المقالات
27 يوليو 2023
شخصيات الكتاب المقدس أغابوس الرسول
أغابوس: إسم يونانى معناه المحبوب (أع11: 27 - 28).أغابوس تنبأ عن جوع شديد واضطهاد، بشر في أنطاكية وكرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل، نال إكليل الشهادة وقام واحد منهم اسمه اغابوس واشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر. (أع 11: 28)
وهو نبى مسيحى كان فى أورشليم فى عصر الأباء الرسل الأول.وأحد السبعين رسولاً الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه، وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي ومُنِح نعمة النبوة كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله: "وبينما نحن مقيمون أيامًا كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس، فجاء إلينا وأخذ مِنطقة بولس وربط يديّ نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس: الذي له هذه المِنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم" (أع21: 10-11). وقد تمت هذه النبوة (أع21: 17-36)، وتنبأ أيضًا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها، وقد تم ذلك في أيام كلوديوس قيصر (أع11: 27-28).ثم كرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين وطاف بلادًا كثيرة معلمًا وهاديًا حتى ردَّ كثيرين من اليهود واليونان إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بسر المعمودية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرًا، ثم وضعوا في عنقه حبلاً وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء رآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلاً بجسده وبالسماء، وأبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: "حقًا إن هذا الرجل بار"، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: "أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس"، فرجموها أيضًا.
السنكسار، 4 أمشير.
استشهاد القديس أغابوس احد السبعين رسولا (4 أمشير)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس أغابوس أحد السبعين رسولا، الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه. وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون، وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي، ونال نعمة النبوة، كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله " وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس. فجاء إلينا واخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال: هذا يقوله الروح القدس " الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم ". وقد تمت هذه النبوة.و تنبأ أيضا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها. وقد تم ذلك في ايام كلوديوس قيصر , ثم كرز ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين. وطاف بلادا كثيرة معلما وهاديا حتى رد كثيرين من اليهود واليونانيين إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بالمعمودية المحيية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرا، ثم وضعوا في عنقه حبلا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى إن اسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء راه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلا بجسده وبالسماء. أبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: حقا إن هذا الرجل بار، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: انا مسيحية مؤمنة باله هذا القديس، فرجموها أيضا. وتنيحت ودفنت معه في مقبرة واحدة.
صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا آمين.
تكريس كنيسة القديس أغابوس الرسول (15 برمودة)
في هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس أغابيوس أحد السبعين رسولا الذي تنبأ بما أصاب القديس بولس الرسول (أعمال 21: 10 و11) صلاته تكون معنا. آمين
المزيد
26 يوليو 2023
الخدام وعلاقتهم مع الله
الخادم الروحي لا يشعر في خدمته أنه يعطي بل أنه باستمرار -في كل مرة يذهب إلى الخدمة- يشعر أنه يأخذ شيئًا جديدًا من الله أثناء خدمته ويرى أن الخدمة تعطيه أكثر مما يعطيها إن الخدمة بالنسبة إليه واسطة من وسائط النعمة، تقويه وتسنده، وتقدم له وسطًا روحيًا يلزمه باستمرار أن يعيش فيه كما تعطيه حياة الحرص والتدقيق والبعد عن العثرة.
الخادم الروحي يحيا أثناء خدمته حياة التلمذة لا يظن أن تلمذته قد انتهت بتعيينه خادمًا في مدارس الأحد، أو ببدء عمله كواعظ أو كمعلم، إنما يستمر حياته كلها في التلمذة في كل يوم يتعلم شيئًا جديدًا، ويختبر شيئًا جديدًا ومن واقع خبراته يكلّم مخدوميه إنه إنسان عاش مع الله، وأختبر الطريق الموصل لله وهو يحكي للناس هذا الطريق الذي اختبره وسار فيه زمانًا، وعرف علاماته وحروبه ومطباته، وبركاته أيضًا، ويد الله العامل فيه- يحكي كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات حياة التلمذة عند الخادم الروحي هي موضوع طويل، ربما أعرض له بتفصيل أكثر، حينما أتحدث عن التواضع في الخدمة.
الخادم الروحي هو إنسان بعيد عن [الذات] ذاته لا تشغله، ولا تحرك طريقه في الخدمة إنه إنسان روحي لا تعنيه ذاته، لقد مات عنها منذ زمن وأصبح كل تفكيره في ملكوت الله، في روحيات تلاميذه، وفي إراحة الناس وخدمتهم إنه إنسان أتحدت مشيئته بمشيئة الله كل مشيئته أن يحقق مشيئة الرب في الوجود ومشيئة الله هي أن "جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون" (1تي4:2) لذا هو يعمل مع الله في هذا المجال، وليست له مشيئة خاصة إنه يسعى إلى تحقيق المشيئة الإلهية في نفسه وفي أولاده يعمل في ذلك بكل مشاعره، وكل إرادته وكل القوة الممنوحة له ملكوت الله هو شغله الشاغل، يلهج فيه نهارًا وليلًا يشعر بمقدار المسئولية الملقاة عليه وبأهمية النفوس التي تركها الله أمانه في يديه، سيعطي عنها حسابًا أمام الديان العادل لذلك هو يسلك في خدمته بكل أمانة وجدية، ليس فقط من أجل تلك المسئولية عن مخدوميه، بل بالأكثر بسبب محبته لهم واهتمامه بهم.
الخادم الروحي هو قلب كبير، يتسع للكل، ولا يضيق بأحد هو وكيل أمين حكيم، أوكله الله على أولاده، لكي يعطيهم طعامهم في حينه (لو42:12) ينطبق عليه قول الكتاب "رابح النفوس حكيم" (أم30:11) وفي حكمة خدمته نراه خبيرًا بالنفس البشرية بطبيعتها ونزاعاتها، وحروبها وسقطاتها، ومتاعبها وآلامها وهو في كل ذلك يذكر قول القديس بولس الرسول "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب3:13).
الخادم الروحي هو لهيب نار مشتعل في خدمته إنه إنسان حار في الروح (رو11:12) دخلت فيه النار المقدسة التي ألهبت التلاميذ في يوم البندكسطي. لهذا فهو يعمل عمل الرب بحرارة، بكل القلب، بكل الرغبة، بكل حماس هو أمين في خدمته حتى الموت (رؤ10:2) يتعب فيها، ويجد لذة في تعبه ويجد لذة أيضًا في عمله مع الله الروح القدس يعمل في الناس لأجل خلاصهم. وهو يعمل مع الروح القدس لهذا الغرض نفسه، كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبلوس "نحن عاملان مع الله" (1كو9:3) نشترك معه في العمل، أو نصبح أداة في يديه يعمل بها.
الخادم الروحي يحتفظ بطفولته الروحية (مت3:18) ويرفض أن يفطم نفسه عن ثدي التعليم إنه باستمرار يقرأ ويتعلم ومهما نما تلاميذه، يقدم لهم شيئًا جديدًا. إنه كالأشجار الدائمة الخضرة، لا يذبل أبدًا، ولا يصفر، ولا تتساقط أوراقه الخضرة دائمًا تجري في عروقه. لذلك هو دائم الزهر أو الثمر، دائم الحياة، دائم النضرة والخضرة إنه لا يعطي من ذاته، وإنما ما يأخذ من الروح فإياه يعطي يقول الرب "الكلام الذي أعطيتني، قد أعطيتهم" (يو8:17)إنه راكِع دائمًا، يطلب لأولاده من الرب غذاء يوم بيوم. يقول للرب دائمًا "لست أريد أن أعطيته من بشريتي ومن جهلي. بل الكلام الذي تضعه أنت في فمي، هو الذي أقوله لهم إنه إذن حساسة لفم الله يميز صوت الله، ويعلن مشيئته للناس لذلك ترتبط خدمته بالصلاة لأنها ليست عملًا بشريًا.
الخادم الروحي يهتم بالغذاء الروحي لأولاد فهو يأخذ غنيماته الصغيرات إلى موارد المياه وإلى المراعي الخضراء، يرعاها بين السوسن (نش3:6) إنه يهتم بروحياتها، ولا يقتصر على المعلومات يحشو بها علقها. ولكن ليس معنى هذا أن نهمل المعرفة، وإنما نأخذ منها ما يبني الروح، ولا نركز على بناء العقل فقط.
الخادم الروحي حتى إن تكلم في موضوع لاهوتي أو عقيدي أو طقسي، يتكلم كلامًا روحيًا أما الخادم العقلاني فحتى إن تكلم في الروحيات، يحولها إلى علم ونظريات وأفكار!! بعض الخدام ابتدأوا بالروح، وانتهوا كعلماء يقدمون علمًا للنفس، مجرد أفكار مرتبة خالية من الروح، ولم تعد في كلماتهم المسحة الروحية التي تؤثر في الناس وتقربهم إلى الله كونوا إذن خدامًا روحيين، واخدموا خدمة روحية أقول هذا لأني خائف على هذا الجيل، الذي كثرت فيه المعرفة جدًا، وضعفت الروح واختلفت عن الجيل الماضي، التي كانت فيه مراكز الخدمة كأبراج الحمام، تهدل بنشيد الحب الإلهي.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
25 يوليو 2023
القراءات الروحية البناءة
القراءة الروحية أساسية من أجل الوصول إلى الشبع الروحي . كما أنها تنير الذهن، وتقدس الأفكار، وتشحذ الهمة الروحية، فيتحرك الإنسان بحماس في طريق الملكوت .كذلك فالقراءة الروحية أساسية في التعرف على معالم الطريق الروحي ، حتى لا يتوه الإنسان في مزالق كثيرة يمكن أن تقابله ، وحتى تتكون لديه نعمة الافراز، فيستطيع أن يميز الأمور المتخالفة ، ولا يسقط في فخاخ ابليس بل إنها أساسية في خدمة الآخرين ، ونحن هنا لا نقصد الخدمة في فصول التربية الكنسية والشباب فقط ، بل أيضا خدمة الوالدين لأبنائهم ، وهي من أهم وأخطر الخدمات المسيحية ، حيث يقضي الطفل في بيته ١٦٨ ساعة أسبوعياً تقريباً ، ولا يمكث في الكنيسة سوى ساعات قلائل . فإن تعرف الآباء على احتياجات أولادهم ، وسمات المراحل التي يمرون بها ، ونوعيات المشاكل التي يقابلونها ، يستطيعون بالقطع أن يقدموا التوجيه السليم لابنائهم وبناتهم .
الآباء والقراءة :
من هنا ينصحنا الآباء القديسون بالقراءة ، لما فيها من فوائد جوهرية لنا ولمن نشهد للمسيح أمامهم :« اتعب نفسك في قراءة الكتب ،فھی تخلصك من النجاسة» ( القديس أنطونيوس ) .« كتبي هى شكل (سيرة ) الذين كانوا قبلی ، أما إن أردت أن أقرأ ، ففى كلام الله أقرأ » ( القديس أنطونيوس ) .« قراءة الكتب، تقوم العقل الصواف » ( أحد الشيوخ ) .« کن مداوماً لذكر سير القديسين ، لكيما تأكلك غيرة أعمالهم» (القديس موسى الأسود ) .
نحن والقراءة :
يحسن أن يهتم الإنسان بالقراءة ، ولكي لا تنطبق عليه سمات جيل التليفزيون والفديو، من سطحية واستسلام سلبي ، يجب ان يدرب نفسه على القراءة، وهذه بعض الملاحظات التي قد تساعده على ذلك :
1 ـ التدرج :
كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر، فلا داعى لأن تتمسك منذ البداية بالكتب الكبيرة لتضعها في المكتبة ، وإن كان هذا حسن، فلسوف تحتاجها حينما تنمو في القراءة، لكن ابدأ بالنبذات الصغيرة ، والكتيبات ، والكتب المتوسطة، وتدرج مع القراءة شيئاً فشيئاً . وأؤكد لك أنك عندما تشعر بالانجاز والنجاح في قراءة كتيب ، سوف تحس بحافز كبير يشجعك على المزيد .
٢ ـ التنوع :
ابدأ بالتنوع ، فاقرأ في مجالات عديدة مثل : تفسير الكتاب المقدس، وسير القديسين، وتاريخ الكنيسة ، واللاهوت ، والعقائد ، والطقوس ، والثقافة العامة .. فمن المهم أن تلم بفكرة عن كل من هذه الميادين ، فهي أساس لنموك ولخدمتك .. ومن غير المعقول ألا تعيش عصرك ، وتتعرف على الأدب والفن والفكر السائد فيه، مع ملاحظة ألا تكون سلبياً ، بل يجب أن تسترشد بأبيك الروحي وخادمك ، حتى لا تنحرف بك القراءة بسبب عدم النضج والعمق والمعرفة الشاملة .
3 ـ التوازن :
أياك أن تأخذك القراءة بعيداً عن الشبع الروحي ، فيصير عقلك أضخم من قلبك ، بل احرص على التوازن ، فالرسول يدعونا إلى أن تنمو في «النعمة والمعرفة » ( ۲بط ٣ : ۱۸ ) ، أي الوجدان الروحي والفهم المستنير.
4 ـ التخصص :
مع النمو ، ومع الوقت ستستطيع ان تتخصص في فرع محدد من الدراسات ، وربما تأخذ فيه شهادة مناسبة ، إلى أن تكتب بنعمة الله وتشترك في إثراء غيرك . المهم أن تتحرك تحت قيادة روح الله وارشاد أبيك الروحي وخادمك والرب معك .
نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد السابع عام ١٩٨٩
المزيد
24 يوليو 2023
كيف نحب الآخرين ؟
المحبة الغافرة ( تكملة ) :
المحبة الغافرة هي نوع من المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ، بل تطلب ما هو للآخرين، سعيا وراء خلاصهم واصلاح شأنهم . حتى أنها من الممكن أن تضع نفسها عوضاً عنهم ، طالما كانت هناك بارقة أمل في هذا الخلاص والإصلاح .هذه المحبة الغافرة التي لا تطلب ما لنفسها ، أعطانا السيد المسيح مثالاً لها حينما طلب المغفرة لصالبيه . إذ قال «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » ( لو٢٣ : ٢٤).كانت هذه هي أول كلمات السيد المسيح على الصليب ، مدفوعاً بمحبته غير الموصوفة واظهر بها حرصه الشديد على طلب الغفران للبشر الذين جاء سعياً وراء خلاصهم ولم تمنعه كراهية صالبيه له ، من أن يطلب لهم الغفران ، ملتمساً لهم العذر.عن هذا الموقف العجيب الخالد تحدث قداسة البابا شنوده الثالث في تأمله في كلمات السيد المسيح على الصليب فقال [ المسيح إلهنا الحنون ـ وهو في عمق الآلام على الصليب . كان منشغلاً بغيره لا بنفسه . ولم يذكر آلامه ولا تعبه ولا جراحاته . لم يأبه لآلام السياط على ظهره، ولا بإرتكاز المسامير في يديه وقدميه ، ولا بوخز الشوك في جبينه ورأسه، ولا بجسده المرضوض المنهك وإنما ترك كل ذلك جانباً، وكان كل ما يشغله هو محبته للبشر، وأول ما فكر، فكر في إنقاذ كارهيه وصالبيه وهكذا كانت أول كلمة قالها على الصليب « يا أبتاه أغفر لهم » كان حقاً في عمق المقاساة من هؤلاء الذين يطلب لهم الغفران ! .. ولكن محبته لهم كانت أكثر من عداوتهم له، عداوتهم التي لا توصف من عمق بشاعتها ] .هذه العبارة التي قالها السيد المسيح في عمق آلامه استطاعت أن تغير حياة الكثيرين ، بل إن كثيراً من قد آمنوا بالسيد المسيح وأحبوا المسيحية بسببها ..
شروط الغفران :
كما ذكرنا في المقال السابق فإن المحبة الغافرة السليمة ، هي تلك التي تضع نصب أعينها مصير من تحب ، كما أنها لا العدالة المطلوبة في إطار الكمال الذي يليق بالحياة مع الله . تعارض إطلاقاً لهذا فإن الغفران يأخذ كثيراً من المعاني، وله أبعاد كثيرة في المسيحية بالنسبة إلى الله ، وبالنسبة إلى الناس :
١ ـ بالنسبة إلى الله :
الغفران بالنسبة إلى الله له شرطان : الإيمان والتوبة وعن هذا الأمر كتب قداسة البابا شنوده الثالث في حديثه عن طلب السيد المسيح المغفرة لصالبيه 🙁 على أن قول السيد المسيح «يا أبتاه اغفر لهم »، لا تعنى أنه غفر لجميع صالبيه على الإطلاق ، بلا استثناء فلا يمكن أن يتمتع بالمغفرة ـ من صالبيه وغير صالبيه إلا من ينطبق عليهم شرطان مبدئيان جوهریان ، هما الإيمان والتوبة لأنه بدون الإيمان والتوبة، لا يمكن أن ينال أحد خلاصاً ولا مغفرة] .
۲ ـ بالنسبة إلى الناس :
حينما تتشبه بالسيد المسيح الذي طلب الغفران لمن أساءوا إليه وتطلب المغفرة للآخرين فإننا في هذا ننظر إلى خلاصهم تنظر بعين الرجاء إلى توبتهم القادمة .من من الناس كان يتصور أن أريانوس الوالي الذي عذب الشهداء المسيحيين بمنتهى القسوة سيتحول يوما إلى المسيحية ويصير شهيداً وقديسا تعترف به الكنيسة ؟! لاشك أن صلوات كثيرة قد رفعت من أجله، واستجاب لها الله وقال أريانوس المغفرة من الله حينما تاب عن شروره وأعلن إيمانه بالسيد المسيح .الغفران بالنسبة لنا يعنى أمرين : الأول : أننا لا تطلب الإنتقام ممن أساءوا إلينا ، بل تطلب لهم أن يتربوا «صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم » (مته : 44).
والثاني : أننا تظهر لهم المودة في مقابل الإساءة لكي تحاول أن تكسبهم عن طريق الحب « أحبوا أعداءكم احسنوا إلى مبغضيكم » (مته : 44).
أما في إطار الحياة داخل الكنيسة فهناك أمر ثالث جوهري وهو حرصنا على أن تكون الكنيسة صورة أو أيقونة لملكوت الله . كما أن لا مسئولية خاصة بالنسبة لإخوتنا : تجعل المغفرة مرتبطة بتوبتهم وإستقامة مسلكهم . وهذا يقودنا إلى الحديث عن :
الغفران في الحياة داخل الكنيسة :
الكنيسة كعروس للمسيح في صورة حقيقية لاورشليم السمائية التي لا يدخلها شيء نجس أو دنس ( رؤ۲۱ : ۲۷ ) . والإفخارستيا ( أي الاشتراك في سر القربان) هي استعلان مبكر للإشتراك في الحياة الأبدية مع المسيح فمن يدخل إلى الكنيسة ، ويشترك في سر القربان المقدس ، يكون كمن يدخل إلى الملكوت لينال الحياة الأبدية. هذا لا يشترك في سر القربان إلا المؤمن التائب الذي نال حلاً من خطاياه ، واستحق الغفران بعد أن مارس التوبة والاعتراف ، وجاهد في إصلاح سيرته بالتوبة .حينما دخل السيد المسيح بيت زكا وقف زكا وقال « ها أنا يارب أعطى نصف أموالى للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف » (لو١٩ : ٨). لهذا قال السيد « اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً إبن ابراهيم » ( لو۱۹ : ۹). لقد جاهد زكا في إصلاح سيرته ـ إذ كان رئيساً للعشارين-ورد ما عليه للآخرين ، رافعاً عنهم الظلم الذي أوقعه هو عليهم . فإذا أخطأ شخص في الكنيسة ، لا تمنحه الكنيسة حلاً إلا إذا تاب توبة حقيقية. والكنيسة مسئولة عن إنذاره وتقويم سيرته ومنعه من التمادي في الخطية وقد توقع عليه عقوبات وتأديبات كنسية حرصاً على أبديته وخلاص نفسه وأيضاً في علاقة أعضاء الكنيسة ببعضهم قال ، السيد المسيح « إن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما . إن سمع منك فقد ربحت أخاك » (مت۱۸ : ١٥). وهذا يوضح مسئوليتنا تجاه إخوتنا في ربح نفوسهم للمسيح . فمن واجبنا - إذا أخطأوا أن نعاتبهم أو نوبخهم. وإن تابوا أن تغفر لهم « إن أخطأ إليك أخوك فوبخه، وإن تاب فإغفر له » ( لو١٧: ۳).ولكن كل ذلك ينبغى أن يجرى في إطار المحبة الأخوية ، العديمة الغش والرياء «محتملين بعضكم بعضا بالمحبة ، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل » (أف ٤ : ٣). فليست كل الأمور تحتاج إلى عتاب أو توبيخ . بل ما نراه يهدد سلامة إخوتنا الروحية، ويمنع عنهم المغفرة من الله لسبب عدم تويتهم .وحينما تعاتب إخوتنا فلنعاتبهم بلطف وشفقة كلما أمكن ذلك ، حاملين في قلوبنا بالحب روح التسامح ، لكي نجتذبهم إلى التوبة متذكرين كلمات معلمنا بولس الرسول « كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح » (أف ٤ : ٣٢).
نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة
عن مجلة الكرازة العدد السابع عام ١٩٨٩
المزيد
23 يوليو 2023
إنجيل البركة
الاحد الثالث من شهر ابيب تقرا علينا احبائي الكنيسه في هذا الصباح فصل من بشاره معلمنا لوقا الاصحاح التاسع( انجيل البركه ) قالوا له اصرف الجموع ليذهبوا الى الكرى ليستريحوا لاننا ها هنا في موضع خلاء فقال لهم اعطوهم انتم لياكلون فقالوا ليس عندنا اكثر من خمس ارغفة وسمكتين الا ان نذهب ونبتاع طعاما لهذا الشعب كله لانهم كانوا نحو خمس الاف رجل فقال للتلاميذ اتكئوا 50 50 ففعلوا هكذا واتكاوا الجميع فاخذ الارغفه الخمس والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهما ثم كسر واعطى التلاميذ ليقدموا للجميع فاكلوا شبعوا جميعا ثم رفعه ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشره قفة ازاي انجيل البركه احبائي هو انجيل نتعلم منه كيف نتخطي عقولنا وتفكيرنا البشريه المحدوده الغلبانه انجيل البركه الذي يقول خمس خبزات وسمكتين اطعمه 5000 رجل ما عدا السيدات والاطفال وكمان اكلوا واشبعوا وارفع عنهم 12 قفه مملوءه ايه انجيل البركه ده؟؟ البركه لما الحاجة تتحط في ايد ربنا تصبح كتير بايد ربنا البركه هو العمل الالهي في الامور الماديه البركه هو ازاي القليل بربنا يبقى كثيرعدم البركه ايه بقى الكثير من غير ربنا ايه يبقى قليل والقليل بربنا يصبح كثير تعال بقى لما تحط الامر ده في ايد ربنا هتلاقي نفسك مطمئن قوي عشان كدة عاوز اتكلم كام دقيقة كدة عن انجيل البركة
البركه في الامور الماديه
البركة فى الأمور الروحية
اول حاجة البركة فى الأمور المادية تعال كده نحسب اي حسابات مادية.. هتلاقيها ما تجيش ابدا ما تجيش خالص .. اتذكر في بدايه رسالتي كنت قاعد مع شاب قال لي يا ابونا انا عاوزك تتخيل اني لقيت شغل بمرتب 2000 جنيه في الشهر الكلام دة كان من 15 او من 20 سنه وحوش ال 2000 جنيه كلهم وخليت بابايا يصرف عليا تخيلل هيبقى معايا في السنه كام؟؟
24؟ كمان عشر سنين هيبقى معايا كام؟؟
هيجبولى شقه بعد عشر سنين؟؟ الكلام ده بالحسابات العقلية الولد ده بقى كويس جدا جدا وربنا دبرلة كل اموره ايه الحكايه لا الحكايه ما بتجيش كده يا ما تلاقي واحد يقول لك اصل انا لا خلاص كده انا جبت طفل مش عايز ثاني بس انت عارفه الطفل بكم في الحضانه طب عارف يا ابونا الطفل بكم في المدرسه يا ابونا مصاريف المدرسه السنه دي بكام يقولك رقم فى الحقيقة تتخض احيانا لما يجوا ناس من بره اليومين دول ربنا يبارك ولادنا بيجوا من بره اجازه في الحقيقه بيستغربوا قوي بيقولوا فى الحقيقة الحياة غاليه عندكم قوي الناس عايشه ازاي هاقول لك صدقني لو سالنا انفسنا الناس عايشه ازاي هاقول لك مش عارف بركه احبائي في حاجه اسمها البركه في حاجه اسمها ربنا بلاش ندى ربنا اجازه انا القرشين اللى معيا هرشم عليهم علامه الصليب واقول يا رب انت اللي تبارك البركه احبائى ان انسان يبذل كل ما في جهد وسيب الباقي في يد ربنا هو ده البركه خذ بالك لما قدمه الخمس خبزات والسمكتين ده كان كل اللي عندهم وكل اللي معهم قدم كل اللي معك وسيب الباقي على ربنا يعمل اللي يعمله اتفرج على شاب بيتجوز بيتجوز ازاي ربنا دبرها ماشي عاشوا ازاي ربنا دبرها مشيت هل ده نوع من انواع التواكل لا طبعا انا بقولك اعمل اللي عليك بس ارجوك بلاش تبقى فاهم انك عايش بحسابات انت موضوع متعب ومعثر وبيخلي الانسان كده بيجيلو حاله من الحزن والفشل امال نعمل ايه؟
تقول له يا رب دبر والذى خلق السماء والبحر والارض وكل ما فيها مش هيعرف يدبر اموري جميل ان انت تختبر ربنا في امورك الماديه وامورك العمليه والحياتية القرشين اللي معك لما تيجي تاخذ المرتب بتاعك اول حاجه تعملها تطلع العشور بتاعك تقولى يا ابونا هو مكفي اطلع الشعور اقولك دى البركة هو انت مفكر انك عايش بالأرقام الارقام ما تنفعش الاباء علمونا يقول لك ايه خذ بالك فى المصطلح الروحى فى معادلة كدة في الحساب غلط ليه بقى يقول لك تسعه اكبر من عشره اقول لك لا تسعه اصغر طب ازاي تتحل هاقول لك تسعه اكبر لما تطلع منها العشور يرشم علامه الصليب خليك شاكر خليك راضي اشكر ربنا ربنا ما يديك الصحه وانت و مراتك واولادك ..تشكرة ان ربنا حمانا من كذا ومن كذا كلها تدابير من عند ربنا نشكرك نشكرك نشكرك الرضا جميل والشكر جميل والقناع جميله عشان كده النهارده الانجيل البولس النهارده بيكلمك عن محبه المال اللي هي اصل كل الشرور محبه المال اصل كل الشرور بيكلمك على انك ازاي تكون مكتفي بما عندك البركه في امورك الماديه والعقليه اول ما تلاقي كده مخك يقف ترفع قلبك وتقول له يا رب يا رب دبرها مش احنا بنقول له دبر حياتنا كما يليق يا معطيا طعام لكل ذى جسد الواحد لما يقعد يفكر الطبيعه دي كلها ماشيه ازاي تدابير الهيه حسابات تفوق حسابات البشر لما بني اسرائيل تمردوا على ربنا ..لما قالوا هتدينا اكلة فطار ولة عشاء ؟
قالهم لا انا هعطيكم اكل ٤٠ سنة لحوالي 3 مليون فرد في حد يقدر ياكل احد ثلاثه مليون فرد؟ لمده 40 سنه المن ايه ده يا رب ده حسابات ربنا طبعا عجيبه ويوم ما يحب يخرج لهم مياة يخرج مره مياة مرة يخرجها لهم مره من صخره حاجات مستحيله دي ثقه الايمان في ربنا والايمان في عمل ربنا الايمان في الامور العمليه اول ما تلاقي عقلك كده واقف عند معادله ومش عارف يا رب دبرها انا باعمل اللي علي لتكن ارادتك يا رب يا رب دبر بركه الرب تغني وتزيد ياما نشوف ناس عايشوا في منتهى الرضا والاكتفاء بدخل محدود لما نشوف موظف دخله محدود وعنده اربع اولاد في كليات ازاي داخله محدوده والاولاد لها طلبات وعاوزين وعاوزين وعاوزين طب ازاي اصل الانسان لما بيبقى جواة غنى بيعرف ازاي يعيش بالبركه الانسان اللي بيبقى جواه فقير مافيش حاجه تبقى عجباة ابدا وعلى طول بيشتكي وعلى طول متضايق وعلى طول بيتكلم عن الغلاء وعلى طول حارم ولادة وعلى طول عامل لنفسه عذاب نفسي اصل البركه مش موجوده اصل عايز يعيش بحساباتهم عاوز يأمن المستقبل بحسابات وهو لا لا لا دي معادله فاشله التلاميذ لما قالوا له مانقدرش نبتاع طعام لهذا الشعب جميعا واحد كده اسمة فيلبس فى فصل اخر قال كدة مايكفيش ولا ٣٠٠ دينار دى الحاسبات البشرية ربنا يدينا ان كل واحد يجتهد فى حياتة بس يؤمن بالبركة الامور الروحية يعنى جهادك الروحى البسيط جدا وقفتة الصلاة القليلة قراتك فى الكتاب المقدس الضعيفة حضروك القداس اللى بتشتت قولة بص بقى يارب دى حدودى انا غلبان وضعيف ومشتت وكسول حط انت بس شوية الجهاد بتاعك ياسلام تلاقى ربنا قابلهم وفرحان بيهم وفرحان بجهادك وتعبتك تقولة بس دى حاجة تكسف يقولك بس تعالى ماتتكسفش زى ماقدموا خمس خبزات وسمكتين بصراحة حاجة تكسف معقولة خمس خبزات وسمكتين هيأكلوا الناس دى كلها فى المعادلة الطبيعية ما فيش حاجة تكسف فى المسيح يسوع خذ التجربة قدم صلواتك الضعيفة وجسدك الضعيف قدم طلبات وجهاد روحى على قد طاقتك قولة يارب اعن ضعف ايمانى معلش يارب سامحنى انا بقدملك القليل بس انا واثق انة فى ايدك هيبقوا كتار فى طلبة الكنيسة بتقولها الذين يريدون أن يقدموا لك وليس لهم اللى عاوز يقدم سوا ع المستوى الروحى هتلاقى جهادك الروحى الضعيف دة مقبول عند ربنا وفرحان بية قوى البركة فى الأمور المادية والأمور الزمنية بلاش تشغل حساباتك الزمنية لانة بيقولك على فهمك لا تعتمد ربنا يبارك حياتكم يبارك فى اموركم المادية ويملاها بالبركة بالبركة بالبركة ويكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا كل المجد أبدياً أمين0
القمص انطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك
المزيد
22 يوليو 2023
انجيل عشية يوم الأحد الثالث من شهر أبيب
تتضمن الحث على عمل الفضائل لنظفر في القيامـة بصدور المجالس وأوائل المتكئات . ومـدح سـيرة الرهبان وتبكيت المتنعمين مرتبة على قوله تعالى : " متى دعيت من أحد إلى عرس فلا تتكى في المتكاء الأول " ( لو ١٤ : ٧ - ١٥) إذا كنا قد علمنا أن المجد في القيامة هو السيرة الفاضلـة . فينبغـى لنـا أن نترك الاهتمام بالاباطيل الزائلة . ونجتهد في عمل الصالحات لنحصل هنـاك علـى الجلوس في صدور المجالس والتنعم في وليمة سيدنا له المجد . وأنتم ترون قوما من إخوتكم الذين عرفوا حقائق الأمور الحاضرة ورفضوها . وطلبـوا الامـور الباقيـة وأختاروها . فلبسوا حلل الاتضاع والوداعة . وأعدوا أنفسهم لقتال العدو وقهروه . لا بالسيوف والرماح ولا بالسهام والحراب . لكنهم كما ترونـهم عـراة مـن الـدروع والاتراس . مجردين من الاسلحة العالمية ، وهم مع ذلك يفعلون ما لا يفعله الابطـال بأسلحتهم . لانهم كل يوم يحاربون الاعداء والاضداد . ويقهرون الشهوات العالميـة ويغلبونها . فيصدق فيهم كلام بولس الرسول حيث يقول : أما الذين هم للمسـيح فقـد صلبوا أجسادهم مع الاهواء والشهوات " . فانهم بالحقيقة يراهم النـاظرون كأنـهم أموات مطروحون وقد قتلوا ذواتهم بسيف الروح . حيث لا سكر بالخمر ولا شـراهة في المأكل . ولا تنعم باللذات البدنية . فإننا نرى للسكير رؤوسا كثـيرة كمـا للغـول والحية الكثيرة الرؤوس . اللذين يذكرهما أصحاب الخرافات . فينبت له من هنـا رأس للزنى . ومن هنا رأس للغضب . ومن هناك رأس للأفتخار . ورأس للصلـف ورأس لحب الغلبة . ورؤوس أخرى كثيرة تنبت لاعمال أخرى قبيحة شبيه بتلك . أما هؤلاء الفائزون فقد قطعوا هذه الرؤوس من أصلها . لانهم قطعوا سـببها الذي هو السكر . ألا تنظر إلى الجبابرة ذوى القوة والشجاعة المشهورين بالغلبة فـي معارك الحروب . كيف تقيدوا بقيود المسكرات فاصبحوا مطروحين من غير قتـال . وأمواتا من غير جراحات . لا بل هم أضعف كثيرا من الذين يسقطون فـى وقـائع الحروب . لان اولئك قد يتحركون . أو يفهمون كلام المخاطبين لهم وأما هؤلاء فإنـهم للوقت يسقطون كالاموات ولا يتحركون ولا يتنبهون على شئ . وكما أن قائد الجيش إذا سقط قتيلا تتبدد عساكره . وينصرف كل واحد منهم إلى حيث تتوجه إرادته وهواه . كذلك إذا سقط الرئيس القائم على تدبـير الإنسـانية الذي هو العقل . تنصرف كل واحدة من الشهوات بحسب طبيعتها الحيوانية . وحينئـذ يخوض ذلك السكران في لجة هذه الشهوات من غير خـوف ولا حيـاء . ويكـون نصيبه مع الهالكين . ثم يضاف إلى ذلك إهتمام هؤلاء بالاطعمة وما يتفننون به مــن أنواع المأكل والمشارب . وشدة عنايتهم بتسمين الدجاج والخراف . واجتلاب الفواكه . وعلم الحلويات . وهم يتنافسون في كثرة الاطعمة ونظامها . ويتفاخرون في اصطنـاع الولائم المخالفة للناموس . ولهذا هرب أولئك الفائزون من التشاغل بهذه الاباطيل . لانـهم لا يتخـذون .أشراكا لصيد الطيور . ولا حظائر لتسمين الخراف والدجاج . ولا يتأنفون في تنويـع الاطعمة والأشربة . ولكنهم يأكلون لقيام الحياة فقط . وهذا الإهتمام الفارغ والجـهاد الباطل لا يوجدان عندهما أصلا . فما أعظم الفرق بين هؤلاء وأولئك وأما الطـرق التي وردت منها أثمان هذه الاطعمة وما يتعلق بها . فلعل أكثرها من ظلم الارامـل ودموعهن . وأتعاب الايتام وإغتصاب أموالهم . والرياء والطمع والمظالم وهلم جـرا . وأما النتائج التي تنشأ عن الشراهة في الطعام والشراب لهؤلاء المسرفين . فـهى غالبا النخمة والكظة والهيضة والهوس والخلاعة والتهتك في الاحـاديث السـفيهة . وأخيرا ترى الفارس وسلاحه متقيين على الارض . وعدوه يقلقه برمحه كيف يشـاء . وأما عند الفائزين فتجد أضداد كل هذه الأمور . لا على المائدة فقط . بل في جميـع الأحوال الداخلية والخارجية . وحينئذ يظهر الفرق بين الفريقين لدى أهـل العقـول وارباب البصائر . ويعلمون أن مائدة هؤلاء الخاسرين تزول وتضمحـل رفاهيتـها سريعا . اما مائدة اولئك الرابحين فترتقى من الخساسة إلى الشرف وتحـوز مـجـدا دائما إلى الابد . فيكون هؤلاء مغلوبين من أعدائهم وأولئك غالبين ظافرين . هـؤلاء تفسد موائدهم وتتلاشى . وأولئك لا يمس موائدهم الفساد . هؤلاء يصنعــون مـوائـد يحضرها إبليس وجنوده ويسرقونهم إلى عذاب الجحيم . لانه حيثما يكـون السـكر والغناء والملاهي فالشيطان حاضر . وأولئك يصنعون موائد أدبية يحضرها المسـيح سيدهم . ويعد لهم الطعام السماوى وأنواع الطيبات الابدية . حيـ ث لا ينـهمون ولا يشرهون ولا يسكرون ولا يغنون . حتى أنهم يتشبهون بالملائكة الذين لا اجسام لهم . ولذلك يحملون راية الظفر ويأخذون اكليل الغلبة . فسبيلنا أن نترك الإجتهاد في اعداد الولائم العالمية . ونبادر إلـى الاهتمـام بالامور المسيحية . ونستحضر إلى منازلنا الفقراء والغرباء . لكي ننال المجازاة فـى قيامة الصديقين من ربنا الذي له المجد إلى الابد . آمین .
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
21 يوليو 2023
مائة درس وعظة ( ٢٣ )
روحاً مستقيماًجدد الاستقامة »
« قد علمت يا إلهي أنك أنت تمـتـحن القلوب وتسر بالاستقامة ( ٢أخ١٧:٢٩ )
الإنسان الروحي يجب أن يتميز بثلاث صفات أساسية هي : الاستقامة مع النفس ، الأمانة مع الله ، والسلامة مع الناس واستقامة النفس كما يتكلم عنها سفر الأمـثـال هي الخط المستقيم ، ونحن في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية نفتخر أننا نحمل في اسم كنيستنا لفظ « الاستقامة كنيسة مـسـتـقـيـمـة الرأي والفكر والسلوك والعقيدة .
أولا : تحديات الاستقامة :'
١- التطرف : ليس فقط في حـيـاتنا الاجتماعية ، ولكن أيضا في حياته الروحية فلا يتطرف مثلا في أوقـات أصـوامـه أو صلواته أو قراءاته في الكتاب المقدس بل يسلك على حسب قامته الروحية .
٢- الكبرياء : « طريق الجاهل مستقيم في عـينيـه » ( أم ١٢ : ١٥ ) . والجـاهل هنا ليس الجاهل من جهة العلم والثقافة والمعرفة وإنما الجاهل هو من يسيء استخدام عمره وأيامه ووقته .كبرياء الإنسان يطرح من حياته كل اسـتـقـامـة . ولذلك أمنا العذراء قالت في تسـبـحـتـهـا الخـالدة : « أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتـضـعين«( لوا : ٥٢ ) ، هذا الكبرياء أضـاع أريوس ، فـالـهـرطقـة التي ابتدعها وسقط فيها وأسقط آخرين كان منشأها الحقيقي هو الكبرياء « توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت«( أم ١٢:١٤ ) ، فجميع الهراطقة الذين ظهروا في التاريخ كانت بداية هرطقـتـهم من إحساسهم بذواتهم خطية الكبرياء تعتبر أم الخطايا ، وتعمل في الإنسان دون أن يشعر ، لذلك أحياناً يدق الله جرس تنبيه ليفيقه من كبريائه .
٣- الرياء : الشخص المرائي داخله غير مستقيم ، ولكن خارجه يتظاهر بالاستقامة .
ومن أمثلة المرائين في الكتاب المقدس يهوذا التلميذ ، الذي كان خارجه تلميذ ومن داخله خائن خطايا النفاق والمديح الكاذب ، كل هذه وما يماثلها تفقد الإنسان استقامة قلبه . أيضاً في كل يوم يا أحـبـائي نصلی مزمور التوبة قائلين : « قلباً نقياً اخلق في يا الله ، وروحاً مستقيما جدد في داخلي ( مز ٥١ : ١٠) . هذه طلبة يومية ، لأنه ربما يأتي يوم يصنع فيه الإنسان ما لا يرضى الله ، فتكون النتيجة انحراف عن الاستقامة .
٤- التهاون : يقال أن في حالات الإدمان أول مرة الإنسان يكسر فيها كلمة ( لا ) يكون كسر ٨٠ ٪ من الحاجز النفسي ضد الخطية ، وتكون المرات التالية أسهل في السقوط فلا تتهاون . ثانياً : طريق الاستقامة لكي تزرع الاستقامة في حياتك عليك الآتي:-
١- اهتم : اهتم بالأمور الصغيرة : الوقت ، نظرة عين ، صداقة شخص ، كلمة تقولها .اهتمامك بالأشياء الصغيرة يجعل لك ضمير مستقيم أمام نفسك ، في معجزة إشباع الجموع قال السيد المسيح : « أجمعوا الكسر » ، والكسر هنا لها فائدتان ، الفائدة الأولى أن يـتـركـوا المكان نظيـفـاً ، والفائدة الثانية أن هذه الكسر ممكن أن يستفيد منها إنسان محتاج القديس العظيم مارمرقس عندما جاء ليكرز في مـصـر لم يكن مـعـه سـوى صليب وعصا وإيمان ولكنه صنع عجائب في مصر الأنبا باخوميوس أب الشركة كان جندياً في الجيش ، وقدمت له امرأة مسيحية طبق طعام ( كانت المرأة تقدم طعاماً لجنود الجيش الذين لا تعـرفـهـم وهـذا عـمـل بسـيط جـداً ) ولكن باخوميوس تأثر ، فلما رجع من الحرب سالماً تحولت حياته وصار قديساً عظيماً وأباً للشركة ومؤسساً لحياة النظام الرهباني
۲- ارفض : ارفض الإغـراءات .. يوسف الصديق رفض الإغراء الذي أمـامـه وقـال قوله المشهور : « كيف أصنع هذا الشـر العظيم وأخطئ إلى الله ؟ » ( تك ٣٩ : ٩ ) . في العهد القديم نتـقـابـل مع الملكة « وشتی » والتي كانت امرأة وثنية ، وعندما طالبها الملك لتستعرض جمالها باعتبارها الملكة رفضت بشدة وكانت النتيجة أنه انتزع منها الملك .
۳- احذر : احذر الانقسام .. احـذر أن يكون لك وجهين وجه الملاك في العلن ، ووجه الشيطان في الخفاء ، ونذكـر شـاول الملك الذي كـان يريد أن يقتل داود وفي نفس الوقت يتظاهر أمامه بأنه يقربه إليه . صل مع داود النبي : « قلباً نقياً اخلق في يا الله » ( مز٥١ : ١٠) .
4- احفظ احفظ النقاوة .. « أدرب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس » ( أع ٢٤: ١٦ ) أي ضمير مستقيم اجعل قلبك شـفـافـاً ، وقلبك لن يصير بهذه النقاوة إلا إذا عشت في حياة روحية ، وفي وسائط النعمة وتمتعت بها « وتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك » ( مز ٣٧ : ٤ ) .
المزيد
20 يوليو 2023
شخصيات الكتاب المقدس أسينكريتس الرسول
أسينكريتس: إسم يونانى معناه لا نظير له (رو16: 14).
اسينكرتيس خدم في رومية، تنيح بسلام
رو 16: 14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم.
اسم هذا القديس يونانى ومعناه (لا نظير له) وهو احد المسيحين فى مدينة رومية ومن ضمن الذين ارسل اليهم الرسول بولس تحياته (رو 16: 14) وربما يكون اسم هذا القديس مأخوذ من نبات الاس.وهذا النبات اوراقه خضراء بل دائمة الخضرة ويسمى هذا النبات بالعبرية هدس وهذا ما كان يطلقه عليه عرب اليمن ويسمى هذا النبات ايضاً ريحان.فإذا كان هذا النبات الريحانى الدائم الخضرة فى اوراقة فهذا الرسول العظيم يبدوا من خلال اسمة انه كان دائماً كشجرة مغروسة عند مجارى المياة التى تعطى ثمرها فى حينه وورقها لا يذبل (مز 1: 3).
المزيد
19 يوليو 2023
جهاد الخادم
الخادم الروحي هو مغناطيس شديد الجاذبية كل من يدخل في مجاله، ينجذب إلى حياة الروح، وتكون له القدرة على جذب غيره أيضًا إلى نفس المجال الروحي إنه يجذب الناس إلى أبوة الله وأمومة الكنيسة، بكل ما تحمل من مشاعر الحنان والعطف وكل أساليب الرعاية والاهتمام.. وهكذا يلتصقون بالله المحب، ويرتوون بلبن التعليم من الكنيسة.
الخادم الروحي له كلمة الله الحية الفعالة (عب12:4)هذه التي تترك تأثيرها في السامعين، ولا ترجع فارغة (أش11:55) إنه يشع على الآخرين نورًا وكل من يختلط به يستنير، ويأخذ شيئًا إلهيًا إنه بركة تتدفق على كل أحد، ليس في الكنيسة فقط، وإنما أيضًا في البيت ومكان العمل وفي الطريق هو خادم أينما وُجد الخدمة عنده لا يحدها مكان ولا زمان (2تي 5:4) ولا رسميات إنما روح الخدمة عنده تجعله يخدم كل من يصادفه أو يختلط به ليس هدفه أن يكون مدرسًا ناجحًا، فربما يكون هذا تركيزًا على الذات إنما كل اهتمامه هو خلاص أنفس مخدوميه إنه ينسى ذاته من فرط تفكيره فيهم. ويقول كما قال القديس بولس الرسول "كنت أود لو أكون أنا نفسي مرفوضًا من المسيح، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد" (رو3:9).
الخادم الروحي يجاهد باستمرار مع الله من أجل أولاده يسكب نفسه أمام الله في خدمته، لكي يقود الله الخدمة لكي يعطيه الرب الغذاء الروحي اللازم له ولمخدوميه، ويعطيهم القوة للسير في طريق الرب ويظل يبلل قدمي الله بدموعه، إلى أن ينال منه استجابة صلواته لخير هؤلاء وفي كل ذلك هو إنسان فدائي، يفتدي غيره بنفسه وبراحته.
الخادم الروحي هو إنسان أمين، يتعب بكل جهده في الخدمة يضع أمامه باستمرار قول الكتاب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر10:48) فهو يتعب لكي يستحق أن يعمل الله معه يتعب لكي ينظر الله إلى ذله وتعبه، فيعمل عنه العمل كله وهكذا يستجيب الرب صلوات الآباء الكهنة، وهم يقولون له متضرعين "اشترك في العمل مع عبيدك "
الخادم الروحي لا يعمل بقدارته الخاصة، إنما بمواهب الروح القدس العامل فيه هو مجرد أداة يحركها الروح في خدمة الملكوت. إنه يعيش على الدوام في شركة الروح القدس. الروح القدس يعمل فيه، ويعمل به، ويعمل معه إنه إنسان امتلاء بالروح. إن تكلّم لا يكون هو المتكلم، وإنما روح أبيه يتكلم فيه (مت20:10) هكذا عمل تلاميذ المسيح كخدام للكلمة. فكانت لكلماتهم قوتها وثمارها.
الخادم الروحي ينمو باستمرار في محبة ربنا يسوع المسيح. وباستمرار يكون مستواه أعلى من تلاميذه بكثير بل فيما هو ينمو في حياة الروح، ينمو تلاميذه معه في المعرفة وفي المحبة والارتباط بالله إنه ليس إنسانًا يتدرب على حياة التوبة، بل هو يتدرب على حياة الكمال وكلما ينمو يزداد اتضاعًا، شاعرًا أن الطريق طويل قدامه، أطول بكثير من قدرة خطواته لذلك يشعر في كل حين باحتياجه المستمر إلى الله.
الخادم الروحي يهدف إلى روحانية أولاده ولذلك فدروسه دسمة وعملية وتقربهم إلى الله وهم يثقون بكلامه، كأنه كلام الله. لأنهم يوقنون أنه يأخذ من الله ويعطيهم. بعكس الخدام الذي فقدوا روحياتهم، وأصبحت لهم مجرد صورة التقوى لا قوتها.
الخادم الروحي لا يترك أمور العالم تشغله عن روحياته وإذا استمر في التركيز على ما فيه خلاص نفسه، فقد ينتهي به الأمر إلى التفرغ الكامل لخدمة الرب، أعني حياة التكريس.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد