المقالات

18 مارس 2024

يوم الاثنين من الأسبوع الثاني (لو ۱۸: ۱-۸)

وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلِّ حِينٍ وَلَا يُمَلِّ قَائِلاً كَانَ فِي مَدِينَةِ قَاضٍ لَا يَخَافُ اللَّهُ وَلَا يَهَابُ إِنْسَاناً وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ وَكَانَتْ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَةٌ: أَنْصِفْنِي مِنْ خَصْمِي وَكَانَ لَا يَشَاءُ إِلَى زَمَانِ وَلَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ وَإِنْ كُنْتُ لَا أَخَافُ اللَّهُ وَلَا أَهَابُ إِنْسَانَا،فَإِنِّي لَأَجْلِ أَنَّ هَذِهِ الْأَرْمَلَةَ تزعجني، أُنْصِفُهَا ، لَئَلَّا تَأْتِيَ دَائِماً فَتَقْمَعَنِي وَقَالَ الرَّبُّ اسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْمِ أَفَلَا يُنْصِفُ اللَّهُ مُختَارِيهِ الصَّارِخينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعا وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الْإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الْأَرْضِ؟] الأرملة وقاضي الظلم إنجيل هذا الصباح هو عن قصة ذات توجيه قوي تحث الإنسان على اللجاجة في الصلاة، وموضعها هنا في غاية المناسبة، لأن الحديث عن مجيء ابن الإنسان وصعوبة تلك الأيام، ومباغتة الله للبشرية وهي لاهية عن خلاصها ـ أمر مرعب ولا توجد أية وصية من المسيح يعطيها لتلاميذه ومحبيه قبل أن يغادرهم لغيبة طويلة جداً مثل وصية اللجاجة في الصلاة وهنا يوجه المسيح بشدة إلى المداومة والإصرار وعدم الملل من الصلاة، بالإضافة إلى الرجاء الذي يؤازر الإنسان في حياته إلى أن يجيء والقضية يقدمها المسيح في شكلها الرسمي قاض ظالم، والمعنى هنا مرتش، وامرأة أرملة فقيرة لها مال عند جارها الغني الذي يعرف كيف يغير الذمم، وهي تريد مالها وهو لا يريد إعطاءها مالها ذهبت تشتكي لدى القاضي فقفل لها الأذن اليمنى ثم اليسرى،ولكنها كانت لحوحة، و المرأة اللحوحة لا يغلبها غالب، فاستمرت تشتكي واستمر القاضي يؤجل القضية وفي النهاية ضرب بالرشوة عرض الحائط وأنصفها من خصمها والرب لا يشير في هذه القصة إلا إلى لجاجة المرأة كيف غلبت خصمها وقاضي الظلم معاً ثم يضع المقارنة البديعة بين قاضي الظلم وقاضي العدل فإن نجحت اللجاجة لدى قاضي الظلم؛ فكم تعمل مع قاضي العدل بل الرحمة بل الحب والحنان والرأفة؟ في هذه القصة نجد لمحة عابرة عن إمكانية بحيئه سريعاً أو ذهابنا إليه أيضاً، إذ تتضمن القصة أنه بالرغم من أن الله يتمهل على مختاريه إلا أنه يستجيب "سريعاً" فسريعاً هنا تعني فجأة وعلى غير توقع."وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلِّ حِينٍ وَلَا يُمَلُّ".هنا المسيح يقصد أن نستمر في الصلاة، بمعنى أن لا نبطل الصلاة من حياتنا، لأن كل حين لا تعطي معنى الصلاة المحددة في زمن معين بل في كل أزمنة حياتنا، لا كصلاة طويلة واحدة؛ بل صلوات تملأ كل الأوقات. فتصير الآية: ينبغي أن يُصلّى كل حين وليس كل اليوم فالصلاة تملأ حيّزها كل يوم دون أن يمل الإنسان ويقطع الصلاة.ولقد أخذها آباؤنا بمعنى الصلاة الدائمة فأتقنوها فعلاً وصاروا جبابرة الصلاة ولكن هنا يلزم التخصص أي أن يتفرغ الإنسان للصلاة وهم فعلاً تفرغوا للصلاة وامتلأت حياتهم بالله وعاشوا وكأنهم في السماء وليس على الأرض، واختبروا اختبارات روحية عالية. ولكن هذا النوع من الصلاة ليس على مستوى الجميع بل للذين قد أعطي لهم والقصد الأساسي من هذه الوصية أن لا يشعر الإنسان بغياب المسيح ولا أن يقلق ويشتهي أن يراه آتياً على السحاب، لأن الصلاة الدائمة تجعل الإنسان يحيا حياة العشرة مع الرب ولا يشعر إطلاقاً بالحاجة إلى رؤية المسيح قادماً، بل يكتفي بالإحساس بوجوده الدائم معه. وهكذا يبتدئ الإنسان أن يراجع نفسه في إلحاحه باستعجال مجيء المسيح، بأن يشعر أنه ليس محروماً منه بل يتمتع بوجوده على الدوام لذلك القول بأن المسيح قد تأخر عن مجيئه كثيراً هو إحساس ناتج من ضعف الصلاة وعدم الاستمتاع به في حياتنا بالالتصاق القلبي به، أو لهفة لرؤياه !! لذلك فإنه بأمرين نملأ الوقت الذي يفصلنا الآن عن يوم مجيء المسيح: ١- الرجاء الذي لا ينقطع على أساس صدق المسيح أنه آت آت، ٢- والصلاة للاتصال بالمسيح نفسه. وَقَالَ الرَّبُّ " اسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظَّلْمِ. أَفَلَا يُنْصِفُ اللَّهُ مُخْتَارِيهِ،الصَّارِحِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلْ عَلَيْهِمْ؟ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سريعاً ! وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الْإِيْمَانَ عَلَى الْأَرْضِ؟"المسيح بعد أن وصف قاضي الظلم بالظلم وعدم المبالاة والمماطلة في الحكم وعدم مخافة الله؛ بل وعدم هيبة إنسان، إلا أنه بالرغم من كل هذا حكم بالحق للأرملة المظلومة، ثم عاد ووضعه في الموازنة مع الله ومع مختاريه الصارخين إليه بالصلاة والدموع، نهاراً وليلاً، طالبين الروح القدس أو إخراجهم من دائرة العدو الذي يلطم فيهم يميناً ويساراً. هل ينصفهم؟ نعم ينصفهم سريعاً !! وهنا يزكي المسيح صراخ الصلاة نهاراً وليلاً، وهو يطلبها طلباً وهو عالم تكلفتها، ولكنه عالم أيضاً بمفعولها في السماء والمسيح يضعها معادلة: الصراخ طويلاً إزاء السماع سريعاً ولكن لثلاً نفقد سياق الكلام، فالمسيح أعطى هذه القصة وعلق هو عليها أنه سامع الصلاة، ذلك في مضمون غيابه بعد الانطلاق إلى فوق وطول السنين التي سيتأني علينا ببقائه فوق حتى تحوّل ضيقنا في العالم إلى صلاة، ونعزي أنفسنا عن غيابه يجعل الصلاة ليل نهار، بمعنى أن نملأ سنين غيابه صلاة لأنها هي التي تجعلنا مستعدين لقدومه المسيح في ختام هذا المثل يسأل باسمه كابن الإنسان هل حينما يأتي يجد الإيمان على الأرض؟ جملة حزينة تحمل توقع الرب بحدوث ارتداد "لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولاً". لذلك هو جعل وسيلة الصمود الوحيدة هي الصلاة كل حين أعطاها لنا كقارب النجاة في طوفان الارتداد. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
17 مارس 2024

الكنز المسيحى

إِنْجِيل هذَا الصَبَاح المُبَارَك الأحَد الأوَّل فِي الصُوْم المُقَدَّس عَلِّمُونَا آبَاء الكِنِيسَة أنْ يُطْلِقُوا عَلِيه أحَد الكُنُوز عَلَشَان فِي بِدَايِة الصُوْم الوَاحِد يَضَع يَدُه عَلَى الكِنْز الحَقِيقِي عَلَشَان كِدَه جُزء ذَهَبِي مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَتَّى 5 ، 6 ، 7 يُكَلِّمنَا عَنْ أنْ لاَ نَكْنِز عَلَى الأرض الكِنِيسَة عَايْزَانَا نِصُوْم بِالرُّوح وَبِالتَّالِي نُقَاوِم كُلَّ مَا هُوَ لِلجَسَد لَيْسَ الطَّعَام فَقَطْ عَايْزَه تِخَلِّينَا نَقْتَنِي كِنْز الحَيَاة الأبَدِيَّة وَحَيَاة إِنْتِصَار الرُّوح فَعَنْ طَرِيقٌ الأكْل أُضْبُط جَسَدَك بَسْ مِش كِفَايَة كِدَه بَسْ لكِنْ فِي حَاجَة مُهِمْ إِنْ عِينَك وَكِنْزَك وَغِنَاك وَمَرْكَزَك يِكُون فُوْق فِي السَّمَاء فَيِقُولَّك لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْض خَلِّي بَالْكُمْ الوَسَطْ الَّلِي كَانْ بِيْكَلِّمه يَسُوع كَانْ يَهُود وَهُمَّ مَعْرُوفُون بِحُب المَال جِدّاً فَهُمْ مِنْ أصْعَب النَوْعِيَات مِنْ أكْثَر النَّاس الَّلِي يَهْتَمُون بِالمَال وَالجَسَد وَالأرْض وَالمِلْكِيَّة وَالصِرَاع لِذلِك يِقُولَّك أكْبَر المَشَارِيع الَّلِي فِي العَالَم رُؤوس أمْوَالْهَا يَهُودِيَّة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَايِز يِعْلِنْ إِنْتِصَار عَمَل نِعْمِته عَلَشَان يُعْلِنْ أنَّ مَعَ أصْعَب النَوْعِيَات مِنْ النَّاس النِّعْمَة إِنْتَصَرِت يِقُولَّك إِيه أصْعَب المُعْجِزَات الَّلِي حَصَلِت يِقُولَّك إِنْ مِنْ أصْعَب المُعْجِزَات إِنْ اليَهُود كَانُوا يَبِيعُون مُمْتَلِكَاتِهِمْ وَيَضَعُوا ثَمَنَهَا تَحْت أقْدَام الرُّسُل هُنَا رَبِّنَا يَسُوع يِقُول{ لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ } ( مت 6 : 19) – كَلاَم صَعْب – صَعْب الإِنْسَان الَّلِي عَايِز يِأمِّن الحَيَاة الزَمَنِيَّة يِسْتَوْعِبُه السَيِّد الْمَسِيح تَدَرَّج مَعَهُمْ الأوِّل يِكَلِّمْهُمْ طُوبَى لِلرُّحَمَاء لأِنَّهُمْ يُرْحَمُون ( مت 5 : 7 ) فَيِكَلِّمْهُمْ عَنْ الرَّحْمَة تَدَرَّج إِلَى { وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أيْضاً } ( مت 5 : 40 ) ثُمَّ قَالَ { لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ }الإِتنِين الأوَّلِين كَانْ وَاحِد قُصَاد وَاحِد لَوْ وَاحِد قُدَّامَك إِرْحَمه وَلَوْ وَاحِد طَلَبْ ثُوْبَك أعْطِهِ طَيِّب حَتَّى لَوْ كَانْ مَفِيش حَدْ قُدَّامَك لاَ تَكْنِز لَك كُنُوز عَلَى الأرْض فِي الأوِّل هُنَاك مُقَابِل لِلِّي أنَا بَعْمِلُه عَمَل الرَّحْمَة رَبِّنَا مَوْجُود وَشَايِف الَّلِي بِيِدِّي وَالَّلِي بِيَأخُد وَبَعْد كِدَه يَتَدَرَّج مَعَهُمْ لِدَرَجَة أكْبَر يِقُول لُهُمْ { لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ } ( مت 6 : 34 )ثُمَّ لاَ تَهْتَمْ بِالطَّعَام وَلاَ بِاللُّبَاس عَلَشَان كِدَه أقْدَر أقُول رَبِّنَا يَسُوع فِي تَعَالِيمه خَبِير بِالنَّفْس البَشَرِيَّة يِعْرَف إِزَاي يِقْنِعْهَا يِقُولُّه إِنْتَ بِتِكْنِز لِيه عَلَشَان خَايِف الحَاجَة دِي تُفْقَد طَيِّب مَا هِي مُمْكِنْ تِفْسَد وَإِنْتَ خَايِف مِنْ الضَيَاع وَهِيَّ مُعَرَّضَة لِلضَيَاع يِقُولُّه أنَا عَايْزَك تِكْنِز بَسْ كِنْز لاَ يَضِيع وَلاَ يَفْسَد أنَا عَايِز ثَرْوِتَك تِكُون مَوْجُودَة فِي مَكَان لاَ يَضِيع وَالمَكَان دَه مِش مَوْجُود عَلَى الأرْض رَبِّنَا يَسُوع يَتَكَلَّم بِإِقْنَاع عَارِف النَّفْس البَشَرِيَّة وَخِدَاعَاتْهَا وَأيْضاً الطَّبِيعَة الخَاصَّة بِالأُمَّة اليَهُودِيَّة كَانْ فِيهَا كَثِير مِنْ حِكَايِة السِرْقَة لِدَرَجِة إِنْ فِي طُرُق مَعْرُوف جِدّاً إِنْ فِيهَا نَهْب وَسَطو وَلاَ يِمْشُوا فِيهَا بِالَّلِيل فَيقُولُّه إِنْتَ خَايِف عَلَى ثَرْوِتَك وَتَضَعْهَا فِي مَكَان تِعْتِبْرُه مَكَان أمِين طَيِّب مَا مُمْكِنْ يِتعَرَّض لِلتَلَف حَطِّيت فُلُوسَك فِي الأرْض شِوَيِة مِيَاه جَوْفِيَّة دَوِبِتهُمْ وَضَاعُوا فَفِي نَفْس الوَقْت يِنْصَحْهُمْ وَيِهَدِدْهُمْ إِنْ مُمْكِنْ المَال دَه يَفْنَى لِذلِك يِقُولُّهُمْ { بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ } ( مت 6 : 20 ) ثُمَّ يِرْجَع يَضَعْ أسَاس المَرَض { لأِنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً } ( مت 6 : 21 ) طُول مَا عَمَّال تِكْنِز شِئ طَبِيعِي تِلاَقِي قَلْبَك فِي هذَا المَكَان يِكُون مَرْكَز إِهْتِمَامَك لكِنْ مُمْكِنْ فِلُوسَك دِي تِفْسَد وَتِسَوِس وَتَصْدَأ بَلْ مُمْكِنْ تِشْغِلَك جِدّاً الَّلِي إِنْتَ شَايْفُه وَسِيلَة تِأمِّن بِهَا حَيَاتَك قَلْبَك فِيه فَمَشَاعْرَك تَرْتَبِط بِه فَحَالْتَك النَّفْسِيَّة وَالجَسَدِيَّة وَالرُّوحِيَّة تِكُون مُرْتَبِطَة بِه .. لِيه ؟ عُبُودِيَّة لِيه بَقَى وَاخْدَه كِنْزِك ؟أنَا بَانْصَحَك تَضَع كِنْزَك فِي السَّمَاء لاَ هَيِفْسَد وَلاَ هَيِسَوِس .. إِجْعَل صَلَوَاتَك فِي السَّمَاء هُوَ دَه الطَّرِيقٌ تَضَع كِنْزَك فِي السَّمَاء حِب العَطَاء طُول أيَّام الصُوْم تِقُول الكِنِيسَة{ طُوبَى لِلرُّحَمَاء عَلَى المَسَاكِين } لأِنَّهَا عَايْزَه تِعَلِّمَك إِزَاي تِصْنَع الرَّحْمَة ثُمَّ يِتْكَلِّم بَعْد كِدَه عَنْ العِين لِيه ؟ إِيه عِلاَقْتُه بِالِّلِي فَات ؟ رَبِّنَا عَايِز يِقُول لَمَّا وَاحِد يِفْقِد عِينه تِكُون حَيَاته ظُلْمَة أنَا عَايْزَك تِعْتِبِرْهَا هِيَّ العَقْل طُول مَا إِنْتَ بِتْفَكَّر صَح يِكُون عَقْلَك مِنَوَر وَالعَكْس إِنْتَ إِقْتَنَعْت بِالفِكْرَة الَّلِي قُلْتَهَا دِي خَلاَص حَيَاتَك هَتنَوَر زَي مَا العِين تَقُود الجَسَد العَقْل سِرَاج الجَسَد وَالرُّوح أوِّل لَمَّا عَقْلَك يِسْتَوْعِب الكَلاَم دَه جَسَدَك هَيِنَوَرإِذَا كَانْ عَقْلَك مُظْلِم وَالجَسَد الَّلِي هُوَ طَبِيعِي مُظْلِم يِحْصَل فِيك إِيه ؟ لَوْ مَصْدَر النُّور ظُلْمَة لَوْ العَقْل نَفْسه مُظْلِم النَّفْس كُلَّهَا تِكُون مُظْلِمَة يِكَلِّمهُمْ بِإِقْنَاع إِنْ { لأِنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً} لَمَّا الذِهْن يِكُون مُضِئ يِكُون فِيه نِعْمَة { فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ } ( مت 6 : 23 ) إِنْسَان لَمَّا حَيَاته كُلَّهَا لَيْسَ فِيهَا قِيَادَة فَكَيْفَ يَمْشِي فِي الطَّرِيقٌ ؟ لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع عَايِز يِقْنِعْهُمْ وَالكِنِيسَة فِي بِدَايِة الصُوْم فِي الأحَد الأوَّل تَضَع لَنَا هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل عَلَشَان نَضَع أقْدَامْنَا عَلَى الطَّرِيقٌ الصَّحِيح لاَبُد أنْ تَنَال إِسْتِنَارَة فِي العَقْل فَيَسْتَنِير جَسَدَك أصْل جَسَدَك دَه مَلْيَان شَهَوَات لَمَّا العَقْل يَسْتَضِئ فَينَوَر رَبِّنَا يَسُوع كُلَّ حَاجَة يِقُولُّهُمْ إِعْمِلُوهَا يِقُولُّهُمْ لِيه { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأِنَّهُمْ يُرْحَمُون } لَمَّا يِقُولُّهُمْ { لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ } لِيه ؟ دِي نِمْرَة (3) لَمَّا تِرْفَع كِنْزَك فُوْق قَلْبَك يِتْرِفِع فُوْق ثُمَّ يِرْجَع يِقُولُّهُمْ { لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ } ( مت 6 : 24 ) أصْل المَال يِجِيب عُبُودِيَّة وَهُوَ سَيِّد تِخْضَع لُه وَتُأسَر بِعُبُودِيِتُه إِنْتَ عَايِز تِخْضَع لِرَبِّنَا لكِنْ السَيِّد الثَّانِي بِتَاع المَال يِقُولَّك إِعْمِل كَذَا وَرَبِّنَا يِقُول إِعْمِل كَذَا الإِتنِين عَكْس بَعْض تَخَيَّل إِنْتَ المَال يِقُولَّك إِيه يِقُولَّك خُد حَاجَة مِش بِتَاعْتَك وَالوَصِيَّة تِقُول { بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً } ( لو 12 : 33 ) سَيِّدِين عَكْس بَعْض تَمَاماً وَاحِد يِقُول هَات كِتِير عَلَشَان النَّاس تِحْتِرْمَك وَيِكُون لَك مَكَانَة الثَّانِي يِقُول لاَ تُفَكِّر فِي الغِنَى وَلاَ تَتَكِل عَلَى المَال وَاعْطِي وَلاَ تَهْتَمْ بِالمَظْهَر مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُسَ يِقُول { أَوْصِ الأغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ } ( 1تي 6 : 17) سَيِّدِين عَكْس بَعْض وَاحِد يِهْتَمْ بِسُلْطَان الذَّات وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِإِمَاتِة الذَّات وَاحِد يِهْتَمْ بِالأخذ وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِالعَطَاء وَاحِد يِهْتَمْ بِالقُوَّة وَالثَّانِي يَهْتَمْ بِالرَّحْمَة سَيِّدِين عَكْس بَعْض فَإِزَاي تُعْبُد السَيِّدِين دُول ؟عَلَشَان كِدَه رَبِّنَا يَسُوع يُعْطِي لِلحَدِيث عَنْ المَال أهَمِيَّة يِكَلِّم نَاس بِيحِبُّوا المَال فَيَتَدَرَّج مَعَاهُمْ فِي الحَدِيث لاَزِم يِقَدِّم لَهُمْ كُلَّ دَوَاء يِشْفِي هذَا المَرَض وَالكِنِيسَة قَصَدِت فِي أوِّل أحَاد الصُوْم المُقَدَّس وَفِي بِدَايْتُه أنْ تَضَع لَنَا هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل لِكَي تَقُول لَنَا أنَّ الصُوْم تَغْيِير فِكْروَتَغْيِير سُلُوك وَعَادَات إِنْتَ صَايِمْ بِالرُّوح وَاهتِمَامَك بِالمَال فَلاَزِم تَاخُد مِنُّه مَوْقِف وَلاَ تَتَكِل عَلِيه وَلاَ يَكُون لَك سَيِّد مِنْ أكْتَر الحَاجَات الَّلِي تِغَذِّي الذَّات المَال يَجْعَل الإِنْسَان يِحِب المَجْد البَّاطِل وَالكَرَامَة مَحَبِّة المَال تِبْعِدْنَا عَنْ الوَصِيَّة وَعَنْ رَبِّنَا لَيْسَ هذَا فَقَطْ أيْضاً بِتُؤذِيكُمْ لأِنَّهَا تُوَقَعْكُمْ فِي عُبُودِيَّة يِدْفَع الجِزْيَة لِسَيِّد مُسْتَبِد قَاسِي أدِي مَحَبِّة المَال إِنْتَ لَوْ حَطِّيت نَفْسَك فِي المِيزَان دَه تِلاَقِي نَفْسَك بِتحِب مَحَبِّة الذَّهَب وَالفِضَّة عَنْ مَحَبِّة الله أدِي مَحَبِّة المَال خَلِّيتَك تِهْتَمْ بِالأُمُور الزَمَنِيَّة عَنْ الرُّوحِيَّة لَمَّا يِكَلِّمَك عَنْ العَطَاء تِقُول دَه إِيه دَه ؟ دَه هَذَيَان لِذلِك صَعْب جِدّاً الإِنْسَان يِخْدِم سَيِّدِين عَلَشَان كِدَه لَوْ وَاحِد غَنِي وَلاَ يَتَكِل عَلَى مَالُه وَهُوَ سَيِّد لِهذَا المَال وَيِحِب رَبِّنَا دَه يِكُون قَامَة رُوحِيَّة عَالْيَة جِدّاً أبُونَا إِبْرَاهِيم كَانْ غَنِي لكِنْ لَمْ يَكُنْ يَعْبُد المَال دَه تِيجِي مُشْكِلَة مَعَ لَوطٌ يِقُول لاَ المَحَبَّة أهَمْ { لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ } ( تك 13 : 8 ) إِنْتَ خُد الَّلِي تَاخْدُه وَأنَا هَاتصَرَّف جَمِيل الإِنْسَان الَّلِي عَنْده مَال وَلكِنْ يِكُون لَهُ سَيِّداً وَلَيْسَ عَبْداً صِرَاع صَعْب أنْ تَدْخُل الكِنِيسَة وَتِسْمَع كِلْمِتِين نِفْسَك تِطَبَقْهُمْ لكِنْ وَإِنْتَ قَاعِد كِدَه الشَّيْطَان يِقُولَّك إِيه الكَلاَم الَّلِي إِنْتَ عَايِز تِنَفِذُه دَه دَه كَلاَم نَظَرِي رَبِّنَا يِقُولَّك أنَا بَكَلِمَك كِدَه عَلَشَان تِحِب مِنْ قَلْبَك فِي مَثَل فِرِنْسِي يِقُول { المَال عَبْد جَيِّد وَلكِنْ سَيِّد رَدِئ } عَلَشَان أخَلِّي السَيِّد عَبْد حَاجَة صَعْبَة زَي مَلِك وَعَايِز تِشَغَلُّه عَنْدَك خَادِم حَاجَة صَعْبَة المَال هُوَ سَيِّد عَلَشَان تِعْرَف إِنْتَ تِرَوَضه وَتِسْتَأنِسه عَايْزَه مِنَّك نِعْمَة كِبِيرَة جِدّاً مِنْ رَبِّنَا لاَ تَجْعَل إِتِكَالَك عَلِيه وَثِقَتَك فِيه جَمِيل جِدّاً لَمَّا يِتحَط الإِنْسَان وَيُوضَع بَيْنَ السَيِّدِين يِعْرَف يِخْتَار يِقُول هُوَ دَه السَيِّد الَّلِي نَاظِر لأبَدِيِتِي وَعَايِز يِعْطِينِي التَانِي سَيِّد عَايِز يُخْنُقْنِي مِش يِدِّينِي تَخَيَّل لَوْ وَاحِد إِخْتَار أنْ يَكُون عَبْد عَنْد هذَا السَيِّد القَاسِي !! الأنْبَا أنْطُونْيُوس يِقُول { مِنْ الجُنُون أنْ يُعْطِي الإِنْسَان ثَرْوِته }وَاحِد عَايِز يِهْتَمْ بِالآخَر وَالتَانِي عَايِز يِهْتَمْ بِنَفْسه يِرْجَع رَبِّنَا يِقُولُّهُمْ { لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ }( مت 6 : 25 ) كُلَّ الِّلِي فَات دَه الَّلِي شَرَحْتُه وَفَهِّمْتُه لِيكُمْ وَأعْطَيْتُكُمْ أمْثِلَة عَلِيه{ وَلاَ لأِجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ } وَاحِد يِقُول يَعْنِي يَارَبَّ حَتَّى الأكل !! يَعْنِي جَرَّدِتنَا مِنْ فِلُوسْنَا كَمَان مِش عَايِزْنَا نِهْتَمْ بِالأكل رَبِّنَا يِقُول أنَا مِش عَايْزَك تِهْتَمْ بِالأُمُور الصُّغَيَّرَة رَبِّنَا يِفُك الإِنْسَان مِنْ قُيُود عَنِيفَة مُمْكِنْ يِقْضِي عُمْرُه كُلُّه فِي عُبُودِيَّة لَهَا فَيَقُول لَهُمْ { وَلاَ لأِجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ أَلَيْسَتِ الْحَيوةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ } ( مت 6 : 25 )شُوفُوا الأسْبَاب الَّلِي يِقُولْهَا لهُمْ جَعَلِتهُمْ يُبْهَتُوا مِنْ تَعَالِيمه الفَلاَسِفَة شَهَدُوا لِلسَيِّد الْمَسِيح أنَّهُ لاَ يُوْجَد أرْوَع مِنْ أُسْلُوبه النَّفْس الَّلِي هِيَّ إِيه ؟ حَيَاة الإِنْسَان فَيَقُول ألَيْسَت النَّفْس أفْضَل إِذَا كَانْ رَبِّنَا عَاطِيك الحَيَاة نَفْسَهَا الَّلِي عَاطِيك الغَالِي مِش هَيِقدَر يِعْطِيك الرِخِيص ؟!! الَّلِي أعْطَاك الحَيَاة مش هَيِعْطِيك القُوْت بِتَاع الحَيَاة ؟!! الَّلِي أعْطَاك الجَسَد مِش هَيِعْطِيك القُوْت بِتَاعُه ؟!! القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ يَقُول{ فَالَّذِي يَمْنَح مَا هُوَ أعْظَم كَيْفَ لاَ يَمْنَح مَا هُوَ أقَل ؟!! } { اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ }( مت 6 : 26 ) مَعْرُوف إِنْ العَصَافِير تُحِب المَرَح وَلَيْسَ لَهَا شُغْلَه فِي حَيَوَانَات مَثَلاً تِعْتِمِد إِنَّهَا تِجِيب لِنَفْسَهَا أكْل لكِنْ طُيُور السَّمَاء لاَ تَهْتَمْ أبَداً بِنَفْسَهَا لاَ تَحْصُد وَلاَ تَجْمَع لَوْ جِيبت كُوْمِة قَمْح وَعَصْفُورَة عَايْزَه حَبَيْتِين أوْ ثَلاَثَة تَأخُذَهُمْ وَخَلاَص لاَ تِجْمَع وَلاَ تِحَوِش { وَأَبُوكُمْ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا }أتعَلِّم إِزَاي يَارَبَّ هَلْ أنَا أقَلْ إِيمَان مِنْ العَصْفُورَة ؟ إِزَاي ؟!! يِكُون عَلَشَان إِنْتَ أعْطِتنِي عَقْل فَإِسْتَخْدِمته غَلَطْ !! يِكُون عَلَشَان عَطِتنِي قُوِّة إِبْتِكَار إِزَاي أعْمِل مَخَازِن !! عَجِيب الإِنْسَان الَّلِي يِسْمَع الكَلاَم دَه وَلاَ يَسْتَوْعِب أحْيَاناً الإِنْسَان شَرُّه وَطَمَعُه يِعْمِيه وَمَحَبِّته لِلأرْض تِخَلِّيه لاَ يَتَفَاعَل مَعَ أي أمر رُوحِي إِقبَل هذَا الكَلاَم فِي بِدَايِة الصُوْم عَلَشَان تِتفَك مِنْ قِيد جُوَّاك " يَنْزَع عَنْ الإِنْسَان سَنَدُه وَرُكْنُه " ثُمَّ يَقُول لَهُمْ { وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً } ( مت 6 : 27 ) مِين فِيكُمْ يِقْدَر يِكَبَّر جَسَدُه وَيَعُولُه ؟!! ثُمَّ يَتَكَلَّم عَنْ اللِبْس مَا تخَلِّينَا نِلْبِس فِيهَا إِيه ؟{ وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ تَأمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا } ( مت 6 : 28 – 29 ) نَبَاتَات الحَقْل مُمْكِنْ تِكُون نَبَاتَات طَبِيعِيَّة لاَ يُوْجَد حَد يَسْقِيهَا وَلاَ يَعُولْهَا هِيَّ تِطْلَع كِدَه بِتَاعِت رَبِّنَا يِقُولُّهُمْ شُوفُوا سُلَيْمَان وَعِنَايتُه بِنَفْسه وَمَا عِنْدُه مِنْ فَرَادِيس وَمُقْتَنَيَات وَفِضَّة وَذَهَبْ وَمَا مِنْ شِئ إِشْتَهِتُه عَيْنَيْهِ وَمَنَعْهُمَا عَنْهُ أكْتَر وَاحِد كَانْ مِدَلِّل ذَاته كَانْ سُلَيْمَان رَبِّنَا يِقُول { وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا} " وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ " يَعْنِي مَثَلاً يُوْم إِفْتِتَاح الهِيكَل تَخَيَّل كَانْ شَكْلُه إِيه ؟ الزَّنَابِق بَقَى دِي أفْضَل مِنُّه { فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَداً فِي التَّنُّورِ يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ } ( مت 6 : 30 ) دَه مُمْكِنْ يِسْتَخْدِمُوا شِوَيِة الزَّنَابِق دِي وَيِوَلَعُوا بِهَا نَار يَعْنِي رَبِّنَا أد إِيه لَبِّسْهَا المَجْد دَه كُلُّه طَيِّب إِذَا كَانِت هَتِطَرَح فِي النَّار لِيه يَارَبَّ تِعِبْت فِيهَا كِدَه ؟!! يِقُول لاَ أنَا عَايِز أعَلِّمَك { أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدّاً يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ } إِبْتَدَى يِحُط إِيدُه وَيُدْخُل فِي الأعْمَاق رَبِّنَا عَايِز يِقُولَّك إِتعَلِّم { فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ }( مت 6 : 32 ) هُوَ إِنْتَ عَايِز تِسَاوِي نَفْسَك الَّلِي بِتِعْرَف الإِيمَان بِالَّلِي بِيِعْبُدُوا الأصْنَام لاَ مَفْرُوض تِكُون أكْبَر مِنْ كِدَه { لأِنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا لكِن اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ } ( مت 6 : 33 ) تَخَيَّل إِنْتَ بَقَى كِدَه إِنَّك لَمَّا تِعِيش بِالوَصَايَا دِي وَتَتَمَتَّع بِهذِهِ العَطَايَا رَبِّنَا يِكْسِيك بِأغْلَى الثِيَاب تَخَيَّل لَمَّا لاَ تَتَكِل عَلَى غِنَاك الأرْضِي تَخَيَّل لَوْ إِنْتَ إِقْتَنَعْت بِذلِك وَلاَ تَهْتَمْ بِأي شِئ وَلاَ تِحِبَّهَا لِلدَرَجَة الَّلِي تَضَع نَفْسَك جُوَّاهَا هَتِلاَقِي غَمَامَة كِبِيرَة جِدّاً تِتشَال مِنْ عَلَى القَلْب وَالعِين الكِنِيسَة تِقُولَّك الصُوْم هَدَفُه إِنْتِصَار الرُّوح إِمشِي بِالطَّرِيقَة الَّلِي الكِنِيسَة تِقُولَّك عَلِيهَاعَلَشَان كِدَه تِقُولَّك الأُسْبُوع الجَاي إِنْ الطَّرِيق مِش سَاهِل لكِنْ مُبَارَك رَبِّنَا الَّلِي سَمَح بِالحَرْب لكِنْ يُعْطِينَا فِي الحَرْب إِنْتِصَار رَبِّنَا يِكَمِل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلِرَبِّنَا المَجْد الدَّائِم مِنْ الآن وَإِلَى الأبَد آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
16 مارس 2024

إنجيل عشية الأحد الأول من الصوم الكبير( مت ٦ : ٣٤ ، ٧ : ١ - ١٢ )

"فلا تهتموا للغد، لأنَّ الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليومَ شَرُّهُ الا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنَّكُم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلونَ يُكال لكُمْ. ولماذا تنظُرُ القَذى الذي في عين أخيك، وأما الخَشَبَةُ التي في عَيْنِكَ فلا تفطن لها؟ أم كيف تقول لأخيك : دعني أخرج القَدَى مِنْ عَيْنِكَ، وها الخَشَبَةُ في عينِكَ؟ يا مُرائي، أخرج أَوَّلاً الخَشَبَةَ مِنْ عَيْنكَ، وحينئذ تُبْصِرُ جَيِّدًا أنْ تُخرِجَ القَدَى مِنْ عَينٍ أَخِيكَ! لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتَفِتْ فَتُمَزَّقَكُمْ. اسألوا تُعطوا . اطلبوا تجدوا . اقرعوا يُفتح لكم. الأنَّ كُلَّ مَنْ يَسأَلُ يَأخُذُ، ومَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفتَحُ لَهُ. أم أي إنسانٍ مِنكُمْ إِذا سألهُ ابنُهُ خُبزًا يُعطيهِ حَجَرًا ؟ وإِن سألهُ سَمَكَةً، يُعطيهِ حَيَّةً؟ " فَإِنْ كُنتُم وأنتم أشرار تعرفون أن تُعطوا أولادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فكم بالحري أبوكم الذي في السماواتِ، يَهَبُ خَيرات للذين يسألونه! " فكُلُّ ما تُريدُونَ أَنْ يَفْعَلَ الناسُ بكُمُ افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء ". الصوم المقبول: عشية الأحد الأول من الصوم الكبير بعد أسبوع الاستعداد تضع في الواقع برنامج الصوم وهدفه الأسمى، كاشتراك مع المسيح الذي صام عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة. وإن سألت ما هو المنهج والبرنامج الذي يجب أن أتبعه وما هو مطلوب مني لكي أقدم للرب صوما مقبولاً يختاره الرب ويرضى عنه، لأن الصوم ليس هو صوم الطعام والانقطاع عنه، فلو كان كذلك لأصبح عملاً جسديًا فحسب، وليس الصوم هو عادة ورثناها من الآباء وتقاليد نمارسها ومواسم نعيشها بل في الواقع إذا خلا الصوم من الهدف الذي جعل من أجله فإنه يفقد معناه تمامًا، ويصير عبئًا على الجسد يود الإنسان لو لم يصم أو على الأكثر يشتهي أن ينتهي الصوم أو يتحايل الإنسان عليه بطرق التحايل الكثيرة لذلك فإن نما فينا الوعي الروحي واستوعبنا ما عاشته الكنيسة المقدسة وما وضعه الآباء بالروح لأجلنا لجنينا ثمار الصوم المقدس ولأزهرت أرواحنا في موسم ربيع الحياة الروحية.وفصل الإنجيل هو جزء من الموعظة على الجبل الذي هو دستور المسيحيين، يبدأ بعدم الهم والاضطراب من أجل الغد، وهذا هو الجانب السلبي أما الإيجابي فهو الاتكال على الله الذي هو رب الغد ومدبر الغد. لأن مستقبلنا هو في المسيح وشتان بين الهم والاهتمام والتدبير فالهم هو الاضطراب والخوف والقلق واليأس وهذا يلغي كل النواحي الطيبة من الإيمان بالله والثقة فيه والاتكال عليه وإلقاء الهم كله على الله هو الذي خلقنا، وهو الذي عالنا ويعولنا وفي يده مقاليد الأمور ، ومواعيده صادقة وأمينة وكلمته أثبت من السماء والأرض.أما الاهتمام والتدبير فأمر ممدوح حين يدبر الإنسان أموره بدون قلق ملقيًا كل همه على الله واثقًا أنه "إن لم يَبْنِ الرب البيت فباطلاً تعب البناؤون فالإنسان المدبر، يستلهم روح حكمة في التدبير بالصلاة الكثيرة وطلب مشورة الله ويعمل أموره بلا ارتباك ولا اضطراب بل قلبه ثابت متكل على الله. هذه هى نقطة بداية للإنسان الصائم الذي كف ولو إلى حين عن أن يستمد حياته من طعام الجسد بل هو يحاول أن يحيا حياة لا تتكل على طعام الجسد بل يستمد قوته من الروح الذي فيه فهى ارتفاع عن مطالب الجسد ليس احتقارًا للجسد، ولكن انحيازا للروح لاختبار ما هو روحي وما يخص مستقبلنا في المسيح يسوع حين نخلع جسد هذا الموت.ثم تأتي بعد ذلك وصايا السلوك المسيحي التي تقود للكمال إن كان الإنسان في صومه يجاهد لحفظها. عدم دينونة الآخرين - لا تدينوا وليس الأمر سهلاً ، ولكن كما قال الرب: باب ضيق وطريق كربة أن يغض الإنسان نظره عن الآخرين ويكف عن دينونتهم. وهذا يتطلب قلبًا نقيًا لا يرى العيوب في الآخرين ويحتاج إلى حب صادق لأن الذي يحب لا يدين مطلقا فالنظر إلى القذى في عين الأخ ومحاولة إخراجه كمن يعمل خيرًا بالقريب، يحتاج نزع الخشبة التي في عيننا أولاً وهذا هو الاهتمام الأول في الصوم، أعني التوبة والرجوع إلى الله وطلب المراحم من أجل خطايانا الكثيرة كل ألحان الصوم الكبير وقراءاته مركزة حول التوبة والندم والرجوع إلى الله من كل القلب أما من جهة علاج الدينونة فالمسيح في نهاية حديثه يقول: "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم هكذا لأن هذا هو الناموس والأنبياء. فإن أردت أن تتخلص من مرض الدينونة للآخرين ضع نفسك مكان من تدينه وسل نفسك كيف تريد أن ينظر إليك الناس وكيف يعاملونك لو كنت أنت مكان الخاطئ الذي تدين أعماله وتصرفاته!!. فإن كنت أنا أكرز ألا يسرق، وإن سقط أحد في هذه الرذيلة فإني أحكم عليه، فماذا لو سقطت أنا في ذات الخطية وضبطت متلبسًا بها ؟ ألا أريد أن يعاملني الناس برحمة ويلتمسوا لي عذرًا أو يسامحوني، ويقبلون ما أقول لتبرير نفسي، كل ذلك أريده إذا كنت أنا الخاطئ، فإن كنت أريد ذلك فلأفعله مع أخي بالتمام والكمال وإن صنعت ذلك فلن أدين أحدًا ، وأنجو من دينونة الديان الذي قال "لا تدينوا لكي لا تدانوا". الرياء : في منهج الصوم كما رسمه المسيح أن يكف الإنسان عن الرياء وطلب مجد الناس فحين يصوم يغسل وجهه ويدهن رأسه ولا يظهر للناس صائمًا ، بل يخفي صومه عن الناس ولا يسلك بوجهين ولا يكون ذا لسانين، فالذي يدين أخاه وهو في نفس الوقت خاطئ يحتاج إلى إصلاح نفسه يدعوه الرب مُرائيًا يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك". هذا هو سلوك الرياء. فالرب وضع في المنهج أن لا يسلك الإنسان مرائيا ... بل يكون متضعًا وصريحا مع نفسه في إصلاح سيرته. اسألوا تعطوا : يكثر السؤال والصلاة في الصوم، والرب مستعد دائما أن يعطي بل هو مصدر العطاء والخير ، ولا يمنع الإنسان من الأخذ إلا نفسه. ولا يحرم الإنسان من التمتع بعطايا المسيح إلا ذاته، لأن وعد المسيح أن كل من يسأل يأخذ وكل من يطلب يجد وكل من يقرع يُفتح له" والقديس يعقوب الرسول يُعلّق على هذا القول بقوله: "لكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن الذي ليس عنده إيمان لا يظن أنه ينال شيئًا من قبل الرب". ويطلب بحسب مشيئة الله ومسرته لأن الإنسان كثيرًا ما يطلب رديا لكي يخدم حاجات الجسد وينفق في شهواته. ويطلب ملكوت الله قائلاً: ليأت ملكوتك لأن طالب ملكوت الله لابد أن يناله ويحيا به وفيه. ويثق أن الله يسمعنا حال طلبنا ويميل أذنه نحو سؤالنا وهو يعطينا أكثر مما نسأل أو نفهم. أما وقت الاستجابة فليس لنا، لأنه يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نسأل ويعرف ما هو نافع ومتى يصير لنا لذلك تأخرت كثيرا استجابة الصلوات، هذا في نظر الناس أم الله فيعرف كيف يكون الشيء حسن في أوانه الخاص مثل ولادة إسحق وولادة يوحنا المعمدان. أما ما يثبت صدق مواعيد الله في استجابة طلبتنا ويرسخ في ذهننا أن لابد أن يعطينا فهو ما أوضحه المسيح أن الله أبونا وهذه النعمة التي صارت لنا في شخص يسوع أن صرنا أولاد الله، لأن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله ولكي يُثبت المسيح هذا التعليم بل هذا الواقع الذي صرنا إليه بإيماننا بالمسيح توسط بأمثال كيف أن آباء الجسد يعطون أولادهم عطايا جيدة رغم كونهم خطاة فكم بالحري أبونا السماوي غير الخاطئ وكلي الصلاح يعطي الخيرات للذين يسألونه فنحن نسأل أبانا ومن هذا المنطلق نعرف أنه يعطينا من فيض أبوته كل ما هو نافع لنا للحياة والتقوى لخلاص نفوسنا، ولكن قمة عطايا الآب لنا هي أنه أعطانا روحه ساكنا فينا وأنعم علينا بنعمة البنوة،انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى تدعى أولاد الله. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
15 مارس 2024

والذين يرعونهم ثبتهم

المزمور الاول یعتبر المزمور الأول الذي یبدأ بعبارة "طُوبَى لِلرَّجُلِ (الإنسان)" ھو افتتاحیة سفر المزامیر ھذا المزمور، ھو مزمور عام، ویتكون من ٦ آیات فقط، لكنه یقدِّم توصیفًا للإنسان الذي یرید أن یعیش مع الله بطریقة سلیمة تكلمنا المرة الماضیة عن عبارة "الرعاة اضبطھم" ونتكلم ھذه المرة عن بقیة ھذه الطلبة وھي عبارة: "والذین یرعونھم ثبتھم" انتبه لھذه الكلمات لأنھا غنیة فإن كان الراعي مدرسًا فھناك طلبة یعلِّمھم، وإن كان خادمًا فھناك مخدومین یخدمھم، وإن كان كاھنًا فھناك شعب یرعاه لھؤلاء نطلب "الذین یرعونھم ثبتھم"والراعي (الوالدین، معلم، خادم، كاھن، مسئول) لا یعلِّم بالكلام بل بالقدوة والتصرف والسلوك والأھم بالصلاة من أجل من یرعاھم. ما علاقة اﻟﻤزمور الأول بذلك؟ المطوَّب لا یعمل ثلاثة أشیاء: ۱- "لَمْ یَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ": لا یأخذ مشورة شریرة. ۲- "فِي طَرِیقِ الْخُطَاةِ لَمْ یَقِفْ": یرفض مجرد أن یقف في طریق الخطاة. ۳- "فِي مَجْلِسِ الْمُسْتَھْزِئِینَ لَمْ یَجْلِسْ": یعیش بجدیة بطریقة صحیحة. ھذا المنظر الجمیل قیل عنه: ۱- "یَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ" "مغروسة" أي ثابتة لا تھزھا الریح. ۲- "تُعْطِي ثَمَرَھَا فِي أَوَانِه، وَوَرَقُھَا لاَ یَذْبُلُ" دائمًا خضراء أي مكسیة بالنعمة ومثمرة. ۳- "كُلُّ مَا یَصْنَعُه یَنْجَحُ": في كل ما تمتد إلیه یده (مشروع، سفر، دراسة، تربیة، عمل) "اﻟﺬين يرعونهم ثبتهم", فيما يثبتهم؟ ۱- في المسیح: ھذا الثبات ھو غایة في الأھمیة،لأنه یجعلك عضوًا في جسد المسیح الذي قال: "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي یَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِیه ھذَا یَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِیرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَیْئًا" (یو ۱٥: 5) وقال معلمنا بولس الرسول "أَسْتَطِیعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِیحِ الَّذِي یُقَوِّینِي" (في 4 :13 ). ۲- في وصیة المسیح: یثبت في الكتاب المقدس وأسفاره: "مَن یَحْفَظْ وَصَایَاهُ یَثْبُتْ فِیه وَھُوَ فِیه. وَبِھذَا نَعْرِفُ أَنَّه یَثْبُتُ فِینَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا"( ۱یو 24:3) داود النبي الذي قلبه حسب قلب الله (انظر أع ۱۳ : 22)، والذى قال عن نفسه "أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ" (مز ۱۰۹ : 4) یقول "لَیْتَ طُرُقِي تُثَبَّتُ فِي حِفْظِ فَرَائِضِكَ" (مز ۱۱۹ :5) ھو یتمنى أن تكون حیاته ثابتة في الهُ لأن من لیس ممسكًا في شيء ثابت سیجرفه التیار إن الحقیقة الوحیدة الثابتة في ھذا العالم ھي ثباتك في شخص المسیح الذي لا یتغیر، وإیمانك بالوصیة. ۳- في كنیسة المسیح: أي في الحیاة الكنسیة قال السید المسیح "مَنْ یَأْكُلْ جَسَدِي وَیَشْرَبْ دَمِي یَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِیه" (یو ٦ :56) فحینما یولد طفل ینشغل الوالدان بعماده وذلك لكي یثبت في المسیح،ویمارس الأسرار و"یَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ" ولیس نبتة ضعیفة. ٤-في محبة المسیح: قال السید المسیح "أحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا" (یو ۱٥ :12)، ثم قال "أَحِبُّوا أعْدَاءَكُمْ" (لو ٦ :35) وھو یساعدنا في ذلك وقد أوصانا "اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي" (یو ۱٥ :6) "الَلهُ مَحَبةَّ،ٌ وَمَنْ یثَبتُ فيِ المْحَبةَّ،ِ یثَبتُ فيِ الله وَالله فیِه"ِ (۱یو ٤ : 16)واعلم أن المحبة ھي قوة لأن الله محبة، وأنت عندما تحب تأخذ قوة الله معك، لذلك فإن المحبة لا تُھزم و"اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" ( ۱كو 8:13) قال معلمنا بولس الرسول "مَنْ سَیَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِیحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَیْقٌ أَمِ اضْطِھَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَیْفٌ؟ كَمَا ھُوَ مَكْتُوبٌ "إنِّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّھَارِ قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ. وَلكِنَّنَا فِي ھذِهِ جَمِیعِھَا یَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا" (رو ۸ : 35-37) اﻟﺜلاث ﻛﻠمات "اﻟﺬين يرعونهم ثبتهم" عبارة "الذین یرعونھم" ھذا فعل الراعي أیًا كان، أما كلمة "ثبتھم" فھي عمل النعمة الذي من الله. فھذه العبارة فیھا مشاركة بین جھد الإنسان وعمل الله مغبوط ھو الراعي الذي یترك فرصة لعمل الله، ویصلي من أجل من یرعاھم، لكي تحل النعمة وتسند وتثبت. الرعية تثبت بثلاثة معانٍ مهمة:- ۱-الطاعة: كانت السیدة العذراء مطیعة في الھیكل، مطیعة لیوسف النجار في السفر لمصر ثم العودة منھا، مطیعة للملاك فقالت: "ھُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ لِیَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لو ۱:۳۸ )، ومطیعة للمسیح ابنھا. الطاعة تجعل الرعیة ثابتة. ۲-الثقة: أن تثق الرعیة في شخص الراعي وتراه نموذجًا رائعًا أمامھا. لقد وثق إبراھیم في كلام الله ولما قال له "اذْھَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِیرَتِكَ وَمِنْ بَیْتِ أَبِیكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِیكَ"( تك1:12-2) أطاع إبراھیم وخرج. ولما أتاه الوعد بالنسل في شیخوخته ھو وامرأته ووثق في الله، أنجبت سارة الابن الموعود به. ۳-الصبر: من ضعفات ھذا الزمان أنھم یریدون كل شيء بسرعة، فیفقدون فضیلة ھامة قال عنھا الإنجیل: "الَّذِي یَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَھَى فَھذَا یَخْلُصُ" (مت ۱۰ :22) الإنسان یظل تسعة أشھر في بطن الأم ثم یولد صغیرًا وینمو قلیلاً قلیلاً. ومجتمعنا المصري كان مجتمعًا زراعیًا، وفي الزراعة یضعون البذرة وینتظرون إلى أن تخرج ثمرًا ثم جاءت التكنولوجیا في العالم كله فأصبح كل شيء سریعًا في مثل الزارع یقول "وَالَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَیِّدَةِ، ھُوَ الَّذِینَ یَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَیَحْفَظُونَھَا فِي قَلْبٍ جَیِّدٍ صَالِحٍ، وَیُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ" (لو ۸ :15)ومن خلال الصبر یعطي الله الثمار، ومن خلال الصبر تثبت الرعیة. بصورة ﻋﺎمة ۱- الإنسان الثابت لدیه ثقة في نفسه: مثل دانیال النبي الذي وھو في أرض السبي الغریبة البعیدة "جَعَلَ فِي قَلْبِه أَنَّه لاَ یَتَنَجَّسُ بِأَطَایِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِه" (دا ۱ :8)ھو ثابت وواثق. ۲-الإنسان الثابت طریقه واضح ومستقیم: لذلك نقول في صلواتنا كل یوم "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا لَلهُ،وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥۱ :10) ۳-الإنسان الثابت یعلم أن لیس ھناك ما یجعله یبعد عن مبادئه نسمع في سیر الشھداء والقدیسین عن بسطاء كانوا ثابتین. مثل الشھداء الأقباط الذین استشھدوا في لیبیا، ومثل یوسف الصدیق الذي قال "كَیْف أَصْنَعُ ھذَا الشَّرَّ الْعَظِیمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ" (تك ۳۹ :9)إذن الإنسان الثابت دائمًا واثق وشجاع وصادق مع نفسه. اﻟﺨلاصة حینما أقول "والذین یرعونھم ثبتھم" أقصد ثبتھم في الفھم، في المعرفة، في النمو، في التربیة، في الإیمان، فنرى أناس على مستوى ناجح في كل عمل صالح.أعود وأقول: "یَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ"، حینما ترى الأشجار حولك قل یارب اجعلني أنا ومن أرعاھم مثل ھذه الشجرة المغروسة الثابتة القویة النامیة التي تعطي ثمرھا في حینه وورقھا لا ینتثر وكل ما یصنعه ینجح.واذكر أنھما عبارتان: "الرعاة اضبطھم والذین یرعونھم ثبتھم" وما یربطھما ھو المحبة القویة من الراعي نحو الرعیة ومن الرعیة نحو الراعي.لیحفظكم الرب ویجعلكم دائمًا ثابتین في حیاتكم وإیمانكم وتكونون كالشجرة المغروسة فعلاً على مجاري المیاه. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
14 مارس 2024

بدعة نيقولاوس

النيقولاويون يذهب البعض إلى أنهم أتباع نيقولاوس الأنطاكي أحد الشمامسة السبعة الذين رسمهم الرسل وأن نيقولاوس هذا ضل في الإيمان وخرج عن الكنيسة ولكن مراجع أصحاب هذا الرأي متأخرة ونصوصها مبهمة وغامضة فلا بد والحالة هذه من الاعتراف بأننا لا ندري من هم هؤلاء بالضبط وهناك آخرون يقولون أن الاسم نيقولاوس هو رمز فقط وآخرون يقولون أن اسمهم يعود لشخص اسمه نيقولاوس مجهول الهوية وأسسس هذه البدعة أو الهرطقة شخص أسمه نيقولاوس كان أحد الشمامسة وسننقل ما جاء عنه فى كتاب لمؤرخ فى القرون الأولى للمسيحية تاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م) ص 159-160 1 - وفى هذا الوقت ظهرت الشيعة المسماة بشيعة النيقولاويين ولم تستمر إلا وقتاً قصيراً، وقد ذكرها الإنجيل فى رؤيا يوحنا (1)، وأعضاء هذه البدعة يفتخرون بأن الذى بدء هذا الفكر هو نيقولاوس أحد الشمامسة الذين أقامهم الرسل مع أستفانوس لخدمة الفقراء ويخبرنا عنه أكليمنضس السكندرى فى الكتاب الثالث من مؤلفه المسمى "ستروماتا " (فى هذا المؤلف يحاول أن يثبت بأن الأسفار اليهودية أقدم من أى كتابة يونانية .) 2 - " يقولون أنه كانت له زوجة جميلة، وإذا أتهمة الرسل بالغيرة والحسد بعد صعود المخلص، أخذ زوجته وأوقفها فى وسطهم وسمح لأى واحد أن يتزوج بها، لأنه قال أن هذا كان يتفق مع القول المعروف عنه أن المرء يجب أن يذل جسده، أما الذين أتبعوا هرطقته وقلدوا حماقته وكل ما فعله وقاله إنما أتبعوه كعميان يتبعون أعمى فإرتكبوا الزنى بلا خجل ولا حياء . 3 - ولكنى علمت أن نيقولاوس لم يعرف أمرأة اخرى غير زوجته التى تزوجها، وأن بناته أستمرين فى حالة العذراوية حتى سن الشيخوخة، أما أبنه فلم يتدنس، وإن صح عنه أعنه عندما أحضر زوجته (التى كان غيوراً فى محبتها) وسط الرسل فقد كان واضحاً أنه ينبذ شهوته، وعندما أستخدم تعبير " إذلال الجسد " كان يشهر سيف ضبط النفس فى وجه تلك الملذات التى تقتفى البشرية أثرها بإلحاح، لأننى أعتقد أنه، إتماماً لوصية المخلص .. لم يشأ أن يعبد سيدين .. الشهوة والرب 4 - " ويقال أن متياس أيضاً نادى بنفس التعليم أننا يجب ان نحارب الجسد ونذله، وأن لا نرخى له العنان بملذاته، بل يجب أن نقوى للروح بالإيمان والمعرفة " أما تعليمهم التي استوجب هذه الانذارات الشديدة اللهجة فإنها قد تكون نوع من الانتيمونية. وقد يكون الزنى المشار إليه في هذا الفصل من الرؤيا هو النوع الذي عُبر عنه بالكلمة اليونانية Porneia أي التزاوج بين الأقرباء الذي نهى عنه الناموس.وهم أتباع تيار غنوسي إباحي في جماعة أفسس وبرغامون. وتوجه رؤيا يوحنا الحبيب ما بين السنة 75 والسنة 85 انذاراً إلى ثلاثة من الكنائس السبع التي في آسية إلى تيتيرة وبرغامون وأفسس انذارات بوجوب الابتعاد عن النيقولاويين الذين يتمسكون بتعليم بلعام الذي علّم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني اسرائيل "حتى يأكلوا من ذبائح الأوثان ويزنوا". وتأخذ الرؤيا على ملاك كنيسة تيتيرة أنه يدع المرأة ايزابل الزاعمة أنها نبية تعلّم وتضل العباد حتى يزنوا ويأكلوا من ذبائح الأوثان ولا سيما أنها أمهلت مدة لتتوب من زناها فلم ترضَ أن تتوب ولذا فهي تُطرح في فراش واللذين يزنون معها في ضيق شديد أن لم يتوبوا من أعمالهم "ولسائر في تيتيرة من جميع الذين ليس لهم هذا التعليم والذين لم يعرفوا أعماق الشيطان أني لا ألقي عليكم ثقلاً آخر ولكن تمسكوا بما هو عندكم إلى أن آتي" (رؤ2: 14 و18-26) لم تستمر هذه البدعة كثيراً لأنها مخالفة للتعليم المسيحى بشريعة الزوجة الواحدة - ومن نظر لأمرأة ليشتهيها فقد زنى فى قلبه وقد طردوا من الكنيسة وتكلم عنهم الإنجيل بأنهم هرطقة أقوال الاباء عن هذه البدعة أما الأخير في قائمة الرسل فهو نيقولاوس. اسم يوناني معناه "المنتصر علي الشعب"يرى البعض مثل القديسين ايريناؤس وأبيفانيوس أن بدعة النيقولاويين (رؤ 2: 6، 15) تُنسب إلى الشماس نيقولاوس: 1. يقول القديس ايريناؤس [النيقولاويون هم أتباع نيقولا أحد الشمامسة السبع (أع 5: 6)، وهؤلاء يسلكون في الملذات بلا ضابط ويعلمون بأمور مختلفة كإباحة الزنا وأكل المذبوح للأوثان.] 2. يبرئ القديسان إكليمنضس الإسكندرى وأغسطينوس نيقولاوس من البدعة وينسبانها لأتباعه. ويعلل البعض نسبة هذه الهرطقة إليه ترجع إلي تأويل كلماته، فقد قال بأن الذين لهم زوجات كأنه ليس لهم، أي يحيا مع زوجته بالروح ينشغلان بالأكثر بخلاصهما ونموهما الروحي والشهادة لإنجيل الخلاص. لكن بعض أتباعه قاموا بتأويل كلمته، ظانين أنه نادى بأن من له زوجة فليهجرها ويصير كمن بلا زوجة، ويسمح إن تكون مشاعًا. 3. يرى العلامة ترتليان والقديس جيروم أنه لما أختير للشموسية امتنع عن الاتصال بزوجته، وبسبب جمالها عاد إليها. ولما وبَّخوه على ذلك انحرف في البدعة إذ أباح الزنا. جاء رد الفعل في كتابات العلامة ترتليان حيث قال: "كل الأشياء مشترك بيننا فيما عدا زوجتنا" Omnia indiscreta apud nos praeter upores. القديس جيروم: نيقولاوس أحد الشمامسة السبعة، والذي في فسقه لم يعرف الراحة ليلاً أو نهارًا، انغمس في أحلامه الدنسة. 4. يرى آخرون أنه كان يغير على زوجته جدًا بسبب جمالها، فلما ذمَّه البعض بسبب شدة تعلقه بها أراد أن يظهر العكس فأباح لمن يريد أن يأخذها، فسقط في هذه البدعة لا تسقط مسؤليته انحراف نيقولاوس على الرسل القديسين في رسالة وجهها القديس جيروم إلى الشماس سابينيانوس Sabinianus يدعوه إلى التوبة وألا يتكل على أن الذي سامه أنه أسقف قديس: أتوسل إليك أن ترحم نفسك تذكر أن حكم الله سيحل عليك يومًا ما تذكر أي أسقف هذا الذي سامك. لقد أخطأ هذا القديس في اختياره لك، لكنه سيكون بريئًا (ربما لأنه ندم على سيامته)، والله نفسه ندم أنه مسح شاول ملكًا (1 صم 15: 11) وُجد حتى بين الاثنى عشر رسولاً يهوذا خائنًا ووُجد نيقولاوس الأنطاكي شماسًا مثلك (أع 6: 5)، نشر الهرطقة النيقولاوية وكل وسيلة للدنس (رؤ 2: 6، 15) القديس جيروم: يلاحظ أن السبعة يحملون أسماء يونانية، ولعلهم أقيموا لخدمة المتذمرين من اليونانيين بشيء من التعاطف معهم، ولم يكن من بينهم شخص واحد يهودي بالمولد لقد كان الاثنا عشر تلميذًا عبرانيين، لذلك اُختير السبعة من اليونانيين لتحقيق شيء من المساواة والشعور بالتزام الكل بالعمل واضح أن عمل السبعة لم يدم كثيرًا، فقد استشهد استفانوس ثم حدث ضيق شديد على الكنيسة، وتشتت الشعب خارج أورشليم يكرزون بالكلمة، بينما بقي الرسل في أورشليم.
المزيد
13 مارس 2024

السلوك المسيحي

يظن البعض أن الحياة مع الرب هي مجرد إيمان، وحب وروح، ولا تهم الفضائل والسلوك بينما يهتم الكتاب بالسلوك المسيحي من جهة الدينونة ذاته فيقول "إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" إذن سلوك الإنسان بالروح هو الذي يحميه من الدينونة ويعتبر هذا السلوك الروحي دليلا على الثبات في الرب. ويطلب الرسول مستوى عاليًا جدًا فيقول: "من قال أنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك (أي المسيح) هكذا يسلك هو أيضًا" (1يو 2: 6). نحن إذن مطالبون بالسلوك حسب الروح، وبأن نضع أمامنا في سلوكنا مثال سلوك السيد المسيح أيضًا وأهمية السلوك المسيحي، قول الرب "من ثِمارهم تعرفونهم" هذا السلوك له ناحيتان: إيجابية وسلبية. وكل منهما لها خطورتها.ولهذا يقول يوحنا الرسول "إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1 يو 1: 7). هذا من الناحية الإيجابية. وماذا عن السلبية؟ يقول الرسول "إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق" (1يو1: 6) إذن سلوكنا المسيحي هو دليل شركتنا مع الله وهو أيضًا دليل على شركتنا مع الكنيسة ولهذا كانت الكنيسة تفرز كل أخ يسلك بلا ترتيب، كما ذكر بولس الرسول أهل كورونثوس بالآية التي تقول "أعزلوا الخبيث من وسطكم". ويقول القديس يوحنا: "أوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس3: 6) إن كان السلوك أمرًا ليست له أهمية، والمهم فقط هو الإيمان، فلماذا إذن جعله الرسول قمة فرحه فقال "ليس لي فرح أعظم من هذا، أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق" (3يو4) إننا مؤمنون، ولكن ينبغي أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها (اف4: 1). نضع ثمرًا، لأن كل شجرة لا تصنع ثمرًا تُقْطَع وتُلْقَى في النار.. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
12 مارس 2024

الصوم الكبير لاهوتيا كنسيا روحياً

الكنيسة والصوم الكبير يعتبر الصوم الكبير ربيع الحياة الروحية فى الكنيسة كلها فيه تنمو الاشتياقات الروحية وتزدهر ، وتمتلئ البيعة بموجة نسكية ويسود جو العابدين مسحة من التقشف والاعتكاف والصلوات الممتدة والصمت والتأمل العميق والصوم الكبير يمتد تاريخه إلى العصر الرسولى ، فالمؤمنون يصومون فيه على مثال صوم الرب ، ويختمونه بأسبوع البصخة وعيد الفصح ، وقد جاء في تعاليم الرسل بخصوص الأربعين المقدسة ما نصه " فليكن عندكم جليلا صوم الأربعين تذكارا للفضائل والحسنات التى للرب ، وليكمل هذا الصوم قبل الفصح ويكون بدؤه من يوم الاثنين الثانى من السبوت وكماله يوم الأحد الذي قبل الفصح ، وبعد هذا اهتموا أن تكملوا أسبوع الفصح المقدس وتصوموا كلكم بخوف ورعدة " (دسقولية ١٨ ف ۱۰ ) والكنيسة توصى أبنائها بالصوم الأربعيني لأنها تسير فى إثر خطوات الرب نفسه وتهتدى بهديه وتختط نفس الدرب الذي سار عليه عندما كان في الجليل والناصرة ، إن الكنيسة هي امتداد التجسد ، لهذا تحرص على أن تكون حياة الرب المتجسد نموذجاً يتبعه كل عضو في الجسد ، فقد جاء تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته ، والصوم هو أحد أركان الحياة التي عاشها الرب على الأرض إذ صام أربعين يوماً وأربعين ليلة بسر لا ينطق به ، ، وهكذا رسم للكنيسة أن تصوم معه لكى تتم من خلال هذه الحياة النسكية مقاصده الإلهية وتدابيره المقدسة في هذا العالم فطاعة الكنيسة لمنهج الرب أمر يفسر لماذا حرصت الكنيسة طيلة عصورها علـى عدم التنازل عن حياة الصوم والتقشف، وبالأخص هذا الصوم الذي قدمه الرب نموذجا يحذى وليس الصوم هدفاً فى حد ذاته ، وإنما هو مجال لممارسة الفضائل الروحية من صلاة وخلوة واعتكاف وصمت وهدوء وتأمل ونسك وبذل ورحمة واحتقار لأباطيل العالم ، هذه هى الترجمة العملية لمنهج الرب الذى عاش مصلوبا منذ تجسده حتى موته بالجسد فالصوم هو أحد قسمات الصليب الذى حمله الرب وأوصى الكنيسة أن تحمله معه " إن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ( مت ١٦ : ٢٤ ) ، وفى هذا يقول الرسول بولس " إني حامل في جسدى سمات الرب يسوع " (غلا ٦ : ١٧).وإذا كان الرب قد أخلى نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب فليس العبد أفضل من سيده ولا التلميذ أفضل من معلمه فالمؤمن مطالب أن يجحد ترف الحياة وأباطيلها الفارغة ومباهجها الزائفة ليحيا مع المسيح في منهجه النسكى ليغلب كما غلب هو ، والرب وعد أن يعمل في الكنيسة بروحه القدوس طالما الكنيسة أمينة في شهادتها مصلوبة لأجل عريسها وتهدف الكنيسة من الصوم الأربعينى - فضلاً عن بركات الصوم الروحية - أن تعد المؤمنين لاستقبال أسبوع البصخة المقدسة بعد ضمه إلى نهاية الصوم ، فهذا الأسبوع هو قمة الحياة الروحية وعمق حياة الشركة المقدسة ومنتهى السمو للنفس المكرسة الخاضعة الهادفة أن تتحد مع المسيح فى آلامه وموته وقيامته ، فيكف إذا لشعب لاه أن يستقبل أسبوع الآلام ؟ وكيف يمكن لجماعة متخمة بالأطعمة والموائد وخمار هذا العالم أن تتبع المسيح فى أحزانه وآلامه المقدسة، وكيف يمكن لشعب منهزم لخطايا وشهوات عدة أن يعيد عيد النصرة والغلبة والقيامة المجيدة ؟ الصوم الأربعيني هو المجال الذى تتدرب فيه النفس الروحانية على الانطلاق والتحليق في السماويات وتقديم عهود التوبة والانسحاق وعربون النية الحقيقية للموت مع ذاك الذي مات لأجلنا وقام . نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب الصوم الكبير لاهوتيا و كنسيا وروحيا
المزيد
11 مارس 2024

يوم الاثنين من الأسبوع الأول (مر ۹: ۳۳: الخ)

" وَجَاءَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ. وَإِذْ كَانَ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُمْ: «بِمَاذَا كُنْتُمْ تَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فِي الطَّرِيقِ ؟» فَسَكَتُوا ، لأَنَّهُمْ تَحَاجُوا فِي الطَّرِيقِ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ فِي مَنْ هُوَ أَعْظَمُ. فَجَلَسَ وَنَادَى الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ أَوَّلاً فَيَكُونُ آخِرَ الْكُلِّ وَخَادِماً لِلْكُلِّ». فَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ ثُمَّ احْتَضَنَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلادِ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي». فَأَجَابَهُ يُوحَنَّا قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِداً يُخْرِجُ شَيَاطِينَ باسْمِكَ وَهُوَ لَيْسَ يَتْبَعُنَا ، فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُنَا» . فَقَالَ يَسُوعُ: «لَا تَمْنَعُوهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَصْنَعُ قُوَّةً بِاسْمِي وَيَسْتَطِيعُ سَرِيعاً أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ شَرًّا. لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا. لأَنَّ مَنْ سَقَاكُمْ كَأْسَ مَاءٍ بِاسْمِي لأَنكُمْ لِلْمَسِيحِ، فَالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَا يُضِيعُ أَجْرَهُ. وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ الصَّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي، فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحَى وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا . خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لَا تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ مَنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ فِي النَّارِ الَّتِي لَا تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ النَّارِ. حَيْثُ دُودُهُمْ لَا يَمُوتُ وَالنَّارُ لَا تُطْفَأُ. لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُمَلِّحُ بِنَارٍ، وَكُلِّ ذَبِيحَةٍ تُمَلِّحُ بِمِلْحِ الْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلَكِنْ إِذَا صَارَ الْمِلْحُ بَلَا مُلُوحَةٍ، فَبِمَاذَا تُصْلِحُونَهُ ۚ لِيَكُنْ لَكُمْ فِي أَنفُسِكُمْ مِلْحٌ، وَسَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً ". العثرة وواجبنا إزاءها هذا المسلسل من البتر لليد والرجل وقلع العين هو منهج النسك العالي للذين أعثرهم العالم وهم لا يريدون أن يعيشوا في الخطية. ولتوضيح هذا القانون الروحي الصارم يلزم أن نفهم أن حياة الطهارة والبر والقداسة في وسط عالم الخطية والعثرات تتطلب احتمال فداحة الثمن. فالذي يريد أن يعيش طاهر اليد لا يمدها للحرام، أيا كان الحرام نوعه، سواء نجاسة أو سرقة أو اختلاس أو تزوير أو غش أو إيذاء بالضرب، فإن ضبط اليد من جهة اليد نفسها وما يحركها من فكر وضمير ونية وإرادة يحتاج إلى شدة وعنف وإصرار وقطع في الضمير والقلب والنية وربط اليد بالإرادة، بحيث أن هذه الشدة وهذا العنف لا يقل عنفهما ألماً من آلام قطع اليد وما يتأتى من ذلك من آلام وعجز وفضيحة. هكذا يصور المسيح منهج ضبط اليد لكي لا تمتد للحرام من العنف والصعوبة ما لا يقل عن قطعها بالإرادة أو بالقانون.ويلاحظ القارئ أن المصدر الذي تداعى منه ذكر هذا القانون النسكي هو نفسه الآية السابقة التي تنص على عدم إعثار أحد الصغار، وإلا فخير لمن يعثر ولداً أن يُربط عنقه بحجر رحى ويُلقى في البحر. فالإعثار هو الذي ربط الحديث السابق بهذا الحديث. فانظر عزيزي السامع وتأمل الغرامة المريعة التي يستحقها من يعثر ولداً فلكي نتخطى الإعثار لابد من جهاد ومجاهدة ضد الذات والجسد. جهاد يساوي على الأقل في الألم والمعاناة الغرق في لجة البحر أو قطع اليد أو الرجل أو قلع العين. فلو تأملت معي عقوبة إنسان ترك لعينه الحرية أن تنظر في الأجساد وتشتهي وتملأ شهوتها في القلب ماذا تكون؟ عقوبتها ما هو لعقوبة الزنى الفعلي. لا زناة يدخلون ملكوت الله فانظر فداحة الغرامة. إذا علينا أن نُحوّل هذه الغرامة إلى مجاهدة إرادية في الإرادة والفكر والضمير والعين ذاتها.هذا هو المنهج النسكي الصارم الذي يقترحه المسيح أن نسلكه بالإرادة لكي ننجو من نار جهنم ودودها. أما نارها فأشد وأقصى من نار الأرض عشرات المرات، فهي نار الندم الذي يحرق الضمير ويظل يحرقه إلى أبد الآبدين. أما الدود فهو الإحساس بالخسارة التي تلاحق الضمير والنفس بلا نهاية .ونعيد ونؤكد أن هذه الوصايا هي على مستوى الروح، بمعنى أن نقطع وتهلك وتميت ونصلب هي كلها بالنية من الداخل، بالروح، وهذا الإجراء الروحي لهو أشد فعالية مئات المرات من الإجراء الجسدي.فهذه الأفعال القاطعة بالنية بالروح في الداخل قادرة بالفعل أن تبطل وتشل حركة هذه الأعضاء، لأن الفعل بالنية إذا كان صادقاً وعلى مستوى التكميل يقابله عند الله قبول شديد باعتبار أن الإنسان يكون في نظره قد أكمل الفعل، فيكمله هو له بأن يُحوّله إلى الضد.وأعظم مثل لذلك هو ما صنعه المسيح يوم الخميس الكبير، إذ صلب نفسه بالنية وقدم جسده مكسوراً ودمه مسفوكاً قبل أن يتمم ذلك فعلياً بالجسد على الصليب يوم الجمعة، فصارت ذبيحة يوم الخميس على مستوى ذبيحة الصليب يوم الجمعة.أو كما صنع إبراهيم لما أكمل بالنية ذبح ابنه؛ فكان أن حسب الله لإبراهيم أنه أكمل فعلاً وحقاً ما أمره به حتى دون أن يكمله جسدياً.هكذا عوض تكميل قطع الأعضاء جسدياً لبتر الخطايا منها، يحفظها الله في إطار نعمته ويُحولها إلى أعضاء مقدسة ترتعب من الخطية وتعمل الصلاح بحرية، وتؤول لدى صاحبها إلى قداسة وفخر وبجد، تماماً كما قال المسيح حرفياً: «من يُهلك نفسه من أجلي يجدها» ، «يحفظها إلى حياة أبدية».هنا الإهلاك بالنية يُحوّله المسيح إلى تكميل روحي حيث يبطل عمل الذات ويلاشي سلطانها بنعمته لتتحول إلى ذات مقدسة للمسيح، أي لا تعود بعد تتبع أمور العالم؛ بل تتبع الله لتكميل أمور الله.يقول بولس الرسول: لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته، ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية؛ بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات، وأعضاءكم آلات بر لله»، هنا عامل القطع والخصي والإهلاك والإماتة والصلب هو من عمل الروح، والروح إذا تسلط على الجسد يضبطه ويقمعه ويشل حركته ويحوله إلى أداة الصلاح عوض النجاسة والإثم.المسيح هنا لا يخاطب إنسان الجسد؛ بل يخاطب الروح في الإنسان لتتسلط على خطية الجسد لتقطع منه أصول الخطية وعروقها. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
10 مارس 2024

الصوم والتوبة أحد رفاع الصوم الكبير

احد رفاع الصوم الكبير و الكنيسه بتستقبل الصوم بشغف بأشتياق لانه لان دي حاجه مجرباها الكنيسه ومختبراها وهي عارفه هي بتعمل ايه وعارفه مفعولها ايه وعارفه نتائجها ايه عشان كده الكنيسه كنيسه عاشقه للصوم تدخر لنا روحانيه عميقه جدا قداسات بوفرة، لحن خاص بالصوم فى فية انكسار ،يساعد النفس على المذله والتوبه اصوام انقطاعيه ،قراءات عميقه، نبوءات ،كل هذا احبائي ،لاجل ان يكون الصوم خطوه في توبه الانسان وفي بناء الانسان الروحي عشان كده عايز اقول النهارده بلاش يكون فكرنا في الصوم بس احنا مش مقبلين على الصوم عشان خاطر نغير اكل كل استعدادنا للصوم نجيب شويه اكل صيامي،، قصه الاكل دي قصه سنويه في موضوع الصوم ، في ناس نباتيه ،،في ناس يقول لك اصل ده ملوش في الاكل ، في حد يقول لك ده نفسه مسدوده، وفي معتقدات اخرى مختلف بتدان الصوم الصوم بالنسبه لنا فكر مختلف تماما ،،وهو انسان بيقدم جسده ذبيحه، إنسان يجعل سكين الروح على الجسد، وبيضبط جسدة ويسمو بجسده بيعلو بطلباتة وبيقدم روح نشيطة وفكر مرتفع سماوي هو ده فكر الصوم ، حالة الاكتفاء بأننا هنصوم نغير اكل،، دي لابد ان احنا نغيرها من فكرنا ومن قلبنا،، مش هنغير اكل، لابد إننا نغير سلوك نغير حياة نغير اهتمامات نغير برنامج ،هنغير طباع هو دة الصوم ما يعديش الصوم احبائي الا وينفجر فيك إنسان روحاني جديد ما يعديش يوم من الصوم الا و تحس انك اخذت خطوه جديده في طريق الملكوت،، ما يعديش الصوم الا وتكون مسكت فضيله واثنين،، واجتهد ان انت تقتنيهم،، ما يعديش الصوم الا وتكون في خطيه مربوط بها رباط وثيق الا وتجتهد انها تتفك منها هو ده الصوم اية اللى فى قلبك بالنسبه للصوم دلوقتي عاوز تصوم لية و هتبتدي تصوم بأنة روح هتبتدى وانت كسلان هتبتدى إنسان وبتقول النهارده انا عايزه اكل كل اللي نفسي فيه وانت بتقول يامهون وتظل تحسب فى الأيام هتعدى أمتى تملي يقولوا كده الانسان الروحاني يحسب كم يوم مر من الصوم ويزعل و الإنسان الجسداني يحسب كم يوم عدى من الصوم ويفرح واحد ينظر ان ده ثقل ،،واحد ينظر ان ده وسيله خلاص ،، ياما بنشتكي من ان طباعنا ثبتت فينا يا ما بنشتكي من خطايا وضعفات لها جزور جوانا طب اية الفرصه الفرصه هو الصوم عشان كده احبائي جيد جدا في الصوم ان نصم عن كل شرجيد جدا في الصوم احبائي ان يكون عندنا ضعفتنا قدام عينينا وبنجتهد امام وجة اللة ونترجى وجه ربنا ونسجد قدام تحننه من اجل ان يقبل من خلال صومنا يقبل حياتنا هو ده الاشتياق اللي المفروض ندخل به للصوم هو ده الفكر الروحي اللي لازم نقابل به الصوم اكثر حاجه تجيب غضب الله على الانسان وغضب الله على البشريه كلها هى الخطية القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لك الخطية هى كارثه الشعوب الخطيه دي جايين نعمل بها اية جاين نعمل بها رضا الله الصوم هو ارضاء الله هو الاقتراب الى الله الصوم هو الامتناع عن الشرور ده بيعمل ايه بيجيب بركات ثمار الخطايا بتاعه الانسان الخطيئه اللي خرجت ابونا ادم وامنا حواء من الفردوس تعال اقرا شويه في الكتاب المقدس شوف الخطيه عملت ايه انظر الى سدوم وعموره الخطية أتت بنار من السماء وحرقه البلد باللي فيها الخطية خاطئة جدا الخطيه عملت الطوفان كون ان ربنا يهلك جميع بين البشر الا ثمانيه بس نوح وزوجته واولاده وازواجهم بس الكتاب المقدس كله عايز يصور لك شناعه الخطيه شناعه الخطيه يعمل ايه يجيب لك حاجه زي الطوفان يقول لك خلي بالك اتمسك بالبر وعيش بالوصايا حتى لو كنت قليل حتى لو كان العالم كله عايش ضد وصيه الله تقرأ الكتاب تلاقي عمال يوريك ثمر البر وثمر الخطيه يقولك توب واتغير وغير نفسك وقلبك وغير اعماقك يوريك ايه اللي سبى بني اسرائيل في العهد القديم؟ الخطيه ربنا سامحلهم بالسبى والمذله والإهانة اية اللى جعل الارض تتشق وتبلع التعدي اية اللي ذل شمشون الجبار الخطية عاوز يقول اد ايه الخطيه مذلة ومهينه ايه اللي في الاخر هيجعل يبقى في ناس سكان الجحيم سكان العذاب الابدي الخطيه والتعدى طب الصوم ايه الصوم ان نكف عن الخطايا ان نتصالح مع الله بنقدم له نفسنا وبنقول له يا رب ها انا ذاه بقدم لك جسدي ورغباتي بقدملك كياني ومشاعري وعواطفي و ابسط دليل على ان انا باقول لك يا رب انا بحبك وعاوز اقدم لك نفسي انا هامتنع عن الاطعمه ابسط دليل هقدم لك به خضوع وطاعه ان انا اقول لك يا رب هاعيش بحسب وصاياك مش هعيش بحسب شهواتي ودة دليل بسيط بقدمه لك وياريت اكون قدرت أعبر عن اللي جوايا عن طريق شويه الاكل اللي انا امتنعت عنهم كل يوم وانت بتاكل فكر في كده فكرة تقول له يا رب لعله اكون بعبر لك عن اللي جوايا اللي جوايا اكبر من كده بكثيرعشان كده تلاقي نفسك، عاوز تشد على نفسك اكثر عاوز تبطل تدليل الجسد عايز تتحكم في نفسك اكثر،عاوز تنشط الروح اكثر ،عاوز تقف تصلي فترات اطول،وعاوز تتناول أكثروتقرا الانجيل اكثر وتشبع بربنا اكثر ليه؟ لان دة هدف الصوم عشان قالك ارجعوا الي ارجع اليكم ارجعوا بالبكاء بالنوح بالصوم بالصلاة قدسوا صوما نادوا بأعتكاف اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة اجمعوا الشيوخ نادوا بأعتكاف ايه ده عاوز يقول لك فى الصوم حاول ما يكونش برنامج اليوم بتاعك عادي،، لازم يكون مختلف اعمل الضرورى فى الصوم الاهتمامات بتاعتك اللي فيها بيضيع فيها وقت كثير حاولت تقللها قد كده الصوم مناسبه خطيره؟ طبعا اشعياء النبي يقول لك هلموا ايها الجياع والعطاش تعالوا تعالوا كلوا واشربوا بلا فضه بلا ثمن اشتروا خمرا ولبناً ايه الخمر واللبن ده؟! الفرح الروحي تعال خذ فتره انقطاع تكون طويله شويه وشوف نفسك وانت جاي تأكل الساعه 4:00 ولا الساعه 5:00 تحس ان انت مش عايز تأكل ..تحس ان انت فى فرحه جعلك تنسى الجوع تبص تلاقي ابتدا الجسد طلباته تقل وابتديت انك شاعر انك بتتحكم في نفسك وابتدا لسانك يبقى اهدى وابتدا طبيعتك تبقى وديعة اد كده الصوم اقول لك طبعا الصوم بيغير في الانسان حاجات كثيره جدا قال لك ممكن طبع الوحوش يروض كذلك الجسد الجسد ممكن يروض لما تتحكم في رغباته هو الصوم ايه فرصه ان انت تقدر تضبط جسدك وبتضبط رغبات جسدك علشان كده احبائي مقبلين على الصوم بأشتياق بنيه ورغبه مقبلين على الصوم واحنا عاوزين نشوف ايه اللي ممكن نقدمه لربنا من خلال الصوم مش اللي ممكن نقدمه لنفسنا مش عاوزين نتحايل على الصوم ونقعد نعمل اصناف كثير ونغيره الدنيا فيها تطوير واصناف كثيره تجعل الانسان ممكن يدلل جسدة ما يحسش بالصوم لا حاول ان انت تضيق على نفسك على قد ما تقدر على قد ما تقدر كلما ماتت حته في الجسد اتولدت حته في الروح و كل ما عاشت حته في الجسد ماتت حته في الروح فأحنا في الصوم عاوزين نموت مراكز في الجسد عشان تحيا مراكز في الروح عاوزين نقدم توبه عن سلوك واعمال قال لك كده اول ما سمعوا كلمه معلمنا بطرس الرسول يوم ال 50 قالوا له طب ماذا نعمل.. قال لهم توبوا لابد ان نعرف ان الصوم هو توبه تغيير توبه يعني مطانيا ومطانيا يعني تغيير اتجاه تغير عقل تغيير اهتمامات، تغيير فكر، يلا نضع ضاعفاتنا قدام عينينا و قدام ربنا ونقدم توبه عند ضعافتنا وكل واحد زي ما يقول لك كده كل واحد عارف ضربه قلبه كل واحد فينا عارف وجعه كل واحد فينا عارف ايه الاشياء اللي مرجعاه لوراء طب يلا اذا كنا عارفين ضربات قلبنا يلا نحط ضربات قلبنا في الصوم قدام ربنا اللى مربوط بألم واللى مربوط بعاطفه واللي مربوط بجسد واللي مربوط بشهوه واللي مربوط بمال واللي مربوط بعلاقات والذي بعد تماما عن اي ممارسة روحيه ضع ضعفاتك قدامك في الصوم وقل له يا رب انا زي ما هبتدي انى هصوم عاوز ابتدي لك ان انا اصوم نفسي عن هذه الاخطاء ودة احبائي بداية ونموه الإنسان فى النعمة والفضيلة وانت قاعد دلوقتي قول طب انا المفروض اعمل ايه فى الصوم؟ اقول لك صلي اكثر اقرا اكثر انقطع فترات اطول اعمل مطانيات لما تأكل تاكل بغير لذه لما تأكل قول لحاجة الجسد فقط بيقول لك كده اجتهد انك تأكل ما تحتاجه وليس ما تشتهيه ضع لنفسك هذه الاشتياقات في الصوم وابتدى بيها واول من النعمة تلاقي واحد ابتدا يضع سكين على الجسد ربنا يعطيك زي ما اعطي ابونا ابراهيم خروفا عوضا عنه عندما وضع السكين على اسحاق اعطاة خروفا عوضا عنة اول ماتضع سكينا على جسدك فى الصوم وتقول انا هبعد عن كذا وعن كذا هتلاقى ربنا مش تحس انك محرم مش هتشعر انك متضايق،،مش هتحس ان نفسك في حاجه ابدا مش هتشعر ان الصوم طويل لانه بيعطيك النعمه البديله اللي بيخليك تتلذذ بها خد بالك ما فيش نعمه تعطى بدون سكين مرفوع ما كانش ممكن ابدا ربنا وابونا ابراهيم قاعد في بيتهم يقول له خلاص اعتبر نفسك قدمت اسحاق وخد خروف بداله واطلع اذبحوا لا لا لا لازم يأخذوا معاة ويمشي معاة المشوار ويطلعه فوق المذبح ويربطوا ويرفع السكين ده رحله الصوم بتاعتنا واخذين جسدنا معانا وجعلينوا يخضع وعمالين نضع علية وصاقات ونقولة ما تعملش ماتعملش وبنرفع عليه سكين عمل النعمه من اول ما الاراده الروحيه تقوى فى حياتكم تلاقى عمل النعمة البديله تأتي تلاقي فيك فرح روحي ومسره وقوه بعد ما كنت اول ماتفتح عينك عاوز تأكل ابتدات تبقى ناسي حكايه الاكل وابتدى الوقت يعدي ولا تشعر بجوع ولا حاجه اية اللي جرى هو انا تغيرت؟ اقول لك اه في نعمه بديله في تعويض ايه المطلوب في الصوم واحد يلاقي نفسه بيكلم كثير واحد بياكل كثير واحد عينة مش منضبطة واحد عنده طمع واحد عنده غيره واحد عنده ادانه هو دة اللي بالاولى لازم نصوم عنه لان هو ده هدف الصوم الحقيقي مش مجرد بس تغيير في انواع اطعمه هو ده حط الضعفات بتاعتك قدامك وقل له يا رب انا خطيتى امامى في كل حين لك وحدك اخطات يا رب انت تعلم ضعفي و اقدم لة ضعفي وقدم جسدي قدامه فيبتدى ربنا يفكني من رابطه وربطه وربطه وابتدت نفسي المتربطه دي ابتدت تنطلق في افاق جديده وابتدت تأخذ قوه ودفعه ايه البركات دي اقول لك دى بركات كثيره الكنيسه مجبرة الصوم دة سنين وسنين كنز وشهوه قلب الكنيسه انك تلاقي فى الصوم ان الناس بتتغير وطبيعها بيتغير تبقى فتره محبوبه جدا في ضمير الكنيسه عشان كدة أقدر أقول لك ان ده قوة ونعمه ورحمه كبيره جدا مافيش شخص تاب الا لما صلى مافيش واحد صام الا ماصلى التوبه مفتاحها الصوم والصلاة والكنيسه بتقول لك صوم وصلي في الصوم عشان تتوب ضع خطيتك قدامك في الصوم ماتصمش بس أكل لا ضع الخطايا بتاعتك في الصوم وقدم نيه توبة عنها وابتدى فعلا اجتهد ان انت تتعتق منها هو ده الصوم ما اجمل إنسان واقف صائم امام الله وبيطلب يتضرع لربنا عن ضعف ربنا يفكة عنه اكثر طلبة محبوبه لربنا طلبة التوبه اكتر طلبة تدخل لحضره ربنا وتجد استجابه ان الانسان يقول ارحمني قال له من ساعة تضرعاتك انا سمعت وقضيه الامر قال كده لدنيال من ساعة ماتبدا تقدم مشاعر توبة ثق فى الله نقرأ فى سفر الاخبار، عن ملك شرير جدا اسمة منسى ابوة كان ملك بار تقى جدا الملك حزقيا فمنسى قام وعاد وعمل مرتفعات اماكن عباده الاوثان اللي كان ابوه هدمها هو بناها ثاني وعمل مرتفعات جوه الهيكل تخيل انت كده لما يبقى جوه هيكل ربنا اماكن لعباده الاوثان اضل اسرائيل ارضى الله طبعا الملك الماعند عبد الاوثان واضل اسرائيل وطبعا الملك مادام عبد الاوثان الشعب كله بقى بيعبد الاوثان اضل يهوذاعمل الشر فى يا عيني الرب لاغاظته ياااااة كلمة شنيعة عمل الشر في عيني الرب لاغاظته واحد بيعمل الشر عشان يغيظ ربنا مش بضعف لا دة عاوز يغيظ ربنا استمر ع الحال ده 50 سنه 50 سنه الشر والمملكه في شر بسببه ربنا في الاخر عمل ايه سمح له انه يسبى وقضوا اعداءة بخزامه وجرو زي الحيوان لا مؤاخذه يعني بسلسله في رقبته ومجرور تقرا آية واحده بس في سفر الاخبار قالك لما لقى ضيقة نفسه فصلى الى الرب وعندما صلى فرد الرب له مملكته وقبل توبته معقوله يا رب صلوة تتوب الإنسان عند كل الشرور دي وكل السنين دي اقولك اه بس قول لة ارحمني كده اقف بقلب تائب معلمنا داود اعطانا مفتاح بيقولك القلب المنكسر المتواضع لا يرزله الله ماهى الاشياء التي تساعد الانسان وتجعل قلبة منكسر متواضع انك تكون صايم الكنيسه عارفه ان الصوم وسيله للمذله والاتضاع عارفه ان الصوم من اكثر الوسائل اللي تجعل الإنسان يبقى منسحق جرب تقول انا لما اروح مش هأكل هستنى شوية وهصلى قبل ما أكل لما تصلي قبل ما تأكل يحصلك اية؟ صلاة مختلفه خالص لانك قبل ما تصلي نصرت الروح على الجسد احيانا يقول لك لما تيجي تاكل وانت صايم حاول انك تتباطئ في اعداد الأكل ليه يعني اسف في الكلمه يعني اتلكع فى تجهز الاكل خذ لك ربع ساعه نصف ساعه لان الانسان النهم في الاكل انة لو صام صام وراح اكل بنهم يبقى برضة لسه الجسد مشاغب اكله ببطء واكله ما يحتاجه ارفع يدك عن الطعام قبل ما بطنك تنتهي ده ايه دة تعالى كدة خد الصوم بالاسلوب ده وشوف ايه اللي يجرى تلاقي حاجات كثير تنضبط فى داخلك وكأن الاكل ده هو مجرد وسيله بتعبر بها عن ما هو اعمق واهم بكثير من حكايه الأكل تعال كده قدم توبه عن خطايا متكرر وشوف قبول الله لك اللي بيزرعوا فينا عدو الخير بيقول لك انت ما فيش فائده ما ينفعش ودي حاجه من زمان اقول لك لا ابدا يزرع فيك شيئين يايقولك انت كويس قوي وانت احسن من غيرك بكثير يا يزرع فيك فكره ثانيه يقول لك انت وحش قوي وما فيش فائده منك يا كده يا كده ويمكن فى اليوم الواحد يجيب لك الفكره دي والفكره دي عشر مرات شوية يقول لك انت كويس قوي واحسن من غيرك بكثير وشويه يقول لك انت وحش قوي وما فيش منك فائده قولة أنا مقبوله لدى اللة ولا أنا وحش قوي لانى عايش مع المسيح واثق انة هيقبلنى ولا حلووو قوى لانى لو حلو قوى فدة برضة من المسيح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل