العظات

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 6

الأصْحَاحُ الحادِي عَشَرَ :- أمر مؤلِم وَصعب جِدّاً أنَّ داوُد المَلِكَ وَالنبِى يسقُط هذِهِ السقطة العظِيمة [ كيف سقط الجبابِرةُ ] ( 2 صم 1 : 27 )00داوُد الَّذِى قِيلَ عنهُ أنَّ قلبه حسب قلب الله وَلَهُ مشاعِر حسَّاسة إِتجاه الله وَالَّذِى يقُولَ [ أحِبُّكَ ياربُّ يا قُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) 00يتدنَّى لأقصى درجات الشَّهوة وَالخُبث وَالحِيل البشرِيَّة وَنراه فِى حالة مِنْ تخلِية النِّعمة وَصُورة ردِيئة مِنْ صُور الشَّر !!الآباء يقُولُون أنَّ خطِيَّة داوُد جلبت علينا مكسب عظِيم أعظم مِنْ خِسارِتها لأِنَّهُ أعطانا منهج توبة وَتذكِرة أنْ نعرِف أنَّ الخطِيَّة ليس لها كبِير أوْ عظِيم00ليس لها قامة رُوحِيَّة أوْ عُمر أوْ حالة بَلْ هِى خاطِئة جِدّاً وَكما يقُولَ بُولُس الرَّسُول [ وَكُتِبت لإِنذارِنا نحنُ الَّذِينَ انتهت إِلينا أواخِرُ الدُّهُور ] ( 1 كو 10 : 11 )0يقُولَ أحد الآباء لِكى يجعل الإِنسان يعِيش فِى حذر [ تذكَّر دائِماً أنَّكَ لست أبرَّ مِنْ داوُد وَ لاَ أحكم مِنْ سُليمان ]00إِذا كَانَ داوُد بِكُلّ بِرِّهِ وَسُليمان بِكُلّ حكمتِهِ سقطا00ألستُ أنا تحت نَفْسَ الحُكم الكِتاب يكشِف عَنْ عمل نِعمة الله الغزِيرة وَلُطف الله وَصلاَحه فتُبرِز نِعمتِهِ وَصَلاَحَهَ بِصُورة قوِيَّة وَضعف الإِنسان بِكامِلَ صورتها لأِنَّ الكِتاب ليس لديهِ مُحاباة بَلْ هُوَ أمِين فِى ذِكر بِر الآباء وَضعفِهِمْ وَلِنرى كِذب أبُونا إِبراهِيم وَإِسحق وَخطايا أبُونا يعقُوب عِندما خدع أبوه وَخاله00وَخطِيَّة شمشُون وَداوُد وَإِنكار بُطرُس وَهرُوب التلامِيذ وَ000حالَ الإِنسان فِى مِلء ضعفه لِيُعلِنْ الكِتاب فضل الله وَصَلاَحَهَ فِى خلاص الإِنسان لِكى تكُون النِّعمة هِى المُتفوِقة أثناء قِراءة الشَّماس لِلمزمُور يقُولَ الكاهِن [ بِصلاة داوُد النبِى ياربَّ إِنعِمْ لنا بِمغفِرة خطايانا ]00فكيف بِصلاة داوُد تُغفر لنا خطايانا ؟ لأِنَّ بِنِعمة الله يصِير الإِنسان الخاطِئ شفِيع لِلتائِبِينْ كما كَانَ القدِيس مُوسى الأسود وَمريم المصرِيَّة وَبِيلاجية وَ000رغم ضعفِهِمْ البشرِى إِلاَّ أنَّهُمْ أبرار بِالحقِيقة وَالرَّد عَلَى أنَّ الإِنجِيلَ مُحرَّف00فهل تُتركَ فِيهِ خطايا الأنبياء إِذا كَانَ قَدْ حُرِّف ؟ إِذا كَانَ مُحرَّف كَانَ لابُد أنْ يحذِف مِنْهُ خطايا الأبرار لكِنْ لأِنَّهُ مكتُوب بِرُوح الله فَهُوَ مكتُوب بِأمانة خطِيَّة داوُد بِها درُوس كثِيرة لنا00بعد أنْ كسب كُلّ حروبه وَإِتسعِت مملكتة وَتعوَّد الحرُوب وَكَانَ يثِق بِيُوآب قائِد جيشِهِ فكان يكتفِى بِقيادِة يُوآب دُون أنْ يذهب لِلحرب00وَفِى هذِهِ الأيَّام دخل فِى حرُوب فأرسلَ يُوآب أمَّا هُوَ [ فَأقام فِي أُورُشلِيمَ ] 00هذا كَانَ أثناء حرُوبه مَعَْ بنِى عمُّونَ[ وَكَانَ فِي وقتِ المساء أنَّ داوُد قام عَنْ سرِيرِهِ وَتمشَّى عَلَى سطحِ بيتِ المَلِكِ فرأى مِنْ عَلَى السَّطحِ امرأةً تستحِمُّ ]00وقت المساء يُشِير إِلَى غِياب شمس البِر المسِيح00الَّذِى يقُولَ [ جعلتُ الرَّبَّ أمامِي فِي كُلِّ حِينٍ ] ( مز 16 : 8 )00لَنْ يُخطِئ00عِندما يغِيب الله عَنْ عِين الإِنسان يُخطِئ بِسهُولة وَهذا هُوَ سِر عِفَّة يُوسِف[ كيف أصنعُ هذا الشَّرَّ العظِيم وَأُخطِئ إِلَى الله ] ( تك 39 : 9 ) داوُد كَانَ نائِم عَلَى سرِيره أى كسُولَ بينما جيشِهِ فِى حربٍ00ثُمَّ يقُوم وَيتمشَّى00نوع مِنْ الكسلَ وَالتهاوُن00وَهُوَ يتمشَّى كَانَ يتأمَّل إِتساع مملكته فدخلهُ الغرُور وَنسى إِنكساره وَإِنسحاقه الَّذِى كَانَ وقُود حياته الرُّوحِيَّة لِذلِكَ قَالَ [ تذكَّرتُ أيَّام القِدمِ لهِجتُ بِكُلِّ أعمالِكَ بِصنائِعِ يديكَ أتأمَّلُ ] ( مز 143 : 5 )00الأيَّام الأُولى الَّتِى كَانَ فِيها هارِب مِنْ شاوُلَ وَكَانَ مُنكسِروَهُوَ يتمشَّى عَلَى السَّطح رأى إِمرأة تستحِمَّ وَقدِيماً كانت البُيُوت بِها أماكِن لإِستحمامِ النِّساء وَلكِنْ كانت بيُوت مكشُوفة فكان لاَ يلِيق أنْ يصعد إِنسان عَلَى السَّطح وَيجُول بِعينيهِ لأِنَّهُ قَدْ يرى ذلِكَ المنظر داوُد كَانَ نائِم وَالمسِيح شمس البِر غائِب عنهُ فتهاون وَصعد عَلَى السَّطح وَتركَ حواسه تتدنَّس فرأى [ امرأة جمِيلة المنظرِ ]00وَكانت النتِيجة [ فَأرسلَ داوُدُ وَسألَ عَنِ المرأةِ ]00الشجرة جيِّدة لِلأكل شهِيَّة لِلنَّظر00أكثر شئ يتعِب الإِنسان هُوَ عدم حراسِة حواسه بِعمل نِعمة الله وَإِسم المسِيح وَقُوَّة الصلِيب داوُد تركَ لِعينيهِ العنان وَهُوَ فِى حالة تهاوُن وَالشَّيطان يحكُم الفخ أحد الآباء القِدِّيسِينَ يحكِى أنْ ذهب راهِب لِلأنبا مقَّار يطلُب مِنْهُ الصَّلاة لأِجلِهِ لأِنَّ حرب الشَّهوة تزداد عليه وَهُوَ يُجاهِد وَ لاَ يستطِيع00فكان كُلَّما صَلَّى أبُو مقَّار تزداد الحرب شراسة عَلَى الرَّاهِب فطلب أبُو مقَّار مِنْ الله أنْ يكشِف لَهُ هذا السِّر فسمع صوت يقُولَ [ أنَّهُ يأكُلَ كثِيراً وَينام كثِيراً وَيسترِيح كثِيراً ]00تهاوُن00 التهاوُن خطوة تسبِق الحرب لِذلِكَ فِى أحد المرَّات جاء تلمِيذ الأنبا مقَّار يشتكِى لَهُ أنَّ لَهُ فِى الحرب عَشَرَ سنوات وَيُرِيد أنْ يترُكَ الرهبنة فأجابهُ أبُو مقَّار أُترُكها00وَلمَّا عاتبهُ تلامِيذه قَالَ هُوَ يشتكِى لأِنَّهُ كسُولَ هُوَ لَهُ عَشَرَ سنوات فِى الحرب أمَّا أنا فلِى أربعِينَ سنة لَمْ أتبع هواى أبداً فِى نوم أوْ أكل أوْ راحة00أى هُوَ يفهم الأمر خطأ داوُد نائِم وَالحرب دائِرة ثُمَّ يصعد عَلَى السَّطح وَهُوَ يتوقع أنْ يرى ذلِكَ المنظر لأِنَّها عادة النِّساء00أيضاً تركَ عينيهِ لِتشتهِى لِذلِكَ مُباركَ ربنا يسُوعَ الَّذِى قَالَ فِى العهد الجدِيد أنَّ مُجرَّد النَّظر يُعتبر زِنا وَشهوة وَليس السُقُوط الفِعلِى فقط هُوَ الزِنا ( مت 5 : 28 ) وَقَالَ أمِّن نَفْسَكَ بِالتعب وَالسهر وَالصُوم وَالكنِيسة مُطِيعة لِلمسِيح لِكى تُحصِّن أولادها مِنْ هجمات العدو00[ مَنْ يظُنُّ أنَّهُ قائِم فلينظُر أنْ لاَ يسقُط ] ( 1 كو 10 : 12 )00الخطِيَّة ليس لها كبِير أوْ قوِى عجِيب داوُد الَّذِى يسأل عَنْ المرأة وَلَمْ يخجل مِنْ أنَّهُ نظرها00بدلاً مِنْ أنْ يغسِل عينيهِ الخاطِئة بِدِمُوع التوبة00لكِنَّهُ تفاعل مَعَْ الخطِيَّة وَأرسلَ لِيسأل عَنْ المرأة دُون خجل الخطِيَّة تعمِى وَتجعل الإِنسان يسلُكَ سلُوكَ مُختلَ سيِّدنا البابا شنودة يقُولَ أنَّ لِلخطِيَّة ثلاث مراحِلَ هُمْ إِتصالَ وَإِنفِعالَ ثُمَّ إِشتِعالَ00إِتصالَ داوُد إِتصلَ بِالخطِيَّة وَما أعجب القِدِّيسِينَ عِندما يقُولُونَ [ أنَّ المرأة كانت بعِيدة بينما الخطِيَّة كانت قرِيبة مِنْ داوُد ]00الإِتصالَ يتحوَّلَ لإِنفعالَ ثُمَّ إِشتعالَ00داوُد وصلَ لِدرجِة الإِشتِعالَ فأرسلَ لِيسألَ عَنْ المرأة جيِّد الإِنسان الَّذِى يبدأ بِرفض الخطِيَّة مِنْ بِدايِة مرحلِة الإِتصالَ [ طُوبى لِمَنْ يُمسِكُ أطفالَكِ وَيضرِبُ بِهِمُ الصَّخرة ] ( مز 137 )00أى الخطِيَّة فِى مراحِلها الأُولى00داوُد إِشتعل بِالشَّهوة وَالكسلَ وَالتراخِى وَنسى الحرب فجاء لَهُ عدو الخِير وَوجدهُ تُربة خِصبة فزرع بِذاره بِسُرعة فغُلِب داوُد مِنْ شهوِته بينما الآباء يُعلِّمُونا السهر وَالحذر فيقُولُونَ [ ها أنتُمْ سائِرُونَ فِى طرِيق لصُوصَ ]00[ الَّذِى بِحوزتِهِ كِنز لاَ ينام ] داوُد لَمْ يكُنْ يقِظ فتملَّكت عليهِ الشَّهوة وَأختلَّ فِى سلُوكه وَسألَ عَنْ المرأة [ فَأرسلَ داوُدُ رُسُلاً وَأخذها فدخلت إِليهِ فَاضطجع معها ]00أرسلَ مجموعة وَليس شخص واحِد00الخطِيَّة خاطِئة جِدّاً وَإِذا كانت المرأة جمِيلة جِدّاً فسنرى العقُوبة الَّتِى نالها داوُد وَنُقارِنَ بين جمال المرأة وَالعقُوبة عِندئِذٍ سنقُولَ كم أنتِ قبِيحة أيّتُها المرأة يُحكى عَنْ أحد الآباء الرُّهبان أنَّهُ كَانَ مُحارب بِحرُوب الشَّهوة فَإِشتكى لأبِيهِ الَّذِى أعطاهُ خُبز وَماء يكفِيه 40 يوم وَقَالَ لَهُ أُدخُلَ إِلَى البرِّيَّة وَأشتكِى لله وَبعد فِترة قلِيلة جاء لِلرَّاهِب الشَّيطان فِى صورة قبِيحة جِدّاً وَقَالَ لَهُ أنا شيطان الزِنا أبدو لِلنَّاس فِى صورة جمِيلة لكِنِّى قبِيح جِدّاً00عدو الخِير ماهِر فِى تزيِين الشَّر لاَ يُمكِن أنْ يقُولَ لَكَ إِسرق بَلْ يقُولَ لَكَ أنت مُحتاج وَالمُجتمِع كُلّه يفعل ذلِكَ [ ثُمَّ رجعت إِلَى بيتِها0 وَحبِلت المرأةُ فأرسلت وَأخبرت داوُد وَقالت إِنِّي حُبلى0 فَأرسلَ داوُدُ إِلَى يُوآب يقُولُ ارسِل إِلَيَّ أُورِيَّا الحِثِيَّ ]00علم داوُد أنَّ زوجها أُورِيَّا الحِثِيَّ فِى الجيش فأرسلَ لِيأتِى بِهِ00كُونَ أنَّ زوجِها يُحارِب عَنْ داوُد وَداوُد يفعل تِلَكَ الخطِيَّة فهذا يُزِيد خطِيته يُوآب رجُل حرب بِدُون مبادِئ فهم داوُد وَلكِنَّهُ مُخلِصَ لَهُ لكِنْ خطِيَّة داوُد هذِهِ جعلتهُ يحتقِر داوُد فِيما بعد00[ فَأتى أُورِيَّا إِليهِ فسألَ داوُدُ عَنْ سلامةِ يُوآب وَسلامةِ الشَّعْبِ وَنجاحِ الحربِ ]00داوُد أظهر نَفْسَه كأنَّهُ يطمئِن عَلَى الحرب[ وَقَالَ داوُدُ لأُِورِيَّا انزِل إِلَى بيتِكَ وَاغسِل رِجليكَ0 فخرج أُورِيَّا مِنْ بيتِ المَلِكِ وَخرجت وراءهُ حِصَّة مِنْ عِندِ المَلِكِ ]00جاء أُورِيَّا فِى مُهِمّة لِلمَلِكَ فأرسلهُ المَلِكَ إِلَى بيتِهِ00[ وَنام أُورِيَّا عَلَى بابِ بيتِ المَلِكِ مَعَْ جمِيعِ عبِيدِ سيِّدِهِ وَلَمْ ينزِلْ إِلَى بيتِهِ ]00أُورِيَّا لَمْ يسترِح مِنْ إِنهاكَ الحرب وَجلس مَعَْ عبِيد المَلِكَ وَنام عِند باب بيتِهِ عمل رائِع مِنْ أُورِيَّا00[ فَأخبرُوا داوُد قائِلِينَ لَمْ ينزِل أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ ]00عِندما يكُون الإِنسان فِى الخطِيَّة لاَ يفهم وَ لاَ يعِى معنى الإِخلاصَ لأِنَّ الإِنسان وَهُوَ فِى حالِة تهاوُنَ يتخيَّلَ أنَّ كُلَّ النَّاسَ فِى تهاوُنَ مِثْلهُ وَالَّذِى فِى بِر يتخيَّلَ أنَّ الكُلَّ فِى بِرٍ مِثْلهُ هُنا داوُد تعجَّب مِنْ أُورِيَّا00[ فَقَالَ داوُدُ لأِوُرِيَّا أما جِئتَ مِنَ السَّفرِ0 فلِماذا لَمْ تنزِل إِلَى بيتِكَ ]00داوُد كَانَ لَهُ هدف فِى نِزُولَ أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ لِذلِكَ تعجَّب مِنْ عدم نِزُولِهِ 00أُورِيَّا وبَّخ داوُد لكِنْ داوُد لَمْ يفهم [ فَقَالَ أُورِيَّا لِداوُد إِنَّ التَّابُوت وَإِسْرَائِيلَ وَيهُوذا ساكِنُونَ فِي الخِيامِ وَسيِّدِي يُوآبُ وَعبِيدُ سيِّدِي نازِلُونَ عَلَى وجهِ الصَّحراء وَأنَا آتِي إِلَى بيتِي لآِكُلَ وَأشرب وَأضطجِع مَعَ امرأتِي ]00لأِنَّ التَّابُوت رمز حضُور الله00وَإِسْرَائِيلَ هُوَ شعب الله وَيهُوذا خاصَّة الله00كُلِّ هؤلاء فِى الحرب وَأنا أتنَّعم00لاَ يلِيق جيِّد أنْ يكُونَ الإِنسان مِثلَ أُورِيَّا مِنْ وسط الآلاف فِى الجيش بِهذا البِر وَهذِهِ المشاعِر00الله هُوَ العالِم الخفايا00كما عاتب إِيليا الله وَقَالَ لَهُ [ نقضُوا مذابِحكَ وَ قتلُوا أنبياءكَ بِالسَّيفِ فبقيتُ أنَا وحدِي ] ( 1 مل 19 : 10 )00يُجِيبهُ الله [ أبقيتُ فِي إِسْرَائِيلَ سبعة آلافٍ كُلَّ الرُّكبِ الَّتِي لَمْ تجثُ لِلبعلِ ] ( 1 مل 19 : 18 )00هُنا يُعلِن الله لِداوُد أنَّهُ ليس البَّار الوحِيد بَلْ هُناكَ مَنَ هُوَ أبرّ مِنْهُ وَالله يعرِفهُمْ0جيِّد أنْ تكُون الكنِيسة فِى حالِة جِهاد00التَّابُوت وَإِسْرَائِيلَ وَيهُوذا فِى حرب وَكما يقُولَ بُولُس الرَّسُولَ [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 )00حربِنا حرب شرِسة مَعَْ أجناد وَسلاطِينَ00مَعَْ أجناد الشَّر الرُّوحِيَّة00حرب تُرِيد إِفساد الكنِيسة وَجيِّد أنْ نكُون مِثلَ أُورِيَّا الحِثِيَّ وَ لاَ نتكاسل مِثْلَ داوُد وَالحرب دائِره[ وَحياتِكَ وَحيوة نَفْسِكَ لاَ أفعلُ هذا الأمرَ ]00هكذا قَالَ أُورِيَّا لِداوُد00الوقت وقت جِهاد وَليس تهاوُنَ وقت يُعمل فِيهِ لِلرَّبَّ وَليس لِلتمتُّع00[ فَقَالَ داوُدُ لأُِورِيَّا أقِمْ هُنا اليومَ أيضاً وَغداً أُطلِقُكَ ]00وَظلَّ داوُد يُفكِّر فِى طرِيقة أُخرى لِيُرسِلَ بِها أُورِيَّا لِبيتِهِ[ فَأقام أُورِيَّا فِي أُورُشلِيم ذلِكَ اليوم وَغدهُ0 وَدعاهُ داوُدُ فَأكلَ أمامهُ وَشرِب وَأسكرهُ ]00داوُد أسكر أُورِيَّا00هل أنت يا داوُد مَنَ يفعل ذلِكَ ؟ هُنا نقُولَ نعم لأِنَّ الخطِيَّة ربطت داوُد فجعلتهُ يتخلَّى عَنْ مبادِئِهِ وَأخلاقه00داوُد الَّذِى كَانَ يغفِر لِشاوُلَ وَعِندما مَلَكَ أصبح يظلِمْ وَيزنِى وَيخُونَ ؟!!صعب هُوَ الإِنسان الَّذِى يتحمِّلَ الكرامة00داوُد إِحتمل الإِساءة لكِنَّهُ لَمْ يحتمِلَ الكرامة00وَالآباء يقُولُون أنَّ إِحتمال الإِساءة أسهل مِنْ إِحتمال الكرامة لأِنَّ الكرامة ترفع الإِنسان إِلَى الغرُور صعب أنْ يأخُذ إِنسان سُلطة وَيكُون مُتضِع أوْ فِى حالة مِنْ البِر وَالتقوى كما فعل داوُد00القدِيس إِغرِيغُوريُوسَ وَالقدِيس يُوحنا فم الذَّهب لمَّا تكلَّما عَنْ سُلطانَ الكنِيسة قالاَ [ إِحذر سُلطانَ الكنِيسة لِئلاَّ تنال كرامة فتسقُط فِى الكبرياء ]00[ داوُد قبل أنْ يملُكَ كَانَ يغفِر لِشاوُلَ الَّذِى كَانَ يطلُب نَفْسَهُ أمَّا لمَّا مَلَكَ كَانَ يطلُب أنْ يقتُلَ أُورِيَّا ] حاولَ داوُد إِرسالَ أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ فَلَمْ يستطِع أنْ يُدخِلهُ بيتِهِ فأسكرهُ وَأيضاً لَمْ يدخُلَ بيتِهِ بَلْ نزل مَعَْ عبِيد داوُد00يقُولَ الآباء [ داوُد الَّذِى كَانَ يعرِف الحقَّ أصبح يستهِينَ بِالحقَّ ]00لَمْ يستطِع داوُد إِرسالَ أُورِيَّا لِبيتِهِ بِشتَّى الطُرُق فماذا فعل ؟ [ وَفِي الصَّباحِ كتب داوُدُ مكتُوباً إِلَى يُوآب وَأرسلهُ بِيَدِ أُورِيَّا ]00أُورِيَّا أخذ خِطاب مُغلق لاَ يعلم ما بِهِ وَكَانَ فرِح لأِنَّهُ تخيَّلَ أنَّهُ سيُعلِم يُوآب بِسَلاَمَ المَلِكَ لَهُ00[ وَكتب فِي المكتُوب يقُولُ0 اجعلُوا أُورِيَّا فِي وجهِ الحربِ الشَّدِيدةِ وَارجِعُوا مِنْ ورائِهِ فيُضربَ وَيمُوتَ ]00إِجعلُوا أُورِيَّا فِى أوَّلَ صف وَتراجعُوا مِنْ ورائِهِ لِيُضرب وَيموت غِش وَخِداع داوُد يعلم ماذا يفعل00يُوآب مُخلِصَ لِداوُد وَفِى نَفْسَ الوقت يُرِيد أنْ يعرِف أصَلَ القِصََّة00يُقالَ أنَّ داوُد أرسلَ رُسُلاً لِلمرأة إِذاً الأمر أصبح معرُوف لكِنْ عِندما يُخطِئ الإِنسان يخدع وَكأنَّ لاَ يعلم أحد حاله00الإِنسان الخاطِئ فِى حالِة عمى وَيتدنَّى أكثر مِنْ الحيوان داوُد صاحِب أجمل المزامِير عِندما نراه بِدُون مُصاحبة النِّعمة يكُون صعب00داوُد يُنَّفِذ مكِيدة وَيُوآب أمسَكَ هذا الخطأ عَلَى داوُد فكسرهُ أمامه00رائِعة عِبارِة سُليمان الحكِيم[ الذُّبابُ الميتُ يُنتِّنُ وَيُخمِّرُ طِيبَ العطَّارِ ] ( جا 10 : 1 )00تُوضع الأطياب النادِرة فِى أوانِى إِذا دخلت ذُبابه إِناء الطِيب وَماتت فِيهِ فإِنَّها تُخمِّر الطِيب وَتُنتِنهُ00الذُّباب الميِّت يُشِير لِلخطِيَّة الَّتِى تختمِر داخِلَ النَّفْسَ فتُعطِى رائِحة كرِيهة00[ خُذُوا لنا الثَّعالِبَ الثَّعالِبَ الصِّغار المُفسِدة الكُرُومِ ] ( نش 2 : 15 )00طِيب داوُد وَحلاوتهُ تنتَّنَ بِخطِيَّة تهاونِهِ مات أُورِيَّا فِى الحرب وَحدثت خسائِر كبِيرة فِى الحرب وَلَمْ يستطِيعُوا أنْ يُخبِرُوا بِها داوُد فأرسلَ يُوآب لِداوُد وَقَالَ صعدُوا علينا وَضربُونا وَمات فُلاَنَ وَفُلاَنَ وَ000ثُمَّ قَالَ لِلرُّسُلَ الَّذِينَ أرسلهُمْ لِداوُد إِذا إِشتعل غضب داوُد قُولُوا لَهُ أُورِيَّا أيضاً مات [ وَقَالَ الرَّسُولُ لِداوُد قَدْ تجبَّر علينا القوم وَخرجُوا إِلينا إِلَى الحقلِ فكُنَّا عليهِمْ إِلَى مدخلِ البابِ0 فرمى الرُّماةُ عبِيدكَ مِنْ عَلَى السُّورِ فمات البعضُ مِنْ عبِيدِ المَلِكِ وَمات عبدُكَ أُورِيَّا الحِثِيُّ أيضاً ]00عِندما قالُوا لِداوُد الخُسارة غضب لكِنْ عِندما قالُوا لَهُ أُورِيَّا مات قَالَ[ فَقَالَ داوُدُ لِلرَّسُولِ هكذا تقُولُ لِيُوآبَ0 لاَ يسُؤ فِي عينيكَ هذا الأمرُ لأِنَّ السَّيفَ يأكُلُ هذا وَذاكَ ]00يُوآب يعلمُ الدَّاء وَالدواء وَيظِل داوُد سنة فِى هذا الحال وَخطِيته باقِية وَأُورِيَّا مات وَدُفِنْ وَتخيَّلَ داوُد أنَّ خطِيته دُفِنت معهُ00عِندما مات أُورِيَّا أتى داوُد بِزوجتهُ لِبيتِهِ فولدت إِبن00[ وَأمَّا الأمرُ الَّذِي فعلهُ داوُدُ فقبُحَ فِي عينيِ الرَّبِّ ]00النَّاس نسيت لكِنْ الله لَمْ ينسى00وَإِنْ كَانَ ضمِير داوُد صامِت وَالخطِيَّة تملَّكت عليهِ إِلاَّ أنَّهُ لاَ يهُونَ عَلَى الله وَلَمْ يترُكهُ فِى خطِيته لأِنَّهُ يُحِبَّهُ فأرسلَ لِيُوبِخهُ وَالَّذِى يدُلَ عَلَى أنَّ توبة داوُد قُبِلت لِنرى أسفار الكِتاب المُقدَّسَ ملُوكَ أوَّلَ وَثانِي نجِد أنَّ أخبار الأيَّام أوَّلَ وَثانِي إِعاده لهُما لكِنْ سِفرىَّ أخبار الأيَّام يُمثِّلاَنَ الأعمال المجِيدة لِكُلِّ إِنسان فِى المملكة وَكأنَّهُما يُمثِّلاَنَ أفعالنا الحلوه00أمَّا الأسفار صَمُوئِيلَ أوَّلَ وَصَمُوئِيلَ ثانِي وَملُوكَ أوَّلَ وَملُوكَ ثانِي فهُمْ يُمثِّلُونَ حياة الإِنسان بِكُلِّ أعمالِها وَكأنَّ الكِتاب يقُولَ لنا أنَّهُ فِى الأبدِيَّة سينسى الله كُلَّ خطايانا كما فِى سِفرىَّ الأخبار الَّلذانَ يحكِيانَ الأخبار المجِيدة فقط لِملُوكَ يهُوذا وَإِسْرَائِيلَ هذا هُوَ سِفر الحياة الَّذِى بِهِ أعمال تشهد لِحُب الإِنسان لله وَالله ينسى كُلّ خطاياه0ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِياً أمِين.

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 5

الأصْحَاحُ التَّاسِعُ :0 بعدما غلب داوُد المَلِكَ أُمم غُرباء نجِدهُ هُنا فِى عمل رائِع00[ وَقَالَ داوُدُ هل يُوجدُ بعدُ أحد قَدْ بقي مِنْ بيتِ شاوُلَ فَأصنعَ معهُ معرُوفاً مِنْ أجلِ يُوناثانَ ]00مِنْ أكثر الشخصِيَّات الَّتِى نتعلَّم مِنها الوفاء بِالجمِيل هِى داوُد00داوُد لاَ ينسى أنَّهُ دخل فِى عهدٍ مَعَْ يُوناثان00عهد محبَّة وَمعرُوف فسأل هل يوجد أحد مِنْ بيت شاوُلَ وَيُوناثان لأعمل معهُ معرُوف00بيت شاوُل عدوّه وَيُوناثان حبِيبه00هُنا محبِّة الأعداء داوُد عاش طرِيد وَرأى مذلَّة وَمهانة وَإِختبأ لدى غُرباء بِسبب شاوُلَ وَرغم كُلّ هذا يُرِيد أنْ يعمل معرُوف مَعَْ بيت شاوُلَ00وَمتى فعل ذلِكَ ؟ بعد إِنتصاره عَلَى الغُرباء00قالُوا لَهُ يوجد رجُل إِسمهُ صِيبا مِنْ عبِيد شاوُلَ الأُمناء00مُمكِنْ صِيبا هذا يُفِيدنا عَنْ أقارِب شاوُلَ00وَأتوا لَهُ بِصِيبا فسألهُ [ فَقَالَ المَلِكُ ألاَ يُوجدُ بعدُ أحد لِبيتِ شاوُلَ فَأصنع معهُ إِحسان اللهِ0 فَقَالَ صِيبا لِلمَلِكِ بعدُ ابن لِيُوناثانَ أعرجُ الرِّجلينِ0 فَقَالَ لَهُ المَلِكُ أين هُوَ0 فَقَالَ صِيبا لِلمَلِكِ هُوذا هُوَ فِي بيتِ ماكِير بنِ عمِّيئِيلَ فِي لُودبارَ ]00أحد أولاد يُوناثان أعرجُ ليس لَهُ عائِلة وحِيد إِسمهُ مِفيبُوشثُ هذا الإِبن أثناء حرب شاوُلَ الَّتِى مات فِيها هُوَ وَإِبنه يُوناثان كَانَ صبِى صغِير يُحمل عَلَى الأيدِى وَعِندما جاء خبر موت شاوُل وَيُوناثان وَإِنكسار الشَّعْب كانت هُناك عادة قدِيماً أنَّ المَلِكَ المهزُوم يُدخِل أعدائه إِلَى بيتِهِ وَيفنُوه بِجمِيع مَنَ فِيهِ00وَكانت مُرضِعة مِفيبُوشث تحمِلهُ أثناء وصُول خبر موت شاوُلَ وَيُوناثان وَكانت تعلم أنَّ الأعداء سيأتُون وَيقتِلُوا بيت شاوُلَ فحملتهُ وَجرت بِهِ فسقط مِنها عَلَى الأرضِ وَأُصِيب بِعاهة دائِمة وَعِندما كبر كَانَ يسأل عَنْ سبب عاهتِهِ فكانُوا يقُولُون لَهُ فِى الحرب مات شاوُلَ وَيُوناثان بِسبب داوُد فكان يحمِل فِى قلبِهِ مشاعِر كُره لِداوُد00وَداوُد يُرِيد أنْ يعمل معهُ معرُوف السيِّد المسِيح عِندما أكمل التدبِير وَصُنع الفِداء وَلمَّا هزم الأعداء راح يطلُب أولاده المُختبِئِينَ00طلب نسل شاوُلَ وَخلَّصَ نسل الأعداء أتمَّ الخلاص عَلَى الصلِيب وَأكمل التدبِير بِالجسد وَهزم الأعداء وَطلب الضَّال00طلب بيت شاوُلَ الغِير موجُود الآنَ لِيعمِلَ معهُ معرُوف00المسِيح عمل معنا معرُوف وَنحنُ بعد أعداء مِفيبُوشث إِحساسه كُره وَعداوه وَلكِنْ داوُد يُرِيد أنْ يجذِبهُ00يقُولَ بُولُس الرَّسُولَ [وَنحنُ أعداء قَدْ صُولِحنا مَعَ اللهِ بِموتِ ابنِهِ ] ( رو 5 : 10 )00داوُد فعل ذلِكَ وَمِفيبُوشث كَانَ يكِنُّ لَهُ عداوه وَتخيَّل أنَّهُ تصالح مَعَْ داوُد وَأصبحا أحِبَّاء فكيف تكُون العِلاقة ؟ إِذا كَانَ المسِيح صالحنا وَنحنُ أعداء فكيف نكُون معهُ وَنحنُ مُصالحِين ؟ إِذا كَانَ مات لأِجلِنا وَنحنُ أعداء فكيف نخلُصَ بِحياتِهِ داوُد قَالَ أُرِيد أنْ أصنع مَعَْ مِفيبُوشث معرُوف00ما هُوَ المعرُوف ؟ داوُد يصنع مَعَْ إِبن يُوناثان معرُوف وَهُوَ ليس مُجبر وَ لاَ إِلتزام عليه بَلْ معرُوف مِنْ ذاته وَهذا هُوَ عمل المسِيح معنا00[ لاَ بِأعمالٍ فِي بِرٍّ عمِلناها نحنُ بَلْ بِمُقتضى رحمتِهِ ] ( تى 3 : 5 )00ليس لنا إِستحقاق لِيصلُبنا لأِجله أوْ لِيجذِبنا أوْ يجعلهُ يقِف عَلَى الباب وَيقرع بابنا00لاَ شئ فِينا يلزِمه بِذلِكَ لكِنْ مِنْ قِبلَ المعرُوف00الَّذِى لاَ نتوقعهُ يعمِلهُ لنا00[ يصنع معنا أكثر مِمَّا نسأل ] مِفيبُوشث عاجِز أى لاَ يستطِيع أنْ يذهب لِداوُد فقالَ داوُد لَهُ سآتِى أنا وَآخُذك" لُودبار " معناها " مكان قفر بِلاَ ماء "00وَهُوَ يُمثِّل النَّفْسَ البعِيدة عَنْ الله عاجِزة وَجالِسة فِى مكانٍ قفر بِلاَ ماء00هذا حالنا وَنحنُ فِى الخطِيَّة بِلاَ ماء بِلاَ تعزِيَّات عاجِزِينَ00مِثْلَ المفلُوج00هذا حال مَنَ يعِيش فِى خطِيَّة وَفِى كُورة بعِيدة يكُون فِى عوز وَعجز00المسِيح يطلُب ذلِكَ الإِنسان أجمل شئ فِى المسِيح أنَّهُ يبحث عنَّا حَتَّى وَإِنْ كُنَّا فِى حالة مُرَّة يعصِب الجرِيح وَيرُد الضَّالَ وَيرعى غنمه عِندما طلب داوُد مِفيبُوشث قَالَ مِفيبُوشث لَمْ أتخيَّل أنَّكَ تطلُبنِى وَلكِنِّى كُنتُ أتخيَّل أنَّكَ مُمكِنْ تُدبِّر لِى مكِيده00هكذا السيِّد المسِيح قَدْ أتخيَّل أنَّهُ يُرِيد هلاكِى لأِنِّى خاطِئ وَلكِنَّهُ هُوَ فِى الأصل يُرِيد خلاصِى مِفيبُوشث إِرتعب عِندما عرف أنَّ داوُد يطلُبه لأِنَّهُ كَانَ معرُوف أنَّ كُلّ مَلِكَ يملُكَ يقتُل أتباع المَلِكَ الَّذِى كَانَ قبله فِى سِفر القُضاة جدعُون كَانَ لَهُ زوجات وَأولاد كثِيرِين إِثنان وَسبعُون ولد00عِندما مات جدعُون أحد أولاده وَكَانَ إِبن سرِّية ذهب لِلأُمم وَقَالَ لَهُمْ قِفُوا معِى كى أملُكَ عَلَى الشَّعْب وَقَام بِثورة وَقتل سبعُون مِنْ إِخوتِهِ وَهرب واحِد فقط مِنهُمْ وَهُوَ يُوناثان وَهكذا أصبح الإِثنان وَسبعُونَ أخ إِثنانِ فقط هكذا خاف مِفيبُوشث مِنْ داوُد وَقَالَ قَدْ يتحنَّن عَلَىَّ لأِنِّى عاجِز أنا لاَ أُرِيد مُلَكَ [ فَجاء مِفيبُوشثُ بنُ يُوناثانَ بنِ شاوُلَ إِلَى داوُدَ وَخرَّ عَلَى وجهِهِ وَسجد فَقَالَ داوُدُ يا مِفيبُوشثُ0 فَقَالَ هأنذا عبدُكَ ]00مِفيبُوشث يستعطِف داوُد00[ فَقَالَ لَهُ داوُدُ لاَ تخف0 فَإِنِّي لأعملنَّ معكَ معرُوفاً مِنْ أجلِ يُوناثانَ أبِيكَ وَأرُدُّ لَكَ كُلَّ حُقُولِ شاوُلَ أبِيكَ ]00أنا أتيتُ بِكَ لأرُدَّ لَكَ مِيراثكَ المفقُود وَأرُدَّ لَكَ كُلَّ حُقُوقكَ [ وَأنت تأكُلُ خُبزاً عَلَى مائِدتِي دائِماً0 فسجد وَقَالَ مَنْ هُوَ عبدُكَ حَتَّى تلتفِتَ إِلَى كلبٍ ميِّتٍ مِثْلِي ]00أنا لَمْ أتوقع مِنك يا داوُد كُلّ هذا00هذا عمل الله معِى أنا الخاطِئ الَّذِى أهنت الله بِخطِيتِى وَمِنْ عِظم الخطِيَّة أصبحتُ عاجِز بِلاَ ماء وَبِلاَ مِيراث لكِنْ المسِيح يبحثُ عنِّى وَيطلُبنِى مِنْ وسط القفرِ وَيرُدَّ لِى مِيراثِى وَيدعُونِى بِإِسمِى00[ دعوتُكَ بِاسمِكَ0 أنت لِي ] ( أش 43 : 1 )00[ لاَ تخف لأِنِّي معك ] ( تك 26 :24 )00أنا أُرِيدكَ أنت بِالذَّات00أُرِيد أنْ أعمل معك معرُوف هُوَ دعاكَ لِلخلاصَ وَلِيرُّد لَكَ المِيراث00[ فَإِنْ كُنَّا أولاداً فَإِنَّنا ورثة أيضاً ] ( رو 8 : 17 )00نحنُ وارِثِينَ بِالمسِيح يسُوعَ00هذا حقَّكَ هُوَ يقُولُ لِى00وَأنا أقُولَ لَهُ هذا فضل مِنكَ00يُجِيب لاَ هذا حقَّكَ00ثُمَّ يُعطِينِى رُوح قداسة وَ العِفَّة وَالبُنُّوة وَ000وَإِنتصارات وَأفراح وَغلبة وَيرُدّ لَكَ المِيراث المفقُود فِى سنِين الخطِيَّة الَّتِى تُهت فِيها عَلَى جِبال المعاصِى وَبِلاد الأعداء وَفقدت فِيها عِزَّكَ وَإِنتسابكَ وَفقدت الأمان00هكذا كَانَ مِفيبُوشث لكِنْ عِندما طلبهُ داوُد ردَّ لَهُ مِيراثه لِماذا لَمْ يُفكِّر داوُد مِثْلَ المُلُوكَ الَّذِينَ قبلهُ وَقتل بيت شاوُل ؟ يقُول لأِنِّى لَمْ أسعى لِلمُلَكَ بَلْ أعطاهُ لِى الله لِذلِكَ لَنْ أحرُسه بِطُرُق بشرِيَّة الله حارِسهُ لِى أعطاك مِيراثكَ وَأجلسكَ عَلَى مائِدته أى مِنْ ضِمن أُسرِته00[ فلستُمْ إِذاً بعدُ غُرباء وَنُزُلاً بَلْ رعِيَّة مَعَ القِدِّيسِينَ وَأهلِ بيتِ اللهِ ] ( أف 2 : 19 )00هكذا قَالَ بُولُس يقُول داوُد لِمِفيبُوشث أنت لست غرِيب أنت وارِث مِثْلَ أولادِى الآباء القِدِّيسُونَ يتأملُّون فِى ذلِكَ الموقِف وَيقُولُون أنَّ مِفيبُوشث عاجِز وَهُوَ جالِس عَلَى مائِدة داوُد تكُونُ رِجلاهُ مُخبَّأة تحت المائِدة فَلَنْ يظهر عجزه هكذا نحنُ فِى الأبدِيَّة سينسى الله ضعفِنا وَيُعطِينا الحقَّ أنْ نجلِس عَلَى مائِدته وَنكُون فِى شخصه المُباركَ كأنَّنا بِلاَ عِيب وَلِنرى جمال المنظر وَجمال مشاعِر النَّفْسَ مَعَْ الله00تخيَّلَ مشاعِر مِفيبُوشث يقُولَ لَمْ أتخيَّلَ أنَّ داوُد رائِع هكذا بَلْ كُنتُ مُتخيِّلهُ عدو أنا كُنتُ فارِض عَلَى نَفْسَى الجُوع وَالكراهِيَّة ليتهُ طلبنِى مُنذُ زمانٍ مادُمت لَمْ تتجاوب مَعَْ نِداء المسِيح فأنت تُضيِّع الوقت فِى مكانٍ قفر مُتأمِّل عجزكَ وَتندِب مِيراثكَ المفقُود00إِذا كَانَ دُور داوُد أنْ يطلُب فدُور مِفيبُوشث أنْ يُلبِّى النِداء00هذا هُوَ دُورِى أنْ أُلبِّى نِداء المسِيح وَهُنا سِر عظمِة الحياة مَعَْ المسِيح00كُلّ عطِيَّة هِى مِنْ عِنده نازِلة مِنْ فُوق0عظمِة القِدِّيسِين أنَّهُمْ لبُّوا الدَّعوة00[ فشُكراً لِلهِ أنَّكُمْ كُنتُمْ عبِيداً لِلخطِيَّةِ وَلكِنَّكُمْ أطعتُمْ مِنَ القلبِ ] ( رو 6 : 17 ) 00تقرأ آية وَيهِزَّكَ المسِيح فلبِّى النِداء وَتحرَّكَ00سمعت كلِمة فرَّحِتكَ إِمسِكَ فِيها لأِنَّها وعد00لاَ تُصمِّم عَلَى طرِيقكَ تعال وَأسجُد لَهُ وَستسمع إِسمكَ عَلَى فمه أنت كُنت تظُن أنَّكَ غير معرُوف لديهِ ستنال أُمور لَمْ تكُنْ تشتهِيها تجلِس عَلَى مائِدته – التناوُل – [ خُذوا كُلُوا مِنهُ كُلَّكُمْ ] ( رشُومات الخُبز )00هذِهِ إِستحقاقات المسِيح مَنَ يتخيَّلَ أنَّهُ سيشترِكَ فِى كسر جسد المسِيح ؟ لِذلِكَ داوُد يتميَّز بِالحُب وَالوفاء وَالتضحِيَّة00داوُد يملُكَ المحبَّة الغافِرة وَأنسكبت فِيهِ محبَّة إِلهِيَّة هكذا الله يسأل عَنْ كُلٍّ مِنَّا وَيُرِيد أنْ يعمل معنا معرُوف وَيُجلِسنا عَلَى مائِدته وَيُرِيدنا خاصَّتهُ00تخيَّلَ ذلِكَ !! مِفيبُوشث يسجُد لِداوُد وَيقُولَ لَهُ كيف تلتفِت إِلَى كلبٍ مِثْلِى ما سِر إِتضاع القِدِّيسِين ؟ أنَّهُمْ تلامسُوا مَعَْ عظمِة الله وَعظمِة مغفِرته وَرحمِته وَما سِر كبريائِى ؟ إِنِّى لَمْ أتلامَسَ مَعَْ الله وَعطاياه لِذلِكَ تعظَّمت أنا بُطرُس الرَّسُول لمَّا رأى المسِيح دخل سفِينته قَالَ لَهُ [ اخرُج مِنْ سفِينتِي ياربُّ لأِنِّي رجُل خاطِئ ] ( لو 5 : 8 )00لأِنَّهُ تلامَسَ مَعَْ عظمِة المسِيح00هل تعلم لِماذا لاَ تجِد دافِع لِلسُجُود ؟ لأِنَّكَ لَمْ تتلامَسَ مَعَْ عطاياه00الملائِكة تخُر وَتسجُد مِنْ بهاء عظمته أتى المَلِكَ بِصِيبا وَطلب مِنْهُ أنْ يعمل فِى أرض مِفيبُوشث00[ فسكن مِفيبُوشثُ فِي أُورُشلِيمَ ]00إِنتقالَ النَّفْسَ مِنْ القفر إِلَى مدِينة المَلِكَ أُورُشلِيمَ المدِينة الحصِينة طبِيعِيّاً وَهِى تُمثِّلَ حضرة الله وَحِراسة الله لِشعبه لأِنَّها مدِينة مُحصَّنة جُغرافِيّاً طبِيعِيّاً00[ لأِنَّهُ كَانَ يأكُلُ دائِماً عَلَى مائِدةِ المَلِكِ0 وَكَانَ أعرج مِنْ رِجليهِ كِلتيهِما ]00يُذكِّرنا بِضعفه لكِنَّهُ عَلَى مائِدة المَلِكَ عِيبه مستُور00هكذا نحنُ أمام الله00[ كُلُّكِ جمِيل يا حبِيبتِي ] ( نش 4 : 7 )00رغم أنَّكَ أعرج لكِنَّهُ [ أُحِبُّهُمْ فضلاً ] ( هو 14 : 4 )0 الأصْحَاحُ العاشِرُ :- يحكِى الأصحاح قِصَّة00أنَّهُ كَانَ يوجد مَلِكَ مِنْ بِلاد عمُّونَ مات وَمَلَكَ إِبنه بدلاً مِنّه00وَكَانَ المُلُوكَ يتبادلُونَ الخِير مَعَْ داوُد وَكَانَ هذا المَلِكَ مِمَّنَ لَهُ سَلاَمَ مَعَْ داوُد فأرسل داوُد مُعزِّينَ لأِبن المَلِكَ – المَلِكَ الجدِيد – لِيُعزِّيه فِى موت أبِيهِ فقالُوا لَهُ مُشِيروه هؤلاء ليسُوا مُعزِّيين بَلْ جواسِيس00فسلَكَ معهُمْ المَلِكَ الإِبن سلُوكَ صعب فحلق لَهُمْ أنصاف لُحاهُمْ وَشقَّ لَهُمْ ملابِسهُمْ وَأطلقهُمْ لِداوُد وَكَانَ الأمر صعب عَلَى الرِّجال كيف يكُون حالهُمْ ؟ هذِهِ كانت عقُوبات مَنَ يسقُطُونَ فِى خطايا أبشع مِنْ الزِنا00فأرسلَ لَهُمْ داوُد لأِنَّهُمْ كانُوا خجلى مِنْ مظهرهُمْ00رائِع داوُد لأِنَّهُ يحترِم مَنَ حوله وَلَهُ مشاعِر راقية00قَالَ لَهُمْ كُونُوا فِى بلد ساحِلِيَّة بِالقُرب مِنْ أرِيحا حَتَّى تنبُت لُحاكُمْ ثُمَّ تعالُوا هُنا ظهر يُوآب قائِد جيش داوُد وَهُوَ مُحترِف حرب00عِندما شعر بنِى عمُّونَ أنَّهُمْ وقعُوا فِى مُشكِلة صعبة شعرُوا بِضعفِهِمْ أمام جيش داوُد بِقائِده يُوآب00فإِستأجروا جُنُود مِنْ جُيُوش شُعُوب حولهُمْ00وَأتفق يُوآب مَعَْ أخِيهِ أبِيشاى عَلَى أنْ يعمِلاَ خِطة حربِيَّة لِيسنِدا بعضِهِما وَدخلاَ فِى حرب مَعَْ بنِى عمُّونَ وَلأِنَّ جيش بنِى عمُّونَ مُستأجرِينَ فلَّما رأوا يُوآب وَأبِيشاى بِالجيش هربُوا وَأصبح بنِى عمُّونَ مكشُوفِينَ لِجيش داوُد فهربُوا هُمْ أيضاً أيضاً حدثت حرب أُخرى00[ وَقتل داوُدُ مِنْ أرام سبع مِئةِ مركبةٍ وَأربعِينَ ألف فارِسٍ ]00وَسبب هذِهِ الحرب أنَّ المحبَّة لاَ تظُن السُوء00ناس أتوا لِيُعزِّوكَ فتفتكِر بِهِمْ أنَّهُمْ جواسِيس ؟ هل تسمع لأى مشُورة ؟ يجِب عليكَ أنْ لاَ تسمع لأى مشُورة تحقَّق مِنْ الأمر أوَّلاً00داوُد لديهِ مشاعِر رائِعة فَهُوَ يُشارِكَ النَّاس مشاعِرهُمْ لابُد أنْ أكُونَ حكِيماً وَ لاَ أسمع لأى إِنسان00[ طرِيقُ الجاهِلِ مُستقِيم فِي عينيهِ أمَّا سامِعُ المشُورةِ فَهُوَ حكِيم ] ( أم 12 : 15 )00[ المُسايِرُ الحُكماء يصِيرُ حكِيماً وَرفِيقُ الجُهَّالِ يُضرُّ ] ( أم 13 : 20 )00تخيَّلَ المُشِيرِينَ الَّذِينَ أشارُوا عَلَى مَلِكَ بنِى عمُّونَ هذِهِ المشُورة كيف ينظُر لَهُمْ شعبهُمْ ؟ بِالطبع نظرة الإِتهام لأِنَّهُمْ سبب فِى قتل أربعِينَ ألفاً مِنْ الجُنُود00صعب أنَّكَ تقُولَ مشُورة دُون أنْ تدرِى بِعواقِبها أوْ أسبابها [ وَلمَّا رأى جمِيعُ المُلُوكِ عبِيدُ هدر عزر أنَّهُمُ انكسرُوا أمام إِسْرَائِيلَ صالحُوا إِسْرَائِيلَ وَاستُعبِدُوا لَهُمْ وَخاف أرامُ أنْ يُنجدُوا بنِي عمُّونَ بعدُ ]00الله حوَّلَ العُقُوبة خلاص هؤلاء الرِّجال صارُوا فِدية لِمَنَ حولهُمْ وَأصبح كُلّ الشُّعُوب مُستعبده لِداوُد00هذِهِ حُرّية مجد أولاد الله أنْ يُعطِى نُصره لأولاده00[ هذا هُوَ مِيراثُ عبِيدِ الرَّبِّ ] ( أش 54 : 17 ) ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلَهُ المجد دائِماً أبدياً أمِين.

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 4

كثِيراً ما يُعطِينا الله أحداث تهِز مشاعِرنا وَلكِنَّنا لاَ نملُكَ القلب الَّذِى يرقُص وَالنَّفْسَ الَّتِى تتهلَّلَ وَيصِير مِثل مِيكال الَّتِى كانت تسخر مِنْ كُلّ نَفْسَ تفرح بِالحدث كما قالت عَنْ داوُد أنَّهُ كأحد السُّفهاء00النَّفْسَ الَّتِى لاَ تفرح بِالأحداث تتعجَّب مِنْ فرحِة النَّفْسَ بِالأحداث0الآباء القِدِّيسِينَ يُقارِنُونَ بين داوُد النبِى الرَّاقِص أمام التابُوت وَيُوحنا المعمدان الَّذِى إِرتكض بِإِبتهاجٍ فِى بطن أُمِّهِ أمام السيِّد المسِيح – فِى بطن أُمِّهِ – 00يقُول الآباء أنَّ يُوحنا رقص لأِنَّهُ شعر بِالرُّوح بِجمال الحدث00[ فَمِنْ أين لِي هذا أنْ تأتِي أُمُّ ربِّي إِلَيِّ ] ( لو 1 : 43 )00وَعَلَى العكس كثِير مِنْ البيُوت أُغلِقت أمامه وَكثِيرُون مِنْ تلامِيذه تركوه هل عِندما تتقابل مَعَْ السيِّد المسِيح فِى الكنِيسة أوْ فِى آية أوْ تناوُلَ هل تشعُر بِالبهجة الَّتِى تجعلَكَ تكاد ترقُص مِنْ الفرح ؟هذِهِ هِى مشاعِر داوُد أمام تابُوت الرَّبّ لِذلِكَ إِضطر داوُد أنْ يجرح مِيكال الَّتِى نظرته كأحد السُّفهاء وَقَالَ لها إِنَّما الرَّبُّ إِختارنِى دُون بيت أبِيكِ لِذلِكَ إِنْ كُنتُ أتصاغر أمام الرَّبَّ إِلاَّ إِنِّى أزدادُ مجداً فِى أعيُن عبِيدِى فَلاَ تتخيَّلِى أنَّ النَّاس سيحتقرُوننِى لأِنِّى أنفعِل إِنفعال رُوحِى الَّذِى ينشغِل بِرأى الله لاَ يعنِيه رأى النَّاس أبداً كما يقُول بُولُس الرَّسُولَ [ فلو كُنتُ بعدُ أُرضِي النَّاس لَمْ أكُنْ عبداً لِلمسِيحِ ] ( غل 1 : 10) وَكما يقُولَ الآباء[ إِنْ لَمْ تشعُر أنَّكَ أنت وَالله فقط فِى هذا الكُون فأنت بعِيد عَنْ الله ]00لأِنَّ الَّذِى يعنِى بِرأى النَّاس يستهلِكَ طاقاته فِى ذلِكَ وَينشغِل عَنْ الله0أحد الآباء يُعاتِب القدِيس يُوسِف البَّار وَيقُول إِنْ كَانَ يُوحنا المعمدان وَهُوَ طِفل إِرتكض أمام المسِيح فِى بطن أُمِّهِ فلِماذا لَمْ يفعل ذلِكَ يُوسِف رفِيق يسُوعَ ؟ وَيُجِيب لأِنَّ بِرَّه لَمْ يسعِفه لأِنَّ البِرّ درجات.

قَدِّمُوا فِي إِيمَانَكُمْ فَضِيلَة

﴿ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً وَفِي الفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَفِي المَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أخَوِيَّةً وَفِي المَوَدَّةِ الأخَوِيَّةِ مَحَبَّةً ﴾ ( 2بط 1 : 5 – 7 ) . مُعَلِّمْنَا بُطْرُس الرَّسُول يُعْطِينَا سِلْسِلَة جَمِيلَة .. يَقُول ﴿ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ ﴾ .. مَاذَا نَتَوَقَعْ أوِّل شِئ نُقَدِّمُه ؟ يَقُول ﴿ فَضِيلَةً وَفِي الفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَفِي المَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً ﴾ .. هِيَ دَائِرَة لاَ يُمْكِنْ أنْ نَفْصِل مِنْهَا جُزْء .. أيْضاً أُسْلُوب مُعَلِّمْنَا بُطْرُس رَائِع فَيَقُول ﴿ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً وَفِي الفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَفِي .... ﴾ .. وَلَمْ يَقُلْ * قَدِّمُوا إِيمَان ثُمَّ فَضِيلَة ثُمَّ مَعْرِفَة ثُمَّ ..... * .. قَالَ * فِي * وَلَيْسَ * ثُمَّ * .. أي سِلْسِلَة مُتَدَاخِلَة فِي بَعْضَهَا وَلَيْسَتْ مُتَتَالِيَة .. وَلاَ يُمْكِنْ أنْ يَكُون هُنَاك إِيمَان بِدُون كُل هذِهِ السِّلْسِلَة فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَصَبْر وَ ...... لِذلِك تَجِد أنَّ الَّذِي لَدَيْهِ إِيمَان عِنْدُه فَضِيلَة وَعِفَّة وَمَعْرِفَة وَمَحَبَّة وَصَبْر وَ .... وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ إِيمَان لاَ تَجِد عِنْدُه فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَعِفَّة وَ ..... هُنَاك أُمَهَات لِلفَضَائِل كَمَا يَقُول سَيِّدْنَا البَابَا .. صَعْب يِكُون عِنْدَك رَذِيلَة وَتَعِيش فِي فَضَائِل وَمَحَبَّة .. قَدْ تَقُول أنَا لاَ أُحِبْ فُلاَن – أي لَيْسَتْ لَدَيَّ مَحَبَّة – وَبِالتَّالِي لَيْسَ لَدَيَّ فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَتَقْوَى وَمَوَدَّة أخَوِيَّة .. بَيْنَمَا الَّذِي يُحِب أعْدَائُه يَكُون عِنْدُه مَوَدَّة أخَوِيَّة وَبِالتَّالِي عِنْدُه مَحَبَّة وَمَعْرِفَة وَفَضِيلَة وَ .... عِنْدَمَا تَأخُذ شِئ مِنْ السِّلْسِلَة الله يُعْطِيك سَائِر السِّلْسِلَة كُلَّهَا .. نَعَمْ يَنْمُو لكِنْ الكُل مُرْتَبِطْ مَعاً .. فِي الإِيمَان فَضِيلَة وَفِي الفَضِيلَة مَعْرِفَة وَ ..... الكُل مُرْتَبِطْ بِكَلِمَة * فِي * وَلَيْسَ * ثُمَّ * . الإِيمَان : =========== الإِيمَان هُوَ البِدَايَة لأِنَّ بِدَايِة كُل صَلاَح هُوَ الإِيمَان .. بِدَايِة كُل فَضَائِل إِيمَان .. فَكَيْفَ تُسَامِح إِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْكَ إِيمَان بِالتَّسَامُح ؟ .. كَيْفَ تَعْبُد الله إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِيمَان بِالله .. الصَّلاَة وَالعِبَادَة وَالفَضَائِل وَ .... ؟ كُل هذِهِ أسَاسْهَا إِيمَان .. لِذلِك تَمَسَّك بِالإِيمَان .. أحْيَاناً يَكُون إِيمَانُنَا إِيمَان نَظَرِي .. تُؤمِنْ بِالتَّجَسُد .. بِالثَّالُوث .. بِسِر التُوْبَة وَالإِعْتِرَاف .. بِسِر الإِفْخَارِسْتِيَا ... ؟ نَعَمْ .. لكِنْ هَلْ تُمَارِس ذلِك الإِيمَان عَمَلِي ؟ مُعْظَمْ مُمَارَسَتْنَا تَكُون نَتِيجَة لإِيمَان ضَعِيف .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ أشْعُر وَأُؤمِنْ أنَّ الله دَاخِلِي يَكْشِف أعْمَاقِي وَكُل أعْمَالِي .. لِذلِك لاَبُدْ أنْ يَكُون إِيمَانَنَا إِيمَان مُثْمِر فَعَّال . الإِيمَان شِئ دَاخِلِي يَظْهَر خَارِجِياً فِي صُورِة فَضَائِل .. إِذاً الفَضِيلَة هِيَ ثَمَرِة الحَيَاة الدَّاخِلِيَّة .. هَلْ لَدَيْكَ إِيمَان أنَّ الله مَحَبَّة ؟ إِنْ كَانَ لَكَ هذَا الإِيمَان عَمَلِي سَتُحِب كُل النَّاس .. هَلْ لَكَ إِيمَان أنَّ المَحَبَّة تَسْتُر كَثْرَة مِنْ الخَطَايَا ( 1بط 4 : 8 ) .. وَأنَّ المَحَبَّة تَتَأنَّى وَتَرْفِق وَلاَ تَحْسِد وَلاَ تَظُنُّ السُّؤ وَ ...... ؟ ( 1كو 13 : 4 – 5 ) .. هذَا يَجْعَلَك تَسْلُك المَحَبَّة لأِنَّ الإِيمَان إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَضِيلَة تُظْهِرُه سَيَكُون إِيمَان مَيِّتٌ .. ﴿ إِيمَان بِدُون أعْمَالٍ مَيِّتٌ ﴾ ( يع 2 : 20 ) . إِنْ كَانَتْ هُنَاك جُثَّة لِشَخْصٍ مَا وَنَقُول هذَا هُوَ فُلاَن .. نَسْأل أيْنَ هُوَ ؟ هُوَ مَات إِذاً الجُثَّة لاَ تَعْنِي شَيْء مَادَامَ الشَّخْص مَيِّتٌ .. هكَذَا قَدِّم فِي إِيمَانَك فَضِيلَة .. لِذلِك إِنْ أرَدْت أنْ تُعْلِن إِيمَانَك الْمَسِيحِي إِعْلِن عَنْ إِيمَانَك بِفَضَائِل وَأعْمَال .. أي يَكُون إِيمَانَك حَي .. أسَاس كُل الفَضَائِل إِيمَان بِقَنَاعَة كَامِلَة .. كَيْفَ أُعْطِي العُشُور بِفَرَح إِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي إِيمَان بِقَنَاعَة أنَّ الله يُبَارِك فِيمَا بَيْنَ يَدِي بَعْد أنْ أُعْطِي العُشُور ؟!! كَذلِك لَنْ أعِيش الطَّهَارَة إِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي إِيمَان بِقَنَاعَة أنَّ جَسَدِي هُوَ هَيْكَل الله . الفَضِيلَة وَالمَعْرِفَة : ============================= الفَضَائِل هِيَ أعْمَال لكِنْ بِمَعْرِفَة .. المَعْرِفَة هِيَ الإِفْرَاز .. أي لاَبُدْ أنْ يَكُون لَكَ سَنَد كِتَابِي لِلفَضِيلَة .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تَصُوم ؟ صُمْ بِمَعْرِفَة .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تُمَارِس فَضِيلِة الصَمْت ؟ مَارِس الصَمْت بِمَعْرِفَة .. لاَ يأتِي إِنْسَان وَيَقُول سَأصُوم فِي فِتْرِة الخَمَاسِين حَتَّى الثَّالِثَة ظُهْراً وَفِي فِتْرِة الصُوم الكِبِير يَأكُل وَيَقُول لأِنِّي أشْعُر بِالجُوع .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تُمَارِس أي فَضِيلَة ؟ مَارِسْهَا بِمَعْرِفَة وَبِسَنَد أب الإِعْتِرَاف .. وَهذَا مَا يُسَمِّيه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الجِهَاد القَانُونِي .. أي بِمَعْرِفَة . كَانَتْ فِي أحَد الأدْيُرَة رَاهِبَة مُبْتَدِئَة تُرِيدْ أنْ تَصُوم ثَلاَثَة أيَّام ثُمَّ تَتَنَاوَل وَجْبَة وَاحِدَة .. فَقَالَت لَهَا الأُم الرَّئِيسَة قَانُون تَأكُل فِيهِ وَجْبِتِين يَوْمِياً .. وَعِنْدَمَا لَمَسَتْ فِيهَا الأُم الرَّئِيسَة الكِبْرِيَاء طَلَبَتْ مِنْهَا أنْ تَأكُل ثَلاَثَة وَجَبَات يَوْمِياً .. فَأرْسَلَتْ الرَّاهِبَة الصَّغِيرَة رِسَالَة لأِب إِعْتِرَافْهَا تَسْتَغِيث بِهِ مِنْ الأُم الرَّئِيسَة وَتَقُول لَهُ * أنْتَ كُنْت تِشَجَّعْنِي عَلَى الصُوم وَالنُسْك بَيْنَمَا هُنَا فِي الدِير لَيْسَ كَذلِك * .. وَكَأنَّهَا تَصِف الدِير أنَّهُ أقَلْ رُوحَانِيَّة مِنْ مُسْتَوَاهَا الرُّوحِي .. فَقَالَتْ لَهُ فِي رِسَالَتْهَا أنَّ الأُم الرَّئِيسَة تَمْنَعْنِي مِنْ الإِرْتِفَاع .. فَأجَابَهَا أب الإِعْتِرَاف * هِيَ تَمْنَعِك مِنْ الإِرْتِفَاع كَيْ تَحْفَظِك مِنْ الإِرْتِفَاع * .. قَدِّم الفَضِيلَة بِوَعْي وَمَعْرِفَة .. وَالَّذِي يَرْشِدَك فِي ذلِك أنَّكَ تَعْرِف أنَّكَ تَعِيش الإِنْجِيل . قَرَّر أحَد الشَّبَاب أنْ يَحْيَا حَيَاة الرَّهْبَنَة فَإِجْتَمَعِت حَوْلَهُ العَائِلَة لِتُعَرْقِل الفِكْرَة وَقَالُوا لَهُ أنْتَ تَعْلَمْ أنَّكَ وَحِيد لأِبَوَيْكَ اللَذَان تَعَبَا لأِجْل تَعْلِيمَك وَهُمَا الآنْ يَحْتَاجَان لَك لِتَحْمِل مَعْهُمَا عِبْء الأُسْرَة وَأنْتَ بِذلِك تَتَخَلَّى عَنْ المَسْئُولِيَّة .. وَقَالَ الشَّاب لأِب إِعْتِرَافُه أنَّهُ كَانَ يَتَصَبَّبْ عَرَقاً وَلاَ يَعْرِف كَيْفَ يُجِيبَهُمْ .. لكِنَّهُ فِي النِّهَايَة قَالَ لَهُمْ جَمِيع مَا قُلْتُمُوهُ صَحِيح لكِنِّي أطِيع الإِنْجِيل الَّذِي قَالَ لِي ﴿ مَنْ أحَبَّ أباً أوْ أُمّاً أكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي .... ﴾ ( مت 10 : 37 ) .. وَ ..... وَظَلَّ يُعْطِيهُمْ آيَات مِنْ الكِتَاب تُدَعِمْ مَوْقِفُه فَصَارُوا هُمْ مَنْ يَتَصَبَبُون العَرَق .. لأِنَّهُ يَفْعَل الفَضِيلَة بِمَعْرِفَة . قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً وَفِي الفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً وَ ......أي كُل مَا تَفْعَلُه يَكُون بِسَنَد إِنْجِيلِي وَيِفَرَّحَك الإِنْجِيل وَتَكُون بِذلِك مُسْتَرِيح .. وَكَمَا عَلَّمَنَا الآبَاء أنَّ الفَضِيلَة لاَبُدْ أنْ تَكُون مَصْحُوبَة بِمَعْرِفَة .. لِذلِك حَتَّى الإِتِزَان الرُّوحِي فِي الجِهَاد مَطْلُوب حَتَّى أنَّهُمْ يَقُولُون ﴿ أنَّ النُّوم بِمَعْرِفَة خَيْر مِنْ السَّهَر بِغَيْر مَعْرِفَة .. الأكْل بِمَعْرِفَة خَيْر مِنْ الصَوْم بِغَيْر مَعْرِفَة ﴾ . هُنَاك دِيَانَات أُخْرَى تُعَذِّب الجَسَد بِدُون مَعْرِفَة فَمِنْهُمْ مَنْ يَنَام عَلَى مَسَامِير لِتَعْذِيب الجَسَد وَ ...... هذِهِ فَضِيلَة لكِنْ بِدُون مَعْرِفَة لأِنَّهُ يَعْتَبِر أنَّ الجَسَد شَر وَلاَبُدْ مِنْ الإِنْتِقَام مِنْهُ .. لاَ .. الجَسَد لَيْسَ شَر . التَّعَفُّف : ============= يَقُول ﴿ وَفِي المَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً ﴾ .. مَا هُوَ التَّعَفُّف ؟ لَيْسَ هُوَ عِفِّة الجَسَد فَقَطْ بَلْ هُوَ مَنْ عَفَّ عَنْ الشِئ أي إِرْتَفَعَ عَنْهُ .. وَالتَّعَفُّف مِنْ ثِمَار الرُّوح القُدُس .. أي تَفْعَل الشِئ وَأنْتَ مِنْ دَاخِلَك مُقْتَنِع بِالقُرْب مِنْهُ أوْ البُعْد عَنْهُ .. لأِنَّهُ قَدْ يَفْعَل إِنْسَان فَضِيلَة لكِنْ بِدُون عِفَّة .. أي قَدْ يَقُول أنَّهُ قَدْ سَامَح شَخْص أخْطَأ فِي حَقُّه لكِنُّه مِنْ دَاخِلُه لَدَيْهِ رَغْبَة فِي الإِنْتِقَام .. أي أنَّهُ غِير مُتَعَفِّف عَنْ البُغْضَة .. آخَر يُعْلِن عَنْ طَهَارَتِهِ وَهُوَ مِنْ دَاخِلُه غِير مُتَعَفِّف عَنْ الشَّر .. التَّعْفُّف هُوَ البُعْد عَنْ الشِئ دُونَ حِرْمَان مِنْهُ بَلْ بِرِضَى كَامِل . فِي الصُوْم فَتَرَات إِنْقِطَاع .. صُمْ وَأنْتَ فِي فَرَح مَعَ كُل الكِنِيسَة الَّتِي تَشْتَاق لِلصُوْم المُقَدَّس وَهُوَ فِي نَظَرْهَا شَهْوَة جَمِيلَة .. قَدْ يَتَخَيَّل البَعْض أنَّ الصُوْم المُقَدَّس هُوَ فِتْرَة مُنْغَلِقَة .. لاَ .. بَلْ هُوَ أفْضَل فِتْرَة تَبْنِي لأِنَّ بِهِ مَعْرِفَة وَتَعَفُّف يَرْفَع الإِنْسَان .. فِيهِ يَبْتَعِد الإِنْسَان عَنْ أُمور مَسْمُوح بِهَا .. كَيْفَ تَتَعَفَّف ؟ بِالإِيمَان .. وَالإِيمَان يُعْطِي فَضِيلَة .. وَالفَضِيلَة بِمَعْرِفَة تُؤدِّي إِلَى التَّعَفُّف .. حَلَقَات مُتَصِلَة . الصَبْر : =========== جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي فِي جِهَادُه ثَابِت دَائِم فِي حَيَاتُه مَعَ الله .. يَنْتَظِر وَيَتَوَقَع بِسُكُوت خَلاَص الرَّبَّ .. مُشْكِلِتْنَا أنَّنَا مُتَعَجِلِين دَائِماً فِي الرُّوحِيَات .. أُرِيدْ أنْ أخْرُج مِنْ التَنَاوُل مَلاَك .. وَأخْرُج مِنْ الإِعْتِرَاف مَلاَك وَ ..... لاَ .. الأمْر يَحْتَاج صَبْر .. ﴿ هُنَا صَبْرُ القِدِّيسِين ﴾ ( رؤ 14 : 12) .. هؤُلاَء حَفِظُوا الإِيمَان وَصَبْر يَسُوع .. الله أطَالَ أنَاتُه عَلَيْنَا جِدّاً بَيْنَمَا نَحْنُ لاَ نُطِيل أنَاتْنَا عَلَى أنْفُسْنَا وَنَقُول نَحْنُ بِلاَ فَائِدَة .. هَلْ لاَحَظْ أحَد نَفْسُه وَهُوَ يَنْمُو ؟ هَلْ هُنَاك أُم تَزِن طِفْلَهَا بَعْد كُل وَجْبَة كَيْ تَعْرِف قَدْر نُمُو إِبْنَهَا ؟ .. حَقِيقَةً أنَّنَا نَكْبَر لكِنْ بِطَرِيقَة غِير مَلْحُوظَة . لاَبُدْ أنْ يَكُون لَنَا طُول أنَاة عَلَى الآخَر وَعَلَى أنْفُسْنَا .. لِذلِك الَّذِي عِنْدُه مَعْرِفَة فِي جِهَادُه يَعْرِف أنَّهُ مَرَاحِل لأِنَّ الطَّفَرَات فِي الحَيَاة الرُّوحِيَّة لَهَا مَخَاطِر .. القِدِيس مُوسَى الأسْوَد عِنْدَمَا بَدَأ الحَيَاة الرَّهْبَانِيَّة وَاعْتَرَف لِلقِدِيس إِيسِيِذُوروس دَخَل مَعَ الرُّهْبَان الَّذِينَ كَانَتْ لَهُمْ خِبْرَة بِالرَّهْبَنَة فَكَانَتْ وَجْبَتِهِمْ مِنْ الطَّعَام بَسِيطَة .. فَقَالَ لِلقِدِيس إِيسِيذُوروس فِي الإِعْتِرَاف أنَّهُ يَجُوع وَلاَ يَشْبَع مِنْ هذِهِ الوَجْبَة الصَّغِيرَة لأِنَّهُ كَانَ قَبْل الرَّهْبَنَة شَخْص أكُول .. فَأعْطَاه أب إِعْتِرَافُه تَدْرِيب وَهُوَ أنْ يُحْضِر فَرْع شَجَرَة وَيَأكُل بِوَزْنُه يَوْمِياً وَجْبَة وَيَسْتَمِر عَلَى ذلِك .. وَبِالفِعْل مَارِس هذَا التَّدْرِيب لكِنْ لِنُلاَحِظ أنَّ فَرْع الشَّجَرَة بِالأيَّام يَجِفْ وَيَتَسَاقَطْ وَرَقُه وَبِالتَّالِي يَقِل وَزْنُه تَدْرِيجِياً وَبِالتَّالِي يَقِل وَزْن الطَّعَام الَّذِي يَأكُلُه مُوسَى الأسْوَد بِنَفْس التَّدْرِيج إِلَى أنْ وَصَل لِمَا يَأكُلُه رُهْبَان الدِير .. لَمْ يَقُل لَهُ القِدِيس إِيسِيذُوروس أنَّنَا هُنَا فِي الدِير صَوَّامُون فَلْتَصْبِر عَلَى الجُوع وَنَتَنَاوَل وَجْبِتْنَا البَسِيطَة يَوْمِياً وَتَعَلَّم النُسْك .. لاَ .. هذَا لاَ يَلِيق . جَيِّد أنْ تَعْرِف أنَّ الفَضِيلَة تُقْتَنَى بِالصَبْر .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تَتَعَلَّم الصَّلاَة ؟ بِالصَبْر .. يُعْطِي الآبَاء تَدْرِيب لِلصَّلاَة وَهُوَ أنْ تَصْبِر عَلَى نَفْسَك بِأمَانَة أرْبَعِينَ يَوْماً .. لِنَفْرِض أنَّ إِنْسَان يُرِيدْ أنْ يُصَلِّي صَلاَتَان فِي اليُّوْم .. يُدَرِّب نَفْسُه عَلَى ذلِك وَيُرَاقِبْهَا أرْبَعِينَ يَوْماً .. بِذلِك يَقْتَنِي مَعْرِفِة الصَّلاَة أي يَكُون عِنْدُه عَادِة الصَّلاَة .. إِنْ فَعَلَ ذلِك بِأمَانَة تَرْفَعُه النِّعْمَة لِمَعْرِفَة الصَّلاَة نَفْسَهَا – أي كَيْفَ يُصَلِّي – .. وَيَقُول الآبَاء إِنْ لَمْ تَقُمْ بِالتَّدْرِيب يُوم خِلاَل الأرْبَعِين يُوم تَخْصِم مِنْهَا عَشْرَة أيَّام مُقَابِل ذلِك اليَّوْم أي وَكَأنَّكَ قُمْتَ بِالتَّدْرِيب ثَلاَثِينَ يَوماً فَقَطْ .. أُصْمُد أرْبَعِينَ يَومَاً مُتَوَاصِلَة لِتَكُون عِنْدَك عَادِة الصَّلاَة ثُمَّ أرْبَعِينَ يَومَاً أُخْرَى لِتَعْرِف كَيْفَ تُصَلِّي .. وَلِتَثْبُت لِتَدْخُل فِي أرْبَعِين يَومَاً أُخْرَى تُعَرِّفَك فيهَا النِّعْمَة صَلاَة القَلْب وَمِنْهَا تَرْفَعَك النِّعْمَة إِلَى صَلاَة الرُّوح وَكَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ أُرْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا ﴾ ( 1كو 9 : 24 ) .. إِنْ لَمْ تَكُنْ لَكَ فِتْرَة مُعَيَّنَة ثَابِتَة مَعَ الله لَنْ تَنْمُو .. لَنْ تَنْمُو بِدُون صَبْر .. قَدْ نَجِد أنْفُسْنَا نَصْمُد بَعْد الإِعْتِرَاف أيَّام قَلاَئِل ثُمَّ نَعُود لِحَالِتْنَا الأُولَى .. أي أيَّامْنَا مَعَ الله قَلِيلَة وَغَالِباً تَضِيع لأِنَّهُ يَتَخَلَلْهَا شَهَوَات وَعَثَرَات . التَّقْوَى : ============= مَعَ الصَبْر تَقْوَى أي تَتَقِي الله أي تَخَاف الله .. أي أثْنَاء الفَضِيلَة تَحْيَا مَخَافِة الله .. ﴿ عَظِيم هُوَ سِرُّ التَّقْوَى الله ظَهَرَ فِي الجَسَد ﴾ ( 1تي 3 : 16) .. عَظِيم هُوَ الله الَّذِي يَخَافُه النَّاس وَهُوَ جَاءَ لَهُمْ وَالَّذِينَ كَانُوا يَخَافُونُه إِتَّقُوه أكْثَر .. تَقْوَى أي أشْعُر بِمَهَابِة الله .. عِنْدَمَا يَدْخُل الله كَيَان الإِنْسَان يُرَتِبُه .. مِثْل فَصْل بِدُون مُدَرِس تَجِد فِيهِ كُل مَا تَتَوَقَعُه وَمَا لاَ تَتَوَقَعُه .. لكِنْ عِنْدَمَا يَدْخُلُه المُدَرِس تَجِد أُمُورُه مُرَتَبَة جِدّاً .. هكَذَا الله يَدْخُل كَيَان الإِنْسَان فَيُرَتِبُه وَيَجْلِب لَهُ وَقَار وَتَقْوَى وَيَعْرِف الإِنْسَان أنَّ هُنَاك مُجَازَاة وَمُكَافَأة وَفَرَح . التَّقْوَى تَجْلِب مَخَافِة الله وَتُعِين الإِنْسَان فِي جِهَادُه .. عِنْدَمَا يَكُون لِلإِنْسَان صَبْر وَتَقَوْى تَجْلِب لَهُ مَخَافِة الله .. عِنْدَمَا أُصَلِّي فِي بِيتِي وَأشْعُر أنَّ الله يَرَانِي هذَا يَجْلِب لِي تَقْوَى .. عِنْدَمَا أشْعُر أنَّ الله مَوْجُود فِي كُل مَكَان هذَا الأمر يَجْلِب تَقْوَى .. لكِنْ التَّقْوَى أسَاسْهَا الإِيمَان . مَوَدَّة أخَوِيَّة : ===================== أي شَخْص وَدُود .. أي مُحِب عَطُوف لَطِيف .. لاَ يُمْكِنْ أنْ يَعْمَل الله فِي إِنْسَان وَتَجِدُه قَاسِي القَلْب .. لاَ يُمْكِنْ لإِنْسَان يَخْتَبِر صَلاَح الله وَتَجِدُه قَاسِي بَلْ بِبَسَاطَة تَخْرُج مِنْهُ كَلِمَات تَشْجِيع مُفْرِحَة تُجَامِل .. مَوَدَّة أخَوِيَّة أي تَجْعَل الآخَر يَشْعُر بِمُسْتَوَى رُوحَانِي .. فَضِيلَة .. لِذلِك مِنْ ثِمَار الرُّوح القُدُس لُطْف .. جَيِّد أنْ يَكُون عِنْدَك ثَمَر اللُطْف .. أحْيَاناً نَكُون غِير مُرِيحِين .. المَوَدَّة الأخَوِيَّة مُسْتَوَاهَا عَالِي لأِنَّ أسَاسْهَا الإِيمَان .. أحْيَاناً يَكُون وِدِّنَا نَحْو أصْدِقَائْنَا فَقَطْ .. لاَ .. تَعَامَل مَعَ الكُل بِنَفْس مُسْتَوَى المَوَدَّة وَكَأنَّ الإِنْجِيل يُحَوِّلْنَا كُلِّنَا إِخْوَة عَلَى مُسْتَوَى عَالِي . مَحَبَّة : =========== هُنَاك خُوف أنْ تَكُون مَوَدَتْنَا الأخَوِيَّة مَجَرَّد شَكْلِيَات أوْ مُجَامَلاَت إِجْتِمَاعِيَّة فَقَطْ فَقَالَ مُعَلِّمْنَا بُطْرُس الرَّسُول لاَبُدْ أنْ تَكُون المَوَدَّة الأخَوِيَّة مَشْحُونَة بِالمَحَبَّة .. المَحَبَّة الصَّادِقَة مِنْ قَلْب طَاهِر بِشِدَّة يَشْعُر بِهَا الآخَرُون لِذلِك المَحَبَّة الغَاشَّة وَاضِحَة . هُنَا كَأنَّ بُطْرُس الرَّسُول يَقُول الَّذِي بِهِ إِيمَان بِهِ شَجَرَة لَهَا كُل هذِهِ الفُرُوع وَتَأخُذ مِنْهَا غِذَائْهَا وَتُعِيد لَهَا نُمُو زِيَادَة وَتُعْطِي ثَمَر .. نَحْنُ أفْرُع هذِهِ الشَّجَرَة أي خَلَلْ فِي أحَد حَلَقَات هذِهِ السِّلْسِلَة يُسَبِّبْ خَلَلْ فِي كُل الحَلَقَات وَبِالتَّالِي لاَ تُكَمِّل بَعْضَهَا .. أي تَكُون غِير مُسْتَمِرَة مِثْل نَهْر مُتَدَفِق وَصَنَعْنَا بِهِ سَد سَيَنْتُج عَنْ ذلِك جَفَاف لكِنْ الفَضَائِل تَجْلِب بَعْضَهَا .. فَضِيلَة بِالإِيمَان وَالرُّوح تَجْلِب مَعْرِفَة تَجْلِب صَبْر .. تَجْلِب مَحَبَّة . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

سلوكنا ودعوتنا

يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أهْل أفَسُس ﴿ أَسْألَكُمْ أَنَا الأسِيرَ فِي الرَّبِّ أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَوَدَاعَةٍ وَبِطُولِ أَنَاةٍ ﴾ ( أف 4 : 1 – 2 ) .. نَحْنُ دُعِينَا مَسِيحِيِينْ .. الله إِخْتَارْنَا مِنْ كُلَّ قَبَائِل وَشُعُوب العَالَمْ وَقَالَ أُرِيدَكُمْ أنْتُمْ أوْلاَدِي وَعِنْدَمَا إِخْتَارْنَا أرَادَ أنْ يَخُصِنَا بِصِفَات تُمَيِّزْنَا وَأرَادَ أنْ يَكُون إِسْمِنَا أوْلاَدٌ الله .. أبْنَاء المَلَكُوت .. أرَادَ مِنَّا أنْ نَدْعُوه أبَانَا .. أرَادَ أنْ يَكُون هُوَ أبُونَا وَوَرَثْنَا كُلَّ صِفَاتُه لِذلِك لَمْ نَصِر مِثْل سَائِر شُعُوب العَالَمْ بَلْ صِرْنَا مُمَيَّزِينْ وَسَطْ العَالَمْ .. لكِنْ لِلأسَفْ تُهْنَا وَسَطْ العَالَمْ وَدَخَلْ إِلَيْنَا مِنْ المُجْتَمَعْ أشْيَاء غَرِيبَة عَنَّا . أنَا لَسْتُ مِثْل العَالَمْ بَلْ أنَا إِبْن لِلْمَسِيح .. أنَا عَابِد فِي الكَنِيسَة .. أنَا صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِين .. أنَا وَارِث لِلسَّمَاء .. أنَا صَدِيقٌ لِلإِنْجِيل .. هذَا مُلَخَص إِخْتِلاَفِي عَمَّنْ حَوْلِي .. مَنْ لَهُ الْمَسِيح أب ؟! مَنْ لَهُ الإِنْجِيل بِكُنُوزُه وَوَصَايَاه ؟!! مَنْ لَهُ الكَنِيسَة بِأسْرَارْهَا ؟!! مَنْ لَهُ سَحَابِة شُهُودٌ قِدِّيسِين وَيَعِيش عَلَى رَجَاء الأبَدِيَّة فَهُوَ مُمَيَّز .. لِذلِك عِنْدَمَا أشْعُر بِمُمَيِزَاتِي سَأُفَكِّر بِطَرِيقَة مُخْتَلِفَة لِذلِك قَالَ مَارِبُولِس الرَّسُول ﴿ أَسْألَكُمْ أَنَا الأسِيرَ فِي الرَّبِّ أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا ﴾ .. لِذلِك لاَبُد أنْ أكُون : 1) أمِينْ لِلْمَسِيح (2) أعِيش لِلإِنْجِيل (3) عَابِد فِي الكِنِيسَة (4) صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِينْ (5) مُشْتَاقٌ لِلأبَدِيَّة (1) أمِينْ لِلْمَسِيح : ====================== مَنْ هُوَ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ ؟ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ هُوَ رَاعِي وَفَادِي وَمُخَلِّص وَأب عَاشَ فِي الجَسَد كَيْ يَقْتَرِبْ لِي وَلاَ يَكُون بِالنِّسْبَة لِيَّ خَيَال بَلْ حَقِيقَة .. عِنْدَمَا أُنَادِي إِسْمُه أشْعُر بِهِ وَعِنْدَمَا أحْتَاجُه أطْلُبُه فَأجِدُه بِجَانِبِي وَصِرْت أنَا لِلْمَسِيح وَالْمَسِيح لِي وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ أَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) .. فَصِرْت أنَا أُسَاوِي صِفْر وَصَارَ الْمَسِيح فِيَّ هُوَ الكُلَّ وَتَوَحَدْت بِهِ وَصِرْت مَعَهُ وَاحِدٌ وَهذَا مَا طَلَبَهُ الْمَسِيح لَهُ المَجْد مِنْ الآب أنَّهُ كَمَا كَانَ هُوَ وَالآب وَاحِدٌ هكَذَا نَحْنُ وَالْمَسِيح وَاحِدٌ .. مَا هُوَ الْمَسِيح بِالنِّسْبَة لِيَّ ؟ هُوَ وَاقِعْ وَلَيْسَ مَعْلُومَة لَمَّا دُعِيَ إِسْمِي مَسِيحِي ؟ إِذاً إِسْمُه مَدْعُو عَلَيَّ لِذلِك لاَبُد أنْ يَكُون سُلُوكِي هُوَ سُلُوكُه وَفِكْرِي فِكْرُه وَكَمَا يَقُول الكِتَاب﴿ إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ ﴾ ( 1بط 4 : 11) .. ﴿ بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ ﴾ ( أع 17 : 28 ) . كَلِمَة رَائِعَة كَتَبْهَا القِدِيس أثَنَاسْيُوس عَنْ الأنْبَا أنْطُونْيُوس وَهيَ ﴿ كَانَ أنْطُونْيُوس يَتَنَفَس الْمَسِيح ﴾ .. أي عَاش وَدُنْيَاه كُلَّهَا الْمَسِيح وَالْمَسِيح تَخَلَّل خَلاَيَاه .. لِذلِك لاَبُد تَكُون عِلاَقْتِي بِالْمَسِيح عِلاَقَة حَقِيقِيَّة .. عِلاَقَة صَمِيمِيَّة .. عِلاَقِة وِحْدَة وَلَيْسَتْ وَهْم .. وَعِنْدَمَا تَنْزِل عِينِي عَنْ الْمَسِيح أُمور كَثِيرَة تَسْقُط لأِنَّهُ كَمَا قَالَ الكِتَاب﴿ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) .. مِنْ تَدَابِير الله لِلتَّجَسُّد أرَادَ أنْ يُشْعِرْنَا بِهِ فَأكَل وَشَرَبْ وَنَام وَتَعَامَل مَعَ أتْقِيَاء وَمَعَ أشْرَار .. كُلَّ مَا نَجْتَازُه فِي الحَيَاة إِجْتَازُه الْمَسِيح لَهُ المَجْد عَاشَ مَعَ أحْبَاب وَمَعَ أعْدَاء .. إِجْتَاز عِلاَقَات أُسَرِيَّة وَعِلاَقَات صَدَاقَة وَتَعَامَل فِي المَادِيَّات وَ ..... وَهذَا مَا نَجْتَازُه فِي الحَيَاة .. تَعَامَل مَعَ كُلَّ نَوْعِيَات البَشَر حَتَّى أنَّ الإِنْسَان الشِّرِّير يَقِفْ أمَامُه يَتَطَهَّر . مَا السِّر الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسِيح ؟ هَلْ هُوَ قُدْوِتِي وَالنَمُوذَج الَّذِي أحْيَا بِهِ ؟ عِنْدَمَا دَخَلْ حَيَاتِي تَشَبَّعْت بِهِ وَتَشَبَّعْ فِكْرِي بِهِ فَصَارَت حَيَاتِي حَيَاتُه وَسُلُوكِي سُلُوكُه .. هُوَ إِخْتَارْنَا وَدَعَانَا مَسِيحِيِينْ .. نَحْنُ أوْلاَدُه نَعِيش وَسَطْ العَالَمْ حَتَّى أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَانَا يَرَى الْمَسِيح وَصَارَ كُلٍّ مِنَّا مَسِيح صَغِير . اليَوْم نَحْتَفِل بِإِسْتِشْهَادٌ القِدِّيسَان قُزْمَان وَدِمْيَان .. كَانَا شَابَّان طَبِيبَان مَارَسَا الطِّبْ كَيْ يَتَمَجَّد الْمَسِيح .. كَانَا يُصَلِيَان بِجَانِبْ المَرِيض حَتَّى وَإِنْ كَانَ وَثَنِي وَيَطْلُبَان عَنْهُ بِدُمُوع لِيُشْفَى بِإِسْم الْمَسِيح وَيُعْطِيَانَهُ العِلاَج وَلاَ يَأخُذَان أجر عَنْ عَمَلْهُمَا لِذلِك دُعِيَا (( مُبْغِضِي الفِّضَّة )) .. كَثِيرُونَ ذَهَبُوا لَهُمَا لِلعِلاَج وَمَجَّدَا الله فِي حَيَاتَهُمَا .. لِذلِك لاَبُد أنْ يَظْهَر الْمَسِيح فِي حَيَاتِي وَسُلُوكِي .. الْمَسِيح لَهُ المَجْد لَيْسَ قِصَّة وَانْتَهَتْ أوْ خَيَال بَلْ هُوَ فِينَا هُوَ مَجْدِنَا أرَادَ أنْ يَأخُذ جَسَدْنَا وَيَحْيَا حَيَاتْنَا لِنَسْلُك مِثْلَهُ . (2) أعِيش لِلإِنْجِيل : ======================== أنَا مَسِيحِي وَلَدَيَّ إِنْجِيل وَلاَبُد أنْ أحْيَا أمِين لَهُ وَأدْخُل فِي صَدَاقَة بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَأُحَوِّلَهُ إِلَى حَيَاة لأِحْيَا عِشْرَة بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسِيح .. وَيَكُون أمَامِي الإِنْجِيل وَسَطْ كُتُبِي وَلاَبُد أنْ أقْرَأُه وَأسْتَخْرِج آيَة وَأحْفَظْهَا وَأعِيشْهَا .. أمر مُهِمْ أنْ يَكُون الإِنْجِيل لِي حَيَاة وَأصِير إِنْجِيل مُعَاش .. وَعِنْدَمَا أبْتَعِد عَنْ الإِنْجِيل يَمْتَلِئ قَلْبِي بِالعَالَمْ لاَ الْمَسِيح لأِنَّهُ سَيَنْسَحِبْ مِنْ قَلْبِي لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول﴿ فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ ﴾ ( في 1 : 27 ) – فَقَطْ – . الإِنْجِيل يُحَكِّمْنِي وَيُسَاعِدْنِي عَلَى التَوْبَة وَيُعْطِينِي رَجَاء .. الإِنْجِيل يُوَبِخْنِي وَفِي نَفْس الوَقْت يَرْفَعْنِي .. يَكْشِفْ لِي خَطَايَاي وَيُعَلِّمْنِي التَوْبَة وَيُشَجِعْنِي لِذلِك يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ ﴿ إِنَّ الجَهْل بِالكِتَاب المُقَدَّس هُوَ عِلِّة جَمِيعْ الشُّعُوب ﴾ .. الجَاهِل بِالوَصِيَّة يَحْيَا الشَّر لاَ يَعْرِف كَيْفَ يُحِب أوْ كَيْفَ يَحْفَظ فِكْرُه وَنَفْسُه مِنْ العَالَمْ .. لكِنْ الَّذِي يَعْرِف الإِنْجِيل عِنْدَمَا يُخْطِئ يَجِد الوَصِيَّة أمَامُه قُوَّة رَادِعَة .. الوَصِيَّة تُحْصِر الإِنْسَان وَتُعْطِيه نِعْمَة لِيَحْيَا الفَضَائِل .. لِذلِك عِش بِحَسَبْ الإِنْجِيل .. ﴿ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَياةٌ ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. يَا لِسَعَادِة الإِنْسَان الْمَسِيحِي لأِنَّ لَهُ إِنْجِيل .. إِنْجِيل مَعْنَاه صِمَام أمَان وَإِرْشَادٌ .. ﴿ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ﴾ ( مز 119 : 105) .. وَلاَ نَنْسَى الآيَة الَّتِي كَانَ المُتَنَيِح البَابَا كِيرلُس يَسْألْهَا لِلشَبَاب ﴿ بِمَاذَا يُقَوِّم الشَّاب طَرِيقُه ؟ ﴾ عِنْدَمَا يُجِيبُه شَاب ﴿ بِحِفْظُه أقْوَالَك ﴾ ( مز 119 : 9 ) يَعْرِف أنَّ لَهُ عِلاَقَة بِالإِنْجِيل . نُشْكُر الله أنَّ الأنَاجِيل مُتَوَفِرَة لَدَيْنَا الأنْ .. مُنْذُ حَوَالِي مَائَة عَام لَمْ تَكُنْ هُنَاك طِبَاعَة فَكَانَ الإِنْجِيل مَخْطُوطَات وَلِذلِك كَانَ الَّذِي يَقْتَنِي سِفْر مِنْ الإِنْجِيل يُعْتَبَر أنَّ لَدَيْهِ كِنْز وَكَانُوا يَتَبَادَلُونَ الأسْفَار مَعاً .. وَكَانَ الأبَاء فِي الأدْيُرَة يَتَنَاوَبُوا عَلَى الإِنْجِيل وَيَسْهَرُون عَلَى قِرَاءَتِهِ .. الإِنْجِيل لَدَيْكَ كِنْز إِقْرَأُه بِشَغَفْ وَحُبْ وَعِشْقٌ وَقُل أشْكُرَك يَا إِلهِي . (3) عَابِد فِي الكِنِيسَة : ============================= يَسُوع يَقُول أنَا عِشْت بِالجَسَد وَبَارَكْت الكُلَّ وَصَعَدْت لِلسَّمَاء لِذلِك أُعْطِي بَديل يَعْمَل نَفْس عَمَلِي .. أُعْطِي كَيَانِي .. هذَا البَدِيل هُوَ الكَنِيسَة وَكَأنَّ الكَنِيسَة هِيَ حُضْن الْمَسِيح كُلَّ مَنْ يَدْخُلْهَا يَدْخُل حُضْن يَسُوع .. رَسَمْ شَاب الكَنِيسَة عَلَى أنَّهَا جَسَد الْمَسِيح فَجَعَل الهَيْكَل هُوَ رَأس الْمَسِيح وَالكَنِيسَة هِيَ جَسَدَهُ .. لِذلِك الكَنِيسَة هِيَ جَسَد الْمَسِيح وَالقُرْبَان هُوَ أيْضاً جَسَد الْمَسِيح .. وَلِنَتَسَاءَل مَنْ مِمَّنْ حَوْلَنَا يَحْيَا هذِهِ الأسْرَار البَدِيعَة ؟ مَنْ نَالْ هذِهِ الأُمور الرُّوحِيَّة مِثْلَنَا ؟ الَّذِينَ حَوْلَنَا يَأكُلُون وَيَشْرَبُون وَيَحْيُون بِدُون هَدَفْ . نَحْنُ إِخْتَارْنَا لِنَأخُذ حَيَاة وَلَيْسَتْ أُمور مَلْمُوسَة لأِنَّنَا أخَذْنَا نِعْمَة لِنَعِيش وَسَطْ العَالَمْ لكِنَّنَا لَسْنَا مِنْ العَالَمْ بَلْ نَحْنُ مِنْ فَوْق لِذلِك لاَبُد أنْ نَحْيَا فِي الكَنِيسَة لِنَجِد أنْفُسْنَا فِي الْمَسِيح وَفِي الكَنِيسَة الَّتِي هِيَ جَسَدَهُ .. لاَبُد أنْ تَشْعُر أنَّكَ أنْتَ وَأخِيك وَأُخْتَك وَ...... جَسَد الْمَسِيح .. القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ قَالَ ﴿ إِحْذَر أنْ تَأتِي إِلَى الكَنِيسَة وَتَتْرُك جُزْء مِنْ جَسَد يَسُوع مُعَرَّى ﴾ .. نَحْنُ غِطَاء يَسُوع .. لِذلِك إِدْعُ إِخْوَتَك إِلَى الكَنِيسَة كَيْ يُكْتَمَل جَسَد يَسُوع وَيُغَطَّى .. الكَنِيسَة تُقَدِّم لِي بِر وَفَضِيلَة وَإِنْجِيل .. عِنْدَمَا أخْرُج خَارِجْهَا أجِدٌ عَثَرَات وَأفْكَار لكِنْ بِالكَنِيسَة نَحْيَا الفَضِيلَة . لَوْ عِشْنَا خَارِج الكَنِيسَة تَتَرَاكَمْ خَطَايَانَا لأِنَّ الله أعْطَانَا نِعْمَة .. دَاخِل الكَنِيسَة أسْرَار تَغْسِل كُلَّ تَعَدِيَاتْنَا .. تَنَاوُل وَاعْتِرَاف وَتَعَالِيمْ مِنْ خِلاَل المَنْجَلِيَّة حَتَّى أنَّ الأبَاء يُلَقِبُون المَنْجَلِيَّة ﴿ فَمْ الْمَسِيح ﴾ .. أيْضاً أعْطَانَا آبَاء كَهَنَة إِمْتِدَاد لِلرُّسُلٌ يَحْمِلُون سُلْطَان غُفْرَان الخَطَايَا .. هُوَ قَالَ نَحْنُ جِنْسٌ مُخْتَارٌ ( 1بط 2 : 9 ) لِذلِك يَحْفَظْ قَدَاسَتْنَا لأِنَّنَا مُخْتَلِفِينْ عَنْ العَالَمْ وَإِنْ كُنَّا نَأخُذ شَكْلُه لكِنْ نَحْنُ أبْنَاء المَلَكُوت . لكِنْ لِلأسَفْ قَدْ تَتَحَوَّل الكَنِيسَة إِلَى أُمور إِجْتِمَاعِيَّة وَنَقِفْ دَاخِلْهَا بِإِسْتِهْتَار وَتَهَاوُن .. لاَ .. لاَبُد أنْ يَكُون لَك رُؤيَة لِمَا فَعَلَهُ الْمَسِيح لأِجْلَك .. قُلْ لَهُ عَلِّمْنِي أنْ آتِي لِلكَنِيسَة بِأمَانَة .. لاَبُد أنْ أعْرِف أنَّ الكَنِيسَة هِيَ بَيْت المَلاَئِكَة لكِنْ تَخَيَّل أنَّ لِلمَلاَئِكَة حَقٌ التَّسْبِيح فِي الكَنِيسَة مَادُمْنَا غِير مَوْجُودِينْ بِهَا لكِنْ عِنْدَمَا نَتَوَاجَدٌ دَاخِلْهَا الله يُسْكِتْ المَلاَئِكَة لِيَسْمَعْ تَسْبِيحْنَا نَحْنُ .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ المَلاَئِكَة عَدِيمِة الأجْسَادٌ أمَّا نَحْنُ فَلَنَا أجْسَاد أي نَحْنُ أضْعَفْ لِذلِك الله يَفرَح بِتَسْبِيح الأضْعَفْ فَيَفْرَح بِتَسْبِيحْنَا .. مِثْل طِفْل صَغِير يَحْضَر إِجْتِمَاع لِلكِبَار وَيَنْتَبِه لِمَا يُقَال وَيُكَرِّرُه نَجِد أنَّ مَا يَقُولُه جَمِيلٌ فَنُسْكِتْ الكِبَار كَيْ نَسْمَعُه لأِنَّ قُدْرَاتُه بَسِيطَة لكِنَّهُ عَرَفَ الكَثِير .. هكَذَا نَحْنُ قُدْرَات أجْسَادْنَا ضَعِيفَة لِذلِك عِنْدَمَا نُسَبِّحُه وَنَتَوَاجَدٌ فِي الكَنِيسَة يَفْرَح بِنَا .. تَعَالَ إِلَى الكَنِيسَة لِتَنَال نِعْمَة وَلِذلِك يُطْلِقٌ الأبَاء عَلَى التَّسْبِيح (( سِبَاحَة )) لأِنَّ فِي السِّبَاحَة المَاء يَحْمِلَك فَتَسْتَمْتِعْ وَتَرْتَفِعْ وَأيْضاً يَغْسِلَك . (4) صَدِيقٌ لِلقِدِّيسِين : ============================ هؤلاَء شُفَعَاء عَنَّا وَأصْدِقَاء لَنَا .. نَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ الفَضَائِل .. أُطْلُب شَفَاعِة القِدِيس عَنَّك لِتَتَعَلَّمْ مِنْهُ فَضَيلَة فَإِنْ أرَدْت أنْ تَتَعَلَّمْ الصَّلاَة تَعَلَّمْهَا مِنْ الأنْبَا بِيشُوي وَالأنْبَا أنْطُونْيُوس .. وَإِنْ أرَدْت أنْ تَتَعَلَّمْ العَطَاء فَتَعَلَّمُه مِنْ الأنْبَا إِبْرَآم وَالأنْبَا صَرَابَامُون أبُو طَرْحَه .. هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ الإِنْجِيل ؟ هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ فَضِيلَة ؟ صَادِقٌ القِدِّيسِينْ فَتَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ . تُوْجَدٌ ظَاهِرَة وَهيَ إِسْتِخْدَام القِدِّيسِينْ .. نَحْنُ نَسْتَهْلِك القِدِّيسِينْ لِمَصَالِحْنَا وَلكِنْ لاَ نَقْتَدِي بِهُمْ وَلاَ نَطْلُب شَفَاعِتْهُمْ مِنْ أجْل فَضِيلَة نَتَعَلَّمْهَا .. فَتَجِد مَنْ يَتَكَلَّمْ عَنْ أبُونَا عَبْد المِسِيح وَمُعْجِزَاتُه وَلكِنْ إِنْ سَألْتُه عَنْ سِيرْتُه وَتَقْوَاه تَجِدُه لاَ يَعْرِف .. نَتَشَفَعْ بِهُمْ لِمَصْلَحَة خَاصَّة وَكَأنَّنَا نَسْتَهْلِك القِدِّيسِينْ .. لاَ .. لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّهُمْ قُوَّة فِي حَيَاتْنَا .. كُلَّ إِنْسَان كَسُول فِي جِهَادُه الرُّوحِي يَتَشَفَعْ بِقِدِيس لِيُقَوِيه فِي التُوبَة .. تَشَفَعْ بِالقِديس مُوسَى الإِسْوِد .. هَلْ تُرِيد أنْ تَتَعَلَّمْ الصُوْم الرُّوحَانِي ؟ تَشَفَعْ بِالقِدِيس أبُو مَقَّار .. القِدِّيسِينْ هُمْ صِمَام أمَانْ وَقُوَّة تَسْنِدْنَا لِذلِك الكَنِيسَة تَضَعْ أيْقُونَاتِهِمْ وَتَقُول لَنَا أنْتُمْ لَسْتُمْ بَعِيدِينْ عَنْ القِدِّيسِينْ بَلْ هُمْ سَبَقُوكُمْ وَأنْتُمْ وَرَاءِهِمْ تَلْحَقُونَ بِهِمْ .. جِيلْنَا بِهِ قِدِّيسِينْ وَالأجْيَال الَّتِي بَعْدِنَا سَيَكُون بِهَا قِدِّيسِينْ وَمَنْ قَبْلِنَا كَانَ قِدِّيسِينْ لِذلِك تَقُول الكَنِيسَة فِي القُدَّاس ﴿ لَمْ تَزَل كَلِمَة الله تَنْمُو وَتَزْدَاد ﴾ ( مَا يَقُولُه الشَّمَاس فِي خِتَامٌ الإِبْرَكْسِيس ) .. وَنَجِد بَعْدَهَا مُبَاشَرَةً السِنِكْسَار لِنَعْلَمْ أنَّ كَلِمَتِهِ تَنْمُو وَتَزْدَاد حَتَّى الأنْ وَإِلَى النِّهَايَة .. رُوح القَدَاسَة لَنْ تَنْتَهِي .. وَلْتَسْأل نَفْسَك هَلْ تَسْلُك مِثْل القِدِّيسِينْ أم العَالَمْ غَيَّر أفْكَارَك ؟ (5) مُشْتَاقٌ لِلأبَدِيَّة : ======================== أنَا أعِيش كَيْ أذْهَبْ بَعْد حَيَاتِي عَلَى الأرْض لأِسْعَدٌ بِالأبَدِيَّة .. هذَا جَمَال الهَدَف الَّذِي نَحْيَا مِنْ أجْلِهِ .. نَحْنُ نُجَاهِد فِتْرَة كَيْ نَرْبَح الأبَدِيَّة .. الله أرْسَلْنَا إِلَى العَالَمْ كَيْ نَشْهَدٌ لَهُ ثُمَّ نَعُودٌ لَهُ فِي الأبَدِيَّة مَرَّة أُخْرَى وَكَمَا قَالَ رَبَّ المَجْد يَسُوع ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ . وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ ﴾ ( يو 17 : 4 – 5 ) .. الأبَاء كَانُوا يَقُولُون كَلِمَات بِأُسْلُوب الدُّعَابَة لَمْ نَكُنْ نَسْتَوْعِبْهَا .. مِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَقُول (( عَايِز أرَّوَح )) لأِنَّ السَّمَاء هِيَ وَطَنَنَا الأصْلِي .. وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَتَسَاءَل (( هِيَّ السَّاعَة كَام ؟ )) لأِنَّ إِشْتِيَاقٌ الأبَدِيَّة لَمْ يُفَارِقَهُمْ .. أحَدٌ الأبَاء كَانَ دَائِماً يَقُول (( زَمَانُه جَاي )) .. مَهْمَا تِسْألُه أي سُؤَال يُجِيبَك بِنَفْس الكَلِمَة وَعِنْدَمَا إِقْتَرَبِتْ لَحْظِة إِنْتِقَالُه مِنْ العَالَمْ وَجَدُوه يَبْتَسِمْ وَيَقُول (( أهُو جِه )) .. وَكَأنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُه بِإِشْتِيَاقٌ . لاَبُد أنْ نَحْيَا بِفِكْر الأبَدِيَّة وَأنَّهُ لَوْ أبْقَانِي الله فِتْرَة عَلَى الأرْض فَلِكَيْ أسْتَعِد لِلِقَاءُه لأِنِّي مِنْ السَّمَاء وَسَأعُودٌ إِلَيْهَا .. وَيَوْم أنْ أفْقِد هَدَفِي سَيَصِير الصُوْم ثَقِيل وَالغُفْرَان أثْقَل فَلِمَاذَا أغْفِر لِغَيْرِي ؟ تَخَيَّل لَوْ قِيلَ لَك سَتُلْغَى الإِمْتِحَانَات وَسَتُغْلَقٌ الجَامِعَات وَلَنْ يُوجَدٌ تَعْلِيمْ .. فَلِمَاذَا تَسْتَذْكِر إِذاً ؟ أنْتَ تَتْعَبْ لأِنَّ لَكَ هَدَفْ .. هكَذَا كَانَ الأبَاء القِدِّيسُون لَهُمْ السَّمَاء هَدَفْ يَتْعَبُون مِنْ أجْلَهَا .. وَيُوْم أنْ يُهَدَّدُوا بِالمَوْت كَانُوا يَفْرَحُون لأِنَّهُمْ بِالمَوْتِ يَقْتَرِبُون إِلَى الأبَدِيَّة .. الأبَدِيَّة دَائِماً فِي فِكْرُهُمْ .. أنَا أيْضاً مَدْعُو لِلأبَدِيَّة .. ﴿ لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ لأَِنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيكُمُ الْمَلَكُوتَ﴾ ( لو 12 : 32 ) .. نَحْنُ نَحْيَا لِلسَّمَاء وَلَنَا فِكْر أسْمَى مِنْ الأرْضِيَات .. لَنَا أبَدِيَّة وَلَنَا حَيَاة جَدِيدَة لِذلِك نَقُول ﴿ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ ﴾ ( مت 6 : 10 ) .. ﴿ إِهْدِنَا إِلَى مَلَكُوتُكَ ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن فِي مُقَدِمِة القِسْمَة ) .. لِذلِك إِنْ سَمَحَ الله لأِحَدٌ أحِبَّائْنَا بِالإِنْتِقَال نَشْعُر أنَّهُ قَدْ صَارَ لَنَا شَفِيعْ فِي السَّمَاء وَنَتَعَلَّمْ الإِسْتِعْدَادٌ لأِنَّهُ سَيَأتِي دُورِي فِي أحَدٌ الأيَّام .. كُلٍّ مِنَّا لَهُ دُور لِلإِنْتِقَال مِنْ العَالَمْ الله حَدَّدٌ مِيعَادُه لِذلِك لِنَسْتَعِدٌ لِلِقَائِهِ حَتَّى نَجْتَمِعْ كُلِّنَا مَعاً فِي عَشَاء عُرْسٌ الخَرُوف ( رؤ 19 : 9 ) .. لِذلِك عِش الأبَدِيَّة لأِنَّكَ إِبْن الأبَدِيَّة . عِنْدَمَا نَحْيَا هذِهِ الأفْكَار الخَمْسَة بِأمَانَة سَنَعِيش وَنُمَارِس كُلَّ أُمور الحَيَاة لكِنْ بِفِكْر مُخْتَلِفْ .. الله خَلَقْنَا لِرِسَالَة لِنَعِيشْهَا وَعِنْدَمَا نُفَكِّر فِي عَطَايَا الله لَنَا نَفْرَح وَنَعِيش بِفِكْر إِرْتِقَاء .. نَعَمْ الحَيَاة بِدُون هذِهِ الأفْكَار الخَمْسَة لَيْسَ لَهَا مَذَاقٌ بَلْ وَثَقِيلَة جِدّاً لِذلِك نَجِد أهْل العَالَمْ يَعِيشُون رَفَاهِيِة الحَيَاة وَيَقْتَنُون كُلَّ شِئ لكِنَّهُمْ غِير فَرِحِينْ لأِنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُون الْمَسِيح لِذلِك ﴿ ْ أُسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ إِلَيْهَا ﴾ . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

لا تخف لأنى معك

يَقُول سِفْر أشْعِيَاء ﴿ لاَ تَخَفْ لأَِنِّي مَعَْكَ .. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَِنِّي إِلهُكَ ﴾ ( أش 41 : 10) .. أحْيَاناً عَدُّو الخِير يَسْتَغِل ظُرُوفْنَا سِوَاء الدِّرَاسِيِّة أوْ الحَيَاة العَامَّة وَيَضَعْ فِينَا رُوح الخُوف فَنَعِيش فِي قَلَقٌ وَخُوْف وَنَتَسَاءَل أي جَامِعَة نَلتَحِقٌ بِهَا ؟ .. مَا هُوَ مُسْتَقْبَلْنَا ؟ وَقَدْ نَشْعُر بِالخُوف حَتَّى مِنْ سِيرْنَا فِي الطَّرِيقٌ .. خُوف مِنْ المُسْتَقْبَل .. مِنْ المَجْهُول .. لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ : خُطُورِة الخُوف عِلاَج الخُوف ضَرُورِة الإِجْتِهَادٌ فِي الحَيَاة 1/ خُطُورِة الخُوف : ===================== الخَوف غَرِيزَة طَبِيعِيِّة .. الله وَضَعْ فِي الإِنْسَان غَرَائِز هَدَفْهَا حِفْظ نُوع الإِنْسَان .. مِنْ ضِمْن هذِهِ الغَرَائِز الخُوف .. الطَّعَام .. حُبْ الحَيَاة .. الشَّهْوَة .. وَقَدْ سَمَحَ الله أنَّ حَيَاة الإِنْسَان تَسْتَمِر عَنْ طَرِيقٌ الغَرَائِز .. لِذلِك الخُوف غَرِيزَة طَبِيعِيِّة .. وَإِنْ لَمْ نَشْعُر بِخُوف قَدْ نَتَهَوَرٌ وَنَتَعَرَّض لأِخْطَار كَثِيرَة .. لكِنْ الله وَضَعْ الخُوف لِيَقِينَا مِنْ الأخْطَار .. لكِنْ عِنْدَمَا يَتَحَوَّل الخُوف إِلَى عَدَم إِيمَان وَفُقْدَان سَلاَمٌ يَكُون خُوف مَرَضِي وَبَدَلاً مِنْ أنْ يَكُون لِلسَّلاَمَة يَكُون لِلإِضْطِرَاب وَهذَا يُدَمِر الإِنْسَان وَيَنْزَع مِنْهُ الثِّقَة فِي الله وَفِي نَفْسُه وَفِي النَّاس .. لِذلِك هُنَاك خَطَر شِدِيد مِنْ الخُوف الزَّائِد . نَحْنُ فِينَا نِسْبَة فِي الثَّانَوِيَّة العَامَّة يَشْعُرُون بِخُوف مِنْ المَجْمُوع .. مِنْ الجَامْعَة .. مِنْ المُسْتَقْبَل .. الخُوف فِي حَدٌ ذَاتُه عَدَم إِيمَان .. نَحْنُ لاَ نُرِيد أنْ نَتَغَافَل الخُوف بَلْ نُرِيد أنْ نِلاَشِيه .. الخُوف يُدَمِر حَيَاة الإِنْسَان .. وَالْمَسِيح نَفْسُه عَاتِب التّلاَمِيذ عِنْدَمَا تَعَرَّضُوا لِلخَطَر وَخَافُوا وَقَالَ لَهُمْ ﴿ مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا ﴾ ( مر 4 : 40 ) .. الإِيمَان لاَ يَجْتَمِع أبَداً مَعَ الخُوف .. الخُوف يُدَمِر النَّفْس وَيَجْعَل الإِنْسَان عَاجِز عَنْ مُوَاجَهِة الصُعُوبَات .. فَإِنْ كُنَّا نِمْتِحِنْ فَلْنَمْتَحِنْ .. وَإِنْ كُنَّا نَسْتَذْكِر فَلْنَسْتَذْكِر وَنَحْنُ فِي يَدْ الله .. الخُوف يَتَسَلَّل لِلحَيَاة مِثْل لِص تَسَلَّل إِلَى بَيْتَك وَيَسْرِق كُلَّ مَا فِيهِ هكَذَا الخُوف يَسْرِق كُلَّ الطَّاقَات .. يَسْرِق أغْلَى مَا عِنْدَك دُونَ أنْ تَدْرِي لِذلِك وَضَعَ يَسُوع مِنْ ضِمْن شُرُوط دُخُول السَّمَاء أنْ لاَ يَكُون بِهَا خَوَافِينْ .. هُوَ قَالَ ﴿ لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ ﴾ ( يو 14 : 27 ) .. ﴿ أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا ﴾ ( يو 6 : 20 ) .. الله يُرِيدَك أنْ تَعِيش فَرْحَان .. الخُوف يُدَمِر الإِنْسَان وَيَفْصِلُه عَنْ الله . لاَبُدْ أنْ نَعْلَمْ أنَّ الخُوف هُوَ ثَمَرِة الخَطِيَّة .. قَبْل سُقُوط أبِينَا آدَم كَانَ لاَ يَعْرِف الخُوف حَتَّى أنَّهُ عَاش مِتْصَالِحٌ مَعَ كُلَّ الخَلِيقَة بِمَا فِيهَا الحَيَوَانَات الشَرِسَة لكِنْ مُجَرَّدٌ أنْ دَخَلِتْ الخَطِيَّة أحْدَثِتْ تَغْيِير فِي كَيَان الإِنْسَان فَتَسَلَّطِتْ الغَرِيزَة عَلَى الإِنْسَان وَصَارَ يَحْمِي نَفْسُه بِنَفْسُه بَدَلاً مِنْ أنْ يَحْمِيه الله .. فَخَاف وَتَوَتَّر . 2/ عِلاَج الخُوف : =================== عِلاَج الخُوف هُوَ الإِيمَان وَالثِّقَة وَأنْ تَشْعُر أنَّ الله مَوْجُودٌ .. جَيِّدٌ أشْعِيَاء النَّبِي عِنْدَمَا يَقُول ﴿ هُوَذَا اللهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ ﴾ ( أش 12 : 2 ) .. الخُوف لاَ يَجْتَمِع مَعَ الإِيمَان وَمِنْ ألْقَاب الله * مُحِب البَشَر الصَّالِحٌ * .. نَحْنُ عَمَل يَدِيه فَهُوَ الَّذِي دَبَّر كُلَّ إِحْتِيَاجَاتْنَا بِغِنَى يَتْرُكْنَا لِغِيرُه ؟ كَيْفَ يَتْرُكْنَا لِغِيرُه ؟!! نَحْنُ فِي يَدْ الله حَبِيبْنَا الَّذِي * يَصْنَع مَعَنَا أكْثَر مِمَّا نَسْأل أوْ نَفْهَمْ * ( مَا يَقُولُه الكَاهِن فِي مُقَدِّمَة القِسْمَة ) .. الله غِير قَاسِي وَلاَ يُرِيدْ أنْ يَهْدِمْنِي بَلْ هُوَ وَسِيلِة فَرَحٌ وَإِيمَان بَلْ قُلْ لَهُ دَبِّر حَيَاتِي كَمَا تَشَاء وَثِقٌ أنَّهُ يَفْعَل أكْثَر مِمَّا نَطْلُب . لكِنْ أحْيَاناً نِعِيش مَعَ الله بِشُرُوط .. لاَ .. إِجْتَهِدٌ وَإِنْتَ مِسَلِّم لُه كُلَّ أُمُورَك .. الله يُرِيدْ أنْ يِفَرَّحَك .. هُوَ رَاعِي صَالِحٌ .. المُدَبِر كُلَّ أُُمور حَيَاتْنَا مِنْ كِسَاء وَغِذَاء وَطَبِيعَة وَشَمْس وَ ...... هَلْ لاَ يُدَبِر سَائِر أُمور حَيَاتْنَا ؟!! يُحْكَى عَنْ تِلْمِيذ وَمُعَلِّمُه كَانَا فِي زِيَارَة لِعَمَل هَام وَكَانَ المُعَلِّم قَلِقٌ جِدّاً بَيْنَمَا التِّلْمِيذ كَانَ نَائِم وَمُطْمَئِنْ وَكُلَّمَا إِسْتَيْقَظْ وَجَدٌ مُعَلِّمُه غِير نَائِم وَقَلِقٌ جِدّاً .. فَقَالَ التِّلْمِيذ لِمُعَلِّمُه يَا أبِي هَلْ تَثِقٌ أنَّ الله يُدَبِر الخَلِيقَة مِنْ يُوم خَلِيقَتِهِ ؟ أجَابَ المُعَلِّم نَعَمْ .. قَالَ التِّلْمِيذ إِذاً دَعَهُ يُدَبِرْهَا اليُّوم وَنَام . سَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة الثَّالِث لَهُ كَلِمَات جَمِيلَةٌ هِيَ * رَبِّنَا مَوْجُودٌ * .. * مِسِيرْهَا تِنْتِهِي * .. عِنْدَمَا يُحَاوِل عَدُّو الخِير أنْ يَزْرَع فِينَا رُوح الخُوف وَالقَلَقٌ قُلْ لَهُ * رَبِّنَا مَوْجُودٌ وَمِسِيرْهَا تِنْتِهِي * .. الله يُرِيدْ أنْ يَتْرُك لَك تِذْكَار جَمِيلٌ أنَّهُ أخْرَجَك مِنْ الشِّدَّة فَتَنْسَى الشِّدَّة وَتَتَذَكَّر يَدَهُ الحَانِيَة .. وَأيْضاً عِنْدَمَا يَدْخُل فِينَا رُوح الخُوف يُعَاتِبْنَا الله وَيَقُول ﴿ تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو .. لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ ﴾ .. فَتَتَغَذَّى وَتَنْمُو فَهَلْ أنْتَ لأِنِّي أعْطَيْتَك عَقْل تُفَكِّر بِهِ تَقْلَقٌ وَتَخَاف ؟ هذِهِ الزَّنَابِق جَمِيلَةٌ جِدّاً حَتَّى أنَّ الله قَالَ ﴿ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا ﴾ ( لو 12 : 27 ) .. وَأجْمَل فَنَّان هُوَ مَنْ يَعْرِف أنْ يَرْسِم وَرْدَة تَبْدُو حَقِيقِيَّة .. الَّذِي يُبْدِع يَقْتَرِب مِنْ الزُّرُوع وَالطَّبِيعَة كَيْ يُبْدِع .. فَكَيْفَ نَخَاف نَحْنُ ؟ بُولِس الرَّسُول يَقُول ﴿ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ ﴾ ( في 4 : 7 ) .. السَيِّد الْمَسِيح لَهُ المَجْد بَعْد القِيَامَة وَجَدٌ التَّلاَمِيذ خَائِفِين فَقَالَ لَهُمْ ﴿ سَلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ .. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ ﴾ ( يو 14 : 27 ) .. حَيَاتَك فِي يَدْ الله وَلَيْسَتْ فِي يَدْ آخَر غَيْرُه .. الَّذِي يُرِيدْ أنْ يُؤذِيك لَنْ يُؤذِيك إِلاَّ بِسَمَاح مِنْ الله . يُحْكَى أنَّ القِدِيس أبُو مَقَّار كَانْ رَافِع يَدِيه لِلصَّلاَة .. وَحَاوِل عَدُّو الخِير أنْ يُحَارِبُه بِالكَسَل أوْ التَّعَبْ أوْ الفِكْر كَيْ يَتَرَاجَعْ عَنْ الصَّلاَة لكِنَّهُ لَمْ يَنْجَح فَظَهَرَ لَهُ وَمَعَهُ سِكِّين وَاتَجَهَ نَحْوَهُ بِسُرْعَة مُتَظَاهِر أنَّهُ سَيَقْطَعْ يَدَيْهِ المَرْفُوعَة لَعَلَّهُ يَخَاف وَيُخْفِض يَدَيْهِ .. لكِنْ أبُو مَقَّار قَالَ لَهُ بِثَبَات وَعُذُوبَة * تَفَضَّل إِقْطَعْهَا .. إِنْ كَانَ الله سَمَحَ لَك أنْ تَقْطَعْهَا فَلْتَقْطَعْهَا وَإِنْ لَمْ يَسْمَح لَك فَلَنْ تَسْتَطِيعْ * . أنْتَ تَسْتَذْكِر وَتُفَكِّر فِي مُسْتَقْبَلَك أوْ فِي أي شِئ يُقْلِقَك .. قُلْ لِعَدُّو الخِير إِنْ سَمَحَ الله بِذلِك فَلْيَسْمَح وَإِنْ لَمْ يَسْمَح فَلَنْ يَحْدُث شِئ مِمَّا يُقْلِقْنِي .. الله يَسْمَح لَنَا بِتَجَارُب وَضِيقَات كَيْ تَكُون فُرْصَة لأِخْتِبَار مَحَبِّتُه وَقُوِتُه لِنَخْرُج بِرَصِيد إِيمَان وَثِقَة فِي قُدْرِتُه .. أرْمِيَا النَّبِي كَانَ إِنْسَان حَسَّاس وَيَخَاف .. هذِهِ طَبِيعَة فِيهِ لكِنْ الله يُقَدِّس كُلَّ الطِبَاع الهَادِئ وَالخَوَّاف وَالمُتَهَوِر وَالمُنْدَفِع وَ ....... الكُلَّ بُولِس وَيُوحَنَّا وَأنْدَرَاوِس وَفِيلُبُّس وَتُومَا وَبُطْرُس وَ ........ قَالَ الله لأِرْمِيَا النَّبِي ﴿ فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدُِرُونَ عَلَيْكَ لأَِنِّي أَنَا مَعَْكَ يَقُولُ الرَّبُّ لأُِنْقِذَكَ ﴾ ( أر 1 : 19) .. هُوَ فِي يَدْ الله . يَقُول الكِتَاب أنَّ شَاوُل المَلِك كَانَ مُهْتَز نَفْسِياً وَقَدْ تَعَرَّض دَاوُد النَّبِي مِنْهُ لأِخْطَار كَثِيرَة .. تَخَيَّل شَاوُل المَلِك يَتْرُك كُلَّ أُمور المَمْلَكَة وَالأعْدَاء وَرَوَاتِبْ العَامِلِينْ فِيهَا وَالأُمور السِيَاسِيَّة وَالإِقْتِصَادِيَّة وَ ....... وَيَنْظُر لِدَاوُد !! بَلَدْ بِجِيشْهَا تُطَارِدٌ شَخْص وَاحِدٌ هُوَ دَاوُد .. كَيْفَ يَكُون حَالُه ؟ لَوْ إِنْسَان وَاحِدٌ يِطَارْدُه .. لَوْ عِصَابَة تِطَارْدُه .. يِخَاف .. لكِنْ دَاوُد يِقُول ﴿ فِي هذَا أَنَا مُطْمَئِنٌ ﴾ ( مز 27 : 3 ) .. أنَا وَاثِق أنَّ حَيَاتِي لَيْسَتْ فِي يَدْ شَاوُل وَإِنْ سَمَح لَهُ الله فَلْيَكُنْ .. حَتَّى أنَّ الله بِالفِعْل حَفَظَهُ وَقَالَ أنَّ حَيَاتُه مَحْفُوظَة فِي حِزْمِة الحَيَاة ( 1صم 25 : 29 ) . قِصِّة يُوسِف العَفِيف تَبْدُو فِيهَا حَيَاتُه أنَّهَا فِي يَدْ إِخْوَتُه لكِنَّهَا كَانَتْ فِي يَدْ الله وَلَمْ يَتْرُكُه الله .. يَدْخُل السِّجْن وَيَتَقَابَلْ مَعَ رَئِيس السُّقَاة وَيُفَسِّر لَهُ حِلْمُه وَيَقُول لَهُ أُذْكُرْنِي أمَام فِرْعُون وَيَنْسَى رَئِيسُ السُّقَاة .. يَقُول يُوسِف لله لِمَاذَا نَسَى رَئِيسُ السُّقَاة ؟ يُجِيبُه الله إِنْتَظِر .. وَبِالفِعْل يُحَوِّل لَهُ الله الشَّر إِلَى خِير .. حَيَاتُه فِي يَدْ الله وَلَيْسَتْ فِي يَدْ أحَدٌ .. ثِقٌ أنَّك حَتَّى وَإِنْ كُنْت فِي ضِيقَة فَلَنْ يَتْرُكَك الله . تَحْكِي الكِنِيسَة تِذْكَار أُعْجُوبَة صَنَعْهَا الله لِلقِدِيس أثَنَاسْيُوس الرَّسُولِي فِي فِتْرِة حُكْم إِبْن المَلِك قُسْطَنْطِينْ – وَكَانَ آرْيُوس – وَيَعْرِف أنَّ أثَنَاسْيُوس ضِدٌ آرْيُوس فَحَاوِل أنْ يَقْتُلُه لكِنْ الجَمِيع حَذَّرَهُ لأِنَّ أثَنَاسْيُوس كَانَ لَهُ أتْبَاع كَثِيرُون .. وَكَانَ لِقُسْطَنْطِينْ المَلِك إِبْنَان آخَرَان مُلُوك وَمِنْهُمَا مَنْ يَتْبَع أثَنَاسْيُوس وَإِنْ حَاوِل قَتْل أثَنَاسْيُوس قَدْ تَنْقَلِب مَمَالِك عَلَى بَعْضَهَا .. فَإِهْتَدَى فِكْرُه إِلَى فِكْرَة عَجِيبَة .. وَضَعْ أثَنَاسْيُوس فِي قَارِب صَغِير وَتَرَكَهُ فِي المُحِيط بِدُون مَاء أوْ طَعَام لَعَلَّهُ يَمُوت إِمَّا بِالجُوع أوْ العَطَش أوْ الغَرَق لأِنَّ القَارِب كَانَ صَغِير عَلَى قُوِّة مِيَاه المُحِيط .. لكِنْ أثَنَاسْيُوس لَمْ يَخَاف بَلْ كَانَ يَثِقٌ بِالله فَسَاقَ الله رِيح إِتَّجَهَتْ بِالقَارِب إِلَى الأسْكَنْدَرِيَّة مَرْكَز كُرْسِي القِدِيس أثَنَاسْيُوس .. تَخَيَّل النَّاس تَرَى قَارِب صَغِير يَقْتَرِب بِهِ أثَنَاسْيُوس رَافِعْ يَدَيْهِ يُصَلِّي مُطْمَئِنْ . نَحْنُ لَسْنَا فِي يَدْ بَشَر أوْ ظُرُوف بَلْ نَحْنُ فِي يَدْ الله المُدَبِرَة كُلَّ أُمور حَيَاتْنَا .. قَدْ تَتَحَوَّل مَرْحَلِة الدِّرَاسَة فِي حَيَاتْنَا إِلَى مَرْحَلَة جَمِيلَةٌ لأِخْتِبَار سَلاَمٌ الله .. إِنْ كَانَ الشَّعْب قَدْ حَزَنْ لأِنَّ البَابَا أثَنَاسْيُوس قَدْ يَمُوت فِي القَارِب وَسَطْ المُحِيط إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يَشْعُر أنَّهُ فِي يَدْ الله وَأنَّ يَدْ الله تَحْرُسُه فِي القَارِب وَتَحُوطُه وَكَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ فَوْقَ الْعَالِي عَالِياً يُلاَحِظُ وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا ﴾ ( جا 5 : 8 ) . الَّذِينَ عَاشُوا فِي البَرَارِي وَسَطْ وُحُوشْهَا فِي تَجَانُس مَعَهَا هَلْ كَانُوا يَشْعُرُون بِخُوف ؟ .. لاَ .. كَانُوا فِي يَدْ الله وَكَمَا قَالَتْ السَيِّدَة العَذْرَاء ﴿ هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ .. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ﴾ ( لو 1 : 38 ) .. العَبْد يَصْنَعْ مَشِيئِة سَيِّدُه .. قُلْ لَهُ أنَا عَبْدَك .. جَيِّدٌ أنْ تَضَعْ إِرَادَتَك فِي يَدْ الله وَتُسَلِّم كُلَّ أُمورَك لِيَدُه ..عِنْدَمَا أمَرَ الله أبُونَا إِبْرَاهِيم بِذَبْح إِسْحَق سَلِّم وَسَلِّم أيْضاً إِسْحَق وَإِنْ كَانَ الأمر صَعْب لكِنْ هُنَاك ثِقَة فِي يَدْ الله . عَدُّو الخِير يسْتَثْمِر الخُوف فِينَا لِنَحْيَا فِي إِضْطِرَاب وَنِبْعِد عَنْ الله وَيَنْزَع سَلاَمْنَا وَنَنْحَصِر فِي دَائِرَة فِكْرِنَا وَقُدْرَاتْنَا .. لكِنْ الله يُرِيدْنَا أنْ نَنْظُر لِقُدْرَاتُه هُوَ .. البَابَا كِيرِلُس السَّادِس لَهُ مَقُولَة جَمِيلَة هِيَ ﴿ كُنْ مُطْمَئِنْ جِدّاً جِدّاً وَلاَ تُفَكِّر فِي الأمر بَلْ دَع الأمر فِي يَدْ صَاحِب الأمر ﴾ .. وَعِنْدَمَا كَانَتْ تُوَاجِهَهُ مَشَاكِل كَانَ يُوَزَعْهَا عَلَى القِدِّيسِين .. مُشْكِلَة سَرِيعَة يَدَعْهَا لِمَارِجِرْجِس .. مُشْكِلَة هَادِئَة يَدَعْهَا لِلسَيِّدَة العَذْرَاء .. جَيِّدٌ أنْ تَكُون حَيَاتَك فِي يَدْ الله . 3/ ضَرُورِة الإِجْتِهَادٌ فِي الحَيَاة : ==================================== نَحْنُ نَقُول أنْ لاَ نَخَاف لَيْسَ لِلإِسْتِهْتَارٌ بَلْ لِنَطْمَئِنْ لكِنْ لاَبُدْ أنْ نَكُون أُمَنَاء .. نِتْعَبْ وَنَحْنُ مُطْمَئِنِينْ .. الله يُرِيدْ أنْ يَرَى أمَانَتِي وَقَدْرٌ مَا أُعْطِيه .. الله يَقْبَل أي تَقْدِمَة مَادَامَتْ عَلَى قَدْر طَاقَتَك .. فِي مُعْظَم مُعْجِزَات السَيِّد الْمَسِيح كَانَ يَنْتَظِر دُور مِنْ الإِنْسَان وَلَوْ بَسِيط .. إِنْسَان يَدُه يَابِسَة يَسْألُه يَسُوع مُدٌ يَدَك ( مت 12 : 13) .. كَيْفَ يَا الله يَمِدَّهَا وَهيَ يَابِسَة ؟ لَوْ كَانَتْ مُتَحَرِكَة لِمَا ذَهَبَ لِيَسُوع .. المَفْرُوض أنْ يَشْفِيه أوَّلاً ثُمَّ يَقُول لَهُ مُدٌ يَدَك .. لاَ .. الله يُرِيدْ دُور مِنْ الإِنْسَان .. عِنْدَمَا يُقِيم لِعَازَر مِنْ المُوت يَقُول لَهُمْ إِرْفَعُوا الحَجَر ( يو 11 : 39 ) .. يَا الله الَّذِي يُقِيم مَيْتٌ قَادِرٌ أيْضاً أنْ يَرْفَع الحَجَر .. لكِنَّهُ يُرِيدْ مِنَّك دُور .. تِشَارْكُه فِي العَمَل . أنْتَ مِدٌ يَدَك وَهُوَ يِكَمِل .. أنْتَ تِرْفَع الحَجَر وَهُوَ يُقِيم المَيْتٌ .. أنْتَ تُقَدِّم الخَمَس خُبْزَات وَالسَّمَكْتِينْ وَهُوَ يِشَبَّعْ .. المَوْلُودٌ أعْمَى يَضَعْ الله عَلَى عَيْنَيْهِ طِين وَيَقُول لَهُ إِذْهَب إِغْتَسِل ( يو 9 : 7 ) .. كَانَ يُمْكِنُه أنْ يَعْمَل المُعْجِزَة كَامِلَة وَلاَ يَطْلُب مِنْهُ أنْ يَذْهَب لِيَغْتَسِل لكِنْ الله يَقُول أنَا أفْعَل جُزْء وَهُوَ يَفْعَل جُزْء .. الله يُحِبْ أنْ أُشَارِكُه العَمَل .. فَعِش فِي تَدْقِيقٌ وَأمَانَة وَثِقَة أنَّ الله يَعْمَل وَلَيْسَ أنْتَ .. مَنْ الأهَمْ الله أم نَحْنُ ؟ أم .. نَحْنُ أم الله ؟ .. عِنْدَ عُبُور نَهْر الأُردُن قَالَ الله لَهُمْ أُعْبُرُوا الأُردُن .. وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ شُقَّ لَنَا المَاء أوَّلاً ثُمَّ نَعْبُر نَحْنُ .. وَهُوَ يَقُول لَهُمْ أُعْبُرُوا أنْتُم أوَّلاً .. يُقَال أنَّ الأُردُن لَمْ يَنْشَقٌ قَبْل دُخُول أرْجُلَهُمْ فِيهِ أوَّلاً .. الله يَقُول لَك ضَعْ قَدَمِيك وَأنَا سَأعْمَل .. بَعْدَكُمْ مِنْ الخَطَوَات سَتَشُقٌ المَاء ؟ يَقُول لَيْسَ لَك أنْ تَعْرِف لكِنْ ثِقٌ أنَّهُ مُنْتَظِر عَمَلَك وَإِنْ سَمَح أنَّكَ تَعْبُر سَتَعْبُر وَإِنْ سَمَح أنَّكَ تِغْرَق سَتَغْرَق بِأمرُه .. المُهِمْ أنْ نَتَقَدَّم لِلعَمَل بِثِقَة وَاطْمِئْنَان وَهُوَ يَشُقٌ أوْ لاَ يَشُقٌ الأُرْدُن فَهذَا عَمَلُه . الله يُحِبْ أنْ يَرَى مِنَّا ثِقَة وَعَمَل .. الله يَعْمَل مَعَ الضُّعَفَاء وَالغِير قَادِرِينْ لكِنْ لاَ يَعْمَل مَعَ الكَسَالَى وَعَدِيمِي الإِيمَان .. الله يُعْطِينَا خِبْرَة جَمِيلَةٌ مِنْ خِلاَل ضَعْفِنَا وَقَالَ لَهُ أتُؤمِنْ ؟ قَالَ أُؤمِنْ يَا سَيِّد فَأعِنْ ضَعْف إِيمَانِي ( مر 9 : 23 – 24 ) .. أنَا دُورِي ضَعِيف لكِنْ أنْتَ تَعْمَل يَا الله .. الله يُرِيدْ أنْ يُحَوِّل أنْظَارْنَا إِلِيه .. أي رُوح خُوف تِدْخُلَك تَذَكَّر آيَة أوْ عَمَل مِنْ الله .. هُوَ قَالَ سَلاَماً أتْرُكُ لَكُمْ سَلاَمِي أنَا أُعْطِيكُمْ ( يو 14 : 27 ) .. التَّذَكُّر بِمَوَاعِيد الله أكْثَر شِئ يِفَرَّحْنَا وَيُخْزِي أفْكَار العَدُّو .. تَذَكَّر أنَّ الله حَافْظَك وَحَافِظْ كُلَّ شُعُور رُؤُوسْنَا وَحَيَاتْنَا فِي يَدُه . يُحْكَى عَنْ المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل أنَّهُ فِي نِهَايِة حَيَاتُه كَانَ مَرِيض وَكَانَ العِلاَج يَجْعَل شَعْرُه يَتَسَاقَطْ وَكَانَتْ زَوْجَتُه تَحْزَنْ وَتَمْنَعُه أنْ يَمُدٌ يَدُه نَحْو ذَقْنُه حَتَّى لاَ يَتَسَاقَطْ الشَّعْر كَمَا تَخَيَّلَتْ .. وَفِي أحَدٌ الأيَّام وَضَعَ يَدَهُ عَلَى ذَقْنُه فَسَقَطَتْ كِمِيِّة شَعْر كِبِيرَة فَحَزِنَتْ زَوْجَتُه وَبَكَتْ .. فَقَالَ لَهَا هَلْ تَرِينَ هذَا الشَّعْر المُتَسَاقِطْ وَلاَ شَعْرَه مِنْهُمْ سَقَطَتْ إِلاَّ بَعْد أنْ إِسْتَأذِنِتْ .. نَحْنُ فِي كُلَّ أُمور حَيَاتْنَا نَسِير بِإِذْن مِنْ الله وَهيَ فُرْصَة يَضَعْهَا الله لِيَزِيدْ مِنْ قُوِّة إِيمَانَنَا .. قُلْ لله أنَا فَرِح بِكُلَّ أُمورِي لأِنِّي أخْتَبِر يَدَك فِي حَيَاتِي . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

الخطية وكيف نغلبها

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِدٌ آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الأنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين رَبِّنَا يَسُوع قَالَ لَنَا كَلِمَة أنَّ مَنْ يَفْعَل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة ( يو 8 : 34 ) .. لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ ثَلاَثَة نِقَاط : (1) مَا هِيَ الخَطِيَّة ؟ ======================= الخَطِيَّة جَايَة مِنْ كَلِمَة خَطَأ .. وَخَطَأ يَعْنِي غَلَط .. فَالخَطِيَّة هِيَّ الغَلَط .. وَالغَلَط عَكْس الصَّح .. يُبْقَى الخَطِيَّة هِيَّ الغَلَط .. وَالغَلَط دَه فِي مِين ؟ الغَلَط دَه فِي ثَلاَث حَاجَات :0 أ/ ضِدٌ رَبِّنَا ب/ ضِدٌ نَفْسِي ج/ ضِدٌ الكِنِيسَة لأِنْ أنَا لَمَّا بَغْلَط فِي رَبِّنَا يُبْقَى بَغْلَط فِي الكِنِيسَة لأِنْ الْمَسِيح هُوَ رَأس الكِنِيسَة .. فَلَوْ أنَا غِلِطْت فِي الرَّأس يُبْقَى غِلِطْت فِي الجِسْم .. يُبْقَى الخَطِيَّة هِيَ الخَطَأ .. يُبْقَى الخَطِيَّة ضِدٌ نَفْسِي وَضِدٌ رَبِّنَا وَضِدٌ الكِنِيسَة .. يِقُولُوا كِدَه إِنْ اللِّي يِعْمِل الخَطِيَّة يِعْمِل التَّعَدِّي ( 1يو 3 : 4 ) .. وَالتَّعَدِّي يَعْنِي مُخَالْفَة " وَاحِدٌ تَعَدَّى حَاجَة يَعْنِي خَالِفْهَا " .. وَالتَّعَدِّي أيْضاً يَعْنِي إِنْ الوَاحِدٌ تَجَاوَز حُدُودُه وَهذِهِ هِيَ الخَطِيَّة . الخَطِيَّة يَعْنِي الإِنْسَان بِيِعْمِل الخَطَأ .. يَعْنِي الإِنْسَان بِيِغْلَط فِي نَفْسُه وَفِي رَبِّنَا وَفِي الكِنِيسَة .. الخَطِيَّة هِيَّ التَّعَدِّي .. لَمَّا الوَاحِدٌ بِيِعْمِل الخَطِيَّة بِيَتَعَدَّى عَلَى رَبِّنَا فَلَّمَا يِتْعَدَّى عَلَى رَبِّنَا بِيِنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا .. وَلَمَّا يِنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا وَرَبِّنَا هُوَ الحَيَاة يُبْقَى هُوَ بِيْمُوت .. يُبْقَى الخَطِيَّة هِيَّ المُوت .. وَالخَطِيَّة هِيَّ التَّعَدِّي .. يَعْنِي الإِنْسَان الخَاطِي هُوَ فِي الحَقِيقَة مَيْتٌ لكِنْ شَكْلُه عَايِش بَسْ هُوَ مَيْتٌ .. مَيْتٌ لِيه ؟ لأِنُّه لَمَّا غِلِط إِنْفَصَل عَنْ رَبِّنَا .. وَلَمَّا إِنْفَصَل عَنْ رَبِّنَا وَرَبِّنَا هُوَ رَئِيس الحَيَاة .. مَصْدَرٌ الحَيَاة .. لَمَّا إِنْفَصَل عَنْ رَبِّنَا اللِّي هُوَ مَصْدَرٌ الحَيَاة فَرَاحٌ هُوَ مَات .. زَي بَالظَّبْط كِدَه جِبنَا فَرْع شَجَرَة قَطَفْنَاه مِنْ شَجَرَة لَمَّا قَطَفْنَاه يِمُوت .. اللِّي بِيِعْمِل الخَطِيَّة بِيِنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا وَلَمَّا بِيِنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا بِيْمُوت .. هذِهِ هِيَ الخَطِيَّة .. الخَطِيَّة تَعَدِّي .. الخَطِيَّة مُوت .. الخَطِيَّة إِنْفِصَال عَنْ رَبِّنَا .. الخَطِيَّة بَغْلَط فِي نَفْسِي .. وَبَغْلَط فِي رَبِّنَا .. وَبَغْلَط فِي الكِنِيسَة .. الخَطِيَّة عُبُودِيَّة . (2) إِزَّاي بِنُقَعْ فِي الخَطِيَّة ؟ ================================ نُقَعْ فِي الخَطِيَّة بِأكْثَر مِنْ طَرِيقَة .. الإِنْسَان رَبِّنَا خَلَقُه عَلَى صُورْتُه وَمِثَالُه .. فِي القَدَاسَة .. فِي الحَقَّ .. فِي الحُرِّيَّة .. فِي الحُبْ .. فِي الطَّهَارَة .. فِي كُلَّ حَاجَة رَبِّنَا خَلَقٌ الإِنْسَان عَلَى صُورْتُه وَمِثَالُه .. فِي كُلَّ شِئ .. عَشَانْ كِدَه الإِنْسَان فِي الخَطِيَّة بِيَفْقِد هذِهِ الصُّورَة .. بِتَتَشَوَه المَعَالِمْ .. الإِنْسَان بِيِغْلَط إِزَّاي ؟ فِي جُوَّانَا بَعْض مُيُول عَطِيهَا لِينَا قَصْدُه بِهَا يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا .. زَي الأكْل عَشَانْ خَاطِر رَبِّنَا يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا حَبِّنَا إِنْ إِحْنَا نَأكُل فَحَبْ لَمَّا نَأكُل يَكُون عَنْدِنَا دَافِعْ مِنْ جُوَّانَا إِنْ إِحْنَا نَأكُل هذَا الدَّافِعْ إِسْمُه غَرِيزَة .. فَرَبِّنَا عَشَانْ بِيحِبِّنَا أعْطَانَا غَرِيزِة الأكْل عَشَانْ نَأكُل وَيِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا فَجَعَلْ فِينَا غَرِيزِة الأكْل . فَرَبِّنَا سَمَحٌ مِنْ كَثْرِة مَحَبِّتُه عَشَانْ يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا جَعَلْ الطُّرُقٌ اللِّي يِحَافِظْ بِهَا عَلَى حَيَاتْنَا مُرْتَبِطَة بِالغَرَائِز .. فَرَبِّنَا سَمَحٌ أنْ تَكُون الحَاجَات اللِّي تِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا مُرْتَبِطَة بِالغَرِيزَة .. فِيهَا لَذَّة ( حَاجَة لَذِيذَة ) نَمِيل لَهَا .. فَرَبِّنَا عَشَانْ يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا رَبَطْ حَيَاتْنَا بِغَرَائِز تِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا وَجَعَل كُلَّ غَرِيزَة مُرْتَبِطَة بِلَذَّة عَشَانْ خَاطِر نَلْجَأ إِلَيْهَا عَشَانْ نِحَافِظْ عَلَى حَيَاتْنَا .. لأِنْ لَوْ الإِنْسَان لاَ يُوْجَدٌ عَنْدُه مِيل أوْ لَذَّة إِنُّه يَأكُل وَيُرْفُض الأكْل مَعَ مُرُور الأيَّام يِمُوت .. فَرَبِّنَا جَعَلْ الغَرِيزَة مُرْتَبِطَة بِالحَيَاة مُرْتَبِطَة بِلَذَّة . كذَلِك الخُوف غَرِيزَة رَبِّنَا عَطِيه لِينَا عَشَانْ نِحَافِظْ بِه عَلَى حَيَاتْنَا .. فَجَعَلْ الإِنْسَان عَنْدُه لَذَّة وَرَغْبَة فِي إِنُّه يِدَافِعْ عَنْ حَيَاتُه .. وَجَعَلُه يِمِيل إِلَى أنَّهُ يُبْقَى عَنْدُه غَرِيزِة الخُوف اللِّي يِحْفَظْ بِهَا حَيَاتُه مِنْ أي خَطَر .. لِذلِك بِالرَّغْم مِنْ إِنْ الخُوف شِئ مُخِيف إِلاَّ أنَّهُ فِيهِ لَذَّة .. زَي مُمَارَسَة الإِنْسَان لِلألْعَاب المُرْعِبَة مَثَلاً بِالرَّغْم مِنْ إِنْ فِيهَا رُعْب لكِنْ فِيهَا لَذَّة .. فَرَبِّنَا جَعَلْ كُلَّ غَرِيزَة يِحَافِظْ بِهَا عَلَى حَيَاتْنَا مُرْتَبِطَة بِلَذَّة حَتَّى الخُوف .. كذَلِك الشَّهوَة .. رَبِّنَا عَطِينَا الشَّهوَة غَرِيزَة يِحَافِظْ بِهَا عَلَى الحَيَاة .. عَشَانْ رَبِّنَا جَعَلْ الغَرِيزَة فِيهَا شَهْوَة يِحَافِظْ بِهَا عَلَى الحَيَاة جَعَلْ فِيهَا لَذَّة . كُلَّ غَرَائِز الإِنْسَان رَبِّنَا عَطَاهَا عَشَانْ يِحَافِظْ بِهَا عَلَى الإِنْسَان وَحَيَاتُه تَسْتَمِر فَجَعَلْهَا مَرْبُوطَة بِغَرِيزَة وَمَرْبُوطَة بِلَذَّة .. مَنْ الَّذِي إِسْتَغَل هذِهِ اللَذَّة ؟ الشَّيْطَان .. فِمِسِك الشَّيْطَان الإِنْسَان مِنْ الأكْل وَمِنْ الشَّهْوَة وَمِنْ الخُوف وَفِضِل يِحَارِب الإِنْسَان رَغْم إِنَّهَا حَاجَات رَبِّنَا أعْطَاهَا لَهُ لأِنَّهُ بِيحِبُّه وَعَايِز يِحَافِظْ عَلِيه .. وَاسْتَغَل الشَّيْطَان نَفْس المُيُول اللِّي جُوَّه الإِنْسَان بَدَل مَا يِحِبْ بِهَا رَبِّنَا أكْثَر وَيُشْكُر رَبِّنَا أكْثَر أجْعَل الإِنْسَان يِبْعِد عَنْ رَبِّنَا أكْثَر وَيُحَارِب رَبِّنَا أكْثَر .. وَهذِهِ هِيَ الخَطِيَّة . إِذاً مَا هِيَ الخَطِيَّة ؟ الخَطِيَّة فِيه حَاجَة جُوَّايَا أنَا مُرْتَبِطَة بِالغَرِيزَة أوْ مُرْتَبِطَة بِأكْل أوْ مُرْتَبِطَة بِشَهْوَة أوْ مُرْتَبِطَة بِخُوف .. الحَاجَة اللِّي جُوَّايَا دِي رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ لِهَدَفْ كُوَيِس .. عَدُو الخِير يِحَاوِل يِحَوِّل الهَدَفْ دَه إِلَى هَدَفْ خَطَأ أوْ خَطِيَّة أوْ شَر .. فَنَفْس الحَاجَة اللِّي رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ عَشَانْ يِحِبِّنِي بِهَا عَدُو الخِير يِحَوِّلْهَا عَشَانْ الحَاجَة دِي تُبْقَى بِينِي وَبِينْ رَبِّنَا فَجْوَة وَيِفْصِلْنِي عَنْ رَبِّنَا .. زَي مَا عَمَل مَعَ أبُونَا آدَم رَبِّنَا عَطِيه الأكْل عَشَانْ يِعِيش بِه يِقُوم الشَّيْطَان يِحَارْبُه بِالأكْل عَشَانْ يِمُوت بِه .. رَبِّنَا أعْطَى الإِنْسَان الأكْل عَشَانْ يَأكُل وَيَشْكُر رَبِّنَا وَيِحِبْ رَبِّنَا .. الشَّيْطَان عَايْزُه يَأكُل عَشَانْ يِبْعِد عَنْ رَبِّنَا مِشْ عَشَانْ يُشْكُر رَبِّنَا لكِنْ عَشَانْ يِتْمَرَّدٌ عَلَى رَبِّنَا .. هذَا هُوَ الشَّيْطَان . بِنُقَعْ فِي الخَطِيَّة بِسَبَبِينْ .. سَبَبْ مِنْ جُوَّانَا .. وَسَبَبْ مِنْ بَرَّانَا .. مِنْ جُوَّانَا إِنْ فِينَا مُيُول رَبِّنَا عَطِيهَا لِينَا حِلْوَة الشَّيْطَان بِيحَاوِل يِسْتَخْدِمْهَا تُبْقَى غَلَطْ .. وَالشَّيْطَان يِغْوِينِي مِنْ بَرَّه وَمِنْ جُوَّه .. مِنْ بَرَّه يِحَاوِل يِشَكِّل لِيَّ الخَطِيَّة بِشَكْل مُغْرِي .. يوَرِّينِي مَنَاظِر كِدَه تِكُون نَاس هِيَّ أسَاساً بِتِعْمِل خَطَايَا وَشُرُور لكِنْ يِجِيبْهَا فِي صُورِة نَاس شَكْلُهُمْ جَمِيلٌ .. يِلْبِسُوا لِبْس عَلَى المُوْضَة .. بِيُرْقُصُوا .. بِيْغَنُّوا .. بِيِعْمِلُوا حَرَكَات تِغْرِينِي .. شَكْل جَمِيلٌ .. ألْوَان جَمِيلَةٌ .. مُوسِيقَى تَجْعَل الوَاحِدٌ يَتَجَاوَبْ مَعَهَا .. يَسْتَغِل العَدُّو حَاجَات يِحَارِب بِهَا الإِنْسَان مِنْ جُوَّاه .. عُمْر مَا الشَّيْطَان يِسَوَقٌ السِلْعَة بِتَاعْتُه بِطَرِيقَة وِحْشَة لكِنُّه يِسَوَقْهَا بِطَرِيقَة فِيهَا جَذْب .. فِيهَا إِغْرَاء .. عَشَانْ كِدَه إِسْمَهَا * غُوَايَة * .. يِحَاوِل يِجْعَل الحَاجَة مِنْ بَرَّه شَكْلَهَا جَذَّاب جِدّاً عَشَانْ أنَا أُغْوَى وَأحبْ إِنْ أنَا أخُذْهَا .. وَلَمَّا أحِبْ إِنْ أنَا أخُذْهَا أحِبْ إِنْ أنَا أكُلْهَا .. وَبَعْد مَا أحِبْ إِنْ أنَا أكُلْهَا أكْتِشِفْ إِنَّهَا بَعَدِتْنِي عَنْ رَبِّنَا .. هذِهِ هِيَ الخَطِيَّة . إِزَّاي بَقَعْ فِي الخَطِيَّة ؟ عَدُو الخِير بِيصَوَر لِيَّ حَاجَة إِنَّهَا شَكْلَهَا جَمِيلٌ وَحِلْو لكِنْ هِيَّ مِنْ جُوَّاهَا مُوت وَأنَا مِنْ جُوَّايَا عَنْدِي مُيُول رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ كَغَرَائِز عَشَانْ أأقَرَّب بِهَا لُه وَعَشَانْ يِحَافِظْ بِهَا عَلَى حَيَاتِي .. عَدُو الخِير يَأخُذ الغَرِيزَة عَشَانْ يِبْعِدْنِي عَنْ رَبِّنَا وَيحَارِبْنِي مِنْ بَرَّه بِشَكْل مُغْرِي عَشَانْ أنَا أزِيدْ فِي بُعْدِي عَنْ رَبِّنَا وَمِنْ هُنَا الإِنْسَان يُقَعْ فِي الخَطِيَّة .. وَيَحَاوِل يِغْوِينِي بِشَكْل مُغْرِي وَيوَقَعْنِي وَلَمَّا أنَا أأقَعْ أبْقَى مِتْضَايِقٌ .. إِزَّاي أزَعَلْ رَبِّنَا ؟ إِزَّاي أنْفِصِل عَنْ رَبِّنَا ؟ وَاقَعْ فِي صِرَاع فَيَسْتَغِل عَدُّو الخِير هذِهِ الحَالَة ( الصِرَاع ) وَيِحَارِبْنِي بِطَرِيقَة أصْعَبْ .. بِطَرِيقَة جِدِيدَة لكَيْ يِغْوِينِي أكْثَر وَيِشِدِّنِي أكْثَر وَأنَا سَايِبْ إِيد رَبِّنَا فَأجِدٌ نَفْسِي ضَعِيف أكْثَر فَأقَعْ أكْثَر .. مَرَّة فِي مَرَّة أجِدٌ نَفْسِي عَبْد مِشْ قَادِرٌ .. مُقَيَدٌ يِعْمِل الخَطِيَّة وَلاَ يُوْجَدٌ عَنْدُه إِرَادَة يَقُول لِلخَطِيَّة .. لأ .. يِخْضَعْ لِلخَطِيَّة وَهُوَ مَسْلُوب الإِرَادَة .. يَعْنِي الخَطِيَّة مَلَكِتْ عَلِيه لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَقُول لِلخَطِيَّة .. لأ .. أصْبَحِت الخَطِيَّة تُغْوِي الإِنْسَان وَتُغْرِيه وَلاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَرْفُض .. مَرَّة فِي مَرَّة سُلْطَان الخَطِيَّة يِزِيد جِدّاً وَإِرَادِة الإِنْسَان تُصْبِح ضَعِيفَة جِدّاً إِلَى أنْ تَنْهَار .. وَبَدَلْ مَا كَانْ العَدُّو الأوِّل يِغْرِينِي مِنْ بِعِيد أصْبَح الإِنْسَان عَبْد لُه .. يِوَقَعُه بِسُلْطَان .. أصْبَح يِوَقَعُه غَصْب عَنُّه .. أصْبَح يِغْلِب الإِنْسَان وَيِسْلِبُه إِرَادْتُه وَهذِهِ هِيَ عُبُودِيِة الخَطِيَّة وَمَرَارِة عُبُودِيِة الخَطِيَّة وَشِدِّة قَسْوِة سُلْطَان الخَطِيَّة .. وَهذِهِ هِيَ المُشْكِلَة الَّتِي يَقَعْ فِيهَا الإِنْسَان .. المُشْكِلَة المُرَّة الَّتِي يُسْتَعْبَدٌ الإِنْسَان فِيهَا لِلخَطِيَّة .. لِذلِك يَقُول إِنَّ مَنْ يَفْعَل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة .. فِيه عُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة يَصِل فِيهَا الإِنْسَان إِلَى دَرَجِة إِنُّه يِكُون مَسْلُوب الإِرَادَة .. نِفْسُه لاَ يَقَعْ فِي الخَطِيَّة وَلكِنْ لاَ يَسْتَطِيعْ لأِنَّ عَدُو الخِير إِسْتَغَل مُيُول الإِنْسَان اللِّي جُوَّاه وَفِي نَفْس الوَقْت عِرِفْ وَنِجِح إِزَّاي يِغْوِي الإِنْسَان مِنْ بَرَّه . لِذلِك لاَزِم أعْرَفْ أنَا بَقَعْ إِزَّاي .. وَعَدُو الخِير بِيَسْتَغِل إِيه جُوَّايَا .. وَمَا هِيَ الخِطَّة اللِّي بِيِعْمِلهَا عَدُو الخِير عَشَانْ أنَا أأقَعْ .. وَبَعْد مَا أأقَعْ بِيِعْمِل إِيه مَعَايَا ؟ يِغْوِينِي تَانِي وَمَرَّة فِي مَرَّة يِضْمَنْ العَدُّو إِنِّي أنَا أصْبَحْت عَبْد عَنْدُه .. لِدَرَجِة إِنْ القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ يِقُول إِنْ العُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة عَامْلَة زَي العُبُودِيَّة عَنْد سَيِّد قَاسِي ظَالِمْ .. وَالعُبُودِيَّة عَنْد سَيِّد قَاسِي ظَالِمْ أهْوَن مِنْ العُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة . (3) كَيْفَ أتَخَلَّص مِنْهَا ؟ =========================== إِذَا كَانَ الإِنْسَان فِي يَدْ الشَّيْطَان .. مَلَك عَلَى حَيَاتُه وَمَلَك عَلَى إِرَادَتُه وَاسْتَغَلَّ نُقَطْ الضَّعْف اللِّي جُوَّاه .. إِذاً الحَلْ فِي الْمَسِيح .. الحَلْ فِي الْمَسِيح بِأنِّي أتْفَك مِنْ سُلْطَان الخَطِيَّة .. لاَزِم أشْعُر بِمَرَارِة الخَطِيَّة وَذُل الخَطِيَّة وَأشْعُر بِعُبُودِيِة الخَطِيَّة .. لاَزِم أعْرَف إِنْ البِنْت اللِّي بِتُرْقُص وَالوَلَدٌ اللِّي بِيغَنِّي وَالنَّاس اللِّي عَايْشِينْ فِي الخَلاَعَة لاَزِم أعْرَف إِنْ دِي عُبُودِيَّة .. هؤُلاَء عَبِيدٌ عِنْدَ سَيِدٌ قَاسِي عِرِفْ إِزَّاي يَسْتَغِلُّهُمْ وَإِزَّاي يِسْتَعْبِدْهُمْ وَإِزَّاي يِسْلِبْهُمْ إِرَادَتْهُمْ .. عِرِفْ إِزَّاي يِجْعَلْهُمْ يِعِيشُوا وَهُمَّ شَكْلُهُمْ إِنْ هُمَّ كُلَّ وَاحِدٌ فِيهُمْ إِنُّه إِنْسَان وَهُوَ مِشْ إِنْسَان لأِنُّه مِشْ حُر لأِنُّه مِشْ مِتِصِل بِإِلهُه لأِنُّه مَات . أوِّل خَطْوَة عَشَانْ أعْرَفْ إِزَّاي أتْخَلَّص مِنْ الخَطِيَّة لاَزِم أقَاوِمْهَا وَأكْرَهَهَا وَأعْرَفْ هِيَّ ضَرِّتْنِي فِي إِيه وَأعْرَفْ هِيَّ أخَذِتْ مِنِّي إِيه .. أخَذِتْ مِنِّي كَثِير .. أخَذِتْ مِنِّي رَبِّنَا اللِّي بِأحِبُّه .. أخَذِتْ مِنِّي نَفْسِي .. أخَذِتْ مِنِّي الكِنِيسَة .. أخَذِتْ مِنِّي حُرِّيِتِي .. ذَلِّتْنِي .. أضْعَفِتْنِي .. تَعَبِتْنِي .. لاَ أعْرِف أنْ أقُول .. لأ .. عَشَانْ أتْخَلَّص مِنْ الخَطِيَّة لاَزِم :0 أ/ أكْرَهَهَا : ============== يَعْنِي لَوْ تَخَيَّلْنَا إِنْ حَاجَة فِيهَا خَطِيَّة وَحَاجَة فِيهَا بِر الوَاحِدٌ يِمِيل لإِيه ؟ مَثَلاً النَّهَارْدَةٌ الجُمْعَة فَهَلْ أمِيل إِنْ أكُل أكْل فِطَارِي أم أكْل صِيَامِي ؟ فَإِذَا كَانِتْ مُيُولِي تِجَاه الأكْل الفِطَارِي يُبْقَى مَازِلْت أُفَضَّل الجَسَد عَنْ الرُّوح وَأُفَضَّل الخَطِيَّة عَنْ البِرِّ .. وَمَازَالَتْ لَذِّة الخَطِيَّة جُوَّاك وَلَمْ تَعْرِفْ إِنْ الخَطِيَّة مُرَّة وَمَازَالَ الشَّيْطَان مُسَيْطِر عَلِيك .. دَه العَدُّو لَمَّا ضِحِك عَلَيَّ مَرَّات كَثِيرَة بَدَأت أعْرِفْ أدٌ إِيه الخَطِيَّة مُرَّة وَأدٌ إِيه بَقِيتْ ضَعِيفْ لاَ أعْرِفْ أنْ أقُول لِنَفْسِي .. لأ .. دَه أنَا ضَيَّعْت أجْمَل حَقٌ رَبِّنَا أعْطَاه لِي وَهُوَ الحُرِّيَّة .. أنَا لاَزِم أقُول لِلخَطِيَّة .. لأ .. وَهِنَا أبْقَى إِنْسَان .. هِنَا أبْقَى إِبْن رَبِّنَا .. لاَزِم أكْرَه الخَطِيَّة .. لاَزِم أعْرَفْ أنَا بَمِيل لإِيه .. لاَزِم أعْرَفْ إِيه السُّلْطَان اللِّي رَبِّنَا عَطِيه لِيَّ عَشَانْ أنْمُو بِه . ب/ أُقِر بِهَا : ================= لاَزِم أنَا أُقِر بِالخَطِيَّة .. لاَزِم أعْتِرِفْ بِالخَطِيَّة .. لاَزِم أفْضَح الخَطِيَّة .. لاَزِم أقُول عَلَى الخَطِيَّة بِتَاعْتِي .. مِشْ مُمْكِنْ وَاحِدٌ يِقُول عَلَى الخَطِيَّة بِتَاعْتُه إِلاَّ إِذَا كَانْ عِرِفْ إِنْ هِيَّ غَلَطْ وَاتْأكِد إِنُّه مِشْ عَايِز يِعْمِلْهَا تَانِي فَلاَزِم يِفْضَحْهَا .. لاَزِم أعْتَرِفْ قُدَّام رَبِّنَا بِالخَطِيَّة بِتَاعْتِي وَأقُول لَهُ أخْطَأت يَارَبِّي سَامِحْنِي أنَا بِعْتَك .. أنَا أهَنْتَك .. أنَا الشَّيْطَان خَلاَّنِي أخْتَارُه وَأرْفُضَك .. عَشَانْ كِدَه لاَزِم أكْرَه الخَطِيَّة فَأُقِر بِهَا قُدَّام رَبِّنَا الأوِّل .. لاَزِم أنَا أقُول لَهُ أنَا غِلِطْت فِي كَذَا وَكَذَا .. يَارَب سَامِحْنِي .. أنَا أهَنْتَك .. أنَا غِلِطْت .. لاَزِم أعْرَفْ إِنْ أنَا عَشَانْ أعِيش مَعَ رَبِّنَا صَحٌ لاَزِم أعْرَفْ إِيه الغَلَطْ اللِّي جُوَّايَا .. زَي مَحَبِّة العَالَمْ أكْثَر مِنْ مَحَبِّتِي لِرَبِّنَا .. إِسْتَخْدِمْت الشَّهَوَات اللِّي رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ عَشَانْ يِحَافِظْ بِهَا عَلَى نَفْسِي بِطَرِيقَة غَلَطْ .. إِنْ عِينِي إِنْحَرَفِتْ .. إِنْ فِكْرِي إِنْحَرَفْ وَبَدَل مَا أسْتَخْدِم حَاجَات كَثِيرَة رَبِّنَا عَطِيهَا لِيَّ عَشَانْ أحِبُّه وَعَشَانْ أتِحِدٌ بِه إِسْتَخْدِمْت نَفْس الحَاجَات عَشَانْ أهِينُه وَأبْعِدٌ عَنُّه .. أنَا غَلْطَان . أوِّل حَاجَة .. لاَزِم أُقِر بِالخَطِيَّة وَأقُول لِرَبِّنَا إِرْحَمْنِي .. سَامِحْنِي .. أنَا غَلْطَان .. وَلاَزِم أقُولْهَا مِنْ قَلْبِي إِنْ أنَا حَاسِس إِنْ أنَا غَلْطَان .. أنَا غِلِطْت فِي حَقَّك .. أنَا أهَنْتَك .. أنَا إِتْعَدِيت عَلِيك .. أصْل اللِّي بِيِعْمِل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة .. تَانِي حَاجَة .. أُقِر بِهَا قُدَّام الكِنِيسَة .. لاَزِم أصَالِح الكِنِيسَة .. إِوْعُوا تِفْتِكْرُوا إِنْ اللِّي وَقَعْ فِي الخَطِيَّة مَعَ نَفْسُه هُوَ ضَر نَفْسُه فَقَطْ بَلْ ضَر الكِنِيسَة أيْضاً لأِنُّه جُزْء مِنْهَا .. مَفِيش وَاحِدٌ فِيكُمْ هُوَ حُر نَفْسُه .. كُلَّ وَاحِدٌ فِيكُمْ هُوَ عُضْو فِي الْمَسِيح .. كُلَّ جُزْء فِيكُمْ هُوَ جُزْء مِنْ الجِسْم الكَامِل بِتَاع الكِنِيسَة .. فَأي حَدٌ فِيكُمْ بِيِعْمِل خَطِيَّة بِيِغْلَطْ فِي حِقٌِ نَفْسُه وَفِي حَقٌ رَبِّنَا وَفِي حَقٌ الكِنِيسَة .. فَلَمَّا أنَا بَتُوب بَقُول لِرَبِّنَا أنَا غِلِطْت وَلاَزِم أقُول لِلكِنِيسَة كَمَانْ أنَا غِلِطْت فِي التُّوبَة وَالإِعْتِرَاف وَالتَنَاوُل .. عَشَانْ كِدَه طُول القُدَّاس نِقُول * يَارَب إِرْحَم * .. وَطُول القُدَّاس نِقُول * أنَا غِير مُسْتَحِقٌ * .. وَقَبْل مَا أتْقَدِّم لِلتَنَاوُل أقُول يَارَب أنَا غِير مُسْتَحِقٌ وَلاَزِم أقُول عَلَى الخَطِيَّة بِتَاعْتِي فِي الإِعْتِرَاف قُدَّام الكَاهِن .. عَشَانْ قُدَّام الكَاهِن أنَا بَصَالِح الكِنِيسَة اللِّي أنَا زَعَلْتَهَا .. اللِّي أنَا جُزْء مِنْهَا وَأنَا إِنْفَصَلْت عَنْهَا بِالخَطِيَّة فَأصَالِحٌ الكِنِيسَة فِي صُورِة الكَاهِن لأِنُّه هُوَ المُمَثِل لِلكِنِيسَة . إِذاً أنَا لَمَّا بَغْلَطْ بَغْلَطْ فِي حَقٌ نَفْسِي وَفِي حَقٌ رَبِّنَا وَفِي حَقٌ الكِنِيسَة .. عَشَانْ أرْجَعْ عَنْ الخَطِيَّة لاَزِم أنْدَم وَأتُوب عَنْهَا .. لاَزِم أكْرَهَهَا .. لاَزِم أعْتِرِفْ بِهَا لِلكِنِيسَة فِي القُدَّاس وَفِي الإِعْتِرَاف .. الخَطِيَّة هِيَّ التَّعَدِّي .. الخَطِيَّة هِيَّ الخَطَأ .. الإِنْسَان لَمَّا بِيِغْلَطْ بِيِغْلَطْ ضِدٌ نَفْسُه وَضِدٌ الله وَضِدٌ الكِنِيسَة .. لَمَّا بَنْفِصِل عَنْ الله بَنْفِصِل عَنْ الحَيَاة فَبَمُوت . إِزَّاي بَقَعْ فِي الخَطِيَّة ؟ بَقَعْ فِي الخَطِيَّة بِحَاجْتِينْ إِنْ جُوَّايَا أنَا رَبِّنَا أعْطَانِي غَرَائِز هَدَفُه مِنْ الغَرَائِز يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتِي وَعَشَانْ يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتِي أعْطَانِي الغَرَائِز بِتَاعْتِي مُرْتَبِطَة بِلَذَّة عَشَانْ يِحَافِظْ عَلَى حَيَاتِي أكْثَر .. تَخَيَّلُوا إِنْ الأكْل لاَ يُوْجَدٌ فِيهِ لَذَّة كَانِتْ كُلَّ النَّاس لاَ تَأكُلْ .. لَوْ الشَّهْوَة لاَ تُوْجَدٌ بِهَا لَذَّة كَانْ كُلَّ النَّاس لاَ تَمِيل لِبَعْضَهَا – الأوْلاَدٌ وَالبَنَات – وَلَمَّا لاَ يَمِيلُوا لِبَعْض لَنْ يَتَزَوَجُوا .. وَلَمَّا لاَ يَتَزَوَجُوا لَنْ يُنْجِبُوا وَلَمَّا لاَ يُنْجِبُوا لاَ يُوْجَدٌ بَنِي آدْمِينْ .. فَرَبِّنَا أرَادَ أنْ يَتَزَوَجُوا وَأرَادَ أنْ يُنْجِبُوا عَشَانْ الأرْض تِفْضَل مَلْيَانَة نَاس .. لأِنْ لَوْ رَبِّنَا مَاكَنْش وَضَعْ المُيُول دِي كَانِتْ النَّاس خِلْصِتْ .. وَلَوْ مَفِيش مِيل لِلأكْل كَانِتْ النَّاس مَاتِتْ .. لَوْ مَفِيش مِيل لِلخُوْف كَانِتْ النَّاس أنْهِتْ حَيَاتْهَا بِأي طَرِيقَة .. رَبِّنَا مِنْ مَحَبِّتُه وَضَعْ فِينَا غَرَائِز وَوَضَعْ كُلَّ غَرِيزَة مُرْتَبِطَة بِلَذَّة .. الشَّيْطَان إِسْتَغَل النُقْطَة دِي وَبَدَأ يِوَقَعْنَا بِاللِّي رَبِّنَا عَطِيه لِينَا لأِنَّهُ بِيحِبِّنَا فَابْتَدأ يِفْصِلْنَا عَنُّه .. فَأنَا بَقَعْ فِي الخَطِيَّة بِحَاجْتِينْ مُيُول جُوَّايَا وَغُوَايَة مِنْ العَدُّو عَمَّال يِغْرِينِي وَبَعْد مَا أأقَعْ يِسْتَعْبِدْنِي . إِزَّاي أتُوب ؟ أتُوب إِنْ أنَا أنْدَم عَلَى اللِّي أنَا بَعْمِلُه وَأعْتَذِرٌ لِرَبِّنَا وَأعْتِذِرٌ لِلكِنِيسَة .. الخَطْوَة اللِّي بَعْد كِدَه إِنْ أتْعَلِّمْ إِنْ لاَ أقَعْ مَرَّة أُخْرَى .. إِتْعَلِّمْت إِنْ أنَا لاَزِم أثْبَتْ فِي رَبِّنَا .. أثْبَتْ فِي مَحَبِّتُه .. أثْبَتْ فِي وَصِيِتُه .. وَأثْبَتْ فِي إِنْجِيلُه .. إِتْعَلِّمْت إِنْ أنَا مِشْ مُمْكِنْ أخْضَعْ لِخِدَاع العَدُّو .. يِجِي يِغْوِينِي أقُول لَهُ أبَداً .. يِجِي يِحَاوِل يِشِدِّنِي .. يِحَاوِل يِضْحَك عَلَيَّ أقُول لَهُ خَلاَص أنَا إِضَّحَك عَلَيَّ قَبْل كِدَه .. عَشَانْ كِدَه الإِنْسَان اللِّي فِي الْمَسِيح يَسُوع عَدُو الخِير لَوْ وَقَّعُه مَرَّة لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يِوَقَعُه مَرَّة أُخْرَى لأِنْ أنَا بَتْعَلِّمْ مِنْ الأخْطَاء بِتَاعْتِي .. مَنْ يَفْعَل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة . عَشَانْ كِدَه عَلَيَّ أنْ أثْبُتْ .. عَلَيَّ أنْ أرْفَع جَسَدِي دَه فُوق .. عَلَيَّ إِنْ أنَا أنَمِّي عِلاَقْتِي بِرَبِّنَا عَشَانْ لَوْ العَدُّو حَبْ يِجِي يِغْوِينِي عَشَانْ أأقَعْ فِي الخَطِيَّة يِلاَقِينِي مُِحَصَّنْ بِإِسْم يَسُوع .. مِتْحَصَّنْ بِكَلِمَة رَبِّنَا .. مِتْحَصَّنْ بِسِيَر القِدِّيسِينْ .. السَيِّدَة العَذْرَاء جَاءَت لَهَا البِشَارَة وَكَانِتْ عَنْدَهَا ثَلاَثَة عَشْر سَنَة جَاءَ لَهَا المَلاَك يِبَشَرْهَا بِأنَّهَا سَتَكُون أُم الله .. كَانْ عَنْدَهَا ثَلاَثَة عَشْر سَنَة عِنْدَمَا قَالَتْ التَّسْبِحَة ﴿ تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي ﴾ ( لو 1 : 46 – 47 ) .. أرْمِيَا النَّبِي رَبِّنَا إِخْتَارُه لِلنَّبُوَة وَهُوَ عَنْدُه إِثْنَتَي عَشْر سَنَة ﴿ جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ ﴾ ( أر 1 : 5 ) .. ﴿ قَدْ وَكَّلْتُكَ هذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِي وَتَغْرِسَ ﴾ ( أر 1 : 10) .. رَبِّنَا أعْطَانَا إِمْكَانِيَات كَثِيرَة .. حِبُّوا رَبِّنَا بِإِمْكَانِيَاتْكُمْ وَعِيشُوا مَعَ رَبِّنَا بِإِمْكَانِيَاتْكُمْ .. عَشَانْ كِدَه يَنْقُصْنَا رُوح جِدِّيَّة .. رُوح أمَانَة .. مَنْ يَفْعَل الخَطِيَّة هُوَ عَبْدٌ لِلخَطِيَّة .. كُلَّ مَا تَكُونُوا أُمَنَاء أكْثَر مَعَ رَبِّنَا كُلَّ مَا رَبِّنَا يُقِيمَكُمْ عَلَى دَرَجَات أعْلَى وَأعْلَى .. عَشَانْ كِدَه رَبِّنَا خَلَّى نَاس كِتِير يِوْصَلُوا لِدَرَجَات كِبِيرَة جِدّاً بِالحَيَاه مَعَاه رَغْم إِنْ كَانْ سِنُّهُمْ صُغَيَّر لأِنْ رَبِّنَا لاَ يَقِيس الإِنْسَان بِعُمْرُه لكِنْ يِقِيس الإِنْسَان بِأمَانْتُه . رَبِّنَا يِفَرَّح قُلُوبْكُمْ وَيِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل