المقالات
04 يونيو 2024
القيامة والمجد يزرع في هوان ويقام في مجد ( ١كوه١: ٤٣)
أفاض القديس بولس الرسول في إصحاح القيامة هذا، حينما تحدث عن المجد الذي سنناله بالقيامة.فتحدث عن زوايا كثيرة تشرح لنا أبعاد هذا المجد العتيد. وهذه بعض الزوايا التي تحدث عنها في هذا الإصحاح الخالد
١- مجد السماويات حينما قال لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات اخر ( ١ كو ٤٠:١٥).
٢- مجد الجسد الروحاني حينما قال يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا ( ١ كو٤٣:١٥).
٣- مجد الخلود الأبدى حينما قال: ابتلع الموت إلى غلبة أين شوكتك يا موت؟ این غلبتك يا هاوية (١ كو ٥٤:١٥-٥٥).
٤- مجد القداسة الأبدية حينما أوضح أننا سننتصر بالقيامة على شوكة الموت فهى الخطية ( ١ كو٥٦:١٥)
ا - مجد السماويات لاشك أنه يختلف اختلافا جوهريا عن مجد الأرضيات وهذه بعض نقاط الاختلاف
١- من حيث المكان فالأرض مكان مادی محسوس ومحدود أما السموات فعالم روحاني فوق المادة والحواس والمقاييس المكانية. والإنسان حينما ينتقل إلى السماء. يدخل إلى عالم الروح، لأن "لحما ودما لا يقدر أن أن يرثا ملكوت الله" (اكره ٥٠:١) وهو ملكوت روحي والله غير المحدود هو رب هذا الملكوت
٢- من حيث الزمان فالأرض لها بداية ونهاية، وسوف تحترق بكل ما عليها "تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها (٢بط ۱۰:۳) والسموات التي يتحدث عنها معلمنا بطرس الرسول هي سماء الطيور أي الجلد وسماء الأفلاك (أي النجوم والكواكب) وليس المقصود بالطبع السماء الثالثة (أي الفردوس) وسماء السموات (حيث عرش الله).
٣- من حيث الطبيعة فطبيعة الأرضيات حس وتراب يفنى بعد أن يتدنس أما طبيعة السموات فهي روحانية مقدسة خالدة بخلود الله.
٤- من حيث البهاء فبهاء الأرضيات رونق زائف، يمكن أن تدمره الأيام والأحداث والتجارب والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والسيول الجارفة أما بهاء السماويات فهو بهاء إلهى جعله الله عليها، لأنها مسكنه وعرشه وهذا ما جعل معلمنا بطرس يتحدث عن ميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم (ابط ٤:١) طوبي لمن كان شعاره اليومي "إن كان إنساننا الخارج يفني، فالداخل يتجدد يوما فيوما لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشيء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا. ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية" (٢ كو٤ : ١٦-١٨).
طوبى لمن فتح قلبه للعالم السماوي وفتح أذنه لتتسمع ترانيم الفردوس، وتذوق بعضا من امجاده.
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
03 يونيو 2024
الاستنارة عطية القيامة
يقول معلمنا القديس لوقا عن تلميذي عمواس: "حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ" (لو ٢٤ : ٤٥) ، وعندما فتح الرب ذهنهم، كان شفاء "النوس" هو عربون الفداء الذي نالته البشرية بقيامة مخلصنا الصالح. عندما خلق الله الإنسان نَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاة" (تك ٢: ۷) وبموجب هذه النفخة اكتسب الإنسان قوى جعلته على صورة الله، ومن هذه القوى العقل [الذهن، الفكر العقل الفهم ](سترونج (٣٥٦٣) لقد خلق الإنسان في حالة نقية قابلة للنمو في المعرفة والفهم. فيذكر القديس يوستينوس الشهيد [إن الكلمة الأزلي ينير العقول البشرية منذ البدء، فأخصبت بذورا (Sperma) منه وزرع فيه جذر الإدراك والفهم؛ لكي يكون عاقلاً] (الدفاع الثاني ۱۰). لكن الاستنارة يتعطل عملها بالخطية. فبسبب السقوط صارت هناك غمامة على عين الإنسان، بل أَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لَأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً" (يو ۳ :۱۹) ، وابتعد الإنسان عن الله مصدر النور هكذا عاش الكتبة والفريسيين: عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانِ" (مت ١٥: ١٤) يبصرون النور ولكن لا يدركونه يبصرون المعجزات والتعاليم النقية السامية فيقولون به شَيْطَانٌ" (يو ۱۰ :۲۰)، بينما الذين لهم البصيرة يقولون: لَيْسَ هَذَا كَلامَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ. أَلَعَلَّ شَيْطَانًا يَقْدِرُ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ الْعُمْيَانِ؟" (يو ۱۰ : ۲۱).
بالقيامة نلنا الاستنارة ورد الإنسان إلى رتبته واستنارته الأولى.
ما هو السبيل للاستنارة؟
١- الكتاب المقدس يقودنا إلى الاستنارة ففي حديث السيد المسيح مع تلميذي عمواس قال لهما : أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِينَا الْقُلُوبِ فِي الْإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُب" (لو ٢٤: ٢٥-٢٧)، فعلمنا أن نبحث عن الاستنارة في كلام الله، الذي يهب نقاوة للنفس كما قال لتلاميذه: أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الكلامِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ" (يو ٣:١٥). أما عدم قدرة التلاميذ على إدراك النبوات التي قيلت عنه، فكان بسبب عدم امتلاكهم الذهن المفتوح، بدليل إنه بعد حلول الروح القدس طفقوا يفسرون النبوات(أع ٤ : ٢٥ ؛٣: ۲۲، ٢٣، ۸ :۳۵).
٢- الأسرار ونعمة الروح القدس تمنحنا الاستنارة بالقيامة أعطانا الأسرار الكنسية التي نحصل عن طريقها على استحقاقات الفداء الذي تم على الصليب وبالتالي الاستنارة الروحية. ويقول معلمنا بولس الرسول الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيُّ لا يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللَّهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ" (١كو ٢ : ١٤) الإنسان الطبيعي هو الذي لم يولد الميلاد الثاني ولم ينل نعمة الروح القدس وبالتالي ليس لديه القدرة على إدراك الإيمانيات التي لا يمكن فهمها إلا بواسطة الاستنارة التي يعطيها الروح القدس. لاحظ إن القديس بولس قال: "لا يَقْبَلُ مَا لِرُوح الله"، أي إنه لا يسمح للحقائق الإلهية أن تلج إلى قلبه.
٣- الصلاة والزهد طريقنا إلى الاستنارة أحاط جيش آرام بأليشع النبي ولكنه لم يخف لأنه كان يملك الاستنارة، بينما خاف جيحزي لأن محبته للمادة أعمت استنارته رغم إنه خادم أليشع، لكن بصلاة اليشع: "يَا رَبُّ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنِي الْغُلَامِ خَيْلًا وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ" (٢ مل ٦ :١٧).
لنجاهد يا إخوتي ونصلي ليهبنا المسيح القائم حياة الاستنارة، حسب قول القديس بولس الرسول: "مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ" (أف ۱: ۱۸).
القمص بنيامين المحرقي
المزيد
02 يونيو 2024
النور معكم - الأحد الرابع من الخماسين المقدسة
الأحد الرابع مِن الخماسين المُقدّسة حد النور ، الكنيسة زى ما بتعمل لنا ترتيب لأسابيع الصوم الكبير هكذا فىِ الخماسين أيضاً الصوم ناس جاهدت ضد عدو الخير إِجتازت الآلام أخذت نعمة القيامة وبعدين لسه إِنت إِنتقلت فىِ الرحلة مِن مُستوى إِلى مُستوى ، لكنّك مازلت فىِ الرحلة إِحنا فىِ الصوم الكبير إِجتازنا مرحلة كبيرة عبرنا البحر الأحمر ومابأش فىِ فرعون الّلىِ بيضطهدنا ولكن بدأنا مرحلة جديدة وهى مرحلة البرّيّة ، مرحلة جديدة مِن الجِهاد ، هُناك سبعة أسابيع فىِ الخماسين :-
أحد توما ( أحد الإِيمان ) : وكأنّك خلاص إِتخلّصت مِن عبوديّة فرعون ، لازم لكى تُكمل الرحلة يكون عِندك إِيمان يقين إِنت رايح فين مِن أهم طلبات الرحلة الإِيمان ، فىِ حاجات ربنا يُعطيها لنا وحاجات ربنا يطلُبها منّنا ، أول حاجة يطلُبها إِيمان ، لابُد أن يكون عِندىِ رصيد مِن الإِيمان وبعدين أمشى بأه فىِ البرّيّة عِندك إِيمان إِنّك هتنتقل مِن مِصر إِلى كنعان ، خلاص خُذ نمره 2 .
غِذاء : أنا عارف إِنّك فىِ الرحلة هتجوع فنتكلّم عن المسيح خُبز السماء المُعطىِ الحياة للعالم ، والله المُعتنىِ بِنا ، لمّا نقلنا مِن الجسد إِلى الروح إِهتم أن يُعطينا طعام الروح لا طعام الجسد ، الكنيسة عارفة أنّ المؤمنين ماشيين فىِ البرّيّة فأعطتنا طعام الروح ، ومِن هُنا إِسبوع خُبز الحياة .
ماء الحياة : إِنجيل السامريّة ، إِنت رايح الرحلة ، الرحلة طويلة ، أنا عارف إِنّك هتعطش ، أنا هأعطيك ماء ، ماء الحياة ، متشربش مِن ماء العالم ، إِنت أخذت الإِيمان والخُبز والماء فاضل حاجة النور .
النور : قال لهُم يسوع " إِنّ النور معكُم زماناً قليلاً فسيروا فىِ النور مادام لكُم النور " ، الأحد الرابع أحد النور ، إِنت ماشىِ فىِ طريق يجى عليك ليل وظُلمة طيب أعمل إيه ؟ أنا هانوّر لك طريقك ، ياما الإِنسان فىِ طريقه يقابل ظُلمة ، الظروف مُمكن تتعب ، أنا هانوّر لك طريقك ، الشعب فىِ البرّيّة كانوا يمشوا وأمامهُم عمود نار فىِ الليل ، فىِ العهد الجديد يقول لهُم " أنا هو النور " .
الطريق : أنا خايف لحسن تتوه فىِ البرّيّة فأنا هارسم لك الطريق ، إسبوع الطريق ، " أنا هو الطريق والحق والحياة " ، يحاول يعرّفك الطريق الّلى تسلُك فيهِ علشان تضمن بهِ وصولك علشان يأمّنك مِن أى خِداع أو مكيدة .
إسبوع الغلبة : إنت برده فىِ البرّيّة متفكرش إن كُلّ حاجة سهلة لا لكن أنا الغالب فيك وبك ، هأخلّيك تغلِب عماليق ، طيب الشعب دول ناس غلابة خارجين بدون إستعداد مش مجهّزين نفسُهُم ، لا لا تخاف إذا قام عليك جيش أنا هأحارب معك ، يشوع كان مغلوب مِن عماليق أول لمّا موسى كان يرفع يديه كان الشعب يغلِب وأول لمّا ينزّل يديه كان يتغلِب ، لِدرجة إنّه تِعب فجابوا لهُ إثنين يمسكوا يديهِ ، أصل ربنا عايز يأكّد لهُم إن أنا الغالب فيكُم وبِكُم .
إسبوع حلول الروح القُدس : تتويج للرحلة المُكافأة مش بِتاعت الخماسين لكن بِتاعت الصوم الكبير ، الناس الّلى جاهدت وتعبِت وكانت أمينة لِمواعيد الله ، الناس التى لم تستحسِن البقاء فىِ مِصر لحظة واحدة وتُفضلّ أن تعيش فىِ البرّيّة القاحلة على ألاّ تتمتّع بِخيرات مِصر ، عايز تكافىء شعبك بإيه يارب ؟ يقول أنا هأعطيهُم الروح القُدس تتويج لكُل أعمالهُم .
النور :-
" سيروا فىِ النور مادام لكُم النور ، لئلاّ يُدركُكم الظلام والّذى يسير فىِ الظلام لا يعلم إِلى أين يذهب ، مادام لكُم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور " ربنا عايز يقولّك أنا هنوّر لك الطريق بِتاعك ، أنا النور بِتاعك علشان الظُلمة لا تُعثرك ولا تُتيهك ، أنا هنوّر لك الطريق بِتاعك ، علشان كده الكنيسة تدعو أولادها بِبنو النور" قوموا يا بنىِ النور لِنُسبّح ربّ القوات " ، أنت إبن نور مش إبن ظُلمة ، قوم النور ده أنا أبنه ، أنا وهو حاجة واحدة ، ده طريقىِ ده حياتىِ علشان كده الكنيسة تقول أنّهُ هو" النور الحقيقىِ الّذى يُضىء لِكُلّ إِنسان أتياً إِلى العالم " ، أدى النور الّلى يُضىء لِكُلّ إِنسان ، شوف لو إِنسان قعد فىِ ظُلمة أول لمّا يجى النور يقول " يا سلام جميل النور " ، أصعب شىء إن الإِنسان يعيش فىِ الظُلمة ويتعّود عليها ، خطر إن الإِنسان النور الّلىِ فيهِ يتحولّ إِلى ظلام ،" إِحذر لئلاّ يكون النور الذى فيك ظلاماً " لو أُطفىء النور ستتخبّط ، " الّذى يسير فىِ الظلام لا يعلم إِلى أين يذهب " ، لمّا يغيب المسيح مش عارف الصح مِن الغلط ، يمشىِ مع أصحاب سوء ويقول أنا بأفرّفش معهُم ، إِبتدأ إنّهُ لا يعرِف يميّز مُمكن لو إتقطع النور فىِ بيتك الظُلمة تجعلك لا تدرىِ الأمور الّلىِ إنت عارفها كويس ، لو فىِ الظُلمة جابولك حتّه حديد وذهب لا تعرِف التمييز بينهُما ، إمتى تأخُذ نعمة الإفراز ؟ إيه الّلىِ يتعمل وإيه الّلىِ ميتعملش ؟ أول لمّا نعمة النور تملُك على القلب والعقل تعرف ، إِنسان يكتشف إنّهُ مُرائىِ خدّاع ليه ! النور أتسلّط عليهِ أصعب شىء أنّ الإِنسان يعيش فىِ الظُلمة ولا يشعُر ، لِذلك أغلى شىء فىِ الجسم العين ، لأنّ العضو الذى يجعلنىِ أتمتّع بالنور هو العين ، " إِذا كانت عينك بسيطة جسدك كُلّهُ يكونُ نيّراً " ، الظُلمة الّلىِ فىِ الجسد شىء مؤلم لأنّهُ إِذا كانت الروح مش قادرة تُدرك النور يُبأه الجسد ده إيه ؟ جحيم إِذا كانت طبيعة الجسد معروف عنها أنّها تميل للشر طيب لمّا الروح تُطفىء يُبأه الجسد إيه ؟ ، لِذلك يعيش الإِنسان فىِ نيران شهوات وغرائز ، الحل فىِ نور المسيح ، لِذلك نقول " بِنورك يارب نُعاين النور " أمر الله فىِ البدء وقال " ليكُن نور فكان نور " ، هو أمر فىِ قلب كُلّ إِنسان أن يكون نور ، وجميل جداً لمّا يقول " وفصل الله بين النور والظُلمة " ، جميل لمّا يعرِف الإِنسان يُميّز ويكون إِبن للنور ، لِذلك الإِنسان لمّا يتمتّع بالنور فكُلّ الأمور تُبأه بالنسبة لهُ واضحة ، أدى نِعمة الإِبصار الّلىِ تخلّيه يعرف يتغلّب على خِداعات الشيطان ، لكن الإِنسان الّلىِ فىِ الظُلمة مش محتاج لِخداعات ده هو ماشىِ فىِ الظُلمة لوحدهُ ، لِذلك نقول " الرّبّ نورىِ وخلاصىِ ممّن أخاف " ، أنت نور حياتىِ وبهجة حياتىِ ،" النور معكُم زماناً يسيراً " ، الوقت الّلىِ إِنت عايشه قليل جداً علشان تُميّز القديسين تعمل على صورتهُم هالة نور مُضيئين بِنور المسيح ، هُم إِنعكاس لنور المسيح عليهُم ، لِذلك أجسادهُم مُنيرة ومُضيئة ، هُم نوّروها بعمل روح ربنا وتظل أجسادهُم حتى فىِ رفاتهُم مُضيئة ، لِذلك نور المسيح هو المُسيطر علينا وينّور لنا حياتنا .
ملحوظة طقسيّة :- المفروض لمّا نيجى ننّور أى أيقونة أو شمعة أو شمعدان المفروض أننا لا ننّورهُ مِن عندنا ، المفروض نسيب شمعة ولاّ إثنين منورين .
فىِ المذبح ، فىِ شرقيّة المذبح فيه قنديل لا يُطفىء 24 ساعة نزوّد الزيت كُلّما ينقُص وهكذا ولا يُطفىء ، ولو فىِ عشيّة أو قُدّاس الشمّاس يأخُذ شمعة وينّورها مِن القنديل لأنّ مصدر نور القنديل هو المسيح والكنيسة فىِ البداية كان مصدر نور القنديل لها هو النور الّذى يأتىِ مِن القُدس فىِ سبت النور ، البطرك يستقبلهُ بِفرحة والأباء الكهنة يأخُذوا الأنوار وينّوروا بها القنديل يوم سبت النور ويأخُذوا بعد كده منهُ فىِ كُلّ الكنائس ، مصدر النور هو المسيح أنت لا تُحدث ضوءاً ، مصدر النور هو المسيح ، ويُمكن فىِ كُتب مُعجزات البابا كيرلُس يقول الحته دى يقول أنّهُ كان يزعّق لأى أحد يولّع أى شمعة أو شىء مِن عِندهُ علشان حريص على مال الكنيسة ! لا لكنّهُ علشان يُبأه مصدرهُ نور المسيح لِذلك سر المعموديّة إِسمهُ سر الإِستنارة ، إِحنا إِتنورنّا فىِ المعموديّة ، إِتحولنا أبناء للمسيح وللمجد ربنا يُعطينا نور ليُشرق فىِ قلوبنا لِمعرفة مجد الله ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لإِلهنا المجد الدائم مِن الآن وإِلى الأبد آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
01 يونيو 2024
عيد دخول السيد المسيح أرض مصر24 بشنس
لنفرح في هذا اليوم ولتتهلل قلوبنا نحن المصريين ففي هذا اليوم دخل السيد المسيح أرض مصر وتباركت مصر بحضوره فيها فآمن المصريون بالرب وامتلأت قلوب المصريين بالإيمان الحقيقي وتحولوا من عبادة الأوثان إلى السجود للإله الحي وتغير النجس فصار طاهرا وتبدل الساحر فصار متعبدا والضعيف قويا. مبارك بالحقيقة ذلك اليوم الذي أتى إلينا فيه الرب هذا هو عيد المصريين فقد صارت أرض مصر بمجيء الرب إليها هي الأرض المقدسة الثانية بعد فلسطين لأن الرب مشى على أرضها وعاش بين أهلها وشرب من نيلها وتغذى من قمحها، لذلك نالت مصر بركة الرب واستحقت النبوة القائلة "مبارك شعبي مصر" (إش 20:19).
رحلة الهروب
بعد أن ولد السيد المسيح في بيت لحم، وأتى إليه المجوس وقدموا له هداياهم، وإذ أوحى إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس وأن يرجعوا إلى بلادهم من طريق أخرى، أما هيرودس فقد حقد على المخلص لأنه ظنه ملكا أرضيا ينازعه مملكته فاشتعل غيظا خاصة بحد أن سخر به المجوس، فأصدر أمره الوحشي بالانتقام من المسيح وقتل الأطفال في مذبحة بيت لحم فاستشهد فيها أطفال بيت لحم وصارت لهم كرامة أن يموتوا ليحيا المسيح حتى متى أكمل المخلص فداءه ومات على الصليب وقام حيا أحياهم معه بموته وقيامته لذلك يراهم يوحنا في سفر الرؤيا محيطين بالعرش الإلهي وهم بثياب بيض (رؤ 6: 9-11) وصارت تعيد لهم الكنيسة في الثالث من شهر طوبة.
" قم و خذ الصبي وأمة واهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك " (مت 2: 13)هكذا ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم وأرشده إلى الهروب لمصر، وقد سجل لنا الإنجيليون قصة الرحلة في بساطة وإيجاز، واحتفظ لنا التقليد الكنسي بتفاصيل هذه الرحلة المقدسة، بل صار في كل بلد اجتاز فيه المسيح أثر مقدس يحكي قصة الترحال وتنقل العائلة المقدسة وهي هاربة من وجه الشر، فنالت أرض مصر شرفا عظيما بل مسحت وتقدست بمجيء المخلص إليها، وتمت نبوة إشعياء النبي عن هذه الزيارة المقدسة "وحي من جهة مصر، هوذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" (إش 19: 1) فقد قام يوسف البار كما أمره الملاك وأخذ حمارا أركب عليه القديسة مريم وفي حضنها الطفل يسوع ورافقت الركب سالومة القابلة العجوز التي حينما عاينت معجزة ميلاد المخلص تعاهدت أن لا تفارق القديسة العذراء مدة حياتها، وهكذا سارت هذه الجماعة الصغيرة يرافقها ملاك الرب.
غادرت العائلة المقدسة بسرعة وفي جنح الظلام بيت لحم وعلى بعد 18كم وصلت إلى بلدة (فارس) وكانت أبواب المدينة مغلقة فوضعت سيدة الكل يدي الطفل على الأقفال فانفتحت في الحال وتحركت الأبواب الضخمة وخرجت العائلة وعادت الأبواب لتغلق كما كانت وسارت العائلة حتى بلدة الخليل وهي تبعد 37 كم عن بيت لحم، ثم أستأنف المسيرة إلى بئر سبع (46 كم من الخليل) ثم اتجهوا إلى (بيرين) 35 كم وبعد 48 كم أخرى انتهوا إلى بلدة (عوجه الخفير) وكان عليهم أن يقطعوا البرية الموحشة بالقرب من الفرما وهي (البيلوزيوم) وهي بين مدينتي العريش وبورسعيد وقد قطعوا مسافة 240 كم حتى وصلوا إليها وقضوا ليلتهم خارجها وواصلت القافلة الصغيرة مسيرتها حتى تل بسطة (2 كم من الزقازيق وهي بلبيس الحالية)، وجلست الجماعة تحت شجرة خارج المدينة وقد كانت الرحلة طويلة والسفر شاقا فجلسوا يستريحون في ظل هذه الشجرة وعطش الطفل ولم يكن هناك ماء في المكان ومضت العذراء تسأل أهل المدينة أن يعطوها ماء ولكنهم كانوا وثنيين قساة القلوب فلم يعطوها ماء لتسقي الصبي فعادت تبكي ولما رآها المسيح مد يديه ومسح دموعها ورسم بإصبعه دائرة على الأرض وفي الحال تفجر نبع ماء صافيا وحلوا وباركه المسيح فصار شفاء لكل من يقصده فيما بعد، وأثناء إقامتهم في هذا المكان مر بهم رجل صالح يدعى (قلوم) استضافهم في بيته، أما العذراء فكانت تخرج كل يوم تستقي من ماء النبع، وذات يوم وهي في الطريق والطفل الإلهي على ذراعيها إذ بأصنام تسقط وتتحطم وهربت الشياطين من داخلها فغضب أهل المدينة ولم يقبلوهم وخرجت العائلة المقدسة لتواصل سيرها إلى مكان آخر ومكثوا عدة أيام تحت شجرة وأنبع المسيح نبع ماء تحتها فكانوا يستقون منها وأحمته أمه هناك وغسلت ثيابه وسمي هذا المكان المحمة (ويسمى الآن مسطرد) وبنيت في ذلك المكان كنيسة باسم السيدة العذراء في سنة (1185 م) فوق كنيسة قديمة وتعيد لها الكنيسة في اليوم الثامن من شهر بؤونة واستأنفت القافلة الصغيرة سيرها حتى مدينة بلبيس وفي هذه المدينة أقام المسيح ابن أرملة من الموت وهناك الشجرة التي جلست تحتها العائلة المقدسة ويحكي التاريخ أنه في دخول الحملة الفرنسية أراد الجنود أن يقطعوا الشجرة ليستخدموها كوقود وفي أول ضربة للفأس خرج منها دم فخاف الجنود وتركوها ونزحت العائلة من بلبيس إلى منية جناح (منية سمنود حاليا) ثم عبروا البحر (فرع دمياط) إلى سمنود وهذه قبلهم أهلها بفرح فباركهم السيد المسيح وتنبأ أنه سوف تبنى كنيسة باسمه وباسم العذراء أمه بهاوانتقلوا إلى البرلس حيث بلدة التين التي لم يقبلهم أهلها فانتقلوا منها إلى المطلع ومنها عبروا النيل غربا إلى بلاد السباخ (سخا الحالية) ووضع الطفل قدمه على الحجر فترك أثرا لقدمه لذلك سمي هذا الموضع بيخا أيسوس أي كعب يسوع (يسمى الآن دير المغطس) حيث أنبع أيضا الطفل نبعا بجانبها وتنبأ أنه ستبنى كنيسة باسمه واسم سيدة الكل مريم وبنت كنيسة في هذا المكان وكان هناك ديرا ظل عامرا بالرهبان حتى سنة 1194 م وعبرت القافلة النيل غربا واتجهوا جنوبا مارين بوادي النطرون الذي باركه السيد المسيح وأمه القديسة الطاهرة مريم فصار مسكنا للروحانيين و امتلأ بالرهبان القديسين والنساك المجاهدين واتجهت الرحلة إلى عين شمس وهو المعروف حاليا بالمطرية حيث توجد شجرة العذراء مريم باقية إلى اليوم وهي الشجرة التي استظلت تحتها العائلة المقدسة وهناك أنبع الرب عين ماء حيث شرب منها وغسلت فيها أمه ثيابه ونبتت هناك أشجار البلسم التي يستخرج منه زيت كان يضاف إلى مواد الميرون عند صنعه وسارت العائلة المقدسة إلى فسطاط مصر (وهي المعروفة ببابليون مصر القديمة) حيث سكنوا في مغارة أبي سرجة (بكنيسة القديس سرجيوس بمصر القديمة) وهناك سقطت الأوثان وتحطمت وثار والي المدينة كما أن جواسيس هيرودس كانوا قد سبقوهم إلى هناك. ولم تبق العائلة المقدسة في مغارة أبي سرجة إلا عدة أيام اتجهوا بعدها إلى صعيد مصر حيث اتخذوا مركبا شراعيا من نفس المكان الذي به كنيسة السيدة العذراء الآن (المعادي) ومروا بالقرب من (البهسنا) وعبروا النيل إلى منطقة جبل الطير وهناك كادت تسقط عليهم صخرة ضخمة مد الطفل يسوع يده ومنعها وصارت هناك معجزة عظيمة إذ انطبع أثر كف يده في الصخرة، وبنيت هناك كنيسة في عهد الملكة هيلانة باسم السيدة العذراء وتسمى (سيدة الكف) شرق سمالوط وانتقلت المسيرة إلى الأشمونين الحالية (مركز ملوي) وفي مدخل المدينة كانت هناك شجرة ضخمة وعند دخول السيد المسيح إلى المدينة انحنت الشجرة وكأنها سجدت إلى الأرض ثم عادت منتصبة كما كانت، وكان هناك في مدخل المدينة صنم عبارة عن حصان من نحاس تسكنه الشياطين وكانت تضل الناس فكان يدور يمينا ويسارا وعند دخول المسيح سقط التمثال وتحطم وهربت سكانه الشياطين، كما صنع المسيح هناك عجائب كثيرة وبنيت هناك كنيسة ضخمة باسم السيدة العذراء مازالت آثارها باقية حتى الآن ومن الأشمونين اتجهوا جنوبا إلى ديروط الشريف، ومنها إلى القوصية وطردهم أهلها حيث تحطم معبودهم الصنم فرحلوا إلى ميرة (حاليا تسمى مير) ومنها إلى جبل قسقام حيث دير السيدة العذراء المشهور بدير المحرق، وهناك جرت كثير من المعجزات و الآيات وبارك السيد المسيح المكان وهناك بئر ماء باركه المسيح فصار ماءه للشفاء من الأمراض، وسكن يوسف البار مع عائلته المقدسة في المغارة التي بدير المحرق والتي صارت كنيسة باسم السيدة العذراء وبها حجر صار هو مذبح الكنيسة ويحمل لنا التقليد الكنسي أن هذا الحجر هو الذي كان السيد المسيح يجلس عليه والذبيحة عليه دائما لا تنقطع " قم وخذ الصبي وأمه و اذهب إلى أرض إسرائيل " (مت 2: 20-21) ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم بمصر وأعلمه بموت هيرودس وأمره بالعودة إلى أرض إسرائيل، وقد قضت العائلة المقدسة حوالي سنتين في أرض مصر ثم عادت إلى أرض إسرائيل.
أما عن هيرودس فقد ضُرب بإصبع غضب الله فابتلى بمرض التدويد فصار الدود ينهش جسده وهو حي فأنتن وقلعت عيناه وانتفخ جسده العليل وتقرح ومات ميتة شنيعة وتعسة.
المتنيح القمص مكسيموس وصفي
المزيد
30 مايو 2024
بدعة الكربوكراتسية
الكمال المسيحي في ممارسة الشهوات ]
نسبة إلى « كربوكراتس » ويسمى أتباعه نيوستينيين أي المعلمين أو المستنيرين وقد زعم أن يسوع المسيح كان إبن يوسف النجار ومولود منه كعامة البشر لكنه متميزاً عنهم بقوته فقط وأن الملائكة خلقوا العالم وأنه يلزم من آثر البلوغ إلى الله أن يتم جميع أفعال الشهوة المتمردة التي يجب أن تطاع في كل شيء مجدفاً بقوله أنها ذاك العدو الذى يأمر الإنجيل بأن نصطلح معه (مت ه : ٢٥ ) فكل شهوة طاهرة لأن الله خلقها وأن من رام الخلاص فعليه أن يرتكب أقبح الشهوات !
وكان يقول أنه باحتقار شرائع الملائكة الأشرار كافة على هذا الأسلوب تحصل على قمة الكمال وأن النفس تنتقل إلى أجساد مختلفة إلى أن ترتكب جميع الأفعال الأكثر شناعة، وكان ينادى بوجود نفسين، وأن الأولى منهما دون الثانية تكون خاضعة للملائكة المتمردين وأن العالم المخلوق من مادة خبيثة، وأن الأنفس خلقت قبل الأجساد وحبست فيها قصاصاً لمعاص ارتكبتها ، وعلم بالسحر وأنكر قيامة الأموات . وأتباع هذا الهرطوقي كانوا يدعون مسيحيين ويميزون أنفسهم عن غيرهم بوسمهم طرف الأذن بالنار والحديد ، وكانوا يسجدون الصور تلاميذ أفلاطون وفيثاغوراس وغيرهما من الفلاسفة مع صور السيد المسيح على حد سواء [ المرجعان السابقان ]
المزيد
29 مايو 2024
روحياتك في الخماسين
حقا إن أيام الخماسين أيام فرح، وليس فيها صوم ولا مطانيات حتى في يومي الأربعاء والجمعة ولكن في الفرح أيضًا، يمكن أن نكون روحيين وإلا كيف سنكون روحيين في الفردوس وفي ملكوت السموات حيث النعيم الدائم..؟!ما تفقده من الصوم والمطانيات يمكن أن تعوضه بمزيد من الصلاة ومزيد من القراءات الروحية ومن التأمل ومن الألحان والتراتيل عملا بقول الكتاب "أمسرور أحد بينكم فليرتل" ويمكن أن تتغذى بالتأمل في محبة الله التي صنعت كل هذا الخلاص محبة الرب الذي شاء أن يقضى مع تلاميذه أربعين يوما بعد القيامة، يلتقي بهم ويحدثهم عن "الأمور المختصة بملكوت الله" (اع1: 3) تدرب في هذه الفترة على الحديث مع الرب والتواجد في حضرة الله بالمزامير والصلوات الخاصة وصلوات الشكر على خلاص الله العجيب مع البعد عن أي شيء يعوق وجودك في الحضرة الإلهية عش في حياة الفرح بالرب ولكن لا تجعل فرحك فرحا جسدانيًا بالتسيب الزائد في الأكل فالإفطار ليس معناه التمادي في شهوة الطعام استخدم ضبط النفس أيضًا في حالة عدم الصيام .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
28 مايو 2024
موت المسيح : هل هو ضعف؟
سؤال كيف يكون المسيح إلهاً ويموت ؟ كيف يموت الله ؟
أليس هذا ضعفاً ؟ ..
الجواب إن اللاهوت بطبعه لا يموت ولكن المسيح ليس مجرد لاهوت فقط ، انه أخذ ناسوتاً مثلنا ، أخذ جسداً متحداً بروح بشرية وعندما مات على الصليب، إنما مات بالجسد، أي انفصلت روحه الإنسانية عن جسده، دون أن يتأثر لاهوته بشيء من هذا الموت لأن اللاهوت لا يموت ودون أن ينفصل لاهوته عن ناسوته فقد انفصلت نفسه عن جسده، ولا هوته لم ينفصل قط لا عن نفسه ولا عن جسده، كما تقول القسمة السريانية على أنه حتى فى هذا الموت بالجسد كان المسيح قوياً فعند اسلامه الروح يقول الكتاب انه صرخ بصوت عظیم (مت ۲۷: ٥٠) هذا الصوت العظيم يدل على قوته، لأنه كان من الناحية الجسدية في حالة فى منتهى الوهن والتعب بعد خمس محاكمات والسير مسافة طويلة والضرب والجلد والاهانة وحمل الصليب وتسميره على الخشب فصراحه بعد هذا بصوت عظيم يدل على قوته لا على ضعفه كما أن هذا الموت تقدم إليه المسيح باختياره، فهو الذي بذل ذاته وما أعظم قوله فى الدلالة على قوته في هذا الموت لهذا يحبنى الآب لأنى أضع نفسى لأخذها أيضاً ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضاً » (يو ۱۰ : ۱۷ ، ۱۸ ) وكان موت المسيح في هذا ، عنصر قوة ، قوة الحب ، كان دليلاً على التضحية والبذل وكما قال : «ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه » (يو ١٥ : ١٣)ومن أكبر الدلائل على قوة المسيح في موته أنه لما أسلم الروح إذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل،والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت ، وقام كثير من أجساد القديسين حتى أن قائد المائة الذي كان يحرسه خاف - بسبب هذه المعجزات - هو وجنوده ، وقالوا : حقاً كان هذا ابن الله » (مت ٢٧ : ٥١ - ٥٤ ) دليل آخر على قوة المسيح في موته ، انه وهو ميت بالجسد ،ذهبت روحه إلى الجحيم وأطلق الأنفس التي كانت راقد على الرجاء تنتظر خلاص المسيح لها وفتح باب الفردوس ، ورد آدم وبنيه إلى الفردوس ومن دلائل قوته فى موت ، انه بالموت داس الموت ، وأصبح الموت حالياً مجرد قنطرة ذهبية يصل بها الناس إلى الحياة الأسمى والأفضل إن المسيح القائم من الأموت هو دليل على القوة التي انتصرت على الموت .
المزيد
27 مايو 2024
القيامة الأولى
"مبارك ومقدّس كل مَن له نصيب في القيامة الأولى، هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنةً لله والمسيح، وسيملكون معه ألف سنة" (رؤ20: 6) جاءت هذه الآية في سِفر الرؤيا، لتكشف حالة ومصير الذين لهم نصيب في القيامة الأولى فما هي القيامة الأولى؟ وما هو الموت الثاني؟ وما هو أصلاً الموت الأول؟! وهل هناك قيامة ثانية؟!!
أحاول في هذا المقال تقديم إجابات مبسّطة ووافية لكلّ هذه الأسئلة:
القيامة الأولى (رؤ20: 4-5) هي القيامة مع المسيح من موت الخطيّة، وهو ما بدأ بقيامة المسيح من الأموات، ويتحقَّق للمؤمنين في المعموديّة "مدفونين معه في المعموديّة، التي فيها أُقِمتُم أيضًا معه، بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كو2: 12) "قد مُتُّم مع المسيح" (كو2: 20) "قد قُمتُم مع المسيح" (كو3: 1) "كل مَن اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدُفِنَّا معه بالمعموديّة للموت، حتّى كما أُقيمَ المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جِدّة الحياة لأنه إن كُنّا قد صِرنا متّحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته فإن كُنّا قد مُتنا مع المسيح نؤمِن أنّنا سنحيا أيضًا معه" (رو6: 3-8)وهذه القيامة يلزمنا أن نعرف أنّها ليست حدَثًا محدودًا تمّ في الماضي أثناء معموديّتنا، ولكنها حدَث مُمتَدّ نعيشه كل يوم بمعنى أنّنا أخذنا في المعموديّة قوّة موت عن الخطيّة، وقوّة قيامة وحياة جديدة، لنعيش بهذه القوّة في حياتنا كل يوم وكل ساعة ولهذا يُكمِل معلِّمنا بولس الرسول حديثه بالروح القدس قائلاً "احسِبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطيّة، لكن أحياءً لله بالمسيح يسوع ربنا لا تُمَلِّكَن الخطيّة (مرّة أخرى) في جسدكم المائت (الذي مات في المعموديّة) لكي تطيعوها في شهواته ولا تُقَدِّموا أعضاءكم آلات إثم للخطيّة بل قدِّموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات، وأعضاءكم آلات برّ لله" (رو6: 12-13) والقيامة الأولى تشمل أيضًا ما يحدث بعد المعموديّة، عندما نُرشَم بمسحة الروح القدس (سِرّ الميرون)، فنصير كهنة لله، أي ممسوحين ومكرّسين لله، وكل حياتنا تكون ملكًا له فيصبح كل واحد فينا "مسيح الرب" وهذا هو "الكهنوت العام" الذي يشترك فيه جميع المسيحيين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ أنّنا جميعًا بالميرون نكون كهنة الله (رؤ20: 6) وهذا بالطّبع غير "الكهنوت الخاصّ" الذي هو "سرّ الكهنوت" والذي يتمّ بوضع اليد [(أع8: 14-21)، (أع13: 3)، (1تي4: 14)، (1تي5: 22)، (2تي1: 6)] ونفخة الروح القدس (يو20: 20) فيصير الشخص وكيل سرائر الله (1كو4: 1) أمّا عن الألف سنة فهي تشير إلى الحياة السماويّة الممتدّة مع المسيح فرقم 1000 يشير دائمًا للحياة السماويّة الأبديّة التي لا تنتهي مع الله ولا ننسى أنّ الإنجيل يُخبِرنا أنّ "يومًا واحِدًا عند الرب كألف سنة، وألف سنة كيومٍ واحِد" (2بط3: 8). فمُلك الألف سنة يُشير إلى ملكوت دائم مع المسيح يوم واحِد لا ينتهي هو يوم الأبديّة! بهذا نكون قد فهمنا معنى القيامة الأولى والموت الثاني هو الهلاك الأبدي، والعذاب في بحيرة النار المُعَدَّة لإبليس وملائكته، كما هو واضح في [(مت25: 41)، (رؤ20: 14)].
أمّا الموت الأول فهو مفهوم ضِمنًا في شرح معنى القيامة الأولى فلا تأتي القيامة الأولى مع المسيح إلاّ بعد الموت الأول الذي يتمّ في المعموديّة، ويمتدّ في حياتنا كل يوم، بأن نموت عن الخطيّة وعن الشرّ الذي في العالم وهو ما وضَّحَهُ أيضًا معلِّمنا بولس الرسول بالروح القدس حينما قال "حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا" (2كو4: 10) وهذا الموت الأوّل هو أساسيّ للقيامة الأولى، وبدونه لا يكون لنا نصيب فيها!
وأخيرًا ما هي القيامة الثانية؟!
يُحَدِّثنا السيد المسيح عنها في أكثر من موضِع، فيقول مثلاً "تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصّالحات إلى قيامة الحياة، والذين صنعوا السّيِّآت إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28-29) بمعنى أنّ القيامة الثانية تحدُث في يوم الدينونة عند مجيء المسيح الثاني، وتكون بالنسبة للأبرار حياةً أبديّة في ميراث الفرح والمجد والنور، أمَّا بالنسبة للأشرار فتكون هلاكًا أبديًّا أو ما يُسَمَّى بالموت الثاني خُلاصَة الكلام، أنّنا كمسيحيين نعيش الآن القيامة الأولى ليس فقط في فترة الخمسين المقدَّسة، بل كل يوم من أيام حياتنا بعد المعموديّة نموت عن محبَّة العالم، مُتَحَرِّرين من رباطاته الرديئة ونحيا بقوّة قيامة المسيح فينا، ثابتين في وصاياه، شاهدين لمحبّته، مُثمرين لمجد اسمه هذه هي القيامة الأولى "مبارك ومقدّس كل مَن له نصيب في القيامة الأولى، هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنةً لله والمسيح، وسيملكون معه ألف سنة" (رؤ20: 6).
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء بشيكاجو.
المزيد
26 مايو 2024
القيامة والحرية الأحد الثالث من الخماسين
تَقْرأ عَلِينَا اليُوْم يَا أحِبَّائِي الكِنِيسَة فِي الأحَد الثَّالِث مِنْ الخَمَاسِين المُقَدَّسَة إِنْجِيل السَّامِرِيَّة وَهُوَ يُقْرأ فِي السَنَة ثَلاَث مَرَّات :-
خِلاَل الصُوم الكِبِير وفِي الخَمَاسِين المُقَدَّسَة وفِي يُوْم حُلُول الرُّوح القُدُس .
فِي الصُوم الكِبِير يِكُون مَقْصَدْهَا تِرَكِز عَلَى تُوبِتنَا .
وَفِي الخَمَاسِين يِكُون مَقْصَدْهَا تِرَكِز عَلَى حُرِيِتنَا .
وَفِي يُوْم حُلُول الرُّوح القُدُس يِكُون مَقْصَدْهَا أنْ تِرَكِز عَلَى عَطِيِة المَاء الحَي أوْ مَاء الحَيَاة الأبَدِيَّة أي عَطِيِة الرُّوح القُدُس وَاليُوْم الكِنِيسَة تُقْصُد أنْ تِرَكِز عَلَى حُرِيَّة مِنْ كُلَّ عُبُودِيَّة لأِنْ السَّامِرِيَّة كَانِت إِنْسَانَة مَرْبُوطَة وَمُقَيَدَة وَمَاضِيهَا هُوَ خَمْسَة أزْوَاج وَالَّذِي مَعَهَا الآن لَيْسَ زَوْجَهَا ( يو 4 : 18) فَهيَ عُبُودِيَّة قَاسِيَة كُلَّمَا تَتَخَلَّص مِنْ رَبَاط تَجِد رَبَاط آخَر وَرُبَّمَا تِكُون مَرْبُوطَة بِعِدِّة أرْبِطَة فِي آنٍ وَاحِد وَهَذَا يُمَثِّل حَال النَّفْس البَشَرِيَّة لِذلِك الكِنِيسَة وَضَعِته فِي هَذَا الوَقْت مِنْ السَنَة لِتُنَبِهْنَا أنَّهُ لاَبُد أنْ نَنْعَمْ بِالحُرِّيَّة لِنَتَنَعَمْ بِالقِيَامَة وَإِنْتَ تِقُول هِيَّ كَانْ لَهَا خَمْسَة أزْوَاج وَأنَا لَيْسَ لِي فَمَا عِلاَقَتِي أنَا بِهَا ؟ أقُول لَك أنَّ كُلَّ إِنْسَان مَرْبُوط فِي حَيَاته بِأُمور تُعِيقه عَنْ مَعْرِفَة الله وَهَذِهِ الرَبَاطَات تُمَثِّل الخَمْسَة أزْوَاج كُلَّ وَاحِد مِنَّا عِنْده أُمور تُعِيقه عَنْ الفَرَح بِالقِيَامَة كَمْ مِنْ إِنْسَان مِنَّا لَيْسَ عِنْده رُوح الإِتِصَال مَعَ الله وَالحُرِّيَّة لأِنَّهُ أقَامَنَا مَعَهُ لِنَتَمَتَع بِكُلَّ بَهْجِة القِيَامَة وَالكِنِيسَة اليُوْم تُنَاشِدَك أنْ تَنْحَل مِنْ رَبَاطَاتَك وَتَقُول لَك نُول الخَلاَص مِنْهُ لأِنَّ هُنَاك بَرَكَات وَقُوَّة كَبِيرَة مُعَطِّلَة مِنْتِظْرَاك وَكُلَّ وَاحِد عَنْده رَبَاطَات عَمِيقَة أفْقَدَته مَشَاعِر وَاتِصَال وَحُضُور إِلهه وَأفْقَدِته مَعْنَى حَيَاته فَهُوَ عَايِش وَكَأنَّهُ مَيِّت وَتَجِد بِدَاخِلَك إِنْسَان غِير سَعِيد وَاليُوْم مِثْل بَاقِي الأيَّام الَّتِي مَضَت وَبِذلِك يَكُون الْمَسِيح لَمْ يَقُمْ بِالنِسْبَة لَهُ وَالخَطِيَّة مِقَيِدَاه إِذَن الْمَسِيح لَمْ يَقُمْ لأِنَّ الْمَسِيح لَمَّا قَام نَقَلَ لَنَا بَرَكَات القِيَامَة القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَب يَقُول { العُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة أشْرَس مِنْ العُبُودِيَّة لِسَيِّد ظَالِم قَاسِي } لأِنَّ الخَطِيَّة لَمَّا تِسْتَعْبِد إِنْسَان تِذِلَّه وَتُهِينه وَتُفْقِده مَعْنَى حَيَاته مَا أجْمَل كَلِمَة دَاوُد النَّبِي لَمَّا نَادَى رَبِّنَا بِقَلْب يَإِن وَتَائِب { اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي . فُكَّهَا } ( مز 69 : 18) إِقْتَرِب مِنْهَا لأِنَّ حُب الكَرَامَة وَحُب المَال ألَيْسَ هَذَا رِبَاط ؟!! لأِنَّهُ طَالَمَا الإِنْسَان مُتَمَسِّك بِالكَرَامَة لاَ يَعْرِف أنْ يَتَمَتَع بِبَرَكَات يَسُوع لأِنَّ الإِنْسَان فِي ذَاته يُرِيد أنْ يَكُون هُوَ مِحوَر العَالم كُلَّه لاَ يُفَكِّر إِلاَّ فِي نَفْسه وَحُقُوقه وَوَاجِبَاته وَلَكِنْ إِذَا إِنْحَل مِنْ هَذَا الرِبَاط نَجِد العَالم مِنْ حَوْله يَزِيد مِنْ مُغْرِيَاته وَيَتَفَنَّن كَيْفَ يَسْتَعِبِد النَّاس هَذَا حُب العَالم هَذَا رَبَاط حُب المَظَاهِر كُلَّهَا أُمور مِسْتَعْبِدَه النَّاس كَمْ مِنْ إِنْسَان يِهْتَمْ بِأُمور خَارِجِيَّة وَآخَر مِسْتَعْبِد لأِمُور مِنْ أجل النَّاس وَالمَظْهَروَهَذَا يَعْنِي أنَّكَ فِي عُبُودِيَة وَتَحْتَاج إِلَى حُرِّيَّة لِتَنْحَل مِنْ هَذِهِ الرَبَاطَات إِحْذَر أنْ يَكُون الْمَسِيح قَام وَأنْتَ مَازِلْت فِي القَبْر وَعَلَى بَابه خِتم إِحْذَر أنَّهُ قَدْ قَامَ وَأنْتَ مَازِلْتَ مَرْبُوط لأِنَّ الإِنْسَان دَائِماً فِي صِرَاع دَاخِله تَتَحَدَّث مَعَهُ عَنْ شِئ وَهُوَ عَايِش فِي حَيَاة أُخْرَى لأِنَّ وَاحِد فِي قَبر وَأنْتَ تُحَدِّثه عَنْ جَمَال الحَيَاة الخَارِجِيَّة مِثْل المَسْجُون الَّذِي تَتَحَدَّث مَعَهُ عَنْ أُمور النَّاس الخَارِجِيَّة وَلَكِنْ فَكَّر مَعَهُ كَيْفَ يَنْحَل مِنْ هَذَا الرِبَاط لأِنَّ الإِنْسَان فِي حَيَاته مَعَ رِبَاطَاته بِاسْتِهْتَار وَأكْبَر دَرَجَة هِيَ أنَّ الإِنْسَان يَتَعَالَى فِي عِلاَقته مَعَ الله وَيَتْرُك العَالم وَالخَطِيَّة يِسْتَعْبِده وَيَظِل صَامِت وَيَنْظُر إِلَى وَاقِعه عَلَى أنَّهُ لَيْسَ هُنَاك أفْضَل مِنْ هَذَا وَهَذَا هُوَ رَفْضه لِلحُرِّيَّة رَبَاطَات حُب العَالم وَالشَهَوَات كُلَّهَا أُمور تُحْصُد مَذَلَّة وَتَعُوق الإِنْسَان جِدّاً لِذلِك أحِبَّائِي إِنْسَان يُرِيد أنْ يَنْحَل مِنْ هَذِهِ الرَغَبَات يَنْحَل أوَّلاً مِنْ الرِبَاطَات الَّتِي بِالدَّاخِل وَلاَ يَنْظُر إِلَى أُمور خَلِيعَة وَيَظَل صَامِت لأِنَّ هَذِهِ هِيَ العُبُودِيَّة وَإِنْ نَظَرْت وَلَوْ لِلَحْظَة إِلَى شِئ بِهِ شَر وَتُحَاوِل الإِبتِعَاد عَنْهُ تَجِد جَسَدَك قَدْ إِمْتَلأَ شَهوَة مِنْ المَنْظَر الَّذِي مَرَّ بِهِ وَذَلِك لأِنَّكَ تَرَكْت نَفْسَك لِلعُبُودِيَّة لاَ تَتْرُك نَفْسَك وَلَوْ لِلَحْظَة وَلَوْ لِشِئ شِبه خَلِيع هَذَا إِنْسَان يَسْعَى أنْ يَفُك نَفْسه وَالمَذْلُول هُوَ مَرْبُوط وَمُسْتَعْبَد وَمُحْتَاج صُرَاخ وَآنِين لأِنَّهُ مَسْجُون دَاخِل رِبَاطَات المَال وَرِبَاط حَيَاته نَجِد إِنْسَان يَتَكِل عَلَى الكِذب وَالخِدَاع وَعَلَى المَال وَعَلَى وَكُلَّمَا زَاد المَال يَفْتَقِد لَهُ أكْثَر وَتَزْدَاد العُبُودِيَّة هَذَا حَال السَّامِرِيَّة الَّتِي تَقَابَلَت مَعَ يَسُوع مُقَيَّدَة وَمَشْلُولَة وَلَمْ تَرْفُض وَاقِعْهَا وَهيَ عَارْفَة أنَّهَا عَلَى خَطَأ وَنَحْنُ مَا هُوَ وَضْعِنَا وَنَحْنُ لاَ نَعْرِف أنَّنَا فِي الخَطِيَّة رَغْم أنَّ الكِنِيسَة وَالإِنْجِيل يُحَذِرْنَا مِنْهَا ؟ لَيْسَ الرِبَاطَات طَرِيق الحُرِّيَّة الَّذِي كَانَ لِلسَّامِرِيَّة بَلْ المُقَابَلَة مَعَ الْمَسِيح لأِنَّ المُقَابَلَة مَعَهُ تَحِل الأوْجَاع وَأنَا كَيْفَ أتَقَابَل مَعَهُ عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي وَالحَيَاتِي وَالدَّاخِلِي ؟ أنَا أتَقَابَل مَعَهُ وَأشْعُر بِهِ وَأتَقَابَل مَعَهُ فِي قَلْبِي فِي مَشَاعِرِي وَأكُون شَاعِر بِهِ جِدّاً وَيَقُول الكِتَاب أنَّهَا لَمَّا تَقَابَلَت مَعَهُ تَرَكَت جَرِّتهَا ( يو 4 : 28 ) وَ" الجَرَّة " هِيَ إِنَاء مَصْنُوع مِنْ الطِين نَجِد إِنْسَان يَأخُذ مِشْوَار مَخْصُوص فِي عِز الحَر لأِنَّ هُنَاك أمر أعْلَى يِشْغِلْهَا وَحِينَمَا تَقَابَلَت مَعَ الْمَسِيح تَرَكِت الجَرَّة الَّتِي مِنْ أجل أنْ تِمْلأَهَا جَاءَت فِي ذَلِك الوَقْت مِنْ النَّهَار الشَدِيد الحَرَارَة وَالجَرَّة المَصْنُوعَة مِنْ الطِين هِيَّ الشَهَوَات العَالَمِيَّة الَّتِي تَجُر الإِنْسَان لأِبعَد دَرَجَة فِي الأرْض وَالشَهَوَات تَسْتَعْبِدْنَا إِلَى أسْفَل وَتَزْدَاد سُلْطَان كَمْ مِنْ أنْفُس تَقَابَلَت مَعَ الْمَسِيح وَانْحَلِّت مِنْ رِبَاطَتْهَا مِثْل لاَوِي تَرَك مَكَان الجِبَايَة شَاوِل تَرَك مَكَانْته وَمَكَانه السَّامِرِيَّة تَرَكِت جَرِّتهَا الأُمُور الَّتِي شَغَلِته تَرَكْهَا وَتُشْعُر إِنَّك فِي حُرِّيَّة مَعَ الْمَسِيح مِنْ المُؤسِف أنْ نَكُون مَسِيحِيِين وَلَمْ نَتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح لَوْ سَألنَا كَمْ وَاحِد مِنَّا يَشْعُر بِمَذَاقِة الْمَسِيح فِي حَيَاته وَمَعْرِفَته الحَقِيقِيَّة ؟ نَجِد نِسْبَة ضَئِيلَة جِدّاً مَرَّة مِنْ المَرَّات قَامَ كَاهِن فِي كِنِيسَة أُرثُوذُكْسِيَّة وَلَكِنْ خَارِج مَصْر بِعَمَل إِحْصَائِيَّة عَنْ الَّذِينَ لَهُمْ عِشْرَة حَقِيقِيَّة مَعَ يَسُوع وَشَاعِر بِه وَأحْضَر 150 شَاب وَشَابَّة مِنْ المُنْتَظِمِين فِي حَيَاتهُمْ وَالكِنِيسَة وَكَمْ مَرَّة تِحْضَر الإِجْتِمَاع وَكَمْ مَرَّة تِتنَاوِل مَعَ أصْدِقَائَك ثُمَّ سَأل السُؤال الَّذِي مِنْ أجله هَذِهِ الإِحْصَائِيَّة هَلْ تَشْعُر بِالْمَسِيح وَاقِعِيّاً فِي حَيَاتَك ؟ فَوَجَد نِسْبَة ضَئِيلَة جِدّاً إِنْسَان لاَ يَشْعُر بِيَقِين أنَّهُ يَعْرِفه لأِنَّ كَلِمَة " عَرَف أوْ مَعْرِفَة " فِي الكِتَاب المُقَدَّس تَعْنِي " زَوْجَيْن إِتَحَدُوا بِبَعْض " مَعْرِفَة لِلْمَسِيح بِمَعْنَى إِتِحَاد كَيَانِي وَجَسَدِي وَعَاطِفِي وَقَلْبِي إِنْدِمَاج وَلَوْ أرَدْت أنْ تَقُول أنَّكَ عَارِف الْمَسِيح إِسْأل نَفْسَك تِعْرَفه عَلَى أي مُسْتَوَى إِحْذَر مِنْ أنْ تَكُون المَعْرِفَة الشَكْلِيَّة أوْ النَظَرِيَّة مِثْل إِنْسَان يِسْألَك تِعْرَف رَئِيس البَلَد ؟ يُرُد قَائِلاً نَعَمْ أرَاه فِي التِلِيفِزْيُون أسْمَع لَهُ حَدِيث أقْرأ عَنْهُ فِي الصُحُف وَلَكِنْ تَقَابَلْت مَعَهُ لاَ وَالخُوف أنْ تَكُون مَعْرِفَتَك عَنْ يَسُوع مِثْل ذَلِك الإِنْسَان تِسْمَع عَنْهُ وَتِعْرَف عَنَّه مَعْلُومَات وَتَكْتَفِي بِهذِهِ المَعْلُومَات وَهَذَا خَطَأ كَبِير لأِنَّ هَذِهِ لَيْسَت مَعْرِفَة لاَ تَكْتَفِي بِمَعْلُومَة عَنْ الْمَسِيح وَحَيَاته المَفْرُوض إِنَّك تَقَابَلْت مَعَهُ فِي خَفَاءَك وَاحِد مِنْ الآبَاء القِدِّيسِين قَالَ { إِنْ وُلِدَ يَسُوع ألف مَرَّة فِي مِزْوَد وَلَمْ يُوْلَد فِي قَلْبَك هُوَ بِالنِسْبَة لَك لَمْ يَتَجَسَّد بَعْد } لاَبُد أنْ أشْعُر بِهِ فِي حَيَاتِي بِنَبَضَات قَلْبِي لأِنَّ فِكْر الكِنِيسَة لَمَّا تِصَلِّي تِقُول عَنْ الشَّهَوَات الثَقِيلَة كَيْفَ أتَحَرَّر مِنْهَا ؟ بِقُوَة أعْلَى مِنْهَا وَهيَ قُوَّة مَعْرِفَة الْمَسِيح وَخِبْرِة مَعْرِفِة الْمَسِيح وَهُنَاك إِتِجَاه يَجْعَل الإِنْسَان يَكْتَفِي بِالعِبَادَة فِي الكِنِيسَة وَلَكِنْ هَذَا لاَ يَكْفِي هِيَ تُنَمِّيك لِتَرْفَعَك وَاحِد مِنْ الآبَاء القِدِّيسِين يَقُول { الصَّلاَة فِي المَخْدَع خَيْر مِنْ ألف صَلاَة بَيْنَ النَّاس } الصَّلاَة الجَمَاعِيَّة هَامَّة وَلَكِنَّهَا لاَ تَلْغِي الصَّلاَة وَالعِشْرَة الفَرْدِيَّة لأِنَّنَا نَأخُذ فِكْر وَقَلْب وَعِبَادَة وَطِلْبَة وَاحِدَة وَقُلُوب مَرْفُوعَة إِخْتِبَار شَخْصِي جِدّاً إِنَّك تِعْرَفه إِحْذَر أنْ يَكُون الْمَسِيح بَعِيد عَنْكَ لأِنَّهُ دُفِن وَصُلِب وَقَامَ وَصَعَدَ مِنْ أجْلَك كُلَّ هَذِهِ العَطَايَا لاَبُد أنْ تَخْتَبِرْهَا أُنْظُر لِفِكْر الإِتِحَاد بِالْمَسِيح يَسُوع عِنْدَ مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول وَصَل لِدَرَجَة فِي الْمَسِيح بِالْمَسِيح وَمَعَ الْمَسِيح بَيْنَ كُلَّ آيَة وَأُخْرَى يَقُول وَاحِدَة مِنْ الثَّلاَثَة – إِنْسَان كُلَّ حَيَاته فِي الْمَسِيح وَبِهِ وَمَعَهُ – مَعَ الْمَسِيح صُلِبت ( غل 2 : 20 ) أقَامَنَا مَعَهُ ( أف 2 : 6 ) وَدُفِنّا مَعَهُ ( رو 6 : 4 ) إِنْدِمَاج كَامِل بِينَك وَبِينه هَذَا هُوَ الكَلاَم أُنْظُر إِنْتَ عَايِش أم لاَ ؟ فِي حَيَاتَك اليَوْمِيَّة تَصْرُخ لَهُ وَتَشْعُر أنَّهُ مَعَك سَتُجَاهِد بِالْمَسِيح وَفِيهِ وَمَعَهُ لِدَرَجِة أنْ تَصِل إِلَى حَالِة{ فَأَحْيَا لاَ أنَا بَلْ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } ( غل 2 : 20 ) هَذَا مَا حَدَث مَعَ السَّامِرِيَّة وَالقُوَّة الَّتِي أخَذِتهَا لأِنَّهُ كَانَ مُمْكِنْ أنْ تَتَقَابَل مَعَهُ وَلاَ تَشْعُر بِهِ مِثْلَمَا حَدَث فِي البِدَايَة كَانَت تَقُول لَهُ " أنْتَ رَجُل يَهُودِي وَأنَا إِمْرَأة سَامِرِيَة ( يو 4 : 9 ) "لأِنَّهُ مِنْ المُمْكِنْ أنْ أتَقَابَل مَعَ يَسُوع وَلاَ أعْرِفه لأِنَّ قَلْبِي مُغْلَق إِحْذَر مِنْ أنْ تَصْنَع حَوَاجِز مَعَ يَسُوع أُطْلُب مِنَّه إِنْتَ مَاء عَادِي يُعْطِيك مَاء حَيَاة إِعْطِي غُفْرَان وَاعْطِي قَلْب مَفْتُوح مَرْفُوع وَهُوَ يُعْطِيك لاَ يُمْكِنْ أنْ تَنَال حُرِّيَة دُونَ أنْ تَنَال حَيَاة مَعَهُ وَلاَ يُمْكِنْ أنْ نَدْخُل فِي حَيَاة مَعَهُ دُونَ أنْ نَنَال حَيَاة فِي أعْمَاق قَلْبه مَعْرِفَة الْمَسِيح تُصَحِّح كُلَّ حَاجَة وَالآلاَمَات تِترَفَع وَالأفْرَاح وَالطَّعَام وَالشُرْب تِكُون مَعَ الْمَسِيح وَتَشْكُره حَتَّى وَإِنْ حَصَلْت عَلَى المَال كُلَّ شِئ نَظْرِته تِخْتِلِف لإِنَّك نَظَرْت لَهُ فِي الْمَسِيح يَسُوع اليُوْم الكِنِيسَة تُرِيد أنْ تِرَكِّز عَلَى نَفْس مَرْبُوطَة بِالقِيَامَة تَنَال الحُرِّيَّة هَذِهِ بَهْجِة القِيَامَة إِنَّك إِنْسَان حُر تَتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح وَتَقُوم فِي القِيَامَة نَحْنُ الآن تَرَكْنَا أُمور كُنَّا نَصْنَعْهَا فِي المِيطَانيَات وَالصُوم الإِنْقِطَاعِي وَلَكِنْ أقُول لَك الحُرِّيَّة وَهيَ جِهَاد أجْمَل كَثِيراً مِنْ جِهَاد الصُوم لأِنَّ جِهَاد الصُوم الكِبِير نَقُوم بِهِ لِنَنَال عَطِيِة وَلَكِنْ فِي الخَمَاسِين نُجَاهِد لأِنَّنَا نِلْنَا عَطِيَة بِالفِعْل لِنُحَافِظ عَلَيْهَا مِثْل إِنْسَان أرَادَ أنْ يَحْصُل عَلَى وَظِيفَة وَدَخَل إِمْتِحَان وَاجْتَهَد حَتَّى حَصَل عَلِيهَا هَلْ يَكْتَفِي بِذَلِك أم يُثْبِت جَدَارَة فِي هَذَا المَكَان ؟ وَنَحْنُ حِينَمَا نِلْنَا عَطِيِة الكَرَامَة نُجَاهِد لِنَتَمَتَّع بِالعَطَايَا حَتَّى نَصِل إِلَى خَمْسَة عَطَايَا وَهيَ عَطَايَا الرُّوح القُدُس وَالمَفْرُوض أنَّنَا اليُوْم لاَ نَهْدأ حَتَّى نَصِل إِلَى عَطِيِةالرُّوح القُدُس وَبَعْد مَا تَأخُذ العَطِيَّة العُظْمَى إِنْطَلِق جُول بَشِّر بِالخَلاَص حَتَّى تَسْتَشْهِد حَتَّى تَمُوت فِي الْمَسِيح يَسُوع حَيَاة مَلِيئَة بِالحَرَكَة الدَّائِمَة فِي الْمَسِيح لأِنَّنَا أحْبَبنَا حَقّاً وَتَرَكْنَا كُلَّ شِئ مِنْ أجْله رَبِّنَا يِفَرَّحْنَا بِه وَبِمَعْرِفَته فِي دَاخِل قُلُوبنَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد