المقالات

24 ديسمبر 2023

تعظم نفسى الرب

اليوم هو الاحد الثالث من كيهك، وشهور كيهك كلها تتكلم عن الحادث العظيم الذي تم للبشريه وهو كيف افتقد الله الإنسانيه بتجسده المبارك، وكيف أتخذ من طبيعتنا صوره يخفي فيها لآهوته، وكان هذا الاتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير حتي يمكن أن يخلصنا. حادث في منتهي القوه، حتي تجدوا أن السماء كانت ترسل دائماً سواء ملائكه أو عمل روح ربنا، مثل إليصابات ويوحنا المعمدان حين يخرج ويكرز للعالم يكرز بقوه الروح القدس. شخصيه العذراء هي شخصيه فريده جداً أنه لم يكن أبداً إختيار عشوائي، كانت تحمل قوه وعمق، ولكن الشئ الآخر والعمق الآخر هو خدمتها، تخيلوا الملاك ينزل ويبشرها أنها هي التي ستحمل ابن الله الكلمه المتجسد ويبشرها أنها ستكون هي محور التجسد لآنها ستحمل الآهوت في أحشائها وستدعي أم الله، كان يجب أن تحتجب وتخدمها الملائكه كما تخدم العرش الإلهي، وكان يجب أن تشعر أنها صارت مكرمه وعاليه، ليس من باب تكريمها الشخصي فقط ولكن من باب أنها تحمل الآهوت، ولكن ما أن سمعت أن إليصابات نسيبتها العجوز حبلت حتي عبرت الجبال وسارت مسافه كبيره جداً وهي فتاه صغيره حتي تخدم هذه المرأه العجوز، هذا القلب المملؤء حب وخدمه لا يبالي أبداً إلا بالحب الذي يقدمه لا يهتم بصوره الكلام ولا الناس ماذا ستقول، وهذا ما جعل العذراء ترجع بعد ثلاثه شهور لان علامات الحمل ظهرت، لكن قلبها كان مملؤء خدمه وأحبت كل من كان حولها، حتي أنها تعبت لآجلهم. وجود العذراء في حياتنا وجود حقيقي وحينما نكلمها نكلمها بشخصيتها، لابد أن ندرك أن القديسين يتفاعلوا معنا بشخصيتهم، بصورتها التي تخدم الكل التي تتعب لاجل إليصابات هي هي التي نكلمها قلبها الحنون جداً وصلواتها التي تقدمها لآجلنا بنفس طريقه الخدمه. في إنجيل اليوم يقول أمتلآت إليصابات من الروح القدس ما أن سمعت صوت العذراء، لم تمتلئ إليصابات إلا في وجود العذراء، وهذا شئ مهم تزداد قناعتنا لفكره الشفاعه، إن وجود العذراء عمل هذا الحلول الآهوتي، كانت تحمل المسيح في أحشائها لذلك هي كانت سماء وعرش، " ما أن سمعت صوت سلامك في أذني حني ارتكض الجنين بإبتهاج في بطني، هذا معناه إن العذراء وجودها لشخصي له قوه وعمق، ولا تظنوا أن العذراء حينما صعدت للسماء لم تعد موجوده معنا لكن بالعكس، صارت لها قوه أعظم لانها تخلت عن قيود الجسد وارتفعت من الارضيات وصارت في قوه أعظم لذلك نحن نتشفع بها،:" هوذا منذ الآن جميع الآجيال تطوبني"، فمن لا يؤمن بتطويب القديسين وشفاعتهم لا يتمم كلمات الكتاب المقدس، وحينما ارتكض الجنين اللفظ الذي استخدمه مارلوقا معناها رقص، فرح شديد لدرجه أنه رقص، ومارلوقا أخذ هذه الاحداث من العذراء نفسها، والذي عرفنا ذلك الايقونه التي رسمها للعذراء، وقال في مقدمه إنجيله " إذا تتبعت من البدء من كانوا معينين وخدام للكلمه" . انفتحت أعين إليصابات وقالت كيف تاتي إلي أم ربي وهذا إعلان لآهوتي مبكر، لم تكن إليصابات مستنتجه الفكره ولكن اعلن لها، ببساطه الملاك كلم العذراء ولم ينتشر الخبر نهائي حتي يوسف النجار ظهر له الملاك واخبره، لكن كان روح الله يريد ان تكون إليصابات أول من يعلن عن لآهوت المسيح، فتقول :"أم ربي"، وكأنها تعلن أنها تحمل الذي سيعلن عن المسيح في اليهوديه، فحينما تتقابل أم يوحنا المعمدان لابد أن تقدم نفس الصوره، فمن احشاء إليصابات سيعلن أن هذا هو حمل الله الذي سيحمل خطايا العالم كله" فتعلن إليصابات أن الذي في أحشاء العذراء هو الرب المتجسد ثم وكأنها أمام عرش سماوي بلحن يتم فيه مرابعه، إليصابات كانت تقدم المجد للمسيح المتجسد في أحشاء العذراء، فترد عليها العذراء بتسبحه تكشف لنا أنها تعلمت الناموس وحفظت النبوات ، كل كلمه في تسبحه العذراء لها أصول في النبوات، ولكنها قالت جمله مهمه:" تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" قليل جداً حينما نجد أحد يتكلم عن النفس والروح، إلي هذا الحد كانت هذه الفتاه تحمل نضجاً وعمقاً وفكراً أيضاً، هي تدرك تماماً أن هناك فرق بين النفس والروح، النفس هي الكيان الحيوي للماده، الحيوان به نفس ولكن ليس فيه روح، الانسان فقط هو الكيان المادي الوحيد الذي يحمل روح، والروح الانسانيه تسكن كل كيان الجسد وتتحد بالنفس أيضاً فتكون كل أعمال الجسد مروحنه وكلك كل أعمال النفس، بمعني أن النفس المتحده بالروح الانسانيه مختلفه عن النفس الحيوانيه. النفس الحيوانيه إمكانياتها محدوده وهي تعطي فقط للحيوان عمله الحيوي وبعض الملامح في بعض الحيوانات تأخذ صوره معنويه مثل الشمبانزي الذي عندهم بعض الذكاء، ولكن مهما وصلت لا تصل أبداً للنفس الانسانيه لانها متحده بالروح الانسانيه، الروح الانسانيه عملها هي الاتحاد بالله، لذلك هي لاتشبع إلا بالله، مثلما قال القديس اغسطنينوس:" لقد خلقتنا متجهين إليك يا الله لذلك ستظل نفوسنا قلقه حتي تجد راحتها فيك، ولكن انظروا الدقه قالت:" تعظم نفسي الرب" وهذا معناه العقل والمشاعر، التعظيم يأتي برؤيه، " وتبتهج روحي بالله مخلصي" الفرح الروحاني هو فرح غير مدرك أحياناً، يكون فوق العقل ميتافزيقيا. الاتحاد الذي تم في أحشائها اعطي روح العذراء إمكانيات أعلي من البشر، فصارت روح العذراء تنفتح علي الكيان الإلهي فيقول أحد الاباء:" أن صوره الرب تزداد بهاءً فينا فحينما نخطئ تبهت الصوره وحينما نقترب تتضح الصوره". " لانه نظر إلي اتضاع أمته" اختارها لانها متضعه " هوذا منذ الآن جميع الاجيال تطوبني" وكان هذا التطويب تدركه تماماً أنه ليس لاجل شخصها ولكن لاجل الابن المتجسد فيها. العذراء كانت تحمل قوه روحيه كبيره كما أنها تحمل داله أيضاً كبيره، وبينما نحن ننظر إلي سر التجسد أنه سر خاص بالبشريه ولكننا كلما نمجد الرب لانه تجسد ننحني إحتراماً وتقديراً للعذراء لانها حملت في أحشائها المسيح واحتملت هذا الالم الكبير سواء علي مستوي مواجهه مجتمع أو أن ابنها يصلب أمامها علي الصليب. لذلك العذراء لها شفاعه كبيره ووجودها كان له عمق سواء بوجودها الشخصي مع المسيح أو سواء فيما بعد أمام العرش الالهي في الصلاه، ونحن أيضاً حينما نري هذا العمل العظيم في التجسد وحينما نسأل نفوسنا إذا كانت العذراء قبلت أن تحمل باتضاع الابن جنيناً. ولكن من منا يسعي كي يحمل المسيح في داخله أيضاً، وأن كان المسيح في تجسده من العذراء قد أخذ طبيعتنا أيضاً، ولكن حينما نحمله نحن في داخلنا يأخذ هو طبيعتنا، يتحد بنا، فالحرص علي وجود المسيح في داخلنا يجب أن يكون حرص الوجود " نكون أو لا نكون"، فحينما يكون المسيح فينا فنوجد بالحقيقه، وحينما لا نكون المسيح فينا تكون حياتنا عدم.لآلهنا كل مجد وكرامه إلي الآبد أمين القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
23 ديسمبر 2023

إنجيل عشية الأحد الثالث من شهر كيهك ( مر ۱ : ٢٩ - ٣٤ )

ولَما خرجوا مِنَ المَجْمَعِ جاءوا للوقتِ إِلَى بَيتِ سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا، وكانت حمـاة سمعان مُضطَحِعَةً مَحمومَةً، فللوقت أخبروه عنها. فتَقَدَّمَ وأقامها ماسكا بيدها، فتركتها الحمى حالاً وصارت تخدمُهُمْ . " ولَما صار المساء، إذ غَرَبَتِ الشَّمسُ، قَدَّموا إليه جميعَ السُّقَمَاءِ والمَجانين. "" وكانت المدينة كلها مُجتَمِعَةً على الباب. فشَفَى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشَّياطين يتكلمونَ لأَنَّهُمْ عَرَفوهُ ". وضع الآباء هذا الفصل من الإنجيل متلاحما مع إنجيل القداس الذي يتكلّم عن زيارة العذراء القديسة مريم للقديسة أليصابات عندما سمعت من رئيس الملائكة جبرائيل أن المدعوة عاقرا صارت حبلى بالمعمدان السابق قامت العذراء القديسة بسرعة إلى الجبال مثل مركبة الشاروبيم يحركها الروح وعجلات النار ودخلت بيت زكريا وسلّمت على أليصابات. وأقامت العذراء القديسة عندها نحو ثلاثة أشهر تخدمها في شيخوختها. فإنجيل العشية يذكر أن الرب بعدما شفى حماة سمعان من حمتها الصعبة، في الحال قامت وصارت تخدمهم أي تخدم المسيح وكنيسته في شخص التلاميذ المجتمعين فالخدمة هی المحور الذي تدور حوله أحداث وأحاديث هذا الأحد من شهر كيهك. لقد سجّل الإنجيل لحماة سمعان رغم أنها امرأة متقدمة في الأيام إلا أنها حال ما أخذت من يد المسيح نعمة شفاء إذ أقامها ماسكا بيدها تشددت يداها للعمل والخدمة. إن كان أحد يخدم فكأنه من قوة يمنحها الله". أنواع خدم مختلفة ولكن الروح واحد هو روح المسيح واهب النعم ومعطي الخيرات لا توجد خدمة كبيرة وأخرى صغيرة. كل واحد حسب ما قسم الله له نصيبا من الإيمان. حماة سمعان خدمت مائدة المسيح وتلاميذه في بيتها الذي صار بمثابة كنيسة بحلول المسيح فيه... مثل مرثا التي خدمت أيضًا المسيح وتلاميذه في بيتها بينما اهتمت مريم بخدمة الاستماع إلى كلمات المسيح جالسة عند قدميه متتلمذة باتضاع وسكون.فإن كنا أخذنا من يد المسيح التي لمستنا وأقامتنا، أخذنا من ملئه نعمة فوق نعمة فلا نتكاسل عن الخدمة ولا نعتفي منها. بل في حالة أخذنا يصير الروح فينا نشيطا فنخـدم بحسب مواهب الله الممنوحة لنا.الخادم ففي الخدمة المدبر فباجتهاد. الراحم فبسرور . الواعظ في الوعظ الأب في وزنة الأولاد الممنوحين له من الله كعطية صالحة لأن البنين ميراث من الرب. الأم تخدم في مجالها لأنها تخلص بولادة البنين إن ثبتت في الإيمان والتقوى مع التعقل. * ليس شرطاً أن يخدم الإنسان تحت اسم أو رتبة. الخدمة ليست حكراً على أحد يستطيع كل واحد أن يخدم المسيح في حقله الذي يرسله إليه قائلاً: "يا ابني اذهب اليوم اعمل في حقلي". الحقل متسع بلا نهاية والحصادكثير.خدمة الموائد أيضاً في الكنيسة الأولى كان لها شأن كبير ولم تنحصر في العمل المادي لأن القائمين عليها كانوا مملوئين من الروح القدس والإيمان كمثل اسطفانوس. تعلم من العذراء القديسة الخدمة النشيطة (تأملها وهى مسرعة على الجبال في الطرق الوعرة). الخدمة لا تستثقل شيء ولا تستعظم شيء. كنا نتأمل في حياة العذراء الطاهرة فقال لي أبونا بيشوي كامل: "أعتقد أن العذراء القديسة في حال إقامتها في الهيكل كانت تميل إلى الخدمة الحقيرة مثل الكنس أو غسل الأواني ... إلخ. ولم تكن تحب أن تكون خدمتها ظاهرة ممدوحة من الناس". لقد أدرك أبونا بيشوي بروحه ميول العذراء الطاهرة أليست هي أم الوديع متواضع القلب؟!. أقامت القديسة العذراء عند أليصابات نحو ثلاثة أشهر، في الوقت الذي كانت أليصابات في الشهور الأخيرة لحملها ولم تكن تقدر على خدمة ما... فكانت العذراء القديسة معينتها وشفيعتها وقد استصغرت أليصابات نفسها واستكثرت أن تجيء إليها العذراء حين قابلتها صارخة: "مــن أيــن لـي هـذا أن تأتي أم ربي إلي" (لو ١ : ٤٣).وما أن حان ميعاد ميلاد يوحنا المعمدان حتى أدركت العذراء أن كثيرين سيأتون ويفرحون بيوحنا وأيادٍ كثيرة ستمتد للخدمة وسيكون زحام كثير. هنا انسحبت الحمامة الحسنة بهدوئها راجعة إلى بيتها لأن هذا هو منهجها أن تعمل في صمت وهدوء وبعيدًا عن الضوضاء وكثرة الناس. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
22 ديسمبر 2023

اللقاء الثاني مع حواء الأولى

سألني الملاك المرافق لي في الفردوس: لقد التقيت بأول رجل خلقه الله، أتريد أن تلتقي بأول امرأة؟ لاحظ الملاك على وجهي اشتياقاً للتعرف عليها، فأمسك بيدي وشعرت كأنه حملني على جناحيه، وانطلق بي إلى حواء الأولى. لم أعرف بماذا أدعوها، فقد أدركت أنه في المسيح ليس ذكر وأنثى(غلاطية ٢٨:٣) التقيت بها، فوجدتها كملاك الله تتسم بالحيوية والبشاشة، كل كيانها يتهلل بالله ويسبحه سألتها: ما هي مشاعرك نحو هؤلاء البلايين من نسلك يا أم كل حي» (تكوين ٢٠:٣) ابتسمت وقالت لعلك أتيت إلى إنسان آخر، فأنا لست أم كل حي، لأنني للأسف أعطيت القفا لخالقي وعصيته، فصرت أما للموتى بالخطايا، لا للأحياء ولكن شكرًا لمخلصي القدوس، نزل إلينا بكونه آدم الأخير، وأقام من جنبه المطعون حواء الجديدة أو الأخيرة، وهي عروسه السماوية، الكنيسة.صرت أنا ابنتها، وتهللت نفسي لأني أرى كثيرين من نسلي حسب الجسد حملوا في نفوسهم أمومة عجيبة، بالحب حملت نفوسهم كثيرين من الموتى، وقدمت لهم آدم الأخير، يسوع المسيح، واهب القيامة والحياة الأبدية.أريد أن أهمس في أذنك، لكن ليس كهمسات الحية التي خدعتني وقتلتني وأنا في جنة عدن: ضع في قلبك أن نفسك يجب أن تكون أما ولودة، ولتحسب كل البشرية حتى الذين يضطهدونك ويسخرون بإيمانك أنهم أولاد وبنات لك. حين تدخل مخدعك أبسط يديك لتحتضن البشرية كلها بالحب وتطلب لأجلها، فتصير أعماقك ملكوت الله، أم كل حي. للأسف إني قدمت لآدم الثمرة الممنوعة فطردنا من جنة عدن، هوذا حواء الجديدة، الكنيسة، تقدم للبشرية الثمرة المحبوبة السيد المسيح. تقدم جسده ودمده كي يختبروا عربون السماء، وتنفتح أمامهم أبوابها! إني مشتاقة إلى يوم قدومك هذا وتتقدم أمام الرب وأنت تترنم: ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله (عبرانيين (۱۳:۲) القمص تادرس یعقوب ملطى كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس سبورتنج
المزيد
21 ديسمبر 2023

شخصيات الكتاب المقدس روفس بن سمعان القيروانى الرسول

روفس: إسم لاتينى معناه أحمر (مر15: - 21) (رو16: 13). روفس الإبن الثاني لسمعان القيرواني، رسم اسقف علي تيباس مر 15: 21 فسخّروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني ابو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه. رو 16: 13 سلموا على روفس المختار في الرب وعلى امه امي. وهو ابن سمعان القيروانى او القيرينى الذى سخر لحمل صليب المسيح (مر 15: 21) ولعله هو ذاتة روفس الذى كان فى روميه وبعث اليه القديس بولس تحياته (رو 16: 13) صار اسقفا على تيباس.. بشر كثيرين بالسيد المسيح له المجد وهدم بيوتا للاصنام وبناها بيوتا لله. كرز فى بلاد الصين وما حولها ومات ودفن هناك.
المزيد
20 ديسمبر 2023

بالتجسد إنتهت مشكلة الشر والألم

لاحظنا مما سبق أن التجسد كان طريقاً إلى أهداف عديدة منها : - ١- التعرف على الله الروح، إذ اتخذ جسداً ، فصار من الممكن أن نتعرف عليه ، وأن نسمع صوته . ٢- إتمام الفداء، فبالتجسد حصلنا على الفادى المناسب ، القادر أن يموت عنا بناسوته ، وأن يقوم لأجلنا بلاهوته . ٣ - سقوط الشيطان : فقد سحقه الرب بالصليب ، وسبى سباياه داخلاً بهم في ظفر إلى الفردوس . يبقى أن تدرك أن التجسد أنهى مشكلتي الشر والألم من حياة البشرية . مشكلة الشر : صار الإنسان - بسبب السقوط - يعاني أمرين : ١- الطبيعة التي فسدت بالخطيئة . ٢ - الحكم الذي صدر ضده بالسقوط . لكن الرب بتجسده حل هاتين المشكلتين ، إذ مات عنا على الصليب ، فانتهى الحكم الذى كان علينا ، واتحد بجسدنا ، فأعاد خلقتنا وطهرنا من فسادها . وهكذا - بالمعمودية - دفنا مع المسيح ، ثم قمنا معه في حياة جديدة . أو كما يقول القديس أثناسيوس الرسول ، صرنا كقشة سهلة الحريق ، ولكنها إذ أحيطت بمادة الإسيتوس غير القابلة للإشتعال ، صارت في مأمن من حريق الدينونة . ومن هنا صار الإتحاد بالله ممكناً ، من خلال الحياة اليومية معه، والتناول المستمر من جسده ودمه الأقدسين . و يشبه القديس أثناسيوس عملية تجديد خلقة الإنسان يملك له إبن وحيد وإذ أوشك الإبن على السفر طلب الملك من فنان عظيم أن يرسم له صورة إبنه الحبيب ، فخرجت الصورة بديعة جداً وسافر الإبن ، وحدث للصورة ما أفسدها ولما أراد الأب استعادة صورة إبنه طلب الفنان عودة الإبن من الخارج يرسم الصورة من جديد. وبالفعل عاد الإبن مرة ثانية ، وأعاد الرسام الصورة إلى أصلها دون أن يمزق اللوحة التي فسدت حيث أنها كانت تحمل فى الأصل صورة الابن ويقول القديس أثناسيوس أن هذا ما فعله الله معنا، جاء إلينا ، وأعاد رسم الصورة على نفس طبيعتنا الساقطة دون أن يفنى هذه الخلقة الأولى التي حملت يوماً ما صورته الإلهية وهكذا أعيدت خلقة الإنسان، وصار من الممكن لا أن تغفر له خطاياه فحسب، بل أن يتجدد حسب صورة خالقه « إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله، ولبستم الجديد الذى يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه » ( کو ۳ : ۱۰۹) .وقد شبه الله ذلك في العهد القديم بالفخاري الذي صنع من الطينة وماء، وإذ لم يكن كما يريد ، أعاد صنعه ثانية بعد أن فسد . وقال الرب هوذا كالطين بيد الفخاري، هكذا أنتم بيدى » ( أرميا ١٨ : ١ - ١٠ ) . لذلك فالمسيحية هى الدين الوحيد الذي يتحدث عن إعادة خلقة الإنسان وتجديد طبيعته ، وهذا عمل لا يقدر عليه سوى الخالق . مشكلة الألم : وكما عالج الرب بتجسده مشكلة الشر، عالج مشكلة الألم . فالألم كان في الماضى عقاباً على الخطيئة، ولكننا إذ تيرونا بالمسيح ، صار الألم شركة معه ، وهبة منه . « لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط ، بل أن تتألموا لأجله » ( فى ۱ : ۲۹ ) . ولذلك فالرسل « ذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل إسمه » ( أع ٥ : ٤١ ) نعم ، فالألم لم يعد عقوبة ، لأن السيد نفسه تألم دون ننطيئة ، وكانت آلامه الاماً فدائية ، إذ « حمل خطايانا في جسمه على الخشبة » ( ١ بط ٢ : ٢٤ ) . وصارت آلامنا كلها - فيما عد الآلام الناتجة عن ارتكاب خطايا - آلاماً فيها تعزية وتنقية وتكميل و بنيان وشركة وفطام عن الأرضيات . لذلك يقول الرسول بولس : ( أكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده الذى هو الكنيسة » (كو ١ : ٢٤ ) . نعم ، فالكنيسة هي جسد المسيح الرب هو الرأس والمؤمنون هم الأعضاء. وكما دفع الرأس نصيبه من الآلام، وجب على الأعضاء أن تدفع نصيبها منها فالألم إذن المرض والخسارة المادية والأدبية وآلام الموت والكوارث الطبيعية وغير ذلك - لم يعد عقوبة الخطيئة ، بل شركة مع المصلوب وطوبي للنفس التي تدرك غاية الألم وبركاته فلا تضجر منه ، بل بالحرى ترضى به ، وتشكر عليه ، فهي تدرك أن الألم ۱ - ينقينا من شوائب الخطيئة والبر الذاتي . ۲ - يزكينا أمام الله والناس إذ تحتمل بشكر . ٣- ويقينا من ضربات الكبرياء كشوكة بولس . ٤- ويفطمنا عن الأرضيات لتطلب أورشليم السمائية، ونستعد لحياتنا الأبدية وهكذا صار التجسد حلاً جذرياً لكل مشاكل الإنسان ، ومعبراً وحيداً للخلاص منها ، والإتحاد بالله ، والتطلع للخلود . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن كتاب أسئلة حول التجسد
المزيد
19 ديسمبر 2023

التجسد والإنسان

لقد سقطت للطبيعة البشرية في جنة عدن وتلوثت الخليقة المادية كلها عندما سقط تاجها وكاهنها في العصيان .. وإذا كان البعض - من غير المسيحين - يرى أن التوبة كانت كافية لاعادة آدم إلى مركزه الأول فإن أثناسيوس الرسولى يرى أن التوبة لا تستطيع أن توفى مطالب الله العادل ، لأنه إن لم يظل الإنسان في قبضة الموت يكون الله غير صادق .. هذا بالإضافة إلى أن التوبة تعجز عن أن تغير طبيعة الانسان لأن كل ما تفعله هو أنها تقف حائلا بينه وبين إرتكاب الخطيئة مرة أخرى وهكذا لو كان ما إرتكبه الانسان لم يتبعه الفساد لكانت التوبة كافية ، أما الآن وقد أصبح الفساد طبيعة آدم وحرم من تلك النعمة التي سبق أن أعطيت له ، لم يبق غير أن يتقدم كلمة الله الذي خلق كل شيء من العدم ليرد إلى آدم نعمته السليبة .وفى هذا الصدد يقول حامى الايمان ، وإذ رأى الكلمة أن ناموس فساد البشرية لا يمكن إبطاله إلا بالموت وأنه مستحيل أن يتحمل الكلمة الموت لإنه خالد باق غير خاضع لناموس الموت .. أخذ لنفسه جسداً قابلا للموت حتى بإتحاده بالكلمة يكون جديراً أن يموت نيابة عن الجميع ، وهذا عين ما قاله الرسول بولس و لانه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع ، ( اكو ۱٥ : ۱۲ ) وفى موضع آخر يقول « فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم إشترك هو أيضاً فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى أبليس ويعتق أولئك الذين خوفا من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية . عب ٢ : ١٤ و ١٥ ) إن الموت لم يكن خارجاً عن جسد آدم حتى تأتيه الحياة من خارجه أما وقد صار الموت ممتزجا بالجسد أيضا وسائداً عليه ، فكان مطلوبا أن تمتزج الحياة بالجسد حتى إذا ما لبس الجسد الحياة نزع منه الموت وإذ انحط فكر البشر نهائيا إلى الأمور الحسية فقد إستتر الكلمة بظهوره في الجسد لكي يستطيع كإنسان أن ينقل البشر إلى ذاته ويركز احساساتهم في شخصه . أليس هذا هو ما عناه بولس الرسول بقوله ، وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله . ( أف ۳ : ۱۸-۱۹ ) ان الله بتجسده أعطى للإنسان إمكانية أن يوجد الله فيه لا أن يبقى الله بعيداً عنه كما كان في العهد القديم .. لهذا يقول السيد المسيح له المجد في صلاته الشفاعية الأخيرة وأنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد وليعلم العالم أنك أرسلني وأحببتهم كا أحببتني ، ( يو ١٧ : ٢١ ) .وفى نفس الصلاة يقول ،وعرفتهم إسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به وأكون أنا فيهم . ( ير ١٧ (٢٦) . إن الله بتجسده قد أوجد الإنسان حسب النموذج الكامل الذي كان في قصده ، وفى هذا نذكر قول بيلاطس عن المسيح عندما قدم للمحاكمة أمامه و هوذا الإنسان . يو ١٩ : ٥ الانسان بمعناه الانساني الحقيق الانسان في نموذجيته ومثاليته الواقعية العملية الانسان في رقته وحزمه ، في لطفه وصرامته ، في وداعته وشدته ، فى إتضاعه وعظمته، في بعده الداخلي وبعده الخارجي ، في روحه وجسده معاً فالانسان بعد المسيح قد صار حاضراً أمام الله الآب كل حين ، وأضحى المسيح شفيعا وحيداً ووسيطاً وحيداً لدخول الانسان إلى أقداس الآب الانسان بعد المسيح قد تجاوز الألم لان المسيح حمل أوجاعنا وإمتص بصليبه وموته غصة الألم ليجعله شركة حب وهبة تمنح للمختارين .الإنسان بعد المسيح قد تجاوز مشكلة العزلة والفراغ لان المسيح قد صار له كل الملئ. وكل الشبع وكل الراحة والسلام .الانسان في المسيح قد تجاوز مشكلة الموت لأن المسيح قد داس بموته شركة الموت والذين في القبور أنعم لهم الحياة الأبدية .الإنسان في المسيح قد صار مدعواً إلى التألة كما قال اثناسيوس الرسولى . فقد أخذ الله إنسانيتنا لهيبنا مجده الإلهى. مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب التجسد الإلهى لاهوتيا .روحيا.كنسيا. طقسيا
المزيد
18 ديسمبر 2023

بالتجسد .سقط الشيطان

الشيطان كائن حي ، وشخصية حقيقية . وهو في الأساس رئيس ملائكة سقط مع طغمة في فترة الإختبار التي كانت لهذه المخلوقات الروحية. وقصة سقوطه مدونة فى الكتاب المقدس في مواضع عديدة أهمها :- أشعياء ١٤ : «كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح . كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم . وأنت قلت في قلبك أصعد إلى السموات ، أرفع كرسى فوق الكواكب، أصير مثل العلى ، لكنك إنحدرت إلى الهاوية ، إلى أسافل الجب » ( أش ١٢:١٤ - ١٥ ) . رؤیا ۱۲ : « وحدثت حرب فى السماء ميخائيل وملائكته . حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته ، ولم يقووا ، فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء . فطرح التنين العظيم، الحية القديمة، المدعو إبليس والشيطان ، الذي يضل العالم كله، طرح إلى الأرض، وطرحت معه ملائكته » ( رؤ ۱۲ : ۷-۱۷ ) .ولكن ... لماذا سمح الله بسقوط الشيطان ؟ أو بالحرى مادام الله كان يعرف أن الشيطان سيسقط فلماذا خلقه من الأساس ؟ وبعد أن سقط لماذا تركه وهو يعلم أنه سيسقط الإنسان ؟ لماذا الشيطان ؟ الشيطان هو المفتاح الوحيد لموضوع حرية الإختيار لدى الإنسان . الله لا يريد مخلوقات تابعة، ولكنه يريد مخلوقات حرة . لذلك أعطى فترة إختبار للملائكة حين خلقهم ، تاركاً لهم حرية الإختيار بين أن يكونوا معه، أو أن يرفضوا ذلك . وهكذا إختار الشيطان أن يستقل عن الله ، ونسى المسكين أن نوره مستمد من النور الإلهي . وإنه يستحيل أن ينير من ذاته. فانقطعت فرصة إنارته وصار كتلة من الظلام ومن هنا إستحالت توبته فهو مسئول عن تصرفه مسئولية كامة ، لم يتقدم أحد ليغريه . كما أنه صار ظلاماً كله، فليس هناك أدنى أمل في توبته أو خلاصه أما الإنسان، فكانت أمامه أيضاً حرية الإختيار، أن يحيا لله أو للشيطان، حسبما أراد فإذا اختار أن يحيا لله سيكون ذلك بمحض حريته، وليس بقهر من الخالق. إنها الحرية التي خلقنا الله عليها ، ويحب لنا أن نمارسها. وشكراً لله أن الذى دفع ثمن هذه الحرية ، وديون ذلك السقوط الإنساني هو الله نفسه ، فهو لم يسمح بسقوطنا على يد إبليس ثم يتركنا لنخلّص أنفسنا بأنفسنا ، بل بالعكس ، رأى أننا في ضعفنا تم إغراؤنا ، فنزل لفدائنا ، وسحق الشيطان . كيف سقط الشيطان ؟ على عود الصليب، ظن الشيطان أنه انتهى من السيد المسيح . فلقد كان متحيراً فيه ، وكان الرب يخفى لاهوته عنه . مرة يظهر له صفة من صفات اللاهوت إذ يجده يخلق عيناً لأعمى ، ويقيم ميتاً بعد أن أنتن ، ويغفر الخطايا، ويجدد القلوب، ومرة أخرى يظهر له صفة من صفات الناسوت فيجوع ويعطش وينام ، وكان الرب يفعل كل ذلك «تدبيرياً» لكي يكمل الشيطان خطته و يؤلب اليهود والرومان عليه ، فيقتلونه بالصليب . وكان الرب يهدف إلى هذه الغاية ، لأنه على الصليب إنفصلت نفسه الإنسانية عن جسده الإنساني، غير أن لاهوته كان متحداً بكليهما . فالرب شابهنا في ناسوت كامل : جسد + نفس + روح إنسانية . ولما نزلت النفس الإنسانية إلى الجحيم كأنفس القديسين السابقين على الفداء ( لأن الفردوس كان مغلقاً ) ، ظن الشيطان أنه سيقبض عليه كبقية أرواح القديسين ولكنه صعق إذ وجد هذه النفس متحدة باللاهوت . وانسحق الشيطان أمام السيد المسيح، الذي أحدث ثورة في الجحيم بين الأنفس المنتظرة لفدائه، وخرج به غالباً ، وفتح لها باب الفردوس ، وأودعها فيه بفرحة عارمة وهكذا تمت الكلمة التي قالها الرب : رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء » ، «رئيس هذا العالم آت ، وليس له في شيء » (يو ١٠ : ١٨ ، يو ١٤ : ٣٠ ) . وهكذا صار لنا إمكانية النصرة عليه : « إله السلام سيسحق الشيطان تحت أقدامكم سريعاً » ( رو ١٦ : ٢٠ ) فلم يعد لنا حجة أن نجعل من الشيطان الشماعة التي نعلق عليها خطايانا الآن، فهو يعرض دون أن يفرض ، وقد فقد سلطانه علينا إلى الأبد، تمهيداً ليوم سيعذبه فيه الله إلى ما لا نهاية ، لأنه إختار ذلك بنفسه و بكبريائه المرة ونحن الآن في المسك الألفى نتمتع بنصرة عليه ، إذ نقوم مع الرب من قبور الخطية « إستيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات ، فيضيء لك المسيح » ( أف ٥ : ١٤) : « أقامنا معه » ( أف ٢ : ٦ ) وذلك تمهيداً للقيامة الثانية قيامة الأجساد ، لنحيا مع الرب إلى الأبد. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن كتاب أسئلة حول التجسد
المزيد
17 ديسمبر 2023

الاعداد للتجسد

الاحد الثاني احبائي من شهر كيهك المبارك تقرا علينا الكنيسه فصل من بشاره معلمنا لوقا فصل بشاره الملاك جبرائيل لامنا الست العذراء بالحَبل الالهي البتولى بشاره التجسد الالهي الروح القدس يحل عليك وقوه العلي تظللك القدوس المولود منكِ يدعى ابن الله اللحظه دي احبائي هي لحظه اشتياق كل الانبياء والابرار اشتياق ادم لخلاصه هي دي اللحظه التي تطلع اليها الاباء والانبياء في العهد القديم هي دي اللحظه اللي تقال عنها ملئ الزمان حسب كلمه معلمنا بولس الرسول هو دة المفهوم اللي هيأتى مشتهى الاجيال فجاء جبرائيل يخبر آمنا العذراء بالبشاره عشان يكلم البشريه كلها ممثله في امنا العذراء ان الاله هيسكن داخل الانسان بيقول لها ان زمن العداوه خلص زمن البعد انتهى زمن الاغتراب عن اللة خلص خلاص انا جاي اقول لكم على فرح عظيم ايه هو؟ ان الاله هيسكن جوا الانسان ان الاله هيفتقد البشريه الشقيه الاله هيأتى ويسكن فى وسطنا ان الالة هيصنع معنا مصالحة جديده ويرجعنا مش بس لصوره ادم قبل السقوط لا صوره ابهى تقدر تقول لما كان الله مع ادم قبل السقوط لكن الان سيسير الله في ادم مختلفه في فرق كبير بين واحد بيمشي مع واحد وواحد يكون جوه واحدعشان كده احبائي امنا العذراء كانت مش قادره تستوعب قالت لة كيف اضطربت وما عسى ان تكون هذه التحيه كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا ازاي ؟امر صعب التصديق لكن في الحقيقه لما قال لها الروح القدس يحل عليكِ وقوه العلى تظللك القدوس المولود منكِ يدعى ابن الله أمنت وقالت له هوذا انا آمت الرب ليكن ليكِ كقولك في نقطه نحب نقف عندها دقائق كل ما هو لا نصدقة وكل ماهو فوق استيعابنا وكل ما هو فوق حدودنا وامكانياتنا البشريه الضيقه لا يمكن تصديقه الا بالروح القدس وعندك حاجات كثير قوي ايات في الكتاب المقدس ماتفهمهاش احداث خلاصيه ممكن موت ربنا يسوع المسيح ماتفهمهوش قيامته صعود ماتفهمهاش وتلاقي حاجات كثير بنقول فيها كلنا كلمه كيف يكون هذا ممكن ما تستوعبش ان اللى على اللمذبح جسد ودم حقيقي ممكن ما تستوعبش يعنى اية كرامة سر الكهنوت وسر الميرون ويعني اية طفل ننزلوا فى شوية مياة يقولك دة أصبح مولود من فوق ودة ميلاد روحاني ودي خليقه جديده حاجات كثير تفوق تصديقنا تفوق حدود عقولنا الضيقه طب دى نعمل فيها ايه؟ اقول لك صدقني ما لهاش حل الا اروح القدس اللى يفهمهالك الست العذراء نفسها اضطربت الست العذراء نفسها قالت كيف ؟ ازاى ؟ قال لها الروح القدس اول ما قال لها كده قالت له ايه هوذا انا امت الرب ليكن ليك كقولك تحول كبير قوي حصل من واحده مش مصدقه مستغربه لواحده بتقول ايه؟ حاضر بايه؟ باروح القدس الروح القدس احبائي هو اللي بيعرفنا الامور الالهيه قال لك لا يستطيع احد ان يقول ان المسيح رب الا بالروح القدس ازاي واحد يقول ان المسيح رب انا شايفه انسان قدامي دة كمان مش بس انسان دة احيانا كمان يقول لك جاع ومرة يقول لك عطش ومرة يقول لك تعب ازاي افهم ان ده الاله لايستطيع احد ان يقول ان المسيح رب الا بالروح القدس روح القدس هو اللي يفهمك هو اللي ينقل ذهنك النقله دي اصل دي مش نقله مش بشريه واحنا عقلنا محدود احنا عقلينا ضيق نحن احبائي عاملين زي الطفل استيعابة بطيء وقليل لكن قال لك الروح القدس عشان كده تلاقي مثلا معلمنا بطرس الرسول من اوائل التلاميذ السيد المسيح دعاهم من اكثر التلاميذ المقربين اربنا يسوع المسيح عاش معه كصديق لصيق سمع وشاف كل آياتة ومعجزاتة وكمان صعد معه الى جبل التجلي وشافه شافه وهو هيئته تغيرت شافه طيب كان المفروض نلاقي ان اكثر واحد يقدر يقول مين هو السيد المسيح مين بطرس لكن كلنا عارفين انه جاء عند الصليب واعثر وانكر وقال مااعرفهوش طب بعد القيامه،؟ طبعا لقيناه مهزوز مش ده اللي كنا متوقعينة من معلمنا بطرس بيقول لك على يوحنا لما دخل القبر في القيامه امن لكن بطرس مضى متعجبا من مكانة يعني مستغرب مش مستوعب برضة طيب السيد المسيح ظهر له وقاعد يتكلم معاة وقال له يا سمعان ابن يونا اتحبنى؟ انت تعلم اتحبني انت تعلم ا تحبني ارعى غنمى طيب المفروض كده تمام لكن قال لك الكتاب ان بطرس حتى بعد القيامه ذهب ليتصيد يعني ايه ذهب ليتصيد ؟ يعني عارف واحد كان ساب المهنه بتاعته اكثر من سنتين ثلاثه سابها خالص وخلاص تبع المسيح وبصينا لقيناه ثاني بيرجع لمهنه الصيد ايه يا معلمنا بطرس! ده انت خلاص سبتها انت تبعت المسيح المفروض يكون في تغيير في حياتك رجع تانى يصطاد اية نقطة التحول اللى حصلت مع معلمنا بطرس؟ مش حياته مع المسيح ولا المعجزات اللي شافها ولا تعاليمة اللى اتعلمها ولا الصليب ولا القيامه ولا الصعود لكن اللي فرق معلمنا بطرس حلول الروح القدس لقينا خرجت كل ينابيع الايمان والمحبه من معلمنا بطرس بالروح القدس اذن هنا الروح القدس هو اللي غير فكر العذراء لما كانت مستغربه وعندما كانت تتسائل وبتقول كيف الى واحدة بتقول ليكن ليك كقولك معلمنا بطرس اتغير من واحد بيشك وبينكر وبيبعد لواحد كارز بقوه عظيمه الروح القدس يفهمنا احبائي سر التجسد الالهي الاباء القديسين يقولوا عليه سر.سر لانه يفوق العقل يفوق العقل يعني ايه واحده تكون حامل بدون بشر بدون زرع بشر يعني اية واحده تكون حامل بدون رجل يعني ايه الروح القدس هو اللي يحل عليها وهو اللى يتحد يها عشان يعطيها الجنين ازاي عشان كده يقولوا عليه ايه؟ اتحاد فائق الطبيعه عشان كده يقولوا عليه اسمه سر التجسد الالهي السر يا احبائي يفهم ازاي ؟ بالروح السر يفهم بالاقتراب السر يفهم بالتقوى عشان كده يقول لك عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد اية ارتباط التقوى بظهور الله بالجسد اللة ظهر في الجسد ده هو ده اسمه سر التقوى يعني من غير تقوى مش هنقدر نفهم سر التجسد الالهي يبقى بالنسبه لنا تحدي لعقولنا يبقى بالنسبه لنا عثرة زى غير المؤمنين او زى اللى حبوا ياخذه الامور الفلسفيه عقليه اتصدموا قعدوا يحاولوا بأزهانهم يدركوا الحقائق الالهيه فكانت النتيجه انهم زادت فلسفتهم وتعدوا على الحقائق الالهيه وخلصت الحكايه بتاعتهم بشعور بالاحباط والخيبه لانة حب ان يخضع الالهيات لعقلة لكن احنا بندرك الامور ديه كسر ربنا بيعطية لنا عشان كده الكنيسة بتركز كثير قوي على حقيقة الايمان معلمنا بولس يقول لك بالايمان نفهم الكنيسه تركز على حقيقه الايمان ان انا ادرك بالايمان ادرك بالايمان ايه ان الله اتحد بالجسد اتحد بيا فاقترب من طبيعتى فقدسها باركها اعطاني كل ما هو الهي كل ما اللهى هو غريب عني صار مني كل ما هو الهي غريب عني انا ما اعرفش حاجه عن الالهيات لاني بشر فين انا وفين الالهيات ده انا عشان افهم حاجه بالعافيه ما اعرفش لاني بشر لاني طين لاني تراب جاء ربنا يسوع وجاء الروح القدس يحل جوه بطن امنا العذراء ويمتزج باحشائها ويمتزق بلحمها ودمها ويصير انسانا يقول لك معلمنا بولس صار كواحد منا بقى زينا بقى شبهنا استشارك الاولاد في اللحم والدم نحن مشتركين مع بعض اشتراك هو ايضا فيهما اخذ جسدا ليقبل الموت فيه اخذ جسدا ليقبل الحياه فيه اخذ جسدا ليبارك بشريتنا البشرية التي انفصلت وسقطت البشرية اللى تحدت وابتعدت هو جاء واقترب وقدس واتحد صلح كل غلطه عملها ابونا ادم ابونا ادم عمل ايه ؟ عاوز ينفصل عن الله عاوز يكون له كيان مستقل عن الله عاوز يسود على الطبيعه خارج عن الله عاوز يرتفع دى غواية الشيطان لابونا ادم وللاسف صدق الكلام دة قال لة دة انت يوم متاكل من الشجره تبقى معادل للة ده هو قال لك ما تاكلش عشان مش عاوزك تبقى زيه يشوف الفكره ؟ اكل ابونا ادم ليه عشان يبقى مثل اللة وكانت الكارثه لقى نفسه ايه؟ فقض وفقض وفقض فقض سلامه واتحادة بالله وفقض تمتعه بالحياه وفقض سيادته على الطبيعه ربنا كان مخلي ادم ده سيد الخليقه كلها ربنا هو اللي قال لادم انا عملت لك كل حاجه انت بقى نظمها انا خلقت لك يا الحيوانات سميها انت براحتك وشغلهم انت براحتك وانا اعطيتك النباتات ازرع ربنا هتشوف ايده في كل الاعمال اللي حواليك هو ده اللي عملوا ربنا احبائي عشان كده احبائي بصينا لقينا ايه ربنا اول ما ابونا ادم حصل له الموقف ده عمل ايه فقد وحدته مع نفسه فقد وحدته مع الله فقد وحده على الطبيعه وساد عليه الحزن والاكتئاب والهروب وبقى ربنا اللي كان بيحب يقعد معه قوي قوي يعشق الوجود مع ربنا بقى يعمل ايه بقى يستخبى من ربنا ودا حال الانسان احبائي في الخطيه الخطيه بتجيب الخزى دة تخلي الواحد يستخبى من ربنا كام مره الواحد يقول اتناول وتلاقيه مكسل وعمال يتراجع ويتباطئ وعاوز يستخبى من الله كام مره يقولوا يلا نصلي وهو اكنه هم كبير عليه انه يصلي عاوز يستخبى من ربنا مش حابب الموضوع ثقيل قوي ليه اصل الخطيه بتفقد الوحده مع الله جاء ربنا قال لك لا خلاص الانسان البعيد والانسان المطرود والانسان اللي بيعاني من الشقاء انا هرجع وهصنع معة سلام وصلح هجعلة تانى تبقى لزتة فيا ولزتى فى هو ده اللي حصل بعد التجسد تقرا النهارده عن القديسه برباره والانبا صموئيل المعترف صلوات ونسك وعباده دول اصلي رجعوا ثاني خلاص ما عادتش الخطيه تسودهم دول عاشوا حالة الصلح الجديده عاشوا حاله المتعه فى المسيح يسوع عاشوا نعمه وبركة ان الله اتحد بالانسان فاصبحوا ليس بعد غرباء بل رعيه بيت اهل للة بقينا عيله البشاره اللي جاءت لامنا الست العذراء فرح للبشريه كلها جايه تقول للانسان خلاص حبيبي ما عدش في مسافه بينك وبين ربنا ما عدتش تهرب من ربنا حتروح فين اذا كان هو داخل فيك ما عدتش تفضل الابتعاد عنة قالك انا هاجى أسكن فى وسطهم عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا يجي يفتقد شقاء البشريه عشان كده احبائي سر شقاء البشرية الابتعاد عن الله الخطية عدم السلام النزاعات الحروب صراع الانسان على البقاء في الحياه ده جاي منين الانفصال عن الله لم يعد الانسان يرى ان اطمئنانة فى اللة لم يعد الانسان ان يرى ان سلامه في الله فحاول يجيب لنفسه اطمئنان يعمل ايه يجيب سلاح يحوش فلوس اكثر ما عاوز يجيب لنفسه سلام عاوز يعيش متطئن بعيد عن الله فيعمل ايه بقى يفكر في كل ما هو بشري وبعد ما يعمل ويعمل ويعمل يلاقي نفسه ايه لسه مش مطمئن عمل فلوس قد كده او ما عملش فلوس قد كده جاء له مرض اخذ كل اللي عنده ياه وبعدين طب نستلف طب نحوش تانى عشان ما نستلفش تانى طيب نعمل كذا عشان كذا عاوز الانسان احبائي يطمئن نفسه خارج الله ولا يطمئن عملوا ايه نعمل الناس تتصارع مع بعضها على الميه ويتنزعه عن الانهار والسدود يتصارعوا على الغذاء ويحتكروا مواد غذائيه معينه ويرفعوا اسعارها القمح هو عطيه ربنا اللي هو ربنا اعطاة لانسان لاجل ان يعيش الشعوب تذل بعدها بية انفصال عن الله و بدل ما نتوحد بقينا ايه نتفتت بدل مانحب بعض لان ربنا عمل كده معنا بقينا نسارع بعض ده شقاء الانسان خارج الله احبائي عشان كدة تلاقى الطبيعه تتمرد على الانسان تعطية حر زياده عن طاقته او برد زيادة عن طاقتة وتعمل براكين تعمل اوبئه تبص تلاقي ثورات طبيعية بتحصل جاية منين جايه من ان الانسانمش متصالح مع الله مش متصالح مع الطبيعه يقول لك في ثقب في الأوزون فى تلوث مش عارف عمل ايه ده كل ده جاي من ايه ،؟ جاى من ان الطبيعه احبائي انفصلت عن ربنا وان الانسان ما عدش يرى الطبيعه كما كان يريدها الله له اللة يريد الانسان على يتصالح مع الله من خلال الطبيعه وينظر للطبيعة على انها عطية الله لة فيمجد الله فالشمس والقمر والأرض والزروع والكواكب عشان كده الكنيسه احبائي بتصلي من اجل القمر والشمس متصالحه تلاقي ابونا يقول لك اذكر يا رب الزروع والعشب الكنيسه تصلي لهاوية السماء نقولة فرح وجه الارض لنروى حرصها ولتكثر اثمارها اعدها للزرع والحصاد اية دة دة احنا متصالحين معاها دة احنا عارفين يارب انك عملتها لخدمتنا نشوفك في الارض نشوفك في الزرع ونشوفك في النهر و نشوفك في البحر ونشوفك في السحاب فى كل ما خلقتة يمجدك يا الله لكن الانسان اللي مش متصالح مع الله يعمل اية يشوف ازاي يلقى في صراع مع الارض دي يحملها فوق طاقتها بدل ما المفروض يبنى خمس ادوار لا يبنى 100 هي الارض كده؟ هي عشان كده بدل ما عايز يزرع الارض عشان تجيب له قد كده لا عايز يزرعها عشان نجيب 10 اضعاف يستخدم كيماويات يقولة طب خلاص الارض هتبور صراع لانها مش ماشيه بحسب قصد اللة عشان كده احبائي النهارده ربنا جاى بيقول ان انا هاتحد بيكم جاء من العذراء وقال لها الروحي القدس يحل عليكى والقدوس المولود منك يدعى ابن اللة يالا فرحه البشريه ليه؟ خلاص لم يعد الله بعيدا لم يعد الانسان غريبا عن الله ولكن الله اتى ليتحد بالانسان .شهر كيهك احبائي شهر كله للاعداد للتجسد شهر الترقب واحد مستني عطيه كبيره قوي قوي فجالس يستعد ويجهز بيته وقلبه ونفسه وصائم ويتصدق ويصنع عطايا ويصلي وعمال يهيئ قلبه كيف يقتبل هذا الاتحاد العجيب كيف ياتي ابن الله ويسكن فى داخلى ويولد فى داخلى وتتحول حياتي الى نور لان الشعب الجالس فى الظلمة ابصر نورا ربنا يعطينا نعمه وبركه هذه الايام المقدسه والصوم الصلاه الهدوء السكينه بالاطمئنان لاننا في يد الله يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
16 ديسمبر 2023

إنجيل عشية الأحد الثاني من شهر كيهك( لو ٧ : ٣٦ - ٥٠ )

" وسألهُ واحِدٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ معَهُ، فَدَخَلَ بيت الفَرِّيسي واتَّكا. " وإذا امرأة في المدينة كانت خاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِيُّ فِي بَيتِ الفَرِّيسي، جاءَتْ بقارورة طيب، ووَقَفَتْ عِندَ قَدَمَيْهِ مِنْ ورائه باكيةً وابتدأت تبلُ قَدَمَيهِ بالدموع، وكانت تمسحهما بشعرٍ رأسها، وتُقَبِّلُ قَدَمَيهِ وتدهَنُهُما بالطَّيبِ. فَلَمّا رأى الفَرِّيسِيُّ الذي دَعاهُ ذلك، تكلَّمَ في نَفسِهِ قائلاً: لو كان هذا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الاِمرأةُ التي تلمسه وما هي! إِنَّها خاطِئَةٌ. فأجابَ يَسوعُ وقال له: يا سمعان، عِندي شَيْءٌ أَقولُهُ لكَ". فقال: قُلْ يَا مُعَلِّمُ كَانَ لِمُداين مديونان. على الواحِدِ خَمسُمِئَةِ دينار وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكُنْ لَهُما ما يوفيان سامَحَهُما جميعًا. فَقُلْ: أَيُّهُما يكونُ أكثرَ حُبًّا لَهُ؟ فأجاب سمعان وقالَ: أَظُنُّ الذي سامَحَهُ بالأكثر. فقال له : " بالصَّوابِ حَكَمت. ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان : أتَنظُرُ هذِهِ المَرأَةَ؟ إِنِّي دَخَلَتْ بَيْتَكَ، وماءً لأجلِ رِجلَيَّ لم تُعطِ. وأما هي فقد غَسَلَتْ رِجلَيْ بالدموع ومَسَحَتهُما بشعر رأسها. قبلةً لم تُقبلني وأما هي فمنذُ دَخَلتُ لم تكُفَّ عن تقبيل رجليَّ. بزيت لم تدهن رأسي، وأما هي فقد دَهَنَتْ بالطَّيبِ رِجلَيَّ. مِنْ أجل ذلكَ أقولُ لكَ: قد غُفِرَتْ خطاياها الكثيرة، لأنَّها أحَبَّتْ كثيرًا. والذي يُغفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَليلاً. ثُمَّ قال لها : مَغفورَةٌ لكِ خطاياكِ ". فابتدأ المُتَّكِئونَ معهُ يقولونَ في أَنفُسِهِمْ: مَنْ هذا الذي يَغْفِرُ خطايا أيضًا؟ فقال للمرأةِ: إيمانُكِ قد خَلَّصَكِ، اذهَبي بسَلَامٍ ". إنجيل المرأة الخاطئة: الآباء القديسون معلمو البيعة رتبوا الفصول التي تُقرأ في آحاد شهر كيهك هكذا الأحد الأول: بشارة رئيس الملائكة جبرائيل لزكريا الكاهن. الأحد الثاني: بشارة رئيس الملائكة جبرائيل للقديسة العذراء مريم. الأحد الثالث: زيارة العذراء لأليصابات. الأحد الرابع: ميلاد يوحنا المعمدان. وهذه الأحداث على التوالي بحسب الترتيب الإنجيلي حين يتابعها المؤمنون أسبوعيًا يحيون تمامـا فـي جـو الميلاد البتولي وأفراح التجسد والبشارة بالخلاص وهذا توفره الكنيسة بالألحان والتسابيح والسهر طوال شهر كيهك. فالأحد الثاني تقرأ فيه فصول عيد البشارة المجيد وهو بكر الأعياد المسيحية وبدء الأفراح. ولكن العجيب في تدبير الكنيسة أن يكون فصل إنجيل عشية عيد البشارة هو إنجيل المرأة الخاطئة التي سكبت الطيب على قدمي المُخلّص وبكت وبللت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها وكانت تقبل قدميه بدون توقف.فغفر لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرًا وأعطاها الخلاص والسلام القلبي. واقع الأمر أن البشارة أصلاً للخلاص للخطاة وهذا الإنجيل يقدم عينة نادرة للذين نالوا الخلاص وفرحوا بالبشارة. المسيح جاء ليُخلّص الخطاة.. وقال: "ما جئت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة الذين حسبوا أنفسهم أبرارا لم ينالوا شيئًا من المسيح مثل سمعان الفريسي الأبرص رغم أن المسيح متكئ في بيته ولكن بسبب البر الذاتي لم يأخذ شيئًا مما نالته المرأة التائبة.ما أجمل البكاء على قدمي يسوع، وليس أشهى من قبلات قدميه.هكذا ترجمت الكنيسة هذا الإخلاص في التوبة إلى صلاة ضمتها إلى صلوات السواعي في الخدمة الثانية من صلوات نصف الليل حين ننتصب للصلاة ونقرأ هذا الفصل من الإنجيل ونتوسل إلى المسيح بصلاة قلبية ونقول : "أعطني يارب ينابيع دموع كثيرة كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطئة واجعلني مستحقا أن أبل قدميك اللتين أعتقتاني من طريق الضلالة وأقدم لك طيبًا فائقًا واقتنى لي عمرًا نقيًا بالتوبة".ما أجملها صلاة... لقد صارت هذه المرأة الخاطئة التائبة أيقونة التوبة للكنيسة في أجيالها.البشارة هنا معلنة لأخطى الخطاة، للمرذولين، فهذه المرأة كانت خاطئة في المدينة كلها وقد استكثر سمعان عليها أن تلمس المسيح لأنها خاطئة... هيهات فالمسيح جـاء خصيصا لأجل الخطاة ليلمسوه ويمسكوا قدميه ويقبلوهما. فهل يعتفي الطبيب من المرضى أو يتأفف المسيح من خطايا الخطاة... حاشا فإنه ماحي الآثام. قدمي يسوع شمرتا على الصليب لأجلنا، ألا تستحق أن نقبلها بالدموع والخشوع ونتحسس أثر المسمار فيها فنبغض الخطية جدًا جدًا. * عينا المرأة حين امتلأت بدموع التوبة واغتسلت فيها انكشفت لها الرؤيا فرأت غير المرئي وتحسسته بقبلات فمها فغسلت كل نجاسات شفتيها. خلص يا سيدي فلا يوجد مستحيل عندك أيها الرافع البائس من المزبلة المقيم المسكين من التراب. شعر رأسها وقبلات فمها خدمت بها الخطية زمانًا، والآن كرست كل ما لها بالمحبة الحقيقية فشعر بها فاحص القلوب وقال: إنها أحبت كثيرًا. تحوّل القلب من حب الشهوات إلى شهوة الحب الإلهي الحقيقي. بكت واستعطفت ولكنها لم تقل كلمة واحدة وتركت فاحص القلوب يطلع على ما بداخلها ... لم تعد تحتاج إلى كلام بلغ الحد انتهاء الكلام فقامت الدموع والقبلات ومسح القدمين بالشعر مقام كل الكلام... تعالي إلينا أيتها القديسة وعلّمينا... كيف نجد الطريق إلى قدمي يسوع دون عائق أو مانع. كيف لا نستثقل خطايانا ولا نيأس مهما بلغ بنا خطر الموت. وكيف تتحرك فينا مشاعر التوبة الحقيقية. لقد تصورنا أن التوبة كلام واعتذار وغاب عنا أن التوبة تغيير قلب وتغيير فكر.وهل نستطيع أن نُعبّر عن جميل المسيح ومعروفه معنا بالكلام؟ الذي فدى حياتنا من الفساد، الذي أعتقنا من موت الخطية هل تعبير الكلام يسعفنا ...!!. قفي في وسط كنيستنا وأنتِ قائمة فيها بالفعل وعلمينا الدموع النقية الغاسلة الأدناس.هل يتحوّل الإنسان من النقيض من فيض الخلاعة إلى فيض النعمة... من قاع النجاسة إلى قمة القداسة... من طريق الهلاك إلى طريق الحياة الأبدية. ما هذا يارب... إنه المستحيل في عيني الناس ولكن ليس عند المسيح. تعاظمت ديوننا أكثر من الخمسمائة دينار وثقلت أوزاننا، كلت نفوسنا حمل الخطايا ووزر المديونية ونير الموت على رقابنا .ولكن يا من تعرف أنه ليس لنا ما نوفيه إذ افتقرنا من كل فضيلة... أنت تعرف عجزنا الكامل عن السداد وأنت قد دفعت الدين ووفيت العدل كله على الصليب ألا تقبل أن تزيح عنا نير مديونيتنا وتسامحنا بالذي لك.هذا هو مجيئك إلينا أيها المسيح يسوع مُخلّص عبيده ومسدد الديون عنا. بل قد وفيّت الدين وأغنيتنا فلم نعد مديونين ولا معوزين بل أغنياء بك وفيك. بقى أن نقول إن كانت المرأة الخاطئة هذه التي قدمت هذه التوبة مدحها المسيح وكرّمتها الأجيال وكرز بها في العالم إلى جيل الأجيال مجرد أن قدمت توبة عن سيرتها الماضية الفاسدة وحازت القبول لدى مُخلّصنا فارتفعت في عين الله والكنيسة وصار فرح بها في السماء وعلى الأرض، وإن كان قد صار لها التوبة هـى الكرامة. فماذا نقول عن كلية الطهارة والقداسة العذراء والدة الإله التي قبلت بشارة الملاك: "أن الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللك". وولدت لنا القدوس ابن الله بعد أن حملته في البطن تسعة شهور ثم أرضعته من ثديها الطاهر فنما نموًا طبيعيًا من لبنها حتى بلغ القامة... ماذا نقول عنها وبماذا تطوبها الأجيال!. حقًا إن نساء كثيرات نلن كرامات ولكن من بلغ إلى هذه لتي صارت السماء الثانية مسكن الله وارتفعت أكثر من الشاروبيم وصارت أما لله الكلمة.شفاعتها تسندنا في جهادنا وتوبتنا إلى النفس الأخير. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل