المقالات

26 مايو 2020

القيامة حياة واختبار

في احتفالنا بعيد القيامة وفرحة الخمسين المقدسة، تحضرنا أفكار كثيرة تؤكد حقيقة قيامة الرب يسوع، فنبوات الكتاب تحدثت كثيرًا عن القيامة، كما كانت الأكفان دليلًا حيًّا على قيامة الرب، وهكذا كانت ظهورات الرب يسوع المتعددة لتلاميذه، كذلك أيضًا خوف رؤساء الكهنة وتلقينهم للجنود كلمات كاذبة.. كل هذه أمور تؤكد حقيقة القيامة.ولكننا في احتفالنا بالقيامة لا نريدها دراسة فكرية عقلانية، ولكننا نحب أن تصير القيامة في حياتنا اختبارًا عمليًا وسلوكًا يوميًا، نختبرها كل يوم فتصبح القيامة حياة واختبار..وهذه بعض الأمور التي عندما نتأملها تجعلنا نعيش بروح القيامة..1- القيامة تجعلنا لا نخاف الموت:فالرب يسوع عندما قام استطاع أن يكسر شوكة الموت عنا، ولم يعد للموت سلطان على البشرية، ولم تعد الهاوية مكان الإنسان عند انتهاء حياته.. فبالقيامة أصبح الموت ميلادًا سماويًا جديدًا، فإن أردتَ أن تعيش القيامة، ذكّر نفسك دائمًا أن الرب قد حوّل لك العقوبة (الموت) خلاصًا (الحياة)، وذكّر نفسك أيضًا أن الرب قد قام لكي عندما تكمل رسالتك وتأتي ساعة انتقالك، تردّد قول الكتاب «الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام...» (لو2: 29)، لا بخوف بل بفرح.2- القيامة تهبنا فرحًا وسط الضيقات: فإيماننا أن آلام الصليب قد انتهت بالقيامة يجعلنا مطمئنين في الضيقات، بل فرحين حتى عندما نتألم، فتتولّد في داخلنا قوة لاحتمال الآلام من أجل الرب، متذكّرين كلمات الكتاب: «لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا، كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضًا» (2كو1: 5).3- القيامة تجعلنا نمارس الأسرار الكنسية بوعي روحي عميق: وليس كممارسات طقسية جافة، فتثق أنك في المعمودية قد دُفِنت مع الرب يسوع لتقوم بطبيعة جديدة فتحيا بالبر. وأنك في الميرون قد نلتَ موعد الآب السماوي بالروح القدس. وفي اعترافك تثق أن الرب الذي مات وقام عنك، مسرّته هي أن يرفع خطاياك. وفي الإفخارستيا تؤمن أنك تتناول جسد الرب المكسور عنك على الصليب، ودمه الذي سال لأجل خلاصك.. فتسلك بالروح «لأن الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له» (يو4: 23).4- القيامة تملأنا رجاء وسط مشاكلنا: فالقيامة تعطيك رجاء في عمل الرب في مستقبل حياتك مهما ضاقت بك الحياة، فلا تترك نفسك في مشاعر وآلام يوم الجمعة، بل بالرجاء تثق أن هناك يومًا ثالثًت (بعد وقت يطول أو يقصر)، فيه يقيمك الرب من مشكلتك ويفرحك.ليكن لك إذًا في كل حياتك فكر القيامة، فتحيا حياتك فرحًا متهلّلًا سالكًا بالروح... فهذه هي مسرة الرب. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
25 مايو 2020

القيامة حياة

لقد خلق الله الإنسان ليحيا لا ليموت، ولكنه بسبب الغواية من الحية سقط في المعصية وأكل، فخسر الحياة ودخل في دائرة الموت وخسر علاقته بالله، لذلك حين كلمه الله اختبأ آدم وراء الشجرة التي أكل منها فصارت حائلًا بين الله والإنسان، لذلك بصلب المسيح على الخشبة حوّل الشجرة إلى تلاقي بين الإنسان والله في العهد الجديد، وصار يحمل قوة القيامة، لذلك حين اكتشفت الملكة هيلانه صليب المسيح وضعت ميتًت عليه فقام.من هنا نرى أن الفداء مرتبط بالخلاص من الخطية ومن الموت، وشركة في القيامة المجيدة. هكذا نؤمن أن القيامة حياة نحياها في الكنيسة من خلال التناول من الأسرار المقدسة، لذلك يُعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه (أي جسد المسيح ودمه) شركة حياة.. ومن خلال هذه الحقيقة نؤمن أننا نحيا القيامة بعمل الروح القدس في العهد الجديد من خلال سر المعموديةن إذ به ننال الطبيعة الجديدة التي تحيا إلى الأبد مع المسيح في ملكوته الأبدي بالقيامة، وكذلك سر الميرون الذي من خلاله نصير مسكنًا لعمل الروح القدس كهيكل مقدس مُهيَّأ للنصرة بالثبات في المسيح القائم من الأموات، من خلال التناول من جسد الرب ودمه الأقدسين كما أشرنا سابقًا.. ومن خلال سر مسحة المرضى ننال الشفاء المؤدي للحياة عكس المرض المؤدي للموت، ونمارس قبله سر التوبة والاعتراف حتى نتخلص من الخطية بغفرانها فنتهيّأ للشفاء، لأن المرض دخل للبشرية بالخطية. أمّا عن سر الزواج فهو على مثال المسيح والكنيسة. وسر الكهنوت به تنال الكنيسة الحياة من الأسرار المقدسة، لأنه كهنوت المسيح رئيس الكهنة الأعظم، مصدر الحياة للكنيسة كلها بقيامته المقدسة وصعوده للسماء.حقًا بصليبه صار المسيح ذبيحة، وبقيامته صار ذبيحة حيّة، وبصعوده صار ذبيحة حَيَّة دائمة..مما سبق نرى أن حدث القيامة المجيدة نقطة تحول في حياة المؤمن، ورجاء كل مَنْ يتألم لأن للألم نهاية بالشفاء، وكل شفاء هو اختبار للقيامة المقدسة، لذلك كل مَنْ لمس الرب يسوع نال شفاءً من المرض. وكذلك هناك مَنْ نال قيامة من الأموات مثل ابنة يايروس، والشاب وحيد أمه، ولعازر الذي أنتن في القبر أربعة أيام. حقًا كان الرب مصدر حياة لأنه يحمل قوة القيامة بلاهوته لكل متألم التقى به، إن كان مريضًا، أو مَنْ له طلبه لأجل مريض أو منتقل، كما حدث مع لعازر إذ قالت له مرثا «هوذا الذي تحبه مريض»، وقالت أيضًا «لو كنت ههنا لم يمت أخي» في ثقة أن الرب يسوع مصدر حياة، وجاء لكي يُحيي الجنس البشري كله بعمل الروح القدس.لذلك نحن ننظر لحدث القيامة أنه هدف للتجسد الإلهي، إذ شابهنا في كل شيء كإنسان ما خلا الخطية وحدهل، لكي يحمل خطايانا وينقذنا من موت الخطية ويخلصنا من شهوات الجسد، ويقدسنا حتى ننال قوة القداسة وحمل الصليب لإماتة الذات، ونفرح بقوة عمل الروح القدس فينا للثبات في عضوية الكنيسة والثبات في الرأس المسيح بالتناول من الأسرار المقدسة، والسلوك بالوصية الإلهية تنير لنا الطريق للأبدية السعيدة، وتمنحنا قوة صلب الذات البشرية الضعيفة، لننال التوبة كقوة قيامة من ضعفات بشرية ومحاربات شيطانية للإغراء، ومن كل هذه الكلمات نحيا قوة القيامة للنصرة على تحديات كثيرة يضعنا فيها الشيطان..لذلك نقول من القلب "خريستوس آنستي- آليثوس آنستي / المسيح قام – بالحقيقة قام".. نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
24 مايو 2020

الأحد الخامس من الخماسين

فى إنجيـل هذا اليوم المبارك قال ربنـا يسـوع المسـيح: ” أنا هو الطريق والحق والحياة. لا أحد يأتى إلى الآب إلا بى ” (يو6:14). 1-الطريق: قدم ربنا يسوع المسيح نفسه بكونه الطريق.. به ندخل الذى إلى الحيـاة الملوكية السماوية، وخارجاً عنه لا نجد إلا الفساد والموت. والذى يحيا مع المسيح يعيش فى طريق الأبرار.. والذى يحيا مـع الشيطان يعيش فى طريق الأشرار. قال القديس جيروم: ( إن كان المسيح هو طريق الأبرار فالشيطان هو طريق الأشرار ). بمعنى آخر ما يميز المؤمنين هو إتحادهم بكلمة الله أى بالسيد المسيح. الطريق ليس سلوكيات فقط، إنما هو دخول إلى العضوية فى جسـد المسيح لنحيا بروح الرب. وقال العلامة أوريجانوس: (السيد المسيح يقودنى إلى ذاته بكونه “الطريق”.. يجتذبنى إليـه بحبال محبته الإلهية ويهبنى شركة طبيعته: القداسة والنقاوة والحـب و الإتضاع.. الخ). + مسيحنا هو الطريق الآمن الذى يحملنا بروحـه القـدوس إلـى حضن الآب دون أن يصيبنا ضرر أو نعتاز إلى شئ، إنما ننمو فى النعمة والحكمة. + النمو فى النعمة يجده الساعون نحو خلاصهم فتتحقق رغبتـهم خلال فهمهم للحق الذى فى الكلمة الإلهى وسلوكـهم فـى الـبر الحقيقى. هذا يقودنا إلى إدراك كيف يكون المسيح هو الطريق. + وفى هذا الطريق لا نأخذ معنا زاداً ولا مزوداً ولا ثوباً ولا نحمـل عصا ولا تكون لنا أحذية فى أرجلنـا (مـت10:10).. فـإن الطريق نفسه مشبع لكل إحتياجات رحلتنا.. مـن يسـير فيـه لا يعتاز لشىء.. من يسهر فيه يلتحف بثوب يليق بدعوة العرس. وفى هذا الطريق لا يجد الإنسان ما يزعجـه، إذ يقـول سـليمان الحكيم إنه لا يجد ” طريقاً حية على صخر ” (أم 19:30)، وأنا أضيف أنـه لا يجد طريقاً لأى حيوان مفترس لهذا فلا حاجة إلى عصا ما دامت لا توجد أثار خليقة معاديـة. + وبسبب صلابته يدعى الطريق ” صخرة “.. حتـى لا يمكـن لأى كائن ضار إن يلحق به. + إنه الطريق الصالح الذى يقـود الإنسـان الصـالح إلـى الآب الصالح، يقود الإنسان الذى من كـنز قلبـه الصـالح يخـرج الصالحات، يقود العبد الأمين الصالح. حقاً إن هذا الطريق ضيق إذ لا يقدر كثيرون أن يحتملوا السير فيـه لأنهم محبون لأجسادهم. ويرى القديس ايريناؤس أن مسيحنا القدوس هـو الطريـق الـذى يقوم بتقديس نفوسنا.. إذ يقول: ” ففى كل الكتـاب المقدس تظهر القداسة أساساً للخلاص “. ويقول أيضاً: من يحلم أنه قادر على الدخول إلى السـماء دون طهارة القلب وبر الحياة وقداسة الجسد يموت فى هذا الوهم ليسـتيقظ فيجد نفسه فى خزى وعار أبدى. وفى تأمل لعبارة أشعياء النبى ” تكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة ” (أش 8:35)، يقول لنا القمص بيشوى كامل المتنيح: على مدار السنة القبطية تقدم لنا الكنيسة المقدسـة ” طريقا مقدساً ” إلـى أحضان الآب السماوى وذلك من خلال ” دورة الحياة الكنسية ” بما فيـها من مناسبات وأصوام وقراءات وطقوس. فالحياة الكنسية هى رحلتنا إلى السماء، كما نصلـى فـى صـلاة الساعة الثالثة: ” حينما نقف فى هيكلك المقدس نحسب كالقيام فى السماء “. وكما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم : (حينما ترفع ستر الهيكل فثق أن السماء قد انفتحت أبوابها). لهذا فنحن فـى الكنيسة نعيش فى رحلة هى فى الواقع عربون حياتنا السمائية وتؤدى إلى السماء عينها. 2-والحق: قال السيد المسيح ” أنا هو الطريق والحق والحياة “. الحق لا يتجزأ، والحق هو الله. فالحقانى والحق وروح الحق هـم واحد.. لا يمكن أن نفصل الحق عن مصدره أى عن الحقانى. الحـق مولود من الآب، وروح الحق منبثق من الآب. والوالد ليس هو المولود.. والباثق ليس هـو المنبثـق.. والمنبثـق والمولود ليس هو الباثق، ولكن الوالد الباثق والمولود والمنبثـق هـم واحد.. مثلما نقول أن النور والشعاع الصادر عنه هو نور واحد. إن الروح القدس هو روح الحق لأنه هو روح الله.. وهو الذى يلهم الحق ويرشد إلى الحق، مثلما قال السيد المسيح عن الـروح القـدس: ” وأما متى جاء روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ” (يو 13:16). من اقوال القديس كيرلس الأورشليمى : (السيد المسيح هو الحق ذاته، وهو إله حق من إله حق لأنه هو والآب واحد.. فهو إبن بالحق، إنه إبن بالطبيعة بلا بداية، لـم يـأت من حالة العبودية إلى حالة التبنى- أى أنتقل إلى حالة أعظم- بـل هو إبن أبدى مولود بنسب لا يفحص ولا يدرك) . هو مولود من البدء، إبن الآب. هو فوق كل بداية وكل العصـور.. إبن الآب مساوياً للآب الذى ولده فى كل شئ، آبدى مـن آب أبـدى، حياة من حياة، نور من نور، حق من حق، حكمة من الحكيم، ملك من ملك، الله من الله، قوة من قوة. الجـهل والباطل فى عين القديس اكليمنضس الإسكندرى هما أشـر الخطايا، لهذا كان محبا للقراءة لمعرفة الحق. ويظهر إطلاعـه فـى كتاباتـه حيث اقتبس أكثر من 700 نصاً من 348 مؤلفاً وربما أكثر. وفى كتابه ” المتفرقة ” يرى القديس اكليمنضس أن الحق هوالعنصر الأساسى فى المسيحية. ( أما المبدأ الأول فهو الرب المتملك خلال الكتاب المقدس، الـرب الذى قاد الأنبياء والإنجيليين والرسل.. هذا الذى أخذنا منه براهيـن إيماننا، قبلنا الحق خلال الكتاب المقدس، خلال صوت الرب نفسـه، وليس خلال أراء الناس كما يفعل الهراطقة ). وقال القديس يوحنا ذهبى الفم: (من يصرخ بما هو لله بصوت الإتضاع الحقيقى والإعتراف الحق للإيمان فهو حمل، وأما من ينطق بتجاديف ضد الحق وعداوة ضد الله فهو ذئب). 3-الحياة: ” أنا هو الطريق والحق والحياة “، المسيح هـو الحيـاة، أى مصـدر الحياة، كما قال القديـس يوحنـا ” فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس “.. ويقول أيضاً: ” الذى يؤمن بالإبن له حياة أبدية ” (يو 3: 36). هنا قال القديس كيرلس الكبير : لأن الإبن الوحيد هو بالطبيعـة الحياة ” لأن فيه نحيا ونتحرك ونوجد ” (أع 28:17) وهو يدخل فينـا بالتأكيد من خلال الإيمان ويسكن فينا بالروح القدس، لذلك قال القديس يوحنا الإنجيلى: ” بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا، انه أعطانا من روحه ” (1يو 13:4). إذن فالمسيح سيحيى أولئك الذين يؤمنون به، إذ هو نفسـه الحيـاة بالطبيعة وهو يسكن فيهم. وبما أنه بالإيمان تدخل الحياة بالطبيعة فينا.. كيف لا يكون صادقـا من يقول: ” الذى يؤمن بلإبن له حياة أبدية “، أى أن الإبن ذاته ولا آخـر سواه هو الذى نعرفه نحن أنه هو الحياة. وعن عبارة “لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى كذلك الإبن أيضا يحيى من يشاء ” (يو 5 :21). قال القديس كيرلس الكبير: أترون أيضاً فى هذه الكلمات برهاناً ساطعاً على معادلته لـلآب لأن من يعمل بالمساواة من جـهة إقامة الموتى كيف يمكـن أن يكون أقـل؟ أو كيف يكون من طبيعة أخرى وغريباً عن الآب وهو الـذى يشـع بنفس الخصائص؟ لأن القدرة على الإحياء التى فى الآب كما هى فـى الإبن هى خاصية للجوهر الإلهى.لكن الآب آيضاً لا يحيى بعض الناس منفصلا ومـن ذاتـه أو أن الإبن يحيى البعض الأخر منفصلا ومنعزلاً عن الآب، إذ أن الإبن لـه الآب فى ذاته بالطبيعة والآب يفعل كل شئ بالإبن، لكـن طالمـا أن الآب لديه قوة الإحياء فى طبيعته ذاتها هكذا الإبن أيضاً ينسـب قـوة إقامة الموتى لنفسه وكأنها تخص كل منهما على حدة. + وللقديس كيرلس الكبير تأمل فى عبارة ” الحق الحق أقول لكم أنه تأتى ساعة وهى الآن حـين يسمع الأموات صـوت إبـن الله والسامعون يحيون ” (يو 5: 25) ” قال فيه: كمـا يبـدو فـإن خلاصة الأمر أن الوقت سيأتى حين يسمع الأموات صوت إبـن الله الذى يقيمهم.. والمفـترض أنـها الآن أيضـاً، أى سـاعة حاضرة، إما كما حينما سمع لعازر صوت المخلص، أو بقولـه هذا يعنى بالموتى الذين لم يستدعوا بعد للإيمان وإلى نـوال الحياة الأبدية والتى ينلونها يقينا إن هم قبلوا تعليم المخلص. وتلك الطريقة فى إعتبار الأمر تحتفظ حقا بمظهر مقبـول شـكلياً لكنها لا تحوى دقة على الإطلاق “وإذا ما تبقى لنا نفس القدرة مـن دقة الكلمات مرة خرى فسوف ندرك الأمر بشكل أعمق، ومن هنـا نستهل القراءة: ” الحق الحق أقـول لكم أنه تأتى ساعة وهى الآن حين يسمع الأموات صوت إبن الله والسامعون يحيون “. والمقصود بالساعة هنا أيضاً هى تلك الساعة التـى سـيحيا فيـها السامعون أولئك الذين يسمعون، وبتلك الكلمـات الإفتتاحيـة سـوف يقومون مرة أخرى ليعطوا جوابا عن حياتهم فـى العـالم، ويقـول أن الحياة الأبدية ستكون مكافأة الطاعة معلنـا أمـام الجميـع أن كلكـم ماضون للدينونة فى زمن القيامة العامة، لكن إن كان الأمر يبدو مـراًً لكم أن تعاقبوا وأن تجازوا بعقوبات لا نهاية لها علـى يـدى الديـان المخوف فلا تجعلوا زمن الطاعة يمر عبثاً بل أمسكوا به وهو حـاضر الآن واسرعوا إلى الحياة الأبدية.
المزيد
23 مايو 2020

شركاء الطبيعة الإلهية

للأسف فإن البعض يحرّفون هذه الآية عند تعرّضهم لها، ويقولون "شركاء في الطبيعة الإلهية".. هذا لم يقله الرسول بطرس لأنه لا يمكن إطلاقًا أن يشترك أي مخلوق في طبيعة الله، أو في كينونته، أو في جوهره. ومن يدّعى ذلك يكون قد دخل في خطأ لاهوتي خطير ضد الإيمان بالله وبسمو جوهره وطبيعته فوق كل الخليقة. كما أن هذا الادعاء هو لون من الكبرياء سقط فيه الشيطان من قبل حينما قال: "أصير مثل العلى".. الرب يحمينا من هذا الكبرياء المهلك أما قول معلمنا بطرس الرسول: "لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية" فهو بمنتهي البساطة يقصد أننشترك مع الله في ملكوته الأبدي من خلال اشتراكنا في قداسته حسب الوصية "كونوا قديسين لأني أنا قدوس"(1بط1: 16). وحتى الاشتراك في قداسة الله هو مسألة نسبية، ليست مطلقة. فكمال الخليقة هو كمال نسبى، أما كمال الله فهو كمال مطلق. وقداسة الله قداسة طبيعية غير مكتسبة، أما قداسة القديسين فهي قداسة مكتسبة إن الرسول بطرس يتكلم عن الاشتراك في الحياة الإلهية مثل ميراث القديسين في الحياة الأبدية. فقال: "بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة" (2بط1: 3، 4) إننا نشترك مع الله في العمل مثلما قال معلمنا بولس الرسول عن نفسه وعن أبلوس: "نحن عاملان مع الله" (1كو3: 9) نشترك مع الله في الحياة الروحية مثل البركة الرسولية التي يُقال فيها (شركة وموهبة وعطيةالروح القدس تكون مع جميعكم)"شركاء الطبيعة الإلهية" في الخلود، في القداسة، في الملكوت، في السعادة الأبدية، في الحب الذي قال عنهالسيد المسيح للآب: "أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك، أما أنا فعرفتك. وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني. وعرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26) إن السيد المسيح يقول للآب إن الحب الذي بينهما؛ من الممكن أن يكون في التلاميذ. والمقصود نوع الحب وليس مقداره. لأن الآب غير محدود والابن غير محدود، فالحب الذي بينهما غير محدود. أما نحن فمحدودون، وننال من الحب الإلهي على قدر استطاعتنا،وبهذا توجد شركة المحبة بيننا وبين الله. ونصير شركاء الطبيعة الإلهية.. ولكن ليس شركاء في الطبيعة الإلهية كما يتجاسر البعض ويقولون فليرحمنا الرب لكي نشعر بضعفاتنا وخطايانا فلا نسقط في الكبرياء. نيافة الحبر الجليل المتنيح الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب المسيح مشتهي الأجيال منظور أرثوذكسي
المزيد
22 مايو 2020

مختارات حلو الكلام

+ أعظم نعمة في الحياة راحة البال، إن شعرتَ بها فأنت تملك كل شيء. + أربعة تحفظ النفس؛ الرحمة لجميع الناس – ترك الغضب – الاحتمال – إخراج الذنب من القلب بالتسبيح. + عندما يكون القلب طيبًا، يمكن تصحيح كل شيء. + قد تكون مجرد شخص في هذا العالم، ولكن لشخص ما، أنت العالم كله. + أسوأ أخطائنا، انشغالنا بأخطاء الآخرين. (جبران خليل جبران) + أخبرك سرًا يا إلهي: حديثي معك يغرقني فرحًا. + اعمل بجدّ في صمت، ودع النجاح يُحدث الضجيج. + للذكاء حدود، لكن لا حدود للغباء. + ليس كل من تعلم الحروف أتقن الكلام، الجميع يكتب، والقليل يقرأ، والنادر يفهم. + قلب الإنسان يفكر في طريقه والرب يهدي خطوته (أمثال 9: 16) + عندما تتصدّق فأنت لا تنفق نقودك، بل ترسلها إلى نفسك في زمن آخر. + طعنة العدو تدمي الجسد، وطعنة الصديق تدمي القلب. + قيمتك ليست في عيون الناس، بل هي في ضميرك، فإذا ارتاح ضميرك ارتفع مقامك. + صباح الخير لك، وأنت العارف والمتيقن تمامًا بأنك لقلبي الصباح والخير (صلاة صباحية). + أعظم أنواع التحدي أن تضحك والدموع تذرف من عينيك. + الحوار الحوار الحوار هو ما تحتاجه الحياة الأسرية اليوم، لأنه يحقق التفاهم ويعمّق التواصل، وهو ليس مجرد مجموعة كلمات: أنه المحبة مع الاحترام، والتشجيع مع القبول. + الوسادة تحمل رأس الغني والفقير، الصغير والكبير، الحارس والأمير، ولكنها لا تريح إلا مرتاح الضمير. + البعض يهدي لك وردة، وآخر يزرعها في قلبك. + عيشو بالسلام وإله المحبة والسلام سيكون معكم (2كو13: 11). + بعض الحروف كضغط الزناد \ تصيب القلوب وتدمي المُقَلوبعض الحروف كشرب الدواء \ تداوي الجروح وتشفي العلل. + يظل هناك شخص مختلف الحضور والحديث دائمًا.. حتى نوع السعادة التي يمنحها لك تكون مختلفة. + الكيماء بين البشر هي أغرب علم في حياة الناس. + من عاش بالمكر مات بالفقر، ومن عاش بحسن النية أنقذه الله من كل بلية. + جميعنا نملك نفس القلب، لكن لا نملك نفس النيّة. + اعلم أن الحياة مدرسة؛ وأنت طالب فيها، والمشاكل هي مسائل رياضية يمكن حلها. + مهما بلغت ثقتك بالآخرين، لا تفتح لهم من غرف حياتك سوى غرفة الضيوف. + الوردة التي يشمها الكثيرون لا تفقد عبيرها. + كن سطحيًا مع من لا تليق بهم الأعماق. + جمال المكان بمن رافقك فيه، وجمال الوقت بمن شاركك فيه. + عندما تهزم "قوة الحب" حب القوة، حينئذ سيعرف العالم السلام. + اليد التي أكدت أنها لا تستحق أن تمس حذاء المسيح، جعلها المسيح على رأسه. (يوحنا ذهبي الفم) + دائمًا الحاسد يراك مغرورًا، والمحب يراك رائعًا، والناقص ينتقدك وينسى نفسه. + اقضِ بعض الوقت مع أشخاص فوق 70 سنة وآخرين أعمارهم أقل من 7 سنوات. + النجاح يخلق لك الكثير من الأعداء. + غباء منك أن تكون حزينًا بسبب شخص يعيش حياته بكل سعادة. + الحياة تعلمك الحب، والتجارب تعلمك من تحب، والمواقف تعلمك من يحبك. (نزار قباني) + إذا كانت ملامحك تبدو أصغر من عمرك، فهذا يعني أن جمالك الداخلي أقوى من قسوة الحياة وأنك تمتلك قلبًا أبيض لا يؤذي أحدًا. + لم يجئ المسيح ليعلم الناس بناء الكنائس الشاهقة و المعابد الضخمة في جوار الأكواخ الحقيرة والمنازل الباردة الحقيرة، بل جاء ليجعل قلب الإنسان هيكلاً، ونفسه مذبحًا، وعقله كاهنًا. (جبران خليل جبران) + ليس كل ما في البال يُقال. + بدون الأحلام لن تصل لشيء، وبدون الحب لن تشعر بشيء، وبدون الله نحن لا شيء. + من أهم أسباب التأخر: إسناد الأمر إلى غير أهله. + ليس من الذكاء أن تنتصر في الجدال، وإنما الذكاء ألا تدخل في الجدال أصلاً. + الحوار يفضح العقول، والغضب يفضح الأخلاق. + توقف عن وضع "فاصلة" عندما يتطلب الأمر وضع "نقطة". + كل شخص لديه قصتان: قصة يعيشها، وقصة يتمنى أن يعيشها. + عندما تسامح مَنْ أساء إليك، فأنت لا تغير الماضي، بل تغير المستقبل. + عندما تشتك للبشر ينتهي الحوار في الأغلب بـ"ربنا يعينك"، اختصرها من البداية واشتكِ للذي يُعينك. + ابتسامتك هي زهرة في عبوس الأرض. + لا تبالغ في وضوحك.. هذا العالم أعمى. + عناء اليوم هو لذة الغد. + ما أكثر الناس، وما أندر الإنسان. (ميخائيل نعيمة) + الحياة خشنة، ويل للناعمين. + إسعاد الآخرين: غرس تزرعه لغيرك فيثمر في قلبك. + قد يكون عطرك المفضل: إنسان. + غبار العمل ولا عِطر الكسل. + الإنسان الإيجابي لا تنتهي أفكاره. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
21 مايو 2020

التناقض المزعوم بين الأسفار وبين سِفْرُ إِرْمِيَا

1- بين اصحاح 23 : 24، مت 18 : 20 ففى الاول ان الله موجود فى كل مكان وفى الثانى ان المسيح قال (حيثما اجتمع اثنان او ثلاثه باسمى فهناك اكون فى وسطهم). فنجيب : ان معنى الايه الثانيه (حيثما اجتمع اثنان او ثلاثه باسمى فهناك اكون فى وسطهم) انه يظهر قوته فى هذا المكان وهكذا هو المراد بالحضور اى ان قوته تحضر معهم. 2- بين اصحاح 35 : 2، لو 1 : 15 ففى الاول ان الله قال لارميا (اذهب الى بيت الركابيين وكلمهم وادخل بهم الى بيت الرب الى احد المخادع واسقهم خمرا) وفى الثانى تحذير للاصفياء من شرب الخمر. فنجيب : ان القول الاول لم يقصد به ان يجعل ارميا يسقيهم خمرا حقا وانما كان يقصد اظهار طاعتهم لابيهم بعد قبولهم شرب الخمر لكى يوبخ بهذه الطاعه عصيان بنى اسرائيل عليه وتراه تعالى بعد رفضهم شرب الخمر خضوعا لوصيه ابيهم قد باركهم لاجل ذلك. 3- بين ار 36 : 30 ولوقا 1 : 32 ففى الاول قيل عن يواقيم الذى هو من نسل داود الذى جاء من نسله المسيح انه لا يكون له نسل يجلس على كرسى داود، وفى الثانى ان المسيح سيعطيه كرسى داود ابيه، وذلك لم يكن. فنجيب : ان المراد بقوله عن المسيح (وسيعطيه الرب الاله كرسى داود ابيه) اى ملكا روحيا لا دنياويا وهو له المجد قال : (مملكتى ليسشت من هذا العالم). المتنيح القس منسى يوحنا عن كتاب حل مشاكل الكتاب المقدس
المزيد
20 مايو 2020

حقيقة قيامة المسيح ونتائجها

مقاومة اليهود للقيامة:- كانت قيامة السيد المسيح من بين الأموات ، هي الحدث الأكبر الذي هز كيان اليهود ، فحاولوا أن يقاوموه بكافة الطرق . حاولوا مقاومة القيامة قبل حدوثها . و حاولوا ذلك بعد أن حدثت أيضاً . كان السيد المسيح قد بشر بقيامته قبل أن يصلب ز فقال للتلاميذ أكثر من مرة إن ابن الإنسان سوف يسلم إلي أيدي الناس الخطاة فيجلدونه و يصلبونه و يقتلونه ، و في اليوم الثالث يقوم . قال لهم ذلك و هم صاعدون إلي أورشليم ( متي 20 : 18 ، 19 ) ؛ ( مر 10 : 33 ، 34 ) ؛ ( لو 18 : 31 - 33 ) . و قال ذلك في مضيهم إلي الجليل ( متي 17 : 22 ) . و قال هذا أيضاً بعد اعتراف بطرس أن المسيح ابن الله الحي ( متي 16 : 21 ) . و بعد التجلي قال لهم أن لا يتحدثوا بما أبصروا " إلا متي قام ابن الإنسان من الأموات " ( مر 9 : 9 ) ز و قال لهم في يوم الخميس الكبير " و لكن بعد قيامي أسبقكم إلي الجليل " ( مر 14 : 28 ) كما ضرب لهم مثل يونان النبي ( متي 12 : 4 ) . و كان رؤساء الكهنة و الفريسيون يعرفون ما تنبأ به الرب عن قيامته . لذلك ذهبوا إلي بيلاطس و قالوا له " تذكرنا أن ذلك المضل قال و هو حي إنني بعد ثلاثة أيام أقوم .. فمر بضبط القبر إلي اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً و يسرقوه ، و يقولوا للشعب إنه قام من الأموات ، فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولي " ( متي 27 : 62 - 64 ) . فماذا كان " الشر " الذي يخشونه نم القيامة ، حتي أنها تكون أخطر من تعليم المسيح الذي لقبوه بالضلالة الأولي ؟ كانت قيامة المسيح تدل علي صدقة وصدق نبوءته ، كما كانت تدل أيضاً علي قوته ، و علي أن صلبه لم يكن ضعفاً منه ، إنما كان تدبيراً لأجل خلاص البشر . و كل هذا يقود إلي الإيمان به ، و إلي تثبيت هذا الإيمان بالأكثر . لذلك قاموا بكل الإجراءات التي تضمن في نظرهم منع القيامة . إذ وضعوا علي باب القبر حجراً كبيراً و ختموا الحجر ، و ضبطوا القبر بالحراس ( متي 28 : 66 ) . و لم يخجلوا أن يفعلوا كل ذلك في عشية السبت " بعد الاستعداد " و خم الذين كانوا يتهمون السيد المسيح لأنه فتح عيني المولود أعمي في يوم سبت ( يو 9 : 16 ، 24 ) . و لكن كل احتياطاتهم أصبحت أدلة علي القيامة بالأكثر ، غذ قام المسيح علي الرغم من كل ذلك . و إذا بالإجراءات التي اتخذت ضد القيامة ، اصبحت دليلاً عليها ، و شاهداً لها و إثباتاً . وجود الختم علي القبر ، و وجود الحراس ، مع وجود القبر فارغ ، كلها كانت إثباتات لقيامة المسيح ، لخروجه من القبر وهو مغلق ، كما خرج من بطن العذراء و بتوليتها مختومة ، و كما دخل علي التلاميذ و الأبواب مغلقة . أما الرشوة التي دفعها رؤساء الكهنة للجنود ، ليقولوا إن تلاميذه سرقوه ، و هم نيام ، فإنها كانت حيلة أضعف من أن تقف أمام قوة القيامة ، و قوة الكرازة بها ... المنديل والأكفان:- و أيضاً من الإثباتات الواضحة للقيامة ، و جود الأكفان موضوعة ، و المنديل ملفوفاً في ناحية واحدة . فكيف أمكن الخروج من هذه الأكفان التي كانت لاصقة بالجسد تماماً ؟ و إن كان الجسد قد أخذه أحد ، فكيف جرده من أكفانه اللاصقة ؟ و ما الحكمة من نزعها عنه ؟ و ما المصلحة في ذلك ؟! و كيف أمكن تدبير كل ذلك بكل هدوء ، مع وجود الحراس ؟ لذلك ليس عجيباً قول الانجيل إن التلميذ لما رأي المنديل و الأكفان مرتبة هكذا " رأي فاَمن " ( يو 20 : 8 ) . أكذوبة سرقة الجسد:- لا يعقل أن يكون تلاميذه قد سرقوه ! لأنه لا توجد مصلحة لهم إطلاقاً في هذه السرقة . و لأنهم كانوا خائفين و قد هربوا وقت القبض عليه .. كما أنه من غير المعقول أن يخترعوا قصة القيامة ، و يجاهدوا حتي الموت و السجن و الجلد من أجل قصة مكذوبة ... و لا يعقل أن يأخذ التلاميذ سيدهم عارياً ، و يجردوه من أكفانه ، فليست في ذلك كرامة له و لا لهم . كما أن في ذلك مضيعة للوقت ، و تعويض الأمر للانكشاف ... و ما مصلحتهم في أن يدعوا قيامته و يموتون من أجل التبشير بها ، و هم لا يؤمنون بها .. و من ناحية التنفيذ توجد استحالة . كيف يخترقون نطاق الحراس ؟ كيف يدحرجون الحجر الضخم دون إحداث ضجيج يلفت النظر إليهم ؟ و يوقظ الحراس إن كانوا قد ناموا ؟ و كيف يحملون جثماناً في يوم سبت ؟ و كيف يفعلون ذلك و الأنظار مركزة علي القبر؟ و كيف يمكن تصديق نوم الحراس مع صرامة القانون الروماني ؟! و إن أرادوا النوم ، لماذا لم يقسموا الوقت بينهم في ذلك ، بحيث ينام البعض في نوبات ، و يكون البعض الآخر مستيقظاً ؟ و إن كانوا قد ناموا كلهم ، فكيف لم توقظهم أو توقظ بعضهم عملية سرقة الجسد ؟ و كيف لم يحاكموا علي ذلك ؟ و كيف لم يجر تحقيق في حادث السرقة ؟ و لم يجر تفتيش ؟ و التلاميذ معروفون ، و كذلك أماكنهم ... و اين تراهم وضعوا الجسد بعد سرقته ؟ و كيف دفنوه في يوم سبت ؟ و إن كان الحراس نياماً ، فكيف عرفوا أثناء نومهم أن تلاميذه أتوا ليلاً و سرقوه ؟ إنها حيلة فكر ضعيف شرير لم تجد قبولاً من أحد ، و دلت علي فساد هؤلاء الكهنة في كذبهم ، و ادعائهم ، و دفعهم الرشوة ، و تضليلهم للناس ، و تمسكهم بالذات . و ماذا عن شهوة القيامة و هم كثيرون ؟ هل كان كل أولئك كاذبين ؟ و كيف أجري الله علي ايديهم معجزات و هم ينشرون خديعة و ضلالاً ، و يدافعون عن الباطل ؟! علي أية الحالات كما حاول رؤساء كهنة اليهود منع القيامة قبل حدوثها حاولوا أيضاً تشويه مجد القيامة بعد تمامها . و بهذا لم يكونوا أهل تدين وصدق . لقد كسروا السبت في ضبط القبر و ختمه . و قد كذبوا في موضوع القيامة و أغروا الحراس أيضاً بالكذب ، كما قدموا رشوة للجند لينشروا الكذب . و كانوا يستخدمون سلطانهم لدي الوالي خادعين الشعب كله . ثم اضطهدوا التلاميذ ظلماً و هم يعملون ... و كما أتوا بشهود زور وقت محاكمتهم للمسيح ، أتوا أيضاً بشهود زور لكي ينكروا قيامته .. كذلك لم يكن رؤساء كهنة اليهود من اهل الإيمان . لم يؤمنوا بمعجزات المسيح أثناء حياته بينهم ،و لم يؤمنوا كذلك بمعجزة القيامة و هي واضحة أمامهم . و لم يؤمنوا بالمعجزات التي حدثت علي أيد التلاميذ و باسم المسيح . كانت قلوبهم مغلقة تماماً أمام الحق الواضح ... و برهنوا تماماً علي أنهم لا يستجيبون إطلاقاً مهما رأوا من معجزات ... كما لم يؤمنوا أيضاً بكرازة التلاميذ. قيامة المسيح كانت ترعبهم ، إذ كان وجوده يتعبهم و يكشفهم ، و قد فرحوا حينما ظنوا أنهم قد تخلصوا منه و قتلوه .. عبارة " المسيح الحي " عبارة تتعب الخطاة ، و إن كانت تفرح الأبرار.. كثيرون مثل كهنة اليهود ، يريدون أن يتخلصوا من المسيح ، لأن وجوده يبكتهم و بوجوده ، يزول وجودهم الخاطئ .. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب تأملات في القيامة
المزيد
19 مايو 2020

ما بالكم خائفين؟ (1)

نتذكر كلمات الرب يسوع عندما كان مع تلاميذه في السفينة واشتد الريح وهاجت العواصف.. وعندما عاتبه تلاميذه «يا معلم أما يهمك أننا نهلك؟». كانت إجابته الشافية «ما بالكم خائفين؟»، وما زال الله يردد نفس الكلمات لنا اليوم.. «ما بالكم خائفين؟ كيف لا إيمان لكم؟» (مت 8: 26). في مرات كثيرة ونحن نجتاز الضيقات والآلام، تزداد مخاوفنا بمشاهدة الميديا والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، وبمطالعة الجرائد والأخبار على صفحات الإنترنت، ويظن البعض أن الرب قد تركنا نواجه الآلام وحدنا، ولكننا وسط كل هذه المخاوف لابد أن نثق أن يسوع موجود في سفينة حياتنا، حتى وإن بدا نائمًا، إلّا أنه ينتظر منّا إيماننا لنوقظه.. فيهدأ كل شيء. والخوف في حياتنا نوعان، خوف غريزي وخوف بسبب عدم الإيمان، وهذا الأخير قد يفقدنا نصيبنا السماوي. وعدم خوفنا مصدره الإيمان، فنحن نعلم أن الله يرافق حياتنا باستمرار «لأنه إن سرتُ في وادي ظلّ الموت، لا أخاف شرًّا لأنك أنت معي» (مز23: 4). وهذه بعض المخاوف التي تواجهنا، والتي نثق أننا نجتازها بسلام بالإيمان.. 1. مخاوف من مواجهة الموت أو الرحيل من العالم: كما حدث لأبنائنا الشهداء في الكنيسة البطرسية أو في طنطا والإسكندرية، لكنني أعلم أن جميعكم رغم الألم اجتزتموها بفرح.. فرح مقابلة الرب الذي نقول عنه في الكتاب «إن الموت ربح» (في1: 21)، فمن يخاف الموت هو من لا يستعد للأبدية، فاستعدادنا الدائم للسماء يحفظ لنا سلامنا من جهة مواجهة الموت.. الذي به ننال الأكاليل والمجد السماوي. 2. مخاوف من السلطان الزمني: وهذه اجتازها قبلنا شعب الله تحت عبودية فرعون مصر، وكانت تشتد عليهم يده كلما طالبوا أن يخرجوا ليعبدوا الرب في البرية (سفر الخروج)، كما اجتازها أيضًا مردخاي بمكيدة هامان صاحب السلطان الزمني (سفر أستير)، لكننا نعلم كيف كان الصوم والصلاة هما مخرج شعب الرب دائمًا، فيده العزيزة كانت دائما تنجي من كل سلطان الملك. 3. مخاوف من قوى الشر: فالشيطان دائمًا كان يحارب شعب الرب من دور إلى دور. وهكذا عيّر جليات شعب الرب قديما، وهكذا خاف الشعب من دخول أرض الموعد بسبب العمالقة الساكنين فيها، لكننا في كل ذلك رأينا ان المقلاع الصغير بيد داود استطاع أن يهزم جليات، ومقلاعنا ليس سوى الصوم والصلاة، والثقة أن الله الذي وعدنا أن يدخلنا إلى راحته هو يقودنا في وجه عماليق. 4. مخاوف من معاناة الألم والمرض: فكثير من أبنائنا في الأحداث التي واجهتها الكنيسة أُصيبوا وعانوا آلام الجسد القاسية، ولكننا نعلم أن كل هذه الآلام تؤول إلى مجد، لأنهم حُسِبوا أهلًا أن يصيروا بين صفوف المعترفين، ولابد أن مجازاة الرب عظيمة لهم.. فها نحن قد سمعنا بصبر أيوب وعاقبة الرب قد رأيناها. 5. مخاوف من غموض المستقبل: في ظل هذه الأحداث قد يرى البعض المستقبل مظلمًا، لكننا نثق أن كل أيامنا هي في يد الرب وليست في يد إنسان، لذلك عندما تهاجمنا الأفكار لنجعلها موضوع صلاة وليس موضوع خوف، فحياتنا وحياة أولادنا هي في يده وحده، وهو قادر أن يحفظنا إلى التمام. نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
18 مايو 2020

البُعد اللاهوتي - البعد الروحي - البعد الطقسي

البعد اللاهوتي في هذا العيد: 1- قدرة السيد المسيح بفعل لاهوته أن يقوم من بين الأموات. القدرة على الإقامة من الموت هي من صفات اللاهوت سواء لاهوت الآب أو لاهوت الابن أو لاهوت الروح القدس. (رومية 1: 4) "وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات". إذًا هو الله واهب الحياة. 2- إنه استعلن لتلاميذه ونفخ في وجوههم وأمرهم أن يقبلوا الروح القدس لغفران الخطية، "أقبلوا الروح القدس" (يو 20: 20– 23). 3- إتمام الخلاص للقيامة معنى الصليب والقيامة والصعود الثلاثة مربوطين معًا وليس مخلص هو الرب. 4- تعبير أقامنا معه أي له القدرة على إعطاء نعمة القيامة سواء القيامة الأولى (التوبة) أو القيامة الثانية من بين الأموات (القيامة العامة). البعد الروحي: - فكرة تأمين الإنسان ضد الماضي، الماضي دائمًا يُطارد الإنسان وهو ابتلاع الماضي للحاضر في حياة الإنسان، السيد المسيح عالج هذا الموضوع أنه أتى بالمستقبل كله جسد القيامة وقال له إن كان الماضي يبتلع حياتك فالأبدية ستعوضك هذا. "إن كان الخارج يفنى فالداخل يتجدد، إن كان إنساننا الخارجي يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" حتى لا يصير الإنسان أسير الماضي. -القيامة قدمت لنا حياة لا يغلبها الموت. البعد الطقسي: دورة القيامة وتعنى وجود المسيح في وسط الكنيسة، وقبلها تمثيلية القيامة، وفي القداس نقول بموتك يا رب نبشر وبقيامتك نعترف، بينما الموت لا يُبشر به. س) لماذا لا يقل نبشر بالقيامة ونعترف بالموت؟ ج) حياة الله أمر طبيعي لكن الغريب موت الله فالذي يريد تبشير هو الموت موت المسيح. كيف يموت الله؟ يموت ناسوتيًا فاللاهوت لا يموت لذلك نعبر عن هذه الحقيقة في القداس فالقيامة جزء من طبيعة الله لأن الله هو الحياة."بالموت داس الموت" "أبطل عز الموت" لذلك نقول في القداس بموتك يا رب نبشر. - لا يوجد رفع بخور عشية لعيد القيامة بينما في الميلاد والغطاس وكل الأعياد السيدية لها رفع بخور عشية لماذا لا يوجد رفع بخور عشية؟ لأن السيد المسيح قام في فجر الأحد ولذلك نبدأ بباكر اليوم مباشرة وليس بالعشية. ولذلك يوم القيامة العامة ليس له مساء لأن النور دائم والحياة دائمة ليس هناك مساء ولذلك لا توجد لها عشية. - لا تُصلى المزامير إلا مزمور القداس ورفع بخور باكر، "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به". نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل