المقالات

30 يونيو 2024

وصاياه ليست ثقيلة - الأحد الرابع من بؤونة

من إنجيل معلمنا لوقا البشير بركاته على جميعنا آمين ﴿ أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ﴾ ( لو 6 : 27 – 28 ) هذه الآيات هي جزء من التعاليم التي قالها ربنا يسوع في الموعظة على الجبل وربما تجد أن هذه التعاليم تصطدم مع العقل البشري وقد أيضاً تصطدم مع الذات البشرية ولو بحثنا في كل الأديان لا نجد مثل هذه التعاليم أبداً ولذلك فكثير من الذين قرأوا هذه التعاليم شعروا أنهم أمام طريق يصلهم إلى الله فالموعظة على الجبل إلى الآن تعاليمها تجذب الكثير من النفوس البعيدة عن الله لأنها تعاليم جديدة وغريبة عليهم لأن هذه التعاليم لا تخاطب الإنسان العتيق ولكنها تخاطب الإنسان الجديد فهي تعاليم فريدة في معانيها وأحياناً عندما نقرأ هذا الكلام قد نقول أن هذه الوصايا ثقيلة علينا فكيف نحب الناس الذين لا يحبوننا ؟ وسنتحدث في ثلاث نقاط هامة :- 1- أهمية تنفيذ الوصية :- في الجزء السابق يقول ربنا يسوع أن نحب أعداءنا ونُحسن إلى مبغضينا وأن نبارك لاعنينا ولابد أن نلاحظ الفرق بين العدو والمُبغض واللاعن لأن العدو يعتبر أقل وطأة من المُبغض فقد نستطيع أن نسمي الإنسان الذي يكون ضدي على أنه عدو ولكن الذي يُبغض أي أنه يكره بشدة والذي يلعن يعني أنه لا يُبغض فقط بل يعبر عن هذه البغضة ولذلك نجد أن هناك ثلاث درجات :- أ - العدو ب- المُبغض ت- اللاعن ولكن كل ما تزداد عداوة أي إنسان ليَّ كل ما أزداد في محبتي له وأيضاً الذي يبغضني من داخل قلبه فعليَّ أن أُحسن إليه وهذا يعني أن لا أحبه فقط بل أُحسن إليه من كل قلبي وأيضاً أعطيه أي شئ وبذلك يعتبر الحب الذي أقدمه هو حب إيجابي فهو يصل إلى درجة أن الإنسان الذي يلعني أباركه . فهناك جانبين الجانب الأول يبدأ من العدو الذي لا يحبني إلى الذي يلعني والجانب الآخر يبدأ بالحب وينتهي بالمباركة ولكن من يستطيع أن ينفذ هذا الكلام ؟ فالعقل البشري يصطدم بالوصايا لأنه إذا قرأ الإنسان الوصية خارج إطار المسيح فسيُصدم بها وعندما يقرأ الوصية خارج الروح القدس الذي يستطيع أن ينفذ الوصية داخله فسيصاب باليأس والإحباط والعجز وفي هذه الحالة تظهر الوصية على أنها كلام صعب .. ولهذا يقول القديس أنطونيوس ﴿ أن وصاياه ليست ثقيلة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعتها ﴾ وعندما ينفذ الإنسان الوصايا يبدأ يتعلم طريق جديد في حياته وهو أن لا ينظر إلى ما لنفسه بل إلى ما للآخر وابتدأ يعرف أن هناك طريق جديد في حياته مقاد بروح الله وروح القداسة ولهذا فإن وصايا المسيح لا نستطيع أن ندركها أو نحياها إلا بالمسيح ولكن خارج المسيح يشعر الإنسان بالعجز والفشل فكيف يستطيع أن يحب الذي يكرهه ثم يحسن إليه ويباركه ؟!! وكلمة * المباركة * هنا تعني * الله يباركك * ولكن الإنسان في المسيح يسوع يستطيع أن ينفذ الوصايا ولهذا يقول رب المجد ﴿ ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضاً وكل من سألك فأعطه ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه ﴾ ( لو 6 : 29 – 30 ) وهذا الكلام لا يستطيع أن يفهمه إلا الإنسان الجديد أي الإنسان الثابت في المسيح يسوع فأنت لا تقدر أن تأخذ قوة فعل الوصية إلا بالمسيح يسوع وفي هذه الحالة تستطيع أن تقول ﴿ أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقويني ﴾ ( في 4 : 13) فالله هو القادر أن يعلمك ويرشدك ويقودك إلى كل الحق وهنا يأتي سؤال هام وهو كيف يطبق الإنسان الوصايا ؟ وكيف يقيس نفسه على الوصية ؟ فكل ما على الإنسان أن يدخل داخل الوصية وأن يأخذ قوتها فكل وصية لها قوة مختفية ورائها وهناك بعض من الأفعال التي تظهر أنها مستحيلة ولكن الله يعطي للمشتاق والذي يطلب ويعطي للإنسان الذي قلبه يتحرك بفعل الوصية فالإنسان عندما يعيش الوصايا يبدأ يتغير ويصير هو نفسه آية ويصير هو نفسه إنجيلاً ويُصبح رسالة المسيح المقرؤة وترى الناس فيه صورة لم تراها من قبل لأنها ترى فيه الإنجيل العملي والوصايا المشروحة ويروا المسيح الذي يجول يصنع خيراً ويُبارك كل من يلعنه فالمسيح ليس قصة إنتهت أو أن المسيح جاء لزمن ما وانتهى ولكن المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد( عب 13 : 8 ) إن وصية المسيح باقية إلى الأبد لأنها وصية لم تُكتب لزمنٍ ما أو لفئة معينة بل كُتبت لكل من استنار عقله وقلبه بعمل الروح ومن هنا يستطيع الإنسان أن يتخطى نفسه ويصبح فيه قوة جديدة داخل حياته تعمل فيه وبذلك يستطيع أن ينفذ الوصايا ولكن كل ما يعيش الإنسان في دائرة ذاته ولا يخرج إلى دائرة المسيح فسيظل يعيش في عزلة . 2- مفهوم الآخر في المسيح يسوع : نجد أن جماعة الفلاسفة والملحدين الذين ينكرون وجود الله يقولون أن الآخر هو الجحيم لأن الآخر هو الذي يأخذ الأشياء التي تخصني وهناك قصة ذكرها أحد الملحدين يقول فيها أن الإنسان الأول وُجد في الفردوس ثم بدأ يصف الإنسان وهو يعيش في الفردوس في حالة من الفرح والشكر لله ثم بعد ذلك جاء ملاك ومعه شخص آخر فبدأ في تقاسم المكان بينهما ثم بعد ذلك جاء الملاك وأحضر شخص آخر وهكذا إلى أن إزداد عددهم وابتدأ يحصل بينهم مشاجرة ومن هنا جاءت فكرة أن الجحيم هو الآخر ولكن في المسيح يسوع الآخر هو المسيح والآخر هو الذي أحبه وأعطيه وأقدمه على نفسي والآخر هو الذي أعيش معه الوصية وهو الذي يوصلني للملكوت فالآخر في المسيح يسوع هو الملكوت في حين يقول الفلاسفة أن الآخر هو الجحيم والذي يوافق على هذا الرأي هو الإنسان الأناني والمنعزل فوصايا المسيح تخرجك خارج أنانيتك وخارج نفسك وتجعلك تنفق نفسك من أجل الآخر وتقول﴿ أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) وذلك لأن الذات لم تصبح المركز بل أصبح المسيح هو المركز وأيضاً يقول رب المجد ﴿ إن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضلٍ لكم ﴾ ( لو 6 : 32 ) لأن هذا يعتبر مستوى أناني لأن هذا الحب يكون متبادل وأيضاً يقول رب المجد ﴿ وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأي فضلٍ لكم فإن الخطاة أيضاً يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً ﴾ ( لو 6 : 32 – 35 ) فاقرض وأنت لا تنتظر أن تأخذ شيئاً ومن هنا يصبح الإنسان لا يعيش للأرض ولا يعيش للأنانية أو لجمع المال لأن كل من يسأله يعطيه حتى ينفق كل أمواله ثم يوزع أيضاً الثوب والرداء لأن هذا الإنسان إبتدأ يخرج من دائرة نفسه ومن سلطان الأنا إلى سلطان المسيح فلكي يستطيع الإنسان أن ينفذ الوصية عليه أن يدخل داخل دائرة الروح وأن يدخل في شرِكة المسيح وفي حياة المسيح وفي أسراره وسيشعر أنه يبحث عن أي فرصة للعطاء ويشعر أن الإنسان الذي يعطيه هو الذي يعمل فيه معروف وليس العكس ولكن إذا بعد الإنسان عن المسيح فيشعر أنه لا يريد أن يرى الشخص الذي يعطيه بل ويشعر أنه يريد أن يهرب منه وذلك لأنه يعيش لنفسه وعندما يعيش الإنسان مع المسيح تُصبح الوصية خفيفة ونيره خفيف وحمله هين لأن الإنسان بدأ في تنفيذ الوصية بالمسيح وبالروح وبدأ يكون فيه جبروت أولاد الله ويستطيع أن يسيطر على مشاعره وعندما يتحد الإنسان الجديد بالمسيح يسوع يشعر أن هناك أشياء كثيرة تتغير داخله ويحدث له ثورة ويبدأ في الخروج من الأنانية ومن الذات وابتدأ يكون داخله روح القداسة وبذلك لا تصبح الوصية ثقيلة أو مُبالغ فيها ولكن مادام الإنسان بعيد عن دائرة المسيح تُصبح الوصية بالنسبة له مُبالغ فيها فالإنسان فيه قوة كبيرة ولكن عليه أن يكتشفها فأنت في المسيح يسوع فيك قوة كبيرة أنت مدعو إليها ولو ترك الإنسان مركز القوة الذي داخله وأصبح يعيش لنفسه فهو بذلك فقير ولكن إتحد بالمسيح وخذ منه القوة حتى تستطيع أن تعيش الوصايا فالإنسان في المسيح يسوع يقدر أن يغلب العدو ويغلب ذاته وشهواته ويغلب العالم ويقف ضد العالم لأن المسيح داخله فالله هو الذي يعطي له حياة ويجعله يرتفع فوق صغائر كثيرة جداً فالإنسان العادي قد يتشاجر على ماديات أو يتصارع على أشياء ولكن الذي إقتنى المسيح فهو إقتنى جوهرة غالية الثمن فالإنسان عندما يجد شئ غالي فإن كل الأشياء الأخرى تبدو له تافهة وصغيرة فكل ما الإنسان يصعد إلى أعلى كل ما تبدو الأشياء التي تحته صغيرة مثل سن الدبوس وعندما نصعد إلى فوق سنجد أن كل الأشياء التي نتمسك بها ما هي إلا أشياء صغيرة والكنيسة تحتفل بعيد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود فإذا قرأ الإنسان قصته خارج دائرة المسيح يجدها أنها مستحيلة فكيف إنسان يصل إلى هذه الدرجة من الشر ثم بعد ذلك يتوب ؟!! ولم يتب يوم أو إثنين بل إنه تاب مدى حياته ثم بعد ذلك يتقدس ويُصبح راهب ومرشد ورئيس جماعة ويُحكى أن الرهبان أرادوا أن يكون القديس موسى الأسود قس وكلمة * قس * ليست مجرد رتبة ولكن تعني * مدبر * فقد يوجد آلاف الرهبان ولكن يوجد قس واحد أي كاهن واحد هو الذي يأخذ الإعترافات وهنا نجد التحول الذي حدث في حياة الأنبا موسى الأسود من شرير وفاسق وقاتل إلى راهب ومن شدة نسكه وفضائله ذاع صيته لدرجة أن الرهبان أرادوا أن يكون الأنبا موسى مرشد لهم فأخذوه إلى البطريرك ليرسمه كاهن وكلمة * قس القلالي * تعني أنه الشخص الوحيد الذي أخذ الرتبة التي تسمح له بأخذ الإعترافات فالراهب في العصور الأولى يعتبر راهب فقط ولا يُصبح كاهن إلا إذا أصبح مدبر لجماعة الرهبان فالتحول الذي حدث للأنبا موسى الأسود ما هو إلا نعمة الله الغزيرة القادرة أن تحول فكل ما فعله الأنبا موسى أنه إتحد بالمسيح واختفى داخله فذاب شره داخله وانتقل بر المسيح له وأصبح فيه حرية مجد أولاد الله وفيه سلطان المسيح وفيه قوة المسيح . 3- كيفية تنفيذ الوصية : إن الله قادر أن يغير قلبك ويحولك من إنسان يعيش تحت نير خطايا ثقيلة إلى قديس ويحولك إلى إنسان مرشد وإلى إنسان يشتهي الإستشهاد وهذا ما حدث مع الأنبا موسى الأسود فالمسيح قادر أن يغيرنا ولكن كل ما علينا أن نخضع للنعمة وأن نترك أنفسنا لعمل الله فهي التي تشكلنا من جديد فالوصية تعطي للإنسان قوة وتغيره ويُصبح فيه إمكانيات جبارة ويهزم العدو بالرغم من أن العدو له سلطان وشرس جداً على كل من ترك الوصايا وكل من خرج من دائرة قوة الله ولكن الإنسان المسيحي متسلح بسلاح قوي جداً وهو إسم المسيح وأيضاً متسلح بقوة الوصايا فالإنسان المسيحي يأخذ جسد ودم ربنا يسوع فأنت مدعو إلى حياة النصرة وعندما نترك مصادر قوتنا فإن العدو يسخر بنا ويلهو بنا إلى درجة أنه يُعير إلهنا ويقول * هؤلاء هم أولادك * ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ أنه يتعجب على إبن الأكابر الذي يقف على رؤوس الشوارع ليسأل لقمة وهو يملك في نفسه مفاتيح مخازن الحياة ﴾ أنت داخلك كنز فالمسيح داخلك ولكي تستطيع أن تنفذ وصية فعليك أن تقترب إلى آية وتتودد إليها وتطلب أن تعمل في حياتك وتطلبها طوال النهار وأيضاً يستطيع الإنسان أن يطلب فضيلة مثل العفة أو يطلب أن يكون متسامح أو يطلب العطاء أو روح الصلاة أو المحبة فاطلب فضيلة أو وصية تكون بعيدة عنك تماماً وترى أنها تكاد تكون مستحيلة بالنسبة لك وسلم نفسك لعمل نعمة الله فهي تشكلك وتبنيك وتعطيك ما لم تصدقه والناس ترى هذا التغير الذي حدث داخلك ويتعجبوا !! لقد كان آباؤنا الرسل يكرزوا في أماكن وصل الشر فيها إلى درجة عالية وملك فيها إلى درجة أن عبادات الزنا كانت متاحة والطرق التي كانت تتم فيها السرقة والسُكر والخلاعة منتشرة ومعلمنا بولس الرسول كان يكرز لهؤلاء الناس الذين كانوا يشتغلوا بمثل هذه الأمور ولقد قال عن هذه الأمور أن ذكرها قبيح ( أف 5 : 12) ونجد أن هذه الناس تغيرت وتابت وتقدست وأصبحت الناس تتعجب لأن الشر له سلطان فما الذي يجعل هذه الناس تتغير ؟ ولهذا يقول ﴿ الأمر الذي فيه يستغربون أنكم لستم تركضون معهم إلى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين ﴾ ( 1بط 4 : 4 ) لقد إستغربوا كيف هؤلاء الناس الذين كانوا معهم في الشر وفي الأعمال القبيحة إستطاعوا أن يتوبوا عن هذه الأفعال ؟!! فكيف يستطيع إنسان أن يدخل في دائرة هذه الأشياء ويتوب عنها ؟ ولكن نعمة الله الغزيرة تحول الإنسان من إنسان أناني إلى إنسان معطي ومن إنسان عدواني إلى إنسان يبارك الذي يلعنه فنرى كيف كان الأنبا موسى الأسود إنسان شرير وشرس ويقتل بلا سبب ثم ابتدأ يرحم بلا سبب !! وإذا سألته يقول لك أن نعمة الله قد إفتقدته لقد ذاق حلاوة الله وذاق قوته في حياته فهو لا يريد أن يتذكر هذا الشر كل هذا نتيجة عمل المسيح فعندما يدخل الإنسان داخل دائرة المسيح فالمسيح قادر أن يغيره وقادر أن يعطي له نعمة وأن يقدس كل كيانه ويُصبح إنسان محب للصلاة ومحب للعبادة وللتسامح وهذا هو انتصار الروح داخل الإنسان وهذا هو التغيير الذي يدعونا إليه ربنا يسوع فهو يريد أن لا تتحول فقط من إنسان شرير إلى إنسان صالح بل إنسان على صورة الله إنسان يحمل الله داخله إنسان يمجد الله بكل أعماله فقط كل ما على الإنسان أن يصلي بأمانة ويطلب النعمة لكي يستطيع أن ينفذ الوصية ومن الجميل أن كل الوصايا تؤدي إلى بعض فمثلاً عندما يطلب الإنسان الطهارة تجد أنه يتعلم هذه الفضيلة وتأتي إليه فضيلة أخرى مثل الوداعة ثم العفة ثم المحبة فالوصايا كلها لها قانون واحد وقاعدة واحدة وكل هذا لأنك دخلت داخل دائرة المسيح ومن المؤسف أن يكون الإنسان غني ويشعر أنه فقير أو تكون القوة متاحة له ويشعر أنه ضعيف فالقديس الأنبا موسى سُميَ * بالقوي * لأنه قوي في توبته وفي ثباته وفي عزيمته فلا تظن أنك إذا أردت أن تعيش في طريق الله أنك ستجد كل الأمور سهلة ولكن الحروب ستستمر ولقد ظل الأنبا موسى يصارع ولكن بثبات وقوة وظل يحارب لدرجة أنه كان من الممكن أن يذهب إلى أب إعترافه عشرات المرات يشكو نفسه ويشكو عدوه ويفضح ذاته لأنه إنسان وضع في قلبه أنه مهما العدو أغواه فإنه لن يرجع مرة أخرى وهذا هو الثبات المدعوين له نحن أيضاً ففي المسيح يسوع هناك قوة كبيرة تنتظرك وربنا يسوع هو معطي الصالحات وهو كنز الصالحات الذي يعطي لأولاده كل قوة وكل خير فالله يريد أن ينقلنا من إنسان يسلك حسب الجسد إلى إنسان روحي ومن إنسان مهزوم إلى إنسان غالب ولكن كل ما عليك أن تدخل داخل دائرته وأن تحتمي فيه وأن تطلب إسمه باستمرار وأن تتودد إلى الوصية لكي ما تأخذ قوة من فعلها ولكي ما تخترق حياتك وتمجد إلهك الذي أعطاك قوة ونعمة لتنفيذ الوصية ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
29 يونيو 2024

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر باؤنه ( مت ٥ : ٣٤ - ٤٨ )

" وأما أنا فأقولُ لكُم: لا تحلفوا البَتَّةَ، لا بالسماء لأنَّها كرسي الله ، ولا بالأرض لأَنَّها مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، ولا بأورشليم لأنَّها مدينةُ المَلِكِ العظيم. ولا تحلف برأسك، لأنَّكَ لا تقدر أن تجعَلَ شَعرَةً وَاحِدَةً بَيضاء أو سوداء. " بل ليكن كلامُكُمْ : نَعَمْ نَعَمْ، لا لا. وما زادَ على ذلك فهو مِنَ الشَّرِّيرِ. سمعتُم أنَّهُ قيلَ : عَينٌ بعَينِ وسِن بسن. وسن بسن. وأما أنا فأقولُ لكُم: لا تُقاوموا الشَّرَّ، بل مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خدك الأيمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخر أيضًا. ومَنْ أَرادَ أنْ يُخاصِمَك ويأخُذَ ثوبَكَ فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخَّرَكَ ميلاً واحِدًا فاذهب معه اثنين. مَنْ سألك فأعطهِ، ومَنْ أَرادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنكَ فَلا تَرُدَّهُ. سمعتُمْ أَنَّهُ قيلَ: تُحِبُّ قريبك وتُبغِضُ عَدوَّكَ وأما أنا فأقولُ لكُم: أحبوا أعداءكُمْ. باركوا لاعنيكُمْ.أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إِلَيْكُمْ ويطردونكُمْ ، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماواتِ، فَإِنَّهُ يُشرِقُ شَمسَهُ علَى الأشرار والصالحين، ويُمطِرُ على الأبرار والظَّالِمِينَ لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الذين يُحبونكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضًا يَفْعَلُونَ ذلك؟ " وَإِنْ سلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضًا يَفْعَلُونَ هكذا ؟ فكونوا أنتُمْ كاملين كما أنَّ أباكم الذي في السماوات هو كامل ". ناموس المسيح قيل للقدماء ... أما أنا فأقول لكم". الله لم يتغير ، ووصاياه وأحكام فمه هي هي. ولكن الذي يتغير هو الإنسان كان قبلاً عبدًا أما الآن فابن المسيح كان مرفوضًا أما الآن فمقبول ... كان ميتا أما الآن فحي بالمسيح ... كان قبلاً ظلمة أما الآن فنور في الرب. لذلك لم يعد ما قيل للقدماء وهم في حال العبودية يتناسب مع الأبناء المولودين ثانية الذين حررهم الابن فصاروا بالحقيقة أحرارًا. لم ينقض الرب الناموس، حاشا، بل أعطاه كماله ورفع قدر الوصية فصارت تتناسب مع الإنسان الجديد. فإن كانت الوصية في العهد القديم تحكم على الإنسان وتدين انحراف إرادته وتظهر الخطية أنها خاطئة جدا، وتضع أمام الإنسان بشاعة الخطية ناهيه عنها مثل "لا تزن ... فإنسان العهد الجديد ليس فقط ينفر من الزني كخطية بشعة فهذه بديهية، ولكن حتى بذرة الخطية صارت مكروهة... فالدعوة الجديدة لتقديس النظر لأن الداخل مقدس وصار مسكنا لروح القداسة، فالوصية الجديدة جاءت من فم المسيح أن يتحذر الإنسان لنظره ويرفعه دائما نحو السماويات ولا يدع العدو الشرير يخدعه بخداع النظر وتحويل القلب إلى الشهوات القديمة. الوصية الجديدة إيجابية تشجع على حياة الفضيلة ليس بالنهي عن الرذيلة بل بارتفاع الحياة في الفكر والقلب والنظر معًا . قيل للقدماء وهم محصورون في الجسد - أي جسدانيون - أما أنا فأقول لكم كروحيين. القسم: كان كلام الرب في القديم أن تحلف باسم الرب إلهك" لأن الأمم الذين كانوا حولهم كانوا يتعبدون لآلهة كثيرة غريبة - كلها شياطين وكانوا يتبارون في احتفالاتها ونجاساتها وبناء معابدها ونشر أسماءها، لذلك سمح الرب لشعبه أن يحلفوا باسمه، لإظهار اسمه بين الأمم ولكي يظهر أنهم ينتمون إليه تمييزا لهم عن الأمم وآلهة الأمم... أما وقد ظهر أنه ليس إله آخر في السماء وعلى الأرض إلا الآب والابن والروح القدس لذلك قال الرب "لا تحلفوا البتة".أما ما يدور بين الناس في المعاملات، ويتعود الناس على الحلف ليثبتوا كلامهم ويتدخلوا بالأقسام من أجل التصديق فهذا نهى عنه الرب تماما. وضع قانون الكلام لأولاده هكذا "ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا". وهذا مرجعه إلى الروح القدس الساكن فينا والناطق والعامل في حياتنا، مرشدنا إلى جميع الحق، وليس فيه كذب أو شبه ظل دوران ... فإن عشنا بالروح فإن من فضلة القلب والكنز الصالح كنز الروح القدس تخرج الصالحات على شفاهنا ... ويمتلئ لساننا سبحًا ... فلا مجال لكلام بطال ولا لأقسام... بل تصير النعم نعم واللا لا... موزونين بميزان الحق. فإن عاش الإنسان بحسب هذا القانون فإن لغته تظهره أنه إنسان حق وصدق ولا يحتاج إن يبرهن على صدق كلامه لأن الروح نفسه يختم على صدق أقواله في ضمائر الناس جميعًا وصايا الكلام واللسان لا تعالج المظاهر إطلاقا بل تعني بالقلب لأن منه مخارج الحياة من فضلة القلب يتكلم الفم.لذلك يصير الأمر طبيعيًا كلما امتلأ الإنسان بروح النعمة والتضرعات وامتلأ من كلام الصلاة وكلام البركة وصار ينبوع قلبه عذبًا فمن أين يأتي ماء مر كقول يعقوب الرسول فلنجعل الينبوع الذي في الداخل، ينبع إلى حياة أبدية ونعطي للروح القدس أن يعمل فينا بلا مانع من إرادتنا أو عنادنا أو شهوات قلوبنا حينئذ يفيض كقول المزمور فاض قلبي بكلام صالح" فإن كان ثمة وصية للكلام وللسان كمثل باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم" فهى تأتي طبيعية سهلة في حياة أولاد الله الذين امتلأت قلوبهم من نعمة الروح المعزي فلا مكان للعنة أو كلمة نابية أو إساءة إلى أحد، بل كل الكنز صار مباركًا فإن لزم الأمر أن أرد على شاتمي فمن ينبوع الروح القدس في قلبي أرد بالبركة فالفم الذي يُبـــــــارك لا يعرف اللعنة. عين بعين وسن بسن هذا ما قيل للإنسان البشري ... فإن حقق الإنسان ذلك يكون قد ارتفع عن الطبيعة الحيوانية التي تهاجم وتفترس وتبتدئ بالعدوان.أما وقد رفع المسيح من شأن الإنسان حتى دعي ابن الله. فلا يقاوم الشر... بل يغلب الشر.الذي يشتم فيشتم يصير هو والشاتم في ذات المستوى. الذي يشتم فيبارك يبرهن أنه ارتفع عن مستوى الشاتم إلى مستوى البركة ... الإنسان المسيحي لا يتاجر في الشر، ولا يقابل شرا بشر إن جاع عدوك أطعمه وإن عطش اسقه... هذا هو ناموس المسيح، ناموس الخير كل الخير ... يغلب الشر ويهزمه كما يغلب النور الظلام.إنه عمل كمثل إخراج الشياطين. لا يقدر شيطان أن يخرج شيطانا ، فالشتيمة لا تغلب الشتيمة، والغضب لا يغلب الغضب والبغضة لا تغلب البغضة. بل بروح الله نخرج الشياطين بروح الوداعة نغلب الغضب وبروح المحبة نغلب العداوة.المسيح بذل نفسه لأجل الخطاة. البار من أجل الأثمة ليقربنا إلى الله ... هذا هو منهج الحياة في المسيح.فبذل الخد الآخر عمل إرادي لا يسلبه أحد منا عنوة أو يغصبنا عليه ... نحن نقدمه طواعية حبًا في الذي مات عنا. هكذا قدم الشهداء ذواتهم حتى ما كان غير مطلوب منهم فعلوه حبًا في المسيح... لقد صاروا أبعد من الوصايا، وتجاوزوا الميل الثاني والثالث لأن الحب الذي فيهم صار کنار لا تعرف حدود.إن الخضوع لوصايا المسيح وعدم مناقشتها يُظهر أننا أولاد الله، وهذه الوصايا عينها هي التي تفرزنا من العالم وتظهر للجميع أننا فعلاً لسنا من هذا العالم... ولأن أولاد الله مولودون من فوق لذلك فالوصايا جميعها فوقانية عالية أعلى من كل ما في العالم وحين نحيا الوصايا فإنها ترفعنا من مجد إلى مجد.بقي أن نقول للذين يستصعبون وصايا المسيح بحسب فكر العقل البشري إن وصاياه" ليست ثقيلة" هذه شهادة التلميذ الحبيب وأن نير المسيح هين وحمله خفيف"بحسب قول المسيح نفسه فلا تصدق عكس هذا الكلام، الأمر يحتاج إلى مجازفة وتنفيذ دون أن نحسب حسابات ويضعف إيماننا يسوع المسيح قال : الذي يحبني يحفظ وصاياي". المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
28 يونيو 2024

نعمة الستر

من أجمل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يُخاطب بها الله هي «نشكرك» وحسب تقلید کنیستنا، فإن هذه العبارة هي المقدمة التعبدية التي نفتتح بها صلواتنا في كل المناسبات، بعد أن نتلو الصلاة الربانية وعندما وضع الآباء فقرات هذه الصلاة، رأوا بنعمة الروح القدس أن يضعوا في مقدمتها النعم السبع الرئيسية التى يشملنا بها الله في كل يوم وهذه النعم جديرة بالتأمل والتمعن والإحساس القوى بقيمتها،وفعلها فى حياتنا اليومية نشكرك يارب لأنك سترتنا، أعنتنا، حفظتنا، قبلتنا إليك، أشفقت علينا، عضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة عن هذه النعم اليومية يتحدث هذا الكتاب، بتأملات روحية هادفة ومعينة لك عزيزي القارئ. نعمة الستر "لا تدينوا لكى لا تدانوا ، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها ؟ أم كيف تقول لأخيك دعنى أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك؟ يا مرائي، اخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك" (مت ٧ : ١-٥) النعمة الأولى وهى «نعمة الستر»، «نشكرك لأنك سترتنا »إن إحدى الصفات التي نصف بها إلهنا الصالح أنه إلهنا الساتر، وستر الله لا يوجد في مفردات اللغة، فلا توجد كلمات تستطيع وصفه، فالله يستر على جميع البشر ولا يستطيع إنسان في الكون أن يقف أمام الله ويقول له: إنه لا يحتاج إلى الستر فحتى الذين يعيشون في الخطية يحتاجون إلى الستر،وأيضا البعيدون عنه والذين ينكرون وجوده والذين قلوبهم فارغة من أي شيء الله يستر عليهم وأيضا الذي يستخدم لسانه في استخدامات شريرة الله يستر عليه حتى اللص عندما يسرق يقول:ربنا يستر !! وفي التقليد الشعبي عندما تسأل شخصا مختبرا للحياة ماذا تريد من الدنيا ؟!! يجيبك تلقائيا بدون أدنى تفكير الستر والصحة وإن سألته ماذا عن المال والتكنولوجيا، ووسائل الترفيه المختلفة، والسفر و...؟!! يجيبك كل هذا ليس له أية قيمة دون الستر والصحة وإن دققت في الأمر ستجد أن الحياة تختصر في هاتين الكلمتين الستر والصحة ولا أحد في هذا الكون يستطيع أن يحصر عدد المرات التي ستر الله عليه فيها، وداود النبي الذي عاش مضطهدا فترة من حياته يقول: «احفظني مثل حدقة العين بظل جناحيك استرني» (مز ۸:۱۷)، وأيضا يقول: «استرنى من مؤامرة الأشرار، من جمهور فاعلى الإثم» (مز ٢:٦٤). وهناك قصة لطيفة قرأتها :يقول أحدهم كنت أشترى كل يوم من بائع صحف صحيفة الـ «لوموند»، كي أتعلم منها اللغة الفرنسية لكن هذا البائع علمني درسا هو أهم من اللغة الفرنسية، وهو درس العمر كله، فيقول عندما كنت أسأله كل يوم كيف حالك اليوم؟ كان يجيبني: «في نعمة الستر» فأندهش من إجابته!! فسألته في يوم لماذا الستر تحديدا؟!! فأجابني: «لأننى مستور من كل شيء فاندهشت وسألته عن أي ستر تتحدث وقميصك مرقع بألوان شتی!!». فصمت قليلاً ثم قال لي: يا ابنى الستر أنواع فعندما تكون مريضا ولكنك قادر على السير بقدميك فهذا ستر من مذلة المرض عندما يكون في جيبك مبلغ بسيط يكفيك لتنام وأنت شبعان حتى لو كان شبعك هذا من الخبز فقط، فهذا ستر من مذلة الجوع عندما يكون لديك ملابس، ولو كانت مرقعة فهذا ستر من مذلة البرد عندما تكون قادرا على الضحك وأنت حزين لأي سبب، فهذا ستر من مذلة الانكسار عندما تكون قادراً على قراءة الصحيفة التي بين يديك، فهذا ستر من مذلة الجهل عندما تستطيع أن تتصل في أي وقت بأهلك لتطمئن عليهم وتطمئنهم عليك، فهذا ستر من مذلة الوحدة عندما يكون لديك وظيفة أو مهنة، حتى لو بائع صحف تمنعك عن مد يدك إلى أى شخص، فهذا ستر من مذلة السؤال عندما يبارك لك الله في ابنك، وفي صحته وتعليمه وبيته، فهذا ستر من مذلة القهر عندما يكون لديك زوجة صالحة، تحمل معك هم الدنيا ، فهذا ستر من مذلة انكسار الزوج أمام زوجته ثم قال لي: «الستر يا ابني ليس هو ستر «الفلوس»، وإنما ستر النفوس». فتذكر دائما أنك تملك نعما يتمناها ملايين البشر. لماذا يستر الله علينا الله الذي خلقنا واعطانا نعمة الحياة يستر علينا لأنه: واهب الغفران ولانه كلى المحبة ولانه نبع الأبوة. أولا الله واهب الغفران فهو الذي غفر لنا، فمن كان يستطيع أن يغفر خطية الإنسان إلا الله الذي خلقه فيقول الكتاب و الكلمة صار جسدا وحل بيننا، (يو١٤:١) فتجسد الله ثم الصليب والخلاص والفداء كان من أجل غفران خطية الإنسان، ولا يوجد شيء أخر أو إنسان أخر يستطيع أن يغفر خطيئة الإنسان، لذلك الله يستر علينا.ويقول إشعياء النبي "فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالهي لانه قد ألبسني ثياب الخلاص کسانی رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها (إش١٠:٦١) وكلمة كساني، هنا تعبر عن ستر الله على الإنسان وستر الله على الإنسان ياتي منذ الخليفة منذ خطيئة ادم وحواء التي بدأت باللسان وشهوة الطعام "فرآت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها واكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل (تك٦:٣) ودخلت الحية من هذا الباب وانزلق الإنسان وكسر الوصية وفی سفر حزقيال يشبه النفس البشرية بالإنسان الملقي في التراب ويريد من يأتي ويستر عليه فيقول "فمررت بك ورأيت وانه زمنك زمن الحب فبسطت ذیلی عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي (حز٨:١٦) ونلاحظ هنا أن العهد القديم يتكلم عن زمن الأنبياء ولكن بروح النبوة لما هو آت في العهد الجديد، وكآن النفس البشرية في العهد القديم ومنذ أيام آدم. صارت كالإنسان المتروك والملقي في الطريق والتراب وقد فقد كل شيء له حتى صار حاله يرثي له وعبارة "فمررت بك ورأيتك" انه ليس أول من مر بها لأنه قد مر بهذه النفس انبياء كثيرون ثم يقول وإذا زمنك زمن الحب وهذه العبارة تشير إلى زمن حضور السيد المسيح على أرض البشر ويكمل وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد وهذا أشار إلى زمن العهد الجديد وعندما نتأمل في سفر القضاة نجد أنه كلما تعرض شعب بنى إسرائيل لمشكلة يقيم لهم الله قاضيا (مخلصا) ليحل لهم مشكلاتهم ويتوبوا عن خطاياهم. ثم بعد فترة وجيزة يعودون لخطاياهم مرة أخرى فيقيم الله لهم قاضيا آخر، وهكذا .مر على بني إسرائيل عدة قضاة من الرجال والنساء، وكان أخرهم صموئيل النبي وهكذا حياة الإنسان فالله هو واهب الغفران وحينما اقام الرب لهم قضاة كان الرب مع القاضي وخلصهم من يد أعدأئهم كل أيام القاضي لأن الرب ندم من أجل أنينهم بسبب مضايقيهم وراحميهم وعند موت القاضي كانوا يرجعون ويفسدون أكثر من آبائهم" (قض١٨:٢-١٩)ونقرأ عن خطيئة داود النبي مع أمرأة أوريا الحثي."لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر فى عينيه" قد قتلت أوريا الحثى بالسيف واخذت امراته لك أمراة وإياه قتلت بسيف بنى عمون" (٢صم٩:١٢)، وقد تاب داود عن خطيئته كما قال الكتاب "فقال داود لناثان قد اخطأت إلى الرب فقال ناثان لداود الرب ايضا قد نقل عنك خطيتك لا تموت" (۲صم١٣:١٢) وقد رنم لنا داود النبي مزمور التوبة الذي نصلي به دائما في بداية جميع صلواتنا فقال "استر وجهك عن خطايای وامح كل اثامی" (مز٩:٥١)، هذا هو الله واهب الغفران للإنسان وايضا من الأمثلة المشهورة لله واعب الغفران، قصة المرأة الخاطئة في بيت سمعان الفريسي وبينما كان سمعان إنسانا معجبا بنفسه دخلت إلى بيته امراة يعلم الجميع أنها امرأة خاطئة، ثم انحنت وسكبت دموعها على قدمي السيد المسيح وقدمت توبة وهنا انزعج سمعان وقال "لوكان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التى تلمسه وما هي إنها خاطئة (لو٣٩:٧)، ولكن السيد المسيح غفر لها وستر عليها لأنها أحبت كثيرا كما يقول الكتاب "من أجل ذلك أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها أحبت كثيرا والذي يغفر له قليل يحب قليلا" (لو ٤٧:٧) وقد صارت هذه القصة مثالاً لنا، حتى أن الكنيسة رتبت أن تصلي بهذه القطعة في نصف الليل. ثانيا: الله كلى المحبة يقول الكتاب "الله محبة" (١يو٨:٤) فمحبة الله محبة دائمة وفي محبته هذه يستر على نماذج كثيرة من البشر، وقد تحدث مع أشخاص كثيرين وأعلى هذه المحبة، وتجلت هذه المحبة مع أبينا يعقوب، ومع ايليا النبى فمحبة الله فياضة وليس لها حدود ثالثا: الله نبع الأبوة فنحن نصلي ونقول "يا أبانا الذي في السموات".. وعندما نرسم شماسا لكي ما يصير کاهنا ندعوه "ابونا" فكلمة الأبوة هي المفتاح، والله هو نيع الأبوة ونحن نستمد هذه الأبوة منه، فالأبوة في معناها الأصلي هي الستر والحماية واروع مثال في الكتاب المقدس يشرح لنا معنى الأبوة هو مثل الابن الضال وهذا المثل رتبت لنا الكنيسة أن يقرأ في الأحد الثالث من الصوم الكبير لكيما توضح لنا كيف أن هذا الابن الذي أخطأ بكل أشكال الخطايا، عندما عاد وجد أحضان أبية مفتوحة يقول الكتاب "وإذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه.فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله"( لو٢٠:١٥) فتخيل معي هذا المشهد الرائع الأب يستقبل الابن ويقدم له الهدايا من حذاء وخاتم وحلة ويذبح العجل المسمن ولكن الأهم من كل هذا أنه قدم لنا الحضن والقبلة ولم يتأفف منه وهذا هو الستر والحماية.ومن ناحية أخرى نرى موقف الأخ الكبير فاقد الأبوة التي تكلم على أخيه بكلمات رديئة فقال "ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني "(لو ٣٠:١٥) ولعل أخيه لم يكن قد وقع في هذه الخطية "اكل معيشتك مع الزواني" لقد فضح أخاه ولم يكتف بهذا، بل اهان آباه ايضا حينما قال له "أبنك هذا" وكأنة يقول له انك لم تحسن تربية ابنك، لكن الأب بالستر أعاد ابنه إلى رتبته الأولى مثال آخر للستر هو "المرأة السامرية" (يو٤) وهذه القصبة تقرأ على مسامعنا ثلاث مرات في السنة هذه الإنسانة عندما ذكرت في الكتاب سميت باسم بلدها، فقد ستر عليها الله ولم يذكرها بالاسم حتى لا تفضح.وقد كان الحوار معها مليئا بالستر والحماية والرقة والعذوبة وهذا ما جعل هذه الإنسانة التي كانت بعيدة جدا أن تصبح قريبة جدا وقديسة وكارزة لقد ستر عليها رغم أنه كان في هذا الزمان من المفترض أنه لا يتقابل معها أو يتحدث إليها ولكن السيد المسيح دخل إلى أعماقها من خلال الاحتياج "اعطيني لأشرب" (يو٧:٤) ثم بدأ معها حوارا لطيفا قادها إلى التوبة حتى صارة إنسانة كارزة فيقول الكتاب "فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت ألعل هذا هو المسيح"(يو٢٨:٤-٢٩) فالله يستر على الإنسان لانه واهب الغفران وكلي المحبة، ونبع الأبوة. ستر الإنسان على أخيه الإنسان ويأتي لدور الإنسان نحو أخيه الإنسان، فالله يستر على الإنسان صباحا ومساءً، ويستر على الخليقة كلها بحلول الليل، فالليل يمكن أن نسميه الستر العام من الله،وفي الأديرة يصلي الرهبان "صلاة الستار»، وهذه الصلاة عبارة عن مختارات من مزامير الأجبية عبر اليوم كله. يقول الكتاب: "لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها (مت ۳:۷)، فلماذا لا تستطيع أن تستر على أخيك ؟!! ولماذا تريد أن تفضحه ؟!!.. انتبه أيها الحبيب، لأن لسانك هذا قد يضيعك ويفقدك الأبدية، ويقول الكتاب "لا تدينوا لكي لا تدانوا . (مت ۱:۷)، فهذه الآية بالرغم من قلة عدد كلماتها إلا أنها يتوقف عليها مصير الإنسان كله. وهناك قصة وردت في كتب الآباء، على راهب كان يعيش في البرية ولكنه كان غير ملتزم بقوانينه الروحية، وفى يوم نياحته وحسب عادة الرهبان اجتمع حوله الآباء لكيما يأخذوا العبرة والمنفعة. وكانت المفاجأة أنهم قد وجدوه مبتسما !! فسألوه كيف تكون مبتسما وقد كنت مقصرا في قوانينك الروحية؟! فأجابهم إني أعلم أنى كنت مقصرا في حياتي الروحية، ولكني قد التزمت بآية واحدة فقط وهي: "لا تدينوا لكي لا تدانوا " فعندما أتى الملاك وأراد محاسبتي، قلت له كيف يكون هذا وأنا لم أدن أحدا من يوم رهبنتي ؟!! فعندما سمع الملاك هذا الكلام تركه ومضى. أمثلة لستر الإنسان على أخيه الإنسان أولاً ستر خصوصيات الآخر إن كل إنسان له عائلة .. وأصدقاء.. ومعارف.... وأقارب.. وأولاد.. وإلخ، ولكن ليس معنى هذا أن له الحق في كشف خصوصيات الآخر ونقل أخباره، والأغرب من هذا أننا قد نجد شخصا يتحدث عن نية شخص ما !! أو يتخيل ما يدور في تفكير اخر بالنسبة لأمر معين!! وهنا أسأل نفسك أيها الحبيب، هل تعرف كيف تستر على خصوصيات الآخر؟! لذلك دائما ما ننصح الأزواج حديثى الزواج أن يحافظوا على خصوصياتهم، ولا يتحدثوا عما يدور بينهم إلى الآخرين، حتى ولا إلى والديهم حتى لا تسوء الأمور أو ينهار البيت. وهذا أمر مهم جدا في كيان وبناء الأسرة، فليس كل ما تسمعه لك الحق في الحديث عنه، فيقول الكتاب "لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" (مت ۳۷:۱۲) ومن أمثلة ذلك المرأة التي أمسكت في ذات الفعل (يو ۸)، وقد تجمع الناس من حولها وأرادوا رجمها ونسوا خطاياهم !! أما السيد المسيح فعالج الأمر بمنتهى الستر، فيقول الكتاب: "وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض" (يو ٦:٨). يقول بعض الآباء إن السيد المسيح كان قد انحنى، لكيما يكتب بعض خطايا الراجمين وعندما قرأ كل واحد منهم خطيئته، أنزل الحجارة إلى الأرض ومضى!! وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم، خرجوا واحدًا فواحدًا مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين (يو٨ :٩)، وهنا قال يسوع للمرأة: "يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك أما دانك أحد فقالت: لا أحد يا سيد. فقال لها يسوع ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي أيضا (يو: ۱۰-۱۱). ثانيا: حفظ خصوصیات سر الاعتراف سر الاعتراف هو أحد الأسرار الرئيسية في حياة كنيستنا ، وهو يضبط ميزان ومسار الحياة الروحية للإنسان، وهو أيضا يضبط الطريق الروحي للإنسان، فأب الاعتراف هو بمثابة الكاهن والرفيق والمرشد، وهو الذي يوضح الطريق للمعترف.وكل ما يسمعه الكاهن في سر الاعتراف يجب أن يحفظ تماما والكاهن الذي يفشي أسرار الاعتراف يستوجب العقاب، ولكن قد يتخيل شخص ما، أن الكاهن قد أفشى سر اعترافه لأنه قد سمعه يقص قصة مقاربة لاعترافه في إحدى عظاته، رغم أن الأب الكاهن يكون قد سرد هذه القصة بدون أية تفاصيل!! فسرية سر الاعتراف وخصوصياته هي إحدى صور الستر. ولذلك ممارسة سر الاعتراف من أصعب الممارسات التي يمارسها الكاهن، لأنه تتجمع عنده أحوال وخصوصيات آخرين ولا يستطيع أن ينطق بحرف وأحياناً يكون الكاهن في مأزق خطير جدا عندما يسأله أحد عن شخص يريد الارتباط به!! وهنا أنصح الكاهن أن يتحلى بالحكمة دون أن يفشي أي سر لا من بعيد ولا من قريب، فاستر على غيرك ما دمت محتاجا إلى الستر. وهناك قصة لطيفة نحكيها للأطفال: وهي عن أم دائما ما كانت تقول لابنها عن إحدى جاراتها إنها «بوشين" !! وفي أحد الأيام حضرت هذه الجارة لزيارة الأم، وهنا بدأ هذا الابن في الدوران حول كرسى هذه الجارة!! فسالته الجارة ماذا تفعل يا ابني ؟!! فأجابها الطفل إنى أبحث عن وجهك الآخر، لأن ماما تقول إنك "بوشين" !! فهذه الأم لم تستر على جارتها، فحتى إن كانت هذه الجارة بهذه الصفة كان يجب عليها أن تستر عليها، حتى لا يتعلم ابنها منها هذا التعليم الخاطئ والكتاب يقول: «اعطوا تعطوا كيلاً جيدًا ملبدا مهززوا فائضا يعطون في أحضانكم لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو ٦ : ٣٨). كيف نقتني فضيلة الستر؟ أولاً :- تذكر ستر الله لك إن الله يستر علينا في مواقف عديدة وفي سقطات كثيرة وفي خطايا مختلفة وأتذكر أننى أثناء خدمتى قبل البطريركية طلب منى أن أذهب إلى شخص كبير في السن ومريض، لكيما يتناول من جسد الرب ودمه، وبالفعل ذهبت إليه، ولكن قبل أن يأخذ التناول طلب منى أن يعترف. وكانت أول كلماته أن الله ستر عليه في خطايا كثيرة، منذ أن كان عمره تسع سنوات ثم بدأ يسرد هذه الضعفات والخطايا وبعد يومين من اعترافه انتقل من هذا العالم !! فالله يستر علينا جميعا، ومن لا يشعر بستر الله هو إنسان جاحد. ثانيا : تعلم أن تحب الآخرين تعلم أن تحب الآخر مهما كان يحمل من ضعفات، حب الجانب الحلو الذي في الإنسان، فأي إنسان به جانب حلو وجانب سيء، فانظر إلى الجانب الجيد فيه، فالسيد المسيح عندما تحدث مع زكا العشار اهتم بجزء صغير، وهكذا فعل مع السامرية. وأيضا مع اللص اليمين اهتم بالكلمة الجيدة التي قالها : اذكرني يارب متى جنت في ملكوتك (لو ٤٢:٢٣)، واعتبرها توبة.. أو صلاة.. أو حياة جديدة.. لقد ركز السيد المسيح في هذه العبارة، ولم يركز في باقي الأخطاء السابقة، والقديس بطرس الرسول يقول: ولكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة، لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا (١ بط٨:٤). والقديس مار أفرام السرياني يقول: التلذذ بعيوب الآخرين يدل على أننا ممتلئون بغضة.والقديس مكاريوس الكبير يقول: يا أخي أحكم على نفسك قبل أن يحكموا عليك وهنا نتذكر قصة القديس الأنبا موسى الأسود، عندما طلبوا منه أن يحضر محاكمة أحد الرهبان امتنع في البداية ولكن مع إصرار الآباء على حضوره أطاع وحضر، ولكنه دخل إليهم وهو يحمل على ظهره شوالاً من الرمل!! فسأله الآباء ما هذا يا أبانا ؟!! فأجاب هذه خطایای تجری وراء ظهري، وقد أتيت اليوم لأحكم على غيري !! وهذا ما يجب أن نتعلمه کی ما نعيش به ونغير من سلوكنا، ولنعلم جيدا أن الذي يريد أن يسير في طريق السماء، يجب أن يتحلى بنعمة الستر على الآخرين، لأنه هو أيضا يتمتع بستر الله عليه. ثالثا : تعلم ألا تدين غيرك وهنا قد يتساءل البعض: إذاً، لماذا يوجد مجالس تأديب؟! نجيب أن هذا نظام في إدارة العمل، ولكن ما نريد أن نتحدث عنه هنا هو الإدانة على المستوى الشخصي وفي علاقاتنا الاجتماعية والشخصية والأنبا أنطونيوس يقول: «لا تدن غيرك لئلا تقع في أيدى أعدائك». بمعنى أن الذي يدين إنساناً على خطية ما، يأتي اليوم الذي يقع فيه، في نفس الخطية التي أدان عليها . وأيضا يقول أحد الآباء: "إذا أدنا أنفسنا لا يبقى لنا وقت لندين فيه الآخرين".وكما يقول أحد القديسين: "ليس هناك أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء". فالعبارات كثيرة جدا في موضوع الستر، لكن خلاصة الأمر أنك عندما تصلى صلاة الشكر في كل مرة، يجب أن تصلى وتقول أشكرك يارب لأنك سترت حياتي في الماضى وفى الحاضر سترت على أسرتي الكبير فيها والصغيرسترت على أصدقائي سترت على خدمتي سترت على كنيستي سترت على مجتمعي والستر يشتمل أيضا الحفاظ على خصوصيات الوطن الذي نعيش فيه، لذلك نسمع أحيانًا خبرا أن شخصا ما ، تم اتهامه بالخيانة العظمى وهذا يعنى أنه أفشى أسرار وطنه!! لذلك يجب على كل إنسان أن يضع حسابا لكل كلمة ينطق بها فنعمة الستر نعمة غالية جدا، حاول أن تشعر بها ، وتذكر دائما عدد المرات التي ستر الرب عليك فيها، وحاول أن تستر على كل من تعرفهم، وكل من هم حولك وتعلم هذه الفضيلة في حياتك كل يوم. قداسة البابا تواضروس الثاني عن كتاب نشكرك لأنك
المزيد
27 يونيو 2024

بدعة أريوس ج1

بدعة أريوس إنتشرت البدعة الأريوسية فى أوساط مكة وقريش قبل الإسلام وقالوا أن الله سابق للإبن أى سابق لزمان كلمة الله فيكون المسيح إله مخلوق من إله أكبر هرطقة آريوس: حول طبيعة المسيح كان اريوس ينكر لاهوت المسيح ويرى أنه أقل من الآب في الجوهر وأنه مخلوق ومازالت جذور الاريوسية قائمة حتى الآن حتى بعد أن شجبها مجمع نيقي ة المسكونى سنة 325 م ظل اريوس والاريوسيين من بعده سبب تعب وشقاق وشك للكنيسة المقدسة بدعة آريوس اتخذت الآريوسية اسمها من الكاهن المبتدع آريوس كان ليبيّ المنشأ، وتعلّم في مدرسة انطاكية لدى لوكيانوس الشهير، ثم انتقل إلى مصر حيث رُسم كاهناً سنة 310، وأصبح خادماً لإحدى كنائس الإسكندرية،وبسبب تعاليمه المناقضة للإيمان القويم، حرمه مجمع محلّي عُقد في الاسكندرية سنة 320 برئاسة الاسكندر أسقف تلك المدينة، فالتجأ الى نيقوميذية حيث كان أسقفاً صديقه أوسابيوس المؤرخ، وألّف هناك، لنشر تعاليمه، كتاب "الوليمة"،وهو مزيج من النثر والشعر والأناشيد الدينية الشعبية وانتشرت أفكاره وتعاليمه في مختلف كنائس الشرق والغرب،وانقسم المسيحيون بين مساند له ومناوئ. فالتأم في نيقية سنة 325 المجمع المسكوني الأول وحرم بدعته، فنفاه عندئذ الامبراطور قسطنطين، إلاّ أنّه عاد فعفا عنه بعد بضع سنوات لكن اثناسيوس أسقف الاسكندرية رفض استقباله، فحصل له أتباعه أن يلتحق بإكليروس القسطنطينية، إلاّ أنه توفي سنة 336 قبل دخوله المدينة. ولد اريوس فى ليبيا 270م درس الكثير من العلوم ثم جاء الى الاسكندرية والتحق بمدرستها اللاهوتية . نبغ فى دراسته حتى تكبر وسعى لنوال الكهنوت وحاول الانضمام الى ملاتيوس اسقف اسيوط وحرضة على العصيان على القديس بطرس خاتم الشهداء . لكنه ادرك انه بهذا لم يصل للدرجات الكهنوتية فترك ملاتيوس وتصالح مع البابا بطرس تم رسامته شماسا ثم قسا 306 م بدعة اريوس: انكر اريوس لاهوت السيد المسيح وادعى انه مخلوق وغير مساو للاب فى الجوهر وبدا اريوس فى نشر ضلاله حتى بعد البابا بطرس وجاء البابا الكسندروس وتم عقد مجمع لمناقشة بدعة اريوس . المجمع النيقى وقراراته: قرر المجمع وضع قانون الايمان النيقى نسبة الى البلد التى انعقد المجمع فيها وهى (نيقيه) وبعد الفصل فى قضية اريوس تم الفصل فى باقى القضايا من حيث تحديد يوم عيد القيامه ومشكلة معمودية الهراطقة . مجمع نيقية انعقد 325م بدعوة من الامبراطور قسطنطين الكبير وحضره 318 اسقفا ووضع قانون الايمان و20 قانون لسياسة الكنيسة . اولا: مقدمة عن بدعة أريوس 1. الاريوسية هى بدعة ظهرت فى القرن الثالث الميلادى وبالتحديد عام 318 م على يد كاهن بالإسكندرية يدعى اريوس فى عهد البابا الكسندروس البابا ال19من بابوات الكرسى السكندرى. 2. بدعة اريوس تنحصر فى قضيتين بخصوص طبيعة السيد المسيح الإلهية (الابن) وهم: أ- إن الابن ليس أزليا مع الأب. ب- إن الابن كائن مخلوق. إنّ تعاليم آريوس يمكن إيجازها في النقاط التالية: أ) إنّ الله واحد أحد، أزلي غير مولود، وكل ما سواه من الكائنات مخلوق من العدم بإرادته الحرة. ب) إنّ الكلمة كائن وسط بين الله والخلائق؛ فالله قد خلقه من العدم قبل سائر الخلائق، ثم أعطاه أن يخلق جميع المخلوقات؛ لذلك نستطيع أن ندعوه إلهاً، فهو إله ثانٍ أدنى من الله. وهذا التمييز بين الإله الأول والإله الثاني، استقاه آريوس من الفلسفة الأفلاطونية. ج) كذلك نستطيع أن ندعو الكلمة "ابن الله" أو "مولوداً من الله"، الاّ أنّ تلك البنوّة الالهية ليست في الواقع إلا تبنّياً. فالكلمة ليس من جوهر الله، إنما تبنّاه الله منذ خلَقه، استباقاً لاستحقاقاته. وفكرة التبنّي هذه أخذها آريوس عن بولس السميساطي. د) إنّ الكلمة، بما أنّه مخلوق، فهو معرّض من طبيعته للخطيئة، لكنه في الواقع استطاع أن يحيا حياة قداسة وكمال ولم يسقط قط في الخطيئة. فهو أدنى من الله، ولكنه أقدس جميع الخلائق، ولا يمكن أن يُخلق كائن أعلى منه. ه) إنّ الروح القدس هو أوّل خلائق الكلمة، وهو أيضاً ليس من جوهر الله. الفكر الاريوسى بخصوص طبيعة السيد المسيح (الابن): 1- آن الابن ليس أزليا مع الأب وقد بنوا هذه النظرية على: التمسك الشديد على وحدانية اللة وحدانية مطلقة وان هناك هوة عظيمة لا نهائية تفصل بين اللة والناس،ولقد أراد اللة ان يخلق العالم ولكنة بمقتضى طبيعته لايمكنة آن يخلق الكون المادى مباشرة ولذلك فقد خلق اللوغوس لهذا الغرص بصفته ابنا له. 2- أن الابن كائن مخلوق وقد بنوا نظريتهم على فكرتين: أ-أن كان المسيح ابن اللة فهو متأخر فى الوجود عن اللة. ب-أن الأب منفرد انفرادا تاما، كما أنة روحاني روحانية مطلقة وذلك يتعارض مع آن يكون أن الابن قد وجد من جوهر الأب وانما وجد بعملية خارجية محدودة او بفعل صادر عن إرادة الأب،وعلى ذلك فلقد كان الأب وحدة هو الموجود أولا ثم بعد ذلك اوجد الابن من العدم.وعلى هذا الأساس بنى الاريوسين عقيدتهم فى المسيح وساقوا فى تأيد عقيدتهم كل نصوص الكتاب المقدس التى تبدوا أنها تضمن اعتباران عقيدتهم. ولهم منهج ثابت فى التفكير وهو: 1- إخضاع علوم اللاهوت لعمليات التفكير الفيزيقي الرياضي 2- تفسير الكتاب المقدس تفسيرا نقديا 3- تحويل علم اللاهوت الى علم بالمصطلحات والمواصفات الفنية أى اصبح علم يمكن استنباطه فى القياس وما لايمكن استنباطه. 4- إخضاع المسيحية للمنطق والفلسفة. وللاريوسية أخطارها ومضارها العقيدية: 1- تصور اللة تصورا خاطئا. 2- إنكار الوحي الإلهي. 3- إنكار معرفة الابن معرفة جوهرية عن الأب. 4- هدم عقيدة الفداء والكفارة. ثانيا: طرق مواجهتها من الكنيسة 1- انعقد مجمع مكانى عام 321 م بمدينة الاسكندرية لمحاكمة اريوس والرد على بدعته أعلنوا تجريدة من الكهنوت. 2- وانعقد مجمع مسكونى فى نقية عام 325 م من 318 أسقفا أى سدس أساقفة العالم المسيحى أن ذاك وقد اقر المجمع مايلى: قانون الأيمان الذى وضعة اثناسيوس شماس البابا الاكسندروس السكندرى ينص على: بالحقيقة نؤمن باله واحد الله الاب ضابط الكل خالق السماء والارض مايرى وما لايرى نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود قبل كل الدهور نور من نور اله حق من اله حق مولود غير مخلوق واحد مع الاب فى الجوهر الذى به كان كل شيى الذى من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تانس وصلب عنا فى عهد بيلاطس البنطى تألم ومات وقبر وقام من بين الاموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب وصعد الى السموات وجلس عن يمين أبيه وأيضا يأتى فى مجده ليدين الاحياء والاموات الذى ليس لملكه انقضاء. ثم حرم اريوس ونفيه. 3- وقد صدر سنة 428 م فى عهد ثيودسيويوس الثانى قانونا يقضى بستئصال الاريوسية فى كل انحاء الامبراطورية الرومانية ثالثا: الكنائس التى تؤمن بالبدعة الاريوسية 1- المشكلة الاريوسية لم تنته بذلك وصارت لها ذيول أزعجت الكنيسة وقتا طويلا بعد مجمع نيقية،وقد امتدت الاريوسية حتى ألان بطرق عديدة نذكر منها: أ- تأليف الاغانى الشعبية لنشر بدعتهم فى كل مكان منذ القرن الرابع الميلادى، ب- رواج البدعة بتأثير اليهود لان عقلية اليهود يمكنها تقبل الأفكار الاريوسية لما فيها من قوة الاعتقاد فى وحدانية اللة وإنكارها لاهوت السيد المسيح 2- وبقت لها زيول فى اسبانيا والولايات الجرمانية حتى القرن السادس. 3- السيطرة على كراسي الاسقفيات الهامة برسامة أساقفة تتبع العقيدة الاريوسية ونجحوا هذه السياسة نجاحا تاما فى بلاد الشرق الأقصى وشمال العراق حتىظهور النسطورية وسيطرتها على تلك الكنائس. 4- حاليا ظهرت بشكل جديد فى القرن التاسع عشر الميلادى فى شكل طائفة بروتستانتية تدعى شهود يهوة وتنشر الفكر الاريوسى فى كل العالم المسيحى رابعا: الكنائس التى لا تؤمن بالبدعة الاريوسية أ-جميع الكنائس الرسولية وهم: 1-عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية اللاخلقيدونية القديمة 2-عائلة الكنيسة الارثوذكسية الشرقية الخلقيدونية 3-عائلة الكنيسة الكاثوليكية الغربية الخلقيدونية ب-جميع الكنائس البروتستانتية فى العالم وللحديث البقية
المزيد
26 يونيو 2024

الآباء الرسل

صوم الرسل: نحن الآن نصوم صيام الرسل، وبمناسبة صوم الرسل أود أن أكلمكم عن الآباء الرسل وصوم الرسل كان أول صيام صامته الكنيسة المسيحية لأن الرسل صاموا هذا الصيام ولكن هو ليس أهم صيام هو أول صيام من جهة التاريخ، لكن ليس أهم صيام أهم صيام في الكنيسة الصوم الذي صامه السيد المسيح نفسه (الأربعين المقدسة وإسبوع الآلام ويتبعهم الأربعاء والجمعة). السيد المسيح هو الذي اختار الآباء الرسل: أول شيء يجب أن تعرفوه عن الآباء الرسل أن السيد المسيح هو الذي اختارهم بنفسه وقال لهم: "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ" (إنجيل يوحنا 15: 16) وهذا يرينا أن الوظيفة الكهنوتية تكون باختيار الرب "لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم" "وأرسلتكم لتصنعوا ثمرًا ويدوم ثمركم" (وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ) فجميعهم كانوا مختارين من الرب. تباين الصفات الشخصية للرسل: وقد اختارهم الله من نوعيات مختلفة ومتعددة، اختار يوحنا الحبيب الرقيق الذي يتكئ على صدره، واختار بطرس الرسول الشديد الذي يتدخل في كل مناسبة ويتكلم سواء كان كلامه خطأ أم لا مثلما حدث عندما قال السيد المسيح للتلاميذ: "كلكم تنكرونني هذه الليلة" (كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ) (إنجيل متى 26: 31؛ إنجيل مرقس 14: 27)، فتدخل بطرس وقال: "أبدًا ولو أدى الأمر أن نموت معك" كان بطرس يتكلم بحماس وكلامه حلو ومرة أخرى عندما قال السيد المسيح: "من يقول الناس أني أنا؟" فرد بطرس قائلًا "أنت المسيح ابن الله الحي" فقال له السيد المسيح: "طوباك يا سمعان"وفي مرات أخرى عندما قال السيد المسيح: "سيقبِض علي رؤساء الكهنة وغيرهم، ويقتلونني وفي اليوم الثالث أقوم" فرد بطرس سريعًا: "حاشاك يا رب" "لن يحدث هذا أبدًا" فرد عليه السيد المسيح: "اذهب عني يا شيطان أنت تفكر فيما للناس وليس فيما لله" (اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ) (إنجيل متى 16: 23؛ إنجيل مرقس 8: 33). أي أن السيد المسيح اختار هذا الرجل القوي المندفع الذي أحيانًا يكون على حق في كلامه وأحيانًا يخطئ واختار يوحنا الهادئ الناعم. واختار توما الشكاك الذي قال: "لا يمكن أن أصدق إلا عندما أضع إصبعي مكان المسامير". أي اختار أنواع مختلفة من الناس. منهم أيضًا يهوذا الخائن. واختار أيضًا أناس ضعفاء مساكين صيادي سمك. لذلك بولس الرسول قال كلمة عجيبة في هذا الأمر حيث قال: "اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 27).. أي الله اختار أناسًا بسطاء.. ويقصد بذلك، أنه إذا كانوا جميعًا حكماء ربما إذا تكلموا كلام حكمة سَيُقَال أن هذا الكلام منهم؛ لكن إذا كانوا بسطاء وتكلَّموا هذا الكلام العميق، سيَعْلَم الناس أن هذا الكلام من الله وليس منهم. الرسل يمكن تقسيمهم لثلاثة فرق: أولًا: الاثنى عشر رسولًا. ثانيًا: السبعون رسول الذين اختارهم السيد المسيح بعد ذلك. الذين منهم مارمرقس، ومنهم لوقا الإنجيلي، ومنهم برنابا،... إلخ. أيضًا يضاف للرسل فيما بعد النوع الثالث. ثالثًا: شاول الطرسوسي الذي كان مضطهدًا للكنيسة وأصبح عمود من أعمدة الكنيسة. وإلى جوار الناس الذين كانوا بسطاء في تعليمهم مثل مار بطرس ومار يوحنا كان أيضًا من ضمن الرسل من كان لهم ثقافة كبيرة. خاصة من الرسل السبعين. فمرقس الرسول يقال عنه أنه كان مثقفًا جدًا وكان إلى جوار اللغة العبرانية التي يتقنها يعرف أيضًا اللغة اليونانية ويعرف أيضًا اللغة اللاتينية لغة الرومان. ولذلك في بعض كتب الكاثوليك يقولون أن مرقس كان يترجم لبطرس لأن معرفته كبيرة باللغة. ولوقا كان طبيبًا وكان رسامًا أي له في الناحية الفنية وله في الناحية العلمية. الرسل أحبوا السيد المسيح محبة فائقة جدًا: هؤلاء الرسل كانوا يحبون السيد المسيح محبة فائقة جدًا.. وأكبر دليل على هذه المحبة أن بطرس الرسول قال له: "هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ" (إنجيل متى 19: 27؛ إنجيل مرقس 10: 28؛ إنجيل لوقا 18: 28). فقد رآهم السيد المسيح وهم يصطادون في السفينة وقال لهم: "هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ" (إنجيل متى 4: 19؛ إنجيل مرقس 1: 17) فتركوا السفينة وتركوا الشباك وتركوا الدنيا كلها وساروا ورائه. أيضًا هذا يذكرنا بإبراهيم أب الآباء عندما قال له الله "أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك وتعال معي إلى الجبل الذي أريك إياه هناك أجعلك شعبًا" (اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً) (سفر التكوين 12: 1)، وفعلًا ترك أهله وترك عشيرته وترك بيت أبيه وذهب وراء الرب. كانوا يحبون الرب جدًا وتركوا كل شيء من أجله هذا يعطينا فكره عما يجب أن يكون عليه الرعاة، فعندما نختار أحدهم للكهنوت لا يجب أن يتكلم فيما يخص السكن والعائلة والماديات وما يكفيه وما لا يكفيه. بل يتمثل بالرسل الذين تركوا كل شيء وتبعوه. الرسل تسلموا العقائد واللاهوتيات والطقوس من الرب يسوع : وهؤلاء الرسل الذين تبعوا السيد المسيح أمضوا فترة إعداد خدام أكثر من ثلاثة سنوات. ففترة خدمة السيد المسيح على الأرض كانت أكثر من ثلاثة سنين. وقد ساروا وراءه في الثلاثة سنوات، يسمعون عظاته ويروا معجزاته ويروا مواقفه مع الأعداء والمؤيدين يلاحظوا كل شيء. فكانت فترة تدريب قوية جدًا مع المسيح، ومع ذلك المسيح لم يكتفي بها. فبعد القيامة مكث معهم أيضًا أربعين يومًا يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله.أي كل ما لدينا من عقائد ولاهوتيات وطقوس تعلمها التلاميذ في فترة الأربعين يوم ونقلوها إلينا. نقلوها إلينا بأن السيد المسيح قال لهم إكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها وعمدوهم وعلموهم جميع ما أوصيتكم به. لذلك الرسل فيما كتبوا لنا كانوا يعلموننا ما قاله السيد المسيح لهم. القوانين التي وضعها الآباء الرسل: من المؤكد أنكم قرأتم الإنجيل والرسائل لكن هناك أمر آخر أيضًا هو القوانين التي وضعها الآباء الرسل. ومنها الدسقولية وهي تقع في 38 باب عن الرعاية من كل جوانبها. وأيضًا قوانين الرسل حيث أصدر الرسل 127 قانون في كتابين أحدهما به 71 قانون والآخر به 56 قانون. هذه القوانين نشرت في مجموعة باترولوجيا أورينتاليس The Patrologia Orientalis أي "أقوال الآباء الشرقيين". هناك أناس كثيرين ممن يتكلمون عن الكنيسة والقوانين لم يقرأوا هذه ولا تلك، (وينطبق عليهم المثل القائل: إللّي على البَرّ عوَّام)! كانت قلوبهم متفتحة وعقولهم متفتحة وكلها مُرَكَّزَة في الربَ وفي وصاياه. وأيضًا طوال مدة إعدادهم كانوا متفرغين تفرغ كامل للسير وراء الرب أما حاليًا، فأرى الكثير من الخدام لم يتم إعدادهم للخدمة بطريقة سليمة. وأحيانًا ينحرفون في تعاليمهم وينحرفون في تصرفاتهم. وسيكون لنا معهم موقف ليتعلموا ويفهموا، وإذا لم يتعلموا فليمضوا بسلام! تبعوه وتركوا كل شيء: هناك شيء جميل فيمن تبعوا السيد المسيح: أنهم تبعوه وتركوا كل شيء. كما قيل عن إبراهيم أبو الآباء أنه سار وراء الرب وهو لا يعلم إلى أين يذهب. والرسل عندما ساروا وراء السيد المسيح لم يكن له بيت، فقد كان يسير من بلد إلى بلد، ومن حقل إلى حقل، ومن مدينة إلى مدينة.. ويقول عنه الكتاب: "لم يكن له أين يسند رأسه" (فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ) (إنجيل متى 8: 20؛ إنجيل لوقا 9: 58). ولم يسأله الرسل أين سنذهب، فهذا لا يهتمون به، بل المهم أنهم يمشون وراءه.. وكان عندهم الإيمان بأن كل شيء سيكون كما ينبغي أن يكون. سندتهم قوة الرب يسوع: وبهذا الشكل أخذ الرسل قوة كبيرة. قوة من معاشرتهم للرب وقوة من مساندة الرب لهم. فكانوا يتكلمون ويسند الله كلامهم بالمعجزات، كما ورد في آخر إنجيل مارمرقس ومن قوة الآباء الرسل نجد أن عظة واحدة قالها القديس ماربطرس آمن بها 3000 واحد من اليهود، وتَعَمَّدوا في ذلك اليوم كما ورد في سفر الأعمال إصحاح اثنين من آية 38. ويقول الإنجيل: "وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو" (سفر أعمال الرسل 6: 7). وبعد أن كانوا يعلِمون في أورشليم بدأوا يُعَلِّمون في السامرة وفي كل مكان. والسيد المسيح قال لهم: "متى حل الروح القدس عليكم حينئذ تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية وفي السامرة وإلى أقصى الأرض" (مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ) (سفر أعمال الرسل 1: 8) هذه هي القوة التي كانت عند الآباء الرسل. ليس فقط عند الاثنى عشر رسول. فمار مرقس عندما جاء مصر كان فيها عبادات لا تحصى، العبادات الفرعونية الكبيرة، والعبادات اليهودية (فقد كان في اثنين من أحياء الإسكندرية عبادات يهودية)، والعبادات اليونانية التي انتشرت من بعد الإسكندر المقدوني وخلفائه من البطالمة وأيضًا عبادات رومانية منذ بدء الحكم الروماني على مصر من عهد اكتاڤيوس قيصر (أكتافيوس) واستمروا في الحكم حتى الفتح الإسلامي، أي كان هناك عبادات كثيرة.. وكان مارمرقس لا يملك شيئًا، ولكنه استطاع بنعمة الله أن يحوِّل الإسكندرية إلى بلد مسيحية قبل أن ينال إكليل الشهادة. جماهير كثيرة كانت تتبع الإيمان ومن ضمنهم الكهنة أيضًا اليهود. ومَنْ يدرس تاريخ الكنيسة منكم في العصر الرسولي يرى عجبًا. حيث كانوا ينادون باسم المسيح فيمنعهم الكهنة ورؤساء الكهنة ويحذروهم من نطق اسم السيد المسيح، فيرد عليهم بطرس الرسول ويقول "يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (سفر أعمال الرسل 5: 29) وهذه العبارة نرددها باستمرار ونؤمن بها كانت سمة الكنيسة في العصر الرسولي هى سمة الانتشار على الرغم أنه كان هناك حكام في منتهى العنف مثل نيرون وحتى القرن الرابع، حيث كان هناك دقلديانوس وبعض الولاة في مصر في منتهى العنف، مثل أريانوس والي أنصنه ولكن المسيحية وقفت ضد كل هذا قوية بمعونة الله لها. لولا الرسل ما كنا نعرف الإيمان وما كنا مسيحيين: أقول بعد كل هذا أن الرسل كان لهم فضل كبير علينا ولولاهم ما كنا نعرف الإيمان، وما كنا صرنا مسيحيين ومع ذلك يَنْدُر وجود كنائس على أسماء هؤلاء الرسل! فقليل جدًا الكنائس التي تحمل اسمهم ففي القاهرة توجد كنيسة البطرسية، والمفروض أنها على اسم بطرس الرسول. وأحيانًا تكون كنيسة على اسم بولس وبطرس ومارمرقس ولكن أين الباقين؟! يَندُر وجود كنائس على أسماء باقي الرسل الإثني عشر. الرسل سلمونا التقليد الكنسي كما تسلموه من الرب يسوع: الرسل سلموا إلينا جميع التفاصيل. فلو سأل أحدهم: أين في الإنجيل تفاصيل ما يحدث في التناول أو المعمودية؟ فأجيب: الإنجيل كان يقدم الخلاص للناس، أما تفاصيل الطقوس فأعطاها الرب للرسل، والرسل هم الذين سَلَّموها إلينا ومن هنا نشأت التقاليد الكنسية، وبها نتمثَّل بالرسل، ونعمَل كما عمل الآباء الرسل مثلًا الإنجيل يقول: ترسم قسوس. مثلما أرسل القديس بولس لتلاميذه برسامة قسوس. ولكن كيف نرسم القسوس، هذه لا تُذكَر في الإنجيل لأنه ليس كتاب طقوس. ولكنه كتاب المبادئ الأساسية السامية. أو يسأل شخص: ما الآية التي توصي بعدم شرب السجائر؟ فأقول له: الإنجيل لم يدخل في هذه الأشياء الصغيرة، ولكنه قال لنا: كل شيء يضرك أو يضر غيرك لا تفعله. كل شيء يسيطر على حريتك وإرادتك وتُسْتَعبَد له لا تسير فيه.. هذه هي المباديء العامة التي يدخل ضمنها أشياء كثيرة لن أستطيع حصرها. لكن المبدأ موجود في الإنجيل، بينما التفاصيل تُرِكَت لنا وسبق أن كلمتم كثيرًا في هذا الموضوع. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
25 يونيو 2024

القديس بولس الرسول ج1

نشأته وإيمانه بالسيد المسيح .. + وُلد شاول لأب يهودى من سبط بنيامين في طرسوس كيليكية التي تقع فى تركيا حالياً والتى كانت مركزا فلسفياً هامًا بعد أثينا والأسكندرية، ومن عائلة غنية وكان أباه حاصل على الجنسية الرومانية ودُعي اسمه شاول أي المطلوب . وهناك قضى طفولته حتى صار يافعًا وبعد أن تعلم اليونانية واللاتينية وثقافة بلده جاء إلى اورشليم ليتعلم الناموس كفريسي مدقق عند قدمى أعظم معلمى عصره " غمالائيل " ودرس العهد القديم والتقليد اليهودى مما أهَّله للتبشير بين اليهود والأمم وتعلم حرفة صنع الخيام كما يأمر التلمود " فإن من لا يعلم ابنه حرفة فإنه يقوده للسرقة" وقد اعتمد على حرفته هذه كعمل اليدين له فى بادية الشام وأثناء تنقلاته حتى لا يكون ثقلاً على أحد { أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان} (أع 20 : 34). وهكذا دعى الخدام للتعلم منه فيما بعد { في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ} (اع 20 : 35). + كان أولاً مضطهِداً لكنيسة الله { واضطهدتُ هذا الطريق حتى الموت مقيِّدًا و مسلمًا إلى السجون رجالاً ونساء (اع 22 : 4){ أنا الذي لست أهلاً لأن اُدعىَ رسولا لأني اضطهدتُ كنيسة الله }(1كو 15 : 9) . شَهد فى أورشليم استشهاد القديس استفانوس وكان حارساً لثياب الذين رجموه { فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه. وأما هو (استفانوس) فشخص الى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فراى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد} (أع 54:7-60). ولقد أثر في شاول بالتأكيد هذا المشهد العجيب فى مغفرة استفانوس شهيد المسيحية الأول لراجميه وسلامه العجيب وهذا ما اختبره بنفسه فى تعرضه للرجم فيما بعد وقبل الاضطهاد من أجل اسم المسيح الحسن. + لم يتقابل شاول مع الرب يسوع أثناء خدمته على الأرض ومع هذا دُعي ثالث عشر الرسل. وكان مقاوماً لتلاميذ المسيح والمؤمنين به كخطر على الديانة اليهودية { وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن}( أع 3:8 ).ولما علم ان الكنيسة فى دمشق نمت وكثر عدد المؤمنين فيها { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهديدًا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم} (أع 1:9-2). وفى الطريق الى دمشق ظهر له الرب يسوع المسيح وغير مجرى حياته ليصبح رسولا للجهاد والكرازة باسم المسيح { وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق، فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل. واما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. فنهض شاول عن الارض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا فاقتادوه بيده و ادخلوه الى دمشق. وكان ثلاثة ايام لا يبصر فلم ياكل ولم يشرب. وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب. فقال له الرب قم واذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول لانه هوذا يصلي.وقد رأى في رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا وواضعا يده عليه لكي يبصر. فاجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في اورشليم. وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك. فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي. فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال ايها الأخ شاول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس. فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد. وتناول طعاما فتقوى وكان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق اياما}( أع 3:9-19). وبعد ان قضى بعد الوقت فى بادية الشام أخذ يبشر بالإيمان بيسوع المسيح ربا ومخلصاً { ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول ولما وجده جاء به الى انطاكية. فحدث انهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلّما جمعا غفيرا ودُعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا} (اع 11 : 26) . ثم ذهب الى أورشليم وتقابل هناك مع المعتبرين أعمدة من الرسل، بطرس ويوحنا ويعقوب { فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم وأما هم فللختان }(غل 2 : 9). خدمة القديس بولس الرسول .. + على مدى حوالى الثلاثة عقود جال القديس بولس الرسول ومنذ اهتدائه للإيمان وحتى استشهد فى روما على يد نيرون فى 67 م ، جال مبشرا وكارزاً بإنجيل المسيح فى أسيا واوربا من قرية ومدينة الى أخري باسفاراً واخطاراً مراراً كثيرة وكان منهجه الروحى {أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ } ( غلا2: 20 ). {كونوا متمثلين بي ، كما أنا أيضاً بالمسيح } ( 1كو11 : 1). كان منقادا لروح الله القدوس كما قال عنه الكتاب {أما شاول الذى هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس} (أع 13)‏. وليس فقط ممتلئاً من الروح القدس، بل كان الروح يقوده فى كل تحركاته إذ نقرأ فى سفر الأعمال دعوة الروح القدس له للخدمة، {افرزوا لى برنابا وشاول} (أع 13). وكان الروح القدس يسمح له بالكرازة فى أماكن ويمنعه فى مواضع أخرى ونقرأ ‏‎‏وبعدما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في آسيا‎‏ (أع 16). ‏‎{ وظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه ويقول اعبر الى مكدونية واعنا. فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم}( أع 9:16-10). كان القديس بولس الرسول منقادا للروح القدس في تحركاته وتعليمه إذ يقول { وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها ايضا لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات} (1كو 4:2-5،13،14) وهكذا نتعلم كخدام المسيح لا أن نقرأ الإنجيل فقط ولكن يجب أن نكون عاملين بالانجيل فى حياتنا ومنقادين للروح القدس كابناء وبنات الله { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو 8 : 14) .‏ + قضى القديس بولس كل حياته في الخدمة بأمانة واجتهاد فى الأسفار فى جميع الأجواء والأراضى والظروف.‏ لذلك يجب أن يعرف الخادم أنه لا يوجد خدمة مريحة. لنسمع لعينة من الأتعاب التى واجهها القديس بولس الرسول برضى وفرح من أجل الكرازة { من اليهود خمس مرات قبلتُ أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضُربت بالعِصِي، مرة رُجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا ونهارا قضيت في العمق. باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة. في تعب وكد في اسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في اصوام مرارا كثيرة في برد وعُري. عدا ما هو دون ذلك التراكم عليّ كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وانا لا اضعف من يعثر وانا لا ألتهب}( 2كو 24:11-29). ويقول يشوع بن سيراخ يا إبني إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة (سير 2: 1)، و لقد كان هذا تحقيقاً لقول السيد ‏المسيح لحنانيا عن بولس الرسول سأريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمي. ومع كل هذه الأتعاب كان القديس بولس فرحاً فى الرب ودعانا للفرح الروحي { كحزانى ونحن دائما فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء }(2كو 6 : 10). ولقد لخص مدى أخلاصه فى الكرازة فى أجتماعه بالخدام في افسس { ومن ميليتس ارسل الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان.اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود. كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح. والان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك.غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا وشدائد تنتظرني. ولكنني لست احتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله } (أع 17:20-24). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
24 يونيو 2024

مقدمة عن الآباء الرسل

نحن أحفاد الرسل القديسين وأبنائهم في الإيمان لابد أن نذكر فضلهم وندين بالأعتراف بالجميل لهم ونتذكر تعب محبتهم وصبرهم وجهادهم ونتمثل بايمانهم { اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ }(عب 13 : 7) . تكريمنا لآبائنا الرسل القديسين هو وصية إنجيلية وتقليد رسولي ووفاء من الأبناء نحو أجدادهم وآبائهم وإكرامهم لله فى حياتهم وحملهم شعلة الإيمان المستقيم لنا بعرقهم وجهادهم ودمائهم، وتنفذ وصية الكتاب {فاني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون} (1 صم 2 : 30). نحن مديونين لهم بالإيمان ونبني أنفسنا علي إيمانهم الأقدس المسلم من الرب يسوع المسيح والذين بذل الرسل ذواتهم من أجله{مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ} (اف 2 : 20). لقد إختار الرب يسوع المسيح الأباء الرسل وقال لهم { ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي} (يو 15 : 16). لقد تبع التلاميذ والرسل، الرب يسوع وتعلموا منه و تتلمذوا على يديه في فترة خدمته على الأرض وصحح لهم مفاهيمهم نحو الخدمة والتلمذة والإيمان والملكوت. تبعوه فى حياته وظهر لهم بعد قيامته وهو الذي أمرهم بالكرازة والتبشير بالإيمان للخليقة كلها { اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها} (مر 16 : 15). وبعد صعوده للسماء حل الروح القدس عليهم ليهبهم القوة والحكمة واللغات اللازمة للكرازة فى انحاء العالم. وبحلول الروح القدس عليهم أعطاهم المحبة والاحتمال والصبر، والقوة والحكمة ليبشروا في العالم أجمع. {أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم }( مت 19:28). الرسل والكرازة وامتداد ملكوت الله ... كان التلاميذ الاثني عشر على مثال رؤساء أسباط الشعب فى العهد القديم، فكأن المسيح يُعِّدْ شعبا جديدا برئاسة جديدة، ففى المسيح يصير كل شيء جديدا. كان المسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة جديدة. أعطى المخلص لرسله القديسين سلطان روحي وقوة روحية لهدم مملكة الشر بعد أن تتلمذوا على يديه، وسمعوه ورافقوه وعرفوا فكره ومحبته، ونقلوها لنا وهذا ما نسميه التقليد الرسولي. اي إستلام الفكر بطريقة عملية معاشه وتسليمه من جيل إلى جيل. ولقد إختار السيد تلاميذه من وسط الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو لله وليس منهم. لقد وهبهم السيد إمكانياته ليعملوا لا بأسمائهم بل بإسمه ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. ومثل ما أختار الرب اثني عشر تلميذا فقد اختار سبعين رسولا ليمثلوا الكرازة للأمم وارسلهم اثنين اثنين الى المدن ذات الثقافة اليونانية كركيزة للكرازة ثم جالوا بعد حلول الروح القدس ليبشروا فى العالم وفى حوالي نصف قرن كانت البشارة وصلت الى كل انحاء المعمورة المعروفة فى ذلك الوقت من الهند حتى اسبانيا بفضل هؤلاء الرسل القديسين. لم يحمل التلاميذ في الكرازة مال يغروا به الغير ولا سيفاُ يُرهبوا به الآخرين بل حملوا رسالة الإنجيل المفرحة والخلاصية لكل أحد وقدموها للغير وأيدهم الله ووهبهم سلطان الشفاء للمرضى وإخراج الشياطين وأراحة المتعبين وكانت المحبة والبذل هم سماتهم كسيدهم ومخلصهم الرب يسوع المسيح الذي بشروا به واستشهدوا من أجل أيصال الكارزة باسمه وامتداد ملكوته إلى كل الأرض. كان التلاميذ من عامة الناس ومن مختلف فئات المجتمع فمنهم العشار جابي الضرائب، وعلى النقيض منهم الغيور الوطني المتحمس ومنهم الصيادين البسطاء مثل بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا. ويوحنا المملوء حباً وعاطفة توما الشكاك وكلهم جمعهم المسيح ليقدسهم ويغير طبيعتهم فيصيروا نوراً للعالم. اختارهم المسيح من الناس العاديين ليترفقوا بإخوتهم لاسيما بالخطاة ليتوبوا والضعفاء ليقودهم في الإيمان والبعيدين ليصيروا أهل بيت الله. وظهر التغيير في طبيعتهم بعمل الروح القدس فمثلاً فى يوحنا الذى كان مملوءاً غيرة وحماساً، يطلب نزول نار من السماء لتحرق رافضى المسيح، تغيير بمعرفته وتلمذته للمسيح إلى يوحنا المملوء حباً عجيباً للمسيح، بغيرة وحماس ولكن من نوع آخر يفرح الحزاني ويقوى الضعفاء ويسعي الي خلاص كل نفس. كانت كرازة الرسل هي التوبة والإيمان باقتراب ملكوت السماوات وهي نفس كرازة السيد الرب. السيد المسيح قد جاء ليؤسس ملكوته الروحي في القلوب التائبة. فالقلب التائب يستطيع أن يملك الله عليه. وأعطى الرب للتلاميذ الحكمة والنعمة ليصنعوا الاشفية والآيات ويخرجوا الشياطين بامكانيات جبارة للخدمة، تساندهم وتفتح الطريق أمامهم. وبهذا يعلنوا محبة الله للبشر التي تريد لهم الخلاص والحياة، وتريد لهم الحرية من سلطان الشيطان ليملك الرب عليهم. كانت وصية الرب لهم "مجانا أخذتم مجانا أعطوا" ونلاحظ أن السيد المسيح قبل أن يطلب ان يخدموا مجانا، أعطاهم الإمكانيات الروحية الجبارة وارسلهم للخدمة كتدريب فى وجوده معهم بالجسد. فعلى الخادم ان لا يرتبك بالمقتنيات ليرضى من جنده، فالله سيرسل للخدام بلا كيس ولا مزود ولكن يسدد احتياجاتهم ويرعاهم، وقال لنا اطلبوا ملكوت السموات وبره وكل هذه تعطى لكم وتزداد. الله يريد منا الاتكال الكامل عليه. علم الرب تلاميذه ان يهبوا السلام والبركة لكل بيت يدخلوه. وإن كان أهل البيت مستحقين لهذه البركة ستكون لهم، وإن لم يكونوا مستحقين ورفضوا الرسل وسلامهم فحتى غبار أرجل الرسل ينفضونه كشهادة وشاهد عليهم. ولهذا تبدأ كنيستنا صلواتها، بأن يطلب الكاهن البركة والسلام للشعب بقوله "السلام لجميعكم " وهذا ليس مثل السلام العادى بين الأشخاص العاديين وإلاّ ما معنى قول السيد يرجع سلامكم إليكم، إذاً هو بركة تمنح من الله وتحل في قلوبنا بالروح القدس. كما أخبر الرب الرسل مقدماً بالآلام التي تواجههم فرسالة التلاميذ هي نشر السلام، ولكن العالم الشرير يواجههم بشره. والسيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما رأوا تحقيق ذلك لا يفزعوا ولا يفاجئوا، بل يطمئنوا ويزداد إيمانهم، فمن يعرف المستقبل هو قادر أن يحميهم. كانت رسالة التلاميذ والرسل القديسين هي دعوة للإيمان بالله والتوبة والرجوع اليه وأقتبال ملكوت الله { وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ }(مت 10 : 7) لم يختر المسيح رسله من عظماء العالم لئلا ينسبوا العمل لأنفسهم، أو ينسب العالم النجاح لعلمهم، وقد أحسن الرسول بولس في قوله { وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلّهِ لَا مِنَّا}(2 كو 4:7). لذلك نرى المسيح يختار أناس عاديين يسلموا حياتهم لعمل الروح القدس ونعمته ويطيعوا فيثقلهم ويهبهم الكفاءة والنعمة والحكمة، وكانت النتيجة أنهم فاقوا سائر عظماء العالم في حُسن تأثيرهم. اختارهم معظمهم في أوائل سني خدمته ليتمكّن من تدريبهم قبل صعوده. وقضوا في رفقته وقتاً كافياً ليختبروه، فرسخ إيمانهم به، واختبروا محبته، فاحتملوا المحن والصعوبات والمقاومات في سبيله ونالوا أكاليل الرسولية والشهادة بعد أن نشروا الإيمان المسيحي في أرجاء المسكونة كلها وما ذال الله يدعو ويتلمذ ويؤهل ويرسل ويواصل عمله الخلاصي في كل جيل، أمين . القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
23 يونيو 2024

أعمال الروح القدس فى النفس عيد حلول الروح القدس

النهارده عيد الآباء الرسل،والاباء القديسين يسموا عيد حلول الروح القدس وان هو عيد ميلاد الكنيسه، النهارده عيد ميلاد الكنيسه الكنيسه اتولدت يوم ال 50 حلول الروح القدس قوه جديده ،بدايه جديده، قوه عمل الله تكمن في عمل الروح القدس، كثير احبائي يقولوا الروح القدس ده احنا مش بنحس بيه وده اسم ،لكن ما بنحسش بفعله، رغم ان هو اقنوم الهي الاب والابن والروح القدس، يمكن نعرف عن الأب، ونعرف اكثر عن الابن لكن نعرف قليل عن الروح القدس،اتكلم معكم شويه في حاجات ملموسه عن عمل الروح القدس في حياتنا، هكلمكم عن سته اعمال للروح، مهمين جدا نختصرهم في 6 كلمات :- 1\ الروح القدس يتوب، مسؤول التوبه في حياتنا هو الروح القدس .. 2\ يصلي اللي يصلي بداخلنا، وأرقى مستوى من مستويات الصلاه هي صلاه الروح، 3\ يقدس ،طريق الكمال، طريق القداسه. دي اعمال الروح اللى الأنسان لابد ان يلتمسها داخليا في حياته. 4\ يرشد.. 5\ يُعلم 6\ يُعزي.. اولا: الروح القدس يتوب:- في انسان يبقى عاوز يتوب بس مش بيتوب بالروح .يوجد مستويين من التوبه، توبه العقل وتوبه اسمها توبه الضمير،لكن أرقى توبه هي اسمها توبه الروح يعني ايه توبه العقل؟ بمعنى الواحد يقعد يفكر هو بيعمل ايه غلط، ما يصحش اكذب انا كذبت في الموقف الفلاني أحيانا العقل بيرفض التصرف الخطا، بس في توبه ناقصه ،ممكن تجيب واحد حتى لو مش مسيحي تقول له بتعمل ايه غلط يقول لك انا بعمل وبعمل وبعمل عقله يقدر يستوعب ان في شويه اخطاء توبة العقل دي مش كفايه. ثانيا: توبه الضمير:- تلاقي الإنسان أحيانا ضميره يتعبوا عن بعض تصرفات خاطئه ومخاصم واحد اخذ حاجه من حد قال كلمه لا تليق هو ده الضمير،لان ربنا سمح انه يحكم البشر كله بمستوى الضمير على الاقل دة مستوى إنساني بشري ،في حين مستوى عقلي وفي مستوى انساني، التالته اجمل واروع،توبه الروح بمعني ان روح ربنا اللي جوايا يشتغل فأجدة بيبكت ويوبخ و بيكشف لي اخطائي، الروح القدس، يقعد كده لدرجه ان ربنا يسوع شبة تشبيه ممكن تحس انه عجيب شويه ،قال علية خصم بمعنى عندما قال كن مراضيا لخصمك ما دمت معه في الطريق مين الخصم ده هو الروح القدس هيفضل يوبخ فيك ويقول لك كده غلط ما تعملش كده اسلك بالحق اسلك بالوصيه اسلك بالانجيل اسلك بالروح كلام ده ايه. توبةالروح عاوز تتأكد ان ان توبتك مقبوله امام الله؟ تكون توبة روح توبه ناتجه من عمل الروح القدس في داخلك ،وانت تشعر بهذا الكلام ان في توبه تبص تلاقي نفسك بينما انت تفكر انك تائب انت تفكر ايضا ان تصنع الخطايا دى بعيد عن توبه الروح توبه الروح تعمل مسافه كبيره بينك وبين الخطيه حتى وان سقطت و ضعفت توبة الروح تمنحك في نفس الوقت اللي انت بتحزن فيها على خطاياك فرح عجيب في نفس الوقت اللي انت تبقى حزين جدا على خطاياك في ذاك الوقت تكون سعيد جدا بهذه التوبه التوبه تنشأ فرح ،هو ده اللي يتوب مسؤول التوبه فينا هو عمل الروح القدس يا ريت تطلب من الروح القدس وتقول له اكشف لي خطاياى اجمل طلبه الانسان يطلبها يقول يارب اكشف لي خطاياى يا رب اجعل روحك القدوس ينور داخلى ويضيئ الأماكن المظلمه ، وينير الخفايا ويظهر العيوب الروح القدس يتوب عاوز تتوب توبة فعليه اجعل الروح القدس هو اللي يساعدك في الكشف عن خطاياك مش مجرد ذاكرتك احيانا الواحد لما يجي يعترف يقعد يفكر ويعصر في دماغه الاعتراف مش عاوز عصر في الذهن قد ما هو عايز نبضات الروح اللي يكشف كأنه يوجه نظرك الي بقع صعبه،يتوب وبعد التوبة يصلى اى توبة بدون صلاة ماتكنش توبة روح فتجد التوبه تتحول الى أنات والى تنهدات ايه الانات والتنهدات؟ دي بتاعه الروح تلاقي الروح يصلي جواك بخطاياك، تلاقي الروح بيشفع فيك بأنات لا ينطق بها، كلام ما تعرفش تقوله انت الكلام ده منين؟ ما تعرفش جبت الوقفة الطويله دي منين؟ ما تعرفش جبت السخونه دي منين؟ ما تعرفش هو ده الروح القدس الروح القدس يدخل جوه الانسان احبائي يصلى جواه يقول برضه في مستويات للصلاة في مستوى الشفتين يعني مجرد نطق كلام لا تشعر به ولا تفكر فيه ولا تتفاعل معه ابدا ترديد الكلام باطل في مستوى اللي بعد كده احلى اللي هو ايه؟ صلاه العقل الشفتين والعقل افهم ما اقول واحد بيقول مش فاهم اسف يعني زي البغبغان كدة تردد لة كلمه عنده قدره على تقليد الكلمات لكن ما عندوش قدره على فهمها ولا استيعابها لو قلت كلمه حلوه يقولها وراءك ولو قلت كلمه رضيئه يقولها وراك ولا يشعر ان دى كويسه ولا رديئه بيردد بغبغان وخلاص احيانا احنا بنصلى مع ربنا بكلام كام مرة بنقول فيها ابانا الذي؟ كام مره بنقول فيها قدوس ؟ كم مره بنقول فيها ارحمني وهو مجرد شفاتين بدون اي فهم. 2- العقل:- ان انا افهم مااقول ودة شي مطلوب جميل انى اقول بشفتيا وافهم بعقلي الفهم مطلوب جدا فى درجه ثالثه اجمل واجمل غير الدرجه الرابعه بتاعه الروح ايه الدرجه الثالثه؟ كويس ان انت تنطق كويس ان انت تفهم بس نمره ثلاثه تشعر في صلاه الشفتين صلاه العقل صلاه القلب دي رقم ثلاثه ان انت تنطق بما تفهم به وتشعر به وطبعا الشعور ده جميل لما تقول كلمه ارحمني انا بنطق وفاهم وشاعر. ٤ - الاجمل واجمل هي صلاه :- ايه صلاه الروح انت بتنطق بكلام انت فاهمه وحاسس بة وشاعر ان روح ربنا بيمليك كلام وينطق على شفتيك كلام وان الوقفه لذيذه ومشدود بقوه انت مش من جواك القوه دي قوه جايه لك هي دي صلاه الروح ذقت صلاه الروح؟! اقولك هو ده الروح القدس اد كدة بنقول كتير انى مش عارف الروح القدس لان اعماله مش ظاهره لان ما فيش عشره مع الروح اقولك الروح القدس ده اهم حاجه عندما كلم ربنا يسوع المسيح تلاميذه ان هو هينطلق، قال لهم ما تسبناش، قال لهم لا خيراً لكم ان انطلق الأفضل ان انا انطلق لكى ارسل لكم الروح القدس الي يعلم واللي يعزي الصلاه هى صلاه الروح اقف كدا اتودد الى الروح القدس انه يصلي بداخلى اطلب انه يعطيك روح صلاة روح صلاه اللي تعطيك زي ما قال معلمنا بولس الرسول أنات لا ينطق بها أنين تخيل انت كده لما يعجز الكلام ويعجز العقل وتتوقف القدرات البشريه تلاقي الروح القدس جدد كل مشاعر روحيه جواك ونطق بكلام الروح هو دي صلاه الروح وطبعا لما يكون الانسان رقم واحد / تائب اجمل صلاة هى صلاة التائب واصعب صلاه صلاة الشخص اللي مش عارف خطاياة اصعب صلاه صلاه الشخص اللي مش عارف ايه السبب اللي موقفنى امام ربنا انا مش عارف واقف ليه تخيل انت كده لما يجيبوك على رتبه كبيره قوي ملكش عنده طلب فتوقف وانت مش عارف انت عايز تطلب منه ايه؟ اخذت شرف لقاء فون دة؟ كويس لكن لو لك عنده طلب بتبقى رايح مهيئ تماما الانسان الذى يكون شاعر بمشاعر توبه الصلاه بالنسبه له بتبقى مهمه جدا ليه عنده طلب عنده طلب من القادر انة يعطى غفران يعطى دالة يعطى حب فبيقف وهو شاعر هو واقف قدام مين هي دي صلاه الروح بما ان الروح القدس بيتوب وبيصلى و طبيعى هيقدس يجعلك تمسك طريق القداسه طريق الكمال هو كده تلاقي الخطيه بالنسبه لك مكشوفه ومفضوحة وتلاقي الروح القدس عمال ينظف اول بأول اسمه كده الروح القدس لانه يقدس عمله ينظف البيت النظيف تبان فية لو شويه تراب صغيرين المكان اللي مش نظيف عينك ما تجيبش الكويس من الوحش كلة وحش مش باين لكن المكان النظيف يبان في قوي اي شائبة الروح القدس كده لما ينظف جوانا تبص تلاقي جعلك تعيش طريق القداسه والنقاوه الخطيه تبقى مكشوفه جدا قلت كلمه لا تليق إدانة الفكر لأى انسان تلاقي جواك احساس بأن في خطأ دخل جواك هو ده الروح القدس فتلاقي يقدس روح القداسه تبص تلاقي الإنسان اللي عايش في طريق القداسه الروح القدس جواه مستريح نشيط لانه فاعل في داخله لانه الفعل اللي بيعطية لة الروح القدس فعل دائم ومتجدد وقوى ومحسوس وملموس تلاقي الانسان اللي عاوز يعيش في طريق الكمال بيبقى عمل الروح القدس في حياته انه يعطي طريق الكمال ويسكت الفضيله ويكشف لة الخطايا ويعطي له قدره التوبه عليها ويعطية روح الصلاه ويعطية دينونة الطريق ما يرجعش للوراء وان سقط يقوم بسرعه فهو عايش في طريق القداسه حتى وان كان له سقطات فالروح القدس بيضمن سلامه الطريق. 4- يرشد انسان:- عاوز روح مشوره بداخله يريد ان يعرف يسلك ازاي عاوز يأخذ رأى اقول لك أجمل مشوره هي مشوره الروح الذين ينقدون بروح الله فأولئك هم اولاد الروح القدس يرشد ؟ اقولك اه انت ممكن تسمع صوتة بداخلك تسمع صوتة بداخلك بالموافقة او بالرفض اطلب من الروح القدس انة يرشدك قول لة عرفني يارب الطريق الذي اسلك علمني ان اصنع مشيئتك روحك القدوس يا رب فليهديني الى الاستقامة يا رب انا في الموقف ده عاوز اتكلم بس خايف لما اتكلم اغلط ارجوك الروح القدس هو اللي يرشد جوايا مين اللي بيعطى روح المشوره دي الروح القدس تلاقي معلمنا بولس الرسول مره يقول لك ايه فمنعنا الروح عاوز يروح مكان فمنعنا الروح مرة عاوز يترك مكان قالك مسكنا الروح اية دة ؟ منقاض بالروح الروح القدس ممكن يقود إنسان عندما يكون لديك أمر يحتاج إلى مشوره اسأل الروح القدس بداخلك الروح القدس يتكلم بداخلك ويعطيك السلام ويعطيك القناعه ويعطيك الراحه اللي فيها انت تتأكد ان هذا الطريق من الله عشان كده تقرأ في الكتاب المقدس تلاقي الروح القدس كائن حي مش مجرد جماد قالك كدة وقال الروح القدس افرزوا لي برنابه وشاول قال الروح هو الروح بيتكلم؟ اقولك أيوة الروح بيمنع الروح القدس ما اقدرش اقول لك عليه غير ان هو اقنوم الهي ناطق عاقل حي فاعل ارسله الله الاب عن طريق إبنه بانه يعطينا العوض وبيعطينا روح المسيح الدائمة انه اعطانا روح ابنه تخيل انت لما يكون شخص عزيز عليك قوي معقوله تقول له اعطيك روحي ؟! لا دى صعبه جدا اهو المسيح قال لنا كده مش عاوز اعطيكم كلام ادعي لكم واقول لكم ربنا معكم وربنا يحفظكم لا لاانا هعطيكم روحي روحى تعيشوا بها واخذنا الروح القدس دي وسكن فينا من يوم المعموديه اخذنا عربون الروح وختم الروح وسكن الروح فأصبح الروح القدس جوانا بيعمل ايه بيرشدنا. 5- الروح القدس يعلم:- افرض شخص عاوز يعرف حاجه في الإنجيل اقول لك الروح القدس هو اللي كتب الإنجيل كتبه أٌناس الله القديسين مُصوقين بالروح القدس الروح القدس هو اللي كتب الانجيل لو انا في ايه مش فاهمه مين اللي يفهمه لى؟! اللى كتبها مين اللى كتبها؟ الروح القدس فكرك انت الاباء الذين حفظوا الإيمان المستقيم واللي فهموا اللاهوت بأسرارة الذين فهموا الابن والاب والذين فهموا الروح القدس فهموة بذكائهم؟ بعلمهم بفلسفتهم ؟ أبدا بأيه ؟ بالروح القدس لا يستطيع احد ان يقول ان المسيح رب الا بالروح القدس اللي يجعلنى أأمن بالثالوث القدوس؟ الروح القدس اللي يخليني اعرف اسرار الاب الروح القدس يعلم الذي حفظ الكنيسه هو الروح القدس الذي وضع قانون الإيمان هو الروح القدس عشان كده كانوا في مجمع نقيا عندما تجمعوا 318 يكتبوا اسمائهم ،ويعدوهم يلاقوا الأسامي 318 يعدوهم يلاقوا319 يعد ثاني برضة 319 ينادوا على الأسماء واحد واحد يلاقوهم الأسماء موجوده 318 لكن الحاضرين 319 من الزياده ده؟!! ده كان الروح القدس حاضر في وسطهم يعصمهم من اي تعليم خطأ الروح القدس يعلم فكرك انت الآباء البشريين لما جم يكتبوا الاناجيل بتاعتهم كانوا على درجه من الذاكره الفولاذيه عشان يكتبوا كل النصوص دي من ذكائهم ..؟ معقوله حد فينا يحضر حديث لمده ثلاث ايام وبعد ما يحضر الحديث اجيبك بعد منها بخمس سنين تكتبه لي كله ؟ مين يقدر يعمل كده؟ البَشريين كده تخيل انت كده لما معلمنا متى البشير يقعد يكتب الموعظه على الجبل حاجه سمعها من خمس سنين على الاقل يقعد يكتبها كده بالترتيب طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات طوبى، طوبى، طوبى، جابها منين؟الروح القدس ذكروا بكل كلمه قالت و المواقف و العبارات الي قالها الروح القدس على لسان رب المجد يسوع طيب دقه الاحداث مين اللي فكرهم بها ؟ الروح القدس فالروح القدس يعلم، الروح القدس هو الموجود لحد دلوقتي في الكنيسه يعلم ،عشان كده نقدر نقول احنا لحد دلوقتي بنسمع تعليم الروح القدس،، الروح القدس هو الذى وضع طقوس الكنيسه وتقاليدها والحانها اسمع الحان الكنيسه بنغمتها بهزتها،تلاقي فيها الفرح وتلاقي التوسل فيها الحزن وتلاقي فيها التضرع وتلاقي فيها الشجن كل ده جاي منين مين اللي عمل ده الروح القدس هات اي انسان مهما كانت ديانته بس يكون فنان وموسيقار خليه يسمع الحان الكنيسه ويقول رأيه في الآخر اسمعوا شهادات الناس العازفين والملحنين العالميين وارائهم فى الحان الكنيسه ،قالك دى الهامات روح مش وضع بشر الروح القدس اللي في الكنيسه يعلم عندك شي عاوز تعرفة عندك آيه صعبه عندك حاجه في الاهوت محتاج تفهمها اكثر حاجه تقدر تفهمك كل الأسرار دي هي الروح القدس. 6- والاخيره يعزي:- يعني ايه يعزي يعني ايه كلمه عزاء عزاء يعني الفرح البديل، عزاء بمعنى العطيه البديله تبص تلاقي مثلا واحد زي فقض حاجه غاليه عنده جدا فشخص جابلوا حاجه زيها وقال له عشان ما تزعل على الحاجه دى فالشى الجديد اللى جالوا عزتوا عن اللى فاتت واحد حزين على فقض احد احباءة فحد كلمة بالانجيل فتعزى بكلام فلان الكلام ده فرحني عوضا عن الحزن الروح القدس شغلته في حياتنا يعزينا عندنا هموم عندنا خطايا عندنا ضعفات عندنا نقائص المسؤول انه يعزيناعن كل النقائص دي وكل الاحزان دي هو الروح القدس الروح القدس دة حاجه مهمه جدا حاجه جميله جدا ما فيش مره وقفت في الصلاه حسيت انك فرحان تقول أنا اتعزيت النهارده انا حضرت قداس اتعزيت يعني ايه تعزيت ؟ يعني الروح القدس ملئ فراغات جواك سند جواك اضاء فيك نقط مظلمه هو ده الروح القدس يعزي طب تقول الحياه طويله مع ربنا فين على ما اروح السماء هو انا اقدر اه تقدر ان شاء الله تقدر انت ابن المسيح ده فداك تقول بس انا وحش يقولك بس انت مقبول لديه انت غالي عندة الروح القدس وظيفته ،انه يقعد يعطيك العزاء يشبه الروح القدس في العهد القديم بانه واحد اسمه لعازر الدمشقي،، عندما ذهب يخطب لابونا اسحاق وجاب رفقه معه وقال لها انا عندي سيدى تحبي تتخطبي له؟ وحكى لها عنه فالبنت وافقت فلما وافقت اخذها في الطريق وطول ما هو في الطريق يعمل ايه يحكي لها عن إسحاق قالها بصي هاقول لك على العريس اللي انتي هتتخطبى له ده ولد ابوه اسمه ابونا ابراهيم ،راجل غني وكريم وجميل، وابنه طالع مليان وداعة مليان حب دة هيعوضك وظل يشرح لها وهي لسه ما عرفتش حاجه لسه ماتعرفوش هو يشرح لها ويطمنها يشرح ويطمن ويشوقها الروح القدس بيعمل معنا كده يشرح لنا ويطمنا ويشوقنا لحد ما نشوف المسيح في السماء العازر الدمشقي الذي خطب رفقه لاسحاق هو ده الروح القدس يأتى لكل شخص فينا ويخطبة للمسيح وياخذه في الرحله بتاعه رحله الغربه الرحله الصعبه ممكن ترجع في رايك؟ تقول لا لا لا انا راجع ثاني اقول لك لا ترجع فين دة إسحاق مستنيك عنده خير كثيروعنده ذهب كثير وعلى العموم عشان خاطر ما تستناش على ما تروح هناك وتاخد من الخير بتاعة انا جايب لك شويه من الخير بتاعة تقرأ عن لعازر الدمشقي وضع اساور حتى اساور في يد رفقه وقلادة في عنقها وخزامة في انفها زينها بالُحلي ماهو الحُلي ده؟ مواهب الروح القدس ثمار الروح القدس ثمار الروح القدس من دلوقتي تزينا وتحلينا وكل مانتعب شوية نلاقي المحبه والفرح والسلام وطول الاناة ولطف ووداعه والتعفف ثمار الروح القدس تعمل ايه تعزينا ايه ده هو ده الروح القدس شغلته يعزيك يخليك تقف في الصلاه تتعزا تتوب تتعزا تغفر تتعزا تعطى تتعزا تسامح عدوك تتعزا كل ده شغل الروح القدس الروح القدس دة لابد ان احنا نتودد لة جدا ونطلبة جدا ونفتح قلبنا له ونقول له جددة في احشائنا لا تنزعه منا ايها الصالح الروح القدس يتوب الروح القدس يصلي الروح القدس يقدس الروح القدس يرشد الروح القدس يعلم اللة يعطينا احبائي ان نشعر بعمل الروح فى داخلنا ويتجدد ويستريح ويكون بإستمرار سبب لبركة نفوسنا وخلاص نفوسنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
22 يونيو 2024

إنجيل عشية أحد عيد العنصرة ( يو ٧ : ٣٧ - ٤٤ )

" وفي اليوم الأخير العظيم من العيدِ وقَفَ يَسوعُ ونادى قائلاً إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبلُ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ مَنْ آمن بي، كما قالَ الكِتابُ، تجري مِنْ بَطْنِهِ أَنهارُ مَاءٍ حَيٍّ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمِنونَ بِهِ مُؤْمِعِينَ أنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرِّوحَ القُدُس لم يكن قد أُعطي بعد، لأنَّ يسوع لم يكن قد مُجدَ بَعد فكثيرونَ مِنَ الجَمعِ لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النَّبيُّ آخرون قالوا هذا هو المسيح. وآخرون قالوا أَلَعَلَّ المَسيحَ مِنَ الجليل يأتي ؟ " أَلَمْ يَقُلِ الكِتابُ إِنَّهُ مِنْ نَسلِ داوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحم ، القرية التي كان داود فيها، يأتي المسيح؟ " فَحَدَثَ انشقاق في الجَمعِ السَبَبِهِ وَكَانَ قَوْمُ منهم يُريدونَ أنْ يُمسكوه، ولكن لم يُلقِ أَحَدٌ عَلَيهِ الأيادي " الروح القدس: تدبير الكنيسة المقدسة يتعجب منه بالحقيقة، فقد جمعت الكنيسة في هذه المناسبة قدرًا من القراءات يصير كينبوع تعزية غزير في هذه المناسبة الجديرة بكل الانتباه فحلول الروح القدس هو كمال قصد المسيح في تجسده وحياته على الأرض وموته المُحيي على الصليب وقيامته المقدسة فقد أكمل المسيح كل هذا من أجل هذا القصد الإلهي الفائق أن تقبل البشرية روح الله حالاً عليها ليسكن فيها وهذا هو منتهى النعم التي تحصل عليها الإنسان منذ بدء الخليقة ألستم تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم" هذا هو بيت القصيد والغاية العظمى التي تتجه إليها كل أعمال المسيح له المجد وكل تعاليمه المحيية. إنجيل العشية : ( يو ٧ : ٣٧ - ٤٤ ) . في اليوم الأخير من العيد نادى يسوع وقال "إن عطش أحد فيقبل إلي ويشرب ومن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي قال هذا عن الروح القدس". إنجيل باكر : هو إنجيل الساعة الثالثة (من الأجبية) الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي". إنجيل القداس : متى جاء المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي". إنجيل صلاة السجدة : (يو ١٧ : ١ - ٢٦ ، لو ٢٤: ٣٦ - ٥٣ ، يو ١:٤ - ٢٤) وآخرها إنجيل السامرية "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا"وكلام المسيح مع المرأة السامرية عن الماء الحي إلى جانب نبوات سفر التثنية ورسائل البولس من (۱) کو ۱۲، ۱۳)، کم هائل من القراءات يشحن الكنيسة بغنى بنفحات الروح القدس - فإن كان كل شيء يتقدس بكلمة الله والصلاة والسجود المتواتر كعلامة خضوع للروح وقبول الروح وعبادة بالروح والحق أما من جهة الروح القدس الذي قبلناه في أشخاص الرسل القديسين الذين هم كنيسة المسيح الحية ممثلة في لبناتها الأولى، الذين اعتبروا أعمدة وأساسات الكنيسة التي بنيت وتبنى عليها كل النفوس المفتداة العتيدة أن ترث الخلاص. هذا الروح الناري كما رأته العيون الشاخصة، تعبيرا عن طبيعته كروح الله - لأن إلهنا نار آكلة كما هو مكتوب - وهذه هي النار التي قال المسيح عنها "جئت لألقي نارًا على الأرض ولست أريد إلا أن تضطرم"وهي بالطبع ليست نارًا مادية وفعل الروح كفعل النار من جهة الإحراق والتطهير لكل ما هو من شأنه أن يحرق بالنار - كالقش والعشب وهذه النار عينها ستمتحن عمل كل واحد الذي بناه فإن احترق فسيخسر أما هو فسيخلص ولكن كما بنار ولكن إن كان البناء ذهبًا، فضة، حجارة كريمة فالنار ستظهره أكثر لمعانا وشروقًا وأكثر نقاوة وقداسة فإن قبلنا هذا الروح الناري فأين فعله الواضح فينا؟ أين المحبة القوية كالموت ؟ التي مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ لهيبها محبة الإخوة من قلب طاهر بشدة وهذه هي المحبة التي أحبنا المسيح بها أحبنا إلى المنتهى هذا هو روح الحب عند المسيح أين نحن من هذا الحب الملتهب نحو الله والناس؟ فإن امتلأ القلب بنار الروح فكيف يُصلي؟ بأي أشواق نحو الله ودموع وحرارة القلب وسكيب النفس؟. أما فتور الصلاة وبرودة القلب فهى دليل ما بعده دليل على انطفاء الروح، رغم أننا لنا وصية "لا تطفئوا الروح"وفتور المحبة بين الإخوة حتى حصلنا في القساوة والخصام والنقد والوقيعة واحتقار الآخرين وأغلقنا على أنفسنا في الأنانية ومحبة الذات ونسينا أو تناسينا أن محبة القريب هي وصية معادلة للوصية العظمى واستبدلنا المحبة القلبية الطاهرة ومشاعر الحب الروحي الحار نحو خلاص إخوتنا استبدلناها بمجاملات بشرية ميتة عديمة النفع أوقعتنا في الغيرة والمقارنات ومحبة المديح كل هذا أبعدنا بعيدًا عن اختبار روح الحب الحقيقي كما يريده المسيح لنا وكما عاش به الآباء بمحبة روحية شديدة أعظم بما لا يقاس من المحبة الجسدية التي تربط بين أقارب الجسد أو أصحاب المصالح من وراء الجسد وكما تعلو الروح على الجسد ، تعلو محبة الروح قدرًا هائلاً عن محبة الأجساد وإن كنا قبلنا الروح على هيئة ألسنة منظورة نطق بها آباؤنا الرسل الأطهار بحسب ما أعطاهم الروح، فلماذا عجز لساننا اليوم عن الشهادة للمسيح وباتت كلمات الحق عزيزة في هذه الأيام ؟ إن امتلأ القلب بالروح القدس حقا فعمل الروح الأول هو الشهادة للمسيح "يشهد لي" ،وتشهدون أنتم لي" بالروح الذي فينا فاض قلبي بكلام صالح ،والكلام الصالح من فيض الروح هو أحلى شهادة للمسيح مُخلّصنا أين لسان الروح الذي لم يستطع رؤساء الكهنة أن يقاوموه في اسطفانوس شهيد المسيحية الأول، أين لسان الروح الناطق في الأنبياء الذي يتكلم بإعلان ويتكلم بأسرار الله؟ "إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله"أين لسان الروح الذي يمدح ويسند الضعفاء ويتكلم كلام مملح بملح يعطي نعمة للسامع ؟. أين كلام الروح الذي يفيض حبًا وعذوبة للقريب ويبارك كل أحد حتى الذين يلعنون؟ أين لسان الروح الذي يشفع فينا بأنات وتنهدات لا ينطق بها، فيلهب مشاعر الحب للصليب ويزكي حياة الصلاة؟ أين لسان الروح الذي مثل القيثارة يصعد التسبيح ويردد المزامير ولا يكف عن الشكر والحمد للرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته ؟ أين لسان الروح الذي يعلم كلمة الحق لأنه روح الحق بدون مواربة ولا مجاملة ولا يعمل حسابًا لوجوه الناس؟. الروح القدس والكنيسة: لقد ولدت أمة دفعة واحدة كقول الرب بفم إشعياء (٦٦)، ومن ساعتها والروح يخصب الكنيسة فتلد من رحمها الذي لا يشيخ بنين من الماء والروح ثم يتعهدها كل يوم يجملها ويزينها بالزينة المقدسة والفضائل المختلفة لكي تليق بعريسها القدوس فيقول الروح بفم حزقيال النبي "فحممتك بالماء ومسحتك بالزيت والبستك مُطرّزة، ونعلتك بالتخس وكسوتك بزا، وحليتك بالحلي، فوضعت أسورة في يديك وطوقًا في عنقك ووضعت خزامة في أنفك وجملت جدا جدا، فصلحت لمملكة وخرج لك اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليك" (حز ١٦ : ٩ - ١٤) فبحسب عطايا الروح ومواهبه يجمل الكنيسة ويكمل القديسين ولجميع أعضاء الجسد يعطي زينة حقيقية لائقة بالمسيح كما قيل للكنيسة أيضًا "تلبسين كلهم كحلي"، فهى تتهيأ للمسيح بزينة القديسين سواء في القداسة أو الاتضاع أو المحبة أو الرجاء أو الإيمان المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل