المقالات

28 فبراير 2023

هـل الاعــــــــتراف ضــــــــرورة كتـابيـة

كثيراً ما يثير الجدل بين الشباب بخصوص « ضرورة الاعتراف » ، وهل الاعتراف بدعة جديدة في الكنائس التقليدية ، أم أن له الأساس الإنجيلي والحقيقة أننا نشكر الله أن كنيستنا التقليدية إنجيلية جداً ، وأن هناك آيات في الإنجيل يستحيل أن نحياها أو تطبقها إلا من خلال الاعتراف . وبالاضافة إلى هذا الأساس الكتابي ، هناك أسس أخرى نبنى عليها ضرورة الاعتراف لضمان سلامة حياتنا الروحية . 1 ـ الأساس الكتابي :- الاعتراف واضح في العهد الجديد كامتداد للعهد القديم . ففي العهد القديم كان المخطىء يضع يده على رأس الذبيحة المقدمة ، ويقر بخطاياه أمام الكاهن ، وكان خطاياه انتقلت من عليه إلى الذبيحة ، التي يسفك دمها عوضاً عنه ، حيث أن « أجرة الخطية هي موت » ( رو ٢٣:٦ ) « فإن كان يذنب في شيء من هذه يقر بما قد أحطأ به ، ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التي أخطأ بها ... فيكفر الكاهن عنه » ( لا ٥: ٥ - ٧ ) . لكن إن أقروا بذنوبهم التي خانوني بها ... أذكر ميثاقى » ( لا ٦ : ٤٠ - ٤٢) « اذا عمل رجل أو امرأة شيئاً من جميع خطايا الإنسان ... فقد اذنبت تلك النفس ، فلتقر بخطيتها التي عملت » ( عد٦:٥ -٧). + قال يشوع لعاخان : « یا اپنی اعط الآن مجداً للرب ... اعترف له واخبرنى الآن ماذا عملت ، لا تخف عنى » ( يش ٩:٧) - قال داود لناثان : « أخطأت إلى الرب » فقال له ناثان : « والرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك ... لا تموت » ( ۲ صم ١٢ : ١٣ ) « من يكتم خطاياه لا ينجح ... ومن يقر بها ويتركها ... يرحم » ( أم ٢٨ : ١٣) أمتد الاعتراف إلى العهد الجديد حين قال الرب لتلاميذه :أعطيك مفاتيح ملكوت السموات ، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات ، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات » (مت ١٦ : ١٩ ) كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء ، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء » ( مت ۱۸ : ۱۷ - ۱۸ ). « من غفرتم خطاياه تغفر له ، ومن امسكتم خطاياه أمسكت » ( یو ۲۰ : ٢٣) ضوابط هذا السلطان : ليس سلطان الحل والربط سلطاناً مطلقاً للكاهن على الشعب ، بل هناك ضوابط هامة نوجزها فيما يلى : ۱ ـ هذا سلطان للبناء لا للهدم ... فالكاهن يستخدم هذا السلطان ليبني أولاده ، حتى إذا ما ربطهم ومنعهم عن التناول ، فلسبب يراه بالروح القدس وبموضوعية كاملة وحب شديد . ٢ - فإذا ما كان المعترف تائبا نادماً أخذ الحل ، أما إذا تمسك بخطيته فإن الكاهن مضطر أن يربطه( أى يمنعه عن التناول ) حتى يتوب . « إن لم يسمع من الكنيسة ، فليكن عندك كالوثني والعشار » ( مت ۱۸ : ١٧ ) أي أنه حالياً خارج الحظيرة والمائدة ... نكن له الحب ونصلى من أجله إلى أن يتوب . ۳ - الروح القدس هو جوهر سر الاعتراف ، فهو الذي يسمع المعترف ، وهو الذي يرشد الكاهن ، وهو الذي ينطق بالحل أو الربط . وهذا واضح من منطوق التحليل الكنسي الذي فيه يضع الكاهن نفسه مع المعترف طالباً الحل : « ابنك فلان وضعفی .بارکنا وحاللنا وطهرنا » . 4 - حين كذب حنانيا وسفيرة على بطرس قال لهما : « لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس .ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب » (اع ٣:٥-٩) وهنا ربط واضح بين الكاهن وحلول وفعل الروح القدس في الأسرار . 5 ـ وحتى في حالة الانحراف العقيدي أو الإيماني ، تعطى الفرصة كاملة للإنسان ليفهم خطأه ويتوب عنه ، وإلا تتم محاكمته بطريقة عادلة ، و يصدر عنه الحكم الكنسى . لأنه إذا كان الرسول بولس قد فعل ذلك مع شاب ( تزوج ) امرأة أبيه « باسم ربنا يسوع المسيح إذ أنتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح ... يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد ، لكى تخلص الروح في يوم الرب » ( ۱ کوه : ٤ ، ٥ ) ... إن كانت خطية جسد أستوجبت هذا الحكم ، فكم بالحرى خطايا الإيمان والعقيدة ؟ ! إن سلطان الحل والربط في الكنيسة ليس تحكم بشر ، بل هو مسئولية رهيبة إذ يجب أن يخضع فيها الكاهن للروح القدس تماماً ، في تجرد كامل ، وموضوعية أكيدة ، وحب شديد . وبعد أن تطمئن يا أخى الشاب أن الأساس الكتابي للاعتراف راسخ بطول العهدين : القديم والجديد ، ننتقل إلى أسس أخرى هي : الأساس الكنسي ، والإرشادي ، والنفسي للاعتراف . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
27 فبراير 2023

أضواء من الإنجيل كيف نحب الله ؟ ( ٥ )

بارکی یا نفسى الرب ولا تنسى كل حسناته الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفى جميع أمراضك الذي يفدى من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك . ( مز ١٠٣: ٢-٥ ). تكلمنا سابقاً عن تأملنا في صفات الله الجميلة كوسيلة لنمو محبتنا له ويلزمنا أيضاً أن نتذكر إحسانات الله ومعاملاته الخصوصية معنا لكي تنمو هذه المحبة . ليتنا ندون في مذكرة خاصة كل المواقف التي نشعر فيها بعمل الله معنا ولأجلنا وما أكـثـر هـذه المـواقـف في كـل يـوم مـن أيـام حياتنا إننا نستطيع أن نختبر عمل الله معنا جـديـداً في كل يوم ، ونختبر حب الله متدفقاً باستمرار حتى نـقـول مـع الـقـديـس أوغسطينوس « تأخرت كثيراً في حبك أيها الجمال الفائق في القدم ، والدائم جديداً إلى الأبد » - ليتنا لا ننسى أفضال الله علينا التي تكاد لا تحصى ... وبمـقـدار تـذكـرنـا لهـذه الأفضال ، مقدار إزدياد إحسانات الله علينا لأنه « لـيـس عـطـيـة بلا زيادة إلا التي بلا شكر » كما قال الآباء : إن تـذكـرنا هذه الإحسانات هو نوع من الوفاء والعرفان بالجميل ، بل هو أقل ما يمكن عمله لكي نكافىء الرب عن كل ما يحسن به إلـيـنـا ... أما تجاهل هذه المحبة الإلهية ، فهو نـوع مـن الجحود ، وقساوة الـقـلب ، وعدم الوفاء . ولعلنا لا نقبل على أنفسنا أن نصل إلى هذا المستوى . والآن ما هي الأمـور الـتـي يمـكـنـنا أن نتذكرها من إحسانات الله ؟ ... لعلنا نتأمل في كلمات المزمور ( ١٠٣ : ٢ - ٥ ) « بارکی یا نفسی الرب ، ولا تنسى كل حسناته » . ١ ـ الذي يغفر جميع ذنوبك : إذا استرجعنا شريط حياتنا ، سوف نرى كـم مـن مـرة غـفـر الـرب لـنـا مـن الذنوب والخطايا ما يصعب حصره واحصاؤه ... إنه قـلـب غـافـر محب مستعد أن يقبل توبتنا ورجوعنا إليه باستمرار . والعجيب أن يغفر « جميع » الذنوب إذا لا توجد خطية مع التوبة ـ مهما عظمت ـ لا يغفرها الله . ماذا كان ممكناً أن يحدث ، لو أن الرب حاسبنـا وعـاقـبـنـا حسبما تستوجب جميع خطايانا ؟ ! إن الخطية خاطئة جداً ، وهي تحزن قلب الله القدوس الرافض للشر وللخطية بصفة مطلقة ، ولكنه مع هذا أرسل إبنه الوحيد كـفـارة لخطايانا لأنه أحبنا . أي إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم ... لأنه جعل الذي لم يعرف خطيـة خـطـيـة لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه » ( ٢ کوه : ۱۹ - ۲۱ ) . كان دم المسيح المـسـفـوك هـو الثمن الفادح للـغـفـران ... فأى شكر وأى عرفان نقدمه في مقابل ذلك الدم الثمين . إن كلمة « الذي يغفر جميع ذنوبك » تـذكـرنـا بمـديـونيتنا غير المحدودة لله ... حتى نقف مبهورين - مشدوهين ومشدودين إلى ذلك الحب الفائق العجيب ... !! ٢ـ الذي يشفي كل أمراضك : الرب هو الطبيب الحقيقى لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنـا . إنه لا يغفر الخطية فقط ، بل يـشـفـى جراح خطايانا كما قال اشعياء النبي « بـجـراحـاتـه شـفـيـنا » ( اش ٥٣ : ٥ ) . الخطية مرض ويلزم الشفاء من هذا المرض ، أي ينتقل الإنسان من ظلمة الخطية وآثارها المريعة المدمرة لكيانه إلى طريق القداسة المنير ، أن يتحرر الإنسان من مشاعر الخطية ومحبتها وذكرياتها الملبسة للموت ، أن يبدأ في كراهية الخطية ، أن يمتلىء قلبه من حب حتى يصل إلى نقاوة القلب الحقيقية . إن روح المسيح يعمل في الإنسان الـتـائـب ، حتى يبرأ من كل مرض أعتراه . الروح القدس النارى يطهر قلب من الخطية ويسكب فيه محبة الله . ومن جانب آخر كم من مرة شفانا الرب أيضاً من أمراضنا الجسدية ، وأنقذ حياتنا من الموت ، وأعطانا فرصاً جديدة للحياة ؟ إن المرض قد دخل إلى العالم بعد سقوط الإنسان ، وهو سلاح قد يستخدمه الشيطان أحـيـانـاً للقضاء على البشر ، ولكن الرب الـشـافي كـثـيـرا مـا تحـتـن على الجـمـوع « والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم » ( لو٩ : ١١ ) . كان الشفاء الذي صنعه السيد المسيح هو إيذانا ببداية عهد الشفاء للبشرية مـن كـل نتائج الخطية حتى أنها ترنمت قائلة : مع المـرنم « الذي يشفي كل أمراضك » ( مز ۱۰۳ : ۳ ) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد السابع عشر عام ١٩٨٨
المزيد
26 فبراير 2023

لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض

فى بداية الصوم المقدّس ياأحبائى الكنيسة بتضع لنا هذا الفصل الفائق وهو جزء من الموعظة على الجبل من إنجيل مُعلّمنا متى الإصحاح6 0يقول لنا هكذا " لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ "الكنيسة تريد أن تقول لنا بما أنكّم ناس بتقدّموا لله ذبائح من أجسادكم وهى ذبائح الصوم وبما أنكّم بتقدّموا ذبائح عقلية فى الصلاة تحثنّا على أن يكون كنزنا فى السماء فالسؤال الذى يتبادر للذهن فى الحال وهو " فهل الإنسان عندما يكون عنده مال فهل هذا خطية ؟ " ، فالمال فى حد ذاته لا يكون خطية0ولكن ما أسهل أن يُحولّ إلى خطية عدو الخير مكّار لأنّ الإنسان الذى يكنز له كنوز على الأرض صعب جداً أن يكون عنده إتكال على الله ولكن بيكون عنده يقين فى ماله وتكون ثقته فى ماله وهنا أصبح أنّ المال له مشكلة خفية0بأنّه يسحب النفس وإهتماماتها إلى كل ما هو أرضى وهذه هى خطورة أن نكنز لنا كنوز على الأرض ولذلك قال لنا الكتاب " ما أعثر دخول ذوى الأموال إلى ملكوت السماوات " ولكن لماذا ؟! لأنّ فى الحقيقة لكى الإنسان يكون وهو غنى غير واضع إتكاله على المال فإنّ هذا يحتاج إلى تقوى عالية جداً ، ويحتاج لإنسان يعرف الله جيداً فالغنى أساساً هو عطية من الله ولكن عدو الخير بيحولّها بأن يضع فيها قلب الإنسان فأنت أين هو كنزك ؟فعلى ماذا تتكّل ؟ فى بداية الصوم الكنيسة تقول لك " حيث يكون كنزك يكون قلبك " ، فالنفس يا أحبائى عندما تتكّل على غناها يبدأ الله يتضاءل فى عينيها ويشعر الإنسان أنّه قادر أن يدبّر أموره بذراعة وهنا يشعر الإنسان يا أحبائى أنّه يوجد حاجز ضخم جداً بينه وبين ربنا وغير قادر أن يصل إليه فيوجد ضباب كثيف حاجب الرؤية ولأنّ العالم قد وُضع فى الشر فالحياة بتصعّب الأمرومن هنا الناس بتبدأ ترتبط بالأرض وتنسى السماء والسماويات ولذلك الكنيسة بتقول لك إنتبه فنحن لا نقدر أن نقول لك أنّ صومك مقبول وأنت واضع إتكالك على مالك فالقديس بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس فى رسالته الأولى الإصحاح 6 :17 يقول له " أوصى الأغنياء فى الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شىء بغنى للتمتّع "فيقول للأغنياء لا تعتقدوا أنكّم قد إرتفعتم فمشكلة المال أنّه يجعل الإنسان يضع يقينُه فيه0ومن هنا بيسحب قلبه ويسحب إهتمامه والنفس تكون فى صراع بين الله والمال القديس يعقوب السروجى يقول قول رائع جداً يقول " إنقل غناك على أكتاف المُحتاجين وهناك يوصلّوا كنزك بأمانة " توجد قصة أنّه كان يوجد إنسان بيعطى الكنيسة بسخاء شديد جداً فأبونا قال له كفاك فأنت بتعطى كثيراً فقال له الرجل " أنا قد تعودّت على الأرض أن أكون غنى فلا أريد أن أكون فى السماء فقير" فهو إنسان حكيم بينقل غناه على أكتاف المُحتاجين فحتى أعمال الرحمة بتشفع فينا وتشهد لنا يقول لنا بُستان الرهبان أنّه كان يوجد رجل جاءت له دعوة لمقابلة الملك فخاف وإرتعب وحاول أن يجد ناس توصلّه للملك فجاء له واحد وقال له أنا أستطيع أن أوصلّك لباب القصر فقط ولا أستطيع ان أدخل معك للملك ثم وجد واحد آخر قال له أنا أستطيع أن أوصلّك إلى باب حجرة الملك ولكن سأتركك هناك وواحد قال له أنا سأدخل معك للقصر وسأدخل للحجرة وسأتكلّم بالنيابة عنك فالأول هو الطهارة والثانى هو فضيلة المحبة فهى التى تأتى بنا إلى باب حجرة الملك أمّا فضيلة الرحمة فهى التى ستدخل وتتكلّم بالنيابة عنّا هى بذاتها ستتكلّم مثل الفتاة الصغيرة التى إسمها طابيثا جاءوا الناس المساكين إلى بطرس الرسول عندما ماتت طابيثا وأحضروا له الملابس التى صنعتها لهم0وكانت أعمالها تشهد لها ولذلك الإنسان لو عرف هذا السر ما تمسكّ بغنى أبداً وربنا يسوع عندما أتى ليكلّمنا وجدنا أنّه إبتدأ يعطينا أمثله من الحياة التى نعيشها وليس من السماء0فقال أنّ النفس أفضل من الطعام والُلباس " أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من الُلباس إنظروا إلى طيور السماء أنها لا تزرع و لا تحصُد و لا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوى يقوتها ألستّم أنتم بالحرى أفضل منها ولماذا تهتمون بالُلباس تأملّوا زنابق الحقل كيف تنمو0لا تتعب و لا تغزل ولكن أقول لكم أنّه و لا سُليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها " ( متى6 : 25 – 29 ) يقول يا جماعة فإنّ العصافير والحمام هم من ضمن الكائنات العجيبة التى لا تقبل أن تُخزّن لها حبوب وأبوكم السماوى يقوتها معقول أنّ الطيور تكون واضعة لها حكمة عالية وثقة عالية فى خالقها أكثر منك !وماذا أيضاً ؟! سنابل الحقل " فإن كان عُشب الحقل الذى يوجد اليوم ويُطرح غداً فى التنّور يُلبسه الله هكذا أفليس بالحرى جداً يُلبسكم أنتم يا قليلى الإيمان " ( متى 6 : 30 ) إنظروا لجمال زهرة فإذا كان الله قد زينّها بكل هذا أفليس يُلبسكم ! وبالرغم من أنّ الزهرة تعلم أنّ صاحبها سينزعها من الأرض ويكلّمنا أيضاً عن الغربان المولودة التى لا يوجد لها طعام فإنّ الله يقُوتها ولذلك يا أحبائى الإنسان فى بداية صومه لابد أن يراجع نفسه ويقول هل المال قد سحب قلبى ؟! فالمفروض أن أتذوّق حلاوة العطاء بأكثر يقين وبأكثر إيمان فلا تعتقد أنك قد إختليت العقل عندما ساعدت الفقراء لا أبداً نريد أن يكون معنا الصديق الذى سنأخذه معنا فى الأبدية لكى يشفع فينا فيقولوا عن أبونا بيشوى كامل الله ينيح نفسه أنّه كان يزور أسرة وكانت هذه الأسرة غنية جداً وزوجة هذا الرجل كان يصعب عليها جداً إن زوجها لا يُعطى العشور لله فسألت أبونا بيشوى : هل يا أبونا العشور هى فى كل شىء ؟! فقال لها نعم فالرجل قال ولكن هذا كثير جداً فأبونا قال له إعطى لله ولو جزء بسيط فوافق الرجل وقال أنا سأدفع إثنين جُنيهاً ثم بعد ذلك أبونا عرّفهم على أسرة فقيرة جداً فوجدوا انّ هذه الأسرة مسكينة جداً ومحتاجة جداً وتعيش فى حجرة بسيطة جداً وإبتدأ الرجل يتعرّف على أسرة أخرى وكان يجد مثلاً انّ الولد فيها تعبان وليس لديه علاج فإبتدأ يدفع أكثروإبتدأ عندما يرجع إلى بيته ويفكّر هو وأولاده فى إحتياج هذه العائلات الفقيرة وكان بيخجلوا من أنفسهم عندما يجدوا إحتياج الناس هكذا وبذلك إبتدأ يحدث للأسرة لون من ألوان القناعة وبذلك صار هو شبه يعيش على العشورفكلّما يعطى الإنسان فإنّه يشعر أنّ من يرحم الفقير يُقرض الرب فإنّ محبة المال تُعطلّ الإنسان جداً عن رؤية الله0وتُعطلّ الإنسان عن مكسب السماء تخيّل أنّ الإنسان بيجاهد وبيحاول يصوم ولكن يوجد ركن فى قلبه مُظلم00ثق أنك عندما تُعطى ربنا بيعطيك مئة ضعف وثق أنك وأنت بتُعطى لربنا وأنت فرحان أنّ هذا يخزّن لك رحمة فى السماء الكنيسة تقوا " عوّضهم عنها بغفران خطاياهم " وفى الصوم الكنيسة تقول " طوبى للرُحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم " فما هى علاقة الصوم بالرحمة ؟! يقولوا أنّ الكنيسة يا أحبائى قصدها من الصوم أن تجعل الإنسان يعيش مترّفع تماماً عن شهوة الأطعمة 0وبأقل اقل الأطعمة فيصرف أقل0فالمفروض أنّ الذى وفرّة فى المال يُعطيه للفقراء ويقول أنّ الذى وفرّته من قوتى أعطيه عطية للمُحتاج فالمفروض إنى أكون فى الصوم مُتعفف فى طعامى فأُعطى عطايا غير عشورى فأنا من خلال صومى شعرت بوجود الله وشعرت بالمساكين " طوبى للرُحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم والمسيح يرحمهم فى يوم الدين ويحل بروح قُدسه فيهم " ، فيبدأ الإنسان إيمانه يزداد بالله فياليت الإنسان لا يُفكر كثيراً فى إتكاله على ماله ولكن يتكل على الله لأنّه هو الرازق ومُعطى جميع الخيرات ربنا يقبل صومنا ويجعلنا نقف أمامه فى إستحقاق ربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
25 فبراير 2023

انجيل عشية يوم الأحد الأول من الصوم الكبير

تتضمن الحث على العمل لما بعد القيامـة . مرتبـة على قوله تعالى بفصل الإنجيل : " لا تهتموا بالغد ، لأن الغد يهتم بما لنفسه يكفى اليوم شره " ( مت ٦ : ٣٤ و ۷ : ۱-۱۲ ) إذا كان ربنا له المجد لمحبته لنا وشفقته علينا يأمرنا بعدم الإهتمام بالفانيـات وأن لا نشغل افكارنا عن طلب الباقيات في الاهتمام بحاجة الغد . ويعرفنـا انـه إذا كان يهتم بطعام الحيوانات المخلوقة لأجلنا فكيف يهمل مصالحنـا ؟ ويضـرب لنـا الأمثال بطيور السماء وسوسن الحقل وغير ذلك . فمالي أرى كثيرين من الناس لا يقنعهم حصول قوت اليوم ولا الاسبوع ولا السنة كلها ولا سنين كثيرة . بل يحفظون مال قوم . ويغتصبون مــال آخريـن . ولا يكتفون بمحصول صناعتهم أو تجارتهم . فيستعملون الظلـم والريـاء . ويستبيحون الغش والخيانة وما أشبه ذلك . وما بالنا لا ننظر إلى نعيم السماء الذي نمتلكـه مـع المسيح والخلود في سعادة الأبد ونعرض عن الاهتمام بالامور التـى تعوقنـا عـن البلوغ اليها ؟ فإذا كان أحدنا قد دعى إلى وليمة جمعت الوانا مـن الأطعمـة والاشـربة والفواكه والروائح الطيبة وسماع المطربات فانه يقطع كل العوائق المانعة له عـن الذهاب إلى هناك . ويختصر الكلام مع ولده وعبده واهل بيته وأيضا الذين يقبلــون عليه لاجل السلام في الطريق رغبة منه في سرعة الوصول اليها مع علمـه بـأن لذاتها قصيرة الزمان سريعة الزوال . وربما لا يسلم فيها من عروض حادث يكـدر سروره ويزعج نفسه . فما بالنا لا نلتفت ونشتاق إلى وليمة . المسيح صانعـها ومبدعـهـا ومـهيئ أصناف طيباتها ولذاتها الدائمة . بحيث لا يصل المتطفلون ولا المفسدون إلى هنـاك ؟ وكيف لا نقطع الاسباب المانعة ونترك الاهتمام بالامور التي تعوقنا عن الوصـول إليها ؟ ويا للعجب من اولئك الذين يخافون من أهوال يوم القيامـة ومـن عـذاب الجحيم . ولا يرغبون في الحضور إلى وليمة المسيح والنظر إلـى وجـهـه الأنيـس والتمتع بسعادة الابد ومعاشرة الملائكة وغير ذلك من المسرات التـى لا يسـتطاع وصفها . ولعمري إن الخيبة من ذلك المجد اشد عقوبة من العذاب في الجحيم وكيـف لا نخاف من الوقوف بين يديه . وهو عابس في وجوهنا وغير مقبل علينا ؟ وكيـف لا نذوب خجلا من قوله صارخا نحونا : " أذهبوا عنـى يا ملاعين إلى النار الابديـة المعدة لإبليس وملائكته " . وقوله لغيرنا " تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم فانظر ياهذا إلى حسن صنيعه بنا ومخاطبته إيانا . حيث لم يبكتنا علـى دوام احسانه الينا وسوء مكافأتنا له . لكنه يبكتنا تبكيتاً يدل على عظم محبته لنـا وكـثرة رأفته بنا . ولهذا لم يقل إني اعاقبك لانك لم تخدمني جيداً . أنا الذي خلقتك من العـدم . وأوجدت لك نفساً ناطقة واقمتك متسلطاً على البرايا الارضيـة . وخلقـت لأجلـك العناصر والحيوانات والنباتات والاشجار واسماك البحار وطيور السماء . ثم خـالفت وصيتي . لقد إحتمل لاجل خلاصنا بالعدل خلسة التلبس بالناســوت البشـرى وآلام الصلب وخزى البصق واللطم والموت الشنيع . بل أنه انزل المساكين منـا بمنزلـة أخوته . وقال اني أعاقبك لإهمالك العناية بمصالحهم . وغفلتـك عـن الرأفـة بـهم والرحمة لهم . فإذا كانت المجازاة لابد أن تكون عن يقين . فما بالنا نلعب في مـدة حياتنـا كالاطفال ؟ ونتعلل بما يشغلنا كالمفطومين من الرضاع ؟ وكيف إذا رأينا الصبيان في وقت لعبهم يصنعون بيوتاً صغيرة ويسقفونها بالعيدان ويتخذون لهم تمـاثيل الخيـل وغيرها من الطين والخزف . فننقلب ضاحكين عليهم لاغتباطهم بهذه الدنايا الحقـيرة ولا نخجل نحن من ضحك العقلاء الناظرين في الحقائق علينا إذا رأونا نبذل الجـهد في بنيان القصور والمنازل الجميلة . ونأمر الفعلة بتقوية الأسـاس وتوثيـق البنـاء وتلوينه بالاصباغ . وتزينه بالنقوش وترصيع أرضه بالرخام ونحوه . ثم نهتم بعمـل الاطعمة واتخاذ الاشربة والحصول على الفواكه والحلويات وغــير ذلـك . فإنـهم يضحكون علينا لنقص عقولنا . ويندبون خسارة اهتمامنا . لانهم يعلمـون سـرعة مفارقتنا لهذه المنازل ، وسرعة تلاشي لذة الاطعمة والأشربة حيث أنها لا تـدوم إلا قليلا وقت تناولها . وكما أن الصبيان لتشاغلهم بتلك الاباطيل المذكورة أنفاً يـهملون دروسـهم ويتهاونون في الذهاب إلى مكاتبهم . فينالون القصاص من المعلمين . فنحن أيضـاً إذا اشتغلنا بالامور الباطلة ، وافتخرنا بنقوش الثياب وتزيين المنازل واهملنـا المواعـظ والتعاليم الروحية فإننا نستحق القصاص ولا يوجد لنا شفيع ولا منقذ . فسبيلنا أن نتحول من مشابهة الصبيان . ونستيقظ من نومنا ونسـارع إلـى نوال خلاصنا . لنفوز بنعمة ربنا الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
24 فبراير 2023

مائة درس وعظة ( ٤ )

٤- الله يريدني ( يونان النبي ) « حين أعيت في نفسي ذكرت الرب ، فجاءت إليك صـلاتي إلى هيكل قـدسك . الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم . أما أنا فـبـصـوت الـحـمـد أذبح لك . وأوفي بما نذرته . للرب الخلاص » ( یونان ۲ : ۷-۹ ) هل تتطابق مشيئتك الشخصية مع المشيئة الإلهية ؟ عندما تصلى « لتكن مشيئتك » هل فعلاً تقصـد مـا تقـول أم أنك تسير على حسب مشيئتك الشخصية ؟ في أحداث قـصـة يونان نقف أمام هذا السؤال ، وكيف أجاب يونان وربان السفينة على هذا السؤال . إن الله كان يهتم بإنقـاذ شعب مدينة نينوى ، وربان السفينة يهـتم بإنقاذ ركاب السفينة . أما يونان على الرغم من أنه نبي من الأنبياء ظهر في القرن الثامن قبل الميلاد - كان يشغله سؤال واحد فقط هو : كيف أنقذ نفسي ؟! ولكن ما هي خطة الله لإنقاذ شعب نينوى ؟ الله كانت لديه خطة ليخلص شـعب مـدينة نينوى الذي قال عنهم في نهاية السـفـر : إنهم كانوا اثنتى عـشـرة ربوة ( والربوة عـشـرة آلاف ) وغـالـبـا كـان هذا العدد ينطبق على الرجال فقط دون الأطفال والنساء ، ولكنهم ذات قيمة غالية عند الله وأراد أن يخلصهم . أولاً : اختيار وإرسال : اختار الله شخصا ليرسله إليهم وكان هذا الشخص هو يونان النبي ، ولكن يونان لم يـتـمـم الأمـر ، ففكر أن يهرب من الله وغابت عنه حقيقة : أن الله يملأ السـمـاء والأرض ، أمـا الله فـقـد أطال أناته على يونان . ثانيا : طول أناة الله : دائما ما يأتي على فكرنا هذا السؤال .. لماذا يطيل الله أناته على الأشــــرار والخطاة ؟! الله في طول أناته يحـاول أن يوقظ الإنسان ، أحيانًا يوقظه بقرعات خفيفة ( عظة ، قراءت..إلخ ) ، وأحيانا قـرعـات الله تكون شديدة مثل ما حدث مع يونان النبي . الله أطال أناته على يونان وبعد ما كان یونان على حافة الموت أعـد لـه حـوثـا مكث في جوفه ثلاثة أيام . وهنا العجب يا إخوتي أن يونان يهرب من الله ولكن الله ينتظر عودته . ثالثا : رحمة الله ونجاح المهمة الكرازية : الله في رحـمـتـه يطى درسا بالغا وشديدا لهذا الشعب فـقـدم الشعب كله ( ألوف من البـشـر ) توبة رائعة ، ونجح الله في خطته لإنقاذ شعب نينوى . رابعا : دور الوثنيين : ربان السفينة الذي لا نعرف اسمه ولا جنسـيـتـه ... ( ولكننا نعرف أن بـحـارة السفينة كانوا من الأمم الوثنية » ، عندما هاج علـيـهـم البـحـر اتخـذ عـدة أمـور لينقذ السفينة منها :- ١. التخلص من الأشياء الثقيلة البضائع والأمتعة الموجودة في السفينة حتى يخف وزن السفينة . ۲. طلب من ركاب السفينة أن يصـرخ ( يصلي ) كل واحـد لإلـهـه ، وهذا يبين لك الالتجاء إلى الله ، وهذا ما فعله البحارة الذين يعبدون الأوثان . ٣. إلقاء قرعة على الركاب ليعرفوا سبب هذه البلية التي وقعوا فيها « فصرخوا إلى الرب وقـالوا : أه يارب ، لا نهلك من أجل نفس هذا الرجل ، ولا تجـعل علينـا دمـا بريئا ، لأنك يارب فعلت كما شئت » یونان . ( 1 : 14 ). خامسا : دور یونان : يونان الذي كان يشغله سؤال ، كيف أنقذ نفسی ؟ ۱. سقط في خطيـة الأنانية إلى أقصى حـد ، مـا هذا القلب الذي يـهـرب مـن المسئولية ! ۲. نام نوما ثقيلاً وجعل أذنه لا تسمع صـوت الله ولا تسمع صوت الضمير وكـانت تـأخـذ يونان الغفلة التي قد تكون إحـدى مسببات الخطية ، وكان يبرر هذه الغفلة لنفسه بأن أهل نينوى شعب وثنى بعيد عن الله - إن أرسلك الله لتـؤدى عـمـلاً أو رسالة فلا تتوان ولا تتكاسل . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
23 فبراير 2023

شخصيات الكتاب المقدس توما الرسول

نشأته اسم توما هو يوناني وتفسيره (العجيب) ويقال له التوأم وهو من سبط يهوذا من أورشليم ولد في الجليل ولم يكن موجودا في الظهور الأول في عليه صهيون بعد قيامة الرب يسوع المسيح وبعد 8 أيام اراه السيد المسيح الجروح التي في يديه وجنبه وحينما راي صرخ قائلا ربي والهي (يو 20). كرازته انطلق توما بعد حلول الروح القدس علي التلاميذ في عليه صهيون الي بلاد الهند واشتغل كعبد عند احد اصدقاء الملك ويدعي لومنيوس الذي رأي في القصر بعد أيام يبشر بالايمان المسيحي فغضب الملك وعذبه كثيرا وربطه بين اربعه اوتاد وسلخ جلده ولما رأي أنه شفي بقوه الهية أمن هو نفسه بالسيد الرب يسوع المسيح واهل بيته وعمدهم ورسم لهم كهنة واقام عندهم وبني لهم كنيسة وكان يثبتهم علي الايمان.ذهب الي مدينة قنطوره فوجد شيخا يبكي بحراره لان الملك قد قتل أولاده السته فصلي عليهم القديس واقامهم الرب بصلوات القديس توما فأغتاظ كهنه الاوثان فارادوا رجمه واخذ أول حجر ليرجمه فبيست يده فرسم القديس توما علامه الصليب عليها فعادت مرة اخري. القديس توما ورؤيته لجسد القديسه مريم العذراء صاعدا الي السماء فعند نياحه القديسه العذراء مريم لم يكن موجودا القديس توما وكان يبشر في الهند وعند رجوعه وقت دفنها رأي القديس توما جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين بها فقال واحد منهم اسرع وقبل جسد القديسه الطاهرة مريم.وعند حضورة الي التلاميذ اعلموه بنياحتها أظهر شكه كما في قيامة السيد المسيح فمضوا معه الي القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدهش الكل فعرفهم توما الرسول كيف انه شاهد جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين بها. استشهاده عندما ذهب الي مدينة بركنياس وغيرها ونادي فيها باسم المسيح فسمع الملك واودعوه في السجن وقطع رأسه فنال اكليل الشهادة وتعيد الكنيسة في 26 بشنس ونقل جسده الي الرها.يُقال أن الرسل ألقوا قرعة ليعرفوا أين يمضي كل واحد منهم للتبشير. فكان نصيب الرسول توما الهند. فحزن لأنه سيبتعد كثيراً عن فلسطين. فظهر المسيح له معزّياً. أسس توما كنائس ورسم أساقفة واستشهد في الهند.ولد توما - الذي يقال له التوأم - في إقليم الجليل واختاره السيد المسيح من جملة الإثني عشر رسولاً (مت10: 3). وهو الذي قال للتلاميذ عندما أراد المخلص أن يمضي ليقيم لعازر: "لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه" (يو11: 16)، وهو الذي سأل السيد المسيح وقت العشاء: "يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟" فقال له المسيح: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 5،6).ولما ظهر السيد المسيح للرسل القديسين بعد القيامة وقال لهم "اقبلوا الروح القدس" كان هذا الرسول غائبًا. فعند حضوره قالوا له: "قد رأينا الرب"، فقال لهم: "إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن". فظهر لهم يسوع بعد ثمانية أيام وتوما معهم وقال له: "يا توما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا". أجاب توما وقال له: "ربي وإلهي"، قال له يسوع: "لأنك رأيتني يا توما آمنت؟ طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 19-29).وبعد حلول الروح القدس على التلاميذ في علية صهيون وتفرقهم في جهات المسكونة ليكرزوا ببشارة الإنجيل، انطلق هذا الرسول إلى بلاد الهند وهناك اشتغل كعبد عند أحد أصدقاء الملك ويدعى لوقيوس، وبعد أيام وجد لوقيوس الرسول توما يبشر من القصر بالإيمان المسيحي فغضب من ذلك وعذبه كثيرًا وربطه بين أربعة أوتاد وسلخ جلده. وإذ رأى أنه قد شفي سريعًا بقوة إلهه آمن هو نفسه بالسيد المسيح مع أهل بيته، فعمَّدهم الرسول باسم الثالوث الأقدس ورسم لهم كهنة وبنى كنيسة وأقام عندهم عدة شهور وهو يثبتهم على الإيمان.ثم توجه من هناك إلى مدينة تسمى قنطورة فوجد بها شيخًا يبكي بحرارة لأن الملك قتل أولاده الستة، فصلى عليهم القديس فأقامهم الرب بصلاته، فصعب هذا على كهنة الأصنام وأرادوا رجمه فرفع واحد الحجر ليرجمه فيبست يده فرسم القديس عليها علامة الصليب فعادت صحيحة فآمنوا جميعهم بالرب يسوع.ثم مضى إلى مدينة بركيناس وغيرها ونادى فيها باسم السيد المسيح، فسمع به الملك فأودعه السجن، ولما وجده يعلم المحبوسين طريق الله أخرجه وعذبه بمختلف أنواع العذابات. وأخيرًا قطع رأسه فنال إكليل الشهادة. السنكسار، 21 بشنس. استشهاد توما الرسول (26 بشنس) في مثل هذا اليوم استشهد القديس توما الرسول الذي يقال له التوأم. ولد هذا القديس في إقليم الجليل واختاره مخلصنا من جملة الإثنى عشر رسولا (مت 10: 3).وهو الذي قال للتلاميذ عندما أراد المخلص أن يمضي ليقيم لعازر " لنذهب نحن أيضا لكي نموت معه (يو 11: 16) وهو الذي سأل ربنا وقت العشاء قائلا " يا سيد لسنا نعلم أين الطريق والحق والحياة " (يو 14: 5 و6) ولما ظهر السيد المسيح للرسل القديسين بعد القيامة وقال لهم اقبلوا الروح القدس كان هذا الرسول غائبا فعند حضوره قالوا له: " قد رأينا الرب. فقال لهم ان لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثارها كما أضع يدي في جنبه لا أومن ". فظهر لهم يسوع بعد ثمانية أيام وتوما معهم وقال له: " يا توما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا " أجاب توما وقال له , " ربي والهي ". قال له يسوع: " لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا " (يو 20: 19 – 29) وبعد حلول الروح القدس علي التلاميذ في علية صهيون وتفرقهم في جهات المسكونة ليكرزوا ببشارة الإنجيل انطلق هذا الرسول إلى بلاد الهند وهناك اشتغل كعبد عند أحد أصدقاء الملك ويدعي لوقيوس الذي أخذه إلى الملك فاستعلم منه عن صناعته فقال: أنا بناء ونجار وطبيب وبعد أيام وهو في القصر صار يبشر من فيه حتى آمنت امرأة لوقيوس وجماعة من أهل بيته.ثم سأله الملك عن الصناعات التي قام بها فأجابه: " ان القصور التي بنيتها هي النفوس التي صارت محلا لملك المجد، والنجارة التي قمت بها هي الأناجيل التي تقطع أشواك الخطية، والطب والأدوية هي أسرار الله المقدسة تشفي من سموم عدو الخير. فغضب الملك من ذلك وعذبه كثيرا وربطه بين أربعة أوتاد وسلخ جلده ودلكها بملح وجير والرسول صابر ورأت ذلك امرأة لوقيوس، فسقطت من كوي بيتها وأسلمت روحها وأما توما فقد شفاه الرب من جراحاته فأتاه لوقيوس وهو حزين علي زوجته وقال له: " ان أقمت زوجتي آمنت بإلهك " فدخل إليها توما الرسول وقال: " يا أرسابونا قومي باسم السيد المسيح " فنهضت لوقتها وسجدت للقديس. فلما رأي زوجها ذلك آمن ومعه كثيرون من أهل المدينة بالسيد المسيح فعمدهم الرسول. وجرف أيضا البحر شجرة كبيرة لم يستطع أحد رفعها فاستأذن القديس توما الملك في رفعها. والسماح له ببناء كنيسة من خشبها فسمح له فرسم عليها الرسول علامة الصليب ورفعها وبعد أن بني الكنيسة رسم لها أسقفا وكهنة وثبتهم ثم تركهم ومضي إلى مدينة تسمي قنطورة فوجد بها شيخا يبكي بحرارة لان الملك قتل أولاده الستة. فصلي عليهم القديس فأقامهم الرب بصلاته فصعب هذا علي كهنة الأصنام وأرادوا رجمه فرفع علامة الصليب فعادت صحيحة فآمنوا جميعهم بالرب يسوع ثم مضي إلى مدينة بركيناس وغيرها. ونادي فيها باسم السيد المسيح فسمع به الملك فأودعه السجن ولما وجده يعلم المحبوسين طريق الله أخرجه وعذبه بمختلف أنواع العذاب وأخيرا قطع رأسه فنال إكليل الشهادة ودفن في مليبار ثم نقل جسده إلى الرها.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين ظهور الرب لتوما (6 برمودة) في هذا اليوم تذكار ظهور الرب يسوع له المجد لتوما الرسول , في اليوم الثامن من القيامة المجيدة وذلك كما يقول الكتاب " وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: سلام لكم. ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا. أجاب توما وقال له: ربي والهي. قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا " (يو 20: 26 – 29) فالقديس توما عندما وضع يده في جنب الرب كادت تحترق يده من نار اللاهوت. وعندما اعترف بألوهيته برئت من ألم الاحتراق. صلاة هذا الرسول تكون معنا. آمين
المزيد
22 فبراير 2023

كيف تعامل الناس؟

هناك وسائل عديدة تستطيع إن تنجح بها في معاملة الناس وتكسب قلوبهم، وبهذا تقودهم بالحب في طريق روحي، وكما قال الكتاب "رابح النفوس حكيم". 1- حقق للناس في حياتك المثاليات التي يشتهونها. 2- ازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس لا تشعر الغير بأنك تتخذ منهم موقف المنافس، الذي يريد أن يستولى على ما في أيديهم، وما يريدون الحصول عليه. 3- احتمل غيرك في وقت ضعفه وفي وقت خطئه واكسبه بطول البال وبالصفح وبسعة الصدر: فلا شك انه سيندم على ما أساء به إليك حينما يخلو إلى نفسه. 4- امدح الناس وأشعرهم بتقديرك لهم، وبأن كل خير يعملونه هو موضع إعجابك، ولا يخفى عليك. 5- احترم غيرك وعامل الكل بأدب، ليس فقط الكبار منهم ومن أنت مجبر على احترامهم، بل حتى الصغار أيضًا ومن هم اقل منك سنا ودرجة. 6- اعمل على بناء الناس، وليس على تحطيمهم. 7- لا تكن كثير التوبيخ للناس، وان اضطررت لذلك ليكن ذلك دون أن تجرح أحدًا، ولا تسيء الظن بالناس ولا تحاول أن تصطادهم بتصرف وبكلمة، ولا تشعرهم بأنك تتخذ منهم موقف المنتقد وموقف العدو. 8- اعذر الناس ودافع عنهم بقدر ما تستطيع بأسلوب الحق لا بأسلوب النفاق وبقدر ما يحتمل الموقف بطريقة سليمة لا رياء فيها ولا مجاملة فيها على حساب الحق. 9- أعط باستمرار وابذل والذي لا تستطيع أن تعطيه معونة قدم له كلمة طيبة وابتسامة لطيفة ومجاملة حَقة وقم بواجبك نحو الكل دون تقصير. 10- عامل الناس باتضاع ووداعة، برقة ولطف، فاللطف من ثمر الروح القدس كما قال الرسول (غل5: 22). 11- افهم الناس واجعلهم يفهمونك بهدوء وروح طيبة، وهكذا عش معهم في التفاهم المتبادل، بالمحبة والهدوء. 12- ادخل في علاقات المشاركة الوجدانية المتبادلة "فرحًا مع الفرحين، وبكاء مع الباكين"، لا تترك مناسبة تطيب بها قلوب الناس دون أن تشترك فيها. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
21 فبراير 2023

الكتاب المقدس وأثره في الحياة الروحية ( ب )

ذكرنا في العدد الماضي أن أهمية الكتاب المقدس في حياة المؤمن تأتى من انه كـلام الله ونستكمل موضوعنا . ٢- الكتاب المقدس هو تاريخ البشرية:- وفیه دراسة لتاريخ البشرية من بدايته إلى نهايته ، وفيه نلمس معاملات الله مع النفس البشرية على اختلاف احوالها وأنواعها انه مدرسة لأخذ الخبرات فمثلا في سفر التكوين تتعرف على خبرة ادم وحواء في خطوات السقوط ، واثار الخطية ووعد الخلاص ، وفي قصة قايين تعرف على ضرورة وإمكانية النصرة على الخطية ، وعلى خطوة الخضوع لصوت العدو ، وفى إبراهيم تتعرف على معنى تبعية الرب في إيمان وثقة ، وفي إسحق نثق في مواعيد الله الصالحة ، وفي يعقوب نتعرف على خطورة التسرع والخداع والعاطفة ، كما نتعرف على اسلوب التصالح مع الناس ، ومن يوسف نتعرف على حنان الله إذ يدبر خلاص الجميع ، ومع يشـوع نتعرف على سر النصرة في أريحا ، وسر الهزيمة في عاي ، وفي القضاة نرى ابطال ايمان ، ونتعرف على بركات الطهارة وخطورة الانحراف في شمشون وهكذا وهكذا. مدرسة واسعة متعددة المراحل تبدأ في التكوين ، وتنتهي في الرؤيا حيث صراع الكنيسة والعـالم ونصرة الله النهائية .. خبرات لا تنتهي ناخذها كعصارة جاهزة لبنيانا نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور » ( ۱ کو ۱۱:۱۰ ) . ٣- الكتاب المقدس هو مكان لقاء واتحاد مع الله :-إلا أننا حينما نجلس هادئین متأملين في كلمة الله نتقابل مع الرب وسرعـان مـا نتـحـد به انفسنا إن فرصة دراسة الكتاب حين تكون بروح الصلاة والحب لله نصير شبيهة بجلسة مريم عند قدمي المسيح حيث اختاريت مریم النصيب الصالح الذي لن ينزع منهـا ( لو ٤٢:١٠). ومـا هو النصيب إلا الرب ... الرب لن ينزع منها فقد اتحدت به وأحبته وتحولت بسبب كثرة الجلوس عند قدمية ، إلى شبه صورته القدسية الم يقل الرسول « ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف ، كما في مرأة ، تتغير إلى تلك الصورة ، من مجد إلى مجد ، كما من الرب الروح » ( ٢كــو ٣ : ١٩ ) الـم يقـل أيضا : « لأن الذين سبق فعرفهم سبق ليكونوا مشابهين صورة ابنه ، ( رو ۸ : ۲۹ )؟ إن مداومة القراءة في كلام الله بروح الصلاة ، تعطى النفس اتحادا وثباتا شخصيا في الرب يسوع. ختاما فلنسمع ذلك القول المأثورة يوجد أعظم رجـاء لأعظم خاطئ يقرأ الكتاب المقدس ، ويوجد أعظم خطر على أعظم قديس يهمل الكتـاب وباختصار الكتاب المقدس يكشف لي حـاجــتى إلى الله وانتظار الله لي ... إنه نقطة لقـاء الخـاطي المسكين مع قلب الله المحب ، ان فـقـرة واحـدة قـراها اوغسطينوس كانت كفيلة بأن تخلص نفسه وتجعل منه قديسا في الكنيسة إنها الآيات التي وردت في ( رو١١:١٣ - ١٤ ) أفتح كـتـابك الآن واقراها بخشوع وتأمل لتدرك أثر الكتاب فى حياتك ، والرب معك. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
20 فبراير 2023

أضـواء من الإنجيـل كيف نحب الآخرين ( 4 )

لكي نستطيع أن نحب الآخرين يلزمنا أن نرى فيهم شيئاً أو أشياء جميلة تجتذب مشاعرنا نحوهم وتحبب إلينا التأمل في صفاتهم الجميلة ... كما أنه من المفيد أن نتذكر إحسانات الآخرين إلينا ، ونجتذب إلى ذاكرتنا باستمرار كل أفعال المحبة الحسنة التي عاملونا بها ... إنه نوع من الوفاء والإخلاص أن لا تنسى شيئا من تعب المحبة . أولا : محبتنا الله : الكائن غير المحدود الذي ينبغي أن نتجه محبتنا إليه هو الله الذي أحبنا أولاً ، وأحبنا فضلاً . وحينما تحب الله فسوف يمكننا أن نحب إخوتنا أيضاً ... حينما نحب الخالق فسوف نحب الخليقة في إطار محبتنا له . من الأمور التي تجعلنا تتزايد في محبتنالله ، أن نتأمل في صفات الله الجميلة ، تلك الصفات التي تفوق كل تصور الخليقة العاقلة . ومن هذه الصفات نذكر ما يلى : الصفاء والبساطة وعدم التعقيد ، وعدم الحقد ، وسهولة الصداقة التي لا تتخلى أبدأ « إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لا يقدر أن ينكر نفسه » . الأبوة التي لا تتخلى ، بل تتقدم لكي تبذل وتضحى إلى أقصى الحدود . الحنو النادر الذي لا ينسى تعب المحبة ، ومشاعر الحب القديمة مثلما قال : ذكرت لك غيرة صباك ، محبة خطبتك ، ذهابك ورائى في البرية » ( أر ٢ : ٢ ) . الذكاء والحكمة والفطنة الكاملة : وأبرز ما يمكننا التأمل فيه في هذا المجال هو الفطنة العجيبة التي دبر بها الرب عملية الخلاص والفداء سواء في إعداده للبشرية على مدى آلاف السنين قبل مجيء المخلص ، أو في تتابع الأحداث التي وقعت منذ أن تجسد الكلمة الأزلى في بطن العذراء مريم إلى أن صعد إلى السماوات بعد موته وقبره وقيامته متمماً كل ما سبق فانبأ الأنبياء عن الخلاص الذي كان الرب قد وعد به ، وكان مزمعاً أن يتممه . من أحداث تشابكت ، واشترك فيها من الأصدقاء والأعداء ما لا يمكن أن يحدث إتفاقاً فيما بينهم . بل يعلم الله السابق ومشورته المحتومة تم كل شيء ، وأكملت النبوات بحكمة وفطنة عجيبين !! وهكذا ما عبر عنه معلمنا بولس الرسول في سالته إلى أهل أفسس فقال : « مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح ..و الذي منه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة . إذ عرفنا بسر مشيئته ، حسب مسرته التي قصدها في نفسه ، لتدبير ملء الأزمنة ، ليجمع كل شيء في المسيح ، ما في السماوات وما على الأرض » ( أف 1 : ۳- ۱۰ ) . المعرفة غير المحدودة الممتلئة من الجمال الفائق الأخاذ : الله هو نور وساكن في النور وملائكة نور تخدمه . والنور يشير إلى الإنارة التي تمنح الإستنارة أي المعرفة المضيئة . لها فالكاروبيم وهم من أعلى طغمات الملائكة وهم ممتلئون أعيناً ، أي ممتلئون من الفهم والمعرفة . أليس هذا ما تعبر به أحياناً حينما تقول لشخص « إنت كلك نظر ... إنت كلك عيون » ونقصد بذلك أنه ممتلىء فهماً حسناً .. ما إن التأمل في الله يملأ عقولنا من المعرفة الروحانية ، ويرفع عقولنا نحو أمجاد السماء وهذا نوع من سعادة أبدية ، إذ أننا كلما ازددنا معرفة الله ، كلما زاد فرحنا ... وهذا يقودنا إلى المزيد من محبتنا له ، بشرط أن لا ترتفع قلوبنا بسبب إزدياد معرفتنا . الصلاح الكلى والكراهية المطلقة للخطيئة ، تلك الخطيئة التي تشوه جمال الكائنات العاقلة ، مثلما حدث للشيطان الذي قال الله عنه في سفر حزقيال : « أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال ... أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم ... فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل ... قد ارتفع قلبك لبهجتك . أفسدت حكمتك لأجل بهائك .. قد نجست مقادسك بكثرة آثامك يظلم تجارتك » ( حز ۲۸ : ۱۲ ، ١٥ -١٨) . المحبة الكائنة في الله منذ الأزل ، أي المحبة بين الأقانيم ، والتي يريد السيد المسيح أن يسكبها فينا بروحه القدوس ، « ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم » ( يو٢٦:١٧) . حينما تتأمل الحب الكائن في الله نتعلم المحبة ، ونتحرر من الأنانية أي الإنحصار حول الأنا ... كما أننا أن نتعلم من الله كيف نكون واحداً في المسيح « ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد » ( یو ۱۷ : ۲۱ ، ۲۲ ) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الخامس عشر عام ١٩٧٨
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل