج أو المثال العملي لها، بدون شرح أو كلام وهي خدمة أكثر عمقًا، حتى إن كان صاحبها لا يُحسب بين الخدام. إنه ليس واعظًا، ولكنه هو نفسه العظة، يتعلم الناس من حياته لا من كلماته. وإن تكلم يتعلمون منه أسلوب الكلام الروحي يذكرني هذا النوع من الخدمة بأحد الآباء الذي لم يطلب من القديس الأنبا أنطونيوس كلمة منفعة، وإنما قال له "يكفيني مجرد النظر إلى وجهك يا أبي.." ولعله من هذا النوع تنبثق خدمة أخرى هي خدمة البركة. 7- خدمة البركة كما قال الرب لأبينا إبرآم حينما دعاه "أباركك وتكون بركة" (تك12: 2) وهكذا نجد أن يوسف الصديق كان بركة في أرض مصر، وكان بركة من قبل في بيت فوطيفار. وكان إيليا النبي بركة في بيت أرملة صرفة صيدا. وكان أليشع النبي بركة في بيت الشونمية.. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
20 يونيو 2023

أبعاد حياة الشركة (٥) أنتـم نــور العـالـم

المؤمن المتحد بالمسيح ، وبالقديسين ، و بالأخوة ، هو بلاشك يحيا البعد الرابع والأخير من أبعاد الشركة، أعنى : الاهتمام والإحساس بدور ورسالة !! أنتم نور العالم : إن الرب يسوع لم يسأل أن يأخذنا من العالم ، بل أن يحفظنا من الشرير (يو١٧: ١٥)... بمعنى أنه يريد منا أن نقوم بدور ورسالة في نشر محبته ، وكلمته ، وإنجيله ، ورسالة الخلاص الذي لنا فيه في كل مكان وزمان ومع كل إنسان ! لهذا قال لنا : « أنتم نور العالم » ( مت ٥ : ١٤ ) . « أنتم ملح الأرض » ( مت ٥ : ١٣ ) . « تلمذوا جميع الأمم » ( مت ۲۸ : ۱۹ ) . « اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل ، للخليقة كلها » (مر١٦ : ١٥). " أنتم رسالتنا ، مكتوبة في قلوبنا ، معروفة ومقروءة من جميع الناس" (۲كو۳ : ۲) واضح إذن ، منذ بداية التجسد أن الرب قد فتح الباب لجميع الأمم ، فهو الذي قيل عنه « هكذا أحب الله العالم » (يو٣ : ١٦) ، وهو الذي قال : «لى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ، ينبغي أن آتي بتلك أيضاً ، فتسمع صوتي ، وتكون رعية واحدة وراع واحد » (يو١٠ : ١٦). لذلك أوصى تلاميذه : « تكونون لي شهوداً في أورشليم وفى كل اليهودية ، والسامرة، وإلى أقصى الأرض» (أع ١: ٨). من هو المسيحي : المسيحي إذن هو الإنسان الذي يرى الناس في أعماقه شخص المسيح ، حباً ووداعة وقداسة ونقاء، وبذلاً وخدمة وعطاء إنه الإنسان الذي يحس الناس فيه بروح الرب يسوع ، وسماته ، وفكره ، فيمجدون شخص الرب إذ « يروا أعماله الحسنة» ( متی ٥ : ١٦).إنه إنجيل متحرك بين الناس ، حين يسلم أحد عليه يقرأ كورنثوس الأولى ١٣ ، وحين يفحصون أعماقه يتلامسون مع روح الله الساكن فيه، وحين يحاربه عدو الخير يسمع الجميع هتافه « يعظم انتصارنا بالذي أحبنا » ( رو٨ : ۳۷ ) .إنه الإنسان الذي يقتحم قلوب الناس بالحب ، وينشر الخير والفضيلة في كل مكان ، ويعطى الحكمة الإلهية في كل موقف ، ويصنع السلام بين المتخاصمين، وينير طريق السائرين في الظلمة .قائلاً للناس : إنه السفير المخلص الذي يطلب عن المسيح « تصالحوا مع الله » (۲کوه : ٢٠)، وهو النور الذي يشرق على ظلمات الدنيا ، فينشر رائحة زكية وتعاليم مقدسة وكلمات مملوءة حياة وحباً ، وهو الملح الذي يذوب و ينسى ذاته ، ولكنه لا يضيع هباء ، بل يقوم بدوره الأساسي في إعطاء الطعام (هذا العالم) الطعم المستساغ ، وفى حفظ الطعام ( هذا العالم أيضا ) من الفساد... ختاماً : أترك لدى القارىء الحبيب هذه التساؤلات : هل أحيا حياة الشركة المقدسة بأبعادها الأربعة ؟ هل أنا أتحد بالرب كل يوم من خلال الصلاة والإنجيل والتناول والخدمة ؟ وهل أنا أحس بالقديسين ، واتشفع بهم ، وأدرس حياتهم وتعاليمهم ، لأسير على آثار الغنم ؟ وهل أنا أحس بإخوتي في الكنيسة ، فأحبهم وأخدمهم وأتكامل معهم دون تعال أو كبرياء أو استغناء ؟ وهل أنا سفير للرب في العالم ، أقدم صورته الحلوة ومحبته المملوءة عذوبة وصفاء؟ الرب يعطينا جميعاً ... أن تكون كذلك !! نيافة الحبر الجليل الانبا موسى اسقف الشباب
المزيد
19 يونيو 2023

الخادم والعثرة

حذرنـا ربنـا يسوع مـن العـثـرة وأعطـى الويل لمـن تـأتـى بواسطته العثرات ونتعجـب أن تخـرج كـلـمـة الـويـل مـن يـنـبـوع الـبـركات ولكن هذا يستوقفنا لماذا هذا الويل ؟؟اذا الأمر ضروري يتعامـل السيد المسيح مع كنيسته وأعضاؤه المقدسة على أنها عروسه ويغير عليها لذلك كل ما يؤثر على عروسه أي كنيسته يؤثر عليه فيجب أن ننتبه أكثر إلى أقوالنا وأفعالنا وسلوكنـا لئلا نكون سبب عثرة لأحد ولأن الـذي يحمل بركة خدمة المسيح يتوقع منه أن ينقل بركة المسيح ويكون صورة له وأى شيء يشوه هذه الصورة يسبب عثرة والأخطر أن هـذه العثرة تستثمر من العدو لزعزعة نفوس هي في حقيقتها أعضاء في الجسم المقدس والمشكلة الحقيقية في أمر العثرة أن يكون جوهر الخادم غير مظهره وكلما اتسعت المسافة بين الجوهر والمظهر زادت مسافة العثرة ويحذر معلمنا بولس الرسول من العثرة وقال لا نجعل عثرة في شيء لئلا تلام الخدمة وهذا يؤكد أن العثرة تسبب لوم الخدمة وبالتأكيـد توجـد مـواقـف عديدة لمخدومين صدمـوا في تصرفات خدامهـم جعلتهـم لا يعثرون فقط في الخـدام بل وفي صـدق الحياة الروحية في جوهرها وبدأت تبدو لهم كمجـرد نظريات أو أفكار غير قابلة للتطبيق .رأينـا أمـهـات تشكو من تأثـر بناتهن بمظهر وتصرفات خادمات حيث تم التعامل معهن في رحـلات واحتفالات وأكاليـل حيث ظهرت الخادمة في صورة مختلفة تماماً عما تعودته بالكنيسة مما تسببت في عثرة يصعب محوها أحبائـى مـا أجمل أن نهتـم بزينة أنفسنـا الداخليـة لأن كل إناء ينضح بما فيه وهذا جوهر الفضيلة أي ما يفضل عن الداخل فحين يولد التواضع في الداخل يظهر في شكل وداعة وحين تزداد الرحمة يزداد العطاء وحين تزداد مخافة الله يزداد الخشوع في الصلاة وإن نظرنا إلى الإحتياج الأكـثر للمخـدوم هو القدوة أكثر من أي كلام مـن يحتمل كلمة ويل لمـن تأتي بواسطتة العثرات (فخـير له لوطوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر) و الطرح في أعماق البحـر يعني أشر أنواع العقوبة، وكأنه خير لذلك الذي يرتدي ثوب الخدمـة ويعثر الصغار أن يترك خدمته فإنه حتى وإن نـال أشر أنواع العقوبة فسيكون لـه أفضل من إعثار الآخرين وهو خادم، لأنه بدون شك إن سقط بمفرده تكون آلامه أقل مما لو أعثر آخرين فلنحذر إذا مـن العثرة ونصلى مع داود المرنم نجني من الدماء يالله الخادم هو حضرة شفافة لحضور الملك المسيح فهو إنعكاس لصورته وأفعاله وأقواله وهذا ما يتوقعه المخدوم من الخادم كما ذكر عن بولس الرسول من اهل غلاطية «كملاك من الله قبلتموني، كالمسيح يسوع. »(غل ١٤:٤) الإنسان في سعى دائم للمطلق وفي إشتياق لحالة الكمال التي جبل عليهـا وأى إنحراف عن هـذا الإشتياق هو شقـاء وألم للإنسان وعلى هذا يحضر الشخص إلى الكنيسة ليسترد ما قد فقده وليجدد ما سبق وبدده وليرى نمـاذج جديدة مختلفـة عمـا تعودهـا في معاملاته الخارجية ومن هنا تظهر المسؤلية الملقاة على عاتق الخادم الذي لابد أن يظهـر في شكل وعمل وسيرة المسيح فلنحـذر إذا أن نقدم صورة مشوهه عنه الـذي يتوقعه منـا المخدومين هـو إحتمـال ضعفاتهـم وتوجيههم وتعليمهـم والتأنـي عليهـم ومحبتهم بمحبـة المسيح الغير المحدودة ولا مشروطـة وتقـديم التعليم النقى الخـالي من الظهور وبـلا رياء وإعلان النموذج المفـرح الجذاب وينتظـروا البحث عنهم وتضميد جراحاتهم ومشاركتهـم أحزانهم وأفراحهم ومساعدتهم قـدر الطاقة فماذا لولم يجدوا كل هذا بل والأصعب لو وجدوا عكس كل هذا ما أصعـب أن يتحول الخادم من طبيب يقدم شفاء وسلام وراحة للمخدومين إلى مريض يحتاج إلى شفاء وبدلا من أن يكون عمله هو جمع المخدومين وإطعامهم بكلمة الحياة وقيادتهم نحو الملكوت يكون سببا في شقاء المخدومين وتعبهم وفقدانهم السلام بل وفقدانهم الخلاص أحياناً نتيجة إبتعاد المخدومين بسبب ذلك الخادم عن مصادر الخلاص وعندئذ يصير ذلك الخادم عائقا نحو خلاص المخدومين ما أصعب أن يظهر الخادم بمظهر غير لائق بسفير المسيح أو ينطق بلغة العالم التي تضعف روح المسيح أو يغضب فيفسد روح الوداعة التي في المسيح يسوع والمزاح فيما لا يفيد ولا يبني أو يستهتر بالخدمة فيحضر متأخراً ويقف خارجاً ويكثر من الكلام عزيزي الخادم دقق في إنسانك الداخلي وفتش في دوافعك وافحص في أفكارك وتصرفاتك وحاسب نفسك فخير لك أن تبتعد قليلا : «من أن تعثر أحـد أولاده الصغار اللذين مات المسيح لأجلهم »( اكو١٦:٨) يذكر عن أبونا المتنيح ميخائيل إبراهيم أنه كان يصلي دائماً يارب لا تسمح أن أكون سبب عثرة لأحد فليعطنا الله أن نكون خدام له بلا لوم وبلا عثرة لئلا تلام الخدمة بسببنا. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك عن كتاب الخادم ولكن ... الجزء الاول
المزيد
18 يونيو 2023

شفاء المفلوج وروح الخدمة

يقرأ فى الأحد الأول من أبيب والأحد الثانى من بؤونة خدمة المرضى من اساسيات دخول الملكوت كنت مريضاً ومحبوساً فلم تزورونى مت25 الاربعه رجال قدموا خدمة برضى واختيار وحب وتضحية بلا استياء او تذمر لم يكونوا أقرباء له وحالته كانت سيئة جدا يصعب التعامل معها وايضا عند يسوع هناك زحام والطريق مسدود ولكنهم استمروا ووضعوا شرطا اساسيا وهو عدم اليأس ولم يرجعوا للوراء لهم ايمان وثقة بقدرة المسيح على الشفاء ولم يطلبوا مديح او تظاهر ولم تذكر حتى اسمائهم ولم يمجدوا من الناس بل على العكس راينا من ينقد المعجزة أعطوا بكل سخاء فوق الطاقة وقدموا كل مجهودهم سواء الجسمانى إذ حملوا المريض ونقبوا السقف وانزلوة وتعرضوا للنقد والاعتراض والسيد المسيح مقابل هذه المحبه والتضحيه يقدم الشفاء بكل سخاء شفاءاً روحياً وشفاءاً جسدياً فقد غفر خطايا المفوج وأقامة صحيحاً. ماذا نقدم للمرضى الجسديين والمرضى الروحيين لا يكفى زيارة المريض بل الشعور به ومشاركته آلامه وتقديم المساعدة له قدر الطاقه مادياً أومعنوياً فهو فى ضعف وينتظر منك الكثير احذر من اداء الواجب المجاملة الأداء الإجتماعى فى المسيح يسوع وفى المحبه الحقيقيه الإنجيليه الأمر يختلف تماماً وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة نرى المسيح فى المريض نأخذ بركته نسنده نشجعه نقدم ما نملك قصة سيرة زيت حنوط صلاة كتاب شىء عملى مساعده فى ذهاب لطبيب المحبه المسيحيه محبه حقيقيه انجيليه محبه عطاء دون انتظار مقابل – ماذا يريدون من المفوج هل ينتظر منه شيئاً فهى محبه بلا مقابل ( وما اجمل القاعده الذهبيه فى المعاملات كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا انتم ايضاً بهم – يحتاج الى رجاء الى رؤية روحية للتجربة كيف انها للخير والبنيان وللتهيئه والتنقية والتذكية – سيدة فى مركب تبكى لانهم قتلوا ابنها من اجل الايمان فرات بجانبها سيدتين قال لها الواحده وانا قتلوا ابنى وهو شاب لانه وبخهم على اعمالهم وقالت الاخرى وانا قطعوا راس ابنى ظلماً فكانت الاولى السيدة العذراء والاخرى اليصابات .ذهبت الى العزاء فى شخص لم تربطنى به صله قويه ولكن من اجل ان تربطنى صله بأحد أقربائه ورأيت من يتحدث عنه ويقول انه كان يذهب الى مستشفى الانبا تكلا يوميا ويمر على جميع المرضى ويبقى مع اكثر مريض فقير وليس له احد ويقيم معه ويبيت معه ويتبنى طلباته وهكذا أمضى سنين من حياته ما هذه الروح العاليه التى ارتفعت فوق احتياجاتها الخاصه ورباطات الجسد وانطلت تخدم الآخر دون النظر الى من هو هذا الآخر وأكيد الله سوف يكافئه عن جميع اتعابه .قيل عن أبونا بيشوى انه كان ممكن يزور المريض اكتر من خمس مرات يوميا ويصل معاه ويرنم ويعمل تمجيد للقديس واحد كان بيزور طفله مريضه وفى انفاسها الأخيرة وهو نازل وجد شخص عليه هيبه ووقار وجمال طالع لها وقال له انت نازل من عند مارى قال له نعم قال وانا طالع لها وبعد قليل عرف بنياحتها وتاكد من التوقيت فعرف انه رب المجد اتى ليسندها لحظه نياحها وياخذ نفسها معه للمجد المرضى الروحيين المفلوج اى العاجز الفاقد القدرة اليائس البعيد ونحن فى فترة صوم الرسل لا بد ان نتحلى بروح الخدمه ونفكر فى الآخرين كيف نحملهم للسيد وكيف نصلى من اجلهم ونشعر بهم ونفكر فيهم ونسندهم ونشجعهم على البدايه مع الله ونهب رجاء ولا يمكن ان نحضر انسانا للمسيح مالم يكن قد ذقنا حلاوة محبته وجمال العشرة معه وقدرة شفاؤة فى حياتنا فهو الذى غفر لى جميع آثامى ادعوك اليه لتتمتع بما قد اخذت وما قد نلت وليس عن استحقاقى بل هذا إحسانه وفضل نعمه لا يوجد مسيحى الا ويخدم وليست الخدمه قاصرة على فئه وعلامه عمل المسيح فى داخلك هى ان تمتلىء بروح الغيرة على كل أحد وتريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون وتطلب خلاص كل أحد- أباركك وتكون بركه- مثل إيليا فى بيت أرمله صرفه صيدا- يوسف فى كل مصر إحضر للمسيح نفوس فكر فى البعيدين فكر فى المفوجين لسنين عديدة ولم يذوقوا لشفاء بعد صلى من أجلهم كلمهم أرشدهم افتقدهم لماذا يا احبائى لم يوضع فى قلوبنا روح الخدمه لاننا نحيا فى دائرة انفسنا ونغذى انانيتنا ولا نريد ان نعمل لحساب المسيح ياليت راسى ماء وعينى ينابيع دموع لابكى نهارا وليلا قتلى بنت شعبى – من يعثر وانا لا اعثر من يضعف وانا لا التهب لو قلت لى الشمس لا تعطى ضوءً ربما اصدقك ولكن ان قلت لى مسيحى لا يخدم لا اصدقك ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
17 يونيو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثاني من شهر بؤونة

تتضمن الحث على حفظ التعاليم الالهية والاستخفاف بالذخائر العالمية . مرتبة على فصـل شـفاء حمـاة بطرس . ( لو ٤ : ٣٨- ٤١ ) إذا كان الشرط في مداواة الاجساد البشـــرية أن يكـون الطبيـب مـاهرا والمريض مطيعا والخدام فرحاء موافقين . سيما وقد علمنا الآن عظم قدر المشـفى لأمراضنا والحامل لأوجاعنا . فكيف لا يجـب علينـا أن ننصـت نـحـن لأوامـره متفهمين . ونسارع إلى قبولهم مبتهجين . ونتعلم منه قوانيـن المـداواة الروحانيـة ومنافع العقاقير السماوية . لكي نقدر على معالجـة الامـراض الشيطانية وننقـذ المؤمنين من عذابها . ونتأهل أن يمسك بأيدينا ويرفعنا من بحار الرذيلـة وإذا كـان الذين يتعلمون العلوم الخارجية يحتاجون فـي تثبيتـهـا إلـى المذاكـرة والتكـرار . وملازمة القراءة ليلا ونهارا ثم يعلمونها للآخرين . كل ذلك قصدا منهم فـي ضبـط المعاني وتثبيتها في الأذهان كما ينبغى . وكذلك الذين يغرسون الحقول ويزرعـون الأراضي التقية يحتاجون في انجابها إلى التعهد بالسقى والقيام بخدمة الأرض كمـا يجب . وإلا فيخسروا واخراجها ويتعبوا فيها باطلا . فعلى هذا القياس يجب على الذين يسمعون العظات . ويتبعون فـى سـماع التعاليم الالهية أن يحفظوها بالمفاوضة والتكرار ليكونوا لها متذكرين فيتأهلوا بـأن يكونوا معلمين للآخرين . واسمع ياهذا قول الرسـول : " كونـوا عـاملين بالكلمـة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم . لانه إن كان أحد سامعا للكلمة وليس عاملا فـذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خلقته في مرأة . فإنه نظر ذاته ومضى وللوقـت نسـى مـا ويكون كالذي بنى بيته على الرمل " كما قال الكتاب المجيد . ويقول أيضا : أن كان أحد يظن أنه حكيم وعالم بينكم فلير اعماله بـالتصرف الحسـن فـي وداعـة و الحكمة . . ولاجل ذلك أنا لا أكف عن تذكيركم وتنبيهكم ومفاوضتكم فيمـا يجـب حتى أراكم ذاكرين لقراءآتكم . حافظين لتعاليمكم . عاملين بأقوال ربكم متغايرين فـي الفضائل . متباعدين عن مسالك الرذائل.لأسر أنا بحسن اعمـالكم وابتـهـج بجميـل مجازاتكم وأفرح بدخولكم إلى النعيم . فإن قلت وما الذي يدل على ذلك من أعمالنـا ؟ قلت بأن أراكم محبين لعمل الفضائل كالصلاة والصوم والرحمة والرأفـة والمحبـة وأمثال ذلك . مبغضين للرذائل أعنى الغضب والحسد والنميمة وحب الأموال وسـائر أقسام الرذيلة . لأن حب الأموال سبب لتوليد الشرور كلها وأداة لعمل الهالكين . فـإن قلت وكيف نقدر على بغض المال وقد جعل واسطة لتحصيل الامـور الضروريـة المحتاج إليها ؟ قلت حديثنا الآن هو عما يحب لذاته وينفق في إنالة اللذات البدنيـة . لا فيما يكسب من وجوه الحلال وينفق في اللوازم المحتاج إليها لقوام الحيـاة وفـي مصالح المقلين . فلا تظنن ياهذا أن طرح الاموال أمر جسيم . فإنك إذا امعنت النظـر رأيت كثيرا من الناس يفعلون ذلك لأجل طلب المديح من الناظرين . وذلك إنك تجـد قوما يخرجون عن الأموال الكثيرة . ويدعـون الأمـلاك والضيـاع والبضـائع والزراعات . وينقطعون في الجبال والمغائر طلبا لتصيد المديح من النـاظرين لـهم والسامعين لأخبارهم فقط . وتجد آخريـن يجـهدون أنفسهم ويتعبـون اجسـامهم ويماحكون ويظلمون ويحصلون الأموال من أرذل وجوهها . ولحبهم في المديح مـن الناس يصرفونها في ثمن الثياب الفاخرة والمركبات والأواني النفيسة وما لا تدعـو إليه ضرورة الحياة . وذلك لكي يراهم الناس فيمدحونهم ويعظمونهم . وتـرى قومـا أخرين يهتمون بالأطعمة الشهية ويروقون الخمر المعطر ويعدون الأنقال والأزهـار والملهين وغير ذلك . ويتبعون ويغرمون غرامات أخرى كثيرة يطول شـرحها ثـم يستدعون أناسا أغنياء ومتمولين ومن لا حاجة به إلى طعامهم ليقبلوا منهم المديـح الذائل لساعته تلك . ولعلهم لو عبر بهم في ذلك الوقت سائل جائع وعطشان وسـأل سد جوعه وعطشه لأعادوه خائبا بل وأوسقوه شتما وســـبا . ولـهذا تتقلـب اكـثر مسراتهم إلى الشرور المنكدة والمخاصمات القبيحة وأمور ردية يطول وصفها . وإذا كان هذا يغرم الأموال الجزيلة ليقبل المجد من الناس . وهذا ينفـق المبـالغ الجمـة ليكسب المديح الزائل وشيكا " وهذا يبذر ماله مجانا فيما يستحيل إلى الفساد ويقـذف به إلى المزابل سريعا . فكيف لا نتأمل نحن إلى هذه النقائص بعيون عقلنا ونكشـف عنها ستور الظلمات . وننظرها بالاذهان السليمة وتقدها بالأفكار المستقيمة . ونصـد المائلين إلى فعلها المتمسكين بذيول فخرها لننجو من بحارها سالمين . ياللعجب مـن كوننا نصرف الأموال الجمة وننفق المبالغ الكثـيرة . ونتعـب اجسـامنا وخدامنـا واولادنا في طلب المديح الزائل . المماثل الدخان أو البرق أو الـهواء أو الظـل أو الغبار وما أشبه ذلك في سرعته الاضمحلال . ولا نجعل ذلك لما لا يزول . وكيـف يحسن بالعقلاء أن يطلبوا الشرف من معادن الخساسة ولا يطلبون من الخالق تبـلرك وتعالى ؟ كيف يجمل بنا نحن أن نطلب المديح من العـاجز والنـاقص والمسـتحيل والمائت والخائف والمتقلب والذليل . ونعدل عن الطلب من السيد القادر الحكيم الحـى الرؤوف الباقي الذي لا يزول . الخالق لطبائعنا والمدبر لنظام حياتنا . والجائد بمثـل هذه المكارم على جنسنا . والمعد لنا وراثة النعيم . فسبيلنا أن نقتدى بآثار الفضائل ونعدل عن طرقات الاراذل ونتمسك بوصايا الحياة طائعين . لننال ملكوت ربنا يسوع المسيح الذي له المجد دائما آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل