المقالات

14 فبراير 2024

الاعتراف والتوبة

سر الاعتراف في الكنيسة هو سر التوبة، ومن غير توبة لا يكون الاعتراف اعترافًا والتوبة هي اقتناع قلبي كامل بأنك قد أخطأت التوبة هي أن تدين نفسك وتحكم عليها وما الاعتراف سوى إعلان لإدانتك لنفسك ليس الأمر إذن مجرد كلمة (أخطأت) وسَرْد الخطايا، إنما الاعتراف الحقيقي يبدأ داخل القلب بثورة من الإنسان ضد نفسه، واحتقار ذاتي لمسلكه والذي يدين نفسه يقبل أي عقوبة تحل عليه من الله ومن الناس، ويشعر انه يستحقها أما التذمر على العقوبة، فهو دليل على عدم التوبة والتوبة تشمل أيضًا معالجة نتائج الخطية بقدر الإمكان مع رد الظلم الذي يكون قد وقع على الآخرين لذلك قال زكا العشار في توبته "وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ، أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" (إنجيل لوقا 19: 8)، فعلى الأقل بالنسبة إليك ترد نفس الشيء والتوبة بدون رد لا تكفى والتوبة تحتاج إلى اتضاع قلب والذي يصر على الاحتفاظ بكبريائه وكرامته، لا يستطيع أن يتوب والذي يدافع باستمرار عن نفسه، ويبرر تصرفاته وأقواله، هو إنسان غير تائب، تمنعه الكبرياء من التوبة والأب الكاهن من المفروض أن يقول للمعترف (الله يحاللك) حينما يرى أنه تائب لأن التحليل لا يجوز أن يقال لغير التائبين وان سمع الشخص عبارة (الله يحاللك) فإنما المقصود بها الخطايا التي تاب عنها هذا الشخص إن المعترف الموقن تمامًا أنه خاطئ، وضميره يبكته بشدة على خطيته، هذا يمكنه أن يغير مسلكه ويتوب أما الذي يبرر نفسه، فما أسهل أن يستمر في خطاياه، لأنه لا يشعر بثقلها ولا تتعبه من الداخل كيف يتوب إنسان عن شيء هو غير مقتنع أنه خطأ!! الخطوة الأولى إذن أن يقتنع الإنسان بخطيئته إذن فالاعتراف هو خطوة تالية، وليس نقطة البدء وشتان بين اعتراف حقيقي، وآخر عن غير اقتناع. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
13 فبراير 2024

ثانيا : حاجته إلى تفهم سليم لمبادئ المسيحية وتعاليمها

على الرغم من وضوح المسيحية كديانة ووضوح تعاليمها ودعوتها للبساطة مع الحكمة "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت ۱۰: ١٦) راجع أيضاً (رو ١٦: ١٩؛ في ۲ :۱۵) لكنها في نفس الوقت ديانة تسليم وإستلام. والمقصود إستلام المبادئ والتعاليم عن طريق التلمذة الروحية والفكرية اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت ۲۸ : ۱۹ ، ۲۰) وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً "(٢تى٢:٢) إن مبادئ المسيحي الروحية والأدبية لا تنشأ من فراغ، بل إنـه يتسلم هذا كله من معلمين مؤتمنين .. والرسول بولس معلم المسيحية الأكبر ينصح المؤمنين ألا يساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة (عب ۱۳: ۹) ويحذرهـم بقوله "لا تكونوا فيما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال" (أف ٤ : ١٤) ويدعو تلميذه الأسقف تيطس أن يقدم تعليماً نقياً "مقدماً في كل شئ قدوة للأعمال الحسنة ومقدماً في التعليم نقاوة ووقاراً وإخلاصاً" (تي ۲: ۷) إن عدم الفهم السليم لمبادئ المسيحية وتعاليم الإنجيل المقدس قاد البعض على مر الأجيال إما إلى الإنحراف الفكرى وهو ما يُعبّر عنه بالهرطقة ، وإما إلى الإنحراف الروحى والنسكي لذا من الأهمية بمكان أن نتوقف لنتفهم بعض ما يجب على المسيحي فهمه من مبادئ مسيحية أساسية : ١- المسيحي هو إنسان الله : من المهم أن يفهم المسيحي إنه إنسان الله ( يعنى بتاع ربنا - خليفاوي أي سماوى ) يقول الرسول بولس . لتلميذه الأسقف تيموثاوس : "وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة . جاهد جهاد الإيمان الحسن وامسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت أيضاً . (اتی ٦: ۱۱، ۱۲) .. كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (٢ تی ٣: ١٦، ١٧) . المسيحي وهو إنسان الله هو ليس من هذا العالم وقد أكد المسيح له المجد هذا المعنى مرات عديدة "العالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم كما أنى أنا لست من العالم" (يو ١٧: ١٤، ١٦) ونلاحظ كلمات السيد المسيح كيف يسوى بينه وبين المؤمنين من هذه الوجهة ولذا فالمسيحي جندى روحى في مملكة السماء (۲ تي ۲ :۳) عمله أن يقوض مملكة الظلمة والشر ويعمل على امتداد ملكوت الله مستعدة لقبوله على الأرض - أي أن يهيئ للرب قلوباً مستعدة لقبولة هو سفير مملكة السماء على الأرض ، يحاول أن يصالح البشر مع الله ويقيم علاقات طيبة بين السماء والأرض "إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (٢ کوه : ۲۰) ٢- المسيحية والمحبة : ظهرت المسيحية وسط عالم سادته الشرور ، واكتنفته الظلمة ، وطغت عليه الأنانية وقطعت أوصاله الحروب والإعتداءات والمظالم نادت المسيحية بالمحبة للجميع حتى الأعداء ، واتخذتها .شعاراً لها ، ونادت بالحب والإخاء بين جميع البشر . وعلمت أن المحبة هي "الوصية الأولى والعظمى"(مت ۲۲ : ۳۸) ، وأنها "غاية الوصية" (اتى ١: ٥) . وهي علامة التلمذة الحقة للرب "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضاً لبعض" (يو ١٣: ٣٥).. بل إنها سمت بالمحبة ورفعت من قدرها حينما قالت "الله محبة" (ايو ٤ : ٨) وعلمت المسيحية إن كل فضيلة تخلو من المحبة هي مرفوضة حتى لو اقتنى صاحبها إيماناً ينقل الجبال ويتكلم بألسنة الملائكة (اکو ۱۳) . كان تعليم المسيحية بمحبة الأعداء نغمة جديدة على مسامع العالم القديم، لم يرق إليه مفكر أو فيلسوف كانت المسيحية تهدف إلى تحويل المتنافرين إلى أخوة محبين "إن جاع عدوك فإطعمه، ما وإن عطش فاسقه. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه. رو ۱۲ : ٢٠ ،٢١)جاء لحن المحبة وانغامها العذبة شجياً و القراء في مسامع العالم القديم المسكين، الذي ساده الطغيان ، وترك الفقراء نهباً للأغنياء ،والضعفاء غنيمة للأقوياء ولم تكن المحبة لحناً عذباً في افواه المعلمين فحسب، بل شوهدت حية في حياتهم ناطقة بأفعالهم إن المحبة المسيحية الأصيلة لا تسقط أبداً (اكو ١٣: ٨) . والمسيح له المجد في أحلك الظروف وأصعب المواقف ما تخلى عن مبدأ المحبة لأعدائه فما قبل أن تلميذاً كبطرس في دفاع أهوج يضرب بسيفه عبد رئيس الكهنة ويقطع أذنه ، وكان واحداً ممن خرجوا للقبض عليه !! والسيد المسيح صفح عن أعدائه وصالبيه يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو ۲۳: ٣٤) وأكد وهو على الصليب القاعدة الذهبية التي نادى بها كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم ، افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم" (مت۷: (۱۲) ولقد سار كل المؤمنين وفق تعليم مسيحهم في المحبة ويوم يخرج المؤمن عن مسار الحب للجميع بلا أدنى تفريق إنما يخرج عن منهج ، ومسار معلمه ويتوقف عن أن يكون مسيحياً يقول بولس الرسول "لا تجاوزوا أحداً عن شر بشر إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء .. لأنه مكتوب لي النقمة أن أجازى يقول الرب. فإن جاع عدوك فأطعمه ، وإن عطش فاسقه. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه . لا يغلبنك الشر ، بل اغلب الشر بالخير" (رو١٢: ١٧ -٢١).ويقول بطرس الرسول "كونوا جميعاً متحدى الرأى بحس واحد ذوى محبة أخوية مشفقين لطفاء . غير مجازين عن شر بشر، أو عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس مباركين . عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة" (ابط۳: ۸) . ٣- المسيحي ووجوب العمل وقدسيته : ليس للمسيحي الحق في هجر العمل لأى سبب من الأسباب فإننا أيضاً حين كنا عندكم أوصيناكم بهذا، إنه إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضاً لأننا نسمع أن قوماً يسلكون بينكم بلا ترتيب، لا يشتغلون شيئاً بل هم فضوليون فمثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء ويأكلوا خبز أنفسهم" (۲ تس ۳ : ۱۰ - ۱۲) إن العمل نفسه يستند إلى قانون إلهى منذ خلق العالم فقد قال الرب لآدم بعد أن أخطأ بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها" (تك٣ : ۱۹) كان معظم أعضاء الكنيسة الذين يعولون أنفسهم بعمل أيديهم . فكتب إليهم القديس بولس يقول: وإنما أطلب إليكم أيها الأخوة أن تزداود أكثر وأن تحرصوا على الأولى من الطبقات الفقيرة والصناع ما أن تكونوا هادئين وتمارسوا أموركم الخاصة وتشتغلوا بأيديكم أنتم كما أوصيناكم لكي تسلكوا بلياقة عند الذين هم من خارج .ولا تكون لكم حاجة إلى أحد" ( ١ تس ٤ : ١٠ - ١٢) ورجال الدين وإن كانوا لا يشتغلون بالأعمال الدنيوية، لكنهم يعملون في دائرة خدمة الله، ولذا فإن الناس مكلفون بإعالتهم تعلمون إن الذين يعملون في الأشياء المقدسة من الهيكل يأكلون الذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح هكذا أيضاً أمر الرب أن الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون" (١كو٩: ١٣، ١٤) ورغم هذا التصريح فإن الرسول بولس نفسه . تقديساً لمبدأ العمل وحتى ما يكون قدوة ، لم يستعمل هذا الحق كان يعمل بيديه في صناعة الخيام " فضة أو ذهب أو لباس أحد لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معى خدمتها هاتان اليدان . (اع ۲۰ : ۳۳، ٣٤) راجع أيضاً (۱كو ۹ : ١٥)والواقع أن المسيحية برفعها من قدر العمل اليدوى، مهدت الطريق إلى واحد من أهم الإصلاحات التي أكملتها . لقد كان المجتمع القديم ينظر إلى الكد نظرة تحقير ، وكانت الأعمال اليدوية يقوم بها العبيد والمقهورون الكسالى . وهكذا قلب هذا المبدأ نظرة الوثنية إلى العمل، رأساً على عقب ولقد أوصت تعاليم الرسل وقوانينهم المؤمنين بوجوب العمل ٤ - المسيحى وطاعة السلطات الزمنية : ليست المسيحية ديناً ودولة ، لكنها تعلم بفصل الدين عن الدولة . اعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" (مت۲۲ : ۲۱؛ لو ٢٠: ٢٥).فالمسيحية كديانة يمكنها أن تحيا وتنمو في ظل أي نظام من أنظمة الحكم والقديس بولس الرسول ينظر للدولة كنظام إلهي لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله، حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة فإن الحكام ليسوا خوفاً للأعمال الصالحة بل للشريرة افتريد أن لا تخاف السلطان افعل الصلاح فيكون لك مدح منه، لأنه خادم الله للصلاح ولكن إن فعلت الشر فخف لأنه لا يحمل السيف عبثاً ، إذ انه هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر . لذلك يلزم أن يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل أيضاً بسبب الضمير" (رو١:١٣-٥) وواضح أن الرسول هنا : يرتفع بالحكومة الأرضية. - على الرغم مما يحيط بها من فساد واضح أمام عينيه - إلى أصلها وفكرتها الأساسية ، إنها نظام إلهى ويتضح هذا من وصيته لتلميذه الأسقف تيموثاوس "اطلب أول كل شئ أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس . لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضى حياة " مطمئنة هادئة فى كل تقوى ووقار . لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله (اتی ۲ : ۱- ۳) وفي وصيته لتلميذه الأسقف تيطس يقول بولس "ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ، ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح . ولا يطعنوا في أحد ويكونوا غير مخاصمين" (تی٣ : ۱، ۲) اخضعوا لكل ترتيب بشرى من أجل الرب إن كان للملك فكمن هو فوق الكل أو للولاة فكمرسلين منه للإنتقام من فاعلى الشر، وللمدح لفاعلى الخير" (۱بط ۲: ١٣، ١٤) .وفى رسالة القديس كليمنضس الروماني إلى كنيسة كورنثوس التى كتبت حوالى سنة ٩٤م نجد صلوات ودعوات إلى الحكام وهذه التوسلات التي قدمها المسيحيون في عبادتهم الخاصة السرية لأجل حكامهم في الوقت الذي كانت الدولة الرومانية بحكامها يضطهدون المسيحية ذاك كان تعليم الكنيسة بخصوص الطاعة الواجبة نحو السلطات الحاكمة أياً كانت عادلة أو ظالمة ، صالحة أو شريرة وهي في ذلك تسلك متشبهة بالمسيح ذاته الذي خضع في الأمور الزمنية لهيرودس وبيلاطس وأعطى قيصر ماله إن المسيحية لا تعرف العصيان المسلح لأن أسلحة محاربة المسيحية ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون لكن ينبغي أن يكون واضحاً أن هذه الطاعة التي تكلمنا عنها كانت مختصة بوجبات المسيحى المدنية كمواطن دون ان تكون هكذا من حيث علاقته بإلهه . وإذا تعارضت طاعة المسيحي لله مع طاعته للدولة من جهة إيمانه وعقيدته ، فإنه كان ينفذ تعليم الإنجيل ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع ٥: ٢١) وكان في هذه الحالة مستعداً أن يجود حتى بحياتـه مقـابل إيمانه . ولهذا السبب استشهد كثيرون من أجل إيمانهم ، وتمسكاً بالحرية المقدسة التي حررهم بها المسيح الإله . ه - المسيحي وواقع الحياة : المسيحي وواقع الحياة ماذا تعنى هذه العبارة؟ هناك أناس يعيشون حياة مثالية جداً فمثلاً خلال الدراسة يمكن أن يكون للطالب أصدقاء يختارهم بعناية لكن خلال العمل لا يمكنه ذلك فالفرد يعمل مع أي شخص يوجد معه في الوظيفة وهنا نجد أن هذا الشخص المثالي تصطدم مثاليته حتماً بواقع العالم الذي وضع في الشرير تصطدم بالواقع الأليم واقع أهل العالم وهنا نجد أن بعض الأشخاص تنهار ولا تقوى على مواجهة هذا التيار الصعب وربما يتخلوا عن مثاليتهم ويصطدموا صدمة شديدة تفقدهم إتزانهم النفسي والحقيقة أنه يجب أن نكون واقعيين . فالكتاب المقدس وردت به آيات كثيرة : " العالم كله قد وضع في الشرير " ( ايوه : ١٩) فالشر منتشر في العالم ويجب أن يعود الإنسان نفسه على وجود الشر بالعالم ومع ذلك فهذه الأمور يجب ألا تجعلنا نتنازل عن مثاليتنا مهما كلفنا الأمر بل نحتمل هذه المضايقات ولا نتنازل عن مبادئنا التي تسلمناها ولنعلم أن لنا رسالة مقدسة هي : وتكونون لي شهوداً في أورشليم واليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.. (أع ۱ : ۸) والسيد المسيح يطلب منا أن نكون نوراً للعالم أنتم نور العالم" مت ٥: ١٤) ، فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (مت ٥: (١٦) يا أحبائي نحن لنا رسالة مقدسة احتفظوا في حياتكم بالصدق والأمانة وعفة اللسان وطهارة اليد ونظافتها إحتفظوا بالأخلاق السامية التي لا يعرفها أهل العالم ربما تحدث مضايقات لكن في النهاية سيمتدحونكم من يختلفون معكم لا تنشئوا معهم صداقات فهناك فرق بين الزمالة والصداقة . لكن الأصدقاء إتخذوهم ممن لديهم نفس مبادئكم وأخلاقكم ومثاليتكم ٦ - المسيحى والإيمان : ربما تكتل العالم بكل ما فيه من قوى شريرة ضد الإنسان المحتفظ بمثاليته لكن الله أعطانا سلاحاً جباراً نقهر العالم - ذلك السلاح هو الإيمان لأن كل من ولد من الله يغلب العالم . وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا" ( ١ يوه : ٤) "أنتم من الله أيها الأولاد وقد غلبتموهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم"(ايو ٤ : ٤٠) كانت المضايقات كثيرة لكن سر النصرة يكمن فيمن قال "في إن العالم سيكون لكم ضيق . ولكن ثقوا أنـا قـد غلبـت الـعـالـم" (يو ١٦: ۳۳) أخيراً نختم هذا الموضوع مستشهدين بما جاء في الرسالة إلى ديوجنيتس التي ترجع إلى أوائل القرن الثاني الميلادي :" على نحو ما توجد الروح في الجسد ، هكذا المسيحيون في العالم الروح كائنة في الجسد، لكنها ليست منه . والمسيحيون مقيمون في العالم ، لكنهم ليسوا من العالم الجسد المنظور يغلف الروح التي لا ترى والمسيحيون كائنون في العالم لكن صلاحهم يظل مخفيا الجسد يبغض الروح ويحاربها، لكن الروح تحب الجسد الذي يبغضها ، وهكذا المسيحيون يحبون من يبغضونهم الروح الخالدة تسكن في خيمة مائتة ،والمسيحيون .يحيون كغرباء في أجساد قابلة للفساد ، متطلعين إلى مسكن لا يفنى في السموات بحرمان الإنسان من المأكل والمشرب تتحسن حالة روحه، والمسيحيون كلما تعرضوا للآلام والعذابات إزدادوا عدداً ألا ترى المسيحيين يتعرضون للوحوش المفترسة لينكروا إلههم، ومع ذلك لم يقهروا ؟ ألا ترى أنه كلما كثر عدد من يعذب منهم كثرت البقية الباقية ؟! يبدو أن هذا ليس من صنع الناس ، بل هي قوة الله. نيافة مثلث الرحمات الانبا يؤانس أسقف الغربية عن كتاب كيف يعايش المسيحى المجتمع
المزيد
12 فبراير 2024

النظرة التكاملة للشخصية

ويقول معلمنا لوقا البشير عن الرب يسوع له المجد « وأما يسوع فكان يتقدم فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس ، ( لو ٢ : ٥٠ ) . ومن خلال هذه الآية المقدسة نستطيع أن نتبين نظرة الله إلى الإنسان، هذه النظرة التكاملية التى بدأ علماء النفس في العصر الحديث بالتكلم عنها بينما سبقهم الرب يسوع في إختبارها بالآف السنين كان ينمو في الحكمة هذا ما يسميه العلماء النمو العقلى كان ينمو في القامة وهذا ما يسمى بالنمو الجسمى كان ينمو في النعمة وهذا ما ندعوه بالنمو النفسى عند الله و هذا ما نطلق عليه النمو الروحي وعند الناس وهذا هو النمو الاجتماعي فالمسيحية تهتم بتنمية القدرات العقلية كي تستخدم في مجالها لسيطرة الإنسان على الطبيعة وإداء رسالته في الحياة ، ولكنها تعطى للعقل إستنارة وحكمة إلهية تجعله خاضعا لكلمة الله بعيداً عن كل تمرد فكرى وإنحراف ذهنى شيطاني والمسيحية تهتم بتنمية الطاقات النفسية فيحيا المسيحى مبتهجاً سعيداً له نفسية مدوية إيجابية خالية من كل كبت وحرمان وشعور بالنقص أو شعور بالنفوق أو كل ما يعطل النمو النفسي السليم من عقد نفسية وإنفعالات مكبوته .والمسيحية تهتم أيضاً بالنمو الجسمى وتقدر قيمة الجسدكوزنة هامة في حياة الإنسان وكهيكل للروح القدس وكأداة تستخدم لتنفيذ مقاصد الله وكإناء مبارك سيحمل النور والبهاء متجلياً في مجد لا ينطق به عند المجىء الثانى للرب يسوع والمسيحية تهتم أيضاً بالنمو الإجتماعي وتقدر العلاقات الإنسانية والتفاعل الإجتماعى وأهمية الدور الذي يؤديه المؤمن في حياته مع الناس والآخرين والجماعات بكافة أنواعها وأبعادها وهى ترى في هذا النمو برهانا على صدق الايمان ونقاوة المحبة وسلامة الرجاء المبارك الداخلي والمسيحية تهتم أيضاً بالنمو الروحي السليم لأنه هو قمة النمو المتكامل ، فالروح هي التي تقود كل نمو داخلي ، وهي التي توجه كل الطاقات نحو السماء ، وهى التى تعطى القدرة على البذل وتهون المعاناة وتنمى و تخصب الكيان ، ولها عين بسيطة نقية تعاين الله وترى ما لا يرى، ولها أذن مختونة تسمع الأصوات القادمة من الأبدية ، هذه التى لا يسمعها أهل العالم في ضجيجهم وصخبهم، ولها قلب يحس بأمور لا يحسها غير المؤمن . كيف يتحقق هذا النمو المتكامل ؟ ولا يمكن أن يتحقق هذا النمو المتكامل المسيحى لا يعى رسالته ولا يدرك مسئوليته ، إذ يلزم بادىء ذي بدء أن يثق المسيحى أنه ليس ترساً في آلة ، وليس نقطة في محيط واسع ، وإنما هو كاهن الخليقة وتاجها ، وقد حمله الرب مسئولية تنفيذ مقاصده الإلهية في دائرة حياته الخاصة مهما كانت بسيطة وصغيرة وتافهة في نظر الناس .ولا يمكن أن يتحقق هذا النمو المتكامل إلا من خلال الارشاد والتوجيه النير السليم والطاعة الحقيقية للروح في كافة المجالات فكما أن الآباء الجسديين يهتمون بنمو أولادهم في الجسد وفى العلم والمعرفة ، فإن الآباء الروحيين الحقيقين يهتمون بالتدبير السليم المتكامل الواعى الذى يحرص على تقدم كل جانب من جوانب الشخصية وكلما كان المسيحى مطيعاً للحق الذي في كتابه المقدس والذي في مرشده الروحى وأبيه فى الاعتراف ، كلما كان مستعداً لتقبل النضج في كافة مجالاته ، والأمانة فى حفظ الوصية ، والاختبار السليم لمحبة المسيح ؛ والانفتاح الصادق للمسات الحب الإلهى هذه كلها تجعل الشخصية خصبة نامية ، لها القدرة على العمق كما تغوص الجذور فى التربة ، ولها القدرة على العلو كما يعلو النخيل في الهواء ، ولها القدرة على الاتساع كما تتسع الأغصان حمل مئات العناقيد والأثمار إن الشخصية كفاح مستمر وجهاد دائم وانتصار مستمر على استعباد الذات وليس فى إستطاعة الانسان أن يحقق امكانياته إلا بالجهاد و احتمال المعاناة والسيطرة على الأهراء والشهرات ويرى الفيلسوف برديا يف أن العلامة الحقيقية لنمو الشخصية هي تخلصها من الإنفرادية وقدرتها على البذل والتلاحم مع الآخرين. إسمعه يقول : إن أثر أنواع العبودية هي إستعباد الإنسان لنفسه ، تقوقعه فى الأنا المغلقة ودورانه حول ذاته الميتة ، . يفرق برديا يف بين الشخصية والفردية، فالرجل الفردى يعنى بالتعبير عن رغبانه وشهواته ويستشعر دائماً أنه في عزلة عن سائر الناس ، ولكن صاحب الشخصية يرى أن له رسالة ، وأن عليه أن يقوم بنصيبه في خدمة الانسانية والشخصية تنمو فى كنف الحب والعطف والعمل الخلاق الموجه إلى الخير العام الشامل . إن الوجود الحق عند هذا الفيلسوف هو وجود الشخصية الحرة، والحرية هناهى ما قصده الرب يسوع .. الحرية الباطنية .. التي تقفز بالانسان خارج سجن ذاته ، وتعطيه القدرة على الانفتاح الآخرين ومحبة الغير و خدمته وقد شرح الرسول بولس هذا الاتجاه في إلهام عجيب عندما بين أن أعضاء الجسد الواحد تستمد كيانها من خلال عضويتها الحية ، وأن المواهب الشخصية ليست الأنانية وإنما لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح، كما أوضح أن الهدف النهائى من جهادنا سوياً ونمونا سوياً أن ننتهى جميعنا إلى وحدانية الايمان ومعرفة إبن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة مل. المسيح ، (أفسس ١٣:٤). نيافة المتنيح الانبا بيمن اسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب المسيحية وبناء الشخصية
المزيد
11 فبراير 2024

إعملوا للطعام الباقى - الاحد الأول من أمشير

إنجيل هذا الصباح المبارك يا احبائي ،،بيحكي موقف من حياه ربنا يسوع المسيح وكل موقف في حياه ربنا يسوع المسيح ،له قصد وله تدبير،وكل موقف تضعوا لنا الكنيسه له ايضا قصد وله ايضا تدبير ايه قصد الكنيسه تضع لنا الفصل دم وماهو قصد الكتاب المقدس انه يذكر لينا الفصل ده؟ هو باختصار شديد ان رب المجد يسوع بعد ما عمل معجزه اشباع الجموع كانت معجزه بالنسبه للناس مبهره جدا،، حوالي 5000 فرض غير النساء وغير الاطفال كون انهم يشبعوا بخمس خبزات وسمكتين حاجه تفوق الخيال تفوق العقل تفوق التصور تفوق اي تدبير بشري فالناس للأسف بعد ما أكلوا وشبعوا كان ربنا يسوع المسيح ..قاعد معهم ثلاث ايام على الجبل بيعطيهم الموعظه على الجبل. اثمى وارقى واجمل التعاليم المسيحيه أجمل ما قيل ،، فى متى 5\6\7 الموعظه على الجبل،، وفي النهايه لما رب المجد يسوع الناس اتاخرت صعبوا عليه قال لهم اعطلهم ليأكلوا فعمل المعجزه دي من المؤسف ان الناس نسوا كل الكلام اللي قالوا رب المجد ونسوا الثلاثه ايام التعليم وافتكروا حاجه واحده بس افتكروا ايه افتكروه الاكل اللي كلوه فابتدوا يدوروا على يسوع في كل مكان هو رايحه مش لاجل ان يسمعوا تعليمه لكن عشان يأكلون ثاني طبعا رب المجد شعر هذا الاحساس فيهم ،،ووجد انهم بيتابعوه من بلد لبلد لدرجه يروحوا بلد يقوللهم هو هنا يقولوا لا طب هو ركب سفينه قوللنا ركب سفينه راح على انهو بلد؟ عشان ممكن سفينه تكون رايحه البلد الفلانيه كانوا يوزعوا بعض يسألوا عليه ففي مجموعه قالت له احنا لقيناك هنا رغم ان احنا ما فيش سفينه اساسا جاءت الى هنا عاوز يوريكم الموقف قد ايه احتاره وراه ،،بقوا مجموعه دور عليه هنا ومجموعه تدور عليه هنا،، فبيقولوا له كده انت ما نزلتش هنا رغم ان تلاميذك فاتوا لوحدهم،، احنا سألنا عليك قالوا لنا تلاميذك ركبوا لكن انت ما ركبتش غير انه جاءت سفن اخرى الى بحر طبرية الى قرب الموضع الذي أكلوا فيه الخبز،،اذ شكروا الرب فلما راوا الجمع ان يسوع ليس موجوده هناك ولا ايضا تلاميذه نزلوا ايضا فى السفن يعني بيدوروا عليه طالما هو مش موجود وجاءوا الى كفر ناحوم يبحثون عن يسوع ولما وجدوا في عبر البحر طب احنا ما شفنكش راكب سفينه ؟ قالوا له انت جئت هنا امتى، يسوع عرف الحيره بتاعتهم،، الحق الحق اقول لكم تطلبونني ليس لانكم رأيتم ايات بل لانكم اكلتم من الخبز وشبعتم انتم مش عايزيني عشان تسمعوا او تشوفوا ايات او عجائب او تمجدوني او تعرفوا ربوبيتي او تسمعوا تعليمي لا لانكم اكلتم من الخبز وشبعتم فى الحقيقه احبائي ده مبدأ خطير جدا في الحياه مع ربنا ان احنا نتبع ربنا ..على مستوى محسوسات بشريه زمنيه نتبع ربنا مش لسماع التعليم ولا لرؤى الآيات ولكن لكي نأكل من الخبز ونشبع لو لاحظتم احبائي انه في تدبير ربنا يسوع المسيح ما كانش ابدا في تدبيره ان ياخذ الناس ويعمل معهم معجزات مبهره فيتبعوه لانه هو انسان صانع عجائب او صانع معجزات ابدا اقروا كل معجزه واقرواا كل معجزات رب المجد هتلاقي ما كانش القصد من الموقف انه يعمل معجزه مثلا هنا في الخمس خبزات والسمكتين هل هو كان واخذهم على الجبل عشان يعمل المعجزه ؟ لا ، كان واخدهم عشان خاطر يعلمهم ،،لما راح عُرس كانا الجليل كان داخل العُرس عشان يعمل معجزه ،،ابدا ، كان داخل عشان خاطر يشارك الناس، افرحها واحزانها وجالس في وسطهم وبعد كده الخبز خلص الست العذراء قالت له قال لها طب انا لم تأتى ساعتي بعد، وعمل المعجزه يعني ما كانش داخل المعجزه الناس اللي تتبع ربنا يسوع المسيح يبتدوا وينسوا هو مين وينسوا ازاي يتبعوه وينسوا ازاي يعيشوا حسب وصاياة ويمسكوا في الحته الاخيره بتاعه الايه المعجزه في حين انه مش هو ده قصد ربنا ان احنا نتبعه ودة فى الحقيقه احبائي اتجاه موجود عندنا بقوه جدا ان احنا ممكن نكون بنعبد ربنا عشان خاطر عاوزين منه حاجات بس ودة في الحقيقه اتجاه فقير جدا وضعيف جدا وما ينميش بل بالعكس ممكن يعثر ويتعب لان لو نفرض ان انا طلبت منه يعمل معي معجزه وما عملش معي معجزه انا اعثر فيه كنت فى زيارة إنسان كان زوجته تنيحت ،،بمرض الكانسر،، بنتة قالت لي انا زعلانه جدا من ربنا وراحت جابت لي كومه كتاب معجزين للبابا كيرلس وابونا عند المسيح ،وغيره وغيره، قالت لي يعني ربنا عمل معجزات مع كل الناس دي وجاء معنا احنا وما عملتش انا زعلانه من ربنا كون ان الانسان أحبائي يضع شرط او انه هو يتبع ربنا لمجرد ان ربنا يعمل معاه معجزه دة امر درجه ضعيفه جدا من الايمان وربنا ما حبش ابدا انه يكون أساس العلاقه بيننا وبينه عمل المعجزات ما يحبش ان يكون ايماننا معة قائم على المحسوسات ابدا ،،ربنا بيحب الايمان القلبي يحب الناس التي تلتف حواليه لانها تحبه هو،تحبه لذاته وليس للذاته، أمر متعب جدا احبائي ان اب يشعر ان علاقه ابن به علاقه منفعه او مصلحه فقط ، هات المصروف هات لي كذا اعمل لي كذا وما فيش اي حب ولا اي ولاء ولا اي انتماء ولا اي عاطفه ،،أمر متعب جدا ،لكن ممكن لو الاب لقى الولاء والحب والانتماء ممكن الاب دة يفيض عليه بالعطايا اهو ربنا عاوزنا كده، صعب جدا احبائي ان عريس يجيب لعروسته شبكه كتعبير عن محبته لها ،فهي تتلهى بالشبكه مش بعرسها ويبقى اساس العلاقه اللي عجباها بعريسها شبكته لا المفروض ان هي مقتنعه به هو مش بحاجته وحاجته دي مجرد وسيله تعبير عن شخصه اهو ربنا يسوع عاوز العلاقه بيننا وبينه تكون كده ما يحبش العلاقه تكون علاقه على مستوى الماده او المحسوسات او العطايا المادية او الزمنيه انا بحبك انت يا رب، القديسين وصلوا لدرجه محبتهم لربنا يقولوا له احنا بنحبك مش لمجرد ان احنا نربح النعيم لا احنا مش بنحبك عشان في النهايه إحنا نتمتع،، احنا بنحبك لاننا بنحبك ،نحن نحبك لانك انت أحببتنا نحن نحبك حيثما أنت موجود فنحن هناك انا عاوز اربح النعيم لان النعيم انت تسكن فيه، انا ابغض الجحيم لاني اشعر ان هذا المكان لا يليق بسكناك ولا يليق بسكنه قديسيك انا مش عاوز اعيش معك علشان مجرد ان انا أنال شويه متع على الأرض كثير جدا أحبائي عاوزين ربنا لمجرد يا رب نجحني يا رب اشفيني يا رب وسع الرزق علي يا رب اعطيني يا رب اعمل لي ،،اللي ما عندوش اولاد يا رب اعطيني اولاد اللي عندها يا رب مش عارف ايه كل واحد احبائي بيطلب على مستوى ان انتم اكلتم من الخبز وشبعتم و كل ما نسمع ان ربنا عمل أيه ولة عمل معجزه ،نسيب ربنا ونمسك في المعجزه وننبهر بالمعجزه ونطلب لنا أيه والاية اللى إحنا نطلبها احبائي،، ايه ربح الملكوت ، ايه خلاص نفوسنا ايه العمل بالآيات هي دي الايه اللي ربنا يحب ان احنا نكون بنشتاق اليها، صعبه جدا أحبائي ان علاقتنا بربنا تكون قايمة على أساس منفعه او على اساس مادي،، لو جبنا طفل صغير وكل يوم نعطى له هديه ولا نعطية شيكولاته ويقعد يحبنا ويتعلق بينا ،وجينا في يوم ما ادينالهوش الهديه ولا الشيكولاته. لو لقينا الطفل ده بينصرف عننا قد ايه احنا نحزن قد ايه احنا نحزن،، عشان كده قال لهم انتم بتفتشوا عليا انا كان نفسي تكونوا بتفتشوا عليا لان الكلام اللي سمعته اثر فيكم نفسي الكلام هو اللي يكون شدكم لي، كان نفسي ان انتم تكونوا التعليم دي حفرت في قلوبكم وعقولكم مسلك وطريق وصارت هذه التعليم هي سراج نفوسكم كان نفسي ان انتم تتبعوني لان انتم وجدتم معي منهج جديد للحياه ،،كان نفسي تتبعوني لهذه الاسباب لكن نسيتم كل الكلام وجايين لمجرد ان انتم عاوزين تاكلوا لان انتم شفتم ان انا بصنع معجزات في اتجاه احبائي تجعل الناس تحول ربنا الى شيء مادى رغم ان هو غير المحوى وغير المفحوث وغير المبتدأ الابدى فى اتجاه يا احبائي أن الانسان يحب يشوف الحاجه بطريقه فيها امور محسوسه لو ما كانش كده ما يؤمنش بها ،،اللي يقول لك الصوره دي تنزل زيت واللي يقول لك المكان ده بيطلع نور واللي يقول لك الميه دي مش عارف بتعمل ايه واللي يقول لك الزيت ده بيعمل ايه،،والناس كلها تجري وتروح لو في اخر الدنيا الناس تجرى وتروح فى حين ان ربنا عاوز يقول لك مش هو ده مستوى الإيمان اللي انا عاوزكم تتعاملوا معي به،، مش هي دي الطريقه، انا بالنسبه لكم مش مجرد واحد ساحر ولا حاوي اعمل لك ميه ازاي ولا اعمل لك ازاي انت تيجي ورايا لا ،ده ربنا احبائي لعظمة جلاله شاء ان هو يكون موجود معنا على المذبح خبز ودم، عشان ناكله ونشربه اكثر من كده أيه عاوزينها ايه ولان هو ما يحبناش ان احنا نتكل على المحسوسات اراد ان جسدة ودمه يكون في صوره بسيطه جدا عشان خاطر ما يكونش أنا متكل على مجرد المحسوسات لازم اكون متكل على درجه أرقى كثير، درجه الإيمان ان انا اكله واقول اؤمن اؤمن أومن ان دة جسد حقيقي عشان كده احبائي ربنا يسوع لما يشوف ان الكنيسه بتاعته بتحبه وملتفه حواليه كنيسه عابدة كنيسه شاكرة كنيسة ساجده كنيسه مسبحه يقول هي دي الكنيسه اللي انا قصدي منها هي دي جماعه المؤمنين بتوعي ، هم دول الي يعرفوا يشكروا في كل حال هما دول اللي اذا جاء لهم ضيق لا يتمردوا عليا هما دول الي يعرفوا وهبى لكم لا ان تؤمنوا بة فقط بل لتتألموا ايضا لأجلة عشان كدة احبائي النفوس التى تعتمد على جزء المحسوسات والملموسات لمجرد ان تيجي في حياتها اي ضائقة تنفر مجرد تأتى في حياتها اي ضائقه تعثر ليه لان هي مش واخذه على كده فكرها ان ربنا ده مجرد واحد يقعد يسهل لهم الحياه ويخلي لهم الحياه كدة نعمه وسهله فى حين ان قالهم كدة اللي يحب يمشي ورايا ينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعنى الناس عمالين يفتشوا عن يسوع مش لان هو صانع ايات مش عشان هو علمهم تعليم لكن عشان هو اكلهم لمجرد ان هو اكلهم، طيب يا ابونا لما نيجي احنا نصلي ولا لما نيجي نطلب ولا ربنا فى اذهاننا ما نطلبش ابدا اى عطايا مادية لا ممكن نطلب لكن ما تكونش دى ركيزت الحياه اللي بيننا وبينه العطايا الماديه اللى نطلبها من ربنا دي مجرد وسيله تعبير عن محبه ربنا لنا وعن محبتنا احنا لربنا دى مجرد وسيله تعبير اننا واثقين في ان هو بيقضي جميع احتياجتنا وسيله تعبير عن محبتنا لة ومحبته لينا واهتمامه بينا واهتمامنا بة فقط لكن اطلب وانا عندي ايمان كامل بتدابيره وتسليم كامل لارادتة فإن اعطي فليعطى وان لم يعطي فلا يعطي عندي ايمان ان هو صانع خيرات عندي ايمان ان تدابيره أعلى من تدابيري عطانني لتكن مشيئته ما اعطنيش برضه لتكن مشيئته صعب جدا احبائي ان إحنا نتعامل مع ربنا على مستوى الأوامر اعمل اعمل اعمل اعمل صعب جدا احبائي ان إحنا نشعر ان ربنا ده مجرد قوه خفيه بتصخر لخدماتنا لا ربنا مش كده ربنا مش كده ربنا اعلى من كده بكثير ، لازم يكون ربنا في افهمنا ان ده المخلص لما تحب تطلب منه اطلب منة أمور تعليق به،،لما تطلب منه اطلب منه خلاص نفسك اطلب منه ربح الملكوت اطلب منه توبه الي حواليك،، اطلب منه انه يعطيك روح طقوة واطلب منه يعلمك كيف تصلي يعطيك روح عبادة يعطيك لسان تسبيح هي دي الطلبات اللي تتطلب منة طب الطلبات الماديه ارفقها بالطلبات الروحيه ،،بس تكن اولا اشتياقات قلبك في الطلبات الروحيه ما يبقاش مجرد تبعيتنا وراءه لمجرد ان احنا عايزين شويه منه عطايا ماديه ياما العطايا الماديه ممكن ناخذها من بني البشر ممكن جدا انسان ياخذ خبز ويأخذ مال وممكن جدا الطبيب يعطي شفاء ،،ممكن أمور جدا نأخذها من البشر لكن الامور اللي ناخذها من ربنا ما ناخذهاش من البشر صعب جدا ان احنا نساوي ربنا بالبشر ربنا اعلى بكثير عالي فوق كل قوات النطق وكل فكر العقل عالي صعب جدا ان انا انزل مستواه لمجرد انسان غني ممكن يعطينى شويه فلوس صعب ربنا مش كده عشان كده القديسين يقول لك حينما تطلب من الله لا تطلب منه امورا لا يهواها ،،القديس ماري اسحاق يقول،، لا تطلب التافهات من العظيم لئلا تهينوا لا تطلب التافهات من العظيم لئلا تهينوا،، ما فيش داعي الواحد يكون قدام رئيس بلد ولا ملك ويقول له ها انت مسموح لك تدخل تطلب مني طلبين اطلب مني مش معقول الواحد اللي واقف قصاد رئيس بلد ده يقول له مثلا انا عاوز كام رغيف عيش، لا ، ده واقف أمام رئيس بلد يكلمة في امور تليق بة احنا واقفين قدام ربنا لما نقف قدام ربنا نقول له ايه نقول له اغفر لنا ذنوبنا لياتي ملكوتك ،،هو ده الكلام اللي يحب يسمعه ،،مش هو علمنا الصلاه ، طب لما نيجي نتكلم عن العطايا المادية نقول له ايه، خبزنا كفافنا لما نيجي نتكلم عن العطايا الماديه نقول له احنا كدة نشكرك اعطينا اليوم، يعني ممكن نطلب العطايا الماديه ممكن بس نطلبها بعفة بوقار نطلبها باكتفاء نطلبها بتعفف نطلبها بشكر صعب جدا يا احبائي ان تكون اساس العلاقه بيننا وبين ربنا قائمه على الماديات ربنا مشتهى قلبه ان يعطينا الحياه الابديه فنفسه يشوف ناس بتطلب الحياه الابديه صعب جدا ان ربنا يلاقي ناس بتطلب للحياة الزمنيه فى حين ان هو مشتهى قلبه الحياه الابديه فالارادتين متعارضتين،، صعب جدا ان ربنا يسمع لطلبتى و شايفني ان انا مربوط بالارض وعماله اطلب للارض وأامن الأرض وهو اشتياقه انه يشوفني اطلب السماء و اامن السماء تطلبونني ليس لانكم رأيتم آيات بل لأنكم اكلتم من الخبز وشبعتم نتتعود احبائي نتعود ازاي نتكلم مع ربنا نتعود يكون اية هو اسلوب المخاطبة اللي نليق به نتعود ان هو دة يكون محور اهتمامنا وانشغلنا توبتنا وخلاص نفوسنا وربح الملكوت ولو نطلب لاولادنا نطلب لاولادنا اولا خلاص نفوسهم ..نطلب لاولادك اولا ان ربنا يدبر حياتهم بحسب ارادتة ويحفظهم في يمينه ويستر عليهم بملائكته،،و نطلب لاولادنا عطايا روحيه ثم عطايا ماديه لما نطلب يا احبائي العطايا دى تبقى عطايا تدخل لقلبه لانها عطايا محبوبه لديه عطايا هو راغب ان هو يعطيها لنا صدقوني يا احبائي اراده ربنا في تقديسنا فلما ربنا يسمع مننا رغبه التقديس يقول لك ده انا كمان عاوزه اديها لك حاجه كده جوايا وانا مستني انت تطلبها ونفسي تطلبها عشان اديها لك هو ده الطلبات اللي نحن ممكن نطلبها من ربنا بعد كده يقول لهم النقطه الثانيه اللي نحب نتكلم مع بعض فيها شويه اعملوا لا للطعام البائت بل للطعام الباقي للحياه الابديه، عايز يقول لهم يعني انتم مبسوطين قوي وجايين ورايا عشان اكلتم أكله طب هتيجوا ورايا دلوقتي انا ممكن ااكلكم تاني دلوقتي تيجوا ورايا مره ثالثه ااكلكم مره ثالثه ت.يجي ورايا مره رابعه ااكلكم بس كل آكلة هتاكلوها هيحصل ايه هتقعد شويه في بطنكم وبعد كده خلاص هتخلص وبعد كده تجوعوا وبعد كده تجولى مش هو ده الهدف اللي انتم بتمشوا ورايا عشان انا اجيب لكم شويه اكل ولة شوية خبزهتجوعوا تانى انت عايز ايه يا رب ! انا عاوزكم ما تجعوش ايه هو الطعام اللي ما بيتجوعش؟! طعام الروح طعام النفس هو ده الاهم صدقني صدقني كل لما تجرب كده انك تختبر قد ايه انت فرحان بربنا وقد ايه انت في حاله روحيه ساميه وراقيه تلاقي نفسك اهتمامك بالاكل قل جدا واي اكل يشبعك ليه لان طعام الروح مشبع..طب تعال كده امشي وراه طعام الجسد مهما اكلت ما تشبعش وكل يوم عاوز ثاني وعاوز ثاني الجسد متعب الجسد ضعيف الروح نشيط اعملوا لا للطعام البائت بل للطعام الباقي ربنا عاوز يغير خطه حياتنا من اهتمام بأكل وشرب من اهتمام بحياه من الارض وللارض لأهتمام بسماء وسماويات هو اوقع العقوبه على الإنسان كثمره لخطاياه ان قال له من الارض لم تعد تعطي قوتها وقال له بعرق جبينك تأكل خبزك فأاكل الخبز وعرق الجبين وطعام الارض هو اساس ثمرة للخطايا عشان كده ربنا عاوز يقول لنا ان دى عقوبه خطيه مافيش داعي ان انت تلهس وراها ده مجرد ان انت تأخذ نصيبك من العقوبه دي وانت شاطر خذ اقل نصيبه من العقوبه دى الإنسان احبائي اللي يقضي حياته كلها في الاكل والشرب والطعام البائت يكتشف نفسه في الآخر انه شقي وفقير وعريان وبائس لكن الذى يعمل للطعام الباقي هو ده الانسان اللي امن نفسه هو ده طعام باقي ده قاعد مش هيخلص مش هينتهي لما الواحد يعمل مقارنه احبائي ممكن تكون مقارنه عايزه وقفه للنفس لما يشوف الانسان كده قد ايه جهادة وتعبه من اجل خبز يومه طب قد ايه جهادة وتعبه من اجل خبز حياته ؟! من اجل الطعام الباقي الواحد أحيانا يشوف ناس كم التعب اللي بتتعبوا في شغلها كميه غير عاديه وغير طبيعيه طب يا ربي انا ما ليش نصيب ان انا اتعب من اجلك ؟ طيب اذا كنت هتعب من اجل خبز اليوم ماذا يليق ان انا اتعب من اجل خبز الخلود ؟ من عرق جبينك تأكل خبزك لكن في فرق كبير بين ان الانسان ينسى حياته كلها في هذا الامر ولا يهتم بطعام الحياه لما الإنسان احبائي يكون بيجتهد ويصحى بدري ويعرق ويشقى ويروح ويجي ويجتهد بكل امانه بكل تدقيق من اجل خبز اليوم طب ماذا يليق من اجل خبز الحياه لازم احبائي نراجع نفسنا الواحد احيانا بيتقابل مع ناس يقول لك انا شغلي الاتوبيس يتحرك الساعه سته الصبح من عند محطه مصر لازم نكون في المصنع الساعه سبعه يعني يصحى خمسه يرجع ثمانية بالليل يتحرك من المصنع يعني يوصل بيتة الساعه 10 حياته كلها اكنها مكنة ما نقدرش نقول له سيب شغلك خليك في شغلك لكن هل تقدر اثناء شغلك ترفع قلبك لربنا هل فاكر ربنا هل لك يوم اجازه تفتكر فيه ربنا؟ ولة هتقول خلاص ما انا تعبان عاوزه استريح هل عندك الاهتمام بحياتك ان انت كيف تخلص وازاي نفسك دي تبقى مرفوعه وسط الاهتمامات دي وازاي يبقى عندك اهتمامات روحيه في وسط الاهتمامات الارضيه والجسديه؟ هل بتعرف توزن المعادله دي ولة لا .هل عندك روح التدبير اللي تحفظ بها اشتياقات قلبك حتى لو كنت انت في وسط اهتمامات شغل او أتعاب شغل لازم احبائي لازم الانسان احبائي يراجع نفسه لازم الانسان يراجع نفسه لازم الانسان يضع لنفسه تدبير ولو لحد قليل كيف يرضى الله في وسط هذة الاهتمامات الكثيرة الطعام الباقي لما يجي الواحد يشوف نفسه في شويه سنين شغل اشتغالهم اكل قد ايه وشرب قد ايه ولبس قد ايه اللي فاضل ما فيش حاجه فاضله طب تعال كده اتعب شويه من أجل اللة هتلاقي في حاجات باقيه لك هتلاقي في حاجات باقيه هتلاقي اعمالك بتشهد ليك هتلاقي اصوامك وصلواتك رفعت وقبلت الى الله هتلاقي دة بالنسبه لك طعام باقى لا يفسد على راي معلمنا بولس الرسول لما يقول لك انه الاطعمه للجوف والجوف للاطعمه والله سيبيد هذا وتلك ده طعام ما بيقعدش واحد من القديسين يقول لك ان البطن لا تستطيع ان تحتفظ بالاطعمه يعني مفيش اكله ممكن نقول لبطننا خليها تقعد فيكي شويه الاكله دي غاليه ابداهيجى وقت وتنتهي لا تستطيع ان تحتفظ فيها ما تعرفش تميز الاكله دى غاليه ولا رخيصه ما تعرفش تميز بسماح من ربنا ان الأكلات الرخيصه جدا هي اللي تقعد في المعده اكثر عشان خاطر ربنا يقوت الفقراء الفول والبقوليات وهضمها ياخذ وقت طويل عشان تشبع الناس الغلابه لية عشان تقعد في بطنهم وقت اكبر ده سماح من ربنا يعني يا رب انت عاوزني اهتم بأيه عاوزك تهتم بالطعام الباقي شوف لنفسك كده انت ماهى الذخيره اللي انت جمعتها لنفسك كطعام باقى ليك ايه الذخيره ايه جمعتها لأجل سنين الجوع وسنين الجفاف ماهى الذخيرة اللى جمعتها لنفسك قبل ان يأتى عليك الزمان ولا تستطيع أن تقدم عبادة امام الله الطعام الباقي ما هو اشتياقك للخبز والخمر ايه اشتياقك للافخارستيا ايه اشتياقك لجسد ودم ربنا يسوع المسيح اذا كان انت اشتياقك اذا كان اشتياقك للشغل عشان خاطر تجيب فلوس طيب كويس اشتغل واتعب لكن ما لكش اشتياق لخبز الحياه؟! اللي يضمن لك الابديه اللي يغفر لك الخطاياة دة مايستهل منك ان انت تصحى بدري زية زي الشغل واكثر؟! هل وصل قيمه ربنا عندنا احبائي انه ما يستاهلش تعب زي الشغل ما يستاهلش ان احنا نصحى لة بدري شويه ما يستاهلش ان احنا نقف مركزين ورافعين قلوبنا ما يستاهلش ان احنا نقف في بيوتنا قدامة كل يوم نشكره ونسبحه ونمجدوا ونذكر اسمه ونرفع ايدينا اليه في بيتنا عايزين تعرفوا احبائي اذا كان لكم مؤشر حقيقي فى نفوسكم هل انتم بترضوا الله ولة لا السؤال اللي ما يخيبش ابدا هل انت بترفع ايدك للصلاه قدام ربنا في بيتك ولة لا هل لك مخدع صلاه ولة لا هل انت بتهتم بالامور الابديه ولا ملهي بالطعام البائد مسكين الانسان احبائي مسكين الأنسان اللي يلهي نفسه في الطعام البائد امبارح كنا بنعيد بسيره القديس العظيم الانبا بولا اول السواح ان ابوه توفى وترك لهم ميراث كبير جدا اخويا الكبير حب يضحك عليه قال له لا انت لسه عيل صغير ما تاخذش الميراث مش هتعرف ان انت تصرفه قال له لا ده فلوسي قولة لا مش هتاخذ رافعوا على بعض قضيه رايحين للمحكمه قابلوا جنازه عظيمه سأل بولا الجنازه دي بتاعه مين قالوا له انت مش من المدينه دى ولة اية دي بتاعت واحد من شرفاء وعظماء المدينه دي بتاعه فلان الفلاني قال لهم ياه قالوا له راح الامر بتاعته ومحطوط في النعش دلوقتي كل العظة وكل الملك وكل المقتنيات بتاعته ما اخذش منها ولا حاجه بولا رجع الى نفسه قال طب ازاي انا كنت رايح اشتكي اخويا طب ازاي انا كنت طمعان في الحاجات الارضيه انا هروح اكلم اخويا قال له خلاص ما فيش داعي نروح للقاضي انا مسامح اللي انت عايزه خذه وترك اخوه وذهب بيقولوا عاش في مقبره بيقولوا ان ملاك الله اخذوا للبريه واخذوا عاش فيها 70 سنه يرضي ربنا ويعبد ربنا الانسان احبائي الذي يطلب ملكوت الله وبرة هذه كلها تزداد له الانسان الي من قلبه بيعبد ربنا بدون غش بدون رياء بدون مظاهر جوهر قلبه في يد ربنا ربنا يعطيه ويباركه ويغرقه بعطايا روحيه اما عن العطايا الماديه يعطية كل احتياجاتة فكر كده شويه في واحد زي الانبا بولا ده يعيش ازاي 70 سنه في صحراء خاليه جرداء يعيش ازاي في حر الشمس وفي برد الليل يعيش ازاى في وسط الوحوش الا اذا كان هناك الاله ضابط الكل يضمن لاولاده تدبير حياتهم بتدبير حسن هو ده حكمه ربنا هو ده قصد ربنا من حياتنا عشان كده احبائي بلاش ننشغل زياده عن اللازم بالطعام البائد عشنا حياتنا كثير واحنا في هم خبز اليوم عشنا حياتنا كثير ونحن عايزين نأمن لانفسنا مستقبل اكبر واعظم عشنا في اهتمامات كثيره كلها بتجيب القلق والخوف والإضرابات اعطى اهتمامات روحيه اعطى اهتمامات روحيه لنفسك لان نفسك دي مخلوقه عشان تستريح في ربنا وبعيده عن ربنا مش هتستريح نفسك هتظل قلقه ودة سر الإضراب وسر فقد السلام وسر الانزعاج اللي الناس بتعيشه ان ربنا مش مركز حياتهم اعملوا ولا للطعام البائت بل للطعام الباقي للحياه الابديه ربنا يعطينا ان احنا نبحث عنه لاننا نحبه نبحث عنه لاننا نشتاق ان نسمعه نبحث عنه لان اشتياقات الابديه قد ارتفعت في نفوسنا لدرجه اننا نطوق اليه ليلا ونهارا ربنا يعطينا ان نحن نهتم بالطعام الباقي لكي يكون محفوظ لينا ذخيره لخلاص نفوسنا ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
10 فبراير 2024

إنجيل عشية الأحد الأول من شهر أمشير (يو ٦ : ١٥ - ٢١)

" وأَما يَسوعُ فإِذ عَلِمَ أنهُم مُزمِعون أن يأتوا ويَحْتَطِفوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، انصَرَف أَيْضًا إِلَى الجَبَلِ وحده. ولمّا كانَ المساءُ نَزَلَ تلاميدُهُ إِلَى البحرِ، فَدَخَلُوا السفينة وكانوا يَذهَبونَ إِلَى عَبر البحر إلى كفرناحوم. وكانَ الظَّلامُ قد أقبل ، ولم يَكُنْ يَسوعُ قد أتى إليهِمْ. وهاج البحـر مـن ريـح عظيمةٍ تهب. " فَلَمّا كانوا قـد جَدَّفوا نحو خمس وعِشرين أو ثلاثينَ غَلَوَةً، نَظَرُوا يَسُوعَ ماشيًا على البحرِ مُقتَرِبًا مِنَ السَّفِينَةِ، فخافوا. فقالَ لَهُمْ: أنا هو، لا تخافوا. "فرضوا أن يقبلوه في السَّفِينَةِ. وللوقتِ صارَتِ السَّفِينَةُ إِلَى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها ". الشاطئ الآخر: في شهر أمشير تكثر الرياح التي تهب عنيفة، فشهر أمشير معروف لدى كافة أنه شهر الزوابع في كل أنحاء مصر. وإنجيل العشية يُشير إلى الرياح العظيمة التي هبت وهيجت البحر وداهمت سفينة الرسل الأطهار. ولكن المسيح أتاهم ماشيًا على الماء وحين رضوا أن يقبلوه. صارت السفينة إلى الشاطئ الآخر.عمل إعجازي فائق أن تصل هذه السفينة بسلام إلى الشاطئ الآخر حالما دخلها المسيح.الشاطئ الآخر بالنسبة للمسافرين في بحر هذا العالم. الأبدية... والوصول إلى الأبدية... إلى شاطئ الأمان حيث لا اضطراب ولا خوف ولا زوابع ولا ظلام... هو أمنية غالية على نفس الإنسان المسيحي. كل ما يشغل باله هو متى أصل بسلام إلى الشاطئ الآخر؟ مادامت السفينة في وسط الماء، وفي وسط البحر، فهى عرضة لهذه الأهوال وللرياح والأمواج.لا تأمن للبحر إذا صار هادئًا إلى زمان. فهدوء البحر لا يدوم. قد تمر أيام سلام بلا حروب وبلا اضطراب وكأن الحروب الروحية بطلت وكأن الشيطان قد أوقف نشاطه وكأن التجارب صارت بعيدة عنا !! إن كل هذا إلى حين. حينما جرب الشيطان السيد المسيح على جبل التجربة قيل: "فلما أكمل إبليس كل تجربة تركه إلى حين". ثم بعد ذلك عاود مناوشاته وحروبه حتى الصلب. ولما حارب موسى عماليق وكسره . قال: "للرب حرب مع عماليق من دور فدور". عادت الحرب وتعود طالما عماليق الروحي كائن. فإن هدأت مناوشات الجسد وحروبه إلى حين. فهل مات الجسد؟ وإن سكنت الأفكار المضادة والخيالات. فهل بطل الفكر أن يكون ؟ هكذا كان الآباء القديسون يقظون لا يعطون الأمان ولا يسلمون نفوسهم للتعاون بل كان انتباههم ووعيهم في حالة الصحو الدائم. وكانوا يقولون إلى أن تبلغ السفينة الشاطئ الآخر لا يجب أن ينام الملاحون ولا يتهاونوا لحظة لا أمان للبحر لأنه في لحظة تهيج الرياح وتنقلب أحوال البحر الهادئ فيصير صاخباً بالأمواج.جاء العدو المجرّب للقديس أنبا مقار وهو على فراش الموت يقول له: طوباك يا مقاره لقد غلبت" فقال له القديس وهو في يقظة الروح ولو أنه في انحلال الجسد، قال له: "لم أبلغ بعد إلى الشاطئ الآخر". القديس بولس الرسول أيضًا رغم ما صنع به الرب من العجائب ورغم ما تعب وكرز وشفى مرضى وأقام موتى، يقول: "الست أني قد نلت أو صرت كاملاً... ولكنـي أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام نحو جعالة دعوة الله"، والجعالة هى الملكوت ... فإلى أن يصل إلى الشاطئ الآخر يظل يسعى ويمتد ويجاهد... حتى يأخذ إكليله.يُخطئ الذين يمدحون أحدًا وهو في وسط جهاده ولم يصل بعد إلى الشاطئ الآخر لأن كثيرين بعد أن قطعوا شوطًا كبيرًا من السير، انقلبت بهم الأحوال وانقلبوا إلـى سيطرة غير مرضية ولم يصلوا إلى الميناء. وانكسرت سفنهم في وسط البحر. كثيرون من الذين كنت أذكرهم لك أذكرهم الآن باكيًا وهم أعداء صليب المسيح". شيء محزن "ديماس قد تركني لأنه أحب العالم الحاضر". فالعبرة دائما بالنهايات ... حين تصل السفينة إلى الشاطئ الآخر بسلام. كثيرون بدأوا بالروح ولكن أكملوا بالجسد. كنت مرة جالسًا مع أبينا عبد المسيح الحبشي الراهب المتوحد ، فسألني كيف الحال ؟ وكان كلامه للغة العربية وفهمه لها ضعيفًا ، قلت له أشكر الله، ففهم أنني أقول أشكر الله أنني وصلت أو أنني صرت كاملاً، فصار يضربني ويقول، حمد الله إيه؟ إيه شمشون؟ إيه نهاية؟ إيه أبو مقار؟. وكان أبونا بيشوي كامل جالسًا بجواري، وهو يعرفه تمامًا فقال له: أبونا بيقول حمدًا لله أنا خاطئ وضعيف!!. فهدأ الرجل وابتسم.لقد كان القديسون حريصين أن لا يثق الإنسان في شيء طالما هو مازال في الجسد . فهو عرضة للحروب وعرضة للسقوط "من هو قائم فلينظر لئلا يسقط". حتى القائم أي الذي يعيش في المستويات العالية بعيدًا عن الخطايا والأهواء فلينظر لئلا يسقط لأنه لا يوجد من هو فوق مستوى السقوط.فإن كان الإنسان يسهو أو يتغافل فإنه يسقط. آباء وأنبياء أخطأوا في لحظات ضعف أو رياح مفاجئة أو فخاخ الشياطين. فأين نحن من هؤلاء؟.فلنحذر من غدر البحر، وقسوة الرياح وتلاطم الأمواج ولا نأتمن الحياة في الجسد طالما نحن لم نصل إلى الشاطئ الآخر.وليكن معلومًا أن ضمان وصول السفينة إلى الشاطئ الآخر هو المسيح فيها ، فبدونه لا خلاص ولا وصول ليس بأحد غيره الخلاص".ووصول السفينة إلى الشاطئ الآخر هكذا بسلام هو عمله الإعجازي لأن ليس في مقدور أحد - مهما بلغ من خبرة أو فن - أن ينجو من هياج بحر العالم وتلاطم أمواجه. فالخلاص ليس بالقوة ولا بالقدرة البشرية بل بنعمة المسيح وحده وهو الذي يحملنا إلى الأبدية بذراع قوية ويد ممدودة فلنسبحه ونمجده ونزيده علوا. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
09 فبراير 2024

وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا

نتأمل اليوم في الطلبة الثانية من طلبات قصيرة نصليها في القداس: "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا".كتب معلمنا يعقوب الرسول: "مَن هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيَر أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةً وَتَحَزَّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلا تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ لَيْسَتْ هذه الْحِكْمَةُ نَازِلَةٌ مِنْ فَوْقَ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزُبُ، هُنَاكَ التَّشْوِيسُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوْلَا طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفْقَةٌ، مُدْعِنَةٌ، مَمْلُوةً رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحةً عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ. وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلَامِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلام" (يع ۳: ۱۳-۱۸). ما هي أكثر خطية تغضب قلب ربنا ؟ إن الخطية التي تحزن قلب الله هي خطية الانقسام، لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَزبُ، هُنَاكَ التشويسُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ" حدث انقسام في مدينة كورنثوس فكتب لهم بولس الرسول: "وَلكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِدًا، وَلَا يَكُونَ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٌ بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأَي وَاحِدٍ، لَأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ فَأَنَا أَعْنِي هَذَا أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ»، و «أَنَا لأَبْلُوسَ»، و «أَنَا لِصَفَا» (بطرس الرسول)، و«أَنَا لِلْمَسِيح» (۱ کو ۱: ۱۰-۱۲).فوبخهم بولس الرسول بلطف قائلاً: "هَلْ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ ؟ (۱ کو ۱ :۱۳)، إذا كان المسيح واحدا يجب أن تكونوا جميعًا واحدًا. وحدانية القلب التي للمحبة افهم هذه الطلبة وصليها في البيت وفي الكنيسة: "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا". ولكي تفهمها أكثر سأغير لك حرفًا واحدًا: "وحدانية القلب التي بالمحبة فلتتأصل فينا".هناك وحدانية مظهرية، وحدانية شكلية، وحدانية منافع ومصالح وحدانية مؤقتة إلخ، لكن الوحدانية الحقيقية هي وحدانية القلب التي بالمحبة لأن المحبة هي السبيل الوحيد للوحدانية. الخطية هي سبب الانفصال حينما دخلت الخطية إلى العالم بحسد إبليس سببت انفصال الإنسان عن الله، وعن أخيه الإنسان، وانفصال الشعوب.٠الخطية بكل أشكالها بما فيها شكل الانقسام هي السبب في الانفصال والانعزال بين الله والإنسان. عدو الخير دائما يريد أن ينقسم الشخص على ذاته، ينقسم البيت الواحد، والمجتمع الواحد،والكنيسة الواحدة، والعمل الواحد، لأن عدو الخير لا يعيش أبدًا في الوحدانية واعلم أن الخصام والانقسام يعطي فرصة لعدو الخير أن يسكن في المكان، وأن يدخل فيه روح الشر . وحدانية المحبة في مجمع الرسل بأورشليم في بداية المسيحية كان رأي البعض أنه لكي يصير الإنسان الوثني مسيحيًا لابد أن يتهود أولاً، وكان رأي البعض الآخر أن الأممي يصير مسيحيًا دون الحاجة للتهود. فقرر الأباء الرسل أن يجتمعوا معًا تكلم بولس الرسول، وبطرس الرسول، ويعقوب الرسول، كل منهم معبرًا عن وجهة نظره، وفي النهاية قالوا: "قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لَا نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ، غَيْرَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا" (أع ٢٨:١٥-٢٩) تقرر عدم الاحتياج للتهود، وتم حل المشكلة.القديس باسيليوس الكبير قدم تشبيها جميلاً فقال: المسيحيون مثل الجزر، ولكن روح المحبة هو المحيط الذي يجمعهم، ولا شيء يفرقنا سوى العزلة التي نفرضها على أنفسنا. كيف يعيش الإنسان هذه الوحدانية وما علاماتها ؟ ١- الحكمة ذكرنا كلمات معلمنا يعقوب الرسول عن الحكمة. فلا سبيل للوحدانية إلا بالحكمة والكتاب يقول رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ" (مز ۱۱۱ :۱۰). إن أكثر شيء ينقص الناس اليوم هي الحكمة في التصرف في الكلام في الأسلوب. وكعلاج سريع اقرأ كل يوم إصحاح من سفر الأمثال. ٢- المحبة اثبت في محبة حقيقية صحيحة مستمرة من القلب، فالمحبة هي التي تثبت الوحدانية.يقول الكتاب: "حينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ مَجْنُونٌ أَعْمَى وَأَخْرَسُ فَشَفَاهُ، حَتَّى إِنَّ الْأَعْمَى الْأُخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ . فَبُهِتَ كُلُّ الْجُمُوع وَقَالُوا: أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟ أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: هَذَا لَا يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلَّا بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ. فَعَلِمَ يَسُوعُ أفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لَا يَتْبَتُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟" (مت ۱۲ :٢٢-٢٦).ليتكم تحفظون هذه العبارات التي قالها السيد المسيح نفسه.ويقول الكتاب: "تُشْتَم فَنُبَارك" (١ كو ٤ :١٢) الشتيمة يمكن أن تسبب الانقسام، لكن اثبت في محبتك وقل لشاتمك: "الله يباركك" فلا تعطي فرصة للانقسام وهذا ما علمنا إياه السيد المسيح انه أحبنا أولاً (١يو ١٩:٤) ٣- عمل الرحمة اثبت في عمل الرحمة اصنعها باستمرار. اجعل لك قلبا رحيما، لا قلبا قاسيًا. لقد فقدت راعوث ،زوجها، وهي في أرض غريبة وليس لها أولاد لكنها لم تفارق حماتها نعمى وصارت تصنع معها رحمة هل تعمل أنت كذلك؟ كل البشر يحتاجون إلى الرحمة وأكثر كلمة نصليها في الكنيسة هي: "يارب ارحم"طالبين من الله الرحمة لنا جميعا. ٤- الصلاة من أجل الآخرين صل حتى من أجل الذين يضايقونك، ويتعبونك، ويريدون أن يعملوا انقسامًا في حياتك. صلِ من أجل من يسيء إليك، فيعطيك الله نعمة ورحمة. واعرف أن الصلاة قادرة على صنع المعجزات. الوحدانية تتطلب دائما أن أصلي من أجل الآخرين من القلب. ٥- التواضع الوحدانية تحتاج إلى التواضع.أحيانا يشترط كل طرف أن يبدأ الطرف الآخر بالاعتذار، فيطول الخلاف بسبب العناد والكبرياء. وأمنا العذراء قالت: نزل الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ" (لو ٥٢:١).وفي العهد القديم نجد هامان وقد أضاعه کبر بازه اما مردخاي وأستير في تضاعهما حفظا وحدانية الأمة بأسرها.إن آخر درس قدمه السيد المسيح لتلاميذه هو إنه انحنى وغسل أرجلهم وكان هذا هو الدرس القمة في التواضع. 6- البعد عن الكبرياء قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ (أم ۱٦ :۱۸). أكثر شيء يكسر الوحدانية هي ذات الإنسان الـ ego ذاتك هي عدوك. واعلم أن القوي هو المتضع الذي يسامح ويغفر وينسى ويتقدم بالخطوة الأولى في الاعتذار. أما من يتفوقع حول ذاته فلا يقدر أن يعيش وسط الجماعة في وحدانية. الخلاصة يجب أن تكون حكيمًا من أجل أن تكون في هذه الوحدانية . تذكر أن أكثر خطية تغضب قلب الله هي الانقسامية إن الكلام عن الآخرين ونقل الكلام يسبب الانقسام، لذلك قال داود النبي: ضَعُ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفْمِي. بَابًا حَصِينًا لشَفَتَيْ" (مز ٣:١٤١) كلمة واحدة ممكن أن تشوه صورة شخص عندك وممكن أن تقسم المجتمع. الانقسام خطية شديدة تغضب قلب الله وتضيع البشر والأسرة والمجتمع والكنيسة.صل هذه الطلبة باستمرار وضعها شعارًا أمامك.وليعطنا المسيح أن نعيش هذه الوحدانية. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
08 فبراير 2024

أبا أبيللين

نسكه يحدثنا القديس جيروم عن راهب التقى به يدعى أبيللين Abba Apellen عُرف بنسكه الشديد، وأيضًا وُهب عمل المعجزات بطريقة خارقة من أجل بساطة قلبه.قال عنه أنه في مرات كثيرة إذ كان يتحدث مع الإخوة في بساطة عن صنع المعجزات بكونها أمرًا سهلاً بالنسبة لهم، كثيرًا ما كان يضع النار في حضنه ولا يحترق. وكان يقول لهم: "إن كنتم بالحق خدام الله اظهروا ذلك بالمعجزات العجيبة".عُرف بنسكه الشديد منذ صباه، أحيانًا متى كان في البرية وحده، تثور فيه شهوة أكل العسل فيجد عسل النحل على صخرة، لكنه كان يمتنع، قائلاً في نفسه: "ابتعدي عني أيتها الشهوة الشريرة، فقد كُتب: اسلكوا في الروح ولا تكملوا شهوة الجسد" (غلا 5: 16)، ويترك عسل النحل على الصخرة ويرحل.حدث مرة أن صام ثلاثة أسابيع في البرية، فوجد الفاكهة تحته، عندئذ قال: "لن أذقها ولا ألمسها لئلا أسيء إلى أخي أي إلى نفسي (أي يعثر جسده)، إذ هو مكتوب: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (مت 4: 4)، وصام أسبوعًا آخر، ونام قليلاً ليرى في حلم ملاكًا يقول له: "قم وكلّ ما استطعت". عندئذ قام فوجد ينبوع ماء وخضراوات حوله أكثر مما كان يطلب، عندئذ شرب ماء وأكل أعشابًا خضر، وهو يقول: "لا أجد ما هو أحلى وأبهج من ذلك في أي مكان!". عندئذ وجد في ذلك الموضع كهفًا صغيرًا سكن فيه أيامًا قليلة بلا طعام، وإذ بدأ يشعر بالجوع ركع وصلى فوجد طعامه بجانبه: خبزًا ساخنًا وزيتونًا وفاكهة متنوعة. استخدامه لتيس قال أيضًا القديس جيروم أنه كان يفتقد الإخوة الذين كانوا يعيشون بالقرب منه في البرية من حين إلى آخر. في إحدى المرات كان مشتاقًا أن ينطلق إلى بريته، وأن يحمل بعض البركات الضرورية التي قدمها له الإخوة، وإذ كان سائرًا في الطريق وجد بعض التيوس تأكل فقال لهم: "باسم يسوع المسيح ليأتِ أحدكم ويحمل هذا الحمل"، وللحال جاءه تيس منهم، فوضع يديه على ظهره وجلس عليه، وسار به إلى مغارته في يوم واحد.في دفعة أخرى نشر الطوباوي خبزه في الشمس، وإذ جاءت الحيوانات المفترسة كالعادة تشرب من ينبوع الماء، فإن كل حيوان اقترب من الخبز مات. عبوره النيل على ظهر تمساح في مناسبة أخرى ذهب إلى جماعة رهبان في أول الأسبوع فوجدهم لا يتممون الأسرار المقدسة، فانتهرهم قائلاً: "لماذا لا تتممون الخدمة؟" أجابوا: "لأنه لم يأت إلينا كاهن من عبر النهر"، عندئذ قال لهم: "إني أذهب واستدعيه" أجابوه: "يستحيل أن يعبر شخص النهر من أجل عمقه ومن أجل التماسيح التي تقتل البشر". أما هو فذهب قليلاً إلى حيث المكان الذي منه يتم العبور عادة، وقد جلس على ظهر تمساح وعبر. وإذ وجد الكاهن أن أبيللين يرتدي ثيابًا قديمة ومهلهلة تعجب لاتضاعه وفقر مظهره، ثم تبعه. جاء إلى النهر ولم يجد الكاهن قاربًا يعبر به، وإذ بأبيللين ينادي التمساح بصوته فأطاع وجاء إليه، وكان مستعدًا ليحمل على ظهره الرجل القديس. توسل الطوباوي لدى الكاهن أن يأتي ويجلس معه على ظهر التمساح لكنه خاف وتراجع. أما الإخوة الساكنون في الجانب الآخر فإنهم إذ رأوا الطوباوي يجلس على ظهر التمساح في الماء، وقد عبر به إلى البر وخرج خافوا.قال الطوباوي للتمساح: "إنك قتلت كثيرين لذلك فالموت هو أفضل شيء لك"، وللحال مات الحيوان (دون أن يمسه أحد). معرفته الأسرار الداخلية يذكر القديس جيروم أن هذا الأب جلس مع الإخوة ثلاثة أيام، وكان يحدثهم عن الوصايا، وقد كشف لكل إنسان خطيته الداخلية في صراحة مملوءة محبة، فدهش الكل من أجل صدق معرفته لأسرارهم الداخلية.كما روى لنا بعض قصص لنبوات نطق بها تحققت. ثقته العجيبة في أبوة الله في قامته الروحية العالية عاش بلا همّ، يثق في أبوة الله ورعايته له. ففي إحدى المناسبات إذ كان الإخوة في المغارة لم يكن يوجد طعام، وإذ بملاك الرب يظهر في شكل أخ يحضر طعامًا في الحال... وقد تكرر ذلك بصورة مختلفة. القمص تادرس يعقوب كاهن كنيسة مارجرجس سبورتنج عن كتاب قاموس أباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية
المزيد
07 فبراير 2024

كلمة "أخطأت" بين الحقيقة والزيف

كثيرًا ما تُقال كلمة (أخطأت) من قلب منسحق صادق، فتدل على التوبة، وتنال المغفرة من الله مثال ذلك الابن الضال، حينما قال لأبيه "أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقا أن أدعى لك ابنًا" (لو 15: 18)، فنال المغفرة، وذبح له العجل المسمن ومن أمثلة ذلك أيضًا، قول داود في المزمور الخمسين "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت". ونحن نكرر هذه العبارة في كل صلاة من صلوات اليوم السبع. على أن هناك مناسبات أخرى، قيلت فيها عبارة أخطأت، ولم تدل على توبة ولم يقبلها الله..! لقد كرر فرعون هذه العبارة بلون السياسة، أكثر من مرة خوفاً، لكي يرفع عنه الرب العقوبة وما أن ترتفع الضربة عنه، حتى يرجع إلى قسوة قلبه كما كان!! في ضربة البرد، دعا فرعون موسى وهارون وقال لهما "أخطأت هذه المرة الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار صليا إلى الرب وكفى حدوث رعود الله والبرد فأطلقكم" (خر 9: 37)، ولما رفعت الضربة رجع إلى قساوته وفى ضربة الجراد قال لهما "أخطأت إلى الرب إلهكما وإليكم والآن اصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط وصليا إلى الرب إلهكما ليرفع عنى هذا الموت" (خر 10: 16) كثيرون كفرعون يقولون (أخطأت) ويرجعون كرجوعه بلعام، الذي تحدث الكتاب عن ضلالته، قال لملاك الرب: "أخطأت" (عد 22: 34) وعاد وخالف وشاول الملك قال لصموئيل (أخطأت)، وكررها مرتين، لا عن توبة، وإنما لكي يكرمه النبي أمام الشعب (1 صم 15: 24، 30) وهلك شاول ورفضه الرب وعخان ابن كرمي قال ليشوع "أخطأت إلى الرب" (يش 7: 20) وهلك عخان، مثلما هلك بلعام من قبل، ومثلما هلك شاول الملك من بعد، على الرغم من عبارة (أخطأت) شمعي بن جيرا أيضًا قال لداود عبارة "أخطأت" (2 صم 19: 20) ولعله قالها بنوع من الخوف ومن التملق، ولمتقبل منه، وهلك شمعي بن جيرا وماذا أقول؟ إن يهوذا الخائن نفسه قال (أخطأت) قالها في يأس لرؤساء الكهنة والشيوخ، بعد فوات الفرصة "أخطأت إذ أسلمت دما بريئا" (مت 27: 4) ثم مضى وخنق نفسه، وهلك يهوذا بعد قوله (أخطأت). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
06 فبراير 2024

من هو المسيحي ؟

على نحو ما توجد الروح في الجسد ، هكذا المسيحيون في العالم الروح كائنة في الجسد، لكنها ليست منه، والمسيحيون مقيمون في العالم ، لكنهم ليسوا من العالم . الجسد المنظور يغلف الروح التي لا ترى، والمسيحيون كائنون في العالم، لكن صلاحهم يظل مخفياً الجسد يبغض الروح ويحاربها ، لكن الروح تحب الجسد الذي يبغضها وهكذا المسيحيون يحبون من يبغضونهم الروح الخالدة تسكن في خيمة مائتة ، والمسيحيون يحيون كغرباء في أجساد قابلة للفساد، متطلعين إلى مسكن لا يفنى في السموات بحرمان الإنسان من المأكل والمشرب تتحسن حالة روحه، والمسيحيون كلما تعرضوا للآلام والعذابات إزدادوا عدداً. ألا ترى المسيحيين يتعرضون للوحوش المفترسة لينكروا إلههم ، ومع ذلك لم يقهروا ؟ ألا ترى أنه كلما كثر عدد من يعذب منهم كثرت البقية الباقية. يبدو أن هذا ليس من صنع الناس بل : هي قوة الله" . (من الرسالة إلى ديوجنيتس) أولا : التسميات الأولى تعكس طبيعة حياته بادئ ذي بدء نقف عند التسمية "مسيحى" هذه التسمية ظهرت في العصر الرسولي متأخرة بعض الشئ ودعى التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً (أع ١١: ٢٦) لكن هناك بعض تسميات ظهرت قبلها وكل من هذه التسميات تحمل معنى أو معان معينة أ - تلاميذ : كانت علاقة الرب يسوع بمن تجمعوا حوله علاقة المعلم بتلاميذه. ولقب معلّم وتلاميذ لم يكن غريباً عن تلك البيئة . هكذا عرف أتباع يوحنا المعمدان باسم "تلاميذ يوحنا" (أنظر مت٩: ١٤؛ لو ۱۱: ١ ، يو ١: ٣٥ ، ٣: ٢٥) وبعد قيامة الرب يسوع من بين الأموات وحلول الروح القدس عليهم، شهد تلاميذه علانية أنه هو المسيا ، واستمروا يدعون أنفسهم "تلاميذ" . ولم تكن هذه التسمية قاصرة على الرسل الإثنى عشر، بل أطلقت على جميع أعضاء الكنيسة الأولى الذكور والإناث : "أما شاول فكان لم يزل ينفث تهديداً وقتلا على تلاميذ الرب "(أع ٩: ۱) "وأما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس" (أع٥٢:١٣) "ولكن إذ أحاط به التلاميذ قام ودخل المدينة وفي الغد خرج مع برنابا إلى دربة . فبشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين . ثم رجعا إلى لسترة وإيقونية وأنطاكية يشددان أنفس التلاميذ ويعظانهم أن يثبتوا في الإيمان .. وأقاما هناك زماناً ليس بقليل مع التلاميذ" (أع ١٤: ۲۰، ۲۱، ۲۲، ۲۸) " فالآن لماذا تجربون الله بوضع نير على عنق التلاميذ لم يستطع آباؤنا ولا نحن أن نحمله " (أع ١٥: ١٠) والمهم في هذه التسمية أنها تعبر عن إرتباط المسيحي شخصياً بالمسيح كمن يتتلمذ له وعليه هنا نتذكر كلمات بولس "كونوا متمثلين بي، كما أنا أيضاً بالمسيح" (1 كو ١١: ١) . فكونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء" (اف ٥: 1) ب : مؤمنون : وإذا كانت التسمية الأولى تعبر عن التلمذة للرب ، فإن هذه التسمية تعبر عن جوهر إيمان هؤلاء الأتباع، وحياة الإيمان التي يحيونها حية في أشخاصهم وسلوكهم : "وكان مؤمنون ينضمون للرب أكثر جماهير من رجال ونساء" (أع ٥ : ١٤) . "ثم وصل إلى دربة ولسترة وإذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امرأة يهودية مؤمنة ولكن أباه يوناني" (أع١٦: ١) . "بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله إلى القديسين الذين فى افسس والمؤمنين في المسيح يسوع" (أف١: ١) ."بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله وتيموثاوس الأخ إلى القديسين في كولوسي والأخوة المؤمنين في المسيح.. " (كو ۱: ۲). " إن كان لمؤمن أو مؤمنة أرامل فليساعدهن ولا يثقل على الكنيسة" (اتى ٥: ١٦). ج - قديسون : وهذه التسمية كانت تعبر عن حياتهم وعلاقتهم بالله. فقد تقدسوا في الله وله بالروح القدس ، وكانوا في حياتهم في قداسة حقيقية كشركاء للمجد العتيد إن كلمة قديس من الأصل اليوناني .. .. Hagios وتعنى مسيحى مفرز ومكرس لأجل الله لم تكن تسمية قديسين مجرد تسمية ، لكنها كانت تعبيرا عن واقع قدسی روحانى حى يحياه المسيحيون وكانوا يشعرون إنهم للرب وليسوا لسواه ، كشئ مكرس ومقدس ، لا يستخدم إلا للشئ الذي كرس له وقدس لأجله . وتقابلنا هذه التسمية كثيراً في سفر أعمال الرسل ورسائل الآباء الرسل : "فأجاب حنانيا يارب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم الشرور فعل بقديسيك في أورشليم" (أع۹: ١٣) . "وحدث أن بطرس وهو يجتاز بالجميع نزل أيضاً إلى القديسين الساكنين في لدة" (أع۹ :۳۲) " فناولها يده ( طابيثا) وأقامها . ثم نادى القديسين والأرامل وأحضرها حية" (أع ٩ : ٤١) ."بولس عبد ليسوع المسيح إلى جميع الموجودين في رومية أحباء الله مدعوين قديسين نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح" (روا: ۷) راجع أيضاً (۱ کو ۱: ۲ أف١:١؛ فى ٢١:٤) إن لفظ قديسين في مفهومنا الحالي لا يطلق إلا على من انتقلوا إلى العالم الآخر ، بعد أن عاشوا حياة القداسة على الأرض . أما في عصر الرسل فكانت تطلق على أعضاء الكنيسة الأحياء وقد ظلت هذه التسمية شائعة ، يطلقها المسيحيون على بعضهم بعضا ما بعد منتصف القرن الثاني، لكن ما لبثت أن اختفت تدريجياً بعد ذلك، إذ لم يعد للمسيحيين الشجاعة على دعوة أنفسهم قديسين بعد أن بدأت تظهر عليهم أعراض الضعف الروحي، وبدأت تأثيرات العالم تأخذ طريقها إليهم. د - إخوة وأخوات : وإذا كانت التسمية تلاميذ ومؤمنين وقديسين هي تعبير عن علاقتهم بالله، فتمسية "إخوة وأخوات" تعبر عن علاقتهم بعضهم ببعض كأعضاء في جسد المسيح الواحد : لكن اليهود غير المؤمنين غروا وأفسدوا نفوس الأمم على الإخوة (أع ٢:١٤) " وأما الإخوة فللوقت أرسلوا بولس وسيلا ليلا إلى بيرية وهما لما وصلا مضيا إلى مجمع اليهود .. فحينئذ أرسل الإخوة بولس للوقت ليذهب كما إلى البحر وأما سيلا وتيموثاوس فبقيا هناك" (أع ١٧: ١٠، ١٤) ."وبعد يوم واحد حدثت ريح جنوب فجئنا في اليوم الثاني إلى بوطيولي حيث وجدنا إخوة فطلبوا إلينا أن نمكث عندهم سبعة أيام" (أع ٢٨: ١٤) "سلموا على اسنيكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الإخوة الذين معهم" (رو١٦: ١٤) . وراجع أيضاً (١كو ١٦: ۱۲، غل ۱ : ۲؛ فی ۱ :١٤؛ ٤: ٢٤ اتى ٤ : ٦ ؛ عب ٢ : ١١ ؛١يو ٣ : ١٤) . تلك العلاقة الحبية التي كانت تدعو إلى الدهشة والإعجاب إنها تسمية تلائم سلوكهم المسيحي . واسفار العهد الجديد وكتابات الآباء الرسوليين تكشف لنا عن سمو حياة المسيحيين الأوائل وحياتهم الأخوية أما تسمية مسيحيين الشائعة الآن ، فقد بدأت في أنطاكية حينما دعى التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً (أع ١١: ٢٦) .. ولم يستخدم بولس هذه التسمية فى رسائله ، ولا نجدها في اسفار العهد الجديد الأخرى إلا في موضعين آخرين : " إن عيرتم باسم المسيح فطوبي لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم. أما من جهتهم فيجدف عليه وأما من جهتكم فيمجد . فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شر أو متداخل في أمور غيره . ولكن إن كان كمسيحى فلا يخجل بل يمجد الله من هذا القبيل "(ابط ٤ : ١٦) . . "فقال أغريباس لبولس بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً" (أع٢٨:٢٦ ) وفي كتابات الآباء الرسوليين نجدها في كتابات القديس أغناطيوس الأنطاكي الشهيد الذي استخدمها كثيراً . نيافة مثلث الرحمات الانبا يؤانس أسقف الغربية عن كتاب كيف يعايش المسيحى المجتمع
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل