المقالات

01 أبريل 2023

انجيل عشية يوم الاحد السادس من الصوم الكبير

تتضمن توبيخ الذين يعرضون عن مسالك الفضيلـة . مرتبة على قوله تعالى بفصل الانجيل : " اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق . فـإنى أقول لكم إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون "( لو ۱۳ : ٢٢ - ٣٥ ). عن سيدنا له المجد كان يطوف المدن والقرى ويدخل المجـامع والمحـافل ليعلم الجاهلين ويوقظ الغافلين ويرشد الضالين ويجذب السائرين في هوى نفوسـهم . فما بالك أنت لا تجتهد في تعليم ولدك ولا تعتنى بمصـالح أخيـك ولا تبـالغ فـى إصلاح سيرتك كما ينبغي . ويا للعجب من كوننا نسمعه دائما يقول : " اجتهدوا أن تدخلوا مـن البـاب الضيق فإني أقول لكم إن كثيرين سيطلبون أن يدخلـوا ولا يقدرون " ونحـن لا نزدجر ولا نرتدع . بل نفعل ضد ذلك ونجتهد دائما في الإبتعاد عنه بكل قوتنـا . وإلا فلماذا توجد الآن بعد سماع هذه الأقوال الإلهية مسارعا إلى اللهو . محبا للملـذات متهافتا على نيل الشهوات . مواصلا لنقائص كثيرة . اسمع ياهذا قوله تعالى : " ادخلوا من الباب الضيق . لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك . وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما أضيـق البـاب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحيوة وقليلون هم الذين يجدونـه . فالارديـاء والجهال وناقصوا الرأي والمائلون إلى الشهوات إذا سمعوا قوله : " ادخلوا من الباب الضيق " يستصعبون ذلك ويتكرهون منه . ويقولون لنقص عقولـهم : كيـف نـهجر ذواتنا.ونبتعد من مسراتنا . ونقضى أعمارنا بالأحزان . وأجالنا بالأتعــاب . ونتكبـد مشقات الصوم . ونحتمل مضض العبادة . وأموراً أخرى كثيرة يطول شرحها ؟ وكأنهم بلسان حالهم يقولون : كيف لا نأخذ من الحاضرات حظنا . ونتلذذ في الحياة بما أمكن من نعيمها ؟ لأنه من من الموتى قام من قبره بعد الموت وأخبرنـا أن الناس يقومون وان البشر يحاسبون ؟ . فقل لهذا المؤمن : يا جاهل إن كنت لا تصدق قول سيدك ولا رأيـت بـأن أحداً من الأموات قام . فاعتبر على الأقل بما تضمنته الأخبار المقدسة فـى العـهد القديم من أظهار الجميل للزاهدين حال حياتهم . وحلـول الغضـب الالـهى علـى العاصين حين حصولهم على ملذاتهم . وبهذا الأمر الواقع المصدق بـه مـن الكـل يمكنك أن تحكم على صحة هذا الإعتقاد المعتبر . أعنى بعد قيامة الموتى . لأنـه إن كان الله في هذا العالم يجازي بعضاً على أعمالهم سواء كانت صالحة أو طالحـة . فبالضرورة يلزمنا أن نتيقن بأنه أعد لهم مجازاة عامة تتــم بإقامـة الجميـع مـن الأموات والحكم على كل واحد بحسب أعماله . فانظر الآن أيها المرتاب إلى كيفيـة قبوله الزاهدين وشديد عقابه للمتنعمين . وتأمل كيف يظهر جميل للطـائعين الذيـن دخلوا من الباب الضيق في حال حياتهم وتبصر كيف أصعد أخنوخ وإيليا إلـى السماء أحياء وخلص نوحاً من الهلاك العظيـم . وأنقـذ لوطـاً مـن مدينـة الفاسقين وحفظ ابراهيم من الهلاك في البـلاد الغريبـة . وبـارك اسحق . وحرص دانيال من الاسود . وأطفأ عن الفتية الثلاثة لهيب الاتون و اما الأدلة على هلاك الأثمة العاصين السائرين بهوى نفوسهم الداخلين من الباب الواسع . فإنه أهلك قوماً منهم بالطوفان وآخرين بالوحوش الضارية وغيرهم بالصواعق المهلكة وبالحريق والغرق . اما سمعت قول الكتاب : إن الشـعب جلس للأكل والشرب ثم قاموا للعب . فسقط منهم ثلاثة آلاف . وللزنـى فسـقط منهم في يوم واحد ثلاثة وعشرون الفا وقوله ايضاً : " أمثل هذا يكـون صومـا أختاره " . وأمثال ذلك . ارايت كيف يذم العيشة البذخة ؟ وكيف يبكت المائلين إليها ويعدهم بعقوبـة هذا عظم مقدارها ؟ وهل رأيت عاقبة الضاحكين وسوء منقلب المسرورين وشـقاوة الداخلين من الباب الواسع . وكيف أنهم لم ينتفعوا بلذيذ المأكل ولا برفيع الملابـس . ولا بسمو المناصب ولا باللهو والسكر والغني . ولا بأمثال هذه . وأما من جهة تأكيد قيامة الأموات والحضور في مجالس القضـاء وعظـم سعادة الطائعين وطول شقاوة العاصين . فاسمع قوله على لسان النبـي : " لذلـك لا تقوم الاشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار . لأن الـرب يعلـم طـريـق الأشرار فتهلك "وقوله أيضاً : " يا رب من ينزل من مسكنك . من يســكـن فـى جبل قدسك" . يجيب الروح القدس قائلاً "السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلـم بالصدق في قلبه . الذي لا يشى بلسانه ولا يصنع شراً بصاحبه ولا يحمـل تعبـيراً على قريبه .. فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة على البرئ . الذي يصنع هـذا لا يتزعزع إلى الدهر ". وقوله ايضاً : " اقوالكم اشتدت على قال الـرب . وقلتـم ماذا قلنا عليك . قلتم عبادة الله باطلة وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره واننا ســـلكنا بالحزن قدام رب الجنود . والآن نحن مطوبون المستكبرين ! فالذين يعملـون الخطية يحزنون الله دائماً ويوبخون بهذه الكلمات ". واسمع قوله ايضاً : " كلـم متقـو الرب كل واحد قريبه والرب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر تذكـره للذيـن اتقـوا الرب وللمفكرين في اسمه ويكونون لي قال رب الجنود في اليوم الذي أنـا صـانع خاصة وأشفق عليهم كما يشفق الانسان على ابنه الذي يخدمه فتعـودون وتمـيزون بين الصديق والشرير . بين من يعبد الله ومن لا يعبده " . وقوله ايضاً : " هوذا يـأتى المتقد كالتنور وكلا المستكبرين وكل فاعلى الشر يكونون قشاً ويحرقهم اليوم الآتى قال رب الجنود فلا يبقى لهم أصلا ولا فرعا " ' " ولكم ايها المتقون اسمى تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها فتخرجـون " وتنشأون كعجور الصيرة وتدوسون الاشرار لانهم يكونون رمادا تحـت بطـون أقدامكم يوم أفعل هذا قال رب الجنود . أسمعت ياهذا كيف دخل العريس مع الابرار إلى نعيمــه الـذي لا يـزول وأغلق الباب ؟ ارايت قوله لأولئك الخائبين . الحق أقول لكم لا أعرفكـم مـن أيـن أنتم ؟ ارايت عاقبة المتلذذين والمتنعمين والمعرضين عن مسالك الفضيلة ؟ أعـاينت كيف لم يلتفت إلى اعترافهم ولا إلى تعليمه لهم . ولا جلوسه في اسواقهم . حيث لـم يطيعوه كما ينبغى . أرايت كيف كان وقوفهم خارجا خائبين باكين . صـارخين إلـى الملك متلهفين يندبون وينوحون لعظم مصابهم . ويتنهدون ويحزنون لشدة عقاب وما لزم وجوههم من الخزى وعلا هاماتهم من العار . أرايت كيف يجمع الطــائعين له من المشارق والمغارب ومن الشمال والجنوب . ويقبل بهم إلى حضـن ابراهيـم . ويمسح الدموع من اعينهم . ويزيل الثقل عن مناكبـهم . ويكللهم بأكـاليل المجـد ويجلسهم على الكراسي متهللين . فسبيلنا أيها الأخوة أن نحافظ على الدخول من الباب الضيق . ونبتعـد عـن السلوك في الطريق الرحب . لنجد السبيل إلى المسالك القبيحة والنعم التي لا تـزول . بنعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
31 مارس 2023

مائةدرس وعظة ( ٩ )

مقياس الحياة الروحية « الخطاة الذين تـابـوا عـدهـم مـع مؤمنيك . ومؤمنوك عدهم مع شهدائك . والذين ههنا اجـعـلـهـم مـتـشـبـهين بملائكتك » ( القداس الإلهى ) نتأمل في إحدى صلوات القداس الغريغوري : « الخطاة الذين تابوا عدهم مـع مـؤمنيك . ومـؤمنـوك عـدهـم مـع شـهـدائك . والذين ههنا اجـعلهم متشبهين بملائكتك » كمقياس للحياة الروحية . أولا :. الخطاة الذين تابوا ۱- كلنا مـولـودون بالخطيـة التي ورثناها عن أبينا آدم .. « والجـمـيع زاغـوا وفـسـدوا وأعـوزهـم مـجـد الله » ( رومية ٣ : ١٢ ۔ ۲۳ ). ۲- الخطية هي التعدى على وصية الله . ٣- الخـاطئ الـذي يعيش على الأرض إذا ظل يعيش في خطيـتـه صـارت حـيـاته في الأرض إلى الـهـلاك ، ولايـوجـد له منفـذ إلى الخـلاص إلا مـن خـلال شخص ربنا يسـوع المسيح . ٤- عندما يجتهد كل إنسان وينـمـو في حياته ويترك الخطية ، يتدرج إلى أعلى حيث التوبة . ه - الإنسان التائب هو الذي يرفض الخطية بكل ما فيها ، ولا يقبلـهـا ويحترس منها . ٦- التـوبة ترفـعك إلى السـمـاء والتوبة هي التي تحول الخطاة والزناة إلى بتوليين كقول القديسين وهي التي تمنح للإنسان حياة جديدة . ثانيا :. عدهم مع مؤمنيك : ۱- هي درجة الحياة بالإيمان . ٢- الإيمان رغم التعريفات الكثيرة له إلا أن الإنسـان يشـعـر ويحس به في قلبه . ٣- الإيمان هو أن تقول في قلبك : إن غير المستطاع عند الناس مـسـتطاع عند الله .. هذا هو الإيمان في أبسط صوره . ٤- عين الإيمان هي أن ترى يد الله تعمل في كل شيء وكل حدث . ثالثـا مـؤمـنـوك عـدهـم مـع شهدائك ١- أن يكون المؤمنون في حالة إيمان نقى وقـوى يصل إلى درجة الشهادة يكون المؤمن شاهدا وشهيدا للمسيح . ۲- درجـة الشـهـادة هي درجـة الاستعداد القلبي . ۳- آباؤنا الشـهـداء عـاشـوا بهـذا نقى وقـوى يصل إلى درجة الشهادة يكون المؤمن شاهدا وشهيدا للمسيح . ٤- نشـتـهى أن يتـوب الكل لأننا لا نـحـمـل أي مـشـاعـر سلبية تجاه أي أحد . رابعا :۔ متشبهين بملائكتك ١- الملائكة هم سكان السماء ، أي أن تحيا على الأرض حياة سماوية أو حياة ملائكية . ٢- الحـيـاة الـسـمـاوية هي أن تفكر دائمـا في الـسـمـاء ، ويكون فكرك مشغولاً بالسماء . ۳- اجعل بيتك سماويا ، اجعل قلبك سماء ، أنت مدعو إلى السماء . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
30 مارس 2023

شخصيات الكتاب المقدس يعقوب بن حلفى الرسول

هو يعقوب بن حلفى أحد الإثني عشر رسولاً، وهو أحد الأعمدة الثلاثة لكنيسة الختان حسبما دعاه القديس بولس الرسول (غل 2: 7-9). كلمة "حلفى" آرامية، ويقابلها كلوبا في اليونانية. يؤكد رسولية هذا القديس وأنه من الإثني عشر نص صريح ذكره القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية، فيذكر بولس زيارته الأولى لأورشليم بعد إيمانه فيقول: "ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يومًا، ولكنني لم أرَ غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (غل 1: 19-19)، وواضح من هذه الآية أن يعقوب أخا الرب رسول نظير بطرس والآخرين.عُرِف باسم يعقوب أخي الرب لأنه ابن خالته بالجسد من مريم زوجة كلوبا (شقيقة العذراء مريم).وعُرِف باسم يعقوب الصغير (مر 15: 40) تمييزًا له عن يعقوب الكبير بن زبدي.وعُرِف أيضًا باسم يعقوب البار نظرًا لقداسة سيرته وشدة نسكه.كما عُرِف باسم يعقوب أسقف أورشليم لأنه أول أسقف لها.قد خصّ السيد المسيح يعقوب بظهوره له بعد قيامته (1كو 15: 3-7)، وهناك رأي قديم بخصوصه أورده كاتب إنجيل العبرانيين الأبوكريفا (غير القانوني)، وهو من أقدم الأناجيل الأبوكريفا وأقلها مجانبة للصواب، ويتلخص في أن يعقوب لما علم بموت المخلص على الصليب تعاهد ألا يذوق طعامًا إلى أن يقوم الرب من بين الأموات. وحدث في صبيحة يوم القيامة أن الرب تراءى له، وقدّم له خبزًا، وقال له: "قم يا أخي تناول خبزك لأن ابن البشر قام من بين الراقدين"، وقد أورد هذا الاقتباس القديم القديس جيروم في كتابه "مشاهير الرجال". أسقف أورشليم رأس هذا القديس كنيسة أورشليم وصار أسقفًا عليها، واستمر بها إلى وقت استشهاده. لا يُعرف بالتحديد متى صار أسقفًا على أورشليم. يرى البعض أن ذلك كان سنة 34م، وهذا التاريخ يتفق تقريبًا مع شهادة القديس جيروم التي ذكر فيها أن يعقوب ظل راعيًا لكنيسة أورشليم نحو ثلاثين سنة. وعمله الرعوي كأسقف على أورشليم يوضح لنا حكمة الكنيسة الأولى في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فلقد كان هذا الرسول يتمتع بشخصية قوية مع صلة القرابة الجسدية بالرب يسوع. ولذا فقد أُسنِدت إليه المهام الرعوية في أورشليم معقل اليهود في العالم كله، وإليها يَفِد الآلاف منهم، ليكون كارزًا لهم. وبناء على تقليد قديم ذكره أبيفانيوس، كان يعقوب يحمل على جبهته صفيحة من الذهب منقوش عليها عبارة "قدس للرب" على مثال رئيس أحبار اليهود.تمتع هذا الرسول بمكانة كبيرة في كنيسة الرسل، فقد رأس أول مجمع كنسي سنة 50م وهو مجمع أورشليم، الذي عرض لموضوع تهوُّد الأمم الراغبين في الدخول إلى الإيمان (أع15)، ويبدو أنه هو الذي كتب بنفسه صيغة قرار المجمع. فقد لاحظ العلماء تشابهًا بين أسلوب القرار وأسلوب الرسالة التي كتبها فيما بعد وهي رسالة يعقوب، مما يدل على أن كاتبها شخص واحد.يذكره الرسول بولس كأحد أعمدة كنيسة الختان الثلاثة الذين أعطوه وبرنابا يمين الشركة ليكرز للأمم، بل ويورد اسم يعقوب سابقًا لاسميّ بطرس ويوحنا، مما يدل على مكانته (غل 2: 9)، ويؤيد هذه المكانة أيضًا الخوف والارتباك اللذان لحقا ببطرس في إنطاكية لمجرد وصول اخوة من عند يعقوب، الأمر الذي جعله يسلك مسلكًا ريائيًا وبَّخه عليه بولس علانية (غل 2: 11-14). يعقوب البار أما عن نسكه فقد أفاض في وصفه هيجيسبّوس Hegesippus، أحد علماء القرن الثاني الميلادي وقال أنه كان مقدسًا من بطن أمه لم يَعلُ رأسه موسى، لم يشرب خمرًا ولا مسكرًا، وعاش طوال حياته نباتيًا لم يأكل لحمًا، وكان لباسه دائمًا من الكتان.كان كثير السجود حتى تكاثف جلد ركبتيه وصارت كركبتيّ الجمل. وبسبب حياته المقدسة النسكية ومعرفته الواسعة للكتب المقدسة وأقوال الأنبياء نال تقديرًا كبيرًا من اليهود، وآمن على يديه كثيرون منهم في مدة رئاسته لكنيسة أورشليم.لم يتردد يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذي عاصر خراب أورشليم عن الاعتراف بأن ما حل بأمته اليهودية من نكبات ودمار أثناء حصار أورشليم لم يكن سوى انتقام إلهي لدماء يعقوب البار التي سفكوها. استشهاده أما الطريقة التي استشهد بها فيذكرها هيجيسبّوس ويؤيده فيها إكليمنضس السكندري: أوقفه اليهود فوق جناح هيكلهم ليشهد أمام الشعب اليهودي ضد المسيح. لكنه خيَّب ظنهم وشهد عن الرب يسوع أنه هو المسيا، فهتف الشعب "أوصنّا لابن داود"، وكان نتيجة ذلك أنهم صعدوا وطرحوه إلى أسفل. أما هو فجثا على ركبتيه يصلي عنهم بينما أخذوا يرجمونه، وكان يطلب لهم المغفرة. وفيما هو يصلي تقدم قصّار ملابس وضربه بعصا على رأسه فأجهز عليه ومات لوقته. وكان ذلك سنة 62 أو سنة 63م بحسب رواية يوسيفوس والقديس جيروم.وقد خلَّف لنا هذا الرسول الرسالة الجامعة التي تحمل اسمه، والتي أبرز فيها أهمية أعمال الانسان الصالحة ولزومها لخلاصه إلى جانب الإيمان (يع 3: 14-20، 4: 14-17). أما عن زمن كتابة هذه الرسالة فهناك رأي يقول أنها كتبت في الأربعينيات من القرن الأول قبل مجمع أورشليم، ورأي آخر يقول أنه كتبها قبيل استشهاده بزمنٍ قصيرٍ.كما خلَّف لنا هذا الرسول الليتورجيا (صلاة القداس) التي تحمل اسمه والتي انتشرت في سائر الكنائس؛ يجمع التقليد الكنسي لجميع الكنائس الشرقية على صحة نسبتها إليه. باقات عطرة من سير الأبرار والقديسين، صفحة 67. نشأته عرف باسم يعقوب أخي الرب ابن خالته بالجسد من مريم زوجه كلوبا (كلمة كلوبا كلمه يونانية مقابل لها كلمه حالفى فى الارامية) هو أحد الاعمده الثلاثة لكنيسة الختان حسبما دعاه القديس بولس الرسول (غل 2: 7) وباسم يعقوب الصغير (مر 15: 40) تميزا له عن يعقوب الكبير بن زبدي.عرف باسم يعقوب البار نظرا لقداسته وشده نسكه كما عرف أيضا بأسقف اورشليم لانه أول أسقف لها.رأس أول مجمع سنه 50 م هو مجمع أورشليم الذي تعرض لموضوع التهود للامم الراغبين في الدخول لموضوع كان يعتبر موضوع الساعه وكتب بنفسه قرارات المجمع.كلمنا هيجسبوس أحد علماء القرن الثاني المسيحي في وصفه للقديس يعقوب اخو الرب بأنه كان مقدسا من بطن أمه لم يشرب الخمر ولا المسكر وعاش نباتيا لم يأكل لحما وكان لباسه من الكتان وكان كثير السجود ويقول بأن ما حل باليهود من نكبات ودمار أورشليم لم يكن سوي انتقام الهي لدم يعقوب البار وأيده اكليمنضس الاسكندري ان اليهود اوقفوه فوق جناح الهيكل ليشهد امام الشعب ضد المسيح ولكن شهد للمسيح انه المسيا وطرحوه الي اسفل. كرازته: كرز في اورشليم وسيم عليها أسقفا وكان أول اسقف وحضر مجمع اورشليم وكتب قراراته. استشهاده: عندما كان يصلي من اجلهم وتقدم (قصار ملابس) فضربه بعصا علي رأسه فمات في الوقت وتعيد الكنيسة في اليوم العاشر من شهر أمشير من كل عام استشهاد القديس يعقوب الرسول (10 أمشير) في مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب الرسول ابن حلفى. وذلك انه بعدما نادي بالبشري في بلاد كثيرة عاد إلى أورشليم، ودخل هيكل اليهود، وكرز بالإنجيل جهارا، وبالإيمان بالسيد المسيح وقيامة الأموات. فاختطفه اليهود وأتوا به إلى اكلوديوس نائب ملك رومية وقالوا له إن هذا يبشر بملك أخر غير قيصر، فأمر إن يرجم بالحجارة فرجموه حتى تنيح بسلام فاخذ قوم من المؤمنين جسده ودفنوه بجانب الهيكل. صلاته تكون معنا آمين.
المزيد
29 مارس 2023

الحنطة والزوان

ليس عملك أن تخلع الزوان إنما أن تنمو كحنطة، حتى إذا ما جاء الحاصد العظيم يجد سنابلك مملوءة قمحًا فيجمع منها ثلاثين وستين ومائة وتمتلئ أهراؤه حِنطة السيد المسيح لم يضيع وقته في مقاومة أخطاء زمنه لم ينفق فترة تجسده على الأرض صِراعًا مع المخطئين ومشاكل المجتمع والكنيسة، إنما اهتم بالبناء بإرساء مبادئ جديدة وإعداد أشخاص يؤمنون بها وينشرونها في كل مكان إن الانهماك في خَلْع الزوان، فيه تبديد للطاقات الشيطان مستعد أن يشغلك كل حين بالمشاكل وأن يقدم لك ما لا يحصى من الأخطاء لكي يلهيك بمقاومتها ومحاربتها عن العمل في بناء نفسك وبناء الملكوت وفى هذا الصراع يبدد وقتك وجهودك وأعصابك وفى خلع الزوان أيضًا قد تفقد سلامك الداخلي وربما سلامك مع الناس أيضًا إذ تحيا في صراع وهكذا تفقد هدوءك وصفاءك وربما تفقد وداعتك أيضًا وقد تدخلك المشاكل في جو من الاضطراب ومن الخلافات التي لا تنتهي والتي تثيرك وتحيطك بالانفعال الدائم وكما تفقد وداعتك وهدوءك قد تفقد بشاشتك أيضًا، ولا يراك الناس إلا متجهما لا ابتسامة لك، وربما يملكك الغضب ويملكك الحزن ولا تحاول أن تتخلص منها لأنك تحسبه غضبًا وحزنًا مقدسًا لأجل الله وقد يوصِلَك كل هذا إلى قساوة القلب باستمرار تدين الناس المخطئين، ثائرًا على ما فيهم من أخطاء بحجة خلع الزوان منهم، وباستمرار تكون في ضجيج وقد يرتفع صوتك على الناس وتنتهر وتوبخ وتنفث التهديدات وتكون متبرما بكل شيء وفى كل هذا قد تفقد محبتك للناس، وتفقد اتضاعك، وفيما تخلع الزوان من الناس تكون قد خلعت الحنطة التي فيك وينظر إليك الناس فيرونك مثل الزوان في كل شيء قليلون هم الذين يستطيعون أن يخلعوا الزوان وفي نفس الوقت يحتفظون بحنطتهم لذلك حسنًا منع الرب أولاده من خلع الزوان لئلا يخلعوا معه الحنطة وحسنا قال الكتاب: "لا تقاوموا الشر" إن أحسن طريقة لخلع الزوان هي تقديم القدوة الصالحة التي تقتضى عليه، وكما قال الحكيم "بدلًا من أن تلعنوا الظلام أضيئوا شمعة". قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
28 مارس 2023

أبعاد حياة الشركة

الشركة ( كينونيا ) سمة أساسية في الحياة الكنسية ، فالكنيسة في الأساس هي جماعة المؤمنين ، أعضاء الجسد المقدس ، الذي رأسه هو السيد المسيح له المجد . والمؤمنون بالمسيح قسمان : سماوی ، يشمل القديسين ، وأرضى يشمل التائبين المجاهدين . من هنا يكون للمؤمن المجاهد على هذه الأرض علاقات أساسية ، بدونها لا يكون مسيحياً ولا كنسياً ، وهذه العلاقة أو الأبعاد هي : ١- الاتحاد بالسيد المسيح له المجد ، بصفته رأس الجسد المقدس أي الكنيسة . . ۲- الاتحاد بالقديسين في السماء ، بصفتهم الأعضاء الظافرة التي وصلت إلى الفردوس ، في إنتظارنا وفى إنتظار المجد السماوى . ٣ - الاتحاد باخوتنا في الأرض ، الذين يجاهدون مثلنا ، ليصلوا إلى ما وصل إليه القديسون السمائيون . 4- الاهتمام بالعالم ، حيث يحس المؤمن بأنه مطالب بالشهادة المسيحية اليومية ، أثناء مسيرته في هذه الحياة . كيف تتحقق هذه الأبعاد :- تتحقق هذه الأبعاد من خلال ممارسات محددة ، تعبر عن اتجاهات باطنية وذهنية ، وقناعات في الكيان الإنساني ، وهكذا تتحول الفكرة إلى عمل ، وسلوك وتعبير يومي ، فمثلاً : 1 - الاتحاد بالسيد المسيح : يتحقق من خلال قنوات أساسية محددة مثل: أ ـ الصلاة : كفرصة حوار يومي متصل ، وحديث مستمر مع الرب ، الذي يسمع صلواتنا و يستجيب في حدود . ب ـ الكلمة ، حيث تلتقى بالرب يسوع متكلماً من خلال الكتاب المقدس . ، وعاملاً فينا من خلال كلماته التي هي « روح وحياة » ( يو ٦ : ٦٣ ) . ) . كما أنها سراج ومواعيد وخبرات أساسية في طريق الروح . ج ـ التناول ، حيث يستعد المؤمن بالتوبة والاعتراف للثبات في الرب ، والاتحاد به . د ـ الخدمة ، حيث يتلامس المؤمن مع إخوة الرب ، أعضائه الفقيرة والمحتاجة والجريحة ، « بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم » ( مت ٢٥ : ٤٠ ) . ٢ - الاتحاد بالقديسين : من خلال التشفع اليومى بهم ، والاقتداء بسيرتهم العطرة ،والتمثل بإيمانهم ، ودراسة أقوالهم التي هي بمثابة الشموع تنير لنا طريق الجهاد الروحي والملكوت السمائي . ٣ ـ الاتحاد بالإخوة : من خلال الافخارستيا ( سر الشركة ) حيث تتناول جميعنا من مائدة روحية واحدة ، علامة وحدتنا في المسيح يسوع . 4ـ الاهتمام بتقديم المسيح للعالم : من خلال المحبة ، والسلوك المقدس ، والشهادة اليومية ، التي تجعلنا منفذين لوصية الرب : « هكذا فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ، فيمجدوا أباكم الذي في السموات » ( مت ٥: ١٦ ) مع المسيح ... عشرة ... صلاة ، وإنجيل وتناول ، وخدمة ... مع القديسين ... شفاعة وقدوة ودراسة لأقوالهم ...مع المؤمنين ... افخارستيا وشركة واتحاد بالحب ... مع العالم ... شهادة للرب بالمحبة والقدوة ... هذه هي أبعاد حياة الشركة ، وإلى مزيد من التفصيلات بنعمة إلهنا . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
27 مارس 2023

أضواء من الإنجيل : 9 ـ كيف نحب الله ؟ وكيف نحب الآخرين ؟

تحدثنا عن بعض وسائل تعميق محبتنا لله ، مثل تأملنا في صفات الله الجميلة ، وتذكرنا لإحساناته إلينا . وحينما تنمو محبة الله في قلوبنا ، تظهر ثمار هذه المحبة في حياتنا ... نتائج محبتنا لله :- 1 ـ حينما نحب الله ، فإننا نحب مجده وملكوته وملائكته وقديسيه . كما أننا نحب بيته (كنيسته ) وخدامه ومحبيه « فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب » (مز ۲۲ : ۱). ۲ - نحب كلمته المدونة في الكتب المقدسة، ونتعلم منها الكثير عن الله ، ومعاملاته مع البشر ومع الملائكة ومع الخليقة كلها ، وتلهج في كلمته نهاراً وليلاً ، ونحب وصاياه ونجد فيها كمالاً يملأنا بالرضى ، وحلاوة وشبعاً لأنفسنا ... ونفرح بتنفيذها . وكل ذلك نتغنى به مع المرنم الذي يقول « لهجت بوصاياك التي أحببتها جداً، ورفعت يدى إلى وصاياك التي وددتها جداً ، وتأملت فرائضك » (مز۱۱۸ (۱۱۹): ٤٧، ٤٨ ). « أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة ... حفظت نفسى شهاداتك وأحببتها جداً» (مز۱۱۸ (۱۱۹): ١٦٢، ١٦٩). «بشفتی اظهرت كل أحكام فمك ، وفرحت بطريق شهادتك » ( مز۱۱۸ (۱۱۹) : ١٣، ١٤). لهذا قال السيد المسيح «الذي عنده وصایای ويحفظها فهو الذي يحبني . والذي يحبني يحبه أبي وأنا. أحبه وأظهر له ذاتي » (يو١٤ : ٢١). وقال أيضاً « إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه تأتى وعنده نصنع منزلاً » (يو١٤ : ٢٣).ما أسعد الإنسان الذي يجد مسرته في حفظ وصايا السيد المسيح لأنه يلتقى بالله من خلال حفظه للوصية . فلنسرع يا أحبائي إلى حفظ وصايا الرب حتى نتغنى مع عروس النشيد قائلين «تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ، ولنبت في القرى . لنبكرن إلى الكروم، لننظر هل أزهر الكرم، هل تفتح الفعال، هل نور الرمان ، هنالك أعطيك حبى . اللفاح يفوح رائحته . وعند أبوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة، ذخرتها لك يا حبيبي » (نش ۷ : ۱۱- ۱۳ ) . ففي حقل تنفيذ الوصية تجد النفس فرصتها للتعبير عن محبتها ، لأن المحبة ليست بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق. في الحقل هناك العمل وهناك الفرس والسهر وهناك الثمار الحلوة وهناك الخبرة الروحية مع الله في تنفيذ الوصية . . وهذه نفائس جديدة وقديمة، تذخرها النفس و يفرح بها قلب الله المحب ، «كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلاً رب بيت يخرج من كنزه جدداً وعتقاء » (مت ١٣ : ٥٢ ) . ٣- تحب تسبيح الله وتمجيده ، والحديث معه ، والوجود في حضرته ، والتأمل في صفاته الجميلة . 4 - نحب أن نتشبه به ونكون مثله في كل شيء «نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة »(١بط١٥:١) . ٥ ـ نتحرر من الأنانية والانحصار حول الذات ، فتكون لذلك محفوظين في محبتنا له من الضياع لأنه هو « الذي به نحيا ونتحرك ونوجد » ( أع ١٧ : ٢٨). وفى اتحادنا معه نجد أنفسنا فيه . أما في ابتعادنا عنه ـ منحصرين حول ذواتنا . فإننا نضيع أنفسنا ، لأنها بدونه تؤول إلى ضياع وهلاك ، وما هو أسوأ من العدم « كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد » (مت ٢٦ : ٢٤ ) . ٦ـ في محبتنا لله نحب الآخرين ، لأننا نتعلم منه المحبة ، كما أننا نكون قد تحررنا من محبة الذات التي تعطل محبتنا للغير « ننتقل من الأنانية إلى الغيرية ) ... لهذا يوصينا الكتاب «طهروا نفوسكم في طاعة الحق، بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء . فأحبوابعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة » (١بط ۱: ۲۲). وحينما نتعلم من الله أن نحب غيرنا ، فإننا نحبهم بنفس أسلوب المحبة الإلهية : المحبة الغافرة التي لا حدود لمغفرتها (بشرط التوبة ) المحبة المترفقة الممثلثة من طول الأناة المحبة التي تحتمل كل شيء وتصبر على كل شيء وترجو كل شيء المحبة التي لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق المحبة التي تبذل بلا حدود من أجل خير الآخرين . وهكذا .والعجيب أن محبتنا لإخوتنا قد صارت دليلاً ومقياساً عملياً لمحبتنا لله. « نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا تحب الإخوة » ( ١يو٣: ١٤). « إن قال أحد إنى أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب . لأن من لايحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الذي لم يبصره ؟!! » ( ١يو٤ : ٢٠). نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الرابع عام ١٩٨٩
المزيد
26 مارس 2023

أتــــريد أن تبرأ – أحد المفلوج

إنجيل هذا الصباح هو الرجُل الذى فقد الحركة لمدة 38 سنة ، وكأنّ الكنيسة فىِ الصوم تعرض علينا الشِفاء والفكاك مِن رباطات قديمة مُتأصّلة فينا لكى ليس فقط تنحلّ مِن رباط هذا المرض بل تقوم تحمل سريرك وتمشىِ ، وأول أمر نحب نشوفه فىِ هذهِ المُعجزة فىِ ظروفها 0 1- ظروف المُعجزة عيد مِن أعياد اليهود ، مِن المُعجزات القليلة التى حدثت فىِ أورشليم وربنا يسوع كان يُعلن نفسه لليهود والأُمم وكان يُحب أن يُعلن رد فِعل اليهود للمُعجزة الملىء بالحقد بعد شِفاء رجُل مُقعد لهُ 38 سنة يسألوه لِماذا يحمل سريره فىِ سبتٍ المفروض أن يكونوا فرِحين ويسألوا مِن الذى عمل وهكذا مع المولود أعمى ولِعازر مُعجزات ربنا يسوع عظيمة فىِ وسط اليهود وكانت تُعلن عن مجدهُ وعن قوّتهُ وذِراعه وهُم يُقابلوهُ بالكراهيّة وعدم الإِيمان ، على العكس مع الأُمم قائد المئة والسامريّة والمرأة الكنعانيّة التى قالت لهُ " إِرحمنىِ يا إبن داود " وكان ربنا يسوع يحضر كُل أعياد أورشليم لأنّ كُلّها أعياد تُعبّر عن شخصه ويُرجع الآباء أنّهُ عيد الخمسين وغير كلمة ( العيد ) التى ذُكرت يقصِد بِها الفِصح0 باب الضأن باب فىِ شرق أورشليم – يأتىِ مِن باب والخراف تدخُل منهُ إِلى المذبح 0 حِسْدا باليونانيّة والعبِريّة بِمعنى رحمة أى " بيت الرحمة " مُلتفّة حولها مرضى كثير لأنّ حول هذهِ الِبركة دائماً تحدُث مُعجزة بسبب تحريك الملاك للماء ، كُلّها إِشارة إِلى كنيسة العهد الجديد0 بيت الرحمة هى الكنيسة،و البِركة هى المعموديّة الشعب المرضى هُم المرضى المولودين مِن الماء الحىّ المُتحرّك الذى بهِ ننال الحياة الجديدة ونجد حول البِركة :- عُمْىٍ الذى لا يرى الأرض ولا الأمور المرئيّة عُرْجٍ غير جادّين فىِ طريقهُم الروحىِ شُلٍ وعُسْمٍ لا يستطيع الحركة إِطلاقاً هذهِ الفئات تُمثّلنا لأنّ أعيُننا كثيراً لا ترى إِحسانات الله علينا ، والأعرج يُصلّىِ مرّة ويتناول مرّة وما بعد ذلك لا يوجد و آخذاً العلاقة مع الله موسُميّة غير جادّة العُسْم هو الذى لا يقوى إِطلاقاً على الحركة وسنرى هُنا تأمُلّ الآباء ويقولوا أنّ البِركة حولها المرضى عُمْىٍ ، عُرْجٍ وعُسْمٍ فهل يتوقّع أنّ أحدهُم يستخفّ بالآخر ! بالطبع لا لأنّ كُلّنا مرضى نترجّى مراحم الله ، فلا يُعقل أنّ مريض يدين واحد مريض مِثل واحد يشوف خطيّة أخيهِ ويُدينهُ ، أخىِ أعرج وأنا أعمى وهكذا لا نُعاير بعض الهمّ طايلنا كُلّنا لأنّ الموت دخل إِلى العالم كُلّهُ و تحريك الماء هو إِعلان لربنا يسوع عن نفسه والكاهن أثناء المعموديّة يُصلّىِ على الماء ويُحرّكهُ ويقول " صوت الرّبّ على المياه إِله المجد أرعد " ونؤمن أنّ الروح سيحلّ والكاهن لازم يُحرّك الماء 0 (2) الخلاص بيسوع هذا الرجُل نتعلّم منهُ الرجاء ، 38 سنة لم يُفارق البِركة وأنت كثيراً ما وقعت فىِ تجارُب فاشلة ، فهل تُريد أن تُزيد الإحباط إحباط ، وما هى قوّتك التى تظل 38 سنة تنظُر الذى يبرأ قبل منك لِذلك نُصلّىِ صلاة أمام المذبح قائلين " لا تقطع رجاءنا يا سيّدىِ مِن رحمِتك بل بِفضلك خلّصنا " إِذا كان المرض أقعدنا وأحدث فينا إِصابات عميقة ولكن لن نيأس ولن نُفارق البِركة بِها خمسة أروقةٍ يُريد أن يقول بيت الرحمة منافذها كثيرة والله فاتح لنا أحضانه ، والمرضى كُلّهُم هُناك أشكال وألوان ولا أحد يعرف قصة الآخر وهذا الرجُل مِن كُتر ما الناس ساعدته وفشلوا فالناس تخلّوا عنّه حتى لا يشتركوا فىِ المسئوليّة عنّه ، والناس ذهبوا لغِيره ولكن ربنا يسوع ذهب لهُ الذى ليس لهُ أحد ( لأننّا إِفتقرنا جداً وتمسكنّا جداً لأنّهُ ليس لىِ إِنسان ) ، ( بِدونك لا نقدر على شىء ) ، ( لأننّا لا نعرف آخر سِواك ) لأنّ يسوع يجول فىِ وسطنا يصنع خيراً ولكن يقرّب إِلىِ أكثر الأنواع تعباً ، والإنسان المُقعد بـ 38 سنة رائحته كريهة وشكله صعب والناس بعيدة عنّه وهو إِقترب إِليه وربنا يسوع المسيح معنا هكذا نتن المرض والخطيّة مكثت فينا ولكن ليس لنا رجاء إِلاّ هو وهو أتى إِلى أورشليم ليُخلّص هؤلاء وربنا يُريد أن يتمجّد مع أكثر النوعيّات تعباً أشعياء يقول " فىِ وسطك جبّار يُخلّص " ، الله يُعلن قوّتهُ فىِ أشد الحالات مرضاً ، مين يصدّق أنّ السامريّة التى كانت عايشة فىِ الخطيّة ولها خمسة أزواج ودنسة الحواس تصير كارزة ومُبشّرة ، مين يصدّق أنّ زكّا العشّار يقسّم ثروته قسمين الفقُراء ويرُدّ أربعة أضعاف للّذى وشى بهِ لأنّ الله يُعلن قوّتهُ مع المرضى جداً ، مين يصدّق أنّ المرأة الخاطيّة أى أنّها مشهورة جداً تذهب لهُ وتسكُب الطيب ويقبلها ، وشاول الطرسوسىِ الذى أتلف الكنيسة يصير بولس ، وهذا صاحب ألـ 38 سنة لا يقوم فقط بل يحمل سريره " جبروت خلاص يمينه " ويقول القديس يوحنا فم الذهب( الطبيب يُمدح بِمرضاه ) ، متى نقول أنّ الطبيب ناجح ؟ لمّا يكون المرض صعب جداً وربنا يسوع يُمدح بِمرضاه ، مثلما يقول مُعلّمنا بولس الرسول " حيثُ كثرة الإثم تكثُر هُناك النعمة أيضاً " واشعياء يقول " قومىِ إِستيقظىِ إِستنيرىِ إِلبسىِ عزّك يا أورشليم لأنّ مجد الرّبّ قد أشرق عليكِ " يسوع جاء ليُعلن مجدهُ وشِفائهُ فىِ أكثر الأمراض ألم وقسوة لأجل البائسين واليائسين ، " رجاء مِن ليس لهُ رجاء ومُعين مِن ليس لهُ مُعين " والناس تُريد أن تُساعد الأسهل فىِ مرضه حتى يُساعدهُم لأنّ الأعسم يحتاج إِلى جهد كبير ، ولكن يوجد يسوع هو القادر أن يفعل أكثر ممّا نتخيل ، مُعلّمنا بولس الرسول فىِ رسالتهُ إِلى فيلبّىِ يقول " القادر أن يعمل " ، واليوم أنين الكنيسة بِخطايا حتى ولو أكثر مِن 38 سنة وربنا يسوع يقول لأجل هذا أنا أتيت 0 (3) أتُريد أن تبرأ سؤال أتُريد أن تبرأ أكيد ربنا قصد أنّهُ يأتىِ عِند البِركة ويسألهُ لأنّ ربنا عاوز يتأكّد مِن إِحتياجك ، لِماذا أتيت هل يأست أم نزعت ثقتك مِن الناس ؟ أتُريد أن تبرأ ! القديس أوغسطينوس يقول( الله الذى خلقك بِدونك لا يستطيع أن يُخلّصك بِدونك ) ، والقديس البابا كيرلُس لمّا كان يعترف لهُ إِعتراف صعب شويّة يقولّه " وإِنت ناوىِ على إيه " ، عاوز تكُفّ أم لا وهذهِ هى المسيحيّة فيها الحُريّة العميقة ، كُلّ نِعم الله وقوّتهُ للّذى يُريد ولا يستطيع ولكن الذى لا يُريد لا يأخُذ مُعلّمنا بولس الرسول يصف الناموس قديماً أنّهُ محصور بين إثنين أكون فىِ الجسد أم الروح ، " الإِرادة حاضرة عِندىِ ولكن أفعل الحُسنى فلستُ أجد " ، ليظهر مجد الله ولكنّىِ أرى ناموساً آخر يتحرّك فىِ داخلىِ ويُعرّفنا أنّ الغلبة بِربنا يسوع فهل يأست أم تحتاج تأخُذ فرصة مع الخطيّة لِتعرف كم هى قبيحة ، هل تُلقىِ بالملامة على الآخرين مِثل هذا الرجُل الذى قال ليس لى إِنسان ، ربنا يسوع يسألهُ وهو لا يحتاج أن يُلقيه فىِ البِركة ولكن بِكلمة مِن فيه " قُم إِحمل سريرك " إرتفع فوق الروتين والتقليد ولا تحريك الماء ولا الملاك ولكن تكفيك كلِمة منّىِ ،لا اُحوّلك إِلى إِنسان برِأ ولكن تصير جبّار وتحمل سريرك وتُعلن عنّىِ واحد لهُ 38 سنة المُخ فقد الثقة فىِ عضلاته ونسى حركة الإنتصاب فهو يُريد أن يرُدّ لنا بهجة الخلاص المفقودة ، ربنا يسوع يقول شِفاؤك أنا ورجاءك أنا وخلاصك أنا قُم إِحمل سريرك وأمشىِ كفاك تجارُب فاشلة إِتكل علىّ أنا أننّىِ وسط الكنيسة لأحولّ كُلّ أعسم إِلى مِن يحمل سريره ويمشىِ الله يجعلنا مُجتمعين حول كنيستهُ ونثق فىِ يمينه أنّها ستُخلّص ويجعلها أيام جِهاد فىِ الصوم وأيام البركة وقوة وخلاص ومجد وشِفاء ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد الدائم أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
25 مارس 2023

انجيل عشية يوم الأحد الخامس من الصوم الكبير

تتضمن الحث على الصلـوات والعنايـة بخـلاص النفوس . مرتبة على فصل انجيل قاضي الظلم . ( لو ۱۸ : ۱-۸ ). إن سيدنا له المجد لأجل رأفته به وشفقته علينا . يحثنا على ما فيه خلاصنـا . فيطلب منا أن نصلي دائما . وان نطلب نعمته طلبا متواتـرا . لتكـون رحمتـه لنـا واحسانه علينا بطريق الإستحقاق . ويضرب لنا على ذلك الأمثال بقـاضي الظلم والملتمس الخبز من صديقه بإلحاح " وغير ذلك . وينهض عزمنـا ويضـرم نـار شوقنا . ويبكت نفوسنا المتراخية في حقيقة الطلب . ويقول إذا كـان هـذا القـاضي الظالم الزمني الأخذ بالوجوه المرتشي في الأحكام . البعيد عن الخوف من الله وعـن الحياء من الناس . لما أضجرته تلك المرأة الخالية عن الحقوق الموجبة الانتقام مـن خصمها بالالحاح وتكرار الطلب . قام لها هذا الالحاح مقام الرجال والمال . وكـانت كأنها أجبرت حاكم الأرض على الإنتقام لها من غريمها . فكيـف لا يعطينـا ملـك الملوك ورب الأرباب الحاكم على جميع البرايا كل مطلوباتنا . إذا كنا نطلب منه دائما باجتهاد ؟ وإذا كان لنا جسد مائت . ونفس خالدة . ودار تزول . وأخرى تــــــدوم فكيف تهتم بالمائت والزائل . ونترك الخالد والدائم ؟ إذا مرض خادم لأحدنا فأننا نهتم بدعوة الطبيب وعندمـا يحضـر ويـأمر بالأدوية التي يراها لشفائه ويرتب له الأشربة والأغذية والمضجع والـهواء . فإننـا جميعا ننتبه إلى وصايا الطبيب كلها . ونحرص على إعطاء المريض الأدويـة فـي أوقاتها . ونوكل به من يتولى المحافظة عليه باهتمام إلى ان يبرأ . فإذا كان هذا مبلغ اهتمامنا بالعبيد والخدم لأنهم يخدمون أجسادنا المائتة . فما بالنا نرى النفس الخالدة تتألم بأشد أنواع الأمراض ولا نهتم بمداواتها ؟ فإن قلت هل النفس تمرض ؟ أقول نعم ويعلوها الصدأ والسـواد والظلمـة . وإن قلت ما هي أمراضها ؟ أجبتك : أنها تمرض : تارة بحب الغنى . وتارة بالانهماك في التنعم . وتارة بالفسق والخلاعة . وتارة بالسكر والإسراف . وتارة بالظلم . وتـارة بالغضب . وتارة بالحسد . فإن قلت ومن هو طبيبها ؟ أجبتك : ليس لها طبيب واحد بـلى كثيرون . وهم ليسوا ممن يطلبون أجرة ولا يقبلون هدية . ولا يكلفون شراء الأدويـة . بل يعالجون مجانا . فإن طلبت معرفة هؤلاء الأطباء فهم : متـى ومرقـس ولوقـا ويوحنا . وبطرس وبولس ويعقوب وبقية الرسل والأنبياء . وأعلم ياهذا أن أقولها تثقل عليك أولا لانهم يأمرونك بما لا يوافـق هـوى نفسك . كما يثقل على المريض بالجسد قول الأطباء الذين يأمرونـه بإجتنـاب أكـل اللحوم والفواكه وتقليل الغذاء والإقتصار على أكل البقول . كذلـك أولئـك الامنـاء أطباء النفوس فإنهم يأمرونك بإجتناب اللذات الجسدية ومقاومـة هـوى الطبيعـة . فيقولون لك : لا تزن . لا تسرق . لا تنظر نظر المشتهى . لا تحسـد . لا تبغـض . لا تسكر . لا تذم أخاك . لا تظلم . ثم استعمل لمداواة نفسك الغاليـة الصـوم والصـلاة والصدقة والزهد في العالميات وغير ذلك . فإنك تنفر اولا من هذه النصائح . ولكنـك إذا استعملتها وسرت بموجبها فستحمد العاقبة كما يحمدها المريـض عنـد شـفاء مرضه الجسدى . ويشكر فضل الطبيب وإذا كنت إلى الآن مهملا معالجـة نفسـك فمتى تعتنى بها ؟ أبعد خروجها من الجسد ؟ كلا . فإن ذلك الوقت وقـت الندامـة لا وقت المداواة . وكما أن مداواة مرض الأجسام إنما تكون ما دامت الـروح فيـها . وكـذا الملاحون فإنهم يعتنون بسياسة السفينة وهي مشحونة بحمولتها جاريــة فـي لجـة البحر . .. ويراعون سلامة الآلات والقلوع وحفظ الأمتعة المشحونة فيـها وينهضون الرجال للعمل ويميزون هبوب الرياح ويحذرون التطوح وملاقاة الصخور . وأمـا إذا غرقت السفينة فإنهم لا يعملون شيئا من ذلك . كذلك النفس فانه ينبغي الاهتمام بـمداواة أمراضنا مادامت في هذا العالم . وأما بعد مفارقتها له فلا حيلة تنتفع بها هناك . فسبيلنا أن نعتنى دائما بمداواة أمراض نفوسنا . ونـــــترك الإهتمـام بزينـة أجسادنا لنجد رحمة أمام ربنا وإلهنا . الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
24 مارس 2023

مائة درس وعظة (٨)

اشتياقي للحياة الأبدية ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ « وإذا واحـد تقـدم وقال له : أيها المعلم الصـالـح ، أي صـلاح أعـمـل لتكون لي الحياة الأبدية ؟ » ( مت ١٩ : ١٦ ) ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ صـاحـب هـذا السـؤال هو الغنى الحـزين لأنه مـضـى حـزينا أو الغنى المحبوب لأن يسوع نظر إليه وأحبه . أولاً : - صفات الشاب الغنى كان هذا الشاب يتمتع بعدة صـفـات جيدة منها أنه : 1- كان غنيا والمال بركة من الله . ٢- يتمتع بالنشاط والحيوية والقوة . ٣- رئيس من رؤساء الدين له وقـاره واحترامه . 4- كـان مـؤدبا لأنه جثا أمام السيد المسيح . ٥ - كان مشتاقا للسماء وكان حافظاً للوصايا . المال جاء في الكتاب في أكثر من ألفي موضع ، وأشـهـر عـبـارة هي : « لا يقدر خادم أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحـد ويحب الآخـر أو يلازم الواحـد ويـحـتـقـر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال » ( لو ١٦ : ١٣ ) .ومشكلة هذا الشاب أن تدينه كـان يغطى جـزءا من حياته وليس حـيـاته كلـهـا ، الله أعطى الإنسـان الدين لكي يرتقي في مشاعره وفي عبادته ، ويكون أكـثـر رقي في أفكاره وسلوكـيـاتـه وأفعاله . وهذه مشكلة كثير من الناس .. التي تأخذ جزءا من الـوصـيـة أو جزءا من الحياة المسيحية . ثانيا : - نقائص الشاب الغني :- وقع هذا الشاب في نقائص كثيرة : - ١- خاطب السيد المسيح كمعلم وما أكثر المعلمين ، وليس الله الواحد . ٢- كان يعبد بالحقيقة صنما داخليا لا يراه وهو محبة المال . ٣- كـان يـحـفظ الوصـايا نظريا ولا يعيشها عمليا . ٤- كـان يفترض أن كنزه في الأرض وليس في السماء . ه - كـان ينقـصـه أن يتبع الراعي الصالح . ٦- كـان يـعـتـقـد أن غناه المادي دليل الرضى السماوي . الله يعطينا المواهب والمال كـوكـلاء ، ونحن لا نملك شيئاً ، ماذا تفعل بما لك الزائد عن احتياجاتك ؟ هل تنفقه ببذخ ، وهذه خطية ؟! هل تتـدخـره للمـسـتـقـبل الأرضى فقط ، وهذه تحتمل أن تكون خطية ؟! هل تـنـفـقـه لـفـائـدة الآخـرين ، وهنا عين الصواب ؟! ثالثاً : - ماذا أفعل لأرث الحـيـاة الأبدية ؟ ۱- اذهب : في طريق التـوبة ، عش التوبة وغير طريقتك وفكرك . ( حياة التوبة ) ۲- بع كل مـالك : عش حياة الحرية ، لا تربط قلبك بشيء أرضى . ( حياة الحرية ) ٣- وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السـمـاء : عش حـيـاة العطاء لتـشـعـر بالسعادة . ( حياة العطاء ) ٤- تعال اتبعنی : عش حياة الوصية . واتبع خطوات المسيح . ( حياة الوصية ) ٥ - حـامـلاً الصليب : حـيـاة الـجـهـاد الروحي ، متشبهاً بسيدك الذي حمل صليب الفداء من أجلك ومن أجلى ومن أجل كل إنسان . مضى الشاب الغنى حـزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة ، وأمواله صنعت حاجزا بينه وبين السماء . أما أنت أيها الحبيب فاعلم أن كل شيء مستطاع عند الله ، فيستطيع المسيح أن يساعدك ويسندك . فليعطنا مسيحنا أن تكون حياتنا في هذا الطريق ، لكيـمـا نرث جميعاً الحـيـاة الأبدية والملكوت السماوي. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل