المقالات
18 فبراير 2025
اذكروا المقيّدين
«اذكروا المقيّدين كأنّكم مُقَيَّدون معهم، والمُذَلّين كأنّكم أنتم أيضًا في الجسد» (عب13: 3) وَرَدَت هذه الآية الجميلة ضمن الوصايا الختاميّة في رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين وهي في مجملها وصايا تحثّ على التمسُّك بالمحبّة العمليّة فلماذا يطلب مِنّا الرسول أن نذكر المقيّدين بمثل هذه المشاعر الأخويّة الحارّة..؟!
1- الحقيقة أنّ المحبّة الأخويّة تبدأ بالإحساس بالآخَر الإحساس بمشاعره وظروفه واحتياجاته، إذ أنّنا أعضاء في جسد واحد، وأعضاء بعضنا لبعض (1كو12) فالمحبّة تربطنا ببعض، مثل الأعصاب التي تربط كلّ أعضاء الجسد ببعضها وتوصِّل الإحساس بينها فإذا غابت المحبّة سيفقد الإنسان الإحساس بالآخَر، وبالتالي ستفقد الممارسات الروحيّة معناها، بل وتكون غير مقبولة أمام الله وينطبق علينا قول الكتاب: «أنّ لك اسمًا أنّك حيّ، وأنت ميّت» (رؤ3: 1).
2- التلامس مع المتألّمين هو تلامس مع المسيح شخصيًّا تلامس مع أعضائه المجروحة، كما حدث مع توما فاشتعل قلبه وأضاء بنور الإيمان وصرخ: «ربّي وإلهي» (يو20: 28) وهذا التلامس مع المقيّدين قد يكون في زيارة لمسجون أو افتقاد لمريض في مستشفى، أو اهتمام بأحد كِبار السنّ مِمّن أقعدتهم الشيخوخة والأمراض مع تقديم مساهمة في احتياجات كلّ هؤلاء
3- المقيّدون ليسوا هم فقط المحبوسين والمربوطين بأمراض جسديّة صعبة، ولكنّهم أيضًا المقيّدون بالخطيّة بعادات رديئة بمحبّة ضارّة بعلاقات شرّيرة هؤلاء يحتاجون أن نذكرهم في صلاتنا، ونهتمّ بخلاص نفوسهم قدر طاقتنا، ونقدِّم لهم شخص المسيح الذي يحرِّر من كلّ قيد نقدّم لهم الحُبّ والإرشاد وكلام الإنجيل المُحيي، بروح الاتضاع والحكمة.
4- كما علّمنا السيّد المسيح، وأعطانا نفسه مثالاً، هكذا ينبغي أن نسلك فكما تألّم لأجلنا وحمل أوجاعنا، هكذا نحن يلزمنا أن نذكر المقيّدين والمُذلِّين، متذكّرين الآية الجميلة التي جاءت في رسالة غلاطية: «احملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمِّموا ناموس المسيح» (غل6: 2) فكما حمل المسيح أثقالنا، هكذا نحن ملتزمون بهذا المنهج، أن نحمل أثقال الآخرين متمثّلين بإلهنا ومخلّصنا.
5- عندما نذكر المقيّدين والمُذَلِّين، فنحن نخرج خارج ذواتنا، ونكسر طوق أنانيّتنا، فتتّسع دوائرنا وننفتح على الآخرين وهذا يساعد على نموّنا النفسي ويُثري شخصيّتنا وهو ما أوصانا به الإنجيل أيضًا: «لا تنظروا كلّ واحد إلى ما هو لنفسه، بل كلّ واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا» (في2: 4).
6- يلزمنا أن نضع في حساباتنا دائمًا أنّ الجسد ضعيف ما أسهل أن يَمرَض أو يتألّم أو يُجرَح أو يُكسَر لذلك إذا كُنّا بصحّة جيِّدة ولا نعاني من أمراض أو قيود صحّيّة، فهذه مرحلة لن تدوم ومادام الله قد أعطانا الآن نعمة الصحّة والقوّة، فلنترفّق بالمقيّدين والمُذَلِّين، ونمدّ لهم يد المساعدة، ونحاول أن نرفع معهم بعض أثقالهم.
7- لا يظُنّ أحدٌ أنّ التلامس مع المقيّدين والمُذلِّين يولِّد غمًّا في القلب، بل العكس هو الصحيح، فإن العطاء في هذا الاتجاه بمحبّة يولِّد في القلب فرحًا وسعادةً حقيقيّة كما قال السيّد المسيح «السعادة في العطاء أكثر من الأخذ» (أع20: 35) لأنّ العطاء يحرِّك الروح القدس داخلنا، فعندما يفرح الروح بنا، فإنّه بدَورِهِ يملأ قلوبنا بالفرح والبهجة..!
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو
المزيد
17 فبراير 2025
الضيقات.. واختبار الله (1)
من المزامير التي تعزينا ونحن نمر بضيقات متكررة هي كلمات مزمور «الرب نوري وخلاصي»، فالمزمور يتكلم عن الآلام والضيق، وفي ذات الوقت يتكلم عن اختبارات التعزية في الألم، ففي وقت الضيق نستطيع أن ندرك كيف أن الله يخبّئنا في مظلته. فالله يسمح لنا أن نقابل تجارب وضيقات، ولكن بركة هذه الضيقات تمنح الإنسان خبرات جديدة في حياته الروحية. فكثيرًا ما تقابلنا تجربة خطية.. أو تجربة الضيقة.. أو خبرة تنفيذ الوصية، وفي جميعها علينا أن نضع في قلوبنا أننا ينبغي أن نخرج من كل منها بخبرة روحية جديدة في حياتنا، لأنه بدون الضيقات لا يمكننا أن ننال اختبارات أو تعزيات جديدة..
أولًا: تجربة الخطية
عندما تمر حياتنا بتجارب واختبارات وحروب العدو بالخطايا المختلفة، هذه التجربة القاسية تمنحنا أن نختبر تعامل الله معنا بحب وحنو، وكيف يقودنا في طريق النصرة، وكيف نصنع توبة، وكيف نتجنب طرق الشر، وكيف نتجنب العثرة، وكيف نكمّل توبتنا بحرص.. وهذه نماذج من الكتاب المقدس
1- داود النبي:
قبل أن يسقط داود ربما شعر أنه هو المرتل الحلو وقائد الجيوش وصاحب القيثارة الذي قلبه بحسب قلب الله.. أمّا سقوطه فجعله يراجع نفسه، ويبلّل فراشه بدموع مُرة، وارتعشت ركبتاه من النُسك، وبدأ يتعلم الانسحاق وينال بركة الاتضاع.. ولم يكرّر داود خطيته لأنه تعلم منها.. نعم أخطأ مرة أخرى عندما عدّ الشعب، ولكنه تعلّم من هذه الخطية أيضًا ولم يكررها مرة أخرى.
2- يعقوب أبو الآباء:
كان يعقوب ابنًا محبوبًا، إلّا أنه خدع أباه وخدع أخاه عيسو ليحقق مكاسب، لكنه أيضًا في خطيته جُرِّب إذ خُدِع من خاله لابان وتغرّب لسنوات طويلة في أرض غريبة وتعرّض لغضب أخيه.. ولكن من هذه التجارب تعلم يعقوب أن يتضع، فسجد أمام أخيه الذي خدعه من قبل واعتذر له.
3- بطرس الرسول:
عندما أنكر اختبر محبة الرب وغفرانه عندما نظر إليه وقت محاكمته، وتعلّم قبول الله له كخادم عندما دعاه للخدمة مرة أخرى على بحيرة طبرية.. وهذه الخبرة الروحية سندته طوال حياته وحتى استشهاده في نهاية حياته.
ونحن في كل مرة نمرّ بتجربة ضعف وخطية ننال خبرة النصرة والاتضاع والتدقيق ومراجعة الذات والحرص من أخطاء السان. نتعلم متى نصمت ومتى نتكلم.. نتعلم الأسلوب الليّن، ونتعلم أن نضع حارسًا لفمنا، وندقق في كلماتنا لئلا تؤذي الآخرين مدى الحياة، ونتعلم أن نبتعد عن مجال العثرة سواء قراءات أو أصدقاء، ونتعلم جدية السلوك والحرص على النقاوة.
نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
16 فبراير 2025
انجيل قداس الأحد الثاني من شهر أمشير
تتضمن وجوب القاء الرجاء على الله دون سواه مرتبة على فصل اشباع الخمسة الاف رجل من الخمسة أرغفة والسمكتين( يو ٦ : ٥-١٤ )
إن السيد المسيح له المجد لما سمع بقطع رأس يوحنا المعمدان ترك أورشليم وأتى إلى برية قريبة من بيت صيدا ليستريح مع تلاميذه انفراد فتبعته جموع كثيرة فتحنن عليهم وعلمهم ثم شفى مرضاهم بدون أن يطلب منه ذلك ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين "الموضع خلاء والوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا أعطوهم أنتم ليأكلوا وصنع لهم هذه الآية العظيمة التي سمعتم خبرها بفصل اليوم فأكل نحو أكثر من خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والاولاد وشبعوا ورفع ما فضل عنهم اثنتا عشرة قفة مملوءة وذلك من خمسة أرغفة وسمكتين وهي أعجوبة عظيمة وبرهان مقنع على تحنن فادينا وباعث قوى لاحياء الثقة التامة داخل قلوب البشر وإلقاء رجائهم على الله دون سواء فالرجاء ينشأ مع نشوء الانسان وهو طبيعي في قلوب البشر الرجاء هو تعزية المريض أثناء مرضه لانه يأمل الشفاء العاجل تجد الرجاء في القلب النوتي عند مصادفة أهوال البحار فإنه يعلل نفسه بالرجاء لنجاته من الغرق فلولا الرجاء لما زرع زارع أرضا ولا صنع صانع شيئا لان كل الأشياء إنما تعمل على يقين الرجاء فالرجاء هو الذي جعل هاتيك الجموع الكثيرة تمضى وراء السيد بدون زاد لانهم عرفوا أن القادر على شفائهم عن أمرضهم قادر أيضا على اشباعهم خبزا الرجاء هو تعزية الانسان في عالم الاتعاب والاحزان وقد خلقه الله فينا ليكون هو جلت قدرته موضوع رجائنا غير أن فريقا من الناس يلقون رجاءهم على الناس والاموال وما اشبه ذلك فاسمع توبيخاته تعالى لامثال هؤلاء قال: "ماذا يصنع أيضل لكرمى وأنا لم أصنعه له وقال: "يا أورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمــــة المرسلين اليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا وقال أيضا: "ربيت" بنين ونشأتهم أما هم فعصوا على" وقال أيضا: بسطت يدى طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره وقال أيضا: "ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان ويجعل البشــــر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه
هذا بعض من أقواله تعالى فلماذا لا نثق بها ونضع رجاءنا عليه ونذوق عذوبة خدمته قبل ان نذوق خدمة العالم ؟ لاسيما وهو يقول لنا بلسان نبيه داود ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه وإلا فقولوا لى بحقكم أى شئ لم يصنعه لنا إلهنا ليستميل قلوبنا إليه وها هو يتراءف على البشر بكل هيئة ويخاطبهم بأنواع كثيرة أحيانا كمبشر يبشر المساكين في كل مدينة ويلقى الصلح والسلام وأحيانا كسامري يعزى الحزاني ويشفى المرضى ويسكن الامواج ويهدئ العواصف وتارة كراع إذا وجد خروفا ضالا حمله على أكتافه وقال لاصدقائه افرحوا معى لانى وجدت خروفي الضال وتارة كأب شفوق يعانق أولاده ويباركهم قائلا: "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" فما بالنا نترك إلهنا الشفوق علينا ونلقى رجاءنا على بشر مثلنا مائتين مع علمنا اننا بفقدهم نفقد حمايتهم أيضا فتضيع علينا مصالحنا وربما يصيبنا أذى من أعدائهم بسبب انتسابنا اليهم وما الذى يمنعنا من استدراك خطايانا والعودة إلى صوابنا فنلقى رجاءنا على إلهنا ونتكل عليه دون سواه عملا بقوله تعالى"لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده و طوبى لمن إله يعقوب معينه ورجاؤه على الرب إلهه" ولنعد على اسماعكم ذكر بعض الحوادث لتعلموا أن إلهنا رؤوف ورحيم بعباده المتكلين عليه وفى كل حين يعينهم ويجيب طلبتهم قال الكتاب المقدس: مرض حزقيا ملك أورشليم للموت فجاء اليه اشعياء النبى وقال له هكذا قال الرب أوص بيتك لانك تموت ولا تعيش فوجه وجهه إلى الحائط وصلى إلى الرب قائلا: آه يا رب أذكر كيف سرت أمامك بالامانة وبقلب سليم وفعلت الحسن في عينيك وبكى حزقيا بكاء عظيما ولم يخرج إشعياء إلى المدينة الوسطى حتى كان كلام الرب إليه قائلا أرجع وقل لحزقيا رئيس شعبى هكذا قال الرب إله داود أبيك قد سمعت صلاتك قد رأيت دموعك هأنذا أشفيك في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب وأزيد على أيامك خمس عشرة سنة وأنقذك من يد ملك أشور مع هذه المدينة وأحامى عن هذه المدينة من أجل نفسى ومن أجل داود عبدى فها قد أثبتنا اليكم أيها الاحباء من موسى والانبياء وأخبار الملوك وجوب القاء الرجاء على الله دون سواه فسبيلنا أذن أن نتواضع تحت يده القوية لكى يرفعنا في حينه. ملقين كل همنا عليه لأنه هو يعتنى بنا لأننا بدونه لا نقدر أن نفعل شيئا ) ولنتمسك بإقرار الرجاء الموضوع أمامنا كمرساة أمينة للنفس وثابتة تدخل إلى ما دخل الحجاب غير حائدين عن اعتراف رجائنا فإن الذي وعد هو أمين له المجد والاكرام والعزة والسجود إلى الأبد أمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
15 فبراير 2025
أطلق عبدك بسلام
عيد دخول السيد المسيح الهيكل
تذكار الأربعين المقدسة إللى دخل فيها ربنا يسوع للهيكل حسب طقس وتقليد اليهود كقول معلمنا لوقا في إنجيله "كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسًا للرب ولكي يقدم قربانا كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام وكان إنسان إسمه سمعان في أورشليم وكان هذا الرجل بارًا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه وكان قد أعلم بوحي من الروح القدس أنه لا يرى الموت قبل إن يعاين المسيح الرب فأتى بالروح إلى الهيكل وعندما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا له كما يجب في الناموس أخذه سمعان على ذراعيه وبارك الله قائلاً الآن تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل وقال سمعان بعد أن باركهما أن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم وأنت أيضًا سيجوز في نفسك سيف الشك لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة.. ولما أكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة".
من ناحية التأمل في الموضوع ده ففيه تأملات كتيرة أولاً في اليوم الثامن ختنوا الصبي حسب عادة اليهود أيضًا ودعي إسمه يسوع ولما جه اليوم الأربعين نفذوا الناموس، بيقول إيه الناموس ؟ يقول إن فيه ذبيحة، ذبيحة تطهير للست إللى ولدت لأن في العهد القديم كانوا بيعتبروا كل ما تعلق بالولادة والدم والحاجات دي؛ كلها أمور تحتاج إلى التطهير فيقدم عنها ذبيحة تطهير ففي يوم الأربعين راحوا ووقفوا في الصفوف بتاعة بقية البشر الست العذراء وهي تعلم تماما وتعلم علم اليقين إن هذه الذبيحة لا تنطبق عليها، لأنها تعلم إن الروح القدس حل عليها طهرها ، وأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس، فكيف إن العذراء مريم تسمح لنفسها إنها تقف في صفوف الناس إللى جايين يتطهروا ! دي ناحية جميلة لما يبقى الواحد يعلم إنه هو مش زي الناس دول؛
لكن يرضى يقف معاهم وهو ده اللى عمله ربنا يسوع، إن
وهو إله ولكن صار إنسان مثلنا عشان يعيش في وسطينا
وعشان يشابهنا في كل شيء، فدخلت في صفوف الناس إللى محتاجين للتطهير مع إنها كلية الطهارة القديسة مريم. الأمر التاني إنه واضح إن ذبيحة التطهير تختلف من إنسان لإنسان حسب درجة غناه أو إمكانياته، حسب ما إيده تقدر تمتلك تمتلك إيه العدرا ؟ ويمتلك إيه يوسف ؟ ده هما من الطبقة الفقيرة فقدموا فرخي حمام أو زوج يمام وهنا نفتكر الآية إللى قالها معلمنا بولس الرسول إن المسيح رب المجد إفتقر ليغنينا إفتقر ليغنينا يعني هو صاحب الغنى الكامل؛فأخذ جسدنا فصار مثلنا فقير ولما صار مثلنا فقيرًا؛ شاركنا في كل شيء، شاركنا في اللحم والدم ولما إشترك في الفقر بتاعنا؛ شاركنا أيضًا في مجده، في مجد عظمته، ومجد غناه،ومجد قيامته ومجد قداسته ومجد طهارته، فهو إفتقر ليغنينا كمان سمعان الشيخ ده كان رجلاً بارًا متوقعًا تعزية إسرائيل وفي نفس الأصحاح بيقول إن هو كان مع المنتظرين فداء إسرائيل مع حنة بنت فنوئيل ودول مجموعة من الناس كرسوا حياتهم في إنتظار مجيء المخلص، لأن العلامات كانت بتشير إن مجيئه قريب وزي ما قولت أكثر من مرة إن دايمًا ربنا بيدي حسب نية الواحد يعني الناس إللى كانوا منتظرين الخلاص؛ إستحقوا إن هم يحسوا به لما جه لكن حتى الناس إللى علموا على الخلاص زي الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة لكن ما كانوش منتظرين الخلاص فما حسوش به لكن سمعان الشيخ ده قصته معروفة إن هو كان واحد من إللى كانوا بيترجموا الكتاب المقدس الترجمة السبعينية ولما جه في (إشعياء ۷: ١٤) إللى تقولها العذراء تلد إبنا وتدعو إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، فهو قال لأ مش معقول يكون دي عذراء فحب إن هو يغير كلمة العذراء ويحط بدالها هوذا إمرأة تلد إبنا ويدعى إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا وبينما هو في هذا التفكير إذ وقع عليه سبات وأعلن له إنه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب وفيه البعض بيفسروا إنه إتعمى فعلاً وما فتحش غير لما شال المسيح لكن سمعان الشيخ ده يمثل عيّنة لذيذة جدا واختبارية عملية واحد مستني خلاص ربنا فأول لما لاقاه جه ماسكه وحضنه وقاله بس كفاية بقى وأظن على ما أذكر تاني يوم في ترتيب الكنيسة تبقى بتعيد بنياحة سمعان الشيخ، لأنه مفروض بعد ما شال المسيح مات علطول يعني هو بالعربي كدة يعني هو واحد عايش مالوش لازمة في الدنيا أبدا؛ إلا إنه بس يشوف المسيح فلما شافه قال خلاص فبيدي صورة حلوة إن إمتى يبتدي الإنسان ينطلق من العالم لما يشوف المسيح ويشيله؛ خلاص يبقى عاوز إيه من الدنيا.؟!! يعني الحادثة دي بالذات بتدي مفهوم جميل للفترة إللى إحنا بنعيشها على الأرض عشرين ثلاثين أربعين خمسين ستين سبعين ثمانين سنة طولت قصرت مفروض ربنا بيدي كل واحد الوقت لغاية لما يحس إن هو أبصر خلاص الرب يقوله خلاص ياللا مَشّي لما يحس إن هو حمل المسيح على ذراعيه يقوله ياللا خلاص فسمعان الشيخ بيدينا فكرة جميلة على إيه هو العمر بتاعنا إللى إحنا عايشينه على الأرض وإمتى ينتهي في مفهوم ربنا إمتى ينتهي.؟ ينتهي أول لما الإنسان يشوف خلاص الرب ويعيشه وكمان يقول إن سمعان الشيخ إنه لما شاف المسيح مش شافه بس بعينيه لكن حمله على ذراعيه وهنا المسيح ده حاجة عجيبة خالص المسيح ده إيه ؟ ده الله إللى صار في الجسد، إللى أخذ جسد وبقى في إمكانياتنا كلنا، فأصبح دلوقت مقدم لينا عشان نشيله وعشان نحضنه، وعشان نقبله هو ده مسيحنا يا أحبائي يتشال على الإيدين، ويأخذه الواحد على صدره كدة ويحتضنه ويشبع منه، ويقوله بس بقى أطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك المسيح عجيب خالص في متناول إيدين أي واحد مننا سهل جدًا أهو داخل الهيكل يقدر أي واحد مننا يمسكه ويحضنه ويقبله ويقوله مش عاوز أكثر من كدة من الدنيا دي كلها سمعان قال كدة قالها من قلبه ، ياريت كلنا نحس هذا الإحساس إن أنا لو مسكت المسيح وشيلته على إيدي وحطيته على صدري؛ يبقى أنا مش عاوز حاجة من الدنيا بعد كدة وزي ما باقولك إن الكنيسة بترتب نياحة سمعان الشيخ في اليوم التالي للحادثة دي يعنى بعد بكرة يبقى أو عشية بكرة يبقى مثلاً نياحة سمعان الشيخ لأن هو ليه يعيش بقى.؟ آه صحيح السؤال إللى دايما الإنسان بيسأله ليه إحنا عايشين في العالم ؟ وليه فلان ده عمره بيطول وليه فلان ده ما بيعيش قد فلان ؟! ساعة ربنا لما يحس إن فلان أبصر خلاص الرب، ووصل للدرجة إنه حمل المسيح على ذراعيه وشبع منه ؛ يقوله خلاص أو الإنسان يقول لنفسه أنا عايش بقى ليه خلاص ما خلصت رسالتي يقولوا رسالة الإنسان إيه في الحياة ؟ يفضل عايش البني آدم لغاية لما يشيل المسيح على إيديه ويحضنه ويقوله أطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك دول مين اللى عملوا كدة.؟ قولتلك في أكثر من مرة إن كان فيه ناس موجودين إسمهم المنتظرين فداء إسرائيل، منهم حنة بنت فنوئيل ٨٤ سنة بتصلي منتظرة، منهم سمعان الشيخ كبر كبر بمئات
السنين وبقى منتظر بس منتظر حاجة واحدة بس إنه يشيل المسيح ودي كمان نقطة جميلة توريلك إن ربنا يسوع المسيح النهاردة غير ربنا بتاع العهد القديم، إللى هو كدة في مكانه مهوب ومخوف ومرهوب وقال لموسى ماحدش يقدر يراني ويعيش دلوقت مسيح العهد الجديد الله في الجسد في المذود الغلبان المسكين المكسر إللى هو أنا وإنت حياتنا دي وجسدنا ده مذود غلبان ومذود وسخ وقذر وتعبان، ويسوع جواه يسوع في عهد النعمة يتحمل على الصدر ويتحضن، مش بس كدة؛ ده يتاكل أيضًا ويسكن فينا وجسده ودمه صار طعام لينا يسوع في عهد النعمة مش هو الإله إللى الناس واقفة وخايفة بعيد عنه لا ده هو الإله إللى نزل عشان يدور علينا يسوع إتحول من إله العهد القديم إللى هو في نظر الناس واقف في حالة إستاتيكية كدة، إلى يسوع إللى هو بيلف حوالين البني آدم واقف ويقرع على الباب سمعان تكلم بالروح شوية إتكلم عن المسيح وشوية إتكلم عن العدرا إتكلم عن المسيح قال إن ده جاي عشان قيام وسقوط كثيرين ولعلامة تقاوم، وقال للعدرا إن إنت يجوز في قلبك سيف من ناحية الأفكار الكثيرة إنت محتملة إزاي كل ده. ؟! الأفكار دي كلها إزاي إنت محتملاها .! من أجل ذلك إنت يجوز في قلبك سيف، سيف شك أما من ناحية المسيح فقال إن ده جه لقيام وسقوط كثيرين التاريخ بتاع العالم إتغير بميلاد المسيح البشرية لها بداية في تاريخها من يوم ما اتولد آدم بالولادة الترابية مش دايما الميلاد بيبقى بالولادة ميلاد البشرية وبداية التاريخ بميلاد آدم التاريخ ده كله إتمسح بميلاد المسيح لأنه ولد البشرية ولادة من فوق ولادة جديدة زي ما بتقول الكنيسة غير الزمني صار تحت زمان فدخل في الزمن، وإتولد ولادة جديدة، ودخل التاريخ رغم إن هو فوق التاريخ؛ لكن دخل التاريخ، وبدأ التاريخ من أجل ذلك جاء لقيام وسقوط كثيرين واتلخبطت الدنيا إللى قائم سقط، وإللى سقط قام، وكل قوانين القيام والسقوط القديمة، وكل قوانين الناموس القديمة، وكل قوانين وترتيبات العهود القديمة، وكل الحاجات دي كلها إللى قام وإللى سقط وابتدينا بداية جديدة عصر النعمة ولاد لربنا "جاء لقيام وسقوط كثيرين ولعلامة تقاوم" وسيظل لأنه إبتدأ الملكوت بتاعه بميلاده فأعلن علامة للملكوت إللى هو صليبه لأن الصليب كان في المذود واضح جدًا كما كان وضع على الصليب في الجلجثة فهذه العلامة التي تقاوم هي علامة الصليب، وسيظل طول الأجيال يقاوم المسيحيين من أجل حملهم لهذه العلامة لأن سمعان الشيخ بيقول كدة "جاء هذا لقيام وسقوط كثيرين ولعلامة تقاوم" إيه هي العلامة إللى ها تقاوم غير صليب ربنا يسوع المسيح.!! قال عنها مرة المسيح " حينئذ تظهر علامة إبن الإنسان" فالمسيح له علامة إللى هو الصليب وأول لما تشوف الصليب تقول آه ده مسيحي فالصليب جاءلا لقيام وسقوط كثيرين، عند اليونانيين جهالة وعند اليهود عثرة عند الكثيرين الصليب شاغل إنتباه الناس كلها كل العالم بيتكلم عن الصليب اليهود إللى ما بيحبوش المسيح بيتكلموا عن الصليب المسلمين إللى ما بيآمنوش بالصليب بيتكلموا عن الصليب
أيضًا المسيحيين بيتكلموا عن الصليب الصليب موضوع
إنشغال الكل الكل مشغول بالصليب البعض موافق والبعض مش موافق البعض بيقاومه، والبعض مش
بيقاومه، والبعض راضي به والبعض بيحمله بشكر، والبعض ما بيحملهوش وفي حياتنا الشخصية أيضًا يظل
الصليب أيضًا واضح مش ممكن يستخبى إللى يقاومه، وإللى يحتمله، واللى يقبله بفرح، وإللى يرفضه لكن هو
الصليب موضوع إنشغالنا ولعلامة تقاوم ولقيام وسقوط
كثيرين والمسيح رب المجد لما يدخل في حياة إنسان يوقع حاجات ويقوم حاجات ويخلقلنا مقاومات كثيرة، واللى يدخل المسيح في حياته يجتاز أيضًا صليب، ويقاوم أيضًا يحمل وصية الإنجيل يقاوم من العالم يقاوم من الناس يقاوم من مبادئ الإنجيل يقاوم من رأي العالم فيه يقولوا عنه إيه، وما يقولوش عنه إيه أهو هو ده المسيح بتاعنا أصله المسيح خلي بالك لازم يحرك العالم كله سواء إللى
يقبلوه أو إللى يرفضوه لازم كلهم يلفوا حواليه، لازم يقلب
الزمن، لازم ينهي على القديم ويبدأكل شيء جديد، لازم هو ده مسيحنا من أجل هذه العلامة التي تقاوم التف حوله الكثيرون وقال إن أنا إرتفعت أجذب إلى الجميع، وقاومه الكثيرون أيضًا وسيظل الصليب أمس واليوم وإلى الأبد حتى نراه في السماء خروف كأنه مذبوح سيظل الصليب بالنسبة لأولاد ربنا رمز الحرية ومكان الحب، وسيظل الصليب للعالم موضوع الجهالة والإحتقار إيه الإله إللى طلع على الصليب ده.؟! وموضوع الضعف وسيظل الصليب بالنسبة لأولاد ربنا أعظم إعلان للقوة، وسيظل الصليب بالنسبة للعالم أكبر مظاهر الضعف والمهانة والذل والمسكنة هذه العلامة العجيبة العجيبة جدًا ستقاوم دايمًا دي نبوة سمعان الشيخ جه ده لقيام وسقوط كثيرين عايز أقول قيام وسقوط كثيرين يعني دَرْبِك الدنيا.! إبتدأ التاريخ بداية جديدة الكنيسة إتنشأت على أنقاض الزمن القديم أنهى على القديم وبدأ وقال أصنع كل شيء جديدًا فصنع كل شيء جديد، وكانت الست العدرا تحفظ هذه الأمور في قلبها نرجع لموضوعنا الأصلي إن في يوم الأربعين كان لازم تقدم ذبيحة تطهير المزامير كلها بتتكلم عن الذبيحة بيقول "إذبحوا ذبيحة التسبيح" "ذبيحة التسبيح تمجدني""هناك الطريق حيث أريك خلاصي" "قطعت قيودي فلك أذبح ذبيحة التسبيح " ده أظن المزمور بتاع الليلة "أوفي للرب نذوري في بيت الرب" مزمور باكر بكرة "أدخل بيتك بالمحرقات وأوفيك النذور "أقرب لك محرقات مع بخور وكباش" فيه ذبيحة إيه الذبيحة دي؟ قال دي ذبيحة فداء فداء ! آه فداء.قال آه كل فاتح رحم أمه يعني الولد البكر - ده يبقى بتاع ربنا فأمه ما تاخدوش أبدًا لازم تسلمه لربنا، شوف إزاي معناها ربنا إدى الأم دي إبن وهو البكر بتاعها تديه لربنا والباقي تاخده، لكن يعني ربنا عارف إن الإنسان مش هايقدر يحتمل دي قوي قال طيب يقدموا فداء عنه فهم راحوا يقدموا ذبيحة تطهير وكل أيضًا فاتح رحم يقدم عنه ذبيحة ذبيحة فداء، ووصلت الفكرة دي في ذهن الشعب في العهد القديم إن حتى الحيوانات أيضًا البكر بتاعها يقدم عنه أيضًا ذبيحة فداء، أقولك يعني حاجة صعبة يعني إن حتى الحمار في العهد القديم البكر بتاعه يُفدى بخروف، والإنسان أيضًا يُفدى بخروف فكرة الفداء دي فكرة أساسية يعنى إحنا بنتكلم
على نقطتين..
١- التطهير:- وده إتكلمنا عنه وماكانش مفروض العدرا تقدم تطهير لكن الذي لم يصنع خطية ولا وجد في فمه غش؛ صار خطية لأجلنا فهي وقفت في وسط الصفوف بتاعة الناس إللى رايحة تتطهر مع إن العدرا مقدسة من
الروح القدس.
٢- الفداء:- أما فكرة الفداء فهذه الفكرة كما أحس؛ أودعها الله في قلب الإنسان فمثلاً لغاية النهاردة اليهود يقولوا هانبني الهيكل، وها نقدم ذبيحة، ونعمل فدية الذبيحة القديمة ولغاية النهاردة إخواتنا المسلمين يروحوا برضه في عيد الضحية يقدموا ذبيحة، ويمكن إنت تقول ده بيذبحوها عشان ياكلوها أبدًا.! ده بيقولك حتى في الموسم بتاع الحج ده كانوا بيذبحوا آلاف آلاف من الذبائح لدرجة يسيبوها تنتن وسببت أمراض كتير إنما لازم فكرة الفداء موجودة ولازم فكرة التضحية موجودة أنا باقول إن ربنا حط الفكر ده في قلب الإنسان عشان خاطر أولاً يكشف دايمًا عن حقارة الإنسان إذا كان الحمار لما بيجيب البكر بتاعه بيفدى أيضًا؛ إن الإنسان لابد أن يُفدى لأن هو في حد ذاته ما يستحملش غضب ربنا نمرة إتنين أراد الله أن يستودع قلب الإنسان بلا إستثناء في كل الأجيال، وفي كل الديانات فكرة الفداء ودي نقطة نلتقي فيها كلنا حتى مع الوثنيين أحيانًا إللى بيقدموا أيضًا فداء وجميل جدًا إن موضوع الفداء ده يتفتح فتجد إن كل واحد يتكلم عن الفداء فعلاً، فالمسيح راح عشان يتفدي ولكن ما كانوش عارفين إن كل ده إن دم العجول، ودم التيوس، ودم الثيران، وكل هذه الأمور لا يمكن أبدًا أن تؤدي إلا إلى طهارة الجسد إلى حين لكن طهارة النفس وفداء الخطية لا يمكن إن هو يكون موجود أبدا إلا بدم من حمل بلا عيب بدم يسوع المسيح فمين يفدي العالم ده؟ مين يقدم فداء ؟ مين يقدم فداء عن خطايا البشرية دي كلها ؟ إذا كانت خطية واحدة أجرتها موت طب أنا عملت كام خطية، فهاموت كام مرة ؟ مين يقدم الفداء ده ده الإنسان واحد أمال البشرية دي كلها مين يقدر . ؟ صحيح كل الحاجات بتاعة العهد القديم ده كانت كلها رمز للفداء الحقيقي وبالحق يا أحبائي قد إيه المسيحيين غناي جدًا لإنهم وصلوا للفداء الحقيقي في شخص الحمل الذي بلا عيب، الدم الطاهر دم يسوع المسيح، لأنه لا يمكن أبدًا إن دم الخرفان ولا دم الثيران تؤدي إلى الفداء للإنسان بالحقيقة يا جماعة إحنا المفروض نقف وقفة كبيرة قدام الفداء ده وسيظل الصليب قدام عينينا إللى الناس تعتبره مرة جهالة، ومرة تعتبره عثرة سيظل هو مكان الفداء الحقيقي إللى مش يتفدي الإنسان بخروف؛ لكن ربنا يفدي البشرية كلها بدم حمل بلا عيب دم يسوع المسيح لكن ربنا جه عشان يتمم الناموس كله كل الحاجات القديمة دي تممها حرفيًا عني وعنك لأن لابد أن تقدم ذبيحة تطهير، لابد أن يقدم ذبيحة فداء، وكل ده قدمه المسيح ينبغي أن نكمل كل بر واختتن في اليوم الثامن مع إن الختان ده معمول لإللى يتولد عشان يبقى بعد كدة إبن لربنا مع إنه هو إبن ربنا بالطبيعة؛ لكن لما شاركنا في طبيعتنا؛ وقف معانا خارج المحلة حاملين عاره، وتقدم لكي يُختَتَن عشان يصير إبن الله؛ مع إنه الإبن الوحيد الجنس إللى هو في حضن الآب.! ولكنه لما أخد جسدنا وقف نيابة عننا لكي يفتح لنا باب البنوة ولما نزل في الأردن نزل بجسدنا نيابة عن البشرية كلها عشان يتقال من السماء " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" فالفداء دلوقت عقيدة راسخة في أعماق الناس، ويجب إن إحنا نتكلم عنها كتير كتير خالص، وإذا زمايلك أو أخوك أو أي واحد كلمك عن شيء يختص بمسيحيتك؛ قوله كلمني الأول أول لما تكلمني كلمني عن الفداء مين يفدي الإنسان ؟ هل دم الخروف إللى يتذبح في العيد ده هو ده اللى يفدي الإنسان ؟ هل هو ده الضحية التي تقدم لله؟! ولكن نحن نُفدى بدم حمل بلا عيب دم يسوع المسيح قدموا الذبيحة وسمعان الشيخ إنت عارف قصته زي ما قولتلك كان منتظر، ما أجمل النفوس المنتظرة. ما أجمل النفوس المشغولة بخلاصها يا سلام إللى تيجي وتشتكيلي وتقولي فيه فتور يا أبونا مش عارف ها أعرف أبتدي إزاي ؟! أنا بعيد عن ربنا أرجع إزاي ؟! هل ممكن أرجع ولا مش ممكن أرجع؟ لكن بص كل نفس مشغولة بخلاصها ها يجيلها المسيح لغاية حدها ويعطيها إمكانية فوق ما تتوقع أو تنتظر، يعطيها إنها تحمل المسيح على ذراعيها، ولما تحمل المسيح على ذراعيها ؛ يبقى مش عايزة حاجة من الدنيا آدي معناها الآن ياسيد تطلق عبدك بسلام"...
مادام أنا أخدت يسوع تبقى الدنيا كلها إترمت تحت رجلي فاهمين؟! مادام أخدت يسوع يبقى تطلق عبدك بسلام ولكن نحن ممكن ناخد التأمل ده ونعيشه ساعة المناولة لما نتناول، نقوله خلاص مش عايزين حاجة بعد كدة، ياريت تطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاص الرب لما تقف تصلي في مخدعك خد يسوع على ذراعيك وإحمله وما تبطلش صلاة لغاية لما تحس إن يسوع بين إيديك رغم إن هو الآب السماوي محوطك بدراعاته وبعدين بعد كدة ترمي نفسك في حضنه وتقوله أطلق عبدك بسلام وده الإنجيل إللى إختارته الكنيسة عشان نقوله بإستمرار في صلاة النوم وأخد بالك " وإذا إنسان كان بأورشليم هذا الإنسان كان بارًا تقيا متوقعًا تعزية إسرائيل، قد أعلم بوحي إنه لا يرى الموت قبل إن يعاين مسيح الرب، فلما دخل بالطفل أبواه ليصنعا عنه كما يجب في الناموس حمله سمعان على ذراعيه وقال ياسيد الآن تطلق عبدك بسلام" خليتلنا الكنيسة الإنجيل ده يتقرأ كل ليلة في صلاة النوم، ليه بقى ؟ عشان تقول هي الصلوة إللى تنفع إن الواحد ياخد المسيح في حضنه ويقول إيه ؟ يقول مش عاوز حاجة بعدك يا ربنا يعطينا هذا التأمل إن إحنا لما نقف قدام ربنا نحمل يسوع في حياتنا ونقوله أطلق عبدك ، يعني مش عاوز حاجة بعدك لإلهنا المجد الدائم أبديًا آمين.
المتنيح القمص بيشوى كامل
المزيد
14 فبراير 2025
مائة درس وعظة (٦٠)
شهداء مصر فى ليبيا « أم الشهداء جميلة»
"لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح، ذلك أفضل جداً" (فی ۲۳:۱)
إخوتنا الذين انتقلوا إلى السماء كانوا ثابتين وصامدين ومسبحين ما أشهى أن ينتقل الإنسان وعلى لسانه اسم الله:
اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك ( لو٤٢:٢٣) ارحمني يا الله حسب رحمتك (مز ١:٥٠) ياربي يسوع المسيح ارحمني وهذا ما رأيناه وسمعناه، ولكن ما كان في القلوب بالتأكيد كان أكثر وأكثر
أولا مفهوم الموت.
١- انتقاء:- "طوبي للذي نختاره وتقربه ليسكن في ديارك" (مز٤:٦٥) الله يختار فطوبی "يا بخت و يا بركة" من اخترته يارب ليسكن في ديارك "لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدا. (فى١ :۲۳)، فالموت هو اختيار وانتقاء.
٢-راحة:- الموت ينهى ألام الإنسان على الأرض ألام الغربة العوز المرض الجوع إلخ. فالموت انتهاء لكل هذه الآلام، والإنسان يعيش في غربة هذا العالم "غريب أنا في الأرض. لا تقف على وصاياك " ( مز ۱۹:۱۱۹)، وعندما تنتهى هذه الغربة يرتاح.
٣-لقاء:- لقاء بالسمائيين ربما عندما تنظر إلى إخوتنا الذين انتقلوا وتنظر إلى عيونهم ماذا كانوا يرون كانت أعينهم شاخصة إلى السماء، وكان السماء تستدعيهم وتستعد لاستقبالهم وصاروا من السمائيين في يوم عيد ما أشهى هذا اللقاء وهذا اللقاء ليس مثل لقاءات الأرض يبدأ وينتهي إنه لقاء فيه دوام فالأبدية ليس لها زمن.
٤-هناء:- يقول سفر يشوع بن سيراخ "لا تحسد أحداً سعيداً قبل موته" فلا توجد سعادة حقيقية على الأرض، بل في السماء.
ثانياً: موقفنا من الموت
امام الموت بأي صورة من الصور لا نملك إلا ثلاثة أمور
١-الإيمان:- نؤمن بالله ضابط الكل الذي يدبر كل شيء ورغم أن الموت هو العدو الأخير للإنسان والذي لا يقف امامه انسان لكن لا ينبغى أن يزعزع الموت إيماننا، لان تاريخ وطننا وتاريخ كنيستنا يشهدان أن كل شهيد يسقط يزيد ويقوى الإيمان أكثر فأكثر. ٢-الرضا:- نحن نرضي بكل ما يفعله الله صانع الخيرات وتدبيره المملوء حكمة، وهذا الرضا نابع من إيمان قوي في داخلنا، أنه مدبر حياتنا كلنا.
٣-الشكر:- نشكر الله على كل حال، ومن اجل كل حال، وفي كل حال، لاننا بالحقيقة نؤمن " أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو ۲۸:۸)
ثالثاً: أكاليل نورانية
١-إكليل الإيمان:- نالوا إكليل الاعتراف فقد تعرضوا لضغوط كثيرة لكي ما يتركوا إيمانهم، ولكنهم ظلوا ثابتين، هم شهداء للإيمان لأنهم حافظوا على إيمانهم إلى النفس الأخير، عاشوا في هذا الإيمان ربما. لم يتعلموا في كليات لاهوت، وربما غريتهم لم تكن تتيح لهم الانتظام في الكنيسة، ولكن الله رأى في قلوبهم نقاوة فاعطاهم أن يحصلوا على إكليل الإيمان.
٢-إكليل الشهادة :- نالوا إكليل الشهادة، لأنهم بذلوا حياتهم من أجل المسيح.
٣- إكليل الوطنية:- هم قتلوا لأنهم من مصر فنالوا إكليل الدفاع عن الوطن وشهادتهم أمام الله غالية.
رابعا: موقفنا من المعتدين
١-فرصة توبة:- الله لا يقضى على الشرير ولكن يمنحه فرصة التوبة يوما واثنين وثلاثة ربما يتوب ويعود.
٢- الصلاة من أجلهم: نحن نصلى من أجل هؤلاء المعتدين،ومن أجل هؤلاء الأشرار، فالحياة الإنسانية ستنتهي يوما ما. خامساً: نداء
١- يا أيها الشرير انتبه مهما طالت حياتك نب قبل فوات الأوان.
٢- يا أيها المغيب انتبه.. فالعنف والظلم حتى وإن تحلى تحت عباءة التدين فهو ليس مقبولاً أمام الله.
٣- يا أيها العنيف انتبه ربما فيروس صغير يصيب الإنسان يقعده.
٤- يا أيها الظالم انتبه فحينما يأتيك الاجل سيوضع جسدك في التراب، ولكن في يوم الدينونة ستقف أمام الله فماذا ستقول له.
نحسب أننا كسبنا واحداً وعشرين شهيداً في السماء، ولذلك فسوف يذكرهم تاريخ الكنيسة وتاريخ الوطن تركوا الأرض ليصيروا في السماء.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
13 فبراير 2025
فصح يونان النبى
يعرف (فطر) صوم يونان بـ(فصح يونان) وهو اصطلاح كنسي فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد الذي يطلق عليه أيضا (عيد الفصح) مما يدل علي أن الكنيسة تنظر إلي قصة يونان علي أنها رمز لقصة المسيح مخلصنا. فالفصح كلمة عبرانية معناها (العبور) أطلقت في العهد القديم علي عيد الفصح اليهودي تخليدا لعبور الملاك المهلك عن بيوت بني إسرائيل في أرض مصر (الخروج12:13, 23)
فنجا بذلك أبكارهم من سيف الملاك الذي ضرب أبكار المصريين، وتخليدا أيضا لعبور بني إسرائيل البحر الأحمر (الخروج14, 15) إلي برية سيناء فأرض الموعد. ولقد كان ذلك العبور القديم رمزا إلي الحقيقة الأعظم خطر، وهي (العبور) بجميع بني آدم من عبودية الجحيم إلي حرية مجد أولاد الله في المسيح، وقد تم هذا العبور بصلب المسيح وبقيامته المجيدة، إذ عبر هو له المجد بالنيابة عن، بموته بديلا عنا وفادي، فصار عبوره هو عبورا لنا نحن،
وقد عبرنا نحن فيه، ولما كانت قيامة المسيح بسلطان لاهوته هي برهان نجاح عملية العبور، لذلك كان عيد القيامة هو عيد (الفصح) الجديد، إذ هو عيد (العبور) إلي الفردوس والمنشود الذي فتحه المسيح له المجد. بقيامته المجيدة.
إذن كيف يسمي (فطر) صوم يونان بـ (فصح) يونان، إلا إذا كانت الكنيسة نظرت إلي يونان النبي علي أنه رمز إلي المسيح له المجد؟
لقد قال رب المجد بفمه الطاهر (إن هذا الجيل شرير، يطلب آية فلا يعطي إلا آية يونان النبي. لإنه كما كان يونان آية لأهل نينوى، هكذا يكون ابن الإنسان لهذا الجيل... وأهل نينوي سيقومون في يوم الدينونة مع هذا الجيل ويدينونه،
لأنهم تابوا عندما أنذرهم يونان. وهوذا أعظم من يونان هنا (لوقا11:19-32), (متي12:38-41).
نعم إن المسيح له المجد أعظم من يونان النبي بقدر ما يعظم (الرب) عن العبد، و(الخالق) عن المخلوق، وهو كما قال بفمه الطاهر: (أعظم من سليمان) (لوقا11:31),(متي12:42) وأعظم من أعظم مواليد النساء يوحنا المعمدان (متي 11:11), (لو7:25)
هو (الأبرع جمالا من بني البشر) (مزمور44:2), (السعيد القدير وحده، ملك الملوك ورب الأرباب، الذي له وحده الخلود، ساكنا في نور لا يقترب منه... الذي له الكرامة والعزة الأبدية) (1تيموثيئوس6:15, 16), (الرؤيا - الجليان17:14), (19:16).
صوم يونان النبى ( صوم أهل نينوى )
المزيد
12 فبراير 2025
قراءات صوم و فصح يونان
يأتي صوم يونان قبل الصوم الأربعيني المقدس بأسبوعين، القراءات خلال هذا الصوم وفصحه عن التوبة كالتالي:
(+) اليوم الأول دعوة للتوبة وهي دعوة للفرح بالرب وخلاصه كهدف للتوبة هلموا فنبتهج بالرب ونتهلل لله مخلصنا» (مزمور عشية ١:٩٤-٢) ، أما إنجيل العشية فمن (لوقا ۱۳: ١-٥) «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " وهذا يوضح أهمية التوبة.بخور باكر النبوة من (يونان ۱) وفيه دعوة يونان لكرازة نينوى داعيا إياها للتوبة، وهروب يونان ، ثم دخوله للحوت ليبدأ توبته عائدًا إلى نينوى .. ثم مزمور باكر الرب رءوف رحيم طويل الروح للتشجيع على بداية التوبة دون تأخير .. وإنجيل باكر (متى (٦:٧-١٢) يطمئن من يطلب التوبة أن كل من يسأل يأخذ وكل مَنْ يطلب يجد ومَنْ يقرع يفتح له .
البولس (رومية ٦: ١٧-۲۳) مَنْ يسمع ويطيع يتحرر من الخطيئة وتكون أعضاءه آلات بر لله للقداسة، والكاثوليكون (يهوذا ۱:۱-۱۳) دعوة للجهاد للخلاص بالتوبة لأجل الإيمان، وفي الإبركسيس( أعمال ۳۸:۲-٤٨) دعوة بطرس للشعب أن يتوبوا ويعتمدوا لمغفرة الخطايا، ثم توسل في المزمور إن كنت للآثام راصدًا يارب من يثبت لأن من عندك المغفرة»، والإنجيل من (متى (٣٥:١٢-٤٥) عن آية يونان النبي.
(+) اليوم الثاني إحساسات التوبة النبوة من (يونان ۲) صلاته من جوف الحوت بخوف ورعدة ورجاء الاستجابة بصلاة حارة، ومزمور باكر: اذكر يارب أننا تراب - الله لا يعاملنا حسب خطايانا (مز ۱۰۲)، والإنجيل مثل التينة التي تفسد الأرض بدون ثمر وتركها لتأتي بثمر وإحساسات الغربة على الأرض تقود للتوبة والتصالح مع الله بعد التغرب عنه (كولوسي (۲۱:۱) ، وتوعية بكفاية ما مضى من زمن لنترك الخطية وننتقل للفضيلة (۱ بطرس ٣:٤-١١)، والتوبة تتغاضى عن أزمنة الجهل (أع ۳۰:۱۷)، ومزمور القداس فيه طلبة الغفران وستر الخطية كمشجع للتوبة (مزمور ٢:٨٤) ، والإنجيل يحدثنا عن آية يونان والاستفادة منها كرمز للسيد المسيح ليتحقق نور العين واستنارة النفس بطهارة الجسد (لوقا ۲۹:۱۱) ..
(+) اليوم الثالث نتائج التوبة النبوة (يونان ٣ ،٤) وتجديد دعوة الله ليونان والبداية الجديدة، ومزمور باكر كما يترأف الأب على البنين هكذا يترأف الرب على خائفيه» (مزمور ۱۰۲)، وفي الإنجيل الفوز بالراحة من القائل: تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم» (مت ۱۱)، وكذلك الفوز بالرحمة (أفسس ۲)، وطمأنة يوحنا لأولاده أنهم أقوياء وغلبوا الشرير وغفرت خطاياهم ( ١ يوحنا ١٢:٢) ، وتأكيد عمل الله وتحقيقه الوعد القائل : سأرجع وأقيم خيمة داود الساقطة وأبني ردمها» (أعمال ۱۲:۱۵)، ومن أهم النتائج «طوباهم الذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم» (مزمور ۳۱).. والإنجيل الشبع كنتيجة حتمية للتوبة (مت ١٥) ...
(+) فصح يونان فرح الله بالتوبة: «سمع الرب فرحمني» (مزمور باكر ، والإنجيل (مرقس ۸) الرب يكمل كل الاحتياجات ليشبع الجميع، والنتيجة الوصول لبر المسيح الذي بالإيمان، وما أجمل أقدام المبشرين بالسلام (رومية ۱۰)، ونوال الخلاص المفرح بضمير صالح (۱ بطرس ۳)، وبالتوبة نرى عمل الرب والبركة الممنوحة لإبراهيم ونسله (أعمال ۲۲:۳) .. ثم الحديث عن الاستجابة صرخت في ضيقتي فاستجاب لي الرب» (مزمور ۱۱۷) ، وكنتيجة حتمية للفرح بالتوبة أن هو جسدنا فنمتلئ من غيرة القلب نفرح بتطهير الهيكل الذى . كما نوه الرب عن ذلك. في (يو ١٢:٢) .
نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
11 فبراير 2025
ما بين يونان و المسیح
البعض يسأل عن الثلاثة أيام والثلاث ليالي التي قال عنها السيد المسيح أنه سيكون فيها في باطن الأرض مثل يونان في بطن الحوت؛ إذ أن المسيح كان قد دفن قبل غروب يوم الجمعة، وقام باكرًا جدًا يوم الأحد. بمعنى أنه قضى في القبر جزءًا من نهار الجمعة، وجزءًا من نهار الأحد، ونهار السبت بأكمله. قضى ليلة بين نهار الجمعة ونهار السبت، وليلة بين نهار السبت ونهار الأحد. وبهذا يكون في مدة دفنه ليلتين فقط وثلاث نهارات. فأين الليلة الثالثة؟.. هكذا يتساءلون.
ولهذه المسألة ثلاث إجابات :-
الأولى: أن السيد المسيح لم يقل أنه سيكون في القبر فقط بل في باطن الأرض. فإذا كان دمه الطاهر قد سال على الصليب وانساب إلى أسفل ودخل في جبل الجلجثة بدءًا من الساعة السادسة أي ظهر يوم الجمعة، ثم صارت ظلمة شاملة لمدة ثلاث ساعات إلى الساعة التاسعة أي الثالثة بعد الظهر فتكون هذه الظلمة هي الليلة المبحوث عنها. وكانت بمعجزة فريدة؛ لأن عيد الفصح عند اليهود كان في الرابع عشر من نيسان أي أن القمر يكون عموديًا على الأرض وكاملاً في ضوئه ولا يمكن أن يمر بين الأرض والشمس ليحجز ضوءها.
الثانية: أن اليوم في التقليد العبراني كان يُعتبر اليوم كله بنهاره وليله. فمن يكسر نصف ساعة مثلاً من يوم السبت، كان يعتبر كاسرا لكل السبت، ويُعاقب على هذا الأساس. وبذلك يُفهم من الكلام أنها ثلاثة أيام بلياليها حسب المفهوم اليهودي العبراني.
الثالثة: وهو رأي القديس يوحنا ذهبي الفم؛ أن السيد المسيح منذ أعطى جسده ودمه لتلاميذه في ليلة الجمعة (أي بعد انقضاء نهار الخميس) قد دخل في باطن الأرض. لأن الرب قال لآدم بعد معصيته وسقوطه: «لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ» (تكوين ۳: ۱۹). ولأن جسد الرب ودمه في سر الإفخارستيا هو نفس جسده ودمه الذي في الصليب؛ فيكون قد بدأ الدخول إلى باطن الأرض من تلك الليلة التي سلم فيها نفسه وصنع الفداء على الصليب في نهار الجمعة وتكون هذه الليلة هي الليلة المبحوث عنها.
وبذلك نرى أن كلام السيد المسيح في المشابهة بين دخوله إلى باطن الأرض ووجود يونان في بطن الحوت هو كلام صحيح طبعاً، بل ويحمل معان عميقة. ولا غرابة في ذلك لأن يشوع بن نون قد طلب من الرب أن يطيل نهارًا في يوم جمعة لئلا يأتي السبت وهم يعملون ليصير الجمعة بطول نهارين وكان كذلك. وسمح الرب أن يقسم نهار جمعة إلى نهارين بينهما ليلة قصيرة. وهذه هي عجائب الله الذي يحكم الزمن.
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
المزيد
10 فبراير 2025
وحدث نوء عظيم
في مناسبة صوم أهل نينوى تذكرني أحداث قصة هروب يونان النبي من وجه الله بكل ما يصادف حياتنا في غربة هذا العالم من ضيقات وآلام، فقد يعترض طريق حياتك ضيقات شخصية أو اجتماعية أو روحية أو ربما مجتمعية، وجميعها تشبه النوء العظيم الذي حدث مع يونان وفي مثل هذه الظروف تحتاج :
١- أن تقوم وتصرخ إلى إلهك (يونان ١: ٦) ففي وقت ضيقك لا تبحث عن معونة بشرية، ولا تعتمد على إمكانياتك المادية أو قدراتك الشخصية، فالله هو الوحيد القادر أن يحفظك في حدقة عينه وبصراخك أمامه وحده تخلص من كل ضيقاتك .
٢- أن تقوم وتفتش حياتك "بسَبب مَنْ هذه البلية" (يونان ۱: ۸) ، فالضيقات فرصة لمراجعة النفس ، وقد تكون دعوة من الرب للإنسان أن يتوب لتدخل إلى داخل نفسك وتطلب إلى الرب: «اختبرني يا الله واعرف قلبي . امتحنّي واعرف أفكاري» (مزمور ۱۳۹ :۲۳). وأكثر ما يحنن قلب الرب عليك وقت الضيق هو قلبك التائب .
٣- أن تلقي عنك الأمتعة "وطرحوا الأمتعة التي في السفينة" (يونان ٥:١) ، فالضيقات في حياتك قد تكون دعوة من الرب لك لكي تزهد في العالم ومقتنياته، وتشعر أن كل ما في العالم ليس له قيمة أمام أبديتك، وتجعلك لا تتمسك بالمظاهر والمقتنيات بل تفتح قلبك بالأكثر لتشعر بالمحتاجين .
٤- أن تستيقظ وتسهر "مالك نائمًا؟ قم" (يونان ١: ٦) وكان في يقظة يونان سلامة له ولكل أهل السفينة، هكذا في الضيقات احرص أن تبقى ساهرًا على حياتك الروحية وعلى بيتك وحياة أولادك، فالضيق يحتاج منك أن تطلب «أعطني يا رب يقظة».
ه- أن تصير شاهدًا عن إلهك أمام الجميع «وأنا خائفٌ مِنَ الرَّبِّ إله السماء » (يونان ۱ :۹) فسلوكك وسط الضيقات وصبرك وإيمانك وسلامك وهدوئك وثباتك وثقتك أن حافظك لا ينعس ولا ينام (مزمور ۱۲۱ : ۳) هي شهادة عن إيمانك أنك ابن للإله الذي لا يترك أولاده، وكما كان يونان شاهدًا للنوتية الأمميين تصير أنت أيضًا في ضيقتك شاهدًا عن إلهك المحب لكل من هم حولك ليحفظ الرب حياتك سالمة من كل ضيق ، ولكن في كل نوء عظيم يواجه حياتك لتبق صارخا تائبا زاهدًا ساهرا وشاهدًا عنه أنه هو الإله المنقذ من كل نوء .
نيافة الحبر الجليل الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا
المزيد