المقالات

23 أغسطس 2023

الغضب البشري

أحيانًا يوجد غضب مقدس من أجل الله، ولكنه لا يتصف بالعصبية وفقدان الأعصاب، إنما هو غيرة مقدسة أما الغضب البشرى فيقول عنه يعقوب الرسول " لأنه غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع1: 20) وما أكثر أقوال الآباء القديسين في ذم الغضب قال ماراوغريس "صلاة الغضوب ها بخور نجس مرذول، وقربان الغضوب ذبيحة غير مقبولة" وقال أيضًا "أن الغضب هو حركة للجنون يجعل النفس مثل الوحوش عينا الغضوب شريرتان مملوءتان دم أما وجه الوديع فهو بهي، وعيناه تنظران بحشمة" وكان الأنبا أغاثون يقول لو لن الغضوب أقام أمواتًا، فما هو مقبول عند الله، ولن يقبل إليه أحد من الناس قال شيخ إن الذي يخاصمه أخوه ولا يحزن قلبه، فقد تشبه بالملائكة فإن خاصمه هو أيضًا، ثم رجع لساعته فصالحه، فهذا هو عمل المجاهدين أما الذي يحزن أخوته، ويحزن منهم، ويمسك الحقد في قلبه، فهذا مطيع للشيطان، مخالف لله، ولا يغفر له الله ذنوبه إذا لم يغفر هو لأخوته وقال مار إفرام السرياني السخوط يقتل نفسه وهو غريب من الملامة وعادم الصحة، لان جسمه يذوب كل حين، ونفسه مغمومة، وهو ممقوت من الكل وقال مار افرام أيضًا من يخفى في قلبه حقدا، يضاهى من يربى في حِجرة حية الدخان يطرد النحل، والحقد يطرد المعرفة من القلب وقال أنبا اشعياء الغضب هو أنك تريد أن تقيم هواك وتغلب بالمقاومة، وما قطعت هواك الاتضاع وقال القديس اغسطينوس ما هو الغضب؟ إنه شهوة الانتقام وان كان الله على الرغم من إساءاتنا، إلا أنه لا يشاء أن ينتقم لنفسه منا، فهل نطلب نحن أن ننتقم لأنفسنا، ونحن نخطئ في كل يوم إلى الله؟! وقال القديس اغريغوريوس أسقف نيصص إن الغضب يجعل المرارة السوداء تنتشر في الجسد كله وقال القديس يوحنا الأسيوطي سلاح الغضب يؤذى صاحبه الغضب في القلب مثل السوس في الخشب وإن رجعنا إلى الكتاب المقدس، نجده يقول "لا تسرع إلى الغضب، لان الغضب يستقر في حضن الجهال" (جا 7: 9)، ويقول أيضًا "لا تستصحب غضوبا، ومع رجل ساخط لا تجيء " (ام22: 24). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
22 أغسطس 2023

آية وتأمل وقول لكل يوم

حارين في الروح { غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاِجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ }(رو 12 : 11) الإنسان الروحي الذي يعمل فيه روح الله، يكون نشيط ولا يتكاسل في جهاده وحياته بل يعبد الله بنشاط ويكون حار في الروح وتشمل الحرارة الروحية كل حياته وتوبته وصلواته و خدمته ومحبته لله والغير. عن هذه النار الإلهية قال الرب { جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ }(لو 12 : 49). نضرم نار الروح القدس فينا بالصلاة لتحرق الخطايا وتنقينا من الآثام وتشعل فينا المحبة كنار تشعل ولنا غيرة الروحية علي مجد الرب { اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ }(نش 8 : 6). وكلما فترت محبتنا وحرارتنا علينا أن نشعل حرارة الروح فينا بكل الوسائط الروحية المناسبة ونبتعد عن البرودة الروحية والخطية. لقد تابت مريم المصرية وتدرجت من خاطئة تائبة إلى قديسة راهبة تنمو في النعمة، إلى أن وصلت إلى درجة السواح، واستحقت أن يتبارك منها القديس الأنبا زوسيما. كذلك الحرارة الروحية التى تاب بها أوغسطينوس الشاب، حتى أصبح راهباً وأسقفاً، وأحد القديسين الذين لهم كتابات وتأملات روحية انتفعت بها أجيال كثيرة. يعوزنا الوقت أن نتحدث عن الحرارة الروحية التي تاب بها القديس موسى الأسود، حتى أصبح من آباء الرهبنة الكبار. إن الروح القدس يوقد في القلب ناراً، ويشعله بمحبة الله. لذلك كل من يحيا بالروح يمتلئ قلبه بالحب. وتكون المحبة في قلبه ناراً. تشتعل في قلبه نار من جهة محبته للناس والسعي إلى خلاصهم الروح القدس يهب حرارة روحية وعندما حل على التلاميذ والرسل في يوم الخمسين حل عليهم كالسنة من نار { وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم} (أع 2 : 3). والنار أعطت حرارة واستنارة وطاقة ألهبت قلوب الرسل فصاروا حارين في الروح (رو12: 11). فالتهبوا بمحبة الله والناس وسعوا بغيرة روحية من أجل خلاص كل نفس ومعرفتها لربنا يسوع المسيح. لقد تغير القديس بطرس بعد حلول الروح القدس عليه من رجل خائف ينكر معرفته بالمسيح الى قوة روحية بعظة واحدة رد أكثر من ثلاثة آلاف وقال لرؤساء اليهود { نحن لا نستطيع أن لا نتكلم} (أع 4: 20). لقد ألقوا بطرس في السجن، وهددوه وأهانوه، ولكنه احتمل ولم يستطع أن يصمت. وبعد إطلاق سراح بطرس ويوحنا من سجنهما. صلى الرسل { ولما صلوا، تزعزع المكان اللذة كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس. وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة} (أع 4: 31). لقد كانت الكنيسة تصلي بالروح وكان لصلواتهم مفعولها ونتائجها التي أتت بنفوس كثيرة للمسيح أننا نحتاج لخدام حارين يهتموا بنموهم الروحي وصلواتهم ويهتموا بخلاص كل أحد ويلتهب قلبهم بمحبة الله وملكوته. وعندما نصلي { ليأت ملكوتك} نقولها من كل قلوبنا ومشاعرنا ونعمل من أجل انتشار ملكوت الله بحماس روحى يقود الناس إلى الإيمان والتوبة. نسعى للامتلاء بالروح. ونشبع بكلام الكتاب المقدس الذى يحطم قساوة قلوبنا وكنار تلهب القلب { أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ }(ار 23 : 29). فتنتقل حرارة الروح منا إلى من هم حولنا فالحرارة تبعث الدفء في من حولنا وتلهب قلوبهم بالمحبة كما أنها تنير لنا وتهدينا لنأخذ من نور المسيح، شمس البر ونستنير بالإيمان ونكون ناقلي لنور المسيح الذى نقلنا من عالم الظلمة الى نوره العجيب الله يحبنا وفى محبته أعلن لنا أبوته، وتجسده لأجل خلاصنا، وأعطانا روحه القدوس ووعدنا بالحياة الأبدية والمحبة هي التي تبعث الدفء الروحي وروح الحياة في النفوس ومحبة الله تنسكب فى قلوبنا بالروح القدس. المؤمن الذي اختبر محبة الله يبادله المحبة و يحب أخاه. {ايها الاحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله }(1يو 4 : 7). وهذه هي وصية الرب لنا { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا (يو 1 : 34) }. من الحكم وأقوال القديسين: - فلنتوسل إذًا إلى الله بإيمان والمحبة والرجاء الكثير، لكي يمنحنا النعمة السماوية، نعمة الروح، لكى ما يحكمنا ويضبطنا ذلك الروح نفسه أيضًا، ويقودنا إلى كل إرادة الله وينعشنا ويحيينا بكل أنواع إنعاشه وإحيائه لكى بواسطة عمل الروح هذا وفاعلية النعمة، والنمو الروحاني نتقدم، لنحسب أهلا لإدراك كمال ملء المسيح. القديس مكاريوس الكبير إن أنقي الذهب يجب أن يمر بأكثر النيران حرارة. من الشعر الروحي:- "لك منا كل الحب" لما الظلمة والشر ينتشر ونلاقي أنفسنا في وقت الضيق نصلي ونرفع قلوبنا وايدينا وعيوننا نحوك يا احن صديق أنت تعزي وتصبر وروحك يكون لينا سلام ونور ورفيق ملناش غيرك يا إلهنا كلك حكمة وتشق لينا في البحر طريق نورك يشرق في القلب ويهون طريقنا الكرب ومعاك نفيق انت وعدت انك هتكون معانا وها نعبر معاك طريقنا الصعب فيك رجائنا وقوة إيماننا وأنت ملجأنا وتستحق منا كل الحب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
21 أغسطس 2023

لقب "والدة الإله" في الصلوات الطقسية بكنيستنا

إن لقب "والدة الإله" يتردد كثيرًا في صلوات الكنيسة الجامعة الطقسية كمصطلح مقبول كنسيً،ا تم قبوله على مستوى الكنيسة الجامعة في مجمع مسكوني وهو المجمع المسكوني الثالث في أفسس 431م. وهذا اللقب هو لقب مُحبَّب إلى قلوب أبناء الكنيسة المخلصين المحبين للقديسة العذراء مريم والدة الإله ويحلو لهم ترديده.في القداس الإلهييرتل كل الشعب لحن: "بشفاعة والدة الإله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا".ونفس العبارة تقال في الهيتنيات قبل قراءة البولس. في مقدمة قانون الإيمان التي وضعها البابا كيرلس عامود الدين؛ تُتلى في رفع بخور العشية وباكر وفي القداس الإلهي وفي كل الصلوات الطقسية والتي نقول فيها: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله".وفي مجمع القداس يقول الكاهن: "وبالأكثر القديسة المملوءة مجدًا العذراء كل حين والدة الإله القديسة مريم".في صلاة الأجبيةفي كل ساعة من سواعي الصلوات السبع نجد القطعة الثالثة والسادسة (إن وُجدت ثلاث قطع أخرى) من قطع الصلوات التي تُتلى بعد قراءة الإنجيل كلها مخصصة للسيدة العذراء ويتردد فيها لقب "والدة الإله".في تسبحة نصف الليلهناك ثيئوطوكية أي "تمجيد لوالدة الإله" لكل يوم من أيام الأسبوع، وهي كلها تشرح سر التجسد الإلهي.. علاوة على أن جزءًا من ثيئوطوكية الأحد يُرنَّم كل يوم بعد الهوس الأول، بالإضافة إلى ثيئوطوكية اليوم، وكلها يتردد فيها لقب والدة الإله، كما أن هناك الشيرات التي تُقال في تسبحة يوم السبت. وبعد مجمع التسبحة تقال الذكصولوجيات وهي تماجيد للقديسين وفي مقدمتها ذكصولوجية السيدة العذراء التي يبدأ بها المرتل كل الذكصولوجيات، وأخرى للسيدة العذراء أيضًا تقال في ختام الذكصولوجيات. وهذه الذكصولوجيات يتردد فيها لقب "والدة الإله".وهناك ذكصولوجية باكر التي تقال بعد صلاة باكر كل يوم وبها جزء تمجيد للسيدة العذراء تُلقَّب فيه بلقب "والدة الإله".كما أن هناك كثير من ألحان الكنيسة الخاصة بالمناسبات الكنسية يتردد فيها لقب "والدة الإله" مثل اللحن العريق الذي تردّده كنيستنا والكنائس اليونانية وهو لحن "أومونوجينيس" الذي يقال في يوم الجمعة العظيمة وفي سيامة الآباء البطاركة وفي تقديس الميرون ويرد فيه لقب "والدة الإله". نيافة مثلث الرحمات الحبر الجليل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
20 أغسطس 2023

لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب الأحد الثانى من مسرى

نقرأ في إنجيل لوقا البشير أصحاح 5 : 27 – 39{ وبعد هذا خرج فنظر عشاراً اسمه لاوي جالساً عند مكان الجباية فقال له اتبعني فترك كل شيءٍ وقام وتبعهُ وصنع له لاوي ضيافةً كبيرةً في بيتهِ والذين كانوا مُتكئين معهم كانوا جمعاً كثيراً من عشارين وآخرين فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاةٍ فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى لم آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاةً إلى التوبة وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيراً ويُقدمون طلباتٍ وكذلك تلاميذ الفريسيين أيضاً وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون فقال لهم أتقدرون أن تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم ولكن ستأتي أيام حين يُرفع العريس عنهم فحينئذٍ يصومون في تلك الأيام وقال لهم أيضاً مثلاً ليس أحد يضع رقعة من ثوبٍ جديدٍ على ثوبٍ عتيقٍ وإلا فالجديد يشقه والعتيق لا تُوافقهُ الرقعة التي من الجديد وليس أحد يجعل خمراً جديدةً في زقاقٍ عتيقةٍ لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تُهرق والزقاق تتلف بل يجعلون خمراً جديدةً في زقاقٍ جديدةٍ فتُحفظ جميعاً وليس أحد إذا شرب العتيق يُريد للوقت الجديد لأنه يقول العتيق أطيب } هذا الجزء يتحدث عن مقابلة ربنا يسوع المسيح مع متى أو لاوي العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية معروف عنه أنه ذو سمعة رديئة في المجتمع قديماً الشعب اليهودي كان مُستعمر من الرومان وهؤلاء الرومان كانوا يأخذون ضرائب باهظة من الشعب اليهودي ولأن تحصيل الضرائب يأتي بتمرد من الشعب عليهم فأمر الرومان بعض اليهود بتحصيل الضرائب من جميع اليهود ثم قسَّم الرومان البلاد إلى أحياء لجمع الضرائب وأسندوا التحصيل إلى أحد اليهود ليُحصِّل كما يريد ويُعطيهم ما يطلبون كان مُحصِّل الضرائب يأخذ ضِعف الضريبة من الشعب لكي يعطي الرومان ثم يأخذ هو الباقي وبسبب ذلك كان هذا الشخص مكروه جداً عند الشعب ومنهم " لاوي " لأنه كان مُحب جداً للمال ومكروه جداً عند الشعب الرب يسوع رأه يجلس عند مكان الجباية يحصَّل من الناس الضرائب فقال له اتبعني عندما شاهد اليهود هذا تذمروا جداً كيف يقول له هذا مع أنه شخص خائن ومُحب للمال { فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاةٍ فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى لم آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاةً إلى التوبة } أحياناً الإنسان يظن أن الله يقف مع الأبرار وأن الله يترفق أكثر بالأبرار في حين أن الإنجيل يقول لنا أن الله يترفق أكثر بالخطاة من ألقاب ربنا يسوع المسيح أنه طبيب أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا إنه يعرف أن يُداوي كل جراحات النفس كل الأثقال وكل الأمراض والعِلل إنه خبير في معالجة الجنس البشري كلما زاد المرض كلما زاد الإحتياج إلى طبيب يقول الأباء القديسين { كل ما كان المرض أصعب كل ما أُعلِنت قدرة الطبيب في حياتك لأن الطبيب يُمدح بمرضاه } يرى كذلك الرب يسوع أن كل ما زادت الخطية كلما زاد الخاطئ إحتياجه للرب يسوع فإنه يُعلن قدرته فينا مهما كانت الخطايا كلما وقفت أمامه بثقة في شفاؤه ومرضي يأتي إليَّ بانكسار أو مذلة كل ما قدرة سيدي تُعلن في حياتي فالخطية لا تفصل عن المسيح بل تأتي به إلى المسيح فأصعب إختبار أن أقف أمامه وأنا أعرف إني خاطئ وأعترف له بإني غير مستحق لكني أثق في محبته فإن قدرة الطبيب أقوى من قوة المرض الرب يسوع أحب أن يُعلن قدرته في نوعيات من الخطاة ذات خطايا كبيرة وكثيرة مثل لاوي الرجل الذي يُحب العالم ( مال ، سلطة ) ثم يتحول " لاوي " إلى " متى " أحد التلاميذ وأحد المُبشرين الأربعة ويُحدثنا عن الملكوت ويكتب إنجيله فكيف يارب يتحول شخص من جابي ضرائب إلى إنسان يتكلم عن الملكوت ؟ فإن أروع ما كُتب عن أمثال الملكوت كان إنجيل متى خاصةً أصحاح " 13 " عن ملكوت السموات كيف يُقيم الله المسكين من التراب والبائس من المزبلة ؟ فإنها عظمة قُدرته كطبيب الله قادر أن يُعلن مجده فينا قادر أن يغيَّر القلب والإهتمامات قادر أن يصنع بنا مجداً حتى لو كنا في الخطايا كذلك صنع مع زكا العشار الصارم مُحب المال فأنت تعرف أن الشخص اليهودي عنده عِشق للعالم والمال والأرض فيأتي الرب يسوع ويفطم الشخص عن طبعه الأصلي وخطاياه تخيل شخصية زكا عندما يقول { ها أنا يارب أُعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحدٍ أرد أربعة أضعاف } ( لو 19 : 8 ) فإن قصة الأربع أضعاف هذه كانت في الشريعة هذه هي نعمة السيد نعمة وقدرة الطبيب الطبيب الحقيقي يقول لزكا { أسرع وانزِل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك } ( لو 19 : 5 ) أيضاً السامرية المرأة المُلوثة والخاطئة التي لا تستطيع أن تواجه الناس وخرجت في الظهيرة حتى لا يراها أحد بسبب حرارة الجو فيقول لها أنا أواجهك إذا كان العالم كله رفضِك أنا أقبلِك إنه جذبها بطريقته الشافية لأنه يحب أن يُعلن قدرته في مرضاه يأتي أيضاً بشاول المُضطهد والمُتعب المغرور المُتكل على عصاه وغِناه فيجعله إناء مختار له { لأني سأُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي } ( أع 9 : 16) يأتي بالإمرأة المُمسكة في ذات الفعل لا يوجد أكثر من هذا إنسان مربوط برباطات ثقيلة ويقول لها " أما دانِك أحد " ( يو 8 : 10 ) هل نحن لدينا الثقة في شخص ربنا يسوع المسيح بهذا المقدار ؟ مهما كانت ضعفاتنا ومهما كانت خطايانا فإن عدو الخير يحاول أن يقنعنا إنه لا رجاء ولا شفاء وأن خطايانا أثقل من أن تشفي وتغفر ما أجمل أن يقول { والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم } ( لو 9 : 11) وكان يضع يديه على كل واحد منهم فيشفيهم وجميع الذين لمسوه نالوا شفاءً الإنجيل يجعلني متمسك بالمواعيد أحد الأباء القديسين وهو يصلي – القصة موجودة في بستان الرهبان – كان يقف هذا الراهب ويقول " هل أنت يارب إله قديسين فقط ؟ هل أنت إله أبرار فقط ؟ إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة وإن كنت تقف مع الأطهار فليس بجديد ولكن إظهِر مجدك فيَّ أنا المحتاج إلى نعمِتك " هذه هي قدرة وتغيير ربنا يسوع المسيح في حياتنا إقرأ في سفر الملوك عن منسى الملك أنه صنع الشر أمام عيني الرب لإغاظتهِ فإنه بنى مرتفعات في داخل الهيكل لعبادة الأصنام وأضل الأمة كلها ( 2مل 21 : 1 – 7 ) هل هذا يمكن أن تكون له رحمة توبة ؟ " 55 " سنة أفسد المملكة تماماً وأضل شعب الله قيلَ عنهُ إنه أُخِذَ في سبي ولمجرد إنه رفع قلبه ربنا قَبَل توبته وبعدها رجع إلى مملكته لكي يُعلن إنه يقبل توبة الخطاة هذه هي قدرة السيد لافتقاده لأولاده عظيمة هي مراحمه في الخطاة ثق في هذه القدرة مهما تثاقلت عليك الأخطاء ومهما ضعُفت نفسك لذلك نحن نصلي لله ونقول { يا من زعزع صخور الأوجاع المضادة وهدَّأت أمواج الشهوات الثقيلة } لذلك يقول لنا الرب أحياناً " أريد أن أُعلن قدرتي فيك قدرة شفائي " فأحد الأباء القديسين يعاتبنا على لسان ربنا ويقول { تدعوني الطبيب الحقيقي ولا تثق في شفائي }هو يريد أن يشفيك وأنت تبتعد وتلتمس الأعذار{ تدعوه سيداً ولا تُطيعوه تدعوه أباً ولا تُكرموه تدعوه ملِكاً ولا تُمجدوه } إظهِر جراحاتك للطبيب وهو يشفيك لاوي وهو يجلس عند مكان الجباية كان مغموس في الشرور أجمل شئ في الرب يسوع إن صلاحه يُدركك في أي مكان حتى لو كنت بعيداً هو يُكلمك مثل ما فعل مع شاول وهو ذاهب لاضطهاد الكنيسة ويكلم السامرية وهي في عمق خطاياها ينادي للممسوكة في ذات الفعل وهي في أعماق الخطية ينادي علينا الله ويقول إنه مازال هناك رجاء في الشفاء فلبِّي دعوة الشفاء ويُعلن قدرة الطبيب في حياته أصعب شئ أن يصل المريض إلى حالة من اليأس وعدم رغبة في الشفاء وأخطر منها المريض الذي لا يعرف مرضه وأن يكون المرض قد تأصل والإنسان في غفلة على المريض أن يعرف أن المرض أفسد أشياء كثيرة منها اتصاله بالله وأفسد رحمة النفس ورِبح الملكوت ويجعل الإشتياق لربنا ضئيل فهناك مرض لأن الخطية تضرب جذورها في الأعماق بالتدريج ولا تكتفي بمرحلة ولكن قدرة الطبيب تجعلني أقول " يارب أنا عرفت إلى أي مدى الموقف خطير ولكن أنت الرب القدير إن كان مرضي صعب فإن قدرتك أعظم من ذلك "الشخص الذي يُعالج عند طبيب يحتاج شروط بسيطة جداً :- 1- أشعر بالمرض . 2- رغبة في الشفاء . 3- ثقة في الطبيب . 4- تسليم وطاعة كاملة . كل يوم إظهِر جراحاتك تقف أمامه وتقول أنت هو الطبيب الحقيقي عندما نرى ما هي أكثر الخطايا التي تضرب الإنسان هم عدة خطايا يترك الإنسان نفسه فيهم :- 1- جمع المال . 2- الإنشغال بالسلطة والكرامة . 3- الشهوات والملذات . الكل مُستعبد للخطية والحل في الطبيب الحقيقي الخطورة أن يكون الإنسان مضروب بكل هذه الضربات ولا يشعر وعندما تُكلمه على الدواء يقول لك إنه غير محتاج للدواء لا تتساهل مع الأمور الصغيرة حتى لا تكبر داخلك كل هذه الأمور إنسان لا يستطيع الصلاة ولا التسامح وغير قادر أن يفكر في الأبدية والإستعداد لها ولا يستطيع أن يمارس أي عمل روحي يُقال على الثعلب الصغير أنه أخطر من الثعلب الكبير لأن الصغير يدخل من أي مكان حتى لو كان صغيراً وهذا الثعلب الصغير يأكل أكثر من الثعلب الكبير فإنه يأكل بغشامة من كل جزء حتى يفسد كل الكرم الخطية البسيطة عندي مثل الرياء والكسل وإلخ هي التي تُفسد الكرم أو حياتي لأنها تأكل في كل شئ التساهُل مع الخطية أو قبول المرض يحتاج الطبيب فلا تؤجل العلاج حتى لا يصير حاله إلى حال أردأ ما أجمل ما نقوله في القداس { هب لنا يا غني بالمراحم إشفي أيها الرؤوف نفوسنا الشقية بمراحم وأسرارك المُحيية } هذا هو عمل ربنا وجميل أن يكون عند الله أدوية لكل أسقامنا عندما تقف أمامه وتقول له على سبيل المثال إنك مُحب للمال فيقول لك أن العلاج في العطاء مثلما قال للشاب الغني { بِع كل مالك } ( مر 10 : 21 ) الدواء عكس المرض لأنه يقتل المرض وإن كان أحد مُحب للسلطة ويعيش من أجل الذات وأهم ما في الدنيا كرامته دواءه هو " من أراد أن يكون أولاً فليكن آخر الكل " ( مر 9 : 35 ) ضع نفسك تحت الكل وأنت تحيا من لديهِ حُب للعالم وملذات العالم دواءه " العالم يمضي وشهواته معهُ " ( 1يو 2 : 17) على الإنسان أن يعرف ضعفه ويعترف أمام المسيح أنه يخضع للوصية فالوصية قادرة أن تعطينا شفاء من كل أمراضنا من أجل هذا عندما يشعر إنسان أن جسده يثور عليه فعليهِ أن يخضع جسده وأن يذلّه بالصوم ويقف للصلاة لأنها علاج للجسد وعندما يكون إنسان أناني يعطي غَيْرُه جميل أن يكتشف الإنسان ضعفه والأجمل أن نثق في الطبيب حتى إن كانت خطايانا ثقيلة وكثيرة الجميل في لاوي أنه ترك كل شئ وتبعه فحاول أن تعرف ما هي إمكانية الحياة والتغيير حاول أن ترفض الماضي كله لأن هذا هو أجمل وأكبر إختبار تعيشه في حياتك أن ترفض كل أثقال الماضي الله القادر كما غيَّر موسى الأسود السامرية لاوي زكا قادر أن يغيَّرنا نحن أيضاً الله هو الذي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
19 أغسطس 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثاني من شهر مسری

تتضمن الحث على التواضع واجتناب الرياء . مرتبـة على مثل الفريسي والعشار . ( لو ۱۸ : ۹-۱۷ ) إذا كان ربنا له المجد لكثرة رحمته لنا ومحبته لجنسنا ينبهنا من غفلتنـاويصدنا عن الأمور المخالفة لمشيئته فيأمرنا تارة بالامتناع عن التفاخر بـــالأموال . وتارة عن الكبرياء . وتارة عن الشهوات البدنية وبالتواني عن عمل الفضيلة وأمثـال ذلك . ولهذا ضرب المثل بالخاطئ المتواضع والصالح المفتخـر . فأظـهر فضيلـة التواضع ورذيلة الكبرياء . فما بالك تجنح إلى حب المال ، وتهوى المناصب العاليـة . وتفتخر بالأمور الباطلة وتتباهى على المقلين وتتناظر مع المكثرين ؟ ولـو أمعنـت النظر جليا لرأيت طالب الرفعة على الناس أشد تعبا ونصبا . لأن الذي يطلب العلـو على الذين في الوهاد المنخفضة يسكن في قمة الجبل . فلا يلتذ بعلو المكان بقدر مـا يكايد من الخوف وحر الصيف وبرد الشتاء وعواصف الرياح وسـطوة الوحـوش الضارية ، وكذلك أقول في طالب الرئاسة والحاسد لـثروة الأغنيـاء فـإن الملـوك والعظماء وذوى الغني لا يلتذون بالنعم التي حصلوا عليها كما يتألمون مـن مشـقة تلك النعم وهمومها . لأن الملوك يتكلفون إستخدام العسـاكر وإجتـلاب المـهمات الحربية ومقاومة الاعداء وتدبير المملكة . ويخافون حتـى مـن افـراد عائلاتهم ويتوهمون في طعامهم وشرابهم . ويكونون دائما على حذر في حال نومهم وقيامـهم وجلوسهم وركوبهم . وجميع هؤلاء الآباء العظماء يمرضون بالروح مرضـا كـثـير الأعراض . كالوحوش المذكورة سابقا . فينبت لبعضهم رأس الحب الرئاسـة . ورأس للأفتخار . ورأس لحب الغلبة . ورأس للتظاهر بالصوم والصـلاة والصدقـة . ورأس للرياء والتظاهر بالزهد في الدنيا ممن يغيرون على حكامها كالذئاب الخاطفة . وهـم لأجل إبتعادهم عن الله ومخالفتهم لوصاياه . يعــدون لأنفسـهم عذابـا عظيمـا . إذ يقصدون المديح من الناس وهم في الحقيقة أهل للمذمة . والسيد له المجد يقول وأنـت إذا صليت فادخل مخدعك وصل إلى ابيك سرا . وإذا صنعت رحمة فـلا تصـوت قدامك بالبوق وإذا تصدقت فلا تعلم شمالك بما صنعت يمينك حتى تكون صلواتـك وصدقاتك الله وحده لننال الثوب الجميل في قيامة الصديقين . وأنا لا أقول هذا طلبـا لإفاء الصدقات مطلقا . بل لكي لا يكون التظاهر بها هـو الغايـة المقصـودة . وإلا فالمتحنن بضميره والمتصدق طاعة لأوامر الله ، لا طلبا للمديح من الناس . يكون لـه الثواب عند الله سواء كان ذلك سرا أم علانية . غير أن الصدقات الخفية أفضل لأنـك تطلب بها رضى الله مجردا . وتستر من تصدقت عليه من نظر الناس . وترفع عنـه الخجل من الاصحاب والمعارف . وهو قد يكون من أرباب البيوت الكبيرة المحترمة لا يريد الظهور بأخذ الصدقة فيموت جوعا ولا يرضى بمذلـة نفسـه . وإذا كـانت الصدقة منك مجردة في سبيل الله لا للافتخار . يكون ثوابك مضاعفا . لأنك لم تقبـل المجد من المادحين . ويا للعجب كيف أن الذين يتعلمون الصراع ورمي السهام وعمـل الزجـاج والخزف وغير ذلك من الصناعات يكابدون الاتعاب ويجتهدون في اعمالـهم ينالوا المديح من أرباب تلك الصنائع ! ؟ لان هذا هو الذي يعطيهم الإرتفاع وحسـن الصيت بخلاف مديح غيرهم من الذين لا يعرفون تلك الصناعة فإنه لا يفيدهم شيئا . فإذا كان هؤلاء فما بالك أنت لا تتبع مثل هذا فـي الفضيلـة . لكنـك تعـد كنوزك للصوص والخاطفين ؟ لان من يصنع الفضيلة لطلب المديح من الناس تؤخـذ أمواله مجانا بما إن الذين يراءى أمامهم بصلاته يسلبون أجر صلاته . وهؤلاء يـأخذ الذين يراءون أمامه أجر صدقاتهم . لان سيدنا له المجد يقول عن المرائيـن : الحـق أقول لكم أنهم قد أخذوا أجرهم . ومن أخذ أجرة فقد ضاع عمله باطلا . فسبيلنا أن نتجنب الإفتخار بعمل الصالحات أمام الناس . ونفكر دائمـا فـي نقائصنا لنفوز بملكوت ربنا . الذي له المجد إلى الابد آمین.. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
18 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٧ )

كن أميناً إلى الموت الأمانة » « كنت أميناً في القليل فاقيمك على الكثير » ( مت ٢٥ : ٢١ ) . سلامة حياة الإنسان تحكمها الاستقامة والعطاء والأمانة ، ليصير الإنسان وكيلاً جيداً أولا : - أمانة وكيل الظلم ١- مبذراً : لأموال سيده ، وكان من المفترض أن يكون أمينا ، والإنسان قد يكون مبذرأ في المال أو في أشياء أخرى في الطاقة ، في نقطة الماء الخ ۲- متواطناً : مع مديوني سيده فخفض مديونيتهم ، وهذا التواطؤ يتنافى مع الأمانة ٣- مزورة ؛ لأن الصكوك التي سيقدمها لسيده فيها تزوير ، الـ۱۰۰ جعلها ٥٠.... الخ هذا الوكيل كان إنساناً ظالماً ومزوراً ومبذراً وتنطبق عليه العبارة "محبة المال أصل لكل الشرور " ( اتي٦ : ۱۰ ) ، ويأتى الاندهاش لماذا امتدحه السيد. ثانيا : مدح وكيل الظلم ١. نظرة مستقبلية : « ماذا أفعل ، لأن سيدي يأخذ منى الوكالة ، لست أستطيع أن أنقب ، وأستحي أن أستعطى ( لو ١٦: ٣ ) . هو يفكر في المستقبل ، فاستحق المديح . ٢- طريقة إدارية السيـد مـدحـه على التصرف الإداري ، ولم يمدحه على الناحية الأخلاقية. ثالثا : امثلة إيجابية للامانة ١- يوسف الصديق : كان وكيلا ناجحاً تعرض لمتاعب من إخوته ومن الإسماعيليين وفي بيت فوطيفار ، وفي السجن ، لكنه ظل وكيلا أمينا ، وعندما تعرض للتجربة القاسية من امرأة فوطيفار ، كانت إجابته رائعة : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطي إلى الله ( تل ۹:۳۹ ). ٢- يوحنا الحبيب عندما أوكل السيد المسيح للقديس يوحنا الحبيب وهو على الصليب رعاية أمنا العذراء قائلاً : « هوذا أمك ( يو٢٧:١٩ ) ، أخذ يوحنا هذه الوكالة بمنتهى الأمانة ، وأعطاه الله نعمة أن يكتب سفر الرؤيا ، وأن يرى رؤى ، وسجل لنا ما راه في الجزيرة التي نفي إليها ، لأنه كان وكيلاً أمينا . رابعا : - أمثلة سلبية للأمانة ١- ملاك كنيسة افسس : يقول له الرب عندي عليك أنك تركت مـحـبـتك الأولى ( رؤ ٢ : ٤ ) ، كنت في أول خدمتك وأول عملك ملتهباً بالروح ، ولكن أين ذهبت حـرارتك الروحية وكانه يقول له ما هذا الذي أسمعه عنك ، أين حرارتك الروحية أين نشاطك أين اجتهادك إلى متى تظل في انحرافك ؟أعطني حساب وكالتك. ۲ ، الغني الغبي : الله أعطاه أموالا كثيرة وقال له : أنت وكيل على هذه الأموال ، لكنه سقط في خطايا الأنانية والطمع ، وكانت النتيجة أنه أراد أن يهدم مخازنه ويبني اعظم منها ، وفي ليلة واحدة الله دعاه ليعطى حساب وكالته وينتهي كل شيء . خامساً : - نظرة المسيحية للمال ١- مصدر : المال يمكن أن يكون مـصـدر بركة وحياة للبشر ، وليس المهم كثرة المال أو قلته ، المهم في كيفية استخدامه. ٢- وسيلة المال يمكن أن يكون وسيلة من وسائل الحياة الناجحة ، وأيضا يمكن أن يكون مصدر فخ وهلاك للإنسان . الحياة الرهبانية تقوم على مبادي ، أحد هذه المبادئ هو الفقر الاختياري ، وان كسر الإنسان ( الذي تكرس في رهبنة أو تكريس ) هذا الشرط انكسرت رهبانيته . بصفة عامة يقول لنا الكتاب واصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم ، ( لو ١٦ : ٩ ) ، هذا المال الذي يجب أن تخدم به وأن تفيد به ، وألا تسقط في خطيـة الأنانيـة أو الطمع أو الاكتناز وهذا ما يجعلنا في الصوم الكبير تصلي في الطلبـة : « طوبي للرحـمـا على المساكين .. الكنيسة تطوب الإنسان الذي يمتلك القلب الرحيم الذي يتعطف على كل مسكين.
المزيد
17 أغسطس 2023

التجلي ومجد الطبيعة البشرية

صعد المسيح الي جبل عال واخذ معه ثلاثة من تلاميذ اختارهم من بين الاثني عشر . وهناك تجلي في مجد عجيب (وتغيرت هيئته καὶ μετεμορφώθη ἔμπροσθεν αὐτῶν) ( اضاء وجهه مثلما اقام نفسه Ⲁϥ ⲧⲱⲛϥ) وكان كضياء الشمس وهو بحق شمس البر الحقيقي والشفاء في اجنحتها ، كذلك كانت ثيابه تلمع بلمعان نور الهي لايدني منه ، ولايقدر اي قصار ان يبيض ثيابه كبياض ثياب مجده القدوس ، وجمع معه موسي صاحب الناموس اتي به من موته ليمثل المتزوجين ، وايضا ايليا النبي بنبواته اتي به من كورة الاحياء ليمثل البتوليين . وقفا الي جواره وطفقا يتكلمان عن موته علي الصليب الذي كان مزمعا ان يتم في جلجثة اورشليم ، وكانا يتكلمان عن تدبير فدائه الذي كان لابد ان يتم بتجسده وبالامه العجيبه المحييه التي ستتم ، وفقا للناموس وللانبياء ، اللذان وقفا في حضرته كحضره الرمز امام المرموز اليه ، وانه بشهادتهما معا يستعلن الرب بواستطهما لان ما اعلنه ناموس موسي ثبتته نبوات الانبياء . انه سيد ورب الناموس والانبياء ، اله الاحياء والاموات ، وله السيادة والسلطان علي الحياة والموت ، ما فوق في السموات وماتحت الارض . فحضور موسي وايليا استحضار للاحياء وللذين ذاقوا الموت . فحينما ظهر هذان لم يبقيا صامتين ، بل تكلما مع السيد عن مجده العتيد ان يكمله . والذي شهد له التلاميذ شهادة مثلثة ، بشهادة عيان عن مساكن مجد الملكوت وعن صورة جسد المجد المفتدي . لقد اتي هناك صوت الاعالي صوت الله الاب قائلا : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ، له اسمعوا . ولما كان الصوت وجد يسوع وحده " مت ١٧ : ٥ ؛ لو ٩ : ٣٦ . فهاهو الاب في وجود موسي وايليا يوصي التلاميذ القديسين ان يسمعوا للابن الكلمة وحده . انه تجلي العبد المتالم الذي قبل عار الالام بارادته وسلطانه وحده ، لكنه سبق واراهم سر مجد لاهوت تجليه ، لانه الغالب الذي تألم Vincit qui Patitur كي يستعلن الجمال الالهي للبشرية علي جبل طابور ، اذ ان تجليه امام مرأي التلاميذ ، اظهر به مجده واستعلن في شخصه الطبيعة البشرية التي ترتدي الجمال الاصلي للصورة . جمال الخلاص والفداء والتبرير والغفران والتبني الذي منحه لنا بمجد الالامه المحييه . بهاء واشراق ولمعان في وجهه هو ( الرأس ) ، وفي ثيابه نحن( جسده ) .ذلك المجد الذي صنعه بالاخلاء وبموت حبه الحنطة في معصرة جثسيماني وعلي رابية الجلجلة . ذلك التجلي نوره غير المادي ، الذي يشرق فينا علي قدر مانحتمل رؤيته . مجد متقد بالاشراق الازلي واللا متناهي ولا مقترب منه . نور فائق الجوهر ومجد يفوق الوجود .انه مجد عتيد ومزمع ان يكون لنا في الدهر الاتي . ذاك الذي سبق وعايناه في الثيؤفانيا وانوار الظهور الالهي ، الشاهد للابن الحبيب الذي به سر الاب ، ونزل عليه الروح القدس واستقر كحمامة وكسحابة من نور . فتجليه لم يزده شيئا فالمجد الازلي الذي له لم يختف قط ولم ينقص قط .لكنه انكشف بانفتاح اعين تلاميذه الذين صعدوا ليرتقوا فوق دنايا العالم . فالمسيح يظل كما هو من قبل ، اذ ان تجليه الذي له صار مكشوفا للرسل التلاميذ الثلاثة . فمجد التجلي لايعلن فقط مجد الثالوث وهو ليس فقط مجد المسيح الهنا ، بل وايضا يعلن مجد الطبيعة البشرية المفتداه والتي خلصت بالتدبير الخلاصي الثمين . لذلك عيد التجلي ليس كشف ماهو لله بل ما نالته طبيعتنا التي حملها هو فيه وباركها ورفعها واحياها ، وماستكون عليه من رفعه وارتقاء وتالق مجيد ، عندما تعتق من عبودية الفساد ، وتدخل الي حرية مجد اولاد الله عند ظهوره الاخير ، وبدايات الارض الجديدة والسماء الجديدة . لا طريق للتجلي ابدا الا عبر الالام ، وشهود التجلي هم فقط شهود الالام ، انه ارتباط اساسي بين الالم والمجد ، بين جبل التجلي وسط الناموس والانبياء ، وبين جبل الجلجثة وسط اللصين ، فمن قبل صليبه والامه وحده ( العريس الدامي ) تكون القيامة والتجلي ( مع العريس لامع الضياء والبهاء ) ، والذين يتالمون وحدهم هم الذين سيتمجدون ويمجدون ايضا ، فلنحمل صليبنا ونمات كل نهار كي نفرح بمظال مجده ونعاين ضياء لمعان ملكوته ونخلص بجماله وبوهج خلاصه ،كمائتين وهانحن نحيا .. وكحزاني ونحن دائما فرحون . القمص اثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج
المزيد
16 أغسطس 2023

التفكير النظري والحياة العملية

التفكير النظري هو مجرد فكر بلا خبرة، بلا دراسة ميدانية للواقع وما فيه يتخيل هذا التفكير أن الأمور تسير طبيعية جدا بلا معطلات في الطريق! تسير حسب قوانين معينة يضعها هذا المفكر في ذهنه تمامًا مثل شخص يقول أن المسافة في البحر بين بلدين هي كذا ميل فإذا سافرت السفينة بسرعة معينة، تصل في كذا يوم وكذا ساعة ثم تنزل السفينة في الواقع العملي، وقد تصدمها الأمواج والرياح فلا تستطيع الحركة، وربما تقاوم بصعوبة وتغير اتجاهها وتصل بعد أيام، أو لا تصل!! إن الواقع العملي مملوء بالعوائق والمعطلات التي لا يعرفها إلا من اختبر الحياة العملية في تفاصيل تفاصيلها المفكر النظري يجلس على مكتب ويكتب أفكارًا، مجرد أفكار وقد يتعجب لماذا لم تنفذ!! وربما ينتقد ويلوم، وربما يصل به الانتقاد إلى حد الاتهام! على الأقل اتهام غيره بالتقصير والتهاون وعدم المعرفة!! وفى اتهاماته النظرية، لا يدرى شيئًا عن العوائق العملية، وعلى رأى المثل "ويلٌ لعالم أمرٍ من جاهله" فلو علم هذا المفكر بطبيعة الجو، وبالنتائج العملية وبالعقبات، ربما صحح الكثير من تفكيره إن عائقا وحيدًا، ربما يقلب خططًا كثيرة حكيمة والإنسان العملي، الذي اصطدم بالواقع وجرب الحياة، يدرك تماما أن الأمور لا تسير وفق خططه وحسب هواه إنه خبير بالأرض التي يمشى عليها يفترض بعض خططه، فإن هذا أيضًا موضوع في حسابه وكل فشل يقابله يزيده حنكة وخبرة، ويجعل تفكيره المقبل أكثر واقعية المفكر النظري قد يظن إن الإصلاح يتم بإصدار مجموعة من الأوامر والقرارات أما المفكر العملي، فيسأل ماذا عساها تكون فاعلية هذه القرارات وإذا أصدر قرارًا يتابعه عمليًا، ليرى خط سيره، هل سار طبيعيًا، أم توقف؟ وما الذي أوقفه؟ وما علاجه؟ وهل يحتاج القرار إلى تعديلات؟ يا أخي، لا تكن نظريًّا في تفكيرك، ولا تنتقد غيرك بسرعة، بل ادرس الواقع، وكُن عمليًا. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
15 أغسطس 2023

صوم القديسة مريم العذراء

القديسة مريم فى الكتاب المقدس والتقليد الكنسى. + اهنئكم ببدء صوم القديسة مريم العذراء، وهى التى ذكرها الكتاب المقدس باكرام واجلال وجاء عنها الكثير من الرموز والنبوات فى العهد القديم ولها كرامتها الفريدة فى العهد الجديد فهى والدة الاله الكلمة المتجسد، المملؤة نعمة، القديسة الشفيعة التى قام السيد المسيح بعمل اولى معجزاته فى عرس قانا الجليل بطلبتها وهى توصينا دائما ان نطيع وصايا الله {قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 2 : 5). انها المراة التى تنبأ عنها سفر التكوين بان نسلها يسحق راس الحية القديمة ابليس {واضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15). وهى العذراء الدائمة البتولية { ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14). وقد حل الروح القدس عليها وقدسها وملائها نعمة وبصوت سلامها على اليصابات امتلات اليصابات من الروح القدس { فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي.فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب. } (لو 1 : 39-45). ومن سفر التكوين الى سفر الرؤيا نرى رموز واشارات عن القديسة مريم { وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا }(رؤ 12 : 1). + والعذراء مريم لها كرامتها فى تقليد الكنيسة منذ العصر الرسولى ، فهى الإنسانة الوحيدة التى أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم بان يتجسد منها الله الكلمة هذا الشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله { الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله}(لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس "بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً " (أم29:31). + على الصليب عهد بها السيد المسيح الى يوحنا الحبيب { ثم قال للتلميذ هوذا امك ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته} (يو 19 : 27) فلو كان لها ابناء أخرين كما يدعى البعض لكانوا اجدر واحق برعايتها ! واذ صارت العذراء اما للرسل فهى أمنا لنا نحن الذين امنا على ايديهم . وما أكثر الالقاب التى اطلقها الاباء على القديسة مريم بما تحمله من مدلولات روحية مستمدة من الكتاب المقدس ، فهى السماء الثانية، الحمامة الحسنة، دائمة البتوليه، شورية هارون، سلم يعقوب، الملكة القائمة عن يمين الملك كما جاء فى المزمور {قامت الملكة عن يمينك ايها الملك} (مز9:45). هى "والدة الاله" وهذا اللقب ثبتته الكنيسة باجمعها فى مجمع افسس 431م كما جاء فى الإنجيل {فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي }(لو 1 : 43). ونقول عنها فى التسبحة الكنسية: (ان الاب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك ارسل وحيده اتى وتجسد منك ). ولقد بنيت اول كنيسة على اسم القديسة مريم فى مدينة فيلبي فى عصر الرسل لاكرام العذراء التى بصلواتها انحلت ابواب السجن الحديدية واخرجت القديس متياس الرسول من السجن . + من اجل كرامة العذراء والاقتداء بها وتطويبها نهتم باكرامها ومدحها فى التسبحة اليومية والقداسات ففى القداس الالهي يجرى ذكرى تطويب العذراء فى أكثر من مرة ففى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه ( السلام لمريم العذراء الملكة ونبع الكرمة ) عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: (هذه المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا ، قد ولدته وخلاصنا وغفر لنا خطايانا).وفى مقدمة قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الآلة فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة البدع. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: (نعظمك يا أم النور الحقيقى...).وبعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين نطلب شفاعة امنا العذراء "بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا). فى مجمع القديسين نطلب شفاعة العذراء مريم على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، فنحن نؤمن اننا كنيسة واحدة سواء من انتقلوا او يجاهدوا ليكملوا وينتصروا نصلى بعضنا من أجل بعض . فضائل فى حياة العذراء مريم . + التواضع فى حياة القديسة مريم .ان التواضع صفة محبوبة من الله والناس { لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يتمجد} (سير 3 : 21). { يقاوم الله المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة} (يع 4 : 6). والعذراء القديسة مريم رغم ما نالته من كرامة لدى الله { دخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء... وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو28:1،31-35). بعد هذه الكرامة نراها تجاوب الملاك { فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك} (لو 38:1 ). وبعدما قال لها الملاك عن حبل اليصابات قامت مسرعة لتخدمها وعندما التقيا وامتلات اليصابات من الروح القدس وقالت لها من اين لى هذا انت تأتى ام ربى اليٌ نرى العذراء تعطى المجد لله { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني. لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس}( لو 46:1-49).(أنظر ستجد المزيد من عظات القمص افرايم الأنبابيشوى هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). احتملت العذراء فى تواضع حتى سوء الظن من البعض فى تواضع عجيب وتسليم كامل لمشيئة الله . منذ طفولتها وحتى نهاية حياتها على الارض فى صمت الاتقياء { واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها} (لو 2 : 19). + الإيمان والصلاة . ظهر ايمان العذراء مريم فى العديد من المواقف فى حياتها ، فلم يحدث لعذراء غير متزوجة قبلها انجاب طفل ولكن كان للعذراء الايمان القوى الذى به اجابت به الملاك ليكن لى كقولك حتى ان اليصابات طوبتها على هذا الإيمان قائلة لها { فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب} (لو1 : 45). لقد كان ايمانها وعمق صلواتها مبنية على علاقتها القوية بالله والكتاب المقدس حتى ان تسبحتها الحلوة عقب زيارتها لاليصابات كانت ايات من العهد القديم { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين. عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة.كما كلم اباءنا لابراهيم و نسله الى الابد}( لو46:1-55) وعند الصليب وقفت العذراء الام تتأمل بايمان تتميم عمل الخلاص وسيف الآلم يجتاز قلبها كما سبق وانبائها سمعان الشيخ عندما ذهبت للهيكل للتطهير وكانت تقول ( اما العالم فيفرح بقبوله الخلاص واما احشائى فتلتهب عند نظرى الى صلبوتك الذى انت صابر عليه يا ابنى والهى). وظهر ايمانها فى طاعتها وتسليمها عندما خدمت فى الهيكل وهى طفلة وفى خضوعها عند سن البلوغ وذهابها الى بيت يوسف النجار بامر الشيوخ حيث كانت يتيمة الابوين ، وفى ذهابها الى مصر مع يوسف النجار وفى طاعتها لامر السيد المسيح بان تحيا فى رعاية القديس يوحنا الحبيب . 3 – العذراء وحياة الطهارة .. لقد عاشت العذراء حياة الطهارة والعفة منذ طفولتها فى الهيكل وكما تلقبها الكنيسة بحق العذراء كل حين ، ولتنظروا حتى الى ثيابها المتشحة بها فى كل الظهورات حتى بعد صعودها الى السماء ، مكتسية بحلل البهاء ومتسربلة بثياب من نور رمزا لطهارتها وعفتها . وعندما راي القديس يوسف النجار حبلها واذ كان رجلا بارا واراد ان يخليها سراً فمن أجل اظهار برائتها ظهر له ملاك الرب مدافعا عنها { و لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس} (مت 1 : 20). وحسب التقليد الكنسي فان الذى رفع يديه ليعترض جسدها فى الطريق الى القبر فى عدم أحترام لها قطع يديه ملاك الرب مدافعا عن قداستها ولما صرخ نادما أعادها له الرسل بمعجزة . فحرى ببناتنا ان يتخذن من العذراء شفيعة وقدوة فى الطهارة النابعة من محبة الله والتأمل فى كلامه وحفظ وصاياه والعمل بها . صوم القديسة مريم العذراء. ++ اننا اذ نكرم العذراء القديسة مريم ونطلب شفاعتها عند الله ونصوم باسمها فهذا من قبيل الأكرام وليس العبادة اطلاقاُ فالسجود والعبادة لله وحده {للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد }(مت 4 : 10). فصومنا وصلواتنا مقدمة لله القدوس ونحن نكرم الله فى جميع قديسه الذي قال للرسل الذى يرزلكم يرزلنى والذى يكرمكم يكرمنى والذى يكرمنى يُكرم ابى الذى ارسلنى. ونحن نتعلم من فضائل القديسة مريم كام روحيه لنا { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). العذراء بمحبتها وحنانها تطلب عنا وقد اختبارنا دالتها وصلواتها المستجابة عنا ،(أنظر ستجد المزيد من عظات القمص افرايم الأنبابيشوى هنا فى منتدى أم السمائيين والأرضيين). ونحن فى الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل نتمتع بامومة ورعاية وشفاعة امنا القديسة مريم وظهوراتها المتكررة فى مصر على المستوى العام او معجزاتها وظهوراتها على المستوى الفردى تشهد لصحة إيماننا وقوة شفاعتها الدائمة عنا . + ان اصوامنا كلها نقدمها لله زهدا ونسكا وتفرغا من الأهتمام بملاذ الجسد لنتقوى فى الروح ونهتم بغذاء ارواحنا ، ويقال ان هذا الصوم صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم: (أريد أن أرى أين دفنتموها!) وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري حتى أعلن لهم الرب صعود جسدها الى السماء واصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. + ولقد مارس صوم القديسة مريم اولا بعد ذلك العذراى والرهبان وبعد هذا صامه الشعب كله وقننته الكنيسة كصوم عام بعد ذلك ، وكم نحن نحتاج الى الصوم والصلاة فى كل حين لاسيما فى هذه الايام الصعبة { صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طوبيا 12 : 8). فاذ لنا اعداء مقاومين لابد ان يكون لنا الركب المنحنية والايدى المرفوعة بالصلاة لنشبع بمحبة الله وننتصر على اعدائنا الذين قال عنهم السيد المسيح { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} (مر 9 : 29). فالصوم فترة للنهضة الروحية والشبع بكلمة الله { فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4). طوباكى ايتها الشفيعة المؤتمنة التى خدمت البشرية كلها وعوضا عن مخالفة أمنا حواء للوصية، أطعتى انت ايتها القديسة مريم وقدمتى كحواء الجديدة والثانية لله شعبا مستعدا من قبل طهارتك، وكنتِ وستبقي على مدى الاجيال أمنا مكرمة تطوبك جميع الأجيال فانت قدوة للعذارى ومعلمة للفضيلة للجميع وانت أمنا الحنون التي نتلجأ اليها فى ضيقاتنا لترفعى معنا الصلاة وتطلبى عنا من الرب ليغفر لنا خطايانا ويقوى أيماننا ويحفظ كنيستنا رعاة ورعية ويقود بلادنا واهبا لنا سلاما وبركة وحكمة . القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل