المقالات

10 ديسمبر 2022

إنجيل عشية الأحد الاول من شهر كيهك

إنجيل العشية - ( مر 14 : ٣-٩ ) المرأة التي دهنت يسوع بالطيب تمهيد بينما كان السيد المسيح في طريقه إلى أورشليم للمرة الأخيرة عرج على أريحا حيث زار زكا العشار في بيته وأنعم عليه بالخلاص ، ثم ألقى على سامعيه مثل عشرة الأمناء على نحو ما جاء في ( لو ۱۹ : ۱۲ – ۲۷ ) . وبعد ذلك تقدم صاعدا إلى أورشليم ومر بقرية بيت عنيا وهي على بعد ميلين من أورشليم ودخل سمعان الأبرص حيث أكرمته مريم بمسحه بالطيب ( ٢ ) . وفصل الأنجيل الذي يتناول مسألة تكريم مريم ليسوع يتكلم عن تقدمتها التي كان مبعثها الوفاء له وعن تذمر التلاميذ من هذا الصنيع " بدافع الغيرة الكاذبة على الفقراء ، ثم يشير إلى امتداح المخلص لعمل مريم ، ويقرر دوام ذكرها على الأيام تقدمة الوفاء : 3 - وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص وهو متكىء جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن . فكسرت القارورة وسكبته على رأسه . 3 - إن إقامة المخلص في قرية بيت عنيا على قربها من أورشليم تدل على أنه أسلم ذاته بأيثاره حينما دنت ساعته . وكان قصده من الإقامة هناك أن يعتزل أورشليم حينا من الزمن ، وهناك في بيت سمعان الأبرص صنعوا له عشاء ، كما ذكر يوحنا ، إكراما له وابتهاجا بزيارته . وسمعان الأبر ص هذا ربما كان والد مريم ومرئا ولعازر الذي أقيم من الموت ، أو أنه يمت إليهم بصلة القرابة ولو أن نوع هذه القرابة غير معلوم تماما ، ولا بد أن السيد كان قد شفاه برصه وإلا لما جاز له شرعا أن يخالط الناس . وكان من عادة القوم في تلك الأيام أن يتكثوا على الأسرة عند تناول الطعام ، وهذا ما سهل لمريم مهمة سكب الطيب على رأس المخلص وقدميه . وقد حفزها إلى ذلك عجائبه التي شاهدت ، وشفاؤه لسمعان الأبر ، ولعلها فعلت ما فعلت بوازع من إيمانها ومحبتها وثقتها بأنه يطهرها من خطاياها ويقول يوحنا إنها أخذت « منا من طيب ناردين ، والمنا وزن یونانی وروماني يعادل نحو مائة درهم ، وناردين معناه السنبل وهو النبات الذي كان يستخرج . ذلك الطيب ، وهو أثمن ما عرف يومئذ من الأطياب ، وكان يرد من بلاد الهند بعد استخراجه ، وهو سيال كالزيت ، ورائحته زكية . وكسرت مريم عنق الزجاجة التي كان بها الطيب أي كسرت ختمها ثم دهنت أولا رأس المخلص على نحو ما كان يحصل غالبا ، فامتلأ البيت من أريج الطيب لكثرته وجودته ، ثم زادت بأن . دهنت قدميه بعد أن مسحتهما بشعر رأسها من أثر التراب ، إذ كان يسير بالنعل فقط كعادة اليهود . ويجب أن يلاحظ أن مريم مسحت أولا ثم دهنت ، إذ لو كان المسح بعد الدهن كما قد يفهم من عبارة يوحنا ، فكأنها مسحت شعرها بالطيب لاقدميه . وقد أظهرت بمسح القدمين بالطيب الشين غناها وسخاءها ووفرة شكرها ومحبتها . أما اختيارها الدهن دون سواه فلأن العادة جرت في منه ذلك الزمان أن يمسح به أفاضل الناس وعليهم كالكهنة والملوك إكراما لهم وقد تقبل المخلص صنيعها لما لمسه فيها من تواضع وحسن نية وإخلاص . . الغيرة الكاذبة : وكان قوم مغتاظين في أنفسهم فقالوا لماذا كان تلف الطيب..هذا . ـ لأنه كان يمكن أن يباع هذا بأكثر ثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء . وكانوا يؤنبونها . تمييز التلاميذ غيظا من إتلاف الطيب ، واجترأ يهوذا الأسخريوطي على الأعراب عن تذمرهم منوها بأحقية الفقراء لثمنه ، ولكن يوحنا الإنجيلي فضح رياءه بقوله إنه قال ما قال « ليس لأنه كان يبالى بالفقراء بل لأنه كان سارقا وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه » ( يو ٦:١٢ ) . 5 – وزاد -هوذا على تذمره قوله عن الطيب إنه كان يمكن أن يباع بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء ، وهو قول ظاهره الغيرة ولو أنها غيرة صورية مردها أن يده لم تصل إلى ثمن الطيب فتختلس منه ( 1 ) ، وبمثل هذا الأسلوب يعمد الأشرار إلى إخفاء مقاصدهم السيئة ستار من التقوى . على أن التلاميذ لم يكتفوا بأظهار استيائهم من تصرف أخذوا يعنفونها . ومع أنه لا شيء مما نقدمه للمسيح يعتبر إتلافا مهما كان ثمينا كصرف الحياة في خدمته وبذلها من أجله كما يقول بولس الرسول . . ه من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح » ( في ۸ : ۳ ) إلا أن عدم حاجة السيد لهذا الطيب ، وما قاله عن الرحمة في مثل العذاري العشر وفي كلامه على يوم الدينونة وفى قوله للفريسيين « ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تعشرون التعنع والشيث والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان » ( مت ۲۳ : ۳ ) ، كل هذا قد يبرر تساؤل الباحث عما إذا كان من الأفضل أن يعطى ثمن الطيب لالفقراء ما دامت الصدقة أوجب . وقد حل المخلص له المجد هذا الإشكال بأجابته التالية لتلاميذه امتداح الوفى : 6 – أما يسوع فقال اتركوها . لماذا تزعجونها . قد عملت في عملا حسنا . 7 ـ لأن الفقراء معكم في كل حين ومنى أردتم تقدرون أن تعملوا بهم خيرا . وأما أنا فلست معكم في كل حين . ۸ – عملت ما عندها . قد سبقت و دهنت بالطيب جسدي للتكفين 6 – طلب يسوع من تلاميذه أن يكفوا عن إزعاج المرأة ، ثم أشاد بصنيعها قائلا « عملت بی عملا حسنا » ، وكان يرمى من وراء ذلك إلى غرضين أولها تعليم التلاميذ أنه ما كان يليق بهم أن يكسروا حمية إيمانها ومحبتها بالتوبيخ ، إذ أن نقل الناس إلى الفضيلة الكاملة يجب أن يتم بالتدريج لادفعة واحدة ، وأنه كان من الواجب شكرها أولا على ما عملت ثم حثها بعد ذلك على الصدقة على الفقراء . وبناء على ذلك إذا قدم إنسان للكنيسة ستورا زائدة مثلا أو أوانى فضية أو ذهبية فوق ما تحتاجه فلا يجب أن نكسر حمية إيمانه بل نشكره ، ثم ننهه في رفق إلى خطأه ونحثه بعد ذلك على الفضيلة الكاملة التي هي مساعدة المساكين ، وإذا استشارنا قبل التقدمة أشرنا عليه مما يجب * أما غرض يسوع الثاني فهو إقامة الحجة على تلاميذه بأن ما فعلته المرأة هو ما قضى به الناموس إذ أن الوصية الأولى تقول « تحب الرب إلهك من كل قلبك . والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك » ( مت ۲۲ : ۳۷-۳۹ ) ، وهذا القول شدد علينا ألا نقدم على محبته شيئا من سائر الفضائل . وتطبيقا لذلك إذا وقفنا بالكنيسة وقت القداس الذي هو تقديس جسد الرب ودمه وجب أن يكون ذلك بخوف : ووقار وتمجيد وتسبيح وتقديس من كل قلوبنا ، وألا نلتفت إلى سواه حتى إذا قال الكاهن « أين عقولكم ، أجبناه بصدق قائلين « هي عند الرب » . ۷ – ولکی يبرر المخلص رضاه عن سكب الطيب وشكره لمريم على إيمانها قال لتلاميذه « إن الفقراء معكم كل حين . » أي لا يخلو منهم زمان ولا مكان ، ومن واجب الكنيسة العناية بأمرهم دائما ، سيما وقد أوصى الله عليهم في سفر هی التثنية حين قال « أعطه ولا يسوء قلبك عندما تعطيه لأنه بسبب هذا الأمر يباركك الرب إلهك في كل أعمالك وجميع ما تمتد إليه يدك . لأنه لا تفقد الفقراء من الأرض . لذلك أنا أوصيك قائلا إفتح يدك لأخيك المسكين والفقير في أرضك » ( تث 15 : ۱۰-۱۱ ) . ثم مضى المخلص يقول « وأما أنا فلست معكم كل حين » ( 1 ) أي سوف لا أكون عندكم بحضوري المنظور طويلا إذ أنى على وشك الموت والصعود إلى السماء ، ولذلك فلا يمكنكم إكرامى جسديا إلا في هذه الفرص . وتطبيقا لما تقدم فجسد المسيح ودمه ليسا موجودين طول النهار في الكنيسة بل القداس فحسب ، فالذي يقف في خلاله بمخافة ووقار وتكريم لا محالة ممدوح السيد كما مدحت من مریم قال وإيضاحا لحكمة امتداحه لعمل المرأة وخطأ التلاميذ في تذ مرهم إنها « فعلت ذلك لأجل تكفينى » ( ۲ ) أي أن ذلك كان منها إنذارا عموتى ودفى وقيامتي ، أو بمعنى آخر أنكم أنتم أصحابى تهربون عند صلبي فلا تحنطونى ولا تدفنوني وأما هذه فقد تقدمت لذلك بلا وجل .. وقد قصد بأشارته إلى موته ألا يتوهم التلاميذ إذا رأوا آلامه أنه غير عارف بما سيحل به. استدامة ذكره : . الحق أقول لكم حينما يكرز بهذا الأنجيل في كل العالم بخير أيضا ما فعلته هذه تذكارا لها ۹ – وختم رب المجد الحديث بقوله عن المرأة أن ذكرها سيشيع في أرجاء المسكونة بانتشار إنجيله في أنحاء العالم وترجمته إلى كل اللغات ، وهي نبوة من نبواته التي تمت وتبين صدقها منذ ألفي سنة . وتنفيذا لأمره الكريم رتبت الكنيسة الاحتفال بأعياد القديسين تخليدا لذكرهم ( 3 ) إنه تعالى حسب إكرامهم إكراما له واحتقارهم احتقارا له إذ قال السيد لتلاميذه « الذي يسمع منكم يسمع منى . والذي يرذلكم يرذلني . والذي ير ذلى يردل الذي أرسلي » ( لو 10 : 16 ) . وقال الرسول « إذا من ير ذل لا ير ذل إنسانا بل الله الذي أعطانا روحه القدوس » ( ۲ تس ٤ : ٨ ) ، ولاشكا أن إهانة السفير هي إهانة للملك الذي أرسله . . = ( 4 ) وهو جل شأنه أكرمهم في أعين شعبه ، والأمثلة على ذلك متوفرة فقد قال لأبيالك الذي أخذ زوجة إبرهيم « والآن رد امرأة الرجل فأنه نبي فيصل لأجلك فتحيا . وإن كنت لست تردها فاعلم أنك موتا تموت أنت وكل من لك ( تك ٢٠ : ٧ ) . وقال لهرون ومريم اللذين تكلما على موسى . الكوشية « أما عبدى موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل شيء . فما إلى في وعيانا أتكلم معه ..... فلماذا لا تخشيان أن تتكلا على عبدى موسى » ( عد ۸:۱۲ ) ولما أخذ اليشع رداء إيليا الذي سقط عنه حين ارتفاعه في المركبة النارية وضرب به الماء انفلق إلى هنا وهناك ( ٢ مل 1 : 14 ) . وكذلك الميت الذي خاف أهله من الغزاة ، فطرحوه في قبر اليشع لما مس عظام اليشع عاش وقام على رجليه ( ۲ مل ۲۱:۱۳ ) . ولما حمى غضب الله على أصحاب أيوب الثلاثة قال لهم « والآن فخذوا لأنفسكم سبعة ثيران وسبعة كباش واذهبوا إلى عبدى أيوب واصعدوا محرقة لأجل أنفسكم وعبدى أيوب يصلى من أجلكم لئلا أصنع كذلك قال مخلصنا للجموع عن يوحنا المعمدان « لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان » ( مت ۱۱:۱۱ ) . . معكم حسب حاقتكم لأنكم لم تقولوا في الصوان ٨:٤٢ ) عنهم أن ( 5 ) وقد حذر الله من إهانتهم ، فقد أتى إلى لابان الأرامى في حلم الليل وقال له « احترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر » ( تك ٢٤:٣١ ) ، وقال من يمسهم عس حدقة عينه ( زك ٢ : ٨ ) ، والذين يضايقونهم يجازيهم ضيقا ( ۲ تس ٦ : ١ ) ( 6 ) إنه عاقب للذين أهانوهم في حياتهم أو بعد وفاتهم فقد قال لقايين الذي قتل أخاه هابيل « متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها . تائها وهاريا تكون في الأرض ، ( تك ١٢ : ٤ ) ( عد ۱۲ : ۱۰ ) . ريم بالبرص لأنها تكلمت على موسى ثانيا : أن هذه الأعياد ليست مرتبة من الله ، ويرد على ذلك بأن الكتاب أثبتها والرسل مارسوها وشهد بصحتها أشهر مؤرخي البروتستنت . ) . ( ۱ ) قال بولس الرسول « ينبغي على كل حال أن أعمل العيد القادم في أورشليم » ( أع ۲۱:۱۸ ) ، ولا يمكن أن يكون هذا العيد عيدا يهوديا بعد ما حرم الرسول على المسيحيين الخضوع للطقوس اليهودية بقوله « فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت » ( كو ٧ : ٢ ) فهو إذن عيد مسیحی .. قال موسهيم المؤرخ البروتستنتى بعد أن تكلم على الأعياد في الكنيسة الجامعة « أضف إلى هذه الأعياد أعيادا أخرى اعتنق فيها الموت رجال قديسون لأجل المسيح التي بالأكثر احتمالا كانت أياما مقدسة وعظيمة منذ ابتداء الديانة المسيحية .. وجاء في كتاب تاريخ الانجليز المطبوع سنة 1839 « وكانوا يكرمون الشهداء ويعبرون عن ذكر يوم وفاتهم بمولدهم ويعيدون الأعياد عند قبورهم بغاية . السرور والمحبة والأحسان ». رأى الكنيسة : إن الكنيسة مدينة لهؤلاء الشهداء والقديسين الذين أناروها بتعالمهم وثبتوها . بدمائهم ، ولذلك رتبت منذ القدم أياما خاصة تحتفل فيها بذكراهم إقرارا بجميلهم وإطاعة لأمر المخلص القائل « حيثما يكرز بهذا الأنجيل في كل العالم بخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها » ( مر 9:14 ) ، وقول بولس الرسول « أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله . أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بأيمانهم » ( - ۷:۱۳ ) ، وقول المزمور « ذكر الصديق يدوم إلى الأبد » ( مز ٦ : ١١٢ ) . وإذا كانت الشرائع المدنية قد أجمعت على إكرام من أتى عملا جليلا أفاد أمته ، فقام أهل العالم يحتفلون بذكرى أبطالهم ونوابغهم في كل علم وفن وأقاموا التماثيل لهم ، أفلا يجدر بالكنيسة أن تقوم ببعض ما يجب عليها نحو رجالها الذين بذلوا نفوسهم رخيصة من أجل المسيح ، والذين جعل فيهم مسرته ، وأهلهم لشركة ميراث القديسين في النور ( كو ۱ : ۱۲ ) ، وحفظ لهم إكليل المجد ( 1 بط 5 : 4 ) ، وجعل لهم أسمى مقام في دياره ( يو ١٤ : ١٧،٣ : ٢٤ ) ، بل جعل لهم حظ الجلوس معه في عرشه ( رو 15 : ۷،۲۱ : ۳ ) ، وأشركهم معه في مداينة الناس والملائكة ( مت ۲۸:۱۹ ، ۱ کو ٢ : ٦-٣ ) ولما كان دوام ذكر هؤلاء الصديقين لا يتم على الوجه المرغوب فيه إلا بالطرق الاحتفالية ، لذلك رتبت الكنيسة إقامة التذكارات لهم وعمل الرحمة على اسمهم ( مت ٤٢:١٠ ) ، وحفظ صورهم وتعاليمهم . وليس أدل على ذلك من أن القديسين الذين لم يحتفل بأعيادهم يكاد يكون ذكرهم مجهولا لدى الجميع ومع ما في إقامة الأعياد من مزايا أدبية وسياسية واجتماعية كتقوية الرابطة. الأرشيذياكون المتنيح بانوب عبده عن كتاب كنوز النعمة لمعونة خدام الكلمة الجزء الثانى
المزيد
09 ديسمبر 2022

الصمت المقدس والحديث السري مع الرب

إذ يبدأ شهر كيهك ، ما يشغل المؤمنين هو السهر في تسابيح " سبعة وأربعة " ؛ حيث يشتم الكل روائح اللقاء مع مخلص البشرية خلال تسبيح القلب والفكر . يتسم هذا الشهر بالسهر في الأديرة كما في كثير من الكنائس ، خاصة عشية السبت واستمرار التسبيح حتى قداس الأحد . تحسب قراءات الآحاد في هذا الشهر رحلة المؤمن في صحبة أناس الله نحو اللقاء مع طفل المزود . صمت طفلة الهيكل خلال الأسبوع الأول من شهر كيهك تحتفل الكنيسة بتذكار تقديم القديسة العذراء مريم إلى الهيكل بأورشليم وهي ابنة ثلاث سنوات ، لأنها كانت نذيرة الرب . وذلك أنه لما كانت أمها حنة عاقرا كانت حزينة جدا هي وزوجها القديس يواقيم ، فنذرت ، وقالت : " یا إلهي إذا أعطيتني ثمرة ، فإني أقدمها نذرا لهيكلك المقدس " . فاستجاب الرب ورزقها هذه القديسة ، فأسمتها مريم . وبعد أن ربتها ثلاث سنوات مضت بها إلى هيكل الرب وقدمتها لتقيم مع العذاري ، وهي تنمو في الفضيلة والنسك والعبادة . فأقامت نحو عشرة سنوات حتى جاء ملء الزمان الذي فيه يأتي الرب إلى العالم متجسدا من هذه العذراء الطاهرة التي اختارها لعل من أهم الفضائل التي اقتنتها منذ طفولتها الصمت المقدس ، حيث كانت تصمت بلسانها عن أحاديث العالم وما يجري فيه ، لينشغل قلبها بمعاملات الله معها . هذه الفضيلة التي لازمتها حتى يوم رحيلها من هذا العالم . إذ يكرر الإنجيلي قوله عنها : " كانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها " ( لو ۲ : ١٩ ، ٥١ ) . ما كان يمكن للقديسة مريم أن تحتمل ما نالته من نعم إلهية فائقة حتى بالنسبة للسمائيين لو لم تهبها نعمة الله أن تتأمل في أعماقها أسرار الله وعطاياه لها ولكل البشرية . تبقى هذه القديسة الفريدة قائدة لموكب الصامتين في الرب منذ طفولتها ، حيث لا تقدر مباهج الحياة الزمنية ولا تجاربها أن تسحب فكر المؤمن عن التصاقه بالرب وتمجيده على تدبيره العجيب لأجل تمتعنا بشركة أمجاده . بالصمت المقدس تهيأت البتول أن تصير والدة الإله ، وبالصمت المقدس يتهيأ المؤمن ليكون هيكل الله وروح الله يسكن فيه ( ١كو ٣: ١٦) . إن كان العالم يستقبل عيد ميلاد السيد المسيح ( الكريسماس ) بالزينات والأنوار والهدايا المتبادلة والحفلات . فما قدمته القديسة مريم بصمتها المقدس منذ طفولتها يفوق كل زينة وكل هدية وكل احتفال . يليق بنا في هذا الشهر المبارك أن نقيم حياتنا : هل نستقبل مخلص العالم في قلوبنا خلال الحديث السري الصريح معه ، دون أن يعوقه أو تقاطعه الأحاديث الباطلة ، لم تتوقف القديسة منذ طفولتها عن الجدية في إتمام رسالتها ، وقد تجلى ذلك بوضوح عندما سمعت عن اليصابات نسيبتها أنها حبلى بابن في شيخوختها . " فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ، ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات " ( لو ١ : ٣٩ ) . بصمتها المقدس ارتكض الجنين بابتهاج في بطن أمه ( لو 1 : ٤١-٤٤ ) ، وتحول بيت الكاهن كما إلى بيت تسبيح يشترك فيه حتى الجنين ! لنصمت مع القديسة مريم ، ونحمل مسيحنا في قلوبنا ، فيعمل روح الرب بنا ، حيث تصير لنا الأرض سماء متهللة . هذه هي هدية الكريسماس التي يسر بها طفل المزود العجيب ! صمت الكاهن الشيخ في الأحد الأول من شهر كيهك يلتهب قلبنا شوقا لممارسة ما تمتعت به نذيرة الرب القديسة مريم منذ طفولتها ، كما نتمتع بالصمت الذي اختبره الكاهن الشيخ زكريا وهو يتقبل البشارة بالحبل بيوحنا السابق ، الذي يعد الطريق للرب . حقا كان صمت زكريا بسبب عدم تصديقه للبشارة التي قدمها له الرب خلال جبرائيل الواقف قدام الله ( لو ١ : ٢٠ ) . غير أن الله الصانع الخيرات حول هذا التأديب لبنيان زكريا الكاهن ولنشر خبر هذه العطية التي وهبت له .... حتى كل من سمع عن ميلاد يوحنا تساءل : " أترى ماذا يكون هذا الصبي ؟! " ( لو ١ : ٦٦ ) ، وشعروا أن يد الرب كانت معه ! كان زكريا الكاهن في حاجة إلى هذا الصمت ، فلم يجد فرصة للحديث حتى مع زوجته اليصابات ومع أقربائه . ترى كيف قضى زكريا هذه الشهور التسع ؟! لم يكن أمامه سوى التسبيح الصامت ، وقراءة الأسفار المقدسة والطلب الدائم كي ينير الرب فكره ، ويكشف له خطته وأسراره ونبواته مع ممارسة مطانياته وعبادته الظاهرة والخفية ! هكذا يليق بنا مع بداية شهر كيهك أن نطلب بلغة القلب قبل اللسان قائلين : " بنورك يا رب نعاين النور " ( مز ٣٦ : ٩ ) . نمارس أصوامنا ومطانياتنا وصلواتنا وتسابيحنا كي يشرق علينا طفل المزود ، شمس البر ، فندرك كلمات النبي : " ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر ، والشفاء في أجنحتها " ( ملا ٤ : ٢ ) . موكب الصامتين تجسد كلمة الله والحبل به وميلاده في مزود ليس في بيت أحد الكهنة أو القيادات الكنسية أو الزمنية ، يدفعنا للانضمام إلى موكب الصامتين العجيب لم يحتفل الهيكل بميلاده ، ولم يذهب الكهنة والقيادات الكنسية ليسجدوا له ويسبحوه ، وساد السكون العالم . حتما وقفت الطغمات السماوية التي تعجز عن أن تتفرس في لاهوته وأمجاده في صمت لاستقبال المخلص ترى من هم أعضاء موكب الصامتين ؟ لقد ظهر ملاك الرب ووقف بالرعاة البسطاء ومجد الرب أضاء حولهم ، وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله ، وقائلين : " المجد الله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " ( لو ۲ : ٩، ١٣-١٤ ) .لم يظهروا لجمهور الكهنة أو الشعب ، إنما للبسطاء الساهرين في عملهم بأمانة ، وغالبا ما كانوا مشتاقين للقاء مع المسيا المخلص . لذا ما أن رأوا وسمعوا السمائيين حتى انطلقوا إلى بيت لحم وهم يقولون : " لنذهب الآن ... وننظر الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب " ( لو ٢ : ١٥ ) ، وجاءوا مسرورين . وكأن هؤلاء الرعاة قد انضموا إلى موكب الملائكة في هدوء دون دعاية ! وانضم أيضا إلى الموكب جماعة من المجوس يقودهم كوكب عظيم ، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم ، إنه ملاك جاء على شكل كوكب ، فتحدث مع المجوس بلغتهم ، لغة الفلك والكواكب ! لم يذكر لنا الإنجيليون شيئا عن أحاديثهم في الطريق سواء مع بعضهم البعض أو مع الشعوب التي خرجت تنظرهم في دهشة ؟! وكأن الإنجيليين يدعوننا للانضمام إلى هذا الموكب الصامت . لسنا نتحدث بألسنتنا بل بقلوبنا وأفكارنا وعواطفنا المقدسة وسلوكنا من جهة الملك مخلص العالم ! إذ بلغوا أورشليم لم يرافقهم أحد من القصر الملكي ولا من رجال الهيكل ، إنما ما كان يشغل هيرودس هو قتله ، وما يشغل قيادات الهيكل هو ارتباكهم خوفا على فقدانهم سلطانهم وإيراداتهم ! هلم تنضم إلى موكب الصامتين ! هب لي يا رب أن أنضم بنعمتك إلى موكب الصامتين ، لأنضم إلى نذيرتك القديسة مریم الطفلة فأجد راحتي في هيكل قدسك مع العذارى ! لأسلك ببساطة الطفولة ، فلا تشغلني ملذات العالم ، ولا تقلقني تجاربه ! إذ أصمت في هيكلك ، يتكلم قلبي معك ، وتتكلم أنت أيها القدوس مع ضعفي . لأحفظ . مع أمك كل الأمور متفكرا بها في قلبي . بالصمت أنشغل بالثبوت فيك . أراك ساكنا في عميقا أعمق من عمقي ، وعاليا في داخلي أعلى من علوي ! لأنضم إلى زكريا الكاهن الصامت . فما يشغلني هو كلمتك وإعلاناتك الإلهية . لن تأسرني الحرفية القاتلة ، بل أجد في كتابك فردوس الحرية ، أقطف منه ثمر روحك القدوس : الحب والسلام والوداعة والعفة أرتوي من ينابيع حبك الدائمة الفيض ! لأرافق الرعاة البسطاء الساهرين بأمانة . فأرى السماء ليست ببعيدة - عني وأسمع الطغمات السماوية تتهلل لخلاصي . أنضم إلى خورس الملائكة وأتمتع بالترنيمة الجديدة . اسمح لي أن أرافق المجوس الأمميين ، التهبت قلوبهم شوقا إليك ، وساروا في الطريق يشهدون لك وقدموا لك ما لم يقدمه الكهنة واللاويون . تقودني نعمتك فلا أتعثر من مقاومة الشرير حتى إن كان ملكا . ولا أنتقد أحدا حتى إن كان كاهنًا غير مبال بخلاصك ! ليصمت لساني ، فيتكلم قلبي ، وليصمت قلبي ، فتتكلم يا أيها القدوس في ! القمص تادرس يعقوب ملطي كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج
المزيد
08 ديسمبر 2022

شخصيات الكتاب المقدس يشوع بن يوصاداق

يشوع بن يوصاداق (عزرا 5: 2) اسم عبري معناه "يهوه خلاص"، وهو كاهن عظيم ابن يهوصاداق أو يوصاداق (عز 3: 2)، الذي سبي إلى بابل (1 أخبار 6: 15). وعاد يشوع مع زربابل (عز 4: 3 و2: 2). وكان يعينه على بناء الهيكل وإصلاح الأمور الدينية، وعلى الرغم من ذلك فقد تزوج بعض أولاده نساء غريبة (عز 10: 18). ويدعى أيضًا "يهوشع" (زك 3: 1 و3 و8 و9 حج 1: 1 و12 و14 و2: 2 و4). تعالوا نتعرف أكتر على يشوع بن يوصاداق ونشوف هنتعلم ايه؟ 1- يشوع المصلح كلنا عارفين لما شعب يتعرض للسبي هنلاقي الشعب يبعد عن عاداته واطفال يولدوا في أرض غريبة بعادات غريبة فكان دور يشوع هو اصلاح الامور الدينية وتثبيت الشعب وتعليمه الشريعة 2- يشوع والأولوية في أول فوج من الرجوع للسبي أول حاجة فكر فيها هو بناء بيت الرب أولا قبل بناء السور أو بناء المدينة لأن الاحتياج لقوة الله للعمل 3- يشوع وعدم التدقيق زي ما عمل عالي الكاهن كان مهتم جدا بخدمته فأهمل أولاده كذلك يشوع أهمل في التدقيق مع أولاده ونلاحظ في عزرا 10: 18 أن أولاده على خلاف الشريعة تزوجوا نساء غريبة تعالوا نطبق اللي اتعلمناه 1- اصلح من نفسك حتى يأتمنك الله لكي تكون ملجأ لمن يريد المشورة الصالحة فالكوب الفارغ لا يروي عطشان 2- اجعل دائما اولولية حياتك هي اللجوء لله اجعل باكورة يومك لله أول ما تفتح عينك تكون الصلاة وآخر ما تعمله هو الصلاة 3- أسرتك هي وزنتك التي يحاسبك عليها الله وتذكر أن الذي لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو أشر من غير المؤمن
المزيد
07 ديسمبر 2022

الله معنا

" هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً ويدعون إسمه عمانؤئيل الذي تفسيره الله معنا " ( مت1 : 23 ) " ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانؤئيل " ( إش7 : 14 ) جميل هذا الإسم الذي دعي به السيد المسيح في مولده ، عمانؤئيل ، الله معنا إسم فيه الكثير من التعزية ، إذ فيه لكثير من حب الله لنا إن بركة عيد الميلاد هي هذه أن نشعر أن المسيح هو الله معنا ، الله في وسطنا ، ساكن معنا ، وساكن فينا الله في الحقيقية يحب البشر جداً ، مسرته في بني البشر . يحب أن يهب الإنسان لذة الوجود معه ، ويحب قلب الإنسان كمكان لسكناه منذ أن خلق الإنسان ، خلقه على صورته ومثاله . وأراد أن يجعله موضعاً لسكناه ، أراد أن يسكن في قلب الإنسان ويحل فيه . ومرت آلاف السنوات ، وإلهنا الصالح يحاول أن يجد له موضعاً في الإنسان ، ولكن الجميع كانوا قد زاغوا وفسدوا ، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد لم يجد الرب في قلوبهم موضعاً يسند فيه رأسه فماذا عنك أنت أيها المبارك ؟ إن الله ينظر إلى قلبك ويقول " هذا هو موضع راحتي إلى أبد الأبد . ههنا أسكن لأني إشتهيته " ( مز132 : 14 ) . مسكن الله مع الناس : إن سكني الله مع الناس وفي وسطهم ، هي قصة قديمة . إنها قصة خيمة الإجتماع وتابوت العهد ، التي فيها نري الله يسكن وسط شعبه وكما أن سكني الله مع الناس دلالة خيمة الإجتماع ، هي أيضاً دلالة أورشليم السمائية في الأبدية ، التي قيل عنها " هوذا مسكن الله مع الناس . وهو سيسكن معهم . وهم يكونون له شعباً . الله نفسه يكون معهم " ( رؤ21 : 3 ) . وقد وضح هذا المعني بتشبيه أقوي في حبه : قال إنه الرأس ونحن الأعضاء ، وقال الرسول عنا ككنيسة إبناً " جسد المسيح " . ولعل مثل هذا التشبيه هو ما قصده الرب بقوله : " أنا الكرمة وأنتم الأغصان " ( يو15 : 5 ) ، وطلب منا أن نثبت فيه كما تثبت الأغصان في الكرمة ولعل هذا أيضاً هو جزء من الصلاة الطويلة التي صلاها في بستان جثسماني ، حيث قال عن تلاميذه : " أنا فيهم ، وأنت في ، ليكونوا مكملين إلى واحد " ( يو17 : 23 ) الله الذي حل في بطن العذراء لكي يأخذ منها جسداً ، يريد أن يحل في أحشائك لكي يملأك حباً ... إن أفضل مسكن لله هو فيك . الله لا يسر بالسماء مسكناً له ، بل هو واقف على بابك يقرع لكي تفتح له ( رؤ3 : 2 ) . وهو يعتبر جسدك هيكلاً لروحه القدوس ويسكن روح الله فيه ( 1كو3 : 16 ) . الله الذي بصر في الحاح أن يسكن فيك ، يخاطب نفسك الحبيبة إليه بتلك العبارات المؤثرة : " افتحي لي يا أختي يا حمامتي يا كاملتي ن فإن رأسي قد إمتلأ من الطل ، وقصصي من ندي الليل " ( نش5 : 2 ) . وتصور أن الله واقف طول هذه المدة يقرع على باباك محتملاً من أجلك الطل وندي الليل . سماؤه الحقيقية هي قلبك ، لذلك يطلب إليك على الدوام قائلاً " يا إبنى أعطني قلبك ... " ( أم23 : 26 ) وهكذا يقول الرب ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر " ( مت28 : 20 ) . ويقول أيضاً " إن إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي ، فهناك أكون في وسطهم " ( مت18 : 20 ) . ويظل الرب معنا في الأبدية التي لا تنتهي . وعن هذا الأمر قال للآب " أيها الآب ، أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي ، حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً " ( يو14 : 3 ) . وهكذا قال يوحنا الرائي عن أورشليم السمائية إنها " مسكن الله مع الناس " ( رؤ21 : 3 ) . هل إلى هذا الحد يارب ؟ نعم أنا أريد أن أسكن معكم ، وأحل فيكم . هل إلى هذا الحد يارب ؟ نعم أنا أريد أن أسكن معكم ، وأحل فيكم . أجد لذة في عشرتكم . أحب أن أكون في وسطكم أنا عمانؤئيل ، الله معكم إن بركة عيد الميلاد تتركز في عبارة (عمانؤئيل ) الله معنا فإن كنت يا أخي تحسن أنك مع الله ، والله معك ، تكون قد تمتعت فعلاً ببركة عيد الميلاد لا تظن أن عيد الميلاد هو اليوم الذي إنتهينا فيه من الصوم وبدأنا نفطر !! أو أن عيد الميلاد هو اليوم الذي عملنا فيه قداس العيد بطقوسه وألحانه الفرايحى عيد الميلاد من الناحية الروحية هو عشرة عمانؤئيل ، الذي هو الله معنا إن الله لا يريد منك شيئاً غير قلبك ليسكن فيه كل عبادتك وصلواتك هي مجرد عبادة خارجية ، إن لم يكن لله سكن داخل قلبك . الله يريد أن يقيم صداقة معك يقول الكتاب " وسار أخنوخ مع الله ، ولم يوجد لأن الله أخذه " ( تك5 : 24 ) . منظر جميل أن نتخيل أخنوخ وهو سائر مع الله . وشعور عميق كيف أن الله لم يكنه أن الله لم يمكنه الاستغناء عن أخنوخ ، فأخذه إليه إن بولس الرسول يشرح مجئ الرب الثاني على السحاب ، واختطافنا إليه ، فيختم هذا المشهد الجميل بقوله " وهكذا نكون كل حين مع الرب . لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام " ( 1تس4 : 17 ، 17 ) . وهنا على الأرض نلمح ملاحظة قوية في حياة القديسين وهي أن القديسين كانوا يشعرون دائماً بوجودهم في حضرة الله . كانوا يرونه معهم على الدوام ، أمامهم وعن يمينهم إنها عبارة متكررة على فم إيليا النبي إذ يقول " حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه " ( 1مل18 : 15 ) . من فينا شعر باستمرار أنه واقف أمام عمانؤئيل الذي هو الله معنا ؟ داود أيضاً كان يحس على الدوام بوجود الله معه إذ يقول " رأيت الرب أمامي في كل حين ، لأنه عن يميني فلا أتزعزع " ( مز16 : 8 ) . ما هذا يا داود ؟ هل الرب أمامك أم عن يمينك ؟ هو معي في كل حين وفي كل موضع ، وفي كل إتجاه أشعر بوجود الله إن الشخص الذي يشعر بأن الله أمامه ، لا يمكن أن يخطئ ، سيخجل حتماً من الله . ويقول " هوذا الله يراني وأنا أعمل ، هوذا الله يسمعني وأنا أتكلم ط . الله له عينان كلهيب نار تخترقان الظلام . فلو أننا شعرنا أن الله كائن معنا ، لكان من المستحيل علينا أن نخطئ . إن خطايانا دليل على أننا غير شاعرين بوجوده معنا هناك حادثة حدثت مع القديس مارأفرام السرياني تثبت هذا الأمر في إحدي المرات هددته إمرأة ساقطة أن تشهر به إن لم يطاوعها ويفعل الشر معها . فتظاهر بالموافقة على شرط أن يحدث ذلك في سوق المدينة . فاندهشت المرأة وقالت له[ كيف نفعل هذا في السوق ؟! ألا تستحي من الناس وهم حولنا ؟! ] فأجابها القديس [ إن كنت تستحين من الناس ، أفما تستحين من الله الذي عيناه تخترقان أستار الظلام ؟! ] . وكان لكلام القديس تأثيره العميق في المرأة فتابت على يديه هل تظن يا أخي أن الملحدين فقط هم الذين ينكرون وجود الله ؟! أؤكد لك أنك في كل ترتكبها تكون قد نسيت وجود الله أو أنكرته عملياً . لو كنت مؤمناً فعلاً بوجوده أمامك ، لخجلت وخشي لا شك أن إحساسنا بعمانؤئيل ـ الله معنا ـ يعطينا الطهارة والنقاوة والقداسة ، على الدوام وإحساسنا بوجود عمانؤئيل ، الله معنا ، يعطينا الشجاعة وعدم الخوف . لما بدأ يشوع خدمته ، قال له الرب " لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك . كما كنت مع موسى أكون معك ، لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجع ، لا ترهب ولا ترتعب ، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب " ( يش1 : 5 ، 9 ) الإنسان الذي يشعر بوجود الله ، يشعر بقوة عظيمة معه ، تزيل منه كل خوف وكل اضطراب ، وتهبه الثقة والاطمئنان ... واحد يسألك محرجاً ، فتخاف ، وتكذب ! لماذا تخاف ؟ إن الله معك لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك خطية الخوف هي خطية عدم إيمان ، عدم إيمان بعمانؤئيل ورعايته . كان داود شجاعاً . وكان يقول : " الرب نوري وخلاصي ممن أخاف " " وإن نزل على جيش فلن يخاف قلبي ، وإن قام على قتال ففي هذا أنا مطمئن " ( مز27 : 1 ، 3 ) " الرب عوني فلا أخشى ، ماذا يصنع بي الإنسان ؟ " ( مز11 : 6 ) . وفي هذه العبارات نلمح الفرق بين شجاعة القديسين وشجاعة أهل العالم . شجاعة أهل العالم سببها ثقتهم بقوتهم ، وشجاعة القديسين سببها ثقتهم بوجود عمانوئيل ، الله معهم ظهر الله لبولس الرسول في رؤيا بالليل وقال له " لا تخف ، بل تكلم ولا تسكت ، لأني أنا معك . ولا يقع بك أحد ليؤذيك " ( أع18: 10 ) القديس بولس أخذ هذه العبارة ، وعاش بها ، ممتلئاً من الإيمان قوة . وقف قدام ليساس الأمير ، وفيلكس الوالي ، وأمام العزيز فستوس وأغريبا الملك . ولم يستطع أحد منهم أن يؤذيه . بل على العكس خافوا منه لماذا خفتم أيها الملوك والأمراء من هذا الأسير المقيد بالسلاسل ؟ يجيبون لم نخف منه ، وإنما من الإله الذي معه ، من الرب الساكن فيه ... بولس هذا في شخصه نستطيع أن نقدر عليه . ولكن لا نقدر عليه عندما يقول " أحيا لا أنا ، بل المسيح الذي يحيا في " ( غل2 : 20 ) قبض ليساس الأمير على القديس بولس ، فماذا فعل به ؟ هل آذاه في شئ ؟ كلا . بل أعد قوة مسلحة تتكون من 200 عسكري ، و70 فارساً بقيصرية ( أع23 : 23 : 24 ) صحيح يارب ، أنت معنا . وقف القديس بولس أمام فيلكس " وينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون ، أرتعب فيلكس " ( أع24 : 25 ) إرتعب الوالي من أسيره المقيد ، من القوة العجيبة التي تخرج منه ، من الله الذي معه ، من عمانوئيل وقف القديس بولس الملك أغريباس ، فكانت النتيجة أن قال له الملك " بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً " ( أع26 : 28 ) . وشهد عنه قائلاً : " إن هذا الإنسان ليس يفعل شيئاً يستحق الموت أو القيود " . هذه فكرة عن عمل عمانؤئيل إلهنا ، عندما يكون معنا ، ويحطم كل قوة أمام عبيده ، فلا يقع بهم أحد ليؤذيهم هذا هو عمانؤئيل الذي كان مع الثلاثة فتية في أتون النار " فلم تكن للنار قوة على أجسامهم ، وشعره من رؤوسهم ل تحترق ، وسروايلهم لم تتغير ، ورائحة النار لم تأت عليهم " ( دا3 : 27 ) ، حتى إنذهل نبوخذ نصر قائلاً : " ليس إله آخر يستطيع أن ينجي هكذا " ... قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
06 ديسمبر 2022

غاية التجسد

أما عن غاية التجسد فيحدثنا القديس كيرلس الكبير فى تفسيره لأنجيل القديس يوحنا (4: 26) "قال لها يسوع أنا الذى أكلمك هو" فيقول لقد صار جسداً جاعلاً نفسه مشابهاً لنا لكى يوحد بالله بواسطة نفسه ما كان بحسب الطبيعة منفصلاً جدا عنه وفى تفسره لـ (يو17: 20) "ولست اسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بى بكلامهم" يقول "لقد صار الإبن الوحيد الذى من جوهر الآب جسداً لكى يوحد ويؤلف بطريقة ما فى نفسه بين الأشياء المتخالفة بحسب طبعها الخاص، والتى لم يكن ممكاً أن تتجمع (اللاهوت والناسوت) "إذاً فالسر الحاصل فى المسيح قد صار بداية ووسيلة لأشتراكنا فى الروح وإتحادنا بالله وفى تفسيره لـ (يو1: 14) "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً"يقول القديس كيرلس "لكى نرى فى وقت واحد، الجرح والدواء، المريض والطبيب، ذاك الذى سقط تحت قبضة الموت والذى يقيمه للحياة ذاك الذى ساد عليه الفساد والذى طرد الفساد ذاك الذى أمسك به الموت والذى هو أسمى من الموت، ذاك الذى له عدم الحياة وذاك الذى هو واهب الحياة" ويقول القديس كيرلس " إن تجسد الكلمة لم يحدث لغاية أخرى إلا لكى نغتنى نحن أيضاً بشركة الكلمة بواسطة الروح القدس فنستمد منه غنى التبنى" ففى فكر القديس كيرلس إن التجسد الذى هو إتحاد اللاهوت بطبيعتنا البشرية لا يمكن أن يكون بعده إفتراق فيقول "لقد ولد بحسب الجسد من امرآة آخذاً منها جسده الخاص لكى يغرس نفسه فينا بإتحاد لا يقبل الأفتراق"وفى تفسيره لـ (يو20: 17) "قال لها يسوع لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد إلى أبى ولكن أذهب إلى أخوتى وقولى لهم أنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم"يقول فى تعليقه على قول المخلص (ها أنا صاعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم)"يا من تقرأ هذه الكلمات حاول أن تقبل هذا السر العجيب والعظيم ولا تدع قلبك يبتعد عن الحق الكامن فى التعاليم الإلهية تأمل كيف جاء الإبن الوحيد كلمة الله وسكن بيننا لكى نكون نحن مثله على قدر ما نحتمل طبيعتنا أن تأخذ منه فى نعمة الخلق الجديد. لقد أتضع هو لكى يرفع ما هو أصلاً وضيع إلى مقامة العالى. وليس شكل العبد رغم إنه بالطبيعة الرب وإبن الله لكى يرفع من الطبيعة مستعبد إلى كرامة البنوة وسموها جاعلاً إياها على صورته ومثاله..."ونختم موضوعنا هنا بعد أن تمتعنا بفكر وإيمان القديس كيرلس وشرحه الوافى عن عقيدة التجسد بنقطة ختامية وهى 4- لماذا التجسد لم يكن تجسد إبن الله هدفاً فى ذاته بل كان وسيلة لتحقيق أهداف عظمى وهى:- 1- فداء الإنسان:- إذ بذل إقنوم الإبن جسده فداء عن الإنسان الساقط 2- تجديد خلقه الإنسان:- إذا جاء إبن الله الكلمة المتجسد ليتحد بطبيعتنا الساقطة ويقيمها من ضعفها ويجددها بل ويعيد خلقتها لتصير طبيعة مقدسة 3- تعليم الإنسان الفضيلة والكمال وتقديم المثل الأعلى:- إذ أتى أقنوم الإبن وعلم الإنسان الفضيلة والكمال ليس بكلامه فقط بل بشخصه أيضاً فعاش كاملاً مقدماً مثلاً وقدوة يسير عليها المؤمنون لأن الله غير قابل للموت بلاهوته أخذ جسداً قابلاً للموت فبه ذاق الموت من أجل الجميع "يامن ذاق الموت بالجسد فى وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة. " (قطع الساعة التاسعة) إذاً عندما نقول السؤال.فلماذا التجسد؟ لابد من التجسد لكى يتم الخلاص وفداء الإنسان القمص بطرس البرموسى
المزيد
05 ديسمبر 2022

التجسد الالهى

هو أصل كل الأسرار ، هو بداءة التحامنا بالالهيات ، وهو الطريق للشركة مع الابن ، وهو الطريق للفداء والقيامة والصعود ، هو بداءة الخلقة الجديدة « مخلوقين في المسيح يسوع » أف ٢ : 10.التجسد الالهى تم في بطن العذراء ( المعمل الالهي ) ثيؤتوكية الأربعاء. والعذراء أعطت لكلمة الاله جسداً لأنها صارت ( عجنة البشرية ) ثيؤتوكية الخميس اتحاد الكلمة بجسد انسان أصبح هو الطريق الوحيد لدخول السماء من أجل ذلك تعودت الكنيسة أنه في كل مرة تتحدث عن التجسد لا بد أن تتحدث عن العذراء ، وكل مرة تتحدث عن العذراء تتحدث عن التجسد ، وأيضاً اعتادت الكنيسة أن لاترسم صورة العذراء بدون المسيح محمولاً على يديها ، واعتادت أن تمجد التجسد كل يوم في التسبحة على مدار الأسبوع . ووجدت الكنيسة في التجسد الالهي من العذراء تفسيراً لكل رموز الأنبياء والعهد القديم ووجدت في العهد القديم كنزا لاينضب من الرموز والنبوات التي ليست فقط تشير للتجسد الالهي بل تكشف أسرار التجسد ـ حتى أن الكنيسة : ـ ( أ ) خصصت شهرا كاملا ۔ شهر كيهك - للحياة مع التجسد الالهى من خلال الحبل العذراوي في ضوء أضواء أنبياء العهد القديم. ( ب ) خصصت الكنيسة حياة يومية على مدار السنة في التجسد الألهى من العذراء مريم وذلك في ثيؤتوكية الأيام ونأخذ مثالاً بسيطاً لقطعة من ثيؤتوكية الأحد تقال كل يوم على مدار السنة في التسبحة اليومية ( شيرى ني ماريا ) . العذراء في تجسد السيد المسيح منها أصبحت : - 1 ـ طريق خلاص آدم ، ونوح البار ، واسحق الذبيح وأشعياء . فادم الحزين ( ثيئوطوكية الاثنين ) أخذ وعداً من الله أن نسل المرأة ( العذراء ) ـ أي السيد المسيح يسحق رأس الحية وظل آدم على هذا الرجاء محبوساً في الجحيم منتظراً المسيح ( نسل المرأة العذراء مريم ) ليفك أسره ، ويكسر أبواب الجحيم الحديدية وينقله إلى الفردوس الذي طرد منه بل وأعظم منه. ونوح البار : رأى بعينيه هلاك البشرية ـ وخلص بالمعمودية عن طريق الفلك ـ أي بالولادة الثانية ١بط ٣ : ٢0،٢1الذي بمثاله تم خلاصنا بالميلاد الثاني ـ لأن السيد بتجسده صار إنسانا بتجسده من العذراء أعطانا سلطانا أن نصير أولاد الله غير قابلين للموت . لأن حياتنا الجديدة أبدية. اسحق الذبيح : رأى بعيني رأسه الخلاص من الموت بيد إبراهيم عندما رأى المسيح نسل العذراء يقدم ذاته جسده ذبيحة بدلا عنه . أما أشعياء : فهو كاتب الانجيل الخامس الذي بدأه في الاصحاح السابع قائلا « ها العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى اسمه عمانوئيل » الذي تفسيره الله معنا . هو أشعياء الذي بدأ انجيل الخلاص بالعذراء التي ستلد عمانوئيل ( اش 7 : 14 ) وبالعذراء التي ستلد لنا ولدا وتعطينا ابنا ويدعى اسمه الها مشيرا أبا أبدياً رئيس السلام أش 9 : 6 فأشعياء رأى في السيدة العذراء كل بركات التجسد والخلاص. ( ۲ ) وطريق تهليل وفرح حواء وهابيل ويعقوب : فرحت حواء التي طردت من الجنة بواسطة الحية عندما رأت حواء الثانية نسلها يسحق رأس الحية . حواء الأولى ولدت الموت لنسلها وحواء الثانية نسلها كان مصدر الحياة للذين ماتوا جميعاً. وهابيل الصديق .. نال فرحا بسفك دم ابن العذراء عوضاً عن دمه الذي سفكه أخوه . ويعقوب عندما بارك يهوذا أبو العذراء والمسيح بالجسد قال بفرح « لخلاصك يارب انتظرت » تك 49 : 18 . ( ۳ ) وطريق نعمة ابراهيم : ابراهيم أغدق الله عليه بنعم مادية كثيرة ولكن لم يكن له نسل ، فما قيمة هذه النعم !! ؟ . ولكن الله قال له إنه سيعطيه نسلا وبنسله يتبارك جميع قبائل الأرض إنه نسل العذراء . إن السيد المسيح النعمة الحقيقية التي لا تزول. ( 4 ) كرازة موسى عندما صعد موسى على الجبل أراه الله كل أمثلة التجسد : التابوت ، والكاروبيم مظللين عليه ، والغطاء المصنوع من الخشب الذي لايسوس والمغطى بالذهب ، وقسط المن ، وعصا هرون ولوحي الشريعة ، وقدس الأقداس ، والمنارة ، ومائدة خبز الوجوه ، ومذبح البخور ، والمجمرة الذهب ، والقدس ، والخيمة ، ومذبح النحاس ، والمرحضة الخ كل هذه هي رموز عن التجسد من العذراء ، ولا أكون مغالياً إن قلت إنه أراه نموذجا للعذراء قالتابوت رمز التجسد ( العذرء بداخلها مسيح ) وقسط المن العذراء بداخلها المن والغطاء مضلى بالذهب ( اللاهوت ) وهي من خشب لا یسوس (أى رمز الطهارة) - وعصا هرون التي أفرخت زهرة البخور هي رمز للحبل الالهى بلا دنس ـ ولوحى الشريعة رمز لتجسد كلمة الله _ والمنارة هي العذراء حاملة النور المسيح نور العالم المجمرة الذهب هي العذراء الحاملة جمر اللاهوت . والعليقة التي نشعل النار جواها ولا تحترق هي العذراء حاملة السيد المسيح الإله وهي لاتحترق .هل موسى كرز إلا برموز التجسد في العدراء . بحق إن العذراء هي كرازة موسى ، والكنيسة اليوم في جميع ثيؤتوكيات الأيام السبعة تتحدث عن التجسد بواسطة العذراء في رموز كتب موسى .. بحق بحق العذراء هي كرازة موسى. ( 5 ) ثبات أيوب شفاء أرميا قوة إيليا أيوب المجرب في أولاده وبيته وجسده ، من يعطيع الثبات في التجربة إلا إذا رأى الله يأخذ جسداً منك يامريم جسد غير قابل للفساد أو للموت . وأرميا الذي ذاق مرارة الآلام والرمي في الجب ، والضرب والهوان أين يجد له رجاء وتعزية وشفاء إلا فيمن يولد منك يا مريم الذي وحده بجراحاته شفينا. وقوة إيليا : من يعطى إيليا قوة أمام آخاب إلا أنه كان إلا أنه كان يرى الله مولوداً بالجسد منك فيقول " حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه" فالمولود منك الذي كان دائما إيليا واقف أمامه هوالذى أعطاه قوة أمام آخاب الملك وأمام جنوده الأقوياء. علم حزقيال : تكلم حزقيال بأسرار يعسر على أي عالم أن يفسرها . ا ـ « رأى باباً في المشرق وهو مغلق : « فقال لى الرب هذا الذي الباب يكون مغلقاً لايفتح ولايدخل منه انسان لأن الرب إله إسرائيل دخل فيكون مغلقاً حز ۲:44 ( كيف نفسر هذا الباب المغلق الذي دخل منه الرب ومازال مغلقاً إلا بتولية العذراء . وبالميلاد الالهى العذراوى ... أليست العذراء علم حزقيال . ب ـ وفى الأصحاح الأول يتكلم عن مركبات لها عجلات ، ولها أربعة أوجه وتسير حيثما يسيرها الروح . وآخرها مخيفة ومملوءة أعيناً ما هذه البكرات ؟ ... هرب اليهود من تفسير هذا الإصحاح ، واعتذر عنه أغلب المفسرين الغربيين .. وقال عنه بعض الكتاب إنه الأطباق الطائرة ولكن هو رمز التجسد اليست هذه البكرات هي العذراء العرش الألهى ، والسماء الثانية الجالس عليها السيد المسيح .. العذراء رمز للجنس البشري الذي أخذ منه السيد جسداً .. فحول الانسان إلى مركبة نارية حاملة لروح الله كقول القديس مقاريوس في الموعظة الأولى أقدامك ( عجلات نار في بيت أليصابات ). صديقة سليمان : سليمان الكنائسي الذي بني بيتاً لله يسكن فيه . هذا الهيكل الذي عاشت فيه العذراء وعمرها ثلاث سنوات . ولم تمض سنين بسيطة حتى صارت العذراء الهيكل الذي سكن فيه الله بالجسد سليمان بني هيكلا ليسكن الله فيه بالروح . العذراء صارت هيكلا ليسكن الله الكلمة بالجسد فيه . هي صديقة سليمان . سليمان زين الهيكل وجمله بكل جهده والعذراء صارت جميلة بالروح القدس الذي حل عليها وقدسها وطهرها . كرامة صموئيل : أية كرامة نالها النبي صموئيل أعظم من هذه فهو الذي دهن داود ملكاً . وأعلن قيام مملكة المسيح كقول الملاك . « ويعطيه الرب الاله كرسى داود أبيه .. ولايكون لملكه نهاية » لو 1 : 33 . وكقول لوقا الانجيلي « ولد لكم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب » لو ۲ : ۱۱ هذه هي بيت لحم مدينة داود التي ذهب اليها صموئيل . وهذا هو داود الملك أبو المسيح بالجسد والعذراء مريم الذي نال صموئيل كرامة باعلان قيام مملكته . مملكة داود ـ مملكة المسيح الذي ليس لملكه انقضاء . المتنيح القمص بيشوى كامل كاهن كنيسة مارجرجس أسبورتنج تأملات فى القراءات الكنسية لأيام الآحاد من شهر كيهك
المزيد
04 ديسمبر 2022

ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية

انجيل هذا الصباح المبارك احبائى فصل من بشارة معلمنا مار مرقص بيتكلم عن الشاب الغني بينما كان السيد المسيح خارج على الطريق..قابل شاب لبسة أنيق وشكلة وسيم..جرى وسجد امام الرب يسوع ((جسى على ركبتية )) وسأل الرب يسوع ايها المعلم الصالح ماذا أعمل لارث الحياه الابديه... سؤال جميل.. سؤال مفرح ..كل حاجه عملها الشاب ده جميله.كونة يتخلى عن وقارة ومظهرة ويجري وبعد مايجرى يسجد !و يكلم ربنا يسوع المسيح يقول له ايها المعلم الصالح ده اقرار منه اقرار جميل جدا كان في العرف اليهودى الذى يقول لة انت المعلم كانه بيعترف انه تلميذ من تلاميذة..وكانة عايز يقول له اعتبرني تلميذ من تلاميذك هاقول لك يا معلم بس ما قالوش معلم بس ..قال له معلم صالح .الشاب جرى وسجد وقال لة يا معلم يعنى تعتبرنى واحد من تلاميذك.. مش بس معلم وصالح... لدرجه ان ربنا يسوع المسيح ترك سؤال ماذا اعمل لارث الحياه الابديه وركزة على كلمه صالح... قال له يسوع لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد وهو اللة ....وكأن عايز يقول له انت بتقر ان اللة ؟! انت وصلت لهذه الدرجه من الايمان؟! انك جاي تسجد لي وتقول انى معلم صالح؟! في الحقيقه في الترجمه العربيه الامر صعب شويه فهمو لانه كلمه صالح تقال على اي شئ... لكن في الترجمه اليونانيه اليونانى دى لغة غنية ..و كلمه صالح فى اليونانى لها عدت معانى ممكن رجل طيب يتقال عنه صالح ...لكن بمعنى...ممكن رجل خير يتقال عنة صالح وممكن رجل يسامح فى حقة يتقال عنه صالح... صالح دى اللي الكنيسه بتقولها اللي هي آغاثو...ودى بمعنى لا مجرد واحد طيب ولا مجرد واحد خير ولا مجرد احد يهينوا ويغفرلوا.....المعنى هنا ان الصالح االذى لا يتوقف عن اللي قدامه هي دي كلمه صالح الذى قالها الشاب الغنى الصلاح الالاهى الذى يشرق شمسه على الابرار والأطهار الصلاح الالهى الذى يعطى ا دون ان ياخذ الصلاح الاهى اللي مش يسامح اللي لى عنده اللي يسامح اللي لى ضدة دي كلمه صالح هنا...عشان كده .ربنا يسوع المسيح عندما سمع منه انة يدعوة بالصلاح الذى يخص الله ...سالة يسوع لماذا تدعونى بالصالح..ليس احد صالح الا اللة ...وبكلامك بتقر اننى اللة ...وهذة شهادة جميلة جدا كان يحب الرب يسوع ان يسمعها ....لكى يشاهد هل الناس متلامسة مع تدبيرة الإلهى حسين بية..هو مين ....وعندما جمع تلاميذه في قيصريه فيلبس.. قال لهم ماذا يقول الناس اني انا؟ هو مش مجرد عايز يسمع انهم يقولوا.عنة طيب او كويس او انسان اخلاقك كويسه....لا كان يريد أن يسمع انة هو اللة ...بالنسبه لاهتمام ربنا يسوع المسيح ان يشعر ان الناس شاعرين بالرساله بتاعتة... ان هو الله الظاهر في الجسدفقال لة ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية...الشاب الغنى كان فى أشياء جميلة ...جرى امام يسوع ولم يرد ان تفوتة الفرصة للذهاب الى الرب يسوع ..وسالة سؤال رائع ...ماذا اعمل يارب لارث الحياه الابديه عاوز اضمن الحياه الابديه اعمل ايه؟! قال لة يسوع.. انت تعرف الوصايا وكانة عاوز يقول له. سؤالك اجابتة عندك كتير احبائى ..نسأل أسئلة كتير واجباتها بتكون عندنا؟!كلمة ربنا جوانا مخزونة جوانا ...لو حبيت اسئل ضميرى الصح من الغلط .....الاقى الصح معلن...بس انا اللى مابحبش او انا اللى مااقدرش او انا اللى بكسل...قال لة يسوع الوصايا... انت تعرف الوصايا وفجأة ربنا يسوع المسيح لم يكلمة على اول وصية وكأنة بيقول هذة الوصية تنقصك الشاب ...وهى أنك تحب الرب الهك من كل قلبك وكل فكرك تكلم عن الوصايا اللي بعد كده لا تقتل لا تزنى لا تسرق لا تشهد بالزور لا تظلم اكرم اباك وامك فقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ...فنظر اليه يسوع واحبة....نظر لة يسوع نظرة مملوءة حب ..مملوءة جاذبية..مملوءة جاذبية...نظر لة نظرة يستعطف بها قلبة... عايز يقول له سيبك من اللي انت حافظه وقال لهم اتريد ان تكون كاملا؟! يعوزك شيء واحد اذهب بيع كل مالك واعطيه للمساكين... فتربح كنزا في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب... سمع الكلام ده اتصدم اجابه غير متوقعه تماما... كل ما لك ؟!ورجل غني ؟!ما كنتش افتكر منك الرد دة يا رب يسوع...كان ممكن تقولى اعطى المكتوب في الوصايا (العشور) ربما يكون الشاب الغني ده بيعمل كده بس الشاب اتصدم لما اتصدم من كتر رغبه واشتياق الولد انة يبقى ضامن للحياة الأبدية..فاغتم زعل وحزن وهذا يدل على صدق مشاعر هذا الشاب... كان ممكن يسخر بيه ويقول لة كلامك مش مقبول....لكن اغتم دى فى الترجمه اليوناني يقولك اغتم وخزيا ورجع..ومضى حزينا..لانة كان ذا أموال كثيرة... (لانة عندما تزيد الأموال لدى الإنسان تتسلط علية اكتر وتمتلكة اكتر )وهذا هو نفس الشئ الذى حزن الشاب الغنى لانة كان ذا أموال كثيرة...يسوع المسيح حب يحول الدرس لدرس عام مش مجرد شخص ومضى.....الشاب مضى حزيننا . فنظر يسوع لتلاميذه وقال لهما مااعثر دخول ذوي الاموال الى ملكوت الله فخاف التلاميذ من الكلام فاجابهم يسوع ايضا وقال ما اعثر دخول المتكلين على الاموال الى ملكوت اللة بدأ يوضح اكثر مش بس المال لاتكال على المال ..مرور جمل من ثقب ابره ايصر من ان يدخل غنى الى ملكوت الله...وكلمة ثقب ابره هنا تحتاج إلى تفسير اوضح... لان ممكن احنا نكون فاكرين ثقب ابره..ابره الخياطه لا .... انما المدن قديما كان لها أبواب فكانت الابواب تظل مفتوحه للغروب ..ولان كان يوجد اعتداءات وعدم امان.فكانت البلد لها صور و لها ابواب ..وعندما ياتى الغروب يقفلوا الابواب...ولأجل بعض حالات استثنائيه... دخول فراد وطلوع افراد... حاجات بسيطه للطوارئ... كان يوجد ابواب صغيره جدا يا دوب تعدي فرد منحنى.... ده الباب الصغير ده اسمه ثقب ابره...فاذا شخص اتى بجمال محملة..يقول له خلاص الباب اتقفل لابد من أن تقيم هنا حتى الصباح ..قال يسوع لهم دخول جمل من ثقب إبرة ايصر من دخول غنى ملكوت السماوات.... فبهتوا الى الغايه كلهم ..بس الشاب اختم لكن دول بهتوا اصلهم مش اغنيه زى الشاب الغنى...فقالوا لة ...من يستطيع ان يخلص اذا كان الامر اللي بتقوله ده فخلاصننا كدة زي دخول جمل من ثقب ابره ... فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع لكن عند الله كل شيء مستطاع أولا سؤال: ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية: جميل جدا ان الانسان يبقى مشغول بميراث الحياة الأبدية... جميل الانسان الذى يكون فى اشياق لدخول الحياه الابديه ما اجمل ان الانسان اللي يبقى مشغول بالابديه الابديه اللي تبقى في قلبة الذى يفكر فيها كثير مشغول بيها كثير و يتخيلها ويتهيئها...الذى يدور على مكانةفي السماء كرمته مكتوب مجدة في السماء بيدور على نصيب الحياة الأبدية. جميل الانسان الذى يعيش هذا الاهتمام يا ترى انا اعمل ايه عشان اروح السماء يا ترى انا لي مكان في السماء؟! ليا نصيب في السماء اسمي مكتوب في السماء ؟انا ليا ضمان دخول السماء؟ سؤال جميل لابد من التفكير بة كثير ...عشان ادخل السماء طب ماذا اعمل؟؟ اعمل ايه يا رب عشان اروح السماء ؟؟نلاقى ربنا بيجاوب لكل واحد حسب ظروفة لو واحد ذا امور كثيره يقول لة بيع مالك... لو واحد مرتبط بأرض يقول لة اترك الارض..لواحد مرتبط بشهوة يقول له اترك هذة الشهوه... ربنا عشان يدخلني السماء لازم يضمن ان قلبى لا يوجد فية الا السماء... ربنا عشان يدخلني السماء لازم يعرف ان انا بكل قلبي وكل فكرى و كل مشاعري وكل اهتماماتى وكل وجدانى.. انا مشغول بالسماء.. ما عنديش حاجه تشغلني اكثر من السماء ..هو ده الانسان الذى يستحق ميراث الحياه الأبدية... شئ رابطنى بالارض وعاوز اروح السماء مش هينفع....مش هينفع ان انا اجمع الشيئان في وقت واحد ...كش هعرف طول ما انا فكري وقلبي مشغولين بحاجة ثانيه غير السما يبقى السماء دي حاجه سنوية بالنسبه لي مش هعرف اخذها..المسيحي انسان مخلوق للسماء... المسيحي انسان اخذ ضمان السماء..المسيحي انسان ربنا سمح ان يكون عايش على الارض لكن مش من الارض... المسيحي انسان سماوى مولود من فوق ...((انعم علينا بالميلاد الفوقانى بواسطة الماء والروح )) احنا مولودين من فوق احنا ابناء الملكوت احنا ابناء السماء طب نعمل ايه عشان نعرف اننا هندخل السماء يا رب ...ااقول لك خلي اهتماماتك في السماء وقلبك في السماء وفكرك فى السماء.. خليك مشغول بالسماء... خلي اهتمامك اهتمام سماوي... هو ده الانسان اللي ممكن ربنا يعطى لة ميراث السماء...بيفكر في السماء قد ايه؟ شغلانى؟ هل بعتبرها وهم هل معتبره حقيقه..هل بنشغيل كثير بصفات السماء مجد السماء؟ جميل الانسان اللي يبقى مشغول بميرث الحياه الابديه... اول مازهنى يرتفع جدا جدا للحياة الابديه ..تلاقى الارض صغيره جدا تضائلت الكنيسة تعاملنا على اساس ان احنا ناس سماوين عشان كده تملى تيجى عليك وتطلب منك تترك كل شئ...ربنا يسوع يقول لك من طلب منك الثوب اعطية الرداء أيضا التوب كان يشبة القميص والرداء يشبة البدلة فكان الشعب اليهودي عنده اكثر من ثوب ..لكن يبقى عنده رداء واحد فقط .. لدرجه ان في بيت شويه ناس غلابه ممكن يبقى البيت كله عندهم رداء واحد...وكل ماواحد يروح مشوار مهم ياخذ نفس الرداء....لكن الأغنياء كل شخص عنده رداء ...تخيل انت ربنا يسوع بيقولك يطلب منك الثوب!! مش مشكله االثوب ده انت كمان تعطى له الرداء أيضا.... اية اللى يخليني اوصل للتضحيات دى؟! يقول لك اصل انت خلاص فكرك بقى في السماء اللي فكرة فوق ما يفرقش معاة..اللى شتمة واللى اهانة واللى ضايقة واللى ضربة...لانة خلاص بقيت من فوق وتنازلت عن أمور كثيرة جدا ....اعمل ايه لارث الحياه الابديه؟؟ ارفع قلبك ليها ارفع اشتياقاتك ليها اوعى تحط فكرك في الارض اوعى تعتبر المسيح انه مجرد وسيلة عشان تنمى انتمائك للارض. في واحد ياخذ المسيح عشان كدا..كل اهتماماتة وطلباتة تبقى أرضية...يقولك ربنا ياابنى انا جاى عشان احلك من الرباطات الأرضية ...انت جاى تطلب منى اهتمامات أرضية!!(الاكل والشرب والولاد والفلوس )بقى انا جاى اخذ منك حاجة انت تطلبها منى؟!انا بقولك اتحل من الأمور الأرضية..انت بتطلب أمور أرضية. ؟! عشان كده شعب بنى إسرائيل لما جاء لهم المسيح كان بالنسبه لهم حاجه غريبه جدا حاجه غير مقبوله بالمره.. بالمره ايه اللي جاي ده بيقول ان هو المسيا! طيب بما ان المسيا عاوزين منك سلطان فكنا من الدوله الرومانيه اعلن سلطانا عليهم واحنا اللى نستعبدهم...رفض وقال لهم لا قالوا لة انت ماسيا ازاى وهتعمل معانا اية ..قال لهم الكبير فيكم يكون كالاصغر قالوا لة ده كلام ما ينفعش معانا خالص ...طب هتديني فلوس !!يقول لهم لا ابدا بيعوا امتعتكم واعطوا صدقة...اليهودى زمان كان يعبد المال ..في جاي يقول لليهودى بيعوا امتعتكم و اعطوا صدقه؟! لا دة انت مش هتنفع معانا خالص.. ده انت ضد اهتماماتنا تماما ...جاى تكلمنا نتنازل ! احنا عاوزين نتمسك... عشان كده تاخذ بالك لحد النهارده كانت مشكله اليهود المال... عشان كده ربنا يسوع المسيح بالنسبالهم كان غير مقنع بالمره..لانهم ناس عاوزة سلطة ناس عاوزة ارض ناس عاوزة مال....ربنا يسوع المسيح جاء وقال لهم لا سلطة ولا مال ولا أرض..عشان كدة رفضوا الرب يسوع وقالوا عاوزين ماسيا على مزاجهم احيانا الواحد يبقى جواة كدة... عاوز المسيح الذى يحقق لة طلباته بس... انا لازم اقول له ماذا اعمل لارث الحياة الأبدية... بس خد بالك حاجه مهمه جدا لما اطلب طلب زي كده يبقى عندي استعداد ان انا اعمل مش مجرد سؤال ...اخطر حاجه فينا احبائي ان تتحول حياتنا الروحيه الى حياه نظريه يعني كل حاجه عرفناها وبس .. عرفت الوصايا ؟اه عارفها ...عرفتها منذ حداثتى ..يعوزك...حول الامور النظرية إلى أفعال..ابتدى سامح ...حول الامور والمعلومات لفعل..الفعل صحيح مش سهل لة نفقة لكن لو انت مشغول بالحياة الأبدية هتلاقى نفسك بتسامح بسهولة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
03 ديسمبر 2022

إنجيل عشية الأحد الرابع من شهر هاتور

تتضمن الحث على الصدقة . مرتبة على قوله بفصـلى اليوم : " إيها الجيـل غير المؤمن الملتوى إلى متى أكون معكم " ( مت ١٧ : ١٤-٢١ إذا كان ربنا له المجد يبكت الذين سمعوا أقواله أولاً هكذا حيث انـــهم يمتلكوا قوة النفس ولا شجاعة العزم ولم يضمروا القدرة على إخـراج الشياطين . فماذا عساه يخاطب الذين يسمعونه دائماً ولا يتشجعون . وما بالنا لا نسـمـع تـأديب ربنا ونقتني قوة الإيمان وكمال الأعمال . ونختار لذة الباقيات . ونهمل الأمور المانعـة عن خلاصنا . وكيف لا نميز تصرفاتنا . ونتمسك بالأعمال النافعة لنا ونعرض عـن الأموال المهلكة لنفوسنا . ونتأهل لقبول هذه العطايا الصالحة لنقدر علـى إخـراج الشياطين وإنهاض الساقطين . وإذا علمنا أن في عالمنا هذا صناعات كثــــــيرة مختلفـة الآلات والغايـات كصناعة الذهب والفضة مثلاً . والحدادين والبنائين والصباغين والمزارعين . والذيـن يعملون الملابس المختلفة وغير ذلك . وأن كل واحدة من هذه الصناعات تحتاج فـي ذاتها إلى ألات ورجال ونفقات . فكيف لا يجب علينا أن نجتهد ونمعن النظـر فـي أختيار صناعة قليلة التكاليف والألات . كثيرة الفوائد والراحات . مأمونـة العواقـب والغايات . لا يعدم مالها ولا يستحيل حالها . فإن قلت يا هذا وهل في الصناعات مـا هذه حالته ؟ أجبتك : نعم الصدقة على المساكين . فأن قلت وكيـف تسـمى الصدقـة صناعة ؟ قلت : ينبغي لنا أولا أن نأتي بحدود الصناعات ورسومها لتوضيح الحـال فنقول : إن الصناعة هي عمل ما يكتسب به العامل الفوائد . فأن قلت إن الصدقـة لا تدخل تحت مثل هذه الرسوم . لأن تلك تحصل الاموال وهذه تفرقها . أجبتك اننا قـد شرحنا فيما سلف أن الصناعة تكسب فوائد خسيسة وسريعة الزوال . أمـا الصدقـة فتكسب فوائد سرمدية لا نهاية لشرفها . وذلك لأن البنائين يصنعون المسـاكن التـى من شأنها السقوط والزوال . والنساجون يصنعون ثياباً تســـــتحيل وتفسـد وشيكاً . والفلاح يفلح الأرض لتأتي بثمرات تضمحل سريعاً . وكذلـك فوائـد واحـدة مـن الصناعات الأخرى . أما بهذه الصناعة الفاضلة فإنها تـهيئ مجـالس وقصـوراً . ليست من صناعة أيدى البشر . وتصنع من الملابس والحلى أنواعا . ومن المـأكل والمشارب أصنافاً . وهي كنوز غير فانية لا تزول سريعاً كتلك . وتنقل محبها مـن الأرض إلى السماء . وتحفظ أمواله من اللصوص والسارقين وقطـاع الطرقـات وتقيها من فساد الحشرات والعوادي الأرضية . وتشبه المخلوق بخالقه في التحنـن على المساكين . والرحمة بالناس أجمعين . ومع ذلك فهي غنيية عن إتخاذ الآلات ومنزهة عن الحاجة لارباب الصناعات . فان قلت نعم انـها لا تحتـاج إلـى آلات وصناعات أخرى ولكنها تحتاج إلى أموال وخدم ومنازل وغير ذلك . فـإن بعـض هؤلاء المساكين يحتاج إلى المال . وبعضهم إلى الثياب . وبعضهم إلى المنــازل . وكيف يتيسر ذلك جميعه ؟ قلت : ألا تسمع قول ربنا له المجد دعا إلى سقى شـربة من الماء وضمن المجازاة عنها مت ٤٣:١٠ . ألا ترى كيف ذكر الأرملة التي ألقت فلسين في الخزانة وقال أنها ألقت أكثر من الكل ؟ مر٤٢:١٢-٤٤ قال هذا ليحقق لنا أن ربـح الصدقـة لا يكون بحسب الكثرة فقط . بل بحسب الوجود والنيات . ولهذا قال : إن هؤلاء القـوا من فضل ما عندهم . وهذه ألقت كل مالها . والغرض أنه إذا كان لاحدنا مال ولـم يتصدق منه بشئ على الفقراء . فهذا لا يعد انساناً . . ويكون حظة شقياً . وإذا كـان له مال وأعطى أقل مما ينبغي . فإنه يكون ملوماً لأنه لم ينظـر نـظـر الحـاذقين وكيف لا يعد عاجزاً وشقياً من يعلم أن له داراً تزول . وداراً تدوم . ولا ينقـل مـا في هذه إلى تلك أما الذين يأخذون أكاليل الغلبة . ويفوزون بملـك السـماء ، فـهم الذيـن يرحمون سائر الشعوب على حسب طاقتهم . ومما يفضل عن كفافهم وتصـل إليـه قدرتهم في زمانهم . فانهم تـارة يرحمـون بأموالهم ، وتـارة بـالصلوات عـن المتضايقين ، وتارة بإرشاد الضالين ، وتارة بزيادة المحبوسين ، وتـارة بتعزيـة المحزونين . وأمثال هذه . ها قد تبين من أقوالنا الآن أن الصدقة أفضل الصناعـات جميعـها . لأنـه عندما تفسد سائر الصناعات وتضمحل . يشرق ضياء الصدقـة ويزهـر جمالـها ويظهر محبها أوجه من الفصحاء والحكماء . وأرفع شأناً ، من الخطبـاء والأدبـاء . وذلك لأن الفصيح والأديب وأمثالهما كلما تزايدت علومهم وحسنت حالاتهم مقتنـهم أعين الحساد والمضادين . وأما ذوو الصدقات فكلمـا كـثـر عطـاؤهم وتزايـدت مراحمهم وتناهوا في الفضيلة حسب طاقتهم ، كثر المادحون لهم والناقلون لحسن صنيعهم والمصلون عنهم والذين يتشبهون بسيرتهم . فأولئك يقفون ويظهرون أفعالهم أمام البشـر . يقصـدون المديـح منـهم ويلتمسون جوائز زمنية تزول وشيكاً . أما هؤلاء فيظهر ضياء صدقاتهم أمام منـــبر المسيح ويأخذون أكاليل المجسد وتاجات الظفر . أولئك يحتـاجون إلـى الوسـائط والوسطاء في تنجيز حوائجهم الزائلة . أما هؤلاء فيشفعون بدالة في آخرين . هذا وقد زرع البارى سبحانه وتعالى في الطباع البشرية والحيوانية الرأفـة والرحمة لحفظ نظام عالم الكون من الفساد . وهذا نراه عياناً ، ليس فـى الآدمييـن فقط ، وبل في الوحوش الضارية كالسباع والذئـاب والثعـالب . وفـي الطيـور والحشرات والدبابات وأشباهها ، فقد نرى الأسد لا يزال متعاليـا علـى الوحـوش الأخرى ، رافعاً صوته بالغلبة والضوضاء إلى حيث يظفر بالفريسة فيحملها ويـأتى بها إلى اشباله . ويدور بها ويقترب منها إلى حيث يقومون ويأكلون . ولعله يوجـد في حالة كهذه جائعاً . لأن الطبيعة تقوده إلى فعل ذلـك . وكذلـك الطيـور فأنـها تطوف البراري والبيادر وتلتقط من الأشراك والمهالك . وتخاطر بنفسـها وتمـلاً مخازنها من الحبوب وغيرها . فإذا عادت إلى أوكارها أفرغت ما لديها وجعلته فـي أفواه فراخها .من هذا قد تبين لكم الآن أنه لو ارتفعت الرحمة والرأفـة مـن الوجـود . لأرتفع حسن النظام السائد بين الموجودات جميعها ، وليس حال الصناعات الأخـرى هكذا . وإذ قد أشرق ضياء الصدقة . وأتضح شرف فضلها على غيرها . لأنـه لا شئ أفضل من جبر الكسير وتسهيل العسير . والسير في خير مسير . فقد وجـب علينا إذن أن تأخذ نفوسنا وأولادنا وذوى القربى والمعارف . ونبادر بالدخول إلـى بيوتها . لنتعلم فضائلها وآدابها . ولنتذكر دائماً قول ربنا : " كونوا رحمـاء كمـا أن أباكم أيضاً رحيم لو٣٦:٦ وقوله : طوبى للرحماء . لنهم يرحمون مت٧:٥ وقول الرسـول يعقوب : " لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة . والرحمـة تفتخـر علـى الحكم يع١٣:٢ أي أن مجازاة من لم يعمل رحمة تكون بغير رحمة . وهى تفتخر فـي يوم الدين . فسبيلنا أيها الاحباء ان نهرب من الرذائل المهلكة ونتسلح بسلاح الرحمة . لنفوز بملكوت ربنا يسوع المسيح . الذي له المجد إلى الأبد أمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
02 ديسمبر 2022

أخبريني يا أمي لماذا قلت : منذ الآن جميع الأجيال تطوبني " ؟

في دهشة أمام كلماتك يا أمي : " لأنه نظر إلى اتضاع أمته ، فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني " ( لو ١: ٤٨) . تدور في ذهني بعض الأسئلة ، منها : " ما ارتباط " تواضعك كأمة الرب بتطويب جميع الأجيال لك ؟ تجيب أم النور قائلة : كشفت لي بشارة رئيس الملائكة جبرائيل كيف صرت معملاً للثالوث القدوس ، إذ قال لي : " الروح القدس يحل عليك ، وقوة العلي تظللك ، فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله " ( لو ١: ٣٥) . فأردت تأكيد أنني إذ أصير أما للقدوس ابن الله ، فليعلم الكل أنني أمة الرب المنسحقة هذا العمل العجيب الذي يتحقق في بطني سيجعل المؤمنين في كل العالم يطوبونني ، لأنه لم يحدث هذا منذ خلقة آدم ولن يتكرر إلى يوم مجيء الرب الأخير . أمام محبة الله الفائقة . إنها نعمة الله التي جعلتني أما للرب المتجسد في . فإن كان كلمة الله " أخلى نفسه أخذا صورة عبد ، صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " ( في ٢ : ٧-٨ ) . كما قال : " تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب " ( مت ۱۱ : ۲۹ ) ، فيليق بي وأنا أمة الرب المتواضع ، أن أدرك ما أتمتع به من تطويب عبر الأجيال ، إنه عطية من الرب ، وألا يفارق عيني أنني أمة الرب . أقول هذا وأنا في كمال الثقة أن الذي حبلت به وهو القدوس المولود مني يهبني روح التواضع حتى وإن كرمتني كل الطغمات السمائية وجميع الأنبياء والقديسين . إني إذ حملت مخلص العالم ، أصلي من أعماق نفسي أن يتمتع كل إنسان في العالم بالخلاص ، وبصلواتي هذه يزداد انسحاق نفسي كأمة الرب المتواضع . إنه لن يسمح لي أنا أمه أن أسقط في فكر الكبرياء بغواية عدو الخير ، إذ اقتنيت أيقونة ابني المتواضع . لماذا تدعوك الكنيسة بألقاب كثيرة في ثيؤطوكية الأحد ؟ يتساءل الفتى جورج : لماذا يا أمي تربط الكنيسة بين ألقابك وبين المؤمنين منذ آدم وحواء حتى نهاية كل العصور ، في ثيؤطوكية الأحد ، تارة تذكر أسماء المؤمنين مثل حواء وإبراهيم وأيوب والأنبياء ، وتارة أخرى تذكر الشعب ككل مثل بني إسرائيل ، وتارة ثالثة تعمم كل البشرية كقولها عنك " فرح الأجيال " ؟ أجابت أم النور : لا يقصد في هذه الثيؤطوكية شخصي المجرد ، وإنما تهتم الكنيسة أن تبرز إني والدة كلمة الله المتجسد مخلص العالم . ومن جانب آخر إن كنت قد صرت مطوبة بسبب تجسد كلمة الله في ، فإن المؤمنين من جانبهم أيضا يجب أن يدركوا أنهم مطوبون وهذا يبهج السمائيين ، إذ يدرك المؤمنون أنهم هيكل الرب وروح الله ساكن فيهم ( رو ۸ : ۹ ) ، ويقدس الرب قلوبهم وأفكارهم وعواطفهم وأيضا أجسادهم . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت فرح الملائكة ؟ أجابت أم النور : لكي تدركوا ما تمتعتم به خلال تجسد ابن الله في ، ولكي يقدم نفسه ذبيحة عن العالم ، فإنه لا يسبب فرحا للبشرية وحدهم بل ولجميع الطغمات السماوية التي تعلن حبها للمؤمنين ، كما يعلن الرب نفسه حبه لهم . بهذا أكون فرح الملائكة ، أظهر الحب والوحدة بين البشر والسمائيين . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت تهليل حواء ؟ أجابت أم النور : بلا شك أدركت حواء الأولى ما حل على نسل آدم وحواء من مرارة الموت بسبب إنصاتها لخدعة الشيطان ، وما سببته لرجلها آدم الذي شاركها العصيان للوصية الإلهية . والآن استخدمني الرب لأصلح الموقف لأنه عوض العصيان للرب ، قلت لرئيس الملائكة جبرائيل الذي بشرني بالتجسد : " هوذا أنا أمة الرب ، ليكن لي كقولك " ( لو ١: ٣٨) . مضى من عندي الملاك ليقدم ذبيحة الطاعة التي قدمتها للرب . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت فرح هابيل ؟ أجابت أم النور : هابيل ابن حواء وآدم ، إذ قتله قايين أخوه بسبب الحسد الذي سيطر على قلبه من أخيه ، صرخ دم هابيل إلى الله من الأرض ( تك ٤ : ١٠) ،الآن وقد تجسد الكلمة وتم الخلاص على الصليب ، تحول صوت دم هابيل الصارخ من الأرض إلى تسبحة في الفردوس كلها فرح وتهليل وحب حتى لأخيه الذي قتله . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت خلاص نوح ؟ أجابت أم النور : كان نوح محتاجا إلى فلك ضخم بني خلال سنوات كثيرة ليخلص هو وزوجته وأولاده وزوجاتهم من الطوفان ، أما وقد تم الحبل بالمخلص في بطني ، فقد صرت فلكا فريدا يقودني المخلص بنفسه لا لينقذ ثمانية أفراد من الطوفان بل ينقذ كل المؤمنين عبر الأجيال من نيران جهنم ويدخل بهم إلى الفردوس السماوي . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت نعمة إبراهيم ؟ أجابت أم النور : كان اليهود يتطلعون إلى أبيهم إبراهيم بكونه نعمة لهم من الله ، خلاله صاروا شعب الله ، أما أنا ابنته المملوءة نعمة من الله ، فقد صرت لشعب الله الذين من كل الأمم والشعوب ، الكنيسة العروس الملكة التي تجلس عن يمين ملك الملوك أبديا . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت خلاص إسحق ؟ أجابت أم النور : حتما كان إسحق بن يعقوب متعجبا هو وأبوه إبراهيم في الهاوية كيف كان الاثنان في سلام عجيب حين أمسك إبراهيم بالسكين ليقدم ابنه ذبيحة الله ، وهو الابن الوحيد والمطيع . لكن إذ انطلقت نفس السيد المسيح بموته على الصليب لكي تعلن الخلاص الإلهي لكل المؤمنين ، أدرك إسحق وإبراهيم أن ذبح إسحق كان رمزا لذبيحة المسيح الفريدة . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت كرازة موسى ؟ أجابت أم النور : دعيت بهذا اللقب ، لأن الشعب اليهودي مع مقاومتهم لموسى النبي ( حتى أرادوا أن يقتلوه في البرية هو وأخاه هرون الكاهن ) ، أدركوا العجائب التي صنعها الرب معهم على يديه مثل عبورهم البحر الأحمر ، وتحويل مياه مارة المرة إلى مياه عذبة ، وبضرب الصخرة تفجر ينبوع ماء يرويهم في الطريق ، ونزول المن من السماء طعاما جاهزا كل يوم ما عدا يوم السبت الخ . لقد طلب الرب من رئيس الملائكة ميخائيل أن يدفنه في مكان خفي حتى لا يعبده الشعب . مع هذا كله لم يدركوا أسرار خدمة موسى ، أما وقد تجسد كلمة الله في أحشائي فقد أدركنا هذه الأسرار : فالعليقة التي رآها موسى ملتهبة بالنار ولم تحترق ( خر ۲ : ۳ ) تشير إلي وقد تجسد ابن الله في أحشائي ، ولم تحرقني نار اللاهوت . وخيمة الاجتماع التي صنعت في أيامه كانت رمزا لي الساكن في المسيح . والناموس الذي استلمه موسى كان قائدا للمسيح ، كقول الرسول بولس : " لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن " ( رو ٤ : ١٠) . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت ثبات أيوب ؟ أجابت أم النور : يعتبر أيوب النموذج الرائع لاحتمال التجارب التي حلت به من الشيطان المقاوم له ، واتهامات الأصدقاء له ، وحث زوجته له أن يجدف على الله ويموت ... أما أنا فقد تمتعت بالبشارة من الله خلال رئيس الملائكة جبرائيل ، ووقفت متأملة فيما يفعله ابن الله المتجسد ، وإذا بي أجد قيادات اليهود من رؤساء كهنة وكهنة ولاويين وفريسيين وصدوقيين يقاومون ابن الله المتجسد ويحكمون عليه بالصلب ، كما اتهموني ظلما في طهارتي . فثبات أيوب كان رمزا لثباتي ، خاصة وأن أيوب في عتابه الله أظهر نوعا من الضعف ! يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت كرامة صموئيل ؟ أجابت أم النور : لقد أحزن شاول الملك قلب صموئيل النبي في مواقف كثيرة ، لكن الله كرمه بمسح داود ملكا ( ١صم ١٦ : ١٢-١٣ ) . وتمتع صموئيل بكرامة أعظم حين رآني أنا ابنة داود المحبوب لديه جدا قد صرت والدة الإله التي يعتز بها السمائيون . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت ابنة الملك داود ؟ أجابت أم النور : سبق أن قدم الله لداود أبي وعدا أن كرسيه يبقى إلى الأبد ( ١أي ١٧ ) . لذلك قال داود في صلاته : " والآن قد ارتضيت بأن تبارك بيت عبدك ليكون إلى الأبد أمامك " ( ١أي ١٧: ٢٧ ) . كيف تم هذا الوعد ؟ بتجسد ملك الملوك في ، الذي يقيم ملكوته في قلوب المؤمنين ، ويعدهم للميراث الأبدي . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت صديقة سليمان ؟ أجابت أم النور : إذ نجح سليمان في إقامة صداقة مع الملوك المحيطين به ، كانت هذه الصداقة رمزا لصداقتي مع كل المؤمنين الذين يجلسون كملوك في ملك الملوك . لهذا قيل في سفر الرؤيا : " وجعلنا ملوكا وكهنة الله أبيه " السماء ( رؤ ١ : ٦) . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت خلاص إشعياء ؟ أجابت أم النور : تحققت نبوات إشعياء عن الخلاص خلالي إذ قال عني : ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل " ( إش 7 : ١٤ ) . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت شفاء ارميا ؟ أجابت أم النور : كان قلب ارميا منكسرا بسبب ما حل بالشعب والقادة من فساد ، حتى دعي بالنبي الباكي . وإذ مسح ابني المخلص دموعه ، وتحقق قوله في المراثي : " نصيبي هو الرب قالت نفسي ، من أجل ذلك أدعوه " ( مرا ٣ : ٢٤ ) . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت علم حزقيال ؟ أجابت أم النور : وردت نبوات كثيرة في سفر حزقيال وهو في السبي عن الرجوع من السبي ( حز ٣٣-٣٩) ، وعن إصلاح الهيكل وأورشليم ( حز ٤٠-٤٨) . تمت هذه النبوات الواردة في السفر ، كما تحققت بأكثر قوة بتجسد الكلمة في أحشائي أنا العذراء حيث أعد الرب الهيكل السماوي الجديد والأرض الجديدة . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت قوة إيليا ؟ أجابت أم النور : مع ما اتسم به إيليا من قوة غير أن الملك أخاب والملكة إيزابيل حطما نفسه إلى حين ، أما تجسد كلمة الله ففتح باب الرجاء على مستوى أبدي . يتساءل الفتى جورج : لماذا دعيت فرح الأجيال ؟ أجابت أم النور : بميلاد السيد المسيح مني صرت أما لكل المؤمنين من كل الشعوب وعبر كل الأجيال ودعيت فرح الأجيال . القمص تادرس يعقوب ملطي كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل