المقالات

02 فبراير 2020

لِماذا نلبِس0وَماذا نلبِس ؟

لماذا نلبس؟ فِى مرحلة ما قبل السُقُوط عَاشَ الإِنسان فِى وِحده مَعْ الله فِى كيان مُتكامِل غير مُنقَسِم يحيا فِى إِنسِجام تام بينَ النَّفْس وَالجسد وَالرُّوح فِى تمتُّع بِكُلَّ عطايا الله الفائِقة مُستخدِماً كُلَّ ما لديهِ مِنْ قوى نفسِيَّة وَجَسَدِيَّة وَرُوحِيَّة كى يُحَقِّق هدف وجود أى التمتُّع بِالشَرِكة وَالحُب مَعْ الله وَلاَ يفوتنا أنْ نذكُر أنَّ الله خلقَ الإِنسان عارِياً وَمَعْ ذلِك لَمْ يخجل مِنْ عُريه وَلاَ شَعَرَ بِهِ بَلْ كَانَ ينظُر إِلَى جَسَدهُ نظرة برِيئة مُقدَّسة أمَّا بعد السُقُوط إِكتشف الإِنسان حالة عُريه الَّتِى كَانَ يحيا بِها دونَ أى خجل إِنَّها الخطِيَّة الَّتِى أحدثت فجوة ضخمة بينَ الله وَالإِنسان وَنَجِد أنَّ تيار الحياة الَّذِى كَانَ يتدفق مِنْ الله فِى الإِنسان يتوقف فَصَارَ الإِنسان يتحرَّك وَيتصرَّف وَكأنَّ الله غائِب عنهُ وَحدثَ شرخاً عظِيماً فِى كيان الفرد أدَّى إِلَى التمزُق الدَّاخِلِى فَصَارت النَّفْس قَلِقة غير مُستقِرة وَالجسد يُعَبِّر عَنْ كُلَّ ما فِى النَّفْس مِنْ قلق وَتمزُّق فَنَجِد أنَّ إِكتشاف العُرى كَانَ بِسبب الخطِيَّة فَيقُول الكِتاب المُقدَّس [ فَانفتحت أعيُنُهُمَا وَعَلِمَا أنَّهُمَا عُرْيَانَانِ0فَخَاطَا أوراق تِينٍ وَصَنَعَا لأِنْفُسِهِمَا مَآزِر فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدم وَقَالَ لَهُ أينَ أنتَ0فَقَالَ سَمِعْتُ صوتَكَ فِي الجنَّةِ فَخَشِيتُ لأِنِّي عُريان فَاختبأتُ ] ( تك 3 : 7 – 10 ) أُنظُر عزِيزِى القارِئ مَا الَّذِى جعلَ آدم يقُول " لأِنِّى عُريان فَاختبأت "كيفَ شَعَرَ بِالعُرى وَهُوَ ليسَ جدِيد عليه ؟ إِنَّهُ مِنْ نتائِج الخطِيئة عَلَى الجسد إِنَّ الخطِيئة أشعلت الغرائِز وَأعطتها الحِدَّة وَالجموح كما أثَّرت فِى القلب وَالفِكر فحرقتهُما نقاوتهُما الأولى00كما سلبت مِنْ العينين طهارتهُما وَبساطتهُما00فَسُرعان ما لجأَ الإِنسان إِلَى تغطِية جَسَده بِأوراق التِين وَكَانَ يظُن أنَّ هذا سوف يستُر عَلَى خطِيئتهُ وَيُغَطِّى عَلَى إِثمه00وَلَمْ يعلم أنَّهُ يحيا فِى حضرِة الَّذِى كُلَّ شىء عُريان وَمكشُوف أمام عينيهِ ( عب 4 : 13 )00وَهذِهِ التغطِية الَّتِى يصنعها الإِنسان لِجَسده دونَ الرُجُوع لله نُسَّمِيها " الحِشمة الكاذِبة " إِذ أنَّ مَا حدث مَعْ آدم وَحواء يتكرر معنا باستمرارعِندما يُغَطِّى إِنسان جَسَدهُ بينما القلب وَالفِكر مُشتعِلان بِالشهوات وَينفضِح هذا الأمر فِى السلُوك الخارِجِى مِثل طرِيقة المشى وَالحدِيث وَالنظرات وَالمُلاَمَسات وَهكذا قَدْ يظُن الإِنسان أنَّهُ وجدَ حلاً لِمُشكِلة عُريه وَكأنَّهُ يُغَطِّى جَسَدَهُ كُلَّه بِأوراق التِين وَلَكِنْ الله لاَ يُسَر بِهذا الغطاء لأِنَّهُ فاحِص القُلُوب وَلاَ ينظُر إِلَى الخارِج فقط وَلَكِنَّهُ يطلُب القلب أوَّلاً [ يَا ابنِي أعْطِنِي قَلْبَكَ ] ( أم 23 : 26 ) وَمِنْ هُنا نجِد أنَّ الله يتدخل بِذاته الإِلَهِيَّة وَألبس آدم وَحواء لُباساً مِنْ الجِلد سترَ بِهِ عورتهُما لِيستُرهُما تماماً وَيحفظ كرامتهُما( تك 3 : 21 )وَلأِنَّ العُرى فضِيحة وَخِزى وَعار لاَ يُحتمل جَعَلَ الله يتدخل لِيستُرهُما فَمِنْ هذا المُنطلق نرى أنَّ العُرى هُوَ رفض لِتَدَّخُل الله وَإِصرار عَلَى إعتبار أنَّ الله غائِب بَلْ أنَّ العُرى هُوَ تحدٍ لِلخالِق الَّذِى سَتَرَ عُرى آدم وَحواء وَألبسهُما وَلعلَّ هُنا نكُون بدأنا نفهم إِجابة السؤال لِماذا نلبِس ؟؟ نلبِس فَنطلُب ستر الجسد بِاللُباس إِعترافاً وَخضوعاً بِما عملتهُ الخطِيئة فِى الإِنسان وَتمجِيداً لِلخالِق الَّذِى ألبسنا لِيستُر عُرينا لِيحفظ لنا كرامة أجسادنا وَيُعطِيها جمالاً وَوَقاراً وَلاَ ننسىَ أنَّ ربِّنا وَمُخَلِّصنا يسُوع المسِيح عُلِّقَ عَلَى الصلِيب عُرياناً لِيُذَكِّرنا أنَّهُ أزالَ عنا عارنا وَفضِيحتنا وَيُعطِينا أنْ نكتسِى بِثوب برِّهِ وَطهارَتِهِ فَنحيا فِى نقاوة وَكرامة0 وما رأى المسيحية فى فرض زى معين:- أِنَّنا نحيا فِى بركات فِداء الله لِلإِنسان وَقَدْ تصالح الإِنسان مَعْ الله بِالتجسُّد وَالصلِيب وَأصبح الرُّوح القُدس ساكِن فِى الجسد فَصَارَ الجسد فِى كرامة هيكل الرُّوح القُدس( 1كو 6 : 19 ) وَأجسادنا أعضاء المسِيح نَفْسه ( 1كو 6 : 15 ) فَصَارَ يلِيق بِالجسد كُلَّ وقار وَإحترام فَصَارت الحِشمة تُعَبِّر عَنْ معرِفة الله إِذْ تكشِف عَنْ أمور رُوحِيَّة باطِنِيَّة تنبُع مِنْ قلب وَعقل مُتَحِدان بِالله وَيملُك عليها مخافة الله هُنا سَنَجد الشَّابَّة وَالفتاة المسِيحِيَّة فِى ملبس مُحتشِم مُلتزِم بِحسب قول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول [ وَكَذلِكَ أنَّ النِّساء يُزَيِّنَّ ذواتِهِنَّ بِلِباسِ الحِشمةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ ] ( 1تى 2 : 9 ) مِنْ هُنا يأتِى اللُباس المُحتشِم المُلتزِم فِى حُرِّية كامِلة وَليسَ فرضاً أوْ كبتاً لأِنَّهُ لاَ يُمكِنْ أنْ تكُون الحِشمة بِسبب تقالِيد إِجتماعِيَّة بِفرض زِى مُعَيَّن أوْ أى ضغُوط خارِجِيَّة فَلاَ نستطِيع أنْ نُسَمِّى هذا الزِى حِشمة لأِنَّهُ ليست تعبِيراً عَنْ عِفة داخِلِيَّة حقِيقِيَّة أوْ إِحتراماً وَتوقِيراً لِجَسَدٍ مُنِيرٍ مُبارك موضِع لِسُكنىَ الله وَالحِشمة تعبِيراً عَنْ تناغُمْ الدَّاخِل مَعْ الخارِج النِعمة الدَّاخِلِيَّة وَالعِفة الخارِجِيَّة وَبِهذا تُصبِح الحِشمة ضرورة لذِيذة وَمُفرِحة إِذْ أنَّها نابِعة عَنْ قناعة داخِلِيَّة كامِلة وَنُرِيد أنْ نلفِت الأنظار لِحَقِيقة هامة وَهِىَ إِنْ إِلتزمَ البعض بِزِى مُحتشِم مفرُوض عليهُمْ فِى بعض المُعتقدات أوْ طبائِع الشُّعُوب أوْ مدارِس أوْ جامِعات نَجِد أنَّ الدَّافِع لِهذا الزِى يُظهِر أفكاراً مُختلِفة مِنها المُساواة الإِجتماعِيَّة أوْ الظُهُور بِمظهر موَّحد أوْ السُلُوك بِجِدِيَّة وَقَدْ يعتقِد البعض فِى فرض زِى مُعَيَّن هُوَ تغطِية جسد مُثِير لِلغرائِز وَكُلَّ مَا فِيهِ ردِئ أمَّا فِى حِشمة الشَّابَّة المسِيحِيَّة فَالأمر مُختلِف تماماً فهىَ تُغَطِّى جَسَدَها وَأعضاؤه ليسَ لأِنَّهُ قبِيح أوْ شر وَلاَ لِمُجرَّد إِلتزام بِشكل موَّحد أوْ حَتَّى مُجرَّد حِفظ لها بَلْ لأِنَّ جَسَدها مُبارك وَكرِيم يلِيق بِهِ الغطاء وَالستر لأِنَّهُ بِحسب تعبِير إِشعياء النَّبِى أنَّ لِكُلَّ مجدٍ غطاء ( اش 4 : 5 ) وَمِنْ هُنا نَجِد أنَّ الدَّافِع مُختلِف تماماً فَالجسد يُغَطَّى لأِنَّهُ مسكن لله هيكل لله وَعضو فِى جسد المسِيح المُقدَّس وَليسَ لأِنَّهُ ردِئ أوْ قبِيح وَبعد هذِهِ الجولة حول حقِيقة لِماذا نلبِس نأتِى إِلَى أمر آخر هُوَ ماذا نلبِس وَهل نتبع أى مُوضة. ماذا نلبس؟ بعد أنْ عرفنا مِقدار كرامة الجسد وَأنَّهُ ليسَ مُجرَّد تِمثال بَلْ مسكن لِلرُّوح وَيخفِى كُلَّ ما هُوَغالٍ وَنَفِيس مِنْ هُنا تبدأ بِستر هذا الجسد لِكى يخفِى ما فِى داخِل هذا الهيكل المُقدَّس مِنْ كنُوزوَلَكِنْ إِنْ تعرَّى هذا الجسد فقد فَقَدَ هذا الهيكل كرامتهُ وَانسكبت قِيَمه الغالِية النَفِيسة عَلَى الأرض وَتَصِير لِلنهب وَالسَرِقة بِكُلَّ مَا فِيهِ مِنْ غالٍ ثمِين وَبِحسب تعبِير آباءنا القِدِيسِين{ هَا نحنُ سائِرُون فِى طرِيق اللُصُوص فلنحذر وَنَتَحَفظ }وَكُلَّما حَرَصت النَّفْس عَلَى زِينة الدَّاخِل بِالفضائِل الرُّوحِيَّة كُلَّما إِمتلأ كنز القلب بِالصَّلاح صَارت الحِشمة مطلب داخِلِى كَسِتار يخفِى مَا فِى الدَّاخِل مِنْ جواهِر ثمِينة لِذلِك عَلَى الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنْ تختار ثِيابها بِتدقِيق وَعِناية لِتحفظ لِجَسَدها كرامتهُ وَمعناه الإِلهِى مهما كانت نظرة أهل العالم إِلَى الموضات وَالمباهِج لأِنَّهُ ينبغِى أنْ يُطاع الله أكثر مِنْ النَّاس فَليسَ كُلَّ مَا هُوَ جدِيد أوْ موضة يُناسِب الشَّابَّة المسِيحِيَّة خصوصاً أنَّنا نَجِد أنَّ الموضات الحدِيثة رُبما لاَ تمِيل إِلَى عُرى الجسد بَلْ إِلَى الملابِس الضَّيَّقة جِدّاً الَّتِى تجعل الجسد كَأنَّهُ عارِياً مُظهِرةً جمِيع ملامِحهُ وَتفاصِيله فيظهر بِشكل مُعثِر غير لائِق وَالعجِيب أنْ نرى أنَّ غالِبِيَّة المُرتَدِيات لِهذِهِ الملابِس مَسِيحِيات وَرُبما مُرتديات صُلبان فِى أعناقِهِنَّ وَأصبح المُجتمع ينظُر إِلَى الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنَّها غير مُلتزِمة وَرُبما أرجع البعض الَّلذِينَ يفتقِرُونَ إِلَى المعرِفة المسِيحِيَّة أنَّ هذا السلُوك يرجع إِلَى أنَّ المبادِئ المسِيحِيَّة لاَ تُدَقِق فِى هذِهِ الأمور وَهُناكَ مَنْ يفترِى عَلَى المسِيحِيَّة أنَّها تدعو إِلَى هذِهِ الخلاعة0 سؤال هام :- إِنْ كَانَ هُناك مِنْ الشَّابَّات من تنازلت عَنْ حقَّها فِى إِتباع الموضة الحدِيثة مِنْ أجل إِتباع عادات وَتقالِيد وَأوامِر وَإِستجابت لها وَاستمرت عَلَى ذلِك وَحَصَرت نَفْسها فِى إِطار ضيِّق مِنْ الملابِس وَتنازلت عَنْ أنْ تُظهِر جمال شعرها وَغيره فَلِماذا الفتاة المسِيحِيَّة لاَ ترغب أنْ تلتزِم فِى إِرتداء ثِياب حِشمة هل لاَ يوجد لديها مِنْ أسباب مُقنِعة لِذلَك وَتُفَّضِل إِتباع الموضة عَنْ الحِشمة وَلاَ تُرِيد أنْ تستُر مَا أرادَ الله إِكرامه وَقداسته ؟وَالعجِيب أنَّهُ حِينما نتحدث مَعْ شابَّاتنا المسِيحِيات نجدهُنَّ يأخُذن الأمر فِى سطحِيَّة وَسِهولة وَهُنا نسمع الكثِير مِنْ الإِجابات نَوِد أنْ نُبرِز بعضها :- إِنِّنِى لاَ أرى أنَّهُ مُلفِت أوْ مُعثِر0 هذا أفضل مَا وجدته بِالمحلات فَإِشتريته0 أنا غير مسئولة عَنْ نظرات الآخرِين0 أتبادل أنا وَأُختِى الملابِس ، أوْ هذِهِ ملابِس قدِيمة عِندِى0 هذِهِ هِىَ الملابِس الَّتِى تلفِت نظر الشَّباب لِلزواج0 أُرِيد أنْ أحيا سِنِّى وأظهر كَشَّابَّة عصرِية لِذلِك وجدنا أنَّهُ يلزم علينا أنْ نتحدث فِى هذا الأمر00لِنَتَعامل معهُ بِأكثر تدقِيقاً وَوَقاراً وَرداً عَلَى أنَّ بعض الملابِس تلفِت نظر الشَّباب لِلزواج نقُول نحنُ نُرِيدك أنْ تظهرِى فِى صورة جمِيلة وَلَكِنْ فِى حِشمة وَبساطة وَلَكِنْ إِعلمِى أنَّكِ إِنْ تكالبتِى عَلَى كُلَّ موضة مُستحدثة غرِيبة ألقيتِ السُخرِية مِنْكِ فِى قُلُوب الشَّباب وَعرفوا أنَّ داخِلِك نزعات ردِيئة وَميول وَأهواء يشوبها الطمع وَرُبما يُحِب الشَّاب مظهر الشَّابَّة المُتَبَرِّجة وَالغِير مُحتشِمة لاَ لِشىء أكثر مِنْ اللهو بِها أمَّا الشَّابَّة المُلتزِمة فَتَكُون موضِع إِحترام الجمِيع أمَّا إِنْ فَكَّر الشَّاب فِى الزواج فَهُوَ لاَ يتزوج إِلاَّ إِذا وثق وَرأى مَا يدفعه أنَّ هذِهِ الشَّابَّة سوف تحمِل إِسمه وَتُرَّبِى أولاده فَلاَ يثِق ولاَ يعتقِد إِلاَّ فِى الحياء وَالعِفة أمَّا إِنْ إِنجذب شاب لِمُجرَّد مظاهِر خارِجِيَّة فَسوف يظهر مِنْهُ بعد الزواج هذا السلُوك مَعْ كُلَّ مَنْ يراها لأِنَّهُ يكُون قَدْ أثبت أنَّهُ لاَ يهتم إِلاَّ بِكُلَّ مَا هُوَ سطحِى وَزائِل وَبِالزواج تتغيَّر ملامِح الجسد وَتنشغِل الزوجة بِالأطفال وَأمور المنزِل فَهل سيبقىَ من إِنجذب لِلمظاهِر الخارِجِيَّة عَلَى حُب وَتقدِير وَإِنْ حافظت الزوجة عَلَى جمالها وَاهتمامها بِنَفْسِها هل سيثِق الزوج فِى سلُوك مِنْ رآها يوماً غير مُتحفِظة وَسُرعان مَا تحيا فِى جو مِنْ الغِيرة وَالتضيِيق وَالرِقابة وَالشك والإِستبداد لأِنَّكِ مهما حاولتِ أنْ تُودِعِى الثِقة فِى نَفْسه وَأنتِ زوجة فَلاَ يُمكِنْ أنْ ينسىَ أنَّكِ كُنتِ رخِيصة وَأنتِ شابَّة لِذلِك ننصح الشَّابَّات بِالإِلتزام وَالحِشمة وَالتدقِيق فِى إِختيار الملابِس المُناسبة بِالنِسبة لَهُمْ لأِنَّها تُعَبِّر عَنْ جوهر شخصِيَّة مُلتزِمة وقوره أتذكر فِى إِجتماع لِقداسة البابا شنوده الثَّالِث سُئِلَ قداسته عَنْ هل إِرتداء البنطلون لِلشَّابَّة خطأ ؟ وَمَا يجِب أنْ ترتديه الشَّابَّة المسِيحِيَّة أجابَ قداسِة البابا إِجابة رائِعة شامِلة وَراقِية فِى معناها وَتعبِيراتها فَقَالَ أنَّ هُناكَ ثلاثة أنواع مِنْ الملابِس لابُد مِنْ الإِبتعاد عنها لِلشَّابَّة المسِيحِيَّة وَيجِب أنْ تختار ثِيابها فِى ضوء هذِهِ الثلاثة معايير:- 1- الملابِس الضاغِطة أى الضَّيَّقة الَّتِى تُبرِز ملامِح الجسد 2- الملابِس المكشوفة أى الغِير مُحتشِمة الَّتِى تكشِف الجسد 3- الملابِس الشَّفافة أى الَّتِى يُرى مِنْ خِلاَلها ملامِح الجسد ليتنا نتبع هذِهِ النصِيحة الغالية أثناء إِختيارنا ماذا نلبِس وَهُنا لابُد أنْ نُبرِز صورة حيَّة يجِب أنْ نضعها أمام شابَّاتنا وَفتياتنا لِكى يعلموا إِلَى أى حد يجِب أنْ يحفظُوا حِشمة وَكرامة أجسادهُمْ0 قديسات حفظن حشمة أجسادهن:- تعالوا نتذكر بعض القِدِيسات اللواتِى حفظن حِشمة أجسادِهِنَّ فِى أصعب الظرُوف :- القديسة بوتامينا:- بعد سلسِلة مِنْ العذابات القاسِية أخِيراً جاءَ حُكم الموت بِوضعِها فِى الزِيت المغلِى وَفِى كُلَّ هذا كَانَ مَا يشغِلها ألاَّ تتعرَّى أمام أحد فطلبت ألاَّ تخلع ثِيابها بَلْ يضعونها فِى برمِيل الزِيت المغلِى رويداً رويداً وَهىَ ماسِكة ثِيابها بِيديها إِلَى أسفل كى لاَ يظهر جُزء مِنْ جَسَدها إِنَّها لاَ تُبالِى بِألم الجسد بَلْ تُفَّضِل حِفظ عِفَتها وَحِشمتها وَغَرَقَ جَسَدها فِى الزِيت المغلِى وَماتت أمَّا روحها فَإِنطلقِت إِلَى السَّماء مُكَلَّلة بِأكالِيل البتولِيَّة وَالعِفة وَالإِستشهاد بِكُلَّ مجد وَكرامة حقاً أنَّها ماتت وَلَكِنْ علَّمت بِسُلُوكها وَموتِها أكثر مِنْ كلامها وَحياتها0 القديسة بربتوا:- كانت فتاة عفِيفة مُتزوِجة حدِيثاً وَلديها طِفل رضِيع وَكانُوا أثناء تعذِيبها يُسمِعُونها صوت بُكاء طِفلها الرضِيع الجائِع لِلضغط عليها وَلَكِنْ حُبَّها الوفِير لِيَسُوع المسِيح فادِيها وَمُخلِّصها كَانَ أعظم مِنْ أى حُب آخر سواء جَسَدِى أوْ عاطِفِى فَظلَّت صامِدة أمام كُلَّ الضغُوط وَأخِيراً حُكِم عليها بِالموت بِواسِطة الوحوش المُفترِسة أمام حشد كبِير مِنْ أهل المدِينة وَفِى ساحة الإِستشهاد رَكَعت تُصَلِّى فِى منظر مؤثِر وَعِندئِذٍ تقدَّم إِليها ثور هائِج وَضربها بِقرنيهِ فَطرحها عَلَى الأرض وَأصابها إِصابات بالِغة وَكادت تفقِد الوعى وَفِى شِدَّة آلامها وَخطورة هذا الموقِف لَمْ تهتم بِجِراحاتها وَلاَ كيف تنجو مِنْ هياج الوحُوش بَلْ أخذت تُلَملِم أطراف ثوبِها المُمزق لِتستُر جَسَدها حَتَّى هاجمها الثور مرَّة ثانِية وَثالِثة إِنْ إِهتمامها هذا كَانَ مثار حدِيث كُلَّ من شاهد هذِهِ الحادِثة إِنَّها كانت عِظة بالِغة عَنْ العِفة المسِيحِيَّة أمام أهل المدِينة بَلْ وَأمام كُلَّ البشرِيَّة عَلَى مر العصُور فِى ضوء معرِفتنا بِبُوتامِينا وَبربِتوا وَكُلَّ من سَلَكَ فِى حِفظ حِشمة جَسَدِهِ تُرى كيف سيدِين الله أى إِنسانة إِستهانت بِعِفِتها أوْ تعرَّت بِإِرادِتها وَأفسدت صورة مجد الله وَدنَّست هيكلِها0 القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب ثياب الحشمة
المزيد
01 فبراير 2020

أتيت بنا إلى هذه الساعة

في كل مرة نصلي نشكر الله لأجل أشياء كثيرة أغلاها وأهمها هو الخلاص الثمين الذي قدمه لنا، ثمّ أنه أتى بنا إلى هذه الساعة.لعل أعظم عطية لنا من الله الآن، هي أننا مازلنا أحياء حتى هذه اللحظة، فبعض الذين نعرفهم، وآخرين ممن لا نعرفهم،كانوا بيننا العام الماضي والآن ليسو موجودين، والبعض كان موجوداً منذ شهور والآن في عداد المنتقلين، والبعض الثالث كان موجوداً منذ ساعات، ولكنه ليس معنا هذه الساعة، أما نحن : فقد أتى بنا (الله) إلى هذه الساعة، أعطانا فرصة جديدة لنعوّض ما فاتنا.. إن سكان الجحيم يتمنّون الآن يوماً من هذه الأيام التي نقضيها، وهم يتعجبون كيف نضيّع السنين والشهور والأيام من بين أيدينا هكذا.. هذا أدركه الغني (في مثل الغنى ولعازر) وطلب من أبينا إبراهيم القيام بأي عمل لأجل إنقاذ أسرته.. تخيلوا لوأنه أتيحت الفرصة لواحد من أولئك - الذين في الجحيم الآن - أن يعود إلى الحياة لمدة أيام، ترى ماذا عساه أن يفعل وكيف يسلك فيها.. أفما تكفيه أياماً قليلة لكي يقدم توبة نقية ذكرني ذلك براهب قديس، اجتمع حوله الرهبان - عند نياحته - فوجدوه يبكى، فلما سألوه عن سبب ذلك، قال أنه يتمنى لويطيل الله أناته عليه ويمنحه بعض الوقت، فتعجبوا لعلمهم بأنه مجاهد وقديس، فسألوه: كم من الوقت تود أن يمنحك الله أيضا قبل النياحة، أجاب أريد ولو يوم واحد، قالوا: فماذا تصنع فيه، أجاب بأنه وان لم يستطع تقديم جهادات كثيرة، فيكفيه أن يبكى فقط طوال ذلك اليوم !!.. وهكذا يمكن لشخص ما في ساعة واحدة أن يحقق الكثير، ويتقدم على كثيرين ممن سبقوه، إذا كان نشيطاًحاراُ بالروح.. وأتخيل أن الله في كل صباح يهب كل إنسان أربع وعشرون ساعة ! كرصيد يتاجر به ويعوض ما فاته.. نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابو قرقاص
المزيد
31 يناير 2020

العقل والروح والنفس

أريد أن أتحدث عن العقل والروح والنفس وكيف تكون غير نافعه وتصير نافعه فيما بعد.معني انسيمس هو اسم نافع او مفيد، واستخدم بولس الرسول معنى هذا الاسم ليحول هذا العبد الهارب الغير نافع الى نافع، الَّذِي كَانَ قَبْلًا غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، وَلكِنَّهُ الآنَ نَافِعٌ لَكَ وَلِي، كلمتك عن الجسد واعضاء الجسد وقد تكون غير نافعه ونتعلم كيف نحولها لنافعه.واكلمك اليوم عن العقل وشخصية يونان النبى العقل هبه من ربنا مثل التعبير الشعبى العقل زينه، وهذا العقل هو العطية العظمى للانسان التى جعلت للانسان عقل يفكر ويبدع ويطور، وهل ياترى انت تستخدم كل عقلك ولا جزء منه ولا عقلك به موضوعات لا تليق او لا تفرح او شر ماذا يوجد بعقلك، وعقلك لا يعرفه احد سوى انت فقط.إن كان الإنسان من كلامه نستطيع أن نحكم على عقله، لكن ربما يكون عقلك لا يخدمك، أو يدمر أفكارك الذاتية المتعبة، ومثال على ذلك يونان النبى، إنسان ظهر فى العهد القديم، وعاش عمرا طويلا، لكن يوجد موقف معين ومشهد فى التاريخ ظهر عقله يفكر ازاى، يونان لما تدرس شخصيته ستجد بها أخطاء كثيرة، لكن الآن ستجد بها 3 خطايا معينه وقع فيها يونان بسب العقل. الخطية الأولى: الاستهتار، والاستهانة بكلام الله وليس لديه مخافة لكلمة الله، وجود المخافة تحكم تصرفاته مثل جملة (اتقِ ربنا) ربنا قاله روح نينوي راح ترشيش ويستهتر بكلمة الله وربنا أراد أن يوقظه، فهاج البحر ليصحى من نوم العقل. أما الخطية الثانية: العناد، عناد الانسان يكون بعقله زى ما بنقول: فلان مخه ناشف، عناد الإنسان، وعندما يعاند يكون بلا طاعة ويبرر موقفه وحياته ولا يهتم لإرشاد أحد، كم من مشكلة بطلها العناد، نام يونان نومًا ثقيلًا خطية عناده سببت هيجان بحر بأكمله، وكادت أن تغرق سفينة بأكملها، وفقد الطاعة حتى نجد الله وأراد أن يفيقه من غفلته فاحضر كائن أكثر طاعة وهو الحوت، والعناد أفقد يونان السلام الداخلى لأنه عاند الله”. وأوضح قداسة البابا بأن الخطية الثالثة هي الأنانية، كان بيحب نفسه أكثر من أي أحد آخر كان بلا توبة وهى تظهر الأنا للإنسان وأنانيته، ويجب أن نعرف رؤيتنا لنفسنا، ويونان كان ساقطًا فى هذه الخطية، وعقله جعله يقع فى الاستهتار والعناد والأنانية. وتساءل قداسة البابا خلال العظة: كيف نجعل عقلنا عقلا نافعا؟ أولًا: نجعل عقلنا دائمًا فى حالة تفكير غير مشتت ونكون أفكارا ناجحة، ما تزرعه بعقلك ستحصده، وحتى تنجح اشحن عقلك بالقراءة بكل صورها بالمعرفة ، ولا تجعل عقلك “هايف وفاضي”، مثل بعض البرامج التى لا تبنى الإنسان واجلس فى مجالس تحترم العقل، واجعل عقلك نافعا وبناء ويستطلع خبرات الآخرين، وابعد عن القراءات المتعبة وعلى قمة قراءتك الناجحة يتربع الكتاب المقدس، والكتاب ليس كتابًا بل إنه مكتبة متنوعة أسفار ومزامير، اجعل عقلك ينفعك ويفيدك. أما من ناحية النفس، والنفس تشمل العواطف والعادات والمواهب والقدرات، عاطفة الإنسان التى تجعله إنسانًا يحب ويحنو ويشعر بالآخر وعواطف الإنسان قد تكون انساقت فى غرائز غير نافعة محبات أرضية بصور وأشكال مثل بعض الكتب تجد محور حياة شخص المال أو النساء أو الشهرة.والطفل وهو صغير بيترشم فى أماكن كثيرة فى جسده ليقدس الله وتصير أعضاؤه نافعة.عندما تقترب من الله يصير قلبك جميلًا يحب الجميع، وعندما تبتعد عن الله يصغر قلبك ولا تجد غير نفسك، العاطفة المقدسة والمباركة التى من خلالها نشأت كل الخدمات الإنسانية التى نسمع عنها مثل خدمة التمريض والصليب الأحمر وهم لديهم عاطفة متدفقة لخدمة البشر كلهم، مثل عندما نقرأ سيرة الآم تريزا لما خدمت بالعاطفة ملايين من الفقراء والمرضى، اجعل عاطفتك قى هذا العام الجديد عاطفة منضبطة، واجعل عاطفتك يقودها الله ومحبتك لله فقط من أجل الله تتعب فقط وليس من أجل أي مجد من خلال عاطفتك تكون خدمتك.ومن ناحية العادات بعضها سلبى وسيئة وبعضها إيجابى ومفيد، والإنسان بعادات قد يدمر آخرين مثل الإدمان قد يدمر الأسرة بأكملها، ومثل شراهة المأكل، وتوجد عادات نافعة مثل قراءة الإنجيل، ويجب فحص عاداتك، والتخلص من عاداتك السيئة الضارة غير المفيدة، واحتفظ بالعادات الإيجابية والمفيدة فقط والمنضبطة، واعد الله وكن صادقًا فى وعدك و لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
30 يناير 2020

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سِفْرُ اَلتَّثْنِيَة

1- بين اصحاح 1 : 1 (ص 34) ففى الاول ان موسى كلم الشعب فى عبر الاردن فى البريه وفى الثانى انه مات قبل ان يعبر اسرائيل الاردن. فنجيب انه لم يقصد بالقول الاول الجهه الغربيه بل الشرقيه، وكلاهما يطلق عليه هذا اللقب. 2- وبين اصحاح 2 : 12 وبين ما جاء فى سفر يشوع ففى الاول قيل (فطردهم بنو عيسو وابادوهم من قدامهم وسكنوا مكانهم كما فعل اسرائيل بارض ميراثهم) وفى الثانى ان اسرائيل لم ياخذوا ارض كنعان الا فى ايام يشوع. فنجيب ان الاسرائيليين اخذوا الاراضى الواقعه شرقى الاردن فى عهد موسى. والاراضى الواقعه غربى الاردن فى عهد يشوع. 3- وبين اصحاح 2 : 19، يش 13 : 24 و25 ففى الاول قال الرب لاسرائيل (لا اعطيك من ارض بنى عمون ميراثا) وفى الثانى انهم اخذوها. فنجيب ان الاموريين حاربوا العمونيين واستولوا على ارضهم كما ورد فى (قض 11 : 12 – 28) فالاسرائيليين لم ياخذوا الارض من العمونيين بل من الاموريين. 4- وبين اصحاح 6 : 4، مت 28 : 19 ففى الاول ان الله واحد وفى الثانى انه ثلاثه الاب والابن والروح القدس. فنجيب ان الثانى لا يقول ان الله ثلاثه جواهر بل ثلاثه اقانيم فى جوهر واحد. ففى الله وحده وتعدد. وحده فى الجوهر وتعدد فى الاقانيم. والاقانيم غير الجوهر فلو قيل ان الثلاثه اقانيم اقنوم واحد لكان ذلك محالا ومضادا للعقل والبديهه. ولو قيل ان الله ثلاثه جواهر والثلاثه جواهر واحد لكان ذلك محالا، ولكن الله واحد باعتبار وثلاثه باعتبار اخر، فلا مناقضه اذن فى ذلك. 5- وبين تث 7 : 3، 1 مل 3 : 1 ففى الاول حرم على الاسرائيلى التزوج بالاجنبيات وفى الثانى ان سليمان صاهر فرعون ملك مصر واخذ ابنته له زوجه. فنجيب ان التزوج بالاجنبيات منع خوفا من ان تسوق الاجنبيه زوجهاالىعباده الاوثان فاذا زالت هذه العله لا يقيد بالقانون الذى وضع لاجلها اى اذا تركت الاجنبيه ديانه ابائها وعبدت الاله الحى جاز التزوج بها كما فى امر راعوث (1 : 4 و4 : 3) ولعل سليمان كما ظن بعض المفسرين قد افتكر ان يجذب ابنه فرعونالىالديانه الاسرائيليه بتزوجه كما سبق وتزوج امميه اخرى(2 اى 2 : 13) الا انه لنا من خبر الكتاب المقدس ان النساء الاجنبيات اللواتى تزوج بهن سليمان جذبته لعباده الاوثان، وهذه هى العله التى لاجلها منع التزوج بالاجنبيات. وعلى كل حال فسليمان بذلك خالف شريعه الله وقد ذكر ملوما فى الكتاب المقدس كما فى (نح 13 : 26) حيث قيل (اليس من اجل هؤلاء اخطا سليمان ملك اسرائيل ولم يكن فى الامم الكثيره ملك مثله فكان محبوبا من الهه فجعله ملك على اسرائيل هو ايضا جعلته النساء الاجنبيات يخطىء). 6- وبين اصحاح 12 : 15، اصحاح 14 : 3 ففى الاول اباح لليهود اكل الطاهر والنجس وفى الثانى قال لهم (لا تاكلوا رجسا ما) فنجيب ان لا تناقض بين الاثنين لان الحيوانات النجسه تختلف بعضها عن بعض فمنها ما كان حراما اكله وذبحه لله كالارنب والخنزير. ومنها ما كان حلال اكله وحرام ذبحه كالابل والظبى. 7- وبين اصحاح 14 : 26، 1 كو 6 : 10 ففى الاول اباح الله المسكر وفى الثانى حرمه. فنجيب : قرر علماء الكتاب المقدس انه يوجد نوعان من الخمر. منه ما هو مسكر لاشتماله على الكحول ومنه ما هو غير مسكر، والنوعان مترجمانالىاللغه العربيه واللغات الاخرى بلفظه (خمر) وكانت هذه المشروبات عند قدماء اليهود، ووقد عرف سليمان نوعا من الخمر المسكر بقوله (لا تنظرالىالخمر اذا احمرت التى تظهر حبابها فى الكاس فى الاخر تلسع كالحيه وتلدغ كالافعوان) هذه هى الخمر المسكره.وفى اللغه العبرانيه التى كتب بها العهد القديم قد ذكرت انواع كثيره من الخمر وكلها ترجمت بكلمه واحده. واما الكلمات الرئيسيه المستعمله فهى – (ياين) و (سكر) و (تيروش). (ياين) حسب قول الباحثين فى التوراه تشيرالىعصير العنب تحت اشكاله حامضا كان او حلوا، مختمرا كان ا و غير مختمر، و (سكر) كلفظه السكر باللغه العربيه تشيرالىعصير حلو ماخوذ مما حوى العنب وقد ترجمت احيانا عسلا ويقصد بها غالبا عصير التمر وهى مثل (ياين) تحتوى على العصير المختمر اما (تيروش) فقد اطلقت على ثمر العنب الناضج وعصير العنب قبل الاختمار فيه وتترجم عاده بالخمر الجديده او السلافه (اع 2 : 13).وقد اطلق العبرانيون لفظه (ياين) على الخمر الماخوذ من العنبمهما كانت حالته سواء مختمرا كان أو غير مختمر، وهذا يكفى لاثبات نوعين من الخمر يسمى كل منهماباسمين مختلفين يذكرهما الكتاب المقدس، الواحد غير مختمر وغير مسكر وهو الذى يظهر من بعض ايات الكتاب ان شربه مباح، والاخر مختمر وهو الذى تحرمه ايات كثيره0 8- بين اصحاح 23 : 2 مت 1 : 3 ففى الاول قيل (لا يدخل ابن زنى فى جماعه الرب) وفى الثانى ان فارص الذى جاء من نسله المسيح كان ثمره فعل الزنى. فنجيب ان القول الاول قيل عن الامم العمونيين والموابيين الذين كان الزنى محللا عندهم فلا يصح ان يكونوا فى جماعه الرب الا بعد ان يقضوا مده ينسون فيها عاداتهم الذميمه. 9- بين تث 24 : 16 وبين عد 16 : 27و32 ويش 7 : 24و25 ففى الاول يقول (لا يقتل الاباء عن الاول اد ولا يقتل الاول اد عن الاباء) وفى الثانى قضى على الاول اد الابرياء مع الاباء المذنبين. فنجيب ان القانون المذكور فى الاول اعطى للقضاه ليحكموا بموجبه وليس لهم الا يحكموا على المذنببحسب ما يظهر لهم ولكن ليس لهم ان يدينوا احدا. اما اذا كان القاضى الله سبحانه وتعالى فهو يعرف حدود الجرم وله ان يدين العائلات ولو لاجيال عديده كما دان بيت عالى بل ويدين الامم كدينونه امه اسرائيل. فاذا كان القاضى انسانا لا يحكم الا على المذنب نفسه. اما الله القاضى العالى فله ان يحكم بحسب مشيئته وليس لنا ان نعترض على احكامه. ويجب ان يعلم ان القانون فى الاول وضع ضد الامم التى كانت تعتبر العائله مدينه مع رئيسها فيعاقبونها معه كما فعل مع هامان (اس9 : 13) ومع الذين اشتكوا على دانيال (دا 6 : 24). المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
28 يناير 2020

الضيقات واختبار الله

من المزامير التي تعزينا ونحن نمر بضيقات متكررة هي كلمات مزمور «الرب نوري وخلاصي»، فالمزمور يتكلم عن الآلام والضيق، وفي ذات الوقت يتكلم عن اختبارات التعزية في الألم، ففي وقت الضيق نستطيع أن ندرك كيف أن الله يخبّئنا في مظلته. فالله يسمح لنا أن نقابل تجارب وضيقات، ولكن بركة هذه الضيقات تمنح الإنسان خبرات جديدة في حياته الروحية. فكثيرًا ما تقابلنا تجربة خطية.. أو تجربة الضيقة.. أو خبرة تنفيذ الوصية، وفي جميعها علينا أن نضع في قلوبنا أننا ينبغي أن نخرج من كل منها بخبرة روحية جديدة في حياتنا، لأنه بدون الضيقات لا يمكننا أن ننال اختبارات أو تعزيات جديدة.. أولًا: تجربة الخطية عندما تمر حياتنا بتجارب واختبارات وحروب العدو بالخطايا المختلفة، هذه التجربة القاسية تمنحنا أن نختبر تعامل الله معنا بحب وحنو، وكيف يقودنا في طريق النصرة، وكيف نصنع توبة، وكيف نتجنب طرق الشر، وكيف نتجنب العثرة، وكيف نكمّل توبتنا بحرص.. وهذه نماذج من الكتاب المقدس 1) داود النبي: قبل أن يسقط داود ربما شعر أنه هو المرتل الحلو وقائد الجيوش وصاحب القيثارة الذي قلبه بحسب قلب الله.. أمّا سقوطه فجعله يراجع نفسه، ويبلّل فراشه بدموع مُرة، وارتعشت ركبتاه من النُسك، وبدأ يتعلم الانسحاق وينال بركة الاتضاع.. ولم يكرّر داود خطيته لأنه تعلم منها.. نعم أخطأ مرة أخرى عندما عدّ الشعب، ولكنه تعلّم من هذه الخطية أيضًا ولم يكررها مرة أخرى. 2) يعقوب أبو الآباء: كان يعقوب ابنًا محبوبًا، إلّا أنه خدع أباه وخدع أخاه عيسو ليحقق مكاسب، لكنه أيضًا في خطيته جُرِّب إذ خُدِع من خاله لابان وتغرّب لسنوات طويلة في أرض غريبة وتعرّض لغضب أخيه.. ولكن من هذه التجارب تعلم يعقوب أن يتضع، فسجد أمام أخيه الذي خدعه من قبل واعتذر له. 3) بطرس الرسول: عندما أنكر اختبر محبة الرب وغفرانه عندما نظر إليه وقت محاكمته، وتعلّم قبول الله له كخادم عندما دعاه للخدمة مرة أخرى على بحيرة طبرية.. وهذه الخبرة الروحية سندته طوال حياته وحتى استشهاده في نهاية حياته. ونحن في كل مرة نمرّ بتجربة ضعف وخطية ننال خبرة النصرة والاتضاع والتدقيق ومراجعة الذات والحرص من أخطاء السان. نتعلم متى نصمت ومتى نتكلم.. نتعلم الأسلوب الليّن، ونتعلم أن نضع حارسًا لفمنا، وندقق في كلماتنا لئلا تؤذي الآخرين مدى الحياة، ونتعلم أن نبتعد عن مجال العثرة سواء قراءات أو أصدقاء، ونتعلم جدية السلوك والحرص على النقاوة. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
27 يناير 2020

تداريب روحية - النمو الروحى

يطلب منا بولس الرسول أن ننمو روحياً لنصل إلى ملء قامة المسيح قائلاً "لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهى جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس ملء المسيح .. صادقين فى المحبة ننمو فى كل شئ إلى ذاك الذى هو الرأس المسيح"(1). والمسيح هو ملء النعمة كقول يوحنا المعمدان "ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا ونعمة فوق نعمة لأن الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا"(2). ويطلب الرسول بولس من أهل أفسس أن يمتلئوا بالمحبة قائلاً "ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم وأنتم متأصلون ومتأسسون فى المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله"(3). ويوحنا المعمدان كان ينمو حسب قول لوقا الرسول "وأما الصبى فكان ينمو ويتقوى بالروح ذلك فى البرارى إلى يوم ظهوره لإسرائيل"(4). والمسيح نفسه كان ينمو جسدياً كقول لوقا الرسول "وكان الصبى ينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه"(5). ويطلب القديس بطرس الرسول أن ننمو فى النعمة قائلاً "فأنتم أيها الأحباء احترسوا من أن تنقادوا فى ضلال الأردياء تسقطون من ثباتكم ولكن إنموا فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى دهر الدهر آمين"(6). ويصلى بولس الرسول من أجل أهل كولوسى لكى يكون لهم نمو فى معرفة الله قائلاً "من أجل ذلك نحن أيضاً منذ أن سمعنا لم نزل مصلين وطالبين لأجلكم (1)-(أف4: 12- 15). (2)-(يو1: 16، 17). (3)-(أف3: 17- 19). (4)-(لو1: 80). (5)-(لو2: 40). (6)-(2بط3: 17، 18). أن تمتلئوا من معرفة مشيئته فى كل حكمة وفهم روحى لتسلكوا كما يحق للرب فى كل رضى مثمرين فى كل عمل صالح ونامين فى معرفة الله متقدمين بكل قوة بحسب قدرة مجده"(1). ويجب أن نعلم أن هناك فرق بين النمو الجسدى والنمو الروحى فالنمو الجسدى له حدود معينة لا يتخطاها .. أما النمو الروحى فهو غير محدود لأنه قد يصل إلى كل ملء الله(2) كما يقول بولس الرسول. ولكى تستطيع أن تنمو روحياً حاول تطبيق التدريبات الآتية : 1- إن النمـو الروح هو إزدياد فى القامة الروحية .. ولنضرب على ذلك مثلاً .. الصلاة .. إذا كنت تصلى صلاتين بالأجبية مرة فى الصباح (باكر مثلاً) ومرة فى المساء (النوم مثلاً)، فيمكنك أن تزيدهما صلاتين أخريتين فيصبحا (باكر والثالثة) فى الصباح، و(الغروب والنوم) فى المساء .. وبعد أن تثبت فيهما يومياً يمكنك أن تزيدهما إلى أن تصل إلى الصلوات السبعة التى تصليها الكنيسة كل يوم [ باكر – الثالثة – السادسة – التاسعة- الحادية عشر (الغروب) – الثانية عشر (النوم)- صلاة نصف الليل ] هذا بالإضافة إلى الصلاة الشخصية وبالإضافة إلى التأمل الروحى حتى تصل إلى انفتاح القلب على الله طول اليوم فتتمتع بالصلاة الدائمة، وتقول مع داود النبى "أما أنا فصلاة"(3) هذا بخلاف التسبيح إذ يقول داود النبى "سبع مرات فى النهار سبحتك على أحكام عدلك"(4).. هذا بالإضافة إلى تسابيح الليل ونصف الليل والسحر (الفجر). يقول داود النبى "ثابت قلبى يا الله ثابت قلبى أغنى وأرنم استيقظ يا مجدى استيقظ يا رباب وياعود أنا أستيقظ سحراً أحمدك بين الشعوب. يارب أرنم لك بين الأمم لأن رحمتك قد عظمت إلى السموات"(5). (1)-(كو1: 9- 11). (2)-(أف3: 19). (3)-(مز109: 4). (4)-(مز119: 164). (5)-(مز57: 7- 10). 2- إن أردت أن تنمو فى فضيلة الصوم فلا تأكل إلا صنفاً واحداً فقط فى كل مرة ويندرج الانقطاع عن الطعام تدريجياً حتى تصل إلى قامات روحية عالية مثل الأنبا أنطونيوس الذى عاش فوق المائة سنة على البلح والماء فقط .. والأنبا بولا الذى كان يأكل نصف رغيف فقط يومياً مع بعض الماء، وعندما أتاه الأنبا أنطونيوس للزيارة أمر الله الغراب الذى يأتى له بنصف الخبزة أن يأتى بنصف خبزة أخرى للضيف الجديد (الأنبا أنطونيوس). ويروى لنا بستان الرهبان عن آباء قديسون كانوا يصومون بالثلاثة أيام، والبعض الآخر بالأسبوع، وهكذا .. هذا بالإضافة إلى الصوم الروحى وهو عدم الخطأ بالنسبة للحواس الخمسة كلها .. فلا تتكلم إلا للضرورة القصوى، ويكون كلاماً نافعاً لا يضر أحداً ولا يجرح أحداً ولا يسئ إلى أحداً .. وهكذا بالنسبة لحاسة السمع والنظر.. إلخ. 3- وإذا اردت أن تنمو فى فضيلة الصدقة (العطاء) فيجب أن يكون عطاءك فى الخفاء كما قال رب المجد "فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون فى المجامع وفى الأزقة لكى يمجدوا من الناس الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تُعرف شمالك ما تفعله يمينك لكى تكون صدقتك فى الخفاء فأبوك الذى يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية"(1). وبالنسبة للعشور يقول رب المجد "إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيون لن تدخلوا ملكوت السموات"(2). وفى القامات الروحية العالية نسمع عن أن قديساً باع إنجيله ليقوت به فقيراً وآخر باع ثوبه لكى يقيت به مسكيناً، وآخر لم يجد شيئاً يبيعه إلا نفسه، فباع نفسه نظير أنه يساعد مسكيناً على الحياة !! (1)-(مت6: 1- 4). (2)-(مت5: 20). 4- يجب أن يؤخذ تدريب النمو الروحى بالتدريج .. أى درجة درجة، والتأكد من الثبوت فى الدرجة السابقة لئلا يسقط الإنسان ويرتد إلى الخلف عدة درجات .. القديس بولس يقول "فإنى أقول بالنعمة المعطاة لى لكل من هو بينكم أن لا يرتئى فوق ما ينبغى أن يرتئى بل يرتئى إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان"(1). 5- لا تأخذ عدة تدريبات للنمو الروحى معاً، فيصعب عليك تنفيذها دفعة واحدة إلا إذا كان التدريب فى فضيلة المحبة مثلاً فهى فضيلة كبيرة تضم تحتها فضائل أخرى وتتشابك معها .. والسيد المسيح له المجد قال "أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم احسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم"(2). فابدأ أولاً بمحبة القريب .. محبة باذلة قوية .. ثم بعد ذلك تدريب على محبة الأعداء. 6- استشر أب اعترافك أو مرشدك الروحى فى التداريب الروحية الخاصة بالنمو الروحى .. يقول الكتاب "أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حساباً لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم"(3). 7- من عوائق النمو الروحى هو الإلتصاق بالأردياء لذلك ينصح بطرس الرسول فيقول "فأنتم أيها الأحباء إذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم ولكن إنموا فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر آمين"(4). 8- من عوائق النمو الروحى أيضاً الكسل لأنه يعطل تنفيذ التداريب فى مواعيدها، وبذلك لا يتقدم إلى الأمام بل يرجع إلى الخلف. (1)-(رو12: 3). (2)-(مت5: 44). (3)-(عب13: 17). (4)-(2بط3: 17). وقد ضرب لنا السيد المسيح مثلاً عن العبد الكسلان ولقبه بالشرير لأنه أخذ فضة سيده وطمرها فى الأرض ولم يتاجر بها ولم يربح .. فقال له سيده "أيها العبد الشرير والكسلان كان ينبغى أن تضع فضتى عند الصيارفة وعند مجيئ كنت آخذ الذى لى مع ربا (ربح) فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذى له عشر وزنات .. والعبد البطال إطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان"(1). 9- التمثل بالقديسين وذوى القامات الروحية العالية ونجعلهم قدوة حسنة لنا وعلى رأسهم الرب يسوع الذى هو رئيس الإيمان ومكمله، لذلك يقول الكتاب "لذلك نحن أيضاً لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى فجلس فى يمين عرش الله فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم"(2). 10- الجهاد الروحى مهم جداً يوصلنا إلى النمو الروحى لذلك يقول الكتاب "لم تقاوموا حتى الدم مجاهدين ضد الخطية وقد نسيتم الوعظ الذى يخاطبكم كبنين يا ابنى لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك. لأن الذى يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل إبن يقبله. إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين فأى إبن لا يؤدبه أبوه"(3). (1)-(مت25: 26- 30). (2)-(عب12: 1- 3). (3)-(عب12: 4- 7). تداريب روحية - النمو الروحى يطلب منا بولس الرسول أن ننمو روحياً لنصل إلى ملء قامة المسيح قائلاً "لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهى جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس ملء المسيح .. صادقين فى المحبة ننمو فى كل شئ إلى ذاك الذى هو الرأس المسيح"(1). والمسيح هو ملء النعمة كقول يوحنا المعمدان "ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا ونعمة فوق نعمة لأن الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا"(2). ويطلب الرسول بولس من أهل أفسس أن يمتلئوا بالمحبة قائلاً "ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم وأنتم متأصلون ومتأسسون فى المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله"(3). ويوحنا المعمدان كان ينمو حسب قول لوقا الرسول "وأما الصبى فكان ينمو ويتقوى بالروح ذلك فى البرارى إلى يوم ظهوره لإسرائيل"(4). والمسيح نفسه كان ينمو جسدياً كقول لوقا الرسول "وكان الصبى ينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه"(5). ويطلب القديس بطرس الرسول أن ننمو فى النعمة قائلاً "فأنتم أيها الأحباء احترسوا من أن تنقادوا فى ضلال الأردياء تسقطون من ثباتكم ولكن إنموا فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى دهر الدهر آمين"(6). ويصلى بولس الرسول من أجل أهل كولوسى لكى يكون لهم نمو فى معرفة الله قائلاً "من أجل ذلك نحن أيضاً منذ أن سمعنا لم نزل مصلين وطالبين لأجلكم (1)-(أف4: 12- 15). (2)-(يو1: 16، 17). (3)-(أف3: 17- 19). (4)-(لو1: 80). (5)-(لو2: 40). (6)-(2بط3: 17، 18). أن تمتلئوا من معرفة مشيئته فى كل حكمة وفهم روحى لتسلكوا كما يحق للرب فى كل رضى مثمرين فى كل عمل صالح ونامين فى معرفة الله متقدمين بكل قوة بحسب قدرة مجده"(1). ويجب أن نعلم أن هناك فرق بين النمو الجسدى والنمو الروحى فالنمو الجسدى له حدود معينة لا يتخطاها .. أما النمو الروحى فهو غير محدود لأنه قد يصل إلى كل ملء الله(2) كما يقول بولس الرسول. ولكى تستطيع أن تنمو روحياً حاول تطبيق التدريبات الآتية : 1- إن النمـو الروح هو إزدياد فى القامة الروحية .. ولنضرب على ذلك مثلاً .. الصلاة .. إذا كنت تصلى صلاتين بالأجبية مرة فى الصباح (باكر مثلاً) ومرة فى المساء (النوم مثلاً)، فيمكنك أن تزيدهما صلاتين أخريتين فيصبحا (باكر والثالثة) فى الصباح، و(الغروب والنوم) فى المساء .. وبعد أن تثبت فيهما يومياً يمكنك أن تزيدهما إلى أن تصل إلى الصلوات السبعة التى تصليها الكنيسة كل يوم [ باكر – الثالثة – السادسة – التاسعة- الحادية عشر (الغروب) – الثانية عشر (النوم)- صلاة نصف الليل ] هذا بالإضافة إلى الصلاة الشخصية وبالإضافة إلى التأمل الروحى حتى تصل إلى انفتاح القلب على الله طول اليوم فتتمتع بالصلاة الدائمة، وتقول مع داود النبى "أما أنا فصلاة"(3) هذا بخلاف التسبيح إذ يقول داود النبى "سبع مرات فى النهار سبحتك على أحكام عدلك"(4).. هذا بالإضافة إلى تسابيح الليل ونصف الليل والسحر (الفجر). يقول داود النبى "ثابت قلبى يا الله ثابت قلبى أغنى وأرنم استيقظ يا مجدى استيقظ يا رباب وياعود أنا أستيقظ سحراً أحمدك بين الشعوب. يارب أرنم لك بين الأمم لأن رحمتك قد عظمت إلى السموات"(5). (1)-(كو1: 9- 11). (2)-(أف3: 19). (3)-(مز109: 4). (4)-(مز119: 164). (5)-(مز57: 7- 10). 2- إن أردت أن تنمو فى فضيلة الصوم فلا تأكل إلا صنفاً واحداً فقط فى كل مرة ويندرج الانقطاع عن الطعام تدريجياً حتى تصل إلى قامات روحية عالية مثل الأنبا أنطونيوس الذى عاش فوق المائة سنة على البلح والماء فقط .. والأنبا بولا الذى كان يأكل نصف رغيف فقط يومياً مع بعض الماء، وعندما أتاه الأنبا أنطونيوس للزيارة أمر الله الغراب الذى يأتى له بنصف الخبزة أن يأتى بنصف خبزة أخرى للضيف الجديد (الأنبا أنطونيوس). ويروى لنا بستان الرهبان عن آباء قديسون كانوا يصومون بالثلاثة أيام، والبعض الآخر بالأسبوع، وهكذا .. هذا بالإضافة إلى الصوم الروحى وهو عدم الخطأ بالنسبة للحواس الخمسة كلها .. فلا تتكلم إلا للضرورة القصوى، ويكون كلاماً نافعاً لا يضر أحداً ولا يجرح أحداً ولا يسئ إلى أحداً .. وهكذا بالنسبة لحاسة السمع والنظر.. إلخ. 3- وإذا اردت أن تنمو فى فضيلة الصدقة (العطاء) فيجب أن يكون عطاءك فى الخفاء كما قال رب المجد "فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون فى المجامع وفى الأزقة لكى يمجدوا من الناس الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تُعرف شمالك ما تفعله يمينك لكى تكون صدقتك فى الخفاء فأبوك الذى يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية"(1). وبالنسبة للعشور يقول رب المجد "إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيون لن تدخلوا ملكوت السموات"(2). وفى القامات الروحية العالية نسمع عن أن قديساً باع إنجيله ليقوت به فقيراً وآخر باع ثوبه لكى يقيت به مسكيناً، وآخر لم يجد شيئاً يبيعه إلا نفسه، فباع نفسه نظير أنه يساعد مسكيناً على الحياة !! (1)-(مت6: 1- 4). (2)-(مت5: 20). 4- يجب أن يؤخذ تدريب النمو الروحى بالتدريج .. أى درجة درجة، والتأكد من الثبوت فى الدرجة السابقة لئلا يسقط الإنسان ويرتد إلى الخلف عدة درجات .. القديس بولس يقول "فإنى أقول بالنعمة المعطاة لى لكل من هو بينكم أن لا يرتئى فوق ما ينبغى أن يرتئى بل يرتئى إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان"(1). 5- لا تأخذ عدة تدريبات للنمو الروحى معاً، فيصعب عليك تنفيذها دفعة واحدة إلا إذا كان التدريب فى فضيلة المحبة مثلاً فهى فضيلة كبيرة تضم تحتها فضائل أخرى وتتشابك معها .. والسيد المسيح له المجد قال "أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم احسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم"(2). فابدأ أولاً بمحبة القريب .. محبة باذلة قوية .. ثم بعد ذلك تدريب على محبة الأعداء. 6- استشر أب اعترافك أو مرشدك الروحى فى التداريب الروحية الخاصة بالنمو الروحى .. يقول الكتاب "أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حساباً لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم"(3). 7- من عوائق النمو الروحى هو الإلتصاق بالأردياء لذلك ينصح بطرس الرسول فيقول "فأنتم أيها الأحباء إذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من أن تنقادوا بضلال الأردياء فتسقطوا من ثباتكم ولكن إنموا فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر آمين"(4). 8- من عوائق النمو الروحى أيضاً الكسل لأنه يعطل تنفيذ التداريب فى مواعيدها، وبذلك لا يتقدم إلى الأمام بل يرجع إلى الخلف. (1)-(رو12: 3). (2)-(مت5: 44). (3)-(عب13: 17). (4)-(2بط3: 17). وقد ضرب لنا السيد المسيح مثلاً عن العبد الكسلان ولقبه بالشرير لأنه أخذ فضة سيده وطمرها فى الأرض ولم يتاجر بها ولم يربح .. فقال له سيده "أيها العبد الشرير والكسلان كان ينبغى أن تضع فضتى عند الصيارفة وعند مجيئ كنت آخذ الذى لى مع ربا (ربح) فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذى له عشر وزنات .. والعبد البطال إطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان"(1). 9- التمثل بالقديسين وذوى القامات الروحية العالية ونجعلهم قدوة حسنة لنا وعلى رأسهم الرب يسوع الذى هو رئيس الإيمان ومكمله، لذلك يقول الكتاب "لذلك نحن أيضاً لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى فجلس فى يمين عرش الله فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم"(2). 10- الجهاد الروحى مهم جداً يوصلنا إلى النمو الروحى لذلك يقول الكتاب "لم تقاوموا حتى الدم مجاهدين ضد الخطية وقد نسيتم الوعظ الذى يخاطبكم كبنين يا ابنى لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك. لأن الذى يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل إبن يقبله. إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين فأى إبن لا يؤدبه أبوه"(3). (1)-(مت25: 26- 30). (2)-(عب12: 1- 3). (3)-(عب12: 4- 7).
المزيد
26 يناير 2020

مَجِّدُوا الله فِي أجسادكُمْ

مُقَدِمة أجسادنا مُقدَّسة يلِيق بِها كُلَّ كرامة فَتَعالوا معنا لِنَتَجَوَّل معاً فِى هذا الكِتاب لِنَعرِف كيف نُكَرِّم هذا الجسد وَكيف يسلُك بِوَقار وَحِشمة لأِنَّهُ هيكل الله تعالوا نَعرِف ما هُوَ مفهُوم الجسد فِى المسِيحِيَّة وَما الَّذِى يُناسِب هذا الجسد مِنْ ملابِس تلِيق بِكَرامته وَقداسته وَكيف نهتم بِالزِينة الدَّاخِلِيَّة وَنَتَعرَّف عَلَى تعالِيم الآباء حول الحِشمة إِنَّها دعوة إِلَى شبابنا وَشاباتنا وَفِتياننا وَفتياتنا لِيعرِفوا مِقدار كرامة أجسادهُمْ فَتسلُك كُلَّ شابَّة بِوَقار وَحِشمة شاهِده بِمظهرها عَنْ حقائِق ثمِينة آمَنت بِها وَاقتنعِت وَسَلَكت بِمُقتضاها إِنَّهُ حقاً شىء مؤسِف أنْ تظهر الشَّابة المسِيحِيَّة الَّتِى لها كنُوز البركات وَالمواعِيد الصَّادِقة وَلها قدوة مِنْ ربوات العذارى الحكِيمات فِى المُجتمع بِمظهر غير لائِق مِمَّا يُسِىء إِلَى مسِيحها وَمسِيحِيتها وَلاَ ننسى أنَّ المظهر الخارِجِى يُعَبِّر عَنْ الجوهر الدَّاخِلِى وَالنَّاس لاَ ترى الجوهر بَلْ المظهرفَنَحنُ علينا مسئولِيَّة مِنْ خِلال مظهر الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنْ نُعلِنْ عَنْ مسِيحَنَا وَإِنجِيلَنَا وَكنِيسَتنا وَقِدِيسِينا لأِنَّها رِسالة المسِيح وَبِحسب تعبِير مُعلِّمنا بُولِس الرَّسُول صِرنا منظراً لِلعالم لِلملائِكة وَالنَّاس( 1كو 4 : 9 ) فَعَلينا أنْ نعتنِي بِأمور حَسَنة قُدَّام جمِيع النَّاس ( 2كو 8 : 21 ) فَأنتُمْ شُهُود المسِيح وَرُبما اليوم فِى المُجتمع لاَ نستطِيع أنْ نَتَعرَّف عَلَى الشَّاب المسِيحِى بِسِهُولة لأِنَّهُ يُشابِه الآخرِين فِى المظهر الخارِجِى أمَّا بِالنِسبة لِلشَّابَّة فَصَارت أكثر وضُوحاً وَلَكِنْ هل هذا مكسب لنا أم خِسارة هل إِستفدنا بِهذا التميُّز الَّذِى يُمكِنْ أنْ نُعلِن بِهِ مجد الله فيِنا0وَرُبما يعرِف الكثِيرُون ما يُقال عَنْ شابَّة مسِيحِيَّة غير مُلتزِمة فِى ملابِسها أرجو أنْ يستخدِم الله هذِهِ الكلِمات لِتغيِير أفكار وَملامِح كُلَّ شابَّة مسِيحِيَّة فَقَدت طرِيقها وَبِحسب تعبِير القدِيس كبريانُوس إِحفظن أنفُسَكُنَّ أُسلُكنَ بِوَقارإِجعلنَ المسِيح يُكَافئ فِيكُنَّ الله الغنِى فِى النِعمة المُتأنِّى عَلَى كُلَّ أحد يستخدِم هذِهِ الكلِمات لِمجد إِسمه القُدُّوس مَجِّدُوا الله فِي أجسادكُمْ بِحسب تعبِير القِدِيس إِيرِيناؤس أنَّ الجسد هُوَ علامة الشخص وَظُهوره بِمعنى أنَّ الجسد هُوَ الهيكل المادِى الَّذِى يحوى نسمة الحياة الإِلهِيَّة الَّتِى نفخها الله فِى الإِنسان ( تك 2 : 7 ) وَقد يتهِمْ البعض الجسد أنَّهُ مصدر كُلَّ الشرُور أوْ يتعامل أحد مَعْ جسده بِإِحتِقار وَهذا يتعارض مَعْ الفِكر المسِيحِى الإِنجِيلِى السلِيم لأِنَّ الإِنجِيل يُعَلِّمنا أنَّ مصدر الخطِيَّة ليسَ فِى الجسد بَلْ فِى القلب الَّذِى هُوَ مركز النَّفْس فَمِنْ القلب تخرُج سَرِقة وَزِنا وَقتل ( مت 5 : 28 ) وَما الجسد إِلاَّ وسِيلة تعبِير عَنْ رغبات القلب لِذلِك الرَّبَّ يَسُوع يُقَدِّم لنا عِلاجاً لِلخطايا بِإِقتلاع جذُورها مِنْ القلب فَنَجِده يُعالِج القتل بِإِقتلاع جِذره مِنْ القلب الَّذِى هُوَ الغضب وَكَذلِك الزِنا وَالسَرِقة وَغيرِها مِنْ هُنا علينا أنْ ننظُر نظرة جدِيدة لأجسادنا أكثر إِكراماً وَوَقاراً يكفِى أنَّ الله حِينَ أعلن محَّبتهُ لِلبشرِيَّة أخذَ جسداً وَحلَّ بيننا بِهذا الجسد أكل وَشرب وَنام وَتعب فَصَارَ الجسد شيئاً مُقدَّساً وَصَارَ مسكناً لله وَهيكل لَهُ فَتَباركت طبِيعِتنا بِحلُول الله المُتَّجَسِد فِى وسطنا وَحِينَ قدَّم إِبن الله جَسَده المُقدَّس وَدَمَهُ الكرِيم لِنأكُلَهُ وَنشربهُ بِسِرٍ إِلهِى فائِق الإِدراك لِيتحِد بِنا وَبِأجسادنا صَارت أجسادنا تقتات مِنْ الخُبز السَّماوِى كُلَّ مَنْ يأكُلَهُ لاَ يجوع وَيحيا إِلَى الأبد فَصَارت أجسادنا تحيا فِى العالم وَلكِنَّها محسوبة أنَّها ليست مِنْ هذا العالم فَأخذنا فِى أجسادنا ما يصعُب التعبِير عنهُ وَبدأنا مُشاركه سعادة الحياة الأبدِيَّة وَعدم الفساد وَلاَ ننسىَ أنَّ أجسادنا حِينَ دُفِنت فِى مِياه المعمودِيَّة نالت الصِفة المُقدَّسة الَّتِى لاَ تُمحىَ وَصَارت لاَبِسة لِلمسِيح وَحِينَ دُهِنت بِزيت الميرُون المُقدَّس الَّذِى مصدره الأطياب وَالحنُوط الَّتِى وُضِعت عَلَى جسد المسِيح المُقدَّس00فَأخذنا فِى أجسادنا نِعمة التلامُس مَعْ جسد المسِيح وَبِحسب تعبِير مُعَلِّمنا يُوحنَّا الرَّسُول أمَّا أنتُمْ فَلَكُم مسحة مِنْ القدُّوس ( 1يو 2 : 20 ) فَأجسادنا ممسُوحة بِها سِتة وَثَلاَثُون رشماً بِالميرُون المُقدَّس عَلَى جمِيع أعضائها إِعلاناً لِتقدِيس هذا الجسد بَلْ وَتكرِيسه لِلمسِيح وَكأنَّ أعضاءنا مختومة لِحِساب المسِيح لِتحيا فِى ملكِيَّة المسِيح وَلنا أنْ نعلم أنَّ زيت الميرُون هذا هُوَ الَّذِى يُدَّشِن الكنائِس وَالمذابِح وَالأوانِى المُقدَّسة فَأرادت الكنِيسة أنْ تُكَرِّس أجساد أولادها عَلَى مِثال تكرِيس الأوانِى المُقدَّسة أى كرامة وَمجد تلِيق بِهذا الجسد الَّذِى إِستمدَ مجده وَكرامته مِنْ جسد المسِيح نَفْسَهُ فَعلينا أنْ نُدرِك أنَّ أجسادنا هِىَ أعضاء فِى جِسمه وَمِنْ لحمه وَمِنْ عِظامه لِذلِك سمح الله لِهذا الجسد أنْ يشترِك فِى مجد الحياة الأبدِيَّة بعد أنْ تتغيَّر طبِيعته وَيلبِس عدم فساد وَمجد بِما يُناسِب طبِيعة الحياة الأبدِيَّة نعم سيُغَيِّر شكل جسد تواضُعنا لِيَكُون عَلَى صورة جسد مُمجَّد ( فى 3 : 21 )هُنا نفهم ماذا يُرِيد مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول حِينَ أوصانا مجِّدُوا الله فِى أجسادكُم( 1كو 6 : 20 ) وَنجِد أنَّ أجساد القِدِيسِين وَالشُهداء وَعِظامِهِمْ صَارت سبب بركة وَشِفاء بَلْ وَأعطت حياة كما حدث مَعْ عِظام ألِيشع النَّبِي الَّتِى أقامت ميت حقاً إِنَّهُمْ مجَّدُوا الله فِى أجسادهُمْ بِأعمال الجِهاد وَالنُسك وَأعراق التقوى وَآلام الإِستشهاد فَصَارت أجساد تحمِل قوة عمل الله فِيها ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً آمِين. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب ثياب الحشمة
المزيد
25 يناير 2020

وَتَكُونُونَ لِي قِدِّيسِينَ

اعتاد القديس بولس الرسول في افتتاحية رسائله أن يخاطب المؤمنين واصفاً إياهم بالقديسين، فيكتب مرة قائلاً: «إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّي، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ» (كولوسي 1: 2)، ومرة أخرى: «إِلَى جَمِيعِ الْمَوْجُودِينَ فِي رُومِيَةَ أَحِبَّاءَ اللهِ مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ» (رومية 1: 7). بل ويصف أيضاً أهل كورنثوس بنفس الصفة برغم المشاكل الكثيرة التي كانت موجودة بين مؤمني هذه الكنيسة: «إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ» (كورنثوس الأولى 1: 2) كلمة القديسين حسب معناها اللغوي تعني المكرَّسين لله، أو الْمُفرَزين لله، أي الذين هم من نصيب الله. لذلك خاطب الله الشعب في القديم قائلاً: «وَتَكُونُونَ لِي قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ. وَقَدْ مَيَّزْتُكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ لِتَكُونُوا لِي» (لاويين 20 : 26). أي اخترتكم من وسط جميع الشعوب لتكونوا شعباً خاصاً لي إن مجرد التكريس لله، حسب المعنى اللغوي، لا يجعل الإنسان بالضرورة قديساً، فقد كان أولاد عالي الكاهن مكرَّسين لله ولخدمة خيمة الاجتماع، لكن الله رفضهم وأماتهم لأنهم لم يكونوا أمناء لهذا التكريس (صموئيل الأول 4: 11) والقديس بولس الرسول لم يصف المؤمنين بالقديسين لأنهم مكرَّسون لله، فهم لم يكونوا كذلك بالمعنى اللغوي. بل السبب الرئيسي لقداسة الإنسان أنه نال من قداسة الله، أو أصبح شريكاً لقداسة الله: «لأَنَّ أُولَئِكَ (أي آباءنا الجسديين) أَدَّبُونَا أَيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هَذَا (الرب الإله) فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ» (عبرانيين 12: 10). ولا يأتي الاشتراك في قداسة الله إلا بالروح القدس نفسه الذي نناله بميلادنا الجديد في المعمودية. يقول القديس أثناسيوس الرسولي في الرسالة ضد الأريوسيين (1: 46)[الرب نفسه يقول بفمه في إنجيل يوحنا: «من أجلهم أقدِّس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضاً مقدَّسين في الحق» (17: 19). كيف تمّ ذلك؟ وكيف يقول ذلك إلا بما معناه: ”أنا كوني كَلمةُ الآب، أُعطي الروح القدس لذاتي الصائر إنساناً، وأُقدِّس به ذاتي الصائر إنساناً، حتى يكونوا جميعاً مقدَّسين فيَّ أنا الحق (لأنَّ كلمتك هو حقٌّ)“ فإن كان من أجلنا يقدِّس ذاته، ويفعل ذلك بعد أن صار إنساناً، فمن الواضح تماماً أن حلول الروح القدس عليه في الأردن، كان حلولاً للروح علينا نحن، بسبب أنه كان حاملاً جسدنا نحن، فلم يكن ذلك من أجل ارتقاء الكلمة ذاته،بل بالحري من أجل تقديسنا نحن، حتى نشترك في مسحته ويُقال عنا: «أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم؟» (كورنثوس الأولى 16:3)]. نيافة الحبر الجليل الانبا إبيفانيوس الأسقف الشهيد رئيس دير القديس أبو مقار
المزيد
24 يناير 2020

كيف تكون إنسان ناجح في حياتك ؟

اقرأ معكم فصل من رسالة معلمنا يوحنا الحبيب الإصحاح الخامس كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضًا. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً، لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟”ونحن في اجتماع شباب في هذا السن الجميل نعيش في هذا العالم المتصل ببعضه ومعنا أجهزة تصلنا بالعالم كله أحدثك عن ثلاثة أشياء :- ١- نفسك ٢- الزمان ٣- كيف تكون إنسان ناجح في حياتك ؟ الله عندما خلق الإنسان، قال له سأعطيك أشياء اميزك بها عن باقي الكائنات. – أولًا: أعطى له عقل والبشر سموه “العقل زينة”، وصار العقل زينة للإنسان وجماله، ويوجد من لديه عقل فارغ ويوجد من لديه عقل تحترمه ويبدع ويفكر به. – ثانيًا: أعطى له الحرية ورمز لها باليد وكل شئ في الحياة مصنوع بهذه الأصابع، وأعطى له اليد رمز للحرية ضع اليد مع العقل تبدع كل يوم ما هو جديد وتخيل أنه أعطانا الشجر وبعقله الإنسان صنع من الشجر أشكالًا كثيرة. – ثالثًا: أعطى له قلب خاص بالإنسان والله، وهو محطة نتقابل فيها مع الله، والله أعطانا (عقل ويد وقلب) وصرت إنسانًا متميزًا، عاقلًا، عاملًا، كائنًا روحيًا، وصارت حياتك على صورة الله ومثاله. وصرت كائنًا وأنت على الأرض نكلم الله، وفي المعمودية صرت مولودًا من السماء ومدشنًّا بالميرون مخصص أي مكرس، وابتديت تتناول، وفتح أمامك طريق الأبدية وصرت متميزًا، والله لن يتدخل في حريتك والارتباط بالكنيسة في ذهننا هو يؤكد لك أننا نسير في طريق الأبدية. ولذلك كلنا نحمل جنسيات كثيرة لكن يوجد جنسية أخرى قالها بولس الرسول في رسالة تيموثاوس، وهي أنك صرت أبن الله في الرعوية ومدعو للأبدية وحياتك لها معني . أعرف أن الله خلقك ويريدك أن تعرف أنك صرت على صورته ومثاله وهيكل لله ومستودع للمسيح، لهذا قال بولس الرسول “استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني” (في ٤ : ١٣) وصارت صورتك الجميلة وأعطاك الكنيسة التي تحميك وتحوط عليك. ٢- الزمن الذي نعيشه به تغيرات شديدة جدًا صار فيه تواصل وتقارب بين البشر بصورة لم نشاهدها من قبل وفي عام ١٩٣٦ تم اختراع التليفزيون وبعد الحرب العالمية الأولى أي بعد ٣٠ عاما اخترعوا الكمبيوتر وكان حجمه كبير وصغروه وسمي PC وبعد ٤٠ عاما الـ TV تزوج الـ PC وخلفوا الموبايل أو الجوال أو النقال أو المحمول، لكن من يوم اختراعه للأسف قلبك توقف وصار استعمالنا في هذا الجهاز الصغير أكثر من أعداد البشر وصار الإنسان يتعامل مع آلة، وليس بشر وصارت الآلة بيني وبينك، وهذا غير المقابلة وجهًا لوجه، لأن التعامل الإنساني يشعرنا ببعض ولكن الآلات بلا مشاعر، والعالم صار يعتمد علي هذا لكن بعد انفصال التليفون عن السلك صار لك عالمك ودخل الإنسان في الأنانية وبهذه الطريقة انتشر العنف والإرهاب والإلحاد، وهذا نتيجة انقطاع التواصل الإنساني وصار عالم غريب.وأصبح يوجد مرض الخوف من فقدان الموبايل وأصبح مرض رسمي مسجل طبيًا، فانتم الشباب وحياتكم وسنكم هذا، كيف نعيش في هذا الزمن؟ الإنسان أصبح يفقد إنسانيته والعالم يتغير. ٣- فماذا أفعل لكي أكون إنسان ناجح ؟ يجب أن اضع خمسة خطوط عريضة، ولكن يجب أولًا أن نضع أمام أعيننا هذه الآية”وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا.” (١ يو ٥ : ٤). – أول خط عريض، كن واثقًا في إيمانك فلا يتزعزع ففي العهد القديم، الناس استهزأت بنوح، ولكن في يوم أتيذى الطوفان ولم يكن في الفلك سواه هو وأسرته، ولولا ثقته هذه ما كان يبني الفلك ولم يهتز إيمانه، ثق في إيمانك مثل نوح. – كن إنسان صاحب مبادئ لا تسير مع الموجة مثل السمك الميت، دانيال عندما أخذ للسبي، وقيل له كُل هذا الأكل يقول الكتاب “أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ” (دا ١ : ٨)، وكان صاحب مبدأ، ابني لنفسك مبادئ مثل يوسف. – كن إيجابي في علاقاتك كن شخص ايجابي، فكر صح في المجتمع، في البلد ولا تكن سلبي، أكثر مثل في الإنجيل يوجد صورة ايجابية عندما تقابل المسيح مع السامرية، كن إيجابي في رأيك وفي تعبيرك عن أي موضوع إذا وجدت مشكلة عبر وقل. – كن إنسان شاهد لمسيحك، أنت تحمل اسم المسيح وتكون شاهد له مثل شهداء ليبيا في بلد غريبة وتعليمهم محدود يبحثون عن لقمة عيش، وتعرضوا لهذا الموقف ولكن شهدوا لمسيحهم وكانت كرازتهم للعالم كله، كن شاهدًا بكلامك أو دراستك مثل الدكتور مجدى يعقوب يخدم آلاف الناس. – كن دائما مصلياً .. بلا صلاة تضيع وما رفعت صلاة إلا ووصلت للمسيح، وكنيستنا مليئة بالصلوات، “طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا.” (يع ٥: ١٦)، هذا كلام الإنجيل الصلوات تفعل أشياء كثيرة، فكن إنسانًا مصليًا، وأعرف أن الصلاة تصنع المعجزات. بالأمس زارنا الرئيس الفرنسي، وشاهد أيقونة شهداء ليبيا بالكاتدارئية، أيقونة شهداء البطرسية، وسئلنا رد فعلكم ايه؟ قولت له نصلي من أجل كل الناس. الخلاصة: ١- كن إيجابي في حياتك ناجحًا. ٢- كن إنسان واثق في إيمانك. ٣- كن إنسان صاحب مبادئ. ٤- كن إنسان إيجابي في علاقاتك. ٥- كن إنسان مصليًا لكل أحد. ربنا يحافظ عليكم، ونردد مع بعض هذه الآية مرة أخرى “وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا.” (١ يو ٥ : ٤).ضعوها أمامكم، ربنا يحافظ عليكم و لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل