المقالات

22 يناير 2023

عرس قانا الجليل

تحتفل الكنيسة في ثالث أيّام عيد الغطاس بعيد تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، وهو من الأعياد السيِّدية الصُّغرى، إذ أنّه أول معجزة صنعها الرب يسوع وبدأ بها خدمته العلنيّة.. ولنأخُذ في هذا المقال بعض التأمُّلات في هذه المعجزة العجيبة. كما بدأ الله قصّته مع الإنسان بعُرس مُفرِح في الفردوس، بعد أن أعدّ له كلّ شيء.. هكذا بدأ ربنا يسوع خدمته بحضور عُرس في مدينة قانا شمال الناصرة بالجليل، وهو بهذا يلفت النظر إلى طبيعة ملكوته السماوي ورسالته المُفرِحة، التي يودّ فيها أن يدخل مع الإنسان في شركة حياة زيجيّة سعيدة إلى الأبد. بعد أن سقط الإنسان، وفقد الشّركة مع الله، وامتلأت حياته بالتعاسة.. جاء السيِّد محب البشر مُتجسِّدًا وحاملاً معه مفاتيح السّعادة للإنسان البائس.. جاء ليُنقِذ الإنسان من مأزق الفقر والعجز والعار، وهو ما عبّرَت عنه حادثة عُرس قانا الجليل بشكل رمزي بديع. في بداية العُرس كانت الأمور تسير على ما يُرام. ولكن فجأة فرغ الخمر، وهو مشروب الضيافة في تِلك المناسبات.. وهذا بدأ المأزَق الصعب، فافتقار العُرس إلى الخمر والعجز عن تقديم الضيافة وهو عار كبير على أهل العُرس أمام كل الناس.. هكذا الإنسان عندما سقط وانفصل عن الله افتقر إلى الفرح وعجز عن الحُب ولوّثته الخطيّة فصار في عارٍ عظيم. ولكن بحضور الرب يسوع في العُرس، أي بتجسُّده في وسطنا، أعاد إصلاح ما قد فسد وقلَب الموازين لصالحنا مرّة أخرى.. فإذا كان عن طريق السيِّدة العذراء قد تَدَخّل وخلق لهم خمرًا جديدةً، فإنّه أيضًا على المستوى الروحي اتحد بطبيعتنا التي أخذها من العذراء أم النور لنصير فيه خليقة جديدة «إنْ كانَ أحَدٌ في المَسيحِ فهو خَليقَةٌ جديدَةٌ: الأشياءُ العتيقَةُ قد مَضَتْ، هوذا الكُلُّ قد صارَ جديدًا» (كورنثوس الثانية 5: 17).. كما لا ننسى أنّ خَلْق الخمر الجديدة يحتاج لقدرات لا تتوفّر إلاّ في الله الخالق.. فهو الذي خلق الإنسان في البداية على صورته، ثمّ أتى في ملء الزمان ليعيد تصليح صورة الإنسان التي تشوَّهَت، بخِلقةٍ جديدةٍ فيه مرّة أخرى. السيّد المسيح بتجسُّده وفدائه عالج فقرنا ووهبنا الغِنى بنعمته «فإنَّكُمْ تعرِفونَ نِعمَةَ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، أنَّهُ مِنْ أجلِكُمُ افتقَرَ وهو غَنيٌّ، لكَيْ تستَغنوا أنتُمْ بفَقرِهِ» (كورنثوس الثانية 8: 9).. كما شفى عجزنا فوهبنا من قدرته وسلطانه، ووضع إمكانياته الهائلة بين يدينا «الّذي لَمْ يُشفِقْ علَى ابنِهِ، بل بَذَلهُ لأجلِنا أجمَعينَ، كيفَ لا يَهَبُنا أيضًا معهُ كُلَّ شَيءٍ؟» (رومية 8: 32).. وأيضًا أزال عارنا فهو بالصليب أخذ عارنا ليهبنا مجده وبرّه «الّذي لَمْ يَعرِفْ خَطيَّةً، (جُعِلَ) خَطيَّةً لأجلِنا، لنَصيرَ نَحنُ برَّ اللهِ فيهِ» (كورنثوس الثانية 5: 21). وكما أنّ الله أظهر لاهوته قديمًا عندما حوّل الماء إلى دم في أرض مصر. هو الآن يُظهِر سلطانه على المادّة، ليؤكِّد أنه هو نفسه إله العهد القديم الظاهر في الجسد.. «هذِهِ بدايَةُ الآياتِ فعَلها يَسوعُ في قانا الجليلِ، وأظهَرَ مَجدَهُ، فآمَنَ بهِ تلاميذُهُ» (يوحنا 2: 11). لقد كانت الخمر الجديدة لها مذاق مختلف تمامًا.. فهي أكثر حلاوةً وأفضلُ جودةً.. هكذا مستوى تذوُّق الإنسان لله في العهد الجديد، بعمل الروح القدس خلال الكنيسة داخل النفس، أسمى بكثير من المستوى الروحي البدائي للإنسان في العهد القديم القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو
المزيد
21 يناير 2023

إنجيل عشية الأحد الثانى من شهر طوبة

تتضمن الحث على تقوية الايمان بالله مرتبة على فصل مشى السيد على الماء وتوبيخه لبطرس بقوله . " يا قليل الايمان لماذا شككت ( مت 14 : ٢٢-٣٦ ) أن سيدنا له المجد صعد إلى الجبل منفردا مرتين ليصلي : الأولى قبل آيـة تكثير الخبز يو٢:١ والثانية بعدها يو١٥:٦ . وذلك أولا ليعلمنا كيف نختلي في صلواتنا . وثانيـا ليختفى من وجه الذين أرادوا تنصيبه ملكا بعد نظرهم آية تكثير الخبز . وبقى وحـده إلى المساء حيث كانت سفينة التلاميذ في وسط البحر معذبة مـن الأمـواج بسـبب الريح الشديدة التي حركتها ليعودهم على احتمال الشدائد والمصائب . فبقوا الليل كلـه في اضطراب ولم يأتهم إلا في الهزيع الرابع من الليل ليعلمهم كيف يطلبونه بحرارة واجتهاد . ولما أبصروه ماشيا على البحر خافوا وظنوه خيالا فصرخوا . فقال لـهم " أنا هو لا تخافوا " . فقال له بطرس يا سيد : " إن كنت أنت فمرنی أن أتى إليك على الماء فقال له تعال . فنزل بطرس ومشى على الماء ولكنه خـاف مـن الريح وأبتدأ يغرق . فأمسك به يسوع وقال له : " يا قليل الإيمان لماذا شككت " مت٣١:١٤" : هذا كـل ما في فصل اليوم ومنه نتعلم مسألتين : أحداهما أن سيدنا له المجد صنع هنا خمـس عجائب . الأولى مشيه على البحر . الثانية مشى بطرس أيضا . الثالثة نجـاة بطـرس من الغرق . الرابعة تسكين الرياح والاضطراب . الخامسة بلوغ السفينة إلـى مينـاء السلام يو٢١:٦ . أما المسألة الثانية فهي أن أغلب التجارب والأحزان تأتينا من قلة الأيمان وعدم ثقتنا بإلهنا واعتمادنا على انفسنا . أو على مساعدة غيرنا . فألزم شئ أذن للإنسان إنما هو الايمان بالله والثقة بأقوالـه تعـالى . لأن الايمان هو أساس الخلاص وعليه تبنى احسـانات الله للبشـر . وبدونـه لا يمكـن ارضاؤه عب٦:١١ وهو أمر واضح من قول سيدنا له المجد لقائد المئة : " اذهب وكما أمنـت ليكن لك " مت١٣:٨. ومن قوله للأمرأة نازفة الدم : " ثقى يا ابنة إيمانك قد شـفاك "مت ٢٢:٩ ومن قوله لرئيس المجمع الذي ماتت ابنته : " لا تخف . آمن فقط" مر٣٦:٥ ومن جواب الرسـول للسجان : " آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك " أع ٣١:١٦ فهل يليق بنا أن يكون ايماننا فاتراً ونحن أبناه أولئك الذين جاهدوا الجـهاد الحسن . أولئك الذين قابلوا اضطهاد الحكام العتاة والملـوك القسـاة الطـغـاة مثـل ديوقلاديانوس ونيرون وغيرهما بكل شجاعة وإقدام . حتى انه قتل منهم 840 ألـف نفس في مدة حكم ملك واحد لم يفتر ايمانهم بل حفظوه لنا سالماً كما تسـلمـوه مـن الملائكة الأطهار . أو لم يكن لنا درس بسيط من توبيخ سيدنا له المجـد لبطـرس بقوله : " يا قليل الإيمان لماذا شككت " مت ٣١:١٤ اننا نتعلم منه ألا نزدرى بالنواميس الالهيـة حتى لا نكون قدرة ردية لغيرنا . لان قلة الايمان تسهل الازدراء بالناموس الالـهى وتهون على الانسان اهمال كل ما يقال له فضيلة . من منكم ايها الاحباء ينكر هذه الحقائق التي يؤيدهـا العقـل وتشـهد بـها الوقائع ؟ يا للعجب ! أنحتقر عمل الفضيلة هكذا حتى أن كلا منا يرتكب نوعـاً مـن الخطايا بدون خوف ولا خجل . ؟ وها قد انطبق علينا قول النبي : " كلهم قد ارتـــدوا معاً فسدوا . ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد " مز٣:٥٣ فأن قلتم ما هي علة ذلك ؟ قلت انما هو فتور الايمان .أمر مدهش جداً ! بل عجيب وغريب !!! إننا نصرخ كل يوم مـن عمـق قلوبنا قائلين " بالحقيقة نؤمن بإله واحد . الله ضابط الكل خالق السموات والأرض .. " ونحن نعمل كل لحظة ما يدل على فتور في ايماننا ؟ ألعل الاقوال برهان علـى حسن الإيمان ؟ كلا . وإنما الاعمال الحسنة هي البرهان على حسـن الايمـان قـال الرسول : ارنى ايمانك بدون أعمالك . وأنا أريك بأعمالي ايماني " يع ١٨:٢ فأي ايمان يبيـن لنا أعمالنا ؟ أليس الايمان الكامل العامل بالمحبة !! إن الله يأمرنا بمحبة أعدائنا مت٤٤:٥ ووعدنا نظير ذلك بأن نكون بني العلى لو٣٥:٦ فماذا نعمل نحن لإخواتنا وليس لاعدائنا ؟ أننا لم نخالف هذا الأمر الإلهي فقط مـن جهة أعدائنا لا . بل من جهة أخوتنا أيضا . فاننا نبغض ونعادي بعضنا بعضا حتـى الموت . نسب ونشتم . ننصب أشراك ومكائد ودسائس وشايات وشـكاوي . سـعايات وأضطهادات . وغير ذلك من الشرور والجرائم التي لا تليق بشعب المسيح . من أيـن هذه كلها ؟ وما هو السبب ؟ إنها من قلة الإيمان . والسبب هو قلة الإيمان . إن الكتاب المقدس يقول إن ساداتنا الرسـل كـانوا يشـتمون فيبـاركون . يضطهدون فيحتملون . يفترى عليهم فيصلون ويعظون المفترين لكـى يتوبـوا ١كو١٢:٤-١٣ . انظر استفانوس بكر الشهداء حينما كانوا يرجمونه فأنه سجد وصلى عـن راجميـه قائلا : " يارب لا تقم لهم هذه الخطية " "أع٦٠:٧ " فلماذا لا نقتفي آثارهم ونعمل كأعمالهم ؟ وما السبب غير ضعف إيماننا وقوة إيمانهم . إن الله تعالى يأمرنا كل يوم في كتابه أن نعطى صدقة : أي نطعـم الجـائع ونسقى العطشان ونأوى الغريب ونكسي العريان ونعول المريض ونعتني بـالمحبوس وغير ذلك . وقال صريحا : إن الفقراء أخوته فمن فعل بهم خيرا فقد فعله بی مت ٤٠:٥فهل قمنا بالواجب علينا حسب هذه الوصيه ؟ . كلا . بل أننا نحول وجهنا عـن الجـائع والعطشان . ونهمل المريض ونوبح القريب والبعيد وكل من يسألنا حاجة . يـا ليتنـا نتركه بل نمتهنه ونوبخه غير ملتفتين لقوله تعالى : " من يرحم فقيرا يقـرض الـرب ومن معروفه يجازيه " ام١٧:١٩ ألعل الله كاذب ؟ حاشا الله . فهو يعطى بدل الواحد مائـه مت ٢٩:١٩ وإنمـا نـحـن ضعفاء الإيمان ، ألعلك ياهذا تقول في نفسك إنى أمنت وأعتمدت وخلصت كقول سيد البرايا : " من أمن واعتمد خلص " مر١٦:١٦ فاقول لك أن بطرس أمن مثلك ولكـن السـيد وبخه قائلا : " يا قليل الأيمان . لماذا شككت " ألعل أيمانك أنت أعظم مـن ايـمـان بطرس ؟ ثم أن يهوذا الاسخريوطي كان مؤمنا ايضا . وتلميذا مصاحبـا للسـيـد لـه المجد لكنه كان قليل الإيمان . حتى أن قليلا من الفضة أضاع منه ذلك القليل البـاقي من إيمانه . وامنا حواء كانت إيضا مؤمنة . ولكن إيمانها كان فاترا فأيمـان كـهذا لا يركن إليه في خلاص النفس . لأنه كالماء الفاتر ليس حارا فيصلح للتطهير . ولا هـو بارد فيترك . لأجل هذا أسمحوا لي أيها الأحباء أن أقـول مـع الرسـول يعقـوب : " الإيمان بدون أعمال ميت " يع ٢٠:٢وإن كان أحدعلى غير ما رويـت . فلـيـرني عظـم ايمانه بأعماله لأرى إن كانت له ثقة بالله كثفة قائد المئة القائل : " يا رب قـل كلمـة فقط فيبرأ غلامی " مت ٨:٨ أو كإيمان وثقة الكنعانية التي قال لها السيد : " عظيـم أيمـانك . ليكن لك كما تريدين " مت ٢٨:١٥ أو إن كان يدخل الكنيسة بورع وليس كمتفرج . أو أن كـان ويسمع يقف بأحترام الأنجيل ولا يهرب وقت الوعظ ، أو أن كان لا يتحـادث عـن أشغاله أو متاجره في أوقات العبادة . أو أن كان يرحم الفقير ويطعم الجائع ويكسـى العريان ويؤاوى الغريب . إن كان يفعل هكذا فيكون مؤمنا بالحق . ويقول البعض لماذا لأنه شاهد أيات ؟ كقول السيد له المجد : " وهذه الأيـات تتبع المؤمنين . يخرجون الشياطين بأسمى ويتكلمون بألسنة جديدة . يحملون حيات وإن شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون "مر١٧:١٦-١٨ " فنقـول لهؤلاء إنه بسبب ضعف إيماننا لا نرى الأن شيئا من ذلك لأنه يقول أن الأيات تتبـع المؤمنين لا قليلي الإيمان . فالأيات قد بطلت . لأن حرارة الأيمان قد بردت . ودليـل ذلك هو جواب السيد له المجد لتلاميذه عندما سألوه عن الروح النجس قائلين : لمـاذا لم نقدر نحن أن نخرجه . فقال لهم يسوع : " لعدم أيمانكم " أي لقلة ايمانكم مت١٩:١٧-٢٠ فها قد بينا لكم أيها الأحباء أن قلة الإيمان هي أصل جميع الشرور والإيمـان هو مصدر كل عمل صالح فسبيلنا أذن أن نتخـذ الحلـم طبعـا لنـا . وأن نكـون متواضعين عادلين رحومين عفوفين . متصفين بطول الآناة . ملتحفين برداءة العفـة . متعقلين . بسطاء . راسخين في الايمان . بنعمة وتعطف ربنا وإلهنا يسـوع المسـيح . الذي له المجد إلى أبد الآبدين . أمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
20 يناير 2023

التوبة...معمودية ثانية

قال القديس يوحنا الدرجي: "ثوب المعمودية دنّسناه كلنا، لكن دموع التوبة هى جرن ثانٍ للمعمودية. المعمودية توبة ثانية"... ذلك لأن جوهر المعمودية هو "الموت مع المسيح، والقيامة معه" كقول الرسول بولس: «مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أقِمْتُمْ أيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي إقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ» (كو2: 12). التوبة أيضًا "ميتانيا" (ميتا= تغيير، نوس= الذهن).. أي أن التوبة هي تغيير وتجديد الذهن، كقول الرسول: «وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَة» (رومية 2:12). الإنسان التائب – في الحقيقة - يقوم بأمرين: 1- "ميتانيا" بالمعنى الحرفي، أن يغيّر ذهنه من طريق الشر إلى طريق الخير. 2- "ميتانيا" بالمعنى الحِسّي، أن يسجد بجبهته حتى إلى الأرض، ثم يقوم... تمامًا كأنه "مات وقام" مع المسيح! التغيير في التوبة - إذن- هو تغيير عميق فى الذهن، فبعد أن كان الإنسان يعيش بفكر السقوط والخطيئة، يغيّر ذهنه ليعيش بفكر القيامة والروح!. لذلك رسمت الكنيسة أن يكون الرشم الأول من رشومات الميرون على الرأس، لأن فيه "العقل" الذى يقود كل شيء في حياة الانسان.. فإذا ما تركناه لنفسه أو لعدو الخير، فقد يقودنا إلى الخطأ، أمّا إذا أسلمناه لقيادة الروح القدس، ودشّناه بالميرون، يستنير، ويقودنا بفكر الإنجيل وإرشادات الروح!! • إن خطيئة الشيطان بدأت بفكرة: «أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ» (إشعياء 14: 14). • وخطيئة الإنسان بدأت بفكرة: «تَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تك3: 5). • والتوبة أيضًا تبدأ بفكرة: «أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي» (لو15: 18). وهكذا تتغيّر الحياة كلها، تجديدًا لفعل المعمودية والميرون. ويستكمل الكاهن رشومات الميرون؛ الـ36 صليبًا هكذا: + صليب على الرأس: لتقديس الفكر. + 7 صلبان على الحواس: لتقديس الحواس. + صليبان على الصدر والبطن: لتقديس الأحشاء والقلب. + صليبان على الظهر: لتقديس الإرادة. + 6 صلبان على كل من الذراعين: لتقديس الأعمال. + 6 صلبان على كلا الساقين: لتقديس الخطوات. تصوّر معي - أخي القارئ - إنسانًا تغيّر بعمق، من الظاهر والباطن: الفكر والحواس والقلب والإرادة والأعمال.. هذا هو التائب الحقيقى!! .... فليعطنا الرب أن نتوب هكذا نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
19 يناير 2023

المعمودية .. وثلاثة مشاهد

عيد الغطاس المجيد ، هو العيد الذي يتوسط أعياد التجسد الإلهي السبعة، وهي بالترتيب الموضوعی : ا البشارة ( 29 برمهات ) ٢- الميلاد ( 29 كيهك ) ٣- الختان ( 6 طوبة ) ٤- الغطاس ۱۱ طوبة ٥- دخول الهيكل ( 8 أمشير ) 6- دخول مصر ( 24 بشنس ) ٧ ۔ عرس قانا الجليل ( 13 طوبة ) وعيد الغطاس مع عيدي الميلاد والقيامة اكبرثلاث أعيادفى كنيستنا القبطية ، وتأتي أهميته حيث کشف السيدالمسيح عن لاهوته عندما رأينا الروح القدس نازلا عليه في شكل حمامة وسمعنا الآب يشهدله من السماء ، وبذلك رأينا الله فى اقانیمه الثلاثة في هذا المنظر الإلهى الجميل عند نهر الأردن . وهناك ثلاث عبارات متشابة قيلت عن السيد المسيح قبل المعمودية وأثنائها وبعدها تكشف لنا عمله الالهى من أجلنا : 1- قبل المعمودية : يقول يوحنا المعمدان : «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ إنجيل (يوحنا٢٩:١) وهو بذلك يشير الى « مسيحنا المخلص » في خلاص البشر المعلن في الإنجيل المقدس ( البشارة ) ، والذی تحقق بالصليب والقيامة . 2- أثناء المعمودية نسمع ذلك الصوت السمائى هذا هو ابني الحبيب الذى به سررت ( متی ١٧:٣) إشارة إلى « مسيحنا المفرح » ، وهذا هو فرح الانجيل ( البشارة) المدعوله كل إنسان حيث ملأ الكل فرحا بصليبه ( قطع لساعة السادسة ) . ٣۔ بعد المعمودية : ووقت التجلى المجيد نسمع ذلك الصوت السمائى القائل وهذا هو ابني الحبيب له اسمعوا ، ( لوقا ٣٥:٩ ) وهو إشارة إلى مسيحنا المعلم حيث الدعوة لطاعة الوصية الإنجيلية في حياتنا کل يوم هنا هو « مسيحنا القدوس “ « مخلص » لحياة كل إنسان و « مفرح » قلب كل إنسان و « معلم » فكر كل إنسان ولالنا كل المجد والإكرام الآن وكل أوان وإلى الانقضاء الدهر آمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
18 يناير 2023

إبيفانيا

الكلمة “إبيفانيا” تقال عن عيد الظهور الإلهى عند عماد السيد المسيح فى نهر الأردن وحلول الروح القدس عليه “بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ” (لو 3: 22) وإنفتاح السماء وصوت الآب يقول على مسمع من يوحنا المعمدان والسيد المسيح بالطبع “هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ” (مت 3: 17). لكن الكلمة نفسها هى كلمة يونانية مركبة من مقطعين إبى (Epi) وفانيا (phania) ومعنى مقطع “إبى” أى “فوق” أما معنى كلمة “فانيا” فهى من الفعل “فينو” (phaino) أى يضئ أو يظهر وبذلك تكون كلمة “إبيفانيا” معناها “يظهر من فوق” ولذلك تُطلق على “الظهور الإلهى” فى وقت عماد السيد المسيح، وعلى عيد الغطاس. وقد وردت كلمة “إبيفانيا” فى (2تس 2: 8) “بِظُهُورِ مَجِيئِهِ” وهى عن ظهور السيد المسيح فى مجيئه الثانى. كما وردت فى (2تى 1: 9، 10) “بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَ النِّعْمَةِ الَّتِي اعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، إِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ”. وقد وردت فى هذا النص كلمة “بظهور” نطقها “إبيفانياس” نتيجة التصريف اللغوى. وهذه عن مجئ السيد المسيح الأول وإتمامه الفداء. إن أهمية عيد الظهور الإلهى هو أن الثالوث القدوس قد صار ظاهراً حيث أن الابن الوحيد الجنس الذى تجسد من أجل خلاص البشر كان صاعداً من مياه الأردن، واقترن ذلك بالعلامة التى أعطيت ليوحنا المعمدان وهو حلول الروح القدس على ابن الله المتجسد بهيئة جسمية مثل حمامة، وأيضاً إنفتاح السماء فى نفس ذلك الحدث ومجيئ صوت الآب السماوى يشهد لألوهية الابن الذى هو موضوع سرور الآب قبل الأزمنة الأزلية، وأيضاً فى تجسده وطاعته الكاملة للآب فى كل شئ بحسب إنسانيته. وبهذا يكون الثالوث قد أعلن فى ذلك الحدث بشهادة يوحنا المعمدان. وقد تحقق قول إشعياء النبى فى نبوته عن هذا الحدث حينما كتب بفم السيد المسيح “رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ” (اش 61: 1، 2، لو 4: 18، 19) لقد مسح الآب بالروح القدس ابنه الوحيد المتجسد، ولذلك دعى “المسيح” بأداة التعريف؛ فهو ليس مجرد مسيح للرب لكنه هو المسيح أو “المسيا” المنتظر. أما عن مسحه بالروح القدس؛ فإن ذلك كان من ناحية إنسانيته وليس من حيث لاهوته لأن له نفس الجوهر الإلهى مع الروح القدس والآب. نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير السيدة العفيفة دميانة بلقاس
المزيد
17 يناير 2023

الصبغة

عندما أعلن تلميذا الرب يسوع ( يعقوب ويوحنا ) له أنهما يريدان مكانة متميزة في ملكوته .. قال لهما الرب : « لستما تعلمان ما تطلبان . اتستطيعان أن تشربا الكأس التي سوف أشربها أنا ، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟ » ( متی ۲۰ : ۲۲ ) . فلم يفهم التلميذان عمق كلام المخلص .. « فقالا له : " نستطيع » ( مرقس ۱۰ : ۳۹ ) . كانت كأس الرب التي يشربها هي الصليب بكل ألامه ، أما الصبغة فكانت الموت . يا للهول !!! هل يقصد المخلص أنني لا استطيع أن أتمتع بأمجاده ولا الجلوس معه في أبديته إلا إذا صلبت ومت بنفس ميتته ؟! لقد قال السيد لهما : « أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها ، وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان » ( مرقس ۱۰ : ۳۹ ) ، فلم يكن يقصد المخلص حتمية أن يصلب كل إنسان ، أو أن يستشهد بطريقة حرفية ليخلص .. ولكنه كان يقصد الترجمة العملية لصليبه وموته ، فالكأس هي الإفخارستيا والصبغة هي المعمودية . فعندما نشرب كأس الرب نشترك في مفاعيل موته وآلامه المحيية .. « فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس ، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء » ( كورنثوس الأولى 11 : ٢٦ ) .. وعندما نعتمد بالماء والروح نكون قد متنا وقمنا معه .. « مدفونين معه في المعمودية ، التي فيها أقمتم أيضا معه » ( كولوسي ۲ : ۱۲ ) . فالمعمودية قبر وأم ، موت وميلاد جديد ، بل بالحري قيامة من موت .. « فدفنا معه بالمعمودية للموت ، حتى كما أقيم المسيح من الأموات ، بمجد الآب ، هكذا تسلك نحن أيضا في جدة الحياة ؟ » ( رومية 6 : 4 ) . الإنسان المسيحي هو إنسان جديد في كل شيء ، والحياة المسيحية هي حياة التجديد المستمر .. « إذا إن كان أحد المسيح فهو خليقة جديدة : الأشياء العتيقة قد مضت ، هوذا الكل صار جديدا » ( كورنثوس الثانية 5 : 17 ) . إذا فالصبغة التي نحصل عليها في سر المعمودية المقدسة هي بعينها الاشتراك في موت السيد المسيح وقيامته ، والتمتع بقيمة وفائدة هذا الفداء العظيم .. والعكس صحيح فبدون المعمودية لا يستطيع الإنسان أن يخلص .. « إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله » ( يوحنا 3 : 5 ) . لابد أن تموت مع المسيح لأنه قيل : « بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ! » ( عبر ۹ : ۲۲ ) والموت هنا شيء بسيط وهو المعمودية ، شكرا لك يا إلهي الصالح .. أنك مت عني ومنحتني أن أتمتع بمفاعيل موتك وحياتك بوسيلة سهلة متاحة وهي التغطيس في صيغة المعمودية . » نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
16 يناير 2023

عماد السيد المسيح ووليمة العرس الأبدي

منذ سقوط آدم وحواء في العصيان يسيطر على الإنسان الشعور بأن الله ساكن في سماواته وسط عظمته وجبروته وأمجاده يترقب أخطاء البشر ليعاقبهم ، فهو القدوس الذي لا يطيق ضعف البشر سكان الأرض الذين يعجزون عن التخلص من شهوات الجسد وفساد العواطف وانحلال الحواس ! لذلك كان كل ما يشغل البشر أن يلطفوا من الغضب الإلهي ، حتى لا ينتقم منهم . وقد جاءت إعلانات الله ونواميسه تؤكد شوق الله إليهم ، ورغبته في الالتصاق بهم وشركتهم معه . فهو لا يعتزل عنهم في سماواته ، بل ينزل إليهم ويبحث عنهم ليضمهم إليه . يرى القديس مار يعقوب السروجي في ميمره " في حلول الرب على جبل سيناء والرمز إلى الكنيسة " أن الرب دعا موسى النبي ليعلن له أنه يريد أن يخطب الشعب لنفسه ، فتكون له العروس المقدسة . قدم لها الوصايا العشر كجواهر تتزين بها العروس . لكنها للأسف فضلت عنه العجل الذهبي عريسا لها . فقد قال عنهم : زاغوا سريعا عن الطريق الذي أوصيتهم به ، صنعوا لهم عجلاً مسبوكا وسجدوا له وذبحوا له ، وقالوا : هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر ( خر ۳۲ : ۸ ) . الآن قد جاء كلمة الله متجسدا ، نزل إلى الأرض كمن جاء إلى بيت الخطيبة ، يطلب يدها بنفسه ويقدسها ويجملها ، ليحملها إلى سماواته أي حجاله ، تشاركه أمجاده . في ميامره على عماد السيد المسيح والمعمودية المقدسة أبرز القديس مار يعقوب السروجي الآتي :- ۱- نزل الرب نور العالم إلى أرضنا لكي ينير الخلائق ( البشر ) ويجددها . وقد مر في مراحل العمر البشري مثل كل إنسان : تمت المرحلة الأولى في أحشاء مریم البتول بالولادة ، والمرحلة الثانية تمت حين عمده يوحنا في نهر الأردن . ٢- لم ير يوحنا المعمدان الابن إلى أن عمده ، حتى لا يقال إنه صديقه . وقد شهد بأنه حمل الله الحامل خطايا العالم . ٣- عمده يوحنا في صمت لئلا يعرفه الشيطان . لكن الآب تكلم ، قائلاً : هذا هو ابني حبيبي ، لتتعرف العروس على حقيقة عريسها ، مؤكذا لها لاهوت السيد المسيح . تكلم الآب شخصيا ، ولم يستعر صوت الملائكة أو الأصوات الطبيعية الأخرى ، كما في بقية ظهورات الرب . ٤- قدس المسيح المياه ، ولم تقدسه المعمودية مثل البشر . لم ينزل الروح القدس ليقدس الماء ، إنما نزل بعد أن اعتمد يسوع لنتمتع بظهور الثالوث القدوس وحبه العجيب للبشرية وخطته لنا على المستوى الأبدي . ه . يتكلم القديس مار يعقوب السروجي عن المعموديات في الناموس التي لم تكن تعطي الروح ليحل ويسكن فينا . ٦. يقارن القديس مار يعقوب السروجي بين معموديات الناموس ومعمودية يوحنا ومعمودية المسيح التي هي المعمودية الحقيقية ، وقد جاءت المعموديات التي قبلها ترمز لها . ٧- كانت العروس تنتظر المسيح وتعرفت عليه بعد اعتماده ، وحالاً بدأ المسيح يحارب رئيس الهواء في القفر لحساب عروسه . 8- يقدم لنا القديس مار يعقوب السروجي حوارا جادا مع ابنة العبرانيين التي ستأخذ محلها الكنيسة بنت الشعوب . ٩- خطب المسيح الكنيسة ، وغسلها بالماء من درن عبادة الأصنام وألبسها حلة المجد في حضن المعمودية . ١٠- ظنت الكنيسة أن يوحنا المعمدان هو العريس ، فأوضح لها يوحنا بأنه مجرد الصوت الصارخ أمام العريس القادم الذي كان قبله ، ولا يستحق أن يحل سيور حذائه . وقد تعجب يوحنا ، لأنه وضع يده على اللهيب ولم يشتعل . ١١- علم السيد المسيح يوحنا أن يعمده في صمت . لم يدر باسم من يعمده ، هل باسم الآب ؟ فإنه معه ، أم باسم الروح القدس فهو يشهد له ؟ ۱۲- تطالب الكنيسة داود وزكريا أن يفسرا لها نبوتيهما عن الابن الذي أشرق اسمه فارتج الأردن أمامه . ۱۳- انتهى كهنوت لاوي بيوحنا المعمدان ، وبدأ كهنوت العهد الجديد بعماد السيد المسيح . لم يضف الكهنوت اللاوي شيئا إلى طبيعة السيد المسيح . ١٤- طلبت الكنيسة من القديس مار يعقوب السروجي أن يؤلف ميمرا ، لذا لم يقدر أن يصمت ، لكنه يدعو إلى وليمة العروس ، ويستفسر قائلا : ما المعمودية وهو يعدد صفاتها مستنداً إلى العهدين القديم والجديد . ١٥- تجعلنا المعمودية أبناء الله الساكن في موضع لا يدنو منه الملائكة ولا البشر . صارت المعمودية أما هي لنا بدل حواء . ويدعو المعتمد الله أبا له وقد صار أخا للسيد المسيح . ١٦- يحسب القديس مار يعقوب السروجي أن ميمره عن المعمودية لحنا ينشده لانتصار الكنيسة . ١٧- يقدم لنا القديس في قصيدته " على عماد مخلصنا في نهر الأردن " اشتراك الكل في وليمة العرس العجيبة :- أ- شق صوت الآب السماء وشهد له . ب- تحرك الروح القدس بكونه إصبع الآب واستقر عليه حتى لا يظن أحد أن صوت الآب يخص آخر غير يسوع المسيح . ج - قدمت الطبيعة غير العاقلة له تسبحة بلغتها . فالسحب تجمعت لتكون خدرًا للعريس ، والضباب تجمع ليصير كستائر لقصره الملكي عند صعوده من النهر . وأضاءت البروق على الأرض ، لأن شمس البر نزل إلى مياه الأردن ليقدسها . د- التهبت المياه كما بنار الروح القدس لتعلن تقديس المعمودية عبر الأجيال القادمة . ه- تناغمت دهشة الكنيسة مع دهشة السمائيين ، إذ طلب السيد من خادمه أن يضع يده على رأسه . و - في صمت مع حيرة مد المعمدان يده وهو يراقب الطقس السماوي الفريد لعماد السيد المسيح . ز - استدعت الكنيسة بعض أنبياء العهد القديم ليشرحوا لها ما سبق أن تنبأوا به عن هذا الحدث . ۱۸- بنزول السيد المسيح إلى الأردن ليعتمد أنهى سلطان الكهنوت اللاوي الذي سلمه لموسى على جبل سيناء ، وقدم الكهنوت الجديد لتلاميذه ورسله . القمص تادرس يعقوب ملطي كاهن كنيسة مار جرجس بسبورتنج عن كتاب من ميامر على عيد الغطاس المجيد ( الإبيفانيا أو الظهور الإلهي ) عيد الإبيفانيا عيد عماد السيد المسيح عند القديس مار يعقوب السروجي
المزيد
15 يناير 2023

الهروب إلى مصر الأحد الاول من طوبة

فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر" [13-14]. يلاحظ القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن الملاك لم يقل عن القدّيسة مريم "امرأتك"، بل قال "أمه"، فإنه إذ تحقّق الميلاد وزال كل مجال للشك. صارت القدّيسة منسوبة للسيّد المسيح لا ليوسف. لقد أراد الملاك تأكيد أن السيّد المسيح هو المركز الذي نُنسب إليه. يرى القدّيس أغسطينوس أن النفس التي ترتبط بالسيّد المسيح خلال الإيمان الحيّ العامل بالمحبّة تحمله فينا روحيًا، وكأنها قد صارت له كالقدّيسة مريم التي حملته روحيًا كما حملته بالجسد! لماذا هرب السيّد المسيح إلى مصر؟ أولاً: الهروب إلى مصر يمثّل حلقة من حلقات الألم التي اجتازها القدّيس يوسف بفرحٍ، فإن كان الوحي قد شهد له بالبرّ، فإن حياة البرّ تمتزج بالآلام دون أن يفقد المؤمن سلامة الداخلي. يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على كلمات الملاك ليوسف، قائلاً: [لم يتعثّر يوسف عند سماعه هذا، ولا قال: هذا أمر صعب، ألم يقل لي إنه يخلّص شعبه، فكيف لا يقدر أن يخلّص نفسه، بل نلتزم بالهروب، ونقطع رحلة طويلة، ونقطن في بلد آخر؟ فإن هذا يناقض ما وعدت به! لم يقل شيئًا من هذا، لأنه رجل إيمان! بل ولا سأل عن موعد رجوعه، إذ لم يحدّده الملاك، بل قال له: "وكن هناك حتى أقول لك". لم يحزن بل كان خاضعًا ومطيعًا يحتمل هذه التجارب بفرح. هكذا يمزج الله الفرح بالتعب، وذلك مع كل الذين يتّقونه... مدبّرًا حياة الأبرار بمزج الواحدة بالأخرى. هذا ما يفعله الله هنا... فقد رأى يوسف العذراء حاملاً، فاضطرب وبدأ يشك... وفي الحال وقف به الملاك وبدّد شكّه ونزع عنه خوفه. وعندما عاين الطفل مولودًا امتلأ فرحًا عظيمًا، وتبع هذا الفرح ضيق شديد إذ اضطربت المدينة، وامتلأ الملك غضبًا يطلب الطفل. وجاء الفرح يتبع الاضطراب بظهور النجم وسجود الملوك. مرّة أخرى يلي هذا الفرح خطر وخوف لأن هيرودس يطلب حياة الطفل، والتزم يوسف أن يهرب إلى مدينة أخرى.] هذه هي صورة الحياة التقويّة الحقيقية، هي مزيج مستمر من الضيقات مع الأفراح، يسمح بها الرب لأجل تزكيتنا ومساندتنا روحيًا، فبالضيق نتزكّى أمام الله، وبالفرح نمتلئ رجاءً في رعاية الله وعنايته المستمرّة. ثانيًا: هروب السيّد المسيح من الشرّ أكّد حقيقة تجسّده، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [لو أنه منذ طفولته المبكّرة أظهر عجائب لما حُسب إنسانًا.] ثالثًا: هروبه كممثّل للبشريّة يقدّم لنا منهجًا روحيًا أساسه عدم مقاومة الشرّ بالشرّ، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن النار لا تطفأ بالنار بل بالماء. رابعًا: كانت مصر رائدة العالم الأممي، فكانت بفرعونها تُشير في العهد القديم إلى العبوديّة، بخصوبة أرضها تُشير إلى حياة الترف ومحبّة العالم. كان يمكن للسيّد أن يلتجئ إلى مدينة في اليهوديّة أو الجليل، لكنّه أراد تقدّيس أرض مصر، ليقيم في وسط الأرض الأمميّة مذبحًا له. في هذا يقول إشعياء النبي: "هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة، وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها... في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تُخُمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر... فيُعرف الرب في مصر، ويَعرف المصريّون الرب في ذلك اليوم، ويقدّمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذرًا ويوفون به... مبارك شعبي مصر" (إش 19). اهتم الوحي بهذه الزيارة الفريدة، بها صارت مصر مركز إشعاع إيماني حيّ. وكما خزن يوسف في مصر الحنطة كسندٍ للعالم أثناء المجاعة سبع سنوات، هكذا قدّم السيّد المسيح فيض نعم في مصر لتكون سرّ بركة للعالم كله، ظهر ذلك بوضوح خلال عمل مدرسة الإسكندريّة وظهور الحركات الرهبانيّة والعمل الكرازي. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [هلمّوا إلى برّيّة مصر لتروها أفضل من كل فردوس! ربوات من الطغمات الملائكيّة في شكل بشري، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليّين... لقد تهدّم طغيان الشيطان، وأشرق ملكوت المسيح ببهائه! مصر هذه أم الشعراء والحكماء والسحرة... حصّنت نفسها بالصليب! السماء بكل خوارس كواكبها ليست في بهاء برّيّة مصر الممتلئة من قلالي النُسّاك... على أيّ الأحوال، من يعترف بأن مصر القديمة هي التي حاربت الله في برود فعبدت القطط، وخافت البصل، وكانت ترتعب منه، مثل هذا يدرك قوّة المسيح حسنًا.] يتحدّث أيضًا القدّيس يوحنا الذهبي الفم عن هذه الزيارة المباركة لمصر لتقديسها، فيقول: [إذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ملتهبتين بنار الشرّ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب في إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتي بهما إلى ما هو أفضل، وفي نفس الوقت تمتثل بهما كل الأرض، فتطلب عطاياه، لهذا أرسل للواحدة المجوس، والأخرى ذهب إليها بنفسه مع أمه.] كما يقول: [تأمّل أمرًا عجيبًا: فلسطين كانت تنتظره، مصر استقبلته وأنقذته من الغدر.] قتل أطفال بيت لحم "حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدًا، فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها،من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحقّقه من المجوس. حينئذ تمّ ما قيل بإرميا النبي القائل:صوتٌ سُمع في الرامة، نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها، ولا تريد أن تتعزّى،لأنهم ليسوا بموجودين" [16-18]. قتل أطفال بيت لحم لم يتم بمحض الصدفة، لكنّه يمثّل جزءً لا يتجزأ من حياة المخلّص، اهتم الوحي بإعلانه في العهدين القديم والجديد. لقد رأى إرميا النبي راحيل زوجة يعقوب المدفونة هناك تبكي على أولادها (أحفادها) من أجل قسوة قلب هيرودس عليهم. ربّما يتساءل البعض: لماذا سمح ملك السلام أن تحدث هذه الكارثة بسبب ميلاده؟ في الوقت الذي فيه انطلقت الملائكة بالتسبيح تطوّب البشريّة لتمتّعها بالسلام السماوي، وجاء الغرباء يحملون الهدايا إلى طفل المزود، إذا بالأطفال العبرانيّين يُقتلون بلا ذنب. لقد قدّم هؤلاء الأطفال عملاً كرازيًا وشهادة حق أمام العالم كله، فإنهم يمثّلون كنيسة العهد الجديد التي حملت بساطة الروح كالأطفال، التي لا يطيقها هيرودس فيضطهدها، لكنّه لا يقدر أن يكتم صوت شهادتها، إذ انطلق الأطفال كأبكار لينعموا بالوحدة مع الحمل الإلهي أينما وُجد. عبور أطفال بيت لحم إلى فوق يمثّلون كنيسة الأبكار كموكب روحي مقدّس يتقدّمهم المصلوب البكر، يرتفعون به ومعه خلال البذل الحق ليشاركوا السمائيّين ليتورجيّاتهم وتسابيحهم العلويّة الجديدة. في اختصار أقول أن هذا الحدث بما فيه من نحيبٍ وعويلٍ مع مرارةٍ قاسيةٍ لا يمكن إنكارها، يحمل كشفًا عن كنيسة العهد الجديد ككنيسة بسيطة بلا تعقيد، تحمل الصليب كعلامة جوهريّة تمسّ طبيعتها، كنيسة أبكار، مرتفعة إلى فوق تمارس حياتها السماويّة خلال ثبوتها في الرأس السماوي المصلوب! العودة إلى الناصرة أوحي للقدّيس يوسف أن ينصرف إلى ناحية الجليل، فأتى وسكن في مدينة يُقال لها "ناصرة"، لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيّدعي ناصريًا يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على هذا الحدث بقوله: [عاد يوسف إلى الناصرة، لكي يتجنب الخطر من ناحية، ومن ناحية أخرى لكي يبتهج بالسكنى في موطنه] ذهابه إلى الناصرة، وهي بلد ليست بذي قيمة أراد به أن يحطّم ما اتسم به اليهود من افتخارهم بنسبهم إلى أسباط معيّنة، أو من بلاد ذات شهرة. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [لأن الموضع كان قليل الأهمّية، بل بالأحرى ليس فقط الموضع وإنما كل منطقة الجليل. لهذا يقول الفرّيسيّون: "فتش وانظر، إنه لم يقم نبي من الجليل" (يو 7: 52). إنه لم يخجل من أن يُدعى أنه من هناك، ليظهر أنه ليس بمحتاج إلى الأمور الخاصة بالبشر، وقد اختار تلاميذه من الجليل... ليتنا لا نستكبر بسبب سموّ مولدنا أو غنانا، بل بالأحرى نزدري بمن يفعل هكذا. ليتنا لا نشمئز من الفقر، بل نطلب غنى الأعمال الصالحة. لنهرب من الفقر الذي يجعل الناس أشرارًا، هذا الذي يجعل من الغِنى فقرًا (لو 16: 24)، إذ يطلب متوسّلاً بلجاجة من أجل قطرة ماء فلا يجد. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
14 يناير 2023

انجيل عشية الأحد الأول من شهر طوبة

تتضمن توبيخ الذين يتنازعون علـى الرئاسـات . مرتبة على فصل ابراء السيد للمرضـى وأخراجـه للشياطين . ( لو 4 : 40-44 ) إذا رأينا الأرواح النجسة والشياطين الخبيثة تسمع أقوال ربها وتجزع مـن الخالق لطبائعها هكذا . وتمتثل الأوامر بسرعة وتبـادر إلـى المراسـم بـالخوف والوقار . فما بالك أنت تسمعه دائماً يأمرك بمحبة الأخوة والاحسان للمسيئين اليـك . والمسامحة للمبغضين وأنت لا تصنع كذلك . لكنك تغضب أخاك وتخاصم صـاحبك وتود قتل مبغضيك وتنازع المؤمنين أيضاً . فاسمع ما يقوله بولس الرسول : " لانـى أولا حين تجتمعون في الكنيسة اسمع أن بينكم انشقاقات وأصدق بعض التصديــق . لانه لابد أن يكون بينكم بدع أيضاً ليكون المزكوم ظاهرين " " .ومعناه أنه إذا وقعـت بينكم شرور وخصومات يتميز الطائعون للمسيح بالصبر والاحتمال والصفـح عـن المسيئين لهم . ويظهر شر الأشرار بكثرة المحك " والفجور والتنازع وحب الغلبـة . وقال الرسول أيضاً : " أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد " . وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل . ولكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة . فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمـة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد . ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهـب شفاء بالروح الواحد . ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الارواح . ولأخـر أنواع السنة . ولآخر ترجمة السنة . ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسـماً لكل واحد بمفرده كما يشاء " " " . ( معناه ) فما بالكم انتم الآن تتنافسون وتتغـايرون إذا كان الله هو المقسم الرتب والمعطى بحسب الاستحقاق لكـل واحـد كـمـا يـحـب . ويا للعجب من أن الذين يكثرون الخصام في الاسواق والشوارع يكسبون المذمة من الناس واللائمة من الناظرين . وكذلك الذين يشوشون على المجتمعيـن فـي أمـاكن اللعب والسباق والحانات وحلقات المشعبذين يوسقهم من حضر سباً وشتماً ويهانون . والذين يتنازعون في أبواب الملوك والعظماء . فأنهم يضربون بالســياط ويسـجنون ولا يرحمون . فإذا كان الذين يشوشون على هذه الاماكن العالمية يفعل بهم مثل هـذه الفعال . فالذين يشوشون على بيعة الله تعالى ومصاف الملائكة ومجــــامع الشـهداء والأبرار بماذا يعاقبون ؟ وبأي عذاب يعذبون . اسمع يا هذا قول الكتاب عن قـورح وداثان وأبيرام الذين حسدوا موسى وهرون وأرادوا أن يكونوا كهنة مثلهم وينقلـون عن رتبة اللاويين . قال الكتاب : " قام قورح وداثان وابيرام ومئتان وخمسون رجـلاً من رؤساء الجماعة على موسى وهرون وقالوا لـهما كفاكمـا . إن كـل الجماعـة بأسرها مقدسة وفي وسطها الرب . فما بالكما ترتفعان على جماعة الرب .فلما سمع موسی سقط على وجهه ، ثم كلم قورح وجميع قومه قائلاً غداً يعلن الرب من هو ومن المقدس حتى يقوبه إليه .. كفاكم يا بنى لاوى . أقليل عليكم أن إلـه اسـرائيل أفرزكم من جماعة اسرائيل ليقربكم اليه لكي تعملوا خدمة المسـكن وتقفـوا قـدام الجماعة لخدمتها . فقر بك وجميع أخوتك بنى لاوى معك وتطلبون أيضـاً كـهنوتاً . إذن انت وكل جماعتك متفقون على الرب . وأما هرون فما هو حتى تتذمروا عليـه . فارسل موسى ليدعو داثان وابیرام ابنى اليآب فقالا لا نصعد . أقليل أنك أصعدتنا من أرض تفيض لبناً وعسلاً لتميتنا في البرية حتى تترأس علينـا أيضـاً ترؤسـاً . ولا أعطيتنا نصيب حقول وكروم . لا نصعد . فأغتاظ موسى جداً وقال للـرب لا تلفـت إلى تقدمتهما . حماراً واحداً لم أخذ منهم ولا أسات إلى أحد منـهم . وقـال موسـى لقورح كن أنت وكل جماعتك أمام الرب أنت غداً . وهم وهرون وخذوا كـل واحـد مجمرته فيها بخوراً وقدموا أمام الرب كل واحد مجمرته . مئتين وخمسين مجمـرة . وأنت وهرون وكل واحد بمجمرته . فأخذوا كل واحد مجمرته وجعلـوا فيـهـا نـاراً ووضعوا عليها بخوراً ووقفوا لدى باب خيمة الاجتماع مع موسى وهرون . وجمـع عليهما قورح كل الجماعة إلى باب خيمة الاجتمـاع فـتراءى مجـد الـرب لكـل الجماعة . وكلم الرب موسى وهرون قائلاً . افترزا من بين هذه الجماعة فإني أفنيهمفى لحظة . فخرا على وجهيهما وقالا اللهم إله أرواح جميع البشر هل يخطئ رجـل واحد فتسخط على كل الجماعة . فكلم الرب موسى : كلم الجماعة قائلاً اطلعوا ، حوالي مسكن قورح وداثان وابيرام . فقام موسى وذهب إلى داثان وابــرام وذهـب وراءه شيوخ اسرائيل . فكلم الجماعة قائلا اعتزلوا عن خيام هؤلاء القوم البغـاة ولا تمسوا شيئاً مما لهم لئلا تهلكوا بجميع خطاياهم . فطلعوا من حوالي مسـكـن قـورح وداثان وأبيرام . وخرج داثان وأبيرام ووقفا في باب خيمتهما مع نســـائهما وبنيـهما وأطفالهما . فقال موسى بهذا تعلمون أن الرب قد أرسلني لأعمل كـل هـذه وأنـها ليست من نفسي . إن مان هؤلاء كموت كل انسان وأصابتهم مصيبة كل انسان فليـس الرب قد ارسلني . ولكن إن ابتدع الرب بدعة وفتحت الارض فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا أحياء إلى الهاوية تعلمون أن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب . فلما فرغ من المتكلم بهذا الكلام انشـقت الارض التـى تحتـهم . وفتحـت الارض فاها وابتلعتهم وبيوتهم وكل من كان لقورح مع كل الاموال . فـــــزلـوا هـم وكل ما كان لهم أحياء إلى الهاوية وانطبقـت عليـهم الارض فبـادوا مـن بيـن الجماعة . وكل اسرائيل الذين حولهم هربوا من صوتهم لانهم قـــالوا لعـل الارض تبتلعنا . وخرجت نار من عند الرب وأكلت المئتين والخمسين رجلا الذيـن قـربـوا البخور . ثم كلم الرب موسى قائلاً : " قل لألعازار بن هرون الكاهن أن يرفع المجـامر من الحريق وأذن النار هناك . فانهن قد تقدسن . مجـامر هـؤلاء المخطئيـن ضـد نفوسهم فليعملوها صفائح مطروقة غشاء للمذبح لانهم قد قدموها أمام الرب فتقدسـت فتكون علامة لبنى اسرائيل . فاخذ العازار الكاهن مجـامر النحـاس التـى قدمـها المحترقون وطرقوها غشاء للمذبح . تذكاراً لبنى اسرائيل لكيلا يقترب رجل أجنبـ ليس من نسل هرون ليبخر بخوراً أمام الرب فيكون مثل قورح وجماعته كما كلمـه الرب على يد موسى " .فسبيلنا أن نهرب من طلب الرئاسات والامور العاليـة ونطلـب مـا فيـه خلاصنا ونسارع إلى العمل باقوال ربنا . لنفوز بنعيم الملكوت الدائـم بنعمـة ربنـا يسوع المسيح الذي له المجد والوقار . الآن وكل أوان وغلى دهر الداهرين أمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل