المقالات

29 مارس 2023

الحنطة والزوان

ليس عملك أن تخلع الزوان إنما أن تنمو كحنطة، حتى إذا ما جاء الحاصد العظيم يجد سنابلك مملوءة قمحًا فيجمع منها ثلاثين وستين ومائة وتمتلئ أهراؤه حِنطة السيد المسيح لم يضيع وقته في مقاومة أخطاء زمنه لم ينفق فترة تجسده على الأرض صِراعًا مع المخطئين ومشاكل المجتمع والكنيسة، إنما اهتم بالبناء بإرساء مبادئ جديدة وإعداد أشخاص يؤمنون بها وينشرونها في كل مكان إن الانهماك في خَلْع الزوان، فيه تبديد للطاقات الشيطان مستعد أن يشغلك كل حين بالمشاكل وأن يقدم لك ما لا يحصى من الأخطاء لكي يلهيك بمقاومتها ومحاربتها عن العمل في بناء نفسك وبناء الملكوت وفى هذا الصراع يبدد وقتك وجهودك وأعصابك وفى خلع الزوان أيضًا قد تفقد سلامك الداخلي وربما سلامك مع الناس أيضًا إذ تحيا في صراع وهكذا تفقد هدوءك وصفاءك وربما تفقد وداعتك أيضًا وقد تدخلك المشاكل في جو من الاضطراب ومن الخلافات التي لا تنتهي والتي تثيرك وتحيطك بالانفعال الدائم وكما تفقد وداعتك وهدوءك قد تفقد بشاشتك أيضًا، ولا يراك الناس إلا متجهما لا ابتسامة لك، وربما يملكك الغضب ويملكك الحزن ولا تحاول أن تتخلص منها لأنك تحسبه غضبًا وحزنًا مقدسًا لأجل الله وقد يوصِلَك كل هذا إلى قساوة القلب باستمرار تدين الناس المخطئين، ثائرًا على ما فيهم من أخطاء بحجة خلع الزوان منهم، وباستمرار تكون في ضجيج وقد يرتفع صوتك على الناس وتنتهر وتوبخ وتنفث التهديدات وتكون متبرما بكل شيء وفى كل هذا قد تفقد محبتك للناس، وتفقد اتضاعك، وفيما تخلع الزوان من الناس تكون قد خلعت الحنطة التي فيك وينظر إليك الناس فيرونك مثل الزوان في كل شيء قليلون هم الذين يستطيعون أن يخلعوا الزوان وفي نفس الوقت يحتفظون بحنطتهم لذلك حسنًا منع الرب أولاده من خلع الزوان لئلا يخلعوا معه الحنطة وحسنا قال الكتاب: "لا تقاوموا الشر" إن أحسن طريقة لخلع الزوان هي تقديم القدوة الصالحة التي تقتضى عليه، وكما قال الحكيم "بدلًا من أن تلعنوا الظلام أضيئوا شمعة". قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
28 مارس 2023

أبعاد حياة الشركة

الشركة ( كينونيا ) سمة أساسية في الحياة الكنسية ، فالكنيسة في الأساس هي جماعة المؤمنين ، أعضاء الجسد المقدس ، الذي رأسه هو السيد المسيح له المجد . والمؤمنون بالمسيح قسمان : سماوی ، يشمل القديسين ، وأرضى يشمل التائبين المجاهدين . من هنا يكون للمؤمن المجاهد على هذه الأرض علاقات أساسية ، بدونها لا يكون مسيحياً ولا كنسياً ، وهذه العلاقة أو الأبعاد هي : ١- الاتحاد بالسيد المسيح له المجد ، بصفته رأس الجسد المقدس أي الكنيسة . . ۲- الاتحاد بالقديسين في السماء ، بصفتهم الأعضاء الظافرة التي وصلت إلى الفردوس ، في إنتظارنا وفى إنتظار المجد السماوى . ٣ - الاتحاد باخوتنا في الأرض ، الذين يجاهدون مثلنا ، ليصلوا إلى ما وصل إليه القديسون السمائيون . 4- الاهتمام بالعالم ، حيث يحس المؤمن بأنه مطالب بالشهادة المسيحية اليومية ، أثناء مسيرته في هذه الحياة . كيف تتحقق هذه الأبعاد :- تتحقق هذه الأبعاد من خلال ممارسات محددة ، تعبر عن اتجاهات باطنية وذهنية ، وقناعات في الكيان الإنساني ، وهكذا تتحول الفكرة إلى عمل ، وسلوك وتعبير يومي ، فمثلاً : 1 - الاتحاد بالسيد المسيح : يتحقق من خلال قنوات أساسية محددة مثل: أ ـ الصلاة : كفرصة حوار يومي متصل ، وحديث مستمر مع الرب ، الذي يسمع صلواتنا و يستجيب في حدود . ب ـ الكلمة ، حيث تلتقى بالرب يسوع متكلماً من خلال الكتاب المقدس . ، وعاملاً فينا من خلال كلماته التي هي « روح وحياة » ( يو ٦ : ٦٣ ) . ) . كما أنها سراج ومواعيد وخبرات أساسية في طريق الروح . ج ـ التناول ، حيث يستعد المؤمن بالتوبة والاعتراف للثبات في الرب ، والاتحاد به . د ـ الخدمة ، حيث يتلامس المؤمن مع إخوة الرب ، أعضائه الفقيرة والمحتاجة والجريحة ، « بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم » ( مت ٢٥ : ٤٠ ) . ٢ - الاتحاد بالقديسين : من خلال التشفع اليومى بهم ، والاقتداء بسيرتهم العطرة ،والتمثل بإيمانهم ، ودراسة أقوالهم التي هي بمثابة الشموع تنير لنا طريق الجهاد الروحي والملكوت السمائي . ٣ ـ الاتحاد بالإخوة : من خلال الافخارستيا ( سر الشركة ) حيث تتناول جميعنا من مائدة روحية واحدة ، علامة وحدتنا في المسيح يسوع . 4ـ الاهتمام بتقديم المسيح للعالم : من خلال المحبة ، والسلوك المقدس ، والشهادة اليومية ، التي تجعلنا منفذين لوصية الرب : « هكذا فليضيء نوركم هكذا قدام الناس ، لكي يروا أعمالكم الحسنة ، فيمجدوا أباكم الذي في السموات » ( مت ٥: ١٦ ) مع المسيح ... عشرة ... صلاة ، وإنجيل وتناول ، وخدمة ... مع القديسين ... شفاعة وقدوة ودراسة لأقوالهم ...مع المؤمنين ... افخارستيا وشركة واتحاد بالحب ... مع العالم ... شهادة للرب بالمحبة والقدوة ... هذه هي أبعاد حياة الشركة ، وإلى مزيد من التفصيلات بنعمة إلهنا . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
27 مارس 2023

أضواء من الإنجيل : 9 ـ كيف نحب الله ؟ وكيف نحب الآخرين ؟

تحدثنا عن بعض وسائل تعميق محبتنا لله ، مثل تأملنا في صفات الله الجميلة ، وتذكرنا لإحساناته إلينا . وحينما تنمو محبة الله في قلوبنا ، تظهر ثمار هذه المحبة في حياتنا ... نتائج محبتنا لله :- 1 ـ حينما نحب الله ، فإننا نحب مجده وملكوته وملائكته وقديسيه . كما أننا نحب بيته (كنيسته ) وخدامه ومحبيه « فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب » (مز ۲۲ : ۱). ۲ - نحب كلمته المدونة في الكتب المقدسة، ونتعلم منها الكثير عن الله ، ومعاملاته مع البشر ومع الملائكة ومع الخليقة كلها ، وتلهج في كلمته نهاراً وليلاً ، ونحب وصاياه ونجد فيها كمالاً يملأنا بالرضى ، وحلاوة وشبعاً لأنفسنا ... ونفرح بتنفيذها . وكل ذلك نتغنى به مع المرنم الذي يقول « لهجت بوصاياك التي أحببتها جداً، ورفعت يدى إلى وصاياك التي وددتها جداً ، وتأملت فرائضك » (مز۱۱۸ (۱۱۹): ٤٧، ٤٨ ). « أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة ... حفظت نفسى شهاداتك وأحببتها جداً» (مز۱۱۸ (۱۱۹): ١٦٢، ١٦٩). «بشفتی اظهرت كل أحكام فمك ، وفرحت بطريق شهادتك » ( مز۱۱۸ (۱۱۹) : ١٣، ١٤). لهذا قال السيد المسيح «الذي عنده وصایای ويحفظها فهو الذي يحبني . والذي يحبني يحبه أبي وأنا. أحبه وأظهر له ذاتي » (يو١٤ : ٢١). وقال أيضاً « إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه تأتى وعنده نصنع منزلاً » (يو١٤ : ٢٣).ما أسعد الإنسان الذي يجد مسرته في حفظ وصايا السيد المسيح لأنه يلتقى بالله من خلال حفظه للوصية . فلنسرع يا أحبائي إلى حفظ وصايا الرب حتى نتغنى مع عروس النشيد قائلين «تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ، ولنبت في القرى . لنبكرن إلى الكروم، لننظر هل أزهر الكرم، هل تفتح الفعال، هل نور الرمان ، هنالك أعطيك حبى . اللفاح يفوح رائحته . وعند أبوابنا كل النفائس من جديدة وقديمة، ذخرتها لك يا حبيبي » (نش ۷ : ۱۱- ۱۳ ) . ففي حقل تنفيذ الوصية تجد النفس فرصتها للتعبير عن محبتها ، لأن المحبة ليست بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق. في الحقل هناك العمل وهناك الفرس والسهر وهناك الثمار الحلوة وهناك الخبرة الروحية مع الله في تنفيذ الوصية . . وهذه نفائس جديدة وقديمة، تذخرها النفس و يفرح بها قلب الله المحب ، «كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلاً رب بيت يخرج من كنزه جدداً وعتقاء » (مت ١٣ : ٥٢ ) . ٣- تحب تسبيح الله وتمجيده ، والحديث معه ، والوجود في حضرته ، والتأمل في صفاته الجميلة . 4 - نحب أن نتشبه به ونكون مثله في كل شيء «نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة »(١بط١٥:١) . ٥ ـ نتحرر من الأنانية والانحصار حول الذات ، فتكون لذلك محفوظين في محبتنا له من الضياع لأنه هو « الذي به نحيا ونتحرك ونوجد » ( أع ١٧ : ٢٨). وفى اتحادنا معه نجد أنفسنا فيه . أما في ابتعادنا عنه ـ منحصرين حول ذواتنا . فإننا نضيع أنفسنا ، لأنها بدونه تؤول إلى ضياع وهلاك ، وما هو أسوأ من العدم « كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد » (مت ٢٦ : ٢٤ ) . ٦ـ في محبتنا لله نحب الآخرين ، لأننا نتعلم منه المحبة ، كما أننا نكون قد تحررنا من محبة الذات التي تعطل محبتنا للغير « ننتقل من الأنانية إلى الغيرية ) ... لهذا يوصينا الكتاب «طهروا نفوسكم في طاعة الحق، بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء . فأحبوابعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة » (١بط ۱: ۲۲). وحينما نتعلم من الله أن نحب غيرنا ، فإننا نحبهم بنفس أسلوب المحبة الإلهية : المحبة الغافرة التي لا حدود لمغفرتها (بشرط التوبة ) المحبة المترفقة الممثلثة من طول الأناة المحبة التي تحتمل كل شيء وتصبر على كل شيء وترجو كل شيء المحبة التي لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق المحبة التي تبذل بلا حدود من أجل خير الآخرين . وهكذا .والعجيب أن محبتنا لإخوتنا قد صارت دليلاً ومقياساً عملياً لمحبتنا لله. « نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا تحب الإخوة » ( ١يو٣: ١٤). « إن قال أحد إنى أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب . لأن من لايحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الذي لم يبصره ؟!! » ( ١يو٤ : ٢٠). نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الرابع عام ١٩٨٩
المزيد
26 مارس 2023

أتــــريد أن تبرأ – أحد المفلوج

إنجيل هذا الصباح هو الرجُل الذى فقد الحركة لمدة 38 سنة ، وكأنّ الكنيسة فىِ الصوم تعرض علينا الشِفاء والفكاك مِن رباطات قديمة مُتأصّلة فينا لكى ليس فقط تنحلّ مِن رباط هذا المرض بل تقوم تحمل سريرك وتمشىِ ، وأول أمر نحب نشوفه فىِ هذهِ المُعجزة فىِ ظروفها 0 1- ظروف المُعجزة عيد مِن أعياد اليهود ، مِن المُعجزات القليلة التى حدثت فىِ أورشليم وربنا يسوع كان يُعلن نفسه لليهود والأُمم وكان يُحب أن يُعلن رد فِعل اليهود للمُعجزة الملىء بالحقد بعد شِفاء رجُل مُقعد لهُ 38 سنة يسألوه لِماذا يحمل سريره فىِ سبتٍ المفروض أن يكونوا فرِحين ويسألوا مِن الذى عمل وهكذا مع المولود أعمى ولِعازر مُعجزات ربنا يسوع عظيمة فىِ وسط اليهود وكانت تُعلن عن مجدهُ وعن قوّتهُ وذِراعه وهُم يُقابلوهُ بالكراهيّة وعدم الإِيمان ، على العكس مع الأُمم قائد المئة والسامريّة والمرأة الكنعانيّة التى قالت لهُ " إِرحمنىِ يا إبن داود " وكان ربنا يسوع يحضر كُل أعياد أورشليم لأنّ كُلّها أعياد تُعبّر عن شخصه ويُرجع الآباء أنّهُ عيد الخمسين وغير كلمة ( العيد ) التى ذُكرت يقصِد بِها الفِصح0 باب الضأن باب فىِ شرق أورشليم – يأتىِ مِن باب والخراف تدخُل منهُ إِلى المذبح 0 حِسْدا باليونانيّة والعبِريّة بِمعنى رحمة أى " بيت الرحمة " مُلتفّة حولها مرضى كثير لأنّ حول هذهِ الِبركة دائماً تحدُث مُعجزة بسبب تحريك الملاك للماء ، كُلّها إِشارة إِلى كنيسة العهد الجديد0 بيت الرحمة هى الكنيسة،و البِركة هى المعموديّة الشعب المرضى هُم المرضى المولودين مِن الماء الحىّ المُتحرّك الذى بهِ ننال الحياة الجديدة ونجد حول البِركة :- عُمْىٍ الذى لا يرى الأرض ولا الأمور المرئيّة عُرْجٍ غير جادّين فىِ طريقهُم الروحىِ شُلٍ وعُسْمٍ لا يستطيع الحركة إِطلاقاً هذهِ الفئات تُمثّلنا لأنّ أعيُننا كثيراً لا ترى إِحسانات الله علينا ، والأعرج يُصلّىِ مرّة ويتناول مرّة وما بعد ذلك لا يوجد و آخذاً العلاقة مع الله موسُميّة غير جادّة العُسْم هو الذى لا يقوى إِطلاقاً على الحركة وسنرى هُنا تأمُلّ الآباء ويقولوا أنّ البِركة حولها المرضى عُمْىٍ ، عُرْجٍ وعُسْمٍ فهل يتوقّع أنّ أحدهُم يستخفّ بالآخر ! بالطبع لا لأنّ كُلّنا مرضى نترجّى مراحم الله ، فلا يُعقل أنّ مريض يدين واحد مريض مِثل واحد يشوف خطيّة أخيهِ ويُدينهُ ، أخىِ أعرج وأنا أعمى وهكذا لا نُعاير بعض الهمّ طايلنا كُلّنا لأنّ الموت دخل إِلى العالم كُلّهُ و تحريك الماء هو إِعلان لربنا يسوع عن نفسه والكاهن أثناء المعموديّة يُصلّىِ على الماء ويُحرّكهُ ويقول " صوت الرّبّ على المياه إِله المجد أرعد " ونؤمن أنّ الروح سيحلّ والكاهن لازم يُحرّك الماء 0 (2) الخلاص بيسوع هذا الرجُل نتعلّم منهُ الرجاء ، 38 سنة لم يُفارق البِركة وأنت كثيراً ما وقعت فىِ تجارُب فاشلة ، فهل تُريد أن تُزيد الإحباط إحباط ، وما هى قوّتك التى تظل 38 سنة تنظُر الذى يبرأ قبل منك لِذلك نُصلّىِ صلاة أمام المذبح قائلين " لا تقطع رجاءنا يا سيّدىِ مِن رحمِتك بل بِفضلك خلّصنا " إِذا كان المرض أقعدنا وأحدث فينا إِصابات عميقة ولكن لن نيأس ولن نُفارق البِركة بِها خمسة أروقةٍ يُريد أن يقول بيت الرحمة منافذها كثيرة والله فاتح لنا أحضانه ، والمرضى كُلّهُم هُناك أشكال وألوان ولا أحد يعرف قصة الآخر وهذا الرجُل مِن كُتر ما الناس ساعدته وفشلوا فالناس تخلّوا عنّه حتى لا يشتركوا فىِ المسئوليّة عنّه ، والناس ذهبوا لغِيره ولكن ربنا يسوع ذهب لهُ الذى ليس لهُ أحد ( لأننّا إِفتقرنا جداً وتمسكنّا جداً لأنّهُ ليس لىِ إِنسان ) ، ( بِدونك لا نقدر على شىء ) ، ( لأننّا لا نعرف آخر سِواك ) لأنّ يسوع يجول فىِ وسطنا يصنع خيراً ولكن يقرّب إِلىِ أكثر الأنواع تعباً ، والإنسان المُقعد بـ 38 سنة رائحته كريهة وشكله صعب والناس بعيدة عنّه وهو إِقترب إِليه وربنا يسوع المسيح معنا هكذا نتن المرض والخطيّة مكثت فينا ولكن ليس لنا رجاء إِلاّ هو وهو أتى إِلى أورشليم ليُخلّص هؤلاء وربنا يُريد أن يتمجّد مع أكثر النوعيّات تعباً أشعياء يقول " فىِ وسطك جبّار يُخلّص " ، الله يُعلن قوّتهُ فىِ أشد الحالات مرضاً ، مين يصدّق أنّ السامريّة التى كانت عايشة فىِ الخطيّة ولها خمسة أزواج ودنسة الحواس تصير كارزة ومُبشّرة ، مين يصدّق أنّ زكّا العشّار يقسّم ثروته قسمين الفقُراء ويرُدّ أربعة أضعاف للّذى وشى بهِ لأنّ الله يُعلن قوّتهُ مع المرضى جداً ، مين يصدّق أنّ المرأة الخاطيّة أى أنّها مشهورة جداً تذهب لهُ وتسكُب الطيب ويقبلها ، وشاول الطرسوسىِ الذى أتلف الكنيسة يصير بولس ، وهذا صاحب ألـ 38 سنة لا يقوم فقط بل يحمل سريره " جبروت خلاص يمينه " ويقول القديس يوحنا فم الذهب( الطبيب يُمدح بِمرضاه ) ، متى نقول أنّ الطبيب ناجح ؟ لمّا يكون المرض صعب جداً وربنا يسوع يُمدح بِمرضاه ، مثلما يقول مُعلّمنا بولس الرسول " حيثُ كثرة الإثم تكثُر هُناك النعمة أيضاً " واشعياء يقول " قومىِ إِستيقظىِ إِستنيرىِ إِلبسىِ عزّك يا أورشليم لأنّ مجد الرّبّ قد أشرق عليكِ " يسوع جاء ليُعلن مجدهُ وشِفائهُ فىِ أكثر الأمراض ألم وقسوة لأجل البائسين واليائسين ، " رجاء مِن ليس لهُ رجاء ومُعين مِن ليس لهُ مُعين " والناس تُريد أن تُساعد الأسهل فىِ مرضه حتى يُساعدهُم لأنّ الأعسم يحتاج إِلى جهد كبير ، ولكن يوجد يسوع هو القادر أن يفعل أكثر ممّا نتخيل ، مُعلّمنا بولس الرسول فىِ رسالتهُ إِلى فيلبّىِ يقول " القادر أن يعمل " ، واليوم أنين الكنيسة بِخطايا حتى ولو أكثر مِن 38 سنة وربنا يسوع يقول لأجل هذا أنا أتيت 0 (3) أتُريد أن تبرأ سؤال أتُريد أن تبرأ أكيد ربنا قصد أنّهُ يأتىِ عِند البِركة ويسألهُ لأنّ ربنا عاوز يتأكّد مِن إِحتياجك ، لِماذا أتيت هل يأست أم نزعت ثقتك مِن الناس ؟ أتُريد أن تبرأ ! القديس أوغسطينوس يقول( الله الذى خلقك بِدونك لا يستطيع أن يُخلّصك بِدونك ) ، والقديس البابا كيرلُس لمّا كان يعترف لهُ إِعتراف صعب شويّة يقولّه " وإِنت ناوىِ على إيه " ، عاوز تكُفّ أم لا وهذهِ هى المسيحيّة فيها الحُريّة العميقة ، كُلّ نِعم الله وقوّتهُ للّذى يُريد ولا يستطيع ولكن الذى لا يُريد لا يأخُذ مُعلّمنا بولس الرسول يصف الناموس قديماً أنّهُ محصور بين إثنين أكون فىِ الجسد أم الروح ، " الإِرادة حاضرة عِندىِ ولكن أفعل الحُسنى فلستُ أجد " ، ليظهر مجد الله ولكنّىِ أرى ناموساً آخر يتحرّك فىِ داخلىِ ويُعرّفنا أنّ الغلبة بِربنا يسوع فهل يأست أم تحتاج تأخُذ فرصة مع الخطيّة لِتعرف كم هى قبيحة ، هل تُلقىِ بالملامة على الآخرين مِثل هذا الرجُل الذى قال ليس لى إِنسان ، ربنا يسوع يسألهُ وهو لا يحتاج أن يُلقيه فىِ البِركة ولكن بِكلمة مِن فيه " قُم إِحمل سريرك " إرتفع فوق الروتين والتقليد ولا تحريك الماء ولا الملاك ولكن تكفيك كلِمة منّىِ ،لا اُحوّلك إِلى إِنسان برِأ ولكن تصير جبّار وتحمل سريرك وتُعلن عنّىِ واحد لهُ 38 سنة المُخ فقد الثقة فىِ عضلاته ونسى حركة الإنتصاب فهو يُريد أن يرُدّ لنا بهجة الخلاص المفقودة ، ربنا يسوع يقول شِفاؤك أنا ورجاءك أنا وخلاصك أنا قُم إِحمل سريرك وأمشىِ كفاك تجارُب فاشلة إِتكل علىّ أنا أننّىِ وسط الكنيسة لأحولّ كُلّ أعسم إِلى مِن يحمل سريره ويمشىِ الله يجعلنا مُجتمعين حول كنيستهُ ونثق فىِ يمينه أنّها ستُخلّص ويجعلها أيام جِهاد فىِ الصوم وأيام البركة وقوة وخلاص ومجد وشِفاء ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد الدائم أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
25 مارس 2023

انجيل عشية يوم الأحد الخامس من الصوم الكبير

تتضمن الحث على الصلـوات والعنايـة بخـلاص النفوس . مرتبة على فصل انجيل قاضي الظلم . ( لو ۱۸ : ۱-۸ ). إن سيدنا له المجد لأجل رأفته به وشفقته علينا . يحثنا على ما فيه خلاصنـا . فيطلب منا أن نصلي دائما . وان نطلب نعمته طلبا متواتـرا . لتكـون رحمتـه لنـا واحسانه علينا بطريق الإستحقاق . ويضرب لنا على ذلك الأمثال بقـاضي الظلم والملتمس الخبز من صديقه بإلحاح " وغير ذلك . وينهض عزمنـا ويضـرم نـار شوقنا . ويبكت نفوسنا المتراخية في حقيقة الطلب . ويقول إذا كـان هـذا القـاضي الظالم الزمني الأخذ بالوجوه المرتشي في الأحكام . البعيد عن الخوف من الله وعـن الحياء من الناس . لما أضجرته تلك المرأة الخالية عن الحقوق الموجبة الانتقام مـن خصمها بالالحاح وتكرار الطلب . قام لها هذا الالحاح مقام الرجال والمال . وكـانت كأنها أجبرت حاكم الأرض على الإنتقام لها من غريمها . فكيـف لا يعطينـا ملـك الملوك ورب الأرباب الحاكم على جميع البرايا كل مطلوباتنا . إذا كنا نطلب منه دائما باجتهاد ؟ وإذا كان لنا جسد مائت . ونفس خالدة . ودار تزول . وأخرى تــــــدوم فكيف تهتم بالمائت والزائل . ونترك الخالد والدائم ؟ إذا مرض خادم لأحدنا فأننا نهتم بدعوة الطبيب وعندمـا يحضـر ويـأمر بالأدوية التي يراها لشفائه ويرتب له الأشربة والأغذية والمضجع والـهواء . فإننـا جميعا ننتبه إلى وصايا الطبيب كلها . ونحرص على إعطاء المريض الأدويـة فـي أوقاتها . ونوكل به من يتولى المحافظة عليه باهتمام إلى ان يبرأ . فإذا كان هذا مبلغ اهتمامنا بالعبيد والخدم لأنهم يخدمون أجسادنا المائتة . فما بالنا نرى النفس الخالدة تتألم بأشد أنواع الأمراض ولا نهتم بمداواتها ؟ فإن قلت هل النفس تمرض ؟ أقول نعم ويعلوها الصدأ والسـواد والظلمـة . وإن قلت ما هي أمراضها ؟ أجبتك : أنها تمرض : تارة بحب الغنى . وتارة بالانهماك في التنعم . وتارة بالفسق والخلاعة . وتارة بالسكر والإسراف . وتارة بالظلم . وتـارة بالغضب . وتارة بالحسد . فإن قلت ومن هو طبيبها ؟ أجبتك : ليس لها طبيب واحد بـلى كثيرون . وهم ليسوا ممن يطلبون أجرة ولا يقبلون هدية . ولا يكلفون شراء الأدويـة . بل يعالجون مجانا . فإن طلبت معرفة هؤلاء الأطباء فهم : متـى ومرقـس ولوقـا ويوحنا . وبطرس وبولس ويعقوب وبقية الرسل والأنبياء . وأعلم ياهذا أن أقولها تثقل عليك أولا لانهم يأمرونك بما لا يوافـق هـوى نفسك . كما يثقل على المريض بالجسد قول الأطباء الذين يأمرونـه بإجتنـاب أكـل اللحوم والفواكه وتقليل الغذاء والإقتصار على أكل البقول . كذلـك أولئـك الامنـاء أطباء النفوس فإنهم يأمرونك بإجتناب اللذات الجسدية ومقاومـة هـوى الطبيعـة . فيقولون لك : لا تزن . لا تسرق . لا تنظر نظر المشتهى . لا تحسـد . لا تبغـض . لا تسكر . لا تذم أخاك . لا تظلم . ثم استعمل لمداواة نفسك الغاليـة الصـوم والصـلاة والصدقة والزهد في العالميات وغير ذلك . فإنك تنفر اولا من هذه النصائح . ولكنـك إذا استعملتها وسرت بموجبها فستحمد العاقبة كما يحمدها المريـض عنـد شـفاء مرضه الجسدى . ويشكر فضل الطبيب وإذا كنت إلى الآن مهملا معالجـة نفسـك فمتى تعتنى بها ؟ أبعد خروجها من الجسد ؟ كلا . فإن ذلك الوقت وقـت الندامـة لا وقت المداواة . وكما أن مداواة مرض الأجسام إنما تكون ما دامت الـروح فيـها . وكـذا الملاحون فإنهم يعتنون بسياسة السفينة وهي مشحونة بحمولتها جاريــة فـي لجـة البحر . .. ويراعون سلامة الآلات والقلوع وحفظ الأمتعة المشحونة فيـها وينهضون الرجال للعمل ويميزون هبوب الرياح ويحذرون التطوح وملاقاة الصخور . وأمـا إذا غرقت السفينة فإنهم لا يعملون شيئا من ذلك . كذلك النفس فانه ينبغي الاهتمام بـمداواة أمراضنا مادامت في هذا العالم . وأما بعد مفارقتها له فلا حيلة تنتفع بها هناك . فسبيلنا أن نعتنى دائما بمداواة أمراض نفوسنا . ونـــــترك الإهتمـام بزينـة أجسادنا لنجد رحمة أمام ربنا وإلهنا . الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
24 مارس 2023

مائة درس وعظة (٨)

اشتياقي للحياة الأبدية ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ « وإذا واحـد تقـدم وقال له : أيها المعلم الصـالـح ، أي صـلاح أعـمـل لتكون لي الحياة الأبدية ؟ » ( مت ١٩ : ١٦ ) ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ صـاحـب هـذا السـؤال هو الغنى الحـزين لأنه مـضـى حـزينا أو الغنى المحبوب لأن يسوع نظر إليه وأحبه . أولاً : - صفات الشاب الغنى كان هذا الشاب يتمتع بعدة صـفـات جيدة منها أنه : 1- كان غنيا والمال بركة من الله . ٢- يتمتع بالنشاط والحيوية والقوة . ٣- رئيس من رؤساء الدين له وقـاره واحترامه . 4- كـان مـؤدبا لأنه جثا أمام السيد المسيح . ٥ - كان مشتاقا للسماء وكان حافظاً للوصايا . المال جاء في الكتاب في أكثر من ألفي موضع ، وأشـهـر عـبـارة هي : « لا يقدر خادم أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحـد ويحب الآخـر أو يلازم الواحـد ويـحـتـقـر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال » ( لو ١٦ : ١٣ ) .ومشكلة هذا الشاب أن تدينه كـان يغطى جـزءا من حياته وليس حـيـاته كلـهـا ، الله أعطى الإنسـان الدين لكي يرتقي في مشاعره وفي عبادته ، ويكون أكـثـر رقي في أفكاره وسلوكـيـاتـه وأفعاله . وهذه مشكلة كثير من الناس .. التي تأخذ جزءا من الـوصـيـة أو جزءا من الحياة المسيحية . ثانيا : - نقائص الشاب الغني :- وقع هذا الشاب في نقائص كثيرة : - ١- خاطب السيد المسيح كمعلم وما أكثر المعلمين ، وليس الله الواحد . ٢- كان يعبد بالحقيقة صنما داخليا لا يراه وهو محبة المال . ٣- كـان يـحـفظ الوصـايا نظريا ولا يعيشها عمليا . ٤- كـان يفترض أن كنزه في الأرض وليس في السماء . ه - كـان ينقـصـه أن يتبع الراعي الصالح . ٦- كـان يـعـتـقـد أن غناه المادي دليل الرضى السماوي . الله يعطينا المواهب والمال كـوكـلاء ، ونحن لا نملك شيئاً ، ماذا تفعل بما لك الزائد عن احتياجاتك ؟ هل تنفقه ببذخ ، وهذه خطية ؟! هل تتـدخـره للمـسـتـقـبل الأرضى فقط ، وهذه تحتمل أن تكون خطية ؟! هل تـنـفـقـه لـفـائـدة الآخـرين ، وهنا عين الصواب ؟! ثالثاً : - ماذا أفعل لأرث الحـيـاة الأبدية ؟ ۱- اذهب : في طريق التـوبة ، عش التوبة وغير طريقتك وفكرك . ( حياة التوبة ) ۲- بع كل مـالك : عش حياة الحرية ، لا تربط قلبك بشيء أرضى . ( حياة الحرية ) ٣- وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السـمـاء : عش حـيـاة العطاء لتـشـعـر بالسعادة . ( حياة العطاء ) ٤- تعال اتبعنی : عش حياة الوصية . واتبع خطوات المسيح . ( حياة الوصية ) ٥ - حـامـلاً الصليب : حـيـاة الـجـهـاد الروحي ، متشبهاً بسيدك الذي حمل صليب الفداء من أجلك ومن أجلى ومن أجل كل إنسان . مضى الشاب الغنى حـزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة ، وأمواله صنعت حاجزا بينه وبين السماء . أما أنت أيها الحبيب فاعلم أن كل شيء مستطاع عند الله ، فيستطيع المسيح أن يساعدك ويسندك . فليعطنا مسيحنا أن تكون حياتنا في هذا الطريق ، لكيـمـا نرث جميعاً الحـيـاة الأبدية والملكوت السماوي. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
23 مارس 2023

شخصيات الكتاب المقدس متيّاس الرسول

كان في عداد السبعين رسولاً. بعد قيامة الرب يسوع وخيانة يهوذا وانتحاره، وقعت القرعة على متياس ليُحصى بين الاثني عشر (أعمال 1: 23). بشّر في اليهودية ثم أثيوبيا حيث تألّم وفي مقدونية. حكم على حنانيا رئيس الكهنة (الذي قتل الرسول يعقوب) بالموت في اليهودية ورجمه ثم قُتل بقطع الرأس بفأس. نشأته: كلمة متياس الصفة اليونانية للاسم العبري متثيا ومعناه عطيه الله وقد ولد هذا القديس من ابويين تقيين في بيت لحم اليهودية وقد كان من المرافقين للآباء الرسل وهو الذي اختير عوضا عن يهوذا الاسخريوطي في الاجتماع الذي عقده الآباء الرسل في عليه صهيون فأقاموا اثنين يوسف الذي يدعي برسابا ومتياس وصلوا وقالوا ايها الرب العارف قلوب الجميع عين انت أيا اخترتة ليأخذ قرعه هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب مكانه فوقعت علي متياس فحسب مع الاحدي عشر تلميذا ورسولا (مت 27: 8، اع 1، 15) وبعد ذلك امتلأ من الروح القدس. كرازته: يذكر لنا سنكسار الكنيسة القبطية (جزء 2) تحت اليوم الثامن من شهر برمهات انه ذهب الي بلاد قوم ليأكلوا لحوم البشر ليكرز بالانجيل وبشارة الملكوت وعندما ارادوا ان يأكلوه فسجنوه ثلاثون يوما يطعمونه الحشائش وعندما اخرجوه ليأكلوه فذهب لهم القديس ونادي ببشارة الملكوت فقبضوا عليه وقلعوا عينيه واودعوه في السجن ولكن قبل ان تنتهى المدة ارسل الرب اليه القديس اندراوس وتلميذه فذهبا الي السجن ورأيا المسجونين وما يعمل بهم فأوعز الشيطان الي اهل المدينة ان يقبضوا عليهما ايضا ويقتلوهما وبدأو يصلوا فتفجرت عين ماء من تحت اعمده السجن وفاضت حتي بلغت الي الاعناق فلما ضاق الامر باهل المدينة وتعبت الناس صرخوا لهم معترفين بخطاياهم وامنوا بالسيد المسيح وعمدهم فانصرفت المياه عنهم ورسموا لهم اسقفا وكهنه وبعد ذلك أقاموا عندهم مدة.ذهب القديس متياس الرسول الي مدينة تسمي برطس واخذ ينادي ويبشر بالسيد المسيح فأغتاظ وإليها الوثني فأمر بالقبض عليه ثم ألقوه في السجن مربوطا ومقيدا بسلاسل حديد وأمر الوالي بتشديد الحراسه عليه.بعد قيام رب المجد يسوع المسيح من الاموات وصعوده الي السموات حدث ان الشيطان قد ألقي بغضه شديده في قلوب رؤساء الكهنة من جهة السيده العذراء مريم وقرروا نفيها بأحدي البراري فلما علمت ذلك كانت متوجعه في قلبها بسبب مؤامراتهم الشريرة فكانت تفكر في الذهاب الي يوحنا الحبيب في أفسس فظهر لها رب المجد يسوع المسيح وقال لها السلام لك يا والدتي الحبيبة أنت متوجعه هكذا؟. أعلمي أنه لا أحد يقدر البته ان يظلمك فقومي واركبي هذه السحابة النورانية وأمضي الي مدينة برطس لتخلصى رسولي القديس متياس لأنه مربوط بسلاسل حديد وتيقني يا أمي ان خلاصه وإيمان أهل المدينة سيكون علي يديك بصلواتك يمجدون الأب والأبن والروح القدس من أجلك يا والدتي الحنونه ففرحت جدا وتهللت وركبت السحابه ولما وصلت وجدت أمراه عجوز تبكي علي ابنها كان به روح نجس يعزبة منذ ثلاثة أيام فذهبت السيده العذراء لمنزل المراة حتي تحل نعمتها هناك ولدي وصولها هرب الشيطان من الصبي بقوه العلي وقام يسبح الله ويقول مباركه هي ام الملك الحقيقي يسوع المسيح فقالت السيده العذراء للمرأة العجوز لقد طاب قلبك بشفاء ابنك قومي نذهب الي السجن الذي به القديس متياس الرسول لندرك المسجونين هناك بنعمه الله فوجدتاه مغلقا بمتاريس من حديد واقفال محكمه القفل والسجناء بداخله يقاسون عذابا اليمه فقامت السيده العذراء وبسطت يديها الطاهرتين وامتدأت تصلي فتفتحت المتاريس الحديدية وابواب السجن وفرح السجناء بفرح عظيم قائلين نؤمن بآله واحد آله القديس متياس الرسول الذي خلصنا اليوم من أيدي هؤلاء الاشرار وهم يسيرون في الشوارع يبشرون باسم المسيح فغضب الوالي وامر بقتلهم جميعا فلما ارادوا الجنود تنفيذ امرة وعند استحضار والات القفل وجدوا السيوف وكل معدن من حديد او النحاس قد انصهر الي سائل فأندهشوا ونحن جلوس واذ سحابه من نور قد ملئت المكان بأكلمه وسمعنا صوت من السماء يقول للمحبوسين من أجل يسوع قد ادركتكم نعمه العذراء مريم والدة الاله يسوع المسيح وليعلم الوالي ان كل المحبوسين باسم يسوع المسيح ورسله لن يصيبهم أذى.فقام الوالي وقال أذهب بنفسي لاري ابني (اولاس) المعتوه فإن كان قد شفي من جنونه لابد أن أؤمن بالآله الذي لمتياس الرسول فقام فوجده بحاله جيده وتعقل وساله من شفاك فأجابه ان امرأة يضئ نورها اكثر من الشمس وبلباس ابيض كالثلج زارتني أمس وقالت لي يا اولاس بن مكرونيوس والي هذه المدينة اخرج من هذا المكان المظلم ففزع الشيطان وقال صارخا اتضرع اليك يا سيدتي العذراء مريم لا تهلكني وأنا اخرج منه فطردته فصرخ الوالي وصاح وقال فنؤمن جميعا بانه لا يوجد آله اخر في السماء والأرض سوي يسوع المسيح ابن الله الحي الذي بشرنا به القديس متياس الرسول. استشهاده: اما القديس متياس الرسول فإنه ذهب الي مدينة دمشق واخذ ينادي فيها باسم المسيح فغضب أهل المدينة عليه واخذوه ووضعوه علي سرير حديد واوقدوا النار تحته فلم تؤذبه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح فعمدهم ورسم لهم كهنه. وبعد ذلك ذهب الي مدن اليهودية التي تدعي فالاون هاج عليه اليهود والكهنه ورجموه بالحجارة واستشهد هناك ووضعوا جسده في هذه المدينة.وتعيد الكنيسة في اليوم الثامن من شهر برمهات من كل عام. استشهاد متياس الرسول (8 برمهات) في مثل هذا اليوم تنيح القديس متياس الرسول حوالى سنة 63 م. ولد في بيت لحم، وكان من المرافقين للرسل؟ وهو الذي اختير عوض يهوذا الاسخريوطي في اجتماع علية صهيون عندما قال بطرس الرسول "- أيها الرجال الاخوة؟ كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع. إذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم وأذ سقط على وجهه من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها. وصار معلوما عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دم. لأنه مكتوب في المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر. فينبغى أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج. منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته. فأقاموا اثنين يوسف الذي يدعى بارسابا الملقب يوستس (آي عادل) ومتياس. وصلوا قائلين: أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الاثنين أيا اخترته، ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التى تعداها يهوذا ليذهب إلى مكانه. ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولا " (مت 27: 8 وأع 1: 15 - 26). وبعد ذلك امتلأ متياس من الروح القدس. وذهب يكرز بالإنجيل حتى وصل إلى بلاد قوم يأكلون لحوم البشر. ومن عادتهم أنهم عندما يقع في أيديهم غريب يضعونه في السجن، ويطعمونه من الحشائش مدة ثلاثين يوما، ثم يخرجونه ويأكلون لحمه. فلم وصل اليهم القديس متياس ونادى فيهم ببشارة المحبة قبضوا عليه، وقلعوا عينيه، وأودعوه السجن. ولكن قبل أن تنتهى المدة أرسل إليه الرب اندراوس وتلميذه. فذهبا إلى السجن ورأيا المسجونين وما بعمل بهم. فأوعز الشيطان إلى أهل المدينة أن يقبضوا عليهما أيضا ويقتلوهما. ولما هموا بالقبض عليهما ا صلى القديسان إلى الرب فتفجرت عين ماء من تحت أحد أعمدة السجن.. وفاضت حتى بلغت إلى الأعناق. فلما ضاق الآمر بأهل المدينة، ويئسوا من الحياة أتوا إلى الرسولين، وبكوا معترفين بخطاياهم. فقال لهم الرسولان آمنوا بالرب يسوع المسيح وأنتم تخلصون. فأمنوا جميعهم وأطلقوا القديس متياس وهذا تولى مع اندراوس وتلميذه تعليمهم سر تجسد المسيح بعد أن انصرفت عنهم تلك المياه بصلاتهم وتضرعهم ثم عمدوهم باسم الثالوث المقدس. وصلوا إلى السيد المسيح فنزع منهم الطبع الوحشي، ورسموا لهم أسقفا وكهنة، وبعد أن أقاموا عندهم مدة تركوهم، وكان الشعب يسألونهم سرعة العودة. أما متياس الرسول فانه ذهب إلى مدينة دمشق ونادى فيها باسم المسيح فغضب أهل المدينة عليه وأخذوه ووضعوه على سرير حديد وأوقدوا النار تحته فكم تؤذه، بل كان وجهه يتلألأ بالنور كالشمس. فتعجبوا من ذلك عجبا عظيما وآمنوا كلهم بالرب يسوع المسيح على يدى هذا الرسول، فعمدهم ورسم لهم كهنة. وأقام عندهم أياما كثيرة وهو يثبتهم على الأيمان. وبعد ذلك تنيح بسلام في إحدى مدن اليهود التى تدعى فالاون. وفيها وضع جسده صلاته تكون معنا. آمين.
المزيد
22 مارس 2023

الصوم وروحانيته

الصوم ليس مجرد فريضة جسدية انه ليس مجرد الامتناع عن الطعام فترة زمنية ثم الانقطاع عن الأطعمة ذات الدسم الحيواني، إنما هناك عنصر روحي فيه.. أول عنصر روحي هو السيطرة على الإرادة بنفس الإرادة التي تحكمت في الطعام يمكن أيضًا السيطرة على الكلام، بالامتناع عن كل لفظ غير لائق، وكذلك السيطرة على الفكر وعلى المشاعر. قال مار إسحق: "صوم اللسان خير من صوم الفم، وصوم القلب عن الشهوات خير من صوم الاثنين". العنصر الثاني في الصوم الروحي، هو التوبة: ونلاحظ في صوم أهل نينوى أنهم لم يصوموا فقط وانم أيضًا "رجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم "وأن الرب نظر إلى هذه التوبة أكثر مما نظر إلى الصوم" فلما رأى الله أعمالهم، أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" (يونان 3:8-10) وهكذا يصحب الصوم أيضًا بالتذلل والانسحاق أمام الله وهذا واضح في صوم نينوى، إذ لبسوا المسوح وجلسوا على الرماد. كما هو واضح في سفر يوئيل "قدسوا صوما، نادوا باعتكاف ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا: أشفق يا رب على شعبك" (يوئيل 2: 15 - 17) والصوم لا يقتصر على منع الجسد من غذائه وإنما يجب فيه من الناحية الايجابية تقديم غذاء للروح وهكذا يرتبط الصوم بالصلاة كما تذكر صلوات الكنيسة، وكما حدث في كل الأصوام المشهورة في الكتاب، كصوم نحميا وعزرا ودانيال وأهل نينوى وكما تدل عليه عبارة "نادوا باعتكاف" إنه فرصة روحية نذل فيه الجسد لتسمو الروح إذلال الجسد هو مجرد وسيلة أما الغرض فهو سمو الروح فتأخذ فرصتها في الصلاة والتأمل والقراءة وكل وسائط النعمة بعيدا عن معطلات الجسد ونلاحظ أن الصوم غير الروحي مرفوض من الله كما رفض صوم المرائين (مت 5)، وصوم الفريسي (لو 18: 9)، والصوم الخاطئ في سفر إشعياء (اش 58: 3-7). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
21 مارس 2023

كيـف أعتـرف ؟

لـكـى يـكـون الاعـتـراف مفيداً في حياة الإنسان يجب أن يتسم بما يلى :- 1- الاستقرار أي أن يـعـتـرف الإنسان على يد كاهن واحد ... يستقر لديه إلى أن تنشأ ضرورة قصوى قاهرة تدعوه إلى التغيير كالسفر ، أو المرض أو غير ذلك . فالاستقرار يعطى فرصة النمو وللـتـوجـيـه المتزن لفترة طويلة ، مما يساعد على تماسك الإنسان وصفاء نفسه ، ووضوح مسيرته الروحية والسلوكية . ٢ ـ الإنتظام : يستحيل أن يكون الاعتراف مفيداً من الناحية السلوكية ، حينما تتباعد المدة بين اعتراف وآخر فالضعف يزداد والعبودية لأمر ما تتضاعف وبصمة الخطيئة تتثبت وعلاقات الإنسان بالآخرين تسوء والفتور الروحي يستثرى وزاوية الإنحراف عن الحق والـصـواب تنفرج أكثر فأكثر .والمعدل المـعـقـول للإعتـراف بالنسبة للشباب هو مرة شهرياً . 3 ـ الإستعداد : - لا قيمة للإعتراف دون استعداد روحی مسبق ، في جلسة هادئة مع الله : فيها يكشف الإنـسان نـفسـه ، و يكتشف أعماقه ، و يعلن نـدمـه عـن كـل خـطـأ ، وعـزمـه على تصحيح السيرة ، وضعفه الشديد المحتاج إلى معونة إلهية مـن الـنـعـمة . فإذا ما أستعد الإنسان هكذا ، تـقـابـل مـع أبـيـه الـروحي ، مقدماً تقريراً عن حـيـاتـه لـروح الله الـعـامـل في السر ، وسوف يحـصـل بـالـقطع على « الحل والحل » ، كما عـلـمـنـا قداسة البابا . الحل . أي الغفران ، والحل . أي الإرشاد الروحي المناسب . 4 ـ الأمانة :- لا قـيـمـة أيـضـاً لاعـتـراف يحتاج إلى أعـتـراف ، بمعنى أنه كاذب أو ناقص أوغير أمين . فـالمـعـتـرف الذي يخدع أباه الروحي ، تماماً كالمريض الذي يخفى مرضه عن طبيبه .كلاهـمـا لـن يـسـتـفـيـد من ذلك ، بل سيزداد المرض استشراء ، وتزداد الخطيئة تشبثاً . ومهما كان الخجل ، فهو بحد ذاته مفيد إذ يضبطنا عـن الخـطـأ إلى أن نكرهه من أعماقنا . ويمكن أن يـسـتـخـدم المـعـتـرف ورقة صغيرة لتسهيل الاعتراف ، يمزقها بعد الاعتراف مباشرة . ٥ـ الإيجابية : - الاعتراف لـه شـقان : سلبى وإيجابي ... السلبي تفهمه وتركز عليه دائماً وهو الخطايا المـتـنـوعـة في مجالات : الـفـكـر ، الحواس ، المشاعر ، العلاقات ، العادات . أما الشق الإيجابي فهو نواحي التقصير في وسائط النعمة : كالصلاة ، والشبع بالإنجيل ، والتناول ، والـقـراءات الروحية ، والاجتماعات الروحية ، والخدمة ... إلخ . من المهم أن يـراقـب الشاب نفسه في هذه الزوايا الإيجابية ، تماماً كما يراقبها في الزوايا السلبية . ٦- الطاعة :- حيث أن روح الله هو العامل في السر ، لذلك يجب أن يطيع المعترف ارشادات أبيه الروحي ، سواء في التصرف في مشكلة معينة ، أو في الانـتـظـام في تـداريـب روحـيـة بـناءة . ويجب أن يقتنع الشباب بأن لا ينتظروا دائماً مـن آبـائـهـم في الاعتراف الموافقة على كل ما يريدون ، فـربمـا يشتهى الإنسان شيئاً يضره . ولكن من حق المعترف أن يتنافس مع الأب ، في روح مسيحية غير جدلية ، حتى يستريح للارشاد أو التدريب المطلوب . ٧ـ عدم الدالة :- يجب ألا يـكـون لـك دالة أثناء الاعتراف مع أب أعترافك ، لا تطلب ذلك ، ولا تتضايق حين لا يسمح لك بذلك ، حيث أن الدالة كما قال القديسون « تشبه ريح السموم » ، أو أنها « كالثعبان الذي يسرق كل يوم البيضة من الدجـاجـة » ... فـلا تـقـدم ولا نمـو ... لأنه قد يحـدث مـنـك أحياناً خطأ مخجل فلا تقوله ، أو يحدث الخطأ المخجل فتذكره باستخفاف ، دون ندم وأنسحاق . ٨- التركيز : لا داعي « للدردشة » والحديث الطويل والتفاصيل عديمة الجدوى ، فالاعتراف السليم لسماع الغفران والارشاد . فلا تضيع الوقت على نفسك وعلى أبيك الروحي وعلى أخوتك المنتظرين ، بأحاديث تافهة . بل كن مركزاً ، والرب سيعطيك سؤل قلبك . الـرب يـبـارك و يقبل أعترافاتنا وتوبتنا ، و يعطينا أن نحيا في رضاه كل أيام حياتنا . نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل