المقالات

02 فبراير 2020

لِماذا نلبِس0وَماذا نلبِس ؟

لماذا نلبس؟ فِى مرحلة ما قبل السُقُوط عَاشَ الإِنسان فِى وِحده مَعْ الله فِى كيان مُتكامِل غير مُنقَسِم يحيا فِى إِنسِجام تام بينَ النَّفْس وَالجسد وَالرُّوح فِى تمتُّع بِكُلَّ عطايا الله الفائِقة مُستخدِماً كُلَّ ما لديهِ مِنْ قوى نفسِيَّة وَجَسَدِيَّة وَرُوحِيَّة كى يُحَقِّق هدف وجود أى التمتُّع بِالشَرِكة وَالحُب مَعْ الله وَلاَ يفوتنا أنْ نذكُر أنَّ الله خلقَ الإِنسان عارِياً وَمَعْ ذلِك لَمْ يخجل مِنْ عُريه وَلاَ شَعَرَ بِهِ بَلْ كَانَ ينظُر إِلَى جَسَدهُ نظرة برِيئة مُقدَّسة أمَّا بعد السُقُوط إِكتشف الإِنسان حالة عُريه الَّتِى كَانَ يحيا بِها دونَ أى خجل إِنَّها الخطِيَّة الَّتِى أحدثت فجوة ضخمة بينَ الله وَالإِنسان وَنَجِد أنَّ تيار الحياة الَّذِى كَانَ يتدفق مِنْ الله فِى الإِنسان يتوقف فَصَارَ الإِنسان يتحرَّك وَيتصرَّف وَكأنَّ الله غائِب عنهُ وَحدثَ شرخاً عظِيماً فِى كيان الفرد أدَّى إِلَى التمزُق الدَّاخِلِى فَصَارت النَّفْس قَلِقة غير مُستقِرة وَالجسد يُعَبِّر عَنْ كُلَّ ما فِى النَّفْس مِنْ قلق وَتمزُّق فَنَجِد أنَّ إِكتشاف العُرى كَانَ بِسبب الخطِيَّة فَيقُول الكِتاب المُقدَّس [ فَانفتحت أعيُنُهُمَا وَعَلِمَا أنَّهُمَا عُرْيَانَانِ0فَخَاطَا أوراق تِينٍ وَصَنَعَا لأِنْفُسِهِمَا مَآزِر فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدم وَقَالَ لَهُ أينَ أنتَ0فَقَالَ سَمِعْتُ صوتَكَ فِي الجنَّةِ فَخَشِيتُ لأِنِّي عُريان فَاختبأتُ ] ( تك 3 : 7 – 10 ) أُنظُر عزِيزِى القارِئ مَا الَّذِى جعلَ آدم يقُول " لأِنِّى عُريان فَاختبأت "كيفَ شَعَرَ بِالعُرى وَهُوَ ليسَ جدِيد عليه ؟ إِنَّهُ مِنْ نتائِج الخطِيئة عَلَى الجسد إِنَّ الخطِيئة أشعلت الغرائِز وَأعطتها الحِدَّة وَالجموح كما أثَّرت فِى القلب وَالفِكر فحرقتهُما نقاوتهُما الأولى00كما سلبت مِنْ العينين طهارتهُما وَبساطتهُما00فَسُرعان ما لجأَ الإِنسان إِلَى تغطِية جَسَده بِأوراق التِين وَكَانَ يظُن أنَّ هذا سوف يستُر عَلَى خطِيئتهُ وَيُغَطِّى عَلَى إِثمه00وَلَمْ يعلم أنَّهُ يحيا فِى حضرِة الَّذِى كُلَّ شىء عُريان وَمكشُوف أمام عينيهِ ( عب 4 : 13 )00وَهذِهِ التغطِية الَّتِى يصنعها الإِنسان لِجَسده دونَ الرُجُوع لله نُسَّمِيها " الحِشمة الكاذِبة " إِذ أنَّ مَا حدث مَعْ آدم وَحواء يتكرر معنا باستمرارعِندما يُغَطِّى إِنسان جَسَدهُ بينما القلب وَالفِكر مُشتعِلان بِالشهوات وَينفضِح هذا الأمر فِى السلُوك الخارِجِى مِثل طرِيقة المشى وَالحدِيث وَالنظرات وَالمُلاَمَسات وَهكذا قَدْ يظُن الإِنسان أنَّهُ وجدَ حلاً لِمُشكِلة عُريه وَكأنَّهُ يُغَطِّى جَسَدَهُ كُلَّه بِأوراق التِين وَلَكِنْ الله لاَ يُسَر بِهذا الغطاء لأِنَّهُ فاحِص القُلُوب وَلاَ ينظُر إِلَى الخارِج فقط وَلَكِنَّهُ يطلُب القلب أوَّلاً [ يَا ابنِي أعْطِنِي قَلْبَكَ ] ( أم 23 : 26 ) وَمِنْ هُنا نجِد أنَّ الله يتدخل بِذاته الإِلَهِيَّة وَألبس آدم وَحواء لُباساً مِنْ الجِلد سترَ بِهِ عورتهُما لِيستُرهُما تماماً وَيحفظ كرامتهُما( تك 3 : 21 )وَلأِنَّ العُرى فضِيحة وَخِزى وَعار لاَ يُحتمل جَعَلَ الله يتدخل لِيستُرهُما فَمِنْ هذا المُنطلق نرى أنَّ العُرى هُوَ رفض لِتَدَّخُل الله وَإِصرار عَلَى إعتبار أنَّ الله غائِب بَلْ أنَّ العُرى هُوَ تحدٍ لِلخالِق الَّذِى سَتَرَ عُرى آدم وَحواء وَألبسهُما وَلعلَّ هُنا نكُون بدأنا نفهم إِجابة السؤال لِماذا نلبِس ؟؟ نلبِس فَنطلُب ستر الجسد بِاللُباس إِعترافاً وَخضوعاً بِما عملتهُ الخطِيئة فِى الإِنسان وَتمجِيداً لِلخالِق الَّذِى ألبسنا لِيستُر عُرينا لِيحفظ لنا كرامة أجسادنا وَيُعطِيها جمالاً وَوَقاراً وَلاَ ننسىَ أنَّ ربِّنا وَمُخَلِّصنا يسُوع المسِيح عُلِّقَ عَلَى الصلِيب عُرياناً لِيُذَكِّرنا أنَّهُ أزالَ عنا عارنا وَفضِيحتنا وَيُعطِينا أنْ نكتسِى بِثوب برِّهِ وَطهارَتِهِ فَنحيا فِى نقاوة وَكرامة0 وما رأى المسيحية فى فرض زى معين:- أِنَّنا نحيا فِى بركات فِداء الله لِلإِنسان وَقَدْ تصالح الإِنسان مَعْ الله بِالتجسُّد وَالصلِيب وَأصبح الرُّوح القُدس ساكِن فِى الجسد فَصَارَ الجسد فِى كرامة هيكل الرُّوح القُدس( 1كو 6 : 19 ) وَأجسادنا أعضاء المسِيح نَفْسه ( 1كو 6 : 15 ) فَصَارَ يلِيق بِالجسد كُلَّ وقار وَإحترام فَصَارت الحِشمة تُعَبِّر عَنْ معرِفة الله إِذْ تكشِف عَنْ أمور رُوحِيَّة باطِنِيَّة تنبُع مِنْ قلب وَعقل مُتَحِدان بِالله وَيملُك عليها مخافة الله هُنا سَنَجد الشَّابَّة وَالفتاة المسِيحِيَّة فِى ملبس مُحتشِم مُلتزِم بِحسب قول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول [ وَكَذلِكَ أنَّ النِّساء يُزَيِّنَّ ذواتِهِنَّ بِلِباسِ الحِشمةِ مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ ] ( 1تى 2 : 9 ) مِنْ هُنا يأتِى اللُباس المُحتشِم المُلتزِم فِى حُرِّية كامِلة وَليسَ فرضاً أوْ كبتاً لأِنَّهُ لاَ يُمكِنْ أنْ تكُون الحِشمة بِسبب تقالِيد إِجتماعِيَّة بِفرض زِى مُعَيَّن أوْ أى ضغُوط خارِجِيَّة فَلاَ نستطِيع أنْ نُسَمِّى هذا الزِى حِشمة لأِنَّهُ ليست تعبِيراً عَنْ عِفة داخِلِيَّة حقِيقِيَّة أوْ إِحتراماً وَتوقِيراً لِجَسَدٍ مُنِيرٍ مُبارك موضِع لِسُكنىَ الله وَالحِشمة تعبِيراً عَنْ تناغُمْ الدَّاخِل مَعْ الخارِج النِعمة الدَّاخِلِيَّة وَالعِفة الخارِجِيَّة وَبِهذا تُصبِح الحِشمة ضرورة لذِيذة وَمُفرِحة إِذْ أنَّها نابِعة عَنْ قناعة داخِلِيَّة كامِلة وَنُرِيد أنْ نلفِت الأنظار لِحَقِيقة هامة وَهِىَ إِنْ إِلتزمَ البعض بِزِى مُحتشِم مفرُوض عليهُمْ فِى بعض المُعتقدات أوْ طبائِع الشُّعُوب أوْ مدارِس أوْ جامِعات نَجِد أنَّ الدَّافِع لِهذا الزِى يُظهِر أفكاراً مُختلِفة مِنها المُساواة الإِجتماعِيَّة أوْ الظُهُور بِمظهر موَّحد أوْ السُلُوك بِجِدِيَّة وَقَدْ يعتقِد البعض فِى فرض زِى مُعَيَّن هُوَ تغطِية جسد مُثِير لِلغرائِز وَكُلَّ مَا فِيهِ ردِئ أمَّا فِى حِشمة الشَّابَّة المسِيحِيَّة فَالأمر مُختلِف تماماً فهىَ تُغَطِّى جَسَدَها وَأعضاؤه ليسَ لأِنَّهُ قبِيح أوْ شر وَلاَ لِمُجرَّد إِلتزام بِشكل موَّحد أوْ حَتَّى مُجرَّد حِفظ لها بَلْ لأِنَّ جَسَدها مُبارك وَكرِيم يلِيق بِهِ الغطاء وَالستر لأِنَّهُ بِحسب تعبِير إِشعياء النَّبِى أنَّ لِكُلَّ مجدٍ غطاء ( اش 4 : 5 ) وَمِنْ هُنا نَجِد أنَّ الدَّافِع مُختلِف تماماً فَالجسد يُغَطَّى لأِنَّهُ مسكن لله هيكل لله وَعضو فِى جسد المسِيح المُقدَّس وَليسَ لأِنَّهُ ردِئ أوْ قبِيح وَبعد هذِهِ الجولة حول حقِيقة لِماذا نلبِس نأتِى إِلَى أمر آخر هُوَ ماذا نلبِس وَهل نتبع أى مُوضة. ماذا نلبس؟ بعد أنْ عرفنا مِقدار كرامة الجسد وَأنَّهُ ليسَ مُجرَّد تِمثال بَلْ مسكن لِلرُّوح وَيخفِى كُلَّ ما هُوَغالٍ وَنَفِيس مِنْ هُنا تبدأ بِستر هذا الجسد لِكى يخفِى ما فِى داخِل هذا الهيكل المُقدَّس مِنْ كنُوزوَلَكِنْ إِنْ تعرَّى هذا الجسد فقد فَقَدَ هذا الهيكل كرامتهُ وَانسكبت قِيَمه الغالِية النَفِيسة عَلَى الأرض وَتَصِير لِلنهب وَالسَرِقة بِكُلَّ مَا فِيهِ مِنْ غالٍ ثمِين وَبِحسب تعبِير آباءنا القِدِيسِين{ هَا نحنُ سائِرُون فِى طرِيق اللُصُوص فلنحذر وَنَتَحَفظ }وَكُلَّما حَرَصت النَّفْس عَلَى زِينة الدَّاخِل بِالفضائِل الرُّوحِيَّة كُلَّما إِمتلأ كنز القلب بِالصَّلاح صَارت الحِشمة مطلب داخِلِى كَسِتار يخفِى مَا فِى الدَّاخِل مِنْ جواهِر ثمِينة لِذلِك عَلَى الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنْ تختار ثِيابها بِتدقِيق وَعِناية لِتحفظ لِجَسَدها كرامتهُ وَمعناه الإِلهِى مهما كانت نظرة أهل العالم إِلَى الموضات وَالمباهِج لأِنَّهُ ينبغِى أنْ يُطاع الله أكثر مِنْ النَّاس فَليسَ كُلَّ مَا هُوَ جدِيد أوْ موضة يُناسِب الشَّابَّة المسِيحِيَّة خصوصاً أنَّنا نَجِد أنَّ الموضات الحدِيثة رُبما لاَ تمِيل إِلَى عُرى الجسد بَلْ إِلَى الملابِس الضَّيَّقة جِدّاً الَّتِى تجعل الجسد كَأنَّهُ عارِياً مُظهِرةً جمِيع ملامِحهُ وَتفاصِيله فيظهر بِشكل مُعثِر غير لائِق وَالعجِيب أنْ نرى أنَّ غالِبِيَّة المُرتَدِيات لِهذِهِ الملابِس مَسِيحِيات وَرُبما مُرتديات صُلبان فِى أعناقِهِنَّ وَأصبح المُجتمع ينظُر إِلَى الشَّابَّة المسِيحِيَّة أنَّها غير مُلتزِمة وَرُبما أرجع البعض الَّلذِينَ يفتقِرُونَ إِلَى المعرِفة المسِيحِيَّة أنَّ هذا السلُوك يرجع إِلَى أنَّ المبادِئ المسِيحِيَّة لاَ تُدَقِق فِى هذِهِ الأمور وَهُناكَ مَنْ يفترِى عَلَى المسِيحِيَّة أنَّها تدعو إِلَى هذِهِ الخلاعة0 سؤال هام :- إِنْ كَانَ هُناك مِنْ الشَّابَّات من تنازلت عَنْ حقَّها فِى إِتباع الموضة الحدِيثة مِنْ أجل إِتباع عادات وَتقالِيد وَأوامِر وَإِستجابت لها وَاستمرت عَلَى ذلِك وَحَصَرت نَفْسها فِى إِطار ضيِّق مِنْ الملابِس وَتنازلت عَنْ أنْ تُظهِر جمال شعرها وَغيره فَلِماذا الفتاة المسِيحِيَّة لاَ ترغب أنْ تلتزِم فِى إِرتداء ثِياب حِشمة هل لاَ يوجد لديها مِنْ أسباب مُقنِعة لِذلَك وَتُفَّضِل إِتباع الموضة عَنْ الحِشمة وَلاَ تُرِيد أنْ تستُر مَا أرادَ الله إِكرامه وَقداسته ؟وَالعجِيب أنَّهُ حِينما نتحدث مَعْ شابَّاتنا المسِيحِيات نجدهُنَّ يأخُذن الأمر فِى سطحِيَّة وَسِهولة وَهُنا نسمع الكثِير مِنْ الإِجابات نَوِد أنْ نُبرِز بعضها :- إِنِّنِى لاَ أرى أنَّهُ مُلفِت أوْ مُعثِر0 هذا أفضل مَا وجدته بِالمحلات فَإِشتريته0 أنا غير مسئولة عَنْ نظرات الآخرِين0 أتبادل أنا وَأُختِى الملابِس ، أوْ هذِهِ ملابِس قدِيمة عِندِى0 هذِهِ هِىَ الملابِس الَّتِى تلفِت نظر الشَّباب لِلزواج0 أُرِيد أنْ أحيا سِنِّى وأظهر كَشَّابَّة عصرِية لِذلِك وجدنا أنَّهُ يلزم علينا أنْ نتحدث فِى هذا الأمر00لِنَتَعامل معهُ بِأكثر تدقِيقاً وَوَقاراً وَرداً عَلَى أنَّ بعض الملابِس تلفِت نظر الشَّباب لِلزواج نقُول نحنُ نُرِيدك أنْ تظهرِى فِى صورة جمِيلة وَلَكِنْ فِى حِشمة وَبساطة وَلَكِنْ إِعلمِى أنَّكِ إِنْ تكالبتِى عَلَى كُلَّ موضة مُستحدثة غرِيبة ألقيتِ السُخرِية مِنْكِ فِى قُلُوب الشَّباب وَعرفوا أنَّ داخِلِك نزعات ردِيئة وَميول وَأهواء يشوبها الطمع وَرُبما يُحِب الشَّاب مظهر الشَّابَّة المُتَبَرِّجة وَالغِير مُحتشِمة لاَ لِشىء أكثر مِنْ اللهو بِها أمَّا الشَّابَّة المُلتزِمة فَتَكُون موضِع إِحترام الجمِيع أمَّا إِنْ فَكَّر الشَّاب فِى الزواج فَهُوَ لاَ يتزوج إِلاَّ إِذا وثق وَرأى مَا يدفعه أنَّ هذِهِ الشَّابَّة سوف تحمِل إِسمه وَتُرَّبِى أولاده فَلاَ يثِق ولاَ يعتقِد إِلاَّ فِى الحياء وَالعِفة أمَّا إِنْ إِنجذب شاب لِمُجرَّد مظاهِر خارِجِيَّة فَسوف يظهر مِنْهُ بعد الزواج هذا السلُوك مَعْ كُلَّ مَنْ يراها لأِنَّهُ يكُون قَدْ أثبت أنَّهُ لاَ يهتم إِلاَّ بِكُلَّ مَا هُوَ سطحِى وَزائِل وَبِالزواج تتغيَّر ملامِح الجسد وَتنشغِل الزوجة بِالأطفال وَأمور المنزِل فَهل سيبقىَ من إِنجذب لِلمظاهِر الخارِجِيَّة عَلَى حُب وَتقدِير وَإِنْ حافظت الزوجة عَلَى جمالها وَاهتمامها بِنَفْسِها هل سيثِق الزوج فِى سلُوك مِنْ رآها يوماً غير مُتحفِظة وَسُرعان مَا تحيا فِى جو مِنْ الغِيرة وَالتضيِيق وَالرِقابة وَالشك والإِستبداد لأِنَّكِ مهما حاولتِ أنْ تُودِعِى الثِقة فِى نَفْسه وَأنتِ زوجة فَلاَ يُمكِنْ أنْ ينسىَ أنَّكِ كُنتِ رخِيصة وَأنتِ شابَّة لِذلِك ننصح الشَّابَّات بِالإِلتزام وَالحِشمة وَالتدقِيق فِى إِختيار الملابِس المُناسبة بِالنِسبة لَهُمْ لأِنَّها تُعَبِّر عَنْ جوهر شخصِيَّة مُلتزِمة وقوره أتذكر فِى إِجتماع لِقداسة البابا شنوده الثَّالِث سُئِلَ قداسته عَنْ هل إِرتداء البنطلون لِلشَّابَّة خطأ ؟ وَمَا يجِب أنْ ترتديه الشَّابَّة المسِيحِيَّة أجابَ قداسِة البابا إِجابة رائِعة شامِلة وَراقِية فِى معناها وَتعبِيراتها فَقَالَ أنَّ هُناكَ ثلاثة أنواع مِنْ الملابِس لابُد مِنْ الإِبتعاد عنها لِلشَّابَّة المسِيحِيَّة وَيجِب أنْ تختار ثِيابها فِى ضوء هذِهِ الثلاثة معايير:- 1- الملابِس الضاغِطة أى الضَّيَّقة الَّتِى تُبرِز ملامِح الجسد 2- الملابِس المكشوفة أى الغِير مُحتشِمة الَّتِى تكشِف الجسد 3- الملابِس الشَّفافة أى الَّتِى يُرى مِنْ خِلاَلها ملامِح الجسد ليتنا نتبع هذِهِ النصِيحة الغالية أثناء إِختيارنا ماذا نلبِس وَهُنا لابُد أنْ نُبرِز صورة حيَّة يجِب أنْ نضعها أمام شابَّاتنا وَفتياتنا لِكى يعلموا إِلَى أى حد يجِب أنْ يحفظُوا حِشمة وَكرامة أجسادهُمْ0 قديسات حفظن حشمة أجسادهن:- تعالوا نتذكر بعض القِدِيسات اللواتِى حفظن حِشمة أجسادِهِنَّ فِى أصعب الظرُوف :- القديسة بوتامينا:- بعد سلسِلة مِنْ العذابات القاسِية أخِيراً جاءَ حُكم الموت بِوضعِها فِى الزِيت المغلِى وَفِى كُلَّ هذا كَانَ مَا يشغِلها ألاَّ تتعرَّى أمام أحد فطلبت ألاَّ تخلع ثِيابها بَلْ يضعونها فِى برمِيل الزِيت المغلِى رويداً رويداً وَهىَ ماسِكة ثِيابها بِيديها إِلَى أسفل كى لاَ يظهر جُزء مِنْ جَسَدها إِنَّها لاَ تُبالِى بِألم الجسد بَلْ تُفَّضِل حِفظ عِفَتها وَحِشمتها وَغَرَقَ جَسَدها فِى الزِيت المغلِى وَماتت أمَّا روحها فَإِنطلقِت إِلَى السَّماء مُكَلَّلة بِأكالِيل البتولِيَّة وَالعِفة وَالإِستشهاد بِكُلَّ مجد وَكرامة حقاً أنَّها ماتت وَلَكِنْ علَّمت بِسُلُوكها وَموتِها أكثر مِنْ كلامها وَحياتها0 القديسة بربتوا:- كانت فتاة عفِيفة مُتزوِجة حدِيثاً وَلديها طِفل رضِيع وَكانُوا أثناء تعذِيبها يُسمِعُونها صوت بُكاء طِفلها الرضِيع الجائِع لِلضغط عليها وَلَكِنْ حُبَّها الوفِير لِيَسُوع المسِيح فادِيها وَمُخلِّصها كَانَ أعظم مِنْ أى حُب آخر سواء جَسَدِى أوْ عاطِفِى فَظلَّت صامِدة أمام كُلَّ الضغُوط وَأخِيراً حُكِم عليها بِالموت بِواسِطة الوحوش المُفترِسة أمام حشد كبِير مِنْ أهل المدِينة وَفِى ساحة الإِستشهاد رَكَعت تُصَلِّى فِى منظر مؤثِر وَعِندئِذٍ تقدَّم إِليها ثور هائِج وَضربها بِقرنيهِ فَطرحها عَلَى الأرض وَأصابها إِصابات بالِغة وَكادت تفقِد الوعى وَفِى شِدَّة آلامها وَخطورة هذا الموقِف لَمْ تهتم بِجِراحاتها وَلاَ كيف تنجو مِنْ هياج الوحُوش بَلْ أخذت تُلَملِم أطراف ثوبِها المُمزق لِتستُر جَسَدها حَتَّى هاجمها الثور مرَّة ثانِية وَثالِثة إِنْ إِهتمامها هذا كَانَ مثار حدِيث كُلَّ من شاهد هذِهِ الحادِثة إِنَّها كانت عِظة بالِغة عَنْ العِفة المسِيحِيَّة أمام أهل المدِينة بَلْ وَأمام كُلَّ البشرِيَّة عَلَى مر العصُور فِى ضوء معرِفتنا بِبُوتامِينا وَبربِتوا وَكُلَّ من سَلَكَ فِى حِفظ حِشمة جَسَدِهِ تُرى كيف سيدِين الله أى إِنسانة إِستهانت بِعِفِتها أوْ تعرَّت بِإِرادِتها وَأفسدت صورة مجد الله وَدنَّست هيكلِها0 القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب ثياب الحشمة
المزيد
10 سبتمبر 2020

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ

1- بين 1 كو 7 : 8، 1 تى 4 : 1 – 3 ففى الاول يقول الرسول (اقول لغير المتزوجين وللارامل انه حسن لهم اذا لبثوا كما انا)، وفى الثانى يقول (فى الازمنه الاخيره يرتد قوم عن الايمان... مانعين عن الزواج). فنجيب : ان الثانى نبوه ببدعه كانت مزمعه ان تظهر يذيعها قوم معلمين بتحريم الزواج وغيره، واما الاول فهو ترغيب فى عيشه البتوليه بغايه الحريه والاختيار، لا من قبيل تحريم الزواج، بل من قبيل نذر النفس لله. 2- بين اصحاح 7 : 10 و12 و25 و39 و40 و2 كو 11 : 17، 12 : 11 وبين 2 تى 3 : 16 ففى الاول يذكر الرسول بولس عن بعض كلماته بانها ليست للرب، وفى الثانى يقول (كل الكتاب هو موحى به من الله). فنجيب : ان معنى قوله فى (1 كو 7 : 10) (فاوصيهم لا انا بل الرب) ان الوصيه التى اقولها سبق السيد المسيح وقالها، وقوله فى عد 12 (فاقول لهم انا لا الرب) اى لم يذكر شىء فى الاناجيل عما اتكلم به. وقوله فى عد 25 (فليس عندى امر من الرب فيهن ولكننى اعطى رايا) اى لم يذكر المسيح عن ذلك شيئا فراى جديد مع كونه من المسيح ايضا. قوله فى عد 39 و40 (واظن انى ايضا عندى روح الله) فالظن هنا بمعنى التاكيد كما تفيد اللفظه اليونانيه وقوله فى (2 كو 11 : 17، 12 : 21) (لست اتكلم به بحسب الرب) يعنى ان ما اقوله اذا اخذ بحسب ظاهره يستدل منه على انى افتخر، وهذا الافتخار لا يوصى به الرب. 3- بين اصحاح 11 : 5، اصحاح 14 : 34 ففى الاول يقول (كل امراه تصلى او تتنبا وراسها غير مغطى فتشيلن راسها) وفى الثانى (لتصمت نسائكم فى الكنائس). فنجيب : قال احد المفسرين (ذكر الرسول صلوات النساء وتنبؤهن فى اصحاح 11 : 5 بدون التفات الى جوازه او منعه فى الكنيسه فانه تكلم عليه فى اصحاح 14 : 34 وقصر الكلام هنا على زى المراه فى حضره الجمهور وهى تصلى وتتنبا)). 4- بين اصحاح 15 : 20، عب 11 : 35 ففى الاول ان المسيح باكوره الراقدين، وفى الثانى ان الكثيرين من الاموات قاموا قبله. فنجيب ان المراد بقول الرسول (باكوره الراقدين) الذين يقومون لحياه لا يعقبها موت اما الذين قاموا من الاموات قبل قيامه المسيح فقد ماتوا ثانيه. المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
29 نوفمبر 2019

المسيح محرر الإنسان

بعض الآباء فى الغرب أمثال جيروم وأغسطينوس وأمبروسيوس أكد قصة المرأة التى أمسكت فى الزنا، ويقرأون هذه القصة فى 8 أكتوبر من كل عام تذكار عيد القديسة بيلاجية، ويكشف هؤلاء الآباء عن سبب غياب هذه القصة فى بعض المخطوطات الأخرى هو خوف الأوائل من استخدام القصة كمشجع للإنحلال الخلقى أو إنها ذريعة للإباحية كما يقول أغسطينوس أما الآباء فى الشرق فقد كانوا أكثر تحفظاً فامتنعوا عن شرحها أو الرجوع إليها أو حتى ذِكرها بالمرة أمثال أوريجانوس ويوحنا ذهبى الفم وكبريانوس ولكن الذى يقطع بصحة القصة هو ورودها فى كتاب " تعاليم الرسل " وذلك فى سياق صحة وضرورة قبول عودة الخطاة التائبين إلى الكنيسة، كما ذكرها بابياس من القرن الأول والثانى الميلادى (60- 125م) هـــدف الواقعة (أ)- وضع السيد المسيح فى مأزق / ورطة / تجربة. (ع6) (ب)- إظهار السيد المسيح بأنه صديق الخطاة. (ع11) ظروف الواقعة الفاعل الأصلى غير موجود لقد أمسكوا المرأة وقدموها للمحاكمة وتركوا الرجل يفلت ولم يمسكوه مع إن الحكم فى الناموس واحد على الإثنين)الحالة حالة تلبس فى ذات الفعل، وهذا سند قانونى لا يمكن أن يفلت منه القاضى بأى حال من الأحوال (يو8: 2- 11). (2)- (لا20: 10، 11)" أما دانك أحد .. أنا أيضاً لا أدينك "لم تذكر الشريعة عقوبة الرجم بل فقط " يقتل الزانى والزانية "(1) فقط ذكر الرجم فى حالة الفتاة المخطوبة التى تزنى(2)، وقولهم برجم المرأة خروج عن قانون موسىىلم يحضروا ليطلبوا مشورته، وحتى حين خاطبوه بلقب (معلم) لم يكن ذلك احتراماً أو تبجيلاً .. بل مجرد خبث ودهاء وإلتواء بقصد إيقاعه فى مأزق وتجربة.. لقد استغلوا عار امرأة شرقية كأداة لامتحانه كان قصدهم من تلقيبه بالمعلم هو التغطية لإخفاء مخططهم وخدعتهم الخبيثة ذات الحدين (أ)- لو أنه أطلق المرأة دون أن يحكم عليها بالرجم فإنه يكون قد تنكر لناموس موسى = جاحد للناموس الموسوى (ب)- ولو أنه أفتى بتطبيق ما ينص عليه الناموس، فإنه يكون قد هزأ بالقانون الرومانى وجرأ الناس على الخروج عليه = ثائر على السلطة الحاكمة من جهة أخرى (أ)- إن حكم المسيح على المرأة (بحسب الناموس) وقتلت أمام عينيه وبحكم (لا20: 10). (2)- (تث22: 23، 24) منـه.. يكون قـد إنحرف إنحرافـاً هائـلاً عن مسـتوى الحب والرحمة والفداء = كسر مبدأ الرحمة والحب / أيـن الرحمة ... ؟! (ب)- وإن حكم عليها بمقتضى الرحمة والحب يكون قد تجاهل الناموس.. ويكون المسيح بذلك مستحقاً القتل = كسر الناموس / أيـن العدل .. ؟! بمعنى آخر (أ)- إن هو أدان المرأة قالوا عنه إنه قاسى. وهذا ينافى قوله عن نفسه بأنه رحيم جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك) (ب)- وإن هـو أطلق المرأة فإنه يكون قد نقض الناموس وهو الذى قال قبلاً " ما جئت لأنقض بل لأكمل "(2) = كاسر الناموس / واتُهم بالتساهل قال السيد المسيح سابقاً "إنى لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم"(3) بمعنى أنه جاء ليبرئ الخاطئ لا ليقتله.. وهو سيبرئه على حساب نفسه هنا السيد المسيح " محاور" رائع معهم كيف تصرف السيد المسيح ؟ أعطاهم فرص وقت لإعادة التفكير ولمراجعة ضمائرهم = حركها نحو التوبة كتب على الأرض (وهذه هى المرة الأولى والأخيرة التى نسب فيها ليسوع أنه " كتب " شيئاً ) استحضر انتباههم بمفاجأة أنه موافق على قتل المرأة بشرط أن يكون من ينطق بالحكم وينفذه لم يأت الخطيئة، وإلا يكون هـو الأوجب بالرجـم والموت "من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر" (ع7). لقد أشترط أن من ينفذ الناموس يكون على مستوى الناموس لم يقل السيد المسيح إنها غير خاطئة ولم يقل إن الناموس لا يعاقب .. بل حرك الضمائر نحو التوبة (التوبة ليسـت إدعاء البر). إنه لم يدن أحد منهم بل جعلهم هم الذين يدينون نفوسهم تسلل الشهود إلى خارج دون أن يجرأ أحدهم على قذف المرأة بحصاة، (1)- (لو19: 10). (2)- (مت5: 17). (3)- (يو3: 17، 12: 47) وبذلك إنعدم ركن الشهود فى قضية المرأة، وبذلك لم يعد الاتهام قائماً، وبالتالى رفض القضية وانتقاء الإدانة حيث أن أحداً لم يدنها "وأنا لا أدينك"(ع11) هؤلاء المشتكون استقالوا وتركوا مناصبهم لقد فتح أمامها باب الحياة الجديدة بالتوبة والندم محققاً قوله : "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، لم آت لأدعوا أبراراً بل خطاة إلى التوبة " + لقد أعطانا السيد الغفران، وهى التى نادته يا سيد = رب = Lord الذى هـو عمل حب من الرب .. وعلى أساس دم الصليب .. ويكون بالتوبة والاعتراف .. وبلا حـدود يقول القديـس أغسطينوس [ بقى اثنان المرأة التعيسة بل السـعيدة فى مواجهة الرحمة المتجسدة ] هكذا المسيح .. يرفع الزانية فوق الفريسى .. واللص فوق رئيس الكهنة .. والابن الشاطر فوق الابن الأكبر.. إنه صديق الخطاة بحق لمن يُقر بخطيته نادماً حقائق : كان الناموس يحكم على الخاطئ ويدين الخطية ولكنه لا يستطيع أن يبطل الخطية .. المسيح هوالذى أبطل الخطية لقد مثلت هذه المرأة أمام السيد المسيح كديان وقاض، ولكنها لم تجد فيه إلا المخلص والفادى أنا مستعبدة أنا حــرة للخطية : إذ أمسكونى فيها. تمتعت : بحرية القلب عندما تطهرت. للعــار : صارت فضيحتى أمام الكل. تمتعت : بحرية الكرامة لأن مشتكىّ تركونى. للخـوف : لئلا يقتلوننى. تمتعت : بحرية الشجاعة فالبر قوانى. للهـلاك : لأن للخطية عقوبة أبدية. تمتعت : بحرية المكافأة إذ لى نصيب. للمهانة : لأن الخطية أضاعت شرفى وكرامتى. تمتعت : بحرية المجد لى مجد وكرامة لكل من يفعل الصلاح. إذن حقاً المسيح واهب الحياة = محرر الإنسان (ع32/ 34/ 36). تدريب : تخيل هذه المرأة كانت تكتب مذكراتها يومياً تُرى ماذا كتبت فى هذا اليوم .. ؟! (1)- (مت9: 12، 13- لو5: 31، 32- مر2: 17). قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى
المزيد
24 يونيو 2020

ما هي الخدمة روحيًا 3

5- الخدمة هي جسر بين الله والناس:- ليتك تكون جسرًا صالحًا في خدمتك, توصل ما يقوله الروح الخدمة هي جسر يوصل الناس بالله, أو جسر تنتقل عليه عطايا الله إلى الناس فالخادم الوحي هو الذي يأخذ من الله ليعطى تلاميذه لا يعطى من ذاته. لأن الرب أمر أن لا تقدم على المذبح نار غريبة, بل النار المقدسة التي نزلت من عند الله الخدمة تُشَبّه بسلم يعقوب الواصل بين السماء والأرض هذا الذي قيل عنه إن ملائكة الله صاعدة ونازلة عليه (تك 28: 12) صاعدة بطلبات الناس, ونازلة بالاستجابة من عند الله ألم يقل الرب: "اسألوا تعطوا" (مت 7: 7) هنا الخدّام في خدمتهم كملائكة الله في السماء يرفعون صلواتهم إلى السماء, لكي يعطيهم الله كلمة عند افتتاح أفواههم" (أف 6: 19) ومن سلم يعقوب تنزل إليهم الكلمة التي يقولونها لأولادهم وتلاميذهم وهم في ذلك يتشبهون بالملائكة. 6- فالخدمة هي عمل الملائكة والرسل:- هكذا قال القديس بولس الرسول عن الملائكة "أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة, مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14) وقال عن نفسه وعن سائر الرسل إن الرب "أعطانا خدمة المصالحة إذن نسعى كسفراء للمسيح, كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (2كو 5: 18, 20). 7- الخدمة هي دين علينا:- الخدمة هي جزء من الدين الكبير الذي علينا من نحو الكنيسة التي ربتنا وعلمتنا, وأرشدتنا إلى طريق الله, وأعطتنا روح الخدمة. وعلينا أن نخدمها كما خدمتنا بل أن الخدمة دين علينا نحو الله نفسه, الذي أحبنا كل الحب, ومنحنا أن نعرفه, وعلمنا طرقه وعلينا أن نحبه بالمثل, ونظهر هذا الحب من نحو أولاده الذين تركهم وديعة في أيدينا ولذلك نخرج بنتيجة هامة وهى أن الخدمة واجب. 8- الخدمة واجب:- إنها واجب روحي على كل إنسان كل إنسان يحب الله ويحب الناس, لابد أن يخدم إنه لا يستطيع أن يرى أناسًا يهلكون أمامه, بينما يقف صامتًا مكتوف اليدين كذلك الذي اختبر محبة الله له, يجد دافعًا داخليًا يدفعه إلى الحديث عن محبة الله المرأة السامرية لما عرفت المسيح, ذهبت مباشرة لتخبر الناس وتحدثهم عنه قائلة "تعالوا وانظروا" (يو 4: 29) فتحولت ليس فقط من خاطئة إلى تائبة, بل بالأكثر إلى إنسانة كارزة, تحبالمسيح, وتُحَدِث الناس عنه وحدث مثل هذا الأمر مع كثيرين من الذين شفاهم المسيح, فجالوا في كل مكان يتحدثون عنه كل إنسان إذن يمكنه أن يخدم, ولكن حسب تنوع المواهب هناك من يخدم في مجال الفقراء وعمل الرحمة, وآخر يخدم المرضى, وثالث يخدم في حل مشاكل الناس, ورابع يخدم في مجال التعليم, إن أذنت له الكنيسة بذلك وخامس يخدم عن طريق القدوة الصالحة أما الذي لا يخدم, فهو إنسان مقصر في واجب مفروض عليه في حدود إمكانياته هو مقصر في حق إخوته فإن قصرت في الخدمة أو امتنعت عنها, ينبغي أن تعترف بذلك أمام أبيك الروحي. لأن تقصيرك في الخدمة, يدل على أن محبتك غير كاملة نحو الآخرين ونحو الله وملكوته وأولاده. 9- الخدمة أمانة ووزنة ومسئولية:- إن الأولاد الذين تركهم الله أمانة في أعناقنا، فسوف يسألنا عنهم واحدًا فواحدًا ماذا فعلنا في بنيانهم الروحي الخدمة إذن مسئولية أمام الله والكنيسة ومسئولية خطيرة وفي خطورتها أقول الآتي اعلموا أنا الخادم منكم، ربما يكون المصدر الوحيد لتعليم الدين في هذه الفترة من حياة تلاميذه ربما لا يجدون في البيت ولا في المدرسة ولا في المجتمع مصدرًا آخر يغذيهم روحيًا وكذلك الكنيسةتركت هذه المسئولية إليكم، لتقوموا بها، واعتمدت عليكم في ذلك فإن لم يجد الأولاد الغذاء الروحي في الكنيسة على أيدي خدامها، فقد تضيع حياتهم بسبب إهمال الخدام!! إذن مصير الحياة لهذا النشء لهذا الجيل الصاعد تتوقف على مدى أمانة الخدام هل سيشعلون قلوبهم بمحبة الله، ويملأون عقولهم بالمعرفة الدينية السليمة، أم سيخرجونهم فارغين، تقف أرواحهم إلى الله من الفراغ الذي عاشوه، لأن مدرسيهم في التربية الكنسية لم يهتموا بهم ترى هل سيقول الله للخادم "نفس تؤخذ عوضًا عن نفس" وذلك حين يحاسب الخادم قائلًا له "أعطني حساب وكالتك" (لو 16: 2) قفوا إذن بخوف أمام الله. وتذكروا باستمرار أن الخدمة ليست مجرد نشاط، إنما هي مسئولية هي وزنة لابد أن نقدمها لله بربحها (مت 25). 10-الخدمة أمانة ووزنة ومسئولية:- إن الأولاد الذين تركهم الله أمانة في أعناقنا، فسوف يسألنا عنهم واحدًا فواحدًا ماذا فعلنا في بنيانهم الروحي الخدمة إذن مسئولية أمام الله والكنيسة ومسئولية خطيرة وفي خطورتها أقول الآتي اعلموا أنا الخادم منكم، ربما يكون المصدر الوحيد لتعليم الدين في هذه الفترة من حياة تلاميذه ربما لا يجدون في البيت ولا في المدرسة ولا في المجتمع مصدرًا آخر يغذيهم روحيًا وكذلك الكنيسةتركت هذه المسئولية إليكم، لتقوموا بها، واعتمدت عليكم في ذلك فإن لم يجد الأولاد الغذاء الروحي في الكنيسة على أيدي خدامها، فقد تضيع حياتهم بسبب إهمال الخدام!! إذن مصير الحياة لهذا النشء لهذا الجيل الصاعد تتوقف على مدى أمانة الخدام هل سيشعلون قلوبهم بمحبة الله، ويملأون عقولهم بالمعرفة الدينية السليمة، أم سيخرجونهم فارغين، تقف أرواحهم إلى الله من الفراغ الذي عاشوه، لأن مدرسيهم في التربية الكنسية لم يهتموا بهم.ترى هل سيقول الله للخادم "نفس تؤخذ عوضًا عن نفس" وذلك حين يحاسب الخادم قائلًا له "أعطني حساب وكالتك" (لو 16: 2) قفوا إذن بخوف أمام الله وتذكروا باستمرار أن الخدمة ليست مجرد نشاط، إنما هي مسئولية هي وزنة لابد أن نقدمها لله بربحها (مت 25). 11- الخدمة هي قدوة وتسليم:- الخدمة هي تسليم، أكثر من التعليم هي تسليم الحياة لآخرين، تسليم الصورة الإلهية لهم، تسليم النموذج الحي فالخادم هنا، هو وسيلة إيضاح للحياة الروحية السليمة بكل فضائلها الخدمة إذن هي المدرس، قبل أن تكون الدرس هي حياة تنتقل من شخص إلى آخر، أو إلى آخرين هي حالة إنسان ذاق حلاوة الرب، ويذيقه لآخرين قائلًا "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8) أنها حياة تسري من روح كبيرة إلى أرواح أخرى أو هي حياة إنسان امتلاءبالروح القدس، ففاض من امتلائه على غيره ليس الأولاد محتاجين كثيرًا إلى مدرس يملأ عقولهم كلامًا ويحشوها أفكارًا، بل يحتاجون إلى قلب نقي ملتصق بالله، يوصلهم إلى الله ويشفع فيهم عنده هم محتاجون إلى قدوة يحاكونها، ويرون فيها المسيحية الحقة المُنقذة عمليًا وربما يكون هناك مدرس في مدارس الأحد، ليس فصيحًا كما يجب، ومعلوماته ليست كثيرة، ولكنه يؤثر كثيرًا في الأولاد مجرد منظره يغرس فيهم محبة الله، طريقة كلامه، طريقة معاملاته، أسلوبه الروحي، ملامحه الوديعة الهادئة البشوشة، كل ذلك يعلمهم عن الدين أكثر من الدروس هم يرون صورة الله فيه فيحبون الله الذي يعمل في حياته ويحبون أن يصيروا مثله، وأن تكون حياتهم كحياته إن الأولاد يحبون التقليد، فكونوا نماذج صالحة أمامهم وأعلموا أن روحياتهم أكبر من روحياتكم، وقلوبهم أكثر صفاء، ومبادئهم أسمى هم صفحات بيضاء في فترة طفولتهم، لم يكتب فيها العالم بعد شيئًا رديئًا يحتاجون إلى مستوى عالٍ لكي ينفعهم والسيد المسيح حينما قال "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال، فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 18: 3) لم يقصد إن لم تصغروا وتصيروا مثل الأطفال، وإنما إن لم تكبروا (في براءتكم) وتصيروا مثل الأطفال فإن لم تكونوا قدوة لهم، فعلى الأقل لا تكونوا عثرة هم -ببساطتهم- يقبلون كل ما يصدر منكم، ويصدقون ما تقولونه لهم فليكن كلامكم هو الحق والبر الذي ينتظرون معرفته ويتوقعون أنكم تنقذونه أما عن العثرة -في التعليم أو الحياة- فقد قال عنها الرب "من أعثر أحد هؤلاء الصغارفخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى، ويلقى في البحر" (مت 18:6) وبسبب القدوة الصالحة، يوجد ما يسمى بالخدمة الصامتة التي يقدم فيها الإنسان تعليمًا حتى دون أن يتكلم يتعلم الناس من حياته دون أن يعظ بل هو نفسه العظة أما الذي لا يقدم عظة بحياته، فكلامه عن الخدمة باطل، فكلامه عن الخدمة باطل، ولا يأتي بثمر إنه مجرد صنج يرن. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
24 يوليو 2020

القديس إكليمنضُس الإسكندريّ

وُلد إكليمنضس الإسكندريّ من أبوين وثنيّين حوالى العام 150. بعد اهتدائه إلى المسيحيّة، استقرّ في مدينة الإسكندريّة حيث تتلمذ على يد المعلّم بانتينُس، ثمّ فتح هو نفسه مدرسة فلسفيّة وتكرّس للتعليم والتأليف. توفّي إكليمنضُس قبيل العام 216 في فلسطين بعد اضطراره إلى مغادرة الإسكندريّة بسبب الاضطهادات التي أثارها الإمبراطور سبتيمُس ساويرس. تميّزت شخصيّة إكليمنضس بالثراء والتنوّع، إذ كان مدافعاً عن المسيحيّة وفيلسوفاً وشارحاً للكتاب المقدّس ولاهوتيّاً عقائديّاً، ولكنّه كان أيضاً حارّ الإيمان وواعظاً ومربّياً ومرشداً أشهر مؤلّفات إكليمنضس هي سلسلة من ثلاثة كتب معروفة ب"الثلاثيّة". وهذه الكتب الثلاثة هي: "الإرشاد لليونانيّين" و"المربّي" و"المتفرّقات". يتضمّن "الإرشاد لليونانيّين" اثني عشر فصلاً يحثّ فيها الكاتب اليونانيّين على الاهتداء إلى المسيحيّة. فبعد أن يعرّف بالسيّد المسيح وتدبيره الخلاصيّ والفداء، ينتقل إلى انتقاد اعتقادات الوثنيّين وشعائرهم، ويدعوهم إلى الانضمام إلى الكلمة المتجسّد والتألّه معه، فهو المعلّم الذي يفوق جميع المعلّمين والفلاسفة اليونانيّين، وفي هذا السياق يتوجّه إليهم قائلاً: "بما أنّ الكلمة نفسه قد أتى إلينا من السماء، يبدو لي أنّه يجب علينا ألاّ نذهب بعد إلى أيّة مدرسة بشريّة، فلا نأبه لا لأثينا ولا لسائر اليونان". يتابع إكليمنضس في كتابه الثاني "المربّي" ما بدأه في الكتاب الأوّل. ولمّا كان الكتاب الأوّل موجّها إلى الوثنيّين فقد خصّ إكليمنضس كتاب "المربّي" بالمعمَّدين. والمقصود بالمربّي، هنا، المسيح المعلّم. ويتألّف الكتاب من ثلاثة أبواب يشيد فيها الكاتب بالطفولة الروحيّة وبالجدّة المسيحيّة ويرسم سلوك مَن يريد أن يكون مسيحيّاً حقيقيّاً. فيقول إكليمنضس عن المسيح المربّي: "يهتمّ الله بالإنسان، وفي الوقت عينه يعنى به، ويبيّن ذلك بالفعل إذ يربّيه بالكلمة الذي هو رفيق عمل محبّة الله للبشر". ويقول أيضاً: "نحن الأطفال، بحاجة إلى مربٍّ، والبشريّة كلّها بحاجة إلى يسوع". أمّا الكتاب الثالث "المتفرّقات" فهو مجموعة من الملاحظات والمذكّرات، وقد جمع فيها زبدة أفكاره عن المعرفة المسيحيّة. وفي هذا الكتاب يصف الإنسان المسيحيّ، فيقول عنه إنّه ذاك الذي "لا يرغب في شيء، إذ لا ينقصه شيء للتمثّل بالذي هو صالح وجميل (...) ليس هو عرضة للرغبة ولا للشهوة، ولا ينقصه أيّ خير من خيرات النفس، فهو بالمحبّة اتّحد بالحبيب (أي بالله)". ويتحدّث عن التنزّه من الأهواء الذي يبلغ إليه الإنسان الزاهد بالدنيا والساعي إلى الله، فيصير شبيهاً له. أمّا التنزّه عن الأهواء فهو "السيطرة المكتسَبة بالنعمة التي تستسلم لها حرّيّتنا، على كلّ ما يناقض فينا إشعاع المحبّة. إنّه إشعاع المحبّة المنتصر".إكليمنضس رجل فكر وفلسفة يحبّ الثقافة والعلم. ويعتبر أنّ العلم والمعرفة ضروريّان لخدمة الكنيسة، لذلك تكثر في كتاباته الاستشهادات المستلّة من الكتّاب والفلاسفة اليونانيّين الكبار كأفلاطون وهوميروس وغيرهما. غير انّ المعرفة الحقيقيّة تبقى، عنده، المعرفة الإلهيّة التي ينهل منها المرء في الكنيسة: "كنيستنا هي المدرسة الجامعة، ومعلّمها الأوحد إنّما هو عريسها (المسيح)، وهو التعبير الرحيم لإرادة الله الرحيمة، والحكمة الحقيقيّة ومقدِس المعرفة". والكنيسة، بالنسبة إليه، هي الأمّ الحاضنة المؤمنين: "الأمّ تضمّ إلى ذراعيها أطفالها الصغار، ونحن نبحث عن أمّنا الكنيسة".يمكن إيجاز فكر إكليمنضس بفكرة أساسيّة هي التأكيد على عمل الكلمة في حياة المؤمنين لتأليههم وتأليه العالم. ويتحدّث عن النعمة التي يمنحنّا إيّاها الله، والتي يعتبر أنّها كاملة ولا يمكن أن تكون ناقصة بأيّ حال من الأحوال: "إنّه منافٍ للعقل أن ندعو نعمةً إلهيّةً عطيّةً غير كاملة؛ فبما أنّ الله كامل، من الواضح أنّه يهب نعماً كاملة؛ فحالما يأمر، تُخلق الأشياء كلّها؛ وكذلك عندما يمنح نعمة، يريد أن تتمّ هذه النعمة في ملئها". وفي مكان آخر يؤكّد الكاتب على أنّ الله خلق الإنسان على صورته، وهو الذي يقوده إلى المثال: "نال الإنسان منذ ولادته الصورة، وكلّما تقدّم في الكمال، يتقبّل في ما بعد في ذاته المثال".يذكّر إكليمنضس دوماً في مؤلّفاته بمحبّة الله اللامتناهية للبشر، هذه المحبّة التي تمنحه الخلاص والحياة. ولا يغفل الكاتب التشديد على العناية الإلهيّة المرافقة للإنسان منذ ولادته: "إنّ الله، في محبّته العظيمة للبشريّة، يرتبط بالإنسان، وكما أنّ العصفورة الأمّ تطير إلى صغيرها عندما يسقط من العشّ، هكذا يبحث الله عن خليقته بأبوّة ويلتقط من جديد الصغير مشجّعاً إيّاه ليطير ثانيةً نحو العشّ". وفي الختام، نقول مع إكليمنضس: "الله يدعونا إل الاستحمام (المعموديّة)، إلى الخلاص، إلى الاستنارة، وكأنّه يصرخ قائلاً: أعطيك، يا صغيري، الأرض والبحر والسماء، أهبك جميع ما فيها من حيوانات، ولكن، يا بنيّ، ليكن فيك ظمأ إلى أبيك، فيظهر لك مجّاناً". آمين.
المزيد
28 أبريل 2020

الخمسين المقدسة

في احتفالنا بالخمسين المقدسة، وهي تذكار الفترة التي قضاها الرب على الأرض بعد قيامته وقبل صعوده إلى السماء، نرى أن الرب قد سُرَّ أن يقضي فترة بين تلاميذه قبل أن يتركهم صاعدًا إلى السماء، وكان هذا جزءًا من تدبيره للخلاص. لماذا؟ ذلك لأن الرب في هذه الفترة كان يعلن لتلاميذه ولكنيسته من بعدهم حقيقة قيامته، ويوضّح كثيرًا من الحقائق في إيماننا المسيحي.وقد حرص الرب في هذه الفترة أن يظهر لتلاميذه مرات عديدة، يظهر بجسده المُمجَّد الذي قام به من الموت، فهو قد ظهر لتلاميذه إحدى عشرة مرة في مواقف مختلفة... وأخيرًا ظهر لشاول الطرسوسي المعاند لكنيسة الرب ليدعوه دعوة خاصة، ويصيّره بولس رسول الأمم (أع9).وفي ظهورات الرب العديدة لتلاميذه كان له قصد منها، فهو كان يوضّح مفاهيم هامة تخصّ الإيمان، منها حقيقة جسد القيامة ومجد هذا الجسد، فالرب في كل ظهوراته بعد القيامة كان يظهر بجسده المُمجَّد، الجسد الذي سنناله بعد الموت. والجسد المُمجَّد للسيد المسيح يعلن حقيقة قيامته ومجد لاهوته، فبهذا الجسد استطاع الرب أن يخرج من القبر والحجر موضوع ومختوم، واستطاع أن يدخل إلى العلّية والأبواب مُغلَّقة في مساء أحد القيامة. وبهذا الجسد صعد إلى السماء تاركًا الأرض يوم صعوده، فهو جسد ممجد يمكنه أن يبقى في المجد السماوي إلى وقت مجيئة الثاني. في هذا الجسد المُمجَّد احتفظ الرب بآثار آلامه، المسامير والحربة، لكي لا يدع هناك مجالًا للشك في قلب أيٍّ من تلاميذه ولا من المؤمنين فيما بعد. وبهذا الجسد الممجد شارك الرب تلاميذه الطعام بعد قيامته، لكي يؤكد لهم أنه هو هو، الإله المتجسد المصلوب القائم بجسده، ويؤكد لهم عربون القيامة الأخيرة.في قيامته وظهوره قصد الرب أيضًا أن يعلن غلبته على الموت، وبهذا يكون قد أكمل لنا الخلاص وأتمّ لنا الفداء الذي به حوّل لنا العقوبة إلى خلاص، لذلك نحن نسمّيه: "موته المحيي" ، فبقيامة الرب لم يعد للموت سلطان على كل المؤمنين باسمه، بل صارت لهم الحياة الجديدة.وبظهوراته أيضًا أراد الرب أن يمحو من ذاكرة تلاميذه كل الآلام والإحباطات، ويحوّلها إلى مشاعر فرح. وبظهوره كان يضمد جراحات تلاميذه، ويعلن تغاضيه عن كل ضعفاتهم التي أظهروها في فترة آلامه: فقد أعلن قبوله لبطرس الذي أنكره، ومسامحته للتلاميذ الذين هربوا خائفين تاركين الرب وحده. في ظهوره أيضًا كان يقصد أن يسند ويرد كل المتراجعين بضعف في الإيمان، فكان في الطريق مع تلميذي عمواس ليشدّد إيمانهم، وكان على شاطئ بحيرة طبرية ليجدّد دعوته للخدمة لتلاميذه الذين ظنّوا أنهم قد فقدوا دعوتهم الأولى.في ظهوره أيضًا كان الرب يوضح ويؤكد لتلاميذه على موضوع كرازتهم، فهو قد أرسلهم لا ليكرزوا بإله مصلوب من أجل خلاص العالم فقط، بل بإله مصلوب وقائم من بين الأموات، فالقيامة كانت هي موضوع الكرازة الذي نادي به التلاميذ لكل العالم.إنها فترة مجيدة.. أدعوك أن تلازم الكنيسة فيها.. ففيها كل الفرح والإيمان والحياة التي في الرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
15 يونيو 2020

القيم الأاخلاقية فى حياة وتعاليم السيد المسيح (2) الرحمة

رحمة الله وحنانه على الجميع.. + ان الرحمة والحنان صفة ثابتة من صفات الله وتنبع من أبوته ومحبته للبشر{محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة (ار 31 : 3). فهو الذى قال قديما { الرب الرب اله رحيم و رؤوف بطيء الغضب و كثير الاحسان و الوفاء} (خر 34 : 6).وبهذه الرحمة رتل المرنم قائلاً {الرب بار في كل طرقه ورحيم في كل اعماله} (مز 145 : 17). وبمراحم الله يصبر ويطيل روحه على الخطاة { انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول.هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} مرا 22:3-25.ولكى نتمتع بمراحم الله يجب علينا ان نكون رحومين على الجميع { طوبى للرحماء لانهم يرحمون} (مت 5 : 7).وهذا ما يطلبه منا الله { وقد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح و ماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك} (مي 6 : 8). +ولقد جاء الينا السيد المسيح على الارض وهو الاله الظاهر فى الجسد ، ليعلن لنا رحمة الله الكاملة والتى تبحث عن الخطاة لتردهم وعن المقيدين لتحررهم وعن منكسرى القلوب ليشفيهم . لقد تشدق البعض برحمة الله دون ان يعوا اعماق هذه الرحمة المعلنة لنا فى المسيح يسوع ربنا { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم} 1بط 3:1-4.ولقد لخص السيد المسيح عمله على الارض بتتميم نبؤة اشعياء النبى {روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة.ثم طوى السفر و سلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم} لو 18:4-21.ولقد اعطي المخلص الويل للكتبة والفريسيون المراؤون لتركهم الرحمة والحق والايمان{ ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك} (مت 23 : 23). + من رحمة الله اعلانه عن محبته للخطاة لا بالكلام بالعمل والحق ، ووجد فيه الخطاة صديقا واباً ومدافعاً وكان يهدف بذلك الى إعلان رحمة الله الغافرة والمغيرة والمحررة التى تقبل الخطاة لا كعبيد بل ابناء محبوبين فى الرب . كان العشارين والخطاة مكروهين ومنبوذين فى المجتمع فاعلن لهم محبته وسعى لتغييرهم . لقد جذب الكثيرين بشبكة محبته الإلهية وعندما تذمٌر عليه الكتبة والفريسيين دافع عنهم قائلاً{ لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مر 2 : 17). لقد نزع محبة المال من قلوب العشارين القاسية بمحبته . ودافع عن المرأة الخاطئة { و قدم اليه الكتبة و الفريسيون امراة امسكت في زنا ولما اقاموها في الوسط. قالوا له يا معلم هذه المراة امسكت وهي تزني في ذات الفعل. وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم فماذا تقول انت. قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه واما يسوع فانحنى الى اسفل وكان يكتب باصبعه على الارض.ولما استمروا يسالونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر. ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان يكتب على الارض. واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين وبقي يسوع وحده والمراة واقفة في الوسط. فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المراة قال لها يا امراة اين هم اولئك المشتكون عليك اما دانك احد. فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع ولا انا ادينك اذهبي ولا تخطئي ايضا} يو3:8-11. لقد أظهر لهؤلاء خطاياهم التى سترها الله فرجعوا وتركوا المراة لحال سبيلهم . وفي مثل الخروف الضائع أعلن لنا أن كل إنسان خاطئ بعيد عن الخلاص إنما هو ذلك الخروف الضائع ، الذي يخرج الله الراعي الصالح للبحث عنه تاركاً التسعة والتسعين من أجل إيجاده وإعادته إلى حظيرة الخراف . وأثبت له المجد هذه الفكرة بقوله في نهاية المثل {هكذا يكون فرحٌ في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى توبة }( لو15: 1-7 ) . الرحمة وعمل الخير فى حياة السيد المسيح.. + الله هو هو أمس واليوم والى الأبد مازالت مراحمه جديدة علينا كل صباح سواء شعرنا بها وشكرناه عليها او نسينها . وعندما تجسد السيد المسيح صار لنا قدوة ومثال فى الرحمة والمحبة . من مراحمه انه يهتم باشباع اجسادنا ونفوسنا وارواحنا . يجول يصنع خيراً ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب ويهتم بالتعليم وأشباع الجموع الجائعة ولازال {فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا. و بعد ساعات كثيرة تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت مضى.اصرفهم لكي يمضوا الى الضياع و القرى حوالينا و يبتاعوا لهم خبزا لان ليس عندهم ما ياكلون. فاجاب وقال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا له انمضي ونبتاع خبزا بمئتي دينار ونعطيهم لياكلوا.فقال لهم كم رغيفا عندكم اذهبوا وانظروا ولما علموا قالوا خمسة وسمكتان. فامرهم ان يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الاخضر.فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين. فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الارغفة واعطى تلاميذه ليقدموا اليهم وقسم السمكتين للجميع. فاكل الجميع وشبعوا.ثم رفعوا من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوة ومن السمك. وكان الذين اكلوا من الارغفة نحو خمسة الاف رجل} مر35:6-44 . + لقد تحنن على العميان ووهب لهم النظر وبالجهال ووهب لهم حكمة واستنارة {وجاءوا الى اريحا وفيما هو خارج من اريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماوس الاعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع انه يسوع الناصري ابتدا يصرخ و يقول يا يسوع ابن داود ارحمني. فانتهره كثيرون ليسكت فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني. فوقف يسوع وامر ان ينادى فنادوا الاعمى قائلين له ثق قم هوذا يناديك. فطرح رداءه وقام وجاء الى يسوع. فاجاب يسوع وقال له ماذا تريد ان افعل بك فقال له الاعمى يا سيدي ان ابصر. فقال له يسوع اذهب ايمانك قد شفاك فللوقت ابصر وتبع يسوع في الطريق} مر46:10-52.السيد المسيح يريد ان يفتح أعين بصيرتنا الداخلية لنعاين مجده ومحبته ورحمته فهل نصرخ اليه بثقة قائلين {ارحمني يا الله حسب رحمتك ، حسب كثرة رافتك امح معاصي }(مز 51 : 1). + تحنن السيد الرب جعله يقيم الاموات . فتحنن على أرملة نايين فأقام من الموت ابنها وحيدها { وفي اليوم التالي ذهب الى مدينة تدعى نايين وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير. فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه وهي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة. فلما راها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه. فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله}لو 11:7-16.واقام بدافع الرحمة ابنة يايرس الذي جاء إلى يسوع متوسلاً من أجل ابنته ، فرحمه وأقام ابنته من الموت ( لو8: 54 ). وبهذا الحنان أقام لعازر بعد أربعة ايام من موته (يو1:11-44). وبرحمته هذا يقدر ان يقيم ميتوته نفوسنا الخاطئة اذ نرجع اليه ويقيم الاموات للحياة الإبدية فى اليوم الاخير {لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته.فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} يو28:5-29. طوبى للرحماء لانهم يرحمون .. + ان السيد المسيح له المجد يطوب الرحماء ويعدهم بالرحمة على الإرض وفى السماء .ويطالبنا بان نكون رحماء نحو الجميع { فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم }(لو 6 : 36). ويقول لنا ان نتعلم منه { فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مت 9 : 13). ان أعمال الرحمة تشتمل على كل ما نقدمة من خير ومد يد المساعدة للمحتاجين سواء بالعطاء المادى او المعنوي وعدم أدانة المخطئين والستر على خطايا الاخرين وضعفاتهم واعلان رحمة الله للخطاة والمنكسرين والمحزونين واحتضان الضالين واحتمال ظلم الاشرار بمحبة وصلاة من اجلهم وفعل الرحمة يمتد ليشمل الاقرباء والغرباء والاعداء فان الله الرحوم يريدنا ان نتعلم منه . ولقد مدح الرب السامرى الرحيم الذى صنع الرحمة مع الرجل اليهودي الذى كان يُعتبر عدواً له (لان اليهود كانوا لا يخالطوا السامريين ) { واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.فقال له ما هو مكتوب في الناموس كيف تقرا. فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب اجبت افعل هذا فتحيا. واما هو فاذ اراد ان يبرر نفسه قال ليسوع ومن هو قريبي.فاجاب يسوع وقال انسان كان نازلا من اورشليم الى اريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه و مضوا وتركوه بين حي وميت. فعرض ان كاهنا نزل في تلك الطريق فراه و جاز مقابله.وكذلك لاوي ايضا اذ صار عند المكان جاء و نظر وجاز مقابله. ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن.فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته واتى به الى فندق واعتنى به.وفي الغد لما مضى اخرج دينارين واعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما انفقت اكثر فعند رجوعي اوفيك.فاي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص. فقال الذي صنع معه الرحمة فقال له يسوع اذهب انت ايضا و اصنع هكذا} لو25:10-36.ان البشرية كلها سقطت من فردوس النعيم وبعدت عن الله فجاء اليها السيد المسيح ليرفعها ويشفى جراحاتها ويردها الى الفردوس دفعة اخرى + هكذا يوصينا الكتاب المقدس بان نصنع رحمة {لا تدع الرحمة و الحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك }(ام 3 : 3). {لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة و الرحمة تفتخر على الحكم }(يع 2 : 13). نصنع الرحمة ونصبر فى الضيقات والتجارب {ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب و رايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة و رؤوف} (يع 5 : 11) . والى اي حد نكون رحومين ؟ ان السيد المسيح يريد لنا ان نتعلم من رحمته الكثيرة فعدما سأله بطرس : كم مرة يُخطئ إلي أخي وأنا أغفر له ، هل إلى سبع مرات ؟ فأجابه قائلاً : لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات . ثم ضرب له المجد مثلاً في هذا الخصوص وهو مثل الملك الذي سامح عبداً كان مديوناً له بعشرة آلاف وزنة ، لكن ذلك العبد لم يُسامح رفيقاً كان مديوناً له بمئة دينار ، مما أدى إلى أن أمسكه الملك وزجه في أعماق السجن وقال أنه لن يخرج إلى أن يوفي الفلس الأخير . ثم ختم قوله بالقول : هكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تتركوا كل واحد لأخيه زلاته ( مت18: 21-34). + وأعمال الرحمة مقياس للدينونة والمكافأة فى اليوم الأخير .. جعل رب المجد أعمال الرحمة التى نصنعها بالإيمان مقياس للدينونة في اليوم الأخير حينما قال بأنه سوف يأتي ويجمع كل الناس أمامه ويقسمهم إلى قسمين ، أحدهما إلى اليمين والآخر إلى اليسار ، والذين عن اليمين سوف يأخذهم إلى ملكوته الأبدي لأنهم كانوا رحماء ، وأما الذين كانوا عن اليسار فإلى العذاب الأبدي لأنهم لم يكونوا رحماء ( مت25: 31-46 ). + لقد تعلم التلاميذ والرسل وعلموا المؤمنين فى كل جيل ان يكونوا رحومين . هكذا يدعونا القديس يوحنا الحبيب للرحمة لتثبت فينا محبة الله { وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه }( 1يو3: 17 ).ويعلمنا القديس بولس الرسول { و كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح }(اف 4 : 32) . { في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ (اع 20 : 35). ولقد برع الكثيرين فى عمل الرحمة فى كل جيل ونذكر من هؤلاء القديس ابراهيم الجوهرى الذى ضُرب به المثل فى عمل الرحمة والعطاء والانبا ابرام اسقف الفيوم المتنيح الذى كان يتصدق بكل ما يأتى اليه وحتى بعد إنتقاله الى السماء يمد يده بالمعجزات على الفقراء والمحتاجين وام عبد السيد التى انتقلت منذ فترة قريبة وكانت تبحث عن المرضى والمحتاجين والخطاة لتعمل معهم الرحمة . لقد عرف هؤلاء كيف يربحوا بالوزنات المعطاة لهم . ان الله هو قبل كل شيء اله الرحمة والمحبة.وان هذا أيضاً هو ما يطلبه الله منا في حياتنا أن تكون أفعالنا كُلها، أعمال رحمة تُظهر رحمة الله ودعوته الرحيمة للجميع للتمتع بالرحمة الإلهية. مثل عظيم رحمتك يا خالقى ارحمنى + ايها الرب كثير الرحمة والاحسان والوفاء . يالله الذى من أجل رحمته الكثيرة يغفر الخطايا ويمحو الاثام ، ويصبر على البشرية الخاطئة والجاحده لمحبته ليعودوا ويرجعوا اليه . الهى ان ولادة كل طفل جديد فى العالم تقول لنا انك رحوم ولم تيأس من العالم ، نشكرك ونباركك على حنانك ورحمتك بنا ونصلى اليك لتهبنا قلوب حانية تقترب من مراحمك بتواضع قارعة باب مراحمك طالبة العون والرحمة على الخليقة كلها . + علمنا يارب ان نرتل لك ونقول كل صباح ومساء باركي يا نفسي الرب و كل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس.باركي يا نفسي الرب و لا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة و الرافة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك. الرب مجري العدل و القضاء لجميع المظلومين.الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة . لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب اثامنا.لانه مثل ارتفاع السماوات فوق الارض قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق من المغرب ابعد عنا معاصينا. كما يتراف الاب على البنين يتراف الرب على خائفيه. لانه يعرف جبلتنا يذكر اننا تراب نحن. + علمنا يارب ان نجول نصنع خيراً ورحمة ، علمنا ان نكون متسامحين وشفوقين على الساقطين والبائسين والفقراء نتأنى على الضعفاء ونشجع صغار النفوس واذ نذوق رحمتك وحنانك ونحيا فى ظل رعايتك الحانية لابد لنا ان نعلن لكل أحد تعالوا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب وما اوسع مراحمه عليناعلمنا يارب ان نكون رحومين ندعوا الناس الى عمل الرحمة والبر والتسامح لاسيما فى هذه الايام الشريرة التى نري فيها محبة الانتقام والتشفي من الاعداء علمنا ان نزرع المحبة حيث تنموا اشواك الكراهية ونبزر الرجاء حيث يوجد اليأس،ونصنع الرحمة فى القلوب القاسية ،وننادى بالتسامح والغفران وسط نيران الكراهية والاحقاد ان العالم يحتاج للقيم التى عملتها وعلمتها ايه المسيح القدوس ليجد الراحة والسلام والسعادة فلتعمل يارب بروحك القدوس ليأتى ملكوت فى كل قلب أمين . القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
17 أبريل 2020

من محكمة إلى محكمة (الجمعة العظيمة)

إذ سلَّم السيد المسيح نفسه للجند، لم يخجلوا إنهم سقطوا عندما قال لهم "أنا هو!" لكن أوثقوه بعنفٍ شديد حتى كاد الدم ينفجر من جسمه بسبب العنف في تقييده، ظانين أنه بهذا لن يفلت من أياديهم مع مرارة الآلام التي تحملها عنا، كانت مسرته أن يحمل آلامنا في يوم واحد أو عدة ساعات من ليلة الجمعة حتى الظُهر قُدِّم أمام ست محاكم انتهت بتسليمه ليُصلَب. 1- أمام حنان رئيس الكهنة السابق، وقد طلب زوجُ ابنته قيافا رئيس الكهنة أن يبدأ بتقديمه أمام حنان، حتى يشعر الشعب أنه ليس حُكمًا فرديًا لعامل شخصي، إنما كل القيادات تفحص قضيته وتُصدِر حُكْمًا جماعيًا هذا الشيخ أرسله موثقًا إلى قيافا (يو 18: 12-14، 24). 2- أمام قيافا (مت 26: 57-68)، أصدر الحُكْم أنه مستوجب الموت لأنه جدَّف لكن وهو لا يدري حَكَم على الكهنوت اللاوي ثد أُبطِل إذ مزَّق ثيابه. 3- أمام مجمع السنهدرين (مت 27: 1-2)، أصدر الحُكْم أنه مستوجب، يُرسل لبيلاطس، إذ تظاهروا بإخلاصهم للرومان المستعمرين، متهمين السيد السيد المسيح بخيانة وطنية وثائر، إذ يُقيم نفسه ملكًا عوض قيصر. 4- أمام بيلاطس (يو 18: 28-38)، أدرك أنه غير مذنب، لكنه وَجد فرصة للتصالح مع هيرودس ملك الجليل الذي كان يريد أن يلتقي بيسوع المسيح، فحوَّل القضية إليه. 5- أمام هيرودس (لو 23: 6-12)، وكان يشتهي أن يصنع آية أمامه، لكن حَمَل الله لم ينزل إلينا ليظهر قوته وسلطان بل لكي يُذبَح عنا رأى أنه غير مذنب، لكن إذ التزم حَمَل الله بالصمت، استخف به وأعاده إلى بيلاطس بعد أن تصالح معه. 6- أمام بيلاطس (يو 18: 39- 19: 16)، أدرك أنه غير مذنب، كما أرسلتْ إليه امرأته تُعلِن له أن الأحلام تحرَّكتْ لتُحذِّرَه ألا يُصدر حُكْمًا عليه، فإنه بار غَسَلَ يديه أمام الكل مُعلِنًا أنه بريء من دم هذا البار لكن اليهود هدَّدوه بأنه بهذا يكون غير مُخْلِصٍ ولا أمين لقيصر، فسلَّمه لهم. لماذا صدر الحُكْمُ بالصلب؟ 1- إن السيد المسيح كحَمَل الله يُقدِّم ذبيحة للفصح، وكأن حَمَل الفصح يُشوى بالنار خلال سيخين يوضعان على شكل صليب فالصلب يؤكد أن يسوع المسيح هو حَمَل الفصح القادر وحده أن يعتقنا من عبودية إبليس والسخرة في عمل اللبن، ويطلقنا إلى مجد أولاد الله كان الموت بالصليب يُعتَبر أبشع نوع من الموت، بكونه عارًا، فحمل عارنا الذي صار لنا بسبب خطايانا إن الشخص المصلوب يشتهي الموت فلا يجده، وعندما يترفقوا به، يكسروا ساقيه حتى يستريح من مرارة الصلب. 2- يقول بولس الرسول، إن الذي لم يعرفْ خطية، صار خطية لأجلنا ليحمل لعنتها عنا وليس من طريق لدخول حَمَل الله دائرة اللعنة إلا من باب الصلب، لأنه مكتوب "ملعون كل من عُلِّق على خشبة" (تث 21: 23؛ غل 3: 13) أما آدم الأول وبنوه فدخلوا هذه الدائرة من باب كسر الناموس أو الوصية، أي بالعصيان دخل القدوس الذي لم يمكن للعنة ولا فساد أن يحلَّ به صار لعنة لينزعها عنا ونتقدَّس به، بكونه القدوس. 3- قد قبل حَمَل الله أن يُبذَل عن العالم كله (يو 3: 16) لكي لا يَهلِكَ كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، فإنه بذل ذاته بإرادته وبمسرة فعلى الصليب بسَط يديه ليُعلِن أنه الكاهن الذي يُقدِّم الذبيحة، ويشفع كفاريًا بدمه في المؤمنين به. 4- الصليب يُصنَع من عارضتيْن، واحدة رأسية والأخرى أفقية وكما يقول القديس أغسطينوس أن العارضة الرأسية تُعلِن اتحاد البشر بالله السماوي، ووحدة الأرض بالسماء، وبالأفقية يبسط الرب يديه ليحتضن اليهود والأمم، والشعب مع الشعوب. 5- جاء الصلب يحقق الكثير من النبوات والرموز، نذكر منها "ثقبوا يديَّ ورجليَّ" (مز 22: 16) "ينظرون إلى من طعنوه وينوحون" (زك 12: 10) "أُحصي مع أثمة" (إش 53: 12) "الرب ملك على خشبة" (مز LXX) أما الرموز فمنها أن موسى إذ كان يرفع يديه على شكل صليب، كان شعبه يغلب عماليق (خر 17: 11)"وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان (يو3: 14). 6- على الصليب توضع عِلَّة المصلوب، وقد كُتِبَ "ملك اليهود" بالأرامية واللاتينية واليونانية. 7- إذ يحمل الصليب، أمكن لسمعان القيرواني أن يحمله معه، وكأنه يدعونا لنوال بركة الصلب معه. 8- عندما عُلِّق على الصليب يُقال: "علمه فوقي محبة" (نش 2: 4)، يراه الكل علانية. 9- رأى الرسول بولس في الصليب قد تمت غلبتنا على إبليس وقواته بالمسيح المصلوب، كما يتم تسمير الصك الذي كان علينا (كو 2: 14). القمص تادرس يعقوب ملطى
المزيد
28 مارس 2020

الإنسان يخطئ عفوا أو جهلاً أو ضعفاً

أمّاً عفوا فإن هذا يعني أنه لم يكن منتبهاً ولذلك فقد ينزلق في الكثير من الخطايا، وحالما يسقط ينتبه فيندم ويتأسف في قلبه ويقدم توبة وأما جهلاً فلأنه قد يخطئ دون أن يعرف مسبقاً أنه قادم على خطية، مثل سلوك ما أو كلمة جارحة أو عادة رديئة، وأمّا أن يسقط ضعفاً فيعني أنه كان منتبهاً وواعياً ومدركاً أنه أمام خطية أو مخالفة، وقد حاول ولكنه ضعف فسقط أمّاالأصعب من ذلك فهو أن يسعى الإنسان إلى الخطية ويخطط لها ! ومع ذلك فالمشكلة ليست في السقوط ولكنها في عدم التوبة فإن " الله لن يديننا لأننا أخطأنا ولكنه سيديننا إن لم نتب بعدما أخطأنا" كما قال القديس أنطونيوس، ولندرك جيداً أن الشيطان الذي يسهّل لنا السقوط هو نفسه الذي يحول أن يسقطنا في اليأس عقب السقوط لذلك تسعى للخطية، فإذا واجهتك الخطية فجاهد كي لا تسقط، فإذا سقطت فجاهد ألاّ تيأس بل قم سريعاً وجاهد من جديد. (لا تشمتي ني يا غدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة فالرب نورلي (ميخا 8:7) ويقول الآباء أن ثلاثة تسبق كل خطية (الغفلة والنسيان والشهوة). نيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابو قرقاص
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل