المقالات

07 فبراير 2020

خدمة الكاهن

خدمة الكاهن في الكنيسة القبطية الارثوذكسية خدمة فعالة ومؤثرة للغاية، فالكاهن في طقس كنيستنا عندما يُسام ويُقام يصير راعيًا وخادمًا لكل الرعية التي يؤتمن عليها.واختيار الكاهن ليس نهاية المطاف بل أنه بداية، فالكاهن كان شماسًا وكان خادمًا وكان معروفًا ومشهودًا له من الجميع. وعملية إعداد إنسان ليصير كاهنًا منذ أن كان طفلًا صغيرًا في مدارس الأحد، إلى أن نال بداية التعليم المسيحي في بيته وأسرته بعد معموديته؛ إنه طريق طويل يمر بخطوات كثيرة، حتى يكون لائقًا لهذه الخدمة المملؤة بركة.خدمة الكاهن أيها الأحباء يمكن أن نضعها في أربعة نقاط أساسية: أاولًا: الكهنوت أمانة، ثانيًا: الكهنوت نقاوة، ثالثًا: الكهنوت سلامة، رابعًا: الكهنوت اتضاع.اولًا: الكهنوت أمانةبلا شك الكاهن يُستودع أسرار الله ويُستودع أسرار الكنيسة، والأمانة هي العنصر الأساسي والرئيسي في حياتنا، وجميعنا يعرف قيمة هذه الكلمة، لأن عكسها كلمة لا نقبلها ولا يقبلها إنسان، بل هي كلمة تجرح الأذن عكس كلمة أمانة. ولذلك الوصية تقول في السقر الأخير من الكتاب المقدس: «كُنْ أمينًا إلَى الموتِ فسأُعطيكَ إكليلَ الحياةِ» (رؤيا2: 10). وكلمة "كُن" تعني استمرارية هذه الأمانة طول العمر. ومن يُسام كاهنًا يكون أمينًا في كل كلمة، في كل تعليم، في كل زيارة، في كل قداس، في كل إرشاد؛ تلازمه الأمانة. يقول الكتاب المقدس: «كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى25: 23)، فالله يبارك في القليل الذي كنت أمينًا عليه حتى لو كان كلمة واحدة، فتفتح فمك ويعطيك روحًا ونطقًا وكلامًا. أنت أمين على كل شخص في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أنت أمين على خدمة الرعية بكل أوجه الخدمات، أنت أمين في كل أوجه العلاقات والمعاملات مع كل أحد.ثانيًا: الكهنوت نقاوةالكاهن عندما يتقدم لتقديس الذبيحة وفي القداس، هو يعلن أمام الله ويعترف أنه غير مستحق ولا مستوجب، فلا يصحّ أن نخدم الله بأيدٍ غير نقية. لا يصح أن نخدم الله بأفواه غير نقية، لا يصح أن نخدم الله بعقول بها أفكار رديئة، لا يصح... فالكهنوت نقاوة.وكلمة نقاوة في كنيستنا تعني حياة التوبة المستمرة، حياة التوبة الدائمة. أنت أيها الكاهن والمتقدم للكهنوت يجب أن تنقّي سريرتك دائمًا، ويجب أن تنقّي قلبك دائمًا، ولا تجعل قلبك يحوي خطايا وأفكارًا رديئة، لذلك اهتم بمقابلة أب اعترافك باستمرار فأنت تحتاج إلى هذا، فليس معنى أنك ترتدي ملابس الكهنوت وأنك تصير كاهنًا وتقيم الأسرار وتعقد الاجتماعات وتخدم الناس، لا يعني ذلك أنك لا تحتاج إلى التوبة، بل إنني اتجاسر كأول المحتاجين إلى التوبة.ولذلك عندما يُسام الكاهن يقضي أربعين يومًا في خلوة ثم ينزل الخدمة، ولا نسمح له بأخذ الاعترافات قبل سنة (ممكن يبدأ بعد 6 شهور في أخذ اعترافات الصغار، لكن بعد سنة يبدأ لكن قليلًا)، لأن عمل الاعترافات يحتاج إلى أن يكون هو أيضاَ نقيًا ومعترفًا دائمًا وتائبًا، ويعيش هذه الحياة، حياة النقاوة دائمًا.ثالثًا: الكهنوت سلامةوسلامة تعني أنك صانع سلام، فالكاهن يُقام لكي ما يصير إنسانًا صانع سلام في مجتمعه وفي خدمته، مع الكهنة إخوته، مع الأب الأسقف الذي يخدم تحت رعايته، أن يكون صانع سلام في وسط أسرته ومع زوجته ومع أولاده، يكون صانع سلام مع نفسه، ومع ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع إخوة المسيح الفقراء بكل وجه من وجوه الفقر. يجب أن يكون صانع سلام، وأن يكون بشوشًا مبتسمًا، وألّا يكون غضوبًا مصطدمًا مع أحد، وأن يكون الكاهن سهل جدًا عليه أن يعتذر، ويقدم من قلبه اعتذارًا عما يكون قد بدر منه... الكهنوت مسئولية.ولذلك يا إخواتي عندما نقيم كاهنًا يحضر آباء أساقفة يمثلون الكنيسة، وآباء كهنة، وشمامسة، والهيكل مفتوح والمذبح مفتوح، ونقيمه بعد مشوار طويل كما ذكرت، وبعد أن يتعهد الكاهن أمام الله وأمام الكنيسة، والموضوع ليس بسيطًا، ولا هو مجرد تغيير شكل أو اسم أو ثياب. الشخص الذي تدعوه الكنيسة للكهنوت تفترض فيه النقاوة الكاملة، فسوف يقف أمام الله يومًا ويقدم حسابًا عن وكالته. صحيح أن عمل الكاهن الأساسي هو الصلاة، وهي اهتمامه الأول، ولا يشغله شيء عنها، لكن إذا لم يكن مصليًا من قلبه وله قانونه الخاص في صلواته، سيكون شخصًا مؤديًا للصلاة! ومن يقبل هذا؟! لا السماء تقبل، ولا الأرض تقبل.ولذلك يا أبنائي الأحباء، وأولادنا المتقدمين إلى نوال هذا السر العظيم: يجب أن تكون صانع سلام كامل. نسمع أحيانًا عن خلاف بين الكهنة في كنيسة أو خدمة أو إيبارشية، هذه يا إخوتي خطية تحرمك من الملكوت، ولا تكون لخدمتك أيّة نتيجة أو أي ثمر، وتكون خادعًا لنفسك. لذلك الكهنوت يحتاج إلى كل تدقيق، وأن يكون الكاهن واعيًا (كما نقول في التعبير الشعبي المصري: "عينه في وسط رأسه)، منتبهًا لرعيته ونفسه وأسرته والخدام والشمامسة، راعيًا كل القطيع، الرجال والنساء، الصغار والكبار، وكل أحد.رابعًا: الكهنوت اتضاعإنها لحظات رهيبة أن يقف الانسان أمام المذبح ويقدم الأسرار المقدسة، فعلى يديك تصير هذه الأسرار التي تمارسها كنيستنا، عن طريق استدعاء الروح القدس الذي يقدس الأسرار. وقد بتكون كاهنًا منفردًا في كنيسة، أو مع آباء كهنة آخرين، وقد تكون هناك كنيسة واحدة في البلد التي تخدم فيها، وقد تذهب لمكان ليس فيه كنيسةمن الأساس لكي تخدم أعدادًا صغيرة وترعاهم، كيفما يكون حقل الخدمة الذي دُعيت إليه.كل هذا يحتاج إلى اتضاعك، فالاتضاع هو السبيل إلى الملكوت ولا سبيل آخر، مهما كنت عالمًا في اللاهوت أو العقيدة أو الكتاب المقدس، أو الاجتماعات أو الخدمة والافتقاد... فاتضاعك هو الذي يقودك إلى الملكوت وإلى نصيبك السماوي، وما أجمل أيقونة الكاهن المتضع الذي منه نأخذ الشريعة، والذي نحتكم إلى مشورته الروحية. ما أشهى وما أجمل أن يكون الكاهن في هذه الصورة المتضعة كسيده ربنا يسوع المسيح! الكاهن اتضاع، وهذا الاتضاع لا يظهر أبدًا إلّا من خلال كلامك، وأفعالك، وطريقتك، وأسلوبك، وافتقادك، وردودك على الأسئلة، ومناقشاتك، حتى في خلواتك، والمؤتمرات التي تشترك فيها؛ في كل هذه يظهر هذا الاتضاع. اتضاعك هو الذي يحملك ويقدمك إلى المسيح، وتسمع الصوت القائل: «ادخل الى فرح سيدك».هذا هو الكهنوت يا إخوتي الأحباء. والأبناء الذين نقدمهم لكي ما يصيروا كهنة يحتاجون أن يتعلموا هذا الكهنوت: أمانة، ونقاوة، وسلامة، واتضاع؛ بكل ماتحملة هذه الكلمات الأربع من معانٍ ومن شمول. ولذلك من نقدمهم في هذا اليوم، وبعد اختبارات وجلسات وتزكيات كثيرة، وطبعًا عندما نختار أنسانًا ليصير كاهنًا نختاره بمخافة الله ولا نحابي الوجوه أبدًا. وفي اختيار الكاهن يقف أمامنا شيئان: "صلاحية الإنسان، واحتياج المكان". وفي هذا الصباح الباكر سنقدم 29 شماسًا ليصيروا كهنة، بعضهم كهنة كنائس في القاهرة وفي الأقصر وفي المحلة الكبرى وفي كندا. وبعض الكهنة سيُرسمون كهنة عموميين لكي ما يخدموا تحت أيدي الأب الاسقف على حسب احتياجات الخدمة. وأيضًا هناك كهنة سيُرسمون لخدمة الكرازة خارج مصر. وهناك كهنة يُسامون لخدمة الإرشاد الروحي. ونحن نصلي من أجل أن يقبل الرب تكريسهم الكامل لهذه الخدمة المقدسة.وهذا العام سنبتدئ بعمل شيء جديد وهام، فقد اقتطعنا ثلاثة أيام من فترة الأربعين يومًا التي يقضيها الكاهن الجديد في الدير الذي يختارة، وفي هذه الثلاثة أيام سنعقد للكهنة الجدد كورسًا خاصًا ومنهجًا خاصًا تحت عنوان "التدبير الكنسي والتنمية"، حيث سنستضيف الكهنة الجدد في المقر البابوي بدير الأنبا بيشوي، وسيلقي المحاضرات مجموعة من المتخصصين على مدار ثلاثة أيام (8-10 مارس). والهدف من مثل هذه الكورسات المتخصصة أن الكاهن أكثر تأهيلًا للخدمة المتسعة والمطلوبة منه. صلواتكم جميعًا من أجل هؤلاء، ومن أجل خدمتهم، ومن أجل بذلهم وتضحياتهم، ونصلي أن يعطيهم الله نعمة ويسندهم، فالكاهن لا ينجح في خدمته إلا بصلوات من يرعاهم، والصلوات هي التي تساعده وتسنده وتفرح قلب ربنا. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
06 فبراير 2020

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سِفْرُ يَشُوع

1- بين يش 1 : 5، 9 : 3 و4، ففى الاول يقول الله ليشوع (اكون معك لا اهملك ولا اتركك) وفى الثانى ان سكان جبعون اجازوا الحيله على يشوع. فكيف تجوز عليه الحيله والله معه. فنجيب : واضح ان يشوع فى ذلك الامر لم يستشر الرب بل اتكل علي فطنته فقط. ومن هذا نتعلم ان رجال الله كثيرا ما يصيبهم الضعف اذا اتكلوا على انفسهم ولهذا قال المخلص لتلاميذه (بدونى لا تقدرون ان تفعلوا شيئا). 2- وبين اصحاح 10، اصحاح 15 : 36 ففى الاول قيل ان بنى اسرائيل قتلوا ملك اورشليم واستولوا على مملكته، وفى الثانى انهم لم يستولوا عليها. فنجيب : ان بنى اسرائيل تمكنوا من ان يهزموا ملوك تلك الجهات ويستولوا على ممالكهم ولكن بعض حصون اورشليم استعصت عليهم فلم يتمكنوا من الاستيلاء عليها الا فى زمن داود النبى. 3- وبين اصحاح 10 : 12 و 13، ام 8 : 27 ففى الاول ان الشمس غير ثابته نظرا لايقاف يشوع لها ان الارض هى الدائره، فضلا عن مخالفه الاول لما اهتدى اليه العلماء من ان الشمس ثابته والارض دائره. فنجيب : ان كلام الاول بمقتضى الظاهر، والفلكيون المحدثون القائلون بدوران الارض كثيرا ما يتكلمون بحسب الظاهر. وكل منا اليوم يقول اشرقت الشمس وغربت لان فى ذلك اختصار وبيان للناظرين، والا اضطررنا ان نقول دارت الارض حتى بعد مكاننا عن الشمس فحجبت عنا الشمس لكرويه الارض فتامل. ولو قال يشوع يا ارض قفى لتبقى الشمس ظاهره فماذا كان يفهم الشعب ؟ على ان الشمس ثابته بالنسبهالىالارض واجرام عالمها متحركه بالنسبهالىغيره. اما اعتراضهم على المعجزه بالخراب الذى يفرضون حدوثه على الارض اذا تغير نظام سير الكواكب باحداث معجزه فيها فنرد عليه بما قاله احد العلماء : (لا منافاه بين المعجزات والنواميس الطبيعيه وقد تقرر وتبين فى العلوم الطبيعيه انه اذا غلبت قوى اخرىمنعت مفعولها ولم يبطل فعلها. فالطائر يصعد فى الجو خلاف ناموس الجاذبيه ولا يبطل ذلك الناموس فاذا قدر الطائر على ذلك افل يقدر رب الطبيعه القادر على كل شىء) اه. نعم فلله ان يوقف بعض الاجرام او كلها ويخالف نواميس الطبيعه التى سنتها قدرته ولا تسقط شعره واحده بدون اذنه. قال تعالى عند خلقه انوار السماء (لتكن انوار فى جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لايات واوقات وايام وسنين) (تك 1 : 14) وهذا القول الالهى دليل واضح على ان حكمه الله الساميه وارادته العادله جعلتا عمل الآيات فى كواكب السماء احد المقاصد التى من اجلها ابدعت تلك الكواكب وقد ذكر الكتاب معجزه اخرىنظير معجزه يشوع فى (2 مل 20 : 9 – 11) حيث رجع الظل عشر درجات بدرجات احاز، وفى (مت 27 : 45 – 50) ذكرت معجزه اخرىمن تلك لكنها اعظم منها وهى كسوف الشمس نحو ثلاث ساعات لما كان رب المجد معلقا على الصليب فى حين ان القمر كان بدرا. 4- بين يش 11 : 21، 1 مل 12 ففى الاول قيل (ومن جميع جبل يهوذا ومن كل جبل اسرائيل) وفى الثانى ان يهوذا لم ينفصل عن اسرائيل الا فى ايام رحبعام بن سليمان. فنجيب : ان ذكر يهوذا واسرائيل قد استعمل قبل داود بازمان، واصل استعماله ان يعقوب منح ابنه يهوذا حق البكوريه (تك 49 : 8 – 20). 5- بين اصحاح 15 : 1، اصحاح 19 : 31 ففى الاول ان نصيب سبط يهوذا كان فى الجنوب وفى الثانى قيل (والى يهوذا الاردن نحو شروق شروق الشمس) فنجيب : انه قد دخل فى حدود سبط يهوذا بعض مدن لم تدرج فى حدوده لان الستين مدينه المسماه (حورث) (يائير) التى كانت واقعه على الجانب الشرقى من نهر الاردن مقابل نفتالى كانت معدوده من المدن التابعه ليهوذا لان يائير مالكها كان من ذريه يهوذا كما جاء فى (1 اى 2 : 4 – 22) ولذا قال فى حدود نفتالى (والى يهوذا الاردن نحو شروق شروق الشمس). المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
05 فبراير 2020

التغصب

وَإِحنا مقبولون على صوم يونان و الصُوم المُقدَّس يجِب أنْ نعرِف مُفتاح مُهِمْ لِنِعم كبِيرة لِلصُوم المُفتاح ده إِسمه التغصُّب إِحنا عايشِين بِالجسد وَكُلّ أعمال الرُّوح تُقاوم مِنْ الجسد وَبِما أنَّ فِترة الصُوم فِترة جِهاد رُوحِى فبالتأكِيد لازِم نتعلَّم التغصُّب لأِنَّهُ ما مِنْ مرَّة أحِب أصُوم أوْ أسامِح أوْ أصَلِّى أوْإِلاَّ وَأجِد شئ مِنْ داخِلِى يمنعنِى وَأُصبِح فِى صِراع بين الجسد وَالرُّوح وَعَلَىَّ بِنِعمِة ربِّنا أنْ أنحاز لِلرُّوح لِكى آخُذ بركات الصُوم فِترة مُقدَّسة وَجمِيلة علشان يتعوَّد الإِنسان فِيها عَلَى التغصُّب فِى رِسالة بُولُس الرَّسُول لأِهل رُومية أصْحَاح 12: 11 - 12[ غير مُتكاسِلِينَ فِي الاِجتِهاد0حارِّينَ فِي الرُّوحِ0عابِدِينَ الرَّبَّ0فرِحِينَ فِي الرَّجاءِ0صابِرِينَ فِي الضِّيقِ مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلوةِ ] مافِيش بركة مِنْ بركات الرُّوح ستُعطى إِلاَّ بِغلبة الجسد وَطول ما إِحنا مُنحازِين لِلجسد وَميَّالِين لَهُ طول ما إِحنا محرُومِين مِنْ بركات الرُّوح علشان كِده لازِم أتخطَّى حدود طاقتِى كجسد عِندِئِذٍ أدخُل أرض الموعِد صحِيح هِى رِحلة شاقة بِها أتعاب كثِيرة وَبِدُون علامات لكِنْ لازِم أجتازها مُمكِن أجِد بعض التعزيات مُمكِن أشوف قلِيل مِنْ الثمر لكِنْ لاَ أتعوَّد عَلَى ذلِكَ وَمُمكِن تكُون عيِنات الثمر تصِلنِى جافَّة كما وصل عنقُود العِنب جاف زبِيب [ حارِّينَ فِي الرُّوحِ فرِحِينَ فِي الرَّجاءِ صابِرِينَ فِى الضِّيقِ ] طبعاً ما هُوَ الباب ضيَّق وَربِّنا قَالَ لنا كِده وَقَالَ كمان الطرِيق كرب وَقلِيلُون الَّذِينَ يدخُلُون ( مت 7 : 14 ) علشان كِده لمَّا أُقدِم عَلَى الطرِيق لاَ أُصدم لأِنَّهُ صعب أصل ربِّنا قَالَ كِده وَلَوْ لقِيته سهل يُبقى فِى حاجة غلط كما قَالَ بُولُس الرَّسُول لأِهل كُورنثُوس [ كُلَّ واحِدٍ كما ينوِي بِقلبِهِ ليس عَنْ حُزنٍ أوِ اضطِرارٍلأِنَّ المُعطِي المسرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ ] ( 2 كو 9 : 7 ) " المُعطِي المسرُور " العطاء فِى شكل حُب خِدمة بذل صلاة يجِب أنْ ننتبِه أنَّهُ مِنْ أكثر أعداء الحياة الرُّوحِيَّة الكسل وَالتراخِى00مِش مُمكِن آخُذ بركِة الرُّوح وَأنا فِى كسل أوْ إِخضاع لأِهواء الجسد لكِنْ أنا عايِش فِى الجسد وَالجسد ضاغِط عَلَىَّ علشان كِده لازِم أغصِب نَفْسِى عدِّى مرحلِة التغصُّب وَشُوفِى اللذَّة وَالنِّعمة الَّلِى تأخُذِيها ما فِى لذَّة رُوحِيَّة إِلاَّ وَنأخُذها بِتغصُّب مرَّة راح واحِد راهِب لأِبِى مقَّار وَقَالَ لَهُ أنَّ الحرب قويَّة عليه وَطلب الصلاة مِنْ أجله فصَلَّى لَهُ أبو مقَّار وَلكِنّه عاد مرَّة أُخرى يشتكِى ثُمَّ مرَّة ثالِثة فصَلَّى أبو مقَّار لله يُعاتِبه وَيسأله أنْ يرفع الحرب عَنْ هذا الرَّاهِب فسمح الله لِلشيَّاطِين أنْ تُجِيب أبو مقَّار وَقالُوا لَهُ " مُنذُ أنْ صلِّيت لِهذا الرَّاهِب وَنحنُ بعدنا عنَّه وَلكِنَّه يأكُل كثِيراً وَينام كثِيراً وَيرتاح كثِيراً " علشان كِده الحرب أصلاً مِنْ أعضاءنا الكسل مِنَّا لمَّا الشيطان يلاقِينِى قوِّمت نَفْسِى وَصلِّيت وَبدأت أفرح بِالصلاة يبدأ هُوَ حربه مِش مُمكِن يحارِبنِى وَأنا أصلاً كسلان لكِنْ لاَ ننسى أنَّ لَهُ حصُون داخِلنا كما قَالَ بُولُس الرَّسُول [ الخطِيَّة وَهِي مُتخِّذة فُرصةً بِالوصِيَّةِ خدعتنِي بِها وَقتلتنِي ]( رو 7 : 1 )[ فَإِنِّي أعلمُ أنَّهُ ليس ساكِن فِىَّ أى فِي جسدِي شئ صالِح ]( رو 7 : 18 ) إِذن لازِم أقدِّم جِهاد وَالجِهاد عايز تغصُّب وَالتغصُّب عايِز إِيمان وَالإِيمان عايِز ثبات وَهكذا سلسِلة مِنْ الجِهاد المُفرِح لاَ ننسى الأرملة الَّتِى أزعجت القاضِى قائِلة إِنصِفنِى مِنْ خِصمِى( لو 18 : 3 ) طِلبة لاَ تنقطِع وَ لاَ تهدأإِنجِيل قُدَّاس اليوم يعلِّمنا عَنْ الصلاة وَقَالَ أنَّهُ يوجد شخص ذهب لِصدِيقه لِيُعطِيه ثَلاَثَ أرغِفة لأِنَّهُ أتى إِليهِ ضُيُوف وَألحَّ عليهِ لأِنَّ الصدِيق قَدْ ذهب لِلفِراش00يقُول إِنْ لَمْ يقُم وَيُعطِيه لِصداقتِهِ يُعطِيه لأِجل لجاجتِهِ ( لو 11 : 8 ) رغم أنَّ هُناكَ ثَلاَثَ نِقاط تبعث اليأس فِى نَفْسَ ذلِكَ الرجُل وَهِى :- 1/ أنَّهُ يُرِيد أنْ يأخُذ شئ ليس مِنْ حقَّه0 2/ أنَّهُ أتى فِى وقت غير مُناسِب0 3/ إِنتهار صدِيقه لَهُ0 وَلكِنْ لجاجتِهِ تتعدَّى يأسه عدم إِستحقاقِى لاَ يجعلنِى أتراجع وَلكِنْ يجعلنِى أصِر أكثر وَأدُق الباب أكثر وَ لاَ أنصرِف فارِغة وَإِنْ كَانَ الوقت غير مُناسِب لكِنْ أنا محتاج وَالخطِيَّة غلبانِى وَإِنْ كُنت بِأزعِجكَ فالأِنِّى مغلُوب وَمُحتاج أنا لاَ أطلُب كثِيراً أنا أطلُب خُبز( حياة ) حاف00أنا بِأزعِجكَ علشان أقدِّم لَكَ شئ الصُوم فُرصة لِلتغصُّب بعد الصُوم يُصبِح التغصُّب عاده وَآخُذ فرح فِى فِترِة الصُوم لازِم نُؤهلّ لِلتعب نُؤهلّ لِلتضحِية تضحِية بِراحِة الجسد بِلذَّة أكل مُعيَّن القِدِيسِين يعلِّمونا أنَّ الصلِيب دواء الشهوة ما هُوَ الصلِيب ؟هُوَ الألم وَما أجمل الألم إِذا كَانَ إِختيارِى وَما هُوَ الألم الإِختيارِى ؟هُوَ ألم الجوع السهر المِيطانيات التسامُح علشان كِده ربِّنا يحِب يشتمَّ رائِحة تغصُّب يقُول مارِإِسحق [ إِسهر بِغير ضجر لأِنَّ الله يُحِب الساهِر بِفرح ] يعنِى لمَّا ألاقِى نَفْسِى مِش عارفة أدِّى ربِّنا حاجة أعطِى لَهُ مِنْ وقت راحتِى وَنُومِى وَمِنْ أتعاب جسدِى يقُول الكاهِن فِى الصلوات السَّريَّة [ إِجعلنا أنْ نشترِكَ معهُمْ فِى الأعراق الَّتِى قبلُوها لِحِفظ التقوى ] لازِم نِتعب وَ نِعرق لِحِفظ التقوى يقُول واحِد مِنْ القِدِيسِين[ إِتعِب جسدكَ بِالصلاة حَتَّى تُؤهلَّ لِحِفظ الملائِكة إِتعِب جسدكَ بِالصلاة حَتَّى يتقدَّس سرِيركَ بِعرق الصلاة ] يا سَلاَمَ لَوْ السرِير بِتاعِى إِبتلَّ بِعرق الصلاة وَالمِيطانيات[ بِغير تعب بِالصلاة لاَ تسمح لِنَفْسَكَ أنْ تنام ] أى صلاة لازِم تكُون بِجِهاد وَصِراع عارفِين أنَّ العملِيَّة مِش سهلة وَالأمر ليس بِقولِنا لِلجسد أنْ يقُوم لِلصلاة فيقُول آمِين يقُول أحد القِدِيسِين [ إِذا حان وقت الصلاة حدث التثاؤب وَالكسل وَإِذا حان وقت المائِدة حدث نشاط وَإِسراع ] وَعلشان كِده يقُول [ لاَ تُصدِّق يا أخِى أنَّهُ بِدُون تعب الجِهاد تنعتِق مِنْ خطاياكَ ]إِوعِى تنسِى إِنْ الفُرصة الَّلِى جاء فِيها العدو وَزرع الزوان إِلاَّ لمَّا كَانَ النَّاس نِيام يعنِى فِى الكسل وَالغفلة علشان كِده إِوعِى تفكَّرِى إِنْ النِّعمة الرُّوحِيَّة ستهبُط عليكِ مِنْ السما وَلكِنْ دِى عايزه رِحلة طوِيلة بِها أتعاب وَسقُوط وَقِيام وَتغصُّب[ أرض الموعِد لاَ تُعطى بِسهولة وَالخَلاَصَ لاَ يُعطى بِراحة ] وَلَوْ تخيَّلنا أنَّ جسدنا بِطبِيعة ملائِكِيَّة وَإِذا إِرتفع عَنْ شهواته هذا صعب علشان كِده لَوْ نظرنا لِلمُكافأة يهون علِينا الجِهاد أبونا يعقُوب علشان يأخُذ راحِيل زوجة خدعوه 7 سنوات وَشغَّلوه 7 سنوات أُخرى وَيقُول الإِنجِيل [ وَكانت فِي عينيهِ كأيَّامٍ قلِيلةٍ بِسببِ محبَّتِهِ لها ] ( تك 29 : 20 ) طول ما راحِيل قُدَّامِى طول ما جِهادِى يهون وَلكِنْ الأمر ليس بِسهل بِدلِيل قول يعقُوب أنَّ الحر أكله بِالنَّهار وَالجلِيد فِى الليل ( تك 31 : 40 ) كُلّ ما الإِنسان يضع هدف قُدَّام عينيهِ كُلّ ما يهون عليه التعب كُلّ خطوة وَلَوْ بسِيطة كُلّ رفع يد كُلّ رفع قلب كُلّ تنهُّد كُلّ قُدَّاس نحضره كُلّ صلاة لاَ تُنسى مِنْ الله لأِنَّ هذِهِ خطوات ضروريَّة لِنوال الحياة الأبديَّة وَطول ما إِحنا فِى الجسد الضعِيف طول ما ربِّنا عايزنا نفرَّط فِيه وَنسأمه وَ لاَ نثِق فِيهِ وَ لاَ نرتاح لَهُ عَلَى قد ما أقدر لاَ أثِق فِى جسدِى وَ لاَ أتبع شهواته وَ لاَ مشورته لأِنِّى إِنخدعت مِنّه قبل كِده كما إِنخدع كثِيرِين مِنْ جسدِهِمْ علشان كِده لازِم الجسد ده يُقدَّم ذبِيحة وَلِكى يُقدَّم الجسد ذبِيحة لازِم المُفتاح وَهُوَ التغصُّب زمان لمَّا كانوا يقدِّموا ذبِيحة كانوا يربُطوها بِأربع قرُون المذبح ما هُوَ الربط بِقرُون المذبح إِلاَّ التغصُّب ربِّنا سمح إِنِّى أعِيش فِى التغصُّب كُلّ يوم وَمافِيش صوم يوم يشفع عَنْ صوم يوم آخرعلشان كِده أعمال الرُّوح عايزه تُحلِّق وَتسمو فعايزه ناس غالبة جسدها بِالتغصُّب إِنْ كَانَ بنِى إِسْرَائِيلَ تاهوا فِى البرِّيَّة 40 سنة إِلاَّ أنَّ توهانهُمْ كَانَ ضرورة وَهُوَ المؤهِل لِدخُول أرض الموعِد00فإِذا كانِت فِترة طوِيلة فِى حياتِى لَمْ أرى فِيها بركة وَ لاَ أخذت فِيها تعزية لكِنْ لَنْ أعود لِلخلف وَسأغصِب نَفْسِى وَأُقاوِم لأِنِّى حَتَّى الآنَ لَمْ أُقاوِم حَتَّى الدم لمَّا أبتدِى بِتغصُّب أشعُر أنَّ حِدَّة الموقِف خفِّت شوية بِشوية أوِل قِيام لِلجسد أصعب قِيام أوِل خمس دقائِق فِى الصلاة أصعب خمس دقائِق وَالعشرة دقائِق الَّتِى تليهُمْ أصعب مِنْ الدقائِق الَّتِى تلِيها وَهكذا وَقَدْ أصِل فِى النِهاية إِنِّى لاَ أستطِيع أنْ أختِم صلاتِى لِماذا ؟ لأِنَّ غِنى الرُّوح لمَّا يأخُذ الإِنسان يجِد نَفْسَه أمام تيار يرفعه وَ لاَ يستطِيع أنْ يُقاوِمه علشان نأخُذ بركات الرُّوح لازِم نغيَّر طبِيعة الجسد وَأُسلُوبه فلابُد أنْ أنقِل جسدِى بِأهوائه وَميوله مِنْ موضِع مُظلِم إِلَى النُور وَمِنْ سُلطان الجسد إِلَى مجد أولاد الله وَهذا ليس بِسهل الله أشفق عَلَى بنِى إِسْرَائِيلَ مِنْ رجوعِهِمْ لأِرض مِصْرَ مرَّة أُخرى لِذا أتاههُمْ 40 سنة أى أغلق الرَّبُّ عليهِمْ بِمراحِمه حَتَّى لاَ يعودوا لِلعبُوديَّة مرَّة أُخرى وَمِنْ حُب ربِّنا لِنا يُرِيدنا أنْ نذُوق الأبديَّة وَيكُون لِهذا المذاق فرحة كبِيرة تخيَّلوا مريم أُخت مُوسى بعد ما شافِت فرعُون وَهُوَ يغرق أخذت الدُّف وَترنَّمت لِلرَّبِّ لاَ تترنَّم مريم إِلاَّ إِذا كانِت شايفة عمل الله معها لازِم نِعرف أنَّ هُناكَ تعب كثِير وَلكِنْ لمَّا نشوف المُكافأة يهون التعب لازِم أدفع نفقة مِنْ عقلِى وَقلبِى وَجسدِى لآِخُذ بركِة الرُّوح لازِم أدفع النفقة لأِشعُر بِحلاوِة هذِهِ البركة علشان أشوف القِدِيسِين فِى السما وَأجلِس معهُمْ لازِم أعِيش حياتهُمْ وَإِذا كَانَ جسدِى لاَ يُساعِدنِى أنْ أعِيش حياتهُمْ إِذن لازِم يكُون الحل فِى التغصُّب أحياناً التغصُّب يُولِّد عاده بِدُون روح لأِنَّ التغصُّب درجات أوَّلاً تغصُّب الجسد ثُمَّ تغصُّب الفِكر وَهذا أصعب0 بعض أقوال الأباء:- 1/ إِعلموا أنَّهُ إِذا إِستمالِتنا كلِمات الصلاة وَإِستحوِذِت عَلَى إِنتباهنا فحِينِئذٍ سوف تستمِيل قلب الله وَإِنْ لَمْ تسترعِ إِنتباهنا فكيف تسترعِى إِنتباه الله0 2/ إِحتمِل الملل وَالضجر وَالأفكار الشِّريرة الَّتِى يسوقها عدو الخِير علينا وَخصوصاً وقت الصلاة وَطالما كُنت لاَ تخضع لها وَ لاَ تمِيل لِلمُشاركة فِيها بَلْ تتألَّم وَتتنهَّد وَتُظهِر عدم رِضاكَ عنها تُحسب لَكَ عمل أفضل مِنْ الصلاة لأِنَّ الآباء وضعُوها فِى مرتبِة الإِستشهاد0 3/ لأِنَّ الجِهاد فِى الصلاة ضِد عدو الخِير يُحسب أفضل مِنْ الصلاة وَلأِنَّ الإِستشهاد هُوَ إِنسان يذبح مشِيئتهُ وَأنا أثناء الصلاة أذبح ذِهنِى وَأسمَّره عَلَى صلِيب محبِّة ربِّنا00لِذا الأمر يتطلَّب تغصُّب مِنْ كُلّ النواحِى مِنْ ناحِية الصُوم وَالصلاة0 4/ كُلّ الأعمال الرُّوحِيَّة عايزه جِهاد وَالجِهاد عايِز تغصُّب وَالتغصُّب عايِز إِيمان وَنِعمة وَالنِّعمة عايزه جِهادوَلأِنَّ الجسد كُلّه خِداع وَهذِهِ طبِيعة ضعِيفة فِى الجسد لِذا يجِب أنْ نقِف لِلصلاة فِى نشاط وَ لاَ نُرِيح الجسد حَتَّى لاَ يتمرَّد0 ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً آمِين. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
04 فبراير 2020

التوبة طريق القداسة

عوامل عديدة تشابكت لتفسد الفكر الأرثوذكسى الآبائى من جهة حياتنا مع الله وعلاقتنا به، ولعل أبرز هذه العوامل "النزعة الفردية فى الخلاص" التى يتبناها المنهج البروتستانتى أو كذلك "النسكيات المتطرفة" التى كانيتبناها المنهج الكاثوليكى الغربى، ولعل أهم الموضوعات التى أصابها الغموض والانحراف موضوع "توبتنا"، وأزعم أننى أستطيع تلخيص ما يدور بذهن الشباب من جهة التوبة فى هذه النقاط:- 1- أن التوبة هى رجعة حاسمة عن الخطية يعقبها قداسة السيرة بدون سقطات. 2- أن الرجوع للخطية بعد الاعتراف معناه أن توبتى لم تكن حقيقية وهى غير مقبولة. 3- أن ارتباطى بالمسيح يستلزم قداسة السيرة.. وهذه القداسة تحتاج مجهوداً عنيفاً واستمرارية فى عدم الخطأ. 4- بما أننى - عملياً - لا أستطيع ألا أخطئ، وليس لدى مقدرة على السلوك فى نسكيات عنيفة.. لذلك فـإما. أن: صديقى الشاب.. لعلك توافقنى فى هذا الزعم.. ولكن دعنا الآن نتلمس مفهوم التوبة فى ضمير الكنيسة كما صاغته فى نصوص الليتورجيا (القداس).. لعلنا نخرج منه بتحديدات تنير أمامنا الطريق فيسهل، ولنبحر معاً فى أعماق أنهار القداس الإلهى إذ أن القداس - فى الحقيقة - يحوى منهج توبة متكامل بفكر أرثوذكسى أبائى أصيل.. لأول وهلة سنلحظ أن: أ- أعيش بقلبين أحدهما يليق بالكنيسة ويكون لى صورة التقوى فيها دون قوتها. والأخر يليق بحياتى الخاصة وبالعالم وأوافقه على كل انحرافاته. ب- أو أنه لا فائدة ولنترك الكنيسة لمن يستطيع، أما أنا "فلنأكل ونشرب لأننا غداً نموت". أن: 1- التوبة هى عمل مستمر ومتكرر ومدى الحياة: يبدأ الكاهن القداس بصلاة سرية يرددها أثناء فرش وتجهيز المذبح فيقول "أيها الرب العارف قلب كل أحد، القدوس المستريح فى قديسيه. الذى بلا خطية وحده، القادر على مغفرة الخطايا. أنت يا سيد تعلم أننى غير مستحق لهذه الخدمة المقدسة التى لك، وليس لى وجه أن اقترب وأفتح فمى أمام مجدك المقدس، بل ككثرة رأفتك اغفر لى أنا الخاطئ وامنحنى أن أجد نعمة ورحمة فى هذه الساعة وأرسل لى قوة من العلاء.. الخ". تأمل كيف تنضح هذه الصلاة بالتوبة والانسحاق والشعور بالخزى بسبب كثرة الخطايا.. ومن الذى يقدمها؟ أنه الكاهن المحسوب فى ضمير الكنيسة أنه شفيع فى المذنبين أمام الله.. ثم يستمر الكاهن فى تقديم توبة عميقة منسحقة طوال القداس حتى يختمه بهذه الصلوة قبل التناول: ".. لا تدخلنا فى تجربة، ولا يتسلط علينا كل إثم، لكن نجنا من الأعمال غير النافعة، وأفكارها وحركاتها ومناظرها وملامسها، والمجرب أبطله، واطرده عنا، وانتهر أيضاً حركاته المغروسة فينا، وأقطع عنا الأسباب التى تسوقنا إلى الخطية، ونجنا بقوتك المقدسة.. الخ" أنك تستطيع أن تلمس روح التوبة المتغلغلة ليست فى هذه الصلوة فقط بل فى كل صلوات القداس الإلهى، وكأن القداس قد وضع فقط للتائبين، ما يعنينى هنا أن: 1- استمرار صلوات التوبة طوال القداس إنما يشير إلى ضرورة استمرارية التوبة فى حياتنا. 2- أن يبدأ القداس وينتهى، معناه أن التوبة هى عمل يستمر مدى الحياة، منذ أن أدرك ذاتى وحتى الانتقال إلى السماء. 3- تكرار القداس يومياً بنفس النمط ونفس الصلوات يدل على أن التوبة - فى ضمير الكنيسة - هى عمل متكرر يومياً، فلو كانت التوبة هى مجرد مرحلة يعقبها قداسة بدون سقطات، لصار فى الكنيسة نوعان من القداسات أحدهما للمبتدئين التائبين ويكون مليئاً بعبارات التوبة والانسحاق، والآخر للمتقدمين القديسين (الذين لا يخطئون) ويكون مليئاً بالحب والتسبيح والفرح، ولا مجال فيه للتوبة والانسحاق إننا نتطلع أحياناً إلى يوم نتحرر فيه تماماً من الضعفات والسقطات ونعيش القداسة فى ملئها وبهجتها وعندما يتأخر هذا اليوم نصاب بالإحباط واليأس والفشل.. غير عالمين أنه سيأتى ولكن فى الدهر الآتى.. أما فى هذا الدهر فإننا فى زمان التوبة والنمو لذلك فالكنيسة الملهمة رتبت لنا توبة فى كل يوم حاسبة فى ضميرها إننا ضعفاء ساقطون لأنه "ليس عبد بلا خطية ولا سيد بلا غفران" مرد إنجيل الصوم الكبير. ليست الكنيسة مكاناً للقديسين فقط، ولكنها مستشفى للتائبين أيضاً. إننا ندخلها خطاة فى كل يوم فتبررنا بدم المسيح الذى تستجلبه لنا بالتوبة والاعتراف والحل.. لاحظ هذا الحوار الذى يدور بين الكاهن والشماس والشعب فى نهاية كل صلاة طقسية (خاصة القداس) يقول الشماس : احنوا رؤوسكم للرب (وهى دعوة للتوبة والاعتراف السرى أما المسيح فى حضور الكنيسة كلها) يرد الشعب : أمامك يا رب أى ها نحن أمامك منحنين معترفين بذنوبنا وآثامنا وميولنا الرديئة. يقول الشماس : ننصت بخوف الله (مشيراً إلى قرار خطير سيصدر بعد قليل يجب أن ننصت لنسمع بمخافة). يقول الكاهن : السلام للكل (أى أن هذا القرار الخطير سيحمل سلاماً للكنيسة كلها). يرد الشعب : ولروحك أيضاً. ثم فى هدوء وصمت عميق يحنى كل مصلى كالأسلة رأسه ويقرع صدره ويعترف أمام الله بخطاياه.. والكاهن كذلك يتوب عن نفسه وعن الشعب ثم يقرأ عليهم التحليل. لاحظ أن: توبة + اعتراف + تحليل = غفران وهذا يدفع الشماس لأن يصرخ (خلصت حقاً ومع روحك أيضاً) شاهداً للكاهن والشعب أن خلاصنا قد حضر بسبب الغفران.. فيفرح الشعب ويتهلل ويصرخ بنغم الفرح قائلاً آمين كيرياليصون كيرياليصون كيرياليصون وفى القداس خاصة يكمل الكاهن الحوار قائلاً: القدسات للقديسين (أى هذا الجسد والدم يأخذهما فقط القديسون التائبون الآن) فتصرخ الكنيسة بانكسار ووداعة: واحد هو الآب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس (معترفة بذلك أن واحداً قدوس هو الله وأن كل قداسة فينا هى مجرد انعكاسات لقداسته فى وجوهنا).. وعلى هذا الرجاء وبهذه الثقة نتقدم للتناول من الأسرار المحيية.. ونخرج من الكنيسة مبررين بدم المسيح.. ولكن غير معصومين من الخطأ.. لذلك فنحن مدعوون للعودة للكنيسة مراراً وتكراراً.. ندخل خطاة ونخرج متبررين.. وبتكرار التوبة والعودة للمسيح تضمحل الخطية من أعضائنا ويزداد الاشتياق للمسيح وطهارته.. ولكننا سنظل خطاة وسيظل المسيح (الذى بلا خطية وحده، القادر على مغفرة الخطايا) مهما ترقينا فى الفضيلة والحب والالتصاق بالمسيح فنحن "تراب ورماد".لكن بينما أنا خاطئ متعثر فى خطواتى، وميولى الرديئة تدفعنى للسقوط، أجد الكنيسة تدعونى قديساً. القداسات للقديسين، لأن "أحباء الله مدعوين قديسين" (رؤ 1:7) فكيف يكون ذلك؟ الإجابة هى الركيزة الثانية فى مفاهيم التوبة بالفكر الأرثوذكسى: 2- التوبة هى عمل كل الكنيسة بكل أعضائها: فلا يوجد فى الكنيسة فئتان: خطاة مبتدئون، وقديسون كاملون، بل الكل خطاة قديسون لأن التوبة تجعل الزانى بتولاً، والخاطئ قديساً لا تتخيل - صديقى الشاب - أنك وحدك تخطئ.. أبداً.. كلنا نخطئ وكلنا نحتاج التوبة.. اسمع الأب الكاهن يصلى فى القداس قائلاً: أذكر يا رب ضعفى أنا المسكين، وأغفر لى خطاياى الكثيرة، وحيث كثر الإثم فلتكثر هناك نعمتك؟ ومن أجل خطاياى خاصة، ونجاسات قلبي لا تمنع شعبك من نعمة روحك القدوس. حاللنا وحالل كل شعبك من كل خطية ومن كل لعنة ومن كل جحود ومن كل يمين كاذبة ومن كل ملاقات الهراطقة الوثنيين أنعم علينا يا سيدنا بعقل وقوة وفهم لنهرب إلى التمام من كل أمر ردئ للمضاد.. الخ لو كان الحال أن الحياة الروحية مفصولة إلى مرحلتين: التوبة والقداسة لكان من البديهى أن يكون الكاهن قد أنتهى من مرحلة التوبة؟ ولا حاجة له أن يصلى مثل هذه الصلوات المفعمة بالانكسار والتذلل وليتركها للخطاة المبتدئين. ولكن فكر الكنيسة هو أن التوبة والقداسة صنوان يسيران معاً، فأنا خاطئ لأننى إنسان ضعيف، وأنا قديس لأن المسيح يقدسنى بنعمته "أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطاينا ويطهرنا من كل إثم" (1يو 1: 8، 9) نحن خطاة (هذا طبع) والمسيح يطهرنا (لأنه أمين وعادل) فلا تظن صديقى أن القداسة بعيدة المنال أو أنك غريب عن القديسين، بل أنت وأنا والأب الكاهن وكل الكنيسة تائبون.. ورجوعنا للخطية لا يلغى انتمائنا للمسيح وبنوتنا له، فالأحرى أن ننتبه سريعاً ونقوم من سقطاتنا بدون يأس.. متمثلين بذلك الراهب الحاذق الذى قال للشيطان "ألست أنت تضرب مرذبة" العبرة بالنهاية "والذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص"والأكثر من هذا أنك تسمع الأب الكاهن يطلب عن خطاياه وعن جهالات الشعب "أعط يا رب أن تكون ذبيحتنا مقبولة أمامك عن خطاياى وجهالات شعبك" حاسب خطايا الشعب أنها جهالات خطيته وعندما يتقدم الكاهن ليغسل يديه قبل تقدمة الحمل، وقبل البدء فى القداس لا يكون هدفه فقط نظافة اليدين، وإنما نظافة القلب من الخطية والشهوات، لأنه يصحب الغسيل بالصلاة "تنضح على بزوفاك فأطهر، تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج..."لقد جاء المسيح لأجل الخطاة ليدعوهم للتوبة.. والأبرار (فى أعين ذواتهم ليس لهم نصيب فى عمل المسيح وعندما أدركت الكنيسة هذه الحقيقة سلمتنا - أولادها - سر التوبة مدى الحياة لنكون دائماً فى مجال عمل رب المجد.. فإذا كنت خاطئاً فلا تيأس بل أعرف أنك من صميم عمل المسيح لأنه قال: "لم أت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة.. لأنه.. لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" وإذا اعترضت بأن توبتك ضعيفة وأنك تميل إلى الخطية والسقوط فأعلم أن: 3- الغفران يعتمد على قوة السر وأمانة الله: لذلك قيل عن سر التناول "السر العظيم الذى للخلاص" (صلاة الاستعداد)، "السر العظيم الذى للتقوى" (الرشومات) ويخاطب الكاهن الله قائلاً: "اللهم معطى النعمة، مرسل الخلاص، الذى يفعل كل شئ فى كل أحد".. فثق صديقى، أن الله "رحمته قد ثبتت علينا" (مرد اسباتير)، وأن الله يرفع هناك خطايا الشعب من قبل المحرقات "الجسد والدم" ورائحة البخور "الصلوات" (مرد الأبركسيس).. وكل الكنيسة تصرخ بهذا المرد الرائع "كرحمتك يا رب ولا كخطايانا" ولا نستطيع أن ننسى الإعلان المقدس عن الجسد والدم أنه "يعطى عنا خلاص وغفراناً للخطايا"وهناك حركة طقسية غاية فى الإبداع تطمئنك أن خطاياك قد ألقيت على دم المسيح.. فالكاهن يغطى يديه بلفافتين الأولى على يده اليسرى تمثل الخطايا والضعفات، والثانية على يده اليمنى تمثل بر المسيح (لأنه أخذها من فوق الحمل) وقبلما يرشم الكاهن الشعب بكلمة أجيوس (قدوس) يبدل اللفائف ويضع ما كانت بيده اليسرى على الكأس ويمسك ما كانت على الكأس بيده اليمنى ليرشم بها الشعب، معلناً بذلك أن خطايانا جميعاً قد ألقيت على الدم المقدس وأننا ننال البر بدم المسيح (اللفافة التى على الكأس) راشماً إيانا بكلمة قدوس ليقدسنا حقيقة أن توبتنا ضعيفة ومريضة ولكن لنا رجاء فى الله "الذى يحى الموتى ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة" (رؤ 4: 3) وتصرخ مع "أبو الولد" بدموع "أؤمن يا سيد فأعن عدم إيمانى" (مز 9: 24) فلو كانت توبتى عدما، فأومن أنك ستعمل فيها عجباً وتخلصنى بنعمتك لأننى عاجز بجهدى ولكننى لن أيأس من رحمتك لذلك فإن التوبة الأرثوذكسية فيها: 4- ينتفى الإحساس بالإنجاز والبر الذاتى: لأنه ليس بمقدرتى ومهارتى، ولا بإرادتى بل بالكنيسة وبالكاهن وبالسر.. لذلك يتكرر طوال القداس المرد الشهير "كيريليصون - يا رب أرحم" عالمين أننا مهما تقدسنا أو تبررنا فنحن بحاجة شديدة لراحة الرب.. ودائماً تسمع التعبير "نحن عبيدك الخطاة غير المستحقين.."، "نحن الأذلاء غير المستحقين.."، "ضعفى أنا المسكين" بينما نشكر الله فى انكسار أنه جعلنا أهلا الآن أن نقف فى هذا الموضع المقدس..، ولأنه "جعلنا مستحقين" وبروح العشار التائب نصرخ "نسألك يا سيدنا لا تردنا إلى خلف.. لأننا لا نتكل على برنا بل على رحمتك، هذه التى بها أحييت جنسنا.. "صك الحجاب".. وتستطيع أن تستشف هذه الروح المنسحقة طوال صلوات القداس لأن الكنيسة المقدسة قد أدركت بروح الله أن "القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله" أن التوبة الأرثوذكسية هى عملنا الوحيد المتكرر طوال الحياة واللازم لكل أعضاء الكنيسة، وهى ستجلب لنا غفران خطايانا بدم المسيح ونعمته المجانية اعتماداً على أمانته وحبه لذلك فالتائب المسيحى لا ينتفخ ولا يتفاخر، بل يظل طوال عمره محتاجاً لراحة الله وغفرانه. ربى يسوع الغالى القدوس لن أيأس بعد اليوم، ولن استهتر أيضاً.. لن أتوانى عن القيام عقب السقوط، وكذلك لن أتوانى عن دعوتك لحمايتى من السقوط إكراماً لجسدك واحتراماً لكنيستك.. واثقاً أنه بكثرة غفرانك ستضمحل الخطية من أعضائى، وسأثر فى الفضيلة حتماً وسيجئ اليوم بنعمتك الذى فيه يزداد لهيب حبك فى قلبى أعلى من لهيب الشهوة فى جسدى.. "نفس تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح" (مز130: 6). نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
03 فبراير 2020

المذبح العائلي

مع اقتراب فترة مقدسة هي الصوم الأربعيني المقدس الذي صامه رب المجد بنفسه في الجبل، وهي فترة من أقدس أيام السنة كلها، تتسم بأنها فترة عبادة على مستوى الكنيسة في القداسات اليومية، وعلى مستوى الأسرة أيضًا فيما يُسمّى بالمذبح العائلي أي خدمة الصلاة اليومية بالمزامير، وهذا له تأثير قوي في اجتماع الصلاة مع الصوم في حياتنا مما يجعل العلاقة بالله متكاملة ويُضاف إليهما الصدقة، وهم أركان العبادة المسيحية، إذ بالصوم ينضبط المصلي في صلاته ويأخذ من محبة الله للخليقة فيعطي على قدر ما يستطيع.وهنا نذكر أن الصوم يجعل الجسد ذبيحة حب لله، وبالصلاة يقدم ذبائح شكر لله وتسبيحًا، وبالصدقة يعطي للمحتاجين على مثال الله العاطي فيتشبه بالله في صنع الخير لمن يحتاج. لذلك نجد في كنائسنا في فترة الصوم قداسات يومية في الكنيسة، وحرصًا على إشباع الجائع والمحتاج، ونردد في ألحان الصوم اللحن الشهير: "طوبى للرحماء على المساكين، فإن الرحمة تحل عليهم، والمسيح يرحمهم في يوم الدين (يوم الدينونة في القيامة العامة).."الصوم دعوة لإقامة المذبح العائلي: فنجد في (يشوع24: 15) «أما أنا وبيتي فنعبد الرب».. وهذا مبدأ روحي مهم جدًا يجب أن نأخذه في الاعتبار في الصوم خاصة، وطول أيام حياتنا عمومًا، لأن وجود الله في البيت مهم لكي يقود روح الله الأسرة، وهي أفضل عبادة وقيادة «إن لم يبنِ الرب البيت، فباطلًا تعب البنائون» (مز127: 1)، وهكذا يضع الله أساسًا قويًا للأسرة، ويبني كل أفرادها على الوصية الإلهية وتنفيذها بحرص شديد، لأن خلال الصلاة والصدقة في الصوم تُبني حياة كل أفراد الأسرة وأحد الآباء يقول: "الكنيسة المقدسة ليست مجرد حوائط مبنية، ولكنها تُعَبَّر عن قلوب المؤمنين التي تحب الله، ومسكن لله بداخلها". لذلك ينبغي أن نبني مذبحًا للرب داخل بيوتنا ليسكن الله فيها، وهذه هي الوصية «قُم اصعد إلى بيت إيل وأَقم هناك مذبحًا لله» (تك35: 1) وهنا نؤكد أن قداسة الجماعة من خلال الصوم والصلاة حول المذبح، لتصير الأسرة أيقونة حَيَّة سمائية تخلو من العيوب التي تهدمها لكن عمليًا ماهو المذبح العائلي؟: جزء من البيت مُخصَّص للعبادة والصلوات والجلسات الروحية الفردية أو للأسرة كلها للصلوات ويقول القديس كبريانوس: "إن كان اثنان بفكر واحد يستطيعان أن يفعلا هكذا متى وُجِد اتفاق في الفكر، فكم بالأكثر بين الجميع".. وهكذا تكون الصلاة مؤثرة إذا وُجِدت وحدانية القلب بين الجميع. ويقول الأب يوحنا من كرونستادت: "الصلاة الجماعية تُستجاب سريعًا وتأتي بثمار كثيرة عندما تكون بوحدانية الرأي واتفاق الأهداف، ويُضاف إلى ذلك التمتع بكلمة الله التي هي غذاء روحي قوي «فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله»."والسيد المسيح يوصي بحفظ كلمته كدليل لحبه الذي يملأ القلب في الصوم : «إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا»، فإن كان الصوم دليل حبنا لله فهكذا حفظ وصاياه..( يو14: 23).. نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
02 فبراير 2020

لِماذا نلبِس0وَماذا نلبِس ؟

لماذا نلبس؟ فِى مرحلة ما قبل السُقُوط عَاشَ الإِنسان فِى وِحده مَعْ الله فِى كيان مُتكامِل غير مُنقَسِم يحيا فِى إِنسِجام تام بينَ النَّفْس وَالجسد وَالرُّوح فِى تمتُّع بِكُلَّ عطايا الله الفائِقة مُستخدِماً كُلَّ ما لديهِ مِنْ قوى نفسِيَّة وَجَسَدِيَّة وَرُوحِيَّة كى يُحَقِّق هدف وجود أى التمتُّع بِالشَرِكة وَالحُب مَعْ الله وَلاَ يفوتنا أنْ نذكُر أنَّ الله خلقَ الإِنسان عارِياً وَمَعْ ذلِك لَمْ يخجل مِنْ عُريه وَلاَ شَعَرَ بِهِ بَلْ كَانَ ينظُر إِلَى جَسَدهُ نظرة برِيئة مُقدَّسة أمَّا بعد السُقُوط إِكتشف الإِنسان حالة عُريه الَّتِى كَانَ يحيا بِها دونَ أى خجل إِنَّها الخطِيَّة الَّتِى أحدثت فجوة ضخمة بينَ الله وَالإِنسان وَنَجِد أنَّ تيار الحياة الَّذِى كَانَ يتدفق مِنْ الله فِى الإِنسان يتوقف فَصَارَ الإِنسان يتحرَّك وَيتصرَّف وَكأنَّ الله غائِب عنهُ وَحدثَ شرخاً عظِيماً فِى كيان الفرد أدَّى إِلَى التمزُق الدَّاخِلِى فَصَارت النَّفْس قَلِقة غير مُستقِرة وَالجسد يُعَبِّر عَنْ كُلَّ ما فِى النَّفْس مِنْ قلق وَتمزُّق فَنَجِد أنَّ إِكتشاف العُرى كَانَ بِسبب الخطِيَّة فَيقُول الكِتاب المُقدَّس [ فَانفتحت أعيُنُهُمَا وَعَلِمَا أنَّهُمَا عُرْيَانَانِ0فَخَاطَا أوراق تِينٍ وَصَنَعَا لأِنْفُسِهِمَا مَآزِر فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدم وَقَالَ لَهُ أينَ أنتَ0فَقَالَ سَمِعْتُ صوتَكَ فِي الجنَّةِ فَخَشِيتُ لأِنِّي عُريان فَاختبأتُ ] ( تك 3 : 7 – 10 ) أُنظُر عزِيزِى القارِئ مَا الَّذِى جعلَ آدم يقُول " لأِنِّى عُريان فَاختبأت "كيفَ شَعَرَ بِالعُرى وَهُوَ ليسَ جدِيد عليه ؟ إِنَّهُ مِنْ نتائِج الخطِيئة عَلَى الجسد إِنَّ الخطِيئة أشعلت الغرائِز وَأعطتها الحِدَّة وَالجموح كما أثَّرت فِى القلب وَالفِكر فحرقتهُما نقاوتهُما الأولى00كما سلبت مِنْ العينين طهارتهُما وَبساطتهُما00فَسُرعان ما لجأَ الإِنسان إِلَى تغطِية جَسَده بِأوراق التِين وَكَانَ يظُن أنَّ هذا سوف يستُر عَلَى خطِيئتهُ وَيُغَطِّى عَلَى إِثمه00وَلَمْ يعلم أنَّهُ يحيا فِى حضرِة الَّذِى كُلَّ شىء عُريان وَمكشُوف أمام عينيهِ ( عب 4 : 13 )00وَهذِهِ التغطِية الَّتِى يصنعها الإِنسان لِجَسده دونَ الرُجُوع لله نُسَّمِيها " الحِشمة الكاذِبة " إِذ أنَّ مَا حدث مَعْ آدم وَحواء يتكرر معنا باستمرارعِندما يُغَطِّى إِنسان جَسَدهُ بينما القلب وَالفِكر مُشتعِلان بِالشهوات وَينفضِح هذا الأمر فِى السلُوك الخارِجِى مِثل طرِيقة المشى وَالحدِيث وَالنظرات وَالمُلاَمَسات وَهكذا قَدْ يظُن الإِنسان أنَّهُ وجدَ حلاً لِمُشكِلة عُريه وَكأنَّهُ يُغَطِّى جَسَدَهُ كُلَّه بِأوراق التِين وَلَكِنْ الله لاَ يُسَر بِهذا الغطاء لأِنَّهُ فاحِص القُلُوب وَلاَ ينظُر إِلَى الخارِج فقط وَلَكِنَّهُ يطلُب القلب أوَّلاً [ يَا ابنِي أعْطِنِي قَلْبَكَ ] ( أم 23 : 26 ) وَمِنْ هُنا نجِد أنَّ الله يتدخل بِذاته الإِلَهِيَّة وَألبس آدم وَحواء لُباساً مِنْ الجِلد سترَ بِهِ عورتهُما لِيستُرهُما تماماً وَيحفظ كرامتهُما( تك 3 : 21 )وَلأِنَّ العُرى فضِيحة وَخِزى وَعار لاَ يُحتمل جَعَلَ الله يتدخل لِيستُرهُما فَمِنْ هذا المُنطلق نرى أنَّ العُرى هُوَ رفض لِتَدَّخُل الله وَإِصرار عَلَى إعتبار أنَّ الله غائِب بَلْ أنَّ العُرى هُوَ تحدٍ لِلخالِق الَّذِى سَتَرَ عُرى آدم وَحواء وَألبسهُما وَلعلَّ هُنا نكُون بدأنا نفهم إِجابة السؤال لِماذا نلبِس ؟؟ نلبِس فَنطلُب ستر الجسد بِاللُباس إِعترافاً وَخضوعاً بِما عملتهُ الخطِيئة فِى الإِنسان وَتمجِيداً لِلخالِق الَّذِى ألبسنا لِيستُر عُرينا لِيحفظ لنا كرامة أجسادنا وَيُعطِيها جمالاً وَوَقاراً وَلاَ ننسىَ أنَّ ربِّنا وَمُخَلِّصنا يسُوع المسِيح عُلِّقَ عَلَى الصلِيب عُرياناً لِيُذَكِّرنا أنَّهُ أزالَ عنا عارنا وَفضِيحتنا وَيُعطِينا أنْ نكتسِى بِثوب برِّهِ وَطهارَتِهِ فَنحيا فِى نقاوة وَكرامة0 وما رأى المسيحية فى فرض زى معين:- أِنَّنا نحيا فِى بركات فِداء الله لِلإِنسان وَقَدْ تصالح الإِنسان مَعْ الله بِالتجسُّد وَالصلِيب وَأصبح الرُّوح القُدس ساكِن فِى الجسد فَصَارَ الجسد فِى كرامة هيكل الرُّوح القُدس( 1كو 6 : 19 ) وَأجسادنا أعضاء المسِيح نَفْسه ( 1كو 6 : 15 ) فَصَارَ يلِيق بِالجسد كُلَّ وقار وَإحترام فَصَارت الحِشمة تُعَبِّر عَنْ معرِفة الله إِذْ تكشِف عَنْ أمور رُوحِيَّة باطِنِيَّة تنبُع مِنْ قلب وَعقل مُتَحِدان بِالله وَيملُك عليها مخافة الله هُنا سَنَجد الشَّابَّة وَالفتاة المسِيحِيَّة فِى ملبس مُحتشِم مُلتزِم بِحسب قول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول [ وَكَذلِكَ أنَّ النِّساء يُزَيِّنَّ ذواتِهِنَّ بِلِباسِ الحِشمةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ ] ( 1تى 2 : 9 ) مِنْ هُنا يأتِى اللُباس المُحتشِم المُلتزِم فِى حُرِّية كامِلة وَليسَ فرضاً أوْ كبتاً لأِنَّهُ لاَ يُمكِنْ أنْ تكُون الحِشمة بِسبب تقالِيد إِجتماعِيَّة بِفرض زِى مُعَيَّن أوْ أى ضغُوط خارِجِيَّة فَلاَ نستطِيع أنْ نُسَمِّى هذا الزِى حِشمة لأِنَّهُ ليست تعبِيراً عَنْ عِفة داخِلِيَّة حقِيقِيَّة أوْ إِحتراماً وَتوقِيراً لِجَسَدٍ مُنِيرٍ مُبارك موضِع لِسُكنىَ الله وَالحِشمة تعبِيراً عَنْ تناغُمْ الدَّاخِل مَعْ الخارِج النِعمة الدَّاخِلِيَّة وَالعِفة الخارِجِيَّة وَبِهذا تُصبِح الحِشمة ضرورة لذِيذة وَمُفرِحة إِذْ أنَّها نابِعة عَنْ قناعة داخِلِيَّة كامِلة وَنُرِيد أنْ نلفِت الأنظار لِحَقِيقة هامة وَهِىَ إِنْ إِلتزمَ البعض بِزِى مُحتشِم مفرُوض عليهُمْ فِى بعض المُعتقدات أوْ طبائِع الشُّعُوب أوْ مدارِس أوْ جامِعات نَجِد أنَّ الدَّافِع لِهذا الزِى يُظهِر أفكاراً مُختلِفة مِنها المُساواة الإِجتماعِيَّة أوْ الظُهُور بِمظهر موَّحد أوْ السُلُوك بِجِدِيَّة وَقَدْ يعتقِد البعض فِى فرض زِى مُعَيَّن هُوَ تغطِية جسد مُثِير لِلغرائِز وَكُلَّ مَا فِيهِ ردِئ أمَّا فِى حِشمة الشَّابَّة المسِيحِيَّة فَالأمر مُختلِف تماماً فهىَ تُغَطِّى جَسَدَها وَأعضاؤه ليسَ لأِنَّهُ قبِيح أوْ شر وَلاَ لِمُجرَّد إِلتزام بِشكل موَّحد أوْ حَتَّى مُجرَّد حِفظ لها بَلْ لأِنَّ جَسَدها مُبارك وَكرِيم يلِيق بِهِ الغطاء وَالستر لأِنَّهُ بِحسب تعبِير إِشعياء النَّبِى أنَّ لِكُلَّ مجدٍ غطاء ( اش 4 : 5 ) وَمِنْ هُنا نَجِد أنَّ الدَّافِع مُختلِف تماماً فَالجسد يُغَطَّى لأِنَّهُ مسكن لله هيكل لله وَعضو فِى جسد المسِيح المُقدَّس وَليسَ لأِنَّهُ ردِئ أوْ قبِيح وَبعد هذِهِ الجولة حول حقِيقة لِماذا نلبِس نأتِى إِلَى أمر آخر هُوَ ماذا نلبِس وَهل نتبع أى مُوضة. ماذا نلبس؟ بعد أنْ عرفنا مِقدار كرامة الجسد وَأنَّهُ ليسَ مُجرَّد تِمثال بَلْ مسكن لِلرُّوح وَيخفِى كُلَّ ما هُوَغالٍ وَنَفِيس مِنْ هُنا تبدأ بِستر هذا الجسد لِكى يخفِى ما فِى داخِل هذا الهيكل المُقدَّس مِنْ كنُوزوَلَكِنْ إِنْ تعرَّى هذا الجسد فقد فَقَدَ هذا الهيكل كرامتهُ وَانسكبت قِيَمه الغالِية النَفِيسة عَلَى الأرض وَتَصِير لِلنهب وَالسَرِقة بِكُلَّ مَا فِيهِ مِنْ غالٍ ثمِين وَبِحسب تعبِير آباءنا القِدِيسِين{ هَا نحنُ سائِرُون فِى طرِيق اللُصُوص فلنحذر وَنَتَحَفظ }وَكُلَّما حَرَصت النَّفْس عَلَى زِينة الدَّاخِل بِالفضائِل الرُّوحِيَّة كُلَّما إِمتلأ كنز القلب بِالصَّلاح صَارت الحِشمة مطلب داخِلِى كَسِتار يخفِى مَا فِى الدَّاخِل مِنْ جواهِر ثمِينة لِذلِك عَلَى الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنْ تختار ثِيابها بِتدقِيق وَعِناية لِتحفظ لِجَسَدها كرامتهُ وَمعناه الإِلهِى مهما كانت نظرة أهل العالم إِلَى الموضات وَالمباهِج لأِنَّهُ ينبغِى أنْ يُطاع الله أكثر مِنْ النَّاس فَليسَ كُلَّ مَا هُوَ جدِيد أوْ موضة يُناسِب الشَّابَّة المسِيحِيَّة خصوصاً أنَّنا نَجِد أنَّ الموضات الحدِيثة رُبما لاَ تمِيل إِلَى عُرى الجسد بَلْ إِلَى الملابِس الضَّيَّقة جِدّاً الَّتِى تجعل الجسد كَأنَّهُ عارِياً مُظهِرةً جمِيع ملامِحهُ وَتفاصِيله فيظهر بِشكل مُعثِر غير لائِق وَالعجِيب أنْ نرى أنَّ غالِبِيَّة المُرتَدِيات لِهذِهِ الملابِس مَسِيحِيات وَرُبما مُرتديات صُلبان فِى أعناقِهِنَّ وَأصبح المُجتمع ينظُر إِلَى الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنَّها غير مُلتزِمة وَرُبما أرجع البعض الَّلذِينَ يفتقِرُونَ إِلَى المعرِفة المسِيحِيَّة أنَّ هذا السلُوك يرجع إِلَى أنَّ المبادِئ المسِيحِيَّة لاَ تُدَقِق فِى هذِهِ الأمور وَهُناكَ مَنْ يفترِى عَلَى المسِيحِيَّة أنَّها تدعو إِلَى هذِهِ الخلاعة0 سؤال هام :- إِنْ كَانَ هُناك مِنْ الشَّابَّات من تنازلت عَنْ حقَّها فِى إِتباع الموضة الحدِيثة مِنْ أجل إِتباع عادات وَتقالِيد وَأوامِر وَإِستجابت لها وَاستمرت عَلَى ذلِك وَحَصَرت نَفْسها فِى إِطار ضيِّق مِنْ الملابِس وَتنازلت عَنْ أنْ تُظهِر جمال شعرها وَغيره فَلِماذا الفتاة المسِيحِيَّة لاَ ترغب أنْ تلتزِم فِى إِرتداء ثِياب حِشمة هل لاَ يوجد لديها مِنْ أسباب مُقنِعة لِذلَك وَتُفَّضِل إِتباع الموضة عَنْ الحِشمة وَلاَ تُرِيد أنْ تستُر مَا أرادَ الله إِكرامه وَقداسته ؟وَالعجِيب أنَّهُ حِينما نتحدث مَعْ شابَّاتنا المسِيحِيات نجدهُنَّ يأخُذن الأمر فِى سطحِيَّة وَسِهولة وَهُنا نسمع الكثِير مِنْ الإِجابات نَوِد أنْ نُبرِز بعضها :- إِنِّنِى لاَ أرى أنَّهُ مُلفِت أوْ مُعثِر0 هذا أفضل مَا وجدته بِالمحلات فَإِشتريته0 أنا غير مسئولة عَنْ نظرات الآخرِين0 أتبادل أنا وَأُختِى الملابِس ، أوْ هذِهِ ملابِس قدِيمة عِندِى0 هذِهِ هِىَ الملابِس الَّتِى تلفِت نظر الشَّباب لِلزواج0 أُرِيد أنْ أحيا سِنِّى وأظهر كَشَّابَّة عصرِية لِذلِك وجدنا أنَّهُ يلزم علينا أنْ نتحدث فِى هذا الأمر00لِنَتَعامل معهُ بِأكثر تدقِيقاً وَوَقاراً وَرداً عَلَى أنَّ بعض الملابِس تلفِت نظر الشَّباب لِلزواج نقُول نحنُ نُرِيدك أنْ تظهرِى فِى صورة جمِيلة وَلَكِنْ فِى حِشمة وَبساطة وَلَكِنْ إِعلمِى أنَّكِ إِنْ تكالبتِى عَلَى كُلَّ موضة مُستحدثة غرِيبة ألقيتِ السُخرِية مِنْكِ فِى قُلُوب الشَّباب وَعرفوا أنَّ داخِلِك نزعات ردِيئة وَميول وَأهواء يشوبها الطمع وَرُبما يُحِب الشَّاب مظهر الشَّابَّة المُتَبَرِّجة وَالغِير مُحتشِمة لاَ لِشىء أكثر مِنْ اللهو بِها أمَّا الشَّابَّة المُلتزِمة فَتَكُون موضِع إِحترام الجمِيع أمَّا إِنْ فَكَّر الشَّاب فِى الزواج فَهُوَ لاَ يتزوج إِلاَّ إِذا وثق وَرأى مَا يدفعه أنَّ هذِهِ الشَّابَّة سوف تحمِل إِسمه وَتُرَّبِى أولاده فَلاَ يثِق ولاَ يعتقِد إِلاَّ فِى الحياء وَالعِفة أمَّا إِنْ إِنجذب شاب لِمُجرَّد مظاهِر خارِجِيَّة فَسوف يظهر مِنْهُ بعد الزواج هذا السلُوك مَعْ كُلَّ مَنْ يراها لأِنَّهُ يكُون قَدْ أثبت أنَّهُ لاَ يهتم إِلاَّ بِكُلَّ مَا هُوَ سطحِى وَزائِل وَبِالزواج تتغيَّر ملامِح الجسد وَتنشغِل الزوجة بِالأطفال وَأمور المنزِل فَهل سيبقىَ من إِنجذب لِلمظاهِر الخارِجِيَّة عَلَى حُب وَتقدِير وَإِنْ حافظت الزوجة عَلَى جمالها وَاهتمامها بِنَفْسِها هل سيثِق الزوج فِى سلُوك مِنْ رآها يوماً غير مُتحفِظة وَسُرعان مَا تحيا فِى جو مِنْ الغِيرة وَالتضيِيق وَالرِقابة وَالشك والإِستبداد لأِنَّكِ مهما حاولتِ أنْ تُودِعِى الثِقة فِى نَفْسه وَأنتِ زوجة فَلاَ يُمكِنْ أنْ ينسىَ أنَّكِ كُنتِ رخِيصة وَأنتِ شابَّة لِذلِك ننصح الشَّابَّات بِالإِلتزام وَالحِشمة وَالتدقِيق فِى إِختيار الملابِس المُناسبة بِالنِسبة لَهُمْ لأِنَّها تُعَبِّر عَنْ جوهر شخصِيَّة مُلتزِمة وقوره أتذكر فِى إِجتماع لِقداسة البابا شنوده الثَّالِث سُئِلَ قداسته عَنْ هل إِرتداء البنطلون لِلشَّابَّة خطأ ؟ وَمَا يجِب أنْ ترتديه الشَّابَّة المسِيحِيَّة أجابَ قداسِة البابا إِجابة رائِعة شامِلة وَراقِية فِى معناها وَتعبِيراتها فَقَالَ أنَّ هُناكَ ثلاثة أنواع مِنْ الملابِس لابُد مِنْ الإِبتعاد عنها لِلشَّابَّة المسِيحِيَّة وَيجِب أنْ تختار ثِيابها فِى ضوء هذِهِ الثلاثة معايير:- 1- الملابِس الضاغِطة أى الضَّيَّقة الَّتِى تُبرِز ملامِح الجسد 2- الملابِس المكشوفة أى الغِير مُحتشِمة الَّتِى تكشِف الجسد 3- الملابِس الشَّفافة أى الَّتِى يُرى مِنْ خِلاَلها ملامِح الجسد ليتنا نتبع هذِهِ النصِيحة الغالية أثناء إِختيارنا ماذا نلبِس وَهُنا لابُد أنْ نُبرِز صورة حيَّة يجِب أنْ نضعها أمام شابَّاتنا وَفتياتنا لِكى يعلموا إِلَى أى حد يجِب أنْ يحفظُوا حِشمة وَكرامة أجسادهُمْ0 قديسات حفظن حشمة أجسادهن:- تعالوا نتذكر بعض القِدِيسات اللواتِى حفظن حِشمة أجسادِهِنَّ فِى أصعب الظرُوف :- القديسة بوتامينا:- بعد سلسِلة مِنْ العذابات القاسِية أخِيراً جاءَ حُكم الموت بِوضعِها فِى الزِيت المغلِى وَفِى كُلَّ هذا كَانَ مَا يشغِلها ألاَّ تتعرَّى أمام أحد فطلبت ألاَّ تخلع ثِيابها بَلْ يضعونها فِى برمِيل الزِيت المغلِى رويداً رويداً وَهىَ ماسِكة ثِيابها بِيديها إِلَى أسفل كى لاَ يظهر جُزء مِنْ جَسَدها إِنَّها لاَ تُبالِى بِألم الجسد بَلْ تُفَّضِل حِفظ عِفَتها وَحِشمتها وَغَرَقَ جَسَدها فِى الزِيت المغلِى وَماتت أمَّا روحها فَإِنطلقِت إِلَى السَّماء مُكَلَّلة بِأكالِيل البتولِيَّة وَالعِفة وَالإِستشهاد بِكُلَّ مجد وَكرامة حقاً أنَّها ماتت وَلَكِنْ علَّمت بِسُلُوكها وَموتِها أكثر مِنْ كلامها وَحياتها0 القديسة بربتوا:- كانت فتاة عفِيفة مُتزوِجة حدِيثاً وَلديها طِفل رضِيع وَكانُوا أثناء تعذِيبها يُسمِعُونها صوت بُكاء طِفلها الرضِيع الجائِع لِلضغط عليها وَلَكِنْ حُبَّها الوفِير لِيَسُوع المسِيح فادِيها وَمُخلِّصها كَانَ أعظم مِنْ أى حُب آخر سواء جَسَدِى أوْ عاطِفِى فَظلَّت صامِدة أمام كُلَّ الضغُوط وَأخِيراً حُكِم عليها بِالموت بِواسِطة الوحوش المُفترِسة أمام حشد كبِير مِنْ أهل المدِينة وَفِى ساحة الإِستشهاد رَكَعت تُصَلِّى فِى منظر مؤثِر وَعِندئِذٍ تقدَّم إِليها ثور هائِج وَضربها بِقرنيهِ فَطرحها عَلَى الأرض وَأصابها إِصابات بالِغة وَكادت تفقِد الوعى وَفِى شِدَّة آلامها وَخطورة هذا الموقِف لَمْ تهتم بِجِراحاتها وَلاَ كيف تنجو مِنْ هياج الوحُوش بَلْ أخذت تُلَملِم أطراف ثوبِها المُمزق لِتستُر جَسَدها حَتَّى هاجمها الثور مرَّة ثانِية وَثالِثة إِنْ إِهتمامها هذا كَانَ مثار حدِيث كُلَّ من شاهد هذِهِ الحادِثة إِنَّها كانت عِظة بالِغة عَنْ العِفة المسِيحِيَّة أمام أهل المدِينة بَلْ وَأمام كُلَّ البشرِيَّة عَلَى مر العصُور فِى ضوء معرِفتنا بِبُوتامِينا وَبربِتوا وَكُلَّ من سَلَكَ فِى حِفظ حِشمة جَسَدِهِ تُرى كيف سيدِين الله أى إِنسانة إِستهانت بِعِفِتها أوْ تعرَّت بِإِرادِتها وَأفسدت صورة مجد الله وَدنَّست هيكلِها0 القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب ثياب الحشمة
المزيد
01 فبراير 2020

أتيت بنا إلى هذه الساعة

في كل مرة نصلي نشكر الله لأجل أشياء كثيرة أغلاها وأهمها هو الخلاص الثمين الذي قدمه لنا، ثمّ أنه أتى بنا إلى هذه الساعة.لعل أعظم عطية لنا من الله الآن، هي أننا مازلنا أحياء حتى هذه اللحظة، فبعض الذين نعرفهم، وآخرين ممن لا نعرفهم،كانوا بيننا العام الماضي والآن ليسو موجودين، والبعض كان موجوداً منذ شهور والآن في عداد المنتقلين، والبعض الثالث كان موجوداً منذ ساعات، ولكنه ليس معنا هذه الساعة، أما نحن : فقد أتى بنا (الله) إلى هذه الساعة، أعطانا فرصة جديدة لنعوّض ما فاتنا.. إن سكان الجحيم يتمنّون الآن يوماً من هذه الأيام التي نقضيها، وهم يتعجبون كيف نضيّع السنين والشهور والأيام من بين أيدينا هكذا.. هذا أدركه الغني (في مثل الغنى ولعازر) وطلب من أبينا إبراهيم القيام بأي عمل لأجل إنقاذ أسرته.. تخيلوا لوأنه أتيحت الفرصة لواحد من أولئك - الذين في الجحيم الآن - أن يعود إلى الحياة لمدة أيام، ترى ماذا عساه أن يفعل وكيف يسلك فيها.. أفما تكفيه أياماً قليلة لكي يقدم توبة نقية ذكرني ذلك براهب قديس، اجتمع حوله الرهبان - عند نياحته - فوجدوه يبكى، فلما سألوه عن سبب ذلك، قال أنه يتمنى لويطيل الله أناته عليه ويمنحه بعض الوقت، فتعجبوا لعلمهم بأنه مجاهد وقديس، فسألوه: كم من الوقت تود أن يمنحك الله أيضا قبل النياحة، أجاب أريد ولو يوم واحد، قالوا: فماذا تصنع فيه، أجاب بأنه وان لم يستطع تقديم جهادات كثيرة، فيكفيه أن يبكى فقط طوال ذلك اليوم !!.. وهكذا يمكن لشخص ما في ساعة واحدة أن يحقق الكثير، ويتقدم على كثيرين ممن سبقوه، إذا كان نشيطاًحاراُ بالروح.. وأتخيل أن الله في كل صباح يهب كل إنسان أربع وعشرون ساعة ! كرصيد يتاجر به ويعوض ما فاته.. نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابو قرقاص
المزيد
31 يناير 2020

العقل والروح والنفس

أريد أن أتحدث عن العقل والروح والنفس وكيف تكون غير نافعه وتصير نافعه فيما بعد.معني انسيمس هو اسم نافع او مفيد، واستخدم بولس الرسول معنى هذا الاسم ليحول هذا العبد الهارب الغير نافع الى نافع، الَّذِي كَانَ قَبْلًا غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، وَلكِنَّهُ الآنَ نَافِعٌ لَكَ وَلِي، كلمتك عن الجسد واعضاء الجسد وقد تكون غير نافعه ونتعلم كيف نحولها لنافعه.واكلمك اليوم عن العقل وشخصية يونان النبى العقل هبه من ربنا مثل التعبير الشعبى العقل زينه، وهذا العقل هو العطية العظمى للانسان التى جعلت للانسان عقل يفكر ويبدع ويطور، وهل ياترى انت تستخدم كل عقلك ولا جزء منه ولا عقلك به موضوعات لا تليق او لا تفرح او شر ماذا يوجد بعقلك، وعقلك لا يعرفه احد سوى انت فقط.إن كان الإنسان من كلامه نستطيع أن نحكم على عقله، لكن ربما يكون عقلك لا يخدمك، أو يدمر أفكارك الذاتية المتعبة، ومثال على ذلك يونان النبى، إنسان ظهر فى العهد القديم، وعاش عمرا طويلا، لكن يوجد موقف معين ومشهد فى التاريخ ظهر عقله يفكر ازاى، يونان لما تدرس شخصيته ستجد بها أخطاء كثيرة، لكن الآن ستجد بها 3 خطايا معينه وقع فيها يونان بسب العقل. الخطية الأولى: الاستهتار، والاستهانة بكلام الله وليس لديه مخافة لكلمة الله، وجود المخافة تحكم تصرفاته مثل جملة (اتقِ ربنا) ربنا قاله روح نينوي راح ترشيش ويستهتر بكلمة الله وربنا أراد أن يوقظه، فهاج البحر ليصحى من نوم العقل. أما الخطية الثانية: العناد، عناد الانسان يكون بعقله زى ما بنقول: فلان مخه ناشف، عناد الإنسان، وعندما يعاند يكون بلا طاعة ويبرر موقفه وحياته ولا يهتم لإرشاد أحد، كم من مشكلة بطلها العناد، نام يونان نومًا ثقيلًا خطية عناده سببت هيجان بحر بأكمله، وكادت أن تغرق سفينة بأكملها، وفقد الطاعة حتى نجد الله وأراد أن يفيقه من غفلته فاحضر كائن أكثر طاعة وهو الحوت، والعناد أفقد يونان السلام الداخلى لأنه عاند الله”. وأوضح قداسة البابا بأن الخطية الثالثة هي الأنانية، كان بيحب نفسه أكثر من أي أحد آخر كان بلا توبة وهى تظهر الأنا للإنسان وأنانيته، ويجب أن نعرف رؤيتنا لنفسنا، ويونان كان ساقطًا فى هذه الخطية، وعقله جعله يقع فى الاستهتار والعناد والأنانية. وتساءل قداسة البابا خلال العظة: كيف نجعل عقلنا عقلا نافعا؟ أولًا: نجعل عقلنا دائمًا فى حالة تفكير غير مشتت ونكون أفكارا ناجحة، ما تزرعه بعقلك ستحصده، وحتى تنجح اشحن عقلك بالقراءة بكل صورها بالمعرفة ، ولا تجعل عقلك “هايف وفاضي”، مثل بعض البرامج التى لا تبنى الإنسان واجلس فى مجالس تحترم العقل، واجعل عقلك نافعا وبناء ويستطلع خبرات الآخرين، وابعد عن القراءات المتعبة وعلى قمة قراءتك الناجحة يتربع الكتاب المقدس، والكتاب ليس كتابًا بل إنه مكتبة متنوعة أسفار ومزامير، اجعل عقلك ينفعك ويفيدك. أما من ناحية النفس، والنفس تشمل العواطف والعادات والمواهب والقدرات، عاطفة الإنسان التى تجعله إنسانًا يحب ويحنو ويشعر بالآخر وعواطف الإنسان قد تكون انساقت فى غرائز غير نافعة محبات أرضية بصور وأشكال مثل بعض الكتب تجد محور حياة شخص المال أو النساء أو الشهرة.والطفل وهو صغير بيترشم فى أماكن كثيرة فى جسده ليقدس الله وتصير أعضاؤه نافعة.عندما تقترب من الله يصير قلبك جميلًا يحب الجميع، وعندما تبتعد عن الله يصغر قلبك ولا تجد غير نفسك، العاطفة المقدسة والمباركة التى من خلالها نشأت كل الخدمات الإنسانية التى نسمع عنها مثل خدمة التمريض والصليب الأحمر وهم لديهم عاطفة متدفقة لخدمة البشر كلهم، مثل عندما نقرأ سيرة الآم تريزا لما خدمت بالعاطفة ملايين من الفقراء والمرضى، اجعل عاطفتك قى هذا العام الجديد عاطفة منضبطة، واجعل عاطفتك يقودها الله ومحبتك لله فقط من أجل الله تتعب فقط وليس من أجل أي مجد من خلال عاطفتك تكون خدمتك.ومن ناحية العادات بعضها سلبى وسيئة وبعضها إيجابى ومفيد، والإنسان بعادات قد يدمر آخرين مثل الإدمان قد يدمر الأسرة بأكملها، ومثل شراهة المأكل، وتوجد عادات نافعة مثل قراءة الإنجيل، ويجب فحص عاداتك، والتخلص من عاداتك السيئة الضارة غير المفيدة، واحتفظ بالعادات الإيجابية والمفيدة فقط والمنضبطة، واعد الله وكن صادقًا فى وعدك و لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
30 يناير 2020

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سِفْرُ اَلتَّثْنِيَة

1- بين اصحاح 1 : 1 (ص 34) ففى الاول ان موسى كلم الشعب فى عبر الاردن فى البريه وفى الثانى انه مات قبل ان يعبر اسرائيل الاردن. فنجيب انه لم يقصد بالقول الاول الجهه الغربيه بل الشرقيه، وكلاهما يطلق عليه هذا اللقب. 2- وبين اصحاح 2 : 12 وبين ما جاء فى سفر يشوع ففى الاول قيل (فطردهم بنو عيسو وابادوهم من قدامهم وسكنوا مكانهم كما فعل اسرائيل بارض ميراثهم) وفى الثانى ان اسرائيل لم ياخذوا ارض كنعان الا فى ايام يشوع. فنجيب ان الاسرائيليين اخذوا الاراضى الواقعه شرقى الاردن فى عهد موسى. والاراضى الواقعه غربى الاردن فى عهد يشوع. 3- وبين اصحاح 2 : 19، يش 13 : 24 و25 ففى الاول قال الرب لاسرائيل (لا اعطيك من ارض بنى عمون ميراثا) وفى الثانى انهم اخذوها. فنجيب ان الاموريين حاربوا العمونيين واستولوا على ارضهم كما ورد فى (قض 11 : 12 – 28) فالاسرائيليين لم ياخذوا الارض من العمونيين بل من الاموريين. 4- وبين اصحاح 6 : 4، مت 28 : 19 ففى الاول ان الله واحد وفى الثانى انه ثلاثه الاب والابن والروح القدس. فنجيب ان الثانى لا يقول ان الله ثلاثه جواهر بل ثلاثه اقانيم فى جوهر واحد. ففى الله وحده وتعدد. وحده فى الجوهر وتعدد فى الاقانيم. والاقانيم غير الجوهر فلو قيل ان الثلاثه اقانيم اقنوم واحد لكان ذلك محالا ومضادا للعقل والبديهه. ولو قيل ان الله ثلاثه جواهر والثلاثه جواهر واحد لكان ذلك محالا، ولكن الله واحد باعتبار وثلاثه باعتبار اخر، فلا مناقضه اذن فى ذلك. 5- وبين تث 7 : 3، 1 مل 3 : 1 ففى الاول حرم على الاسرائيلى التزوج بالاجنبيات وفى الثانى ان سليمان صاهر فرعون ملك مصر واخذ ابنته له زوجه. فنجيب ان التزوج بالاجنبيات منع خوفا من ان تسوق الاجنبيه زوجهاالىعباده الاوثان فاذا زالت هذه العله لا يقيد بالقانون الذى وضع لاجلها اى اذا تركت الاجنبيه ديانه ابائها وعبدت الاله الحى جاز التزوج بها كما فى امر راعوث (1 : 4 و4 : 3) ولعل سليمان كما ظن بعض المفسرين قد افتكر ان يجذب ابنه فرعونالىالديانه الاسرائيليه بتزوجه كما سبق وتزوج امميه اخرى(2 اى 2 : 13) الا انه لنا من خبر الكتاب المقدس ان النساء الاجنبيات اللواتى تزوج بهن سليمان جذبته لعباده الاوثان، وهذه هى العله التى لاجلها منع التزوج بالاجنبيات. وعلى كل حال فسليمان بذلك خالف شريعه الله وقد ذكر ملوما فى الكتاب المقدس كما فى (نح 13 : 26) حيث قيل (اليس من اجل هؤلاء اخطا سليمان ملك اسرائيل ولم يكن فى الامم الكثيره ملك مثله فكان محبوبا من الهه فجعله ملك على اسرائيل هو ايضا جعلته النساء الاجنبيات يخطىء). 6- وبين اصحاح 12 : 15، اصحاح 14 : 3 ففى الاول اباح لليهود اكل الطاهر والنجس وفى الثانى قال لهم (لا تاكلوا رجسا ما) فنجيب ان لا تناقض بين الاثنين لان الحيوانات النجسه تختلف بعضها عن بعض فمنها ما كان حراما اكله وذبحه لله كالارنب والخنزير. ومنها ما كان حلال اكله وحرام ذبحه كالابل والظبى. 7- وبين اصحاح 14 : 26، 1 كو 6 : 10 ففى الاول اباح الله المسكر وفى الثانى حرمه. فنجيب : قرر علماء الكتاب المقدس انه يوجد نوعان من الخمر. منه ما هو مسكر لاشتماله على الكحول ومنه ما هو غير مسكر، والنوعان مترجمانالىاللغه العربيه واللغات الاخرى بلفظه (خمر) وكانت هذه المشروبات عند قدماء اليهود، ووقد عرف سليمان نوعا من الخمر المسكر بقوله (لا تنظرالىالخمر اذا احمرت التى تظهر حبابها فى الكاس فى الاخر تلسع كالحيه وتلدغ كالافعوان) هذه هى الخمر المسكره.وفى اللغه العبرانيه التى كتب بها العهد القديم قد ذكرت انواع كثيره من الخمر وكلها ترجمت بكلمه واحده. واما الكلمات الرئيسيه المستعمله فهى – (ياين) و (سكر) و (تيروش). (ياين) حسب قول الباحثين فى التوراه تشيرالىعصير العنب تحت اشكاله حامضا كان او حلوا، مختمرا كان ا و غير مختمر، و (سكر) كلفظه السكر باللغه العربيه تشيرالىعصير حلو ماخوذ مما حوى العنب وقد ترجمت احيانا عسلا ويقصد بها غالبا عصير التمر وهى مثل (ياين) تحتوى على العصير المختمر اما (تيروش) فقد اطلقت على ثمر العنب الناضج وعصير العنب قبل الاختمار فيه وتترجم عاده بالخمر الجديده او السلافه (اع 2 : 13).وقد اطلق العبرانيون لفظه (ياين) على الخمر الماخوذ من العنبمهما كانت حالته سواء مختمرا كان أو غير مختمر، وهذا يكفى لاثبات نوعين من الخمر يسمى كل منهماباسمين مختلفين يذكرهما الكتاب المقدس، الواحد غير مختمر وغير مسكر وهو الذى يظهر من بعض ايات الكتاب ان شربه مباح، والاخر مختمر وهو الذى تحرمه ايات كثيره0 8- بين اصحاح 23 : 2 مت 1 : 3 ففى الاول قيل (لا يدخل ابن زنى فى جماعه الرب) وفى الثانى ان فارص الذى جاء من نسله المسيح كان ثمره فعل الزنى. فنجيب ان القول الاول قيل عن الامم العمونيين والموابيين الذين كان الزنى محللا عندهم فلا يصح ان يكونوا فى جماعه الرب الا بعد ان يقضوا مده ينسون فيها عاداتهم الذميمه. 9- بين تث 24 : 16 وبين عد 16 : 27و32 ويش 7 : 24و25 ففى الاول يقول (لا يقتل الاباء عن الاول اد ولا يقتل الاول اد عن الاباء) وفى الثانى قضى على الاول اد الابرياء مع الاباء المذنبين. فنجيب ان القانون المذكور فى الاول اعطى للقضاه ليحكموا بموجبه وليس لهم الا يحكموا على المذنببحسب ما يظهر لهم ولكن ليس لهم ان يدينوا احدا. اما اذا كان القاضى الله سبحانه وتعالى فهو يعرف حدود الجرم وله ان يدين العائلات ولو لاجيال عديده كما دان بيت عالى بل ويدين الامم كدينونه امه اسرائيل. فاذا كان القاضى انسانا لا يحكم الا على المذنب نفسه. اما الله القاضى العالى فله ان يحكم بحسب مشيئته وليس لنا ان نعترض على احكامه. ويجب ان يعلم ان القانون فى الاول وضع ضد الامم التى كانت تعتبر العائله مدينه مع رئيسها فيعاقبونها معه كما فعل مع هامان (اس9 : 13) ومع الذين اشتكوا على دانيال (دا 6 : 24). المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل