المقالات

07 ديسمبر 2024

الله المعتنى ينا

هذَا الموضُوع مُهِمْ جِدّاً لِحياتنا نظراً لِشِدَّة الضُغُوط فِي الحياة الَّتِي نَعِيشها يزِيد القلق وَيزِيد عدم الشُعُور بِوجُود رَبِّنا وَعدم رِعاية رَبِّنا لِينَا فَالمُوضُوع هُوَ الله المُعتنِي لِكُلَّ أحد مِنْ سِفر التَثْنِيَة أصْحَاح 32 : 6 – 14 :- "أَليْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ هُوَ عَمِلكَ وَأَنْشَأَكَ؟ اُذْكُرْ أَيَّامَ القِدَمِ وَتَأَمَّلُوا سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ اسْأَل أَبَاكَ فَيُخْبِرَكَ وَشُيُوخَكَ فَيَقُولُوا لكَ حِينَ قَسَمَ العَلِيُّ لِلأُمَمِ حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ نَصَبَ تُخُوماً لِشُعُوبٍ حَسَبَ عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيل إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ وَجَدَهُ فِي أَرْضِ قَفْرٍ وَفِي خَلاءٍ مُسْتَوْحِشٍ خَرِبٍ أَحَاطَ بِهِ وَلاحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلى فِرَاخِهِ يَرِفُّ وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلى مَنَاكِبِهِ هَكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَهُ وَليْسَ مَعَهُ إِلهٌ أَجْنَبِيٌّ أَرْكَبَهُ عَلى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ فَأَكَل ثِمَارَ الصَّحْرَاءِ وَأَرْضَعَهُ عَسَلاً مِنْ حَجَرٍ وَزَيْتاً مِنْ صَوَّانِ الصَّخْر وَزُبْدَةَ بَقَرٍ وَلبَنَ غَنَمٍ مَعَ شَحْمِ خِرَافٍ وَكِبَاشٍ أَوْلادِ بَاشَانَ وَتُيُوسٍ مَعَ دَسَمِ لُبِّ الحِنْطَةِ وَدَمَ العِنَبِ شَرِبْتَهُ خَمْراً " مجداً لِلثَّالُوث الأقدس الإِنسان أحياناً يِسَلِّم نَفْسه لأفكاره البشرِيَّة وَيترُك نَفْسه لِضغُوط العالم فَيَجِد حياته فِي دَائِرة مِنْ القلق وَالصِرَاعات كَثِيراً نَقُول رَبِّنا مِش حاسِس بِينَا إِحنا بِنمُر بِظرُوف صعبة عايزِين نِأمِن المُستقبل وَمُستقبل الأولاد وَكَأنَّ رِعاية رَبِّنَا لِينَا مِنْ ضِمن الأُمور النَظَرِيَّة وَلَيْسَ الفِعلِيَّة وَكَأنَّ رَبِّنَا المُدَبِر وَالرَّازِق وَالخالِق لَمْ نتلاَمس مَعْهُ فِي أمور حياتنا وَرُبما تَكُون أمور مِش لِينَا . رَبِّنَا بِيصِف لِينَا مدى عِنايته بِالإِنسان هِيَّ عِناية فَائِقة مدى إِهتمام رَبِّنَا بِالإِنسان يَفُوق الوصف وَأد إِيه رَبِّنَا مِعتنِي بِكُلَّ أحد وَيرعى رَبِّنَا كُلَّ أحد رَبِّنا بِيهتم بِأمور تفوق عقُولنا بِكَثِير جِدّاً أمور إِحنا لاَ نقدِر عَلَى التفكِير فِيها وَيصعُب مُجرَّد التفكِير فِيها [ أحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ ] ( تث 32 : 10 ) لِدَرَجِة يَقُول [ وَأرْضَعَهُ عَسَلاً مِنْ حَجَرٍ وَزَيْتاً مِنْ صَوَّانِ الصَّخْرِ ] ( تث 32 : 13 ) معنى ذلِك أنَّ رَبِّنَا خرَّج الإِنسان مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّة أعطاهُ العسل مِنْ الحجر الصوَّان { الصَوَّان هُوَ حجر جِيرِي صخرِي } هل يُعقل أنَّ الحجر الصخرِي هذَا يُخرِج زيت ؟ وَهل يُعقل أنَّهُ يُخرِج لبن ؟ نعم هذِهِ هِيَّ عِناية رَبِّنَا بِالإِنسان تجعله يُخرِج مِنْ الحجر لبن وَمِنْ الصَوَّان زيتاً إِهتمام رَبِّنَا بِينَا إِهتمام فَائِق وَقَالَ رَبِّنَا إِنْ نَسِيت الأُم رَضِيعها أنَا لاَ أنساك ده حَتَّى هؤلاء ينسون رُبما الأُم تنسى رَضِيعها لَكِنْ رَبِّنَا لاَ يُمكِنْ ينسى أبداً جَمِيل جِدّاً كَلِمات القُدَاس الغِرِيغُورِي الَّتِي تُنَادِي رَبِّنَا عَلَى عظمته وَأفضاله وَهيَ [ ثَبَّتَ لِيَّ الأرض لأِمشِي عليها مِنْ أجلِي ألجمت البحر ، مِنْ أجلِي أظهرت طَبِيعة الحيوان أعطيتنِي عِلمَ معرِفتك ] البَشَرِيَّة تُنادِي رَبَّها وَخالِقها وَمُدَبِرها عِبارات تُنادِي رَبِّنَا عَلَى عظمته وَأفضاله تُنادِي بِكُلَّ عِبارات المَحَبَّة الفَائِقة الَّتِي تُعَبِّر عَنْ عِرفان الجَمِيل الَّذِي أنَا أعرِفه جَمِيل جِدّاً إِنْ رَبِّنَا يُشعر فِي الإِنسان إِنَّه حَاسِس بِفضل رَبِّنَا عليه تَخَيَّل لَمَّا رَبِّنَا يَنَزِّل المن وَالسلوى مِنْ لاَ شئ فِي أرض صحراء يَقُول [ لأِنَّكَ أنتَ هُوَ الرَّازِق وَالمُعطِي جَمِيع الخيرات ] مَنْ الَّذِي يجعل مِنْ الأرض نبات زرع ؟ وَالزرع غِذاء وَالغِذاء هذَا طاقة لِلإِنسان ؟ مَنْ الَّذِي يُجرِي هذِهِ الدورة ؟ حِكمة فَائِقة كُلَّ ده عشانِي أنَا ؟!!! أُنظُر لِلأُم عِندما تِعرف إِنَّها حَامِل وَإِنْ رَبِّنَا هَيِبعِت لها مولُود وَالمولُود لِسَّه فِي بطنها تِبدأ تِفكر فِيه وَفِي أمور حياته رَبِّنَا مِنْ قبل مَا يِوجِدنَا أوجد لِينَا كُلَّ شئ إِذا كانت الأُم بِتهتم بِالجَنِين فِي بطنها وَهُوَ لِسَّه لَمْ يظهر إِذا كانت الأُم مِتعلِّمه الحنان فَهيَ مِتعلِّماه مِنْ رَبِّنَا رَبِّنَا هُوَ مصدر الحنان وَالرِزق وَالعطف وَالأُبَّوة وَالمَحَبَّة يِبعت لَهُمْ المن وَالسلوى وَعمُود السَحاب وَالنَّار وَيِحامِي عنهُمْ ضِد الأعداء وَيِحارِب عنهُمْ ضِد فرعُون وَجنُوده هُوَ المُدَبِر مُعتنِي بِكُلَّ أحد يعتنِي بِأُمور رُبَما تَكُون غِير موجودة بِالنِسبة لِينَا وَلَيْسَ موضِع إِهتمام بِالنِسبة لِينَا وَيستخدِم طُرُق عَدِيدة مِنْها :- مرَّة مِنْ المرَّات يِخرِج ماء مِنْ صخرة رُبَما فِي مرَّة مِنْ المرَّات يستخدِم عصا يشُق بِها البحر رُبَما يستخدِم فِي مرَّة مِنْ المرَّات غُراب يُطعِمْ بِهِ إِنسان هُناك طُرُق عَدِيدة طُرُق تفوق العقل وَالإِدراك تُثبِت أنَّهُ هُوَ قادِر وَتُثبِت أنَّ هُوَ مُعتنِي بِكُلَّ أحد وَتُثبِت إِنْ هُوَ لاَ ينسى أحد أبداً أد إِيه الإِنسان لَوْ شعر بِإِعتناء رَبِّنَا لِيه لاَ يُمكِنْ تِخاف وَلاَ لحظة وَلَوْ شعر أد إِيه رَبِّنَا مُهتم بِيه يَقُول [ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شيئاً فِي الأرْضِ ] ( مز 73 : 25 ) لَوْ شعر أد إِيه رَبِّنَا مُحَوَّط الإِنسان بِأمن وَحنان لاَ يُوصف لاَ يُمكِنْ لِلإِنسان أنْ يقلق لِذلِك قَالَ [ هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ ]( أش 49 : 16 ) أد إِيه رَبِّنَا مُهتم بِينَا جِدّاً أد إِيه الإِنسان لاَزِم يِعرف إِنَّه محبُوب الله وَموضِع رِعاية الله وَإِهتمام الله لِذلِك مِنْ المفرُوض فِي كُلَّ أعمالنا نرى عِناية الله بِينَا وَإِهتمامه بِينَا . تركِيبه أجسادنا :- لَوْ ينظُر الإِنسان لِمُجرَّد نظره عَابِره عَلَى تركِيبه أجسامنا نِعرف أد إِيه عِناية رَبِّنَا لِينَا هِيَّ عِناية فَائِقة . مُخ الإِنسان :- إِنَّ مُخ الإِنسان هذَا شِئ حسَّاس جِدّاً جِدّاً هُوَ سِر التَحَكُّم فِي الجِسم كُلَّه مليان بِشُعيرات دَمَوِيَّة وَإِشارات معنى هذَا أنَّ المُخ مَرِن جِدّاً جِدّاً تَخَيَّل المُخ هذَا بِدُون إِحاطة بِالجُمجُمة أي إِحتكاك بِها أوْ بِشِئ آخر أوْ بِمُجرَّد أي ضغط عليه وَلَوْ حَتَّى بِاليد فَإِنَّها بِدُون الجُمجُمة تُصبِح كَالبِيض المسكُوب لَكِنْ رَبِّنَا نظر إِلَى أهمِية هذَا المُخ المَرِن بِالنِسبة لَنَا وَقَالَ لاَزِم أأمِنه وَأحَوَّطه بِشئ صلب أي الجُمجُمة تَخَيَّل شِئ صلب جِدّاً كَالجُمجُمة وَدَاخِلها شِئ مَرِن جِدّاً وَحَسَّاس وَهِيَّ المُخ . عِين الإِنسان :- أُنظُر إِلَى عِين الإِنسان فَهيَ حاجة حسَّاسة جِدّاً وَمَرِنة جِدّاً وَقادِره عَلَى الحركة وَكُلَّها حياة وَدَاخِلها شَرَايين لِيُؤمِنها لَنَا أحَاطَ بِها بِالعظم مِنْ كُلَّ إِتِجاه وَالعِين مِنْ الدَّاخِل كُلَّ شِئ فِي أجسامنا تشهد لَنَا بِعَظَمِة الله وَقُدرته هذَا الكَلاَم مِش بَعِيد عَنِّنَا دِيَّه حاجة جوانا الأماكِن الَّتِي تحتاج لِعضلات غِير الأماكِنْ الَّتِي تحتاج لِحركة غِير الأماكِنْ السَاكِنة . عضو الكِلية :- كِفاية عضو صَغِير جِدّاً مِثْلَ الكِلية رغم صِغره إِلاَّ إِنَّه أعمالها حَسَّاسة جِدّاً وَلاَ أي معمل يِقدر يِقُوم بِعمل الكِلية جوَّانا . منطِقِة البطن :- أُنظُر إِلَى منطِقة البطن جعلها منطِقة مَرِنة تَخَيَّلُوا لَوْ مكانها عظم ماذا يحدُث ؟ وَلاَ تِقدر تِتحرَّك وَلَمَّا تِمشِي تكون مِثْلَ الآلات المُتَحَرِّكة لِذلِك لاَبُد أنْ تَكُون مَرِنة عشان الإِنسان عِندما يأكُل لاَزِم الأكل يَكُون فِي منطِقة مَرِنة وَالنَّاس الَّتِي تأكُل كَثِيراً تَكُون لها قُدرة عَلَى الإِتِساع وَأيضاً عشان السيِّدات الحوامِل كيفَ يَكُون وضع الجَنِين لَوْ البطن صلبة . الجنِين دَاخِل بطن أُمه :- عندما تِفكر الأُم أنَّهُ كيفَ يعِيش الجَنِين دَاخِل بطنها تِسعة شهُور ؟ وَالأُم لاَ توجد عندها أي مسئولِية تتعجب الأُم وَتقُول أنَا مِنْ ساعِة الوضع لاَ يوجد أي عمل لِيهُمْ هِيَّ وَلاَّ الأب وَلاَّ الأقارِب إِلاَّ ماذا يأكُل الطِفل وَيِشرب إِيه ؟ وَأد إِيه كُلَّ الأشياء دِيَّه كان رَبِّنَا يقوم بِها بِكُلَّ بساطة يِجَهِّز له جو مُناسِب بِدَرجِة حرارة مُناسبة بِكِميات دم مُناسبة وَكِميات سُكر مُناسبة وَلاَ يوجد جنِين وَهُوَ فِي دَاخِل البطن يرفُض الأكل لَكِنْ أوِل مَا يُخرُج يبدأ شِئ يِعجِبه وَشِئ لاَ يِعجِبه أُنظُرُوا عِناية رَبِّنَا يحتاج الإِنسان التفكِير فِي كُلَّ هذِهِ الأُمور السَابِقة لأِنَّ أوِل مَا عدو الخِير يأتِي بِمناظِر سوداء أفَكَّر بِعِين الإِيمان وَأقُول كيفَ رَبِّنَا ينسانِي ؟ يعنِي خلاص هيسِبنِي وَيِقُول إِنِّي لاَ أعرِفك ؟ لاَ ده هُوَ رَبِّنَا الَّذِي يفهم أكثر مِنِّي وَأحسن مِنِّي وَيُدَبِّر أفضل مِنِّي ده أنَا مهما دبرت لاَ أعرِف أعمِل شِئ مِنْ الَّذِي يعمِله الله . وجُود الشمس :- العُلماء تحيَّرُوا فِي وجُود الشمس فِي الأرض وجدُوها أد إِيه مُهِمة وَتُنَظِّم أشياء بِطرِيقة عجِيبة معنى ذلِك أنَّ رَبِّنَا يِوَجِه لَنَا شِئ مِنْ بعِيد لِيُنَظِّم شِئ بِدَاخِلنا لَوْ الشمس بِعدِت عَنِّنَا شوية نموت مِنْ البرد لَوْ قرَّبِت شوية مِنِّنَا نموت مِنْ الحر وَتِحرق الدُنيا كُلَّها إِلَى هذِهِ الدرجة ؟!! نعم أنتَ ياربَّ ضَابِط الكُون وَضَابِط الكُلَّ ده إِحنا بِمُجرَّد إِنِّنَا نِفكر فِي أمور أظُن إِنْ رَبِّنَا لاَ يقوم بِها أوْ يهتم بِها بِنُبقى بنهِين رَبِّنَا لأِنْ معنى ذلِك إِحنا كِده بِنِدَخل فِي إِختِصاصات رَبِّنَا وَغِير واثِق فِيهِ ده هُوَ مِعتنِي بِكُلَّ أحد ده رَبِّنَا يَقُول [ ألَيْسَ هُوَ أبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ ] يعنِي إِنتَ بِتاعه وَمِلكه [ هُوَ عَمِلَكَ وَأنْشَأكَ ] ( تث 32 : 6 ) أنَا كيفَ أفكر فِي نَفْسِي وَأنَا لاَ أملُك فِي نَفْسِي شِئ [ اُذْكُرْ أيَّامَ القِدَمِ وَتَأمَّلُوا سِنِي دورٍ فَدَوْرٍ . اِسأل أبَاكَ فَيُخبِرَكَ وَشُيُوخَكَ فَيَقُولُوا لَكَ ]( تث 32 : 7 ) ده رَبِّنَا قسَّم الأرض كُلَّها عَلَى الأسباط وَبِالتالِي الأرض كُلَّها خِلصِت عَلَى الشَّعْب كُلَّه يَقُول رَبِّنَا [ إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شعبُهُ ] ( تث 32 : 9 ) إِذا كَانَ كُلَّ وَاحِد أخذَ نَصِيبه أينَ نَصِيبك يَاربَّ ؟ قَالَ هُوَ أنتُمْ إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شعبُهُ يعنِي إِحنا فِي ملكِيَّة رَبِّنَا هُوَ المسئُول عَنِّنَا وَهُوَ الَّذِي يُدَبِّر [ يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ وَجَدَهُ فِي أرضِ قفرٍ وَفِي خَلاَءٍ مُستوحِشٍ خَرِبٍ أحَاطَ بِهِ وَلاَحَظَهُ وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ ] ( تث 32 : 9 – 10 ) رَبِّنَا مِعتنِي بِكُلَّ البشر لِدَرَجِة إِنَّه يِوصِف الإِهتمام بِينَا كَحَدَقِة العِين إِلَى هذِهِ الدرجة ياربَّ ؟!!! نعم إِلَى هذِهِ الدرجة مِعتنِي بِينَا مِعتنِي بِكُلَّ الخلِيقة وَمِعتنِي بِكُلَّ أحد . الغُراب وَالأنبا بُولاَ :- تشاء عِناية رَبِّنَا أنْ يجعل وَاحِد كَمِثْل الأنبا بُولاَ الَّذِي يِطعِمه غُراب عَلَى الرغم مِنْ أنَّ الغِربان يُقال عنها إِنَّها أنانِية جِدّاً وَتَتَصِف بِالغدر لِدَرَجِة إِنْ الغُراب لاَ يُطعِم حَتَّى أولاده وَإِنَّه بعد مَا يُنجِب أولاده يترُكَهُمْ الغُراب الَّذِي لاَ يُطعِم أولاده كيفَ يذهب لِيُطعِم الأنبا بُولاَ ؟!!! هذِهِ هِيَّ عِناية رَبِّنَا لِينَا وَلأولاده وَكيفَ تعِيش الغِربان الرُّضع ؟ هل رَبِّنَا يترُكَهُمْ ؟ لاَ طبعاً رَبِّنَا يجعلهُمْ بِالفِطره يِفتحوا فمهُمْ وَيِبعت لَهُمْ حشرات فِي الجو تُدخُل فِي فمهُمْ وَتُعطِي لَهُمْ الفائِدة الَّتِي يحتاجها جِسمهُمْ عَظِيمة هِيَّ عِناية رَبِّنَا الفائِقة لَوْ ينظُر الإِنسان إِلَى الكون كُلَّه وَيتأمل كيفَ تتغذَّى الكائِنات الصغِيرة مِثْلَ الدودة الَّتِي تعِيش فِي وسط الحجر مَنْ الَّذِي يُغَذِّيها ؟ الَّذِي يِتعِب الإِنسان هُوَ عقله رَبِّنَا أعطاك العقل هذَا عشان تِمَجِّده بِيه وَتُدرِك بِيه عَظَمَته فَيقُول رَبِّنَا لِينَا " تركت مجدِي وَتركت عَظَمتِي وَتُفَكِّر فِي نَفْسك " إِبتدى عقلك بدل مَا تِمَجِّدنِي بِيه يِقلِقك وَيِتعِبك إِلَى هذِهِ الدرجة ؟!!! نعم عشان كِده رَبِّنَا يُرِيد أنْ يُعَلِّمنا أنْ نترُك أنْفُسنا لَهُ وَهُوَ يقودنا حَتَّى فِي تجارُب رَبِّنَا لِينَا كُلَّها عِناية لِينَا إِزاي ؟ نعم رَاعيتنِي بِكُلَّ الأدوية المؤدِية إِلَى الحياة ( مِنْ القُدَاس الغرِيغُورِي ) فِي تجارُبك عِناية فِي تأدِيباتك لُطف فِي كُلَّ شِدَّة وَفِي كُلَّ مِحنة نَثِق إِنْ إِنتَ إِيدك فوق الكُلَّ وَرِعايتك فوق الكُلَّ. فِي تجارُب رَبِّنَا لِينَا كُلَّها عِناية لِينَا :- عِندما نتأمل فِي المخاطِر الَّتِي إِتعرَّضت لها الكَنِيسة وَالإِضطِهادات الشدِيدة هَنجِد أنَّهُ كَانَ عِناية فائِقة مِنْ رَبِّنَا فِي كُلَّ المخاطِر هذِهِ فِي السِنكسار هَنجِد إِنْ رَبِّنَا :- أرسل مطر وَأطفئت نار . أرسل ملائِكة نَّجت مِنْ اُسُود . رَبِّنَا يأمُر حيوان بحرِي أنْ يُخرِج بِجسد شهِيد إِلَى البَّر . رَبِّنَا يِجعل مركِب تَسِير فِي إِتِجاه ثانِي غِير إِتِجاهَهُمْ . أُمور عَجِيبة وَعدِيدة رَبِّنَا يَقُول لَنَا " إِنتُمْ مِش فِي يد المُضطهِدِين بَلْ فِي يَدِي أنَا عِنايتِي هِيَّ الَّتِي تُحَرِّك المُضطهِدِين " لاَبُد الإِنسان يُؤمِن بِذلِك وَيُؤمِن أنَّ حَتَّى فِي الضِيقات وَالألم وَالتجارُب فِيها عِناية مِنْ رَبِّنَا رَبِّنَا لاَ ينسانِي أبداً يُضبُط لِكُلَّ إِنسان الدواء المُناسِب لِلوقت المُناسِب وَالظرف المُناسِب لِلأمر المُناسِب لاَ يُمكِنْ نتَهِمْ رَبِّنَا بِالجهل وَالتخلِّي أبداً رِعايِة رَبِّنَا فِي تدبِير كُلَّ شئُون الإِنسان لِكُلَّ أوامره إِنسان يذُوق يَد رَبِّنَا يرعى الإِنسان فِي الأمراض وَالمخاطِر وَفِي الجوع وَالعُري كَثِيراً جِدّاً أمور تجعلنا نشعُر بِالخجل مِنْ أنَفُسنا عِندما نشُك إِنْ رَبِّنَا يعتنِي بِينَا أم لاَ . قِصَّة عَجِيبة جِدّاً :- كَانِت فِي كَنِيسة بِإِسم القِدِيس أبسخيرُون القِلِّينِي فِي كفر الشِيخ فِي قِلِّين كانت هذِهِ المنطِقة يوجد فِيها إِضطِهادات وَكانُوا غِير المؤمِنِين مدبرِين مَكِيدة لِلمَسِيحِيين كَانَ المَسِيحِيين هُناك تِعمِل أفراحها مَعْ بعض لأِنَّهُمْ كانِت الأُسر مُتداخلة جِدّاً وَكانِت النَّاس كُلَّها مُتزوِجِين مِنْ بعضهُمْ فَكَانُوا يِعمِلُوا الأفراح كُلَّها فِي يوم وَاحِد مَعْ بعض وَبِالتالِي كانت الأُسر المَسِيحِيَّة بِتكُون فِي الفرح ده وَيشاء رَبِّنَا أنْ تَكُون فِي مؤامرة ضِد المَسِيحِيين وَبعد حضُور الإِكلِيل وَبعد نِهايته تخرُج النَّاس تجِد أنفُسها فِي مكان غرِيب وَغِير مُدرِكِين ماذا جرى حَوَالِيهُمْ وَيِكتِشفُوا إِنَّهُمْ فِي بلد غِير بلدهُمْ شِئ عجِيب يَا أحِبَّائِي إِنْ الشهِيد العظِيم أبسخيرُون القِلِّينِي يِنقِل الكَنِيسة بِالنَّاس بِكُلَّ مَا فِيها حَتَّى بِجُدرانها نقلهُمْ فِي سمالُوط عِندما تذهبُوا فِي سمالُوط تِشاهدوا جُدران الكَنِيسة وَعمود الرُخام بِتاع الكَنِيسة وَحِجاب الكَنِيسة العجِيب مِنْ ذلِك إِنْ عِندما خرجِت النَّاس وَقِلقِت النَّاس الَّذِينَ كَانُوا مدبرِين المَكِيده خافُوا جِدّاً وَقِلقُوا ظهر القِدِيس أبسخيرُون القِلِّينِي لِشعب الكَنِيسة وَقَالَ لَهُمْ لاَ تخافُوا فَقَالُوا لِلقِدِيس إِحنا عايزِين نِرجع فَقَالَ لَهُمْ إِرجعُوا وَلاَ تخافُوا وَاتفقُوا مَعْ مركِب فِي النِيل مِنْ سمالُوط حَتَّى كفر الشِيخ فِي قِلِّين قال لَهُمْ صَاحِب المركِب إِنَّ هذِهِ الرِحلة تأخُذ حوالِي ثَلاَثة أيَّام تقرِيباً حسب ظرُوف الجو وَدفع الأتعاب إِمَّا إِنْ تَكُون المصارِيف بِاليوم ( أي عِند إِنتِهاء كُلَّ يوم يُعطوا لَهُ الأُجره إِلَى أنْ يَصِلُوا إِلَى كفر الشِيخ ) وَإِمَّا أنْ يدفعُوا مصارِيف الرِحلة مرَّة واحدة ( أي مِقوله ) فَإِتفقُوا معهُ أنْ يعطوه بِاليوم بدأَ الرِحلة وَفِي نِهاية اليوم الأول أعطوهُ الأُجره ثُمَّ إِكتشفُوا إِنَّهُمْ وصلوا تعجبُوا جِدّاً مِمَّا حدث وَخاصة صَاحِب المركِب وَأخذَ يقُول رِحلة تأخُذ أقل شِئ ثَلاَثة أيَّام نَصِل فِي يوم وَاحِد !!!!! إِيه الَّذِي جرى ؟ عِندما تذهبُوا لِزِيارِة الكَنِيسة تِشاهدُوا السارِي الخاص بِهذِهِ المركِب لأِنَّ بعد ذلِك عِندما عرفَ صَاحِب المركِب مَا جرى آمن بِعَظَمِة رَبِّنَا عَجِيب هُوَ الله فِي قِدِيسِيه وَعجِيبة هِيَّ عظمته عِندما نسأل رَبِّنَا وَنقُول تِقدر ؟ أصبحت أنَا أُعلِن جهلِي وَغِير مُدرِك أنَا بتكلِّم مَعْ مِين أنَا بِهذَا بَشَكِك فِي قُدراته لِذلِك لاَ أستحِق عطاياه طبعاً أمور لاَزِم نتجنبها بِنِعمة رَبِّنَا فِي حياتنا لاَبُد أنْ نُبارِك عَظَمِة الله لاَبُد أنْ نُؤمِنْ بِها وَنَثِق فِيها إِذا جاءَ عدو الخِير وَضغط علِينا وَشكِّكنا أوْ يُشعِرنا إِنِّنَا واقفِين فِي الدُنيا دِيَّه لِوحدِينا وَيِجعلك تِسأل فِين رَبِّنَا وَهُوَ غايِب عَنِّي وَرَبِّنَا بعِيد أقولَّك لاَ ده رَبِّنا قُرَيِب جِدّاً جِدّاً مِنَّك يشعُر بِك جِدّاً وَهُوَ أبوك هُوَ عملك وَأنشأك وَيعتنِي بِكُلَّ إِنسان هُناكَ مقوله جَمِيلة جِدّاً لمثلث الرحمات البابا شنُوده الثَّالِث هِيَّ[ رَبِّنَا موجُود ] الإِنسان يحتاج إِنَّه يِقَوِّي نَفْسه بِعِبارات ساعِة ضعف وَساعِة هياج عدو الخِير علِينا وَساعِة تشكِيك عدو الخِير فَأقُول لِنَفْسِي " رَبِّنَا موجُود " فَنَفْسِي الضَعِيفة تتقوَّى وَتتشدَّد عِندما أقُول لِنَفْسِي " رَبِّنَا موجُود " رَبِّنَا يدَّبر وَيرَّتِب وَيعُول وَيهتم تُعَلِّمنا الكَنِيسة قبل مَا نأكُل كُلَّ مرَّة نُصَلِّي وَنَقُول [ تباركت ياربَّ يَا مَنْ تعولنا مُنذُ حداثتنا وَتهِبنا خيراتك تفتح يدك فَتُشبِع كُلَّ حيٌّ رِضى ] ( جُزء مِنْ صَلاَة قبل الأكل ) الإِنسان يحتاج أنْ يتلامس مَعْ عِناية رَبِّنَا يحتاج جِدّاً الإِنسان أنْ يشعُر بِيد الله القوية فِي حياته الَّتِي تُعَلِّمه وَتُدَرِّبه وَتنصحه وَتُرشِده بِقدر مَا نُعلِن مسئولية رَبِّنَا عَنْ أنَفُسنا بِقدر مَا هُوَ يتولاَنَا وَالعكس بِقدر مَا نُعلِن مسئوليتنا عَنْ أنَفُسنا رَبِّنَا يقُول دبَّرُوا أموركُمْ بِأنفُسَكُمْ رَبِّنَا مُعتنِي بِكُلَّ أحد إِعتنى مِنْ قبل بِدَانِيال وَنُوح وَمُوسى وَأبُونا إِبراهِيم وَالقِدِيسِين وَالسُّواح وَالنُسَّاك وَالمُتوحدِين وَسَاكِنِي البرارِي وَسَاكِنِي المغايِر وَسَاكِنِي شقوق الأرض وَسَاكِنِي الجِبال وَسَاكِنِي أعماق الأرض رَبِّنَا مِعتنِي بِهُمْ وَيِمكِنْ هُمَّ الَّذِينَ يروا رَبِّنَا بِطرِيقة أوضح مِنْ كِده لأِنَّهُمْ يُعلِنُوا مسئوليته الكامِلة عَنْ أنَفُسَهُمْ كَثِيراً رَبِّنَا يُرسِل عوناً فِي حينه كَثِيراً رَبِّنَا يِحِب يختفِي شوية لِمُجرَّد إِمتِحان يقُول رَبِّنَا لِفِيلِبُّس إِصرِف الجمُوع الوقت إِتأخر وَالنَّاس جعانه فيقُول الرَّبَّ أعطُوهُمْ أنتُمْ لِيأكُلُوا [ قَالَ هذَل لِيمتحِنهُ لأِنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزمِع أنْ يفعل ] ( يو 6 : 6 ) سَكَتَ فِيلِبُّس فَقَالَ ده وَلاَ 300 دِينار عشان يأكُل كُلَّ هذَا الشَّعْب الرهِيب يعنِي حوالِي 30000 بِالتقدِير الآن تقرِيباً يعنِي ياربَّ إِنتَ بِتحِب تِعمِل معانا مواقِف علشان تشوف إِيه الموجُود جوَّانا هَتَجِدنا فِي الموازِين إِلَى فوق ( مز 62 : 9 ) إِحنا ياربَّ عقولنا بشرِيَّة ضعِيفة محدودة إِحنا ياربَّ بِالمُقارنة معك هنكُون إِيه !! إِحنا كُلَّ ماده بِنختِبِر إِيدك وَعملك كَثِيراً رَبِّنَا يِحِب أنْ يضعنا فِي إِختبارات كَثِيراً يحتاج الإِنسان أنْ يلمس عِناية الله لِيه مِنْ ضِمن الأمور الجمِيلة إِنْ الإِنسان لاَزِم يِفكر فِيها كَثِيراً إِنَّه أد إِيه رَبِّنَا رعاه وَاعتنى بِيه أد إِيه رَبِّنَا مِعتنِي بِيَّ فِي جسدِي وَفِي إِحتياجاتِي أد إِيه رَبِّنَا فِي التارِيخ الماضِي لِيَّ رَبِّنَا كَانَ مُعتنِي بِيَّ وَمُعتنِي بِالخلِيقة كُلَّها كُلَّ مَا الواحِد يِفكر فِي هذِهِ الأمور يرتفِع رصِيد إِيمانه وَيتشدَّد وَيتقوَّى بِالله بدل مَا نَفْسه تضعُف وَيخُور وَيحزن وَيكتئِب وَطبعاً ده كُلَّه مِنْ أعمال عدو الخِير إِذا كَانَ رَبِّنَا فِعلاً بِيهتم بِيك خَلاَص إِرمِي نَفْسك مِنْ فوق وَهُوَ يِرفعك ده كَلاَم الشيطان – حرب التشكِيك – يقُول الشيطان لك هل رَبِّنا هيعولك ؟ هل رَبِّنَا يِطعِمك ؟ هل رَبِّنَا يُعطِيك ؟ الإِنسان محدُود جِدّاً فِي فِكره وَمحدُود جِدّاً فِي إِمكانياته أقل شِئ يِتعِبه وَيِربِكه لَكِنْ الإِتِكال عَلَى الرَّبَّ خير مِنْ الإِتِكال عَلَى البشر ، الرَّجاء بِالرَّبَّ خير مِنْ الرَّجاء بِالرؤساء( مز 117 – مِنْ مَزَامِير الغرُوب ) لِذلِك رَبِّنَا يِحِب يِعَلِّمنا يقُول لك خلِّي بالك أُنظُر إِلَى طِير صغِير جِدّاً مِثْلَ العصفورة لاَ تجمع إِلَى مخازِن ( مت 6 : 26 ) لَوْ جبل مِنْ حبُوب تِكُون تِحِبه العصفُورة مَا الَّذِي تفعله العصفُورة ؟ تُنقُر نقرتِين تأخُذ كام حباية تأكُلَهُمْ وَتطِيرفقط حبيتِين وَلِماذا لاَ تأخُذ كمية لِلغد ؟ مَا الَّذِي يضمن لها إِنَّها تأتِي وَتِلاَقِي مِنَّه تانِي ؟ العصفُورة لاَ تجمع إِلَى مخازِن وِمِش طمَّاعه لِماذا ؟ لأِنَّها تثِق فِي رَبِّنَا لَكِنْ الإِنسان يِحِب أنْ يجمع فِي مخازِن رَبِّنَا يُرِيد يِدَوَّقنا إِختِبارات جَمِيلة هُوَ الَّذِي يِرَّتِب وَيعُول إِختِبارات جَمِيلة جِدّاً لِذلِك يجعلنا كُلَّ يوم نقُول أعطِنَا اليوم ( مت 6 : 11 ) رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
06 ديسمبر 2024

مائة درس وعظة (٥٧)

الأنبا أنطونيوس والإيجابية " أيقونة الرهبنة" إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني (مت ۲۱:۱۹) الأنبا أنطونيوس قديس مصرى أسس الرهبنة القبطية ومنها انتشرت الحياة الرهبانية في كل بقاع الأرض، فصارت الرهبنة هي فخر الكنيسة ومجدها في كل زمان وإلى مجيء ربنا يسوع المسيح من الفضائل التي نتعلمها من هذا القديس فضيلة الإيجابية ونستعرض بعض مشاهد من حياة هذا القديس في الإيجابية المشهد الأول: التعلم من المواقف شاب صغير ينتقل والده من هذا العالم وكان عمره حوالي عشرين عاماً وله أخت وثروة كبيرة وقف أمام أبيه الذي انتقل وقال له: أنت خرجت من هذا العالم بغير إرادتك، أما أنا فسأخرج من هذا العالم بإرادتي، لم يستغرق في الحزن والألم، بل أمن أن حياته مرتبة من خلال الله. المشهد الثاني: سماع صوت الله عندما دخل الكنيسة منصتاً للقراءات الكنسية وسمع عبارة" إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني"( مت ۲۱:۱۹) اعتبرها رسالة موجهة له شخصياً ما أجمل أن يأخذ الإنسان كلمات الكتاب المقدس كرسالة شخصية له: "إن أردت أن تكون كاملاً" وهنا يستخدم الإرادة. "فاذهب وبع أملاكك" وكان ذا أملاك كثيرة. "وأعط الفقراء" هذا يعنى ضغطاً على ذاته. "فيكون لك كنز في السماء"درجة من درجات الإيمان. "وتعال اتبعني" النصيب الذي تركه أبوه له ولأخته وزعه وترك جزءاً لأجل أخته التي تكرست في أحد بيوت العذاري. المشهد الثالث: التعامل بموضوعية دخل البرية القريبة وكان هناك بعض النساك لكن لا تضمهم حياة ديرية، فجاءت امرأة لكى ما تستحم في النهر، قال لها : هذه المنطقة منطقة نساك. فأجابت من أراد أن يعيش النسك فليدخل البرية الجوانية، وأخذ إجابتها على أنها رسالة من الله، وانطلق في أعماق الصحراء كان من الممكن أن يأخذ الحديث شكلاً آخر( يوبخها أو يطردها)، ولكنه اختار أن يكون إيجابياً وينتفع بكلام المرأة. المشهد الرابع: عمل النعمة عندما زاره مجموعة من الرهبان وجلسوا معه يسألونه أسئلة كثيرة ولكن واحداً من هؤلاء الرهبان جلس صامتاً لا يتكلم، فسأله القديس الأنبا أنطونيوس: لماذا لا تسأل؟ فأجاب:يكفيني النظر إلى وجهك يا أبانا وهذا يكشف مقدار النعمة التي كانت على وجهه. المشهد الخامس: حياة التلمذة ذات يوم جاءته رسالة من الإمبراطور، وكان الرهبان الموجودون شغوفين لمعرفة ما بداخل هذه الرسالة، أما القديس فطرح الرسالة جانباً ليعطيهم تعليماً ويستغل هذا الموقف بإيجابية ويقول لهم: أنتم تفرحون برسالة أرسلها الإمبراطور لكن هل تفرحون نفس الفرح بالرسالة اليومية التي يرسلها إلينا الله من خلال الكتاب المقدس؟ المشهد السادس: الشعور بالمسئولية كان راهبا في البرية وليس له علاقة بالعالم، لكنة سمع أن المؤمنين يتعرضون للاستشهاد فنزل من البرية لمواضع الاستشهاد لكي يشجعهم ويثبتهم على الإيمان،وقال لابد أن أكون إيجابيا. المشهد السابع الحفاظ على الإيمان حينما انتشرت مرطقة أريوس نزل الانبا انطونيوس من البرية إلى الإسكندرية ليدافع مع القديس اثناسيوس عن الإيمان المستقيم. وكتب التاريخ تقول لولا اثناسيوس لصار العالم كله أريوسيا، وحفظ الانبا انطونيوس سلامة الكنيسة وأريوس تمت محاكمته في مجمع نيقية (مقاومة الهرطقة مشهد إيجابي) مع أن القديس انطونيوس رجل صلاة ورجل برية. المشهد الثامن الاعتدال والوسطية كان يعلم أن الطريق الوسطى خلصت كثيرين فهو صاحب مدرسة "الاعتدالية" واعتدالية الإنسان تساعده في حياته الروحية. المشهد التاسع الإفراز والتمييز اجتمع القديس الانبا انطونيوس مع اباء البرية لكي ما يسألوه: ما هي الفضيلة الأولى في حياة الإنسان فقال إن الإفراز والتمييز هما الفضيلة الأولى في حياة الإنسان التي يعرف بها أن يميز بين الخير والشرا بين اللائق وغير اللائق، بين المناسب وغير المناسب. المشهد العاشر: الشهادة للمسيح سيرة الانبا انطونيوس وسيلة جيدة ساعدت في توبة كثيرين، وعندما نفى البابا اثناسيوس (٥ مرات)، استغل فترة خلوته ونفيه وسجل حياة الأنبا أنطونيوس، وانتشرت حياة هذا الناسك المصري في أوروبا، وكانت سبباً في توبة كثيرين مثل القدير أغسطينوس ابن الدموع كن إيجابيا في حياتك، أسهل شيء آن تشكر وتنتقد، أما الأفضل أن تكون إيجابياً في المواقف سيرة الانبا انطونيوس فخر لنا كمصريين، ونفتخر أن على أرضنا دير الأنبا انطونيوس اقدم الأديرة حيث يرجع تاريخه إلى أيام الأنبا انطونيوس. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
05 ديسمبر 2024

مشكلة أوريجانوس

قضية الخلاف بين البابا ديمتريوس ال 12 وأوريجانوس لا يسع القبطى إلا أن يفخر بالعلامة أوريجانوس فلم ترى مصر والكنيسة القبطية رجلاً أنجز الكثير من خدماته وأعماله التى أرتكزت على موهبتة الفائقة فى التفكير والتأمل وكذلك عقليته الفذه هذه كلمة حق نقولها تقديراً لهذا الرجل العلامة العظيم بالرغم من حرمانه على يد الأنبا ديمتريوس البطريرك ال 12 فى تعداد البطاركة وقد أوردنا هذه المقدمة إنصافاً للحق ونحن إنما نتخذ الحياد وسنسرد جميع وجهات النظر المختلفة فى هذا الموضوع الذى كان وما زال حتى الآن مثار جدل كبير. نبدأ بالأحداث التى أدت إلى إلإتهامات التى وجهت إلى العلامة أوريجانوس كما يلى: أرسل البابا الأنبا ديمتريوس أوريجانوس فى رحلة إلى اليونان حيث ذهب إلى آخائية ليعمل صلحاً، وكان يحمل تفويضاً كتابياً من أسقفه وفى طريقة عبر فلسطين، وفى قيصرية سيم قساً بواسطة أسقفها، حيث رأى للأساقفة أنه لا يليق بمرشد روحى مثل أورجانوس بلغ أعلى المستويات العلمية وتخرج من تحت يده كهنة وأساقفة ورهبان أن يظل بدون درجة كهنوتية، كما أن البابا ديمتريوس أعترض على أنه علمانى ويعظ فى الكنيسة فى حضرتهم حيث أنهم أساقفة، ولكن أعتبر البابا ديمتريوس أن هذه السيامة أكثر خطأ من وعظه علمانيا فى حضورهم، وقد أعتبرها سيامة باطلة لسببين: ا - أن أوريجانوس قبل السيامة من أسقف غير أسقفه وبدون أذنه. ب - أن أوريجانوس خصى نفسه، الأمر الذى يحرمه من نوال درجة كهنوتية!! كيف أدين أوريجانوس؟ دعا البابا ديمتريوس مجمعاً من الأساقفة والكهنة فى الأسكندرية وكانت قراراته هو رفض المجمع القرار السابق وأكتفى بإبعاد أوريجانوس عن الأسكندرية . عودة أوريجانوس من مهمته إلى مصر وعاد أوريجانوس من مهمته التى أرسله فيها البابا ديمتريوس إلى الإسكندرية ليفاجأ بقرار المجمع بإبعاده عن الأسكندرية وأعتقد أنه له فيها كهنوت ويفعل ما أراده فلم يقبله القديس ديمتريوس وقال له: " يوجب قانون الآباء الرسل.. أن لا يفارق كاهن المذبح الذى قسم عليه، فإمضى إلى الموضع الذى قسمت فيه قساً فإخدم فيه هناك بإتضاع كالقانون، وأنا فلن أحل قانون البيعة (الكنيسة) لأجل مجد الناس " فظل مطروداً، فلم يقبله البابا ديمتريوس، ونفاة، فذهب أوريجانوس إلى بلدة تمى من كوستانكية، وبقول ويذكر الأنبا ساويرس (ابن المقفع) تاريخ البطاركة: سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 18: " وخدع أسقفها وأسمه أمونة فجعل أوريجانوس يخدم فى أحدى البيع (الكنائس)، فلما وصل الخبر إلى الأنبا ديمتريوس ذهب بنفسه إلى تمى عن قصد ونفى أوريجانوس وقطع (حرم) الأسقف أمونة لأنه قبل أوريجانوس وشفق عليه فى أسقفيته مع أنه عارف بأعماله وكذبه، ورسم الأنبا ديمتريوس أسقفاً غيره أسمه فلا أس، وكان فلا أس رجلاً خائف من الرب وكان إيمانه كبير.. فقال: لن أجلس على الكرسى وأمونة على قيد الحياة " وظل كذلك حتى مات أمونة ثم جلس السقف فلا أس، ثم أستشهد بعد ذلك بزمان ومضى إلى الرب بسلام البابا ديمتريوس يصر على عقد مجمع آخر ولكن قرارات المجمع المحلى السابق لم ترضى البابا ديمتريوس فدعا لعقد مجمعاً آخر من الأساقفة فى سنة 232 م كان قرارة كالآتى بطلان كهنوتة وأعتبارة لا يصلح للتعليم. ويقول ابونا القمص تادرس يعقوب الملطى أن أوريجانوس: حرم أيضاً لأخطاء وردت فى كتاباته (ملاحظة من الموقع: لم يذكر أبونا تادرس هل الفقرات التالية وردت فى نص الحرم فى المجمع المنعقد أم لا - حيث أنه من المعروف أن الكتب فى ذلك كانت تنسخ باليد وكان يمكن أضافة مقاطع إلى كتب المؤلفين إذا أراد أحدا أن يفعل ذلك وليست مثل الكتب التى تطبع هذه الأيام حيث يذكر أبونا تادرس يعقوب الملطى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة علم ولاهوت - القمص تادرس يعقوب ملطى - طبعة تحضيرية 1986 م ص 36: " والآن أود أن أقدم فكرة مختصرة عن أخطائة التعليمية، وإن كان قد أعلن هو (أوريجانوس) بأنها قد أدخلت فى كتاباته بغرض تشوية صورتة) - وعموماً هذه مجرد تساؤلات فقط ونسرد الأخطاء التى ذكرها: 1 - آمن بأن النفوس خلقت قبل الأجساد، وأنها أرتبطت بالأجساد كتأديب عن خطايا سابقة أرتكبتها وأن عالم الحس بالنسبة لها ليس إلا مكاناً للتطهير . 2 - نفس المسيح لها وجود سابق قبل التجسد. أتحدت باللاهوت. 3 - ستعود كل الخليقة إلى أصلها فى الرب، ويخلص كل البشر (وأن العقوبة الأبدية لها نهاية) 4 - سيخلص الشيطان وكل الأرواح الشريرة، وإذ وجه إلي اوريجانوس اللوم على ذلك أعترض قائلاً: " أنها مجرد فكرة قد بلغت نظرية أنتشر القرار فى مصر كقرار من مجمع محلى ولكن لشهرة العلامة أوريجانوس العالمية أنتشر فى الغرب وقد علق المؤرخ أوسابيوس القيصرى قائلاً: " عندئذ إزدادت شهرته جداً، وأصبح أسمه معروفاً فى كل مكان، ونال صيتاً عظيماً بسبب فضائلة وحكمتة، وأما ديمتريوس فإذ لم يكن لديه ما يقوله ضده سوى ذلك العمل الصبيانى، أتهمه بمرارة، وتجاسر على أن يتهمه ويشرك معه فى هذه الإتهامات أولئك الأساقفة الذين نصبوه قساً " ولكن تجاهلت الكنائس الشرقية قرار المجمع المصرى ومنها كنائس فلسطين والعربية وفينيقية وآخائية حيث كان أوريجانوس شخصية معروفة لأساقفتها. الأسباب التى أوردها الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة الأنبا ساويرس (ابن المقفع) تاريخ البطاركة: سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 14- 15 يصف إدانه أوريجانوس فيقول: أوريجانوس الذى قطعه الأنبا ديمتريوس بسبب فعلة ما لا يجوز من كتب السحر ورفضه كتب القديسين، وأنه وضع كتب كثيرة عن نفسه فيها تجديف كثير منه: الأب خلق الإبن، وأن الأبن خلق الروح القدس.. ولم يقل أن ألاب والأبن والروح القدس إله واحد، وأن الثالوث لا يعجزة شئ بل قوته واحدة وربوبيته واحدة ولأجل سوء أعتقادة رفضته الكنيسة إذ كان غريباً منها وليس هو من أولادها لفساد أقواله، فلما طرد منها وزال طقسه خرج من الأسكندرية ومضى إلى فلسطين وأحتال حتى نال درجة الكهنوت وقسم قساً من يد أسقف قيسارية فلسطين،ويذكر الأنبا ساويرس (ابن المقفع) تاريخ البطاركة: سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 17: " فلما رأى أوريجانوس الذى حرمه ديمتريوس بأن البيعة قد أبعدته مضى إلى اليهود وفسر لهم آيات من الكتب العبرانية على غير جهتها، وأخفى ما فيها من نبوات الأنبياء عن السيد المسيح حتى أنه لما جاء إلى موضع الشجرة التى كان فيها كبش أبراهيم (عندما كان يريد أن يقدم أبنه محرقة) مربوطاً بقريبه (شجيرة)، وقد فسرها ألاباء أنها مثال خشبة الصليب، فأخفى أوريجانوس ذكرها، وأزاله، وفسر كتباً كثيرة كذباً ليست صحيحة وشاركه مخالف آخر أسمه سيماخوس.. قال: " أن المسيح مولود من مريم ويوسف وأنكر قوة الولادة العجيبة وأن السيد المسيح مولود بلا تعب.. لأنه هكذا ولد من العذراء بلا تعب، هو الإله وهو الأنسان بالحقيقة واحد من أثنين، وكان هذا المخالف يظهر انه مسيحيى مرة ومرة أخرى يقول أنه حكيم وقد قرأ كتب الصابئة والمعتزلة.. ثم صادق أوريجانوس وأضل مجموعة من السذج، فقام أنسان فاضل قديس له حكمة إلهيه أسمه أمونيوس بالرد عليهما وأظهر كذبهما فيما فسراه من الكتب الروح المسيحية النبيلة لأوريجانوس: أطاع أوريجانوس قرار المجمع المحلى فى مصر متحاشيا روح الفرقة والإنقسام بكل محبة مسيحية أبتعد عن مكان نشأته والموضع الذى أحبه أكثر من أى بقعة أخرى على الأرض وهو الرجل الذى أعتقد أنه بخصى نفسه ضحى بشئ وبإبتعاده هذا ليست بالتضحية العظيمة من أجل حفظ وحدة الكنيسة، فقد وصلت علاقاته الشخصية قصر الأمبراطور ولأعماله ومركزه العلمى وصلت شهرته إلى العالمية حيث كان يتعلم فى مدرسة الأسكندرية أبناء عظماء بلاد الشرق والغرب، ويقول ابونا القمص تادرس يعقوب الملطى: فكان فى إمكانه قيادة حركة مضادة للبابا لكنه لم يفعل هذا، ويشهد على صلاته فى موطنة قوله: " يحدث أحياناً أن أنساناً يطرد خارجاً ويكون بالحق لا يزال فى الداخل، والبعض يبدون كما لو كانوا بالداخل مع أنهم بالحقيقة هم بالخارج " الأنبا ديمتريوس يطارد أوريجانوس وذهب أوريجانوس إلى قيسارية فلسطين وصار يقدس هناك أسقفاً، فكتب البابا ديمتريوس إلى الأكسندرس أسقف يورشاليم يقول له: " لم نسمع أن مارقاً يعلم (يقصد أوريجانوس) فى مكان فيه أساقفة قيام " وكان يعتب على أسقف قيسارية وأسمه تاودكطس ويلومه لأن أوريجانس عنده ويصعب عليه الأمر ويقول: " ما ظننت أن يكون هذا فى قيسارية (على هذا السقف) وقد وجدنا فى كتب أوريجانوس يقول أن: الأبن مخلوق والروح القدس مخلوق " فقرأ أسقف قيسارية كتاب البابا ديمتريوس فى البيعة (الكنيسة) لأن اسقف أورشليم أرسله إليه فقطع أوريجانوس (حرمه) وطرده من كرسى قيسارية وعاد أوريجانوس إلى الإسكندرية ويقول الأنبا ساويرس: " فعاد (أوريجانوس) بقلة حياء إلى الإسكندرية "ولما صار على أنطاكية بطرك أسمه فيلتس ظهر فى أيامه رجل مخالف آخر وكتب كتباً خارجه عن التعليم، ثم مات فيلتس ورسم بطرك اسمه زابتوس فأمر أن لا تقرأ كتب هذا المخالف، كما لا تقرأ كتب اوريجانوس الذى نفى من ألسكندرية لأن كتبه كانت قد أنتشرت وأشتهرت وقال: " من يحب أن يقرأ الكتب فليقرأ الكتب المقدسة " وكان البابا ديمتريوس عقد سينودسيَن ومنعهُ على إثرهما من التعليم ومن الإقامة في الإسكندرية، وقد ثبَّت البابا بونتيانوس هذا التدبير، ذلك أن أوريجانوس كان قد ارتكب خطأً فادحاً في خَصْي ذاتهِ، مُفَسراً بشكل حرفي ما ورد في مت 19/12. لكن من المحتمل أن هناك أسباباً أبعد من ذلك، تتعلَّقُ بصحة تعليمهِ بسبب هذه الأحداث انتقل أوريجانوس ليعيش في القيصرية تحت ظل الأسقف ثيوكتيستوس، حيث باشر بتأسيس مدرسة لاهوتية على شاكلة تلك التي كان عمل بها في الإسكندرية، بمساعدة صديقهِ أمبروسيوس الذي كان غنوصياً قد اهتدى إلى الإيمان. وأمضى أوريجانوس الباقي من حياتهِ هناك حيث علَّم ووعظ. إتهام أوريجانوس بالتبخير للأوثان تم اتهام أوريجانوس أيضاً بأنه ضحى للأوثان فى أواخر حياته حين ألقى فى سجن كريه وقد إعتمدوا فى دليلهم على رثاء على نفسه بعد أن خرج من السجن، ولم يذكر أحد من المؤرخين أنه قام بالتبخير للأوثان، ولكن فى هذا الرثاء إذا كان هو كاتبه حقاً لم يصرح صراحة بأنه قد بخر للأوثان، وأى رثاء لا يشترط فيه أنه عمل جرما كبيراً إن الإنسان الحساس الملتصق بالرب يمكن أن يرثى نفسه عندما يسقط فى خطية ولو صغيره لأنه فقد صلته معه ولو للحظة ولكن يوجد رجاء فى دم المسيح الذى يطهرنا من كل خطية إن مشكلة الذين يحرمون أوريجانوس أنهم لا يعطون الرجاء فى الرجوع لأنه بالرغم من إعتراف أوريجانوس للبابا ديمتريوس بالخصى إلا أن البابا لم يغفر له لأنه كل خطبة قابلة للمغفرة إلا التجديف على الروح القدس وأوريجانوس لم يحاكم ولم يدافع عن نفسه ولكن أعماله ومحبية على مدى قرون دافعوا عنه ومنهم القديس العظيم والشهير يوحنا ذهبى الفم وفيما يلى الرثاء: " أيها البرج الشامخ كيف سقطت إلى الحضيض بغته، أيتها الشجرة الغضة كيف يبست على الفور، أيها النور المتوقد كيف أظلمت وشيكاً، أيها الينبوع المتدفق الجارى كيف نضبت، ويل فإنى كنت مشتعلاً بمواهب ونعم وقد تعريت من جميعها ألآن، فرقوا لحالى يا أحبائى فإنى قد رذلت لأنى دست خاتم إقرارى وإتحدت مع الشيطان، أشفقوا على يا خلانى فإنى قد طرحت من أمام وجه الرب، أين ذاك الراعى راعى النفوس الصالح، أين من نزل من أورشليم إلى أريحا وعنى بأمر جريح اللصوص، فإنجدنى يارب أنا الذى وقعت من أورشليم، ونقضت النذر الذى أخذته على بالمعمودية وغيرها، أغثنى أيها الروح القدس وهبنى نعمة من لدنك لأتوب، رب أنى أبتهل أن تردنى فقد سلكت للهلاك أعظم مسلك، أنعم على بالروح القدس المرشد والمهذب الصالح لئلا أمسى مأوى للشيطان بل أدوسه كما داسنى وأقوى على حيله فأعود للتمتع لخلاصك، رب إنى أخر أمام عرش مراحمك فكن بى رحيماً أنا النائح هذا النواح لشدة ما أسأت إليك، كثير من المسيحيين يتوسطون عندك من أجلى أنا العبد السقط، رب أظهر رحمتك لخروفك التائه الذليل، ونجنى من فم الذئب المفترس، أنزع عنى ملابس حدادى وألبسنى منطقة الفرح والسرور وأقبلنى فى فرح وأجعلنى أهلاً لملكوتك بواسطة خالص صلوات الكنيسة عنى لأنها تحزن على وتواضع نفسها من أجلى ليسوع المسيح الذى له الكرامة إلى الأبد " هل من أنصاف للعلامة أوريجانوس؟ جميع الكتابات التاريخية هى على الحياد فى جميع القضايا ولا ننحاز حتى لرأى الكنيسة القبطية والأحداث التاريخية لا تكذب ولكن الآراء حول حدوثها وأسبابها ونتائجها تختلف من إنسان لآخر ومن مكان لمكان ومن زمان لزمان ومن المواضيع المحيرة موضوع حرم العلامة أوريجانوس، ويشعر القبطى بالفخر من أعمال هذا الرجل العظيمة فى خدمة العلم والوطن والمسيح كما يشعر القبطى أن من بين ابناء شعبنا خرج العلامة القبطى أوريجانوس، وإذا كانت الكنيسة القبطية حرمته من عضويتها إلا أنه ظل علامة يعطى بسخاء وطاعة وظل قبطياً مصرياً أصيلاً فلا أحد يستطيع سحب جنسيته ولا حتى محبته للمسيح وعطاءه له، والعلامة أوريجانوس موضع تبجيل وأحترام من معظم مؤرخى التاريخ وخاصة الغربيين وبعض ابناء الكنيسة القبطية، وفى هذا الموضوع سنورد ما قالة العلامة المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا - منقولة من كتاب - منشورات أبناء الأنبا غريغوريوس، موسوعة الأنبا غرغوريوس، الدراسات الفلسفية للمتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى سنة 2004 م ص 276 - 278 - عن موضوع هل من انصاف للعلامة أوريجانوس؟ وقد وضعنا عناويين لكل مقطع فقط أعجاب آباء الكنيسة بشخصسة وعلم العلامة أوريجانوس يقول الأنبا غريغوريوس: " لم يكن أوريجانوس، ذلك العبقرى الفذ، هو أعظم قادة الفكر بين المصريين وحدهم، ولا بين الجانب المقيمين فى مصر فحسب، بل كان أعظم أهل زمانه فى كل بلاد الشرق، والغرب أيضاً... حتى أنك لا تفتح كتاباً أو دائرة معارف شرقية أو غربية إلا وتجد أسم اوريجانوس يحوطه الإعجاب والإحترام والتقدير العظيم وهو يوصف عادة بأنه المع لاهوتى فى زمانه، ومن أعظم قلة معدودة فى تاريخ المسيحية بأسرها، وأنه فاق فى شهرته أساتذته الأفذاذ، وقفز أسمه إلى قمة الشهرة التاريخية، وصار يعرف ب (دكتور) الكنيسة الجامعة الأمر الذى لا شك فيه، ولا جدال حوله هو عبقرية أوريجانوس وشخصيته الفذة التى.. جمعت فأوعت: روحانية عميقة، وعلماً واسعاً وعقلاً جباراً، وأستاذية نادرة، ورجلاً مكملاً بالفضائل الأخلاقية والذهنية والعلمية، بصورة يتيمة لا تتكرر فى الترايخ إلا فى حقب متباعدة تفصل بينها قرون واجيال وأضاف قداسته: " والمعروف عند جميع الدارسين، أن كل الذين تتلمذوا على العلامة أوريجانوس من آباء الكنيسة الكبار، كانوا معجبين به كل الإعجاب، ولقد أثنوا عليه فى كتاباتهم ثناء عاطراً نادراً، ومدحوه مدحاً سخياً وبغير تحفظ، ولقد حمدوا صفاته الشخصية الروحية، كما حمدوا له عبقريته الفكرية اللاهوتية، وحمدوا له أيضاً غيرته المسيحية الأرثوذكسية، وذكروا له بالأعجاب والفخر مقاومته للآراء الهرطقية، فضلاً عن المذاهب الفلسفية الوثنية المنتشرة فى زمانه، ومن بينها مذهب كلسوس Celsus الفيلسوف البيقورى الكبير، الذى تزعم مهاجمة المسيحية وكان يسخر منها، فإنبرى له أوريجانوس بالبيان الشفاهى والكتابى حتى أنهزم كلسوس أمام قوة حجتة بل واعلن أقتناعه بالمسيحية، وأعتنق المسيحية ووضع فى تأييدها كتباً ومن بين الهرطقات التى قاومها اوريجانوس بدعة ضد خلود النفس أنتشرت فى بلاد العرب فى ايام فيلبس العربى، فذهب إليها، وحضر فيها مجمعاً وأستطاع أن يهدى الضالين، وأن يواجه الهراطقة بالدليل والبرهان، حتى أجهز على تلك البدعة وقضى عليها وغير ذلك الكثير صنعة أورجانوس، وله الفخر أنه أستطاع أن يرد إلى الإيمان الأرثوذكسى بريل أسقف البصرة عبقرية أوريجانوس على أن مشكلة أوريجانوس الحقيقية هى عبقريته.. أن عبقريته جعلت أنتاجه الخصب أبعد من مناله، فلم يكن له الوقت ليراجع أعماله وأكثر كتاباته وربما كلها لم يكتبها بقلمه ولكن كان لها جيش من الهواة، والأتباع والتلاميذ، بعضهم يكتب بقلم سريع ما يمليه عليهم الأستاذ العظيم، وبعضهم كان يأخذ ما يكتبه اصحاب القلم السريع (الإختزال) وينسخونه فى صحائف بخط واضح وجميل ولم يكن لأوريجانوس الوقت يراجع فيه اقواله والكتابات التى ينقلها عنه بعض تلاميذة، ولا المخطوطات المنسوخة بالخط الواضح الجميل.. ومع أمتداد حياته زاد إنتاجه الخصيب حتى صار يضم ألوفاً من الكتب، وقد قال عنه القديس أبيفانيوس أسقف قبرص: " أن قارئاً مهما كان واسع الأطلاع، لا يسعه الإلمام بكل مؤلفات أوريجينيوس لأن له اكثر من ستة الاف كتاب. مشكلة اوريجنيوس وإذاً فقد كان أمراً متوقعاً أن تحتوى الكتابات التى تحمل أسم أوريجينيوس على أخطاء، ولا نعلم إذا كانت هذه الأخطاء هى من عمل تلاميذه أصحاب القلم السريع (الأخنزال) أم من عمل تلاميذه النساخ، أم من عمل الفريقين معاً، كل فريق أسهم فى بعض تلك الأخطاء التى نسبت إلى اوريجينيوس، مما أحتوته الكتابات التى تحمل أسمه ويضاف إلى هذا أنه كان من عادة بعض الهراطقة فى الأزمنة القديمة أن يقحموا آرائهم الهرطقية فى صلب كتابات عالم فذ مثل أوريجينيوس، فى النسخة الخطية التى ينسخونها من تواليفه، وذلك لكى يكسبوا تأييداً لأفكارهم عند جمهور عريض من الناس يحترمون أسم أوريجينيوس وإنصافاً لأوريجينيوس نقول أنه هو نفسه كان يتنبه أحياناً لبعض الأخطاء وقع فيها أو زل فيها لسانه، من ذلك رأيه فى أن نفوس الناس، أى أرواحهم، كانت موجودة سابقاً قبل حلولها فى أجسادها بالولادة، وأنها لأخطاء إرتكبتها فى حياتها السابقة، عوقبت بأن حبست فى أجساد، لعلها بهذا الحبس فى الجسد ومعاناتها قى الأرض، تكفر عن خطاياها السابقة و ثم بهذا تتطهر فتعود إلى العالم الآخر مطهرة نقول أن هذه الفكرة أخذها أوريجانوس عن أفلاطون فى (نظرية المثل) وبرهن عليها من ألأنجيل بسؤال تلاميذ المسيح لمعلمهم عن المولود أعمى: " َفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، 2 فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟».(يوحنا 9: 1و2) ولكن اورجينيوس عاد وأعتذر عن هذا ومهما يكن من أمر, فهناك آراء خاطئة نسبت إلى أوريجينيوس ووجدت فى كتاباته، ولكننا لا نعلم على وجه اليقين إذا كانت هذه الاراء الخاطئة مردها كلها أو بعضها إلى التلاميذ الذين كتبوا ففاتهم فكر الرجل فعبروا عنه خطأ، أو فاتهم عبارات أو كلمات، فجاءت كتاباتهم صورة شوهاء.. لما ما قاله العالم الكبير، أو أن هذه الأخطاء جائت من عمل النساخ الذين بحسن نية أو بسوء نية أضافوا او حذفوا، فجاءت كتاباتهم مشتملة ‘لى أخطاء، وصار أوريجينيوس مسئولاً عنها، لأنه لم يكن لديه وقت لمراجعتها وتصحيحها، ولقد أمكنه، كما قلنا، أن يصحح بعضها، ولكنه لم يمكنه أن يصحح كل ما أتهمه به خصومه فيما بعد. أوريجينيوس والتطبيق الحرفى للأنجيل أما أنه خصى نفسه فهذه حقيقة، ولقد أضطرت الكنيسة أن تقف منه فى هذا الخطأ موقفاً حازماً، لقد تساهلت مع سمعان الخراز أو الدباغ الذى خلع عينه بالمخراز عندما أعثرته أمرأة ساقطة عرت ساقها أمامه، لكن سمعان رجل بسيط، ولا يقتدى بعمله أحد نظراً لبساطته، أما أوريجينيوس فقد كان تصرفاً خاطئاً حتى لا يتبعه فى عمله آخرون فيخصون أنفسهم مثله سيظل موضوع أوريجينيوس مشكلة معقدة لا حل لها يرضى جميع الأطراف، وسيبقى مسألة غامضة لا يجلوها إلا الرب نفسه فى يوم الحساب العظيم إن حرم الكنيسة لأوريجينيوس مأساة تاريخية، ومع ذلك ليس فى مقدورنا الان أن نصنع شيئاً إعادة محاكمة أوريجينيوس أو مراجعة الحكم عليه، لأن معلوماتنا عنه ناقصة فلم يبق من كتاباته إلا القليل، وفقد منها الكثير، ولسنا نستطيع أن نستعيد أحداث التاريخ بصورتها الحية التى عاشها المعاصرون لها، بما احاطها من ظروف وملابسات ومفاهيم اجتماعية أن موضوع أوريجينيوس، إذا أردنا إنصافاً له وللحقيقة، أن نستودعة يد الله الحاكم العدل، وهو الحق والحقيقة.. وعزاؤنا أن أحكامنا على الأرض أحكام إبتدائية، ولكن هناك بعد الموت محكمة أستئناف عليا، وفى يوم الحساب العظيم سيصير الحكم العدل الذى لا نقص فيه، وأمامه: " لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ الإِله (رومية 3: 19) فلنترك قضية أوريجينيوس بما فيها من حق وظلم، بين يدى الديان الإله العادل: " لَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.(متى 16: 27)، (رومية 2: 6) أما نحن قلا نملك إلا الإعجاب بكل صفات أوريجينيوس النبيلة والجميلة، ونحنى هاماتنا أمام عبقريته العظيمة، ونثنى على ما أسداه لنا ولكل الأجيال من خدمات ومعارف، مترحمين عليه، نسأل له الغفران عنا عساة أخطأ فيه عن غير علم، فالرب وحده هو المعصوم من الخطأ تعليق: فيما يبدو ان أوريجانوس ندم وخجل من فعلته أما عن السبب الذى قيل أن الكنيسة حرمت العلامة أوريجانوس لأنه أستاذاً مشهوراً ويقتدى به كثيرين ولم تحرم سمعان الخراز لأنه مجهول.. سبب غير مقنع لأن سمعان لاخراز اليوم أكثر شهرة فى الكنيسة القبطية من العلامة أوريجانوس، كما أن قطع عضو أو أتلافه لم يحسب خطية عند الرب الإله يستحق الحرم وإلا لما أستخدم سمعان الخراز فى معجزة نقل جبل المقطم، كما أن السبب الذى قيل أنه قبل أن يرسمه أسقفاً غير أسقفه لا ترتقى لأن تكون أتهاماً.. وكما قال الأنبا غريغوريوس سيظل حرم اوريجانوس مشكلة معقدة تريد حلاً لهذا الرجل العظيم ذو الصفات النبيلة.
المزيد
04 ديسمبر 2024

أَخْلَى ذَاته

مقدمة عن الميلاد "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله. لكنه أخلى ذاته آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبة الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب" (في 2: 5-8). إن السيد الرب، إذ أخلى ذاته وأخذ شكل العبد لم يقتصر ذلك على حادثة الميلاد فحسب، بل شمل ذلك حياته كلها التي لا تدخل تحت حصر ميلاد السيد المسيح المتواضع كان مجرد مظهر من مظاهر إخلاء الذات وسنحاول أن نتبع إخلاء الرب لذاته في كل ناحية ونحاول أن ندرك الأسباب التي من أجلها أخلي ذاته ثم نأخذ لأنفسنا عِظَة عملية، محاولين أن نطبق عنصر الإخلاء في حياتنا وعلينا أن نفهم بالدقة: ما هو معني إخلاء الذات إنه لم يخلها طبعًا من جوهرة ولا من طبيعته ولا من لاهوته الذي لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين بل أخلى ذاته من الأمجاد المحيطة به ومن عظمة السماء جميل بنا أن نلاحظ أن هذا الإخلاء لم يكن إقلالًا من شأن الرب، وإنما هو عظمة جديدة في مفهومها. كان الناس يفهمون العَظَمَة في مظاهر خارجية. أما عظمة من يخلي ذاته ويأخذ شكل العبد، فلم يكن أحد يتصورها هذه قدمها الرب لنا أخلَى ذاته في ميلاده:- عجيب هو الرب في اتضاعه، عندما أخلي ذاته في ميلاده نزل إلى العالم هادئا بدون ضجة، ودخله في خفاء لم يشعر به أحد لم يحدد من قبل موعد مجيئه وهكذا ولد في يوم مجهول، لم تستعد له الأرض ولا السماء، ولم يستقبله فيه أحد. يوم ميلاده كان نكره بالنسبة إلى العالم، مع أنه من أعظم الأيام إذ بدأ فيه عمل الخلاص الذي تم على الصليب ولو نزل الرب إلى العالم في صفوف ملائكته، على سحابة عظيمة، أو في مركبة نورانية يحيط به الشاروبيم والسارافيم وقد ارتجت له السموات وكل قوي الطبيعة أو لو أن السماء احتفلت بميلاده، وليس بنجم بسيط يظهر للمجوس، بل اهتزت له كل نجوم السماء وكواكبها لو حدث ذلك، لقلنا إنه أمر يليق بالرب ومجده! لو أن شخصًا كان مسافرًا إلى مكان، لأرسل الرسائل قبلها، فيستقبله الأحباء والأصدقاء والأقارب والمعارف والمريدون، وربما يستاء إذا قصر أحد في انتظاره أو في استقباله أما السيد المسيح فدخل إلى العالم في صمت، بعيدًا عن كل مظاهر الترحيب، في ضجيج، وبطريقة بسيطة هادئة دخل بنكران عجيب للذات، أو في إخلاء عجيب للذات وكل الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين، ثم المجوس هناك أشخاص يحبون الضجيج وبهرجة الترحيب في دخولهم وفي خروجهم، لأن فاعلية ميلاد السيد المسيح لم تغيرهم بعد لم يخل السيد المسيح ذاته في هدوء مجيئه إلى العالم فحسب، بل في كل ظروف ميلاده فكيف كان ذلك؟ ولد من أم فقيرة يتيمة، لم تكن تجد من يعولها. عهد بها الكهنة إلى يوسف، خطبوها له لتعيش في كنفه وولد في قرية هي: "الصغرى بين رؤساء يهوذا" (مت2: 6) وسكن في الناصرة التي يعجب الناس إن أمكن أن يخرج منها شيء صالح (يو1: 46) ودعي ناصريًّا وعاش في بيت نجار بسيط، حتى كانوا يعيرونه قائلين "أليس هذا هو ابن النجار" (مت13: 5) وعاش ثلاثين سنة مجهولًا، كفترة تبدو ضائعة في التاريخ. حتى الرسل لم يعتنوا أن يكتبوا عنها شيئًا تقريبًا عاش فيها دون أن يلتفت إليه أحد، مخفيًا لا يعرف عنه أحد شيئًا، كأي شخص عادي بينما تلك السنوات الثلاثون هي فترة الشباب والقوة التي يهتم فيها كل إنسان بذاته، ويود فيها كل شاب أن يظهر وأن يعمل عملًا أخلي الرب ذاته فعاش في التطورات الطبيعية كسائر البشر قضى فترة كرضيع وكطفل ولم يستح من ضعف الطفولة بما فيها من احتياج إلى معونة آخرين، وهو معين الكل! احتياج إلى رعاية أم، وهو راعي الرعاة! احتياج إلى امرأة من صنع يديه، تحمله على يديها، وتهتم به، وهو المهتم بكل أحد. وتغذيه، وتعطيه ليأكل ويشرب! ومن العجيب في طفولته، أنه أخلي ذاته من استخدام قوته فهرب من أمام هيرودس، بينما روح هيرودس في يده! هرب من هيرودس وهو الذي خلق هيرودس، وأبقاه حتى ذلك اليوم عجيب هذا الأمر عجيب أن نري القوي القادر على كل شيء يهرب مثل سائر الذين يهربون من الضيق! يهرب من القتل وهو الذي يملك الحياة والموت وجاء إلى مصر وعاش فيها سنوات ولم يرجع إلا بعد أن هدأ الجو، بينما كان يستطيع أن يفلت من الرجل بطريقة معجزية أو يقضي عليه أخلى ذاته، فاحتمل ضعف البشرية وهو المنزه عن كل ضعف وسمح لنفسه أن يجوع ويعطش ويتعب وينام، كسائر البشرعجيب أن يقال عن الرب أنه في آخر الأربعين يومًا "جاع أخيرًا" (مت4: 2) وعجيب أن هذا الينبوع الذي روي الكل يقول للسامرية "أعطيني لأشرب" (يو4: 7)، ويقول على الصليب "أنا عطشان" (يو19: 28) وعجب أن يقال عنه إنه تعب وجلس عند البئر (يو4: 6) وإنه نام في السفينة (لو8: 23) أخلى الرب ذاته كل هذا الإخلاء، ليخزي الذين يفتخرون ويتكبرون وكأنه يقول لكل هؤلاء إنني لم أولد في قصر ملك، ولا على سرير من حرير، وإنما في مزود للبهائم ولكني سأجعل هذا المزود أعظم من عروش الأباطرة والملوك سيأتيه الناس من مشارق الشمس إلى مغاربها ليتباركوا منه ليس المكان هو الذي يمجد الإنسان، ولكن الإنسان هو الذي يمجد المكان والعظمة الحقيقية إنما تنبع من الداخل فليحل الرب في أي مكان، ولو كان مكانًا للبهائم، وليولد في أية قرية ولو كانت هي الصغرى في يهوذا ولكنه سيرفع من شأن كل هذا يولد في هذه الحقارة إلى مجد يولد من فتاة فقيرة، ويجعلها أعظم نساء العالم ويولد في بيت رجل نجار بسيط، فيحوله إلى رجل قديس مشهور في الكنيسة. أخلى ذاته من صفات الملك:- كان يمكن لمعلمنا الصالح أن يأتي كملك ولو أتي كذلك، ما كان أحد ينكر عليه أنه ملك فهو من سبط يهوذا صاحب المملكة، ومن نسل داود الملك ولكنه أخلى ذاته من الملك، وهو ملك الملوك (رؤ17: 14) لم يأت في هيئة ملك. لأن اليهود في تفاخرهم بالعظمة البشرية، كانوا ينتظرون أن يأتي المسيا كملك عظيم، لأنهم كانوا يظنون أن عظمة الملوك هي التي تخلصهم وكان قصد الرب أن يحطم هذه الفكرة أيًا فلم يخلصهم بعظمة الملوك، بل بتواضع النجار الناصري، الذي استهانوا به قائلين "أليس هذا هو النجار ابن مريم؟!" (مر6: 3) أتي كنجار بسيط، ولم يأت كملك ولما سعي إليه الملك، رفضه وهرب منه ولما "رأي أنهم مهتمون أن يأتوا ليختطفوه ويجعلوه ملكًا، انصرف إلى الجبل وحده" (يو6: 15) ورضي أن يحاكم أمام عبيده، أمام بيلاطس وهيرودس، وأمام أعضاء مجلس السنهدريم وكان يقول "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو18: 36) أخلي ذاته من صولجان المُلك ومن الكرامة المقدمة للملوك، مفضلًا أن يحاط بمحبة القلوب الطائعة لقلبه، وليست الخائفة من سطوه سلطانه. أخلى ذاته من كرامة الرئاسة:- لم يطلب أن يكون رئيسًا لتابعيه، أو سيدًا وإنما صديقًا لهم. وهكذا قال لتلاميذه "لا أعود أُسميكم عبيدًا لكني سميتكم أحباء" (يو15: 15) وخاطبهم في إحدى المرات قائلًا "أقول لكم يا أصدقائي " (لو12: 4) وأخلي ذاته لدرجة أنه انحني وغسل أرجلهم لم يعامل الناس كعبيد من صنع يديه بل كانت تربطه بهم رابطة الحب لا رابطه الرئاسة إن البشر هم الذين يستهويهم حب الرئاسة والسلطان أما معلمنا المتواضع فكان يريد قلوب الناس لا خضوعهم، وكان يريد محبتهم لا تذللهم ولم يقم نفسه رئيسًا للناس بل صديقًا لذلك كان محبوبًا لا مُخافًا يهابه الناس عن توقير، لا عن رعب لم يرد أن تكون له الرهبة التي ترعب الناس، بل الحب الذي يجذب الناس وهكذا أمكن للأطفال أن تلتف حوله، وأمكن ليوحنا أن يتكئ على صدره إن كل من يحب العظمة، لم يتمتع بفاعلية الإيمان بعد قال الأنبا أنطونيوس مرة لأولاده[يا أولادي، أنا لا أخاف الله] فأجابوه [إن هذا الكلام صعب يا أبانا] فقال لهم [ذلك لأني أحبه والمحبة تطرح الخوف إلى خارج] (1يو4: 18) إن أهل العالم يحبون السلطة والنفوذ والسيطرة يريدون أن يخافهم الناس،ولو عن قهر أما المسيح إلهنا فيقول "من يحبني يحفظ وصاياي" يعني أن حفظ وصاياه يكون عن حب وليس عن خوف. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب تأملات في الميلاد
المزيد
03 ديسمبر 2024

كيف صار الكلمة جسدا؟

س 1: كيف صار الكلمة جسدا هل تحول اللاهوت إلى ناسوت وتغيرت الطبيعة الإلهية وتبدلت أو استحالت إلى طبيعة ناسوتية؟ فالكتاب يقول "والكلمة صار جسداً "ويقول عن امرأة لوط أنها نظرت وراءها " فصارت عمود ملح " (تك26: 19)، ويقول عن عصاه موسى " فصارت حية " (خر3: 4). وقد تحولت امرأة لوط فعلا من لحم ودم وعظام إلى كتلة من الملح وكذلك عصا موسى تحولت من عصاه يابسة جافة إلى حية تدب فيها حياة. س 2: وهل تحول اللاهوت كذلك عن طبيعته إلى ناسوت فترة التجسد والوجود على الأرض؟ س 3: وهل توقف الله عن كونه إلهاً وتوقفت صفاته الإلهية كالقدرة الكلية، القدرة على كل شيء، والعلم الكلي، العلم بكل شيء، والمعرفة الكلية، معرفة كل شيء، والوجود الكلي، الوجود في كل مكان فيما بين الحمل والقيامة والصعود؟ س 4: وهل عاد إلى طبيعته الإلهية بكونه الله بعد الصعود؟ ج: لا يمكن أن نشبه الله بالبشر فالله طبيعته إلهية غير مرئية أو محسوسة أو مدركه بالحواس، فهو روح " الله روح " (يو24: 4)، " وأما الرب فهو الروح " (2كو17: 3)، وهو نور " الله نور وليس فيه ظلمة البتة " (1يو5: 1)، " الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه " (1تي 16: 6)، " أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران " (يع17: 1)، ولا يمكن أن يُري " ملك الدهور الذي لا يفنى ولا يرى الإله الحكيم وحده " (1تي17: 1)، أو يُحس أو يُدرك " القدير لا ندركه " (أي23: 37)، " هوذا الله عظيم ولا نعرفه وعدد سنيه لا يفحص " (أي26: 36)، " عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا أستطيعها " (مز6: 139)، " إلى عمق الله تتصل أم إلى نهاية القدير تنتهي " (أي7: 11)، " عظيم هو الرب وحميد جدا وليس لعظمته استقصاء " (مز3: 145)، " ليس عن فهمه فحص " (اش28: 40)، " يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما ابعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء، لان من عرف فكر الرب أو من صار له مشيرا، أو من سبق فأعطاه فيكافأ، لان منه وبه وله كل الأشياء " (رو33: 11-36). ولا أحد يعرف ماهية طبيعته سوي ذاته فقط ويعلنها بكلمته، الابن، صورة الله غير المنظور، والذي يقول ؛ " ليس أحد يعرف الابن إلا الأب. ولا أحد يعرف الأب إلا الابن ومن أراد الابن يعلن له " (مت27: 11) والكتاب المقدس يعلن لنا، أيضا، أن الله لا يتغير ولا يتحول ولا يتبدل ولا يصير عن كونه إلى شئ آخر، فالله هو الله ولا يتغير: " أنا الرب لا أتغير " (ملا6: 3). " الله ليس عنده تغيير " (يع17: 1). " إلى الدهر سنوك (يا رب). من قدم أسست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقي وكلها كثوب تبلي. كرداء تغيرهن فتتغير وأنت هو وسنوك لن تنتهي " (مز24: 102-27) كما أن الله لا مثيل له لنشبهه بالمخلوقات أو نمثله بها: " فبمن تشبهون الله وأي شبه تعادلون به " (اش18: 440). " بمن تشبهونني وتمثلونني لنتشابه " (اش5: 46). " ليس مثل الله " (تث26: 33). " أي اله عظيم مثل الله " (مز13: 77). " ليس مثلي في كل الأرض " (حز14: 14). " لا مثل لك يارب عظيم أنت " (ار6: 10). س 5: ولكن ما الذي يمنع أن يكون المسيح قد تغير فعلا بالتجسد، بمعني أنه إذا كان الله غير متغير فما الدليل علي أن المسيح غير متغير أو متحول أو متبدل؟ ج: المسيح باعتباره كلمة الله وعقله النطق وصورة الله وابن الله والإله القدير، الله الكلمة، فهو غير متغير أو متحول أو متبدل بطبيعة لاهوته: " يسوع المسيح هو هو امسا واليوم والي الأبد " (عب7: 13). أي أنه كما هو منذ الأزل والي الأبد هو هو لم ولن يتغير فهو الذي قال عن نفسه " أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والأخر ". (رؤ13: 22). وخاطبه القديس بولس باعتباره الله رب العرش الثابت والذي لا يفني ولا يتغير بنفس النصوص التي خاطب بها داود النبي الله في المزامير قائلاً: " وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور ... وأنت يارب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن أنت تبقي وكلها كثوب تبلي وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفني " (عب7: 1-13). ويلاحظ، هنا، أن الروح القدس يقول عنه " هوهو ويخاطبه " أنت أنت " أي هو كما هو أنت كما أنت منذ الأزل والي الأبد بدون تغيير وقال هو أيضا عن نفسه ؛ " قبل أن يكون إبراهيم أنا أكون (كائن) " (يو58: 8) قالها بصيغة المضارع (أكون) أي أنه يكون دائما بدون تغيير. س 6: إلا يعتبر ميلاده من العذراء ونموه في الجسم والقوه والحكمة وأكله وشربه ... الخ، وهو، بلاهوته، الأبدي الأزلي والكامل والغير محدود والذي لا يأكل ولا يشرب نوعا من التغير؟ ج: كلا فكل هذه من خصائص وصفات الطبيعة الإنسانية التي اتخذها، كإنسان بعد التجسد. س 7: فما معني صار إذا. ألا تعني أنه صار من شئ إلى آخر أي تحول وتبدل؟ ج: كلا. وسبق أن قلنا أن الله لا يتغير ولا يتحول ولا يتبدل. وقد وردت كلمة " صار " بمعاني مختلفة سواء في العهد القديم أو العهد الجديد. فقد جاءت في العهد القديم في الآيات التالية: " وقال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا " (تك22: 3). " أحمدك (يارب) لأنك استجبت لي صرت لي خلاصا " (مز21: 118). " صارت لي دموعي خبزا نهارا وليلا " (مز33: 42). " لأنه قال فكان. هو أمر فصار " (مز9: 33). وفي هذه الآيات الأربع نجد أن معني كلمة " صار " لا يعني بالضرورة التحول أو التغيير ففي الآية الأولى لا يمكن أن يكون آدم قد " صار " مثل الله بمعني تحول إلى الألوهية وصار ألها؟‍! وفي الثانية لا يعني التحول وإنما يعني أنه أصبح (صار) مخلصا للمرنم عندما التجأ إليه، وفي الثالثة لا يعني المرنم أن دموعه " صارت " خبزا بمعني أنها تحولت إلى خبز يؤكل وإنما يعني أنه كان يبكي ليلا ونهارا، وفي الرابعة تعني " صار" حدوث الشيء وكينونته بعد أمر الله وقد وردت كلمة صار (εγένετο -egeneto) في العهد الجديد من الفعل (γίνομαι - ginomai) والذي ترجم بمعنى " يصير أو يكون " وأيضا " يحدث، يجري، يحصل، يتفق يعرض، يكون، يتكون،يجعل، يصنع، مولود ...الخ "، ونكتفي هنا بذكر بعض الأمثلة التي تخص شخص السيد المسيح فقط: " الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار (εγένήθη - egenethy) رأس الزاوية " (مت42: 21). " ما هذه الحكمة إلى أعطيت له حتى تجري (γινόμεναι - genomenai) علي يديه قوات مثل هذه " (مر2: 6). " وفرح كل الجمع بجميع الأعمال المجيدة الكائنة (γενομένοις - genomenois) منه " (لو17: 13). " كل شئ به كان (εγένετο - egeneto) وبغيره لم يكن شئ مما كان " (يو3: 1). " كان في العالم وكون العالم به (εγένετο - egeneto) " (يو10: 1). " قبل أن يكون (γενέσθαι - genesthai) إبراهيم أنا أكون " (يو58: 8). " ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً (γενόμενον - genomenon) من امرأة مولودا تحت الناموس " (غل4: 4). " لكنه أخلي نفسه اخذاً صورة عبد صائرا (γενόμενος- genomenos) في شبه الناس " (في7: 2). " صائرا (γενόμενος- genomenos) اعظم من الملائكة بمقدار ما روث اسما افضل منهم " (عب4: 1). " دخل يسوع كسابق لأجلنا صائرا (γενόμενος- genomenos) علي رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد " (عب20: 6). وفي هذه الآيات العشر لا تعني أية منها التحول أو التغيير وقد ترجمت بمعاني عديدة: " صار " " تجري "، " كان "، " كون "، " يكون "، مولود "، وفي جميع الآيات التي ترجمت فيها بمعني " صار " لا تعني التحول أو التغيير مطلقا وإنما تعني الأولى الحصول علي الرتبة الأولى (المقدمة)، رأس، أي الحجر الأساسي في البناء والسابعة تعني " الولادة من امرأة " ليس بالتحول أو التغيير وإنما باتخاذ جسدا من امرأة والدخول تحت حكم الناموس كإنسان. والثامنة تعني أنه اخذ صورة عبد بظهوره في شبه الناس بالجسد الذي اتخذه وليس بالتحول إلى شبه الناس فالرسول بولس يقول بالروح عن الرب يسوع المسيح ؛ " الله الذي أرسل ابنه في شبه جسد الخطية " (رو3: 8). لاحظ (εν -in) في شبه جسد وليس متحولا إلى جسد وإنما " في " وكذلك القديس يوحنا يقول ؛ " كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله " (يو2: 4). هنا أيضا يقول أنه جاء " في الجسد وليس بالتحول أو التغيير إلى الجسد. " والقديس بولس يقول بالروح أيضا " عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد " (εν -in) ظهور في الجسد وليس تحّول أو تبّدل أو تغيّر إلى جسد، لم يقل أنه ظهر جسدا وإنما ظهر " في - εν - in " الجسد وهذا أيضا ما يعنيه الكتاب بالروح القدس بقوله ؛ " والكلمة صار جسدا " أنه لا يعني التحول أو التغير ولكن يعني الاتخاذ كقول الكتاب بالروح ؛ " فأنه لم يتخذ الملائكة قط بل إنما اتخذ نسل إبراهيم " (عب16: 2). أو كما جاء في كتاب Reference chain Thompson " أنه لم يتخذ له (on him) طبيعه الملائكة وإنما اخذ له (on him) نسل إبراهيم " (عب16: 2) أنه اتخذ جسدا أعده بنفسه من وفي أحشاء العذراء مريم كما قال لها الملاك ؛ " القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو35: 1)، وهو ثمرة بطنها كما قالت لها اليصابات بالروح القدس " مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك " (لو42: 1). وداخل أحشائها كما يقول الكتاب بالروح ؛ " هيأت لي جسدا " لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقربان لم ترد ولكن هيأت لي جسدا ... لا فعل مشيئتك يا الله " (عب5: 10) أعد لنفسه جسدا وهيأه داخل رحم العذراء مريم وحل فيه بملء لاهوته منذ اللحظة الأولى لبداية تكونه من أحشاء العذراء وداخل بطنها، ولم يوجد هذا الجسد، الطبيعة الإنسانية الكاملة، بدون اللاهوت لحظة واحدة ولا طرفة عين، بل وجد متحداً باللاهوت ؛ " لأنه فيه (جسده) سر أن يحل كل الملء" (كو19: 1). " قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت " (كو21: 1،22). " فأن فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا " (كو9: 2) لقد اتخذ جسدا، هيأه وأعده لنفسه وحل فيه واتحد به منذ اللحظة الأولى لبدايته في بطن العذراء وصار جسده، جسد الكلمة، جسد الله، الإله المتجسد، عمانوئيل الله معنا. س 8: إذا كان الله الكلمة قد اتخذ جسدا بمعني أعده وحل فيه وهو متحدا به فلماذا لم يقل والكلمة اتحد بجسدٍ وهيأ لنفسه جسدٍ واتحد به أو ما شابه ذلك؟ ج: لقد أكد الكتاب في مواضع عديدة، كما سنبين، أنه هناك تمييز ما بين الكلمة " الله " وبين الجسد الذي اتخذه من حيث الطبيعة، طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت كقوله: " الله حلف له (داود) بقسم أنه من ثمره صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس علي كرسيه " (أع30: 2). - " أبنه (ابن الله) الذي صار من نسل داود من جهة الجسد " (رو3: 1). - " منهم (اليهود) المسيح حسب الجسد الكائن علي الكل الإله المبارك " (رو5: 9). - " وقد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت " (كو22: 1). - " الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات " (عب7: 5). - " فأن المسيح تألم مره واحدة ... مماتا في الجسد ولكن محي في الروح " (1بط18: 3). وفي هذه الآيات يبين لنا الكتاب بالروح أن ناسوت (جسد) المسيح، طبيعته الإنسانية، مأخوذ من صلب إبراهيم وداود، من نسل إبراهيم ونسل داود " من ثمرة صلبه "، " من نسل داود حسب الجسد "، " منهم (نسل إبراهيم) " المسيح حسب الجسد " كما أنه تألم في جسده، في جسم بشريته وكذلك مات بالجسد. ولم يقل الكتاب " اتحد بجسد " بدلا من " صار جسدا " لئلا يفهم أنه كان هناك " جسد " ثم اتحد به، أو أنه حل علي إنسان كان موجوداً سابقاً للحلول والاتحاد ثم حل عليه واتحد به. ولكنه قال " صار جسدا " بمعني أنه حل في بطن العذراء بلاهوته أولا قبل أن يوجد " الجسد " واتخذ منها جسدا واتحد به منذ اللحظة الأولى لحلوله وبداية الجسد ونما متحدا (متجسدا) باللاهوت. س 9: هل كان اللاهوت موجوداً أولا وكان هناك وقت لم يكن فيه الناسوت؟ ج: نعم اللاهوت أزلي أبدي لا بداية له ولا نهاية، ولكن الناسوت لم يوجد قبل بداية تكونه من وفي أحشاء العذراء مريم برغم من أنه ناسوت الإله المتجسد. س 10: هل أعد اللاهوت الناسوت ثم حل فيه؟ أو هل وجد الناسوت لفترة ثم حل فيه العذراء القديسة مريم؟ ج: حاشا وكلا: لم يوجد الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين بدون اللاهوت أو بعيدا عنه وإنما وجد ونما متحداً باللاهوت. كما نما الناسوت وهو جسد كلمة الله ووجد وهو متحد باللاهوت. لقد كان هو الإله المتجسد ولم يوجد لحظة واحدة ولا طرفة عين دون اللاهوت وإنما كان منذ اللحظة الأولى هو الإله المتجسد، منذ البدء هو عمانوئيل، القدوس، رب العالمين. فبعد بشارة الملاك للعذراء مباشرة يقول الكتاب " فقامت مريم في تلك الأيام " (لو39: 1)، ذهبت مريم إلى اليصابات بعد حبلها بيوحنا المعمدان بسته اشهر وكانت العذراء حامل بالجنين الإلهي في لحظاتها الأولي، وبمجرد دخولها على اليصابات " أرتكض الجنين (يوحنا المعمدان) في بطن أمه للإله المتجسد الذي في بطن العذراء والتي لم تتعد بشارة الملاك لها بالحبل بعمانوئيل، القدوس أبن الله، سوي أيام تعد علي أصابع اليد. وقال عنه المعمدان أيضا: " الذي يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان (اقدم مني) قبلي ومن ملئه نحن جميعا أخذنا " (يو15: 1،16). القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟
المزيد
02 ديسمبر 2024

القدّيس يوحنّا الأسيوطي

نشأته: هو يُدعَى أيضًا يوحنا الرائي، إذ كانت له موهبة التنبُّؤ بالمستقبل. كما دُعِيَ نبيّ مصر، ويوحنا السائح. وقال عنه القديس يوحنا كاسيان: ”نـال موهبة النبوَّة مـن أجـل طاعته العظيمة، فصار مشهورًا في كلّ العالم“ رآه القديس جـيروم على أطـراف مدينـة ليكوبوليس (أسيوط)، ووضعه في قائمة كتابـه: ”مشاهير الآباء“، في الفصل الثاني. وتحدَّث عنه بشيء من التفصيل، خاصّةً حديث القديس يوحنا معه هـو ورفقاؤه يُلقَّب أيضًا بيوحنا المتوحِّد التبايسي أو الأسيوطي، لأنه وُلد بمدينة أسيوط عـام 304م كـان أبواه مسيحيَّيْن، وكانت صناعته النجارة والبناء وفي سنِّ الخامسة والعشرين من عمره، تنيَّح والداه، فسلَّم أُخته وأمواله لعمِّه، ثم ذهب هو لوادي النطرون، حيث صار راهبًا. في جبل أسيوط: بعد خمس سنوات من رهبنته، ظهر له ملاكٌ وقال له ”قُمْ امضِ إلى جبل أسيوط“ فجاء إلى الجبل الغربي على بُعد خمسة أميال من مدينة أسيوط، حيثُ توَحّد في سفح الجبل وخلال السنوات التي قضاها هناك، كان يحصُل على حاجاته من خلال طاقة، يُقدِّم له منها خادمه ما يحتاجه وكان مـن عادة القدّيس أن يلتقي بالناس يـومَي السبت والأحـد، يُعزِّيـهم ويُرشدهم، من خلال نافذة في قلايته زاره العديد من آباء الغرب، الذين جاءوا لكي يتعرّفوا على الرهبنة في مصر، مثل جيروم وباليديوس وكتبوا عنه اشتهر القديس بطاعته لمعلِّميه، وأيضاً بموهبة شفاء الأمراض، وقـد استحقَّ أن يقتني موهبة معرفـة الأمور قبل حدوثها. وقـد أنبـأ الإمبراطـور ثيئودوسيوس الكبير بانتصاره على الثائر مكسيموس قال القديس يوحنا لباليديوس ”إنني قد حبست نفسي ثمانية وأربعين عامًا في القلاية، لم أرَ فيها وجه امرأة، ولا رأيتُ نقودًا، كما أنّني لم أنظر إنسانًا وهو يأكل، ولا رآني أحدٌ آكلاً أو شارِبًا“. ذات مـرَّة أرادت خادمـة للمسـيح اسمها ”بومينيا“ Poeminia، وهي من أقارب الإمبراطور ثيئودوسيوس، أن ترى القديس يوحنا، ولكنّه رفض وأرسل لها كلمات مُعزِّية. ومِمّا قاله لها ”لا تسلكي طريـق الإسكندريـة في رجوعكِ لئلا تقعي في تجارب“. إلاَّ أنّها نَسِيَت هذه النصيحة، فتعرَّضت لحادثة من بعض الأشرار الذين سَطَوْا على المركب الذي كـانت تستقلُّه وضربـوا خادمها، وبذلك جَنَت ثمرة النسيان لنصيحة القديس يوحنا..! لقاء القديس يوحنا مع باليديوس: زاره باليديوس بعد أن سافر لمدّة 18 يومًا حتى وصل إلى قلايّـة القديس. وتنبَّأ له القديس يوحنا بأنّه سيُسَام أسقفًا على هيلينوبوليسHelenopolis وبعد 25 عامًا من هذه الزيارة، سجَّل لنا باليديوس سيرة القديس يوحنا التبايسي في كتابـه: ”التاريخ اللوزياكي“. كما زاره كاتب ”تـاريخ الرهبنــة“ Historia Monachorum Aegypto، والذي ترجمه روفينوس إلى اللاتينية روى لنا باليديوس قصّة لقائه مع القديس. فقال إنّه إذ كان في برّيّة نِتريا مع الأب أوغريس، سأله عن فضائل القديس يوحنا الأسيوطي، فقال له إنّه يشتاق أن يعرف شيئًا عنه وفي اليوم التالي، حبس باليديوس نفسه في قلايته طوال اليوم، وهو يطلب إرشادًا من الله. فشعر باشتياقٍ شديد للقاء القديس. وفي التّوِّ، سافر تارةً مَشيًا على الأقدام، وتارةً أخرى وهـو يستقل مركبًا في النهر، وكان الوقت وقت فيضان النيـل، وأمـراض الصيف منتشرة في جميع الأرجاء، فصار فريسة لها وإذ بلغ باليديوس إلى موضع القديس، وَجَدَ مسكنه مُغلقًا، فانتظر حتى يوم السبت صباحًا. ولمّا أقبَلَ على قلاية القديس، وجده جالسًا عند نافذة القلاية، يُقدِّم مشورةً لسائليه. فحيَّاه القديس يوحنا وتحدَّث معه من خلال مُترجِم. وإذ جاء إليبسيوس والي المنطقة، تحـوَّل القديس نحـوه مُتحدِّثًا معه، وظلاَّ يتحدَّثان مدّة طويلة وحينذاك شعر باليديوس بضيقٍ وإهانة، إذ تركه القديس وتحوَّل متحدِّثًا مـع الوالي. لكن سرعان ما قال القديس للمُترجِم أَنْ يُخبر باليديوس ألاَّ يقلق وعندما انصرف الوالي، دعـا القديس يوحنا باليديوس وتحدَّث معه، وجاء في حديثه ما يلي [لماذا أنت غاضبٌ مني، «لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى» (لو5: 31). فإنّي إن كنتُ لا أُقدِّم لك مشورة، يوجد إخوة وآباء آخرون يُعطونـك مشورة. أمّا هذا الوالي، فقد سلَّم نفسه للشيطان، وقد جاء يطلب معونة. فليس من المعقول أن نتركه، لأنّـك مهتمٌّ بخلاصك] ثم أكمل القديس حديثه قائلاً [أحزان كثيرة تنتظرك والشيطان يقترح عليك الرغبة في رؤية أبيك، وأن تُعلِّم إخوتك الحياة التأمُّلية وعندي لك أخبارٌ سارة، وهي أنَّ كلاًّ منهم قد تحوَّل إلى طريق الخلاص] سأله القديس يوحنا: ”أتريد أن تكون أسقفًا“؟ أجابه باليديوس: ”أُريد فعلاً“ سأله القديس: ”أين“؟ أجابه باليديوس:[في المطبخ على الموائد والأواني. أفحصها كأسقفٍ ناظرٍ عليها، وإذا وجدتُ محتوياتها رديئة أتخلّص منها، وإذا وجدتُ الطعام محتاجًا إلى ملح أو توابـل أُضيفها. هـذه هـي إيبارشيتي، لأن شهوة بطني عيَّنتني ابنًا لها] ابتسم القديس يوحنا وقال له [كُفَّ عن التلاعُب بالألفاظ. إنّك ستُسام أسقفًا وتُقاسي من ضيقاتٍ كثيرة. إنْ أردتَ الهروب من الضيقات فلا تترك البرّيّة، لأنّه لا يوجد فيها أحدٌ له سلطان أن يسيمك أسقفًا] وبعد ثلاث سنوات، نَسِيَ باليديوس نصيحة القديس، وإذ أُصيب بمرضٍ في بطنه، أخذه الإخوة إلى الإسكندرية. فنصحه الأطباء أن يذهب إلى فلسطين، لأنّ مُناخها أنسب لصحّته. ومِـن هناك ذهب إلى بيثينيـة بجوار غلاطية، موطنه الأصلي، وهناك سِيم أسقفًا. ولكنّه عانَى من النفي والحبس في حجرةٍ مُظلمة لمدة 11 شهرًا، فتذكَّر ما قاله له القديس يوحنا. مع اللصوص: ظنَّ أربعة لصوص أنَّ لدى القديس أموالاً كثيرة بسبب تحاشُد الجماهير عليه، لينالوا بصلواته الشفاء، أو يتمتَّعوا بمشورته الروحيّة ففي نصف الليل، نقب اللصوص باب مغارته، ولكنّهم أُصيبوا بالعَمَى، وظلُّوا خارج المغارة حتى الصباح وعندما احتشدت الجموع، أرادت أن تُسلِّمهم للوالي أمـّا القديس فقـال لهم: ”اتركوهم، وإلاَّ تُفارقني موهبة الشفاء“. امرأة تلحُّ على رؤيته: كانت إحدى النساء تلحُّ على رَجُلِها أن ترى القديس يوحنّا. وقد جاء الرجل، وهو من النبلاء، يطلب من القديس أن يسمح لزوجته أن تراه، فكانت إجابة القديس: ”هذا الأمر مستحيل“. وإذ صمَّمت الزوجة على رؤية القديس قبل سَفَرها؛ قال القديس لزوجها: ”سأظهر لها في هذه الليلة، لكن لن أسمح لها أبدًا برؤية وجهي بالجسد“! وفي الليل، ظهـر القديس للمـرأة في حُـلم، وقـال لها [مـا عسى أن أفعـل لـكِ يا امرأة؟ لماذا تحرصين بشدَّة أن تري وجهي؟ هل أنا نبيٌّ أو بارٌّ؟ إني خاطئ وشهواني مِثلكِ. وها قد صلَّيتُ من أجلكِ ومن أجل زوجكِ ولموضع إقامتكِ. فإنْ آمنتِ يكون لكِ، فسافري بسلام] وعندما نهضت المرأة من نومها، روت لزوجها ما رأته وما سمعته، ووصفت له شكل الرجل الذي رأَته في الحُلم وهيئته، وقدَّمت الشُّكر لله؛ وإذ رأى القديس يوحنا رجلَها بعد ذلك، قال له قبل أن يتكلَّم: ”لقد حقَّقتُ طلب زوجتك ورجاءها..“. فانصرف الرجل في سلام. تواضُع القديس: يروي لنا القديس جيروم قائلاً [كان القديس لا يُجري معجزات الشفاء جَهرًا، بل كان يُصلِّي على الزيت ويُعطيه للمتألِّمين والمرضى، فيبرأون]. حزمه: كان القديس يوحنا يتحدَّث مع القادمين إليه ويُخبرهم بما فعلوه سِرًّا، كما كان يُشير إلى تأديب الله وما سيحلُّ عليهم من كوارث بسبب خطاياهم يقول القدّيس جيروم عن القدّيس يوحنا [لقد رأينا عجائب، فقد كُنَّا سبعة أجانب، ذهبنا إلى القدّيس، وبعد السلام، فَرِحَ بنا. فطلبتُ منه قبل كلّ شيء أن يُصلِّي لأجلنا، كعادة كلّ آباء مصر. ثم سألني إن كان بيننا كاهنٌ أو شمَّاسٌ. وإذ قلنا له إنّه لا يوجد، عرف أنّ بيننا شمَّاسًا أخفى رُتبته تواضُعًا. فأشار إليه القدّيس بيده قائلاً: ”هـذا هو الدياكون“، وأَخَذَ القديس يده من خلال النافذة وقبَّلها، وطلب مِنه ألاَّ يُنكر نعمة الله المُعطاة له، سواء كانت صغيرة أو عظيمة. وإذ كـان أحدنا يرتجف، وهـو مريض بحُمَّى شديدة، طلب من القديس أن يُصلِّي لشفائه. فقال له: ”هذا المرض لصالحك، لأنّه قد ضَعُفَ إيمانك“. ثم أعطاه زيتًا وطلب منه أن يدهن نفسه به، كما رشمه بالزيت، فتركته الحُمَّى وسار على قدميه معنا] ويكشف لنا القدّيس جيروم عن محبّة القدّيس يوحنا الأسيوطي واهتمامه بالآخرين وبشاشته، فيقول [رحَّب بنا القديس كابٍ مع أولاده الذين لم يلتقوا به منذ مُدّةٍ طويلة، وأجرى معنا حوارًا، وقال: ”مِن أين أتيتُم، يا أبنائي؟ ومِن أيِّ بلدٍ أنتم؟ لقد أتيتُم إلى إنسانٍ مسكينٍ وبائس!“ وقد ذكرنا له اسم بلدنا، وأنّنا جئنا إليه من أورشليم لمنفعة نفوسنا ثم قال (القديس) ”لا يظُنُّ المرء أنّه قد اقتنى معرفة كاملة، بل القليل منها. يليق بنا أن نقترب إلى الله بطُرُق مُعتدلة وبإيمانٍ، وأن يبتعد مُحِبُّ الله عن المادّيّات حتى يقترب إلى الربّ ويحبّه. كلُّ مَن يبحث عن الربِّ بكلّ قلبه يبتعد عن كلِّ ما هو أرضيٌّ!“ ”يليـقُ بنـا أن نهتمّ بمعرفـة الله قـدر المستطاع، لأنـّه لا يمكـن الحصـول على معرفـة كاملة عنه.. هـو فقط يكشف لنا بعض أسراره..“ ”لا تيأسوا في هذا البلد (يقصد العالم)، لأنّنا في وقتٍ مُحَدَّد سنُرسَل إلى عـالم الراحـة. ولا يتعالّى أحـدٌ بأعماله الصالحة، بل يظلّ في حالة توبة دائمة“ ”الحياة الديريّة بجوار القُرَى قد أضرَّت الكاملين. أرجو، يـا أبنائي، مـن كلّ واحدٍ منكم، قبل كلّ شيء، أن يعيش حياة التواضُع، لأنّه أساس كلّ الفضائل“] وقد روى لهم القديس أيضًا أمثلة لرهبانٍ سقطـوا وتـابوا، فبلغوا درجـاتٍ عظيمـة في الروحانية. كما حدَّثهم عـن متوحِّدين كـانوا يحرصون على خلاصهم وكمالهم في الربّ وقد أشار إلى متوحِّدٍ لم يهتمّ بالطعام، سواء كان حيوانيًّا أو نباتيًّا؛ بل كان قلبه مُتعلِّقًا بالربِّ، مترقِّبًا مغادرته للعالم. فكان الله يكشف له عن أمجاد الدهر الآتي. وكان جسده مملوءًا صِحّةً حتى شيخوخته، وكان يجد طعامًا على مائدته، وهو كثير التسبيح، حتى أنّه لا يشعر بالجوع يختم القديس جيروم حديثه بقوله إنَّ القديس يوحنا كان يتحدَّث معهم بكلماتٍ ومحادثاتٍ لمدّة ثلاثة أيام حتى الساعة التاسعة، أي الثالثة بعد الظهر. وقـد أخبرهم بوصـول رسـالة إلى الإسكندريـة تُعلِن عـن نصرة الإمبراطـور ثيئـودوسيوس وقَتْـل الطاغيـة أوجينيوس (عام 394م). وقد تحقَّق كل ما قاله. مؤلَّفاته: للقديس يوحنا التبايسي مؤلَّفات عديدة عن: الرهبنة، والآلام، والكمال، والفضائل، واللاهوت، والصلوات، وتفسير بعض آيـات العهد الجديد. كما اشتُهِرَ بـأقوالـه عـن: محبّـة الله، وعمل الرحمة، وملكوت السموات. نياحته: أخيرًا، وبعد جهادٍ كثير، تنيَّح القديس يوحنا بسلام حوالي سنة 394م، بعد أن قـارَب التسعين عـامًا، وذلك في الحادي والعشريـن مـن شهر هاتور. وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في 27 مارس. من كلماته: 1- مَن ينشغل بالسماويَّات، يقف غير مُشتَّت في حضرة الله، دون أيّ قلق يسحبه إلى الوراء. فيقضي حياته مع الله، مُنشغلاً به، ويُسبِّحه دون انقطاع. 2- مَن تَأَهَّل لمحبّة الله، تكون محبة الناس بالنسبة له محبوبة أكثر من حياته، إذا استطاع أن يُساعدهم حتى بموته (من أجلهم). فإنّه يحبّ أن يبذل حياته عِوَضًا عن حياتهم، لكي بأحزانه (وآلامه من أجلهم) يجدون هم راحة. 3- مُحبّ الفقراء يكون كمَن له شفيع في بيت الحاكم. ومَن يفتح بابه للمعوزين، يمسك في يده مفتاح الله. 4- القربان الروحي، هو تقديم أفكار طاهرة تقترن بذِكْـر الله. والمذبح الروحي هـو العقل المرتفع عـن تذكارات العالم. والكنيسة الروحية هي الإيمان والتمتُّع بالأسرار الإلهية. 5- لا تعمل مع سيِّد الكلّ مِن أجل موهبة يُعطيها لك، لئلا يجدك مُحبًّا لعطاياه وبعيدًا عن حُبِّه شخصيًّا بركة صلوات القديس العظيم يوحنا الأسيوطي السائح تكون معنا، آمين. القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء بشيكاجو.
المزيد
01 ديسمبر 2024

إنجيل قداس الاحد الرابع من شهر هاتور

تتضمن الحث على استعمال الغنى لخلاص النفس لا لهلاكها مرتبة على قوله تعالى للرئيس الغني بفصل اليوم:"يعوزك شئ واحد أذهب بع كل مالك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء ( مر ١٠ : ١٧ -٣١) قال البشير يفضل اليوم إن واحداً ركض وجثا لسيدنا له المجد وسأله قائلاً: " أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحيوة الأبدية. فقا له لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله " إن هذا الشاب الغنى الرئيس كما يدعوه مار متى ومار لوقا وكان مؤمناً بأن يسوع المسيح معلم وصالح. وليس بأنه إله. ولذا قال له سيدنا له المجــــد: "لماذا تدعونى صالحاً فكأنه يقول له : " إذا كنت لا تؤمن بألوهيتي فلماذا تدعوني صالحاً "لأن صلاح البشر او الملائكة إنما هو بواسطة النعمة فقط وليس أحـــد صالحاً بالطبع إلا واحد وهو الله ثم قال له: " انت تعرف الوصايا لا تقتل لا تزن لا تشهد بالزور لا تسلب اكرم أباك وأمك فقال له الشاب يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي . فنظر إليه يسوع وأحبه " يظهر من هذا أيها الأحباء أن الشاب لم يأت إلى السيد له المجد ليجربه كالناموس ولكنه كان قد سمع بأعماله العظيمة وتعاليمه المحيبة واحساناته العميمة . فأتى ليتعلم كيف وبماذا يرث الحيوة الأبدية . لأنه لو كان مجيئه وأقواله على سبيل الرؤية فقط . لما كان السيد قد أحيه وهو علام الغيوب وفاحص الكلى والقلوب فهذا الشاب كان حافظا للوصايا ولكنه كان غنيا ومفضلا غناه على كل شئ أخر لذا قال له سيدنا " يعوزك شئ واحد اذهب بع كل مالك وأعط الفقراء ليكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب ويظهر من قول البشير " فنظر اليه يسوع وأحبه " أن هذا الشاب كان راغباً في الكمال الذي يقول عنه البشير متى ولكن هموم الحيوة وغرور الغنــــى ولذات العالم حالت دون ذلك فاغتم لدى سماعه قول السيد له " بع كل مالك " ومضى حزيناً كما يقول البشير " لانه كان ذا أموال كثيرة " وإذ رأى سيدنا له المجد كآبة هذا الرئيس الغنى. وعدم سماعه مشورته حباً في ثروته قال " ما أعسر دخول ذوى الاموال إلى ملكوت الله " ثم عاد فقال باكثر إيضاح " ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله " فماذا يجب إذن أن يقال ؟ أنقول إن الغنى مضر بالإنسان لانه يحول بينه وبين الخلاص بسبب الأبهة ومجاملة الناس له والمديح والتملق وغير ذلك ما يحوك في قلب الانسان شعائر الخيلاء والكبر ثم التأنق في المأكل والمشرب وراحة الجسد التي تزكى في الإنسان معظم الشهوات فيجمح كالبهيم في بيداء المنكرات أو نقول إن الفقر لخير للانسان لانه يصير وديعاً هادئاً مطيعاً لما له من الحقارة بدل الأبهة وخمول الذكر بدل المديح والازدراء عوض المجاملة فلا هو مقيد بمحبة الفضة والذهب ولا هو موثق باستغلال الحقول ولا بفخامة القصور ولا غير ذلك مما يحول دون ارتقائه إلى قمة الكمال البشرى كلا لا يجب أن يقال هذا ولا ذاك لأنه لا الفقر في حد ذاته يوصل إلى الفضيلة ولا الغنى فى حد ذاته يؤدى إلى الرذيلة وإنما هى إرادة الانسان وميله فإن قلت وكيف ذلك ؟ أجبتك أنه كما أنه يمكنك بلسانك إن أردت تمجد الله وتحسن إلى البشر وبه أيضاً إن أردت تكفر بالله وتلعن البشر هكذا بالغنى يمكنك إن أردت تشبع الجائع وتكسو العريان وتعضد الأرملة واليتيم وغير ذلك وبه أيضاً تقترف أعظم الخطايا وترتكب أفظع المنكرات التي تسهل طريق المهالك وعليه فكم يلزم الغنى من الأتعاب والجهاد في سبيل الحصول على المراد دون أن يسقط فى أشراك الطمع ومحبة المال أو الظلم والجور وكم يلزمه من الشجاعة والشهامة حتى لا يغلب من غرور الغنى وهمومه وملذاته وأباطيله حقاً إن خلاص الغنى عظيم وعسير ومرور الجمل من ثقب ابرة أيسر من دخول غنى إلى ملكوت الله ولكن هذا العسير والغير ممكن يصير سهلاً وممكناً بمؤازرة العون الالهى لأن عند الله كل شئ مستطاع أى أنه متى وجد الله جل وعز في الانسان الغنى أميالاً صالحة ونوايا حسنة فأنه يهبه نعمته فيتغلب بها على تجارب الغنى فيصير أمامه غير المستطاع مستطاعاً وممكناً وهاكم بعض الأمثلة على أن الله يهب النعمة لمن تكون نواياهم صالحة دون سواهم أثباتاً لذلك قال الكتاب المقدس عن غنيين من الأشرار الأول" انسان غنى أخصبت كورته وقال أفعل هذا أهدم مخازني وأبنى أعظم منها وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي وأقول لنفسى يانفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي وكلى واشربى وافرحى فقال له الله يا غبى هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون " الثاني " كان انسان غنى وكان يلبس الأرجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفها وكان مسكين اسمه لعازر مطروحاً عند بابه مضروباً بالقروح ويشتهى أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغنى بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن ابراهيم ومات الغنى أيضاً ودفن فرفع عينيه إلى الهاوية وهو في العذاب ورأى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه ، فنادى وقال يا أبي أبراهيم ارحمنى وارسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب فقال له ابراهيم يا ابني أنك استوفيت خيراتك في حياتك وهاكم مثال الأغنياء الابرار قال الكتاب " وكان ابرام ( أو ابراهيم ) غنيا جدا في المواشى والفضة والذهب " وكان من أهل العدل والنزاهة فاضلاً كريماً حتى أنه اضاف الملائكة وكان مطيعاً لله جداً حتى أنه لم يتأخر عن تقديم ابنه للذبح وبالأجمال كان باراً فاضلاً ،ونال أعظم مقام في السماء حتى أن مكان الراحة والنعيم دعى حضن ابراهيم وقال ايضاً عن أيوب البار . إنه كان غنياً جداً وأعظم كل بني المشرق وكان فاضلاً مستقيماً طاهراً وعادلاً تقياً ومبتعداً عن كل شر وكان شهماً ثابت العزيمة والصبر مطيعاً لله لدرجة جعلته مستحقاً لأن يقول عنه سيد البرايا : "ليس مثله في الأرض" فلماذا صار في أيوب غير الممكن ممكناً ؟ الجواب هو لأن الله تعالى رأى نوايا قلبه أنها صالحة فأعطاه من نعمته ما قد عضده وشجعه ونصره في هاتيك الحروب الهائلة والتجارب الشديدة المزعجة التي أثارها الشيطان ضده فالحصول على الخلاص إذن لا يتوقف على الغنى ولا يتيسر بالفقر لأن الله عز وجل خلق منذ البدء كل شئ حسنا وإنما الأمر يتوقف على إرادة الانسان وأميال قلبه قد سمعتم أيها الاغنياء بفصل هذا اليوم كيف أن السيد في مثل مرور الجمل من ثقب الابرة قد صعب عليكم أمر خلاصكم إلى اعظم درجة بحيث يكاد أن يكون مستحيلاً فجففوا إذن من اهتمامكم بما لا يدوم ولا تدعوا زخرف الدنيا يغريكم ولا بهجة الدينار تطغيكم ولا يفوتكم أن يوم الرب يأتي كلص وغضبه ينزل بغتة فكونوا مستعدين لئلا يصيبكم ما أصاب ذلك الغني الجاهل الذي بيما كان يقول أهدم وأبنى وأخزن وأقول لنفسى لك خيرات كثيرة لسنين كثيرة وافاه النذير من قبله تعالى قائلاً له " يا غبى هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون" فسبيلنا ايها الاحباء أن نتخذ ما جرى لهذا الغنى خير عبرة لنا فنقدس نفوسنا وأجسادنا ولا ندع حب المال يتسلط علينا فيشل قلوبنا عن فرائض الدين بل نقوم بمساعدة البائسين واغاثة الملهوفين عالمين أنه إنما أنعم علينا به المنعــــــم لقضاء الحاجات وعمل المبررات فنقتني الفضائل وصالح الاعمال بتعطف وتحنن ربنا وإلهنا يسوع المسيح الذى له المجد إلى الابد آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
30 نوفمبر 2024

سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي

يَقُول المَزْمُور ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾( مز 118مِنْ الخِدْمَة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل – القِطْعَة 15) ثَبِّتْ خُوفَك بِمَسَامِير فِي لَحْمِي الإِنْسَان مِحْتَاجٌ أنْ يَعِيش خُوف الله فِي حَيَاتُه لأِنَّ الإِنْسَان عِنْدَمَا يَحْيَا المَخَافَة يَعْتَقُه الله مِنْ أُمور كَثِيرَة عِنْدَمَا يَعِيش الإِنْسَان المَخَافَة يَجِدٌ فَوَاصِل كَثِيرَة بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة عِنْدَمَا تَكُون المَخَافَة أمَام عَيْنِيّ الإِنْسَان سَيُفَكِّر ألْف مَرَّة قَبْل أنْ يَسْقُط أوْ يَفْعَل أي أمر أحْيَاناً نَسْتَغِل حَنَان الله وَطِيبْتُه وَأنَّهُ مِنْتِظِرْنَا وَيُرِيدْ رُجُوعْنَا وَيَقْبَلْنَا وَسَيَقْبَلْنَا وَلأِنَّنَا لاَ نَرَى فِي الله سِوَى حَنَانُه إِتَّكَلْنَا عَلَى ذلِك فَصِرْنَا نَفْعَل أي شِئ تَحْت هذَا البَنْد هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَتَمَادَى ؟ هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَحْيَا الإِسْتِهَانَة ؟ لاَ لاَبُدْ أنْ نَتَعَامَل مَعَ الله بِمَا يَلِيقٌ بِحُبُّه وَأيْضاً بِمَا يَلِيقٌ بِمَخَافَتُه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَضَعْ فِي رِسَالَتُه إِلَى رُومْيَة قَانُون جَمِيل هُوَ ﴿ فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضاً سَتُقْطَعُ ﴾( رو 11 : 22 ) الله صَارِم وَلَطِيفْ الإِثْنَان مَعاً لِذلِك الله يُرِيدَك أنْ تَتَعَامَل مَعَهُ بِحُبُّه وَفِي نَفْس الوَقْت بِمَخَافَة مُشْكِلِة الإِنْسَان عِنْدَمَا يَسْتَهْتَر وَيَسْتَهْتَر وَعِنْدَمَا يَفْعَل الخَطِيَّة يَتَمَادَى وَلاَ يَشْعُر بِهَا حَتَّى أنَّ أَيُّوب الصِّدِّيق يَقُول ﴿ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ ﴾ ( أي 15 : 16) هَلْ يَشْرَب الإِنْسَان المَاء وَتَعَبْ مِنُّه ؟ أي يَفْعَلُون الخَطِيَّة دُونَ أنْ يَدْرُوا أي مُمْكِنْ إِنْسَان يِكْذِب عَادِي قَدْ يِشْتِهِي مَا لِغِيرُه عَادِي يَفْعَل خَطَايَا ضِدٌ جَسَدُه عَادِي يَسْتَهْتَر بِالكِنِيسَة عَادِي يُوْم مَعَ يُوْم صَارَ الأمر سُلُوك فِي الكِنِيسَة الأُولَى كَانَتْ لَهَا قَوَانِينْ مُخِيفَة مُجَرَّدٌ أنْ يَضْحَك إِنْسَان فِي الكِنِيسَة يُبْعَدٌ عَنْهَا سَنَة الَّذِي يَسْعَل يَبْصِقٌ أوْ يَعْطَس يُبْعَدٌ سَنَة قَدْ تَقُول أنَّ بِهَا تَشَدُّدٌ زَائِدْ لكِنْ هَلْ تَصِل إِلَى دَرَجِة أنَّ الَّذِي يَسْعَل يُطْرَدٌ خَارِجاً ؟ أمَّا نَحْنُ فَنَمْزَحٌ دَاخِل الكَنِيسَة مَا مَعْنَى هذَا ؟ مَعْنَاه أنَّ المَخَافَة تَقِلْ لأِنَّ الله طَيِّبْ وَحَنُون وَ نَحْنُ لَمْ نَأتِ اليُّوم لِنَجْعَلْكُمْ تَتَعَامَلُون مَعَ الله الغِير طَيِّبْ الصَّارِم لاَ الله حَنُون وَطَيِّبْ جِدّاً جِدّاً جِدّاً لكِنَّهُ أيْضاً صَارِم لِذلِك يَقُول فِي سِفْر مَلاَخِي ﴿ إِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي ﴾ ( ملا 1 : 6 ) نَعَمْ أنْتَ تُحِبِّنِي لكِنْ لاَبُدْ أنْ تَكُون لِي كَرَامَة لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُطْرُس الرَّسُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ( 1بط 1 : 17) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – أيْضاً فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل فِيلِبِّي﴿ تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ﴾ ( في 2 : 12) وَرَبَّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد يَقُول ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ ﴾( لو 12 : 4 – 5 ) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – يُوْجَدٌ شِئ تَخَافْ مِنْهُ ﴿ خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَ مَا يَقْتُلُ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ ﴾ ( لو 12 : 5 )إِذاً يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه مَخَافِة رَبِّنَا يَسُوع يِكَلِّمْنَا عَنْهَا .. فِي رِسَالِة يَهُوذَا يِقُول﴿ خَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ ﴾ ( يه 23 ) أي كَلِّمُوا بَعْضَكُمْ عَنْ المَخَافَة سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لاَبُدْ أنْ تُوْجَدٌ مَخَافَة نَقُول مَثَلاً دَخَل طِفْل مَعَ أبِيهِ الكِنِيسَة وَهُوَ مِتْعَصَبْ وَيِشْتِمْ بِألْفَاظ صَعْبَة أوْ يَبْصِقٌ عَلَى مَنْ فِي الكِنِيسَة أبْسَطْ شِئ وَاحِدٌ مِنَّا يَنْتَهِرُه وَنِسْألُه هَلْ لاَ تُحِبُّه ؟ يَقُول كَيْفَ وَهَلْ لِكَيْ أُحِبُّه لاَ أُقَوِّمُه ؟ نَعَمْ أُحِبُّه وَلِذلِك لاَ أصْمُت عَنْ أي خَطَأ يَفْعَلُه لاَبُدْ أنْ تَكُون هُنَاك مَخَافَة مِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تِتْعِبْ الشَّبَاب وَتِكْبَر دَاخِلْهُمْ أنْ يَقُول الشَّاب لَنْ أتُوب الأنْ العُمْر أمَامِي عِنْدَمَا أكْبَر سَأتُوب لأِنِّي الأنْ شَاب وَيَصِل إِلَى دَرَجِة يِشْرَب الإِثْم كَالمَاء حَتَّى أنَّهُ يِكْذِبْ وَلاَ يَشْعُر فِي البِدَايَة يُشْعُر إِنُّه يِكْذِبْ وَيَتَمَادَى حَتَّى أنَّ البَعْض يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب ذَكَاء فَأصْبَح لاَ يَحْزَنْ مِنْ كِذْبُه بَلْ يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب مَهَارَة وَيُتْقِنْ الكِذْب وَقَدْ يَصْنَعْ مِنْ الكِذْب دِرَامَا وَيُخْرِجْهَا وَيَزِيدْ مِنْ الإِخْتِرَاعَات إِلَى أنْ يَصِير هذَا الأمر سُلُوك كَذلِك الأفْكَار الشَّهْوَانِيَّة أصْبَح لاَ يَطْرُدْهَا بَلْ يَسْعَى إِلَيْهَا حَتَّى وَهيَ بَعِيدَة عَنُّه وَيُحْضِرْهَا لِنَفْسُه وَيَتَمَادَى فِيهَا وَيَزِيدْ مِنْ خَيَالْهَا فَتُؤَثِر فِيه وَتِتْعِبُه .. لاَ تُوْجَدٌ مَخَافَة فَصَارَ بِلاَ رَقِيبْ هُنَا نُشَبِّه النَّفْس بِمَبْنَى وَالمَبْنَى لاَبُدْ أنْ يَكُون فِيهِ ثَلاَثَة أشْيَاء هِيَ حَوَائِطْ وَنَوَافِذْ وَبَاب الحَائِطْ يَحْمِينَا مِنْ الَّذِينَ فِي الخَارِج إِذاً الحَائِطْ فِي أنْفُسْنَا هَدَفُه أمن يَجْعَل فَوَاصِل بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشُّرُور النَّوَافِذ فَائِدَتْهَا تُعْطِي إِضَاءَة إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون عَنْدِنَا نَوَافِذْ نَرَى مِنْهَا الله وَنُكَلِّمُه وَحَوَائِطْ تَحْمِينَا أمَّا البَاب فَهُوَ الإِرَادَة أي الأُمور الَّتِي نَخْتَار أنْ نَفْتَح لَهَا أوْ نَصُدَّهَا تَخَيَّل لَوْ هُدِمَتْ الحَوَائِطْ إِذاً لاَ تَحْتَاجٌ لِبَاب أوْ نَوَافِذْ لأِنَّهُمَا بِلاَ فَائِدَة وَالَّذِي يُرِيدْ أنْ يَدْخُل سَيَدْخُل لِذلِك إِسْتِمْرَار الخَطَايَا يُسَلِّطْهَا عَلَى الإِنْسَان وَعَدُو الخِير لَهُ مِنْ الحِيَل مَا يَجْعَل الإِنْسَان يِعِيش فِي خِدْعَة لِذلِك يَقُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ لاَ يَارَبَّ أنَا أُرِيدْ مَخَافَتَك دَاخِلِي هُنَاك فِئَة فِي الكِنِيسَة الأُولَى إِسْمَهَا (( خَائِفِي الله )) يُقَال هذَا رَجُل تَقِي لأِنَّهُ يَخَاف الله مِثَال إِنْسَان يِشْتِرِي مِنْ بَائِعْ وَيَتْرُك آخَر وَيَقُول لأِنَّهُ يَخَاف الله وَلاَ يُزِيدْ مِنْ الأسْعَار وَلاَ يَغِش المِيزَان شِهَادَة جَمِيلَةٌ يَخَاف الله إِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّهُ كُون أنَّكَ شَاب وَأنَّكَ فِي سِنْ الطَّاقَة وَالقُّوَة أنَّكَ لاَ تَخَاف الله وَأنَّ الَّذِي يَخَاف الله هُوَ الَّذِي يِكْبَر فِي أيَّامُه لاَ مَخَافِة الله مَنْهَجٌ لاَبُدْ أنْ يَسْتَمِر فِي حَيَاتَك لأِنَّ كُلَّ فِتْرَة تَمُر عَلِيك بِدُون مَخَافِة الله تَتْرُك فِيك أضْرَار وَأضْرَار وَإِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّ الخَطِيَّة لَهَا مَرَاحِل تَقِفْ عِنْدَهَا أبَداً بَلْ كُلَّ مَا تُمَارِس الخَطِيَّة كُلَّمَا نَمِتْ دَاخِلَك كُلَّمَا إِزْدَادٌ سُلْطَانْهَا كُلَّمَا ضَعُفَتْ إِرَادْتَك كُلَّمَا إِنْسَحَبْ خُوف الله مِنْ القَلْب لِذلِك يَقُول فِي المَزْمُور ﴿ لَمْ يَجْعَلُوا اللهَ أَمَامَهُمْ ﴾ ( مز 54 : 3 )وَيَقُول فِي سِفْر الرُؤْيَا﴿ خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْداً ﴾ ( رؤ 14 : 7 ) أيْضاً يَقُول ﴿ مَنْ لاَ يَخَافَكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ لأِنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ ﴾ ( رؤ 15 : 4 ) مَنْ لاَ يَخَافَك يَارَبَّ ؟ بُولِس الرَّسُول يَقُول﴿ لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ ﴾ ( رو 11 : 20 ) سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي أُرِيدْ مَخَافَتَك تُسَمَّر دَاخِلِي أُرِيدْ أنْ أعْمَل مَا يُرْضِيك ألَسْنَا نَقُول ﴿ القِدِّيسِينْ الَّذِينَ أرْضَوْكَ مُنْذُ البَدْء ﴾( مَا يُقَال فِي مَجْمَع القِدِّيسِينْ ) . مَاذَا أفْعَل لِكَيْ أخَاف الله ؟ ثَلاَثَة كَلِمَات 1- إِجْعَل الله أمَامَك دَائِماً :- لِكَيْ لاَ تُخْطِئ أُشْعُر أنَّ الله دَائِماً أمَامَك مَا أجْمَلٌ قَوْل دَاوُد النَّبِي ﴿ جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ ﴾ ( مز 16 : 8 ) قَدْ يُخْطِئ الطَّالِبْ لكِنْ هَلْ يُخْطِئ أمَام المُدَرِّس ؟ إِذاً هَلْ يُخْطِئ أمَام النَّاظِر ؟ أمر أعْلَى هَلْ يُخْطِئ أمَام وَزِير التَّرْبِيَة وَالتَّعْلِيمْ ؟ مَاذَا أكُون أنَا أمَام الله ؟ أكُون مُنْضَبِطٌ إِجْعَل الله أمَامَك لِذلِك الخَطِيَّة هِيَ نُوع مِنْ أنْوَاع الإِلْحَاد لإِنِّي عِنْدَمَا أفْعَل الخَطِيَّة أُغَيِّبْ الله وَهَلْ يُوْجَدٌ مَكَان الله غَائِبْ عَنُّه ؟ هَلْ تَتَذَكَّر قِصِّة الرَّاهِبْ الَّذِي أرَادَتْ إِمْرَأة أنْ تُغْوِيه وَتُسْقِطُه فِي الخَطِيَّة فَأخَذَهَا إِلَى مَكَان السُوق وَقَالَ لَهَا هَيَّا نُمَارِس الخَطِيَّة فَقَالَتْ المَرْأة لَهُ مَا هذَا يَا رَاهِبْ هَلْ أُصِبْتَ بِالجُنُون ؟ فَسَألَهَا لِمَاذَا ؟ قَالَتْ المَرْأة أتَفْعَل الخَطِيَّة أمَام كُلَّ هؤلاَء ؟!! فَقَالَ لَهَا الرَّاهِبْ أتَخَافِينَ النَّاس ؟ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ لَهَا ألاَ تَخَافِينَ الله إِذاً ؟ عَرِّفْنِي مَكَان لَيْسَ بِهِ الله وَافْعَل بِهِ الخَطِيَّة لكِنْ الله مَوْجُودٌ فِي كُلَّ مَكَان ضَابِطْ الكُلَّ لاَ يَخْلُو مِنْهُ مَكَان إِذاً كَيْفَ أفْعَل الخَطِيَّة أمَام الله ؟ قَدْ يَخْجَل إِنْسَان أنْ يَفْعَل الخَطِيَّة أمَام طِفْل وَيَقُول كَيْفَ أُخْطِئ أمَام طِفْل إِنْ كَانَ طِفْل يَجْعَل الإِنْسَان يَحْتَرِمُه كَمْ تَكُون إِهَانِتْنَا لله عِنْدَمَا نَفْعَل الخَطِيَّة أمَامُه ؟ يَحْكِي الكِتَاب المُقَدَّس عَنْ مَلِك إِسْمُه مَنَسَّى وَيَقُول عَنْهُ الكِتَاب ﴿ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ ﴾ ( 2مل 21 : 6 ) كَانَ يَغِيظْ الله حَقِيقَةً أي وَاحِدٌ مِنَّا يَفْعَل الخَطِيَّة تَنْطَبِقٌ عَلِيه نَفْس الآيَة الإِنْسَان الَّذِي يُخْطِئ يَغِيبْ الله عَنْ وَعْيُه وَعِنْدَمَا يُغَيِّبُه عَنْ وَعْيُه مَاذَا يَحْدُث ؟ الله يَغِيبْ وَيَغِيبْ حَتَّى يَنْسَحِبْ فَيَشْعُر الإِنْسَان بِعُزْلَه عَنْ الله فَتُحَدِّثُه عَنْ الله يَقُول لَك أنَّهُ وَهْم هذِهِ بِدَايِة الإِلْحَادٌ لِذلِك عِنْدَمَا أسْألَك اليُّوْم هَلْ الله مَوْجُودٌ فِي حَيَاتَك أم تَقُول لِي حَقِيقَةً لاَ أشْعُر بِهِ ؟ أقُول لَك أنْتَ الَّذِي غَيِّبْتُه عَنْ وَعْيَك وَكَثْرِة فِعْل الخَطَايَا بِإِسْتِهَانَة غَيَّبْ الله عَنْ وَعْيَك وَبِالتَّالِي يَنْطَبِقٌ عَلِيك قَوْل المَزْمُور﴿ قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِلهٌ ﴾ ( مز 14 : 1 ؛ مز 53 : 1 ) لاَ يُوْجَدٌ إِله أسْتَطِيعْ أنْ أقُول لَك أنَّكَ مِحْتَاجٌ جِدّاً فِكرِة مَخَافِة الله دَاخِلَك لأِنَّهُ مَوْجُودٌ جَيِّدٌ قَوْل إِلِيشَع النَّبِي عِنْدَمَا كَانَ يَقُول دَائِماً ﴿ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ ﴾ ( 2مل 5 : 16) أنَا وَاقِفْ أمَامُه الأنْ ؟ بِالطَبْع الَّذِي يَتَدَرَّبْ عَلَى طَرْدٌ الخَطِيَّة لأِنَّ الله أمَامُه عِنْدَمَا يَأتِي إِلَى الكِنِيسَة يَشْعُر بِوُجُودٌ الله بِقُّوَة الله يُسَيْطِر عَلَى المَكَان وَعَلَى الفِكْر فَيَدْخُل وَيَسْجُد بِخُشُوع وَيَعْبُد الله بِرَفْع قَلْب وَيَقِينْ أنَّهُ حَاضِر لِذلِك يَقُول بِفَرَح ﴿ عَمَانُوئِيل إِلَهْنَا فِي وَسَطْنَا الآنْ ﴾ وَكَأنَّنَا نَقُولْهَا وَنَحْنُ نُصَفِقٌ بِأيْدِينَا هذَا مَا نَقُولُه فِي لَحْن " ~pouro " هُوَ مَوْجُودٌ فَهَلْ تَشْعُر بِهِ ؟ نَعَمْ كُلَّمَا تَدَرَّب كَيَانِي وَمَشَاعْرِي وَقَلْبِي أنَّ الله مَوْجُودٌ كُلَّمَا هَرَبَتْ مِنِّي الخَطِيَّة هَلْ تُرِيدْ أنَّ خُوْف الله يُغْرَس فِي قَلْبَك وَيُسَمَّر دَاخِلَك ؟ أُشْعُر بِاسْتِمْرَار أنَّ الله مَوْجُودٌ وَنَمِّي فِي وَعْيَك أنَّهُ مَوْجُودٌ وَكُلَّ مَا لاَ تَرَاه أعْيُنْ النَّاس تَرَاه العِينْ الَّتِي تَفْحَص الكُلَّ وَتَخْتَرِق أسْتَار الظَّلاَم وَتَعْرِف الخَفِيَات الله يَعْرِفْ مَا فِي قَلْبَك وَمَا فِي إِشْتِيَاقَاتَك وَيَعْرِفْ تَصَوُرَات مَخَادِعَك إِنْ كَانَ الله يَرَى كُلَّ هذَا هَلْ لاَ أخْجَل ؟ تَخَيَّل أنَّ الله فَاحِص أعْمَاق قُلُوبْنَا وَيَعْرِفْ أخْطَائْنَا وَمُتَأنِّي عَلِينَا كَيْ نَتُوب وَلكِنَّنَا نَسْتَهْتَر بِطُول أنَاتُه وَنَتَمَادَى فِي الخَطِيَّة فَيَقُول لَنَا أنَا مُتَأنِّي عَلِيكُمْ كَيْ تَتُوبُوا فَتُخْطِئُون أكْثَر ؟ أنَا أُعْطِيكُمْ فُرْصَة لِلتُّوْبَة فَتَأخُذُونَهَا فُرْصَة لِلخَطِيَّة وَالشَّر ؟ إِنِّي أنْتَظِر وَأتَأنَّى وَلكِنْ إِلَى مَتَى ؟ يَقُول سِفْر الرُؤْيَا ﴿ أَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ ﴾ ( رؤ 2 : 21 ) وَلِنَسْأل أنْفُسْنَا لِمَاذَا نَحْنُ نَعِيش حَتَّى الأنْ ؟ لِكَيْ نَتُوب الله أعْطَانَا الزَّمَنْ لِنَتُوب إِجْعَل الله أمَامَك كُلَّ حِينْ الإِحْسَاس الرُّوحِي يَحْتَاجٌ إِيمَان بِأُمور لاَ تُرَى لِذلِك بَيْنَمَا أنَا سَائِر فِي الطَّرِيقٌ أرَى الله وَأنَا جَالِس أرَى الله وَفِي كُلَّ مَكَانْ وَكُلَّ حَال أرَى الله أرَادَ الإِمْبِرَاطُور أنْ يَذِل القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ فَقَالَ لَهُ سَأنْفِيك فَقَالَ لَهُ القِدِيس هَلْ سَتَنْفِينِي إِلَى مَكَانْ لاَ يُوْجَدٌ فِيهِ الله ؟ إِلَى أيْنَ ؟ وَاحْتَار الإِمْبِرَاطُور فَقَالَ لَهُ القِدِيس إِنْ أرَدْتَ أنْ تَذِلِنِي إِنْفِينِي إِلَى مَكَانْ لَيْسَ بِهِ الله لأِنَّهُ مَكْتُوب ﴿ لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا ﴾ ( مز 24 : 1) أي مَكَانْ أذْهَبْ إِلِيه أرَى فِيهِ الله وَنَاس جِدِيدَة تُمَجِّد الله أفْرَح وَأقُول أشْكُرَك يَارَبَّ إِحْسَاس قَوِي أنَّ الله مَالِئ الكُلَّ إِجْعَل الله أمَامَك لِذلِك عِنْدَمَا يَقُول لَك شَخْص تَسْتَطِيعْ أنْ تَغِش فِي الإِمْتِحَانَات ؟ قُلْ لَهُ رَبِّنَا مَوْجُودٌ هَيَّا نَذْهَبْ لِمَكَانْ نُخْطِئ فِيهِ قُلْ لَهُ رَبِّنَا مَوْجُودٌ وَأنْتَ وَحْدَك قُلْ رَبِّنَا مَوْجُودٌ نَمِّي إِحْسَاس وُجُودٌ الله أمَامَك دَائِماً. 2- فَكَّر كَثِيراً فِي الدَيْنُونَة :- شِئ مُهِمْ جِدّاً أنْ يَكُون فِكْر الدَيْنُونَة أمَامَك ألَسْتُمْ أنْتُمْ أُنَاس كَنَسِيِينْ أوْلاَدٌ الله وَكُلَّ يُوْم تَقُولُون فِي صَلاَة النُّوم ﴿ هُوَذَا أَنَا عَتِيدٌ أَنْ أَقِفْ أَمَام الدَّيَّان العَادِل مَرْعُوباً وَمُرْتَعِباً مِنْ كَثْرَة ذُنُوبِي لأِنَّ العُمْر المُنْقَضِي فِي المَلاَهِي يَسْتَوْجِبْ الدَّيْنُونَة لكِنْ تُوبِي يَا نَفْسِي مَادُمْتِ فِي الأرْض سَاكِنَة﴾( القِطْعَة الأُولَى فِي صَلاَة النُّوْم ) هَلْ وَضَعَتْ الكِنِيسَة هذِهِ الصَّلاَة لِمَنْ هُمْ بَعْد السِّتِينْ عَام مِنْ أعْمَارِهِمْ ؟ أم وَضَعَتْهَا لَنَا كُلِّنَا لِعُمْر الشَّبَاب وَالثَّانَوِي وَالكُهُولَة وَ؟ كُلِّنَا نُصَلِّيهَا كُلَّ يُوْم وَالكِنِيسَة تَعْتَبِر نِهَايِة اليُّوْم يُشِير إِلَى يُوْم الدَّيْنُونَة وَنِصْف اللِّيل يُشِير لِلمَجِئ الثَّانِي فِكْر الكِنِيسَة أنَّ اليُّوْم عِنْدَمَا يَمُر كَأنَّ العُمْر يَمُر لِذلِك لاَبُدْ مِنْ الإِسْتِعْدَادٌ كُلَّ يُوْم ؟ نَعَمْ الَّذِي يَشْعُر بِهذَا الإِحْسَاس يُنَمِّي مَخَافِة الله دَاخِلُه وَهذَا الإِحْسَاس يُقِيمْ بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة حَوَاجِز إِحْسَاس إِنِّي أعِيش وَالدُنْيَا تَسِير مِنْ حَوْلِي وَأنَا أعْمِل الخَطِيَّة اليُّوْم وَغَداً وَهذَا يُقَسِّي القَلْب وَيَنْزَع المَخَافَة وَيَفْصِلْنِي عَنْ الله اليُّوْم نَرَى صَحْوَة عَنْدَ غَيْر الْمَسِيحِيِّينْ الشَّبَاب مِنْهُمْ يَتَدَيَنُوا وَالَّذِي لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي تَعَلَّمْ يُصَلِّي وَالَّذِي لاَ يَقْرأ كِتَابُه بَدَأَ يَقْرأ وَ الْمَسِيحِيَّة بِهَا إِسْتِهْتَار هَلْ لأِنَّ إِلهْنَا حَنُون ؟ يِمْكِنْ !!! أوْ لأِنِّي أضْغَطْ عَلَى مُفْتَاحٌ فَيُجِيبْ نَعَمْ أقُول لَهُ أُرِيدَك أنْ تَعْمَل لِي كَذَا وَكَذَا يُجِيبْ نَعَمْ تَعَوَّدْنَا عَلَى الإِله الَّذِي وَقْت مَا نَحْتَاجُه يَأتِي لِيُلَبِّي طِلْبَاتْنَا أيْنَ العِبَادَة وَالحُبْ وَالإِكْرَام ؟ إِجْعَل الله أمَامَك وَاهْتَمْ بِالدّيْنُونَة ألَسْنَا نَقُول ﴿ بِمَا أَنَّ الدَّيَّان حَاضِر إِهْتَمِّي يَا نَفْسِي وَتَيَقَظِّي وَتَفَهَّمِي تِلْكَ السَّاعَة المَخُوفَة فَإِنَّهُ لَيْسَ رَحْمَة فِي الدَّيْنُونَة لِمَنْ لَمْ يَسْتَعْمِل الرَّحْمَة﴾ ( القِطْعَة الثَّانِيَة مِنْ الخِدْمَة الثَّالِثَة مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل )إِذاً أنَا مِحْتَاجٌ أنْ أعْرِفْ أنَّ هُنَاك دَيْنُونَة وَدَيَّان مَا أجْمَلٌ أنْ أتَخَيَّل نَفْسِي في مَوْقِفْ الدَّيْنُونَة وَأعْمَالِي تُكْتَبْ أمَامِي – يَارَبَّ إِرْحَمْنِي – إِنَّ العِلْم يُقَدِّم إِخْتِرَاعَات وَاخْتِرَاعَات هُنَاك جِهَاز رَسْم قَلْب هُنَاك جِهَاز رَسْم مُخ يِرْسِمْ ذَبْذَبَاتُه وَكِيمْيَائُه وَيَقُول مَا هِيَ كَفَاءِة المُخ تَخَيَّل لَوْ إِخْتَرَعُوا جِهَاز يُوضَعْ فِي المُخ يِتَرْجِمْ كُلَّ الأحْلاَم وَالتَّخَيُّلاَت وَيَعْرِضْهَا عَلَى ألـ Data show لِيَعْرِض كُلَّ مَا فِي عَقْلِي تَخَيَّل مَاذَا سَيَعْرِض وَمَاذَا يَدُور فِي عَقْلِي وَخَفَائِي ؟ مَا الَّذِي تَسْتَحِي أنْ يُعْرَض ؟ الَّذِي تَسْتَحِي مِنْهُ لاَ تُفَكِّر فِيهِ لِمَاذَا تَسْتَمِر فِي التَّفْكِير ؟ لأِنَّ الله غِير مَوْجُودٌ أمَامَك ؟!! تَخَيَّل حَالَك عِنْدَمَا تَقِفْ فِي الدَّيْنُونَة يَقُول أحَدٌ الأبَاء ﴿ سَنَقِفْ فِي اليُّوْم الأخِير كَمَا فِي مَسْرَح كِبِير مُضَاء أمَام مَنْ لاَ نَعْرِفَهُمْ وَمَنْ نَعْرِفَهُمْ ﴾ لَمَّا يِكُون مَسْرَح وَاسِعْ وَمُسَلَّطَة عَلِيه الأضْوَاء وَكُلِّنَا نُقَفْ وَكُلَّ أعْمَالْنَا تَظْهَر وَتُكْشَفْ إِذاً إِعْمِل أعْمَالٌ جَيِّدَة كَيْ تَجِدٌ مَا يَشْفَعْ فِيك قَدْ تَقُول هَلْ الله قَاسِي ؟ أُجِيبَك أبَداً لكِنَّهُ عَادِلٌ لِذلِك أنَا مِحْتَاجٌ مَخَافِة الله فِي حَيَاتِي مَاذَا أقُول وَأُفَكِّر وَمَا هيَ نَوَايَاي ؟ ضَعْ فِكْر الدَّيْنُونَة أمَامَك يُقَال عَنْ القِدِيس أرْسَانْيُوس أنَّهُ كَانَ دَائِمْ البُكَاء وَعِنْدَمَا كَانُوا يَسْألُوه لِمَاذَا البُكَاء ؟ كَانَ يَقُول خَوْفاً مِنْ الدَّيْنُونَة فَقَالُوا لَهُ فَمَا بَالْنَا نَحْنُ ؟ أجَابَهُمْ أنَّ هذِهِ اللَّحْظَة أمَامِي دَائِماً يَا أوْلاَدِي الَّذِي يَضَعْ فِكْر الدَّيْنُونَة أمَامُه تُقَدِّسُه وَمَا الَّذِي يَجْعَل الإِنْسَان يَزْدَادٌ فِي الشُّرُور ؟ إِنَّهُ لاَ تُوْجَدٌ دَيْنُونَة أمَامُه وَلاَ مَنْ الَّذِي يُحَاوِل أنْ يَلْغِي فِكْر الدَّيْنُونَة مِنْ دَاخِلْنَا وَيُرِيدْ أنْ يَمْحِيهَا ؟ عَدُو الخِير الشَّيْطَان يُرِيدْ أنْ يُحَوِّل حَيَاتْنَا كُلَّهَا إِلَى جَلْسَة نَجْلِسْهَا مَعاً أوْ نُزْهَة نَتَنَزَهَهَا أوْ هَرَج وَمَرَج وَ الأمر لَيْسَ كَذلِك لأِنَّ الله لَمْ يَخْلِقْنَا مِثْل أي حَيَوَان نَعِيش فِتْرَة ثُمَّ نُذْبَح وَهُنَاك مَنْ يَأكُل لَحْمُه لاَ الإِنْسَان عَلَى صُورَة الله وَمِثَالُه خَالِدٌ يُخَلَّدٌ لِلأبَدْ الله خَلَقَنَا لِكَيْمَا يُحْضِرْنَا إِلَيْهِ فِي الأبَدِيَّة إِذاً حَيَاتِي لَهَا قِيمَة عَالِيَة جِدّاً وَأهَمْ قِيمَة فِي حَيَاتِي أنَّ فِيهَا مَعْرِفَة الله كَلِمَة صَعْبَة عَلِينَا جِدّاً عِنْدَمَا يَقُول لاَ أعْرِفَكُمْ ( لو 13 : 25 ؛ 27 ) لِمَاذَا يَارَبَّ ؟ يَقُول هَلْ عَرَفْتِنِي أنْتَ كَيْ أعْرِفَك أنَا ؟ أحَدٌ الأبَاء القِدِيسِينْ يَقُول نَحْنُ نَتَكَلَّمْ لكِنْ لاَ نَعْمَل وَيَسْأل مَاذَا يَكُون الله بِالنِّسْبَة لَك ؟ تَقُول أبَانَا يِسْأل هَلْ تُطِيعُه وَتَخَافُه ؟ وَكَمَا يَقُول الكِتَاب "تَدْعُونَنِي أباً وَلاَ تُكْرِمُونَنِي تَدْعُونَنِي سَيِّد وَلاَ تُطِيعُونِي تَدْعُونَنِي مُعَلِّمْ وَلاَ تَسْمَعُونَنِي " كَلاَم فَقَطْ لاَ أنْتُمْ سُفَرَاء الْمَسِيح ( 2كو 5 : 20 ) أنْتُمْ رَائِحَة الْمَسِيح الذَّكِيَّة ( 2كو 2 : 15) إِنْ كُنْتُمْ تَعِيشُون فِي مَنْطِقَة مُعَيَّنَة الأنْ فَكُلَّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ رِسَالَة تَخَيَّل لَوْ أوْلاَدٌ الْمَسِيح رَائِحَة الْمَسِيح فِيهُمْ لَيْسَتْ ظَاهِرَة يَقُول الكِتَاب ﴿ أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأِنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ ﴾ ( مت 5 : 13)إِنْ كَانْ عَنْدِنَا مَلْح وَفَسَد يِكُون كَارْثَة لأِنَّ المَلْح عِنْدَمَا يَفْسَد إِنْ وَضَعْتَهُ فِي قِطْعِة أرْض يِفْسِدْهَا يَصِير شِئ فَاسِد يِفْسِد أي شِئ فِي حِينْ إِنْ فَضَلاَت البَهَائِمْ تِفِيد أكْثَر لكِنْ المَلْح الفَاسِد إِذَا وُضِعَ فِي مَكَان يِفْسِدُه الله يَقُول لَك تُوْجَدٌ دَيْنُونَة ضَعْهَا أمَام عَيْنَيْكَ إِعْمِل لِلأبَدِيَّة وَضَعْ هذَا الفِكْر أمَام عَيْنَيْكَ كَثِيرُون يَقُولُون نَحْنُ شَبَاب أعْطِنِي عُمْر كَيْ أتُوب أنَا لاَ أقُول لَك كُنْ مِنْتِظِر المُوْت دَائِماً لاَ الله أعْطَاك رِسَالَة وَالله يِفَرَّحَك بِأيَّامَك لكِنْ إِعْرَفْ أنَّ حَيَاتَك لَيْسَتْ مِلْك لَك وَتُوْجَدٌ دَيْنُونَة وَيُوْجَدٌ عِقَاب وَجَحِيمْ وَتَمَتُّعْ وَقِدِّيسِينْ بَاعُوا العَالَمْ لأِنَّ الأبَدِيَّة أمَامَهُمْ مَا الَّذِي يَجْعَل قِدِيس مِثْل مَارِجِرْجِس يَظِل سَبَعْ سَنَوَات يِتْعَذِبْ كَانْ يَكْفِيه يُوْم أوْ إِثْنِينْ ؟ لأِنَّ الأبَدِيَّة أمَامُه المُكَافَأة أمَام عَيْنَيْهِ وَلِذَا لَمْ يَعِش لِهذَا الزَّمَنْ قَطْ يُقَال عَنْ الرُّومَان أنَّهُمْ كَانُوا طُغَاة يَتَفَنَّنُون فِي عَذَاب الْمَسِيحِيِّينْ وَكَانَ مِنْ ضِمْن أسَالِيب التَّعْذِيب لَدَيْهِمْ أنْ يَضَعُوا المُعَذَّبِينْ عُرَاه فِي حَمَّام جَلِيد وَيَظِل فِيهِ الْمَسِيحِي عِدِّة سَاعَات حَتَّى يَمُوْت وَفِي أحَدٌ المَرَّات وَضَعُوا مَجْمُوعَة مِنْ أرْبِعِينْ مَسِيحِي وَكَانَ كُلَّ وَاحِدٌ فِيهُمْ حَسَبْ قُدْرِتُه مِنْهُمْ مَنْ يَمُوْت بَعْد نِصْف سَاعَة وَآخَر يَمُوْت بَعْد سَاعَة وَآخَر بَعْد سَاعْتِينْ وَهكَذَا وَكَانَ كُلَّ فَرْدٌ مِنْهُمْ يَمُوْت يَأتِي مَلاَك وَيُعْطِيه إِكْلِيل وَيَأخُذْ نَفْسُه إِلَى السَّمَاء لكِنْ لِلأَسَفْ هذَا المَنْظَر هُنَاك مَنْ يَرَاه وَمَنْ لاَ يَرَاه وَكَانُوا كَيْ يُزِيدُوا مِنْ ذُل الْمَسِيحِيِّينْ أنْ يَضَعُوا أمَامَهُمْ حَمَّام بِهِ مَاء فَاتِر لَذِيذْ فَكَانَ مَنْ يُرِيدْ أنْ يُغَيِّر مَكَانُه مُجَرَّدٌ أنْ يُعْلِنْ رَغْبِتُه كَانُوا يَنْقِلُوه إِلَى حَمَّام المَاء الفَاتِر أحَدٌ هؤلاَء الأرْبَعِينْ مَسِيحِي ضِعِفْ وَقَالْ ضَعُونِي فِي المَاء الفَاتِر فَجَاءَ مَلاَكُه وَظَلَّ يُرَفْرِفْ وَمَعَهُ الإِكْلِيل المَجْمُوعَة كُلَّهَا إِسْتَشْهِدُوا وَلِبْسُوا الأكَالِيل مَاعَدَا الَّذِي ضِعِفْ أمَّا الجُنْدِي الَّذِي كَانَ يُعَذِّبَهُمْ مِنْ جَمَال الأكَالِيل تَقَدَّم وَنِزِل حَمَّام الجَلِيد وَأخَذَ هُوَ الإِكْلِيل هُنَاك أُمور لاَبُدْ أنْ تَكُون أمَام عُيُونِنَا الأُمور الَّتِي لاَ تُرَى ضَعْ الأبَدِيَّة أمَام عَيْنَيْكَ وَالدَّيْنُونَة أمَامَك إِعْرَفْ أنَّهُ تُوْجَدٌ مُجَازَاة وَعُقُوبَة إِعْرَفْ أنَّهُ إِنْ كُنَّا نَخْدَع النَّاس فَلَنْ نَسْتَطِيعْ أنْ نَخْدَع الله إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون هُنَاك دَيْنُونَة لاَبُدْ أنْ أخَافْ الله أخَافُه فِي ضَمِيرِي وَفِي مَخْدَعِي وَفِكْرِي أنَا مُمْكِنْ أكُون صُورَة أمَام البِيتْ وَخَارِج البِيتْ مُخْتَلِفْ عَنْ هذِهِ الصُورَة لاَ ضَعْ مَخَافِة الله أمَام عَيْنَيْكَ . 3- فَكَّر كَثِيراً فِي أضْرَار الخَطِيَّة :- إِتَّبِعْ الخَطِيَّة لِفِتْرَة وَسَتَرَى مَاذَا تَفْعَل فِيك سَتَعِيش مَقْسُوم وَمَذْلُول تَجْعَلَك إِنْسَان جَبَانْ عِنْدَمَا تُسَيْطِر خَطِيِة شَهْوَة عَلَى إِنْسَان يَشْعُر أنَّهُ إِنْسَان بِلاَ فَائِدَة لأِنَّ الخَطِيَّة تُوَلِّدٌ الجُبْن يُرِيدْ أنْ يَخْتَبِئ لِيَفْعَل شِئ خَاطِئ يَرَى أُمور مِنْ وَرَاء النَّاس تَجْعَلُه يَفْقِدٌ إِحْتِرَامُه لِنَفْسُه وَبِالتَّالِي يَفْقِدٌ آدَمِيَتُه الخَطِيَّة لَهَا ضَرِيبَة بِالإِضَافَة إِلَى أنَّهَا لَهَا أضْرَار نَفْسِيَّة وَعَصَبِيَّة فَتَجِدٌ الشَّخْص الشَّهْوَانِي أنَانِي مُتَرَدِّدٌ وَمُذَبْذَبْ قُدْرَاتُه عَلَى التَّفْكِير غِير صَافْيَة وَإِحْسَاسُه بِالذَّنْب رَهِيبْ فَيَزْدَادٌ بُعْدُه عَنْ الله الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار لِذلِك أطْلَقُوا عَلَى خَطَايَا الشَّهْوَة إِسْم (( خَطَايَا العُزْلَة )) كَانُوا يَتَخَيَّلُون أنَّ الَّذِينَ يَعِيشُون فِي إِسْتِبَاحَة لِشَهَوَاتِهِمْ أُنَاس سُعَدَاء وَتُفَاجَأ أنَّهُمْ فِي كَآبَة وَحُزْن وَيَتَنَاوَلُون عِلاَج إِكْتِئَاب هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الإِنْسَان يَكُون سَعِيد عِنْدَمَا يُلَبِّي نِدَاء الخَطِيَّة ؟ أبَداً السَّعَادَة الحَقِيقِيَّة فِي البِّر وَفِي مَخَافِة الله هذَا الكَلاَم إِنْ كَانَ شَدِيدْ إِلاَّ أنَّهُ تَكْمُنْ فِيهِ السَّعَادَة الحَقِيقِيَّة ضَعْ الله أمَامَك تَجِدٌ أنَّكَ سَعِيد وَفِي فَرَح دَائِمْ كَثِيرُون مِنَّا تَخَيَّلُوا أنَّهُمْ إِنْ عَاشُوا حَيَاة مَنْ هُمْ فِي الخَارِج كُلَّ المَشَاكِل تُحَل لاَ الأمر يَتَلَخَص فِي أنَّهُ سَتَتَخَلَّص مِنْ المَشَاكِل الَّتِي هُنَا وَسَتَجِدٌ مَشَاكِل أُخْرَى غِير الأُولَى لكِنْ هُنَا وَهُنَاك تُوْجَدٌ مَشَاكِل الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار كُلُّنَا نَعْلَمْ أنَّ الَّذِينَ يُسَافِرُون إِلَى الخَارِج إِنْ تَعَبُوا بِأي مَرَض لاَبُدْ مِنْ طَبِيبْ وَرُوشِتَّة هُنَا تَسْتَطِيعْ أنْ تَدْخُل أي صَيْدَلِيَّة وَتَطْلُبْ دَوَاء لِلضَغْط أوْ السُّعَال أوْ أمَّا فِي الخَارِج فَلاَبُدْ مِنْ رُوشِتَّة وَجُرْعَة مُحَدَّدَة وَيُقَال أنَّهُ مِنْ شِدِّة الطَّلَبْ عَلَى الأدْوِيَة النَّفْسِيَّة نَتِيجِة النَّسْبَة العَالْيَة لِحَالاَت الإِكْتِئَاب وَالعُزْلَة جَعَلُوا أدْوِيِة الإِكْتِئَاب تُصْرَفْ بِدُون رُوشِتَّة وَأطْلَقُوا عَلَيْهَا (( أدْوِيِة الرَّفْ )) فَتَجِدٌ فِي أي سُوبَر مَارْكِتْ أوْ صَيْدَلِيَّة رَفْ يُصَرَّح لَك أنْ تَأخُذْ مِنْهُ بِيَدَك أي شِئ تَحْتَاجُه وَتَجِدٌ عَلِيه بَعْض الفِيتَامِينَات وَالمُسَكِنَات وَمَرَاهِمْ الحَسَاسِيَّة وَمُهَضِمَات وَوَضَعُوا مَعَهُمْ أدْوِيِة الإِكْتِئَاب نَتِيجِة زِيَادِة نِسْبِة الإِكْتِئَاب بَيْنَهُمْ لاَ تَتَخَيَّل أنَّ السَّعَادَة خَارِج الْمَسِيح لاَ الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار وَكَمَا أنَّ الخَطِيَّة لَهَا عُقُوبَة سَمَاوِيَّة لَهَا أيْضاً عُقُوبَة أرْضِيَّة مِنْ أيْنَ العُقُوبَة الأرْضِيَّة ؟ هَلْ الإِنْسَان الَّذِي يَحْيَا فَاقِدْ سَلاَمُه ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ أوْ قَدْ يُصَاب بِمَرَض ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ الله سَمَح أنْ يَكُون لَنَا جَسَد وَغَرِيزَة وَشَهْوَة وَحَيَاة لِقَصْدٌ مُعَيَّنْ مُجَرَّدٌ أنْ يَسْتَخْدِمْهَا الإِنْسَان لِقَصْدٌ آخَر تِتْلَفْ مِثْل إِنْسَان يَأتِي بِسَيَارَة وَيُرِيدْ أنْ يَجْعَلْهَا تَسِير لِلخَلْف رَغْم أنَّهَا مُصَمَّمَة لِتَسِير لِلأَمَام لكِنْ هذَا الإِنْسَان يَضْبُطْهَا لِتَسِير لِلخَلْف وَيَقُودَهَا وَهُوَ نَاظِر لِلخَلْف وَبِالطَّبْع تَحْدُث لَهُ حَوَادِث نَحْنُ هكَذَا الله أعْطَانَا أجْسَادٌ وَحَيَاة لِهَدَفْ مُعَيَّنْ لِلإِرْتِفَاع لِلسَّمَاء نَحْنُ حَوَّلْنَا الهَدَفْ لِلأرْض وَشَهَوَاتْهَا وَنُخْطِئ وَنَسِير لِلوَرَاء لأِنَّهُ لَيْسَ هذَا هُوَ هَدَفْ الله فِي خَلِيقَتُه لاَ الله أعْطَاك الجَسَد إِنَاء لِلكَرَامَة أمَّا يَصِل بِك إِلَى السَّمَاء وَهُوَ بِنَفْس شَكْلُه سَيَتَمَجَّدٌ فِي السَّمَاء وَأمَّا نَسْتَعْمِلُه بِعَكْس قَصْد الله فَيِتْلَفْ إِنْسَان يِدَخَنْ فَتِمْرَض الرِّئَتِينْ إِنْسَان يِشْرَب كُحُولِيَات فَيِمْرَض الكِبْد إِنْسَان يُدْمِنْ المُخَدَرَات فَيُتْلِفْ المُخ إِنْسَان يُفْرِط فِي الأكْل فَيُتْلِفْ جَسَدُه كُلَّ شِئ لَهُ ضَرِيبَة الله يَقُول لَك هَلْ هذَا الجَسَد مِلْك لَك ؟ هَلْ أنَا أُعْطِيه لَك لِتَفْعَل بِهِ كُلَّ هذَا ؟ لاَ هُوَ لِي وَأنَا أقْرَضْتُه لَك أعْطِيتُه لَك أمَانَة إِذاً هُنَاك عُقُوبَة فَكَّر فِي عُقُوبِة الخَطِيَّة عِنْدَمَا تَفْعَل الخَطِيَّة وَضَمِيرَك يُؤَنِبَك هذَا يُسَاوِي الكَثِير تَجِدٌ نَفْسَك فَاقِدْ سَلاَمَك وَفَرَحَك ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ تَجِدٌ الإِنْسَان يَفْقِدٌ سَلاَمُه وَفَرَحُه حَتَّى أنَّ المُجْتَمَعْ يَنْفُر مِنُّه وَيَتْرُكُه أحِبَّاؤه وَقَدْ تَصِل العُقُوبَة إِلَى عُقُوبَة قَانُونِيَّة سِجْن هذَا غِير العُقُوبَة السَّمَاوِيَّة وَعَلَيَّ أنْ أخْتَار سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي يَارَبَّ أُرِيدْ أنْ أعِيش مَخَافَتَك أنَا آتِي إِلَى الكِنِيسَة وَأقِفْ بِإسْتِقَامَة أسْمَع كَلِمَاتَك أنَا أسْتَذْكِر دُرُوسِي لأِنَّهَا أمَانَة وَإِنْ كُنْت أصُوم فَلأنِّي مِحْتَاجٌ أنْ أضْبُط جَسَدِي لأِنَّهُ كَثِيراً مَا يَتَمَرَّدٌ عَلَيَّ لِذلِك مِحْتَاجٌ أنْ أُرَوِضُه وَأرْبُطُه مِحْتَاج أنْ أجْعَل الله أمَامِي كُلَّ حِينْ الَّذِي يَعِيش بِمَخَافَة يَتَمَتَّعْ بِلُطْف الله عِنْدَمَا تَخَافْ الله سَتَجِدُه يَقُول لَك أنَا أُطَمْئِنَك المَرْأة المُمْسِكَة فِي ذَات الفِعْل إِلْتَجَأت إِلِيه فَقَالَ لَهَا أُصْمُتِي دُورِك إِنْتَهَى وَأنَا سَأُحَامِي عَنِّك وَأوْقَفْهَا وَرَاءَهُ وَدَافَعْ عَنَهَا ( يو 8 : 3 – 11) إِلْجَأ لَهُ المَرْأة الخَاطِئَة ذَهَبِتْ إِلِيه وَوَقَفِتْ وَرَاءَهُ وَالَّذِي دَانْهَا قَالَ لَهُ يَسُوع أُرِيدْ أنْ أقُص عَلِيك قِصَّة كَانَ لِدَائِنْ مَدِينَان عَلَى الوَاحِدٌ خَمْسُون وَعَلَى الآخَر خُمْسُمَائَة وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَان فَسَامَحْهُمَا كِلَيْهِمَا مَنْ مِنْهُمَا يُحِبُّه أكْثَر ؟ أجَابَهُ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأكْثَر فَقَالَ لَهُ يَسُوع بِالصَوَاب حَكَمْت بِالتَّعْبِير الدَّارِج عَرَّفُه خَطَأُه وَقَالَ لَهُ ﴿ مَاءً لأِجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ ﴾( لو 7 : 44 – 46 ) أدْخَلُه فِي مُقَارَنَة مَعَهَا وَأظْهَر لَهُ خَطَأُه إِذاً الَّذِي يَعِيش مَخَافِة الله يَحْتَمِي فِيهِ وَيَتَمَتَّعْ بِكُلَّ حَنَانُه كُلَّ حَنَان الله لِخَائِفِي الله هَلْ تُرِيدْ أنْ تَتَمَتَّعْ بِحَنَان الله ؟ خَافْ الله سَتَعْرِفْ كَمْ هُوَ حَنُون ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي ﴾ هُنَاك إِسْتِهْتَار دَخَل حَيَاتَك أفْقَدَك الكَثِير عِش الإِسْتِقَامَة وَجِدِّيِة الحَيَاة بِهَدَفْ وَإِفْرَح بِعَمَل الله فِي حَيَاتَك سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
29 نوفمبر 2024

مائة درس وعظة (٥٦)

يوحنا الحبيب « فيلسوف المحبة » "قال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب"(يو ٢١:٧). القديس يوحنا صياد سمك من عائلة میسورة، ومعنى اسمه (الله يتحين) وأبوه زبدي( هبة الله) وأمه سالومی (سلام صهيون) وأخوه يعقوب الكبير ضمن تلاميذ المسيح وأول شهيد من الاثنى عشر أولاً: مكانه ومكانته ١- صدر المسيح هو القديس الذي كان يتكي على صدر السيد المسيح، فقد كان قريباً جداً من قلب المسيح. ٢- رعاية العذراء هو الذي اختاره السيد المسيح لكي ما يرعى امه. ٣- التلميذ المحبوب هو الذي كتب عن نفسه التلميذ الذي كان يسوع يحب هذا يجعلنا تغير منه، وتطلب أن تصير مثله . ٤- فيلسوف المحبة عندما كبر في السن كان يحمله تلاميذه ليقول العظة وكانت عظته من ٣ كلمات فقط ، "أحبوا بعضكم بعضاً". ثانياً: التعرف القلبي: ١- الرؤية: امتاز يوحنا بما يسمى بموهبةالتعرف القلبي ففى معجزة صيد ١٥٣ سمكة، حين ذهب ٧ من التلاميذ كي يصطادوا طوال الليل، ولكن بلا جدوى، وفى بداية النهار راوا شخصاً على شاطئ بحيرة طبرية يسألهم إذا كان معهم إداماً ( طعاما) فقالوا لا فقال لهم القوا الشباك على جانب السفينة الأيمن فتجدوا سمكاً، فأطاعوا وبالفعل اصطادوا سمكاً كثيراً (١٥٣سمكة) والصيادون المختبرون يعرفون أن الصيد يكون ليلا وليس في بداية النهار، ولم يعرفوا من الذي قال لهم هذا، ولكن واحدا منهم فقط صرح وقال "هو الرب" وهذا كان يوحنا الحبيب. ٢- المقابلة: السيد المسيح ممكن أن تقابله في عابر سبيل، في طفل صغير ، عند البشر، عند الشجرة، ليلا مثل نيقوديموس وسط الزحام الشديد حتى وهو مصلوب على الصليب مثل اللص اليمين. ٣- الصوت: مريم المجدلية عند القبر لم تر المسيح، ولكن عندما نطق باسمها وقال يا مریم صرخت "ر بونی" وامسکت به ولم ترد آن تتركه . ٤- الحضور أيضاً تلميذا عمواس كانا يتكلمان مع المسيح ولم يعرفا إلا عند كسر الخبز فاختفي عن عيونهما.ما فعله السيد المسيح مع المجدلية وتلميذي عمواس والتلاميذ يستطيع أن يفعله اليوم مع كل شخص منا في غرفته، في عمله. في خدمته فدرب نفسك على هذه الموهبة القلبية حضور المسيح. ثالثا: اسفار يوحنا لماذا كتب يوحنا أسفاره؟ ١- الإنجيل: لتعرفوا كيف تحبون المسيح. ٢- الرسائل: لتعرفوا كيف تحبون الكنيسة ٣- الرؤيا لتعرفوا كيف تحبون السماء رابعا: سمات إنجيل يوحنا ١- لاهوتي لتثبيت الإيمان فكتبه بطبيعة لاهوتية ٢- دفاعي للدفاع عن الإيمان وتصحيح الافكار الخاطئة وبعض الهرطقات التي ظهرت في نهاية القرن الأول ٣- تعلیمی ليعلمنا المحبة الإلهية. ٤- گرازي هو رسالة الأبدية. خامساً: تقسيم إنجيل يوحنا. ١- المقدمة نشيد الكلمة أو نشيد اللوغوس ٢- المعجزات (۱-۱۲) به ۸ معجزات ٣- الآلام ( ١٣-٢٠) شرح تفصیلی لالام المسيح إلى القيامة، والأصحاح ١٧ تسمية "قدس الأقداس" وهو الصلاة الوداعية أو الشفاعية التي فيها شهوة قلب المسيح، وهي أن يكون الجميع واحدا (الفرد - البيت الكنيسة كنائس العالم كله) ٤- الخاتمة (الاصحاح ٢١) سادساً: القاب يوحنا ١- الرسول: التلميذ ٢- الإنجيلي: البشير اللاهوتي ٣- الرائي كاتب الرؤيا ٤- الحبيب فيلسوف المحبة رسول المحبة، الذي كان يسوع يحبه والتلميذ الذي اتكأ على صدر المسيح. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل